Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 108

‫‪1‬‬

‫بسم ال الرحمن الرحيم‬

‫المقدمة للناشر‬

‫الحمد ل الذى رفع مكانة العلماء‪ ،‬وأعلى مقام الفقهاء‪ ،‬وجعلهم خلفاء النبياء‪ ،‬وقال إنما يخشى ال من عباده العلماء‪،‬‬
‫والصلةا والسلم على محمد المصطفى‪ ،‬اصطفاه ال تعالى من بين الورى‪ ،‬واتخذه حبيبا فى الدنيا وفى الخرى‪ ،‬وجعله‬
‫صاحب الشفاعة الكبرى‪ ،‬القائل‪" :‬الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إل ال وما واله‪ ،‬أو عالما أو متعلما" يا أولى النهى‪ ،‬وعلى‬
‫آله الطهار‪ ،‬وأصحابه البرار‪ ،‬الذين شادوا الدين‪ ،‬ونشروا سنة سيد المرسلين‪ ،‬وحملوا النور عنه الى العالمين‪ ،‬وفتحوا‬
‫‪.‬الراضى بنية تبليغ الدين‪ ،‬حتى وصلوا الى قزوين‪ ،‬بل الى وليتنا داغستان‪ ،‬وعلى التابعين وتابعيهم باحسان‬

‫‪:‬وبعد‬

‫فيقول الفقير‪ :‬لما سمعت ان للنذير الدركلي تأليف "نزهة الذهان فى تراجم علماء داغستان" قصدت وسعيت فى تحصيله‬
‫فوجدته ولو بعد طويل الزمان لن من طلب شيئا وجدد وجدد‪ َ.‬ثم قرأته من أوله إلى آخره فوجدته بأحسن تأليف من بين‬
‫تأليفات علمائنا فى هذا الفن‪ ،‬ول يخفى لحد أنه كان بين علمائنا المتقدمين من ألفوا تراجم علماء قطرنا السلمي‬
‫الداغستاني لكن أكثرهم ألفوا تراجم علمائنا بلغة الترك والفرس وأما الذين ألفوا تراجمهم بلغة العرب فقليل ما هم‪ ،‬فمن‬
‫‪.‬القليل نذير بن محمد الدركلي الداغستانى‬

‫فبعد قراءةا "نزهة الذهان" ألهم إلي أن أنشره بين أهالينا لينتفع به علمائنا ولينال الثواب للمألف بإنتفاعهم به‪ ،‬ولن ل‬
‫ينسى علمائنا الذين امضووا عمرهم فى مصالح الوطن وإصلحا الناس فيه‪ ،‬فهم سراجنا فى الدنيا وفى الخرةا‪ ،‬رحمة ال‬
‫‪.‬عليهم أجمعين‬

‫ثم بعد تأمل كثير وفكر وفير أردت وإن لم أكن لذلك أهل أن أقدم وأعلق لـ"نزهة الذهان فى تراجم علماء داغستان"‬
‫‪:‬تبركا وتوسعا ليفهم القارئ مقصود الكتاب‪ ،‬وأرجو من ال موليا عفوه ورضوانه‪ ،‬فأقول‬

‫إن من مدنة ال تعالى على أمة السلم أن خلق لها علماء وفقهاء ونبلء ذووا التحقيقات‪ ،‬حفظوا هذا الدين وبذلوا أنفس‬
‫الوقات‪ ،‬في توضيح الحكام والتشريعات‪ ،‬ودونوا لنا هذه الكنوز فى شتى فنون العلم فبينوا المشكلت‪ ،‬وشرحوا المسائل‬
‫العويصات‪ ،‬وأدلفوا وكتبوا كتبا فى جميع فصول العلم ذى المستجادات‪ ،‬وقرضوا الشعار ذى الفائدات‪ ،‬امتثال بقول سيد‬
‫‪".‬الكائنات‪ ،‬فانه قال "ان من الشعر لحكمة‬

‫فججزءءا من تلك المنة جمنح على أهل داغستان‪ ،‬فان ال أخرج منها علماء وفقهاء ونبلء أهل العرفان‪ ،‬وجعلهم غيارى‬
‫لدينه حيث حفظوا الدين وبلغوه لنا صافيا عن البدع والنقصان‪ ،‬فإنهم رضي ال عنهم عللموا وعدملوا‪ ،‬عللموا ونفعوا‬
‫ونصروا السلم‪ ،‬وقد كان فى نفس داغستان‪ ،‬علماء فى كل فنون العلم من قديم الزمان‪ ،‬حيث ل يحصى عددهم الن‪ ،‬ال‬
‫ما كان مسطورا فى الطروس ومحفوظا فى النفوس بإلهام المنان‪ ،‬فبسببهم نلنا الى ما نلنا من الدين‪ ،‬وعرفنا ال ورسوله‬
‫باعتقاد قويم‪ ،‬وعبدنا ال تعالى رب العالمين‪ ،‬واددينا أوامر ربنا من أركان الدين‪ ،‬وقرئنا القرآن وأحاديث خاتم النبيين‪،‬‬
‫واطلعنا الى كتب الئمة الربعة وسائر علماء العاملين‪ ،‬ولولهم ما وصل الينا السلم‪ ،‬وما عرفنا ال ورسوله خير النام‪،‬‬
‫وما اطلعنا الى كتب العلم‪ ،‬ولولهم كنا كالبهائم ل نميز بين الشر والخير‪ ،‬وكنا على شفا جرف من النار‪ َ.‬فانهم رضي‬
‫ال عنهم أخرجوا أهل وطنهم من كدورةا الحال‪ ،‬الى انارةا النوال‪ ،‬ومن ظلمات الجهال‪ ،‬الى نور العلم والحلل‪ ،‬بل من‬
‫الكفران الى اليمان‪ ،‬ومن العصيان الى الذعان‪ ،‬فصاروا بذلك من الذين قال فى حقهم رسول ال سيد الكوان‪" :‬ان‬
‫‪2‬‬
‫العلماء ورثة النبياء‪ ،‬و ان النبياء لم يودرثوا دينارا ول درهما وانما ودرثوا العلم‪ ،‬فمن اخذه اخذ بحدظ وافر"‪ ،‬بالتمام‪،‬‬
‫فانهم رضي ال عنهم ورحمهم اخذوا من ذلك الحظ وافرا وصاروا بذلك من ورثة النبياء خيار النام‪ ،‬وهم الذين رفعوا‬
‫قدر داغستان‪ ،‬على سائر البلدان‪ ،‬وكان منهم من جاهد الكفار واعداء اليمان‪ ،‬بانفسهم كالمامين غازى محمد و شمويل‬
‫ومن قبلهما من الشجعان‪ ،‬ومنهم من جاهدهم بقلمهم كالعالم العلمة ابن آكايا ابوسفيان‪ ،‬والعلمة نذير بن محمد صاحب‬
‫نزهة الذهان‪ ،‬ومنهم من جاهدهم بالسنتهم كالمام القاضى محمد الدركلي ذى العرفان‪ ،‬وتلميذه القاضى محمد أمين‬
‫‪.‬وامثالهما رحمهم ال مع الرضوان‬

‫ثم ان أرض داغستان بقعة مباركة مذكورةا فى الحاديث النبوية الشريفة لكن بطرق ضعيفة من جهة السناد ل من جهة‬
‫المضمون‪ ،‬ففى الحديث الضعيف المرويا عن ابن ابى حاتم وعن الخليلى مرسل‪" :‬أغزوا قزوين فانه من أعلى أبواب‬
‫الجنة" وقزوين بقعة كبيرةا يدخل فى مساحتها بعض البلدان الذين في ساحل بحر قزوين وهو بحر الخزر ويسمونه الن‬
‫بحر "كاسبيي" فان أرض داغستان داخلة فى مساحة قزوين الذى ذكره رسول ال صلى ال عليه وسلم فى الحديث‬
‫‪.‬الشريف‬

‫‪.‬وقوله صلى ال عليه وسلم "فانه من أعلى أبواب الجنة" معناه‪ :‬انه موضع مباركة مقدسة‪ ،‬هكذا فى شرحا المناوى‬

‫فوجدنا فى رسالة "تاريخ اسلم داغستان" ما نصه‪ :‬وبعد احكام أجنوشروان هذه البلد وكان على عدالته ولد النبي صلى‬
‫ال عليه وسلم وانتشر نور السلم إلى الطراف وهلك كرى فارس وخرج ملكهم واخرج كفار خزر من اراضيهم حتى‬
‫غلب دين السلم‪ َ.‬فبعد ما كان تاريخ النبى عليه السلم فى اربعين سنة قصد جميع الصحابة – رضي ال عنهم – للخروج‬
‫الى الغزاوةا فى دربند مع كفار ولية خزر لنهم سمعوا من النبى صلى ال عليه وسلم ان دربند موضع مبارك من غزا‬
‫فيها غفر ال ذنوبه‪ ،‬ولكن اتفق لهم إرسال سلمان وربيع فخرجا على اربعة آلف رجل من شجعان العرب وسكنا فى‬
‫‪.‬دربند‪ َ.َ.َ.‬انتهى ملخصا جدا‬

‫قال العلماء من المحدثين والفقهاء‪ :‬يجوز ويستحب العمل فى الفضائل والترغيب بالحديث الضعيف ما لم يكن موضوعا‬
‫واما الحكام كالحلل والحرام والبيع والنكاحا والطلق والجهاد وغير ذلك من الحكام الدين الذى علم بالضرورةا فل يعمل‬
‫‪.‬فيها ال بالحديث الصحيح أو الحسن‬

‫وان قلتم‪ :‬هذا الحديث ل يدل الى عمل ملموس من فضائل العمال فبأيا عمل نعمل بهذا الحديث؟ قلنا‪ :‬نعم هذا الحديث‬
‫ل يدلنا ول يرغبنا الى عمل معين ولكن نحن ل نستوعب هذا الحديث بوجه عبوس بل نستوعبها بوجه طليق ونقول‪ :‬كل‬
‫واحد منا يستخرج لنفسه من هذا الحديث عمل صالحا ليعمل به ويتخذه وردا فرحا بوصول السلم الى وليتنا داغستان‬
‫بواسطة اصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ َ.‬ونقول ايضا ان هذا الحديث ل يتعلق باحكام الشرعية الضرورية كي‬
‫ننكرها بل يتعلق بالوقائع التاريخية ولذا اعتقادنا فى هذا الحديث صحيح ل ننكره ول نستقبحه كما ينكره ويستقبحه بعض‬
‫الفتية الجهلة من ارض وليتنا بل نستحسنه لكن بقليل الضعف من جهة السناد ل من جهة مضمون الحديث لن مشتملت‬
‫ومحتويات هذا الحديث قد وقع كما قال سيد العرب والعجم فانه صلى ال عليه وسلم قال لصحابه‪" :‬أغزوا قزوين" امر‬
‫ضروريا منه لصحابه بفتح تلك الراضى بالقهر وان هم اطاعوا فبالمر فقد وقع غزوها وفتحها بايدى الصحابة رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم فى زمن خلفاء الراشدين حتى وصلوا الى اراضى قزوين وفتحوا جميع البلدان التى فى مساحته‬
‫حتى وصلوا الى داغستان وفتحوها بالغزو ووطئوا تربة بلدةا )دربند( و )تارغو( وما بينهما من القرى ونشروا فيها‬
‫السلم وقد رآهم وآمن بهم رجال ونساء من وليتنا فصاروا بذلك من الذين رأووا من رأووا رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم فصاروا من التابعين‪ ،‬وان ال تعالى لم يجعل اقوال حبيبه صلى ال عليه وسلم عبثا بل حقق ونفذ ما قاله واراده سيد‬
‫‪.‬العرب والعجم محمد صلى ال عليه وسلم‬
‫‪3‬‬
‫قال الحافظ ابى زرعة هو عبيد ال بن عبد الكريم الرازى‪ :‬ليس فى قزوين حديث أصح من هذا‪ َ.‬أيا‪ :‬الخبار الواردةا‬
‫فى ذكر فضائل قزوين كثيرةا ضعيفة جدا فهذا الحديث فى فضل قزوين اصح من جميع الحاديث الواردةا فيها ولكن ل‬
‫‪.‬يلزم من هذا كونه صحيحا ول حسنا‬

‫ويا فوزا لنا معشر داغستان بوطء أقدام الصحابة والتابعين على تربتنا وارضنا فان ذلك يدل على ان داغستان كان فى‬
‫اهتمام الرسول صلى ال عليه وسلم وكأنه صلى ال عليه وسلم قال لصحابه اغزوا قزوين لتبليغ الدين حتى الى ولية‬
‫‪.‬خزر‪ ،‬وهم رضي ال عنهم امتثلوا أمر الرسول وخرجوا غازين وفاتحين لراضى قزوين حتى وصلوا الى ولية خزر‬

‫ونورد الن حججا على ان المسلمون من العرب الذين فتحوا داغستان كانوا من الذين صحبوا ورأوا رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم‪ ،‬فقرأنا فى كتاب "الفتوحات السلمية بعد مضى الفتوحات النبوية" مؤلفه شيخ السلم أحمد ابن السيد زينى‬
‫‪:‬دحلن المكى الشافعى فى صحيفة ‪ 87‬ما نصه‬

‫ففى هذه السنة اعنى سنة اثنتين وعشرين امر عمر رضى ال عنه سراقة بن عمرو‪ َ.َ.َ.‬بالمسير الى الباب )ايا الى"‬
‫داغستان‪ ،‬والباب بلدةا دربند( وجعل على مقدمته عبد الرحمن بن ربيعة الباهلى وكان له صحبة‪ َ.َ.َ.‬وجعل على احد‬
‫مجنبتيه حذيفة بن سعيد الغفارى وعلى الخرى بكير بن عبد ال الليثى‪ َ.َ.َ.‬وجعل على المقاسم سلمان بن ربيعة الباهلى‪َ.َ.َ.‬‬
‫وكان الملك بها يومئذ شهريار‪ َ.َ.َ.‬فلما اطل عبد الرحمن بن ربيعة على الباب كاتبه شهريار واستأمنه على ان يأتيه ففعل‬
‫فاتاه فقال )شهريار(‪" :‬انى بازاء عدو دكدلبب وامم مختلفة ليست لهم احساب ول ينبغى لذى الحسب والعقل ان يعينهم على‬
‫ذى الحسب ولست من القبج ول الرمن فى شيئ وانكم قد غلبتم على بلدى وامتى فانا منكم ويدى مع ايديكم وجزيتى اليكم‬
‫والنصر لكم والقيام بما تحبون فل تسوموننا الجزية فتوهنونا بعدوكم"‪ َ.‬فسديره عبد الرحمن الى سراقة فلقيه بمثل ذلك‬
‫فاجابه بقبول ذلك منه ثم قال له )لشهريار(‪ :‬ل بد من الجزية ممن يقيم ول يحارب العدو فأجابه الى ذلك وكتب سراقة فى‬
‫‪".‬ذلك الى عمر بن الخطاب رضى ال عنه فأجازه عمر واستحسنه‬

‫‪:‬وفى صحيفة ‪ 88‬منه ايضا‬

‫لما فرغ سراقة من الباب ارسل بكير بن عبد ال وحبيب بن مسلمة وحذيفة بن اسيد وسلمان بن ربيعة الى اهل تلك"‬
‫الجبال المحيطة بأرمينية فوجه بكيرا الى موقان وحبيب الى تفليس وحذيفة الى جبال اللن وسلمان الى الوجه الخر‪َ.‬‬
‫وكتب سراقة الى عمر بفتح الباب وبإرسال هؤلء النفر الى الجهات المذكورةا‪ َ.َ.َ.‬فلما استوثـقوا واستحلوا السلم مات‬
‫سراقة واستخلف عبد الرحمن بن ربيعة‪ َ.َ.َ.‬ولما بلغ عمر رضى ال عنه موت سراقة واستخلفه عبد الرحمن بن ربيعة‬
‫‪".‬اقر عبد الرحمن على فرج الباب وامره بغزو الترك‬

‫‪:‬وفى هذه الصحيفة ايضا‬

‫لما امر عمر رضى ال عنه عبد الرحمن بن ربيعة بغزو الترك وكانوا فى بلنجر بأقصى ولية الباب وهم امم كثيرةا‪"َ.‬‬
‫فخرج عبد الرحمن بالناس حتى قطع الباب‪ ،‬فقال له )لعبد الرحمن بن ربيعة ( شهريار‪ :‬ما تريد أن تصنع؟ قال عبد‬
‫الرحمن‪ :‬أريد غزو الترك فى بلنجر‪ َ.‬قال له شهريار‪ :‬انا لنرضى منهم ان يدعونا من دون الباب‪ َ.‬قال عبد الرحمن‪ :‬لكنا‬
‫ل نرضى حتى نغزوهم فى ديارهم وبال ان معنا اقواما لو يأذن لهم اميرنا فى المعان لبلغت بهم الروم‪ َ.‬قال له شهريار‪:‬‬
‫وما هم؟ قال عبد الرحمن‪ :‬هم اقوام صحبوا رسول ال صلى ال عليه وسلم ودخلوا فى هذا المر بنية ول يزال هذا المر‬
‫لهم دائما ول يزال النصر معهم حتى يغيرهم من يغلبهم وحتى يلفتوا عن حالهم‪ َ.‬فغزا عبد الرحمن بلنجر غزاةا فى زمن‬
‫خلفة عمر بن الخطاب رضى ال عنه‪ ،‬فقالوا )اهل بلنجر(‪ :‬ما اجترأ علينا ال ومعه الملئكة تمنعهم من الموت‪ ،‬فهربوا‬
‫منه وتحصنوا فرجع عبد الرحمن بن ربيعة الباهلى بالغنيمة والظفر‪ َ.‬وقد بلغت خيل عبد الرحمن البيضاء على رأس مائتى‬
‫‪4‬‬
‫فرسخ من بلنجر وعادوا ولم يقتل منهم احد‪ َ.‬ثم غزاهم ايام خلفة عثمان بن عفان رضى ال عنه غزوات فظفر كما كان‬
‫"‪...‬يظفر‬

‫‪:‬وفى صحيفة ‪ 104‬منه فى ذكر الفتوحات فى خلفة عثمان بن عفان رضى ال عنه‬

‫لما تتابعت الغزوات على الخزر والترك تذامروا وقالوا‪ :‬كنا ل يقرن بنا احد حتى جائت هذه المة القليلة فصرنا ل"‬
‫نقوم لها‪ ،‬فقال بعضهم‪ :‬ان هؤلء ل يموتون وما اصيب منهم احد فى غزوهم‪ َ.‬وكان المسلمون غزوهم قبل ذلك فلم يقتل‬
‫منهم احد فلهذا ظنوا انهم ل يموتون‪ َ.‬فقال بعضهم )اى من اهل الخزر والترك(‪ :‬أفل تجربون؟ فكمنوا لهم فى الغياض فمر‬
‫بالكمين نفر من الجند فرموهم منها فقتلوهم فتواعد رؤسهم على حربهم ثم اتعدوا يوما‪ َ.‬وكان عثمان بن عفان رضى ال‬
‫عنه قد كتب الى عبد الرحمن بن ربيعة وهو على الباب‪ :‬ان الرعية قد ابطرها البطنة فل تقتحم بالمسلمين فإنى أخشى ان‬
‫يقتلوا‪ َ.‬فلم يرجع عبد الرحمن عن مقصده فغزا نحو بلنجر وكان الترك قد اجتمعت مع الخزر فقاتلوا المسلمين قتال شديدا‬
‫وقتل عبد الرحمن وكان يقال له ذو النور وهو اسم سيفه‪ ،‬فاخذ أهل بلنجر جسده فجعلوه فى تابوت فهم يستسقون به‪ ،‬فلما‬
‫قتل وقتل كثير ممن معه انهزم الناس وافترقوا فرقتين فرقة نحو الباب فلقوا سلمان بن ربيعة اخا عبد الرحمن كان قد سيره‬
‫سعيد بن العاص مددا للمسلمين بأمر عثمان رضى ال عنه فلما لقوه نجوا معه‪ ،‬وفرقة نحو جيلن وجرجان فيهم سلمان‬
‫‪.‬الفارسى وابوهريرةا" انتهى‬

‫ولنتيقن فى هذه الحجة اطلعنا الى كتاب "الستيعاب فى معرفة الصحاب" للمام الحافظ أبى عمر يوسف بن عبد ال‬
‫‪:‬المتوفى سنة ‪ 463‬هجرية تراجم هؤلء الفاتحين المذكورين وقرأنا فيه‬

‫‪:‬فى صحيفة ‪ 321‬منه‬

‫‪.‬سراقة بن عمرو‪ :‬ذكروه فيهم )اى فى زمرةا الصحاب( ولم ينسبوه‬

‫قال سيف بن عمر‪ :‬رد عمر بن الخطاب رضى ال عنه سراقة بن عمرو الى الباب وجعل على مقدمته عبد الرحمن بن‬
‫ربيعة الباهلى‪ َ.‬وسراقة بن عمرو هو الذى صالح أهل أرمينية والرمن على الباب‪ ،‬وكتب إلى عمر بذلك‪ ،‬ومات سراقة‬
‫هناك‪ ،‬واستخلف عبد الرحمن بن ربيعة‪ ،‬فأقره عمر على عمله‪ َ.‬قال‪ :‬وكان سراقة بن عمرو يدعى ذا النور‪ ،‬وكان عبد‬
‫‪.‬الرحمن بن ربيعة يدعى أيضا ذا النور‪ َ.‬قاله سيف بن عمر‬

‫‪:‬وفى صحيفة ‪ 455‬منه ايضا‬

‫عبد الرحمن بن ربيعة الباهلى‪ :‬أخو سلمان بن ربيعة الباهلى‪ ،‬يعرف بذى النور‪ ،‬ادرك النبى صلى ال عليه وسلم بسنه‬
‫‪.‬ولم يسمع منه‪ ،‬ول روى عنه‪ ،‬كان اسن من اخيه سلمان وكان )ايضا( يعرف بذى النور‬

‫ذكر سيف بن مجالد‪ ،‬عن الشعبى‪ ،‬قال‪ :‬لما وجه عمر سعدا إلى القادسية‪ ،‬جعل على قضاء الناس عبد الرحمن بن ربيعة‬
‫الباهلى ذا النور‪ ،‬وجعل إليه القباض‪ ،‬وقسمة الفيء‪ ،‬ثم استعمل عمر عبد الرحمن بن ربيعة على الباب والبواب‪ ،‬وقتال‬
‫‪.‬الترك‪ ،‬وقتل ذو النور هذا بدبدلرندجرر فى خلفة عثمان بعد ثمان سنين مضين منها‬

‫‪:‬وفى صحيفة ‪ 293‬منه ايضا‬


‫‪5‬‬
‫سلمان بن ربيعة الباهلى‪ :‬احد بنى قتيبة بن معن بن مالك‪ ،‬كوفى‪ ،‬ذكره العقيلى فى الصحابة‪ َ.‬وقال ابو حاتم الرازى‪ :‬له‬
‫صحبة‪ ،‬وهو عندى كما قال‪ َ.‬كان عمر بن الخطاب رضى ال عنه قد بعثه قاضيا بالكوفة قبل شريح‪ ،‬فلما ولى سعد الولية‬
‫الثانية الكوفة استقضاه أيضا‪ َ.‬قال أبو وائل‪ :‬اختلفت الى سلمان بن ربيعة حين قدم على قضاء الكوفة أربعين صباحا ل أجد‬
‫‪.‬عنده فيها خصما‪ ،‬وكان يلى الخيل لعمر‪ ،‬وكان يقال له‪ :‬سلمان الخيل‪ ،‬وهو كان المير فى غزاةا بلنجر‬

‫ذكر ابوبكر بن ابى بكر بن ابى شيبة‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا ابوبكر بن عياش‪ ،‬عن عاصم‪ ،‬عن أبى وائل‪ ،‬قال‪ :‬غزونا مع سلمان‬
‫‪.‬بن ربيعة دبلدرندجدر‪ ،‬فحدرج علينا أن نحمل على دواب الغنيمة‪ ،‬وردخص لنا فى الغربال والحبل والمنخل‬

‫قال‪ :‬وأخبرنا ابن إدريس أنه سمع اباه وعمه يذكران‪ ،‬قال‪ :‬قال سلمان بن ربيعة‪ :‬قتلت بسيفى هذا مائة مستلئم‪ ،‬كلهم‬
‫‪.‬يعبد غير ال‪ ،‬ما قتلت رجل منهم صبرا‬

‫وقتل سلمان بن ربيعة سنة ثمان وعشرين ببلنجر من بلد أرمينية‪ ،‬وكان عمر قد بعثه إليها‪ ،‬ولم يقتل إل فى زمن‬
‫‪.‬عثمان‬

‫‪:‬وفى صحيفة ‪ 138‬منه ايضا‬

‫‪.‬حذيفة بن أسيد‪ :‬ابو سريحة الغفارى‪ ،‬كان ممن بايع تحت الشجرةا‪ َ.‬يعد فى الكوفيين‪ ،‬وبالكوفة مات‬

‫‪:‬وقد غلبت لحذيفة بن اسيد كنيته – ابو سريحة الغفارى‪ َ.‬وطلعنا فى كتاب الكنى منه فى صحيفة ‪818‬‬

‫أبو سريحة الغفارى‪ :‬اسمه حذيفة ابن اسيد بن خالد بن الغوس بن الوقيعة بن حرام ابن غفار بن مليل الغفارى‪َ.َ.َ.‬‬
‫‪.‬وكان ممن بايع تحت الشجرةا بيعة الرضوان‬

‫‪:‬وفى صحيفة ‪ 160‬منه ايضا‬

‫حبيب بن مسلمة بن مالك الكأبر بن وهب بن ثعلبة بن وائلة بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر بن مالك القرشى‬
‫الفهرى‪ :‬يكنى أبا عبد الرحمن‪ ،‬يقال له‪ :‬حبيب الروم لكثرةا دخوله اليهم‪ ،‬ونيله منهم‪ ،‬ووله عمر بن الخطاب اعمال‬
‫الجزيرةا إرذ عزل عنها عياض بن غنم‪ ،‬وضدم الى حبيب بن مسلمة أرمينية وأذربيجان‪ ،‬ثم عزله‪ ،‬وولى عمير بن سعد‪،‬‬
‫‪...‬وقيل‪ :‬بل عثمان بعثه إلى أذربيجان وسلمان بن ربيعة‪ ،‬أحدهما مدد لصاحبه‬

‫وحاصل الكلم‪ :‬ان بعض الذين فتحوا ودخلوا أراضى اذربيجان وارمنستان وداغستان معا من المسلمين المجاهدين‬
‫كانوا من الذين لهم صحبة برسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬وبعضهم كانوا من الذين لهم رؤية واتباع لصحاب رسول ال‬
‫‪.‬صلى ال عليه وسلم‬

‫فهؤلء الرجال الشجعان‪ ،‬آساد قبلن‪ ،‬كانوا من اصحاب رسول ال ولد عدنان‪ ،‬الذين اعلنوا العدوان‪ ،‬لمن رفع السيف‬
‫‪.‬على السلم‪ ،‬وفتحوا أراضى قزوين حتى داغستان‪ ،‬وارتحلوا شهداءا سعداءا الى اعلى الجنان‪ ،‬والحمد ل العلى المنان‬

‫و)بلنجر( هى بلدةا أنجى أو قرية تارغو وعلى رواية هى بلدةا تميرخان شوره‪ ،‬أل أعلم بحقيقته وأياما كان هى نفس‬
‫‪.‬داغستان بل شك‬
‫‪6‬‬
‫وإن قلتم‪ :‬لما ذا أوردتم هذه النصوص بل ذكر فتح الباب والحجج بان الفاتحين كانوا من اصحاب رسول ال فى مقدمتكم‬
‫هذه على كتاب "نزهة الذهان فى تراجم علماء داغستان" بما ذا يناسب ويجتمع هذه بهذه؟ فنجيب‪ :‬ذكرنا هذه المقدمة‬
‫واوردنا ما اوردنا تبركا وآخذا هذه المعلومات بعين العتبار ومخبرا ان العلوم السلمي قد ظهر لهالى وليتنا بمساعدةا‬
‫هذه الفاتحين المجاهدين من اصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم والتابعين رضى ال عنهم اجمعين‪ ،‬فلول فضلهم‬
‫ومروتهم وارشادهم وتعليمهم ما حصل فى ارضنا علماء وادباء‪ ،‬فلجل انهم كانوا اول من اسسوا تعليم العلوم السلمى‬
‫استحسنا نقل هذه العبارات فى مقدمتنا هذه‪ ،‬وعلماء المذكورين في نزهة الذهان نالوا الى العلوم بمحض واسطتهم فلولهم‬
‫‪.‬ما انتشر العلوم الدينى فى ارضنا المبارك‬

‫وفى نيتنا وقصدنا ان امد ال عمرنا ان نألف فى هذا الفن رسالة مستقـلة انشاء ال تعالى‪ َ.‬والحمد ل رب العالمين‪،‬‬
‫‪.‬وصلى ال تعالى وسلم على محمد شفيع المذنبين‪ ،‬ول حول ول قوةا ال بال العلي العظيم‬

‫ترجمة المؤلف نذير الدركألي‬

‫هو الشيخ العالم العلمة حبر الفهامة فريد أوانه ووحيد زمانه الفقيه المؤرخ الديب السالك المؤذن الكاتب الداعى الى‬
‫‪.‬ال نذير بن الحاج محمد بن قربان على بن عبد ال الداغستانى الدركيلى اللتونى الشافعى الشعرى‬

‫‪.‬ولد رحمه ال فى قريته دركيلى سنة ‪ 1891‬ميلدية‬

‫كان رحمه ال تعالى عالما فقيها وناقدا بصيرا أخذ العلم اول عن أبيه ثم عن العلمة المشهور أبو سفيان الغزانيشى‬
‫السفلى والشيخ العالم غزانوف الكبدانى وجمال الدين الكربدخكنتى وغيرهم من اعلم عصره‪ ،‬وكان صاحب الهمة العلية‬
‫وصاحب خط الجيد وله اليد الطول فى العربية والباع الواسع فى العلوم السلمية‪ ،‬هاجر من قريته دركيلى الى قرية‬
‫تارغو واستوطن بها الى ان ناله المنية‪ ،‬وله كتارب خانا وقد كان جمع من الكتب العزيرةا العربية والتركية ويقال من الثقاةا‬
‫‪.‬انه كان فى كتارب خاناته أكثر من الف مجلد من الكتب‬

‫وله تأليفات كثيرةا منها هذا الكتاب النفيس "نزهة الذهان فى تراجم علماء داغستان" قال بعض العلماء زمانه‪ :‬انه ‪-‬‬
‫نذير‪ -‬اول من ألف من تراجم علماء وادباء هذا القطر السلمى بهذه السلوبة‪ ،‬ومنها كتابه الذى ألفه فى الرد على‬
‫الملحدةا الدهريين باثبات الدلئل التوحيدية وبيان محاسن الدين السلمى وسماه "جواب اهل اليمان فى الرد على اهل‬
‫الطغيان"‪ ،‬ومنها كتابه "مرآت الزمان فى تاريخ داغستان" ومنها رسائل البحثية التى وقعت بينه وبين القاضى محمد‬
‫‪.‬التارغولى وقد كتبه رسالة مستقلة وسماه "الرد المسددد فى شبهات القاضى محمد" وله ايضا آثار علمية وتقارير فقهية‬

‫وكان رحمه ال مؤذنا فى قرية تارغو ثم قاضيا برهة من الزمان وكان ابوه الحاج محمد ايضا عالما اديبا قارئا سالكا‬
‫فى الطريق وكان قاضيا فى قرية أغاجوول‪ ،‬وكان ابوه قد تزوج امرأةا من نساء كبدان فولدت له نذيرا واخاه أبو سعيد‬
‫‪.‬وكان ايضا عالما قارئا وكان مؤذنا فى قرية تارغو وكان صيتا حسن الصوت‬

‫وكان نذير رجل وسط الخلق وحسن الخلق ذو ذكاء وفطانة وقد ترقى فى العلوم السلمية كالحديث والفقه والتجويد‬
‫‪.‬والتاريخ والنحو والمنطق الى اعلى الترقية‪ ،‬وكان يعلم اللغة العربية والتركية والدركية والروسية‬
‫‪7‬‬
‫كان رحمه ال ل يتكلم بما ل يعنيه‪ ،‬وكان يترك الحديث بعد العشاء كما هو سنة رسول ال صلى ال عليه وسلم ال‬
‫‪.‬بحديث الخرةا‬

‫وقد عاش رحمه ال وما جمع لغده من المال راضيا برزق يومه‪ ،‬وكان رحمه ال كعابر سبيل فكان كثير ما يرحل من‬
‫بلد الى بلد ومن قرية الى قرية يزور مشاهد الصالحين وقد زار مزار قرخلر مشهد الصحابة والتابعين رضى ال عنهم‬
‫اجمعين‪ ،‬وكان يعبد ال ويحصل العلوم ما دام حيا‪ ،‬وكان يحتذى بحياةا واخلق رسول ال صلى ال عليه وسلم وكان اكثر‬
‫ما يذكر ويعمل به حديث رسول ال صلى ال عليه وسلم‪" :‬إذا أمسيت فل تنتظر الصباحا‪ ،‬وإذا أصبحت فل تنتظر المساء‪،‬‬
‫وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك" فها هو اخذ من صحته وحياته فعلم وعمل بعلمه ودعى الى ال ورسوله‬
‫‪.‬والف ما الف من تأليفاته فرضى ال عنه وارضاه واسكنه فى جنانه‬

‫ومات رحمه ال ولم يبلغ خمسين من عمره ودفن فى قرية دركيلى فى المقبرةا الموضوعة قريب من المسجد الجامع عند‬
‫‪.‬أبيه رحمهما ال تعالى‬
‫‪8‬‬

‫"نزهة الذهان فى تراجم علماء داغستان"‬

‫تأليف نذير بن محمد حاج الدركأيلى الداغستانى‬

‫الحمد ل الذى كرم بنى آدم بالنطق والبيان‪ ،‬وأقام من بينهم النبيآء والمرسلين وأيدهم بالحجة والبرهان‪ ،‬ورفع قدر‬
‫العلمآء وجعلهم ورثة النبيآء بالعلم والعرفان‪ ،‬وصلى ال تعالى وسلم على رسوله محمد المبعوث بالشريعة البيضآء التى‬
‫من اتبع عليها اهتدى الى طرق الجنان‪ ،‬ومن حاد عنها وسلك سبيل الغى فقد ضل ورافق الشيطان‪ ،‬وعلي آله وصحبه‬
‫ومن تبعهم من الأئمة والعلماء وسائر أهل اليمان‪ ،‬وسلم تسليما كثيرا الى يوم البعث والقيام لدى الملك الدديان‪َ.‬‬

‫))أما بعد((‬

‫فان فى معرفة تراجم العلماء واطلع تواريخ وفياتهم ومناقبهم ومواليدهم وأعصارهم والوقوف على آثارهم‬
‫وحكاياتهم عبرةا لمن اعتبر‪ ،‬وموعظة لمن افتكر‪ ،‬فيتحرك عرق الشوق الى الهتداء بهديهم‪ ،‬والقتداء بسيرهم‪ ،‬وقد قال‬
‫أرباب الحوال والسلوك‪ :‬موضع يذ كر فيه أسماء الصالحين ينزل عليه الرحمة‪ ،‬وقد قالوا أيضا‪ :‬ان لم يكن العلماء‬
‫اولياء لله فليس ل ولى‪َ.‬‬

‫)ول يخفى( ان فى داغستاننا هذه منذ أسلموا نشأ فيها علماء وأخيار‪ ،‬وأعلم كبار‪ ،‬أحيوا فيها مآثر العلم والعرفان‪،‬‬
‫وغرسوا فيها جواهر الحق والبيان‪ ،‬وأرشدوا الناس الى الهدى والصواب‪ ،‬وجنبوهم عن الردى والهلك والريب‪َ.‬‬

‫وكان فيما مضى قد وطئت الى بلدنا هذه أقدام الليوث من المجاهدين والقائمين‪ ،‬من الصحابة ومن بعدهم من‬
‫الناشرين‪ ،‬ولقد كانوا حملوا معهم من العلماء المحققين‪ ،‬والمحدثين والنابغين‪ ،‬بعضهم كروا بعد قضاء ما لزم عليهم‬
‫وبعضهم قد ألقوا رحلة اقامتهم بها الى أن توفوا فيها‪ ،‬وبعد ذلك نبغ فيها علماء ومشايخ وادباء‪ ،‬وأخيار ونجباء‪ ،‬عصرا‬
‫بعد عصر الي عصرنا هذا عصر القرن الرابع عشر‪ ،‬قرن الفتنة والبلء العظيم على أهل البصر‪ ،‬ولم نر فينا من قلدد‬
‫قلئد المندة فى أعناق علمائنا وأشياخنا‪ ،‬وجمع تراجمهم ومآثرهم فينا‪ ،‬ومعلوم ان أئمة السلم سلفا وخلفا لم يهملوا مثل‬
‫هذه التراجم والشؤن الى عصرنا وكم لهم كتب مدونة كثيرةا بعضها طوال وبعضها صغار في التراجم والتواريخ‬
‫وغيرها‪ ،‬ولكن معرفة تراجم علمائنا والوقوف عليها من أصعب المور وأشقها‪ ،‬و لسديما الوقوف على تراجم علمائنا‬
‫كله( قد عزمنا‬ ‫كله ل يترك د‬‫القدمين فى العصور الخالية والأزمان المتمادية ولكن اتباعا على المثل الجارى )ما ل يدرك د‬
‫على جمع كتاب فى ذلك الشان والحال‪ ،‬وان كان ذلك أصعب من خرط القتاد وحمل الثقال‪ ،‬وأرجو تمام ذلك من ال‬
‫الوهاب‪ ،‬الموفق لمن أراد الصواب‪َ.‬‬
‫الملك د‬

‫فجمعنا فى ذلك هذا السفر العالى‪ ،‬والكتاب الغالى‪ ،‬ولقد لدخصته واستنبطته مما تواتر الينا أسمائهم ووفياتهم ومما‬
‫رأيناهم ووقفنا علي بعض مؤلفاتهم وآثارهم ومما ذ كر بعضهم من بعض تراجم فى بعض كتبهم استطرادا‪َ.‬‬

‫وسميته بـ)نزهة الذهان‪ ،‬فى تراجم علمآء داغستان( وانى أورد أسمائهم وأسماء آبائهم ووفياتهم و تواريخهم على‬
‫د‬
‫الفلنى وانه‬
‫د‬ ‫حسب ما اطلعنا فان لم اطلع سوى إسمهم فقط اثبته كذلك ثم أشير ان اطلعت بأن ذلك كان معاصرا للعالم‬
‫كان موجودا فى القرن الفلندي والسنة المعينة وربما أوردت بعض أقوالهم وألفاظهم وما أنشدوها من الشعار والقصائد‬
‫والمنظومات وما يتعلق بالمثال والدبيات وكذا أذكر أسماء مؤلفاتهم التى ألفوها على حسب ما نقف وأما علماء العصر‬
‫فأذكر على حسب ما أعرفهم من أحوالهم ومناقبهم رحمهم ال تعالى آمين‪َ.‬‬
‫‪9‬‬
‫وقد أخبرنى بعض المطلعين بأنه يوجد فى الطبقات التى ألفت بعد القرن العاشر تراجم بعض علمائنا المهاجرين الى‬
‫ولية الشام وغيرها من بلد السلم المتوفين هنالك هذا‪َ.‬‬

‫)واعلم( ان العلوم والمعارف السلمية إنما وصلت الى القفقاز بل الى ولية داغستان انما كانت بواسطة المجاهدين‬
‫والفاتحين والمتجولين فى عصر الحكومة السلمية منذ كانت )بغداد( مركزا للإسلم ومنبعا للعلوم والمعارف ثم بعد ذلك‬
‫واجتهادا لذلك رجال‬
‫ء‬ ‫أخذ المرتحلون من أهل القفقاز والداغستان الى بغداد يحصدلون العلوم والداب وكان أشدهم سعيءا‬
‫من ولية )أوار( وما يلحقها وكان فى بلدةا خونزاخ التى كانت مركزءا لولية أوار فيما سبق من الزمان وما قاربها من‬
‫يجتهد للعلوم والمعارف ويرحلون لطلبها منذ انتظام الحكومة الإسلميدة العباسية ثم بعد ذلك كثر الراحلون والطالبون‬
‫‪.‬عصءرا الى عصر قرنءا بعد قرن وانتشر بسبب ذلك مذهب المام الشافعى رضى ال عنه فى داغستان‬

‫وكانت القضاةا فى بلدةا خونزاخ يتوارثون القضاء ءأبا عن أب وقريبءا عن قريب لكونهم هم الذين حملوا العلوم‬
‫والمعارف الى أوار وغيرها ووصل بسببهم اليها كتب كثيرةا مكتوبة بأيدى الئمة الناشئين فى بغداد دار السلم وما‬
‫وخطه المام الجواليقى‬
‫د‬ ‫جاورها وأخبرنى بعض الثقاةا من أهل أوار ان عنده كتاب "الصدحاحا فى اللغة" الذى كتبه بيده‬
‫‪.‬وأنه وصل الي داغستان فى ذلك العصر الزهر‬

‫وفى الأزمان الخيرةا لم يخل طائفة ممن يرحلون ويذهبون لطلب العلم والأداب الى القطار البعيدةا كمصر والشام‬
‫المنورةا والستانبول وغيرها من بلد الإسلم‪َ.‬‬
‫د‬ ‫والمكدة المكردمة والمدينة‬

‫وقد أخبرنى العالم العلمة الفلكى الميقاتى )مرتضى الكدالى( الوارى‪ :‬ان العلوم الزيجية والميقاتية انما وصلت الينا‬
‫ودخلت الى ديارنا من علماء )سمرقند( وما وراء النهر التى فيها منبع تلك العلوم وذلك باعتناء أحفاد )تمرلنك( واقامتهم‬
‫الرصد الفلكى فى بلدةا سمرقند فالزيج المتداول المستعمل فى ديارنا زيج )ألوغ بيك السمرقندى( انما ألف فى ذلك العصر‬
‫باسم بعض أحفاد تمرلنك ثم بعد ذلك أخذ ينتشر حتى رحل من رحل الى مصر لخذ علم الميقات والفلك وممن رحل‬
‫لجل ذلك العلم وغيره الحاج الحرمين محمد القراخى الوارى رحل الى مصر وأخذ عن العلمة الميقاتى رضوان‬
‫المصرىد وحمل معه كتابه المشهور بـ)رضوان( باسم مؤلفه وغير هؤلء كثيرون هذا‪َ.‬‬

‫الجمة والكمالت البالغة حتى كانت العلوم العربية كالنحو‬


‫فبسبب هذه الجتهادات كانت ولية داغستان معدنا للعلوم د‬
‫والصرف وغيرها بالغة مبلغها‪ ،‬ورائجة سوقها‪ ،‬فلذلك كان يرحل اليها العلماء من الوليات الأخرى كولية قازان‬
‫وغيرها للتحصيل فيها حتى أقردت علماء قازان بأن علمائها إنما بلغ الكمال والرقىد فى العلوم العربية إنما كانت بواسطة‬
‫محمد الشهير )بقاضى أقاى(‬
‫لسيما انتشرت العربية هنالك من تلمذةا العلمة الشيخ د‬ ‫علمائها المتحصلين فى داغستان د‬
‫كان هو أخذ العلوم العربية عن الشيخ أحمد الداغستانى عن الشيخ محمد القدوقى وانتشر بسبب ذلك صيت القدوقي في‬
‫أرجاء بلد قازان‪َ.‬‬

‫ومن الراحلين الى داغستان من علماء قازان للتحصيل فيها )الشيخ محمد رحيم القازانى( المتوفى سنة ‪1232‬‬
‫والشيخ )ابراهيم القازانى( المتوفي سنة ‪ 1241‬رحل هذا الشيخ ابراهيم افندى والشيخ محمد رحيم افنديا الي داغستان‬
‫واستفادا من علمائها العظام وفضلئها الفخام مدةا عشر سنين لسيدما لقيا المذكوران القازانيان الشيخ )على افندى‬
‫الشروانى( رحمهم ال ثم لما رجعا الى بلد قازان كانا مدردسين هنالك وقد خرج من مدرستيهما علماء عظام وفضلء‬
‫فخام وانتشروا فى أطراف تلك البلد ونفعوا العباد‪َ.‬‬
‫‪10‬‬
‫عربيته كاملة‬
‫د‬ ‫نصه‪ :‬وكانت‬
‫قال العلمة الشيخ محمد مراد القزانى فى تاريخه فى ترجمة الشيخ إبراهيم افندى ما د‬
‫لكون تحصيله فى داغستان التى هى معدنها خصوصءا فى الوقت المذكور‪ ،‬انتهى‪َ.‬‬

‫ومنهم الشيخ )أميرخان الوتاكى القازانى( المتوفى فى سنة ‪ 2142‬رحل الى داغستان للتحصيل فى جملة من رحل‪َ.‬‬

‫ومنهم الشيخ ) القاضى على البغدادى ثم الترغولى( وسيأتى ترجمته إن شاء ال تعالى‪َ.‬‬

‫ومنهم الفاضل )عباس قلى آقا الباكوىد( وغيرهم رحمهم ال تعالى‪َ.‬‬

‫)باب الأبواب بلدة دربند وعلمائها(‬

‫قد كانت بلدةا دربند فى القديم والحد يث مدينة العلوم والمعارف الدينية ويقال‪ :‬انه زارها الخليفة هرون الرشيد مرةا‬
‫وأيضا وصل اليها المجاهد الفاتح أبو مسلم الغازى‬
‫ء‬ ‫وزينها وأعلى قدرها‬
‫بأولده وعياله فى عهد حكومتهم العباسيدة د‬
‫المشهور وغيرهم‪َ.‬‬

‫)ثم اعلم( انه نشأ فيها من أهل العلم والحديث جماعات منهم )الشيخ زهير بن نعيم البابى( و )إبراهيم ابن جعفر‬
‫البابى( قال عبد الغنى بن سعيد‪ :‬كان يفيد بمصر وقد أدركته وأظنهما يعنى زهيرءا وابراهيم ينتسبان الى باب البواب‬
‫وهى مدينة دربند‪َ.‬‬

‫ومنهم الشيخ )الحسن بن ابراهيم البابى( حدث عن حميد الطويل وعنه عيسى بن محمد البغدادى‪َ.‬‬

‫ومنهم )هللا بن العلء البابى( روى عنه أبو نعيم الحافظ‪َ.‬‬

‫ومنهم )زهير بن محمد البابى‪ ،‬ومحمد بن هشام بن الوليد أبو الحسن المعروف بابن أبى عمران البابى( روى عن‬
‫أبى سعيد عبد ال بن سعيد الشبح الكندى وروى عنه مسعر بن على البردعى‪َ.‬‬

‫ومنهم )حبيب بن فهد أبو الحسن البابى( حدث عن محمد بن دوستى وحدث عنه أبو بكر السماعيلى وذكر انه سمع‬
‫قبل السبعين ومائتين على باب محمد بن ابى عمران المقابرى‪َ.‬‬

‫ومنهم )محمد بن ابى عمران البابى الثقفى( واسمه أبى عمران هشام وأصله من باب البواب نزل برذعة روى عن‬
‫الحموى فى معجم البلدان والشيخ العلمة مرتضى الزبيديا فى‬
‫د‬ ‫ابراهيم بن مسلم الخوارزمى‪ ،‬ذ كره كلده الشيخ ياقوت‬
‫)تاج العروس‪ ،‬شرحا القاموس(‪َ.‬‬
‫‪11‬‬
‫)عثمان بن المسدد بن أحمد الدربندى( أبو عمرو بن أبى القاسم ذ كر ابن السمعانى انه يعرف بفقيه بغداد وتفقه على‬
‫أبى اسحاق الشيرازى وسمع أبوى الحسين بن المهتدى وابن النقود وغيرهما كانت وفاته بعد الخمسمائة ذكره بركة النام‬
‫التاج فى الطبقات الكبرى هذا‪َ.‬‬

‫وأما علماء دربند الناشئين فى القرون الخيرةا نذكرهم وان كانوا من أهل الشيعة محبة للعلم وأهله‪َ.‬‬

‫)مراد بن عبد ال الدربندى( هو العالم الجامع بين العلوم والفضائل‪َ.‬‬

‫)القاضى اقامير أحمد اخوند( كان امام الشيعة فى بلدةا دربند كان عالمءا متبحرءا فى العرب ول سيدما فى اللغة الفارسية‪َ.‬‬

‫)الحاج فيض ال اخوند( كان عالما يعرف لسان العرب والفرس‪َ.‬‬

‫)الحاج يحيى اخوند( كان ماهرءا فى العرب والفرس‪َ.‬‬

‫)ميرزه محمد كأاظم الدربندى( كان عالما فاضل وطبيبءا ماهرا وكان له يد واسعة فى العرب والفرس ومجيدءا بالخط‬
‫بحيث ل نظير له فى ذلك‪َ.‬‬

‫)ميرزه بيك الشعاعى( وهو من ناحية كوره من قرية )اوشدول( واسم أبيه اسرافيل وكان محررا وكاتبا لدى المير‬
‫)سلطان بك( ولما انتقل سلطان بك الى بلدةا دربند انتقل هو وأبوه وعياله الى دربند وفى الخير نفته الدولة الروسية الى‬
‫بلد الروسية لتهمة وبقى فيها أعوامءا عديدةا ورجع بعده الى بلدةا دربند وكان صاحب ذكاء وفطنة واقتدار وكان يعرف‬
‫لسان الروس والفرس وله آثار وأشعار كثيرةا توفى سنة ميلدية ‪َ.1894‬‬

‫معلما شرعيا فى‬


‫واما أخوه الصغير )ميرزه جبرائيلا بك سبهرى( كان ماهرا فى الشعر باللسان الفارسىد ومردةا كان د‬
‫بلدةا دربند توفى سنة ميلدية ‪َ.1902‬‬

‫صل‬
‫)ميرزه محمد قمرى ابن المرحوم ابراهيم( ولد سنة ‪ 1235‬ولما كمل رشده ذهب الى المكتب والمدرسة وح د‬
‫العلوم وكان له باع طويل فى اللغة الفارسية والتركية وله اهتداء فى العرب أيضا وله أشعار بليغة‬
‫بلسان الفرس والترك‪َ.‬‬

‫)نذر علي اخوند الدربندى( كان عالما محققا فى مذهب المامية وله حواش عربية على تفسير القاضى البيضاوى وله‬
‫تأليف مستقل في التفسير فى أربع مجلدات سماه )البرهان القاطع( كان قد حصدل علومه في داغستان وفى اليران‬
‫والعراق وبعده وصل الى دربند وأقام هنالك يدردس ويعلدم وبعده رجع الى مملكته )اليران( ومات هنالك‪َ.‬‬
‫‪12‬‬

‫)مل اقا اخوند ابن عابد الدربندى( كان قد حصدل العلوم والكمالت في داغستان واليران والعراق وكان بارعءا‬
‫مجتهدءا فى مذهب المامية ومن تصانيفه بلسان العرب )خزائن الحكام( توفى فى اليران‪َ.‬‬

‫)محمد على ابن الحاج كأاظم بك الدربندى( كان فيلسوف زمانه وعالما ماهرا ومن تأليفه )مفتاحا كنوز القرآن( الذى لم‬
‫تكتحل بنظيره عين الزمان‪َ.‬‬

‫وهذه علماء بلدةا دربند فى القرون الخيرةا كانوا موجودين فى القرن الثالث عشر ذكرناهم وان كان اكثرهم من أهل‬
‫الشيعة استطرادا واكراما لهل القبلة والعلم لن مذهب أهل السنة أن ل يكفروا أهل القبلة ولنا لما ذكرنا علماء دربند‬
‫رأينا ان نذكرهم اتمامءا للفائدةا هذا‪:‬‬

‫)أبو مسلم الفاتح الشهير( جاء هذا المجاهد الغازى أبو مسلم مع أتباعه الى ولية داغستان وفتحوها وانتزعوها من‬
‫أيدى امرائها الكافرين وأسلموا أهلها وأقاموا فيها العدل والميزان والمعلمين الناشرين بديانة السلم وبنوا لهم الجوامع‬
‫والمساجد وغيرها وبقوا كذلك نحو مدةا عشرةا أعوام وكان ذلك فى حدود القرن السابع وكان معه رفيقه الشيخ أحمد‬
‫رحمهم ال تعالى وتوفى فى بلدةا خونزاخ ودفن هنالك ومزاره مشهور رحمه ال وله كلم فى كتابنا )مرآة الزمان فى‬
‫تاريخ داغستان( راجعه‪َ.‬‬

‫)الشيخ أحمد اليمانى ثم الداغستانى الغازي قموقى( كان عالما علمة وعارفا فهامة ومن مؤلفاته )وفق المراد( و‬
‫)زاد الخرةا( وكان أقدم من الشيخ على الكبير القموقى صاحب المختصر المشهور ودفن فى بلدةا )غازيا قموق( وقبره‬
‫معروف رحمه ال ويقال انه كان صاحب المجاهد ابى مسلم المذكور‪َ.‬‬

‫)صدرالدين سليمان اللكأزى الداغستانى( كان شافعىد المذهب فقيها واماما علمة رحل الى مدينة )سراى( عاصمة‬
‫الخوانين فيما سبق كان مدرسا فيها من مدرسى الشافعية وكان معاصرءا للمام نعمان الدين الخوارزمى وكان موجودا‬
‫سنة ‪ 743‬ذكره ابن بطوطة فى رحلته المشهورةا رحمه ال تعالى‪َ.‬‬

‫)الشيخ الشهير أسِلدار الهركأسى الداغستانى( والهركس جبل عظيم فوق قرية غزانيش الصغرى وهو مدفون تحت‬
‫ذلك الجبل‪َ.‬‬

‫وجد بخط المير سليم خان الغدارى هكذا )الشيخ الذى دفن فى هذا القبر ولىد ال الحاج أسلدار ابن أته الغدارى وهو‬
‫ى الندراويدة وهى من نسل ساله وأن اسلدار حج ببيت ال ثـلث مرات وهو من‬ ‫امه داريلمسل ر‬
‫من أنساب امراء قاراجى واسم د‬
‫ب( وسن‬
‫عدر ر‬
‫قريش على رواية وكان أنسابه مؤمنين من الجداد الثنى عشر بل واسطة والسادس )شعبان( والعاشر ) د‬
‫عمره ‪ 49‬سنة والجبل الذى دفن فيه وجبل دندنىر كانا ملكه وتاريخ وفاته سنة ‪ 086‬او سنة ‪ 068‬اه‪َ.‬‬

‫علو كعبه فى مقام الولية ومزاره مشهور وكان يزوره الناس من كل ناحية من‬
‫جمة تدل على د‬
‫ويحكى عنه كرامات د‬
‫النواحى والعوام‪َ.‬‬
‫‪13‬‬

‫)الشيخ على الكأبير الغازى قموقى( هو الشيخ الشهير زين الد ين الحاج على الكبير بن محمد الغازيا قموقى‬
‫الداغستانى كان عالما علمة وعارفا فدهامة حج واعتمر وكان رحمه ال معاصرءا للشيخ ابن حجر الهيتمىد وتوفى قبله‬
‫ويقال انهما تلقيا فى سفره الى الحج ومن مؤلفاته )مختصره( المشهور فى بلد داغستان فى علم العقائد والفقه‬
‫والتصوف ومن مؤلفاته أيضا )درر الذكار( الشاهد له بطول باعه وسعة اطلعه ومعرفته بالحديث‪َ.‬‬

‫وشرحا على مختصره من علماء مصر العلمة الفقيه المحدث عبد ال الشرقاوى حين حمل عليه ذلك والتمس منه‬
‫الخ الصدالح العالم الفائح محمد أفندى الداغستانى وعلي المختصر المذكور أيضا شرحا يسمدى بمحمددية للعالم العلمة‬
‫السلم الملقب بلله الداغستاني وقال العلمة محمد الجنكوتى‪ :‬و سمعت أن له شرحا مشهورا بفلقى توفى‬ ‫محمد بن عبد د‬
‫سنة ‪ 359‬في غازى قموق ودفن فيها وهو مشهور يزار رحمه ال‪َ.‬‬

‫)القاضى على بن محمد البغدادى( هو العارف العلمة الصمدانىد الديب الريب الربدانى كان قد حصدل العلوم فى‬
‫الرحلة الى بلد‬
‫بلده عن علماء عصره وكان قد تربى هنالك على يد شيخه المربدى ولما مات شيخه فى الطريقة اغتنم د‬
‫والطرق بالمشقة الشديدةا ولما وصل الى داغستان سئل فيها عن‬
‫د‬ ‫داغستان فرحل من هنالك الى هذه الدديار يكابد السفار‬
‫اكبر مشايخ ذلك العصر فدلدوه الى الشيخ العارف بال تعالى الشهير )داود الكدالى الوارى( وهذا الشيخ داود رحمه ال‬
‫كان اذ ذاك عند الشماخلة القاطنة فى بلدةا )تارغو( ولقيه فيها واستفاد وصحبه مرات وأشفى غليله رحمهم ال تعالى ثم‬
‫ان الشيخ على البغدادى توطن فى )تارغو( وتزوج فيها وكان له ابن اسمه )غازى بولت( ويقال انه بقى له عقب فى‬
‫قرية )كاخولى( توفى الشيخ سنة ‪ 1022‬ودفن فى اواسط مقبرةا تارغو الكائنة فوق محلدة )دركلى( وهو مشهور يزار‬
‫رحمه ال وكتب على ضريحه هكذا )قد انتقل المرحوم قاضى على بن محمد البغدادى من دار الفناء الى دار البقاء فى‬
‫شهر صفر تاريخ سنة ‪ 1022‬من الهجرةا( ولدى قبره قبر ابنه وتوفى هو سنة ‪َ.1066‬‬

‫الزهديات وغيرها ومنها هذه القصيدةا الميمية‪:‬‬


‫وللشيخ على البغدادى آثار مرغوبة وقصائد حسنة فى د‬

‫اعُبدغ ِلفرغحمفٍن فرِحيمغ‬‫يم ـ ُأغتُرغك فوفل فتغطُلبغ ِبِه فو غ‬ ‫ِاّن الففنا يفغغُررغ ِبفنا فيا فمغن لفهُ فقغلبٌ فسِل غ‬
‫ش فيا فلِبيبغ ـ مِغن فمغكِرِه ُثّم احغفتِرغز مِغن فمغكِر فشغيفطانٍ فرِج غ‬
‫يم‬ ‫وء فواخغ ف‬ ‫آمٍر ِبالسّ ِ‬
‫س ِ‬ ‫فواقغـتُـغل ِبفنغف ٍ‬
‫ب غالففنا ِفى فغفغفلٍة فيغأِتى غالفمفنا ـ فل فيغنففُع فهفذا غالغِفنا لِغلعفغبِد فوالِ الغفعِظ غ‬
‫يم‬ ‫ت ِفى ُح ب‬ ‫ِاغن ُكغن ف‬
‫يها ِبذِى فقغلبٍ فسِليغم‬ ‫ت رفبّا فخِالقًا ِف ف‬ ‫أوفلٍد إفذا ـ لفغم فتغأ ِ‬‫فبغل لفغن فتفرى فنغفعًا ِمغن غأمفوالٍ فو غ‬
‫ح غ‬
‫يم‬ ‫جِ‬
‫ين ِفى غال ف‬
‫س غالعفِر ُ‬ ‫ب ِبغئ ف‬‫اخفتارف فنغفسًا فرّبُه ـ إنغ ُمتّ فغغيفر فتائِ ٍ‬ ‫فيا مفغن فتفوّلى رفّبُه فو غ‬
‫اب مِغن فحِم غ‬
‫يم‬ ‫س الشّفر ُ‬ ‫اس ُلغبسُُهغم ِبغئ ف‬‫س اللبفب ُ‬ ‫يها فيا فِقغي ـ ِبغئ ف‬ ‫الطعفُام فيغأُكُل غالُعصفُاة ِف ف‬
‫س ّ‬ ‫ِبغئ ف‬
‫ضى ِبِه ِفى ُكبل ِحيٍ غألفكِرغي‬ ‫ب ِبمفا فيغر ف‬ ‫ك فيا فِقغي ـ وفاغطلُ غ‬ ‫ضى فعُدّو الِ ِمغن ف‬ ‫أغتُرغك ِبفما فيغر ف‬

‫ومنها فى ذمد الدخان المشهور‪:‬‬

‫السقفرغ‬
‫اسة لفغونُهُ فلغونُ ّ‬‫ج ف‬‫يح ّالن ف‬
‫الدفخانغ ـ رِ ُيهُ رِ ُ‬‫ث ِب ّ‬ ‫ج غالُقرغآنِ فٌم فل ُتفلبو غ‬ ‫فمغفر ُ‬
‫الطعغفم مِغنُه ِفى غالفمقفبر فوغالفممفغر‬
‫وق ّ‬ ‫يم ـ فل فيُذ ُ‬ ‫ان رفِج غ‬
‫اس فشغيفط ٍ‬‫ال مِغن فوغسفو ِ‬ ‫مفغن فوفقُاه ُ‬
‫احفتذفغر‬
‫جّنبغ ِمغن ُدفخانٍ ف غ‬ ‫ك غالعفغقُل فت ف‬
‫ار ـ فلغو لف ف‬
‫لِم ُنورٌ ِبغدفعُة غالُكّفارِ فن ٌ‬
‫ُسّنُة غالإغس ف‬
‫‪14‬‬
‫يظى فيا ِأميًا بطوعٍ ُمعغفتفبرغ‬ ‫اع ِ‬‫ق ِمغنُه فولفغو ِفِيه فدفوٌاء فيا فًتى ـ ُخغذ مففو ِ‬ ‫لف فتُذ غ‬
‫حِديثِ غالُمعغفتفبغر‬ ‫انّهُ ِمغن ِبدغفعِة غالُكفّ ِ‬
‫ار فيا ُنورُ غالفعغينغ ـ ِبغدفعُة غالُكّفارِ ُكفغٌر ِفى غال ف‬

‫الصوم بشرب الددخان‬


‫ومنها فى ردد من يقول‪ :‬ل يبطل د‬

‫ض مفغوفلفنا‬ ‫ك فيغومف الغفعغر ِ‬ ‫ي طرّا ـ ففما فجفوابُ ف‬ ‫صغومف غالُمسغِرِف ف‬ ‫حُح ف‬ ‫صب‬‫فيا مفغن ُي ف‬
‫أهِل الِ ِعصغفيًانا‬ ‫سدفُه ـ فمعف فكغوِنِه ِعغنفد غ‬ ‫س ُيفغ ِ‬
‫الدفخان فلفي ف‬ ‫ب ّ‬ ‫ول ُشغر ُ‬ ‫فيقُ ُ‬
‫جفمعُ ُبغعدفًانا وقُغرفبًانا‬ ‫ود ِبفمذغفهِبفنا ـ فغأنتف فت غ‬ ‫يضغيِن مفغرُد ٌ‬‫فجمغُع ّالنقِ ف‬
‫حول فبغيت ال ُعغرفيًانا‬ ‫ف ف‬ ‫صفيٍة ـ فكفطائِ ٍ‬ ‫اعاتٍ ِبفمعغ ِ‬ ‫جمفُع طف ف‬ ‫ت فت غ‬‫فبغل أنغ ف‬
‫سفيانًا‬‫ان فعغمدًا فول فسغهًوا فاغو ِن غ‬ ‫جغوفٍ فكانف ُيغفسُِدُه ـ إغن فك ف‬ ‫ُدُخولُ فعغيٍن ِب ف‬
‫أعيفًانا‬
‫مه ـ ففإّنُه أغلط الشياء غ‬ ‫س ِبعفغيٍن فل ُنسفّل ُ‬ ‫لفغو ُقغلتف فلغي ف‬
‫لِقِيه ِفى الرى فوجيفًانا‬ ‫أل تففرى ّانُه يسود مرجه ـ فوفما ُي ف‬ ‫ف‬
‫فتفرى ُدُخولً فوادخالً ِبمفغرفتفبٍة ـ مففع فبغيفن ُكّلِهمفا ُقغربًا فوُبغعدفًانا‬
‫صارف ِللشّغيفطانِ إغخفوانًا‬ ‫أهُلُه ف‬‫حًة ـ فو غ‬ ‫ان رفِائ ف‬
‫لنُّه أغخفبثُ غالعغفي ِ‬
‫سانًا‬‫اف إغن ف‬ ‫ك فمغنعٌ ِمفن غالإغسفر ِ‬ ‫ت ـ فعفلغي ف‬ ‫لفغو فلمغ فيُكغن ِفِيه إّل ِبغدفعٌة فظفهفر غ‬
‫ان إفيًانا‬ ‫ف فل ُيغفسُِد الشّغيفط ُ‬ ‫يس وفإغخفوِتِه ـ ففكغي ف‬ ‫ففإّنُه فعفمُل غالإغبلِ ِ‬
‫ي ِلُّهاٍل ِ فبا ففرُحوا ـ بِِه فوُمغرُهغم ِبتفـغرِك غالِفغسِق أغحًياًنا‬ ‫لف تفـغفتِ ف ّ‬
‫لًنا‬‫ص ُبغط ف‬ ‫خ ِ‬ ‫وم الشّ غ‬ ‫اخله ـ لفغن ُيورثفّن ِلصف ِ‬ ‫ُدفخانٌ فبغيت فجفرى ِفى فجغوفِ فد ِ‬
‫تشربه ـ ففكغيفف يقصد فما ُيغؤِذِيه جرغفيًانا‬ ‫س فقصغٌد فوفعغمدٌ ِفى ّ‬ ‫إغذ فلغي ف‬
‫ان ُيفزبيُنُه ـ لهلهم اقرب الخراب نيانًا‬ ‫شارِِبِيه لففشغيفط ٌ‬ ‫لِ ف‬
‫صغبفيانًا‬‫ات ِ‬ ‫يد فلُهمغ ـ مِغثفل ّالِذى ُيشغغُِل اللّفهفو ُ‬ ‫إفلغيِه ُيشغغِلُُهغم فعّما ُيفِ ُ‬
‫الدفارغيِن ُخسغفرًانا‬ ‫لقونف ِفى ّ‬ ‫صغنعِِهغم ـ فوفقغد ُي ف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فليفـغندُموفن فغًدا مغن ُسوء ُ‬
‫ك ِتغبفيًانا‬ ‫ت ِمغن ف‬ ‫يك فخغيرًا فحِبِيبى إنغ فقِبغلتف ِبفها ـ ففإنغ فأبغيتف ففآ ِ‬ ‫أوصِ ف‬
‫وص ُقغرآنًا‬ ‫خِالفغ ِبغالفمغنصُ ِ‬ ‫ار ُجمغفلفتفها ـ فوفل ُي ف‬ ‫ُيفوافِِق غالِفقغفه فوغالخغفب ف‬
‫أحفزانًا‬
‫ان ّالذِى ُيغلقِِينى غ‬ ‫ب الدّفخ ف‬ ‫حمغُد ل مفغوفلفنا فقدغ أغكفرفهِنى ـ ُشغر ف‬ ‫أغل ف‬
‫ب طُغغفيًانا‬ ‫الشغر ِ‬ ‫رب فما فقدغ فتفرى ِفى ّ‬ ‫لفغوفل فهفدانِى فلُكغنتُ غالفيغوفم مُغبفتِدًعا ـ ِبقُ ِ‬

‫وللشيخ على البغدادى قدس سره أيضا تخميس بليغ على القصيدةا التى ادولها )تبارك ذو العلى والكبرياء( وعبارته فى‬
‫ديباجه هكذا )الحمد ل الواجب الوجود‪ ،‬والصلةا والسلم على خير خلقه وحبيبه المحمود‪ ،‬وعلى آله وصحبه الى يوم‬
‫الموعود‪ ،‬وبعد‪ :‬فقد التمس بعض أصحابنا المؤمنين الراشدين من هذا العبد الذليل المذنب الخاطئ على بن محمد‬
‫البغدادى عفي ال عنهما أن أجعل تخميسا للقصيدةا التى أودلها )تبارك ذو العلي اه( فأجبته بعد إلحاحا كثير مع قلدة‬
‫بضاعتى فالمرجود من أبناء الكرام أن يصلحوا ما وجدوه غير موافق للطباع السليمة ويستروا بذيل العفو عيوبه السقيمة‬
‫ول يسعوا فى امشاء جرائم العبد العديمة فشرعت فى تأليفه مستعينا من ال الكريم ومستفتحا بسم ال الخ(‬
‫‪15‬‬

‫)شعبان العبودى الوارى( هو شعبان بن إسماعيل العبودى الداغستانى عالم نابغة وبارع محقق علمة كان يدرس‬
‫الطالبين ويفيد المتعلمين ويعلدم الراغبين تخرج عليه العلم النبغآء كالعلمة القدوقى وأضرابه‪َ.‬‬

‫يتسلى‬
‫ومن مؤلفاته )التناقيح شرحا المصابيح( فى الحديث‪ ،‬وشرحه على قصيدةا )وفات رسول ال اكبر عبرةا‪ ،‬بها د‬
‫المرأ كل مصيبة الخ( وهذه القصيدةا للشيخ العلمة الديب سلمة بن زيد‪َ.‬‬

‫وله أيضا شرحا على وصية الصدرصرى المنظومة وعنوانه بعد البسملة هكذا‪:‬‬

‫عدوه بنصيف أضعف المخلوقات‪ ،‬والصدلةا والسلم على من جبر‬ ‫)الحمد ل الذى نصر نبيه بنسج العنكبوت‪ ،‬وأهلك د‬
‫وصحح ببعثته مراض الديان‪ ،‬وعلى آله أضلع نادية النبوةا‪ ،‬وأعمدةا قاعدةا المروةا والفتوةا‪،‬‬‫د‬ ‫بمقدمته كسوف اليمان‪،‬‬
‫وبعد فيقول أضعف العباد وأحوجهم‪ ،‬وأذنب الناس وأحقرهم‪ ،‬شعبان بن إسماعيل العبودى شبع ال قلبه بالعلم ونبهه ال‬
‫للخطر العظيم‪ ،‬لما كانت الوصية المنظومة مشتملة على قواعد الشريعة وفوائد الشريفة ولم يتفق لها شرحا تذلل صعابها‪،‬‬
‫الحل والنكشاف اه(‬
‫د‬ ‫وتخرج من قشرها لبابها‪ ،‬فشرحتها باستعانة ال توافق ألفاظها فى‬

‫الرحمن الردحيم سمداه‬


‫نصه‪ :‬ولشعبان العبودى تأليف فى فضل بسم ال د‬ ‫)قال( العلمة الحاج شافع الثغورى الوارى ما د‬
‫)نبذةا الفرات ونزهة القلوب المتفجعات( وشرحا على المصابيح سماه )بالتناقيح( ومن خطه نقلت وأنا الفقير الحاج شافع‬
‫الثغورى عليه رحمة البارى تعالى شأنه تتريا كتبت هذا في آخر يوم من رمضان سنة ‪ 1261‬وأنا ابن احدى وسبعين‬
‫سنة اللهم اختمنا بالسعادةا آمين انتهي‪َ.‬‬

‫وحيا فى أواخر القرن الحادى عشر رحمه ال تعالى‪َ.‬‬


‫وكان شعبان العبودى موجودءا د‬

‫صل العلوم والمعارف عن أعلم عصره وأخذ عن‬


‫)قدوقي( هو الحاج محمد بن موسى القدوقى الوارىد الداغستانى ح د‬
‫العلمة محمد بن على الكاملى والعلمة شعبان العبودى وغيره‪َ.‬‬

‫رحل )رحمه ال( الى القطار البعيدةا والديار السلمية وصل الى مصر والحجاز واليمن وأخذ عن علمائها ومشائخها‬
‫وأخذ فى اليمن عن الشيخ العلمة الشهير )صالح اليمنى( ولزمه برهة ولمدا كمل علومه رجع الى وطنه الصلىد‬
‫جم غفير من المحققين كالعلمة الشهير محمد البرى والعلمة‬
‫داغستان فشرع التدريس والفادةا والتعليم تخرج عليه د‬
‫اعتقادى الشعرىد لكنه كان يميل فى بعض المسائل الى‬
‫د‬ ‫داود السيشى وغيرهم‪ َ.‬وكان القدوقى رحمه ال شافعىد المذهب‬
‫رأى استاذه صالح اليمانى ويقال انه رجع عنه‪َ.‬‬

‫وكان القدوقى عالما علمة ماهرءا فى العلوم والفنون وله مؤلفات مرغوبة وتعليقات كثيرةا وحواشى عديدةا فى الفقه‬
‫والميقات والصول والعقائد والنحو والصرف وغيرها مملوئة بها كافة أرجاء داغستان وله حاشية على )الجارجردى‪،‬‬
‫وعصام على الجامى( اشتهر القدوقى فى بلد داغستان باسم قرية )قدوق( كما يقع كثيرءا فينا‪ ،‬وفى رجوعه من اليمن‬
‫حمل معه الكتب النفيسة ولسيما كتب استاذه صالح اليمانى ككتاب )العلم الشامخ( كان قد كتبه القدوقى بيده ويقال انه باق‬
‫الى هذا العصر وككتاب )الرواحا النوافخ( و )التحاف لطلبة الكشاف( و )المنار فى المختار من جواهر البحر الزجار(‬
‫و )البحاث المسددةا من الفنون المتعددةا( و )نجاحا الطالب على مختصر ابن الحاجب( و )حب القمام على بلوغ المرام(‪َ.‬‬
‫‪16‬‬
‫ثم ان الشيخ القدوقى هاجر فى أواخر عمره الى البلد الشامية وذلك انه رأى ان أهل زمانه قد تجاوزوا عن حدود ال‬
‫حكموا العرف والطاغوت دون تحكيم الشرع الشريف وكان يقول منكرا على أهل عصره هكذا‪ ) :‬واما اخوان‬ ‫وكانوا د‬
‫الطاغوت الحاكمون بغير ما انزل ال اه( فلذا ترك أوطانه وتوفى هنالك سنة ‪ 1120‬ودفن فى بلدةا )حلب( رحمه ال‪َ.‬‬

‫ومن وصاياه لخيه الحاج محمد بن عمر رحمه ال تعالى‪ :‬يا أخى إياك وإتباع وسوسة الشيطان فى الستنجاء‬
‫والوضوء والغسل والماء والصلةا ونحوها لئل يضحك عليك الولهان ول تتبدع ال باليقين فقد قال بعض المشائخ لبنه‪:‬‬
‫"اذا شككت فى حدثك وانت فى الصلةا فل تخرج من صلتك الى ان ترى البول سائلا من ساقك الى قدمك" وذلك سد باب‬
‫الوسوسة‪ ،‬واعلم أنى اوصيك ان ل تخرج عن الشرع فى أمر الجنابة والحتلم فانك إذا رأيت فى المنام صورةا الجماع‬
‫ولم يخرج منك المنى او خرج منك شيئ يحتمل المنى والودى والمذى فل يجب الغسل عليك بذلك ان اخترت المني‬
‫فتغتسل وان اخترت الودى والمذى فتغسل موضع الصابة فقط واذا اخترت أحدهما مرةا فلك أن تختار الخر مرةا اخرى‬
‫كل حين‪ ،‬واوصيك وصية لزمة ان ل تجاوز عن‬ ‫كل حال وفى د‬
‫وفى ذلك تسهيل من ال تعالي للعباد والحمد ل على د‬
‫الشرع فى أمر اللسان والقلب والفرج فاحفظها عما لم يتجه الشرع ولم يعلم حدله يقينا‪) ،‬ثم اعلم( ان مبنى العبادةا على أكل‬
‫الحلل ثم على قلة الطعام فاحفظ يا أخى عن جميع شبهات الحطام وعن الحرص عليها واصبر على مشاق الدنيا فانها‬
‫من امارات عمارات الخرةا‪ ،‬والسلم اه‪َ.‬‬

‫ويقال انه كتب بيده ثلثمائة كتبا وبقيت اكثرها فى حلب بعد موته موقوفة رحمه ال‪َ.‬‬

‫)تنبيه( كان الشيخ صالح اليمانى قد ادعى الجتهاد على نفسه وله مسائل خالف فيها مذاهب الئمة الربعة فلذلك شنع‬
‫عليه العلماء وبدعوه وضللوه كالشيخ سعيد المكى فى فتاواه‪ ،‬والشيخ محمد العبودى فى كتابه )كنز الدرر فى مطلع‬
‫وصوبه فى كتابه )جراب الممنون( وهو الوفق‬‫د‬ ‫حسن أمره‬
‫الغرر( لكن الفاضل ميرزه حسن اللقدارى الكورى د‬
‫للصول‪ ،‬توفى الشيخ صالح اليمانى سنة ‪) 1109‬ومن كلمه فى ذم التقليد(‪:‬‬

‫الصحاب‬
‫برأت من التمذهب طول عمرى ـ وآثرت الكتاب على ّ‬
‫ول ف سنة الختار صلّى ـ عليه ال ما يشفى التهاب‬
‫وما ل والتمذهب وهو شيء ـ يروج لدى المارى والاب‬

‫)أبوبكأر الرغجى الوارى( كان عالما شهيرا بارعا فى الفقه وكان معاصرءا للقدوقى وهو والد زوجته وأستاذه‪َ.‬‬

‫الدركأى( كان عالما علمة يدردس الطالبين ويفيد الراغبين ومرةا كان مدردسا فى قرية بالقار‬
‫)محمود الهنطيي الأقوشى ي‬
‫سنة ‪َ.1112‬‬

‫)رمدان الموحىي( والموحه قرية من قرى ناحية عندلل بين بلدةا جوخ وغازى قموق‪ ،‬كان رمدان من نبغاء داغستان‬
‫علو كعبه وسعة‬
‫عالما علمة وبارعا فهامة شهيرا فى علم الزيج والميقات كان معاصرءا للقدوقى وله آثار علمية تدل على د‬
‫عرب هو زيج )الوغ بك‬
‫باعه فى العلوم وكان ممن له حظ وافر فى علم الحرف والوفاق والزيج والتقويم وغيرها د‬
‫السمرقندى( بلسان الفارس المتداول فى بلد داغستان لدى علمائها‪ ،‬وله ايضا مختصر الفرائض‪ ،‬ويحكى عنه كرامات‬
‫عجيبة ويقال انه كان يعرف اسم ال العظم الذى اذا دعى به يستجاب وأنه أخذ ذلك عن بعض علماء عربستان‪َ.‬‬
‫‪17‬‬
‫توفى سنة ‪ 1131‬رحمه الله تعالي‪َ.‬‬

‫لمة الشهير أخذ عن العلمة محمد القدوقى وكان مرجع اهل الخلف فى الفتاوى فى‬ ‫)محمد البري( هو العالم الع د‬
‫زمانه ومزاره مشهور‪ ،‬وكان بارعا فى العلوم ويوجد له )للبريا( تقارير حسنة فى مسائل العلوم رحمهم ال تعالي‪َ.‬‬

‫)طيب الخركأى( كان معاصرءا للقدوقى ورمدان كان فاضل مدققا وعالما محققا وله آثار وحواشى على الكتب تدل على‬
‫سعة باعه فى العلوم رضى ال عنه‪َ.‬‬

‫حصل العلوم عن أعلم عصره وأخذ‬ ‫)الحاج داود السيشى( هو الحاج داود بن محمد بن على السيشى الدركى كان د‬
‫عن القدوقى وغيره وكان محقق أوانه وفريد عصره قدوةا العلماء وأسوةا الأدباء وله حاشية على شرحا المراحا في‬
‫الصرف لدنقوزى مشهورةا بداود حاشية‪ ،‬وله أيضا آثار علمية فى الفقه وغيره تدل على سعة ملكته وكثرةا اقتداره توفى‬
‫سنة ‪ 1171‬رضى ال عنه‪َ.‬‬

‫)وهذه قصيدةا الحاج داود يناجى الى ال ويشكو من ذنوبه(‪:‬‬

‫جاه ـ فوفنأتِى فما ُنهِفي مِغن فغغيِر إغكفراه‬


‫يد ِفى الفففنا ِعزّا فمعف غال ف‬
‫ُنِر ُ‬
‫فمفا ِللغفعغبدِ فما يرجوه ِبال ـ ِسفوى "فل فتغقفنُطوا مِغن فرغحمفِة ال"‬

‫الدنِبي لفغم نتنعه‬


‫ففكمغ ِمغن ظفِالٍم فقدغ نتبعه ـ مِفن غالفعقغِل ّ‬
‫سفتمِعُهُ ـ ففما لِغلعفغبِد مفا يرجوه ِبال‬ ‫فوفكغم فقغوٍل فكِرٍيه فن غ‬
‫ِسفوى "فل فتقغفنُطوا ِمغن رفغحفمِة ال"‬

‫فتبعنا النفس فيما اشتهته ـ بغي مال عما أفسدته‬


‫تركنا ف الفنا ما اكرهته ـ ففما لِغلعفغبِد مفا يرجوه ِبال‬
‫ِسفوى "فل فتقغفنُطوا ِمغن رفغحفمِة ال"‬

‫سكرنا شاربينا مسكرات ـ كماء سالنا من معصرات‬


‫فكلّمنا كثيا مهملت ـ فمفا ِللغفعغبدِ فما يرجوه ِبال‬
‫ِسفوى "فل فتقغفنُطوا ِمغن رفغحفمِة ال"‬

‫وأذنبنا ذنوبا ليس تصى ـ وكان لنا الرقيب ليس ينسى‬


‫العبد الفعصِّي أين أمسى ـ ففما لِغلعفغبِد مفا يرجوه ِبال‬
‫يرى ف‬
‫ِسفوى "فل فتغقفنُطوا مِغن فرغحمفِة ال"‬
‫‪18‬‬
‫ت غفل ـ ففعلغفنا فما فنفهُاه الُ جهل‬ ‫فغفلغفنا فعغن ُنُزولِ الغفمغو ِ‬
‫رفأغيفنُاه فكِبيًا فكانف سهل ـ فمفا ِللغفعغبدِ فما يرجوه ِبال‬
‫ِسفوى "فل فتغقفنُطوا مِغن فرغحمفِة ال"‬

‫أو فحفرًاما‬
‫ان لففنا غ‬
‫لًل فك ف‬ ‫أفكلغفنا فما فوفجدغفنُاه فطعفًاما ـ فح ف‬
‫فوُقمغفنا ِللظلوم إغحِتفرامًا ـ ففما لِغلعفغبِد مفا يرجوه ِبال‬
‫ِسفوى "فل فتقغفنُطوا ِمغن رفغحفمِة ال"‬

‫لِهى‬
‫يما ِفى غالفمفراعِى فوغالفم ف‬
‫اهى ـ ُمقِ ً‬ ‫ضتغ ّأيُام ُعغمِرى ِفى غالمففن ِ‬
‫مف ف‬
‫فومفا ِمغن منكرات صرت ناهى ـ ففما لِغلعفغبِد مفا يرجوه ِبال‬
‫ِسفوى "فل فتغقفنُطوا مِغن فرغحمفِة ال"‬

‫خفيفانةِ‬
‫ك ِفى غال ِ‬
‫ففخغنتف فيا فِقُي ِفى غالمفانفِة ـ فوفتمّ غالُعمغُر ِمغن ف‬
‫الدفيانفِة ـ فمفا ِللغفعغبدِ فما يرجوه ِبال‬‫ب ّ‬ ‫ت ِفى غالفففنا فدغر ف‬
‫فتفرغك ف‬
‫ِسفوى "فل فتغقفنُطوا مِغن فرغحمفِة ال"‬

‫)حديث بن محمد المجدى الهدلى الوارى( هو العالم العلمة النبيه الخبير المتوقد البارع الفقيه الشهير فريد عصره‬
‫ووحيد دهره ويوجد له تقارير أكثرها فى الفقه ومن طالع كلمه وتقاريره يتجلدى له أنه كان ماهرءا فلى كتاب التحفة لبن‬
‫حجر الهيتمى توفى سنة ‪َ.1184‬‬

‫ويحكى من كراماته أنه قال بعد موته حين يوضع جسده الى القبر‪" :‬هذا آخر يومى من دنياى وأول يومى من آخرتى"‬
‫رحمه ال‪َ.‬‬

‫)علي بن حاجى بن على بن محمد الداغستانى( كان عالما فاضل صاحب خط بديع وكان موجودءا سنة ‪َ.1150‬‬

‫غونى الوارىي( هو العلمة الفقيه الشهير أخذ عنه العلمة الحاج ابراهيم العرادى وغيره ويوجد له تقارير‬
‫ي‬ ‫)على الر‬
‫فى الفروع وغيرها‪َ.‬‬

‫محمد بن اتِتالْو الكأراخى الوارى( عالم بارع فقيه عصره ووحيد دهره كان معاصرءا للشيخ داود السيشى رحمه ال‪َ.‬‬
‫) ي‬

‫المتعلمين أخذ‬
‫د‬ ‫)محمد اليلعيلوخى الوارى( هو العالم المتبحر فى العلوم من منقولها ومعقولها كان يدردس الطالبين ويفيد‬
‫موجودا سنة ‪ 1182‬رحمه ال تعالى‪َ.‬‬
‫ء‬ ‫عنه العالم حسن بن الحاج محمد اللى الوارى وكان‬
‫‪19‬‬

‫)بيبون الهنطيي( هو العالم الفاضل توفى سنة ‪ 1184‬رحمه ال‪َ.‬‬

‫)محمد المليقب ببغوجلو المُيجدى الِهاد ي‬


‫لى الوارى( كان عالما بارعا فى العلوم توفى سنة ‪َ.1184‬‬

‫)ماِتالْو محمد القراخى الوارى( هو العالم العلمة الشهير البارع فى العلوم العربية وهو مؤلف الستعارةا المشهورةا فى‬
‫بلد داغستان التى علدقها على ديباجة شرحا العزى للتفتازانى رحمهم ال تعالى‪َ.‬‬

‫)حرخى( كان عالما علمة بارعا فى الصول والفروع وله آثار وتقارير رحمه ال‪َ.‬‬

‫)اعْبِد ِلالْو العلخى الوارى( هو العلمة الشهير وكان معاصرءا للعالم محمد الكراطى العندى رحمهم ال تعالي‪َ.‬‬

‫)القاضى محمد بن جمان الأقوشى( كان عالما فاضل وصاحب خط حسن بديع تولي القضاء فى قرية )هيلى( سنة‬
‫‪َ.1195‬‬

‫)محمد بن العالم الشهير شعبان العبودى الوارى( كان عالما فاضل وصاحب خط جيدد كتب بيده كتبا كثيرةا ورأيت‬
‫مما كتبه بيده من كتاب )جواهر القرآن( للمام حجة السلم الغزالى قدس سرده وفرغ من كتابته سنة ‪َ.1096‬‬

‫)القاضى الحاج أيوب القوشى( كان عالما فاضل مات يوم الجمعة وقت الضحى فى جمادى الخرى سنة ‪َ.1171‬‬

‫)سيد القاضى المكأاحى( هو العالم النحرير توفى سنة ‪ 1193‬فى شعبان‪َ.‬‬

‫)أبوبكأر الجركأىي( هو الشيخ الفقيه الشهير والبدر المنير اشتغل عليه خلق وتولى القضاء وكان حيّا سنة ‪ 1214‬رحمه ال‪َ.‬‬

‫)القاضى أبوبكأر القوشى( كان عالما فاضل جسورا شجيعا ومات شهيدا فى الوقعة التى بين الروسيين وبين عساكر‬
‫حرندر )باهان( رحمهم ال تعالى‪َ.‬‬
‫ايران تحت قيادةا )شيخ على خان( سنة ‪ 1226‬وكان له ابن كان هو أيضا عالما واسمه دب د‬
‫‪20‬‬
‫)الحاج أبوبكأر بن معاوية العيمكأىي الوارىي( كان حصدل العلوم عن علماء عصره كان عالما محققا علمة وبارعا‬
‫فهامة العارف الربانىد والواصل الصمدانى وله صوت جميل وثناء بليغ فى أفواه علماء داغستان حج واعتمر ولقى‬
‫العلم هنالك‪ ،‬وقال العلمة سعيد الهركانى فى مقدمة شرحه على )الخواطر اللوامع‪ ،‬على قصائد الجوامع( للعيمكى ما‬
‫نصده‪:‬‬

‫"هو الشيخ المام العلمة البحر الهمام الفهامة محدي السنة والحكام مظهر آثار السلف الكرام رحلة أوانه اعجوبة‬
‫زمانه قاضى قضاةا المسلمين ناظم أمور المؤمنين أبوبكر ابن معاوية العيمكى الداغستاني ذى العلم الصمدانى والقطب‬
‫الربانى" صح اه‪َ.‬‬

‫وله مؤلفات مرغوبة فى الفقه والسير وغيرها ومن مؤلفاته )أجوبته المشهورةا(‪ ،‬و )اعلم التلميذ بأحكام النبيذ(‪ ،‬و‬
‫)مجمع الوباش(‪ ،‬و )فضائل الحبيب( وشرحه‪ ،‬وقصائد الجوامع بلسان أوار‪ ،‬و )بذل الفتوى فيما عمت به البلوى(‬
‫وغيرها‪ ،‬وكتب علي ضريحه هكذا‪:‬‬

‫)تاريخ وفاةا الشيخ العارف الحاج أبوبكر العيمكى مولدءا والهركاني موطنا القراشي أصل ‪َ.(1205‬‬

‫وهذا من قصيدته التى كتبها على ظهر كتابه فضائل الحبيب‪:‬‬

‫المد ل العظيم النعمة ـ على الوفقي من الأمّة‬


‫ممد والل والخيار‬ ‫وأفضل الصلة للمختار ـ ّ‬
‫وبعد فالعلوم ليست تصر ـ فالشتغال بالصول أجدر‬
‫السنة‬
‫وهي كتاب ال ّث السّنة ـ وفقه ما عليه أهل ّ‬
‫فاخترت من بي العلوم شرح ما ـ يوضح من أخلق هادٍ أما‬
‫اذ الورى ف غّرة الشيطان ـ يهل ما يب من الفرقان‬
‫سيد الورى جيعا ـ ومن يكون ف غدٍ شفيعا‬ ‫بال ّ‬
‫وفخلقه وخُلقه وسيته ـ أسائه انسابه وعتته‬
‫كذا بأحوال ذوى اللفه ـ والربع الئمة النيفة‬
‫وبصفات واجب الوجود ـ وغيها من غالب العقود‬
‫والكل ف فضائل البيب ـ وشرحها وسائل اللبيب‬
‫الرياضة‬
‫مبيّن بسب الكفاية ـ يكفى لنا ف عمل ّ‬
‫فيا أخى لزم بذا الكتاب ـ مع الدعاء لصاحب الكتاب‬
‫فانه يشفى من العليل ـ ويرد القلب من الغليل‬
‫وانن العبد الفقي الشتكى ـ على الله من ذنوب العيمكى‬
‫ف سابع من بعد ستي مائة ـ وألف من أوان هجرة الفئة‬
‫نب دأبه الراحم‬
‫ثّ الصلة والسلم الدائم ـ على ّ‬
‫محّمد وصحبه وعتته ـ وتابع لنهجه من أمته‬
‫‪21‬‬
‫وهذا من بعض مكتوباته التى كتبها الى العالم الشيخ محمد أسعد الكردى المدنى‪:‬‬

‫)بسم ال الرحمن الرحيم نحمدك اللهم على ان غرست نخيل الوداد‪ ،‬فى رياض قلوب المتحابين من العباد‪ ،‬وألدفت بين‬
‫القلوب بالمحبة الصادقة التى ل يغيرها البعاد‪ ،‬وجعلت شجرةا الحب فى ال مثمرةا بظلل الرحمة فى المعاد‪ ،‬ونصلى‬
‫سيد أنبيائك وينبوع عرفائك معدن الهداية وكنز العناية وعلى آله وأصحابه هداةا الخلق الى سبيل الرشاد‪،‬‬
‫ونسلدم على د‬
‫وحماةا الحق فى ارضاء الجواد‪َ.‬‬

‫اللهيف بعدم العوان‪ ،‬أبوبكر العيمكى الداغستانى‪ ،‬رزقه ال شفاعة النبى‬ ‫)أما بعد( فالعبد الكئيب بفقدان الخوان‪ ،‬د‬
‫العدنانى‪ ،‬من أنوار أكمل التسليمات العلية أزهرها‪ ،‬وأنواع رياحين التحيات البهيدة أعطرها‪ ،‬وأسرار المودةا اللهية‬
‫أشملها‪ ،‬وأعباء الشواق الربانية أكملها‪ ،‬الى من بردز فى تلك القطار والبلد‪ ،‬وبنى بيت التقدم على أرفع العماد‪ ،‬حضرةا‬
‫الجناب العالى‪ ،‬قطب الفضائل والمعالى‪ ،‬ذى المناصب السنية‪ ،‬والمراتب العلية‪ ،‬معدن الشمائل واللطائف‪ ،‬وينبوع‬
‫المكارم والمعارف‪ ،‬وارث العلماء السلف الصالحين‪ ،‬وبقية العلماء العاملين‪ ،‬سللة الكابر العظام‪ ،‬ونتيجة الماثل‬
‫الفخام‪ ،‬نسل العلمآء‪ ،‬ويتيمة عقد الفضلء‪ ،‬يتلى عليه حديث )الولد سرد أبيه(‪ ،‬ويظهر آثار السعادةا على جبينه النبيه‪،‬‬
‫وأخينا فى ال‪ ،‬وابن حبيبنا وصديقنا لوجه ال )الشيخ محمد أسعد ابن الشيخ سعيد الكردى المدنى(‪ ،‬حرسه باللطف‬
‫البدى‪ ،‬ل زلت فى روض النعيم مخلدا‪ ،‬يا خير من صلى وصام وأفطر‪ ،‬وسقاك ربك من حياض جنانه يوم الظلماء ماء‬
‫طهورا كوثرا‪ ،‬ول برحا ظله ظليل على العالمين‪ ،‬وفضله جزيل ببركة الوليآء والصالحين‪ ،‬هذا‪َ.‬‬

‫الزرلرهركدرادنري فتلقيناه بالقبول والكرام و قبلناها‬


‫محمد ّ‬
‫ولقد وصلت الينا مشرفة أناملكم الكريمة من يد أخينا الحاج د‬
‫ووضعناها على رؤسنا وأفواهنا وفككناها‪ ،‬ونار الشوق مضطرمة فى الفؤاد فاذن هي صدفة متضمنة لدرر نفحات‬
‫وتنور النفوس والشباحا‪ ،‬وتجدد العهود السابقة‪ ،‬وتؤيد‬ ‫المحبة اللهية ونفثات المودةا الربانية التى تحيى القلوب والرواحا د‬
‫المناسبة الزلية الثابتة‪ ،‬فابتهجنا بما فى خللها من روحا وريحان وسلمة وسلم‪ ،‬وأنبأتنا عن صحتكم وسلمتكم‬
‫وعافيتكم التى هى غاية المأمول‪ ،‬ونهاية المسؤل‪ ،‬فكان ذلك سببا لشفاء عليلنا‪ ،‬وبرد غليلنا‪ ،‬وحمدنا ال على ذلك ودعونا‬
‫لكم بالمزيد من فضله والنجاةا من المهالك‪ ،‬ووصلت الينا هديتكم الغالية بلثم أناملكم العالية‪ ،‬وهى كوفيدة بيضآء فلبسناها‬
‫بنية الشفاء والسلمة كما أمرتمونا بذلك وال ولدي الهداية‬ ‫يس من التمر البرانى فأكلناها د‬
‫وك د‬
‫بنيدة الصدحة والعافية‪ ،‬ل‬
‫والتوفيق‪ ،‬والسلم(‪َ.‬‬

‫طيب الكأبدانى( قال تلميذه محمد المكاحى‪" :‬هو العالم النحرير بحر العلوم وينبوع الفهوم الصمصام القمقام حماه‬
‫) ي‬
‫الصمدى" انتهى‪ ،‬وكان موجودءا سنة ‪ 1200‬رحمه ال تعالي‪َ.‬‬

‫)محمد بن على الداغستانى الشهير بقاضى أقاي( كان قاضيا فى بلدنا الداغستانية ثم نفى الى الروسية لسبب ما‬
‫فاختار القامة بعد أن قاسى شدائد كثيرةا فى الغربة بقرية )قوندوراف( بساحل نهر صقمار من ولية )اورنبورغ(‬
‫واشتغل بالتدريس والفادةا ونشر العلم والوعظ والنصيحة فانتفع به خلق كثير وكان له يد طولىد فى العلوم العربيدة أخذ‬
‫عن الشيخ أحمد الداغستانى عن الشيخ محمد بن موسى القدوقى معرب العوامل الجرجانية‪ ،‬وقيل كان أصله من ولية‬
‫قزان ثم رحل الى )كابل( للتحصيل ثم رجع الى داغستان وألقى رحلة اقامته بها ثم نفى منها الى الروسية ثم هاجر فى‬
‫آخر عمره أثناء فتنة )بوغاجف( أيام يكاترينا الثانية الى أرض )قازاق( مع جميع أهل بيته وأتباعه وتوفى هنالك سنة ‪0‬‬
‫‪ 121‬بموضع يقال له )صاوقاين( رحمه ال تعالى‪َ.‬‬
‫‪22‬‬
‫)القاضى عمر الكأدالى الوارىي( هو العالم البارع فى المنقول والمعقول والعلمة الفهامة الجليل المحقق الديب‬
‫أخص الشماخلة ويوجد له مؤلفات وآثار ومن‬
‫د‬ ‫والنحرير الفقيه الريب وتولى القضاء برهة فى بلدةا )تارغو( وكان من‬
‫مؤلفاته )فتح الغالب على المبتدأ الطالب( وعبارته فى ديباجه هكذا‪:‬‬

‫ل بال العلي العظيم‪ ،‬الحمد ل رب العالمين‬‫)اللهمد داياك نعبد وايداك نستعين اهدنا الصراط المستقيم‪ ،‬ول حول ول قوةا إ د‬
‫أحمده وأستعينه فى كل حين‪ ،‬وأشهد ان محمدا عبده ورسوله المين‪ ،‬وصلى ال عليه و على آله وأصحابه وأزواجه‬
‫أما بعد‪ ،‬فيقول الفقير الى ال العلى‪ ،‬عمر الجانى الكدالى‪ ،‬لما رأيت الكتاب النفيس‬
‫وذرياته وتابعيه الى يوم الدين‪ ،‬د‬
‫المدعو بمحمد أمين‪ ،‬قددس ال روحه ونور ضريحه آمين‪ ،‬يعتاد كأسه بين الطلبات‪،‬‬‫د‬ ‫المحقق‬
‫د‬ ‫مصنف المام الرئيس‪،‬‬
‫ويزداد بأسه مع الرغبات‪ ،‬ولم يكن له شرحا يفى‪ ،‬ول بيان صفى‪ ،‬علقت عليه حواش‪ ،‬تكون أشعة له غواش‪ ،‬وسميتها‬
‫"بفتح الغالب على المبتدأ الطالب" وال أسئل مزيد توفيقه‪ ،‬وهداية عدل طريقه‪ ،‬انه مولى كل مأمول‪ ،‬ومعطى مسؤول‪،‬‬
‫وهو المستعان‪ ،‬وعليه التكلن أه(‪َ.‬‬

‫توفى سنة ‪ 1216‬ودفن فى بلدةا )تارغو( المشهورةا فى التواريخ القديمة بـ)بلنجر( و )سمندر( فى مقبرتها القديمة‬
‫تحت الطريق وفوق الترعة المحفرةا بعد النقلب وهو مشهور جيزار وكتب على ضريحه هكذا‪) :‬رحم ال أخى أقضى‬
‫القضاةا عمر الكدالى كان جبل من جبال العلم التاريخ فى سنة ‪ َ.(1216‬وكتب فوق هذا الخط هذه البيات أيضءا‪:‬‬

‫سأطلب علمًا أو أموت ببلدة ـ يقلّ با قطر الدموع على قبى‬


‫وليس اكتساب العلم يا نفسى فاعلمى ـ بياث آباء كرام ولجهرى‬

‫وللشيخ عمر الكدالى تخميس بليغ على القصيدةا المنسوبة للإمام الشافعى اثبته هنا لقلة وجوده وهو هذا‪:‬‬

‫بسم ال الرحمن الرحيم‬

‫سارِفعةٍ‬
‫ود مفغع مُ ف‬
‫يق فوِفى فسفعةٍ ـ فوِفى ِقفيٍام ُقُع ٍ‬ ‫ض ٍ‬ ‫ك ِفى ِ‬‫أذغُكغر إفلفه ف‬
‫سِكيُ ِمغن ِسفنٍة‬ ‫ونك فيا مِ غ‬
‫ظ ُجُف ف‬ ‫سبوفغ إلفى فشغهٍر فوفل فسفنةٍ ـ )غأيقِ غ‬‫ول ُت ف‬
‫ض ِمغن ِعفبٍر(‬ ‫لر ِ‬
‫ك فما ِفى غا غ‬ ‫فوانغُظغر ِبفعقغِل ف‬

‫ل فتعبٍ‬ ‫ختف فتغرُجو إلفى ّالنغعمى ِب ف‬‫رب ـ فوِش غ‬


‫ت ُعغمركف ِفى فلغهٍو فوِفى طف ٍ‬
‫ضّيعغ ف‬
‫ف‬
‫الصغبفيانِ ِفى لففع ٍ‬
‫ب‬ ‫س ُكغنتف فمعف ب‬ ‫لم ِ‬
‫ت فتدغِرى لِفهفذا فما خلقت فهبٍ ـ )ِبغا غ‬ ‫فوأنغ ف‬
‫كر(‬
‫يل الغفهبم فوالغِف ِ‬
‫ض الشّفباب فقلِ ف‬
‫فغ ّ‬

‫ت فتارُِكفها‬ ‫يما تشتهى سفها ـ فوِبغعتف ِدينًا ِبُدغنفيا أنغ ف‬ ‫ك ِف ف‬‫أغتفعغبتف فنغفسف ف‬
‫ك ُدغنفيا فل فبقففاء لففها‬‫ح ف‬ ‫يها فوُيدغبُِرفها ـ )تعبت فوغي ف‬
‫اد ف‬
‫ت فذا فمغن ُيعف ِ‬
‫فوِعغب ف‬
‫سى فوُتصغِبُح فمسغُرورًا فعلفى ّالنكر(‬ ‫ُتمغ ِ‬

‫أن نزل‬
‫ت فقغبفل غ‬
‫أن فتسغفتِعدّ ِلمفغو ِ‬
‫ك إلفى ـ غ‬
‫لمُر ِمغن ف‬
‫ان غا غ‬
‫فجاءف ّالنِذُير فوفد ف‬
‫ك فوفل‬
‫يب مِغن ف‬
‫ان الشّ ُ‬ ‫ضغيفٍ فقغبفلُه نزل ـ )فوفقغد كبتف فوفح ف‬ ‫تعد لِ ف‬
‫وانغ ّ‬
‫‪23‬‬
‫ور ِفى غالكب(‬
‫فأرافك فتغنُظُر فيا مفغغُر ٌ‬

‫ل أسف‬ ‫ضى غالعشفائُِر فوغالبفُاء ِفى سلف ـ وفأغنتف فتغزفدُاد آفثامًا ِب ف‬‫مف ف‬
‫ت ِبفما شيعت مِغن سلف‬ ‫اعفتفبغر ف‬
‫أن غالجسم كالدف ـ )فأما غ‬ ‫ستف فتغدرِى ِب ّ‬ ‫فولف غ‬
‫اخ فوالصّغر(‬
‫إلفى الغُقُبورِ ِمفن غالغشيف ِ‬

‫ك على ـ فجغهٍل فوفتغبِغى فعفطفايا البة متكل‬‫فكم ركبت مطايا الذلّ ِمغن ف‬
‫ت ِفى ُكبل فيغوٍم زائدا أمل‬‫خفطايفا فوفل فتبغغِى ِبفها بدل ـ )فوأنغ ف‬
‫فعفلى غال ف‬
‫والدهر يهدم منك العمر فابتدر(‬

‫ودُه لدى شبه‬ ‫ت ُعُه ف‬ ‫ود الِ ِفى شره ـ وففكمغ فنفقضغ ف‬ ‫ت ُحُد ف‬ ‫فكم اعغفتغد ف‬
‫ضى ُعغمُرُه غالفمغكُنونُ ِفى سفه‬ ‫لمرف فانتبه ـ )فيا فمغن مف ف‬
‫فيا مفغن فعدفا فوفتعفّدى غا غ‬
‫اللذّا ِ‬
‫ت والبطر(‬ ‫ال فوِفى ّ‬‫ح ِ‬‫فوِفى غالمف ف‬

‫مدهُ‬
‫ت فتعغ ُ‬ ‫ال فوِعّز ُكغن ف‬
‫خدُِمهُ ـ غأيفن غالفكمف ُ‬
‫ت فت غ‬
‫ال ّالذِى فقغد ُكغن ف‬
‫جفم ُ‬ ‫أيغفن غال ف‬
‫حمدُُه‬‫ت فت غ‬
‫اب ّالذِى فقغد ُكغن ف‬
‫خمدُُه ـ )غأيفن الشّفب ُ‬ ‫ت فت غ‬
‫وأيغفن فنارُ غالفهفوى فما ُكغن ف‬
‫اللمح بالبصر(‬‫فمضفى فسِريعًا فكمثل ّ‬

‫يك غأمٌر لست فسائله ـ ففما اتعظت ِبِه فبغل ُكغنتف فجاهله‬ ‫وفقفدغ فبفدا ِف ف‬
‫ال لفُه‬
‫اك مشيبٌ فل زففو ف‬ ‫يك جنونا فل فراق له ـ )فوفقغد أتف ف‬
‫أن ِف ف‬ ‫فك ّ‬
‫ك فيا مفغغُرورٌ فغانفتِظغر(‬
‫إّل ِبمفغوِت ف‬

‫بان الفوات لدار قد ذهلت له ـ عن اقتداء كتاب ال أنزله‬


‫اسفتِعدّ له‬
‫يل فحِقيقًا ف غ‬
‫الرِح ُ‬
‫يل ِفِيه واستمدّ له ـ )فحانف ّ‬
‫فشّمر الذّ ف‬
‫الشيب فازدجر(‬ ‫اك فنذُِير ّ‬‫فوفقدغ فأت ف‬

‫جغر لِفذا ِزفينِة الدّغنفيا فمعف غالمفلِ‬


‫اه ُ‬
‫اجغر إفلى الِ ِفى ِعلغٍم فوِفى فعفمٍل ـ فو غ‬
‫فه ِ‬
‫واجهر بصوت نداء اللق بالعجل ـ )بادر مثابك يا مسكي ف عجل‬
‫قبل النون وبادر فسحة العمر(‬

‫شهادة وصلةٌ والصبفيُام با‬


‫ٌ‬ ‫ين وانتبها ـ‬
‫الد ِ‬
‫أصولف ب‬
‫واستوفِفيّن ُ‬
‫ان لا‬
‫وزبك حجّ ذاك با ـ )حافظ على المس ف الوقات ّ‬ ‫نيل الداد ف‬
‫فضلاً فتلك الت تنجيك من سعر(‬
‫‪24‬‬
‫فصيح ونفسى فبعغُد ف مففطٍل ـ كأنا أطلقت غيبًا من الجل‬
‫ٌ‬ ‫إّنى‬
‫خائف فوجل‬
‫ٍ‬ ‫كل بل اتّهمت نصحًا من المل ـ )طوب لعبدٍ تقىّ‬
‫ّ‬
‫وم بالسّهر(‬
‫وب وباع ّالن ف‬
‫خاف الذُّن ف‬

‫ق فجّل عل‬
‫لٍ‬‫خغلفق ِفى فخ ّ‬
‫وجفاهفد النفس والشيطان والمل ـ فوفهاجففر غال ف‬
‫حن مبتهل‬
‫وقام باللّغيِل للرّ ِ‬
‫وعايففن ُالُكّل فغابتفغى خلص فبلا ـ ) ف‬
‫ف‬
‫فيغتُلو غالِكفتابف ودمع العي كالطر(‬

‫العمر تركنها‬
‫ل تعمرنّ لدار لست تسكنها ـ ول تبيعن فيها ف‬
‫ول تذوقفّن كأس السهم تأمنها ـ )إن كنت تبغى جنان اللد تسكنها‬
‫مع السان ذوات الغنج والور(‬

‫في نعمة ل يذوق السّوء ذائقها ـ ول يسوق ال فوت عوائقها‬


‫حلة طابت عواقبها ـ )تسقى با سلسبيل طاب مشربا‬ ‫تكسى با ّ‬
‫كف غانية أضوا من القمر(‬
‫من ّ‬

‫ف حلّة ليس فيها من ينازعها ـ ف نعمة ال والرّضوان يتبعها‬


‫جل صانعها‬‫أنعم با لذة ل شيء ينزعها ـ )ف قبة من لي ّ‬
‫خصها باختلف ّالنخل والنّهر(‬‫قد ّ‬

‫فيها ثار لنيل اليدى دانية ـ ما تشتهيه النفوس فيها ثابتة‬


‫ل يعتيها زوالٌ بل مضاعفة ـ )والطي فيها على الغصان عاكفة‬
‫أصواتا كحني العود والوتر(‬

‫ازدحام ول تعبٍ من العمل‬


‫ٍ‬ ‫والناس فيها بل سقم ول علل ـ ول‬
‫على الرائك ف روح بل حول ـ )والور يشي ف حلى وف حلل‬
‫كما أتى ف بيان الذكر والسور(‬

‫الرحن منفردا‬
‫الطاعات معتمدا ـ على كتاب من ّ‬ ‫صرف لعمرك ف ّ‬ ‫وا ِ‬
‫ل تعد عنه ال مال وما ولدا ـ )واعطف على سنن العباد متهدا‬
‫واتبع طريقتهم تقفو على الثر(‬

‫ل فتغرفكفنّن ال الدنيا فتتكل ـ فكم أذاقت بكأس السهم من يكل‬


‫أما اعتبت بن كانوا وقد رحلوا ـ )واعلم بأنك عن دنياك ٌ‬
‫مرتل‬
‫‪25‬‬
‫عما قليل لبيت الدود والعفر(‬
‫ّ‬

‫الدنيا وفتنتها ـ أعدى أعاديك اخش من اطاعتها‬ ‫أوصيك من زخرف ّ‬


‫فكل رأى أرتك من دسيستها ـ )ل تأمنّن ال الدّنيا وزهرتا‬
‫لنا كسراب لح للبدد(‬

‫بينا ابن آدم ف دنياه منتفع ـ قرين عي با والال متّسع‬


‫فينقطع ـ )أين الحبة واليان ما صنعوا‬
‫ُ‬ ‫دعاه قاطع أوصال‬
‫صاروا لنا خبًا من أعظم الب(‬

‫جع لشبهات بقصد غنا‬‫الديار الت بناؤها بِفعفنا ـ وأين ٌ‬


‫أين ّ‬
‫فكلّها لفوات يعتيه فنا ـ )أين اللوك الت عاشرتم زمنا‬
‫صاروا جيعًا ال الجداث والفر(‬

‫أين النود الت كانت مسخرةً ـ أين الدثور الت كانت مسية‬
‫أصاب كلّ سهام ال قاهرةً ـ )أين القصور الت كانت معمرة‬
‫صحونا ملئت بالبسط والسرر(‬

‫الكئوسُ مرسلةً‬
‫وبالوائد قد كانت مزينة ـ وحفغولفها فدفارُه ُ‬
‫مع اللهى الت كانت مرّمة ـ )أين الوجوه الت كانت منعمة‬
‫أين الدود الت ُتسبيك بالنظر(‬

‫أتى عليهم قضا ما قضاه أحفغد ـ وفارق غالُكّل آبآء وكلّ فواحِدغ‬
‫ساروا على خيل أخشاب تقاد فعدفغد ـ )صاروا جيعا ال ضيق القبور وقد‬
‫صور(‬
‫صارت ماسنهم من أقبح ال ّ‬

‫صاح اعتبر بم وما أصاب بم ـ كانوا أكبوا على الدنيا كأن بم‬
‫أمنا من ال ل خوفا فحاق بم ـ )ونن عما قليل لحقون بم‬
‫فانظر لنفسك واحذر غاية الذر(‬

‫ب واغفر لقاريها وسامعِها ـ ومن تعان بتخميس يزيّنها‬


‫يا رف ب‬
‫كل من يسعى ياولا ـ )واجعل مآب جنات أحاولا‬ ‫وانفع با ّ‬
‫وافتح بباب سعادات على عمر(‬
‫‪26‬‬
‫)إنتهت(‬

‫)الحاج ابراهيم بن العالم الحاج محمد العورادى( والعوراد قرية من ناحية لهيرد فى داغستان قد حصدل علومه عن‬
‫علماء عصره العلم كان عالما نابغا وفقيها علمة اشتهر صيته وفاز مرامه وقال الشيخ الفقيه محمد على الجوخى‬
‫الوارى فى فتاواه‪ :‬هو )يعنى( الحاج ابراهيم أفقه علماء ديارنا الداغستانية اه‪َ.‬‬

‫رحل وجال وحج واعتمر ولقى العلم هنالك وأخذ منهم ول سيما لقى الدشيخ شيخ سعيد المكىد صاحب الفتاوى فى‬
‫مكدة المكردمة‪ ،‬والشيخ العلمة الغزى مفتى الشافعية بدمشق وشارحا البخارى‪ ،‬والشيخ عبد ال البصرىد وغيرهم‪ ،‬ووقع‬
‫بينه وبينهم صحبة ومحاورات فى العلوم والمسائل مات سنة ‪ 5122‬ودفن فى قريته رضى ال عنه‪َ.‬‬

‫وقلت أمدحه‪:‬‬
‫ج‬

‫شافيا بالدلئل‬
‫فقيهٌ نبيهٌ جاز كل الفضائل ـ ييب جوابًا ً‬
‫يل عويصات العلوم لسائل‬
‫إماٌم هامٌ مرشد الناس ّانه ـ ّ‬

‫حه( ابن الحاج محمد المذكور كان هو‬ ‫وأما والده )الحاج محمد( فكان هو أيضا عالما فاضل وكذا أخوه الصغير )لده رر د‬
‫د‬
‫أيضا عالما فاضل والحاصل انهم كانوا من بيوت العلم وأهله‪ ،‬وللحاج ابراهيم آثار كثيرةا وتقارير جدمة في الفقه وغيره‬
‫توجد الى الن رضى ال عنهم‪َ.‬‬

‫)مسلو الخشدادى( هو العالم العلمة المحقق القطب العارف الربانى والعابد الصمدانى وكان معاصرءا للحاج ابراهيم‬
‫العورادى رضى ال عنهم‪َ.‬‬

‫)نور محمد الطدى( كان عالما علمة وحبرا فاضل فهامة أخذ عن الشيخ الحاج ابراهيم العورادى رضى ال عنه‪َ.‬‬

‫)الحاج محميد جلبى ابن الشيخ محمد ابن الشيخ ابراهيم العليجى( وكان أصل وطنه قرية )عليج( من قرى ناحية‬
‫)قوبه( كان يمكث فى قلعة قوبه وكان هو وآبائه من العلماء الفاضلين المحققين والمعيدين والمدرسين كانوا على مذهب‬
‫المام الشافعىد رضى ال عنه وعنهم وصواحبد تأليف‪َ.‬‬

‫وكان الشيخ محمد الجلبى موجودءا فى أوائل القرن الثانى عشر اشتغل بالتدريس والإفادةا برهة من الزمان وحج واعتمر‬
‫سبعة مرات توفى سنة ‪ 1223‬فى تلك القلعة‪َ.‬‬

‫وأمدا والده )محدمد بن إبراهيم( أخذ عن علماء عصره وكان عالما فاضل فقيها محققا قطب وقته وفريد عصره جال‬
‫البلد ولقى العباد وأخذ فى دمشق عن العلمة المهاجر فريد العصر وحيد الدهر )عبد الكريم الداغستانى( وفى المدينة‬
‫عن الشيخ مفتى السلم )محمدد المدنى( وغيرهما‪ ،‬ومن تأليفه )تذكرةا الخوان( فى مصطلحات تحفة المحتاج على‬
‫ملخصة من‬‫الصلةا د‬
‫المنهاج للشيخ ابن حجر الهيتمدى وكان فراغ تأليفه سنة ‪ ،1192‬وله أيضا عجالة صغيرةا فى أحكام ل‬
‫‪27‬‬
‫كتب الفقه الشافعىد رضى ال عنه‪ ،‬وله أيضا رسالة صغيرةا فى بعض أجوبة المسائل الفقهية للعالم )الحاج محمدد الكبيجي‬
‫الددركى( رضى ال عنهم‪َ.‬‬

‫وفاهما مدققا ومعاصءرا للعلمة الحاج أبى بكر العيمكى توفى‬


‫ء‬ ‫)القاضى محميد ابن موسى القوشى( كان عالما محققا‬
‫سنة ‪َ.1205‬‬

‫وفهامة أوانه قدوةا العلماء وأسوةا الفضلء أخذ عنه العلم وانتفعوا‬
‫)الحاج حسن الكأبير الكأدالى( كان علمة عصره د‬
‫به وكان معاصرءا للقاضى العلمة يوسف السلطى وماهرءا فى العلوم العربية وله حاشية على شرحا الوافية وله سوى ذلك‬
‫آثار مهمة وكان من علماء القرن الثانى عشر رضى ال عنه‪َ.‬‬

‫وله أيضا قصائد طنانة فصيحة الى الغاية ومناجات بلسان أوار‪َ.‬‬

‫)سلمان الطوخى الوارى( هو العالم العلمة الشهير كان موجودءا فى أوائل القرن الثانى عشر ويوجد له آثار وتقارير‬
‫فى الفقه وغيره رضى ال عنه‪َ.‬‬

‫محمد القدوقى توفى‬


‫)دبير القدوقى الأوارى( قال العالم سعيد القدوقى‪" :‬هو عالم محقق" اه‪ ،‬وهو البن الكبر من أبناء د‬
‫فى مكدة‪َ.‬‬

‫)أبوبكأر القدوقى( قال سعيد أيضا‪" :‬هو عالم شهير" اه‪ ،‬وهو البن الوسط من أبناء محمدد القدوقى وتوفى فى رغجة فى‬
‫داغستان‪َ.‬‬

‫)خرد الرجى( كان عالما شهيرا مدققا صاحب آثار فى العلوم‪َ.‬‬

‫)حسن السلطى الأوارى( هو العالم العلمة الشهير البارع الخبير من علماء القرن الثانى عشر ويوجد له آثار وتقارير‬
‫فى العلوم‪َ.‬‬

‫وهذا قصيدةا حسن السلطى فى ذم الحاج سيف ال قاضى غزانيش‪:‬‬

‫حن ـ العابد الفتقر السانُ‬


‫الر ُ‬
‫أقول من ملجأه ّ‬
‫ف ذكر أوصاف اللئيم الفاسق ـ العابد القضاء ث الّسارق‬
‫سى )سيف ال( عند اللق ـ واسه الارث عند ّ‬
‫الق‬ ‫ّ‬
‫وعند طلب من الزمان ـ يدعى له بالقبح ف الحيان‬
‫‪28‬‬
‫فهو يسم به وذا متوت ـ فهو إذا بكل ذا منعوت‬
‫كل طالب شهية‬ ‫أوصافه لدى الورى ظهية ـ وعند ّ‬
‫وهو شبيه الدب ف طماعه ـ وأرنب ف البج ف ساعه‬
‫وكلّ قصده ال ما يصل ـ لطالب العلوم من يفضل‬
‫ف كل ليلة من المعات ـ فلم نده مطئ الطوات‬
‫جربنا ـ فل تعب ف النظم يا أخانا‬ ‫ال عشائنا وقد ّ‬
‫الروح عزرائيل ـ مراقب حضوره الرسول‬ ‫وعند قبض ّ‬
‫فان دعا للكل بالخلص ـ يقوم من مقامه بالرقص‬
‫كاليات‬
‫فيقرأ الياسي بالصوات ـ ويأكل اللّحوم ّ‬
‫فبعد ملئ البطن والمعاء ـ يدعو اليه الكوز من الاء‬
‫ث يعيب اللحم والطعام ـ ويلفظ القوال والكلم‬
‫كاسب عقود ذنبه مقطوع ـ وجسمه ف السوء الطبوع‬
‫وضبع ف البطن والمعاء ـ وسوء عشرة بالصدقاء‬
‫وكلّ عال له عصيان ـ وجاهل منافق اخوان‬
‫وليس ذا عقل ول أريب ـ ول كري حاذق لبيب‬
‫السرور‬
‫أستاذه )علّي الكهوري( ـ ف الزن والشرّ وف ّ‬
‫بليد أيضا أحق ـ مراده نحٌو كذاك النطق‬‫وأنه ٌ‬
‫يبالغ السود للإخوان ـ ويضمر السّوء لدى اللن‬
‫وسارق الواشى والشروح ـ وآخذ الدهان والصباح‬
‫ول ياف خالق السمآء ـ ويأكل الوقف بل حيآء‬
‫ان كان مرأً أيّها الكري ـ يكفى له ما قاله سليم‬
‫فهو كلم لئق ليُقبا ـ فلم يطب قلب به ليحشرا‬
‫الطعنُ عباد ال ـ ُهُمو سليمان وعبد ال‬‫وشأنه ّ‬
‫وعلفٌم ركب من غذاق ـ ميٍم وراء زاء بالتلق‬
‫وغيهم من طالب العلوم ـ يهجو لدى الفاضل الكرام‬
‫ويدخل السجد ف الوقات ـ ويذهب الوقات باللذات‬
‫فيجع البيت بل صلة ـ مثقّل الظهر بالنكرات‬
‫فيا له ف الشر من حسرات ـ لا مضى ف العمر من غفلت‬
‫ويأخذ الرشوة بالحكام ـ فيمل البطن من الرام‬
‫فل ياف ال من عقاب ـ يوم يقوم الناس للحساب‬
‫أوصافه ذميمة عديدة ـ قبيحة قدية جديدة‬
‫عد ـ وليس للخصال أيضا ّ‬
‫حد‬ ‫حصر ّ‬
‫وليس للوصاف ٌ‬
‫‪29‬‬
‫أفعاله تظهر عند راء ـ فثق أخى قول بل امتاء‬
‫وشِرٌه مادع شيطان‬ ‫يحرص ف الال وهو كسلن ـ ف‬
‫املء بطنه من الرام ـ هته وهو من اللئام‬
‫ومنبع العاصى والجرام ـ ومعدن الفساد والثام‬
‫صدقة سلّمها النبيل ـ السيّد العظّم الليل‬
‫كفارة الشمخال ـ لقسمة السكي والذليل‬ ‫اليه من ّ‬
‫فتك النصف بغي قسمة ـ ول يف من خالق ولومة‬
‫ومنع الطلب بالإنذار ـ وعاق كّلهم من الظهار‬
‫فباع جزأً منه بالثمار ـ وبعضه باللحم والزار‬
‫السيدة الليلة‬
‫وهكذا أرسلت الليلة ـ )ِكغهٌل( هي ّ‬
‫اليه أشيآء من الدية ـ لطالب العلوم والداية‬
‫بأنه الوثيق والأمي ـ القاسم العادل ل يون‬
‫فصار ذا خيانة وباعها ـ بسكر ومشمش أضاعها‬
‫ودِففنتغ‬
‫وكم خطاياه الت قد تركت ـ بغي اظهار لا ُ‬
‫أمثال فهذفى شأنه ف اللق ـ ليس معداّ رجل بالصّدق‬
‫ودأبه أن يطرد الدرسا ـ ويظهر البغضآء عند اللسا‬
‫مع بقاء الدة اليسية ـ بغي اتام له بالجرة‬
‫ويدعى عليه دعوى باطله ـ يأخذه اشحا وبالماطله‬
‫فهذه خصاله القدية ـ والعادة القبيحة الذميمة‬
‫ومع كونه شهيًا يطلب ـ بذه رياسة ويرغب‬
‫ف أن يكون قاضيا ذا رفعة ـ ول يكون واجل من منة‬
‫هيهات هيهات لا عساه ـ والذئب للأغنام ل يرعاه‬
‫وكان ظن انه كري ـ فبان بعد انه لئيم‬
‫فبعد علمى انه جهول ـ مقصوده الشراب والأكول‬
‫فررت من ملسه أحباب ـ فل تلومنّ على ذهاب‬

‫انتهت قصيدته رحمه الله تعالى‪َ.‬‬

‫)الحاج رضوان الثغوري( هو العالم الفاضل الشهير توفى سنة ‪ 1247‬فى ‪ 19‬محرم الحرام رضى ال عنه‪َ.‬‬

‫خط حسن بديع تودلي القضاء فى بلدةا غربداغ سنة ‪َ.1247‬‬


‫)القاضى الحاج محمد بن ابراهيم الغدارىي( كان صاحب د‬
‫‪30‬‬

‫محمد بن كأدللو الطدى( كان عالما ماهرا ولسيما فى علمى الصرف والنحو وله رسالة فى مسائل الصرف وكان‬
‫) ي‬
‫القراخى رضى ال عنهم‪َ.‬‬
‫د‬ ‫معاصرءا للعلمة موسى حجيو الزلدديا‬

‫غرى( هو العالم العلمة الشهير والفقيه الجليل الخبير نادرةا‬


‫محمد ميرزه العيمكأىي ثم الجنكأوتىي اليص ي‬
‫محمد بن العالم ي‬
‫) ي‬
‫عصره ونابغة أوانه هاجر الى قرية جنكوت الصغرى من مديرية تمرخان شوره وأقام فيها‪ ،‬ووصفه الشيخ المحقق على‬
‫السلطى بأنه‪" :‬كان عالما محققا" وله آثار ومؤلفات‪َ.‬‬

‫محمد هذه القصيدةا يشكو هذه المصيبة‬


‫وفى سنة ‪ 1227‬كان قد وقع الطاعون والوباء فى بلد داغستان فأنشأ الشيخ د‬
‫ويناجى الى الله‪:‬‬

‫يما فعِبيدكف غالُفقفرآء ـ فقدغ فأتاهُغم ِبُظلغِمِهم ابتلء‬ ‫فيا رفِح ً‬


‫اص فقدغ مسّت الضراء‬ ‫ومعف ٍ‬ ‫وبشومٍ مِغن ِعغندِِهمغ واعتداء ـ ف‬
‫اعُونُهمغ فوفوبآء ـ فوفأتغتُهمغ ِقفيفامٌة فوفنآء‬
‫حفواهُغم طف ُ‬ ‫فف‬
‫أهفلفكغتفها طوائح وبلء‬ ‫ففكأبيغن مِغن فقغرفيٍة فوِبلد ـ غ‬
‫ل مفا يشآء‬
‫جيبًا فيا فاعِ ً‬ ‫جفنا مِغن بلء ـ فيا ُم ِ‬ ‫فيا فكِريًا ففن ب‬

‫ومنها هجوياته التى هجا بها بعض تلمذةا السهول‪:‬‬

‫ُ‬
‫الشيطان‬ ‫ضره الدورانُ ـ أبان عن تصيله‬ ‫كم طالبٍ قد ّ‬
‫ابليس ـ وفاته ف عمره تدريس‬ ‫ُ‬ ‫وعاقه عن درسه‬
‫فحظه من دوره حيانُ ـ وربه من كسبه خسرانُ‬ ‫ّ‬
‫حديثه وأنسه نسآء ـ وزيّه وزيّها سوآء‬
‫فذلك يّجه ا لساعُ ـ لنه يسعى فل انتفاعُ‬

‫الروس‪:‬‬
‫ومنها هذه القصيدةا ناجى فيها الى ال تعالى حين قيددته ج‬

‫سِنى الضّراء ـ فـنفبجِن فيا فمغن إلفغيِه الّرجآء‬ ‫فيا رفِحيمًا قد مف ّ‬


‫يد ـ فأِغثغِن و اليك اللتجآء‬ ‫حِد ٍ‬‫ففتفرانِى ُمقفبيدًا ِب ف‬
‫ك النجآء‬ ‫ت رفبى ُذو فرغحمفٍة وامتنانٍ ـ فِبُلغطفٍ ِمغن لفُدغن ف‬ ‫أنغ ف‬
‫ادًيا مفن يشآء‬
‫ضيآءً فيا فه ِ‬‫ك صًبا ـ فو ِ‬ ‫ب فعغبٍد مِغن ف‬‫غ فعفلى فقلغ ِ‬ ‫أفغِر غ‬
‫اف وانلء‬ ‫ش ٌ‬ ‫ك إغنِك ف‬
‫ضلِ ف‬‫سٌر فلُِكغرِبى ـ ِبفف غ‬
‫ُكّل ُعسغٍر فمعغهُ ُي غ‬

‫مقيدءا بالحديد ومات كذلك فى اليوم العاشر من‬


‫الروسية السابقة الملعونة نفته وحبسته فى قلعة )قيزلر( د‬
‫ثم ان الدولة د‬
‫رمضان سنة ‪ 1225‬ودفنوه هنالك فى حافة نهر )لته ررك( نحو جانب الجنوب رحمه ال رحمة واسعة‪َ.‬‬
‫‪31‬‬

‫وفى الحاج دبير الهنوخى‬


‫)محمد بن ابراهيم الهجوى( كان عالما علمة وبارعا فهامة أخذ عنه العلمآء كالعلمة الصد د‬
‫وغيره رحمهم ال تعالى‪َ.‬‬

‫وبارعا فهامة ومعاصرءا للعلمة الحاج حسن الكبير الكدالى من‬


‫ء‬ ‫عالما علمة‬
‫)القاضى يوسف السلطى الوارى( كان ء‬
‫مؤلفاته )إصلحا اللديل والنهار( رحمه ال تعالي‪َ.‬‬

‫ى( كان موجودءا سنة ‪ 1198‬رحمه ال‪َ.‬‬


‫)الشيخ المام محميد قاضى قرية ِجْرِكأ ْ‬

‫)محيمد جرلو(‬

‫محمد( كان نحوّيا نحربرءا شهيرءا‪َ.‬‬


‫)سعيد الخراكأى ولد قربان ي‬

‫)ُعوبُوجِالْو الطدى(‬

‫)دبرصلو الههالى(‬

‫)شعيب العورى( كان عالما شهيرا‪َ.‬‬

‫الطدى( كان فريد العصر وتاج العلمآء‪َ.‬‬


‫ي‬ ‫)الحاج محميد بن كألن‬

‫)محيمد بن أحمد الغـمسقى( هو العالم الفاضل البارع الكامل رحمه ال‪َ.‬‬

‫)محيمد على الشلنى( له تراجم بالوارية من العربية )بانت سعاد( وغيره‪َ.‬‬

‫)القاضي عبد ال الزلدي( كان عالما علمة وصار برهة قاضى القضاةا فى ناحية )حوبق( رحمه ال‪َ.‬‬

‫محمد على ا لجوخى‪" :‬هو عالم محقق" إنتهى‪ ،‬وتولى القضاء مدةا رحمه ال‪َ.‬‬
‫)أبوبكأر الكألوى الوارىي( قال الفقيه د‬
‫‪32‬‬

‫)عبد الحليم الثغورى الأوارى( كان عالما بارعا ماهرءا فى العلوم العربية ومن مؤلفاته حاشيته المسماةا بـ)الضواع‬
‫على الوضاع( فى علم الوضع من علماء القرن الثانى عشر‪َ.‬‬

‫محمد المكأوقىي( هو العالم الفاضل قال الشيخ محمد على الجوخى‪" :‬كان محقق زمانه" انتهى رحمه ال‪َ.‬‬
‫) ي‬

‫)زغلو الخوارشى الوارى( كان عالما علمة ومحققا بارعا فهامة رحمه ال تعالى‪َ.‬‬

‫)محمد بن عيسى العونطى الوارى(‬

‫)محمد الهخالى القموقى( قال الشيخ محمد على الجوخى‪" :‬هو محقق علماء مملكة غازى قموق وذى المؤلفات النافعة"‬
‫انتهى‪َ.‬‬

‫ى( وهو العالم الكامل التقىد الورع رحمه ال تعالى‪َ.‬‬


‫)عمر النصلطى الوار ي‬

‫مرةا قضاء بلدةا )اندراى( وكان‬


‫تولى ء‬
‫)القاضي محمد أمين المجدى( هو الشيخ الفقيه الشهير والبدر المنير ويقال انه قد د‬
‫مرجع أهل السهل والجبل وكان موجودءا فى حدود القرن الثانى عشر‪َ.‬‬

‫)القاضي عمر الهجوى الوارى( كان عالما علمة شهيرا رحمه ال تعالى‪َ.‬‬

‫)مل أحمد أفندى بن نور محمد الكألومى الطبسرانى( وله كتاب التاريخ علي مسلك عجيب غريب وضع فيها دوائر‬
‫وجداول كالحلقات فيها أسماء الوالدين والولدين على حسب ما وردوا ونشأوا من النبياء والملوك وغيرها وهو مطبوع‬
‫في مطابع بلدةا )استانبول( وأنا الحقير رأيت نسخة منها كتبها عثمان أفندى القموقى ثم الطبسرانىد بيده ثم أهداها الى‬
‫الكبطان الخاص دنكوف الجركى رحمه ال تعالى‪َ.‬‬

‫محمد الضرير القموقى( هو العالم العلمة المحقق والفاضل المدقق وكان موجودءا فى عـصر )سورخاى خان‬
‫) ي‬
‫الثانى( وله سعة فى العربية والشعر وهذا بعض أبيات يخاطب لبعض النسآء الظالمات ويشكو منها‪:‬‬

‫فيك مرومٌ طريدُ‬


‫ضٍل ـ ومثلى ِ‬
‫أهل ف غ‬
‫عندك ُ‬
‫ِ‬ ‫أرى الُّه ف‬
‫ال‬
‫منك أشكو ال فلن ـ فنادت خاب سعيك ليفيدُ‬ ‫فقلتُ ِ‬
‫جع ومنعٌ ـ وامساك أولئك ل ُ‬
‫عبيد‬ ‫دن هّه ٌ‬ ‫ّ‬
‫‪33‬‬

‫تى( كان معاصرءا )لسورخاى خان الثانى( وكان عالما علمة وبارعا فى علمى الهيئة والحكمة اشتغل‬ ‫محرم الأخ ي‬
‫) ي‬
‫بالتدريس والتعليم برهة فى ناحية )كوره( فى قرية )محمود( توفى شهيدءا باصابة الصاعقة حال اشتغاله بشؤن البيدر‬
‫وقت الصديف وقبره فى تلك القرية‪َ.‬‬

‫ولما مات رثاه العلمة القاضى ميرزه على الختى بهذه القصيدةا‪:‬‬

‫سعنا بأن العال التبحرا ـ أصاب له سهم النايا مؤثرا‬


‫شهي بأنواع الصفات من الورى‬ ‫ٌ‬ ‫هو العال العلمة التورع ـ‬
‫لقد كان للطلب فضل ونعمة ـ وكان للوصاف الميدة مصدرا‬
‫مبذرا‬
‫كل ذخرٍ ّ‬ ‫علمنا بأن الوت يفن كرينا ـ يضيّع منّا ّ‬
‫فوا معدن التعليم والعلم والتقى ـ ووا منبع التدقيق حبا مرّرا‬
‫وصرت ال دار اللود مسافرا‬ ‫ف‬ ‫تنيت الوصال لداركا ـ‬
‫نت ف‬ ‫فك ف‬
‫طرا مكدرا‬ ‫سلفتف وأخلفتف الكثي مباكيا ـ جعلتف قلوب الناس ّ‬
‫متكبرا‬
‫فأّيتها الدنيا الدنيئة خيّرى ـ جهولاً كذوبًا فاسقا ّ‬
‫فلستِ لرباب الفضائل سكنا ـ وللعال النحرير مثوى كما يرى‬
‫مرم ـ لكونه ف الفاق بدرًا منوّرًا‬ ‫لقد أظلم الدنيا فمات ّ‬
‫اوزغ عنه واغـفر ذنوبه ـ ووسبغع له قبا وطفبيبغهُ ف الثرى‬
‫جف‬‫الى فت ف‬
‫وأسكنه يا ربّى بابيح جنٍّة ـ وأيّد باجناس الشموم معطرا‬
‫ممد ـ مع الل والصحاب دهرًا مكثرا‬ ‫وصل على أعلى البايا ّ‬ ‫ّ‬
‫إذا زوا ذاك النعى يومًا وقد بدى ـ فميزه على قد بدا متحسّرا‬

‫انتهي رحمه ال تعالي‪َ.‬‬

‫معدل الصلةا( وكان‬‫)القاضى باركأه الأقوشى( كان عالما بارعا وحافظا لكلم ال المجيد وله آثار علمية ومن تأليفه ) د‬
‫شجيعا وصاحب شدةا ومرودةا فى ميدان المحاربات والمصادمات واقتتل من يده سبعة أشخاص ويقال أنه لم يقتلهم عمدءا بل‬
‫هو من باب دفع الصائل واجب ولم يكن مقصرا فى ذلك وأنه كان موجودءا فى أوائل القرن الثانى عشر رحمه ال تعالى‪َ.‬‬

‫حصل العلوم من منقولها ومعقولها عن علماء‬


‫)الشهير سعيد الهركأانى الوارى حفيد الشيخ أبى بكأر العيمكأى( كان قد د‬
‫عصره وكان عالما علمة وبارعا فهامة وهو المحقق المدرس المعيد والمدقق المتوقد السعيد من سللة أرباب النجابة‬
‫وخلصة أهل الفتوةا والمرودةا‪َ.‬‬

‫اشتغل بالتدريس والإفادةا ونشر العلم تخرج عليه العلمآء الخيار والفضلء البرار وأخذوا عنه كالعلمة المجاهد‬
‫الغازى محمد الكيمراوى والمام الشيخ شامل أفندى والعلمة أيوب الجنكوتى والعالم يوسف اليخساويا وغيرهم‪ ،‬وكان‬
‫‪34‬‬
‫والخط مقتدرءا على الكلم المنثور والمنظوم وله شهرةا عظيمة فى بلد داغستان وكان صاحب مؤلفات‬‫د‬ ‫جيدد العربيدة‬
‫مرغوبة وآثار مفيدةا وقصائد طنانة ومن تأليفه كتابه المسمدى بـ)تنبيه الطالب‪ ،‬عن تضيع عمره الغالب( فى فرضية‬
‫التجويد وتصحيح القرائة‪ ،‬وشرحه المسدمي )الخواطر اللوامع على قصائد الجوامع( للعيمكى وهو شرحا نفيس جّدا ويقال‬
‫أنه كتب بيده مائتا كتاب وكجتب على ضريحه )تاريخ وفاةا الشيخ عالم جغري جسرو جبري سعيد الهركانى ‪َ.(1250‬‬

‫ويندد على من يتساهل فى الصلةا ول يصحدح قرائته‪:‬‬


‫وهذه من قصيدته التى يعرض فيها د‬

‫علما ـ علما به يكشف عن قلب العما‬ ‫المد ل الذى قد ّ‬


‫وأفضل الصلة والتّسليم ـ على النب السيد الكري‬
‫ممّد أرسل بالطاب ـ يهدى به الناس ال الصواب‬
‫الراشدين السادة الناب‬‫الكمل والصحاب ـ ّ‬‫وآله ّ‬
‫دين قوٍي ّبين البهان‬
‫وبعده فالصلة من أركان ـ ٍ‬
‫وركنها فاتة الكتاب ـ تاركها يبوء بالعقاب‬
‫تصحيحها من أفضل المور ـ واللحن فيها أقبح الشرور‬
‫والناس عن ذلك ف تساهل ـ ورقة الدّين وف تغافل‬
‫فل ترى من عال أو جاهل ـ أو فاضل أو غافل أو كامل‬
‫إلّ وف لنٍ وف تريف ـ والغّي والهل وف تصحيف‬
‫وللمام العبى قصيدة ـ ف ضمنها فوائد عديدة‬
‫شرحتها شرحا نفيسًا عاليا ـ مقتصدا مسهل وغاليا‬
‫فدونك الشرح العظيم الشان ـ وليلزمنّه قارى القرآن‬
‫يلّص من معرة ّالنقصان ـ ويهتدى به عن الطغيان‬
‫أهديته لسيد القـيال ـ قطب اللوك أفضل المثال‬
‫خصه الله بالسعادة ـ وبالدى والعدل والسيادة‬ ‫من ّ‬
‫ظل الله ف الورى والعال ـ ملجأ كل فاضل وعال‬
‫لنان‬
‫الروح وا ف‬
‫النان ـ فيه شفاء ّ‬‫ملسه من روضة ِ‬
‫ذو السّيف والقلم والسنان ـ والرفعة التي سورخاى خان‬
‫فان تلقّى عنه بالقبول ـ فهو المنى وغاية المول‬
‫أدامه ال على القبال ـ والاه والقدر الرفيع العال‬
‫ناظمها سعيد الفقي ـ الغافل الفتقر القي‬

‫ومنها هذه القصيدةا التية التى يبيدن فيها كيفية طلب العلم واشتغاله والقتصاد فيه مع ما فيها من التشنيع والتقريع على‬
‫الطلبة الكسالى‪:‬‬

‫)بسم ال الرحمن الرحيم(‬


‫‪35‬‬
‫الزمان‬
‫قال سعيد أحقر الوان ـ نصيحة لطالب ّ‬
‫المد ل لض ذاته ـ ّث سلم ال مع صلته‬
‫على ممد رسول ال ـ ليقمع الناس عن الناهى‬
‫وآله السادة ث صحبه ـ وجنده ووفده وحزبه‬
‫وبعد فالعلم عظيم الفائدة ـ دنيا واخرى وجليل العائدة‬
‫الدواهى‬
‫من رامه لغي وجه ال ـ فعلمه يلقيه ف ّ‬
‫النان ـ كما أتى ف خب العدنان‬ ‫ول يد عرفا من ِ‬
‫فليخلص الطالب ف نيته ـ وليصلحن القصد ف بغيته‬
‫اللحن والتحريف‬ ‫وليشتغل بالنحو والتصريف ـ لجل أمن ّ‬
‫وليقرأ النطق والناظرة ـ وليتحمّل فيهما الخاطرة‬
‫وليمهرنّ فيهما مهارة ـ ليحصل اللوص من خسارة‬
‫حصل هذي اشتغل ـ با أراد من علوم النبل‬ ‫ث اذا ّ‬
‫وليتكن قرائة الوامع ـ للشيخ تاج الدين ذى النافع‬
‫كذا عقائد المام النسفى ـ ال اذا فاز بتحصيل وف‬
‫ما ذكرناه من العلوم ـ فيحصل الكمال ف الفهوم‬
‫كذاك فليقرأ كتاب الدهدى ـ من قبل أن يقرأها فيهتدى‬
‫وليشتغل بالفقه والحكام ـ بنية الرشاد للنام‬
‫لكّن كل من عليه اقتصرا ـ فقد طغى كما ترى فافهم ترى‬
‫يفسق النسان ـ ويورث القسوة والعصيان‬‫لنه ّ‬
‫فليشغلن بالعلوم الزاجرة ـ حت يفوز بالظوظ الوافرة‬
‫ث التلميذ الذين يرحلون ـ بقصد سكن هركان يقسمون‬
‫فسال من العيوب والريب‬ ‫ٌ‬ ‫من جاء ف وقت خل عن العنب ـ‬
‫ومن أتى أوائل اسوداده ـ فانه دلس ف مراده‬
‫ومن أتى بعد كمال ينعه ـ لكنه ل يدن حي قطعه‬
‫فذاك مفعول به غي صريح ـ وأجوف وناقص غي صحيح‬
‫الزمان ـ لقطعه فهو اذًا شيطان‬
‫ومن أتى وقد دن ّ‬
‫بل هو مفعول به صريح ـ وكلّ ما أتى به قبيح‬
‫فعغبُد القفا والبطن واللهازم ـ ومنبع الخباث والفآث‬
‫فلعنة ال على هذا اللئيم ـ ولعنة اللق على هذا النعيم‬

‫)خاتمة(‬
‫‪36‬‬
‫قرائة الدّرس لطالب أتى ـ بنية العناب حق ثبتا‬
‫لن قصده على القرار ـ فل تف منه على الفرار‬
‫وذلك القصود وهو حاصل ـ فالشتغال بالدروس عاطل‬
‫المد ل على التحقيق ـ به خلصى وبه توفيقى‬

‫)تمت القصيدةا(‬

‫وكان الشيخ سعيد الهركانى قد عزم على نسخ كتاب )انسان العيون( للحلبى ولما فرغ من كتابته قال هذه القصيدةا‪:‬‬

‫تلشت هومى وانلى ليل شّدتى ـ وأصبح قلب فارًغا من مشقة‬


‫سقان مولنا العظيم بلطفه ـ كؤس رحيٍق من مواهب سنة‬
‫وأنعمن منه بفضلٍ ورحةٍ ـ وأذهبف عن ُكّل فكّل وكربةٍ‬
‫الروح للروح بعد ما ـ أطيل عليها البس ف سجن ضغطة‬ ‫وهبت نسيم ّ‬
‫وغمت‬
‫ت )بانسان العيون( بكتبت ـ وصرت أنادى أين حزن ّ‬ ‫وفُغز ُ‬
‫تأسف حسرة‬ ‫ولكن فؤادى ف احتاق ندامة ـ ول ينجلى عن ّ‬
‫بب نضارٍ ذاب أحسن ذوبة‬ ‫لا فات من من اجادة نسخة ـ ٍ‬
‫مؤلفه قد كان برًا مقـقا ـ وصاحب عرفانٍ ونفس زكيّة‬
‫أديبًا فقيها عارفا ومدثا ـ وحافظ أهل العصر قطب الليقة‬
‫الرزية‬
‫أحبت ـ لتك العاصى واجتناب ّ‬ ‫ووفق ّ‬
‫وفقن ّ‬ ‫فيا ربّ ّ‬
‫تلصن عن خزى كلّ عقوبة‬ ‫ووفّق الى لإقتناء فضائل ـ ّ‬
‫وصل على خي النّبيي أحد ـ سراج جيع اللق شافع أّمة‬ ‫ّ‬
‫وصل على أصحابه بعد آله ـ صلة تبارى السك ف طيب نفخة‬ ‫ّ‬
‫شدة الهوال يوم القيامة‬ ‫بم أسئل الرحن أن ل يهينن ـ لدى ّ‬
‫هم وأزمة‬ ‫عنى ُكّل ّ‬ ‫البق والدى ـ ويفرج ّ‬
‫ويشرن ف زمرة ف‬
‫وانّى سعيد مرتجٍ لسعادة ـ على مقتضى أقوال أهل البصية‬

‫)إنتهت(‬

‫هذا ما كتبه الشيخ سعيد الهركانى جوابا لسؤال ورد من بعض الحباب‪:‬‬

‫بسم ال الرحمن الرحيم من سعيد الهركانى ل زال موفقا للتخلية ثم التملية محظوظا وبعناية لطفك ملحوظا‪َ.‬‬

‫الهمة وذو النفس البية وانك منقح‬


‫)أدما بعد( فإنى يا أخى أخبرت عن حالك وحسن نيتك وخلوص طويتك وانك علدي د‬
‫الذات وحسن الصفات وانك تشاورنى في الصلح لك هل السكنى بدياركم أم الرتحال الى أحد الحرمين أو غيرها من‬
‫البلد الشريفة فيا أخى اعلم أن دار داغستان هو معدن الخطار ومسكن الشرار ومنبع المآثم والكدار ل تقام فيها‬
‫‪37‬‬
‫الحدود ول توفى فيها العهود وأهلها عبيد العادات ومضيعو الصلوات ومرتكبو الشهوات ليس لهم همة سوى جمع الحطام‬
‫من غير تفرقة بين الحلل والحرام وحكامهم فجار وولتهم أشرار وعلمائهم ذياب على أجسادهم ثياب هجروا العلوم‬
‫النافعة وأماتوا سننا وأحيوا بدعا عبدوا الهوى واتخذوه وثنا وخانوا المانات وأفسدوا النيات ومفاسدهم ل تحدد ومثالبهم ل‬
‫تعدد فان أردت يا أخى اللحوق بالبرار فعليك بالنقلة الى تلك الديار فان اقمت بالشام فبها ونعمت فانها بين القرى كعروس‬
‫بين نسوةا جلوس وهى مسكن البدال ومحمل الرجال روى الطبرانى‪" :‬البدال بالشام بهم ينصرون وبهم يرزقون‬
‫ويصرف عن أهل الشام بهم العذاب" والحاديث فى ذلك كثيرةا شهيرةا وان أقمت بالمدينة فهو غاية الكمال ومنتهى المال‬
‫فيها ضريح النبي صلى ال عليه وسلم وهى أشرف البقاع حتى من جوف الكعبة ومن العرش والكرسى ول شك ان النبي‬
‫صلى ال عليه وسلم حىد يعرف الزائر ويردد على المسلم سلما وقد وقع على ذلك الجماع‪:‬‬

‫النصف ما يقول‬
‫فل تصى ّ‬ ‫تواترت الدلّة والنقول ـ‬
‫ـ هلل ليس يطرقه أفول‬ ‫ي‬
‫بأن الصطفى حّي طر ّ‬
‫ـ يقينا فهو زنديق جهول‬ ‫ومن ل يعتقد هذا بريب‬

‫وصح أيضءا "المدينة قبة‬


‫د‬ ‫كنت له شفيعءا وشهيدءا"‬
‫وصحد‪" :‬من استطاع أن يموت بالمدينة فليمت بها فمن مات فيها ج‬
‫السلم ودار اليمان ومأوى أهل الكمال" وغير ذلك مما ورد فى فضائل المدينة المنورةا وقد أفرد العلماء ذلك بتأليف‬
‫مستقل فطوبى لمن ظفر بالقامة بها حتى الممات فأقم بها يا أخى واعبد ربك حتى يأتيك اليقين‪َ.‬‬

‫)ثم اعلم( يا أخى ان المدار فى جميع العبادات على اصلحا القلب من الرذائل وأمراضها وهى ستون مرضا يجب‬
‫على كل أحد معرفتها وكيفية علجها وفى ذلك كتب مدونة وقد ورد‪ :‬ان ال تعالى ل ينظر الى صدوركم وأعمالكم بل‬
‫نص العلماء انها أعظم من كبائر الجوارحا من نحو الزنا وشرب الخمر والسرقة وأنه ل يقبل من‬
‫ينظر الى قلوبكم وقد د‬
‫الطاعات شيئا ما دام فى القلب مرض منها فاصرف عمرك يا أخى فى تخلية القلب عن تلك الرذائل وتحليته بالفضائل‬
‫وأوصيك يا أخى أن تذكرني في صالح دعائك وخالص الحاحك واستودعك الذى ل يضيع الودائع بحرمة النبي صلى ال‬
‫عليه وسلم والل وحيثما كنتم سعادتكم السلمة ويرعاكم الرحمن من كل جانب والسلم )انتهى رحمه ال تعالى صح‬
‫السقط اه(‪َ.‬‬

‫صِمى( هو العالم العلمة الشهير كان يجتمع لديه التلمذةا والطلب من جميع النواحى ومدحه اللسنة‬ ‫)الحاج على الخُُل ْ‬
‫الزكية كان موجودءا فى أوائل القرن الثانى عشر قتلوه ظلما وعدوانا وقد رثى عليه الشيخ سعيد الهركانى بهذه القصيدةا‪:‬‬

‫حدًا لالقنا ف كل حالت ـ شكًرا علي نعٍم ف كّل آنات‬


‫نعمة ـ وأخد الكفر ف سّر وجهرات‬‫ث الصلة على من جائنا ً‬
‫وهدفغو ـ ولزموا الكّد ف مو البطلت‬‫وآله مع أصحاب ُهُدوا ف‬
‫ث استمع يا أخي ال فضائل من ـ فاق الفاضل ف كّل الكمالت‬
‫إن لظهر من بعض الناقب ـ أّما كّلها فنآي عن ضبط عدات‬
‫هو الذى قد هدى وبالتقى ارتدى ـ وبالدي فرفقي قاف الكرامات‬
‫علمة فاضل فهّامة كامل ـ سيذعٌ مرشٌد ف كل أوقات‬ ‫ّ‬
‫ت جليلت‬ ‫ومعدنٌ لعلومٍ ل عداد لا ـ ومنبع لكمال ٍ‬
‫ٌ‬
‫‪38‬‬
‫ئ صات‬ ‫ب وفقيهٌ عارف يقظ ـ مّوٌد وحكيٌم قار ٌ‬ ‫مؤّد ٌ‬
‫وصائم يومه وقائم ليله ـ وعامٌل بعلوٍم من شريعات‬
‫ت فطبيفعتُهُ من كّل نقصات‬ ‫ت سريرته ـ فسف غ‬‫مباركٌ اسه فعلف غ‬
‫هو المام الذى تغن صفاته فعغن ـ ذكِر اغسه عند فمغن فمافز المادات‬
‫لكنّ نظمه ف سلك الصفات أتى ـ يزيُد ُحغسًنا علي ُحغسفن الرازات‬
‫صمّي الشهي لدى ـ أهل الثري وكذا أهل الّسموات‬ ‫فهو العلى الُلُ غ‬
‫بعد الت والّلتيا قد أحاط به ـ قوٌم طفغفغوا وبفـغفغوا أهل الضللت‬
‫فاحرّ حربُُهغم واشتدّ فسقُُهغم ـ فقاتلوا رجلاً بر الدايات‬
‫كل الرادات‬
‫بطل ـ إلّ وقد فاز ف ّ‬ ‫شجاع باسلٌ ٌ‬
‫ٌ‬ ‫وهل يكون‬
‫فمات ف دفع من قد صال عن نفسه ـ فهو الشهيدُ النجى من حرّ جرات‬
‫ضره قد صار ف قبه ـ منعّمًا بنعيٍم من جنانات‬ ‫وما ّالذى ّ‬
‫بور من جهالت‬ ‫الضّر للطلب من غرقهم ـ من بعده ف ٍ‬ ‫وانا ّ‬
‫فيا مصيبتنا بوت ذا الفاضل ـ ودفن تلك اليواقيت الميلت‬
‫يا ظلمة ظهرت من بعد غيبته ـ غروب شس به بغدأ الظلمات‬
‫سعيد العيمكى أعله خالقه ـ يرجو بذا النظم ف نيل الشفاعات‬

‫قد تمت وانما قال سعيد العيمكى لكون آبائه من قرية عيمكى‪َ.‬‬

‫)سعيد الشنازى( هو العالم العلمة الشهير أخذ عنه العلم كالعالم النابغة ميرزه على الختى وغيره من علماء القرن‬
‫الثانى عشر فى حدوده رحمه ال‪َ.‬‬

‫)ايلدار العيمكأى سبط الشيخ أبى بكأر العيمكأى( كان عالما بارعا موجودا سنة ‪َ.1225‬‬

‫شاالْي محمد الجنكأوتى الصغرى( وهو العالم الفاضل البارع في العلوم وكان حيّا سنة ‪َ.1254‬‬
‫)ألُبوِرى بن ا‬

‫الشوراهى( والشوراهى نسبة الى )ققه شوره( قرية من قرى بلدةا تميرخان‬
‫ي‬ ‫الرحمن بن الحاج محميد‬‫)الشيخ عبد ي‬
‫القموقية مع البلغة‬
‫د‬ ‫العجمية‬
‫د‬ ‫الرحمن أفندى أديبا فاضل عارفا متديدنا ومقتدرءا على المنظومات‬
‫شوره‪ ،‬كان الشيخ عبد د‬
‫القموقية فى كتاب وهو مطبوع‪ ،‬وكان يعرف لسان العرب وان لم يكن ماهرا فيه وله‬‫د‬ ‫ورتب بعضهم منظوماته‬‫والفصاحة د‬
‫كتاب فى الفرائض سماه )فرائض العجمية( نقلها من العربية الى العجمية سنة ‪ 1232‬وهو مدفون فى مقبرةا قرية )أتلى‬
‫جبويجونر( من قرى أنجه‪َ.‬‬

‫)كأنجه الجنكأوتيي( وكان حّيا سنة ‪َ.1223‬‬


‫‪39‬‬

‫)حاجى يوسف الكأبدانى( كان عالما فاضل ماهرءا فى العلوم وكان له بعض اقتدار فى الشعر والنثر وكان فى حدود‬
‫القرن الثانى عشر حيّا ومعاصرءا للشيخ محمد اليراغى وقد أثنى عليه رحمه ال‪َ.‬‬

‫)القاضى عمر( كان تولى القضاء فى بلدةا تارغو فى دولت الشماخلة وليس هو القاضى عمر الكدالى لنه أقدم منه بل‬
‫هو عمر آخر ولم نقف أهو من أهل بلدةا تارغو أم من غيرها‪ ،‬وهذا من بعض مكتوباته‪:‬‬

‫رب العالمين والصلاةا والسلم على محمد وآله وأصحابه أجمعين‬


‫الرحيم الحمد ل د‬
‫)بسم ال الردحمن د‬

‫لت من الزمان فان المير سليمان باشا قد أعتق امته المسمداةا لبدنزرلى بنت المرحوم بكتمر رجآءء‬
‫أما بعد( فهذا بيان ب‬
‫)د‬
‫تقبل بقبول حسن‪َ.‬‬
‫اللهم د‬
‫لمجردد وجه ال تعالى وتفائل لعتق أعضائه من النار د‬

‫ى فى تاريخ سنة ‪ 1242‬خاتمه )كفى‬


‫شهود العتق كاتب الكتاب عمر قاضى تارغو وججفان ابن لاخلدرز ويحيى بن جأدرزد ر‬
‫بالموت واعظا يا عمر( انتهى‪َ.‬‬

‫)واعلم( أنه قد جرت العادةا فى ولية داغستان فى القديم والحديث انهم كانوا يكتبون المراسلت والمكاتبات والصكوك‬
‫فى النكاحا والطلق والنذر والوقف والوصية وغيرها بلسان العرب فى جميع البلدان والقرى ولم يقع كتابتها بلسانهم‬
‫الجارى لنه كان عيبا جيلم وذنبا ل يغفر ال القل من القليل وذلك لكثرةا إهتمامهم الى العرب وغلبة حرصهم اليه‬
‫ومحبتهم به لكونه لغة نبيدهم عليه أفضل الصلاةا والسلم هذا‪َ.‬‬

‫وتاميشى( يقال انه من نسل أمراء ناحية )قيطاق( كان أخوه الكبير فى خدمة الامارةا فى قيطاق‬
‫ي‬ ‫)الشيخ الغازى محميد الأ‬
‫ورحل هو الى قرية )أوتاميش( زاهدءا عن الدنيا ورياستها فواظب على العبادةا والذكر‪ ،‬كان يختلي ويعزل فى أواسط‬
‫المدةا يخرج الى الناس ويجلس معهم‪ ،‬كانوا يزورونه من‬
‫الشتاء أربعين يومءا مشغولا بالعبادةا والمراقبة فإذا انقضى تلك د‬
‫جميع النواحى ويقيمون عنده نحو عشرةا أيام وجرى ذلك العمل بعد وفاته الى الن كانوا يجتمعون فى مزار الشيخ فى‬
‫أواسط الشتاء للذكر والعبادةا الى هذا العصر‪َ.‬‬

‫ويقال انه يتصل سند إجازته الى الشيخ العارف جنيد البغدادى وأنه من نسل قريش وال أعلم بصحدـته وبقى بعده‬
‫خلفائه ومات كلهم ودفنوا لديا الشيخ غازى محمد المذكور رضى ال عنهم‪ َ.‬ولكن هذه الزيارةا وغيرها من المزارات فى‬
‫كثرتر فيها‬
‫بلدنا وفى غيرها فى هذه العصور المتأخرةا كانت شبكة لإقتناص أموال الناس وافساد عباداتهم وديانتهم ج‬
‫المنكرات والبدع والفواحش مال ينبغى أن يذكرها وكانت العلماء وأهل الغيرةا منا يشدددون النكير ويزجرونهم عن تلك‬
‫الصوفية فى أيدى‬
‫د‬ ‫البدع والهواء ويهدونهم الى طريق الصواب والصراط المستقيم ولكن لما كانت السلطة المشيخية‬
‫العوام الذين هم كالنعام لم يكن فيهم من يصفوا ذلك ويرتدع عن الباطل ففعلوا ما فعلوا ولعبوا فى دين ال على ما تهوى‬
‫أنفسهم لم يراقبوا فى دين ال إلدا ول د‬
‫ذمةء‪َ.‬‬

‫وها نحن ننقل هنا من كلم الشيخ الفقيه محمد على الجوخى لكونه جوهءرا غالى القيمة وعالى القدر ورفعة المتانة‬
‫ينبغى أن يكتبها بالذهب بل يجب فى هذا الزمان الكاسل ونصده هكذا‪:‬‬
‫‪40‬‬
‫ب العالمين‪ ،‬ول عدوان ال على الظالمين‪،‬‬ ‫)بسم ال الرحمن الرحيم ول حول و ل قوةا ال بال العلىد العظيم الحمد ل ر د‬
‫والصلتان على سيدد المرسلين‪ ،‬محدمد وعلى آله وأصحابه أجمعين‪ ،‬أما بعد‪ :‬فاعلموا يا اخوان الدين بعلم اليقين‪ ،‬انى على‬
‫ما رزقنى ال تعالى من المطالعة الى كتب الئة المجتهدين‪ ،‬ل أرى السعى الى الخلوات على ما عليه العوام فى الحال‪،‬‬
‫الجنان‪ ،‬بل بالستحياء من الناس‬
‫من جمع الطعام اليها والحطب وسائر الموال‪ ،‬بل طيب قلوبهم ول رضاء من صميم د‬
‫ال معصية أية‬
‫فى الرددد عن ذلك بالعلن‪ ،‬مع ما يترتب على ذلك من اختلط الذكور والنساء‪ ،‬وسائر الخبائث والشحناء‪ ،‬د‬
‫السنة السيئة‪ ،‬بل الذيا أرى وينبغى هدم بنائها من أصلها لكونها وسيلة للمعاصي والمفاسد‪ ،‬وقد صردحوا‬
‫معصية‪ ،‬بئس د‬
‫ان الوسائل حكم المقاصد‪ َ.‬وال أعلم( انتهى كلمه رحمه ال تعالى‪َ.‬‬

‫جدا فى واد بين قرية )الخوجه كه نت(‬


‫)الشيخ ابغاِتْر أااده ورفيقه الشيخ منة ال الحشنشييان( والحشنش قرية صغيرةا ّ‬
‫و )حسبه كه نت(‪َ.‬‬

‫أده رحل من ولية )عربستان( زاهدءا عن الدنبا ومجاهدءا فى سبيل ال ومرشدءا للخلق فلما وصل‬
‫ويقال ان الشيخ دبدغلترر د‬
‫الى ولية )شروان( صحبه الشيخ منة ال المذكور حبّا فى ال ولم يفارق عنه حتى وصلوا الي قرية حشنش وأقاموا فيها‬
‫حتى ماتوا فيها ودفنوا وزيارتهما مشهورةا يزورهما الناس من البلد والقرى‪ ،‬ويحكى عنهما كرامات جليلة رضى ال‬
‫عنهما‪َ.‬‬

‫)إسماعيلا الكأوردميرى الشروانى( هو اسماعيل بن أحمد الكوردميرى الشروانى والكوردمير قرية من قرى شروان‪َ.‬‬
‫حصدل العلوم فى بلده ثم رحل الى البلد يطلب الطريقة فأخذ عن الشيخ الشهير )خالد السليمانى( رضي ال عنه وكان‬
‫لء عصره كالشيخ خاص محمد الشروانى وغيره هاجر من ولية‬ ‫منه مجازا فى اجراء الطريقة النقشبندية فأخذ عنه أج د‬
‫شروان الى بلد الدولة العثمانيدة وقطن فى )اماسيه سمسون( وهى ناحية بينها وبين استانبول مسيرةا ثلثة أيام بالسفينة‬
‫البخاريدة وتوفى هنالك رحمه ال تعالى وكان فى قيد الحياةا فى حدود القرن الثانى عشر وقد أثنى عليه الشيخ محمد‬
‫التائية ثناء بليغا بأوصاف بديعة ومناقب عظيمة‪َ.‬‬
‫اليراغى فى قصيدته د‬

‫وهذه من وصايا الشيخ اسماعيل الشروانى‪) :‬بسم ال الرحمن الرحيم الحمد ل وحده وأوصيك بالتمسدك بالكتاب‬
‫والسنة والمر بتصحيح العقائد بمقتضى آراء أهل السنة الذين هم الفرقة الناجية على ما أطبق عليه أهل الكشف‬
‫والصفح عن عثرات‬
‫د‬ ‫وكف الذى‬
‫د‬ ‫والوجدان‪ ،‬وأوصيك بتوقير حملة القرآن والفقهآء والفقرآء وسلمة الصدر وبذل الندى‬
‫الخوان‪ ،‬وبسماحة النفس وسخاوةا اليد وبشاشة الوجه والنصيحة للصاغر والكابر وترك الخصومات وترك الطمع‬
‫الصدق‬
‫ال فى د‬ ‫عول عليه وأن ل ترجو النجاةا د‬
‫جل جلله فانه ل يضيدع من د‬‫وبالعتماد فى قضاء الحوائج الى ال د‬
‫ال فى اتباع محمد صلى ال عليه وسلم وعلى آله وصحبه وأن ل تظن أنك أفضل من أحد بل ل‬ ‫والوصول الى ال تعالى د‬
‫ففوض أمره الى ال تعالى و السلم( انتهى‪َ.‬‬
‫بالنميمة والحسد د‬
‫ترى وجودءا وكل من يتطاول عليك د‬

‫ولسيما‬
‫د‬ ‫)الشيخ خاص محمد الشروانى( هو الشيخ العارف محمد ابن شهاب الدين حصدل علومه عن أكابر عصره‬
‫عن استاذه اسماعيل الكوردميرى المذكور وعن الشيخ محمدد اليراغى وغيرهم‪ ،‬وكان مجازا فى الطريقة النقشبندية من‬
‫الشيخ اسماعيل الكوردميرى ثم هاجر الى بلد الشام وتوفى فيها سنة ‪ 1247‬وقبره عند قبر الشيخ خالد السليمانى رضى‬
‫ال عنهم‪َ.‬‬
‫‪41‬‬
‫حصل‬
‫ى الكورى الداغستانى د‬ ‫ل اسماعيل بن ملد شيخ كمال بن نذر اليراغ د‬ ‫)الشيخ محميد اليراغى( هو محمد بن م د‬
‫اليراغى أو ء‬
‫ل مدردسءا فى العلوم الظاهرةا المتداولة فى‬ ‫د‬ ‫العلوم والمعارف عن العلم الكرام والفضلء الفخام كان الشيخ‬
‫جم غفير من الطلبة من جميع النواحى وكان فيما بينهم الشيخ خاص محمد الشروانى الذى‬ ‫بقعة داغستان فاجتمع لديه ّ‬
‫اشتغل هو بعد رجوعه من عند الشيخ محمد اليراغى على تلقن الطريقة النقشبنددية من الشيخ اسماعيل الكوردميرى رحمه‬
‫ال وصار منه مجازا فى نشر الطريقة واجرائها فرجع الشيخ خاص محمد ثانيا الى قرية يراغ وصاحب الشيخ محمد‬
‫ولقنه الطريقة النقشبنديدة حتى صار اليراغى منه مجازءا فى اجراء الطريقة فكثر فى بلد داغستان الراحلون الى‬ ‫اليراغى د‬
‫الشيخ اليراغىد بعضهم لخذ العلوم منه وبعضهم لتلقن الطريقة عنه‪ ،‬ورحل اليه فيمن رحل العالمان الشهيران بالتصدى‬
‫للمامة فى داغستان فى ذلك الوان الشيخ الغازى محمد الكمراوى والشيخ شامل أفنديا الكمراوى فتلقنا منه الطريقة‬
‫وصارا منه مجازين فعادا الى ناحيتهما واجتهدا على اجراء الشريعة واحياء أحكامها المندرسة وأرادا قطع العلقة عن‬
‫الروسية بالجهاد والمقاتلة حتى كان ما فعله سببا على تهمة الشيخ محمد اليراغى رضى ال عنه من جهة الدولة‬ ‫د‬ ‫الدولة‬
‫الروسية فلهذا هاجر الشيخ اليراغى من ناحية )كوره( الى ناحية )أوار( مع أهله وعياله فأقام أول فى قرية كيمرةا ثم فى‬
‫قرية بلكان وفى الخير أقام فى قرية ثغور ثلث سنين وأربعة أشهر ومات فيها فى اثناء الوضوء سنة ‪ 1254‬فى ‪13‬‬
‫جمادى الولى يوم الثنين فى وقت العصر فاجتمع عليه علماء القرية وصلحائهم وصلوا عليه صلةا الجنازةا ودفنوه فى‬
‫مقبرةا ثغور ضحوةا يوم الثلثاء وقبره مشهور يزار رضى ال عنه‪ َ.‬وفى امثال هذه المحن والفتن قال اليراغى هذه‬
‫القصيدةا‪:‬‬

‫تعلّمغ يا أخى انا رضينا ـ بلءً فيه جلبٌ للمتاب‬


‫جيل للمصاب‬
‫صبٍر ٍ‬ ‫وكم آى كذا الخبار فيها ـ جزا غ‬
‫وبشر آية فيها ضروب ـ من العليا حواها ذو صواب‬
‫ذوو اليان كانوا ف الصابة ـ كجسٍم واحدٍ مرمى الشهاب‬
‫حتى الراب‬‫اذا شكى له عضٌو تداعى ـ جيع السم ّ‬
‫الصحاب‬
‫جع ثقات ـ حديثا فيه من فرد ّ‬ ‫بعن ذا روى ٌ‬
‫فكونوا صابرين من البليا ـ كما كنا تثابوا ف الياب‬
‫بتاريخ حواه سلخ فغغرفمه ـ سقانا الله ما ف ذا الكتاب‬
‫بكأس بعد كأسٍ ـ لا عجب دهاقا من شراب‬ ‫ٍ‬ ‫جرعتا‬
‫ت ّ‬
‫إلى كن صفوحًا عن فقي ـ رجى عفوًا وتلقي الواب‬
‫سى كن شفيعًا ف القيام ـ نز فوزًا بقربات الثواب‬

‫كان رحمه ال عمدةا العلماء والعلم شيخ النام زين الملة والسلم مجدد الشريعة ومرشد الطريقة عارفا بربده زاهدا‬
‫عن الدنيا لدينه مكبا على عبادةا ال تعالى وحافظا لكلم ال المجيد مهاجرءا فى سبيل ال كان عضءدا للمام الغازى محمد‬
‫وبعده المام شامل أفندى ومات فى عـصره رضى ال عنهم ويوجد له آثار وقصائد وتائياته الكبرى والصغرى فى‬
‫المدحيدات والسدير مطبوع رحمه ال تعالى‪َ.‬‬

‫)الشيخ الغازى محمد الوارى الداغستانى( وهو الشيخ الشهير العلمة المجاهد فى سبيل ال الغازى محمد ولد محمد‬
‫ابن اسماعيل الوارى الهزالى كان أبوه من قرية كيمرةا ثم هاجر منها الى قرية )اونصوكول( وتوطدن فيها وولد هنالك‬
‫الشيخ محمدد فلمدا ترعرع وبلغ الرشد أخذ يحصدل العلوم والفنون وقرأ على العلم المشهورين كالعلمة الشهير سعيد‬
‫الهركانى وغيره وخرج عالما محققا وفاضلا وآوى بعده الى قرية أبيه كيمره وصار فيها امامءا وصدرءا وشرع يدرس‬
‫‪42‬‬
‫جم غفير وكان فيما بينهم من تلميذه )الشيخ شامل أفندى(‪ َ.‬ولما قرع سمعهم‬ ‫المحصدلين ويفيد الطالبين حتى اجتمع لديه د‬
‫محمد اليراغى شيخ الطريقة النقشبنديدة قدس سره أخذا أىر الشيخ الغازى محمد والمام شامل يتأهبان حتى‬ ‫صيت الشيخ د‬
‫وصل لديه وأخذا عنه الطريقة وصارا منه مجازين فى الرشاد والتسليك فلما رجعا من عنده باشرا لرشاد الناس الى‬
‫الددين والشريعة فانخرط فى سلكهما كثير من الناس من أهل الجبل‪ ،‬ثم ان الشيخ الغازى محمد أراد قطع سلطنة الددولة‬
‫الروسيدة عن هذه البلد الداغستانيدة وتوسيع دائرةا السلم فجاهد الكفار وقابلهم بالعساكر التى تبلغ قدر ثمانية آلف حتى‬
‫وصلوا الى بلدةا )تارغو( وهجموا الروس الذين يسكنون فى الستحكامات التى فوق جبل تارغو فتلف من عساكره خلق‬
‫كثير بسبب وقوع النار على مخزن البارود ومن بقى منهم بعده ذهبوا الى ناحية جاجان )شيشان( فدخل منهم خلق كثير‬
‫تحت اطاعته حتى وصلوا الى ناحية )طبسران( وحاصروا بلدةا )دربند( وبعد مددةا رجعوا الى ناحية أوار‪َ.‬‬

‫الروس الذين‬
‫ثم تحركوا ثانيا الى قلعة )قيزلر( ونهبوا وأغاروا أموال الكفار ثدم وصلوا أيضا الى ناحية جاجان فقابلهم د‬
‫فى قرية )بيان( فتلف من عساكر الشيخ قدرد ورجع بعده الى ناحيته أوار وكان ذلك سنة ‪َ.1247‬‬

‫ثمد ان الردوس فى الخير حاصروهم فى قرية كيمرةا بعساكر جدرارةا تحت قيادةا )بارون روزين( فاستشهد الغازى‬
‫حيا كما سيأتى وكان ذلك سنة ‪ 1248‬فى جمادى‬ ‫محمد هنالك رحمه ال تعالي وبقى رفيقه الشيخ شاميل بين القتلى د‬
‫الخرى جبدعريدد عصر يوم الثنين منه‪َ.‬‬

‫ثم دفنوه‪ ،‬وفى زمن المام شامل أفندى‬


‫ولمدا قتلوه حملوا جسده وطرحوه فوق جبل تارغو وجففوه وحفظوه مدةا مديدةا د‬
‫أرسل من ينبش قبره وحملوه الى كيمره ودفنوه فيه رضى ال عنه ذكره العالم الشهير محمد طاهر القراخى فى كتابه‬
‫)بارقة السيوف الجبليدة(‪َ.‬‬

‫ومهد لمن‬
‫وكان ظهور الشيخ الغازى محمد جبدعريدد وقعة )سورخاى خان( ودعا الناس على احياء الشريعة ونصرةا الدين د‬
‫الرسوم الباطلة والعادات المخالفة للشريعة العادلة حتى اجتهد على‬
‫ووسعه وسعى سعيا بليغا على محو د‬‫بعده سبيل الجهاد د‬
‫كسر شوكة امراء أوار الذين يوالون الكفار ول ينقادون للحق والشريعة ويقددمون فى المحاكمة الطاغوت والعادات دون‬
‫تحكيم الشرع‪ ،‬ولقد دألف فى ذلك الشان كتابا صغيرءا سمداه )اقامة البرهان‪ ،‬على امتداد عرفاء داغستان( وقرظه علماء‬
‫عـصره ول سيدما استاذه سعيد الهركانى‪َ.‬‬

‫وكتب الشيخ الغازى محمد علي ظهر كتابه هكذا‪:‬‬

‫واما تواريخ الرسوم فانا ـ دواوين عباد الرجيم الغادر‬


‫الرسم السيس الكابر‬ ‫ممٍد ـ ومن أسّس ّ‬ ‫رب الكم بي ّ‬ ‫سيحكم ّ‬
‫غدا يعلمون النجز الوعد منهما ـ اذا عاينوا يومًا عبوس الناظر‬
‫اذا فاز بالبل التي التابع ـ لحد ما فازوا بأضعف ناصر‬
‫السرائر‬
‫الرحن قومًا يبه ـ عن الكوثر البيضآء يوم ّ‬ ‫لقد أبعد ّ‬
‫اذا كان ذو رسم عديلاً لشارع ـ فل فرق فينا بي ّبر وفاجر‬
‫ت شرائعُ ـ وانزل القرآن بذى الزواجر‬ ‫فلم بُِعفثتغ ُرُسٌل وسنّ غ‬

‫وكان الشيخ الغازى محمد أديبا مقتدرا فى الكلم المنظوم والمنثور وقد اعترف على ذلك معاصره العلمة يوسف‬
‫اليخساوى ومن قصائده هذه القصيدةا‪:‬‬
‫‪43‬‬

‫أيا غربة السلم قد رحت راحل ـ فسلّم على من ف التاب ملحّدا‬


‫ممدا‬
‫مى مشفع ـ رسول عظيم القدر أعن ّ‬ ‫نبّى كريم هاش ّ‬
‫لقد كان هذا اللق كل ترحلوا ـ ال الن من جهد البلء ومن عدا‬
‫فطافت بم أحوالم وفعالم ـ خلف فروض ال والنهى والدى‬
‫فباللق والوزار صاروا مبدّدا ـ تول عليهم أهل كفر ومن عدا‬
‫الردا‬
‫حل ف هام الرؤس من ّ‬ ‫وان اعزى أهل ند وشفعة ـ با ّ‬
‫اذا ل تروا خيًا اطاعة ربّكم ـ فكونوا عبيدًا للذى قد تكائد‬

‫ومنها‪:‬‬

‫كيف القام بدارٍ ما استاح با ـ قلبٌ وما كان حكم ال مقبول‬


‫السمحة البيضآء منكرة ـ فيها وقد حكم اللعون مذول‬
‫وصارت ّ‬
‫وعد أرذلا كعبا وفاسقها ـ عدل وقد عكس العلوم مهول‬
‫وظن آمرها بالعرف مفسدها ـ والنهى عن منكر تلقاه معلول‬
‫الندى مسلول‬
‫ّ‬ ‫لو مّد للمصطفى عمرًا ال المد ـ هذا لكان له‬
‫ان رد قائمهم هذا فقلت له ـ ليس البداهى عند الحد معقول‬

‫)ومنها( فى مدحا الطريقة النقشبنديدة وأهلها‪:‬‬

‫قومٌ حسبتهم وال قد هطلت ـ عليهم من جناب الق أنارُ‬


‫هم الرجال رجال الق قد سعدوا ـ هاك حروفا لا الخبار أبصارُ‬
‫فالكل أبرار‬
‫ّ‬ ‫اذ ليس يلهيهم بيع ول لعب ـ عن ذكر خالقهم‬
‫قهار‬
‫فالقول قولم والفعل فعلهم ـ فل عفى عن مهي القوم ّ‬
‫اذ هم على درج والناس ف درك ـ فل يرى لكبي القوم عيّار‬
‫سادوا بدينهم ف ال قد رغبوا ـ ّأنى يساويهم ف اللق ّديار‬
‫وكنت ف جدل والقلب ف قلق ـ حت يرى من سحاب الي أمطار‬
‫وبعد أن ظهرت أنوار بجتهم ـ ل يبق ف القلب غي الطوع أخطار‬
‫ان كان ينكرهم من ليس بعرفهم ـ فل هدى لضرير العي أنوار‬
‫هذا الذى قلته ما كنت اكتمه ـ اذ قد بدى ف القلوب الغلق انكار‬

‫ربانيا مكاشفا مستقيما فى دين ال وهو المجاهد فى‬


‫)والحاصل( انه كان رجل عالما علمة بارعا فى العلوم وعارفا د‬
‫سبيل ال لمحض اعلء كـلمة ال القائم على الحق المر بالمعروف الناهى عن المنكر المجدد المجتهد الباهر لم يخف‬
‫فى ال لومة لئم كان مصيبءا فى جميع اموره وشؤونه لم يصدر منه ما يخالف شريعة السلم يشهد به علماء عصره‬
‫‪44‬‬
‫ممن يريد كسر شوكة امراء داغستان ول سيدما امراء )أوار( الذين يوالون الكفار‬
‫ذنب غير أنه كان د‬
‫ومن بعده وليس له د‬
‫ويسعون فى الرض بالفساد واهلك الحرث والنسل وقد عاب عليه من عاب من العلماء إدما للعناد والحسد والتكبر وإدما‬
‫الروس وإدما لغير ذلك فل يلتفت لقولهم بعد أن كان أمر الغازى محمد فى أعلى الثريا وأمر أعدائه تحت‬‫لتعصبهم على د‬
‫الثرى رضى ال عنه‪َ.‬‬

‫وهذا مكتوب المام الغازى محمدد الى القرى والنواحى حين الخروج الى الغزوةا‪:‬‬

‫الرحيم هو البارى تعالى والمستعان‪:‬‬


‫)بسم ال الردحمن د‬

‫جرى أمرنا ونحن عباد ال تعالى اولو بأس شديد قاهرون فوق كل جبار عتيد الى كل من يعاند شريعة المختار‬
‫ويتخذون السلم دينه آمين‬
‫ويخالف سيرةا البرار سلم على من يستمعون فيتدبعون أحسنه د‬

‫)أدما بعد( فيا أديها النفوس الخبيثة اعلموا انا بذلنا أرواحنا ومهجنا لإعلء كلمات ال وشرفنا نفوسنا ابتغاء مرضاةا ال‪،‬‬
‫ثم ل يكن أمركم غمة ول تنظرون‪ ،‬واذا نزلنا بساحة قوم فساء صباحا المنذرين‪ ،‬فان تبتم فلكم‬ ‫فان كان لكم كيد فكيدون‪ ،‬د‬
‫رؤس أموالكم ل تظلمون ول تظلمون‪ ،‬والد فاذا خلعت البردةا جلبابها لبست الحرارةا أثوابها فلنأتيندكم بجنود ل قبل لكم بها‬
‫لعلكم ترجعون‪ ،‬خرجنا‬ ‫أذلة وأنتم صاغرون‪ ،‬ولنذيقندكم من العذاب الدنى دون العذاب الكبر د‬ ‫ولنخرجندكم من قراكم د‬
‫أعزةا على الكافرين‪ ،‬لإعانة اخواننا المؤمنين التائبين العابدين سلم عليكم الى يوم الدين‪َ.‬‬
‫ونحن قوم اذلدة على المؤمنين د‬

‫لعلكم تفلحون‪ ،‬عسى ال أن يكفد بأس الذين‬‫أما بعد( فيا دأيها الخوان الكرام‪ ،‬اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوى ال د‬ ‫)د‬
‫ظلموا اند ال ل يصلح أمر المفسدين‪ ،‬واصبروا حتى نأتى اليكم ول تطيعوا أمر المفسدين‪ ،‬ول تهنوا ول تحزنوا وانتم‬
‫العلون والسلم على من اتبع الهدى وترك الباطل فمن وجدناه ل يعلم الفاتحة والتشهد وسائر أركان وشروط الصلةا‬
‫ومعنى كلمتى الشهادةا واليمان والسلم والقوال والفعال المكفرةا والكبائر السبعة والستين والربعمائة فذلك نجزيه بما‬
‫يليق هذا والسلم الى يوم الحشر والقيام( انتهى‪َ.‬‬

‫)والمام الثانى حمزة بك ابن على اسكأندر بك الهوزادى الوارى( قال الشيخ محمد طاهر القراخى فى البارقة‪" :‬هو‬
‫العالم العاقل‪ ،‬والشجاع الباسل‪ ،‬والشهيد الهاجم‪ ،‬سللة أفاضل العاجم" انتهى‪َ.‬‬

‫الحل والعقد فأقاموا لهم اماءما ورئيسا حمزةا بك ودافع هو بمن أطاعه‬
‫د‬ ‫محمد اجتمع أهل‬
‫وبعد استشهاد المام الغازى د‬
‫وطهر مملكته عن الشرار ولم يمض‬
‫الروس ويخونون السلم فقتلهم د‬ ‫عن مملكته وكسر شوكة امراء أوار الذين يوالون د‬
‫عليه أكثر من سنة ونصف حتى قتله )عثمان( من أقارب امراء خونزاخ يوم الجمعة حين ذهابه للصلةا الى جامعها‬
‫الكبير سنة ‪ 1250‬رحمه ال تعالي‪َ.‬‬

‫ى الداغستانى الشهير بامام شاملا( ولد فى حدود سنة ‪ 1212‬ه‬ ‫محمد الكأمراوىي الوار ي‬
‫او ي‬‫)المام الثالث شاملا بن ِدْنكأا ْ‬
‫سنه عن العالم‬
‫سرو قرية ذات ثمار وعـنب ورطب‪ ،‬أخذ فى حداثة د‬ ‫فى قرية كيمرةا من مديرية خونزاخ على نهر جقوير ج‬
‫ب المقدام الغازى محمد الشهيد وسافر معه الى يراغ العليا فى‬
‫اح د‬
‫وص د‬
‫المتبحدر الهركانى سعيد صاحب النبيذ المشهور د‬
‫ناحية كوره لتلقى الطريقة النقشبنديدة عن الشيخ محمد أفندى عن الشيخ خاص محمد الشروانى عن اسماعيل الكوردميرى‬
‫عن البغدادى خالد الشهير فأجازهما اليراغى وكردا راجعين الى كيمرةا‪َ.‬‬
‫‪45‬‬
‫الناس وعكفا على العلم والعبادةا لبثا عليه برهة‪ ،‬ثم ظهرا يعظان الناس‬
‫سنهما عن أعين د‬‫فاختفى البطلن مع حداثة د‬
‫ويجاهدان العادات الموروثة عن الباء التى ل يتزن عليها الكتاب والسندة ول توافقها المصالح من شرب الخمر الشائع‬
‫حينئذ واتيان الفحش والظلمات التى ل يكاد النور والهدى من بينها يبين‪ ،‬حتى جلبا قلوب الناس اليهما واحبدوهما‪ ،‬فتصددى‬
‫الدين وأخذ البطلد )شامل( عضدءا له وعونءا وشامل ل يفتر‬ ‫المقدام الشجيع )الغازى محمد( للإمامة وحشد الجموع لنصرةا د‬
‫عن أوامره حتى عهد الغازى محمد قيادةا الجيش حين ما هاجم قريتى )اونصوكول( و )خونزاخ( شاملا وأظهر البطل‬
‫وسية بعساكرها الكليدة المام الغازى محمد ومعه أتباعه‬
‫الر د‬‫شامل فى تلك المصادمات شهامته ونجابته‪ ،‬فحاصرت الددولة د‬
‫وأشياعه فى مضيق )كيمرةا( فاستشهد الغازى محمد وأصيب شامل جراحة وصرع بين القتلى متماوتا حتي اذا أظلم‬
‫تمشدى رويدءا الى حرج قريب ومنه الى اونصوكول فاندمل جرحه وبرء ولحق بالمام الثانى حمزةا واشترك فى نحر‬
‫امراء )أوا ر(‪َ.‬‬

‫ويسجرو وجعل قصور امراء أوار الذين ل يراعون فى الله الّا ول يراقبون فى ال ذمدة‬
‫صبىد )بولج( فى نهر قج ر‬ ‫وألقى ال د‬
‫وم واللغربان‪َ.‬‬
‫أطللا وأوكارءا لرلجب ل‬

‫الحل والعقد من جميع قرى أوار فى بقعة )عالدا( التابعة لبوزره وأقاموا‬
‫د‬ ‫ثم بعد استشهاد المام حمزةا احتشد أهل‬
‫عاما لطرد الدروس عن داغستان واحياء الدين السلمىد ونشر العلم واقامة العدل والميزان‪ ،‬فأخذ‬‫شاملا امامءا وقائدءا ّ‬
‫الزمان‬
‫الملة وهجر الكرى وأقام القضاةا والقواد وجمع الجنود وأيددهم ونظمهم وفق د‬
‫البطل على عاتقه جميع شؤون د‬
‫الروس‬
‫والمكان وألف شملهم وألغى جميع الرسوم الباطلة الزائغة حينئذ وحارب أودل جميع المتغلبين الذين صالحوا د‬
‫وشايعواهم حتى أقصاهم وفتك بهم فصفى له )أوارستان( فبث الجهاد وهاجم الردوس حتى اضطردهم للجلء عن معظم‬
‫وشيدوا بها بروجءا ل يرام لها‪َ.‬‬
‫جبال داغستان بعد ما كانوا أقاموا بها حصونا د‬

‫كل وجه وحاصرت بجنوده دولة شامل حتى الجأته أخيرءا‬ ‫ت بعساكره من د‬‫الروس فتكات شامل تألدـدب ر‬
‫ت دولة د‬ ‫أحس ر‬
‫فلمدا د‬
‫الى )احول كوحا( )تل النقير( فأبرز أشياع شامل فى هذه المعركة من الشجاعة ما يدهش البطال وداموا على هذا‬
‫مدةا مديدةا الى أن انسل شامل وعددةا من شيعته وولده من التلـّل خفدية الى جاجان فقوى هناك عضده وجمع‬
‫الحصار د‬
‫شمله‪َ.‬‬

‫ن جنجمّو نفوذه هيأت القائد )وورونسف( وأيدته بزخائر وأسلحة وجنود‬


‫الدولة الردوسية لم ر‬
‫ولمدا قوى أمر شامل وهابت د‬
‫كثيرةا ووجهته الى )ويدانو( يباغت شامل ويفاجئه فقابل هناك شامل وعساكره كالليوث العوابس وهزم الدروس شر‬
‫هزيمة حتى ناف عدد القتلى فى هذه المعركة من الردوسيين سدتة آلف نفس‪َ.‬‬

‫وهذه الغلبة هى فاتحة اقبال شامل وحركاته‪ ،‬ودام شامل يدافع عن وطنه بعزم ل يطرأ عليه ضعف ول يعتريه وهن‬
‫خمسة وعشرين سنة وذلك دليل ل يحتاج الى برهان آخر على مهارته فى تدبير الحروب واضطلعه في فنون السياسة‬
‫ناهيك بمدافعه وبيوت زخائره وأسلحته ومعامل البارود ومناجم الفحم والكبريت وغيرها‪َ.‬‬

‫كان له جند منظم يبلغ عدده زهاء ستين ألف مقاتل مسدلح‪ ،‬وكان له معمل مدافع استخدم به أحد المتخرجين فى مدارس‬
‫)مصر( داغستانى‪ ،‬وبيت مال منتظم بغاية التقان‪ ،‬ومعامل كثيرةا للبارود‪ ،‬ومعامل السلحة البارودةا أيضا‪ ،‬وقسم شامل‬
‫ومعلمين علماء‪ ،‬وجمع حوله العلماء والقواد والشجعان وأبرز فى جميع‬
‫جميع وليته الى النواحى وعدين لها نوابا وقضاةا د‬
‫التام والستعداد‪َ.‬‬
‫أفعاله التفوق د‬

‫الروسية‬
‫من دلئل نجابة ومهارةا شامل أنه دألف من القوام الجبلية المختلفى اللسن والطبائع جندا منظما وقام به الددولة د‬
‫ولكنه رغمءا‬
‫مدةا سنة ‪ 25‬بل فتور بحيث اندهش له العالم الغربىد وتذاكر اسمه فى صفحات الجرائد وندوات السياسية‪ ،‬د‬
‫‪46‬‬
‫عن الموفقيات التى منحها ال داياه ركن بعض من قواده وشيعته الى الوهن والفشل وأوجس فى قلوبهم الحقد والكسل‬
‫فضعف به أمر شامل ووهنت شوكته وصار أخيرءا طعمة للردوسيا الهلوع واضطرد بخيانة أصدقائه وقواده الى التسليم فى‬
‫)غونيب( لدى القائد )بارياتينسكى( سنة ‪ 1276‬ه ‪ 1859‬م‪َ.‬‬

‫الحج وتوفى فى المدينة سنة ‪ 1287‬ه فى‬


‫د‬ ‫بعد ما لبث شامل مع عائلته فى روسيا تحت طاعته عشر سنين سافر الى‬
‫ذى القعدةا و ‪ 1871‬ميلدية ودفن فى البقيع رحمه ال‪َ.‬‬

‫الشاب محمد سيدد الوارى‪َ.‬‬


‫د‬ ‫كذا ذكره الديب‬

‫وسيرته وترجمته كثيرةا شهيرةا تغنى عن الطالة والسهاب وقد أفرد الدناس فى ذلك وترجموا الى لغات اخرى وقد‬
‫الدين ومجددده وان ما جرى عليه‬
‫أثنى عليه جميع الناس من علماء القطاع وأعيان المصار وجعلوه شيخ السلم وامام د‬
‫حق مطابق للشريعة العادلة‪َ.‬‬
‫كلها د‬
‫فى حروبه د‬

‫الدين المرجانى القزانى‬


‫وقد أثنى عليه العالم العلمة ابراهيم الباجورى من علماء مصر والعلمة المحقق شهاب د‬
‫وغيرهم‪َ.‬‬

‫قال العلمة حسن الدمياطى الشافعى المدرس فى مكدة المكردمة فى رسالته التى ألدفها فى سيرةا المام شامل أفندى ما‬
‫نصده‪" :‬وبالجملة فما عليه الشيخ شمويل هو الصواب وأحق بأن يتبع له من غير شكد ول ارتياب ومخالفه مفتر كدذاب‬
‫ومعاندد غردار" اه‪ ،‬وهذه رسالة صغيرةا أرسل مؤلدفه المذكور الي المام شامل حين كان حيّا فى المعركة التى وقعت فى‬
‫قلعة )جوخ( سنة ‪ 1265‬وقرظها علماء مكة كالعلمة أحمد بن محمد الدمياطى الشافعدى المدردس بالمسجد الحرام‬
‫والعلمة أحمد بن السيدد بثى الشافعى المددرس بالمسجد الحرام‪ ،‬ومنهم كثير شهير‪َ.‬‬

‫حط أيضا معاصروه بالنقص‬


‫وقد عاند العالم يوسف اليخساوى على المام وأتباعه وقابل عليهم بالنـثر والشعر وقد د‬
‫والملم وكذا من بعده‪َ.‬‬

‫قال العالم النجم الحزى يهجوه‪:‬‬

‫مدث دنسا ـ ف عـرض ليث الشرى أن تنهق ُ‬


‫المر‬ ‫ٌ‬ ‫وازمع وانظر اذا هل‬
‫والليث يشمله حد السود وان ـ خرّت وخارت على انكاره البقرُ‬
‫الو والصّقر‬
‫أّن يبال وان لّت مقوقية ـ فهفذى الدجاج عقاب ّ‬
‫نباح مثـلك هل تن مضرّة من ـ يتلو التاب له المداح والجرُ‬
‫تراب أرض من المرآء ألبسها ـ ما خاطه السيف ل ما خاطه ُ‬
‫البر‬
‫يا يوسف الذّم كذبٌ ما تقول ول ـ بالجو قولك ف القوال ُ‬
‫يعتب‬
‫لعاد فمه قذرُ‬
‫سمفغل لن يلّ ولو ـ ثناؤه ٍ‬
‫ك فوب غ‬
‫لذكره أغسُت غ‬
‫واختم يا منكرا أسر المام وقل ـ هل يكسف النجم ال الشمس والقمر‬

‫انتهى رحه ال تعالى‪َ.‬‬


‫‪47‬‬

‫)علماء المام شمويلا أفندى(‬

‫آحرلكح ولعقبه أيام بيض‬


‫العالم )سورخاى الكألوى الوارى( كان نائبا وقاضيا على أهل قرى أنصال واستشهد فى وقعة ج‬
‫ل تنسى‪َ.‬‬

‫العالم الماهر الشجيع )ملآ رمضان الجارى( كان من اتباع المام شامل أفندى استشهد فى الغزوةا التى وقعت فى )طلل(‬
‫مع الردوس سنة ‪َ.1253‬‬

‫العالم الشاب )غازيو الأوارىي الكأنشقى الوارى( استشهد فى وقعة أحلكح‪َ.‬‬

‫خِرياُصالْو الوارى( كان قاضيا فى أرغن كان ل يفارق عن المام فى اموره وحروبه ول‬
‫العالم الشجيع )على بيك بن ِ‬
‫سيدما فى وقعة )لجررقددطه( وحين ما أصاب ساعده اليمنى المدفع د‬
‫داس الساعد بقدمه وقطع باليسرى داياها استشهد فى وقعة‬
‫أحلكح‪َ.‬‬

‫العالم )أمير حمزة الهاايسُالوخى الوارى( كان مع المام فى أحلكح‪َ.‬‬

‫العالم )قربان على الخرجى الوارى( كان مع المام فى غزواته فى أحلكح‪َ.‬‬

‫العالم )اباِتيْراخاْن( عدم المام شامل أفندى ومعاونه فى شؤونه كان يداخل معه فى الغزوات والمحاربات استشهد فى‬
‫وقعة أحول كوحا‪َ.‬‬

‫محمد الجتاوى( استشهد فى المحاربة التى وقعت مع الردوس فى قنطرةا جوخ سنة‬
‫العالم المحقق المهاجر المتجلد ) ي‬
‫‪َ.1261‬‬

‫)الحاج دبير القراخى الهنوخى الوارى( أخذ عن العلمة محمد بن ابراهيم الهجوى وغيره كان عالما علمة صوفيدا‬
‫مرشدا أخذ عنه العلم كالعالم الشهير محمد طاهر القراخى والعالم حسن ميرزه اللقدارى وغيرهم توفى سنة ‪1276‬‬
‫رحمه الله تعالى ورثى عليه حسن اللقدارى بهذه القصيدةا‪:‬‬

‫قسا القلب واسودّ البصائر وانطفى ـ سراج الدى واحسرتا وتأسفا‬


‫أل بداغستان ما لو تأملت ـ مرارته هدت وهت لتخسفا‬
‫‪48‬‬
‫الهال فانون آنفا‬
‫تفان مواليها النحارير ث من ـ عداهم من ّ‬
‫سره ـ برحلته ناعى النية أرجفا‬ ‫كشيخى النوخى قدس الله ّ‬
‫الق عمره ـ وما زال بي الناس عدل ومنصفا‬ ‫هام قضى فى منهج ّ‬
‫مكرمًا ـ وألزمن فدمغعًا عليه مزرفا‬
‫لقد عاش مرضيّا ومات ّ‬
‫فجعت به الطلب يا دهر جلة ـ وأوحشت علم العربّ وقد عفا‬
‫التصوفا‬
‫ّ‬ ‫سيما غرّبت هذا‬ ‫حزنت علوم الدين أيضا بفقده ـ ول ّ‬
‫بل المر ل العلىّ واننا ـ له واليه راجعون ترادفا‬
‫تصارى حياة الرأ هذا وان سعى ـ على وجه أرض ألف عام ونيفا‬
‫يييه بالتكري اكرم واهب ـ ويزداده طول الزمان تلطفا‬
‫ويا أهل شيخى أعظم ال أجركم ـ ولقاكم العيش الرغيد الضاعفا‬
‫تلفا‬
‫وألمنا الصّبفر الميل لا جرى ـ ووفقنا للخي فيما ّ‬
‫ممد ـ وآل وأصحاب له ومن اقتفى‬ ‫وصلّى على بدر ّالتمام ّ‬
‫إذا أرخ المنون عام وفاته ـ غدا ساريًا ف خطه جاء ما كفى‬

‫انتهى‪َ.‬‬

‫وللحاج دبير ابنان عالمان اسم أحدهما محمد واسم الخر حجيو رحمهما ال تعالى‪َ.‬‬

‫العالم القانع )أبوبكأر الجركأوىي الوارى( استشهد فى المحاربة التى وقعت مع الردوسيين فى وقعة )كركل( سنة ‪َ.1263‬‬

‫العالم الشاب )ابن اخت( الشهيد المجدد غازى محدمد قدس سره استشهد فى اخلكح‪َ.‬‬

‫العالم الكبير )زااغالْو الخوارشى الوارى( كان مع المام فى حروبه وكان المام كثيرءا ما يشاوره تودفى بعد ما د‬
‫عمر‬
‫وناف المائة كان قصير القامة جدّا رحمه ال‪َ.‬‬

‫القاضى )ارسلن الزدقارى( كان مع المام فى حروبه وفد اليه لما فتح المام قلعة )كركب( وجعله المام نائبا له‪َ.‬‬

‫القاضى )محمد القوشى الدركأى( أمدد هو بالمام فى سريته التى أرسلها الى ناحية خيداق وطبسران‪َ.‬‬

‫صِنْلا محمد اللوى الأوارى( كان عالما ورعءا وشابا جلدا استشهد سنة ‪ 0126‬فى وقعة قنطرةا سلطة حين‬
‫ع ِ‬
‫العالم ) ِ‬
‫هاجمهم الردوس رحمه ال‪َ.‬‬
‫‪49‬‬

‫العالم )محاد الجوخى( كان عالما بارعا أخذ عنه محمد على الجوخى‪َ.‬‬

‫العالم النائب )حجر الهيهالى الوارى( استشهد سنة ‪ 1263‬رحمه ال‪َ.‬‬

‫شه( قال الشيخ محمد طاهر فى البارقة‪" :‬هو مفتى أوار" اه‪َ.‬‬
‫شخْ ا‬
‫العالم ) ِ‬

‫العالم )حجيو ابن العالم محمد الطانوسى الوارى(‪َ.‬‬

‫توفى شهيدءا فى ولية )أختى(‬


‫لعلرى( د‬
‫العالم )محمد بن مروان النقوشى( كان مفتيا فى ولية النائب الشجيع )عثمان ا ل‬
‫سنة ‪َ.1263‬‬

‫العالم المهاجر )حجيو بن زطو الهجوى القراخى(‪َ.‬‬

‫صوىي( وهو وحجيو المذكور كانا رفيقا )دانيال سلطان( توفيا شهيدين فى‬
‫العالم المهاجر )محمد بن عبد اللطيف الإِل ُ‬
‫أختى سنة ‪َ.1263‬‬

‫العالم النائب )ُتراج ا‬


‫الكأراطى الوارىي( استشهد سنة ‪ 1260‬فى غزوةا شالى( رحمه الله‪َ.‬‬

‫العالم المهاجر )الحاج نصرال القبيرى الكأورى( استشهد فى غونيب فى بعض ثغورها رحمه ال‪َ.‬‬

‫العالم الماهر المهاجر )الحاج ابراهيم الجركأسى الحنفى( كان مع المام حين الستسلم رحمه ال‪َ.‬‬

‫العالم ذو الرأى الشديد )اغْلاباز الكأراطى الأوارى( كان مع المام فى غونيب له عقب فى كاراطا رحمه ال‪َ.‬‬

‫العالم النائب )دبير بن أيناكأواجيلو الخونزاخى الكأنشقى( كان نائب المام شامل وقاضيه فى ناحية )أوار( وكان معه‬
‫فى غونيب واستسلم مع المام توفى سنة ‪ 1314‬ه‪َ.‬‬
‫‪50‬‬
‫العالم )حجيو بن اغازِاي ْ‬
‫او الكأراطى( كان رفيق المام استسلم مع المام‪َ.‬‬

‫العالم النائب )دبير العندى( كان معه فى غونيب‪َ.‬‬

‫العالم النائب )محيمد العرادى الوارى( استشهد فى جبل )درجرجله( سنة ‪َ.1267‬‬

‫العالم الورع )عيسى ابن قاضى أقوشه( استشهد فى ناحية )جار( سنة ‪َ.1269‬‬

‫العالم النائب )شامخالا الِخِلُقرى الوارى( استشهد سنة ‪ 1274‬فى وقعة قلعة جركه‪َ.‬‬

‫وحصل فيه العلوم الدينيدة والفنون الحربية‬


‫د‬ ‫)الحاج يوسف الجاجانى( هو العالم العلمة المهندس رحل الى مصر‬
‫والهندسة ومكث فيه سنوات فى اشتغال وتحصيل وبعده دخل خدمة الحكومة السلمية فى عصر )خديو( وبقى فيها‬
‫وفوضه المام خدمة‬ ‫سنوات ثم استعفى عن وظيفته وعاد منه الى القـفـقاز سنة ‪ 1263‬ووصل لدى المام شامل أفندى د‬
‫مرةا نائبا‬
‫مفوضة ومنوطة على نظره وتدبيره‪ ،‬وأقامه د‬ ‫الهندسة وكان صاغيا المدافع‪ ،‬وكانت القلعات والطرق والمعابر د‬
‫فى ولية )جاجان(‪َ.‬‬

‫الدولة الردوسية والعثمانية كان يكاتب الحاج يوسف الى باشا الترك فى‬
‫وفى سنة ‪ 1271‬فى المحاربة التى وقعت بين د‬
‫ولية )قارص( ولم يعرفوا منه سببه فاتدهمه المام ونفاه الى ناحية )عاندى( الى سنة ‪ 1273‬وفيها هرب منها الى قلعة‬
‫)كوروزناى( فى حماية الردوسية ومات فيها وقت وصوله رحمه ال تعالى‪َ.‬‬

‫)شيخ السلم الاِجِنالْو الحاريكأالى الأوارى( كان عالما علمة أخذ عنه المام شامل أفندى وكان موجودا فى عصره‬
‫وحروبه‪َ.‬‬

‫ورثى عليه عبد اللطيف الحزى بهذه القصيدةا‪:‬‬

‫وسيدنا العال بعلم وحكمة‬


‫ودرة تاجنا ـ ّ‬
‫لقد غاب ذو درّ ّ‬
‫ونور عيوننا وأغلى كنوزنا ـ ال بطن أرض ذى ظلم وغربة‬
‫عمر عمره ـ بديعٌ بريعٌ ف صعاب البلغة‬
‫امام بنشر العلم ّ‬
‫ٌ‬
‫وقد كان ف أوج الكمالت راقيا ـ وكان سبوحا ف فنون نفيسة‬
‫هنيئًا لك النعام ف روض جنة ـ بريٍح وريان وبيت عمية‬

‫)انتهى( رحمه ال‪َ.‬‬


‫‪51‬‬
‫)أميرخان الجركأى( حصدل العلوم عن علماء عصره وكان بارعا فى العلوم جديد الخط والكتابة وكان محردرا أمينا لدى‬
‫الدولة العثمانية‬
‫مرةا سنة ‪ 1256‬الى استانبول يستمد من د‬ ‫المام شامل أفندى ولزمه أزيد من عشرين سنة وأرسله المام د‬
‫الروس وانتزعوها منه‬‫فرجع منها بالسلحة واللت الحربيدة والقمشة ولما خرج الى ساحل البحر السود رآه رجال د‬
‫وبعد مقاساةا المشدقة نجى منهم رحمه ال تعالى‪َ.‬‬

‫ومحررءا‬
‫د‬ ‫حصل علومه عن علماء عصره وكان عالما فاضل‬ ‫الرحمن الغازى قموقى( د‬ ‫)الشيخ جمالا الدين بن عبد ي‬
‫ومحررءا لدى المير )اصلن خان( من امراء غاز قموق فى ناحية كوره من جهة‬ ‫د‬ ‫بالغا كامل وفى الخير كان كاتبا‬
‫الدولة الروسية‪ ،‬ولما سمع خبر الشيخ محمد اليراغى الكورىد رحل اليه وسلك الطريقة النقشبنديدة لديه ثم رجع الى مأواه‬
‫واستعفى عن وظيفته واشتغل لعبادةا ال وذكره تعالى‪ ،‬ثم أجاز له الشيخ محمد اليراغى لرشاد الناس وتسليك الطريقة‬
‫ولما علم شأنه هذا )اصلن خان( ادتهمه وهددده بالقـتـل فهرب الشيخ جمال الدين خوفا من سوء سيرتهم لدى المام‬
‫شمويل فوصل الى بلدةا )زودقار( يجوب البلقع والقرى ثم منه وصل لدى المام شمويل فتلقاه بقبول حسن واكرم نزله‬
‫وزودج ابنته )نفيسة( لبنه )عبد الرحمن( فوقع المصاهرةا والمودةا بينهم‪ َ.‬ثم ان الشيخ جمال الدين كان ل يفتر عن خدمة‬
‫المام ومعاونته فى شؤونه ومغازيه فعاش بينهم سالءما مبرورا من الصالحين المجاهدين‪ ،‬ولما استسلم المام الى الردوسية‬
‫رحل الشيخ جمال الدين الى الدولة العثمانية فوصل الى استانبول ومكث فيه مدةا ثم توفى سنة ‪ 1283‬فى اسكدار رضى‬
‫مهمة وقصائد بليغة ومن تأليفه )التحفة المرضية‪ ،‬فى آداب الطريقة النقشبنديدة(‪َ.‬‬
‫ال عنه‪ َ.‬وله آثار د‬

‫وهذا ما كتبه الشيخ محمد اليراغى الى الشيخ جمال الدين القموقى يجيزه فيه‪:‬‬

‫)بسم ال الرحمن الرحيم‪ ،‬من محمد اليراغى الى ولده العزيز جمال الدين القموقى السلم التام الخ‪َ.‬‬

‫فقدب وصول رسولكم الفخيم‪ ،‬مع كتابكم الميمون الكريم‪ ،‬واطلعنا على معانيه المحبوبة المرغوبة ومعانيه المقصودةا‬
‫المطلوبة‪ ،‬وبعد أن شممنا منه روائح الفيوض المجذوبة‪ ،‬حمدنا على ذلك حمءدا كثيءرا‪ ،‬ال الذى كان بعباده خبيرءا بصيرءا‪َ.‬‬
‫فيا دأيها العالم الخ الكريم‪ ،‬عليك بحقد ال العظيم‪ ،‬التثبت بدين الله القويم المستقيم‪ ،‬فى كل الحركات والسكنات فى كل‬
‫تحب لك وتكره عليهم ما تكره عليك كما هو اليمان الكامل‬
‫د‬ ‫تحب لهم ما‬
‫د‬ ‫وقت وحين‪ ،‬والنصح لجميع المسلمين‪ ،‬بأن‬
‫المتين‪ َ.‬ثم عليك اخفاء أمرك وأمر أتباعك ما استطاع لك وملطفة الخلق طرّا‪ ،‬وتعليم من أراد السلوك سرّا‪ ،‬وتأديب‬
‫أشد الخوف ول تخف من غيره وان كان كبيرءا‪،‬‬ ‫وفوض أمرك الى ال تعالى وخف منه د‬ ‫العوام بالوعظ والنصح جهرءا‪ ،‬د‬
‫ل من ال تعالى أكمل المل ول ترج من الغير وان صرت فقيرءا‪ ،‬والسلم وباقى الثنآء والكلم فى فم حامل السلم‪:‬‬ ‫وأجم ر‬

‫وأسن تيات ال كل مسلم ـ ومسلمة صونا لق الميع‬


‫صتغ بوصف بديع‬ ‫خصوصًا أكابر البايا حيازة ـ بنقبة ُخ ّ‬
‫سلمٌ على من ينتمى لطريقنا ـ سلوكا بإذعانٍ لخذ شفيع‬
‫وصول الشجيع‬
‫فيا أيّها الخوان قوموا بسلككم ـ على ساق سوغرة غ‬
‫كلها ـ بل نظر شيء من كشوف الديع‬ ‫ودوموا على نج الشريعة ّ‬
‫وخلوا قلوبكم وكل الوارح ـ من الزيغ ما ف طريق الشفيع‬
‫وحلوا جيعها بوشى الولية ـ تثابوا بعقباكم بضعف الطيع‬
‫وداد من جال السميع‬ ‫حيا ٍ‬‫سقاكم اله العالي بفضله ـ ّ‬
‫عرض للستور الفظايع‬
‫ٍ‬ ‫عليكم ثناء ال ث سلمه ـ ال يوم‬
‫‪52‬‬

‫ثم العلم الى كل من سلك ويسلك فى الطريقة النقشبنديدة ان الواجب عليهم سلوكها على يد مرشد وكيل من طرف‬
‫الحضرات ذو النفوس الزكيدة دون من يدعى كشوفا ل تطابق الشريعة الغراء العليدة‪ ،‬وكل من سلك على يد المدعى‬
‫الباطل فيصير غبه العاطل فى العاجل والجل( الخ انتهى‪َ.‬‬

‫وهذا مكتوب الشيخ جمال الدين الى الشيخ محمد اليراغى رضى ال عنهم‪:‬‬

‫)بسم ال الرحمن الرحيم‪:‬‬

‫ممن هجره الخوان‪ ،‬وتركه الخلن‪ ،‬وتغدير عليه الزمان‪ ،‬فصار كالطير الدمرنـتوف ريشه‪ ،‬والمنكسر جناحاه‪ ،‬جمال‬
‫الدين‪ ،‬الى ثمرةا الفؤاد‪ ،‬قطب المجاد‪ ،‬أعز أهل الوداد‪ ،‬العالم العامل‪ ،‬والولىد الكامل‪ ،‬مرشد السالكين‪ ،‬ومنقذ الهالكين‪،‬‬
‫الذى طلب الدددر وشرب الجاج المرد‪ ،‬ألف المكاره‪ ،‬وقطع المهامة‪ ،‬وأيقن أن ل وصول الى مقامات الولء‪ ،‬ال بمقاسات‬
‫مستهم‬
‫البلء‪ ،‬فتجرع كؤس العناء‪ ،‬كما قال ال تعالى‪" :‬أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم د‬
‫محمد اليراغى( متعنا ال تعالى من شميم روائح عطراته فى بركات أنفاسه‬ ‫البأسآء والضرآء"‪ ،‬سيدى ومولى الشيخ ) د‬
‫عد الحصى والثرى الخ‬
‫ولحظاته‪ ،‬السلم الكثير‪ ،‬والثناء الغفير‪ ،‬والتحية والكرام‪ ،‬والتبجيل والعظام‪ ،‬د‬

‫العز الفخم‪ ،‬ودفقكم ال تعالى لمرضاته‪ ،‬وأسبغ عليكم‬ ‫د‬ ‫)أما بعد( فيا أيها الوالد‪ ،‬البرد الكرم‪ ،‬والمرشد المطاع‬
‫مهاطل جوده وهباته‪ ،‬اعلم لجنابكم العالى‪ ،‬حاوى المحامد والمعالى‪ ،‬انى حين كنت فى وطنى الصلى فارغ البال‪،‬‬
‫منبسط الحال‪ ،‬رافل فى ذيل نظركم‪ ،‬مترقبا يومءا فيومءا ببركات أنفاسكم‪ ،‬وقد سعى بعض الحساد اليكم الباغين بالفساد بما‬
‫الصفدي‪ ،‬وقطعتد عنى نظرك الوفدي‪ ،‬فصار به أمرى‬ ‫رت بذلك قلبك د‬
‫يورث خشونة حالك‪ ،‬ويكدر صفوةا بالك‪ ،‬فغيد د‬
‫معكوسا‪ ،‬وسعدى منحوسءا‪ ،‬وأيم ال ذى الجلل‪ ،‬والعظمة والجمال‪ ،‬انى كنت بعيدءا فى ذلك الوقت مما درمدرونى عندك‬
‫بمراحل وأميال‪ ،‬ولم يختلج ذلك فى طدي الجنان‪ ،‬فضل عن التكلم باللسان‪ ،‬فبما رحمة من البر الجواد‪ ،‬نظرتم الدي بعين‬
‫الوداد‪ ،‬وما جفوتمونى بالطرد والطرحا‪ ،‬بل عاملتمونى بالعفو والصفح‪ ،‬ثم زدتم النعمة‪ ،‬واسبغتم المنة‪ ،‬فجعلتموني فى‬
‫ارشاد الخلئق مأذونءا‪ ،‬ومن الخيانة فى نصيحتهم واتعاظهم مأمونءا‪ ،‬وبعد ذلك كان أخونا سيدد الأبطال‪ ،‬والسيف المسلول‬
‫وسمانى استاذا‪ ،‬وجعلنى ملجأء‬ ‫على أهل الضلل‪ ،‬مع كمال فضله‪ ،‬ووفور علمه و عقله أخلص لى الودد‪ ،‬وأخذ منى العهد‪ ،‬د‬
‫وملذا‪ ،‬وان لم أكن أهل لذلك‪ ،‬وكنت بعيدءا من ذلك‪ ،‬فبذلت فى حقه حسب الطاقة جهدى‪ ،‬ليتأكد بذلك ميثاقى وعهدى‪،‬‬
‫ونصبته قدام عينى ليل ونهارا‪ ،‬وجعلت قلبى له مسكنا وقرارا‪ ،‬فصار من أقدم الخلن‪ ،‬وأود القران‪ ،‬ومضى بذلك برهة‬
‫الكفار‬
‫من الزمان‪ ،‬ثم لما حردكه الشوق لجمع الجنود‪ ،‬لنصب قتال أهل النكار والجحود‪ ،‬وكنتج دأيها الكريم كالسير‪ ،‬بين د‬
‫وخفت أن يروا تحريك الجيوش من جنابك‪ ،‬لما أن جامعهم‬ ‫ج‬ ‫والمير‪ ،‬وكان ولداك وقرةا عينيك فى تلك اليام هناك‪،‬‬
‫أمررتججه بالتأنى فيه والصبر‪ ،‬والتفكر فى عاقبة‬‫وقائدهم من أصحابك‪ ،‬فيلقوك فى سجن العطب‪ ،‬ويحرقوك بجمرةا الغضب‪ ،‬د‬
‫وبدنشرلر الشدرع الشريف بقدر الطاقة فى جميع البلد‪ ،‬وتعميم بركات الحضرات الئمة الوتاد‪ ،‬على جميع العباد‪،‬‬ ‫المر‪ ،‬ل‬
‫اورر‬
‫وقلت ان كان ل بدد لك من الجيوش ونصب المقاتلة فشد ل‬ ‫ج‬ ‫والمشوقة للقلوب واللباب‪،‬‬
‫د‬ ‫بنصائحب ومواعظ السدنة والكتاب‪،‬‬
‫شيئا فريدا‪ ،‬فجمع الجنود ودار بها حوالى قرى‬‫لمولك فتفعل ما بدى لك بعد المشاورةا‪ ،‬فأخذ قولى ظهريدا‪ ،‬ولحظه ء‬
‫ونجوت من البلء والترحا‪ ،‬فحمدءا‬
‫د‬ ‫الصبح‪،‬‬
‫)اوار(‪ ،‬ورجع من هناك بالبوار والخسار‪ ،‬فظهر ما ظننته فى حقدـك كفلق د‬
‫على خلصك لواهب المنح‪ ،‬ثم لم يصبر ال قليل أن تحرك لجمع الجنود‪ ،‬فأرسل فى القريات حاشرين‪ ،‬ونادى القتال‬
‫وأسررت له فى ذلك اسرارا‪ ،‬واكثرت الكلم فيه اكثارءا‪ ،‬وما ذاك مندى ال‬ ‫ج‬ ‫للكافرين‪ ،‬فدعوته الى الصبر والترك جهارا‪،‬‬
‫وخوفا عليهم من غلبة الملحدين‪ ،‬نظرءا الى باهر شوكتهم فى المال‪ ،‬وال أعلم ما يجىء فى‬ ‫ء‬ ‫ارادةا الخير والنفع للمسلمين‪،‬‬
‫وسمانى بجبان الدين وضعف‬ ‫خلة الخوةا من البين د‬ ‫مما يهواه‪ ،‬طرحا د‬‫المآل‪ ،‬فاذا لم يجر قولى على سنن هواه‪ ،‬ولم يره د‬
‫اليقين‪ ،‬وجعلنى من ناقصى الشريعة الغرآء‪ ،‬ومعينى الكفرةا ومحبى العدآء‪ ،‬وصادد الخلق عن الجهاد‪ ،‬الموصل الى‬
‫ن فخيم‪ ،‬كيف ل‬ ‫ك دبي د‬
‫واف د‬
‫جل جلله وعمد نواله‪ ،‬وعزد شأنه وكبريائه‪ ،‬انر هذا ال بهتاند عظيم‪ ،‬ر‬‫رضاء رب العباد‪ ،‬فسبحانه د‬
‫‪53‬‬
‫مع دانى وال العظيم انما تركت القارب والصحاب‪ ،‬وقاسيت مشقة الهجرةا والغتراب‪ ،‬وارتكبت الأمور الصدعاب‪،‬‬
‫لرضاء رب الأرباب‪ ،‬وهو ل يكون ال بالتقى‪ ،‬والستمساك بالحبل الوثقى‪ ،‬لبصدد الناس عن فعل الخيرات‪ ،‬ول‬
‫عنى‬‫صافى‪ ،‬وقطعتد د‬ ‫رت علدي قلبك ال د‬
‫باقتراف المعاصى والسيئات‪ ،‬ثم لم يكتف بذلك‪ ،‬بل شكى اليك بجميع ذلك‪ ،‬فكدد د‬
‫نظرك الوافى‪ ،‬فانكسر عند ذلك قلبى‪ ،‬وانطفأ بذلك نار شوقى‪ ،‬فل يؤاخذه الملك العلم‪ ،‬بما قاله من قبيح الكلم‪ ،‬بل‬
‫عنى جزاء الخير والحسان‪ ،‬ثم بعد ذلك لما وصل الينا رسولكم الكريم )محمد خان(‪،‬‬ ‫يغمسه فى العفو والغفران‪ ،‬ويجزيه د‬
‫والخ الفاضل العلىد الشان‪ ،‬مأموءرا من جنابكم العالى‪ ،‬مصدر المحاسن والمعالى‪ ،‬الى حضرةا ذلك المقدام البازى‪،‬‬
‫والحر شديدءا‪ ،‬ترددد فى الذهاب‪ ،‬وقصد الى الياب‪ ،‬ودخل فى العذار وآل أمره‬ ‫د‬ ‫المجاهد الغازى‪ ،‬ورأى الطريق بعيدءا‪،‬‬
‫مرا‪ ،‬أمرته بالرجوع والياب‪ ،‬وضمنت‬ ‫يقدم رجل ويؤخر اخرى‪ ،‬ورأى الذهاب اليه أمرا د‬ ‫فلما صار د‬
‫الى الضطراب‪ ،‬د‬
‫ال بظن أنك ل تعيب علدي بل ترضى مندى ذلك‪ ،‬فصار‬ ‫منى ذلك‪ ،‬د‬ ‫فى ايصال مرامه الى ذلك الجناب‪ ،‬وايم الله ما صدر د‬
‫عنى نظرك‪ ،‬فضاقت لى المسالك‪ ،‬ودنت‬ ‫وقطعت د‬
‫د‬ ‫عنى قلبك‪،‬‬
‫ظنى فيه أيضا معكوسا‪ ،‬وخيالى منكوسا‪ ،‬حيث صرمتد د‬
‫لجة الهرج‪ ،‬وكم مردةا أخذتنى المور الممردضة‪،‬‬ ‫عاملتنى عن قريب باليسر والفرج‪ ،‬وأخرجرتنى من د‬ ‫مندى المهالك‪ ،‬ف ر‬
‫والكلوم المرمدضة‪ ،‬تشويش صفاوةا حالك‪ ،‬وتكدير حلوةا بالك‪ ،‬بسبب الباطل والترهات‪ ،‬الناشئة عن أرباب السفليات‪،‬‬
‫وكم مردةا أنقذتنى عن تراكم التراحا‪ ،‬وأخرجتنى الى رياض الطرب والفراحا‪ ،‬فالحمد ل على ذلك لفالق الصباحا‪،‬‬
‫متفرحءا‬
‫متمتعا‪ ،‬بشمد عطراتكم الغاشية‪ ،‬د‬ ‫لما كنت فى آخر المر سالمءا‪ ،‬من المكاره والضير د‬ ‫وخالق الشباحا‪ َ.‬ثم بعد ذلك د‬
‫فى روض أزهاركم الفائحة‪ ،‬اذ شممت من جهتكم الجميلة ريح الكدرةا‪ ،‬ووقوع الخلل فى صفاء المودةا‪ ،‬بعد الحضور الى‬
‫أول الى )قوبه(‪ ،‬وبفقدان الورود الى سدتكم السنية ثانيا الى )كيمره(‪ ،‬اعلم يا سيددى مولى وقردةا عينى‪،‬‬ ‫العلية د‬
‫خدمتكم د‬
‫دأنى كنت فى تلك اليام‪ ،‬سقيم الجسم ضعيف الحال‪ ،‬بحيث ل أقدر الذهاب على الجماعات‪ ،‬مع كونها من أقرب القربات‬
‫وأفضل الطاعات‪ ،‬وكذا أيضا على قدم الخروج من هنا فى ذلك اليوم بالضطرار ل بالختيار‪ ،‬لما فهمنا من فساد نيتهم‬
‫اما بتسليمهم ايانا ان قدروا ليدى الكفار‪ ،‬أو باخراجنا من عندهم بالخزى‬ ‫طويتهم وقصدهم علينا بالضرار‪ ،‬د‬ ‫وسوء د‬
‫والخسار‪ ،‬لما أنهم يعتقدون مجيئكم اليهم بأمرنا‪ ،‬وبارسال كتاب اليكم من عندنا‪ ،‬ولو لم ترجعوا فى ذلك اليوم بالصلح‪،‬‬
‫والترحا‪ ،‬فلما رجعتم بذلك ورجع ضيفنا من هنالك لم يأذن للنتقال‪ ،‬واقعدنا عن الرتحال‪،‬‬ ‫لوقعنا بل ريب فى البلء د‬
‫أهم المرام‪ ،‬لداوى عينى‬ ‫فوال العظيم ذى الجلل والكرام‪ ،‬لو لم أكن اولئك اليام أخذتنى العدلة المانعة عن اتمام د‬
‫مما يورث اصناف البهجة وأنواع المسردةا‪،‬‬ ‫أن الزيارةا الى الحبة‪ ،‬د‬‫الرمداء‪ ،‬بكحل زيارتكم الشريفة اللقاء‪ ،‬فكيف ل مع د‬
‫وأما عدم الحضور الى‬ ‫ويذهب الكروب والكدور‪ ،‬من صفحات الصدور‪ ،‬وتنشرحا بالنور‪ ،‬وهو لمثلى من عزم المور‪ َ.‬د‬
‫خدمتكم الكريم‪ ،‬مع رسولكم الفخيم‪ ،‬فلنه وصل الينا وقت نداء المغرب من ليلة الخميس كتابكم‪ ،‬وكان فيه المر‬
‫وعلمته ارادةا الذهاب الى‬ ‫بالسراع الى يوم الجمعة لجنابكم‪ ،‬ففى تلك الساعة قرأت الكتاب على ضيفى بحضرةا رسولكم‪ ،‬د‬
‫فولى مددبرا وكاد الى القرار‪ ،‬وعبس وتودلى وآل الى الضطرار‪ ،‬وقال يا ولدى ان شئت فاذهب انت مع العيال‪،‬‬ ‫خدمتكم‪ ،‬د‬
‫ع القول مع اولئك الردجال‪ ،‬فاننى أخاف من‬ ‫ود ل‬
‫ول ترجع الينا ل فى الحال ول في المآل‪ ،‬وان شئت فاقعد فى بيتى فارغا د‬
‫والسوق بسببك‪ ،‬ول‬‫رجل فقير ل أقدر على ترك السهل د‬ ‫د‬ ‫هؤلء القوم الظالمين‪ ،‬وسائر المراء الكفرةا الملحدين‪ ،‬لأني‬
‫بدا من الورود‪ ،‬ولم أقدر المجيئ اليكم‬ ‫على القتال والجدال معهم لأجلك‪ ،‬فعند ذلك خرس لسانى‪ ،‬وانقطع جوابى‪ ،‬ولم أجد د‬
‫فى اليوم الموعود‪ ،‬وأيضا لم يكن لى فى ذلك اليوم وفى تلك الساعة من الزمان‪ ،‬فرسا مسردجا ولم أقدر على الطيران‪ ،‬ثم‬
‫أمر أصعب وأشق علدي من خرط القتاد‪ ،‬ومن انتهاب النار واشتعالها على الفؤاد‪ ،‬بما رميتمونى خلل ذلك من‬ ‫اعترانى د‬
‫العز من الروحا‪ ،‬عن حال هذه البأس‬ ‫د‬ ‫سهم اللوم والعتاب‪ ،‬على ترك الجهاد الموعود بجزيل الثواب‪ ،‬فأنبأك أيها المولى‬
‫المطروحا‪ ،‬انه قد تركه الرفقاء‪ ،‬ورفضه الصدقاء‪ ،‬وهجره الخوان‪ ،‬وتغدير عليه الزمان‪ ،‬وبقى بين قوم عتاةا وتوالت‬
‫الروس( و )الشمخال(‪ ،‬الى هؤلء الطغاةا أهل البغى‬ ‫عليه أسهم المصائب من كل الجهات‪ ،‬تارةا بتواتر الرسائل من ) د‬
‫ومرمى للمصائب‪ ،‬قصدهم‬ ‫ء‬ ‫والضلل‪ ،‬وتارةا من عند )أصلن خان(‪ ،‬أصلحه الملك المنان‪ ،‬فاتخذوه هدفا للمعائب‪،‬‬
‫ايقاعهم داياه فى المهالك‪ ،‬وسدتهم عليه سبيل المسالك‪ ،‬ولول عون الضيف وأتباعه المؤمنين‪ ،‬بعرد لطف الملك المعين‪،‬‬
‫أهمنى أمر الهل‬
‫لنفوه من القرية بل حين‪ ،‬ولم يتركوه فيها طرفة عين‪ ،‬فاذا كان الحال على هذا المنوال‪ ،‬لريب د‬
‫ويجرهم الى الذى والوبال‪،‬‬ ‫د‬ ‫والعيال‪ ،‬بفقدان من يقوم مقامى فى الحفظ والتربية من وثقاء الرجال‪ ،‬غير من يشمت بهم‬
‫السكون فى وطنهم الصلىد والى ذلك ل يصلون‪ ،‬ولو أمرتهم بالتنقل اليكم الى قرية اخرى ليسكنوا فيها يأبون‬ ‫مطلبهم د‬
‫عنه ول يقبلون‪ ،‬أو استأذنتهم فى مفارقتى ول حافظ لهم غيرى يبكون‪ ،‬ويصرخون على أن الضديف ل يقبل أن أخرج من‬
‫‪54‬‬
‫ل بهم جميعءا‪ ،‬ولو انفردت منهم لخرجهم من بيته بل اهمال ولم يخف منهم ضياعءا‪ ،‬ومع ذلك كنت مبتلى بحرقة‬ ‫عنده إ د‬
‫البول وشددةا الوجع وفساد المزاج‪ ،‬بحيث ل صبر لى ول قرار ول أجد لذلك علج‪ ،‬وكنت أحتاج الى تجديد الوضوء فى‬
‫اليوم والليلة عشرين مردةا بل مرية ول مزاحا‪ ،‬ول أطيق على المشى وليس لى فرس ول سلحا‪ ،‬فسدت عدنى تلك‬
‫الضرورات باب الجهاد‪ ،‬الداعى الى الفوز بالمنى والمراد‪ ،‬مع علمى بأن الفضل منه فى سنة خير العباد‪ ،‬وانه أجل‬
‫العزةا الأوتاد‪ ،‬الجلة البررةا المجاد‪ ،‬أهل الوداد‬
‫د‬ ‫مرتقى يرتقى به الى رضاء الردب الجواد‪ ،‬وصددتنى أيضا عن وصول‬
‫بصميم الفؤاد‪ ،‬مع توفر الشوقات وتزايد الرغبات‪ ،‬الى المواصلة والملقات‪ ،‬ولول ذلكم لما تعدمون منا اللحوق‬
‫والجتماع بكم فى جميع الحركات والسكون‪ ،‬الى أن فردق بيننا أيدى المنون‪ ،‬ول تظننكم عدم مجيئى اليكم خوفا من‬
‫الناس‪ ،‬وتدبدرا فى المور الدنياوية الفانية النجاس‪ ،‬فتحملونى بذلك على الخوف والجبان‪ ،‬وعدم الخلص والتوكل على‬
‫الملك الديان‪ ،‬فهيهات هيهات ليس المر كذلك لعلمى أن مالك المر وخالق الخير والشدرد ليس ال ال الواحد الحد الضار‬
‫الصمد‪ ،‬بل المانع كل المانع عدم الذن من ضيفى‪ ،‬وعدم خروجى من عنده مع أهل بيتى‪ ،‬وأنا متردد فى هذا المر‪،‬‬
‫وأرجو من ال أن يصرف عاقبتى الى الخير‪ ،‬فأسئلك ببارئ البريدة‪ ،‬وبالحضرات الحبة‪ ،‬ذى الشيم المرضية‪ ،‬والمناقب‬
‫احب رؤية‬
‫د‬ ‫على بذلك خاطرك الميمون المبارك‪ ،‬فانى أراه من أدهى المهالك‪ ،‬فانى‬ ‫العلية‪ ،‬أن تقبل عذرى ول تكدر د‬
‫وجهكم المنير من مل الأرض ذهبا‪ ،‬ان وجدت الى ذلك طريقءا وسببءا‪ ،‬ول توقعنى فى المهامه الفيحآء‪ ،‬مظلمة الرجآء‪،‬‬
‫عنى‬
‫الشهية‪ ،‬التى دون قطعها د‬‫د‬ ‫التى يحار فيها الطائر‪ ،‬ويضلد فيها السائر‪ ،‬بأن تخلينى عن امداد تلك البهية‪ ،‬وفيوضاتك‬
‫سكرات المنية‪ ،‬بوثاقة النمامين الباطلة المزخرفة‪ ،‬قبل ادراك حقيقة الحال‪ ،‬بالستخبار ممن يخبر المقال‪ ،‬فإنا نجد بيقين‬
‫السعيات شرد من‬ ‫علمت أن قبول د‬
‫د‬ ‫وعيان‪ ،‬اكثر أنباء الزمان بعد التجربة والمتحان‪ ،‬من الزور والكذب والبهتان‪ ،‬على أنك‬
‫ظل جناحك‪ ،‬ول تخلعنى من سلرم ل‬
‫ت‬ ‫بمن اقبالك‪ ،‬واحمنى من شوم ادبارك‪ ،‬واسترنى فى د‬ ‫السدعيات‪ ،‬فأدلرم علدي يا عضدى د‬
‫ل قربءا منك‬‫عنى نظرك‪ ،‬وأعرضتد مندى قلبك‪ ،‬لم يزدد لى ا د‬ ‫ن امطروا من سحاب فيضك ونظرك‪ ،‬وأمدا أنا فكلدما قطعتد د‬ ‫دم ر‬
‫عنى حينءا فحينءا كريم كتابك‪ ،‬المشحون بلذيذ‬
‫جعلتنى إرربا وطردتنى بعيدءا‪ ،‬ول تقطع د‬
‫أبدا‪ ،‬ولو د‬
‫وزلفءا‪ ،‬ول أفارق منك ء‬
‫ل نصيبى منك‬ ‫خطابك‪ ،‬فان ليالى الهموم تجلى بمحاسن غرر ألفاظك‪ ،‬وأديام السرور تشرق ببدائع درر أقوالك‪ ،‬ول تجدع ر‬
‫عز وتمكين‪ ،‬روحى بروحك ممزوج‬ ‫صددا وهجرءا‪ ،‬ول ترهقنى من أمرى عسرءا‪ ،‬أبقاك ال للددنيا والددين‪ ،‬ول يخلبك من د‬
‫والطول والجود والحسان‪ ،‬أن يعاملنا بلطفه‬ ‫ومتصل‪ ،‬فكلد عارضة تؤذيك وتؤذينى‪ ،‬نسأل ال الكريم المنان‪ ،‬ذا الفضل د‬
‫وكرمه العميم‪ ،‬ول تؤاخذنا بما صدر خطأء ونسيانءا فى حقك وفى حقه العظيم‪ ،‬دانه أرحم الراحمين وأكرم الكرمين‪(َ.‬‬
‫انتهى مكتوبه الشريف بحروفه رضى ال عنه‪َ.‬‬

‫الدين قددس سرده‪:‬‬


‫وهذه القصيدةا التية من مناجات الشيخ جمال د‬

‫وعغتفرةِ‬
‫ممٍد ـ وحرمةِ أزواجٍ وآٍل ِ‬
‫الاشى ّ‬
‫ّ‬ ‫الى بقّ‬
‫وباللفاء الُرشدين لمٍّة ـ وأصحابه البرار سرج الداية‬
‫وبالنبياء والرسلي جيعهم ـ وبالولياء الصّابرين ببلوة‬
‫وبالعلماء العاملي بعلمهم ـ وبالشهداء الباذلي لهجة‬
‫جيل زابور وقرآن تورة‬ ‫باسائك السن وأوصافك العلى ـ بإغن ِ‬
‫بعرش وكرسىّ وبالرض والسماء ـ وما فيهما من أهل ّبر وطاعة‬
‫برمة أملك حوامل عرشه ـ ولوح وأقلم وصور ونفخة‬
‫برمة جبيل المي وكرمه ـ وصاحب صور ث خازن جنّة‬
‫كلهم ـ بقاسم أرزاق العباد بملة‬ ‫بقابض أرواح اللئق ّ‬
‫وبالسجد القصى وبالصخرة الت ـ عليها ينادى يوم حشر الليقة‬
‫شىء شريفة‬
‫وبالكعبة البيت الرام ومسجد ـ وما فيهما من كلّ ٍ‬
‫‪55‬‬
‫بسجد ابراهيم والسجد القبا ـ ومسجد خي اللق شافع ّامة‬
‫نسك جليلة‬ ‫وعغمرة ـ وما فيهما من كلّ ٍ‬ ‫فات وحجّ ُ‬‫برمة عر ٍ‬
‫وبالطور والغار النيف ومكّة ـ وبالحُد العفِالى ويثرب طيبة‬
‫بأهل بقيع ث فبغدرٍ وروضة ـ ومنبه ث القبور الثلثة‬
‫برمة أصحاب الرقيم وكهفهم ـ وحرمة أرباب الشرائع خسة‬
‫صا بصّديق وسلمان قاسم ـ وجعفر طيفور ولة الئمة‬ ‫خصو ً‬
‫أب حسن ث المام أب على ـ بيوسف هدانٍ هداة لمِّة‬
‫رشد حّق فائٍق عبد الالق ـ بعارفِ ِرغوِكٍي عظيم العناية‬ ‫بم ِ‬
‫ان ـ ببابا ممّد امام الأئمة‬
‫بحمود أنبٍ وقطبِ فعِزفيز ٍ‬
‫حكمة ـ ومهبط اسرارٍ ونور الولية‬ ‫ٍ‬ ‫بصانع فخار ومعدِِن‬
‫الطريقة‬
‫بحرمة قطب الولياء جيعهم ـ ومنبع انوارٍ امام ّ‬
‫حاة لسنّه‬
‫عطار وحرمة يعقوبٍ ـ عبيدك احرارٍ ٍ‬ ‫بحرمة ٍ‬
‫ويش شهي الولية‬ ‫ممٍد ـ وحرمة فدرغ ٍ‬ ‫بحرمة غوث الّزاهدين ّ‬
‫كامل ف البيكة‬ ‫ممد ـ حليٍم كريٍم ٍ‬ ‫بخاجكنا ثم المام ّ‬
‫برمة قطب العارفي مدّد ـ لدين شفيع اللق يوم القيمة‬
‫سٍن ـ بسبط رسول ال خي الليفة‬ ‫حِ‬‫برمة معصوٍم نابة مُ غ‬
‫بّق حبيب ال حامى حدوده ـ وحرمة عبد ال عي العناية‬
‫بق ذبيح ال زين الولية‬ ‫برمة سيف ال سابق حزبه ـ ّ‬
‫بسيّدنا قطب الأنام وغوثهم ـ سّي حبيب ال نور البيّة‬
‫جة‬‫قطاب وأبدال ّ‬ ‫ثأ ٍ‬ ‫وغو ٍ‬
‫كلهم ـ غ‬ ‫برمة سادات البقية ّ‬
‫ومغن عنده علم الكتاب وسنة‬ ‫وسائر أهل العلم واللم التقى ـ ف‬
‫وأغن تعفو عّن وتغفر زّلت ـ وتنجين من هول يوم القيامة‬
‫وترضى خصمائى وتقبل توبت ـ وتقضى حاجاتى وتب كسرتى‬
‫وحرها ـ ُوتدغخلن دار النعيم وجفّنِة‬ ‫وتنقذن من نار الحيم ّ‬
‫شر انسٍ وجِّنة‬ ‫كلها ـ وتفظن من ّ‬ ‫وأن تدفع عنّى الصائب ّ‬
‫كذلك إخوان وأخواتى الت ـ فلُهّن رجاءٌ ف استجابة دعوتى‬
‫ومن كان أوصان بصال دعوة ـ وأمّى وأولدى واهلى وعتتى‬
‫أحبت‬ ‫ومن كان بال الهيمن مؤمنا ـ وأهل قرابات وجع ّ‬
‫أصحاب وسائر ّامة‬
‫ٍ‬ ‫ممد ـ وآٍل و‬‫وصل على خي النام ّ‬ ‫ّ‬

‫انتهت رحمه ال‪َ.‬‬


‫‪56‬‬
‫وللشيخ جمال الدين هذا من أولده ثـلثة أبناء أحدهم )عبد الرحمن( كان عالما فاضل وصهر الشيخ شاميل أفندى كان‬
‫ولما استسلم المام الى الروسية وأرسلرته الى )كالوكا( كان عبد الرحمن معه وأهله وتوفيت هنالك‬
‫تزوج ابنته )نفيسة( د‬
‫قد د‬
‫الدولة الذن أن تحمل جنازتها الى ولية )داغستان( فعملت الدولة ذلك‬
‫بنته )نفيسة( زوجة عبد الرحمن فطلب المام من د‬
‫وحملوها الى )داغستان( ثم ان الدولة خيدرت لعبد الرحمن أفندى أن يقيم فى بلدةا )تمير خان شوره( مركز )داغستان(‬
‫سابقا وبعد ذلك صار قاضيا فى بلدته غاز قموق رضى ال عنه ومن مؤلفاته فى سيرةا المام )خلصة التفصيل‪ ،‬فى‬
‫مناقب الشيخ شاميل( رحمهم ال تعالى‪َ.‬‬

‫واسم الخر )عبد الرحيم( كان ناظر الخزينة فى زمن الددولة الروسية السابقة‪َ.‬‬

‫عالما أديبءا شاعرءا مجيدءا بالخط رضى ال‬


‫الروسية كان ء‬
‫وأمدا ابنه )محدمد( كان نائبا فى ولية )قارص( فى زمن الددولة د‬
‫عنه‪َ.‬‬

‫حصل العلوم‬
‫)الشيخ الشهير علم السلم ومرشد الأنام الحاج عبد الرحمن أبو أحمد بن أحمد الثغورى الأوارى( كان د‬
‫فهامة‪ ،‬ورحل فى ابان شبابه لديا الشيخ جمال الدين القموقى حال كونه فى‬ ‫عن علماء عصره‪ ،‬وكان عالما علمة وعارفا د‬
‫)غازى قموق( وجلس عنده وسلك الطريقة وصار منه مجازءا فى اجراء الطريقة النقشبنديدة وارشاد الناس اليها‪َ.‬‬

‫ثم انه اجتمع أيضا مع الشيخ محمد اليراغى حين وصل الشيخ الى قرية )ثغور( فى عصر المام شامل أفندى وصار‬
‫منه أيضا مجازا ويقال أنه لقى الشيخ اسماعيل الكرردميرى فى سفر الحج وصار منه مجازءا للإرشاد رضي ال عنم‪َ.‬‬

‫متبحرءا فى جميع العلوم وحافظا لكلم ال المجيد‪ ،‬ومراقبا عابدا ناسكا‪ ،‬كان ل يخرج إ د‬
‫ل‬ ‫كان الشيخ أبو أحمد الثغورى د‬
‫ل بعد وقت الضحى الى وقت العصر‪ ،‬كان يوم الجمعة يؤدم ويخطب‬ ‫لصلةا الجمعة وكان ل يمكن الدخول اليه أحدءا إ د‬
‫وينصح ويلقنهم كلمة الشهادةا مع تحرير معناها ويجهر بكلمة ل اله ال ال عشر مردات وبعد الصلةا كان يشتغل بذكر ال‬
‫ويحصلون النفع‬
‫د‬ ‫جهءرا ويصلى على النبى صلى ال عليه وسلم ومعه الناس وأتباعه الى قرب االعصر فينتفع به الناس‬
‫والبركة‪َ.‬‬

‫الدولة الروسية السابقة من جهة الحاج )على بيك الجاجانى( كان ابنه‬
‫ولدما وقع الختلل والغتشاش فى داغستان فى د‬
‫امام أهل الغتشاش يقال أن والده الشيخ كان ينكر على ذلك لكنه لم يمتنع منه حبسته الددولة مع أبيه فى جملة من حبست‬
‫الدولة من أهل )غزانيش الكبرى( من الددولة أن تعفى‬
‫الدولة نفي الشيخ الى الردوسية فطلبه ضابط من ضباط د‬ ‫وعزمت د‬
‫عنه فعفت عنه و تكفل لها الضابط فى حفظه ومكث الشيخ فى بلدةا غزانيش مدةا من السنوات كان ل يخرج ال لصلةا‬
‫الجمعة حتى توفاه ال فيها‪َ.‬‬

‫وللشيخ أيضا على ما يقال اجازات من مشايخ سائر الطرائق كالقادرية وغيرها‪َ.‬‬

‫وكان الشيخ ل ينهى عن الذكر الجهرى كما كان كذلك الشيخ شامل أفندى مع أتباعه حيث كانوا يذكرون الله تعالى‬
‫مهمة ومن تأليفه )المشرب النقشبندى( وله حاشية على كتاب آداب البحث فى المناظرةا‪َ.‬‬
‫ركبانا ومشاةا وللشيخ آثار د‬

‫وهذه البيات من كلمه رضي ال عنه‪:‬‬

‫مبه من لظى ـ كذا من شديد الزمهرير اذا بدا‬


‫ب طه يمى ّ‬
‫وح ّ‬
‫‪57‬‬
‫ممدا‬
‫اذا مسّنى كربٌ غدًا من ِكليغهما ـ انادى طبيب وحبيب ّ‬

‫سيما فى كتاب التحفة لبن حجر الهيتمى ومدحه العلماء‬


‫ويقولون‪ :‬انه كان بارعءا فى العلوم الصوليدة والفروعدية ول د‬
‫العلم وجعلوه شيخ السلم ورئيس النام‪ ،‬وكان من قواد المام شامل أفندى فى عصره ومن علمائه المؤتمنين خرج‬
‫عليه المشائخ العلم كالشيخ المجاهد فى سبيل ال )الحاج اوزم السلطى الوارى( و الشيخ )محمدد الككنىد الوارى(‬
‫والشيخ )الياس الزدقارى الدركى( و )الحاج موسى القكنى الغازى قموقى( وغيرهم رضي ال عنهم‪َ.‬‬

‫قال الشيخ شعيب أفندى الباكنى الوارى فى ثنائه فى )المخمسة الفريدةا(‪:‬‬

‫واللفعِى الوحدى ف العلم والزّمن‬


‫سِن‬
‫الفصيح ذى اللّ ُ‬
‫ِ‬ ‫الواعظِ ّالناصحِ‬
‫تات الضّفنِن‬
‫الائزِ الفضلِ والشّ ِ‬
‫النِن‬
‫الاج عبدٍ لرحنٍ وف ف‬
‫اوى فالبلِّياتِ‪.‬‬‫الشيخ ف فدغهِره فح ِ‬

‫توفى سنة ‪ 1299‬ودفن فى طرف مقبرةا غزانيش ومزاره مشهور يزار رضي ال عنه وكتب على ضريحه هكذا‬
‫صمدانى‪ ،‬مقتفى العلمآء العاملين ومصطفى السالكين‪ ،‬الكبريت المرشد‬ ‫)هذا مرقد القطب الربانى ومضجع العارف ال د‬
‫المحمديدة الحافظ الحاج عبد الرحمن بن العالم الزاهد‬
‫د‬ ‫العلية‬
‫الخامس والثلثين من السلسلة النقشبنددية والستة الطريقة د‬
‫المرحوم أحمد الثغورى فى ربيع الخير سنة ‪َ.(1299‬‬

‫ولما توفى رثاه الشيخ الياس الزدقارى بقصيدةا تائية‪ ،‬ورثاه أيضا العلمة المشتهر نجم الدين الحزى الوارى بهذه‬
‫القصيدةا البليغة الرائيدة‪:‬‬

‫هل خيٌ هنالك غأم ّ‬


‫شر‬ ‫ب الّدغهُر ـ ولغ أغدرِ غ‬ ‫الكوانُ فواضغفطفر ف‬ ‫فتفزغعفزفعتِ غ‬
‫الذغكُر‬
‫جياُه ُمذغ فبفلغف ب‬ ‫وه ف‬ ‫أن أتان فبغغفتًة فنعغُي مرشٍِد ـ ُهمامٍ ِ‬ ‫إل غ‬
‫حرِِه فقغطُر‬ ‫العلغِم والِّذى ـ فحفوُاه ِسواهُ فغهفو مِغن فب غ‬ ‫حِر ِ‬ ‫فحفوى فسغبعفًة ِمغن أغب ُ‬
‫السّر‬
‫الصِفياِء لفهُ ب‬
‫مام ل ُيفظّن ِبفرغيفبٍة ـ فتقفّدسف فبغيفن غ‬ ‫مام ُه ٌ‬
‫إ ٌ‬
‫لِد ِبِه الزغرُ‬ ‫صّرفِ فعغزمُهُ ـ ُيشفّد لقغطابِ ِالب ف‬ ‫يد ف ّالت ف‬ ‫ث فشدِ ٌ‬‫فوفغغو ٌ‬
‫حُر فوالدّغهُر‬ ‫تج غالفب غ‬
‫اس فعمّا ُيغن ُ‬
‫كبـفرى ِقياسُها ـ فكففى ّالن ف‬ ‫ِ‬
‫صغغفرى فوُ غ‬‫لفهُ هفٌم ُ‬
‫وغ مففدى فعغليائِها يفغهِرُم ّالنسغُر‬ ‫الذرفى إلفى ـ ُبلُ ِ‬ ‫ق ّ‬ ‫فورُغتبفتُُه الشمّاء فغو ف‬
‫ت ـ إل غالمفلإ الأغعلفى فمناقُِبُه الغغُّر‬ ‫ي فوطُيبفر غ‬ ‫خافِفق غ ِ‬
‫فسفرى ِذغكُرُه ف غال ف‬
‫ف إّنفما ـ فثنائِى فسوآٌء فِيِه فطّيُه فوّالنشغُر‬ ‫ص ِ‬ ‫وشغهفرتُهُ ُتغففنى فعِن غالفو غ‬
‫سُروا إّل ِبفتدغبِيِرِه فجغبُر‬ ‫ي فمفا فلُهمغ ـ إذا انغفك ف‬ ‫نود غالعارِفِ ف‬‫سوسُ ُج ف‬ ‫يف ُ‬
‫خضغُر‬ ‫دال أغعلمُُه غال ُ‬ ‫ت ـ على أرغُؤسِ الأغب ِ‬ ‫يهمغ فكغيفف فشفاء فورُغفِرف غ‬ ‫ف ِف ِ‬
‫فتصفّر ف‬
‫وت يفغقدُُمها ّالنصغُر‬ ‫ت لِوائِِه ـ إل فعفالِم اللُّه ِ‬ ‫ح ف‬ ‫ت أغولِياُء اللِه فت غ‬‫فسفر غ‬
‫‪58‬‬
‫يفـُلوذُ إلفغيِه العفاِرُفونف فما لفُهغم ـ ِسواهُ فملذٌ ُكلّفما أفمفر الغمُر‬
‫سُر فوالغيُسغُر‬ ‫ف ل فوُهمغ ـ ِبراحفِتِه أغبفراهُُم غالعُ غ‬ ‫فراحفتُـُهمغ ف ُقغربِِهغم كفغي ف‬
‫سطُهُم غالفبدغُر‬ ‫حيط ِبِه فوالشّغيُخ فو ف‬ ‫ات فهفالٌة ـ ُت ُ‬ ‫لفهُغم فحغولفهُ ِعغندف غالُمِهمّ ِ‬
‫خُر‬ ‫ماد رفقائُِق ـ فوفمغوِعفظٌة ذابت لِفتأثِيِرفها الصّ غ‬ ‫ج ف‬ ‫ب تُغبِكى غال ف‬ ‫لفُه ُخط ُ‬
‫صغفُر‬ ‫حِر فرغحمفِتِه ِ‬ ‫ال لفغم فيغرفغع فيدفيغِه فوفرّدُه ـ فوراحفُتُه مِغن فب غ‬ ‫إل ِ‬
‫الظغفُر‬
‫ع ّ‬ ‫ف دفغعفوتُهُ مفغقبولفٌة ُكلّفما فدفعى ـ إل فربِه ف فحاجفٍة أغسفر ف‬
‫الدنغيفا فولفغو فخطفأ فنغظُر‬ ‫ف فيُرّد اللهُ فمغن لفغم يففقغع لفُه ـ إل فزغهفرِة ّ‬ ‫فوفكغي ف‬
‫نان ُله ِفغطُر‬ ‫ج ِ‬ ‫ياه فعغن فشفهواتِِه ـ ِصيًاما ِبفنعغ ِ‬
‫ماء غال ِ‬ ‫صفام ف ُدغن ُ‬ ‫فومفغن ف‬
‫ال ما فجفرى ـ على فقلغِبِه ِمغن فغغيِرِه أفبًدا فخغطُر‬ ‫تف ِ‬ ‫ق الوقا ِ‬
‫فومُسغتفـغغِر ُ غ‬
‫فوفعّمفر ِبالغُقغرآِن فوالذبغكِر ُعغمفرُه ـ فلفغم يُغلِهِه ف ُعغمِرِه فعغنُهمفا ال فغغيـُر‬
‫ب والأغجُر‬ ‫الكسغ ُ‬ ‫حغمدِ فلغيلفُه ـ فولفغم يُغقِطعاهُ فعغنهما ف‬ ‫يـُفقطبُع ِبالتّغسبيِح والغ ف‬
‫حّل ِبِه ُالدفى ـ فوراجف رفواجف الفغيِر ف أغهلِِه الّشّر‬ ‫صا ِبفعصغٍر ُمضغفم ِ‬ ‫ُخصُو ً‬
‫الذغكُر‬ ‫ض فو ب‬ ‫ح ُ‬ ‫صبففح فكالغفعغنقاِء بففينُهُم ُالدفى ـ فما ثفّم إّل إغسُمُه الف غ‬ ‫وأ غ‬
‫ال فعغن أغهِلِه فقفغُر‬ ‫ع ِ‬ ‫لم إّل ُطلُولُُه ـ وفأغوطانُ فشغر ِ‬ ‫ولفغم يفغبفق لِلغس ِ‬
‫المغُر‬ ‫ض ف‬ ‫قاب ِ‬ ‫سُر فقغبضًا ِمغنُه لِغل ِ‬ ‫ين فِيِهغم لُِعسغِرِه ـ فوأغي ف‬ ‫ض الدب ِ‬ ‫صبففح قفغب ُ‬ ‫وفأ غ‬
‫ك فوفمسغُخ فول فقذغُر‬ ‫س ف‬ ‫ت فولفغم يفغمسف غ‬ ‫طاهًرا ـ فومُ ّ‬ ‫اس ِ‬ ‫ت ف ّالن ِ‬ ‫يا أغحمفد عمر ف‬
‫الوغفُر‬‫الدنغيفا فول فمُالفها ف‬ ‫ك بِفشغهوفةٍ ـ فوفما فغّرفك ّ‬ ‫فما فِرفح الّشغيطانُ ِمغن ف‬
‫ب فوبالتغبُر‬ ‫ت مِغنفها ِعغندففك ّالتغر ُ‬ ‫او ف‬ ‫الزغهِد زفغهفرفتفها فمفا ـ فتفف ف‬ ‫ت بِفعغيِن ّ‬ ‫فقفطغر ف‬
‫غيـُرفك فكغم أغرفداهُ ِمغن نـفغفِسِه الغكُر‬ ‫س فعغن أغمِر فر ـبفها ـ فو فغ‬ ‫ك ّالنفغ ُ‬‫فومفا فخفدفعغت ف‬
‫ف‬
‫سُر‬ ‫الكلغفُة واليُ غ‬ ‫س الأبِيُّة رفافحًة ـ فوفما فسّرفها ُمذغ ُسغمفتفها ُ‬ ‫ق ّالنفغ ُ‬ ‫وففلغ تفُذ ِ‬
‫فولفّقغنفتفها فيغومف غالُبُلوِغ بِأنّ فما ـ فلدفى فربفها مِّما ِسواهُ لففها فخيغُر‬
‫السغُر‬ ‫الرغبُح فو ُ‬ ‫الفانِى فلفها ب‬ ‫ضفتفها فوفتفذلّفلتغ ـ فوِسّيانِ ِفى ف‬ ‫ت ِبمفا فقغد رُ غ‬ ‫فعاشف غ‬
‫ك الّذغخُر‬ ‫يمًة ـ فوُذغخٌر فوفما فيدغُرونف مفا فذِل ف‬ ‫الناس ِمنكف فغِن ف‬
‫ت فو فاتف ُ‬ ‫فومُ ّ‬
‫ش فما لفُه فجغبُر‬ ‫سٌر فاحِ ٌ‬ ‫سدّفها ـ ِبشفغيٍء فوفك غ‬ ‫يهمغ ثُـلغفمٌة ل فن ُ‬ ‫ك ِف ِ‬‫فمفغوُت ف‬
‫صواءِ ُموحفشفٌة فغغبُر‬ ‫جهولفُة الأ غ‬ ‫عد ِفراقُِكمغ ـ لففم غ‬ ‫اض غالعِلغِم فب ف‬
‫أّن رِيف ف‬
‫كم فقغفُر‬ ‫ظ ُعبطفل فبعغفدُكغم ـ فوِحغلقفِة ِذغكٍر فوهغفي ِمغن بعدِ غ‬ ‫س لِغلفوغع ِ‬‫جِل ٍ‬ ‫فوفكغم مف غ‬
‫ناك فول فخمغُر‬ ‫أس ُه ف‬ ‫ارى فول فك ٌ‬ ‫الاضرونف كفأّنُهغم ـ ُسفك ف‬ ‫فيه ِ‬ ‫فتواجفدف ِ‬
‫الورفى قفغطُر‬ ‫حارًا ِمغن فشرابٍ فلُرّبمفا ـ فكفى مِنغهُ ف إغسكارِ ُكبل ف‬ ‫قاهمغ ِب ف‬
‫فس ُ‬
‫سكغُر‬ ‫ك ال ّ‬ ‫قد فتمففايلُوا ـ ُسكارفى فوفما أغدراكف مفا فذِل ف‬ ‫حغوا فبغعدفُه مِغن فبغعدِ ما غ‬ ‫صف‬ ‫ف‬
‫ول فوفسغكٌر فول ِوغزرُ‬ ‫ظ فنفدفامى فول لفغغٌو ـ فوفخمغٌر فول ُغ ٌ‬ ‫ُسفكافرى ول فلفغ ٌ‬
‫الطغيُر‬
‫حِو ِنغعمف غالُمغطِرُقونف كفأّنمفا ـ فعلى فهِامِهغم مِغن فهغيفبِة غالمُغرِشِد ّ‬ ‫فوِفى الصّ غ‬
‫يذا فوما ِعغنفدُه فكمفا ـ لففدى فغغيِرِه فغغبُن غالُمريدِ فول فغغدرُ‬ ‫ش ِتلمِ ً‬ ‫فمفا فغ ّ‬
‫‪59‬‬
‫الضرّ‬
‫ل ـ إل فبابِِه يفأِوى ّالذِى فمسُّه ّ‬ ‫ب آمِ ً‬ ‫خبي ُ‬ ‫ي غالمُفعّنى ل ُي ف‬ ‫ُيعِ ُ‬
‫حِكِيه فسغعًيا فول فعمغُرو‬ ‫شفيفخ فبعغفدُه ـ فل فزغيدُُهمغ في غ‬ ‫ع ِففينا فتمف غ‬‫ففكمغ ُمدّ ٍ‬
‫حُر‬
‫الس غ‬
‫صّنعُ فو ب‬ ‫ي ل ِبفمِزّيٍة ـ فعلى فغغيِرِه إّل ّالت ف‬ ‫ُنمفبيُزُه ِبالزّ ب‬
‫س فذلُِكُم غالمفغكُر‬ ‫ي فوغجفهٍة ـ ِبشفغبفكِة ُزغهٍد بِغئ ف‬ ‫ال ِمغن أ ب‬ ‫اد غالمف ِ‬‫صطِيف ُ‬‫وفإّل إ غ‬
‫الفيفانُة فوالغفجغورُ‬ ‫حتف فطفوايفُاه ِ‬ ‫حفيٍة ـ فوفت غ‬‫ب أغو طُول لِ غ‬ ‫ض الثّـو ِ‬
‫وفإلّ بفـفيا ُ غ‬
‫جّبُر فوغالكِغبُر‬ ‫اضعُ فظاهِرًا ـ فوِفى فبغطِنِه ُيغطفوى ّالت ف‬ ‫يفغّر غالفوفرى مِغنُه ّالتفو ُ‬
‫حبق ِفى أذغِنِه فوغقُر‬ ‫ماع غال ف‬
‫خغيِر ل فتفرى ـ فكمفا فعغن فس ِ‬ ‫ي عُغمٌي فعِن غال ف‬ ‫لفهُ أغع ُ ٌ‬
‫ج فوإغستِفقافمةٌ ـ ففما ِفيكف إلّ الإغسِتفقفامُة فوغالِبّر‬ ‫ِ ِ‬
‫إذا كافن فيِهغم عفو ٌ‬
‫خغيُر‬
‫ادُة فوغال ف‬ ‫صبفةٌ تفـغقتفِدى بُِكغم ـ فعِغندفُهمغ ُيغرفجى ّ‬
‫السعف ف‬ ‫ِ ِ‬
‫فولفكّن فيِهغم عُ غ‬
‫ِ‬
‫ك ال فغغيـُر‬ ‫س بِ ف‬ ‫ك فـغرٌد ل يـُفقا ُ‬ ‫ين فوالّزغهد ُدونفُكغم ـ لنّ ف‬ ‫الد ِ‬
‫فعلى أّنُهمغ ِفى ب‬
‫اوُة فوغالُكغفُر‬ ‫الشقف ف‬
‫ان فشفى ِفِيه ّ‬ ‫ضى ـ فزمف ٍ‬ ‫كما ُهفو ُمقغفت ف‬ ‫فسفت غرتـُُهغم فعمغًدا ف‬
‫القدغُر‬ ‫ك ف‬ ‫ك إّل فبعغفد رِغحفلِت ف‬ ‫ذات ف‬
‫ظاهٍر ـ لِ ِ‬‫ت فولفغم يفغظفهغر فلُهمغ أغهِل ِ‬ ‫رففحغل ف‬
‫جُر‬‫الف غ‬
‫س قد فخفِفي ف‬ ‫ار فجمِيُعُهمغ ـ ُعُيًونا فعلفغيفها الأمغ ِ‬ ‫الضمف ِ‬
‫ُهُم اغليفـغوفم أبغفكغوا فى ّ‬
‫ق فدغمعففها فعذغُر‬ ‫حُزونف فدغمعِِهغم ـ ففما لُِعُيونٍ لفغم ُتِر غ‬ ‫يك مف غ‬‫أل فـل ُِييقوا ِف ف‬
‫حغلُو فوغالمُّر‬ ‫اس فشًتى ُعُلومُُهغم ـ فو ِفى ِعلغِمِهمغ ِللذّائِِق غال ُ‬ ‫إذا كافن فهِذى النّ ُ‬
‫شُر‬ ‫ب فوغالقف غ‬ ‫ف دفغوفحُتُكغم فِى العِغلمِ أغسفبُق فدغوفحٍة ـ فوفثغمفرُتفها ُحلغٌو فلفها اللّ ّ‬
‫خُر‬ ‫خًرا إذا ُذِكفر غالف غ‬ ‫اهيكف ُهمغ ف غ‬ ‫حٌر ـ فوفن ِ‬ ‫ك الغغُّر الثّلففثُة أغب ُ‬‫فوأغبنائُ ف‬
‫الزغهُر‬
‫جمُ ّ‬ ‫كما أغشفرفقتغ فلغيفل الدّفجى الأغن ُ‬ ‫أشرفُقوا الدّنغيفا بِأغنفوِار ِعغلمِِهغم ـ ف‬ ‫ف ُهمغ غ‬
‫الزغجُر‬ ‫ال فنسغفلُه ـ فوفهذّفبُهغم مِغن ِعغندِفك الأمغُر فو ّ‬ ‫اهًرا قد طفّهفر ُ‬ ‫اما طف ِ‬
‫جُر‬‫حغ‬ ‫ك غال ف‬ ‫اهمُ فذِل ف‬ ‫س فمغن رفّب ُ‬ ‫ج ُ‬ ‫ِبِه طفبهُروا فعغن ُكبل شفغيٍء ُيشِيُنُهمغ ـ أفيغن ُ‬
‫صلففح غالفبغذرُ‬ ‫ع إغن ف‬ ‫الزرغ ِ‬
‫لح ّ‬ ‫ص ُ‬ ‫ك إّنمفا ـ فيِتمّ ف‬ ‫ت أصغلاً فطابف فغرُع ف‬ ‫إذا طِغب ف‬
‫صغبٌر‬ ‫ك ُشغكٌر فول ف‬ ‫ب ـ فعلى فحفالفتغيِهغم مِغن ف‬ ‫وسا ثُّم فغُابوا فولفغم فيغِ غ‬ ‫ففذّروا ُشمُ ً‬
‫اب ِحغبٌر مِغنُهغم فجائفُهغم ِحغبٌر‬ ‫ك العِغلمُ فبغل ُهمُ ـ إذا فغ ف‬ ‫سلِ ف‬ ‫فولفغم فينغفقِطغع فعغن فن غ‬
‫حّبِة أغهِل غالِعلغِم فيا فحّبذفا الأغمُر‬ ‫ك أغجُر الله أوتِيفتُه عفلى ـ مف ف‬ ‫فوفذلِ ف‬
‫جفايا فوُكّلفها ـ ففقدغ فيغنفتِهى ِمغن ُدونِ فتعغفدادِفها غالعُغمُر‬ ‫ض السّ ف‬ ‫أل فهِذِه فبغع ُ‬
‫صغفتف ِبِه فقغطُر‬ ‫حٍر ُو ِ‬ ‫صِفُكمغ ـ ففإّنُه مِغن فب غ‬ ‫ت ِفى ِذغكِر فو غ‬ ‫فوإبنى فوإنغ أطغفنغب ُ‬
‫يكمغ فنغزُر‬ ‫ك ِفى فجغنبِ ّالِذى ِف ُ‬ ‫يدٍة ـ ففذلِ ف‬ ‫صف‬ ‫اكغم بِأغلفِ فق ِ‬ ‫وففهغبفتا فمدفغحفن ُ‬
‫الضّر‬
‫ان قد فمسِّنى ّ‬ ‫أفتا مفرغيفمف إغشفغع لِى إل الِ ُكلّفما ـ أفنادِِيه فيا فدّي ُ‬
‫ث أغعفوفذِنى ّالنصغُر‬ ‫فوُخذغ بِيفِدى فِى ُكبل أغمٍر أفهمِّنى ـ فوُكغن ِلى فنصًِيا فحغي ُ‬
‫حُر‬‫شانف فعغن فشبطِه غالفب غ‬ ‫ك فخائًِبا ـ فوفهغل فيغطُرُد غالعفغط ف‬ ‫وض ف‬‫فول فتغطُردن فعغن فُيُ ِ‬
‫لأهُ الغفغقُر‬ ‫ك الغفمغفُتوِح أ غف‬ ‫فول فتغقفطعفّن ّالنغظفر فعغن مُفتحفيبٍر ـ إل فبابِ ف‬
‫ض فول هغجُر‬ ‫ب ِفِيه ُبغغ ٌ‬ ‫ضآِء ِفراقُهُ ـ فولفغم ُيفتسفّب غ‬ ‫فتمخض فعغن ُحكغِم الغفق ف‬
‫‪60‬‬
‫الصدغُر‬
‫ح ّ‬ ‫ف فعلى فظغهِرى ِبِه فوغقُر مفغوِتِه ـ فوفشغيًئا فتسفّلى غالقفغلبُ فوغانشففر ف‬ ‫ففخ ّ‬
‫ض غالِبفقاعِ فلُه فقغبُر‬
‫ضُر ِفى فبعغ ِ‬ ‫حف‬‫حفمُل فنعغشُهُ ـ فوُي غ‬‫ففما حفيّفنا إّل فسُي غ‬
‫اق فعغن فدِار غالففناءِ فوإّنفنا ـ فجِميعًا إل فدِار غالفبقفِاء فغًدا فسغفُر‬
‫و اعغفت ُ‬
‫جمفُعفنا الفغشُر‬ ‫يل فسغوفف يف غ‬ ‫ق فشمغفلفنا ـ ففعمّا فقِل ٍ‬
‫ت فّر ف‬‫ك فحغتمُ فالغو ِ‬
‫فوإغن يف ُ‬
‫العطر‬
‫اح مِغن ُتغرِبِه ِ‬ ‫ث ِفِيه ف ف‬ ‫يح ّالذِى إذا ـ فثفوى الغغفغي ُ‬‫ضِر ِ‬ ‫اك ال ّ‬‫فسلٌم فعلى فذ ف‬

‫)انتهت(‬

‫جدا وعيناه مائلتان‬


‫وقال بعضهم فى بعض شمائل الثغورى رحمه ال كان معتدل القامة ذا لحية بيضآء أبيض اللون د‬
‫الى الحمرةا وصورته رفيعة ل مثل له فى رفعته ال أبو اسحاق اليراغى وكان يفصل كلم بحيث ل يحتاج السامع الى‬
‫إعادته ثانيا انتهى‪َ.‬‬

‫ومحمد حاجى( كانوا علمآءء أبرارءا من خيار المسلمين‪َ.‬‬


‫د‬ ‫ومن أولده وأبنائه )أحمد‪ ،‬والحاج محمدد‪،‬‬

‫الروسية السابقة بأمر الكنرال )ملكوف( فى وقعة الحاج على بيك الجاجانى فى سنة‬
‫أما )محمدد حاجى( فصلبته الددولة د‬
‫‪ 1294‬رحمه ال تعالى‪َ.‬‬

‫محمد( كان عالما علمة بارعا فى العلوم أديبءا شاعرءا مفلقءا‪ ،‬ولما رأى المحيط مظلمءا مكسفءا من كثرةا‬
‫وأما )الحاج د‬
‫الدولة الردوسية الظالمة خطر على قلبه الرحلة الى الديار التركيدة العثماندية فوصل الى‬‫الفتن وتوالى الظلمات من جهة د‬
‫)قارص( وغيرها وعاش فيها الى أن توفى هنالك رحمه الله‪ ،‬وكان سفره وهجرته فى قيد حياةا والده وأهله الكرام‬
‫وسيأتى مكتوبه المرسل الى والده وأهله‪َ.‬‬

‫محمد هذه ا لقصيدةا الميميدة فى الزمانيات بشكوى الحال وهي هذه‪:‬‬


‫ولهذه الفتن وتراكم البليات أنشأ الشيخ الحاج د‬

‫زمان منه أيام الزنام ـ عظام بل تزّ ال العظام‬


‫السهام‬
‫وقد صرفت الينا قوس صرف ـ فقوس ظهرنا وقع ّ‬
‫وقد عظمت حوادثها علينا ـ خطوب فوق خطب كالرضام‬
‫زمانا جود دهر بالصروف ـ ومرمى صرفه صف الكرام‬
‫أتانا العصر يعصر البؤس ـ ويسقينا الكؤس من السّمام‬
‫فأمسينا سكارى من كروب ـ وما كنا شربنا من ُمدفام‬
‫أتتنا دولة الكفار تعلو ـ وتستول على دار القام‬
‫فمن ذا أظلم اليام حت ـ يعود اليوم أليل من ظلم‬
‫وقد ضاقت علينا رحب أرض ـ من الحزان دون الإزدحام‬
‫وضاقت منه أنفسنا علينا ـ لهوال وأخطار عظام‬
‫فما عيش هنًيئا ف النهار ـ ول ف الليل من طيب النام‬
‫السلم‬
‫إذ الكفار فى كبر وفخر ـ على البرار ف دار ّ‬
‫‪61‬‬
‫فكيف لم منام مستطاب ـ وأن طيب طعم من طعام‬
‫ذل وانفصام‬ ‫ظل ّ‬ ‫وكيف يطيب عيش السلمي ـ وهم ف ّ‬
‫وماذا يصنعون بطيب عيش ـ وأهل الرب ف دار القام‬
‫تراهم يبزون على جبال ـ على خيلء عند الإقتحام‬
‫الرماح بل اهتمام‬ ‫وتلقاهم بأودية السباع ـ وهم عرضوا ّ‬
‫ول يسعوا كذلك ف ديار ـ لم إّل بروع واعتصام‬
‫وكانوا زلزلوا مستضعفي ـ وما أمنوا من الرعب اللّزام‬
‫وقد فقدوا السكينة والسكون ـ لا وجدوا السام بانسام‬
‫فكم من قبل صادهم الغزاة ـ كما صاد البزاة إل المام‬
‫وكم هجموا عليهم باغتيال ـ كما هجم الأسود على النعام‬
‫يذل العز يعلى للمضام‬ ‫سوى ان التّلّون ف زمان ـ ّ‬
‫س مستدام‬ ‫ج ٍ‬
‫أتانا قبل بالسعد السعيد ـ فأعقبنا ِبفن غ‬
‫وعاد لنا بنائبة وخطب ـ يعادينا خصوما من أنام‬
‫وفرغ وسعه ف الإهتزام‬ ‫وجرّد سيف عدوان علينا ـ ّ‬
‫وأفعم دار اسلم بكفر ـ وأفعمنا بسهم واغتنام‬
‫ديار ف جبال راسيات ـ وأقطار على تلك الكام‬
‫وتلك قرى مصنة وغور ـ شواهق بي اعلم سوام‬
‫سيما جبل غُِنى ـ غنّي عن حصون الإعتصام‬ ‫نعم ل ّ‬
‫هو الخلوق مسدود الثغور ـ مسدود السبيل ال السّنام‬
‫أحاط به السرادق من صخور ـ على أطرافه مثل الغمام‬
‫هو العلم العلىّ الإرتفاع ـ حوى كل الرافق بالتمام‬
‫به اعتصم المام وأهل دين ـ لدى اليقان من ضعف القوام‬
‫وما أغناه عن سوء القضاء ـ وهل يغن عن القدر واللزام‬
‫فقد صعدوا عليه من اختيال ـ على حي الذهول من النام‬
‫ولول حصرهم بل احتيال ـ لا فتحوا برب ألف عام‬
‫وان تسئلن عن صبح الصار ـ فل تسأل فذا يوم القيام‬
‫فكم من معسر ف الرب أضحى ـ صريعا ف قتال الضطرام‬
‫فآلف التحية والسلم ـ على الشهدآء ف دار السلم‬
‫قد ابتغوا الثواب ووجه ربّ ـ وقد عضوا عن الهل الكرام‬
‫قد اختاروا على طيب الياة ـ بدولة كافر سكر المام‬
‫وما للمرء ان يتار موتا ـ على عيش بظل النفصام‬
‫فوا أسفا على تلك الديار ـ ديار السلمي كدار شام‬
‫‪62‬‬
‫عليها يستول الكفار قهرًا ـ عليهم باللء وبالضرام‬
‫ول يظفر بها من قبل هذا ـ أولو بطش وبأس واحتشام‬
‫لقد كانت مساكن طيبات ـ لبطال واخوان التزام‬
‫وهم كانوا بن ثقة وصدق ـ وتربة لرب واضطرام‬
‫هم الشاكو السلح هم السود ـ هم الاموا الزمار لفقد حام‬
‫قد انشرحت صدورهم لغزو ـ لإعلء الشريعة والكلم‬
‫أعدوا ما استطاعوا للجهاد ـ ببذل الوسع ف هذا الرام‬
‫وقد سّدوا ثغورا يقعدون ـ لم كل الراصد باهتمام‬
‫تصدوا للملحم والروب ـ وقد نشطوا لهوال التحام‬
‫وعادوا للملحم أو يعودوا ـ لطول العدو ف ضعف القوام‬
‫فوا أسفا عليهم من غزاة ـ تصدوا للجهاد ال الإنفحام‬
‫يقل القتل قومًا عن قوام‬
‫وقاموا بالتزام الرب حت ـ ّ‬
‫فكم إستشهد البطال منهم ـ وكم وسطوا جوعا بالسام‬
‫لقد فقد الفاضل أهل صدقٍ ـ وقد بقي الأراذل كالرسام‬
‫قد استول عليهم أهل كفر ـ على ارغامهم بالهتزام‬
‫وهم قد سخروا للكفر قوما ـ أطالوا السعى ف دين السلم‬
‫روينا ف أحاديث الصحيح ـ يعود الدين كالشيء الرمام‬
‫امن هذا يزيد الضعف فيه ـ يصي حباله للإنصرام‬
‫أل يا ليتنا متنا جيعًا ـ وكنا قبل هذا ف الرغام‬
‫ولو عاينت ما أوضحت صبحا ـ لصحت من البكاء بل اتام‬
‫لئن تعجب فاعجب مدثات ـ حديثى فاستمع له باهتمام‬
‫أبلغكم غرائب واقعات ـ لبرار وأحرار كرام‬
‫ممد المام‬ ‫لقد عقدوا المامة بانقياد ـ على الغازى ّ‬
‫بدى يهدى النام ال إقام ـ الشرائع والشعائر باهتمام‬
‫أعز الدّين ف تلك الّديار ـ أعاد الشرع بعد الإنعدام‬‫ّ‬
‫وأحي السنّة البيضآء مده ـ وبنيان الدى بعد الإندام‬
‫وأّسسها على تقوى وهدى ـ وصدق واحتسام واعتصام‬
‫ففاحت ف الورى نفحات فيض ـ وعرفان واسرار القام‬
‫حق القيام‬
‫وكان هو المام الق قطعا ـ وقام بقها ّ‬
‫رأى كفرًا يلوح على البلد ـ فلح له فلح ف القوام‬
‫وثبت خلده عند الصدام‬ ‫رب نصر ـ ّ‬ ‫وأيده عليهم ّ‬
‫وشتت يوم دولته جنودًا ـ لكفار ال غير التئام‬
‫‪63‬‬
‫وقاتل أو يوت على القتال ـ شهيدًا ف وطيس الإلتحام‬
‫جزاه ال جنات النعيم ـ وتوجه بتاج الإبتسام‬
‫وبعد وفاته اتفق الرجال ـ لمزة الفخيم ابن الفخام‬
‫هو البطل الرب ف الروب ـ أخو ثقة ليام الزام‬
‫وجاهد ف الدى حق الهاد ـ وأحسن سعيه بي النام‬
‫هو الثان على تلك الديار ـ من اللفاء والام العظام‬
‫سعى ف قتله اخوان فسق ـ بامعهم لوقت الإزدحام‬
‫رجال ما وفوا بالعهد قط ـ وهم أهل الظال والظلم‬
‫ويومئذ تشتت شل قوم ـ وأهريقت دماٌء من كرام‬
‫وبويع بالخلفة بعد هذا ـ باجاع )لشمويل( المام‬
‫بدا هذا أشد الناس غيظا ـ وعدوانا لأعداء السلم‬
‫حد السام‬ ‫ولم يرغب بغلظته عليهم ـ وان أمسى على ّ‬
‫غدا يزداد عّزا واعتضادًا ـ ويظهر أمره بعد انكتام‬
‫سعى ف ال فى حزم وعزم ـ ال ان يرتقى أعلى القام‬
‫فاكرمه بنظم شل قوم ـ فجائه بوصل وانتظام‬
‫أتاه الناس فوجًا بعد فوج ـ بطوع أو بكره أو غرام‬
‫فجدد كل بنيان لسلم ـ وأحكمه بسّد النثلم‬
‫وإذ ل يرتضى دينا سواه ـ لهل الرض اذن باصطدام‬
‫وقد هانت عليه نفوس قوم ـ عليهم هان أنفاس التهامى صلى ال اه‬
‫إذ ل يعتصم شخص برب ـ اكان من افتاسه ذا اعتصام‬
‫وكم نادى على اشهاد خلق ـ باعلن النداء بل انتكام‬
‫لرب عرش يوم عرض ـ اذا برز الورى للإختصام‬ ‫يقول ّ‬
‫أولئك قد تولوا أهل كفر ـ بم خرجوا علينا كلّ عام‬
‫فاذ هتكوا لنا حرمات دين ـ قتلناهم بتك الحتام‬
‫هز السام لهل ذام‬ ‫وقد خفض الناح لهل خي ـ كما ّ‬
‫وقد مل الهات الست صيتا ـ وأثر عند اقبال فخام‬
‫بدت أيامه أيام سعد ـ وجاءت بالفتوحات العظام‬
‫فكم من قلعة عظمت وعالت ـ بناها أهل كفر لإعتصام‬
‫مشيدة بأيدى الإحتياط ـ على ايوان كسرى ف احتكام‬
‫ومن فعدد ومن ُعدد اعدت ـ وفيها كل مرمىّ ورام‬
‫يوما عليها ـ فاوهت أصلها أيدى السام‬ ‫فجهّز جيشه ً‬
‫ونال جيع ما فيها بقهر ـ وأصبح أهل كفر ف انرام‬
‫‪64‬‬
‫واذ سعد الزمان له قديا ـ تلقاه النايا بالإبتسام‬
‫تصدّى باجتهاد للجهاد ـ وتهيز اليوش على النظام‬
‫وحينئذ جيوش السلمي ـ لقد فعّزوا على يد المام‬
‫فكم ردّوا جيوش الكفر قهرا ـ بغيظهم وذل النقصام‬
‫وكم خرجوا بال أو جوع ـ ففرّوا عن كنوز بانزام‬
‫وكم أسرت سراياهم سراة ـ وباعوهم لكفر باهتضام‬
‫وكم جلبوا كرائمهم فرقق ـ عزائزهم لسر واغتنام‬
‫أرى هذا الزمان له انقلب ـ وأسرع النقلب ف الكرام‬
‫أتاه صباح الس مستمرّ ـ فأحرمه مساعدة احتام‬
‫فهب اذًا دبور الصطلم‬ ‫ّ‬ ‫وقد هدأت صبا نصر لديه ـ‬
‫وقد دارت رحى حرب عليه ـ اذا حيت وطيس اللتحام‬
‫ولحت فتنة الحلس ث ـ قفتها فتنة ذات الدهام‬
‫ج كل عظم عن لام‬ ‫وقد خرجت ملحها عليه ـ ترّ ف‬
‫كأنّ الدّهر غضبان عليه ـ فيسعى خلفه بالنتقام‬
‫فقطع حبله من بعد وصل ـ وشتت شله بعد انتظام‬
‫وابعد فى ديار الكفر قهرًا ـ على ارغام أنف وانقصام‬
‫وخادعه أخلء اللئام ـ وعاد صديقه أعدى الصام‬
‫مودته لاه او حكام‬ ‫الود أبدى ـ ّ‬ ‫فكم من كاذب فى ّ‬
‫ودار عليه يدرى أو يدارى ـ اذا دارت رحاه على الرام‬
‫فاذ هدأت نسيم صباه عنه ـ فقد ارتدّ عن دين اهتمام‬
‫واذ ضاقت مذاهبه عليه ـ تلقى كنزه بالغتنام‬
‫وكم من عصبة اخذت عليهم ـ عهودًا اكدت للإلتزام‬
‫عمال سوء ـ وهم غدروا له يوم اضطرام‬ ‫عماله ّ‬‫وهم ّ‬
‫وكم حلفوا على موت وفوت ـ ليام الكريهة للمام‬
‫فلما جاء ما حلفوا عليه ـ فقد مدّوا اليه يد اصطدام‬
‫بدا نوابه نواب سوء ـ نعم كانوا نوائب المام‬
‫وولهم عليهم كالرعاة ـ فكانوا كالذباب على النعام‬
‫ووصاهم بعدل وانتصاف ـ فزادوا ف اعتساف واهتزام‬
‫فضاقت من مظالهم عليه ـ وجوه الرض من طول انتقام‬
‫وهم قد عجزوا عن الهاد ـ وهم قد أضعفوهم عن قوام‬
‫وقد ساهم المناء لا ـ تصامم عن تظلم ذى اضطلم‬
‫الذلة يشتكون ـ وأعينهم تفيض على انسجام‬ ‫وكم ردّوا ّ‬
‫‪65‬‬
‫لقد وكلوا الأمور لغي أهل ـ فطنوا المن ف غي القام‬
‫وهم قد ضيعوا المنية ـ الرعية والرعاية للذمام‬
‫نسوا تغليظ ايان عليهم ـ وتثليث الطلق بل انضمام‬
‫ولا غاب عن تلك الدّيار ـ تغيت الطباع من النام‬
‫فكم من متق من قبل زعغمًا ـ فلما غاب يفتق ف الجتام‬
‫وكم من عال أو ذى عمامة ـ يلهى وهو يشرب من مدام‬
‫البار او تلك العمام‬
‫هم ل يتقون ولحياء ـ من ّ‬
‫اليس الوت أحرى ث أحرى ـ من العصيان أو عار الرام‬
‫واذ قد غاب عن تلك العيون ـ بدا للبعض ابراز اللم‬
‫فكم من مطرىّ بالدح قبل ـ فيأكل لمه حت العظام‬
‫فلما غاب أمسوا كالنجوم ـ اذا غاب اليا بي الظلم‬
‫فتـّبا ث تـبّا ث سحقا ـ لوباش أولئك اللئام‬
‫ولست بدعى شعر بهذا ـ ولو أبديت من سحر الكلم‬
‫ولكن شهدت صروف دهرى ـ فأخبت المور ال التمام‬
‫وان فسد الزمان وأهل عصرى ـ وأمسى الناس متل النظام‬
‫ى ـ يرجو ال احسان التام‬ ‫ممد الثغور ّ‬
‫فها حاجى ّ‬

‫)انتهت قصيدته رحمه ال تعالى(‪َ.‬‬

‫وهذه القصيدةا الرائية قالها حاجى محمدد حين اسر الردوس ابن المام شمويل أفندى فى التسلية عليه‪:‬‬

‫من ذا الذى ل تؤثر فيه أسحار ـ ول تبينه بالعصار أعصار‬


‫بلى ودّمره دهر وأسهره ـ حزٌن وأسكره خطب وأخطار‬
‫ال ويعقب اخلل واكدار‬ ‫ما ان صفا العيش للنسان منتظما ـ ّ‬
‫صات امرار‬ ‫ال وجرّعه الغ ّ‬
‫ما ذاق مرأ من الدنيا حلوتا ـ ّ‬
‫لذتا ـ الّ ويغشاه آلم وأسهار‬
‫أما وقى أحد منها ب ّ‬
‫كل من ـ فعن قريب يرى يتلوه ادبار‬‫ان أقبلت نوه الدنيا ب ّ‬
‫كلّ ّالنعيم وان طالت نعومته ـ ل بّد أن ينتهى فالكّل أغرار‬
‫فل سرور لهل العزم ف النعم ـ اذ ف نايتها بأس واسكار‬
‫ول أسى ف بؤس بل لهم جلل ـ والصّب أسن على علياه اذكار‬
‫قهار‬
‫فان تأسو بم ف حسن سيتم ـ فكيف تأسى على ما اختار ّ‬
‫كفار‬
‫بالبن فمّن عليكم ث متعكم ـ ف غبطة بعد ما أبان ّ‬
‫على ما تأسى ول بؤس تسوء با ـ وقبضةٌ عنكم ف الجر اكثار‬
‫‪66‬‬
‫فما لشمويل حي البأس من جزع ـ والصب أربابه ل ريب أبرار‬
‫وجبار‬
‫حاشاه أن يبتغى ف كلّ عارضه ـ لغي ما يرتضى ربّ ّ‬
‫صبار‬
‫فكم اذاقته نفسا اضاقتها ـ ف ال من بعد ما قد غّر ّ‬
‫قل أنصار‬‫وكم شكايته ف الكافرين ـ وأولياؤهم حيثما قد ّ‬
‫وكم معارفه فيما يعارفه ـ ومن يالفه بالغيظ قد ثاروا‬
‫كرار‬
‫شس الضّيا والدى بر العطا والندى ـ سيف الردى للعدا ف الرب ّ‬
‫جرار‬
‫الصفا والنقا من اقتدى ارتقى ـ افق العلى والتقى للنفع ّ‬ ‫درّ ّ‬
‫بدر الورى ف الدجى روض الن والرّجا ـ لن اليه التجى بالود مدرار‬
‫سوده والاه قلّده ـ ل غّيروا مده ف الناس قد حاروا‬ ‫ال ّ‬
‫قهار‬
‫رب ُكغن عضدًا انزل له مددًا ـ فيمن طغى أو بغى وأنت ّ‬ ‫يا ّ‬
‫سدّغده ف حكمه ّنزغل على ِسلمه ـ من كان ف خصمه يتلوه اقطار‬
‫صيغر ال سيفه ـ من جال ف خلفه يعلوه أفكار‬ ‫وصغنُه ف حيفه ّ‬‫ِ‬
‫يا من بمٍد عل صبل وسلّم على ـ ّ‬
‫ممد أوّل يتلوه أخيار‬
‫ما أطرب النغم أو فطارت النقم ـ أو طابت النعم أو طال اسهار‬

‫انتهى‪َ.‬‬

‫وهذا مكتوبه المرسل الى والده الشيخ الحاج عبد الرحمن الثغورى وأهله حين وصل الى الديار التركية‪:‬‬

‫)بسم ال الرحمن الرحيم من حضرةا حاجى محمد الكاتب ابنكم العاصى ومحمد الطالب قردةا عينكم العاصى الى حضرةا‬
‫الوالد الكريم صاحب الفيض والفوز والمقام العظيم الشيخ المرشد الناقد تصردفه‪ ،‬والشمس المشرق المنتشر تعرفه‪ ،‬من‬
‫برها وخيرها‪ ،‬الدائم حلمها وصبرها‪ ،‬ثم‬
‫سبقت علىد نعمه‪ ،‬ورتبنى معارفه وحكمه‪ ،‬فإلى الوالدةا الحليمة الكريمة العظيم د‬
‫الى قرةا عينى وسدرةا ذهنى وثمرةا نفسى وزهرةا انسى ربيع فؤادى ثلثة أولدى‪ ،‬والى الخ العزيز المين‪ ،‬صاحب الكرم‬
‫المبين‪ ،‬الطالب المعروف سبقه‪ ،‬والماهر الموصوف حذقه‪ ،‬مع كرمه وحسن خلقه وعظمه وطول رفقه‪ ،‬والختين‬
‫العفيفتين الشريفتين‪ ،‬سلم قول من رب رحيم‪ ،‬عليكم أهل البيت على التعميم‪َ.‬‬

‫)أما بعد( فأول نهدى اليكم أصناف الدعوةا والسلم‪ ،‬وندعو لكم بألطاف الرحمة والنعام‪ ،‬ونخاطبكم على ألسنة القلم‪،‬‬
‫النية على المحافظة على‬
‫التحية والكرام‪ ،‬عن صدق الرغبة فى صلتى الصليدة والفرعيدة والرحام‪ ،‬وخلوص د‬ ‫بآلف د‬
‫الداب والحترام‪ ،‬مع الندم على قصرنا فى جنبكم فى سالف اليام‪ ،‬والعزم على تدارك ما فات من ذلك المقام‪َ.‬‬

‫الديار‪ ،‬بعد أن طالت‬


‫ثم تلوحا على حدب دينكم فى معرض العتذار‪ ،‬عن عدم استيذان صريح فى الخروج عن تلك د‬
‫ن وغاية‬
‫الظ د‬
‫الوقات فى مقام التفكر والعتبار‪ ،‬وتحقـقـت المصلحة فى التربص والنتظار‪ ،‬فالعفو والصفح منكم حسن د‬
‫العمل‪ ،‬والستئذان الصدادق قد سمع وان كان بعد العمل‪ ،‬على أن سائق ارتكاب المر سابق القضاء‪ ،‬فشأن أهل التقوى‬
‫الصبر وصادق الرضآء‪ ،‬ثم انا نبشركم بأنا فى ثوب عدفة وعافية‪ ،‬وطيب حال صافية‪ ،‬وسعة نعمة‬‫بعد الوقوع جميل د‬
‫وافية‪ ،‬وسعة عيشة راضية‪ ،‬لم نزل بعد بكرةا الرحيل فى سلمة الجوارحا وخفتها‪ ،‬واعتدال مزاج النفس وعفتها‪ ،‬فأحمد‬
‫اليكم ال الذى بيده مقاليد المور‪ ،‬وبين اصبعين من أصابعه التى فى الصدور‪ ،‬فسبحان الذى أسرى بعبده‪ ،‬أتى فى كل‬
‫نزول ورحيل بسعده‪ ،‬ورزقه كل صباحا ومساء من عنده‪ ،‬وأكرم نزله أيضا يأت من بلده‪ ،‬وحبدبه حيثما تودجه الى قلوب‬
‫‪67‬‬
‫عباده‪ ،‬كل ذلك كغيره من فواضل بركاتكم‪ ،‬وفضائل حركاتكم‪ ،‬فوالذى نفسى بيده ول غنى لى عن مدده لتيقن أن آثار‬
‫حرم العقوق‬ ‫أنظار لحظك تسعى خلفى وحولى‪ ،‬وفيوض نفحات توجهاتك تلحقنى فى مقامى ورحلى‪ ،‬فأنشدكم بال الذى د‬
‫على الولد‪ ،‬وأعظم الحقوق للبآء والجداد‪ ،‬أن ل تمنعونى عفو بركات أنظاركم المستطابة‪ ،‬ول تقطعوا صفو صالح‬
‫دعواتكم المستجابة‪ ،‬ول تحسبوا بأنا نبيح عقوقكم‪ ،‬أو ننسى ولو لحظة حقوقكم‪ ،‬أنتم على ذكر منا دائما‪ ،‬تـتمثـلون لهذا‬
‫الكاتب قاعدءا وقائءما‪ ،‬ول تغيبون عنه يقظانا ونائما‪ ،‬كيف مع أن آثار تربيتكم عندى باقية‪ ،‬وأنهار معارف افادتكم معى‬
‫وتصديتم لإرشاده‪ ،‬وتمحلتم لإسعاده‪،‬‬ ‫د‬ ‫وطيبتم رزقه‪،‬‬‫وهذبتم خلقه د‬
‫صافية‪ ،‬وقد أحسنتم تعليمه وأتممتم تكريمه وأددبتم نفسه‪ ،‬د‬
‫ربى أوزعنى أن أشكر نعمتك التى أنعمت‬ ‫فجزاكم ال عنى خير ما جزا والد عن ابنه‪ ،‬وادامكم فى ظلد عنايته وأمنه‪ ،‬د‬
‫علدي‪ ،‬وان كنت أضعت عمرى بحق بعض ما أحسنتم الدي‪ ،‬ثم انا فى سعد هذه اليام‪ ،‬بحول ذى الجلل والكرام‪ ،‬ولدي‬
‫التوفيق والنعام‪ ،‬بعد ما كانت رياحا القدار تغلبنا فى نواحى القطار‪ ،‬وتحملنا فى البحار والقفار‪ ،‬وتبلغنا الى البلد‬
‫الصبا محروسة )قارص(‪،‬‬ ‫وتحولنا من ديار الى ديار‪ ،‬وتأتينا بجوار بعد جوار‪ ،‬رمتنا عن قوس نسيم د‬ ‫د‬ ‫والمصار‪،‬‬
‫ووجدناها معمورةا بحسن تصردف واليها السيد المين الخالص‪ ،‬فرأيت صفوه وقصدت نحوه‪ ،‬فإذا دخلت عليه‪ ،‬وتمثـلت‬
‫بين يديه‪ ،‬عرف مقامى وسمع كلمى‪ ،‬وأحسن اكرامى واكرم احترامى‪ ،‬فقربنى فى حضرته‪ ،‬وقددمنى على زمرته‪،‬‬
‫وأسكننى فى حجرته‪ ،‬وأباحا لى جل نصرته‪ ،‬فانا فى النهار جليسه ومقعد سريره‪ ،‬وفى الليالى أنيسه وبالحوادث سميره‪،‬‬
‫فكلنا فى داخل تلك العفة العالية‪ ،‬فى تلك العيشة الراضية‪ ،‬فى لباس الصدحة والعافية‪ ،‬بحمد ال تعالى على نعمه‬
‫ل وصالكم ضرورةا‪ ،‬وليس فى قلوبنا بغير‬ ‫ل حرارةا اشتياقكم‪ ،‬وما لنا إ د‬
‫ل طول افتراقكم‪ ،‬ول يبكينا إ د‬‫يهمنا إ د‬
‫المتوالية‪ ،‬ول د‬
‫وحقق بالفضل سرورنا‪ ،‬فان ال يجمع بيننا فى‬ ‫ذلك كدرةا‪ ،‬أصلح ال تعالى بالفضل أمورنا‪ ،‬وشرحا بالوصل صدورنا‪ ،‬د‬
‫نعمة وخيور‪ ،‬ثم يمتعنا فى غبطة وسرور‪ ،‬ويعصمنا عن كل فرطة وغرور‪ ،‬ويحفظنا عن ورطة وشرور‪ ،‬ثم أنتم‬
‫تعلمون بأنا إنما فرقنا عن تلك الديار‪ ،‬وكرهنا ذلك الجوار‪ ،‬تلك النزغات الشيطانية‪ ،‬والتدبرات الطفلنية‪ ،‬وتغير الحوال‬
‫علينا‪ ،‬وانعكاس المال لدينا‪ ،‬وإساءةا اليام الينا‪ ،‬وظهور الشنائع التلبيسدية والتلبيسات البليسيدة بين يدينا‪ ،‬فهنالك‬
‫الحسرن‪ ،‬وجاء الحزن‪ ،‬وطال السهر‪ ،‬واستولى‬ ‫وسل العرش‪ ،‬ومات ج‬ ‫د‬ ‫ضاقت المذاهب‪ ،‬وتعذرت المطالب‪ ،‬وساء العيش‪،‬‬
‫علو الفجار‪ ،‬حتى ضاق على أمثالنا‬ ‫علو الشرار‪ ،‬وعل د‬ ‫القهر‪ ،‬فضاق النفس‪ ،‬وعظم البأس‪ ،‬ولم يبق النس‪ ،‬وظهر د‬
‫النطاق‪ ،‬وضاقت تلك الديار على الطلق‪ ،‬ونحتم النتقال منها بحكم التفاق‪ ،‬واذ قد تغيم ثمدة هواء الرشد والهداية‪،‬‬
‫وغشيت سحابة الجهل والغواية‪ ،‬وتغير رواء أزهار أنوار الحق والحكمة‪ ،‬واضطرمت نار الظلم والظلمة‪ ،‬حتى احتجبت‬
‫علوم أكمام الجللة‪ ،‬تحت رسوم محدثات الضللة‪ ،‬وبقى أمر الإله فى استهزاء لعب ولاه‪ ،‬وتحودلت الوامر بالمناهى‪،‬‬
‫واستحالت المجالس بالملهى‪ ،‬وصار أهل الله فى تلك الدواهى‪ ،‬ل ريب أن سماء الدين والتقى مصحبة فى هذه الممالك‪،‬‬
‫وشموس اليقين والهدى مشرقة فى هذه المسالك‪ ،‬فان دولة السلم احبت‪ ،‬والخلفة فى الدين ربت‪ ،‬أعلمها منشورةا‪،‬‬
‫وأيامها منصورةا‪ ،‬وديارها معمورةا‪ ،‬وقلوب أهلها مسرورةا‪ ،‬وأركانها مشيدةا‪ ،‬وعساكرها مؤيدةا‪ ،‬وسلطنتها مؤبدةا‪ ،‬فهى‬
‫الحجة البيضآء الدائمة الى يوم الدين‪ ،‬والحجة العليآء الغالبة القائمة على رقاب العالمين بالنصر العزيز والفتح المبين‪،‬‬
‫ورتبهم على وظائف التدريس‬ ‫ولقد زدين طبقات مملكته بأنفاس حملة العلوم‪ ،‬وأضاءت أقطارها بأضواء تلك النجوم‪ ،‬د‬
‫والوعظ‪ ،‬وأقامهم فى مقامات القرائة والحفظ‪ ،‬ونصبهم على الرشاد والتربية والخط‪ ،‬وكذلك طيب دياره بآثار أنظار‬
‫التصوف‪ ،‬فتقلبوا فى ذوات القبض‬ ‫د‬ ‫توجهات أرباب التصرف‪ ،‬حتى انشقت أهاليها من نسيم فيوض نفحات تجليات أهل‬
‫الكل فى بحار انعامه‪،‬‬
‫والبسط‪ ،‬والحل والربط‪ ،‬وباهوا فى صحرآء الوصول والشهود‪ ،‬والطلق والقيود‪ ،‬ثم أغرق د‬
‫وأبرز من عيون اكرامه‪ ،‬وطواهم فى ذلك على مقاماتهم‪ ،‬وأنزلهم على حسب منازل كراماتهم‪ ،‬فهم يعيشون فى ظل‬
‫مدون من أفضاله‪،‬‬ ‫فضله‪ ،‬ويتناولون من عظم نيله‪ ،‬بل عامة الناس متشبثون بأذياله‪ ،‬ومستريحون تحت أظلله‪ ،‬ومست د‬
‫نعمون فى نعمته‪ ،‬بين داع بنصره‪ ،‬وساع فى أمره‪ ،‬ومستغرق فى خيره‪،‬‬ ‫ومحيطون باقباله‪ ،‬ينتفعون فى خدمته‪ ،‬فيت د‬
‫وخواصهم خاصدة محفوظون بكفالته‪ ،‬كأنهم المخصوصون بجللته‪ ،‬من خزائنه جوائز واردةا‪ ،‬ومن‬ ‫د‬ ‫ومستغرف من بحره‪،‬‬
‫حسن تربيته كفايات زائدةا‪ ،‬فان أمور الددولة عجيبة‪ ،‬وفتوحها قريبة‪ ،‬ومنافعها عامة‪ ،‬وفوائدها تامدة‪ ،‬طويل ذيلها‪ ،‬جزيل‬
‫قيلها‪ ،‬مفعم سيلها‪ ،‬موف كيلها‪ ،‬أطال ال تعالى بقاءه‪ ،‬وأدام وفاءه‪ ،‬ووصل حبله‪ ،‬ونظم شمله‪ ،‬وعدمم على جميع طبقات‬
‫الرض وليته ورياسته‪ ،‬وأجرى على كافة الخلئق رعايته وسياسته‪ ،‬وألهمه فى كل أمره رشده‪ ،‬وأكرم له في كل خير‬
‫سعده‪ ،‬وأعظم له لسان صدق بعده‪ ،‬ثم بعد ما رأيت أحوال الورى‪ ،‬وكانت المور كما ترى‪ ،‬وتفطنت لما فى ضمن هذه‬
‫جل رموز ما فى تلك العبارات‪ ،‬تحققت بمساعدةا ديدار لأمور ال تعالى وان كانت ديارتنا فيها حتى‬ ‫الشارات‪ ،‬وأخذت د‬
‫‪68‬‬
‫نودى شرده‪ ،‬ألم تكن أرض ال واسعة فتهاجروا فتارعون لكم فى الخيرات‪ ،‬وتدركون المر قبل الفوات‪ ،‬وتقطعون الوقت‬
‫بسيف العزم والعزيمة‪ ،‬وتعملون بالحزم والهمة العظيمة‪ ،‬حتى يتم العصر قبل مغيب الشمس‪ ،‬ويؤخذ العهد قبل حلول‬
‫الزمان وحيفه‪ ،‬ثم السلم‬
‫البأس‪ ،‬جعلنا ال تعالى فى لطفه‪ ،‬وأخرجنا من خلفه‪ ،‬وقتل أعدائنا بسيفه‪ ،‬وعصمنا الله من جور د‬
‫عليكم ورحمة ال تعالى وبركاته‪َ.‬‬

‫كتبت الطرس والنفاس ترى ـ كغيم ف ليال الريح يسرى‬


‫تسيل العي دمعًا بالبكاء ـ يكاد الدّمع يحو رسم سطرى‬
‫ونار الشوق توقد ف فؤادى ـ فتحرق بعض ما يبدو لصدرى‬
‫وأضحى بي املء بسمى ـ وأخلو بينهم فيكم بفكرى‬
‫وان أصبحت ف بي وبعد ـ فأمسى بينكم ف كل عصر‬
‫كل ليل ـ وأطوى هائما أيام شهرى‬
‫وأسهر طول ليل ّ‬
‫فعبد ال السعود طيفى ـ وطيف خدية ف القلب يسرى‬
‫سرى‬
‫وطيف الوالدين يدوم عندى ـ وطيف أخى واخت بعض ّ‬
‫فرب الي يمعنا بي‬
‫ان امتدت لنا أيام عمر ـ ّ‬
‫فوصل بعد ذلك يوم حشر‬
‫ٌ‬ ‫وان جاءت بق قبل وصل ـ‬
‫فان عشنا بطيب العيش وصل ـ بالهل الكرام يشد أزرى‬
‫رب الورى تفويض أمرى‬
‫حكمُ ذو اللل با يشآء ـ ال ّ‬ ‫فوي غ‬
‫أبو مسعود يرجو سعد عيش ـ من الدارين رب اشرح ل صدرى‬

‫)وقال أي ء‬
‫ضا(‬

‫سلم ال ألفا كلّ يوم ـ عليكم يا أحِبائى وقومى‬


‫سر وجدى رسم جسمى‬‫جرى قلم القضاء بطول بعدى ـ فأفن ّ‬
‫بقلبى دام طيفكم نهارًا ـ وليل حال يقظاتى ونومى‬
‫فحال فى الليال طول يسرى ـ أقاسى فيكم أفكار هّى‬
‫وف اليام دوران بحزن ـ فقلب هائم والعي تهمى‬
‫كلّى حكمى‬
‫فصغرى حبكم ايجاب قلب ـ وكبى شوقكم ّ‬
‫ال فالزمان قضى بظلمى‬ ‫فان ينتج وصال فهو حقى ـ و ّ‬
‫تناهت شدّتى واشتدّ حزن ـ وصار القلب ف قلق وسقمى‬
‫ح ـ تكسر فيه فسغهمٌ بعد سهم‬
‫ح وجر ٌ‬
‫كأن مسّن قر ٌ‬
‫فكدت لجله يختل رأيى ـ وقد جدت قرية حسن فهمى‬
‫وفخلِّقى يعافى ويشفى ـ ويعفو ث يغفر كلّ جرمى‬
‫ويكرمنى بطيب العيش وصل ـ بأولدى واخوان وقومى‬
‫سرور ـ وغبطات بير ل بشوم‬‫ويمعن بأهلى ف ٍ‬
‫‪69‬‬

‫)العالم النائب محمد أمين الخركأى الوارى( وقع فى )نور المقابس‪ ،‬فى تواريخ الجراكس( للشيخ نور المرتوقى‬
‫الجركسى هكذا‪) :‬فتذدكر ما جرى وما وقع فى )جركستان( فى زمن الحريدة فى سنة ‪ 1265‬ه من قبول محمد أمين أفندى‬
‫المحمدىد‬
‫د‬ ‫الداغستانى المشهور فيما بينهم بنائب لما فيه من الخصال الحميدةا والمآثرةا الفريدةا والثقة الكاملة فى الدين‬
‫فصار هو فى حكم السلطان من بين علمآء الجراكس وعظمائهم وقبلوه قبولا حسنءا من وضيع ورفيع وتزوج منهم أى من‬
‫لتى ل يكافئونهن الحرار المطلقة بغير وصف السيادةا أو الخانية بعادتهم وزعمهم( اه‪ َ.‬وفى‬ ‫السيدات ال د‬
‫الجراكس بأسنى د‬
‫موضع آخر منه هكذا‪) :‬جاء الى جركستان العالم الربانى محمدد أمين أفندى الداغستانى المشهور بنائب من ولية‬
‫داغستان من إيالت قـفـقاز باذن من )شاميل( أمير داغستان فى سنة ‪ 1265‬يتكلم بالعربيدة فصيحءا ويتخلدق بالخلق‬
‫القرشية مخلصا وبه إنقاد له البلد وأطاع اليه العباد واتخذوه امامءا وأعطوا اليه العهد واليمان وأتمروا بأوامره وانتهوا‬
‫بنواهيه وأقام عليهم القضاةا والولةا ونفذ فيهم الشريعة والحكام كما نزل ولبث فيهم خمس عشرةا سنة على اقامة الشريعة‬
‫المحمديدة فى الجراكس فرضي ال عنه وجعل الجنة مثواه فلم يبق فى زمنه غدش ول خيانة ول سرقة ول متاذية فيما‬
‫ال نادرءا حتى انتفى بسببه المشاتمة بينهم بما يفهم منه الكفر وأقام فيهم الحدود والقصاص( انتهى رضي ال عنه‪َ.‬‬ ‫بينهم د‬

‫)الشيخ المجاهد حاجِاعلى الخخطى الوارى( كان رجلا صالحءا من بيت الصالحين وكان من قواد شمويل أفندى وصار‬
‫فى الخير مجازءا فى الطريقة النقشبنديدة عن الشيخ جمال الدين الغموقى وبعد استسلم المام شمويل رجع الى قريته‬
‫أعواما يمرض وكان به علة ل يقدر أن يقوم ثم هاجر الى بلدةا )دركلى( ومكث برهة ثم توفى سنة‬
‫ء‬ ‫خطده ومكث فيها‬
‫خل‬‫ج‬
‫‪ 1217‬تقريبا ودفنوه فى جوار مقبرتها المسبلة رضى ال عنه‪َ.‬‬

‫مدةا وتخرج عليه عدةا من النبغاء‬


‫ورطىي العرج( العالم اشتغل بالعلم والتدريس د‬
‫الع ُ‬
‫حجِيو بن الشيخ الهوم عارف ُ‬ ‫)ا‬
‫حتى صار من أخص المير شامخال )أبى مسلم( فى تارغو حتى اذا ظهر المتصدى للمامة فى داغستان العالم الشجيع‬
‫جيو وغادر بلدةا تارغو وكرد الى وطنه الى أن آل‬‫حل‬
‫غازى محمد وأشياعه وفعل بشامخال وحزبه ما فعل اتزوى الشيخ د‬
‫جيو الى جانبه واتخذه أمينا ووكيل وعامل لبيت مال المسلمين‪َ.‬‬
‫حل‬
‫أمر المامة الى العامل شامل فدعى الشيخ د‬

‫ولمانة الشيخ وورعه لم يزل على عاملـيدـته حتى استسلم شامل وأجلته الدولة مع عائلته الى )روسيا( والمرحوم‬
‫جيو أيضا أجلته الدولة مع الشهير شمويل فمكث مع شمويل فى )كالوكه( مدةا ثم عاد الى وطنه حتى توفاه ال فى‬
‫حل‬
‫الشيخ د‬
‫طريقه الى الوطن فى بلدةا )كافر غوموق( ودفن هنالك سنة ‪ 1278‬تقريبا ومكتوب على ضريحه‪:‬‬

‫قبر العالم حجيو العرج العوروطى‬


‫كل مصيبة‬
‫يتسلى الرأ ّ‬
‫وفاة رسول ال أعظم عبة ـ با ّ‬

‫يقولون أنه كان ورعا متدينا متوقدا‪َ.‬‬

‫و عوروطا ‪ -‬قرية من مديرية خونزاخ رحمه ال تعالى‪َ.‬‬

‫)أبوبكأر الرغونى( النائب القائد الشهير صاحبد المام شامل فى غزواته وفتك بأعداء ال فتكاته حتى توفاه ال بعد‬
‫استسلم شامل وله عقب له أيام ل تنسى رحمه ال تعالى‪َ.‬‬
‫‪70‬‬

‫)مرتضى على العورادى الوارى( هو العالم العلمة الشهير المحقق المدقق الماهر البارع فى العلوم ول سيدما فى علم‬
‫الروسية كان قاضى القضاةا فى بلدةا‬
‫الفقه والتفسير والسير وغيرها كان من علماء المام شاميل ولما استسلم المام الى د‬
‫)تمرخان شوره( عاصمة داغستان سابقا‪َ.‬‬

‫أخذ عنه النبغاء العلم كالعلمة الشهير الفقيه على السلطى وغيره وله آثار فى العلوم وله رسالة حافلة جمعها فى‬
‫عـصر المام فى حق البغاةا والمرتدين وغيرها وله أيضا عجالة صغيرةا فيما يجب على المكلف مفيد جدّا وله حواش‬
‫على التصريف وشرحا النموذج‪َ.‬‬

‫الجبلى الخادم السلطى على قد انخرم القوام وفقد الحكام فى النام فتشتت‬
‫د‬ ‫قال تلميذه بعد وفاته هكذا‪ :‬أقول وأنا الفقير‬
‫ومحط رحلتنا الفاضل المتقن مرتضى على العورادى عليه رحمة‬
‫د‬ ‫شمل السلم بوفاةا شيخنا العظم الهمام ولي نعمتنا‬
‫ربه الهادى فى سنة ‪ 1282‬رحمه ال تعالى‪َ.‬‬

‫حصل العلوم عن علمآء عصره وأخذ عن العلمة الشهير الحاج دبير‬ ‫)الشيخ محميد طاهر القاراخى الزلدى الأوارى( د‬
‫الهنوخى رحمه ال‪ َ.‬كان عالما علمة ومحقـقا فهامة من أفقه علمآء داغستان وأسبقهم فى العلم والعمل والتقوى‬
‫والعرفان وكان من المجاهدين فى سبيل ال لعلء كلمته وكان من علمآء المام شامل أفندى وأعوانه‪َ.‬‬

‫)قال( الشيخ العارف عبد اللطيف الحزى يثنى عليه ما نصده‪" :‬هو شيخ النام البحر الوافر والبدر السافر والسحاب‬
‫الزاهر" ثم أنشأ‪:‬‬
‫الماطر والعنبر العاطر والنجم د‬

‫ما زال هذا التقى ال العلى يرتقى ـ ولح كالفلفِقى فى البدو والضر‬
‫نمٌ جل ف الُعل سند عل ف الل ـ ُدّر زهى وغدا فى الناس ُمعغتب‬
‫كالعز ف السلف والسعد والجرى‬
‫ّ‬ ‫صدر الجالس ف مجامع الشرف ـ‬
‫رجٌد قد بدا فى آخر العصر‬‫صدا ـ زففب ف‬
‫ش ال ّ‬
‫غواص بر الدى جلء غ ّ‬‫ّ‬

‫أى من علمآء وليتنا من له طبع‬


‫)ويحكى( أنه وقع الكلم فى ميدان )شالى( فى مجلس المام شمويل أفندى وقال‪ " :‬د‬
‫وسجية موافق للعلم والعمل" فأجابوا وأجمعوا أنه الشيخ محمدد طاهر القراخى رضى ال عنهم توفى سنة ‪َ.1297‬‬

‫وله تأليف منها )بارقة السديوف الجبلية‪ ،‬فى غزوات المام الشاملية( ومنها كتابه )شرحا المفروض( المتداول بين‬
‫قرائة ومطالعةء وهو مطبوع‪َ.‬‬
‫ء‬ ‫علمآء داغستان‬

‫وقال ابنه العالم حبيب ال فى مدحا الكتاب‪:‬‬

‫كتاب نفيس ل يل ساعه ـ على قول زلدى شهي بفطنة‬ ‫ٌ‬


‫ياكى عقود الدّر ف سبكه وقد ـ حوى من رموز الكتب كل الدقيقة‬
‫فمن كان ذا بال ياول رشده ـ تلقّى قبول منه من أىّ وجهة‬
‫‪71‬‬
‫أيا طالبا لِزغم بدك واجتهد ـ على شرح مفروض حكى من أئمة‬

‫والكتاب أوله فى بيان العقائد والثانى فى ربع العبادات والثالث فى التصوف والسلوك هذا غير أنه يوجد فى شرحا‬
‫مفروضه هذا مسائل ل توافق على ما فى كتب المذهب كما نبه عليه العلمآء‪َ.‬‬

‫محمد طاهر القراخى رحمه الله‪:‬‬


‫وهذا من مناجات د‬

‫أدور على النازل كالغريب ـ أروم قضاء مولنا الرقيب‬


‫ب القريب‬
‫الر ّ‬
‫ومنه حياتنا وِبه نوت ـ فل شيء سوى ّ‬
‫فعامِلن أيا ربّى بلطف ـ توفان على دين البيب‬

‫ولما مات صهر محمد طاهر جبرائيل سنة ‪ 1270‬أنشأ هذه البيات‪:‬‬

‫ال‬
‫ب رحيم قد لجأنا ـ كثي العفو والنعام فو ِ‬‫ال ر ّ‬
‫ال من يلجأ اللوك إّل ـ ال موله يا مول الوال‬
‫ترحغم فأنت بذاك أهل ـ وان تطرد فليس لنا موال‬
‫فان ف‬

‫وله ابن اسمه )الحاج حبيب ال( كان عالما علمة بارعءا فى العلوم توفى سنة ‪ 1339‬فى آخر جمادى الولى فى آخر‬
‫ركعة من صلةا العصر فى السجدةا الخيرةا رحمه ال ولحبيب ال هذا كان له ابن اسمه )أبوبكر( كان هو كأبيه عالما‬
‫فاضلا وتوفى هو أيضا كأبيه سنة ‪ 1339‬رحمهم ال تعالى‪َ.‬‬

‫)أبو طالب القبالى( هو العالم الشهير النحرير هاجر من بلده الى قرية )بلكان( من قرى أوار لجل المام شمويل‬
‫شوال رحمه ال‪َ.‬‬
‫أفندى توفى سنة ‪ 1275‬فى العشر الأواخر من د‬

‫ى ميرزه القوشى( استشهد فى ولية )جاجان( ولعل هو فى عصر المام شامل أفندى ومن كلمه هذه‬
‫)الستاذ اللمع ي‬
‫البيات خطابءا لبعض أحبابه‪:‬‬

‫ت لنا كتابًا يا خليلى ـ جزاك ال خيا ف الآل‬‫أعر ف‬


‫وصغنتف من الطوارق والبليا ـ ونلت ال الراد من المال‬
‫ُ‬
‫وحيّاك الهيمن ف الِنان ـ بور العي والدرر العوال‬

‫رحمه ال‪َ.‬‬
‫‪72‬‬
‫ببطِْر أذا ابن دازى الكأبدانى( كان عالما فاضل كاتبا كان‬
‫)المهاجر المجاهد فى سبيلا الله عيسى بن أحمد الملقب ِ‬
‫خط جيدد نفيس ذهب لدى المام شمويل أفندى ومكث عنده وأعانه بقلمه ونفسه مدةا توفى سنة ‪ 1276‬ودفنوه فى‬ ‫صاحب د‬
‫مقبرةا بلدةا كبدان رحمه ال تعالى‪َ.‬‬

‫دراوى( قد حصدل علومه ومعارفه عن علمآء عصره وكان عالما علمة وبارعا‬ ‫ي‬ ‫)المهاجر المجاهد إدريس أفندى الن‬
‫فهامة وصفه الشيخ محمد على الجوخى بأنه عالم محقق وكان أديبءا كاتبءا شاعرءا ليس فى شعره شدةا وجمود بل قد يكون‬
‫تتحلى به المسامع من جودةا العبارات واللفاظ هاجر لدى المام شامل أفندى رحمه ال وقد خدمه بنفسه وقلمه مدةا‬‫بحيث د‬
‫من السنين بالعفة والمانة والصددق لم يصدر منه على المام خيانة وعصيان وكان من علمائه المؤتمنين كان المام يحبه‬
‫ويرفعه فوق قدره وفى الخير سعى فى حقه الوشاةا الى المام من النواب وغيرهم بالكذب والبهتان حسدءا منهم فأراد‬
‫المام قتله نظرءا على ظواهر أقوالهم فأرسل المام هذا البيت الى ادريس أفندى‪:‬‬

‫الزرع إّب ُ‬
‫ان‬ ‫مفن يزرع الشّّر يصد ف عواقبه ـ ندامة ولفصغِد ّ‬

‫ولما علم ادريس أفندى ذلك هرب من عنده لدى الشمخال فى )تارغو( فأرسل الى المام مكتوبا بالنثر والنظر ببيان‬
‫حقيقة المر وخيانة نوابه ووشاته‪َ.‬‬

‫وهذه البيات مما أرسل خطابءا للمام‪:‬‬

‫والله وال وال العظيم لا ـ يتلوك من جهت كذبٌ وبتانٌ‬


‫كيف المان وف ديارنا انتشرت ـ عقارب ث ِسغرحاٌن وثعبان‬

‫فلما قرأه المام ندم على ما قصده من قتله وعلم خيانة نوابه وكذب وشاته وبكى وقال‪" :‬قد كاد الن أن تضمحل دولتى‬
‫الباوتوغاوى الذى من أتباع‬
‫د‬ ‫أكاى الترغولى حاكيا عن المهاجر الغازى )روزمان(‬
‫ر‬ ‫وشوكتى" كذا أخبرنى به الحاج دولالى‬
‫المام شامل رحمهم ال تعالى‪َ.‬‬

‫ثم رجع ادريس أفندى الى بلدته وتوفى هنالك سنة ‪َ.1290‬‬

‫ومؤلفات ومن مؤلفاته )تحفة البرار( وهذه القصيدةا كتبها ادريس أفندى على بعض مؤلفاته‪:‬‬
‫د‬ ‫ولإدريس أفندى آثار‬

‫سالت سعادات أرواح وأبدان ـ يا فوز شاربا طوب لريّان‬


‫كل عطشان‬
‫بكأس رحيقٍ ّ‬ ‫ٍ‬ ‫الرغد ـ وجد‬
‫فأشرب أباريق تسنيم مع ّ‬
‫خٍل ورمّان‬
‫فاكهة فن غ‬
‫ٍ‬ ‫وغيها لكم نعمى بل قيم ـ من كل‬
‫غرست أشجار فوز ل نظي لا ـ ف روض سعد وعرفان وبرهان‬
‫ومنان‬
‫وهاب ّ‬ ‫والنفس بارقة أمطارها درر ـ من بر أنوار ّ‬
‫أنظر أخى ال آثار رحته ـ فكيف تزهى به رياض أذهان‬
‫هذى الكارم منّى تفة وصلت ـ لكلّ ذى رشدٍ من أهل عرفان‬
‫وهو الذى مّر ذكراه وسيمته ـ علم وحلم وذو تقى و ايان‬
‫‪73‬‬
‫ل ذو الغباوة والأهواء والعند ـ أعوان عادين من انسٍ ومن جان‬
‫نعوذ بالله من بفـغغٍى ومن حسد ـ وكلّ طاغ وأفاك وخوّان‬
‫وصل سلّم على ممد وعلى ـ آل وصحب وتباع باحسان‬ ‫ّ‬

‫وذيله ادريس أفندى بالبيات الآتية‪:‬‬


‫)تتمة( ولله درد بعض أهل الدب حيث قال هذا البيت التى د‬

‫جهالم سادوا(‬
‫)ل يصلح الناس فوضى ل سراة لم ـ ول سراة اذا ّ‬

‫قال ادريس أفندى‪:‬‬

‫السيادة ّمن ُجّل هتهم ـ نشر البائل للموات أن صادوا‬


‫أين ّ‬
‫كيف التأسى بهّال اذا حكموا ـ وبالضّلل ال أشباعهم نادوا‬
‫أخدان بل شبه ـ فالاهلون ال أهوائهم قادوا‬
‫ٌ‬ ‫والهل والكفر‬
‫أضلوا كثيًا بعد ما خبطوا ـ فيا خسارًا اذا أحلمهم بادوا‬
‫ضلّوا ّ‬
‫وأىّ خي بدا من أهل مفسدة ـ ول يكاد يرى للخي ينقاد‬
‫يادلون بل علم هدى كـتب ـ فتلك بفغغٌى وعصيانٌ والاد‬
‫وصياد‬
‫ترك الناس ُسدًى أول لم شرفا ـ من أن يسود لم خبّ ّ‬
‫يا فوز أهل علوم هم شوس هدى ـ دلئل الي بل للشرع أو ناد‬
‫سادات ونقاد‬
‫ٌ‬ ‫قرآن وقد حلوا ـ عرش الداية‬
‫شنوا معان ٍ‬ ‫ّ‬
‫أضووا الساجد والدنيا فضرّتا ـ فالفعل عي هدى والقول ارشاد‪.‬‬

‫ولمناسبة البيت المذكور نذكر بيوتا قالها بعض علماء داغستان وخمسها كلها العالم سيدد الغازى قموقى وهى هذه‪:‬‬

‫ترك النام بل رأس أقيم لم ـ كالبهم تفسد ما يمى الناس لم‬


‫يبغون فيما على النفوس ليس لم‬

‫جهالم سادوا(‬
‫)ل يصلح الناس فوضى ل سراة لم ـ ول سراة اذا ّ‬
‫سادات بسيتم ـ ان أحسنوا فخيار ضدهم فيهم‬
‫ٌ‬ ‫يكون للناس‬
‫ل هم أصلح أمور الناس أجعهم‬

‫)قال العالم الحاج محمد القدوقى(‬

‫)ل بد للخلق من هاد ومصلحهم ـ أين الداة وقد فساقهم قادوا(‬


‫اذا أراد اله العالي بهم ـ خيًا يولّى عليهم حافظي بم‬
‫جاّدين ف دفع ظلم نافعي بم‬
‫‪74‬‬

‫)قال العالم محمد الضرير القموقى(‬

‫)ل بد للخلق من واٍل ومرشدهم ـ أين الرشاد وقد أخيارهم عادوا(‬


‫ال وّلى علينا الشيخ تولية ـ صارت به انتظام الشّرع وافية‬
‫من بعد ما كادت العلم خافية‬

‫)قال العالم النائب أملت(‬

‫)كفى لم هادًيا شويل تولية ـ ل شك خي امام الناس ما اهتادوا(‬


‫بد سوف ينفعه‬ ‫من يشى نار جحيم صار يتبعه ـ سرّا وجهرًا ّ‬
‫وقل ذا وهو النسان يدعه‬

‫)قال العالم الحاج يوسف(‬

‫نوابه طائعًا بتك ما اعتادوا(‬


‫)نعم به والًيا ان كان يتبعه ـ ّ‬
‫خا‬
‫يرون أنفسهم شواما بلخا ـ طباعهم طمع والزّهد قد ُسلِ ف‬
‫ل يتكون مناكًيا ول وسخا‬

‫هيهات أن يتكوا طبعًا لم رسخا ـ إّل اذا غيّروا ُغفرًل بل ازدادوا‬

‫انتهى‪َ.‬‬

‫وهذان البيتان التيان ينسبان للشيخ الكبر محى الددين العربى قدس سره وقد خمسهما ادريس افندى قال‪:‬‬

‫جدهم ف مدّ ما فرطوا‬‫رب أعدائنا تاهوا وقد شططوا ـ وبالغوا ّ‬


‫يا ّ‬
‫عجل لنقص ما ضبطوا‬‫أى قادر ّ‬
‫حلى عقد ما ربطوا ـ وشتـت شل أقوام بنا خلطوا(‬
‫)يا غارة ال ّ‬

‫البار خادعهم‬
‫ال حافظنا القهّار مانعهم ـ الله ناصرنا ّ‬
‫ال يهلكهم ف النار جامعهم‬
‫)الله أكب سيف ال قاطعهم ـ وكـّلما قد علوا ف ظلمهم هبطوا(‬

‫انتهى‪َ.‬‬

‫وهذه قصيدةا لإدريس أفندى يمدحا فيها أمير المؤمنين شامل أفندى‪:‬‬
‫‪75‬‬

‫يا عالا بارعًا فاقت روايته ـ وعادلاً ماهرًا راقت درايته‬


‫ول تكاد ترى ف الفهم غايته ـ ذوو البصائر ف آرائه حاروا‬
‫اعجب بن صيته ف اللق رايته ـ ودار بي الورى طرّا فراسته‬
‫فالق آيته ـ وحيث ما ينبى فالنّصر أنار‬ ‫وكلّ ما باحثوا ّ‬
‫خليفة قلع الثام والبِدعا ـ اشراق دعوته بي الورى سطعا‬
‫صدر اللئيم به قد ضاق وانصدعا ـ وف قلوب العدا من هوله نار‬
‫بالعلم والدب ازدادت مكارمه ـ وف العارك فهغلفكى من يصادمه‬
‫وضرار‬
‫سالت مراحه صالت صوارمه ـ حامى الذمارات نّفاع ّ‬
‫نسيم عرفانه يزين زين حجا ـ يي روائحه الرواح والهجا‬
‫حت اضمحّل عن الشباح كل شجى ـ وف مباراته ما دار ّديار‬
‫كل نى ـ وحار ف غوره كم عال فقها‬ ‫فيا له من كمال حاز ّ‬
‫كل من سفها ـ أصحاب شوراه أخيار وأبرار‬ ‫فكيف يرغب فيه ّ‬
‫ف الفخغلق والُلُق القوام قد برعا ـ خزانة ملئت علما تقى ورعا‬
‫وكلّ ما يشتهى جنا حوى ورعى ـ ظل الله لنا فالعيش معطار‬
‫عب‬
‫قمر ـ أضواء نوره ف آفاقهم ُ‬ ‫يا فوز من ف البرايا فقهه ُ‬
‫وبل وتيار‬
‫ومن مناقبه عي الدى نرُ ـ نظيه ف الندى ٌ‬
‫أعلم عدله ف البار عالية ـ فالعلم قيمته لداه غالية‬
‫وكلّ ما ينبغى اليه دانية ـ اذا دعى كسحاب الي مدرار‬
‫صان اّلرحيم له من كدرة غشيت ـ ومن سجال اياديه النهى رويت‬
‫وعن مكارمه عي العدا عميت ـ فانه لعباد ال زوّار‬
‫لواء سطوته ال السما سا ـ طراز شوكته تشعشعت كرما‬
‫وجيش أضداده ل زال منهزمًا ـ كم كم فراعنة بفتكه بادوا‬
‫ال ما يا فسٍاه ل تدريه معتبا ـ فكم أب لب ف خصمه بطرا‬
‫وكلّ ما زاد زاد الغّى منهمرا ـ لكن عقباه اكدار واكدار‬
‫نظمت نظمًا بديع الشكل والصّور ـ فيمن تلّى با ف الى والسّور‬
‫يا جندا من حوى ما فيه من درر ـ وكيف ل وخلل النظم أنوار‬
‫رب أيّده وانصرنا على الدل ـ وامنح مآربنا طرّا بل خلل‬ ‫يا ّ‬
‫حتى تبيح لنا مقامًا ذا حلل ـ طابت خصائصه حور وابكار‬
‫تزودًا عمل ول تزد أمل‬ ‫الرحن مبتهلاً ـ ّ‬
‫صاح أنيـبًا ال ّ‬
‫طاحت أمان و فات العمر مرتل ـ أين الشاهر بالنعمى وأخيار‬
‫‪76‬‬
‫انتهى رحمه ال‪َ.‬‬

‫)واعلم( أن القصيدةا الدالية الآتية قد خمسها ادريس أفندى ونحن نكتبها ونثبتها مع تخميسها له والناظم لم يعلم اسمه‪َ.‬‬

‫قال ادريس أفندى‪:‬‬

‫سيد المرسلين‪ ،‬وعلى آله وأصحابه الذين‬ ‫)باسم ال الرحمن الرحيم‪ ،‬الحمد ل رب العالمين‪ ،‬والصلةا والسلم على د‬
‫شادوا الدين وسادوا المؤمنين )أما بعد( فيقول العبد المبدى‪ ،‬ادريس افندى الندرى‪ ،‬لما رأيت النظم البديع المبانى‪،‬‬
‫الدهن فى اللبان‪ ،‬أو العطر فى الذهان‪ ،‬بل الردوحا فى الأبدان‪،‬‬ ‫العجيب المعانى‪ ،‬يجرى فى خزانة الذهان‪ ،‬جريات د‬
‫ورأيت فى قرطاس بعض الخوان‪ ،‬أنه مكتوب على صفحات الجدران‪ ،‬من حجرةا سرد البارى فى ايجاد الكوان‪ ،‬حدانى‬
‫حدآء الوجد والشغف أن أخمسه تخميسا يبين جغدررءا من مطوياته‪ ،‬وينشر دررءا من مكنوناته‪ ،‬فعلدقت قلئد الدددر المنضود‪،‬‬
‫على أجياد الخرائد الجود الخود‪ ،‬فان رددها الغبياء‪ ،‬فسيقبلها الذكياء‪ ،‬أو حردفه النجاس‪ ،‬فالذهب أو الددر ل جيدددنسهما‬
‫الدناس‪ ،‬فأقول وبال التوفيق‪ ،‬وبيده أزمة التحقيق والحق الحقيق‪:‬‬

‫رب يا صمد ـ ال حبيبك ذى اليات والرشد‬


‫بفـلّغغ الى ندائى ّ‬
‫يا مصطفى يا شفيع اللق يا سند‬
‫سيدى يا رسول ال خذ بيدى ـ ما ل سواك ول ألوى ال أحد(‬‫)يا ّ‬

‫ات مسخّـنة‬
‫ذراك ذروة مد غي كامنة ـ ترى عيون ِبعبغر ٍ‬
‫ول يرى قطعها بثوب خائنة‬
‫سر الندى يا خي معتمدى(‬
‫كل كائنة ـ وأنت ّ‬ ‫)فأنت نور الدى ف ّ‬

‫شوقى لصفوة خلق ال أكرمهم ـ وتت رايته ف الشر جامعهم‬


‫وف ميادين آى ال بارعهم‬
‫السدد(‬
‫حقا غياث اللق أجعهم ـ وأنت هادى الورى ل ذى ّ‬ ‫)وأنت ّ‬

‫الرحن معتمدا‬
‫تدلى من ّ‬
‫يا من ال درجات القرب قد صعدا ـ حت ّ‬
‫بقاب قوسي أو أدن كما وردا‬
‫)يا من يقوم مقام المد منفردًا ـ للواحد الفرد ل يولد ول يلد(‬

‫لك العلوم كذا اليات ساطعةً ـ حت ِتّن لك الشجار خاضعة‬


‫تسمو اياديك للمال جامعة‬
‫فروي اليش بالدد(‬
‫)يا من تفجّرت النار نابعة ـ من أصبعيه ّ‬

‫يدى بعروة وثقى ل تذلّـلن ـ دخلت حرزًا متينًا ل يادعن‬


‫ففمغن يفّندنى وما يفجّعن‬
‫‪77‬‬
‫سيفد الّسادات يا سندى(‬
‫يروُعِنى ـ أقول يا ّ‬
‫ضيٌم ّ‬
‫)إنى اذا مّسن غ‬

‫سرك يا سؤل يا أملى ـ وحقّ قدرك عند البارئ الزل‬‫باه ّ‬


‫اسع ندائى ساعًا شافيًا عللى‬
‫على با ل كان ف خلدى(‬
‫الرحن من ذللى ـ وامنن ّ‬ ‫)كن ل شفيعًا ال ّ‬

‫لواء مدك ظل العالي غدا ـ وضوغء وجهك بي الافقي بدا‬


‫صلفى الحشاء والكبدا‬
‫فحّر وجدى ف‬
‫بطغولك تقصيى مدى المد(‬
‫)وانظر بعين الرضى ل دائما أبدا ـ واست ف‬

‫بسّر عّزك عند ال ترحن ـ أيا ُمجيى لدى الهوال تنصرن‬


‫وفى جوارك ف عقباى تعلن‬
‫فانِنى عنك يا مولى ل أحِِد(‬
‫)واعطف علىّ بعفوٍ منك يشملن ـ ّ‬

‫أجل منن ـ يا رحة فرجت عن عالي حزن‬


‫علوّ رتبته فينا ّ‬
‫حدها أفهام أهل فطن‬
‫وأين عن ّ‬
‫سر الواحد الحد(‬
‫توسلت بالختار أكرم من ـ رقى السموات ّ‬
‫)انّى ّ‬

‫الردى دامت صواعقه‬


‫هو السمآء الذى شالت بوارقه ـ على أهال ّ‬
‫تعد ول تصى روائقه‬
‫ول ّ‬
‫)ربّ المال تعال ال خالقه ـ مثـله ف جيع الخلق ل أجد(‬

‫وهل مساويه بي العالي ُيرى ـ ومن جللته صله كل ورى‬


‫لوله ل توجد الفلك ث ثرى‬
‫)خي اللئق أعلى الرسلي ذرى ـ زخر النام وهاديهم ال الرشد(‬

‫الزحل ـ به تساقطت الاثام كالقـلل‬


‫أدن مفاخره أعلى من ّ‬
‫ونوره الشرق للديان كالظلل‬
‫)به النجاة لعلّ ال يغفر ل ـ هذا ّالذى هو ف ظّنى ومعتقدى(‬

‫جائت مدائحه ف الى والسور ـ مضمون منطوقها أضوى من القمر‬


‫رواقة النظر‬
‫فحوى دللتها ّ‬
‫)فمدحه لم يزل دأب مدى عمرى ـ وجدته عـند ربّ العرش مستندى(‬
‫‪78‬‬
‫الليل قد سجدا ـ له فُرغم عيشته من فضله رغدا‬ ‫ضوء ّالنهار سواد ّ‬
‫صلة له يا طالبا فمدفًدا‬
‫فوزِغد ً‬
‫السلم بل حصٍر ول فعفدٍد‬
‫صلة ل تزال أبدا ـ مع ّ‬ ‫)عليه أذكى ٍ‬

‫صلّوا صلة ال الفردوس جاذبة ـ بنور أنوارها الكوان ثاقبة‬


‫نب سعادة مواظبةً‬
‫على ّ‬
‫قاطبة ـ بر السّماح وأهل الود والدد(‬‫الصحب أهل الد ً‬ ‫)والل و ّ‬

‫ترجو جوار رسول ال شافعهم ـ ف وصل خيات قرب ال مرجعهم‬


‫حبا له ولل ال رافعهم‬
‫)والتابعي وأهل العلم أجعهم ـ والصّالي وأهل الي والرّشد(‬

‫رب هب لهما غايات ما حويا ـ وامنح ها فوق ما ف القلب قد نعيا‬ ‫يا ّ‬


‫فوغالُطفغ بعبدك ادريس كما رضيا‬
‫)بقّ مضمون هذا السّّر منطويا ـ على الدادات والمال كالذبد(‬

‫انتهت‪َ.‬‬

‫)الحاج عثمان الغازى قموقى( كان عالما فاضل وصل لدى المام شامل أفندى وصار من أتباعه مدةا طويلة وبعده‬
‫رجع الى قموق ورحل بعده الى ناحية طبسران الشمالية وأقام فى قرية )غوجنيك( مدردسا يفيد الطالبين وبعده طلبه‬
‫)القاضى ايلدار الطبسرانى( واستحضره الى قرية )اركيط( وأقام هنالك حتى توفى وكان ذلك سنة ‪ 1294‬ودفنوه فى تلك‬
‫القرية يقولون أنه كان نادر الوجود فريد الدهر عالمءا عارفءا كثير التدريس فى تلك القطار رحمه الله‪َ.‬‬

‫الجبار )آقالرخان( مرةا برهة‬


‫ل مقصود الهقلى الغازى قموقى( كان عالما ماهرءا بارعا فى العلوم حبسه د‬ ‫)امممه بن مُ ي‬
‫من الزدمان بسبب ارساله الكتاب عنه الى المام شامل أفندى ولما توفى دملمه أفندى رثاه أخوه محمد الهقلى بهذه القصيدةا‪:‬‬

‫تنزلت ـ يصّيرن أّيامى ليال غواشيا‬‫تناهى سرورى والبليا ّ‬


‫تبل عقلى بل تيّرت باكيا‬ ‫تطاول حزن بل تطاول كربت ـ ّ‬
‫الدمع ل ترحانيا‬‫ال برّ ّ‬‫ودا بالبكاء وأحسنا ـ ّ‬‫أعينّى ُج ف‬
‫ف‬
‫فان حبيب )مفّمه( قد مات عازيا ـ غريبا بل رحم لديه وشاكيا‬
‫لقد كان حبًا كامل ذا فضائل ـ ماسن ل تصى كرًيا وعافيا‬
‫بصيا لطيفًا لوذعيّا وهاديا‬
‫ً‬ ‫ألعيا مقّـقا ـ‬
‫عليمًا خبيًا ّ‬
‫وبرا زاخرًا ذا جواهر ـ يود با حبّا لن كان ساعيا‬ ‫حليمًا ً‬
‫‪79‬‬
‫الدنيا ويا غاية الن ـ فمن بعدك غوثى وعون وبابيا‬ ‫فيا زينة ّ‬
‫فراقك يا روحى علينا معزّر ـ فكيف اصطبارى بالفراق النافيا‬
‫فيا ليتن غُـّيبت ف التب قبلك ـ لكىغ ل أقاسى ما أقاسيه شاجيا‬
‫فأسئلك اللهمّ عفوًا ورحةً ـ ومغفرةً عظمى لن قد توفّيا‬
‫وتمعنا ف جنة العدن كـّلنا ـ بقّـك يا ال يا ذا العاليا‬
‫الراشدين الأعاليا‬
‫ممد ـ وباللفاء ّ‬ ‫بسيدنا الول البيب ّ‬
‫ّ‬
‫وبالصّالي المحسني جيعهم ـ وبالنبياء والرسلين الحاميا‬
‫رب فكنغ ل معافيا‬ ‫المد يا ّ‬
‫عليهم صلة ال ث سلمه ـ لك ُ‬

‫وله قصيدةا بليغة على ترتيب حروف الهجاء يشتكى فيها حاله ويمدحا المام شامل تركتها لطولها‪َ.‬‬

‫)محيمد بن مقصود الهقلى( أخ دملمه المذكور كان عالما كامل أخذ عن العلمة عبد الحليم الثغورى وغيره قرأ على‬
‫عبد الحليم الثغورى شرحا العقائد للتـفـتازانى ولما فرغ من قرائته أنشأ هذه القصيدةا‪:‬‬

‫كل مقصد ـ تلل وجهى من زوال الشدائد‬ ‫تلشت هومى بل دنا ّ‬


‫هدان مولنا الكري صراطه ـ صراطًا حكيمًا دائما بالشواهد‬
‫كلهم ـ وأشرف رسل ال بان الساجد‬ ‫أتانا به خي اللئق ّ‬
‫ونيل الفوائد‬
‫بلطف واسعادٍ ِ‬
‫ٍ‬ ‫ب اكرمن وأكرم أحبت ـ‬ ‫فيا ر ّ‬
‫شر حاسد‬
‫الدين من ّ‬ ‫وأهلك عدوّى بل أدخله ناركا ـ وحافظ عماد ّ‬
‫ي وفّق لشتاء كواعبا ـ وعدت با من داموا بالعابد‬ ‫وإّيا ف‬
‫وصل على الختار عال القاصد‬‫ب‬ ‫فامنغن ّبنـك ـ‬
‫الن ُ‬‫لك المد يا ذا ّ‬

‫وهذه القصيدةا التية أنشأها محمدد الهـقـلى المذكور فى هجو العالم يوسف اليخساوى لما هجا هو المام شامل أفندى‪:‬‬

‫شامل غأردتغ لئاما‬


‫ٍ‬ ‫شواهد مرشٍد أبدت كراما ـ شائل‬
‫ترضى ـ فقال لالنا أضحت قتاما‬ ‫أبوجهل على جهل ّ‬
‫تقّول لئًما بغيًا علينا ـ فهيأ ربنا فيها غراما‬
‫حيما مُستداما‬
‫جحيما ـ فأسقوه ً‬ ‫ً‬ ‫صلوه‬
‫فغّلوه و ّ‬
‫فحغمنا حوله حدًا دواما‬ ‫شعاع ـ ُ‬‫بدا يوًما سراجٌ ذو ٍ‬
‫وبيّـنا به نج السّداد ـ وأظهر به دينا قواما‬
‫دين ـ فصار الآن أمر ال داما‬ ‫ودّمرنا به أعداء ٍ‬
‫بتقدير فآمنا فذاما‬
‫ٍ‬ ‫آمغن ـ‬
‫وقال الله للمختار ِ‬
‫ال ـ وان بغُتمغ بغلّكم انقصاما‬ ‫الروس عند ال فع ٍ‬ ‫اسير ّ‬
‫‪80‬‬
‫ومسراه سلمٌ من رحيم ـ وروحٌ منه يزيه جاما‬
‫سارا ِسغلم روس ـ فان العدل يرويه مضاما‬ ‫فل تسب أ ً‬
‫له رشٌد و رأىٌ وامتيازٌ ـ فسلّمناه منصورًا ُهفماما‬
‫وسّينا امامًا ل جهاما ـ أمات ال من فسمّوا جهاما‬
‫قياس ـ غدا قتل العدا منا لزاما‬
‫بنص أو ٍ‬‫باجاٍع ّ‬
‫تصدى ـ كرامته اهانة من تعاما‬ ‫امارته ابادة من ّ‬
‫ودنيانا وما فيها زوالٌ ـ ولّ ال ف الخرى تساما‬
‫ط يا مستهاما‬ ‫حرًا ـ بذا ف فغغرُع ٍ‬
‫صغ‬
‫ترن بلبل النان ف‬

‫)واعلم( أنه الى هنا انتهى ذكر علماء ومشايخ المام شمويل أفندى الذين بذلوا نفوسهم ومهجهم لإعلء كلمة ال‬
‫وخدموا بأقلمهم وأقوالهم على حسب ما نقف وما لم نقف منهم رجال كثيرون رضى ال عنهم‪َ.‬‬

‫حصل علومه عن علماء عصره ورحل الى )اليران( سنة ‪ 1228‬ومكث مدةا فى‬ ‫محمد شفيع الخنزاخى الوارى( قد د‬ ‫) ي‬
‫بلدةا )بناه آباد( وأخذ عن العلامة )مل مقصود البناه آبادى( وكان عالما علمة وشاعرءا فهامة ومن تأليفه )كتاب التبيان‪،‬‬
‫لتعليم الصبيان( فى معرفة اللغة الفارسية و)جامع اللغتين فى تعليم الخوين(‪ ،‬ولما هاجم المير )عمر خان الوارى(‬
‫الشهير وحاصر المير )فتحعلى خان الدربندى( وفتح بلدةا )شماخى( كان معه محمد شفيع الوارى وفى ذلك قال القصيدةا‬
‫على روىد ووزن متدزن خيب رمكته‪:‬‬

‫ب العطى‬
‫الر ّ‬
‫قال الزاهى هذا الططى ـ بسم ال ّ‬
‫المد على ِنعفٍم تتى ـ والشكر على منٍن شت ال‪.‬‬

‫حصل علومه عن علماء عصره‬ ‫محمد شفيع المذكور كان عالما نابغة قد د‬
‫)نور محمد الوارى( هو الخ الصغير للعالم د‬
‫رحل الى القطار مكث فى )اليران( و )البغداد( وأخذ عن علمائها وفضلئها وكان يعرف اللغة الفارسية ماهرا فيها‬
‫المسماةا )بالدردةا الثمينة( فى علم المناظرةا أولها هكذا‪:‬‬
‫د‬ ‫ومن تأليفه قصيدته‬

‫ربى البارى ـ نور محمدد ولد الوارى الخ‪َ.‬‬


‫يقول راجى لطف د‬

‫قتله المتصدى بالمامة حمزةا الوارى رحمه ال‪َ.‬‬

‫)الحاج أمير على الجالى( من قرية )طاهرجاك( فى ناحية )قوبه( رحل الى قرية )يراغ العليا( ومكث مدةا فى مدرسة‬
‫الشيخ محمد اليراغى رضى ال عنه أخذ عنه واستفاد ولما هاجر الشيخ اليراغى الى ناحية )أوار( ذهب خلفه ولزمه‬
‫محمد وكان فى الخير مؤذن الجماعة فى قرية )قاسم كنت( من‬ ‫زوجه اليراغى ابنة أخيه )ميمونة( وولد له ولد اسمه د‬
‫و د‬
‫قرى )كوره( ثم خرج الى سفر الحج ومات فيه يقولون أنه كان عالما فاضل وعابدءا كامل رحمه ال‪َ.‬‬
‫‪81‬‬

‫محرم الختى الكأورى المحمودىي( كان عالما محققا وبارعا مدققا قطن فى قرية )محمود( مثل‬
‫)الحاج سليم ابن العالم ي‬
‫ودرس هنالك وأفاد المحصدلين نحو ثلثين سنة ثم رحل الى قرية )يراغ العليا( بأمر المرحوم )الحاج يوسف خان(‬
‫أبيه د‬
‫وشرع هنالك فى التدريس والفتاء أيضا ولم يمض مدةا حتى توفى سنة ‪َ.1267‬‬

‫الفياض‪ ،‬لدفع العـتراض(‬


‫ومن رسالته ) د‬

‫عدةا دروس وقرابة من جهة أنه خال والدتى وأنه‬


‫على بقرائة ذلك علىد د‬
‫قال ميرزا حسن اللقدارى‪ :‬وكانت له مشيخة د‬
‫والد زوجتى وكان رحمه ال رجل عفيفا مستجمعا للملكات القدسية والكمالت النسية وأصل أبائه من أهل قرية )قدنق(‬
‫من ناحية )أختى( ارتحل أبوه محردم أفندى الى ناحية )كوره( ومكث بأهله فى قرية )محمود( فى وقت امارةا المرحوم‬
‫سورخاى خان ودرس هنالك مدةا طويلة حتى استشهد انتهى‪َ.‬‬

‫وهذه قصيدةا حسن أفندى المذكور يرثى بها على الحاج سليم أفندى رحمه ال‪:‬‬

‫الشافعية‬
‫ّ‬ ‫أيا أسفًا على كهف البيّة ـ امام العصر مفت‬
‫سليم السم مأوى السلمي ـ بداغستان اذ سنحت قضيّة‬
‫السوية‬
‫الق للسبل ّ‬ ‫ملذ اول الفاخر والعال ـ منار ّ‬
‫مدرّس طالب علم بلٍم ـ مقق مشكلتم ّ‬
‫الفية‬
‫الوهبية‬
‫تبحر ف علوم ـ وخصّص بالعلوم ّ‬ ‫بدّه قد ّ‬
‫الشذية‬
‫الروض ّ‬ ‫وحجّ البيت ف خطر عظيم ـ وزار بيثرب ّ‬
‫السجية‬ ‫وعاش ملزم اليات برّا ـ تقـيّا مرشدًا حلو ّ‬
‫جناتٍ فعـّلية‬‫ترحل نو دار اللد منا ـ وحلّ هناك ّ‬‫ّ‬
‫البلية‬
‫أن لنا ّ‬ ‫ونال با النعيم وطاب فيها ـ مقامه غي ّ‬
‫البية‬
‫من ل ـ وللطلّب ف النكت ّ‬ ‫فوا ويلى والفاى غ‬
‫دين ـ ويفظ من مآثره الليّة‬ ‫ومن عنه ينوب لهل ٍ‬
‫ومن يرث الذخائر منه بعده ـ من الكتب الكثية والبهيّة‬
‫وليس بأهله ف الال ال ـ صغار بنيه والزّوج الليّة‬
‫رب العالينا ـ له أسن الامد والتحيّة‬ ‫بلى هم حكم ّ‬
‫جدا ـ فطوب للذى حاز البقـيّة‬ ‫وانا راجعون اليه ّ‬
‫بالعطية‬
‫ّ‬ ‫كهذا شيخنا طابت ثراه ـ وفاز من الهيمن‬
‫ومن بركاته عادت علينا ـ أجور ال فيه مع الزيّة‬
‫السنية‬
‫ولقيناه تحت لواء ماحى ـ ظلم الشّرك بالجج ّ‬
‫العشية‬
‫وصلى ـ وآله ف الصّباح وف ّ‬ ‫عليه سلّم البارى ّ‬
‫أل يا أّيها المنون فمهلً ـ قل التاريخ هاذيك النيّة ‪.1267‬‬
‫‪82‬‬

‫حصل العلوم عن نبغاء عصره أخذ عن العلمة الشهير سعيد الهركانى والعلمة‬ ‫)القاضى ميرزه على الختى( قد د‬
‫سعيد الشنازى وسعيد الخاجمازى وغيرهم حتى صار عالما علمة وبارعا فهامة وكان ممن جمع المنقول والمعقول وله‬
‫سيما فى علمى الحكمة والهيئة كان مقـتدرءا فى الكلم المنثور والمنظوم وكان يعرف اللغة‬
‫سعة فى العلوم والفنون ول د‬
‫فير من العلماء كالعالم الديب ميرزه حسن افندى الألقـدرى وغيره وأثنى عليه‬
‫والتركية أيضا أخذ عنه جدم غ د‬
‫د‬ ‫الفارسية‬
‫حسن المذكور بهذه القصيدةا‪:‬‬

‫سعد الوقت فاستفـدت مهما ـ بعد ما الدّهر عاقن عنه ظلما‬


‫فتح ال لى طريق رشاد ـ فعليه أثن ثنآء ّأتا‬
‫الطالبون من كلّ مرمى‬ ‫قد هدان سبيل خدمة شيخ ـ زاره ّ‬
‫مرشد قد حوى العلوم جيعا ـ وتلّى بالكرمات وأمّا‬
‫طيب الال طاهر البال جزما‬ ‫وتصّدى لنشر ما قد حواه ـ ّ‬
‫آن فيستقـلون غيما‬
‫بر علم عليه يقدم وفغدٌ ـ كلّ ٍ‬
‫ولكم جدولٌ يفيض وعي ـ منه ل درّ ذاك خضمًا‬
‫ونظما‬
‫أوحدى الوان نثرًا ً‬
‫ّ‬ ‫ألعى زماٍن ـ‬
‫وهو ل ريب ّ‬
‫الدرّ ف الافل هاما‬ ‫لو رآه السّحبان والقسّ اذ ما ـ ينثر ّ‬
‫ان آخت ـ يا مباهت على الواطن حكما‬ ‫ذاك حبر مبجٌّل فز ف‬
‫يا كريًا طابت سجاياه هل ـ تقضيّ ل ما قد حرمته قدما‬
‫يا رئيس القضاة قل أم على ـ الدّهر ضمانٌ له طالبه غرما‬
‫عمرك ال جُغد فعـلفّي بدرسٍ ـ من علومٍ ل زالت تزداد علما‬
‫عمرك الله مع بنيك بي ـ وسرورٍ وسودد تتسامى‬
‫عمر ال ملجأ لغريبٍ ـ ف ذراه ليستفيد الا‬
‫جا‬
‫قبيحا ـ يزك ال عنه بالي ّ‬ ‫حسن السم ل تذره ً‬

‫مرت فى ترجمته‪َ.‬‬
‫وقصيدةا القاضى ميرزه على الختى فى مرثيته التى رثى بها على العالم الشهير محردم الختى د‬

‫وهذه البيات التية أنشدها ميرزه على فى وقت تحصيله العلم حين عجز عن ادراك درسه شكاية لأستاذه الشهير سعيد‬
‫الهركانى‪:‬‬

‫كية ـ وهادى ّالناس للسّبل العليّة‬ ‫الز ّ‬


‫أل يا صاحب ّالنفس ّ‬
‫جية‬
‫الدهر علمًا ف الّس ّ‬ ‫سعيد اللق والعلماء علمًا ـ فريد ّ‬
‫لوصاف وأخلق جلّية‬ ‫ٍ‬ ‫أيا من نفسه كانت ملاّ ـ‬
‫فهل هذا سوى فضل الله ـ يود منه ّمنا بالعطيّة‬
‫الدرر السنيّة‬ ‫عطوفٌ للغريب وذى افـتـقار ـ ال شىء من ّ‬
‫اذا اشتـدّ الوجوه فكن معين ـ وعلّغم بالعبارات الصّـفيّة‬
‫‪83‬‬
‫عشية‬
‫ج قلب آخت حزينٍ ـ لكى يدعوك سحرًا بل ّ‬
‫وفرّ غ‬

‫فحين وصلت هذه البيات الى سعيد علم المراد ولكن أراد المتحان هل هى من عـنديداته أم من المنتحلت فكتب اليه‬
‫هذه البيات وطلب منه الجواب بقافية الباء‪:‬‬

‫كتاب ـ ول أعرف لا جآء الطاب‬


‫ٌ‬ ‫أتى من بعض أصحاب‬
‫توجه من صديقى ذا العتاب‬
‫لجل شكاية من فقد درس ـ ّ‬
‫لشىء حاصل قد رام حقا ـ فأخبن على ماذا اعاب‬
‫ال ما استطابوا‬
‫فتحصيل لا حصل استمالوا ـ فل يك منك ّ‬

‫فكتب الطالب الختى اليه هذه البيات جوابا له مجتـنبا من تحصيل الحاصل‪:‬‬

‫أشيخى قولك الق الصاب ـ ولكن للغريب له جواب‬


‫فتحصيل الواصل ليس قصدى ـ بل القصود أن يحى الجاب‬
‫لكون الدّرس مصعوبًا وصلبا ـ وكون من ميب ل اُجاب‬
‫دن انه شىء عجاب‬‫وذاك الفعل فعل مستحيلٌ ـ ّ‬
‫حل الشكلت ـ ليجزاك اذا جاء الساب‬‫مرادى منك ّ‬
‫الصواب‬
‫كفانى ما درسته ل قليل ـ فوال العظيم هو ّ‬
‫فاّنى الناظم الخت داع ـ بذاتك دائما وهو الآب‬

‫ان المير سورخاى خان الثانى لما ذهب الى مملكة )ايران( يطلب الستمداد من شاهه ورجع منها الى‬
‫)حكاية( د‬
‫داغستان سنة ‪ 1228‬أنشأ القاضى ميرزه على هذه البيات لسورخاى خان فى مقام الترحيب‪:‬‬

‫لك المد يا ذا الفضل يا ذا الواهب ـ لنعام ايصال لنا ذا الناقب‬


‫هو الان سورخاى كري زمانه ـ ول داغستان جليل الراتب‬
‫بكلها ـ بعيد اندراس القلب بي التائب‬
‫حل الموم ّ‬‫تقّدس من ّ‬
‫فسبحان من أعطى لذى القدر قدره ـ وأردى رديّا كاسدًا ف الكاسب‬

‫الدولة الردوسية عن خانينه وأعطتها لبنه )أصلخان( غضب‬ ‫ولكن سورخاى خان لم يكن أمره مشكورءا وخلعته د‬
‫على ترحيبه بتلك البيات المذكورةا وحبسه فى وقت الشتاء فى الموضع البارد يعنى‬‫على د‬
‫سورخاى للقاضى ميرزه ل‬
‫المتجمد زمنا طويل وأطلقه بعد‪َ.‬‬
‫د‬ ‫الحوض‬

‫)حكاية أخرى( قال ميرزه حسن أفندى اللقدارى‪" :‬ولما جآء المام شمويل أفندى رحمه ال مع جيشه الى آختى فى‬
‫عدد قليلد حوصروا فى قلعة آختى ودخل معهم فى القلعة بعض‬‫سنة ‪ 1264‬لم يكن هنالك من عسكر الددولة الردوسية ال د‬
‫أكابر آختى وسائر القرى من المسلمين لعلمم أن المام يرجع بعد الغارةا بعد عدةا أيام ول يستطيع على القامة بهذا‬
‫الروسية الشخاص المصاحبين معه بأنواع العقوبات ول يقبلون منهم العذر بوجه من‬ ‫المقام ثم يعاقب اكابر الددولة د‬
‫‪84‬‬
‫وسى كان فيما يفعله‬
‫الر د‬‫الحتمالت وان الشيخ القاضى ميرزه دخل أول القلعة فى جملة المحصورين لكن كبير الجيش د‬
‫ومطول زمان المدافعة لجيش المام المحاصر فلهذا‬‫د‬ ‫منتظرءا الى ورود الكنرال الذى فى )تمرخان شوره( مع العساكر‬
‫خرج الشيخ ميرزه على من القلعة وذهب الى حضور المام ظنا منه أنه يعذره فيما فعله من الفرار الى القلعة ويتركه‬
‫آمنءا مع أهله على مقـتضى شيخوخته ودرجته لكن المام حبسه بغاية الستحقار وأرسله ماشيءا من آختى الى )أوا ر( مع‬
‫رقبآء الشرار وبقى مسجونءا هنالك أكثر من عام فى غاية التضييق من جهة الطعام والمقام حتى أطلقه بدل بعض أتباعه‬
‫الدولة الردوسية انتهى‪َ.‬‬
‫الذين وقعوا اسارى بيد د‬

‫ولما أطلقوه هجا القاضى ميرزه على أتباع المام شامل بهذه البيات‪:‬‬

‫أصبح الظالون قد ظلمون ـ يا معشر السلم ل يرحون‬


‫يا مغيثى الغياث من شر ناس ـ بلل منة سامون‬
‫سنة ‪.1275‬‬

‫ورثى عليه ميرزه حسن أفندى بهذه القصيدةا‪:‬‬

‫خليلى ابكيا دون اختلل ـ على ما قد أحلّ بأهل حال‬


‫على كنز العارف قد أغارت ـ عليه طوارق الريح الّشمال‬
‫على ربع الدارس قد أبادت ـ معالها مغالطة الليال‬
‫ياكى القوم داهية فظيعًا ـ يذوب لجلها كالثـلج بال‬
‫توف شيخنا ميزا علىّ ـ أبّ ّالنفس مرضىّ الصال‬
‫هام بارع سندى مآل‬ ‫فوا أسفا على فرد أديب ـ ٌ‬
‫تشتت شل طلب العلم ـ وأظلم بعده فلك العال‬ ‫ّ‬
‫تلظت دونه نار بقلب ـ تسعرها الطوب على ّالتوال‬
‫فقدت طبيب داء الهل منه ـ ول أدرى لذلك من مثال‬
‫بنات عوال‬
‫ٍ‬ ‫وبشره‬
‫الهى جازه بعميم جود ـ ّ‬
‫وبرد قبره بسحاب لطفٍ ـ وطيّـغبه بأنواع الغوال‬
‫ّ‬
‫وأعظم أجرنا أحسن عزانا ـ وصنا بعد فقده من ضلل‬

‫حوى الريب أخذ عن العالم‬‫ى الصغرى( هو العالم الفاضل المحقق الديب الفقيه الن د‬
‫)أيوب العيمكأىي الوارىي ثم الجنكأوت ي‬
‫جيد الخط والكتابة‪َ.‬‬
‫الشيخ سعيد الهركانى وغيره وكان فى الخير يقيم فى قرية )جنكوت الصغرى( كان د‬

‫وأن الناس أجناس‬


‫ومن كلمه الحكمىد‪" :‬فما أسعد من هدى الى العلم ونزل رباعه‪ ،‬وارى الحق حقا ورزق اتباعه‪ ،‬د‬
‫كل أخذ بالإحتياط غير ناكب عن‬
‫وأن بعض الناس عن التحقيق رقود والنظر الصحيح فيما بينهم مفقود‪ ،‬د‬
‫وبعضهم أنجاس‪ ،‬د‬
‫طيب يطيب ول كمسك وكم طير يطير ول كباز"‪َ.‬‬ ‫الصراط‪ ،‬والعلم صعب والجهل منه أصعب‪ ،‬فكم د‬
‫‪85‬‬
‫و يوجد له مؤلفات وآثار ومن مؤلفاته )كتاب الزاجر عن قوم يتبعون الشيطان الفاجر الذين ركبوا طريقة شيطانية‬
‫وتركوا سنة أحمدية( فى بيان البدع التى يفعلها متصودفة زمانه من المور المنكرةا التى ل توافقها الشريعة السلمية وهو‬
‫عجالة صغيرةا غزيرةا الفائدةا كثيرةا العائدةا‪َ.‬‬

‫)وهذه( قصيدته الهمزية التى يهجو فيها الملحد الجاحد المعاند لعنه ال‪:‬‬

‫هل للطاف ربّنا انتهآء ـ يا بليدًا أو للقدي ابتدآء‬


‫رب أو هل له ال قضآء‬ ‫ألطاف ّ‬
‫ِ‬ ‫اللطف من ـ‬‫بالرف يقصّر ّ‬
‫لو جحدنا جحودكم لستوينا ـ أو للغّى بالصّواب استوآء‬
‫أو للجهل للعلوم اهتدآء‬‫ان نطقـنا بنطقكم للتـبسنا ـ ف‬
‫يجعل اللطف القدية مصوصة ـ اللحدون والغبيآء‬
‫انا تظهر الوجوه اذا ما ـ كشفت عن مرآتا الصدآء‬
‫ب معن يبدى الفهيم غبيّا ـ زال عن كلّ من رآه الغطآء‬ ‫ر ّ‬
‫وخفى مستوحش عن بليد ـ أبان عن مقصوده الذكيآء‬
‫الزكآء‬
‫يكل عنها ّ‬‫بلطف ـ من علومٍ ّ‬ ‫ٍ‬ ‫فاهتدينا لا هدانا‬
‫كل يوم كتابًا ـ لح عنه الفرائد العليآء‬
‫وانتظارى ف ّ‬
‫أنا عبٌد جرثومه جونكوتّى ـ عاش فيها وبعضهم أعدآء‬

‫وكان الشيخ دأيوب الجنكوتى كتب بيده كتاب )المنح المكية فى شرحا الهمزية( لبن حجر وفرغ من كتابه سنة ‪1261‬‬
‫ونقل ما قاله الحاج أبوبكر العيمكى من هذه القصيدةا الهمزية التية يقرظ ذلك الكتاب لما فرغ هو من نسخة بعد محنة‬
‫عسكر قزللباش ورأيت ذلك فى أوقاف جامع )هيلى(‪:‬‬

‫كتاب ـ أعجبتغ من تأليفه الفصحآء‬ ‫ٍ‬ ‫قد فرغنا بمدنا من‬


‫ت ـ بقصورٍ عن مثـله الشعرآء‬ ‫فأقر غ‬
‫أعجز الدّّر نظمه ّ‬
‫ف‬
‫قد عزونا منظومه للدّلصيى ـ الذى ل يدانه البلغآء‬
‫شارح ّالنظم هيتمّى فقيه ـ اقتداه ف حكمه الفقهآء‬
‫غي قاف تاريه ث فآء ـ ذاك تذكي عال ث طآء‬
‫ب ـ اذ فأتـتغـنا من ربّنا النعمآء‬‫فحمدنا با أطقـنا فلر ّ‬
‫سيدنا اذ يهدى به الشقيآء‬ ‫الصلة على ـ ّ‬ ‫وقضينا فحّق ّ‬
‫وعلى آله نوم الدى عن ـ زيغهم عن تريفهم أمنآء‬
‫وعلى صحبه الذين هم فينا ـ الداة الماة هم سعدآء‬
‫عاص ف عفوه ل رجآء‬ ‫يا غفوًرا اغـفر لنا أنت ربّى ـ أنا ٍ‬
‫لن ف علمنا استقصآء‬ ‫فذنوب عظيمة وعيوب ـ ما ّ‬
‫عد ول احصآء‬ ‫لن ّ‬
‫بغات ـ ما ّ‬ ‫س ٌ‬ ‫ولعمرى آلؤه مُ غ‬
‫‪86‬‬
‫ناس ف بسطها فقرآء‬ ‫يا شكوًرا ابسط يدًا لفقيٍ ـ نن ٌ‬
‫عيمكى ـ وقضاة آباؤه علمآء‬
‫ّ‬ ‫هو عبٌد جرثومه‬
‫افعى ـ مقـتداه من قاده النفآء‬
‫ى عقيدة ش ّ‬ ‫أشعر ّ‬
‫وحقي مسؤله من عظيم ـ غفر ذنب بفضله ورضآء‬
‫اعة اذ أحاطت ـ عائقات عوارض وابآء‬ ‫وبطئ عن ط ٍ‬
‫ولئن شاء رّبنا لتينا ـ من لديغه بواعث ما يشآء‬
‫قادحات فالفرض شكر ثنآء‬
‫ٍ‬ ‫ولئن أخلصنا عباداتنا عن ـ‬
‫ضعيف ـ ما له نية ول اعتنآء‬
‫ٍ‬ ‫يا رحيًما ألطف بعبد‬
‫قد حداه لنسخه اشتياق ـ ف ساع المداح والشتهآء‬
‫بعد ما ضاع نسخة ف زمان ـ اعتانا ف أرضنا العدآء‬
‫واشتعال الفارق ببياضٍ ـ وله ف أعضائه استخاء‬
‫فجدير لثـلنا اعتراف ـ بعطآء من فضله ورضآء‬

‫انتهت‪َ.‬‬

‫وهذا ما قاله فى الزمانيات‪:‬‬

‫رت ال الجساد فارقفًة ـ ّما عليها من الآثار ف فدفغلِ‬‫لا نظ ُ‬


‫أولدهم تركوا السواق باكيةً ـ والوالدات ال الغيار ف أمل‬
‫سِل‬
‫ت ل قفار لا ـ يدنو اليها من الرزال والبُ ُ‬ ‫أزواجهم فى بيو ٍ‬
‫ُ‬
‫ٍ‬
‫هاجرت من فهجفر ل معتمدًا ـ قد كنت ف أول الزمان ف ِحيفـٍل‬ ‫ُ‬
‫صرت فى خجل‬ ‫عشق اليها وشحم القلب متق ـ وان أكن ف هواها ِ‬ ‫ٌ‬
‫يل ف هطل‬ ‫الل ف‬‫يت من الفحاش والث ـ قد كنت آتى اليها ّ‬ ‫لكن ُوِق ُ‬
‫الرحن فى عجل‬ ‫الب ف السحار والبكر ـ فالن جئت ال ّ‬ ‫ف شدّة ّ‬
‫وأسئل العفو عن ذنب الفقي الذى ـ قد ابتـلى ببلء وهو ف ُشغِل‬
‫ممٍد خي خلق ال ف الِلفِل‬ ‫صل على الختار من مضر ـ ّ‬ ‫رب ّ‬ ‫يا ّ‬

‫درس وأفاد أعوامءا كثيرةا‬


‫محمد اليراغى الكأورىي( أخذ عن أبيه وغيره كان عالما فاضل د‬
‫)الحاج اسماعيلا بن الشيخ ي‬
‫وبعده صار قاضى القضاةا فى ناحية )كوره( ولما مضى له فى تلك الخدمة برهة من الزمان استعفى عنه وقطع العلئق‬
‫الدنياوية واشتغل بعبادةا ال تعالى توفى سنة ‪ 1322‬وله أخ صغير اسمه )إسحاق( كان هو أيضا عالما متبحرا رحمه ال‬
‫تعالى‪َ.‬‬
‫‪87‬‬
‫ويعلم‬
‫ونى الكأورى( قرأ العلوم المتداولة فى داغستان وصار عالءما فاضلا ومكث فى قريته يدردس د‬
‫)الحاج على الرخ ي‬
‫جيدب كتب بيده كتبا كثيرةا ومصاحف شريفة بحيث يعجب الناظرين من‬
‫الطالبين أزيد من عشرين سنة وكان صاحب خطّ د‬
‫الخط والتنسيق وبقى منه آثار مهمدة وعاش أكثر من ثمانين سنة توفى سنة ‪ 1267‬رحمه ال‪َ.‬‬
‫د‬ ‫جودةا‬

‫متبحرءا واشتغل بالتدريس والفادةا‬


‫)أبوبكأر ابن العالم المذكأور الحاج على الرخونى( أخذ عن أبيه وغيره كان عالمءا د‬
‫كب على حفظ كلم ال المجيد‪َ.‬‬
‫نحو أربعين سنة ضعف بصره فى آخر عمره فأ د‬

‫وأما ابنه )عبد الحميد( كان عالما فاضل قام مقام أبيه فى التدريس والإفادةا ولزم خدمة أبيه لما ضعف بصره رحمه‬
‫ال‪َ.‬‬

‫)عبد الحليم الكأورى( كان أهله من قرية من قرى آختى ثم انتقـل الى قرية )شيخ كنت( كان عالما فاضل اشتغل‬
‫بالتدريس أعوامءا كثيرةا فى العلوم المختلفة والفنون العديدةا وسلك الطريقة النقشبندية على يد الشيخ محمد اليراغى رضى‬
‫ال عنه وصار منه مجازا للرشاد توفى سنة ‪ 1267‬رضى أل عنه‪َ.‬‬

‫الحى( كان مؤذنا فى تلك القرية رحمه الله‪َ.‬‬


‫د‬ ‫المسمى )ملد عبد‬
‫د‬ ‫وأمدا ابنه‬

‫الملقب بلله‬
‫السلم د‬ ‫ورى الوارىي( قد حصدل العلوم فى داغستان وأخذ عن العلمة محمد بن عبد د‬ ‫)الحاج شافع الثغ ي‬
‫سيما عن العلمة )عبد ال الشرقاوى( وأخذ عنه‬ ‫حج واعتمر ورحل الى مصر وأخذ فيه عن علمائه العلم ول د‬ ‫وغيره د‬
‫علم التجويد والقرائة وغيرها ولما رجع الى وطنه نشرها بين الناس وانتفعوا به وله رسائل نافعة بلسان أوار فى الفروع‬
‫والصول وكان معاصرءا للعلمة حسن الكدالى رحمه ال تعالى‪َ.‬‬

‫)عبد ال الثغورى( كان عالمءا ماهرءا فى العلوم والفنون ول سيدما فى علم الحساب والنجوم والزيج والتقويمات وفى‬
‫معرفة الخسوف والكسوف واخترع لها آلة مخصوصة يعرف بها تلك المور بحيث ل يخطئ لذلك كان الدناس يسدمونه‬
‫)بشيطان عبد ال( رحمه ال‪َ.‬‬

‫أخذ عنه الشيخ الحاج عبد الرحمن الثغورى رضى ال عنه‪َ.‬‬

‫اليخساوى فى مسئلة ترجمة‬


‫د‬ ‫ومرءةا جرى بينه وبين العالم يوسف‬
‫)الحاج أتْـلا الغازى قموقى( كان عالما علمة شهيرا د‬
‫اليخساوى بهجوياته وأشعاره هاجر الى بلد الشام وتوفى هنالك كان موجودءا فى‬
‫د‬ ‫ولكن غلبه‬
‫د‬ ‫النكاحا مباحثات والزامات‬
‫أواخر القرن الثانى عشر رحمه ال تعالى‪َ.‬‬

‫)عبد الحليم الُزِئيشيى القموقيى( كان عالءما علمة ويوجد له آثار علمدية كان موجوءدا فى أواخر القرن الثانى عشر‬
‫رحمه ال‪َ.‬‬
‫‪88‬‬
‫)عبد ال الكأاعى القموقىي( كان عالما فاضل بارعا فى العلوم يوجد له آثار علميدة كان موجودءا فى أواخر القرن الثانى‬
‫عشر‪َ.‬‬

‫القموقى( كان من علماء )غازى قموق( ومشاهيرهم كان موجودءا فى أواخر القرن الثانى عشر ويوجد له‬
‫ي‬ ‫)إسماعيلا‬
‫آثار علميدة‪َ.‬‬

‫)شيخ أمير القموقىي( كان عالما ماهرا فى العلوم ومقـتدرءا فى العربية والدب رحل الى آختى وأخذ عن العلمة‬
‫الشيخ ميرزه على ثم رحل من هنالك الى ضواحى )دمشق الشام( لطلب العلم والقامة وتوفى هنالك فى أواخر القرن‬
‫الثانى عشر رحمه ال‪َ.‬‬

‫علمية‪َ.‬‬
‫قى( كان عالما بارعا كان موجودءا فى أواخر القرن الثانى عشر وله آثار د‬
‫س اليدين بن محمد القمو ي‬
‫شم ُ‬
‫) ْ‬

‫س الددين بيده سنة ‪ 1285‬رحمه ال‪َ.‬‬


‫شم ج‬
‫الدركيلى التونى قد رأيت شرحا اللفـية مدما كـتبه ر‬
‫وأنا الحقير نذير د‬

‫حصل العلوم عن علماء عصره وصار عالما فاضلا وفى سنة ‪ 1274‬استحضره أمير‬ ‫)أحمد الكأطريقىي القموقىي( قد د‬
‫ناحية )كوره( الى قرية )يراغ العليا( لإقامته فى داره التى فى قرية )قراه( لتدريس من هنالك من أبنائه وكان معاصرءا‬
‫للعلمة ميرزه حسن أفندى اللقدارى واتفق بينهما الجتماع والملقاه وأثنى عليه اللقدارى بالنثر والشعر رحمه ال‪َ.‬‬

‫وهذا ما كتب الكطريقى جوابءا الى مكتوب اللقدارى إليه‪:‬‬

‫أخى الشتكى فالسلّى وصل ـ ال كتابك مثـل العسل‬


‫اذا فاز روحى به قد فرح ـ كأن ارتقيت بأعلى البل‬
‫وطالت لسانى لبحر الطويل ـ وصادفت منه شفآء العلل‬
‫وكان كتابك ل مؤنسا ـ وخي غزآء لروح عطل‬
‫تلل مضمون ألفاظه ـ بقلب كدرّ عدي الثـل‬
‫فسبحان ربّى لبلغه ـ جنابك علما لثوى الول‬
‫فلو امرء القيس حيّا يدع ـ صنيعة شعر لفرط الجل‬
‫تسّليت يا نور قلب كما ـ كتبت اقتدآء بن قد كمل‬
‫بأيامنا ـ وكيف اقتدآء بم مع خلل‬
‫وأين الكمال ّ‬
‫أخى انّـنى ف جواب الطويل ـ تقاربت ظنا بقرب المل‬
‫وقانا الله عذاب الحيم ـ ومنّ علينا بي الل‬
‫‪89‬‬
‫)ميرزه سليمان القموقىي( كان عالما علمة أديبا شاعرا نابغة وكان سنة ‪ 1284‬حّيا وجرى بينه وبين حسن أفندى‬
‫اللقدارى مراسلت ومكاتبات وله تقويم مشهور فى معرفة أوائل الشهور العربيدة الصطلحية ل ينقطع الى المد وكتب‬
‫اللقدارىد الى سليمان القموقىد هذه القصيدةا‪:‬‬

‫سرور الفت بالنائبات رهي ـ وعز الن بعد الطالب يبي‬


‫وجهل غرور الرأ بالاه والغن ـ اذا فاته حظ العال ودين‬
‫كذلك تسليم المور ال القضا ـ بغي مبالت ضلل مبي‬
‫بل التم اتيان البيوت كما أتى ـ من أبوابا والجتهاد الرصي‬
‫وف آية‪" :‬من يعشى عن ذكر ربّه" ـ يقـّيض له الشيطان فهو قرين‬
‫فطوب لرّ ذاكر مهتد له ـ على حسن تذيب الشمال يي‬
‫كمحبوبنا السامى شقيق ابن مقـلة ـ مرر ديوان القموق المي‬
‫جناب سليمان الذى كنت ملصا ـ له وهواه ف فؤادى مكيـن‬
‫يهـّيجن أشواقه بيد أنّن ـ على شرح أسرار الغرام ضني‬
‫يقولون من قلب ال القلب منهج ـ فعله يدرى أن وجدى متي‬
‫على ّأنن من دعواتى اخصّه ـ بأطيب ما حي الدين خدين‬
‫عفا ال عنا ما مضى من ذنوبنا ـ وجنبنا من بعد ما قد يشي‬
‫وصلّى على خي النام الذى بدا ـ لضرته من جذع نل حني‬
‫وآل وأصحاب له وأئمة ـ بم ركن شرع السلمين ركين‬
‫اذا استحضر المنون أبكار فكره ـ وغني بالتاريخ راح يغي ‪.1279‬‬

‫وكتب اللقدارى اليه أيضا‪:‬‬

‫كتابك يا مبوب نفّس كربت ـ فجوزيت خيا من اله البيّة‬


‫علت‬
‫لقد كنت من داء الوى اشتكى ول ـ ألقى هنا شخصًا يعال ّ‬
‫وجانب صحب من عويلى تنافرا ـ لفراط غّمى ف الندامى وغمّـت‬
‫ال أن شذا منك النسيم الذى انلى ـ به رأى عي بعض وجدى ولوعت‬
‫فناديتهم يا قوم ل تجرنن ـ ظفـرت بتعويذ لدائى ورقية‬
‫كتاب من سليمان أنّه ـ بذكر اسم ربّ العالي ورحة‬ ‫ٌ‬ ‫أتان‬
‫اذا أقبلوا نوى جيعًا وطالعوا ـ رسالتك الغّراء أخًذا بنوبة‬
‫تلوها فهاموا كالسكارى بسنها ـ وبان لديهم ان سبقت ابن مقلة‬
‫فكم من أديب صار فيها منافسى ـ وكم من أريب فاز منها بارية‬
‫بجة‬
‫فلله خلق الورى المد والثنا ـ ظفرت بفضلٍ من لدنه ّ‬
‫حججت با العذال ل فيك سابقا ـ فشد أخى أزرى كذا كلّ حالة‬
‫‪90‬‬
‫وجد ل بخي الدعوات اذا جب ـ دعاء حبيب للجيب بغيـبة‬
‫وبّلغ سلمى بإحتام ال الذى ـ تقـّلدت من آلئه غي مرّة‬
‫سى رسول ال باعث نزهت‬ ‫الصيت والندى ـ ّ‬
‫جناب المير الشائع ّ‬
‫حاك واياه الهيمن دائما ـ مع الهل ف عيش رغيد ونعمة‬
‫مبكم المنون يدعو اله ـ بي لكم ف كلّ آن ولظة‬

‫وكتب ميرزه سليمان اليه جوابءا هذه القصيدةا‪:‬‬

‫تبحر ف كلّ العلوم الغريبة‬


‫جواهر بر قد أتـتـنا من الذى ـ ّ‬
‫لقد فزت منها وانتفعت بسنها ـ بل ان با قد فقت أهل عشيتى‬
‫رقيت با فى ذروة الد صاعدًا ـ ونلت ال أقصى مراقى الكرامة‬
‫تسلّى بها قلب الزين ببعدكم ـ اذا ما انلى منها غياهب غـ ّمـت‬
‫خصن با ـ وأكرمن بي النام بعزّة‬ ‫أن بر العلم قد ّ‬‫على ّ‬
‫كل فرقة‬‫فيا حسن المنون ل زلت بارعا ـ بنظم اللئال فائقا ّ‬
‫الرحن يوم القيامة‬ ‫حاك اله العرش من كلّ منة ـ وأكرمك ّ‬
‫بأهل واخوان وصحب وعتة ـ بأصناف آلء وانواع نعمة‬
‫تضرعا ـ اله الورى سبحانه كلّ ساعة‬ ‫فمنشئ هذا الشعر داع ّ‬
‫مسرة ـ بدنيا وف اخرى بدار القامة‬
‫بمعه إيّانا بكم ف ّ‬

‫)أبوبكأر القموقيى( كان عالما فاضل وموجودا فى أواخر القرن الثانى عشر رحمه الله‪َ.‬‬

‫حيا رحمه ال ‪َ.‬‬


‫القموقى( هو العالم البارع الشهير وكان سنة ‪ 1307‬د‬
‫ي‬ ‫الرحمن‬
‫)الحاج عبد ي‬

‫)محمد الهوقالى القموقىي( كان من علماء غازى قموق فى حدود القرن الرابع عشر رحمه ال‪َ.‬‬

‫)ميرزه هارون القموقىي( هو العالم الشهير كان موجودا فى حدود القرن الرابع عشر رحمه ال‪َ.‬‬

‫الدولة‬
‫قموقى( كان عالما فاضل من علمآء قموق كان موجودا فى أواخر القرن الثانى عشر نفته د‬ ‫ي‬ ‫سيد بن أمير الغازى‬
‫) ي‬
‫ولكنها‬
‫الروسية وأسكنته فى بلدةا )آبوجكه( وكان معه رفيقه دبطده عمر القموقىد وله قصائد كثيرةا د‬
‫الردوسية السابقة الى بلد د‬
‫ليست بفصيحة رحمه ال تعالى‪َ.‬‬
‫‪91‬‬
‫ى الكأركألى( قد حصدل علومه عن علماء عصره كان عالما محققا بارعا فى العلوم من‬ ‫)زيد بن أسلم الغازى قموق ي‬
‫كل ناحية يدردس ويفيد وكان له باع طويل فى علم الزيج والميقات والتقويمات‬
‫منقولها ومعقولها كان رحلة للطالبين من د‬
‫أخذ عنه علم الزيج من علماء السهل القاضى )الياس بن جغلو الدركلىد( والعالم الشهير )داود الغربداغى( وغيرهم وكان‬
‫الروسية السابقة فى بعض الغـتـشاشات‬ ‫زيد جيدد الخط والكتابة وله آثار علميدة وتقويم مشهور فى داغستان نفته الددولة د‬
‫الواقعة فى داغستان من جهة الحاج على بك الجاجانى الى بلد الردوسية الى ولية )تامباوسكى( ومكث فى بلدةا )اسباس(‬
‫وتوفى هنالك سنة ‪ 1297‬رحمه ال‪َ.‬‬

‫وقيل ان قبره فى قرية )جورتانلى( قريبءا الى قرية )قاين( من ولية كاينسكى‪َ.‬‬

‫وهذه القصيدةا قال زيدد أفندى حين كان فى الغربة‪:‬‬

‫يا من بم ل يفّ الدّمع من بصرى ـ كيف الوصول ال لقائكم طلبا‬


‫الشوق منّى فيكم عجبا‬
‫صرت منونًا ومضطربًا ـ ما شدّة ّ‬
‫بّبكم ِ‬
‫لو القيت شعلة من نار شوقى ف ـ بقاعكم أحرقت وأيبست رطبا‬
‫فعنصر النار ف جسمى يفوق على ـ باقى العناصر نار الشوق قد جذبا‬
‫صد عنها عاشقا وأب‬ ‫ما ل أرى رونق الدنيا بأرضكم ـ يا ويل من ّ‬
‫كأن بنيانكم من لؤلؤ بنيت ـ وجلّ أحجار واديكم أرى ذهبا‬
‫وأن أنهاركم من شرب أنار ـ جنات النعيم كذا ثاركم رطبا‬
‫السدّ أو سربا‬
‫ت قبل أن افارقكم ـ أو استطيع لنقب ّ‬ ‫يا ليتن م ّ‬
‫نتبع سببا‬
‫أو ليت يأجوج والأجوج قد ـ خرجوا حت اذا بلغونا ّ‬
‫بردى اليهم قبل أن اجبا‬
‫حبهم ـ إغجفمعغ ّ‬
‫ب بين وبي من أ ّ‬
‫يا فر ّ‬

‫وهذه البيات التية أرسلها زيد أفندى مع مسائل الى العالم ميرزه حسن اللقدا رى يطلب الجواب‪:‬‬

‫سلم دائم ما دام فدغورٌ ـ لبج ف السمآ وما يغيب‬


‫ال حسن زكى بل فهيم ـ وعبد ال والده الديب‬
‫فيا حسن بن عبد ال انّى ـ سألتكم بأشيآء أجيبوا‬
‫بق ل يعاب‬ ‫جوابًا شافيًا يشفى ويكشف ـ رموزاتى ّ‬
‫ول تلقوا بورائكم بقول ـ وقولوا بل بتوفيق نيب‬
‫فهاتوا واكتبوا ما ف الكتاب ـ وإل فالرقيب لكم رقيب‬
‫ولول مانع ل من وصال ـ لزرتكم وأحوال تطيب‬
‫وإل فليكن هذا كتاب ـ مشافهكم وعن سؤل خطيب‬
‫ولسنا قد رأينا والتقـينا ـ ُكمغ لكن دنا منكم قلوب‬
‫فقلب مهمل ديزا فزيد ـ هو اللقى اليكم يا حبيب‬
‫‪92‬‬
‫انتهى رحمه ال تعالى‪َ.‬‬

‫حصل علومه عن علماء عصره وأخذ عن العلمة حسن الكدالى وغيره وكان عالما‬ ‫)مهدى محيمد الثغورى الوارىي( د‬
‫علمة وبارعا فهامة وغاية فى التحقيق وجودةا التدقيق ول سيدما فى علم العقائد والحكمة والمنطق وله مؤلفات فى الحكمة‬
‫والعقائد وغيرها رحمه الله‪َ.‬‬

‫أجلهم والده‬
‫)الحاج عبد ال ابن العالم قربان على اللقدارى الكأورى( أخذ العلوم النقلية والعقلية عن الشيوخ الماهرين د‬
‫المحمودى والشيخ محمد اليراغى والمام غازى محمد المجاهد الشهير والفاضل الحاج‬
‫د‬ ‫الكرم قربان على والحاج سليم‬
‫على الخركى والمحقق نادرةا العصر مهدى محدمد الثغورى وغيرهم‪َ.‬‬

‫ولما رجع الى بلدته بنى مدرسة عالية باعانة الخانات محمدد ميرزه خان وغيره اشتغل بالتدريس والفادةا على‬
‫حج واعتمر وزار قبر النبى صلى ال عليه وسلم ولقى فى )مكة( الشيخ المرشد‬
‫المتعلمين والطالبين فيها قدر ‪ 25‬سنة د‬
‫)عبد ال النقشبندى( وصار منه مجازءا فى ارشاد الناس وسبب أخذه العلوم عن علماء )أوار( لكونه قد رحل هنالك خلف‬
‫شيخه )محمد اليراغى( وكان اليراغى مهاجرءا فى بلد الجبل وقـتـئـذ فى عصر المام غازى محمد والمام شامل‬
‫رحمهم ال‪َ.‬‬

‫كان ورعا تقيا زاهدءا توفى سنة ‪ 1278‬ورثى عليه ابنه العالم ميرزه حسن بهذه القصيدةا‬

‫عنى النام‬‫خطب قد نفى ّ‬‫ٍ‬ ‫ضر له وقع السهام ـ أى‬


‫سن ّ‬ ‫مف ّ‬
‫كيف أسلو بعد بين هكذا ـ من أب العلمة الب المام‬
‫من اذا فارقته يوما أرى ـ مهجت تصلى تباريح الغرام‬
‫قد سرى تلقآء رحن الورى ـ ليلة التعيـيد من فطر الصّيام‬
‫كان عقب أمره اعجوبة ـ حبذا نعم الن حسن التام‬
‫حسرة تبقى ال يوم القيام‬
‫ٍ‬ ‫انن استأخرت كالنسآء ف ـ‬
‫زفرتى نارٌ ولكن ما لا ـ من دموع السّيل هون وازدحام‬
‫فرية طيب البل اذ عم بل ـ تلهب النيان ما ازداد الضرام‬
‫هم واغتمام‬
‫آه ما أفناك يا دنيا وهل ـ أنت إلّ دارُ ّ‬
‫لن تراعى حّق أعلم الدى ـ لن تامى عن مصابيح الظلم‬
‫بيد أن تلقي امال سدى ـ ف أمان الناس النيام‬
‫دع ما يلقيك ظهرّيا ول ـ ينبغى الّ رضا بارى النام‬
‫س كربت ـ واعف عن واهدن خي الرام‬ ‫يا اله العرش نّف غ‬
‫والدى ارحمهما ربّى كما ـ ربّيان اسلكهما دار السلم‬
‫ثم ألحق بهم يا ذا العلى ـ بالرسول الصطفى بدر التمام‬
‫صل ما ـ دارت الفلك والل الكرام‬ ‫أحد الاحى عليه ّ‬
‫‪93‬‬
‫أيها المنون سارع واستبق ـ حسبك التاريخ ارغاد اللئام ‪.1278‬‬

‫)الحاج يوسف بن الحاج موسى بن الحاج قريم سلطان اليخساوى الداغستانى( و يخساى بلدةا من بلد )خاصاب‬
‫يورت( قد حصدل يوسف اليخساوى العلوم والفنون عن نبغاء عصره وأخذ عن العلمة الشهير سعيد الهركانى وغيره‪،‬‬
‫عالما فقيها علمة وأديبا كاتبا شاعرا فهامة فريد العصر ووحيد أوانه وله يد واسعة فى العلوم العربية وله آثار‬
‫كان ء‬
‫ومؤلفات ومن مؤلفاته )الفصاحا فى رفع سبب السفاحا عن عقود النكاحا( بين فيه فساد أنكحة أهل داغستان من منذ أسلموا‬
‫الى عصره وأن ترجمة النكاحا باللفظ الجارى بين الناس ليست ترجمة له ل فى لسان السهل والقموق ول فى لسان غيره‬
‫محمد طاهر القراخى والحاج أتل القموقى وألدفا رسائل فى الحط على‬‫من ألسنة داغستان وقد ردد عليه العالمان الشيخ د‬
‫يوسف اليخساوى ثم قابلهما اليخساوى بالهجو والذم وحط رتبتهما عن مقامهما فى العلم‪َ.‬‬

‫نص اليخساوى‪:‬‬
‫وهذا د‬

‫قلنا فيمن يضع العلم وأهله ـ ويرفع نفسه فيعلن جهله‬


‫فظن يفيده ـ وذاك تآبا عنه وهو يريده‬
‫وأحرق فى علم ّ‬
‫مقـلّد أعناق البايا قلئد ـ وقد علّق عنها يداه وجيده‬
‫وقد وريده‬
‫الظّن ف العن ّ‬ ‫ترّغب عن فهم ركاكة لفظه ـ فما ّ‬

‫ثم قال القراخى ما لفظه‪:‬‬

‫ت ف كاتب هذه السطور ـ ملتـفـتا من الغيبة ال الضور‪:‬‬


‫ث قل ُ‬

‫أترغب عن كل الذاهب معرضًا ـ وتنكر مغزاها فأنت مريب‬


‫تعرى عن حلى عربيّة ـ فأصلٍ لفقهٍ انه لعجيب‬
‫فقيهًا ّ‬
‫يهاج ال صوت الغان لطيبها ـ وأنت مغّن ما سكت تطيب‬

‫ثم قال اليخساوى‪:‬‬

‫طرسيهما وهما عاضان على الباطل بضلرسيهما قلتج‬


‫محمد طاهر القراخى أتل حاجى القموقى ورأيت ل‬
‫ثم لما ساعده أىر د‬
‫فيهما‪:‬‬

‫بلدٌ با كنّا وكنا نبّها ـ اذ الناس ناس والفهوم صلدٌ‬


‫تلف هذا والواد جوادُ‬ ‫جوادٌ وبرزون اذا ما تسابقا ـ ّ‬
‫سوادٌ لبعضٍ كالبياض لهله ـ وبعض بعكس والسّواد سوادُ‬
‫تكـّلف تقيق الناط بزعمكم ـ و فات لكم عما يراد مرادُ‬
‫قراِخّيهم ث القموقى ِ‬
‫بطرسه ـ ُقرادا بعي والقُراد يز ُاد‬
‫جلت على رغم أنفِهم ـ وان قلتم ايّها فتلك تز ُاد‬ ‫خذوا ُحفجًجا ّ‬
‫‪94‬‬
‫ولكن كونى مانعًا ل مسهّل ـ واثباتهم فوق السماء سادُ‬
‫مصل ـ ول للذى أبدوا مناخ يراد‬
‫فل للذى قال مفاد ّ‬

‫ثم قال اليخساوى‪:‬‬

‫وصى صاحب هذه المسودةا بالأخذ بما فيها بل اعـتبار منطوق ومفهوم عبارتها والبحث عن مطابقـتها العربيدة‬‫ولما د‬
‫بجملتها قلنا‪:‬‬

‫أنرتكّ الفاظا فتوصى بأخذها ـ وأنت ال تصحيح قولك أحوج‬


‫فل تبد معن قبل تصحيح لفظه ـ ولن يستقـيم الظل والعود أعوج‬

‫كل فطن ظريف ليجانب أرباب الجهل والتحريف والتصحيف‪:‬‬


‫قلت مخاطبا د‬
‫ثم ج‬

‫لذى العلم ميٌل ال البلغ ـ وبالهل فدغورٌ على الفيغـلفغ‬


‫وصنفان ناس فباغ جهول ـ ومنهم عقولٌ كما ينبغى‬
‫سـتولغ‬
‫وحاذرغ شراكًا ُب غ‬
‫ِ‬ ‫فُكغن مؤمنًا مُتـقـنا تـّتـقى ـ‬

‫انتهى‪َ.‬‬

‫وكتب اليخساوى فى آخر كتابه )الفصاحا( هذه البيات‪:‬‬

‫اذا ما يوسف أبدى نفيسًا ـ تفـلف ّقـنغهُ بشكر أن هداكا‬


‫ول تعل تـناطحه مرآء ـ ولن يدى سوى البؤس مراكا‬
‫الق أن بات واثبت ـ عليه ل عراك ول حراكا‬ ‫دراك ّ‬
‫يدعى وصل لليلى ـ وليلى ل تقرّ لم بذاكا‬ ‫وكلّ ّ‬
‫بوصل ـ فعاد الهل من عمر عداكا‬ ‫ٍ‬ ‫ول يشهد لم ٌ‬
‫عدل‬

‫انتهى‪َ.‬‬

‫الردد على اليخساوى فى هذه المسئلة كما فى كتابه )جراب‬


‫وقد دألف الفاضل ميرزه حسن أفندى رسالة صغيرةا فى د‬
‫الممنون( فليراجعه‪َ.‬‬

‫)ومن قصيدته أيضا(‪:‬‬

‫يلم ظلومى على جهله ـ ويلحى جهول ول يرهب‬


‫ييل ال شكله ـ كأنس النافيس بالعقرب‬
‫وكلّ ُ‬
‫ومن طبعه ل يكن مسقطا ـ تارى فأخطأ ف الذهب‬
‫‪95‬‬
‫فان جاهل كـنت مستشدا ـ وان عالا فهمت بالصوب‬
‫تسمى فقم واغرب‬
‫وان كنت ل ذا ول كنت ذا ـ بنثى ّ‬

‫ب والطعن‬
‫بالس د‬
‫)واعلم( أيضا ان العالم يوسف اليخساوى دألف رسالة فى هجو المام شامل أفندى واتباعه وعانده د‬
‫وجعل أموره كـدلها فتنة فى السلم ومنكرءا فى الددين‪َ.‬‬

‫ولو هاجر هو لدى المام شامل أفندى وارتدع عن غدية وباطله وأعانه بنفسه وقلمه لكان له شأن آخر فوق ما يذكر‬
‫لكان من حزبه المجاهدين فى سبيل ال لعلء كلمة ال ولكـدنه غلبه شيطانه ونفسه وحسده والمام شامل أفندى ل‬
‫سيما علماء الحرمين ومن يطعنه‬‫خلف فى كونه مجدددءا للسلم ومجاهدءا فى سبيل ال وقد أثنى عليه علماء القطار ول د‬
‫ويذمده بعد ذلك ل يضدره بل يزيده قدرءا و رفعة والواجب على المتديدن العاقل الخضوع على الحق و ترك التعصب البارد‬
‫المهلك فماذا بعد الحق ال الضلل‪َ.‬‬

‫ويقال ان المام شامل لما استسلم الى الردوسية تجاوز عن بلدةا )يخساى( حين ذهابه الى الدروسية فلقيه يوسف‬
‫عما صدر منه من المتناع والهجو وانه كان متحسرءا على ذلك وحزينا وهو‬ ‫اليخساوى وصافحه معه وطلب منه أن يعفو د‬
‫الليق على أهل النصاف والعلم وال غفور رحيم وكان المام شامل يعترف على فضل اليخساوى وتقددمه فى العلم‪،‬‬
‫توفى سنة ‪ 1289‬رحمه ال(‪َ.‬‬

‫محمد المهراغىي الطبسرانى( والمهراغ قرية من قرى ناحية طبسران الشمالية أخذ عن علماء عصره ثم رحل‬ ‫)الحاج ي‬
‫سيما أخذ فيه علم التجويد والقرائة ثم رجع الى بلده وقطن‬
‫الى )مصر( وأخذ عن علمائه ومكث فيه قدر سبعة أعوام ول د‬
‫فى مهراغ مشتغل بالتدريس والفادةا ونشر فى تلك الرجاء علم التجويد والقرائة وغيرها وكان موجودا فى أواخر القرن‬
‫الثانى عشر‪َ.‬‬

‫مجودا قارئا تولدى القضآء مدةا فى مهراغ وكان حيدا فى حدود القرن الرابع عشر‬
‫محمد( كان عالما فاضل د‬
‫وأما ابنه ) د‬
‫رحمه ال‪َ.‬‬

‫)أقا ميرزا ابن محميد القعانى( كان عالما نابغة ومحقدـقا فهامة وأديبا كاتبءا شاعرءا كان معاصرا لميرزه حسن أفندى‬
‫ومرةا ذهب لزيارةا حسن أفندى حال كونه فى )قاسم كنت( ولما وصل الى‬‫مودةا واجتماع وصحبة د‬ ‫اللقدارى وكان بينهما د‬
‫بابه أعطى كاغزءا بيد خادمه وأرسل الى حسن أفندى مكتوبا فيها هذين البيتين‪:‬‬

‫يا ّأيها الصّدر المام الذى ـ بفضله العال قد يعتف‬


‫عبدك بالباب فماذا ترى ـ يدخل أو يقعد أو ينصرف‬

‫لما نظر اليه عرف خطه وخرج لتكريمه وأتى به الى بيته وأنشأ فى الحال هذين البيتين‪:‬‬
‫فد‬

‫أهل وسهل يا أخى مرحبا ـ ل تـنتـظر بالباب وادخل وضف‬


‫وامنن على المنون أن تذهبا ـ لبيته وفيه ما شئت قف‬
‫‪96‬‬
‫الدولة الردوسية السابقة فى‬
‫وهمة سامية نفته د‬
‫روةا د‬
‫كان أقا ميرزا من أنساب المراء فى طبسران وقيطاق وصاحب جم د‬
‫الدولة سنة ‪ 1294‬فى جملة من نفته مكث فى بلدةا )سباسك( من بلد ولاية )تامباوسكه( توفى هنالك سنة‬
‫بعض اختلل د‬
‫‪ 1297‬رحمه ال‪َ.‬‬

‫بأبيات تركيدبة ذكرها فى تاريخ داغستان هذا‪َ.‬‬


‫ب‬ ‫ورثاه ميرزه حسن‬

‫لما نال ميرزه حسن منصبءا من جهة الدولة الروسية كتب اليه أقا ميرزا هذه القصيدةا يهنأه بمنصبه‪:‬‬
‫وفى سنة ‪ 1284‬د‬

‫رب العرش سبحانا ـ ث الصّلة على من زان أكوانا‬ ‫المد ل ّ‬


‫سيدنا ـ قد جائنا بكتاب ال قرآنا‬ ‫ممّد الصطفى النصور ّ‬
‫ث على صحبه الذين قد ضربوا ـ رقاب من آثروا كفرًا وطغيانا‬
‫السلم بأنواع الثنآء ال ـ فرد مني حوى علمًا وعرفانا‬ ‫ث ّ‬
‫نورا وايانا‬
‫أيضا وفضل وحلما ث معدلة ـ مزيّنا قلبه ً‬
‫جناب من ل يزل يعطى ويكرم بل ـ يغن الفقـي لا ان كان حسانا‬
‫رب الورى من كلّ نازلة ـ وآله النجبا أيضا وجيانا‬ ‫حاه ّ‬
‫بشرن ـ وسرّن قائل المر قد كانا‬ ‫وبعد ان نسيم الصبح ّ‬
‫شك فجئت ال مثواك اتيانا‬ ‫ّ‬ ‫كيت وكيت كذا وزيت زيت بل ـ‬
‫لجل تنئة لكم أيا سندى ـ جينا يزيد لكم جاها وسلطانا‬
‫لكن اذا عاقن بعض الوانع قد ـ أرسلت نوك هذا النظم ايذانا‬
‫لكم بأن لسرور وف فرح ـ با رزقت به حدًا وشكرانا‬
‫الدنيا وأخرانا‬ ‫ال أصعدك اللك الكبي كما ـ يدوم نفعه ف ّ‬
‫ل أبرحّن كذا أدعو الله لكم ـ بالي يا سندى آنا وأحيانا‬
‫ن القام وما ـ وسؤل سوى أن القى منك رضوانا‬ ‫اّن عبيد قعا ّ‬

‫فأجابه ميرزه حسن بهذه القصيدةا التية‪:‬‬

‫يا روضة دبت بالزهر ألوانا ـ وأنبتت نرجسًا وردًا وريانا‬


‫آتت قطوفا من الثار دانية ـ من كلّ زوج بيج حينه حانا‬
‫يهز فيها الصبا للرقص أفنانا‬‫من تحت أشجارها النار جارية ـ ّ‬
‫ي وغيها ـ من الطيور با يسجعن الانا‬ ‫وعفـغنفدِليبٌ وقُغمِر ّ‬
‫وسامح الّدهر بالمال قاطبة ـ واستكمل الوقت أحبابا وخلنا‬
‫ومدّ فيها ُخفواُن النس مع طرب ـ وجالت أقداحها ف البي جولنا‬
‫درا ومرجانا‬‫أشهى لدى وأّدعى للمسرة من ـ منظومة عسجدًا ّ‬
‫قريض شعر أتان من أخى ثقة ـ مكرّم فاق ف الداب أقرانا‬
‫‪97‬‬
‫حب شريف بسكناه قعان زهت ـ واستوجبت ف القرى فضل ورجحانا‬
‫شرها ـ كذاك لقاه ف اخراه غفرانا‬
‫وقاه فى النشأتي ال ّ‬
‫الروس وسم الفخر وافانا‬ ‫بشّرتنى أيّها النحرير فيه با ـ من دولة ّ‬
‫لكـنن ليس ل طيب الفؤاد به ـ اذ ل احظ برضاء ال ايقانا‬
‫لننى بعيوب عارف حسنا ـ ولست آمن مكر ال مولنا‬
‫السموات والرضي خالقنا ـ سبحانه جل حنانا ومنانا‬ ‫ربّ ّ‬
‫بج لنا منه الرضآء فذا ـ مد اثيل به يتص بشرانا‬
‫فلنطل ّ‬
‫جوزيت عنّى بفضل من خزائنه ـ وعشت من منظر المنون انسانا‬

‫منفيا فى الردوسية فى )سراتوف( كتب الى العالم ميرزه حسن أللقدارى هذه القصيدةا التية‬
‫وحين كان العالم أقا ميرزا د‬
‫لبيان حاله وأحوال رفقائه المنفـديـين وكان )ذلك فى( سنة ‪:1298‬‬

‫عنى منابا ـ وقم واعزم على فور ذهابا‬ ‫ال يا طرس نب ّ‬


‫ال أرض ثوى فيها كرام ـ من السادات واغتبوا اغتابا‬
‫ورم من بي أظهرهم وكيعا ـ رفيعا فاق ف ضوء شهابا‬
‫تفز ان شاء ذو عرش ميد ـ بوصل حاه فاسع له انسيابا‬
‫هو العلمة الفرد الوحيد ـ هو الامى الشريعة والكتابا‬
‫هو الب الشهي اللقدارى ـ هو الاوى من اللب اللبابا‬
‫أزاح البدئ النان عنه ـ كروبه بل أعاد له هبابا‬
‫فغبّ الوصل حيّه بالتحايا ـ وأكرم بالتواضع ذا النابا‬
‫ولقّـنه سلمًا مع دعآء ـ يوازى ف حلوته رُضابا‬
‫يديه فعنك دع طرسى ارتعابا‬ ‫وصافحه وشافهه وقـبّـل ـ غ‬
‫لنه كان حنانا عطوفا ـ على الحباب ف ال احتسابا‬
‫فأرجو انه يصفى اليكا ـ ويفتح من كلمه معك بابا‬
‫ويسمع ما قرأته من سلم ـ ويكتب بالبِدار له جوابا‬
‫عما أصابا‬
‫واخبه على وجه اشتكاء ـ اليه مأوها ّ‬
‫خويدمه الغريب من البليا ـ بعيد أن نأى منه وغابا‬
‫بأن ساهر طول الليال ـ فظهرى انن والرأس شابا‬
‫با قد سامن دهر دهور ـ هنا من أخطب كانت صعابا‬
‫ومن جلتها عندى نواكم ـ فوال فؤادى منه ذابا‬
‫وان حرت حي رأيت خلقا ـ من السرآء يرجون اليابا‬
‫ويتـنبون ما أعطوه مال ـ وملكا من خزانته اجتنابا‬
‫بأخبار با نطقت صرًيا ـ رسالت أتتهم فاستابا‬
‫‪98‬‬
‫فروا ـ من الشىء الذى بذلوا ظرابا‬ ‫ذوو اللباب فامتنعوا و ّ‬
‫فكان الكماء ف سراتوف ـ علينا ساخطي به غضابا‬
‫لذلك غلقوا أبواب عطف ـ علينا بل أذاقونا عذابا‬
‫بتجويع ومنع من خروج ـ ال أقطار أرض اكتسابا‬
‫وقد نقلوا ال الطراف منّا ـ كرامًا يصبون با أصابا‬
‫وقد همّوا من النقل انتقاما ـ من الكرمآء فانتخبوا انتخابا‬
‫وخالوا منه يعتبر السارى ـ ويأترون ما أمروا انتصابا‬
‫ولكن ليس ما خالوه رأيا ـ بل ارتغبوا لنقلهم ارتغابا‬
‫وبعض السرا طابوا نفوسا ـ بأخذ الرض بل طابوا شرابا‬
‫وكم أخن الزمان على السارى ـ وأبدى فيهم أمرا عجابا‬
‫حل فينا ـ من الن الت تحو الشبابا‬ ‫فوا اسفا على ما ّ‬
‫فكم من جائع فينا وباك ـ منتحب من العجز انتحابا‬
‫يود له ثيابا‬
‫وكم من حاسر فينا وحاف ـ وعريان ّ‬
‫وكم من عال أضحى يول ـ وف عاتقه وضع الرابا‬
‫مهينا فى الشوارع وهو يشرى ـ من الغيار قنيطا وصابا‬
‫ومن خلقه كانوا يسخرون ـ به بل يكثرون له سبابا‬
‫لذا بعض الفاضل كاد ّمنا ـ يقول ليتن كنت ترابا‬
‫فقلت له عليك الصب صاح ـ عليه وتب ال ال متابا‬
‫وأما زمرة الهال ّمنا ـ فقد كانوا هنا أيضا ذئابا‬
‫يطوفون الشوارع حي شاؤا ـ وينتهبون ما وجدوا انتهابا‬
‫ومن هذى الموم دمع عين ـ قد انصب بل ريب انصبابا‬
‫فال وكيعى حيتى اكشف ـ بفضل منك بل قل ل صوابا‬
‫ادبّر بالقياس لا تقول ـ با ينفى عن القلب اضطرابا‬
‫اذا ما اشتدت أشواقى اليكم ـ كتبت اليكم هذا الطابا‬
‫فل تسند على قبح القريض ـ ال العبد القعان عتابا‬
‫لنه سعيدى قد ضاق ذرعا ـ وبيت فكره صار خرابا‬

‫)انتهى رحمه ال(‬

‫محمد بن ابراهيم اليرسى( قد حصدل العلوم عن علماء عصره وأخذ عن العالم الحاج عبد ال الكورى وغيره‪،‬‬
‫)غازى ي‬
‫كان قاضى القضاةا فى طبسران وقيطاق وكان معاصرءا لميرزه حسن أفندى اللقدارى ومشاركا له فى درس تفسير‬
‫البيضاوى لدى والده الحاج عبد ال المذكور سنة ‪ 1267‬رحمه ال‪َ.‬‬
‫‪99‬‬

‫ومرةا كان‬
‫مل مصرخان الكأليارى( كان معاصرءا لميرزه حسن أفندى وكان بينهما موددةا وصحبة د‬ ‫)العالم الفاضلا الحاج ي‬
‫تسلية لقلبه‪:‬‬
‫ء‬ ‫ميرزه حسن أفندى مبتـليا بالحمى وأنواع الضعف فأرسل اليه ملد مصرخان هذه البيات المناجية‬

‫الرحم ارفعن ـ كلّ أمراض وآلم السن‬ ‫يا الى أنت ذو ّ‬


‫رب الورى ـ وجيع الؤذيات للبدن‬ ‫وادفعن حاه يا ّ‬
‫وأزل يا خالقى أوجاعه ـ واحه من كلّ أنواع الشجن‬
‫عمرن أوقاتـنا يا ذا العل ـ بياة له ما امتّد الزمن‬
‫ّ‬
‫كل فن‬
‫انه فرد غيور حاذق ـ فاق أقرانا له ف ّ‬
‫حى من ذو حبه ـ واطوين من حاسدوه ف الكفن‬ ‫احيـي يا ّ‬
‫ل تلومون أخلئى لا ـ قلته فيه فقلب قد أجن‬
‫وادرأوا ما اطلعتم من خطأ ـ ف كلمى بالذى منه اتزن‬
‫رب على خي الورى ـ وعلى آل له ما اللّيل جن‪.‬‬ ‫صل يا ّ‬ ‫ّ‬

‫)القاضى حجيو بن موسى الغمسقى الوارىي( هو العالم العلمة الزاهد المتورع العارف الرددبانى والواصل الصمدانى‬
‫من مئـلفاته )تلخيص العقائد( ورسالة فى التصوف ورسالة فى التجويد وقد فرغ من تأليف رسالته فى التجويد سنة‬
‫‪َ.1290‬‬

‫ودفن فى مقبرةا بلدةا )غزانش الكبرى( قريبءا الى زيارةا شيخ السلم الحاج عبد الرحمن الثغورى رضى ال عنهم‬
‫وكان بينه وبين الثغورى صحبة ومودةا‪َ.‬‬

‫منى ال أنه كان باقيا فى الخمول وكنت مشتهرءا بين‬


‫ويقال ان الثغورى كان يقول‪" :‬أنه كان أعلى درجة وقربة الى ال د‬
‫الناس" انتهى‪َ.‬‬

‫وكتب على ضريحه هكذا )العالم المتقى حجيو بن موسى الغمسقى ‪َ.(1295‬‬

‫عِلى القوشى الكأبرى( كان عالما علمة وفقيها نابغة اشتهر صيته وفاز مرامه وكان‬ ‫اجاله ا‬
‫)المؤذن الفقيه الشهير اح ِ‬
‫معظم اشتغاله علم الفقه الشافعىد رضى الله عنه ددرس الطالبين وأفاد المحصلين أخذ عنه العلمآء كالشيخ الشهير الحاج‬
‫ل على القوشىد وغيره وله رسائل وآثار مفيدةا ومن مؤلفاته )ترجمة الصفات( فى العقائد الديـدنية وقصيدته‬ ‫مدـملـ ر‬
‫النونيدة مع شرحه يقردع فيها القضاةا الذين ل يحكمون بالشرع بل بالرسم والعادةا وأول القصيدةا هكذا‪:‬‬

‫بجاز مع أنّهم نائمونا‬


‫ٍ‬ ‫عججًا للقضاة ل يعثرونا ـ‬
‫فلذا ل يرون ف الكتب متنًا ـ فلهذا بعقلهم يكمونا الخ‪.‬‬

‫توفى فى أواخر القرن الثانى عشر ودفن فى أقوشه‪َ.‬‬


‫‪100‬‬
‫يقال انه اذا أقرب موته دعا بابنه وأمره أن يقرأ سورةا يس فقرأه وقرأ هو معه حتى اذا أتموه مات حدالجدله د‬
‫على رحمه‬
‫ال‪َ.‬‬

‫الدركأى( كان عالما بارعد فى العلوم وكان قاضى القضاةا فى ناحية )داركه( وهو من نسل‬
‫)القاضى محمد الوسيشى ي‬
‫العلمة الشهير داود الوسيشى رحمهم ال تعالى‪َ.‬‬

‫شى( كان عالما علمة ومحققا فهامة وقد أثنى عليه ميرزه حسن أفندى كان معاصره توفى فى أواخر‬
‫)اعِلى شيخ القو ي‬
‫القرن الثانى عشر ويوجد له آثار فى العلوام رحمه ال تعالى‪َ.‬‬

‫)موسى حجيو الزلدى( كان عالما فاضل ويوجد له تقارير وكان بعد الشيخ الحاج ابراهيم العرادى رحمه ال‪َ.‬‬

‫)الشيخ يحيى الداغستانى( وكان مجازا فى الطريقة النقـشبنددية عن الشيخ عبد ال المكى عن الشيخ خالد البغدادى‬
‫رضى ال عنهم‪َ.‬‬

‫)الشيخ يوسف حاجى الجارى( عن يحيى الداغستانى‪َ.‬‬

‫محمد الداغستانى الشروانى الحنفى النقـشبندى المجددى( أصله من قرية المالى التابعة لشماخى‬
‫)الشيخ محمود بن ي‬
‫من ولية شروان أخذ علم الظاهر عن علمآء بلده وأخذ الطريقة النقـشبنديدة عن الشيخ يونس الجارى عن الشيخ عبد‬
‫ال المكى عن الشيخ خالد رضى ال عنهم‪َ.‬‬

‫تحول الى‬ ‫الروسية السابقة فنفته الى ولية )بيرم( ثم دخـل ر‬


‫ت سبيله فورد الى بلدةا )قازان( وأقام بها مددةا ثم د‬ ‫اتهمته الددولة د‬
‫)حاجى ترخان( واستوطن بها‪ ،‬اشتهر فضله وانتـشر صيته فى تلك البلد وانخرط فى سلك ارادته كثير من كبار علماء‬
‫تلك الديار كالشيخ محمدد ذاكر الجيسطابى والشيخ عبد الوهاب الحاجى ترخانى وغيرهما انتفعوا به‪َ.‬‬

‫قال الشيخ شعيب أفندى الباكنى الوارى فى مخمدسه على سلك العين للصفدى يمدحا الشيخ محمدد المذكور‪:‬‬

‫ب ـ وطار أوصافه فى العجم والعرب‬‫رق والغففر ِ‬


‫أمرُه ف الّش ِ‬
‫ومن عل ُ‬
‫ب ـ رفيقهم لب العباس ف الّشعب‬ ‫ج ِ‬ ‫فتح الفتوحِ لسرّ ال ذى فع ف‬
‫القطب ممودنا مأوى الكرامات‬

‫الروسية السابقة الى الردوسية زار هنالك‬


‫ولمدا وصل ميرزه حسن أفندى اللقدارى الى حاجى ترخان فى نفيه الددولة د‬
‫مزار الشيخ محمود ومزار الشيخ المعروف بـ )شيخ الزمان( وكان معه رفيقه العابد الحاج رمضان الشتولى‬
‫الداغستانى‪َ.‬‬
‫‪101‬‬
‫قال ميرزه حسن‪ :‬وهما يعنى الشيخ محمود وشيخ الزمان فى قـدبة واحدةا كان على جدارها البيات المرقومة‪:‬‬

‫بنده خاص خالق دو جهان ـ نام نيكش بدهر شيخ الزمان‬


‫دار دميد موسى عاصى ـ روز مشر شفاعت از ايشان‬
‫كرهى خوهى كه كردى سر بلند ـ در طريق نقـشبندى نقـش بند‬

‫توفى فى حاجى ترخان سنة ‪ 1294‬رضى الله عنه‪َ.‬‬

‫)الحاج خاص بولت الكأُْسـاتاِكأيى( عن محمود اللمانى‪َ.‬‬

‫توفى سنة ‪ 1302‬رحمه ال‪َ.‬‬

‫الدولة العثمانـدية واستوطن فى استانبول أخذ الطريقة عن الشيخ‬


‫)الشيخ الحاج موسى الرفلى( هاجر الى بلد د‬
‫)عصمت اليانيوى( عن عبد الله المكى عن خالد البغدادى رضى ال عنهم توفى بعد النقلب العثمانى رضى الله عنه‪َ.‬‬

‫)الشيخ الحاج أبوبكأر الكأستاكأى( عن يحيى الداغستانى‪َ.‬‬

‫دروى( عن محمد اليراغى‪َ.‬‬


‫ي‬ ‫شاو الن‬
‫)الشيخ الحاج تاـ ا‬

‫)الشيخ الحاج محميد الدئبكأى( عن الشيخ جمال الدين القموقى‪َ.‬‬

‫)بشير اليخساوى( عن أجدملرت الكستاكى عن د‬


‫محمد اليراغى‪َ.‬‬

‫)الشيخ خان قـلى بابا المكأراغى( عن الحاج أحمد بابا ا لكورى عن اسماعيل ا لكوردميرى‪َ.‬‬

‫)عبد الحميد ابن الحسين الداغستانى الشروانى ثم المكأىي( حصدل العلوم فى بلده ثم رحل الى البلد السلمية وقدم‬
‫الكل والشيخ ابراهيم الباجورى فبلغ‬
‫الستانبول ومصر وأخذ فيهما عن العلمآء الجلء مثل الشيخ مصطفى الودينى استاذ د‬
‫حتى دألف هنالك حواشيه على‬‫من العلوم ذروتها ثم قدم مكة المكرمة واستوطن بها واشتغل بالتدريس والفادةا والتأليف د‬
‫التحفة شرحا المنهاج لبن حجر فى مجلدات ضخمة وطبعوه فى مصر وهى مشحونة بفرائد التحقـيقات وشوارد‬
‫التـدقـيقات‪َ.‬‬
‫‪102‬‬
‫كان عالما باللسن الثـلثة العربية والفارسية والتركية وأخذ الطريقة النقـشبندية عن الشيخ )محمدد مظهـر( قددس‬
‫سره وله منه إجازةا وصحبة‪َ.‬‬

‫كان )رحمه ال( وقورءا مهيبا حسن السمت كثير الصمت وكان فى آخر عمره مشتغل بالتدريس وكان يجتمع عنده‬
‫الخوان ويستـفيدون منه العلوم الظاهرةا والباطنة وكان بعد حلقة الصبح يشتغل بدرس التحفة وكان شافعى المذهب‬
‫يحب الخلوةا ويكثر العزلة وكان بعد أكل غدائه يذهب الى حجرته فى المدرسة السليمانية ويقعد‬
‫د‬ ‫شديد الصلبة فيه وكان‬
‫فيها الى العصر مشتغل بوظائفه من الوراد والمراقبات ل يأذن لحد أن يدخل عليه غير أولده فى غير يوم الجمعة‬
‫والثـلثآء فمن كان له حاجة اليه كان يعرضها عليه فى هذين اليومين‪َ.‬‬

‫ومتحريا الحتياط وكان فى تربية الخوان سالكا مسلك القـتصاد مثل‬


‫د‬ ‫وكان محافظا على أوائل أوقات الصلوات‬
‫ال ويطالع الكتب ولسديما كان يصدحح‬ ‫العلمية غالبة عليه ولذاك كان ل جيدرى فى خلوته د‬
‫د‬ ‫مشائخه ا د‬
‫ل أنه كانت النسبة‬
‫محمد مظهر للجلوس مكانه بعده توفى ليلة الخميس من ‪ 26‬ذى الحجة سنة‬ ‫عينه استاذه د‬ ‫حاشيته على التحفة وكان قد د‬
‫‪ 1301‬ودفن فى المعلى امام قبة سيددتـنا خديجة الكبرى رضى ال عنها وكان جنازته عظيمة جّدا ولدما توفى رثاه‬
‫القزانى المكىد قال يرثى‪:‬‬
‫د‬ ‫الدبآء ومنهم الشيخ محمدد جمراد‬

‫حل فى دار القرار وحيد عصره ـ شيخنا عبد الميد وخيّـما‬ ‫لقد ّ‬
‫مرما‬
‫وآثر ما عند الهيمن تاركا ـ على شاننا شهر الفتوح ّ‬
‫كل الرّزية بعد ما ـ أذاق لنا كأس الـنا وأطعمنا‬
‫وأخلفنا ّ‬
‫وأخلف كلّ العالي بسرة ـ وأحرق سودآء الفؤاد وأضرما‬
‫طرا وضاقا وأظلما‬ ‫فأضحى لنا باب الزيادة مغلقا ـ وباب الصفا ّ‬
‫درا عقيقا وعندما‬‫أعينى جوًدا بالذى قد بلتما ـ بأنواعه ّ‬
‫بأطلل من كانت رياضا بفيضه ـ فعادت قفارًا مذ قلها وأتما‬
‫تكرما‬
‫النات ّ‬ ‫ب عامله با أنت أهله ـ وأسكنه ف أعلى ّ‬ ‫فيا ر ّ‬

‫انتهى رحمه الله‪َ.‬‬

‫ى( حصدل علومه عن علمآء عصره ولقي الشيخ الحاج عبد الردحمن‬ ‫ى الوار ي‬ ‫)الشيخ االحاج محميد بن عثمان الكأِكأـِن ي‬
‫الثغورى وكان منه مجازا فى الطريقة النقـشبنددية كان عالما عارفا بال تعالى له آثار فى الطريقة ومنها كتابه المسدمى‬
‫الروسية ثم هاجر‬‫الدولة الردوسية االسابقة فى بعض اختلل الددولة الى بلد د‬‫بـ )دأيها الولد( بلسان العرب والوار نفته د‬
‫منها الى استانبول ثم مكث فى )آلما آلن( مددةا ثم توفى سنة ‪ 1332‬ودفنوه هنالك رضى ال عنه‪َ.‬‬

‫وعلو مقامه وكذا أخوه الصغير العالم نجم الددين‬


‫د‬ ‫وقد أثنى عليه الشيخ عبد اللطيف الحزى وكان يخضع على جللته‬
‫مدحه بقصيدةا بليغة رائية وستأتى ان شاء ال تعالى فى أشعاره‪َ.‬‬

‫قال الشيخ عبد اللطيف هذه القصيدةا الهمزية يمدحه‪:‬‬

‫كيف أسغـلو عن حبّه وله ف ـ قلب العنّ منزلٌ وثوآء‬


‫‪103‬‬
‫قد شربنا من راحتيه مدامًا ـ فاستحنا وزال عنا العنآء‬
‫وجنينا فواكها من حاه ـ وبلغنا الن وحل النآء‬
‫ونشرنا ريان تلك الغان ـ وسقـتـنا من راحها الورآء‬
‫ودعـتـنا ال الزواج فتاة ـ وجهها الصّبح ريقها الصّهبآء‬
‫قدّها البان الردف منها كثي ـ وثناياها الدّّرة الوضّآء‬
‫الدرّ والوشاح لي ـ شنفها الياقوتة المرآء‬ ‫قرطها ّ‬
‫فطلبنا نكاحها من ولّ ـ عام ف بر فيضه الوليآء‬
‫ذاك طود التقى وبر العال ـ بل سعيد خدامه السعدآء‬
‫سيد تسد الدرارى عله ـ وهام عنت له الوزآء‬ ‫ّ‬
‫ل يزل ناشر العارف حت ـ فاح من طيب نشره الغبآء‬
‫وترقى ال سآء العال ـ فسمت وازدهت به العليآء‬
‫طلعت من جبينه شس سعد ـ فسرى ف الأكوان منها الضّيآء‬
‫يا لب حوى العارف طرّا ـ لبحر غّواصه العلمآء‬
‫كيف ترقى رقـّية الوليآء ـ وهو مول لم وهم خدمآء‬
‫شخص ـ وهو فيها اليتـيمة العصمآء‬‫ٌ‬ ‫هل يباريه ف معاليه‬
‫الدرّ والباء سوآء‬‫أىّ مدح يوى مناقب شيخ ـ عنده ّ‬
‫ور ـ اذ مزاياه دونا الصبآء‬ ‫انّن ف اطرائه ف ُقصُ ٍ‬
‫ال ـ عجزت عن أحصائها البلغآء‬ ‫كم له ف ارشاده من مففع ٍ‬
‫هبت من صوبه الدوآء‬ ‫حبه ف هيام ـ حيث ّ‬ ‫غي أنّى ف ّ‬
‫هاك شعرًا فقـدته وقريضًا ـ عجزت عن تبيه النسآء‬
‫وصل على من ـ تاه أرض من مده والسمآء‬ ‫يا الى سلّم ّ‬
‫أحد الصطفى الذى من عله ـ خدمته الملك والنبيآء‬
‫وعلى آله الطاييب أسماط ـ العال وشسها الزهرآء‬
‫وعلى صحبه نوم الدى ـ هم أتقـيآء أكارم أصفـيآء‬
‫الرجآء‬
‫وارع عبد اللطيف من دارهاتٍ ـ وبليا يا من اليه ّ‬

‫)امممه دبيْر اليروجى( هو الشيخ الشهير من مشايخ الطريقة النقـشبندية كان عارءفا زاهءدا من رجال القرن الثانى عشر‬
‫و)الروج( قرية من قرى )لرسرعجـورر( من بلد المجاهد شمويل أفندى سابقا رحمه ال تعالى‪َ.‬‬

‫انى( هو الستاذ الكامل والشيخ الفاضل والعارف الواصل والولىد الباسل كان‬
‫ى الإالسْخ ي‬ ‫)الحاج كأُـْنـاته المِِجيـِغـ ِ‬
‫يش ي‬
‫الدولة‬
‫له اتباع ومريدون انخرطوا في سلكه وانتظموا فى عقده كان حيدا بعد استسلم المام شامل أفندى الى الردوسية نفته د‬
‫‪104‬‬
‫الروسية باتهامه ولم يعلم له خبرد بعد ذلك لكن اتباعه كانوا يعتقدون فيه الإعتقادات الفاسدةا التى ل‬
‫الردوسية السابقة الى د‬
‫توافق الشرع كما هو شأن العوام الذين ل علم لهم‪َ.‬‬

‫الدين الحزى فى مدحه قددس سره‪:‬‬


‫قال العلمة نجم د‬

‫ض سفيبُدفنا كُـغنـتفا‬ ‫فعفلى البذغكِر ُدغم واتغُرغك ِسفواهُ فكمفا غأفـفتى ـ ِبِه الشّغيُخ فب غ‬
‫حُر الففغي ِ‬

‫الى آخره وهو طويل سيأتى ان شاء ال تعالى فى أشعاره‪َ.‬‬

‫حصل العلوم عن علمآء‬


‫ارك( د‬ ‫ح ر‬
‫ت د‬
‫الدركأى( من ريف )دعدم ر‬‫)الشيخ الياس بن محمود بن محمد بن أمير الزدقارى ي‬
‫عصره وأخذ عن العالم الياس الزدقارى القدندى ورحل الى بلد )أقوشه( وغيرها وأخذ الطريقة النقـشبندية عن الشيخ‬
‫الشهير الحاج عبد الرحمن الثغورى رضى ال عنه وصار منه مجازءا للإرشاد والتسليك‪َ.‬‬

‫صدمار( فى بعض اختلل الددولة وأسكـنته فى بلدةا )نووزنسكه( وكان‬


‫الروسية السابقة نفته الى ولية ) د‬
‫ثم ان الددولة د‬
‫عمره اذ ذاك فى ‪ 53‬سنة بقى هنالك عدةا سنين يرشد الناس وينصحهم كان يرحل لديه الناس من جميع الدنواحى من‬
‫داغستان وقازان وغيرها‪َ.‬‬

‫ووقع بينه وبين علمآء قازان وتاتار ومشايخهم صحبة ومودةا وتعارف بعضهم بالردسالة وبعضهم بالملقاةا وأرسل اليه‬
‫مدرةا الفاضل اسماعيل غصبرنسى القريمدى محرر جريدةا )ترجمان( سابقءا مكتوءبا يطلب منه الجواب فى مسألة كتابة‬
‫المصحف الشريف بالشكل الصغير كقدر الكف فأجابه الشيخ بمرامه وجوازه وكتب عليه أبياتا يظهر فيها تشكره على‬
‫النواحى‪َ.‬‬
‫ذلك‪ ،‬وبعد ذلك انتشر المصحف الصدغير فى مطبعة )باقجه سراى( الى سائر د‬

‫ومنهم العالم الفاضل عطاء ال التـتارى القزانى المام القاضى فى بلدةا )ينغى قله(‪َ.‬‬

‫وكان الشيخ من عجائب العصر لطيفا عفيفا تقيا ورعا حسن االنطق كثير الهيبة ذات لحية بيضاء وكانوا لديه كأنما‬
‫على رؤسهم الطير كانوا ل يقدرون أن ينظروا الى وجهه المنور وذلك لغلبة هيبته وشدةا سطوته )اتقوا فراسة المؤمن(‪َ.‬‬

‫كان فيداضا عارفا بدقائق الطريقة وبعلج النفوس المريضة والقلوب القاسية وله أتباع كثيرةا من الخواص والعوام‬
‫أكثرهم ماتوا‪َ.‬‬

‫والحاصل أنه أحيى مراسم الطريقة النقـشبندية بعد الثغورى رضى ال عنهم‪َ.‬‬

‫كان ناصحا ل ذاكرا كثير العبادةا مجاهدءا فى سبيل ال محى الليالى واليام بالدعوةا والرشاد والوعظ والنصيحة كان‬
‫اللين ويميل قلوبهم القاسية الى الحق كان ممتازا فى ضرب المثال فى المحاورات وكان كثيرا ما‬ ‫يتكلم الى الناس بالكلم د‬
‫يرسل الى الرجاء نصائح يدعوهم )فيها( الى ال ودينه وكان ابنه محمود خادمءا له ومعينا فى جميع شؤونه وكان محمود‬
‫وامده زوجته زازه ابنة على الزدقارى يمكثان معه وله ابن آخر أصغر منه اسمه محمدد‪ ،‬وللشيخ آثار ومؤلفات ومن‬
‫مؤلفاته )سلدم المريد( بلسان العرب طبعوه فى مطبعة قازان و)كفاية المريد( بلسان غموق وله قصائد كثيرةا فى الزهديدات‬
‫والمدحيدات وغيرها‪َ.‬‬
‫‪105‬‬
‫خرل عمره عاجزءا ل يقدر أن يقوم ويمشى وذلك لكونه مريضا بقى كذلك قدر سبع سنوات فى‬ ‫كان الشيخ فى آ ل‬
‫)نووزنسكه( وتوفى فيها سنة ‪ 1322‬فى ‪ 15‬ربيع الولى ثم حملوه الى داغستان بالتابوت على العجلة النارية ودفنوه فى‬
‫قرية )فاراول( من بلد تميرخان شوره )وهو( مشهور يزار رضى ال عنه‪َ.‬‬

‫يلوى( والخيلة قرية من قرى باكو كان شاعرءا أديبا من شعرآء‬


‫محمد الباكأوىي الخ ي‬
‫)عـبياس قـلى آقا بن ميرزه ي‬
‫القـفـقاز ذا عقل وذكاوةا اشتهر فضله فى أرجاء القـفـقاز وفى سائر القطار‪َ.‬‬

‫حصل العلوم والفنون ووصل الى ولية )داغستان( و)قوبه( وغيرها كان يعرف لسان العرب والفرس والترك‬
‫د‬
‫الدولة الردوسية السابقة لكنه قد استعفى عن وظيفته فى الخير وخرج الى سفر الحج ولما‬
‫خدمة د‬
‫ومرةا دخل على ل‬
‫والروس د‬
‫وصل الى )وادى فاطمة( موضع بين مكة والمدينة توفى هنالك سنة ‪ 1261‬وكان معه صديقه الحاج م د‬
‫ل عبد ال أخوند‪َ.‬‬

‫سياحا جال جميع وليات القـفـقاز‪ ،‬والجركس‪ ،‬والكرجى‪ ،‬والناطول‪ ،‬والذربيجان‪،‬‬ ‫وكان عـدباس قـلى د‬
‫ويليقوروسيا‪ ،‬وليفلنديا‪ ،‬وليتوا‪ ،‬ولهستان وكتب ما رآه فيها من المعلومات التاريخيدة وما ذهبوا هنالك من السلطين‬
‫والملوك والقوام وله آثار كثيرةا ومؤلفات فى علوم متنوعة‪َ.‬‬

‫وقد أدلف كتابه )كـلستان ارم( فى تاريخ داغستان بلغة الفرس وقد نقل منه ميرزه حسن أفندى ء‬
‫شيئا كثيرءا فى كتابه‬
‫تاريخ داغستان بلغة الذربيجان ولكنده يوجد فيه أشياء غير صحيحة‪َ.‬‬

‫وله غير ذلك كتب كثيرةا دألفها بلغة الفرس والترك والعرب وكتاب )عين الميزان( هو بلغة العرب‪َ.‬‬

‫وترجم عـبداس قـلى آقا أفندى نفسه كتابه )كلستان ارم( الى لغة الردوسية وأرسله الى ايمبراطور الردوسية سابقا‬
‫وطبعوه‪َ.‬‬

‫وكان عـدباس قـلى آقا على مذهب الشيعة لكنه كان قليل التعصب جددا وكان ل ينكر الخلفاء االربعة وكان فى‬
‫الإعتقاد قريبءا على آراء أهل السنة رحمه ال‪َ.‬‬

‫لى( مات قبل تحصيل العلوم وكان صاحب خط بديع مبين كتب بيده كتبا‬
‫الطدالب الشاب )بك ميرزه بن على بك اليدركأـ ي‬
‫كثيرةا توفى سنة ‪ 1266‬ودفن فى مقـبرةا دركلى‪َ.‬‬

‫)الشيخ العارف بال تعالى الحاج آرزى بن مرتضى الغزانيشى الصغرى( أخذ العلوم فى حداثة سنه عن علماء‬
‫عصره ولقى العلمة عبد ال الحبشىد ولزمه برهة وفى الخير لقى الشيخ جمال الدين القموقى النقـشبندى الشهير‬
‫الدولة الردوسية السابقة‬
‫واستفاد منه وسلك الطريقة النقـشبندية لديه وصار منه مجازءا فى الرشاد وفى بعض اختللت د‬
‫نفته الى بلد الردوسية تـتهمه بارشاده الناس الى الطريقة ثم منه هرب الى البلد العثمانية ووصل الى بلدةا استانبول‬
‫محمد ظافر المدنى استاذى‬‫ولقى فيها العلماء والمشائخ كالشيخ العارف بال تعالى أبى الهدى الصديادى والشيخ المحترم د‬
‫السلطان العثمانى عبد الحميد وفى الخير مكث فى بعض زاوية من زوايا الشيخ محمد ظافر يعبد ال تعالى ويراقبه سرّا‬
‫وجهرءا وكان الشيخ محمد ظافر يعينه ويرتدبه الخيرات والمبرات كالطعام واللباس وال خير الرازقين‪َ.‬‬
‫‪106‬‬
‫وكان له اتباع ومريدون توفى بعد النقلب العثمانى رضى ال عنه‪َ.‬‬

‫)الحاج مرتضى على الكأدالى( كان عالما شهيرا فقيها وكان فى الخير قاضى القضاةا فى بلدةا )تميرخان شوره( وكان‬
‫حق الجمعة الى الشيخ العالم الفقيه‬
‫مرةا مسئلة فى د‬
‫سنة ‪ 1308‬فى قيد الحياةا أخذ عنه علماء السهل والجبل وأرسل هو د‬
‫عبد الحميد الشروانى فى مكة رحمهما ال تعالى‪َ.‬‬

‫فن الحساب وغيره وكان رحلة للطالبين من النواحى‬


‫ركأى الأوارى( هو العالم الشهير الفقيه الماهر فى د‬
‫)الحاج حمزة الج ي‬
‫أخذ عنه العلماء كالعالم القاضى الياس الددركلىد والعالم الميقاتى داود الغربداغى توفى قبيل النقلب الروسىد رحمه ال‬
‫تعالى‪َ.‬‬

‫د‬
‫الوحلى‬ ‫)العالم المتقن على الخجلا مكأى( كان عالما شهيرا معاصرا للعالم العلمة على السلطى أخذ عنه العلمة عمر‬
‫وغيره رحمه ال تعالى‪َ.‬‬

‫الدركأى( كان عارفءا بال تعالى داعيا اليه ومجازا من الشيخ حجى على‬
‫العاياكأىي ي‬
‫)الستاذ الحاج ميرزه بن شعبان ا‬
‫الخخطى فى اجراء الطريقة النقـشبندية وكان يقال أنه كان حافظا لكلم ال تعالى وبعضا من أحاديث النبى صلى ال‬
‫عليه وسلم حج واعتمر ومات فى سفر الحج فوق السفينة فى البحر السود وألقوه بعد صلةا الجنازةا الى البحر وكان سنة‬
‫‪ 1325‬رحمه ال‪َ.‬‬

‫الدركأى( كان مولده فى بلدةا أقوشه من بلد داركه ونشأ فيها ولما كمل‬
‫)الحاج اممملا على أبو تراب بن اماعممه القوشى ي‬
‫سيما عن الشيخ الفقيه حجلعلى القوشى‬
‫رشده قرأ القرآن والعلوم الدينية ثم اشتغل بالعلم وأخذ عن علماء عصره ول د‬
‫ولزمه برهة ثم رحل الى القطار وأخذ فى بلدةا كبدان عن الشيخ القاضى دازى الكبدانى وغيره قرأ كتاب التحفة عن‬
‫درس وافاد‬‫علماء عصره تفـدقه فى المذهب الشافعىد رضى ال عنه كان مشتغل بالعلوم فى جميع عمره وممارسا لها د‬
‫المحصدلين وكان فريد عصره ووحيد دهره ولقى الشيخ الياس الزدقارى رضى ال عنه وأخذ عنه الطريقة وأجاز له‬
‫الشيخ للرشاد والتبليغ‪َ.‬‬

‫رحل الشيخ الى البلد والممالك الخرى وذهب الى بخارى وما ورآء النهر وولية شروان وشماخى ولقى فيها العلمآء‬
‫الدولة العثمانية ولقى الكابر هنالك ونزل فى استانبول ولقى فيها شيخ الإسلم فى البلد العثمانية‬‫والمشائخ ورحل الى د‬
‫صيادى الرفاعى( صاحب المؤلفات النافعة أهدى هو من مؤلفاته اليه كديوانه فى المديح ولقى أيضا فيها‬ ‫)أبا الهدى ال د‬
‫)الشيخ محمد ظافر المدنى( وأهدى هو اليه أيضا كتابه )النور الساطع‪ ،‬والبرهان القاطع( ووصل الى بلد الشام ودخل‬
‫كرمة حج‬‫دمشق وحما وحمص وغيرها من بلد السلم ولقى فيها الكابر والمشائخ والعلمآء العلم ووصل الى مكة الم د‬
‫ثم وصل الى المدينة المنودرةا وزار النبى صلى ال عليه وسلم ولقى فيها الكابر والعلمآء‬ ‫واعتمر وزار المشاهد الشريفة د‬
‫كلهم بالجازةا المطلقة ورضوا عنه وكان متـقـنا فى العبادةا مداومءا على الجماعة والجمعة‬ ‫واستفاد منهم وأجازوه د‬
‫جل همدـته‬
‫أمارءا بالخير والمعروف ندهايءا عن المنكر والمعاصى واعظا ناصحا منصحا وكان د‬ ‫وسائر الطاعات وكان د‬
‫يحث الناس على ذلك ويحردضهم كان كثير الموددةا بأهل العلم ومشتغليه وكان‬
‫د‬ ‫وقصده المدارس والمكاتب واقامتهما وكان‬
‫ينكر الناس بعدم اقرائهم القرآن بالتجويد‪َ.‬‬
‫‪107‬‬
‫كان )رحمه ال( ذا هيبة حسنة وسيمة منورةا كان الناس يتحابونه من جللته وكان رحلة للطالبين من جميع النواحى قد‬
‫دردس وأفاد الناس قدر أربعين سنة خرج عنه تلمذةا كرام وكان له مريدون واتباع من جميع النواحى ويوجد له آثار فى‬
‫العلوم والمسائل‪َ.‬‬

‫يحب الطائفة الذين يدعون الجتهاد المطلق الن وكان ينكرهم غاية‬
‫د‬ ‫وكان ظنه حسنا بأئمة السلم ومشائخه كان ل‬
‫حب الطلبة الذين يقرأون العلوم العصرية ويدخلون دار العلوم والفنون وكان يقول‪" :‬ان أصل مادةا‬
‫النكار وكان أيضا ل ي د‬
‫ولما وقع النقلب الروسى قد تصدر الناس باسم شيخ السلم واجتهد على احياء الشريعة‬ ‫الغترار والكفر يتولد منها" د‬
‫السلمية بقدر جهده وقابل الكفار بعساكره وأتباعه وكان قد أقام سياسة شريفة بفكره وعقـله ولكون أصحابه من علماء‬
‫السوء وشرار الناس ولكثرةا وقوع النفاق والفسوق بين الهالى وفقد التدحاد فيما بينهم صار ما صار ووقع ما وقع وقدر‬
‫ال محيط بالشياء فال يعفو عنه ويصفح وال غفور رحيم توفى سنة ‪ 1348‬فى ‪ 9‬ذى القعدةا يوم الثـلثآء‪َ.‬‬

‫)أسلن أفندى الشتولى( هو الهمام العلمة المرشد الفهامة وكان سنة ‪ 1293‬موجودا فى قيد الحياةا رحمه ال‪َ.‬‬

‫وارى( هو العالم العلمة المحقق الفقيه رحمه الله ويوجد له تقارير كان معاصرءا للعالم‬
‫ي‬ ‫)عمر محمد الطدى الهدى الأ‬
‫المجودد آدرةا العورادى‪َ.‬‬

‫)القاضى أبوبكأر القوشى(‬

‫)القاضى محمد بن القاضى على السلطى(‬

‫قد توفى العالم الفاضل الحاج بالحرمين )رضوان الثغورى( فى ‪ 19‬محردم ليلة الخميس سنة ‪َ.1247‬‬

‫)بهاء الدين بن الحاج زكأريا بن القاضى عمر بن الحاج على بن محمد بن العالم نجم الدين( هو الطالب المتحرى‬
‫المتبحر والستاذ المتبصدر أحمد بن الحاج عبد الرحمن الثغورى‬
‫د‬ ‫للعلوم النافعة المتصرف لمحاسنها الساطعة عند العالم‬
‫فى قرية ثغور فى تاريخ ‪َ.1283‬‬

‫)اخااساْي ميرزه النصلطيى الواريى( توفى )فى( أوائل المائة الرابعة‪َ.‬‬

‫محمد ميرزه الطليقى الوارى( كان عالما فاضل من علماء أوائل القرن الرابع عشر‪َ.‬‬
‫) ي‬
‫‪108‬‬

‫التعليق للناشر‬

‫قد انتهى "نزهة الذهان فى تراجم علماء داغستان" فى هذا الموضع بيد المؤلف نذير بن الحاج محمد الدركيلى‪،‬‬
‫ونحن ل ندرى هل هذا الختم كان غاية تراجم العلماء او انه اراد ان يزيد على هذا فلم يدرك فمات عنه قبل اتمامه كما‬
‫قصد هو‪ ،‬وهذه الرواية ارجح من الول‪ ،‬فان قلنا هذا الموضع تمام كتابه وغاية تراجم العلماء فهذا غير ممكن لنه يوجد‬
‫فى اثناء كتابه اسماء بعض العلماء الذى قال المؤلف فى حقهم‪ :‬سيأتى ذكرهم فى تراجمهم انشاء ال‪ َ.‬مثل انه ذكر فى‬
‫ترجمة الحاج كنتا المجيغيشى اشعار العلمة نجم الدين الحزى فى مدحا الحاج كنتا بل تمام فقال‪ :‬الى آخره وهو طويل‬
‫سيأتى ان شاء ال تعالى فى أشعاره‪ َ.‬ونحن لم نقف ولم نصدف فى هذا الكتاب ترجمة نجم الدين الحزى‪ ،‬فهذا دليل على‬
‫ان هذا الختم ليس تمام تراجمه بل انه اراد ذكر تراجم سائر العلماء فلم يستطع ليا سبب ل ندرى والقريب الى الظن انه‬
‫‪.‬مرض مرضا شديدا حيث ل يرجى برؤه من قريب او انه مات فجئة قبل اتمامه كما مات المام النووى قبل اتمام كتابه‬

‫ثم آخر ما نستدل على ان هذا الختم ليس غاية تراجمه هو انه ل يوجد فى نزهته هذه تراجم علماء عصره من‬
‫شيوخه ومعلميه فكيف نختم هذا الكتاب فى هذا الموضع وان المؤلف لم يذكر تراجم شيوخه ولسيما استاذه ومعلمه‬
‫ابوسفيان ابن آكاى فهذا عمل محال لمثل هذا العالم الجليل‪ ،‬الديب وخير الحليل‪ ،‬الى رحمة ال الرحيل‪ ،‬وكان فى‬
‫عصره علماء اجلء ورثة النبياء فالعجب كل العجب عدم ذكرهم فى هذا الكتاب‪ َ.‬فلستحالة عدم ذكرهم فى اجدل تراجم‬
‫‪.‬العلماء تيقن لنا ان هذا الختم ليس آخر ترجمة بل فى نيته كان ان يذكر اكثر من هذا فمات قبله رحمه ال‬
‫فلذلك يلزم على علماء عصرنا ان يمد هذا السفر العالى ويؤلف تراجم العلماء ابتداء من بعض العلماء الذين لم‬
‫يذكرهم المؤلف الى علماء عصره بل الى علماء الذين ادركناهم وسمعناهم وماتوا‪ َ.‬فان سكتنا عن ذلك وجفونا فيه‬
‫وتركناهم بل ذكر لم يرضى ال عنا فان ال يحب ان يذكر اهله ورجاله كما ذكر هو تعالى بقوله‪" :‬رجال ل تلهيهم‬
‫التجارةا ول بيع" وذكر ال تعالى فى كتابه تراجم بعض النبياء والولياء والعلماء وذلك دليل على انه تعالى يريد ان‬
‫يذكر ويؤلف تراجم علماء العاملين وعباده الصالحين‪ َ.‬وصلى ال تعالى وسلم على محمد وعلى آله واصحابه اجمعين‪،‬‬
‫والحمد ل رب العالين‪َ.‬‬

You might also like