Professional Documents
Culture Documents
مكتبة نور - كتاب التخطيط الاستراتيجي للشركات العائلية PDF
مكتبة نور - كتاب التخطيط الاستراتيجي للشركات العائلية PDF
مقدمــة
ومما ال شك فيه أن فـي مرحلة ما من مراحل منو الشركة ودورة «مم���ا ال ش���ك في���ه أن فـي
حياتها ،تربز احلاجة إىل رسم خطوط عا ّمة ملستقبل الشركة لتسري مرحل���ة ما م���ن مراحل منو
الشركة ودورة حياتها تربز
عليها .فحينما تكون ّ
الش���ركة عاملة فـي بيئة دينام ّية تنافس��� ّية ،يكون احلاج���ة إىل رس���م خطوط
هناك نوع من القلق حول استمرارها فـي احلياة .وتسعى الشركة إىل عا ّم���ة ملس���تقبل الش���ركة
قابال لالس���تمرار ،مبا تقدّمه من س���لع أو خدمات. أن يكون وضعها ً لتسري عليها»
جيد القارئ لتاريخ ش���ركات العائالت ما ال يكاد حيصى من األمثلة
على ش���ركات عانت نكسات ،وأخرى س���ارت حنو األعلى وازدهرت
أن النجاح أو اإلخفاق مب���رور الوقت .ويالحظ الدارس هل���ذا الوضع ّ
كان���ا فـ���ي غالب األحيان بس���بب ق���درة اإلدارة أو ع���دم قدرتها على
صياغة سياسات ترشد مستقبل الشركة.
ومن خالل متابعاتنا ملا يتعلق بالشركات العائلية وإدراكنا ألهمية
التخطي���ط االس�ت�راتيجي فـي إجناح ش���ركة العائل���ة واطالعنا على
البح���وث اليت أجري���ت والنماذج اليت أعدت إلكم���ال عملية التخطيط
االس�ت�راتيجي ،اكتش���فنا قصورها وع���دم مواءمته���ا وموازنتها بني
احتياج���ات العائل���ة واحتياج���ات الش���ركة .وم���ن ذاك املنطلق قمنا
بتصمي���م من���وذج للتخطي���ط االس�ت�راتيجي يتناس���ب م���ع ش���ركات
العائ�ل�ات فـي اململكة العربية الس���عودية ويراع���ي اجلوانب الثقافية
واالجتماعي���ة والعقدية اليت تلقي بظالهلا على كل جوانب احلياة فـي
إن النموذج الذي نقدّمه فـي هذا البحث يركز على التكامل بني اململكةّ .
مؤسسيت العائلة والشركة ،ويقرتح وضع أنظمة للعائلة ،مثل دستور
العائل���ة وجمالس ولق���اءات العائلة ،لزيادة التواص���ل بني أعضائها،
خيص الشركة .كما يطرح هذا موحدة للعائلة فيما ّ ولتطوير فلس���فة ّ
ً
وطرقا لتطوير رؤية مش�ت�ركة للعائلة ً
طرق���ا لتقويم العائل���ة النم���وذج
االسرتاتيجي
ّ وتشكل هذه الطرق أساس عمل ّية التخطيط ّ والش���ركة.
هلذه الشركات .ويوصي النموذج بق ّوة بأخذ الثقافة ونظام قيم العائلة
فـي االعتبار أثناء القيام بعمل ّية التخطيط االسرتاتيجي.
يشمل النموذج املقرتح مواصفات رئيسية مستمدة من اجلوانب
الثقافي���ة للنظ���ام الس���عودي الذي يتبنى أساس���ا ش���ركات رأمسال
املضارب���ة املبنية على املبادئ اإلس�ل�امية .وس���وف ي���رى القارئ أن 2
مقدمــــة
وباهلل التوفيق،،،
د .سامي سلمان
5
تعريف شركة العائلة
الفصل األول
تعريفات ومصطلحات
أثر
تعرف منش���أة العائلة بأنها شركة أو مؤسس���ة يكون للعائلة ٌّ
قوي فـي إدارتها اليومية ،مبا فـي ذلك املِلك ّية أو َ
الشراكة اليت تشمل ٌّ
7 كامل املؤسس���ة .ويشمل هذا األمر الش���ركات العامة احملدودة اليت
تعريفات ومصطلحات
تك���ون أمورها بيد العائلة .ومن صفات الش���ركة العائلية أنها – فـي
أغل���ب احلاالت -ش���ركة مغلقة عل���ى ُمالكها فقط .جدي���ر بالذكر أن «متثل األسرة املصدر األول ّ
«مصطلح الشركات العائلية مصطلح عرفـي ال وجود له فـي نصوص للم���ال والدع���م العاطف���ي
بالنس���بة للش���ركات؛ فهي
نظام الش���ركات الس���عودي وال غريه من قوانني الش���ركات املقارنة. املص���در األول ملال���ك ه���ذا
ويعود الس���بب فـي ش���يوع هذا املصطلح إىل تكوين بعض الشركات الن���وع من الش���ركات ألنها
من ش���ركاء ينتمون إىل عائلة واحدة كاألب وزوجت���ه وأبنائه»( .)1فقد مت��� ّد الش���ركة ب���رأس املال
احنص���ر التصنيف القانوني للش���ركات العائلية فـي عدة مس���ميات؛ واملس���تخدمني واألف���كار
والدم اجلديدة»
فقد تكون الش���ركة العائلية (ش���ركة ذات توصية باألس���هم)؛ خاصة
بأبناء العائلة فقط ،أو (ش���ركة تضامن) ،أو (ش���ركة ذات مس���ؤولية
ً
ش���خصا حمدودة) ،أو (ش���ركة توصية حم���دودة) .وقد يكون املالك
واح���دا أو أعضاء ألس���رة واحدة .وحيدث فـي مثل تلك الش���ركة أن ً
يقوم صاحبها بتوظيف أفراد أس���رته فـي الشركة .وقد ميلك الشركة
و ُيس�ِّي�ِّرّ ش���ؤو َنها أبناء مؤسس الش���ركة أو أحفاده أو أفراد آخرون
من أس���رته .والس���مة املميزة لش���ركة العائلة أن ملك ّيتها تعود لعائلة
ً
شكال آخر واحدة ،تسيرّ ش���ؤونها ،وتتحكم فـي إدارتها ،أو متارس
من أشكال التحكم فـي الشركة.
إن العنص���ر امله���م فـ���ي ش���ركات العائ�ل�ات هو احت���اد العالقة
األُ َسر َية والعمل والشركة فـي كيان واحد .وينطبق هذا التعريف على
شركة ما مبقدار ما تكون ملك ّيتها وإدارتها مركزة فـي عائلة واحدة،
ومبق���دار اجلهد الذي يبذله أفرادها فـي حتقيق الرتابط واس���تدامته
بني الشركة والعائلة.
ً
توضيحا آخر لتحديد كون ش���ركة ما ش���ركة ميك���ن أن نضي���ف
ً
مستمرا من جيل إىل اجليل عائلة ،وهو أن يكون التحكم فـي الشركة
التالي من العائلة ،ويتوفر فيها األس���اس الالزم سواء بشكل صريح
أو ضمين لس�ي�ر الش���ركة حبس���ب وجهة نظر العائل���ة اليت حيملها
أفرادها.
هناك تشابه بال ريب بني عمليات التخطيط واإلدارة فـي الشركات
«تعترب الش���ركات العائلية اململوكة لعائلة وغري اململوكة لعائلة من حيث أن كال النوعني يس���عى
من أكث���ر األمناط التنظيمية إلجن���از عدد من األهداف ،بينما يتبني الف���رق فـي كون املصلحة فـي
ً
ش���يوعا فـي ع���امل األعمال
ً
أساس���ا إىل العائلة ،كما يظهر الفرق الش���ركة اململوكة للعائلة تعود
وتساهم بنسبة ترتاوح بني
( )%70و( )%90م���ن الناتج فـ���ي الطريق���ة اليت ُتنفذ به���ا اخلطط واإلدارة ،وفـي أن مالك ش���ركة
اإلمجالي العاملي» العائلة قد يظهر أثره فـي كل خطوة من تلك الطريقة.
لن تنجح ش���ركة العائلة ،تلك املؤسس���ة الفريدة اليت جتمع حتت
جناحه���ا نظام�ي�ن خمتلفني :نظام الش���ركات ،ومؤسس���ة العائلة ،ما
مل يك���ن هن���اك تناغم فـي التفك�ي�ر وفـي القيم واأله���داف بني العائلة
وبني الشركة .فنظام الش���ركات نظام تنافسي؛ يتحرك بدافع حتقيق
أهداف حمددة ،موضوعة سلفا .وفـي اجلانب اآلخر ،فأن نظام العائلة
غالبا ضمن مسؤوليات ووالءات تقليدية ،يستمد منها دوافعه. يتحرك ً
وحينم���ا جيري تركيب النظامني فـي وحدة واحدة ،فإن ذلك س���يعين
كثريا من حت ّي���زات العائلة وتقلّباتها وعالقاتها الداخلية
ً بالتأكي���د أن
س���وف تنعكس على أسلوب عمل الش���ركة ،وعلى قراراتها وفرصها
املستقبلية .فاألسرة متثل الروح والطاقة وااللتزام؛ وهي األمور اليت
تؤدي فـي األصل إىل إجياد الش���ركة .وفـي ذات الوقت ،فأن األس���رة
حتتوي على عناصر قد تؤدي إىل تدمري الشركة وفنائها.
«تعت�ب�ر ظاه���رة عمل األب يرجع إنش���اء غالبية الشركات املش���هورة عرب العامل إىل العائلة.
واالب���ن يف ش���ركة عائلي���ة فكي���ان العائلة ّ
ميث���ل املصدر األول للم���ال؛ وكذلك الدع���م العاطفـي
ً
ش���يوعا وتعتمد على األكثر
قوة العالقة بينهما».
بالنس���بة للشركات .فاألس���رة هي املصدر األول ملالك هذا النوع من
الش���ركات؛ ألنها مت ّد الش���ركة ب���رأس املال واملس���تخدمني واألفكار
والدم اجلديد .كل ذلك ميثل دافعا كافيا للمالك للعمل اجلادّ ،حماول ًة
والسعي إىل احملافظة على استمرارية الشركة. لتحقيق النجاحّ ،
11
مقدمــــة
املؤسس�ي�ن أن حيافظن
إن األولو ّية فـي دور زوجات األش���خاص ّ ّ
ً
فكثريا ما يكون دور الزوجة دور الوسيط الذي حيمي على األس���رة؛
األس���رة م���ن ح���رب أهل ّية حينما ينش���ب خ�ل�اف بني مالك ّ
الش���ركة
وأوالده.
جـ-ال ّنساء فـي دور ر ّبات العمل:
كان دخول النس���اء كمالكات للشركات أبرز التطورات فـي وضع «تتج���ذر ظاه���رة عم���ل
الش���ركات على مدى العش���رين عاما املاضي���ة .وكان هذا أوضح ما الزوج�ي�ن فـ���ي ش���ركة منذ
القدم ،وتقوم على املساواة
يكون فـي قطاع املالك الفرد ،وكذلك فـي شركات املشاركة ّ
والشركات بني الطرفني ويعتمد جناحها
احملدودة. على املش���اركة فـ���ي اختاذ
الق���رار وجتن���ب االنتقاد أو
يغلب على ال ّنساء حني ُينشئن شركة أن يكون دافعهن نفس دافع النزاع».
الرئيس���ي فـي كال احلالني ليس داف���ع ال ّربح ً
غالبا، ّ ال ّرج���ل؛ فالدافع
الش���عور بالرضا عن الذات ،والش���عور باالس���تقالل واحلرية. وإنمّ ا ّ
ّ
دورهن أن ال ّنس���اء حينما يك���ون
يظه���ر م���ن خالل البح���وث املتوفرة ّ
للشركة فإ ّنهن ُيظهرن ،فـي أغلب األحيان ،قدرة على اإلبداع مالكات ّ
ّ
حضورهن ،ويبذلن ّ
ولديهن مي���ل أكثر إىل تأكي���د أكث���ر م���ن ال ّرجال،
جهدا أكرب من ال ّرجل إلجناز أهدافهن ،غري أن لدى النس���اء صعوبة ً
مما لدى ال ّرجال.فـي تفويض اآلخرين باملسؤول ّية أكثر ّ
حتتاج النس���اء حني يتبوأن منصب رئاسة العمل إىل دعم العائلة
بنفس الدرجة اليت حيتاجها الرجال .ونس���بة النس���اء الالتي حيتلني
منص���ب مدير ش���ركة فـي الوالي���ات امل ّتحدة هي ( ،)%21مبا يش���مل
أن النس���اء أنش���أن حوالي ( )%40من كل ش���ركات املدير العام .كما ّ
املضاربة.
توصف ش���ركات العائالت ع���ادة بأ ّنها امت���داد لدينام ّيات ثقافة
العائلة وحت ّيزاتها ،وكثري من هذه الثقافة والتح ّيزات تكون مصبوغة
بالذكورة أو األنوثة ،ومن املعهود فـي أكثر شركات العائالت أن توفر
أمان عمل ألعضاء األسرة ال ّنساء.
14
الشكل العام لشركات العائالت
16
الشكل العام لشركات العائالت
يعيق تقدّم خمتلف املديرين املتنافسني ومن ّوهم ،أو جيعل من الصعب
املؤسس���ات التابعة لعائالت
احلفاظ عليهم ،هلذا ال ب ّد من أجل جناح ّ
أن يكون هناك توازن ج ّيد بني ش���خص ّيات أعضاء العائلة وما يس���ند
الش���ركة ،ح ّتى يش���عر ّ
كل ف���رد منهم بال ّرضا إليهم من مناصب فـي ّ
ع ّما يناله.
ّ
إن قدرة مالك الش���ركة على أن حي ّد من الصراعات الداخلية فـي
العائلة هو عامل حاسم فـي بقاء ّ
الشركة العائدة للعائلة.
حتد
ٍّ ق���د يكون احلفاظ على اس���تمرارية ش���ركة العائل���ة أصعب
يواجه اإلدارة على اإلطالق .فإن نس���بة ش���ركات العائالت الناجحة
اليت تستمر حتى اجليل الثالث ال تزيد عن .%13وشركات العائالت
كيان سريع العطب؛ فمعدّل استمرار ّ
الشركة األمريكية من هذا النوع
عاما .وتش�ي�ر الدراسات إىل أن ( )%30من شركات العائالت هو ً 24
تع ّم���ر حتى اجليل الثاني ،بينما ال يصل س���وى أق���ل من ( )%10إىل
اجليل الثالث(.)2
وأظهرت دراسة مشلت 500شركة أن عدد الشركات اليت ظلت
مستقلة ال يزيد على 188شركة ،أي أن أكثر من ( )%60من الشركات
هبوطا ً
بالغا فـي غضون ً بيعت ،أو انتقلت ملكيتها ،أو هبطت مبيعاتها
األربعني سنة املاضية .فما هي أسباب الفشل؟
19 ( )2جريدة الوطن -مصدر سابق.
تعريفات ومصطلحات
إن بعض أسباب الفشل اليت وجدت هي ما يلي: «نظ���ام العائل���ة عب���ارة عن
تركي���ب حماف���ظ يعمل على
.iتغيرّ كبري فـي التقنية. تقلي���ل مق���دار التغ�ي�رات
الصناعة على يد املز ّود واملنافس. .iiتغري ّ لإلبقاء على التوازن ضمن
العائلة وحفظ متاسكها».
.iiiقيام املنافسني بتقليد االسرتاتيج ّيات ال ّناجحة.
.ivنقص املوارد املال ّية.
.vنقص األيدي املاهرة واإلدارة اجليدة.
وإذا اس���تثنينا املشكالت التقليدية كالعوامل اخلارجية مثل عدم
القدرة على املنافسة أو مواكبة التطورات الصناعية والتقنيةّ ،
فإن أه ّم
إن ضغوط العمل أسباب انهيار شركات العائالت هي العائلة نفسهاّ .
فـي الشركة جتعل مشكالت التنافس بني اإلخوة وأبناء الع ّم وغريهم
أش��� ّد ِحدّة؛ وكذل���ك التنافس بني اجليل األك�ب�ر واجليل األصغرّ .
إن
توافقا ُم ً
لفتا للنظر بني الطول املتوس���ط لعمر ش���ركة العائالت ً هن���اك
ً
تقريبا ،وبني متوس���ط فرتة مثال ،وهو ً 24
عاما فـ���ي الواليات املتحدة ً
بقاء مؤسس الشركة فـي منصبه اإلداري بشكل فعال؛ وهذا مهم فـي
فهم الس���بب .فـي حني أنه يظهر من إحدى الدراس���ات أن ( )%35من
اضطرارا كان سبب فشلها ضعفً الش���ركات اليت بيعت إىل غريها
اإلدارة أو عدم وجود اخلليفة املناسب لإلداري املنشئ.
لع���ل مم���ا يفيدنا فـي فهم اإلط���ار الذي تقوم ضمن���ه العالقة بني
العائلة وش���ركتها ،أن ننظر إىل العائلة على أنها نظام وإىل الش���ركة
على أنها نظام آخر .فنظام العائلة هو تركيب حمافظ يعمل على تقليل
مقدار التغريات لإلبقاء على التوازن ضمن العائلة وحفظ متاس���كها.
فاألس���رة تس���تمد بقاءها من كون األفراد فيها يرتبط بعضهم ببعض
بعالق���ات عاطفية عميقة ،مبا يعنيه ذلك من جوانب س���لبية وإجيابية.
ً
كبريا من الس���لوك فـي العالقات العائلية ً
مقدارا يض���اف إىل هذا أن
مب�ن�ي عل���ى العقل الباطن الالواعي (مثال ذلك ش���عور األخ باحلاجة
إىل فرض سيطرته على أخيه ،شعور األب باحلاجة إىل أن يكون أقوى
من بنيه ،وهكذا) .إ ّنها عالقة تسقيها مصادر نفس ّية عميقة ،واألولو ّية
فيها لشعور أفراد العائلة بالوالء وال ّرعاية والتالحم فيما بينهم. 20
المشكالت التي تواجها شركات العائالت
أو الثالث لتحملوا املسؤولية عن تلك الشركات .ظل مؤسسو ومالكو «انش���ئت معظ���م ش���ركات
الش���ركة طيلة تلك الفرتة يديرون غالبية تلك الشركات ،معتمدين فـي العائالت فـي اململكة العربية
السعودية خالل فرتة طفرة
إدارته���م على ذكائهم وفطنتهم وعل���ى أصحابهم من رجال األعمال؛ أسعار النفط فـي الستينات
وال يوجد فـي مثل تلك اإلدارات أي نوع من التخطيط اإلسرتاتيجي. من القرن العش���رين ،واآلن
فق���د كانت الش���ركات حتافظ على وجودها بش���كل رئيس���ي بفضل جاء دور أبناء اجليل الثاني
أو الثالث ليحموال املسؤولية
الدع���م احلكومي وبفضل محاي���ة احلكومة للتجارة احمللية من هجوم
عن تلك الشركات»
الش���ركات األجنبي���ة اليت يديرها أفراد حمرتف���ون .يضاف إىل ذلك،
أن األس���واق كانت تتوسع بفضل ارتفاع عائدات النفط اليت جتنيها
احلكومة ،وبفضل املال الفائض فـي أيدي املستهلك .أما أبناء اجليل
الثان���ي فـي ش���ركات العائ�ل�ات فيفتقر أكثره���م إىل املعرفة احملرتفة
وتنقصهم اخلربة فـي إدارة شركات العائالت ،حيث مل يتدرب أولئك
ً
نظاميا على ي��� ِد اجليل األكرب فـي عائالتهم ،وال على ً
تدريبا الش���باب
أيدي الفرد املؤس���س للش���ركة أو على أيدي مدي���ر من خارج العائلة
يعم���ل فـي ش���ركة العائلة .نتيجة ذلك ،نالح���ظ أن أبناء اجليل الثاني
ً
ونظرا لقلة إمكانية اجليل أق���ل قدرة على التعامل مع ش���ركة العائلة.
اجلدي���د ،جند األفراد املؤسس�ي�ن لش���ركات العائ�ل�ات مرتددين فـي
مسألة توريث املسؤولية عن الشركة ،وهذا جمال رئيسي من جماالت
النزاع فـي ش���ركات العائالت فـي اململكة العربية السعودية .ال متلك
ً
مدعوما بالوثائق ً
دستورا للعائلة غالبية شركات العائالت فـي اململكة
حيكم سلوك أفراد العائلة الذين ينخرطون فـي عمل الشركة ،ويضع
األنظمة اليت تس���اعد فـي ضبط عمل ش���ركة العائلة .واحلقيقة أنه ال
خيط���ر ببال غالبية تلك العائالت احلاجة إىل ذلك؛ فمجالس العائالت
حتك���م أكثر أف���راد العائالت وأكثر أعمال العائ�ل�ات .ومل تتهيأ أكثر
ش���ركات العائالت فـي اململكة العربية الس���عودية للتغيري ،وال متتلك
بيئة الشركات فلسفة تتبنى واقع التغيري الدائم .تنظر أكثر العائالت
إىل شركة العائلة على أنها إرث للعائلة ،ومصدر دخل ألفراد العائلة،
ضخما على موارد شركة العائلة. ً ً
ضغطا ويضع هذا
22
المشكالت التي تواجها شركات العائالت
*ضع���ف التواص���ل ضمن العائلة ،وش���كل القيادة فـي ش���ركة «التوقع���ات ه���ي أك�ب�ر
العائلة ،ومقاومة التغيري ،وقلة الش���عور باملس���ؤولية بني أفراد مص���ادر املش���كالت فـ���ي
شركات العائالت»
العائلة.
*التناف���س ح���ول املوارد وص���دام األهداف ،مما ق���د يؤدي إىل
املش���كالت ،كم���ا أن طريق���ة تعام���ل أف���راد العائلة س���واء مع
التنافس أو النزاع قد خيلق مشكالت فـي الشركة.
:2-6-1أشكال النزاعات فـي شركات العائالت:
ً
ش���يوعا فـي ش���ركات ونوض���ح فيما يل���ي أكثر أنواع النزاعات
العائالت:
*الن���زاع ح���ول اختالف درج���ات طم���وح األفراد م���ن أعضاء
العائلة.
*الن���زاع عل���ى الفروق ب�ي�ن أدوار األف���راد فـي العائل���ة أو فـي
الش���ركة ،وعلى مقدار املش���اركة فـ���ي الس���لطة والنزاع على
اخلالفة.
*النزاع حول احلدود الشخصية لألفراد.
*النزاع الناتج من األساليب اخلاطئة فـي إطالق العواطف.
*النزاع الناتج عن خرق مبادئ العائلة.
*النزاع الناتج عن أوهام العائلة -وخاصة بعض أفراد اجليل
األصغ���ر -ح���ول ما ّ
حيق هلم توقعه وجي���ب أن حيصلوا عليه
ً
أفرادا فـي العائلة. لكونهم
*والنزاع حول معاني وحقوق ّ
كل فرد فـي العائلة.
*النزاع على املوارد املتوفرة
ميكن أن ختلق التوقعات مشكلة ضخمة ولعلها املشكلة الرئيسية
فـي كثري من ش���ركات العائالت ،وهي تظه���ر لدى أفراد العائلة فيما
يتصل بالبيئة االجتماعية احمليطة ،وفيما يتصل باألقارب ،واألصدقاء،
والعامل�ي�ن ،والزبائن ،واملز ّودين ،وغري ذل���ك .ويكون هناك فجوة فـي 24
انتقال اإلدارة من المؤسس إلى الوريث
«يعم���د اجلي���ل األول إىل الش���ركة احلصول عليه م���ن انضمام أحدالتوقع���ات بني م���ا تتو ّقع ّ
تس���ليم اإلدارة إىل أوالده أعضاء العائلة إىل ّ
الش���ركة وبني ما يريده هو أو ما يس���تطيع حتقيقه
وه���و فـي ذروة نش���اطه من
لدى انضمامه إىل ّ
الشركة.
أجل ضمان انتقال اإلدارة
بسالمة وسالسة إىل أبنائه م���ن ناحية أخ���رى تكون هناك فجوة بني ما تقدّمه ّ
الش���ركة ألحد
دون تض���ارب فـي املصاحل
أو توزي���ع غ�ي�ر ع���ادل
أعض���اء العائلة حينم���ا يدخلها وما يتوقعه هو منه���ا .وبالطبع تزداد
للثروات» الفجوة كلما ازدادت خيبة ّ
الظن.
حيدث فـي العادة أن تجُ رب ش���ركة العائالت بسبب من ّوها إىل أن
تعيد تقوميها للرتكيبة اإلدارية ووظيفة العاملني فـي الش���ركة .فخالل
مراحل من ّو الشركة يزداد عدد العاملني من خارج العائلة فـي الشركة،
ً
تعقيدا .فاألفراد العاملون من خارج العائلة مما جيعل الش���ركة أكثر
هرمي فيم���ا بينهم تتوزع فيه املس���ؤوليات على
ّ يب���دءون ببن���اء تنظيم
العاملني ذوي املراكز املهمة .وقد حيدث أن ال يستطيع أعضاء العائلة
العامل���ون فـي ّ
الش���ركة أن يتكيفوا مع النم ّو احلاصل فـي الش���ركة.
الصعبأن من ّ ويش���عر م���ن مل يكن قد أس���ندت إليهم أدوار إداري���ة ّ
عليه���م أن يتعاونوا م���ن موضع أدنى فـي اإلدارة مع أفراد من خارج
التنفيذي فـي ّ
الشركة. ّ العائلة هم أعلى فـي اهليكل
من أجل التقدم الس���ليم لش���ركة العائلة ،ومن أجل رضا األفراد
فـ���ي العائلة ،ومن أجل تط ّور ومن ّو األف���راد فـي العائلة وتط ّور العائلة
ليؤسس عالقة إجيابية نفس���ها ،ال ب ّد أن يدخل الوريث فـي الش���ركة ّ
وعملي���ة مع والديه .وهنالك ثالثة أش���كال من التوريث اليت تنتقل من
خالهلا رئاسة الشركة من جيل إىل آخر وهي:
-1.7.1انتقال اإلدارة إىل شخص واحد:
ميكن أن يكون هذا الش���خص أحد مؤسس���ي الش���ركة أو أبنائه
الوحيدين ولذا تنتقل الرئاس���ة إليه بش���كل آحادي ،حيث تبقى عملية
25 اخت���اذ الق���رار مرتبطة بش���خص واحد .ولك���ن هذه امل���رة تتبع ملدير
تعريفات ومصطلحات
ل���ه خربة علمي���ة متطورة مما يس���هل عليه أخذ املب���ادرات مع العامل «يؤدي انتقال اإلدارة بتلك
اخلارجي كاملوزعني والزبائن بشكل أسرع وأسهل .لكن تبقى أمامه الطريق���ة إىل اختبار قدرات
اجلي���ل الثان���ي ووض���ع
عقبة كبرية عليه مواجهتها وهي عدم توزيع املخاطر إذ إن كل ثروات الش���خص املناس���ب فـ���ي
الش���ركة ه���ي فـي يد واحدة .ولذا ،فقد ي���ؤدي هذا األمر إىل تعريض املكان املناس���ب بن���اء على
الشركة ملخاطر أهواء الرئيس ونزواته. الق���درات العلمية والعملية،
مم���ا يقل���ل م���ن نش���وب
-2.7.1انتقال اإلدارة إىل عدة أبناء: الصراع ب�ي�ن األبناء وعدم
الطمع فـ���ي أدوار ال تتالءم
يعم���د اجلي���ل األول إىل تس���ليم اإلدارة إىل أوالده وهو فـي ذروة
مع اخلربات احلقيقية»
نشاطه لكي يضمن انتقال اإلدارة بشكل سليم وسلس إىل أبنائه دون
أن يك���ون هن���اك تضارب فـي املصاحل أو توزيع غ�ي�ر عادل للثروات.
فـي هذا النوع من التوريث ،خيترب اجليل األول قدرات اجليل الثاني
ويضع كل ش���خص فـي مكانه املناسب ً
تبعا لقدراته العلمية والعملية
فال يؤدي ذلك اىل صراع بني األبناء وال يطمع أحد منهم فـي دور قد
ال يتالءم مع خرباته احلقيقية .كما يزرع اجليل األول فـي أبنائه فكرة
العمل اجلماعي وجيعلهم يؤمنون بأن جناح الشركة يضمن جناحهم
كلهم وفشلها يؤثر عليهم كلهم وليس فقط على الشخص الذي مل يؤد
دوره بشكل جيد ،مما يعزز من املبادرة اجلماعية وحس املسؤولية.
ينج���ح هذا النوع من التوريث فـي الش���ركات ال�ت�ي حيظى فيها
اجلي���ل الثاني بنفس نوعية ودرجة التعليم مما يس���اعدهم على تبادل
اخلربات وتعزيز الشراكات وتطوير األفكار املبتكرة بشكل مجاعي.
-3.7.1انتقال اإلدارة إىل األقارب:
عندما يكرب حجم الشركة العائلية وتصبح عريقة فـي نشاطاتها،
متتد اإلدارة إىل عدة أجيال حبيث يصعب بقاؤها ضمن إطار العائلة
الضيق���ة .مبعن���ى آخر ،عندم���ا ال يكون هناك وريث مباش���ر لألب أو
االب���ن ،يعمد اجليل الثان���ي إىل توري���ث اإلدارة إىل األقارب .تصعب
عملي���ة اإلدارة فـي هذا الن���وع وخاصة مع تعدد أف���راد العائلة اليت
تتحكم باألقسام املتعددة للشركة .وتصبح عملية توزيع السلطة على
ً
وتش���عبا حيث يعمد كل فرد إىل تقوية القس���م األقارب أكثر صعوبة
املس���ئول عن���ه دون االلتفات إىل باقي نش���اطات الش���ركة .لذا ،تربز 26
الخطط العملية لتسليم الشركة لرئيس جديد
«يتوقع أن تكون مس���اهمة ج .حيت���اج الوريث أن يش���عر بتأمني العدالة بين���ه وبني والديه،
الوريث أكث���ر فاعلية عندما وحل النزاعات. الطرفان أن يكون لديهما آل ّية لبحث ّ وحيتاج ّ
يكون هنالك تدرج فـي عملية
نقل أمور شركة العائالت» د .حيت���اج الوريث إىل ال ّتدريب على املهارات اليت حيتاجها من
الشركة ،من خالل حتسني ثقافته وعمله خارج ّ
الشركة. أجل جناح ّ
كما ظهر من خالل الدّراسة أن أفضل درجات الفاعلية تكون عندما
ً
تدرجييا .فحينما يدخل الوريث تتم عملية نقل أمور ش���ركة العائالت
الش���ركة يس���تطيع أن يتعلّم من والده ،بينما على الوالد أن ُيبقي علىّ
الرئيسي فـي العالقة الناجحة هو
ّ ألن العنصراحرتامه لقدراته .هذا ّ
وجود شعور بال ّتبادل؛ حيث حيتاج الوارثون إىل الشعور ّ
بأن والدهم
يس���تمع إليه���م ،وأ ّنه يالح���ظ إجنازاته���م ،ويتف ّهم ً
حق���ا حاجتهم إىل
حتمل املس���ؤول ّية وحتقيق اإلجنازات .ومن خالل االطالع على معظم ُّ
الدراس���ات والبحوث والكتب األكادميية عن مشكلة اخلالفة وانتقال
الش���ركة من جيل املؤسس�ي�ن إىل اجليل الش���اب ،جيب الوقوف على
اخلصائص اليت إذا ما مت تطبيقها بشكل فعال ،تؤدي إىل تفادي تلك
املشاكل وبالتالي تس َهل وضع خطة إسرتاتيجية للشركات العائلية.
ترك���ز كث�ي�ر من البح���وث على العوام���ل املختلفة ال�ت�ي ميكن أن «تزي���د عملية نق���ل اإلدارة،
الصراع بني أفراد العائلة؛ غري أنه ال توجد حبوث تؤدّي إىل نش���وب ّ س���واء مبعن���ى نقل ش���ركة
م���ا من ش���ركة عادي���ة إىل
املؤس���س أو من
الصراع من قبل املالك ّ تذكر بآليات االس���تفادة من ّ شركة عائلة ،أو مبعنى نقل
احلالي ّ
للش���ركة .فإذا كان التنافس بني ش���باب العائلة أو ّ قبل املالك ملكي���ة ش���ركة العائل���ة إىل
غريه���م من أفرادها حتت الس���يطرة ،فهو أم���ر مفيد إلحداث التغيري اجليل الثان���ي ،تزيد مراكز
ق���وة ونقاط ضع���ف العائلة
فـي أس���لوب اإلدارة من أجل تط ّور الش���ركة .بل إ ّنه جيب فـي الواقع
والشركة فـي آن واحد»
ابتكار أساليب لالستفادة من النزاع من أجل مصلحة ّ
الشركة.
«لعل الوض���ع املثالي لنقل عامل فـي اس���تمرار ّية ش���ركة متلكها عائلة هو التدريب املسبق على
امللكي���ة أن يك���ون أضع���اء وخطط لنقلفكر ّ الشركة قد ّ تس���لّم اإلدارة؛ فإذا مل يكن املسؤول عن ّ
العائلة عاملني فـي الشركة
مبكر فال ميكن أن يت ّم االنتقال بنجاح إال بضربةاملسؤول ّية فـي وقت ّ
...يتلق���ون املعلوم���ات
الكافي���ة عنه���ا ويقدم���ون حظ أعمى .هلذا حيتاج ّ
كل من ميلك ش���ركة عائلة أن يبدأ بعمل ّية نقل ّ
التش���جيع والدعم املعنوي املسؤول ّية فـي الشركة فـي أبكر وقت ممكن من ال ّناح ّية العمل ّية.
أثناء تقلباتها»
مب���ا أن نقل املس���ؤول ّية فـي ش���ركة العائلة يت ّم بغ���رض أن تبقى
ملك ّية ّ
الش���ركة فـي يد العائلة ،يق ّرر الباحثون ّ
أن نقل املس���ؤول ّية فـي
الشخص ال ّتالي هو أه ّم شيء ميكن أن تواجهه تلك شركة العائلة إىل ّ
مؤس���س ش���ركة العائلةالش���ركة .ال ميكن للعائلة أن تتجاوز مرحلة ّ ّ
إالّ أن مت ّر بعملية نقل املس���ؤولية إىل الش���خص التالي .يعين ذلك ّ
أن
هذه العمل ّية احملور ّية جيب أن مت ّر بنجاح ح ّتى يكتب لش���ركة العائلة
االستمرار واالنتقال من جيل إىل جيل.
كثريا من ش���ركات العائالت لديها وعي واضح ملوضوع نقل ً ّ
إن
املسؤول ّية إىل الوريث .وقد أعدّت حوالي ( )%50من شركات العائالت
خططها اليت ترشد من يريد أن ينقل املسؤولية عن الشركة .هذاّ ،
ألن
الفشل فـي التهيئة املناسبة لنقل اإلدارة هو كما قلنا عقبة رئيس ّية فـي
الشركة وبقائها .وتتزايد شروط النقل املكتوبة عرب طريق استمرار ّية ّ
السنني .غري أنه ال يوجد منوذج ج ّيد جاهز لتعمل العائلة فـي ضوئه،
السابقة ونتائجها وشروطها. منوذج يكشف عن اخلربات ّ
تس���بب
أن هناك عوامل متن ّوعة ميكن أن ّ يتبينّ من خالل البحوث ّ
مقاومة للتخطيط لنقل املس���ؤول ّية إىل الوريث فـي ش���ركات العائالت.
باملؤسس،
ّ وميكن تصنيف تلك العوامل إىل ثالثة أنواع :عوامل تتصل
وعوامل تتصل بالعائلة ،وعوامل تتصل بالعاملني.
31
تعريفات ومصطلحات
باملؤسس:
ّ أ .العوامل املتصلة «ق���د يعط���ل العم���ل داخل
شركة العائلة قدرة الشباب
املؤس���س مقاومة نفس��� ّية ش���ديدة للتخطي���ط لتقاعده.
تظهر لدى ّ من أن يتابعوا اهتماماتهم،
وأبرز أنواع العوامل اليت تظهر لدى هذا الفرد هو اخلوف من املوت، وبذلك يثب���ط منوهم كأفراد
م�ب�رر وجوده ،حت ّيزه
كراهيته للتنازل عن الس���لطة ،ش���عوره بفقدان ّ وكأصحاب مهنة»
ض���د التخطيط ،فش���له فـي االختيار ب�ي�ن أبنائه ،خوفه م���ن التقاعد،
وشعوره بالغرية والتنافس.
ب .العوامل املتصلة بالعائلة:
تربز على مس���توى العائل���ة عوامل أخرى م���ن مقاومة التخطيط
لنق���ل املس���ؤولية إىل الوري���ث؛ فهناك ً
مث�ل�ا مقاومة الزوج���ة للتغيري.
املؤس���س أن ترى زوجها يتقاعد .فهذا سيعين ً
فكثريا ما تكره زوجة ّ
تنازهلا عن كثري من األدوار امله ّمة اليت كانت تتم ّتع بها فـي ّ
الش���ركة
ً
أساس���يا م���ن قيمتها فـي الش���ركة كانت ً
جزءا لعل ّالش���ركةّ .
وحول ّ
اجملال االجتماعي؛ ّ
فالش���ركة حمور كبري للنش���اط .إ ّنها ختشى اآلن
أن تتض���اءل أه ّميته���ا بع���د أن يرخي زوجه���ا قبضته عن ّ
الش���ركة.
ً
وفض�ل�ا عن الزوجة ،تظهر روح التنافس بني الش���باب الناش���ئ ،من
أخوة وأبناء عمومة وأبناء أخوال ،ويشعرون مبشاعر عميقة من القلق
املؤسس.
حيال انتقال اإلدارة أو امللك ّية من يد ّ
ج .العوامل املتصلة بالعاملني والبيئة:
قد يش���عر العاملون بقلّة األمان الوظيفـي بسبب انتقال املسؤول ّية
عن الشركة .وقد خيلق ذلك عقبات فـي طريق االنتقال .فكبار املديرين
املؤسس يشعرون أن اإلدارة اجلديدة قد تأتي بتغيريات القريبني من ّ
مما قد يهدّد دورهم وس���لطتهم فـي الشركة. املؤسس���ة ّ
واس���عة فـي ّ
وكذلك ال يرغب الزبائن واملزودون من خارج الش���ركة أن يعطوا ّ
الثقة
فإن سلوك املقاولنياملؤس���سّ .
كل هذا على ّ للمالك اجلديد؛ وينعكس ّ
اآلخرين أو أقران املالك جتاه عمل ّية نقل املسؤول ّية عن ّ
الشركة يع ّمق
املؤسس جتاه صفقة نقل املسؤول ّية
من حت ّيز هذا ّ
32
عوامل نجاح انتقال المسؤولية
وأن ذل���ك التخطي���ط يهيئ عقول أعضاء األس���رة واإلدار ّيني العاملني ّ «قد يقود اإلعالن والتخطيط
مبكر وحمدّد .غري ّ
أن ليتق ّبلوا التغيري ملن ميسك زمام األمور فـي وقت ّ املبك���ر لنق���ل ملكية ش���ركة
العائلة إىل تعقيدات جديدة
أن هذا اإلعالن هذه الكتابات ال تشري إىل أمر جدير باملالحظة ،وهو ّ تنجم عن التنافس بني شباب
املبكر قد يق���ود فـي الواقع إىل تعقيدات جديدة نامجة عن والتخطي���ط ّ العائل���ة والذي���ن مل مينحوا
التناف���س بني ش���باب العائلة ،كم���ا أ ّنه قد يؤدّي إىل ضع���ف ال ّتعاون حق محل مسؤولية الشركة
كم���ا ي���ؤدي إىل ضع���ف
واملس���اهمة فـي اجلهود وضعف احلم���اس لدى األفراد احلانقني من
التع���اون واملس���اهمة فـ���ي
حق محل مس���ؤول ّية ّ
الش���ركة اليت هي أفراد العائلة الذين مل مينحوا ّ اجلهود وضع���ف احلماس
للتوص���ل إىل إمجاع بني أفراد
ّ مل���ك للعائل���ة .ولعل الطريقة املقرتحة ل���دى األف���راد احلانقني من
العائل���ة حول اختي���ار الوريث هي عقد جمالس ووجود دس���تور لدى أفراد العائلة»
العائلة لكيف ّية الشركة.
وم���ن األمور اليت جي���ب االعتناء بها كذلك فـ���ي هذا اخلصوص
الس���طح فـ���ي بعض البيئات
اجلوان���ب االجتماع ّية؛ حيث يظهر على ّ
كل من أعضاء خيص اختي���ار الوريث ،وخ���وف ّن���زاع صريح فيم���ا ّ
أي انتق���اد لطريقة اختيار الوريث إىل س���لوك
األس���رة م���ن أن يؤدّي ّ
غاضب من قبل املالك.
حتتاج العائلة إذن إىل آل ّية عمل ّية ملعاجلة أ ّية خصومات وال ّتعامل
مع أ ّية مش���اعر دفينة من االنتقاد تتعلّق باختيار الوريث الذي سوف
يتسلم املسؤول ّية عن الشركة .فمن امله ّم للعائلة أن تتوصل إىل اتفاق
فـي ال ّرأي حول هذا االختيار.
هنال���ك ع���دة عوامل تؤث���ر فـي انضم���ام جيل أصغر إىل ش���ركة
العائلة .ومن أهم تلك العوامل ما يلي:
الشخصي:
ّ أ .العامل
ميك���ن أن ينجح الفرد فـي اختيار مو ّفق وس���ديد للمهنة إذا نظر
باهتم���ام إىل قدراته واهتمامات���ه وأهدافه .حيتاج هذا الفرد أن يكون 34
العوامل المؤثرة في انضمام الجيل األصغر
«جيب أن تب���دأ درجة منية للش���ركة وق���رار وضعه فـي مس���توى متقدّم فـي مس���توى انضمامه ّ
اجليل التالي واستعدادهم متماش���يا مع أهدافه الش���خص ّية ،ومع قدراته ورغباتهّ .
وتدل ً العمل
ً
مبكرا للعم���ل فـي الش���ركة
مق���دار م���ن أجل حص���ول الدراس���ات عل���ى ّ
أن هن���اك حاجة حقيق ّي���ة من أجل اس���تمرار الن ّمو
ٍ
كاف م���ن التدريب ولتج ّنبٍ الثاني فـي العائلة املالكة لش���ركة ما ،ومنالنفس���ي لدى ابن اجلي���ل ّ
فشل الشباب الناشئني فـي أجل س�ل�امة ش���عوره بذاته أن يو ّفق فـي اختيار املهنة ،وأن يكس���ب
العمل»
استقالله فـي مرحلة تالية .ومن جهة أخرى ،ميكن أن خيتار الشباب
م���ن أبناء اجليل اجلديد فـي العائلة املالكة لش���ركة ما أن يعملوا أ ّوالً
ً
مقدارا لفرتة خارج ش���ركة العائلة ليكتشفوا اهتماماتهم ،وليكسبوا
من املصداق ّية والثقة بالنفس والثقة بقدراتهم.
أن هناك اعتبارات أخ���رى إىل جانب القدرة واالهتمام تدفع كم���ا ّ
ش���باب العائلة إىل أن ينض ّموا أو ال ينض ّموا إىل شركة العائلة؛ منها
مثال احلاجة إىل حتقيق الذات .قد يعين احلفاظ على الش���ركة تابع ًة «تؤث���ر قيم وتقالي���د العائلة ً
للعائلة فـي وعي أبناء األس���رة مس���ألة كرامة ش���خصية .ومن ناحية فـي اختاذ الشباب واختيار
مهنتهم األوىل»
أن هذا الش���اب الذي س���وف يتسلّم مها ّم ّ
الشركة إىل ّ أخرى قد ينظر ّ
املرك���ز هو هدفه ،أو قد حي���اول أن جيعل من هذا املركز جم ّرد درجة
مؤ ّقت���ة يصعد منه���ا إىل أهداف مهن ّية أخرى .كذل���ك قد يصبح توقع
خاصة حني يكون الناش���ئة قد الث���روة عام���ل إغراء ش���ديد ال يقاومّ ،
أن دخول أبن���اء اجليل اجلديد إىل تر ّب���وا على ال ّرفاهي���ة .يقصد هنا ّ
للشركة ً
مفيدا ّ اخلاصة قد ال يكون ّ
بالضرورة ّ شركة العائلة ألهدافهم
فإن امله ّم أن تدرس كل األهداف الش���خصية النضمام نفس���ها .هلذا ّ
أفراد العائلة إىل الش���ركة بعناي���ة ،واختيارهم هلا كمهنة ،وأن يوضع
كل ذلك على الشركة وعلى الفرد نفسه كل هذا فـي كفة ،ويوضع أثر ّ ّ
فـي الكفة األخرى.
ب .العامل املتصل ّ
بالشركة:
قد يكون دافع االنضمام إىل شركة العائلة الرغبة فـي منتجاتها،
أو أس���واقها ،أو عمل ّياتها أو اس�ت�راتيجياتها ،وال يهت ّم املسؤول عن
الش���ركة بش���باب العائلة الذين ال ُيبدون حت ّم ً
س���ا هلذه اجلوانب ،بل ّ
الش���اب
ّ احلقيق���ة أن الوال���د -املالك ال يثق فـي غالب احلاالت بقدرة
35
تعريفات ومصطلحات
الش���اب
ّ الش���ركة ،وهو ال ُي ْطلع هؤالء
الناش���ئ على إدارة العمل فـي ّ
كل هذا فـي خلق ج ّو ال يساعد على الشركة -قد يسهم ّ
على أسرار ّ
التغيري ،وقد يث ّبط سعي الشاب إىل االلتحاق ّ
بالشركة.
خالص���ة القول أن درجة املهن ّية لدى اجليل التالي واس���تعدادهم
مبكرة ح ّت���ى ّ
نتأكد من الش���ركة جيب أن يبدأ فـ���ي فرتة ّ
للعم���ل فـ���ي ّ
كاف من التدريب ولتج ّنب فش���ل الش���باب الناش���ئني
مقدار ٍ
ٍ حصول
فـي العمل.
ج .العامل امل ّتصل بالعائلة: «ق���د خيل���ق وج���ود أبن���اء
العائل���ة فـ���ي إدارة ش���ركة
لقيم العائلة وتقاليدها أكرب األثر فـي اختاذ الشباب لقرار اختيار العائل���ة ً
توترا فـ���ي عمليات
مهنته���م األوىل .فبعض تلك التقاليد قد تك���ون متوافقة مع القيم اليت الش���ركة ،وفـ���ي عالق���ات
لعل بعضهاالش���اب ،وبعضها قد تك���ون خمالفة لقيم���ه ،أو ّ
ّ يتب ّناه���ا العائلة»
يصب���ح عقبة فـي طريق حتقي���ق القدرات الكامنة لدى الش���باب على
إبداء فاعل ّيتهم فـي الش���ركة .وقد حيدث أن ميارس الوالدان الضغط
على أبنائهم لينض ّموا إىل الشركة ،حتى حينما ال يكون لديهم املهارة
الالزم���ة لذل���ك .وقد يش���عر االب���ن باحلاج���ة إىل التح��� ّرك إىل خارج
الش���ركة إذا خش���ي من أن تؤذيه وصمة أ ّنه اب���ن املالك .وهو حياول ّ
فـي هذه احلالة أن يبين ش���هرته خارج ش���ركة العائلة؛ فالعمل داخل
يعطل قدرة الش���باب من أن يتابع���وا اهتماماتهم ،وبذلك الش���ركة قد ّ ّ
يث ّب���ط من ّوه���م كأفراد وكأصحاب مهن���ة .كما ّ
أن وجود أبن���اء العائلة
را فـي عمل ّيات الشركة ،وكذلك فـي إدارة ش���ركة العائلة قد خيلق تو ّت ً
أن تتع ّقد القيم والعالقات العائلية. فـ���ي عالقات العائلة .ويعين ذل���ك ّ
وق���د يكون لذل���ك أثر على أبناء العائلة قد يلغي أو يع ّزز فاعل ّية اجليل
ال ّناشئ فيما ي ّتصل بعمل ّ
الشركة.
السوق:
د .عامل ّ «ختتلف شركات العائالت
توج���ه مكان العمل حن���و العوملة،
الس���وق ،مثل ّ
تؤثر أحوال ّ ق���د ّ ع���ن الش���ركات ال�ت�ي ال
متلكها عائالت فـي الدعائم
التخصص فـ���ي املهن ،برزت جمموعة جتار ّية إىل
ّ والتوج���ه إىل زيادة
ّ املكونة للشركة»
االقتصادي والسياسي فـي
ّ الوجود ،مثل اإلحتاد األوروبي ،والتح ّول
االقتصادي
ّ والتوسع
ّ أوروبا الش���رقية ،وانهيار االحتاد السوفيييت، 36
الفروقات بين الشركات العائلية وغير العائلية
كل هذا قد يكون له أثره على كيف ّية ض ّم شباب فـي دول شرق آسياّ .
العائلة إىل ش���ركة العائلة ،وعلى تقدّم عملهم .فنحن نعيش فـي فرتة
م���ن ال ّزمن تتم ّي���ز بالتغيرّ ات املثرية اليت ال يس���هل التن ّبؤ بها .تطول
ً
رئيسيا ً
ش���اغال هذه التغيرّ ات مكان العمل حيث صار اعتبار العوملة
للش���ركات ،وحيث صارت البيئ���ة االقتصاد ّية أصع���ب من املاضي. ّ
فإن ظهور فرص العمل خارج ش���ركة العائلة قد تش��� ّد ش���باب كذلك ّ
الش���ركة .يضاف إىل هذا ّ
أن العائلة إىل أن خيتاروا مهنة خارج تلك ّ
الشباب أو إبعادهم درجة من ّو صناعة مع ّينة قد يكون له أثر فـي جذب ّ
عن شركة العائلة.
39
تعريفات ومصطلحات
حناول اآلن وصف دور العائلة فـي شركتها ،كما نستعرض دور
الصفات الش���خصية لألفراد فـي العائلة وفـي الش���ركة .نالحظ أوالً
أن العائل���ة ،وهي أبس���ط وأول مؤسس���ة فـي اجملتمع ،تس���تطيع فـي
ح���ال امتالكها لش���ركة أن تتعايش مع مؤسس���ة ختتل���ف عنها متام
الرئيسي لنجاح
ّ مؤسسة حديثة مركبة ،والسبب فالشركة ّاالختالفّ .
األسرة فـي إنشاء شركة هو أ ّنها حت ّول ِق َيم اجملتمع إىل مبادئ إدار ّية
إن القض ّية األوىل فـي األسرة هي أن تبقى متماسكة ،وهذا هو بسيطةّ .
األساس الوحيد الكفيل بأن تستطيع األسرة أن تضبط عمل العاملني
ً
وانطالقا من هذا االندفاع ،اس���تخدمت العائلة فيه���ا وأن تولّد ثروة.
الشركة إىل كيان ضخم ،وإىل قدرة إدارية الروابط األس���ر ّية لتحويل ّ
تتو ّزع ضمن العائلة وتنتقل عرب أجياهلا حمافظة على وجودها.
:1-17-1أثر العائلة على شركة العائلة:
«خيتلف نظام األس���رة عن
نظام الش���ركة فـي ارتباطه إن شركة العائلة مؤسسة فريدة كما قلنا ،ميتزج فيها نظام الشركة
ووالءات مبس���ؤوليات الشركة لتحقيق مع نظام خيتلف عنه متام االختالف .فقد وضع نظام ّ
تقليدي���ة متوارثة ،ويس���تمد
أهداف مع ّينة ،يس���تم ّد دافعه من املها ّم املطلوبة ،وله طابع املنافس���ة.
منها دوافعه ويرتبط أفراده
فـي وحدة متماسكة» أ ّما نظام األسرة فإ ّنه يرتبط إىل ح ّد بعيد مبسؤول ّيات ووالءات تقليد ّية
متوارثة ،ويس���تم ّد منها دوافعه ويرتبط أفراده فـي وحدة متماس���كة.
وحينم���ا يتداخ���ل النظامان أحدهما فـي اآلخر ،ف�ل�ا مف ّر من أن ّ
تؤثر
حت ّيزات العائلة واضطراباتها والعالقات الداخلية للعائلة فـي طريقة
الش���ركة واختاذ القرارات فيها وفرصها املستقبلية .فالعالقات عمل ّ
ب�ي�ن أف���راد العائل���ة -م���ن أزواج وأطفال وإخوة وأخوات -ليس���ت
الش���ركة .كما أن التزام العائلة بعالقاتها بالضرورة أفضل ملصلحة ّ ّ
الش���خص الصعوبات؛ فنفس ّ أنواعا من ًّ املعروفة قد حي ّمل ّ
الش���ركة
ميثل نوعني خمتلفني من العالقات. فـي شركة العائلة ّ
صحيح أن العائلة مت ّد ّ
الشركة بال ّروح والطاقة وااللتزام الذي ال
41
تعريفات ومصطلحات
أن نفس األسرة حتتوي ب ّد منه إلخراج الشركة إىل ح ّيز الوجود؛ غري ّ «م���ن اجلوان���ب املهمة فـي
الشركة فـي أية حلظة .وتكون العالقة على الديناميات اليت قد تنسف ّ فه���م عم���ل ش���ركة العائلة
إدراك خلفي���ة املس���اهمني
بني العائلة ّ
والش���ركة عالقة س���ليمة وناجحة حينما يك���ون هناك ُب ْن َية فـ���ي الش���ركة ،ووجه���ات
كل فرد من أفراد العائلة ملعرفة ُت ّ
نظم العائلةُ ،ب ْن َية تهت ّم بالتواصل مع ّ نظرهم ،والعوام���ل الفردية
الصورة اليت تتصورها العائلة عن نفس���ها ،وما رغبات���ه ،وملالحظ���ة ّ اليت متيز كل فرد»
الش���ركة .لن تكون شركة العائلة ناجحة تصبو إىل حتقيقه من خالل ّ
م���ا مل يك���ن هناك تواف���ق فـي األف���كار والقيم واألهداف ب�ي�ن العائلة
وكل شركة عائلة تنسج على منوال األسرة اليت أنشأتها. والشركةّ .
:2-17-1أثر الشركة على األسرة:
ّ
تتمخ���ض ع���ن عملية ختطيط الش���ركة ال�ت�ي متلكها عائل���ة عدّة
خيارات اس�ت�راتيج ّية؛ فبعض املديرين واألكادمييني يعارضون فكرة
أن تؤخذ األس���رة فـي احلس���بان أثناء وضع إس�ت�راتيجية ّ
الشركة؛
ألنهم يشعرون أن قرارات الشركة تتخذ بوضوح أكثر حينما ال نفكر
أن دراس���ة حديثة أجريت لعش���رين شركة فـي مصلحة العائلة .غري ّ
عائلي���ة متنوعة االختصاصات أظهرت ضع���ف هذه النظرية املذكورة
أعاله ،وتبينّ من الدراس���ة املذكورة أن إدخال العائلة فـي اعتبار من
يضع خطط الشركة له أثر مفيد.
ٍّ
كل م���ن العائل���ة :3-17-1دور العوام���ل الفرد ّي���ة فـ���ي
ّ
والشركة:
ف���إن ّ
كل فرد فـي العائل���ة يكون له/ الش���ركةّ ، مهم���ا كان حجم ّ
هل���ا جمموعة من املواقف واآلراء واهلواجس واملش���كالت فيما يتصل
ّ
بالش���ركة .هلذا ،فم���ن اجلوانب امله ّم���ة فـي فهم عمل ش���ركة العائلة
إدراك خلف ّية أولئك املساهمني فـي الشركة ،ووجهات النظر اخلاصة
كل فرد .فش���ركة العائلة ظهرت إىل بهم ،والعوامل الفرد ّية اليت مت ّيز ّ
أصال بسبب فكرة مالك ال ميكن عزله عن العائلة ،ومن خالل ً الوجود
السوق املناسب ملنتجه.جهوده جلمع رأس املال الالزم واختيار ّ
الش���خص ّية للمالك اليت قد ّ
تؤثر فـي ش���ركة العائلة إن العوامل ّّ
الشركة والتزامه بهدف العائلة. تشمل طموحه لنم ّو ّ 42
طموح المالك إلى النمو
هناك نوعان رئيس ّيان من شركات العائالت ،وهما: «يعت�ب�ر العم���ل األس���ري
أح���د دعام���ات االقتص���اد
-1ش���ركة اجليل الواحد :تظهر هذه ّ
الش���ركة إىل الوجود حينما الوط�ن�ي الس���عودي؛ ف���كل
ً
أفرادا آخرين الصناع ّية
الشخص صاحب الفكرة التجارية أو ّ يدعو ّ مؤسسة أسرية متثل ً
عددا
من ضمن عائلته ليش���اركوه فـ���ي إدارة/امتالك ّ
الش���ركة ،أو حينما م���ن األفراد الذي���ن ميلكون
املؤسسة»
خال ،أو يقوم زوج وزوجة بإنشاء شركة.عم أو ٍ ٍّ يقوم أخوان أو ابنا
-2ش���ركة اجليل�ي�ن فأكثر :تصبح ّ
الش���ركة ال�ت�ي كانت من نوع
ش���ركة اجليل الواحد ش���ركة جيلني فأكثر فـي فرتة متقدّمة من حياة
الش���ركة ،وذلك بعدما يكون اجليل امل ّؤس���س قد وصل ّ
بالش���ركة إىل
درجة من النضج صارت معها قابلة لتستوعب اجليل التالي.
نع���رض فيم���ا يلي جدوالً ً
مبنيا على مس���ح 200ش���ركة بعضها
مبش���اركة أف���راد العائلة من نف���س اجليل ،وبعضها من نوع ش���ركة
اجليلني فأكثر ،لتوضيح مش���اركة خمتلف أعضاء األس���رة من نفس
اجليل فـي الش���ركة ومش���اركة خمتلف أعضاء األس���رة فـي ش���ركة
أجيال متعاقبة.
جدول ()1-2
مشاركة خمتلف أعضاء األسرة من نفس اجليل فـي الشركة
التكـــرار العالقـــــــــــــــة
% 16 الزوجــان
% 27 اإلخــــوة
% 18 أخ وأخـت
% 18 شراكة مع أسرة الزوج/الزوجة 44
أنواع شركات العائالت
جدول ()2-2
مشاركة خمتلف أعضاء األسرة فـي شركة أجيال متعاقبة
التكــــرار العالقــــــــــــــة
% 34 الوالد /االبن
%8 الوالد /االبنة
%5 األم /البنت
%1 األ ّم /االبن
45
تعريفات ومصطلحات
الملخص
الفصل الثاني
دور شركات العائالت فـي االقتصاد
العالمي
:1-2مس��اهمة ش��ركات العائالت فـ��ي اقتصادات
العالم
«كان لتزاي���د أع���داد ً
أساس���يا من اقتصاد كل شعوب تش���كل شركات العائالت جز ًء
شركات العائالت يف القرن
العش���رين دور رئيسي فـي الع���امل ،ومتثل ركن���ا من نظمها االجتماعية .فش���ركات العائالت هي
املراحل األوىل من التصنيع الشكل السائد من املؤسسات فـي العامل .فقد كان لشركات العائالت
فـي كل أحناء العامل» السوق بس���بب األخطار اليت تتهدّد
منذ قديم الزمان الس���يطرة على ّ
املؤسس���ات املناس���بة فـي
البيئة االقتصاد ّية ،مصحوبة بعدم نضوج ّ
مراحل التصنيع األوىل .وقد ظهرت الش���ركات العائلية على مستوى
الع���امل كقوة اقتصادي���ة كبرية مت���ارس األدوار االقتصادية املختلفة
ً
هام���ا فـي حتقيق ال�ت�ي متارس���ها الش���ركات العام���ة؛ وتلع���ب ً
دورا
مس���توى مرتفع من النمو االقتصادي وتوفري فرص كبرية للتوظيف؛
صناعيا ،ذات الش���ركات الضخمة .وال أدل ً حتى فـي الدول املتقدمة
تعارض بني الش���ركات الكبرية ذات رؤوس ٌ عل���ى ذلك من عدم وجود
األم���وال الضخمة والش���ركات العائلية؛ بل عل���ى العكس من ذلك؛ مل
تهمش دور الش���ركات تس���تطع تلك الش���ركات الكب�ي�رة أن تلغي أو ِّ
العائلية ،وإمنا عملت على التعاون معها واالس���تفادة منها ،وذلك من
توف�ي�ر احتياجاتها الصغ�ي�رة ومتكررة الطلب عن طريق الش���ركات
العائلية.أضف إىل ذلك أنها تس���اهم فـي الناتج احمللي اإلمجالي فـي
اقتصادات خمتلفة.
47
دور شركات العائالت في االقتصاد العالمي
(http://www.alaswaq.net/view/2006/03/16/2231.html )4
«فـي فرتة الطفرة اكتسبت املعروف���ة فـي جمال األعمال ليكونوا وكالءه���م ّ
وممثليهم فـي اململكة،
العائ�ل�ات ال�ت�ي تعم���ل وذل���ك بالنظر لكون هذه البالد يس���ري فيها قان���ون احل ّد األدنى من
ً
مقدارا بالصناعة والتجارة
ً
كب�ي�را م���ن امل���ال ،فب���دءوا التجار
تش���جع على مش���اركة ّّ األجن�ب�ي املباش���ر ،وهي
ّ االس���تثمار
االجتار فـي العقارات اليت الوطن ّيني مع الشركات األجنب ّية حني تعمل هذه األخرية فـي اململكة.
حققت هلم مكاسب كبرية»
كان���ت أكثر الش���ركات اليت أنش���ئت فـي تلك الف�ت�رة من اجليل
األ ّول .كان املنش���ئ املال���ك عل���ى ّ
أقل ق���در من التعل���م ،ومل تكن لديه
ً
كبريا يوظف���ون ً
عددا املالك ّ
اخل�ب�رة للتعامل مع ش���ركته ،وإنمّ ا كان ّ
م���ن املديري���ن والفن ّيني األجان���ب .وكان هؤالء يد ّبرون أمر الش���ركة،
وذلك حتت إش���راف املالك املنش���ئ .أما دور املال���ك فيتلخص بكونه
اإلداري فحسب ،إضافة إىل تداوله فـي العالقات العامة .عمل ّ املدير
املالك على تطوير شركاتهم وتنويع جماالت اجليل األول من املنشئني ّ
العمل ،وذلك بافتتاح آفاق جديدة لشركاتهم .وبدأت الشركات تتخذ
طابع العائالت التابعة هلا بسرعة .فقد كان أكثر العمل الذي تقوم به
الشركات يعتمد على مسعة العائلة اليت متلك الشركة وعلى العالقات ّ
الش���خصية للمالك املنشئ فـي الدوائر االجتماع ّية .مثل هذا اجلانب
يتباين مع عمل ش���ركات العائالت فـي الدول الغربية .فشركة العائلة
فـ���ي اململك���ة مرتبطة متام االرتب���اط بالعائلة من حي���ث مسعة العائلة
وثقافتها وعاداتها وتقاليدها وقيمها.
انتق���ل الداف���ع من اجليل األ ّول من املنش���ئني ّ
امل�ل�اك إىل أبنائهم
التوس���ع .ق���ام بعض أولئك
ليلتحق���وا بالش���ركة ال�ت�ي هي فـي غمرة ّ
كا لش���ركة من الش���ركاتمال ً
األفراد من اجليل األ ّول جبعل أوالدهم ّ
التابعة جملموعتهم ،مثل أن جيعلوا االبن يدير ش���ركة فـي موقع آخر
املالك من اجلي���ل الثاني ي ّتصفون مثل آبائهم فـ���ي اململكة .كان أكثر ّ
بقلّ���ة ما تل ّق���وه من تعليم ،بينما قام بعض ّ
مالك الش���ركات بإرس���ال
أبنائه���م إىل اجلامع���ات الغربي���ة لتل ّق���ي املهارات الالزم���ة فـي إدارة
الش���ركات .كان عدد العائالت اليت متلك شركات يتضاعف بسرعة، ّ
وكانت مس���اهمة العائلة فـي الشركة تزداد أهمية ،وذلك بازدياد عدد
أفراد العائلة الذين ينض ّمون إىل العمل فـي الشركة.
51
دور شركات العائالت في االقتصاد العالمي
(www.nqeia.com/vb/showthread.php?t=105580 )7
جلنة استثمار رأس املال األجنيب ألنظمة الشركات وأنظمة استثمار «ال تفرض ضريبة دخل على
رأس املال األجنيب .وإذا كان املشروع صناعيا ،تتو ّقع جلنة استثمار رواتب وأجور املستخدمني
األجانب العامل�ي�ن باململكة
تقل مس���اهمة الفرقاء األجانب ع���ن ( )%25منامل���ال األجن�ب�ي أن ال ّ
العربي���ة الس���عودية ،أم���ا
رأس املال املوضوع كتكلفة أولية للمش���روع (وهذا يش���مل املتطلّبات احملرتف���ون ال���ذي يعملون
املالية للتشغيل) . حلس���ابهم فتفرض ضريبة
عل���ى األرب���اح اخلاضع���ة
ً
أحيانا شركة حمدودة سعودية؛ ألن قد ُتس���مى الشركة احملدودة للضريب���ة م���ن كل أعماهلم
كل من فيها من ش���ركاء هم حتت مس���ؤولية حمدودة ،وهم خاضعون فـي اململكة»
ً
أسهما للعموم لشروط حمدّدة .وال يسمح للشركة احملدودة أن تطرح
بغرض مجع رأس املال أو توس���يع رأمساهلا؛ وال تس���تطيع أن تقوم
بأعمال التأمني أو االدخار أو األعمال املصرفية.
:6-2-2مواصفات الشركة األجنبية:
مؤسسات أو أكثر.
*ميتلكها مخسة أشخاص أو ّ
*يت���وزع رأمساهل���ا إىل عدد من األس���هم القابلة للت���داول ذات
قي���م متس���اوية ،وتكون مس���ؤولية أصحاب األس���هم القانونية
حمصورة مبقدار قيمة أسهمهم.
*فـ���ي حال اندماجه���ا ،ال جيوز أن ّ
يقل رأمساهل���ا املدفوع عن
تقل القيمة اليت ستدفع لدى املرخص ،وال جيوز أن ّ رأس املال ّ
االكتتاب عن ربع رأس املال ّ
املرخص.
:7-2-2الشكل القانوني للشركات:
ّ :1-7-2-2
الشراكة العا ّمة «الش���راكة العام���ة عب���ارة
عن انضمام ش���خصني أو
الش���راكة العا ّمة هي انضمام ش���خصني أو أكثر يتضامنون فـي ّ أكث���ر يتضامنون فـي محل
محل املس���ؤول ّية عن ديون الشركة مس���ؤول ّية تبلغ كامل ثروتهم .هذا املسؤولية عن ديون الشركة
ً
قانونا ،لذا تس���تطيع هذه ّ
الش���ركة أن تقوم ّ
مس���تقل الكيان هو كيان مس���ؤولية تبل���غ كام���ل
ثروتهم»
اخلاص ،وال ّ
حيق للش���ركاء فـي هذه الش���راكة أن ّ باألعمال بامسها
ينقلوا حصص الشراكة بدون موافقة مجاعية ،وليس هناك ح ّد أدنى
مفروض على رأس مال هذه الش���راكة .وحتدّد ش���روط املشاركة فـي
اتفاقية الش���راكة ،وهي اتفاق ّية جيب تس���جيلها لدى وزارة ال ّتجارة. 56
شركات العائالت في المملكة العربية السعودية
ّ
والش���راكة العا ّم���ة ش���ركة يكث���ر اس���تخدامها م���ن قب���ل املواطن�ي�ن
السعود ّيني.
ّ
الشراكة احملدودة:ّ :2-7-2-2
تتشكل شركة ّ
الش���راكة احملدودة من شركاء عا ّمني وحمدودين؛ ّ
ّ
فالش���ركاء العا ّمون حيملون مسؤول ّية تبلغ كامل ثروتهم الشخص ّية،
الش���ركاء احملدودون حيملون مسؤول ّية تبلغ مقدار مساهمتهمبينما ّ
س���جل هذا النوع من الشركات بنفس الطريقة اليت فـي ّ
الشراكة .و ُي ّ
تسجل فيها شركة الشراكة العامة.ّ
:3-7-2-2الشراكة االحرتافية:
صدرت عام 1991التعليمات اخلاصة بالشراكة االحرتافية اليت
تتمكن من خالهلا الش���ركات أو األفراد األجانب من إنش���اء عالقات
مش�ت�ركة فـي اململكة العربية الس���عودية مع ش���ركاء لديهم ترخيص
حمل���ي .وم���ن أجل إنش���اء مثل هذه الش���راكة جي���ب احلصول على
ً
«عم�ل�ا بأح���كام الش���ريعة موافقة وزارة التجارة ،وذلك مع استيفاء الشروط التالية:
اإلس�ل�امية ،ف���إن ضريب���ة
*أن تكون ّ
للش���ركة األجنب ّية الداخلة فـي هذه املش���اركة مسعة
الدخ���ل فـ���ي اململك���ة ه���ي
الزكاة ،وهي نسبة مفروضة عاملية متميزة.
عل���ى امل���ال ،وجتب���ى م���ن
الدخل اخلاض���ع للضريبة
*أن تنقل الشركة األجنبية اخلربة إىل داخل اململكة.
فـ���ي ش���ركات احملاص���ة، *أن تد ّرب السعوديني.
وم���ن الف���روع األجنبي���ة
والش���راكات ،واملقاول�ي�ن، *وأن ميلك ّ
الش���ركاء الس���عوديون ( )%25م���ن رأس املال كح ّد
واحملرتفني» أدنى.
:8-2-2الضرائب املفروضة على الشركات:
تتمث���ل كل الضرائ���ب ال�ت�ي تفرضه���ا حكوم���ة اململك���ة العربية
الس���عودية فـي ما تفرضه إدارة ال���زكاة وضريبة الدخل ،وهي إدارة
تابعة لوزارة املال ّية واالقتصاد الوطين .صدرت مراسيم أوامر ملك ّية
ّ
وموضح���ة لتعليمات وق���رارات وبالغ���ات من جملس ال���وزراء معدّلة
إن ضريب���ة الدّخل فـي الص���ادرة فـي ع���ام ّ .1951
ضريب���ة الدّخ���ل ّ
57
دور شركات العائالت في االقتصاد العالمي
«ال متلك شركات العائالت والصناعي���ة .جتبى الضريبة م���ن فروع الش���ركات األجنبية بطريقة
فـ���ي اململك���ة العربي���ة مش���ابهة للطريق���ة اليت جتبى بها من الش���ركة املقيم���ة .هناك بعض
السعودية براءات اخرتاع،
بل تقوم بتس���ويق منتجات الصناعات ،مثل صناعة املصارف والتأمني وشركات الطريان ينطبق
ش���ركات أجنبي���ة من خالل عليها قواعد خاصة حني حيس���ب دخلها اخلاضع للضريبة .والدخل
الوكاالت التجارية» الذي حتس���ب علي���ه الضرائب هو الدخل اإلمجال���ي ،وكذلك األرباح
ال�ت�ي جتن���ى من األعمال اليت جت���ري داخل وخ���ارج اململكة العربية
الس���عودية ،حبيث يتم حس���اب الدخ���ل اإلمجالي بطريقة احلس���اب
املرتاك���م .ختص���م أرباح األس���هم اليت تدفع من أرب���اح جرى فرض
الضريبة عليها س���ابقا من قبل اململكة العربية الس���عودية من املبالغ
اخلاضعة للضريبة .وحتس���ب الدخول ذات املصدر األجنيب الواردة
إىل جه���ات مقيمة فـي الس���عودية بنفس الطريقة اليت يس���تخرج بها
الدخل املكتسب داخل اململكة.
:2-8-2-2املصروفات اليت تستثنى من ّ
الضريبة:
ً
عموما مصروفات العمل العاد ّية ،على أن تس���تثنى من ّ
الضريبة
جيري إثباتها بوثائق مناس���بة مثل الفواتري .وتنحصر االس���تثناءات
فـي املصروفات اآلتية:
خمصصات اإلدارة العا ّمة أو تكاليف
*مصروفات اإلدارة :أما ّ
املكتب الرئيسي ،فإ ّنها ال ختضع لالستثناء.
*املصروف���ات التقنية :وخيضع لالس���تثناء املصروفات التقن ّية
الس���عود ّية مب���ا ي ّتصل
ال�ت�ي تنف���ق خ���ارج اململك���ة العرب ّي���ة ّ
باخلدم���ات اهلندس��� ّية أو التقن ّية األخرى ،مم���ا يكون له عالقة
الشركة فـي اململكة العربية مباش���رة باملش���روع الذي تلتزم به ّ
السعودية.
*قيم���ة االس���تهالك :إدارة ال���زكاة وضريبة الدّخ���ل هي اجلهة
املخ ّولة بتحدي���د القيمة القانونية القصوى لالس���تهالك .وإذا
كانت النس���ب املس���تخدمة فـي النس���ب املال ّية مستخدمة فـي
املالي ،فال يقبل أي ادع���اء مببالغ إضاف ّية .وميكن
التصري���ح ّ
فـي ظروف مع ّينة أن تس�ت�ر ّد قيمة االس���تهالك اإلضاف ّية اليت
59
دور شركات العائالت في االقتصاد العالمي
مل حتصل املوافقة عليها فـي سنني سابقة وأن يطالب أصحاب
ّ
احل���ق بها كخصم م���ن الضريبة ،وذلك حينم���ا جيري تدوين
جرد كامل باملوجودات ضمن عمل ّية احلسابات.
:3-8-2-2ـ الضريبة املفروضة على األشخاص:
ال تفرض ضريبة دخل على رواتب وأجور املستخدمني األجانب.
أ ّما احملرتفون الذين يعملون حلس���ابهم فتفرض ضريبة على األرباح
اخلاضع���ة للضريبة من ّ
كل أعماهلم فـي اململكة .وإذا أقام الفرد فـي
اململكة ملدّة عام كامل ،فيعفى من الضريبة على أ ّول س���تة آالف ريال
من دخله.
61
دور شركات العائالت في االقتصاد العالمي
ملخص
62
النظام االقتصادي في المملكة العربية السعودية
الفصل الثالث
اقتصاد المملكة العربية السعودية
«كان االقتصاد الس���عودي ينته���ج االقتصاد الس���عودي النظام الرأمسال���ي الذي تكون فيه
يعتمد عل���ى خدمات احلج، وس���ائل اإلنتاج بشكل عام مملوكة ملكية خاصة أو مملوكة لشركات
مع وجود بع���ض الزراعات
وممارس���ة صي���د اللؤلؤ يف تعم���ل به���دف الرب���ح؛ ويك���ون التوزيع ،اإلنت���اج ،وحتديد األس���عار
الساحل الشرقي» حمكوم بالس���وق احلر ،أي آليات والعرض والطلب .إال أن االقتصاد
الس���عودي حي���رم التعامل بالرب���ا ،والذي يعترب جوه���ر التعامل فـي
النظ���ام الرأمسال���ي .ويتكون اقتصاد اململكة العربية الس���عودية من
قطاع�ي�ن كبريين هم���ا :القطاع النفط���ي (اهلايدروكوربون���ات) الذي
ميث���ل حوال���ي ثلث إمجال���ي الناتج احملل���ي ،والقطاع غ�ي�ر النفطي.
وين���درج حت���ت القطاع غ�ي�ر النفط���ي القطاع���ات اإلنتاجي���ة وقطاع
اخلدم���ات .وتش���مل القطاع���ات اإلنتاجي���ة كل من قطاع���ات الزراعة
والغابات ،التعدين ،الصناعة ،الكهرباء واملياه ،والتش���ييد .أما قطاع
اخلدم���ات ،فتندرج حتته قطاعات التجارة والفنادق ،النقل والتخزين
واالتص���االت ،التموي���ل والتأمني والعق���ار ،واخلدم���ات االجتماعية،
واخلدمات احلكومية.
63
اقتصاد المملكة العربية السعودية
(www.almktaba.com/book_ged/decoumnt/karb-book42.doc )12
(http://ar.wikipedia.org/wiki )13
«أدت القف���زة الكب�ي�رة فـي كالصناعة والتعدين والزراعة .وكان دور احلكومة قياد ّي ًا فـي تأسيس
اململك���ة العربية الس���عودية ال ُبن َي���ة التحتية وإنش���اء املؤسس���ات .فق���د أنفقت احلكومة بس���خاء
إىل حتويل البدوي إىل عامل
فـ���ي مصن���ع برتوكيمياوي من���ذ أوائل الس���بعينات حتى أوائل الثمانينات فـ���ي حتديث اقتصاد
حدي���ث ،وش���يخ القبيل���ة البالد ،وفـي بناء ش���بكة اال ّتص���االت ،وفـي الطاق���ة الكهربائ ّية واملاء
الصغ�ي�رة إىل رأمسال���ي والطرق واخلطوط احلديد ّي���ة وخدمات الصحة والتعليم ،وغريها من ُّ
عاملي ،والصح���راء اليت ال
االقتصادي على مدى الثالثني سنة
ّ جوانب ال ُبنية التحتية .كان النم ّو
ح���دود هلا ،إىل ورش���ة بناء
هائلة» املاضية جيري حبس���ب خطط اقتصاد ّية مخس��� ّية (خطط اقتصاد ّية
ركزت اخلطط األوىل منها على تطوير ال ُبنية التحت ّية خلمس سنوات)ّ ،
ً
فشيئا على املوارد للمملكة ،ث ّم انتقل الرتكيز فـي اخلطط التالية ً
شيئا
اخلاص وتقلي���ل االعتماد على النفط وعلى ّ البش���ر ّية وتطوير القطاع
الس ْعودة.َّ
الثمانينات اخنفضت تبعا وحينما هبط س���عر ال ّنفط فـي أواس���ط ّ
كبريا؛ وتوقفتً ً
اخنفاض���ا لذل���ك العائدات الواردة م���ن هذا املصدر
بالتال���ي طف���رة بناء ال ُبني���ة التحتي���ة .وحينما اخنفض إنف���اق الدّولة
وم���ا صاح���ب ذلك من بطء فـ���ي من ّو االقتص���اد ،اتجّ هت ّ
الش���ركات
إىل تقلي���ل اعتمادها على العقودات املوقعة م���ع الدّولة ،وع ّوضت عن
توس���ع
���كاني مما نتج عنه ّ
الس ّ ذلك بالقطاعات اليت تعتمد على ال ّنم ّو ّ
اخلاص .ثم جاءت حرب اخلليج فـ���ي عامي ،1991-1990 ّ القط���اع
ف���أدّت إىل زي���ادة كبرية فـي اإلنف���اق على الدفاع؛ مم���ا انعكس على
تشجيع استثمار رأس املال فـي الصناعة احمللية.
وانعكاسا الخنفاض األس���عار العاملية للنفط فـي الفرتة (1993ـ
،)1995وما تس���ببت فيه حرب اخلليج م���ن عجز كبري فـي امليزانية ـ
والذي استمر حتى أواخر التسعينات ـ فقد خ ّفضت احلكومة إنفاقها
فـ���ي 1993م���ن 52.5مليار ريال إىل حوالي 42.7مليار( )15ريال فـي
خاصة
.1994وحبل���ول عام 1995ظهر اختالل فـي املوازين املال ّيةّ ،
تقش���ف فـي عامي 1994 أن تزايد عبء الدّيون أدّى إىل تبنيّ ميزانية ّ
ّ
(http://www.moqatel.com/openshare/Behoth/IraqKwit/31/sec06. )15
65 doc_cvt.htm
اقتصاد المملكة العربية السعودية
(http://www.moqatel.com/openshare/Behoth/IraqKwit/31/sec06. )16
doc_cvt.htm 66
االقتصاد السعودي من منظور تاريخي
القياس���ي الذي حققه قطاع البرتول ،حيث س���جلت أس���عار البرتول «حقق االقتصاد السعودي
ً
اس���تثنائيا فـي عام ً
إجنازا
فـي هذا العام أرقاما قياس���ية مل تش���هدها السوق البرتولية من قبل،
2008إذ بلغ���ت نس���بة منو
كما ش���هد إنتاج اململكة من البرتول زي���ادات ملحوظة خالل األعوام النات���ج احملل���ي احلقيق���ي
القليلة املاضية ،نتيجة لذلك حقق قطاع البرتول معدل منو امسي بلغ ( ،)%5.1بينما بلغت نس���بة
( ،)%34.9ومنو حقيقي بلغ معدله ( ,)%5.1األمر الذي أدى باالقتصاد منو الناتج احملل���ي النقدي
(»)%22
الس���عودي إىل أن حيق���ق مع���دالت منو مرتفعة حيث س���جل إمجالي
النات���ج احملل���ي معدل منو امسي بل���غ ( )%22ومعدل منو حقيقي بلغ
( )18()%4.2فـي عام .2008
71
اقتصاد المملكة العربية السعودية
350,000
300,000
50,000
0
1999 2001 2002 2003 2004 2005 2006
«متث���ل زي���ادة الفاعلي���ة رأس املال مصطلح اقتصادي يقصد به األموال واملواد واألدوات
االقتصادية للقطاع اخلاص الالزمة إلنش���اء نشاط اقتصادي أو جتاري ،بهدف الربح أو األعمال
إح���دى أه���م إجن���ازات
اإلنس���انية .يعترب رأس املال احملرك األساس���ي ألي مشروع أو عمل
اململكة فـي العق���ود الثالثة
املاضية» اس���تثماري يه���دف لزي���ادة الق���درة اإلنتاجية ألي جه���ة و يتكون من
جمموعات أساس���ية غري متجانسة يتفرع من كل منها أشكال فرعية
73 ( )29ساما -التقرير .2009 - 45
اقتصاد المملكة العربية السعودية
(http://www.spa.gov.sa/cdetails.php?id=701410&catid=5 )34
http://www.mofa.gov.sa/Detail.asp?InSectionID=3581&InNewsIt ()35
emID=86465
77 ( )36ساما -التقرير االقتصادي .2009 - 45
اقتصاد المملكة العربية السعودية
ّ
حب���ق اجملتمع اإلنت���اج منخف���ض التكاليف .كما تق ّر تلك السياس���ة
التج���اري فـي أن يكون له اخليار فـي اختيار واس���تغالل
ّ الصناع���ي
والتحك���م فـي املصادر االقتصادية ،مبا يش���مل العمال الصناع ّيني،
عل���ى أال ينافـي األوضاع القائم���ة ،وذلك بغية رفع احل ّد األقصى من
الصناعي.
ّ اإلنتاج ّية فـي اجملال
لق���د دأبت احلكومة على الرتحيب ب���رؤوس األموال من اخلارج،
السعود ّيني فـي
الصناع ّيني غري ّ
وكذلك باخلربات األجنب ّية ومشاركة ّ
مش���اريع التطوير الصناعي بالتعاون مع رجال األعمال السعوديني.
ً
نس���بيا فـي اململكة .وهي تش���مل ثالث إن النهض���ة الصناع ّية حديثة ّ
جمموعات:
الصناعات األساس ّية؛ مثل صناعة * تتك ّون اجملموعة األوىل من ّ
والصناعات املبنية عل���ى التعدين .فمثل
اهليدروكربون���ات الواس���عةّ ،
الصناعات ترتكز فيها رؤوس األموال والطاقة ،وتكون الشركات تلك ّ
احملاصة ،ويكون
ّ العاملة فـي هذا اجملال فـي العادة من نوع شركات
ً
متفاوتا م���ن التحكم فـي ً
مق���دارا أجنبي���ا ميتلك
ًّ أح���د ال ُفرقاء فيه���ا
بأي حال (.)%50 الشركة؛ إال أن هذا املقدار ال يتعدّى ّ
* واجملموعة الثانية تشمل قطاع املصانع ،ومتلك أغلبها شركات «بلغ ع���دد املصانع العاملة
الصناعة
عائ�ل�ات ،وهي ش���ركات تصنيع لديها ترخيص م���ن وزارة ّ فـ���ي اململك���ة 4367مصنع
()37
والكهرباء .فقد بلغ عدد املصانع العاملة فـي اململكة 4367مصنع حت���ى منتص���ف ،2009
مقارن���ة بـ 4167مصنع يف
حتى منتصف ، 2009مقارنة بـ 4.167مصنع فـي عام .)38(2008 عام »2008
الثالثة ،فتتكون فـي معظمها من ورشات صغرية * أ ّما اجملموعة ّ
كث�ي�رة الع ّمال .تعمل هذه اجملموعة فـي جمال الصيانة واإلنتاج على
نط���اق ض ّي���ق؛ وال حتتاج مثل هذه ال���ورش إىل ترخيص ال من وزارة
والصناعة ،أو البلد ّيات احمللّّية.
التجارة ّ
كان أكثر متركز شركات العائالت السعودية فـي فـي اجملموعتني
الصناعيتني الثانية والثالثة من اجملموعات اليت ذكرناها.
(http://www.spa.gov.sa/cdetails.php?id=701410&catid=5 )37
«ترتب على انضمام اململكة بدأ ظهور املؤشرات اإلجيابية النضمام اململكة إىل ّ
منظمة التجارة
إىل منظم���ة التجارة العاملية العاملية فـي ديس���مرب 2005عرب جلب مصاحل مهمة للقطاع اخلاص
انفت���اح األس���واق ،فزادت
نس���بة الص���ادرات غ�ي�ر
السعودي ،خاصة بعد إزالة القيود عن تطوير عمليات التصدير غري
النفطية حتى بلغت ()%250 النفطي من قطاع البرتوكيماويات ،وبفرض أنظمة متنع سياسة إغراق
فـي ع���ام 2007مقارنة مبا الس���وق .كما أن االستقرار والش���فافية اللذين تتصف بهما األنظمة
كانت عليه فـي عام »2004 واإلجراءات اليت س���وف تنطبق على الش���ركات األجنبية العاملة فـي
اململكة بنفس الدرجة اليت تنطبق بها على الشركات الوطنية ،أدى إىل
ومش���جعة الجتذاب االس���تثمار األجنيب املباشر،
ِّ فتح فرص ضخمة
ولتوس���يع ش���ركات احملاصة ،فقد بلغت أصول صناديق االستثمار
األجنبي���ة 25.2ملي���ار( )39فـي عام .2007أما فـ���ي عام ،2008فقد
اخنفضت تلك األصول لتبلغ 13.6مليار( )40ريال.
اقتض���ى انضم���ام اململك���ة إىل منظم���ة التجارة العاملي���ة إحداث «زي���ادة ع���دد الش���ركات
الس���ارية فيما يتعلق بتنظيم االس���تثمار وعمل األجنبي���ة وحتفي���ض أجور
تغيريات فـي القوانني َّ
املكامل���ات اهلاتفي���ة من أهم
األجانب وامللك ّية وتفاصيل قيام املشاريع .ونتيجة هذه التغيريات بدأ اآلث���ار اإلجيابي���ة النضمام
س���وق اخلدمات باالنفتاح أمام االستثمار األجنيب .فبعد مرور أربعة اململك���ة إىل منظمة التجارة
أع���وام على انضمام اململكة ملنظمة التج���ارة العاملية منذ عام ،2005 العاملية»
متثلت املكاسب املتحققة فـي اآلتي:
*ترتيب االقتصاد السعودي ،حيث كانت اململكة قبل االنضمام
تعتمد على جهود تنمـوية تهـدف لبنـاء قاعدة إنتاجـية كالس���لع
واخلدمات القائمــة علـى السوق والطلب احمللي فقط ،ولكن بعد
االنضمام فإن اململكة أصبح���ت متارس التحرير االقتصادي
الالزم لتنويع قاعـدة اإلنتاج وزيادة النمـــــو القائـم على السوق
والطلبني احمللي والعاملي.
*فت���ح األس���واق لص���ادرات اململكة حي���ث ح���ازت اململكة على
املركز الثاني عش���ر ،كأك�ب�ر دولة مصدرة للس���لع فـي العامل
لعام ،2008ولوحظ ذلك من حجم الزيادة امللحوظة فـي حجم
الص���ادرات غري النفطي���ة اليت ارتفعت قيمتها م���ن 57مليار
ري���ال ع���ام 2004قب���ل االنضم���ام إىل حنو 128ملي���ار ريال
فـ���ي عام 2007بعد االنضمام ،وبالتالي فقد تضاعفت نس���بة
الصادرات غري النفطية إىل(.)41()%250
*زي���ادة ع���دد الش���ركات األجنبية والش���ركات ذات املس���ؤولية
احمل���دودة املختلط���ة (س���عودية-أجنبية) وف���روع الش���ركات
املس���اهمة األجنبية وفروع الشركات األجنبية احملدودة ،حيث
ارتفع عددها من 247شركة جمتمعة فـي عام 2004إىل 397
شركة فـي عام .2007
*اخنفاض تعرفة االتصاالت نتيجة فتح القطاع للمنافسة حيث
اخنفض���ت أجور مكامل���ات اهلاتف الثابت من ع���ام 2004إىل
عام 2007فـي حدود النصف واخنفضت كذلك أجور اهلاتف
«يتوقف تأثري األزمة املالية اجل���وال إىل أكثر من الربع فـي عام ،2007وبفضل سياس���ة
أو غريه���ا م���ن األزم���ات االنفتاح على األس���واق اخلارجية ال�ت�ي اعتمدتها اململكة بعد
العاملي���ة فـ���ي أي اقتص���اد
عل���ى درج���ة انفت���اح ه���ذا انضمامه���ا للمنظمة ،تقدمت اململكة عش���رة مراكز فـي تقرير
االقتص���اد عل���ى االقتصاد «س���هولة ممارسة أنش���طة األعمال» ً
تبعا للبنك الدولي وحلت
العامل���ي وم���دى اندماج���ه فـ���ي املرك���ز 23عام 2008مقارنة م���ع املركز 33عام .2007
فيه»
كان املس���تثمر األجن�ب�ي حباج���ة إىل إج���راء 14معاملة و95
يوما لتأس���يس نشاط جتاري عام .2007وبفضل السياسات ً
املتقدم���ة اليت اعتمدتها اململكة ،تقلص الفارق إىل 7معامالت
يوما لتأسيس النشاط التجاري عام .2008 وحوالي ً 15
أم���ا فيما خيص التزام اململكة بفتح أس���واقها للعامل فلقد عمدت
على تقليص األنش���طة املس���تثناة من االس���تثمار األجن�ب�ي .وبنهاية
،2007أصبح���ت قطاع���ات التأم�ي�ن ،األفالم الس���ينمائية وأش���رطة
الفيدي���و ،التوزيع وجتارة اجلملة والتجزئة مب���ا فيها التجزئة الطبية
مث���ل الصيدليات اخلاصة ،الوكالء التجاريني عدا الوكالء التجاريني
دوليا بالرقم ،621االتصاالت ،نقل الركاب داخل بالعمول���ة املصنفة ً
امل���دن بالقط���ارات ،النقل اجل���وي والنق���ل الفضائ���ي ،مفتوحة أمام
اجلميع.
ً
تصحيحا ألس���عار الس���وق مل يكن إال بداية هل���ذه األزمة املالية وقته «شجعت بعض التشريعات
ال�ت�ي امت���دت آثارها م���ن القطاع املصرفـ���ي إىل كافة أج���زاء النظام املص���ارف عل���ى مزي���د من
عملي���ات التوري���ق ال�ت�ي
املالي؛ حيث اس���تمر اخنفاض أس���عار العقارات حتى بلغ فـي شهر س���اهمت فـ���ي خل���ق نظام
يناير ٢٠٠٩م حوالي ( )%٣٠مقارنة مبستوياتها فـي نفس الفرتة من مصرفـي فـي الظل»
عام ،2008مما عاد باألس���عار ملس���تويات عام ٢٠٠٣م .واستمرت
تداعيات األزمة حتى بدأت تؤثر على االقتصاد احلقيقي ،بل وامتدت
آثارها من الواليات املتحدة األمريكية إىل كل االقتصادات الصناعية،
وحتى الدول النامية ،مما أحاهلا من أزمة مالية أمريكية إىل أزمة مالية
عاملية طال أثرها معظم االقتصادات فـي العامل .وجتدر اإلش���ارة إىل
اخنفاض منو االقتصاد العاملي إىل أقل مس���توى له خالل الس���نوات
اخلمس املاضية .فقد وصل معدل منوه ( )42()%3.2فـي .2008ويتوقع
أن ينكمش معدل منو االقتصاد العاملي بنسبة (.)%1.3
ويعزى انفجار األزمة املالية العاملية إىل عدة أسباب منها :
.1ضعف الرقابة على املؤسس���ات املالية واالعتماد على الرقابة
الذاتي���ة وحترر األس���واق املالية بصورة مفرط���ة ،ما أدى إىل
اإلفراط فـي عمليات التمويل.
.2حمدودية قدرة التش���ريعات على مواكبة التطورات الس���ريعة
ال�ت�ي حدث���ت فـ���ي النظ���ام املال���ي م���ن ناحي���ة ،وم���ن ناحية
أخرى أس���همت بعض التش���ريعات املس���تحدثة فـ���ي إحداث
ـ أو عل���ى األق���ل ـ تعميق األزم���ة املالية .فعلى س���بيل املثال،
ش���جعت بعض التش���ريعات املصارف على مزيد من عمليات
التوري���ق( )securitizationاليت س���اهمت فـي خلق نظام
ً
حتديدا بس���بب غي���اب أس���واق ثانوية مصرفـ���ي فـ���ي الظ���ل
لألص���ول اليت يت���م توريقها فـ���ي حمفظة مالي���ة (كالرهونات
العقاري���ة ) ال�ت�ي اس���تخدمت لتوفري مزيد م���ن القروض بني
املصارف .إضافة لذلك ،زاد االعتماد على مؤسس���ات تقييم
املخاطر ،فقد شجعت املصارف على زيادة االعتماد على تلك
83
اقتصاد المملكة العربية السعودية
ونس���بة لتمتع االقتصاد السعودي بدرجة عالية من االنفتاح على «وصل���ت قيم���ة املش���اريع
االقتص���اد العاملي ،مما يتمثل فـي عدم وجود قيود على حركة دخول اخلاصة املؤجل���ة أو امللغاء
إىل 27ملي���ار دوالر من���ذ
وخ���روج الس���لع ورؤوس األموال م���ن وإىل اململكة ،كم���ا أنه ال توجد أكتوب���ر ،2008أي م���ا
قيود على املعامالت فـي سوق الصرف األجنيب ،مل يكن من املستبعد يع���ادل ( )%12م���ن مجي���ع
تأثر االقتصاد الس���عودي مبا حيدث فـي جمريات االقتصاد العاملي املشاريع»
ج���راء األزمتني العامليتني :املالي���ة واالقتصادية نتاجا عن أزمة الرهن
العق���اري فـي الوالي���ات املتحدة األمريكية .وميك���ن تلخيص تداعيات
األزمة املالية على اململكة فـي ثالثة حماور:
أوالً :انس���حاب البنوك الدولية من سوق متويل الشركات باململكة
واجتاه البنوك احمللية إىل التقشف مما جعل املستثمرين فـي القطاع
اخل���اص يواجه���ون تراجعا حادا فـ���ي االئتمان .وبن���اء عليه ،أوقفت
وألغي���ت أع���داد متزاي���دة من املش���اريع اخلاصة .وق���د وصلت قيمة
املش���اريع اخلاصة املؤجلة أو امللغ���اة إىل 77مليار دوالر منذ أكتوبر
،2008أي ما يعادل ( )43()%12من مجيع املشاريع.
ثانيا :أدى انهيار النش���اط االقتصادي العاملي إىل تراجع أسعار
النف���ط بنفس الس���رعة ال�ت�ي ارتفعت بها .فقد تهاوت أس���عار النفط
حت���ى وصل���ت إىل 40دوالرا للربميل بنهاية عام .2008مما انعكس
عل���ى عائدات الصادرات الس���عودية اخنفاضا .فق���د أدى االنكماش
االقتص���ادي العاملي إىل اخنفاض كبري فـي الطلب وأس���عار البرتول
وكذل���ك أس���عار البرتوكيماوي���ات .وال ميكن التقليل م���ن حجم األثر
ال���ذي ترتب عل���ى انهيار األس���عار وخف���ض اإلنتاج فـي بلد تس���هم
صادرات النفط فيه حبوالي ( )%99من إمجالي حصيلة الصادرات،
وحوالي ( )%88من اإليرادات احلكومية ،وما يقل قليال عن الثلث من
إمجال���ي الناتج احمللي .أض���ف إىل ذلك ،تأثري تدني أس���عار النفط
وضع���ف النش���اط االقتصادي العاملي عل���ى آفاق منتج���ات التكرير
والبرتوكيماويات ،اليت تش���كل أهم عناصر القطاع التصديري غري
النفطي للمملكة العربية السعودية.
«خف���ف انعزال الش���ركات ثالثا :تأثري اهلبوط احلاد فـي أسواق األسهم العاملية بسرعة على
العائلية عن س���وق األسهم الس���وق املالية الس���عودية (تداول) وترك ذلك وقعا ملحوظا على ثروة
واالضطراب���ات اليت حتدث
فـي األسواق املالية العاملية األس���ر ،وبالتالي على االس���تهالك اخلاص الذي تراجع بش���دة فـي
م���ن تأث�ي�ر األزم���ة املالي���ة الربع األخري من عام .2008
العاملية عليها»
وبالنس���بة للش���ركات العائلية ،ف���إن تأثري األزمة املالي���ة العاملية
ينعكس فـي انسحاب بعض البنوك العاملية من سوق متويل الشركات
باململك���ة مما يقلل م���ن التمويل املتاح لتلكم الش���ركات كما متثل فـي
إرجاء الكثري منها خططها للتحول إىل شركات مساهمة عامة .حقيقة
األمر أن الشركات العائلية فـي اململكة العربية السعودية معزولة عن
موضوع سوق األسهم واالضطرابات اليت حتصل فـي سوق األوراق
املالي���ة وال تتأثر باهلزات االقتصادية الناجت���ة من ارتفاع واخنفاض
أسعار األسهم.
85
اقتصاد المملكة العربية السعودية
ملخص
86
تعريف البحث
الفصل الرابع
أسس البحث فـي التخطيط
االستراتيجي
«البح���ث هو الس���عي حنو :1-4تعريف البحث
املعرفة بطريق���ة موضوعية
ومنهج ّية ،به���دف الوصول
إىل حل األطروحة» تعين كلمة البحث الس���عي حنو فهم احلقائق .وحينما نس���تخدم
كلم���ة البحث فـي اجمل���ال العلمي ،فإ ّننا نعين الس���عي بطريقة علم ّية
ومنهج ّي���ة للحصول عل���ى املعلومات احمل���دّدة فـي موض���وع حمدّد.
وميكن القول أن البحث عمل ّية منهج ّية لالكتش���اف وحتصيل املعرفة
واستخدامها.
ال ب��� ّد أن يتضم���ن البحث العلمي الس���عي الدقيق واحلريص إىل
فحص األمور ذات العالقة مبوضوع الدراس���ة الكتش���اف معلومات
جدي���دة أو عالقات جديدة ،ولتوس���يع دائ���رة املعرفة احلال ّية من أجل
غرض حمدّد .حينما نفهم البحث بهذا الش���كل فإنه يصبح مس���اهمة
أساس���ية فـي مقدار املعرفة احلالية املتوفرة ،وهو بذلك يدفع باملعرفة
إىل األمام .إنه الطريق إىل احلقيقة ،وهو يستعني من أجل ذلك بالدأب
أن البحث هو س���عي حنو واملالحظة واملقارنة والتجريب .واخلالصة ّ
املعرف���ة بطريق���ة موضوع ّية منهج ّية ،تضع نص���ب عينيها إجياد ّ
حل
للمشكلة اليت يطرحها الباحث على نفسه.
تتن���اول إحدى جوانب البحث حماولة لوض���ع التعميمات بطريقة
منهجية ،وكذلك طرح النظريات .ويش���تمل البحث على طريقة منهجية
فـ���ي التعبري عن املش���كلة أوالً ،ث���م صياغة فرضية حللّه���ا ،ث ّم مجع
87 املعطي���ات الالزمة ،وحتليل تلك املعطيات .بعد ذلك اس���تنتاج النتائج
أسس البحث في التخطيط االستراتيجي
:2-4أنواع البحوث
«يه���دف البح���ث إجي���اد الغن ّية من عدد حمدود من أفراد أو ع ّينات البحث ،بينما ال ب ّد من أجل
إجابة لسؤال ما باستخدام الكيفي منهجي للمعلومات .ويس���تغل البحث البحث الك ّم ّي من مجع
ّ ّ
أس���اليب علمي���ة؛ م���ن أجل
التوص���ل إىل حقائق مل يتم البيئة املتاحة لتحسني نوعية املعلومات املتوفرة.
اكتشافها من قبل» كما أن نوعان آخران من البحوث ،هما البحث املفاهيمي والبحث
التجري�ب�ي .فالبحث املفاهيمي هو البح���ث املتعلّق بفكرة جتريدية أو
ً
عموما فـ���ي توليد مفاهيم بنظر ّية .ويس���تخدم الفالس���فة ه���ذا النوع
جدي���دة أو فـي تفس�ي�ر املفاهيم املتو ّفرة .أ ّما البح���ث التجرييب ،فـي
املقابل ،فهو يعتمد على اخلربة والتجربة أو على املالحظة.
:3-4أهداف البحث
إن اهل���دف من البحث إجياد إجابة لس���ؤال م���ا عن طريق تطبيق ّ
أس���اليب علمي���ة؛ م���ن أجل التوص���ل إىل حقائق مل تك���ن معروفة ومل
تكتشف بعد .ولكل حبث أهدافه اخلاصة اليت يتم حتديدها بناء على
املشكلة وما يطلب الوصول إليه .ومن األهداف املشرتكة بني البحوث
هو حتديد مدى تكرار حدوث شيء ما ،أو مدى ترابط حدوث الشيء
مع شيء آخر.
:4-4أساليب البحث
أمامه مشكلة .ومن جهة أخرى جيب أن يبقى فـي ذهن الباحث مقدار
من الشك حول احللول أو اخليارات اليت تتوفر أمامه ،أي ّ
أن البحث
هو س���عي للجواب عن اجلدوى النسب ّية للخيارات املتاحة .كما جيب
أن تك���ون املش���كلة املطروحة حول بيئة حم���دّدة .واخلالصة ّ
أن يكون
أمام الباحث مش���كلة حبث عليه أن جي���د هلا أفضل ّ
حل ،أي أن جيد
األس���لوب األفضل للتعامل مع املش���كلة ح ّتى ّ
يتوصل إىل اهلدف فـي
نطاق البيئة اليت تقع املشكلة ضمنها .هنالك عدة طرق حبثية تستخدم
من أجل إجياد اإلجابات لألس���ئلة اليت تطرحها مش���كلة البحث ومن
ً
شيوعا هي: ثم إثبات الفرضيات أو نفيها .وأكثر الطرق
الوصفي:
ّ أ .األسلوب
وهو توصيف حالة املشكلة كما هي وبيان مواصفاتها الدقيقة.
التوضيحي:
ّ ب .األسلوب التحليلي أو
وه���و انتق���اد للظاهرة وتقديم تفس�ي�ر ألس���باب ظهورها مبا هي
عليه.
وميك���ن املزج بني األس���لوبني من حيث مج���ع احلقائق باختالف
أنواعها وتصوير احلالة كما هي فـي وقت البحث ،ثم اس���تخدام تلك
احلقائ���ق واملعلوم���ات وتقوميها من أج���ل تقديم التحلي���ل لصورتها
احلالية.
:5-4طرق البحث
-املستوى األول:
يش���مل املس���توى األول تلك ّ
الط���رق اليت تعتمد على األس���اليب
الكيف ّية والسرد ّية فـي حتليل املتغيرّ ات .ال تتيح هذه الطرق احلصول
إالّ على أدنى مدى من تصنيف وسرد املتغيرّ ات اليت جتري دراستها.
وهي طرق تعتمد على رأي اخلبري ،وعلى دراسة حاالت فرد ّية وعلى
التاريخ السردي.
-املستوى الثاني:
مهما ،خاصة فـي شكله الك ّمي. يصبح القياس فـي هذا املستوى ً
وتشمل الطرق املستخدمة فـي هذا املستوى املسح ،والبحث ،والتحليل
طويل املدى وحتليل التسلس�ل�ات الزمنية .كما تش���مل التجريب غري
املنضب���ط .ويكون الرتكيز فـي هذا املس���توى على قياس واس���تغالل
متغ�ّي�رّ ات حمدّدة والعالق���ات فيما بينها .تتيح لنا مثل هذه الطرق أن
شيئا ما له عالقة بشيء آخر ،بينما يندر أن تتيح هذه الطرق نؤكد أن ً
للباحث إمكانية حتديد العالقة السببية ،أي عالقة السبب باملُ َس ِّبب.
-املستوى الثالث:
جيري البحث على املستوى الثالث باستغالل املتغيرّ ات واختبارها
ُب ْغ َية تقرير العالقة الس���ببية ،ومن َث َّم التوصل إىل تلك املتغيرّ ات اليت
هل���ا أث���ر حيوي أو مه��� ّم على موضوع الدراس���ة والعالقة الرئيس���ية
الكامن���ة خلف املتغريات .فإذا كان املطلوب ً
مثال معرفة الس���بب فـي
ف���إن ُطرق البحث على املس���توى الثالث من احلزم حدوث ش���يء ماّ ،
ضروري���ة .وحيتاج هذا املس���توى إىل إج���راء التجارب ضمن ظروف
ميدان ّية خاضعة للضبط.
إن اختيار أسلوب البحث الذي يكون أكثر قابل ّية للتطبيق واألكثر
تناسبا مع املشكلة قيد الدراسة ،هو األكثر أهمية.
م���ن جهة أخرى هناك جم���ال للمرونة فـي اختيار أكثر أس���اليب
البح���ث مرونة من أجل مش���روع البح���ث الذي يعمل علي���ه الباحث؛
فيس���تطيع الباحث ً
مث�ل�ا اجلمع بني أكثر م���ن طريقة حبث للحصول
91
أسس البحث في التخطيط االستراتيجي
يدل عليه امس���ه ،فالبحث متعدّد الطرق ،هو البحث باعتماد كم���ا ّ
مزيج من األس���اليب فـي دراسة الظاهرة نفسها .وتستخدم فـي هذه
ً
بعضا .وتعترب احلالة أساليب البحث الكم ّية والكيف ّية ليك ّمل بعضها
بذلك أس���اليب متكاملة ال متنافسة .فحينما يقوم الباحث هنا بالبحث
���ي فإ ّن���ه يع���ود فيق ّوي نتائج���ة مبالحظة املش���اركني فـي البحث
الك ّم ّ
ومبقابلتهم وبتوثيق مصادر البحث.
يدعم خرباء البحث استخدام البحث متعدّد الطرق لدراسة نفس «ال ترى العائلة فـي شركتها
أداة للنف���ع فحس���ب ،ب���ل
أن مراكز القوة فـي أي أس���لوب من أس���اليب املوضوع على أس���اس ّ ً
تعبريا عن تريدها أن تكون
البحث س���تقابل نقاط الضعف فـي أس���لوب آخر .وبهذا تكون نتائج نفس���ها وعن دوافعها ،وأن
أن رؤية الباحث للموضوع تكون البح���ث أقوى وأجدر بالقبول .كم���ا ّ تصبح ً
تراثا هلا»
ش���املة ،فهو يرى خمتلف أجزاء موضوع البحث وسياقه .تع ّمق هذه
ومتكننا من كشف أبعاد الطريقة وتغين فهمنا للحالة اليت حتت أيدينا ّ
ال نكتش���فها بغري هذه الطريقة .هلذا ،يهت ّم خرباء البحث باس���تخدام
أن التفاوت أكث���ر من أس���لوب فـي عمل ّية تثبيت النتائج ،وذل���ك ليظهر ّ
احلاص���ل ب�ي�ن صفات أف���راد البحث ه���ي فروق فـ���ي الصفات ً
فعال
وليس���ت بسبب أس���لوب البحث .وحينما يتوافق أسلوبان وجيتمعان
بأن النتائج صحيحة فإن هذا يق ّوي شعورنا ّ فـي إعطاء نفس النتيجةّ ،
وليس���ت مفتعلة بسبب أس���لوب البحث .مثل هذا الطريقة فـي البحث
ض���روري؛ ألنه ليس���ت هن���اك طريقة فـي مج���ع املعلوم���ات إالّ وربمّ ا
ّ
فإن مج���ع املعلومات بتعدد متحي���زة بطريقة أو بأخرى .ل���ذاّ ،
تك���ون ّ
أس���اليب البحث ومن مصادر متن ّوعة يعط���ي البحث دقة .فإذا كانت
92
البحث متعدد الطرق
93
أسس البحث في التخطيط االستراتيجي
ملخص
94
تعريف التخطيط االستراتيجي
الفصل الخامس
التخطيط االستراتيجي
غري ّ
أن تغيرّ الظروف العامل ّية فـي الش���ؤون السياس���ية واالقتصاد ّية
والتقن ّي���ة جعل التأكيد األ ّول على التخطيط للمس���تقبل .وفـي فلس���فة
التخطيط للشركات ،ينصب كل الرتكيز اليوم على رضا الزبون.
«أدى تغري الظروف العاملية أ ّما ال ّتخطيط االسرتاتيجي فيمكن تعريفه على أ ّنه مفهوم يتناول
فـ���ي اجمل���االت السياس���ية الشركة الشركة بكاملها ،مبا يشمل وضع إطار وطريقة يرشدان عمل ّ ّ
واالقتصادي���ة والتقني���ة إىل فـي املستقبل .إ ّنه نظرة مشول ّية؛ مبعنى أ ّنه يأخذ فـي احلسبان ّ
الشركة
الرتكي���ز عل���ى التخطي���ط
خالفا لإلج���راءات األخرى اليت تنظر فـي العادة إىل جانب ً بكاملها،
للمستقبل بدالً عن التخطيط
ً
س���ائدا فـي للي���وم كما كان معينّ فـي الش���ركة .وتكون طريقة العمل فـي التخطيط االسرتاتيجي
املاضي» الش���ركةأن ننظر إىل أكثر األس���ئلة جذر ّية وأولو ّية ما ي ّتصل بوجود ّ
أن ال ّتخطيط االسرتاتيجي عمل ّية مستم ّرة ،تتماشى مع نفس���ها .كما ّ
البيئة اخلارج ّية دائمة التغيرّ ،ومع الدينام ّيات الداخلية فـي الشركة.
حينما ننظر إىل تعريف التخطيط االس�ت�راتيجي وإىل اهتمامه بامله ّمة
ضمنيا ّ
أن ًّ املطلوب���ة واملصلح���ة القابلة لالس���تمرارّ ،
فإن ذلك يع�ن�ي
طبيع���ة التخطيط االس�ت�راتيجي مس���تقبل ّية ،فال فائدة م���ن ال ّتخطيط
االس�ت�راتيجي ما مل حياول أن يستشرف املستقبل حملاولة صياغته
الشركة ويوازن بني األهداف قريبة املدى. مبا خيدم مصلحة ّ
خطة اس�ت�راتيج ّية العائلة فـي التعامل مع تس���اعد عمل ّية تطوير ّ
موحدة ،ال أن يكون ّ
لكل فرد طريقته املنفردة. شركتها بطريقة متماسكة ّ
وحينم���ا تكون األهداف والقواعد واضح���ة ويكون هناك إمجاع على
فإن ذلك خي ّفف الكثري من سوء ال ّتفاهم ،خبالف األمر ال ّتمس���ك بهاّ ،
ل���و كان التحرك مبوجب أوامر من جانب واح���د؛ فتعرف العائلة فـي
كل من له عالقة ّ
بالش���ركة ،ال خطة اس�ت�راتيج ّية أهداف ّ حالة وضع ّ
ً
مرتبطا بالش���ركة ً
أمرا واحدا فحس���ب .ويصبح التزام العائلة ّ ً ً
هدف���ا
الشركة ،مبا يساعد فـي تأمني رؤية أوضح لكل من شركة مبس���تقبل ّ
االسرتاتيجي فـي
ّ العائلة والعائلة نفسها .وجيب أن يوازي التخطيط
ويوسع من
ش���ركات العائالت بني أهداف العائلة وأهداف الش���ركةّ ،
قدرة اس���تجابة الش���ركة للتغريات ،ويولّد وفرة م���ن املعلومات ويقلّل
م���ن الريب عن طري���ق زيادة الفهمّ ،
وميكن العاملني فـي الش���ركة من
97 إدراك م���ا يعمل���ون م���ن أجله وما ه���و متو ّقع منهم .يعط���ي التخطيط
التخطيط االستراتيجي
98
أهمية التخطيط االستراتيجي
99
التخطيط االستراتيجي
امله ّم���ة فـي الش���ركة ب�ي�ن مقاصد الش���ركة ومقاصد العائل���ة .ويقنع
اتضاح طريقة صنع القرار و ُيوجد االندفاع لدى أفراد العائلة وع ّمال
موحد بدالً من اتجّ اهات متعدّدة ،ويزيد من
الشركة ليتح ّركوا باتجّ اه ّ
فرص الشركة فـي حتقيق أهدافها وفرص األفراد كذلك على حتقيق
أهدافهم ،ويساعد فـي حتليل أحوال العائلة اليت تتعدّد فيها وحدات
أيضا فـي حتليل أوضاع املنافسني،ً الشركة اإلسرتاتيجية .ويساعد
وخمصصات املوارد إىل خمتلف ّ وحتلي���ل اجملموعات االس�ت�راتيج ّية
جماالت النشاط.
الش���ركات واملديرين التنفيذي�ي�ن فيها ّ
أن ُ
يالح���ظ املتتبع خل�ب�رة ّ
التخطي���ط االس�ت�راتيجي يس���اهم مس���اهمة إجياب ّي���ة فـ���ي إنتاج ّية
الش���ركات ال�ت�ي تقوم أن ّ ّ
الش���ركات .ولق���د ثب���ت من خ�ل�ال البحث ّ
الش���ركات اليت ليس االس�ت�راتيجي تفوق فـي مكاس���بها ّ
ّ بال ّتخطيط
اس�ت�راتيجي ،وتتف ّوق فـي عائدات االس���تثمار .وتبينّ
ّ لديه���ا ختطيط
االس�ت�راتيجي قد يكش���ف عن
ّ ً
أيضا أن التخطيط م���ن خالل البحث
الش���ركات على أن يكون هلا الصناعة ويس���اعد ّالعوامل احليو ّية فـي ّ
سياساتها الواضحة.
فـ���ي إحدى الدراس���ات جرى اس���تطالع آراء امل���دراء التنفيذيني
فـ���ي 200ش���ركة أمريكية ،وقد أك���د ( )%88.7منهم على احلاجة إىل
التخطيط االسرتاتيجي ،وأكدوا بأن إهمال هذا األمر قد يكون له أثر
بالغ الضرر على الش���ركة .كما صرح ( )%70.6منهم أن الش���ركات
ال�ت�ي طبقت التخطيط االس�ت�راتيجي حققت أدا ًء أحس���ن؛ وذلك ألن
التخطي���ط االس�ت�راتيجي َ
ميكن امل���دراء التنفيذيني من أن ميارس���وا
التوجيه الالزم فـي ش���ركتهم ،وأن يغتنموا الف���رص ،وأن يقللوا فـي
الوقت نفس���ه من املخاط���ر أو التهديدات اليت ميك���ن أن تتع ّرض هلا
الشركة إىل أقل حد ممكن. ّ
ويس���تطيع مدراء الش���ركة من خالل التخطيط االسرتاتيجي أن
يك���ون لديهم تصور واضح ألهداف الش���ركة وأه���داف األفراد فيها،
مبا يساعد فـي حتسني التوافق والتوائم فـي األهداف.
101
التخطيط االستراتيجي
أول وأه���م س���ؤال على إدارة الش���ركة أن تبحث فـ���ي جوابه هو: «مما يؤسف له مقاومة بعض
إىل أين جيب أن تتجه الش���ركة؟ ال ب ّد من هذا الس���ؤال احليوي حتى شركات العائالت للتخطيط
لش���ركة العائل���ة؛ بل إنها ال
تتوجه إليه الشركة
يكون لدى اإلدارة إحساس واضح باالجتاه الذي ّ تهت���م عل���ى األق���ل بوض���ع
؛ ألن كل اخلط���ط اإلس�ت�راتيجية تب���دأ من هذا الس���ؤال املهم ،وعليه إط���ار منهج���ي للتفكري فـي
ً
كثريا من سوف ُيبنى كل قرار يتخذه فريق اإلدارة فـي الشركة .لكن شؤون اسرتاتيجية العائلة
أو الشركة فـي املستقبل»
شركات العائالت تقاوم مع األسف التخطيط لشركة العائلة؛ بل إنها
ال تهتم على األقل بوضع إطار منهجي للتفكري فـي شؤون إسرتاتيجية
العائل���ة أو الش���ركة فـي املس���تقبل ،هذا مع أن وج���ود عملية ختطيط
إلرشاد وتنس���يق العمل فـي العائلة وفـي الشركة أمر حيوي .فعملية
التخطيط ستش���جع العائلة عل���ى إعادة النظر فـ���ي ِق َيمها وحاجاتها
ين ،ومديرو ّ
الشركة فـي وأهدافها بطريقة منهجية حس���ب برنامج زم ّ
حاج���ة إىل مراجع���ة وتعديل خططهم االس�ت�راتيج ّية باس���تمرار من
أجل مواجهة التغيريات اليت ال تنتهي فـي س���وق العمل .ومن ناحية
خطة فاعلة ستس���اعد العائلة على الرتكيز فإن عمل ّية تطوير ّأخ���رىّ ،
على العمل ،وعلى إجياد اسرتاتيج ّيات جديدة لبعث حياة جديدة فـي
السنني واألجيال. املستقبلي على مدى ّ
ّ ّ
الشركة وتعزيز النم ّو
إعادة حتديد
املهمة
تطبيق
ضبط التطبيق
االسرتاتيجية
مراقبة االسرتاتيجية
تكرار العملية
وتعديلها
103
التخطيط االستراتيجي
تتك��� ّون املراحل املذكورة من كثري م���ن اخلطوات التفصيل ّية اليت
هي جزء من عمل ّية التخطيط االس�ت�راتيجي .فمنها على سبيل املثال،
الش���ركة أو املقصود منها ،وحتليل وتش���خيص الفرص حتديد مه ّمة ّ
واألخطار احلال ّية واملستقبلية ،تقويم اإلمكانات الداخلية مراكز الق ّوة
الضعف املوجودة واحملتملة فـي الش���ركة ،العالقة بني أهداف ونقاط ّ
الش���ركة وب�ي�ن الواق���ع والبيئة من حوهل���ا ،وعالقات اآلم���ر باملأمور، ّ
وامل���وارد الداخل ّية والقيم اليت يتب ّناها املدي���رون التنفيذ ّيون ،صياغة
االس�ت�راتيج ّيات البديل���ة وتقوي���م البدائ���ل االس�ت�راتيج ّية واختيار
االس�ت�راتيج ّية املناسبة ،تطبيق االسرتاتيج ّية عن طريق تأسيس ُبنية
هرمي فيها ،األنظمة اإلدار ّية وآلية التخطيط والضبط، للشركة وتركيب ّ ّ
توزي���ع امل���وارد واآلالت وامل���وا ّد واملال عل���ى املراكز االس�ت�راتيج ّية
للش���ركة ،مراجعة ومراقبة نتائج تطبيق االس�ت�راتيج ّية على املختلفة ّ
احلالي واسرتاتيج ّيات
ّ الش���ركة لتقويم مدى فاعل ّية التط ّورخمططي ّ ّ
التخطيط.
مثل تلك األسئلة :هل توجد فروق فـي أصناف وطرق استخدام التقويم
والضبط االسرتاتيجي بني شركات العائالت عالية األداء ومنخفضة
األداء؟ هل أنظمتها خمتلفة أو متشابهة ،وما أهم ّية الفروق إن وجدت؟
يؤثرون ويص ّممون أنظمة التقويمكيف يس���تخدم أفراد العائلة وكيف ّ
فإن ما جرى من حبوث رغم أ ّنها تدرك التداخل بني ّ
والضب���ط؟ كذلك ّ
والش���ركة ،إالّ أنها ال ُتبينّ م���ا يعطيه ّ
كل من الطرفني نظام���ي العائلة ّ
للطرف اآلخر ،وما يأخذه منه أثناء حتقيق حاجات ّ
كل من الطرفني.
إن أقوى مناذج تطوير ش���ركات العائ�ل�ات يتب ّنى تداخل دائرتني
ّ
105 أو ث�ل�اث دوائ���ر .يعترب النموذج الذي يبنى عل���ى دائرتني متداخلتني
التخطيط االستراتيجي
أن ش���ركة العائل���ة تتك ّون فـ���ي الواقع من نظام�ي�ن متداخلني :العائلة
كال منهما فـي دائرةٌّ ،
وكل م���ن هاتني الدائرتني هلا متث���ل ًّ
والش���ركةّ ،
ّ
املؤس���س
معايريه���ا وقواعد عضو ّيته���ا و ُبنيتها التنظيم ّية .وحيتاج ّ
اإلداري
ّ املال���ك فـي ه���ذا النظام أن يقوم ب���دور األب كما يقوم ب���دور
املؤسس���ة
املتخص���ص .كذلك جيب حبس���ب ه���ذا النموذج أن تعمل ّ ّ
نفس���ها عل���ى قواع���د وخ�ب�رات متينة كش���ركة جيدة ،كم���ا جيب أن
الش���ركة حلاجات األس���رة فـي إجياد الوظائ���ف ألبنائها، تس���تجيب ّ
وحاجتهم إىل حتديد الذات واحلصول على الدخل.
ظه���ر النموذج ثنائي الدوائ���ر فـي الثمانينات ،ث��� ّم ظهر من بعده
ماس���ة
حاجة ّ
أن هناك ّ ثالثي الدوائر حينما ش���عر الباحثون ّ
النموذج ّ
للتفري���ق بني امللكية واإلدارة كنظامني فرعيني ضمن دوائر الش���ركة.
ً
أفرادا يتصفون بأ ّنهم مالك���ون ولكن ال عالقة هلم بإدارة فنح���ن جند
إداري لك ّنهم ال ميلكون ً
شيئا من ّ الشركة ،بينما جند آخرين هلم عمل ّ
الشركة .هلذا ،يأتي الش���كل التالي (ثالثي الدوائر) استجابة أس���هم ّ
هلذه النظرة اليت تتسم بأنها أكثر د ّقة:
اخلطط:
-1اجتماعات أصحاب األسهم. «يعت�ب�ر النم���وذج ثنائ���ي
-2خطة العائلة. الدوائر تكوين شركة العائلة
امللكية -3خطة تطوير اإلدارة. م���ن نظام�ي�ن متداخل�ي�ن:
البنية -4اخلطة االسرتاتيجية. العائل���ة والش���ركة ،ل���كل
جملس املديرين -5اخلطة املستمرة واخلطة منهم���ا معاي�ي�ر وقواع���د
االحتياطية. عضوية و ُبنية تنظيمية»
خمطط ()1
-6خطة اإلرث.
خمطط خمطط
()6 ()4
خمطط
البنية ()5 البنية
جملس العائلة تطوير اإلدارة
خمطط ()2 خمطط ()3
ميثل ال ّنظام الذي يشمل شركة العائلة إن النموذج ثالثي الدوائر ّ ّ
كث�ل�اث أنظم���ة فرع ّية مس���تقلّة بعضها عن بعض ،ولكنه���ا متداخلة،
الش���ركة ،امللك ّية ،والعائلة .ه���ذا النموذج ميكن أن ينطبق على وهيّ :
ً
كثريا أي شركة عائلة فـي حلظة مع ّينة ،إال أ ّنه من امله ّم أن نضيف ّ
أن ّ
من املشكالت واملعضالت اليت تواجهها شركة العائالت سببها مرور
الشركة ،وتغيرّ ات فـي العائلة، الوقت ،ومرور الوقت يعين تغيرّ ات فـي ّ
وفـي توزيع امللك ّية .تتغيرّ شركة العائلة كذلك حني ينتقل األفراد عرب
الش���ركة ،فانتقال الفرد مناحلواج���ز اليت حيتويها نظام العائلة أو ّ
ً
عضوا فـي العائلة ليكون قطاع ما إىل قطاع آخر ،كأن ينتقل من كونه
وعامال فـي الشركة فـي نفس الوقت ،أو أن ينتقل ً ً
عضوا فـي العائلة
ومال���كا فـي آن واحدّ ،
كل ً ً
عامال ً
عامال فـي الش���ركة ليكون م���ن كونه
الشركة.كل نظام ّ هذا سيثري ردود أفعال فـي ّ
فالنموذج الذي لدينا ،والذي حيتوي على ثالث حماور ّ
متثل تط ّور
ً
ش���كال امللك ّي���ة ،وتط��� ّور العائلة ،وتط ّور ّ
الش���ركة ،هذا النموذج ي ّتخذ
���ا ذا ثالث أبعادّ ،
وكل ش���ركة عائلة ق���د تط ّورت إىل نقطة مع ّينة فراغ ّي ً
عل���ى حمور تط��� ّور امللك ّية ،وإىل ح ّد معينّ على حمور تط ّور ّ
الش���ركة.
خاصة حتدّدها هذه النقاط الثالث من فإن العمل ي ّتخذ صفة ّ وهك���ذا ّ
أي من التط ّور ،وفـي أثناء حت ّرك شركة العائلة إىل مستوى جديد على ّ
فإن شكلها يتغيرّ ،وتتغيرّ بالتالي مواصفاتها. األبعاد الثالثّ ،
ً
وشيكا .ويبقى املالك وخاصة حينما يكون االنتقال إىل الوريث
ّ متقدّمة،
الش���ركة ،غري ّ
أن لنم ّو أطفال العائلة وتط ّورهم ً
ممس���كا بزمام ّ املدير
الدرجة األوىل من األهمية بالنس���بة للعائلة .وحيتمل أن تتغيرّ أهداف
مما يعكس األهمية القصوى لتأمني مكان مناس���ب ومستقبل العائلةّ ،
آمن ألبنائها وبناتها.
ٍ
قد تصبح حاجات العائلة عرضة للتنازعّ ،
والش���ركة قد تقع فـي
ال ّرك���ود واجلم���ود ،وقد تصبح فـي حاجة إىل ّ
ب���ث حياة جديدة فيها،
واملالك املدير قد يصيبه امللل أو قد يق ّرر التقاعد ،وقد يصبح احلفاظ
الت���واؤم فـي العائلة هو هدف العائل���ة األ ّول .وقد تتغيرّ أهداف عل���ى َّ
الش���ركة نتيجة لضغط حاجات العائلة ،أو بس���بب ال ّرغبة فـي حدوث ّ
إن هدف ش���ركة العائلة أن االقتصادي للش���ركةّ .
ّ حت��� ّول فـ���ي األداء
ًّ
ومعتزا بعمله ،وأن حتقق ً
ومنتجا ً
سعيدا تكون ً
مكانا يكون العامل فيه
ماليا ومصلحة ملالكها ،وأن تنت���ج بضائع جديدة متم ّيزة ،وأن أمان���ا ً
ً
ً
ومكانا الشخصي ملن هم فيها،
ّ تقدّم خدماتها حبيث تكون أداة للنم ّو
االجتماعي واالس���تقالل ّية ،وأن يكون هلا دور فـي
ّ يس���اهم فـي التقدّم
الوظيفي.
ّ صنع املواطنني املتكاتفني والصاحلني ،وأن تصنع األمان
:1-9-5نظرة فاحصة إىل منوذج مراحل التطوير الثالث: «ال ُيب�ّي�نّ من���وذج مراح���ل
التطوي���ر الث�ل�اث الق���وى
للتو هو
إن جانب النقص الرئيس���ي فـ���ي النموذج الذي عرضناه ِّ الرئيس���ية اليت تنشأ عنها
أ ّن���ه يعكس مراح���ل التطوير أو دورة احلياة لش���ركة العائلة ،وأنواع عملي���ة صن���ع التخطي���ط
كل مرحلة م���ن مراحلها، ال ّن���زاع واملخاط���ر اليت ق���د تواجهها فـ���ي ّ االس�ت�راتيجي واحلي���وي
فـي الش���ركات اليت متلكها
الرئيس���ية اليت تنش���أ عنها عمل ّية
ّ غري ّ
أن هذا النموذج ال ُي َبينّ القوى عائالت»
صنع التخطيط االس�ت�راتيجي واحليوي فـي الش���ركات اليت متلكها
العائالت؛ حيث يكتفـي النموذج مبعاجلة احلاجات الفرد ّية للعائالت
فـي خمتلف مراحل النم ّو والطريقة اليت تس���تطيع ش���ركة العائلة أن
ختطط لنفس���ها فـي خمتل���ف مراحل من ّوها من أج���ل تطوير العائلة. ّ
أن النم���وذج املذكور ال يصف اإلطار الزم�ن�ي املطلوب من أجل كم���ا ّ
عمل ّية التخطيط للعائلة وشركتها ،وهو ال ُيبينّ ما إذا كان التخطيطان
أن النموذج ال ُيظهر الوحدات يعمالن فـي وقت واحد .يضاف إىل ذلك ّ
108
نموذج النمو
التنظيم ّية املختلفة للعائلة ،مثل جمالس العائلة ودور دس���تور العائلة
فـي إجياد التنظيمات احليوية لش���ركات العائ�ل�ات وعمل ّية التخطيط
االسرتاتيجي فـي هذه التنظيمات.
:10-5نموذج النمو
«تب���ذل كث�ي�ر من ش���ركات
ً
كب�ي�را ً
جه���دا العائ�ل�ات
للحف���اظ على اس���تمرارها أن يكون جهدها للحفاظ كث�ي�را ما حيدث فـي ش���ركات العائالت ّ ً
ع���ن طري���ق جتمي���د منوها على اس���تمرارها عن طريق جتميد من ّوها وتط ّورها ،فكيف يكون هلا
وتطورها ...فهل تس���تطيع أن تعيش إذا كانت ال تنمو لس���نوات وسنوات؟ حنصل على اجلواب
الش���ركة أن تعي���ش إذا
كان���ت ال تنم���و لس���نوات
بال ّنظ���ر فـي جانبني من أحوال ّ
الش���ركات اليت حتاف���ظ على حياتها
وسنوات؟» أن الش���ركات اليت م���ن غري أن حيدث فيها من ّو .أ ّول هذين اجلانبني ّ
حافظ���ت على حياتها أبقت املِْلك ّية بيد ش���خص واح���د ،ومل تنقله إىل
ش���راكة يدخل فيها أبناء اجليل التالي ،أو أن اإلدارة صارت تتوسع
فـي الشركة ليصبح زمامها بيد عدّة أفراد من أفراد العائلةّ .
إن بقاء
الشركة يزيد بشكل ملحوظ ملك ّية الش���ركة بيد فرد واحد يتولىّ زمام ّ
من فرص الش���ركة فـي النم ّو واالس���تمرار فـي الوجود .أ ّما اجلانب
ً
كثريا اآلخر فهو أن طبيعة تلك الشركات والصناعات قد وفرت عليها
ين؛ فأكثر هذه الشركات اليت مت ّتعت بطول من التنافس والتغيرّ التق ّ
كثريا من التحديات اليت تواجهها كش���ركة ،وكذلك ً البقاء قد جت ّنبت
التحدّيات من داخل العائلة ،وإن كانت التحدّيات فـي طريقها.
أ ّم���ا ّ
الش���ركات ال�ت�ي حصل فيه���ا أكرب مق���دار م���ن النم ّو عرب
جدا ،وإن كان االختالف ال مينعنا من فإن طريقها خمتلف ً مسريتها ّ
فهم ما حيدث للشركة .فـي مثل هذا األسلوب يأتي كل جيل من مدراء
الشركة بأفكار إسرتاتيجية جديدة ُيدخلها إىل الشركة ،وهو يبين تلك
األف���كار على مهارات طويلة املدى حصلت من خالل اس�ت�راتيج ّيات
أن ملك ّية الشركة تبقى فـي ي ِد مدير واحد منسابقة .يضاف إىل ذلك ّ
أقل عدد ممكن من العائلة ،أو إن مل يكن فـي ي ِد فرد واحد ففـي أيدي ّ
األف���راد .فاملتطل ّبات اليت ال ب ّد لش���ركة العائالت أن توليها اهتمامها
109
التخطيط االستراتيجي
اخلاصة اليت
ّ توس���عها ولكي تتغلّب عل���ى ال ّتحدّيات م���ن أجل تعزيز ّ
هي جزء ال يتج ّزأ من شركات العائالت هي أن تهت ّم بإعطاء الفرصة
النط�ل�اق أفكار اس�ت�راتيج ّية جدي���دة؛ وأن تو ّفر امل���ال لوضع ّ
اخلطة
االس�ت�راتيج ّية ،واملال الالزم الس���تغالل الفرص الساحنة؛ وتوظيف
مديرين مستقلني فـي جملس اإلدارة ليثريوا افرتاضات اسرتاتيج ّية
ويش���جعوا اخلربة العامل ّية أثن���اء اإلعداد لقيادة أبن���اء اجليل التالي
ّ
للشركة.
أن فرص من ّو شركات العائالت لفرتات طويلة هي فرص صحيح ّ «م���ن أجل تعزيز توس���عها
أن عددا غري قلي���ل منها تابع منوه لف�ت�رة تكفـي فـي ضئيل���ة ،غ�ي�ر ّ وتغلبه���ا عل���ى التحدي���ات،
أن طرق العمل اس���تمرارها لتظهر أفضل طرق العمل ،غ�ي�ر أ ّنه رغم ّ ال ب���د لش���ركات العائ�ل�ات
أن تهت���م بإعط���اء الفرص���ة
الشركات هي أدوات قو ّية حت ّقق النم ّواليت نستش��� ّفها من خربة تلك ّ
النطالق أفكار اسرتاتيجية
أن هناك شرطني آخرين من أجل النم ّو طويل املدى هما: وتيسره ،إالّ ّ
ّ جديدة وأن توفر املال لوضع
الش���ركة لتطبيق ط���رق العمل املذكورة، وجود الدافع لدى مس���ئولي ّ اخلطة االسرتاتيجية ،واملال
ال�ل�ازم الس���تغالل الفرص
والتزام العائلة املالكة بدعم طرق العمل الضرور ّية للنم ّو.
الساحنة»
:1-10-5نظرة فاحصة إىل منوذج النمو:
ق���دّم أح���د الباحثني وه���و «جي إل وارد» منوذج من��� ّو يركز على
االس�ت�راتيجي من أجل ش���ركات العائالت .يقرتح
ّ أهم ّي���ة التخطيط
النم���وذج أهمي���ة التخطيط عل���ى املدى الطوي���ل لش���ركة العائلة بدل
أيضا أن يكون األس���اس فـيً الرتكي���ز على امل���دى القصري ،ويقرتح
عمل ّي���ة التخطيط االس�ت�راتيجي هو قيم العائلة األساس��� ّية وثقافتها.
ويزيد النموذج أن مشاركة العائلة فـي الشركة جيب أن تستغل كجزء
من اإلسرتاتيجية من أجل من ّو شركة العائلة .والنقطتان األساسيتان
اللت���ان يرى النموذج فيهما مراكز ق ّوة ميكن اس���تغالهلا هما :مسعة
السوق ووحدة العائلة.
العائلة فـي ّ
يب فـي النم���وذج فهو أ ّنه يض���ع تركيزه على
أ ّم���ا اجلان���ب الس���ل ّ
الش���ركة أكث���ر مما يضعه على العائلة .صحي���ح ّ
أن النموذج املذكور
يالحظ أهم ّية املنظور الذي تنظر منه العائلة من أجل جناح ّ
الش���ركة،
ً
انطالقا من نظرة تش���مل ولكن���ه ال يالح���ظ أهمية التعامل مع النجاح 110
نموذج التخطيط االستراتيجي المتوازي
فإن النموذج يالحظ دور دستور آن واحد .كذلك ّ العائلة والشركة فـي ٍ
العائل���ة ،والقواعد املس���يطرة فـي العائل���ة ،ودور جمالس العائلة فـي
القيام مبناقش���ات عائل ّية حول األمور الرئيس���ية اليت ّ
تؤثر فـي حياة
ً
أيضا آن واحد .كم���ا يالحظ النم���وذج
العائل���ة وفـ���ي الش���ركة فـ���ي ٍ
أساليب االندفاع من أجل مشاركة أفضل ألفراد العائلة فـي الشركة
اليت متلكها.
التخطي���ط «آلي���ات ويقرتح النموذج احلصول على رأمسال على شكل استثمار من
عب���ارة االس�ت�راتيجي قرضا على الشركة ،بدالً من جتميع موارد أفراد ً خارج العائلة ويبقى
ع���ن أدوات تس���اعد عل���ى
العائل���ة فـي الش���ركة .كما يق�ت�رح أن تكون الش���ركات اليت متتلكها
تطوير أس���لوب طويل املدى
الس���تغالل قدرات الشركة
ً
تركيزا لرأس امل���ال ،وأن تعزز ق��� ّوة رأمساهلا بدعمه العائ�ل�ات ّ
أق���ل
والف���رص ال�ت�ي يوفره���ا رئيسي على اجتذاب واحلفاظ ّ يركز بشكل بالقروض .وهذا النموذج ّ
السوق» عل���ى مديرين من خ���ارج العائلة خبالف أفراد العائل���ة الذين هم فـي
الش���ركة ال�ت�ي متلكها .وهو يدع���و إىل أن تكون آل ّي���ة ختطيط الوراثة
فحس���ب ضمن الشركة التابعة للعائلة ،بينما ال يقدّم اقرتاحات حول
أم���ور عائلي���ة أخرى مه ّمة مثل التحكم فـ���ي النزاعات ،والتنافس بني
ش���باب العائلة ،وآل ّية املش���اركة فـي األرباح ،وهي أمور هلا أثر عميق
فـي جناح شركة العائلة وروح التنظيم فـي الشركة اليت متلكها .كما
أن النم���وذج املذكور ال يقدّم اقرتاحات حول الطرق اليت جيب تب ّنيها ّ
االس�ت�راتيجي لشركة العائلة وال طرق تقويم شركة
ّ لعمل ّية التخطيط
احلالي لعمل ّية التخطيط.
ّ العائلة حسب املفهوم
الش���ركة وحاجات ّ
الش���ركة؛ فهي ال تعاجل حتدّيات العائلة اليت على ّ
ش���يئا متم ّي ً
���زا .هلذا ّ
ف���إن النظرة الواس���عة إىل ً جتع���ل من ش���ركتها
خمتلف ج���دًّا عن تلك
ٍ ش���ركات العائ�ل�ات حتتاج إىل إط���ار للتخطيط
النماذج واألدوات.
ينتج عن الش���ركة اليت متلكها وتديره���ا العائلة عالقة عمل متت ّد التخطي���ط «يدم���ج
تركز أكثر بكثريالشركة أن ّفإن على تلك ّ االس�ت�راتيجي املت���وازي على مدى احلياة .ومن هنا ّ
نظ���ام العائل���ة فـ���ي عملي���ة
م���ن غريها حينم���ا تقوم مبا تقوم به من عمل .ق���د تكون قدرة العائلة
التخطيط»
عل���ى أن تتعل���م العمل كوح���دة واحدة أه��� ّم عامل فـي ت���واؤم العائلة
االس�ت�راتيجي املتوازي هو
ّ للشركة .والتخطيطواس���تمرار ملك ّيتها ّ
عم���ل خمتلف ً
ج���دا عن غريه من الطرق ،أل ّنه يدم���ج نظام العائلة فـي
يتوسع ليدخل فـيفإن منظور عمل ّية التخطيط ّ عمل ّية التخطيط .من هنا ّ
إن نظامي العائلة ّ
والش���ركةّ . ّ اعتباره التفاعل والتأثري املش�ت�رك بني
عمل ّية ال ّتخطيط هنا تربط ما بني ال ّتخطيط للعائلة والتخطيط للش���ركة
حظهما الكامل كل من العائلة والش���ركة ّ ٍّ حبي���ث تعطى قيم وأه���داف
من االهتمام .وجيب أن تعكس اخلطة اخلاصة بإسرتاتيجية الشركة
وخاصة
ّ اليت يقع عليها االختيار فـي نهاية املطاف اعتبارات العائلة،
قيم العائلة و ُرؤاها بالنسبة للمستقبل.
تق���وم العائل���ة فـ���ي اخلط���ة األوىل م���ن التخطيط االس�ت�راتيجي
خيص عمل الش���ركة. باستكش���اف قيمها العميقة ،وفلس���فتها فيما ّ
وتض���ع العائلة رؤيته���ا ألهدافها بعي���دة املدى .والنتيج���ة املقصودة
خطة التفكري االس�ت�راتيجي املذكورة أن يتب�ّي�نّ للعائلة التزامها، من ّ
وأن ي َتض���ح االلتزام اإلداري على املدى الطوي���ل .ث ّم فـي أثناء وضع
اخلط���ة الثاني���ة من عملية التخطي���ط ،تصاغ االس�ت�راتيج ّية وتوضع
ّ
واخلطة االس�ت�راتيج ّية للعمل .فـي العائلي
ّ ّ
خطة اس���تمرار ّية العم���ل
الط���ور تتأ ّمل العائلة فـي مش���اركتها وتنظر فـي املس���ؤول ّية عنه���ذا ّ
بس�ْب�رْ ُقدرات
الش���ركة وملك ّيتها ،فـي ذات الوقت الذي تقوم اإلدارة َ
الشركة االسرتاتيج ّية ،وتضع اللمسات األخرية على االسرتاتيج ّيات ّ
احملتملة والقرارات االس�ت�راتيج ّية وقرارات االس���تثمار .تطرح هذه
والشركة وبراجمها املوضوعة لتحقيق اخلطة تفصيالت عمل العائلة ّ ّ 112
نموذج التخطيط االستراتيجي المتوازي
ملخص
116
مشكلة البحث
الفصل السادس
التخطيط االستراتيجي فـي شركات
العائالت فـي المملكة العربية السعودية
:1-6مشكلة البحث
«لـــيـــــ���س الـتـــخـطــيــــــ���ط
االسرتاتيجي جمرد تنظيم
وجدولة لألعمال والتشغيل تطرقنا فـي الفصل الثاني إىل التطور التارخيي لشركات العائالت
والرتتيب���ات املالي���ة ملواكبة فـي اململكة العربية الس���عودية ودورها فـي االقتصاد الوطين .نود أن
النم���و املتوق���ع فـ���ي الطلب
وتغريات السوق املتوقعة»
نقول اندالع حرب اخلليج 1991قد احدث تغريات فـي بيئة العمل فـي
أحناء اململكة .وش���هدت نفس املرحلة دخول اجليل الثالث من ّ
املالك.
وخيتلف هؤالء األفراد عن س���ابقيهم بكونهم تل ّقوا التدريب املناس���ب
���جع األجانب على استثمار املال فـي اململكة ليتس���لّموا العمل .لقد ُش ّ
ممكنا قبل حرب اخلليج.ً وأن يش�ت�روا فيها العقارات ،ومل يكن ذلك
فإن ش���ركات العائالت وأصبحت بيئة العمل عالية التنافس .من هناّ ،
صارت تتل ّقى الضغوط من كافة اجلهات .لقد أجربت الظروف حينها
الش���ركات على أن تعينّ لنفس���ها رس���الة ورؤية حمددتني،كثريا من ًّ
وأن تط ّور سياسات طويلة املدى للمحافظة على بقائها فـي ّ
ظل البيئة
املنافسة لسوق العمل.
نوجه أنظارنا إىل مراحل التط���ور االقتصادي ومناذجه وحينم���ا ّ
أن تلك الدول بدأتفـ���ي البالد النامية ،جند من وجهة نظ���ر تارخيية ّ
تنميته���ا بتطوي���ر واس���تغالل مصادرها األولي���ة ،س���واء أكانت تلك
املص���ادر زراعية أم اس���تخراج ثروات األرض .وتصنف دول جملس
التع���اون اخلليج���ي على أنها فـي املراح���ل األوىل للنمو ،حيث إنها ال
117
ت���زال تعتمد على مصدر أ ّولي (النفط فـي هذه احلالة) .من هنا جيب
التخطيط االستراتيجي في شركات العائالت
ً
ومس���تقبال ـ على النظر إىل دور ش���ركات العائالت اجلماعية ـ حاليا
أنه أس���اس التنظي���م االجتماعي واالقتصادي والسياس���ي فـي وقت
واحد؛ تنظيم مب ّ
ين على األس���ر املمتدة (اليت تشمل األعمام والعمات
واألخوال واخلاالت وغريهم) .فاألس���رة املمتدة ّ
متثل فـي هذه الدول
الوحدة االقتصادية الرئيسية لكل من اإلنتاج واالستهالك.
إن تنظيم اململكة يعتمد على العائلة كوحدة أساس���ية فـي اإلنتاج «حيتاج االنتقال إىل مرحلة
واالس���تهالك ،وضمن املعطي���ات االقتصادية احلالية فإن التحول إىل جدي���دة م���ن مراح���ل النمو
مرحل���ة جديدة م���ن النم ّو حيت���اج إىل هياكل تنظيمية جدي���دة تمُ ليها فـي دول اخلليج العربي إىل
هياكل تنظيمي���ة جديدة من
احلاج���ة إىل زي���ادة من���و القطاعات غ�ي�ر النفطية ،وإجي���اد االندفاع أجل زيادة من���و القطاعات
واحلوافز الالزمة هلذا النم ّو. غري النفطية»
ومنظمة ميكن استخدامها لتقويم التخطيط ال توجد طريقة جاهزة ّ
االسرتاتيجي لشركة العائالت؛ فشركة العائلة فريدة من حيث أبعاد ّ
خاصة بها كدخول عوامل العائلة والعوامل الشخصية ألفراد العائلة. ّ
وقد طرح عدة باحثني مناذج متنوعة تأخذ فـي اعتبارها القوى املختلفة
أو األج���زاء املك ّونة املختلفة لش���ركة العائلة اليت قد يكون هلا أثر فـي
االس�ت�راتيجي فـي الش���ركات التابعة للعائالت .لكن
ّ عملية التخطيط
تفضله عن غريه. ألي واح���د من هذه النماذج ميزات واضح���ة ّ لي���س ّ
أي حبث س���ابق فـي اململكة العربية السعودية كما أ ّنه مل ِ
جير تطبيق ّ
االسرتاتيجي لشركات العائالت
ّ يدرس الدينام ّيات وعمل ّية التخطيط
االس�ت�راتيجي اليت ط ّورها
ّ أن مناذج التخطيط فـ���ي اململكة .ويالحظ ّ
ِعدّة مؤلفني قاصرة عند التطبيق على ش���ركات العائالت فـي اململكة
الس���عود ّية .يعود ذلك بش���كل رئيس���ي اىل الف���روق الثقاف ّية العرب ّية ّ
وظ���روف بيئ���ة العمل بني ال���دول الغرب ّية م���ن جهة واململك���ة العرب ّية
السعود ّية من جهة أخرى.
لقد طلب من مديري شركات عائالت فـي هذا البحث القيام بتقويم
عمل ّية ال ّتخطيط فـي شركتهم .قام املديرون فـي شركات العائالت أ ّوالً
بتحدي���د مراكز القوة فـي ش���ركتهم ،وتعيني املراك���ز اليت هي أقوى
من غريها .ث ّم طلب منهم أن حيدّدوا نواحي اجلاذبية فـي أس���واقهم،
118
مشكلة البحث
ُ
وأعط���ي ه���ؤالء املديرون عش���رون اس�ت�راتيج ّية ليخت���اروا من بينها
أن أكثرية أصحاب ّ
الش���ركات اكتش���فوا واح���دة .كانت املفاجأة هنا ّ
أن األه���داف االس�ت�راتيج ّية اليت يضعونها لش���ركتهم هي أدنى من ّ
أن االسرتاتيج ّيات اليت يسعون إىل حتقيقها إمكاناتهم .لقد ظهر هلم ّ
طموحا مما تشري نفس تقديراتهم إىل إمكانية حتقيقهاّ ،
وأن ً هي ّ
أقل
م���ا يفعل���ه أكثرهم ال يزيد عن كونه تبنيّ اس�ت�راتيجيات س���ابقة بعد
أن ش���ركاتهم متلك إمكان ّياتإدخال بعض التعديالت عليها ،هذا مع ّ
األداء املنافس.
«فـي ظل ع���دم اليقني ،كان الش���ركات ميلكون معلوم���ات مؤكدة حول نوع مل يك���ن أصحاب ّ
أصحاب الشركات يعمدون التأثري الذي ستحققه عائالتهم على الشركة .هذا أل ّنهم ال يدرون هل
اختبار اسرتاتيجيات حذرة كل أعضاء األس���رة فـي العمل ضمن شركة واحدة وحتت س�ي�رغب ّ
وتقليدية»
ّ
مستقل كال منهم يرغب فـي أن يكون له عمل أن ًّ مظلة عمل واحد ،أو ّ
فـ���ي وح���دة مس���تقلة ،وما إذا كان م���ن أفراد األس���رة الذين يعملون
الش���ركة يرغبون فـي إمداد أفراد األس���رة اآلخرين باملال ،أو ضمن ّ
أ ّنه���م يرغبون ،بوصفه���م آباء أو أ ّمهات ،فـي توفري املال لإلنفاق على
ممن هلم
مضارب���ات جتار ّي���ة جديدة يقوم به���ا بعض ش���باب العائلة ّ
عقل ّية جتار ّية.
الش���ركة ليس���وا متأكدين من أن هؤالء املنخرطني فـي عمل ّ كم���ا ّ
درجة التزامهم بوضع ّ
الش���ركة فـي املس���تقبل .هذا أل ّنهم مل ي ّتخذوا
قرارهم بع ُد َح ْو َل أمور أساس��� ّية؛ مثل كيف ّية احلصول على الس���يولة
ّ
الالزم���ة لتمويل مش���اريع جتار ّية أو صناع ّية جدي���دة ،وكيف ّية تقويم
قدرات خليفتهم احملتمل.
كل ما س���بق من نواح تنطوي عل���ى عدم اليقني ،كان وفـ���ي ضوء ّ
أصحاب الش���ركات يعمدون ،فـي العادة ،على اختيار اسرتاتيج ّيات
أن اعتبارات العائلة هيمنت وسيطرت على حذرة وتقليد ّية .لقد لوحظ ّ
تقريبا؛ فالنواحي املتعلّقة بالعائلة
ً الشركة فـي ّ
كل األحوال اعتبارات ّ
هي اليت كانت تصوغ منطق ّ
الش���ركة ،س���واء أدرك املس���ئولون عن
التقليدي الذي
ّ الش���ركة وأق ّروا بق ّوة العائلة أو ال .وقد نتج عن ّ
اخلط ّ
119
التخطيط االستراتيجي في شركات العائالت
:3-6نطاق البحث
االس�ت�راتيجي
ّ يرك���ز هذا البحث على دراس���ة عملي���ة التخطيط
فـي الش���ركات اليت متلكها عائالت .وينحصر نطاق هذا البحث فـي
شركات العائالت فـي اململكة العربية السعودية.
:4-6أسلوب البحث
:5-6منهجية البحث
«إن جوه���ر التخطي���ط
االس�ت�راتيجي للش���ركات منهجية البحث عبارة عن طريقة ّ
يق���وم على فح���ص وحتليل
حلل مش���كلة البحث على أس���س
العناصر الرئيسية للشركة علمية .وميكن فهم منهجية البحث على أ ّنها علم دراس���ة كيف ّية إجراء
ً
أهدافا وتطوير خطة تعكس البح���ث بطريقة علم ّية .ال حيتاج الباحث���ون إىل معرفة كيفية تطوير ما
قابلة للتحقيق» حيتاجونه من تس���اؤالت واختبارات فحسب ،وال إىل حساب املتوسط
والصيغة فقط ،وإنمّ ا حيتاج���ون إىل معرفة الطريقة املفيدة
والوس���يط ّ
لعملهم من بني طرق متعددة؛ منها ما هو أكثر فائدة ومنها ما هو دونها.
وحيتاجون إىل معرفة املعنى الدقيق هلذه الطرق وما تشري إليه.
واجهت هذه الدراسة كثريا من الصعوبات املتمثلة فـي عدم توفر
121 الس���عودية .لذا،
معلومات عن ش���ركات العائالت فـي اململكة العرب ّية ّ
التخطيط االستراتيجي في شركات العائالت
«التدريب املسبق على تسلّم اضطررن���ا إىل مجع املعلومات األولية مباش���رة م���ن أجل فهم تركيبة
اإلدارة م���ن أه���م عوام���ل شركات العائالت فـي اململكة العربية السعود ّية وهيكليتها ودينام ّياتها
استمرارية شركة العائلة»
وأس���اليب العمل الفاعلة فيها .وقد مت اس���تخدام استبيانات وإجراء
مقاب�ل�ات ش���خصية لتوضيح األس���ئلة بالتفصيل وس���بب تقديم تلك
األسئلة .ونسبة لعدم تواجد مالكي واملسئولني عن الشركات العائلية،
بس���بب عطليت الصيف ورمضان ،فقد استغرق مجع املعلومات زمنا
طوي�ل�ا .كما مت بع���ض األدوات االحصائية مثل التوزي���ع التكراري،
والتوزي���ع النموذجي ،ونس���بة االختالف ،ومؤش���ر التنوع فـي حتليل
البيانات.
قبل البدء فـي تطوير النموذج اجلديد هنالك بعض املسائل اهلامة
اليت جيب على رئيس الشركة العائلية أن يطرحها على نفسه قبل أن
يضع اخلطة اإلس�ت�راتيجية اليت جي���ب على اجليل التالي أن ينفذها
ليط َور الشركة وينقذها من الضياع وخاصة مع بلوغها مرحلة اجليل
الثالث أو الرابع:
-1ه���ل مت وضع الئح���ة بالفرص اجلديدة املتوف���رة فـي القطاع
الذي متارس فيه الشركة نشاطها؟
-2هل وضعت الئحة باملخاطر البيئية اليت تهدد الشركة؟
-3هل أنا على دراية مبراكز القوة الداخلية للشركة؟
-4هل أنا على دراية بنقاط الضعف اليت تعاني منها الشركة؟
-5هل حددت أنا وعائليت أهدافنا الشخصية وآمالنا؟
-6هل لدي فكرة واضحة عن مسار الشركة للسنوات القادمة؟
-7هل تتوافق أهدافـي مع أهداف العائلة الشخصية املوضوعة
للشركة؟
122
واجبات رئيس الشركة العائلية
123
التخطيط االستراتيجي في شركات العائالت
ملخص
تصنف دول اخلليج العربي على أنها فـي املرحلة األوىل من النمو
وذل���ك بس���بب اعتمادها على املصادر األولية (النفط) .متثل األس���رة
املمتدة الوحدة االقتصادية لكل من اإلنتاج واالستهالك.
مل تتميز مناذج التخطيط اإلس�ت�راتيجي لش���ركات العائالت فـي
اململكة العربية الس���عودية عن بعضها .بل تش�ت�رك مجيعها فـي عدم
إمكانية تطبيقها على شركات العائالت.
م���ن خ�ل�ال حبث ميدان���ي على جمموع���ة من ش���ركات العائالت
فـ���ي اململك���ة العربية الس���عودية ،اتضح عدم تبين مدراء الش���ركات
أي اس�ت�راتيجيات جدي���دة ،بل يق���وم أغلبهم بإدخ���ال تعديالت على
اس�ت�راتيجيات س���ابقة .وفـي أحس���ن احلاالت ،يتبع قادة الشركات
العائلية اسرتاتيجيات حذرة وتقليدية.
124
مبررات نموذج التخطيط الذي نطرحه
الفصل السابع
نموذج جديد للتخطيط االستراتيجي
«رس���الة العائل���ة ورؤيته���ا رس���الة الشركة وأهدافها وتدوين اس�ت�راتيج ّيتها العاملني فيها على
أم���ران مركز ّيان فـي تكوين فهم معنى الشركة ،وحتديد طريق النم ّو الذي وضع هلا لتسري عليه،
ً
تأث�ي�را الش���ركة ،يؤث���ران
ً والنتائج ّ
املخطط هلا أن حتصل على مدى فرتة مع ّينة من الزمن.
مباشرا فـي أهدف الشركة
ومقاصده���ا وم���ا تتبن���ى جيعل توضيح الرس���الة مالكي شركة العائلة يدركون إمكان ّياتهم
م���ن اس�ت�راتيجيات تتصل
بظ���روف البيئ���ة اخلارجية
املتو ّقع���ة ،ويهيئ الش���ركة لتواج���ه التغيرّ ات الش���ديدة اليت حتصل
والتقويم الداخلي» فـ���ي البيئ���ة اخلارج ّية ،ويؤدّي إىل وحدة العائل���ة وتواؤمها عن طريق
عق���د جمالس العائلة .ويزيد التواصل وتبادل األفكار واملعلومات بني
اإلدار ّي�ي�ن م���ن العائلة ومن خ���ارج العائلة .وهو يس���اعد فـي ختطيط
الوراث���ة ،وفـ���ي تقوي���م األداء وق���درات أف���راد العائل���ة العاملني فـي
الشركة.
يظه���ر من خالل النموذج العوامل احليو ّية فـي دينام ّيات العائلة،
قوي عل���ى التزام العائلة جتاه الش���ركة
وه���ي العوامل ال�ت�ي هلا أث ٌر ّ
التابعة هلا وعلى استمرار ّية دور العائلة فـي الشركة.
ً
بعضا من تل���ك العوام���ل اليت هلا نع���رض فـ���ي الش���كل التال���ي
داخل���ي فـي دينام ّي���ات العائلة ،وينعكس
ّ ثنائي ،ينعكس بش���كل
أث���ر ّ
كذل���ك بصورة خارج ّي���ة ،حيث يظهر من خالله فلس���فة العائلة جتاه
اخلارجي مع العائلة اليت
ّ األش���خاص الذين هلم عالقة على املستوى
متلك الشركة .وتلك العوامل هي:
*دستور العائلة
*ختطيط الوراثة
*التعامل مع النزاعات
*إسرتاتيجية احملافظة على الوجود
*العوامل الشخص ّية
127 *العوامل العائل ّية
نموذج جديد للتخطيط االستراتيجي
العوامل
العائلية
التعامل مع
العــائلـــــــة
النزاعات
الدستور
املرونة
املهمة
+
احملافظة على
اسرتاتيجية
ختطيط
الوراثة
البقاء
السياسي
التسوية
مقابل
البيئة
االقتصادي
الشـــركة
الشراكة
توفريي
الرؤية
املهمة
مقابل
+
مقابل املصادر
االجتماعي
البشرية
التقنية
128
العوامل العائلية في النموذج
يقوم دس���تور العائلة بدور حيوي فـي وضع القواعد اليت يسيطر
عليها أفراد العائلة فـي العالقات فيما بينهم ،وفـي إلتزامهم والسلوك
املطلوب منهم؛ وحتى فـي حتديد حقوق وواجبات كل واحد من أفراد
العائلة فـي الش���ركة .كما يعمل الدس���تور كهمزة وصل ميكن للعائلة
أن تقي���س عليه���ا قدرتها على التعامل مع الش���ؤون الداخلية ،وكذلك
أن تقيس التزامها بعمل الش���ركة بش���كل عام .أم���ا ختطيط الوراثة،
ً
أيضا واحد من املك َونات الرئيس���ية لديناميات العائلة إذ ي ّتصف فهو
واخلارجي
ّ الداخلي
ّ مبق���دار كبري من التعقي���د .هذا العامل له أث���ره
على العائلة .فمن الناحية الداخل ّية يكون ختطيط الوراثة هو املسؤول
خيص الش���ركة ،وم���ن الناحيةع���ن حتديد القي���ادة فـي العائلة فيما ّ
املؤسسات العاملة مع العائلة على اخلارج ّية يس���اعد ختطيط الوراثة ّ
إدراك بنية القرارات وفهم تنظيم العائلة ملن ميلك الشركة.
حي���وي فـي نظرة
ّ كذل���ك ّ
ف���إن التعامل م���ع النزاعات ه���و جانب
وتوجهاتها حنو ّ
الش���ركة؛ وهو جان���ب ذو آثار خف ّية وظاهرة العائل���ة ّ
عل���ى ش���ركة العائلة .فمن الناحي���ة الداخلية ،قد تق���ود النزاعات بني
أفراد العائلة إىل ضعف العالقات فيما بينهم وضعف التزامهم بعمل
الش���ركة أو ضعف التنسيق فيما بينهم .ومن الناحية اخلارج ّية ّ
يؤثر
الس���وق ،وعلى صورة الن���زاع فـ���ي العائلة على مسعة الش���ركة فـي ّ
العالم���ة التجار ّية فـي أذهان الناس ،وعلى قيمة األس���هم (إذا كانت
الش���ركة حمدودة عا ّمة) ،وعلى ثقة املس���تخدمني فـي الشركة ،وعلى
الشركة وثقة املستثمرين فـي فاعليتها. ق ّوة ّ
أ ّم���ا اس�ت�راتيج ّية احملافظ���ة على البق���اء فـي العائل���ة ،فهو جهد
خط ما من خطوط الشركة، مش�ت�رك حنو اس���تمرار ّية حضورها فـي ّ
وعلى االستجابة اجلماع ّية للعائلة حنو من ّو شركة العائلة وتط ّورها فـي
ضوء بيئة العمل اخلارج ّية ،اليت هي بيئة تنافس��� ّية كثرية املتغيرّ ات،
املوحدة لتبقى يدها ممس���كة بزمام األمور فـي وحن���و جهود العائل���ة ّ
الش���ركة فـي يدها .تش�ي�ر اس�ت�راتيج ّية الش���ركة حبيث يبقى ضبط ّ
احملافظة على البقاء فـي العائلة إىل الش���عور باالعتزاز الذي يشرتك
129 بالش���ركة ووح���دة األوامر والقرارات فيه أف���راد العائلة فيما ي ّتصل ّ
نموذج جديد للتخطيط االستراتيجي
هذا اخلصوص صارمة جدًّا ،وتراقب احلكومة سلوك الشركات بد ّقة «جتع���ل التغ�ي�رات فـ���ي
أي خرق من قبلها ألنظمة سالمة البيئة.
للكشف عن ّ أس���واق الش���رق األوس���ط
وتدف���ق الش���ركات متعددة
ً
س���ابقا على مبدأ يعتم���د النموذج الذي بني أيدينا كما أوضحنا اجلنس���يات إىل اململك���ة
الت���وازن بني العوامل املهمة اليت حت���دد الديناميات الداخلية فـي كل شركات العائالت الصغرية
واملتوسطة مضطرة إما أن
م���ن العائلة والش���ركة ،وه���ي كذلك عوام���ل ذات أث���ر خارجي .فإذا تندمج م���ع بعضها البعض
أي من العوامل احليو ّية للعائلة أو الش���ركةّ ،
فإن ح���دث أي تغيرّ فـي ّ أو أن عدم االستمرارية فـي
اخلارجي
ّ هذا س��� ُيحدث ً
أثرا على املس���توى الداخلي وعلى املستوى اجملال»
فإن الك ّفة
أيضا .وإذا حدث االضطراب فـي العوامل احليو ّية للعائلةّ ،ً
يؤثر هذا على توازن الشركة. س�ت�رجح إىل اجلانب اآلخر ،وس���وف ّ
أي تغيرّ فـي العوامل احليو ّية فـي الش���ركة
وبنفس الطريقة إذا حدث ّ
فإن هذا س���يظهر فـي صورة مض َرة للعائلة ،وس��� َيحدث اختالال فـي ّ
يب على العائلة وعلى الشركة فـي وقت واحد. التوازن .وهلذا أثر س���ل ّ
فإن حتقيق التوازن بإعطاء أهمية متوازية لعوامل العائلة وعوامل لذا ّ
مهم ً
جدا لنجاح الشركة اليت متلكها العائلة. الشركة هو أم ٌر ٌّ
ميك���ن أن ن���و ّزع تطبيق النموذج املقرتح عل���ى ثالثة مراحل ،كما
يلي:
-1تقدي���ر م���دى ميول الش���ركة إىل ط���رف العائل���ة أو إىل طرف
الشركة.
-2تطوير فلسفة مشرتكة.
-3تطوير ختطيط مناسب ّ
للشركة.
:1-4-7املرحلة األوىل :تقدير ميول ّ
الشركة:
أ ّول مرحل���ة فـ���ي عمل ّي���ة التخطيط االس�ت�راتيجي للش���ركة اليت
ً
حاليا أي مدى تعترب الش���ركة
متلكه���ا عائلة أن حي���دّد املهت ّمون إىل ّ 132
خطة تطبيق نموذج التخطيط االستراتيجي المقترح
«تش���تمل اس�ت�راتيجية مائلة إىل طرف العائلة أو إىل طرف الش���ركة .وحني ننظر فـي حتديد
ً
مزجي���ا م���ن التس���ويق ً
واحدا من ثالثة هذا املدى ،نرى ّ
أن نظرة العائلة املالكة للشركة تتخذ
اخلط���وات ال�ت�ي تتبناه���ا
الش���ركة فـي أمور الدعاية أحوال ،كما يلي:
وط���رق التعام���ل م���ع مما
*فـي احلالة األوىل تعطى األهمية فـي الش���ركة للعمل أكثر ّ
الش���ركات وفـ���ي جم���ال تعطى حلاجات األس���رة :فالعمل هنا أوالً والعائلة ً
اإلنتاج أو إيصال اخلدمات
ثانيا .تعترب
إىل الزبائن ودراسة رغبات الش���ركة هي املوضوع الرئيسي وامله ّم الذي تعيش أن ّ العائلة ّ
العمالء» من أجلهُ .ي ْع َطى من ّو الشركة وحاجاتها وتطو ّرها األولو ّية على
العائل���ة وعلى احلاج���ة إىل تطوير أفرادها .وفـ���ي هذه احلالة
يمُ َّك���ن أف���راد العائلة الذي���ن لديهم القدرة وامله���ارة أن يعملوا
وأن يبذلوا جهدهم فـي عمل الش���ركة .حينما تعطى الش���ركة
حد معينّ ّ ،
فإن هذا األمر س���ينتهي إىل ش���عور ٍّ أهمية أكثر من
كثري من أفراد العائلة بعدم ال ّرضا .وقد تقود هذه احلالة فـي
نهاي���ة املطاف إىل مت ّزق وتف ّتت العائلة ،وإىل اخنفاض االرتباط
العاطفي ألفراد العائلة ّ
بالش���ركة .وبالتالي قد تعاني الشركة ّ
من نقص النم ّو بسبب عدم وجود االهتمام الكافـي لدى أفراد
العائلة بالشركة.
«قد يشعر كثري من أعضاء *أ ّما فـي احلالة الثانية ،فتكون عالقة العائلة مع ّ
الشركة حبيث
العائلة بعدم الرضا يف حالة تكون للعائلة األولوية على حاجات الش���ركة ،أي ُتقدّم حاجات
تقديم العم���ل على حاجات
الشركة .ويبقى تركيز انتباه أصحابالعائلة هنا على حاجات ّ
العائل���ة ،مم���ا ي���ؤدي إىل
تندي ارتباطه���م الوجداني الش���ركة على حاج���ات العائلة أثناء وضعه���م اخلطط لتطوير
بالشركة» الش���ركة؛ فاهلدف امله ّم لعمليات الشركة هنا أن تلبيّ حاجات
العائلة.
*أ ّم���ا فـي احلالة الثالثة ،فيكون هناك توازن بني حاجات العائلة
وحاج���ات الش���ركة؛ فيك���ون ألف���راد العائلة هن���ا ارتباط متني
الشركة وكأنها جتسيد هلو ّيتهم ،ولديهم بالشركة ،وهم يعتربون ّ
نظرة مجاع ّية ينظرون من خالهلا إىل العائلة وإىل الشركة ً
معا.
تعطي مثل هذه الصيغة من العالقة بني العائلة والشركة نفس
يش���جع
ّ األه ّم ّي���ة لكل من حاجات العائلة وحاجات الش���ركة.
133
نموذج جديد للتخطيط االستراتيجي
«تعت�ب�ر مش���اركة العائل���ة الش���ركة .ميك���ن أن تش���ارك العائلة بوصف أعضائه���ا مالكني ال يد
ً
حيويا يس���اعد على ً
ش���يئا هلم فـي الش���ركة ،أو بوصفهم مس���تخدمني ،أو كمساعدين فـي تنفيذ
بق���اء الش���ركة عل���ى املدى
ً
ش���عورا الطوي���ل ،وتعط���ي الق���رارات اليت يتخذها مديرو الش���ركة من خارج العائلة .كما ميكن
باجت���اه ورؤي���ة الش���ركة، أن يك���ون أعضاء العائلة املش���اركني فـي الش���ركة صانعي التخطيط
ومتث���ل ق���وة حمرك���ة متنح االس�ت�راتيجي لشركة العائلة .يساعد مس���توى مشاركة العائلة فـي
ّ
شركة العائلة النجاح» ً
أيضا فـي توضيح مدى التزام العائلة حنو الشركة. الشركة
نصل من خالل حبثنا أعاله حول تطوير فلس���فة لش���ركة العائلة
ً
وضوحا لرؤية العائلة للشركة؛ فالعائلة اليت ّ
أن هذه الفلس���فة تعطي
لديها التزام متني بالش���ركة ومس���تعدّة للمش���اركة فـي عمل الشركة
بشكل ف ّعال سيكون لديها رؤية بعيدة املدى لتطوير الشركةّ .
إن رؤية
ّ
يش���كل األس���اس حيوي ً
جدا ،أل ّنه ّ خيص الش���ركة أمر
العائلة فيما ّ
أيضا كعامل يستثري االندفاع لدى ً لرؤية الش���ركة وتطويرها ،ويكون
أعضاء العائلة .تساعد فلسفة العائلة جتاه الشركة فـي إجياد ارتباط
عاطفي لدى أعضاء األسرة جتاه ّ
الشركة. ّ
:3-4-7املرحلة الثالثة :التخطيط املناسب للشركة
من أجل حتقيق ختطيط مناس���ب للش���ركة هن���اك حاجة إىل عدد
خاصتني
م���ن اخلطوات ،وال�ت�ي منها إجياد رؤي���ة وصياغة رس���الة ّ
وصل إىل رؤية عائلية ،تطوير ّ
خطة بالشركة ،إجياد فلسفة إدار ّية ،ال ّت ّ
لش���ركة العائلة ،مراجعة حتلي���ل البيئة اخلارج ّي���ة ،ومراجعة حتليل
البيئة الداخلية.
فإن وضع رسالة الشركةفـي وضع أهداف الشركة ومقاصدها .لذاّ ، «يتمثل الف���رق فـي صياغة
االس�ت�راتيجي لش���ركة ورؤيته���ا خطوة حامسة فـي عمل ّية التخطيط رس���الة للش���ركة العائلي���ة
ّ
وصياغ���ة رس���الة لش���ركة
العائلة. غ�ي�ر عائلي���ة فـ���ي أخ���ذ
:1-5-7حتديد رؤية العائلة: توقع���ات العائل���ة وأهدافها
فـي االعتبار»
تؤ ّمن رؤية العائلة دعم العائلة للش���ركة وتساعد فـي وضع خطط
التطوي���ر .إن ثقاف���ة العائل���ة الثابتة ونظام القيم فيه���ا ،هما فـي كثري
من األحيان ،األس���اس ال���ذي تنطلق منه رؤية العائلة حنو الش���ركة.
تتوص���ل العائل���ة إىل مثل تل���ك ال ّرؤية من خالل جمل���س العائلة
وق���د ّ
إذا كان حيض���ره أفراد العائلة الذين هم منخرطون بش���كل مباش���ر
أو بش���كل ف ّعال فـي الش���ركة ،وحيضره اجليل الثاني من املالكني أو
الورث���ة وزوجات أعضاء العائلة الذين هلم حصص واهتمام بش���ركة
العائلة .كذلك ،يس���اعد التفاعل بني آراء أفراد العائلة النشطاء وغري
النش���طاء فـي صياغة رؤية مش�ت�ركة للعائلة جتاه الش���ركة .غري أ ّنه
جي���ب أخذ احليط���ة لتكون الرؤية ال�ت�ي تتب ّناها العائل���ة رؤية واقع ّية
حبي���ث تأخذ فـي االعتبار احلدود ال�ت�ي حتيا ضمنها العائلة .وتأخذ
اخلارجي وعمل ّيات الشركة .وجيب ّ فـي االعتبار كذلك وضع الس���وق
أن يت��� ّم تدوين رؤية العائلة فـي جملس العائلة ليس���اعد أفراد العائلة
اآلني لش���ركة العائل���ة ،وليتوقعوا ما هو اآلخرين فـي إدراك الوضع ّ
توجه إليه شركةمجاعي أن ّ ّ اجتاه النم ّو الذي تس���عى العائلة بشكل
العائل���ة .وجت���ري عملية صياغة رؤية العائلة للش���ركة كعملية موازية
رسالة الشركة وصياغة رؤية الشركة.
:6-7تطوير ّ
خطة العائلة للشركة
ّ
إن أه��� ّم ج���زء م���ن اجلهد الس���ابق فـ���ي عمل ّية وض���ع التخطيط
موحدة لكل من العائلة والشركة. التوصل إىل رؤية ّ
ّ االسرتاتيجي هو
ّ
فالب ّد من أن حيدث اندماج بني رؤية العائلة للش���ركة ورؤية الش���ركة
التوحد إذا صيغت رؤية العائلة للشركة صياغة لنفس���ها .حيدث هذا ّ 136
تطوير خطة العائلة للشركة
ً
«انطالقا م���ن ثقافة العائلة واقعي ،آخذة فـي االعتبار احلدود املفروضة على
ّ مبنية على أس���اس
وفيمه���ا ،تؤم���ن الرؤية دعم ّ
تش���كله من الش���ركة ،أي ظروف بيئة الس���وق من حول الش���ركة وما
العائل���ة للش���ركة وتس���اعد
املوحدة للعائلة
ضغوط ،وكذلك قدرة العائلة املال ّية .س���تجعل النظرة ّ
فـي وضع خطط التطوير»
جتاه الشركة صياغة االسرتاتيج ّية أكثر سهولة .وسيصبح باإلمكان
وضع اس�ت�راتيج ّية لش���ركة العائلة تفـي باحلاجة إىل تطوير الشركة
آن واحد. وحباجات العائلة فـي ٍ
احليوي
ّ إن تسجيل تقاسم األرباح ضمن شركة العائلة هو العامل
اآلخ���ر م���ن أجل جناح ّ
خطة العائل���ة .فعلى أفراد العائل���ة أن يق ّرروا
بش���كل مجاع���ي ويتفقوا على الطريق���ة اليت تو ّزع به���ا األرباح على
أعضاء العائلة ،واملكافآت اليت جيب أن تدفع إىل األعضاء النشيطني
حصتهم فـي األرباح ،ونصيب العاملني فـي شركة العائلة زيادة على ّ
األبناء والبنات وتوزيع أسهم الشركة على أفراد العائلة.
وإىل جانب خطة شركة العائلة ،جيب تدوين دستور للعائلة يكون
من صياغة جملس العائلة حبضور خمتلف أفرادها .والبد أن يشتمل
دستور العائلة على كل اجلوانب الرئيس ّية ،واليت منها:
«يعت�ب�ر التوص���ل إىل رؤية *مس���ؤول ّيات وواجبات أعضاء العائلة ،العاملني وغري العاملني
موح���دة ل���كل م���ن العائل���ة فـي الشركة.
والش���ركة أه���م ج���زء فـ���ي
عملي���ة وض���ع التخطي���ط *قواعد انضمام أعضاء العائلة إىل الشركة وخروجهم منها.
االسرتاتيجي»
*متثيل أعضاء العائلة فـي جملس الشركة.
وجيب أن تقدم أنظمة التعامل مع النزاعات ،مثل حتديد من يفض
النزاع ،وطريقة االس���تئناف ،وحرية األفراد فـ���ي التعبري عن ذاتهم،
حل النزاعات حبسب دستور العائلة. إىل الفرد الذي يعطى مسؤول ّية ّ
ينص دس���تور العائلة على أنظمة وخطط الوراثة وخطط كما جيب أن ّ
اخلاصة بالشركة على إنشاءّ معاشات التقاعد .وحتتوي ّ
خطة العائلة
العائلة للدستور وعلى جمالس العائلة وتدوين تقاسم األرباح .وجيب
توثق كل هذه العوامل اليت ذكرناها ح ّتى اآلن ويوقع عليها شهود أن ّ
من أفراد العائلة .فوثيقة العائلة للش���ركة أو اتفاقية العائلة للش���ركة
137
نموذج جديد للتخطيط االستراتيجي
مؤسس���ة
ه���ي وثيقة مه ّمة تع���ادل فـي أهميتها «مذكرة التفاهم» بني ّ
ومؤسس���ة الش���ركة ،وه���ي تؤدّي إىل رؤي���ة واضحة لصياغة
العائلة ّ
السياسة املناسبة للشركة.
«يش���به حتلي���ل البيئ���ة الداخلي للش���ركة التابعة للعائلة مش���ابه لتقويم الش���ركات
ّ التقوي���م
الداخلية فـي شركة العائلة فإن ذلك يشمل ً
داخليا ّ األخرى ،إال أنه فـي أثناء حتليل شركة العائلة
حتلي���ل البيئ���ة الداخلي���ة
للشركة غري العائلية ،إال أن حتليل أعمق ملراكز الق ّوة ونقاط الضعف فـي العائلة .جيب أن يشمل
ً
داخليا حتليل شركة العائلة التحليل الدّاخلي للش���ركة مراكز الق��� ّوة أو أه ّم نواحي اختصاصها
يأخذ اعتب���ارات مراكز قوة فـ���ي اجمل���االت العامل���ة فيها ،وذل���ك مثل فري���ق التس���ويق وقدراته،
ونقاط ضعف العائلة»
القدرات املالية ،وثقة املس���تثمرين ،ودعم مراكز القوة ونقاط الضعف
والفرص املتاحة واملخاطر ودعم املراكز االقتصاد ّية ومشاريع تطوير
الش���ركات ،ومتطلبات رأس املال العامل ،املوارد البش���ر ّية من ناحية ّ
ميثلونه من ثقافات متصارع���ة ،والتقنية من التجدي���د والتدريب وم���ا ّ
ناحي���ة اس���تخدامها ،ودورة حياته���ا وتكلفة حتديثه���ا ...اخل؛ الدعم
الالزم للعمل ّيات والدعم اللوجسيت؛ خدمة ال ّزبون قبل وبعد البيع؛...
اخل.
يق���ود حتليل أوضاع الش���ركة والعائلة إىل تطوي���ر إطار ُيرى من
الضعف فـي ش���ركة العائلة .جيب إجراء خالل���ه مراك���ز الق ّوة ونقاط ّ
حتليل جوانب القوة والضعف والفرص املتاحة واملخاطر (SWOT
،)Analysisإىل جانب هذا اإلطار وإطار حتليل البيئة اخلارج ّية ،من
أجل الكش���ف عن اإلمكان ّية احلال ّية لشركة العائلة فـي ضوء الفرص
واألخط���ار ال�ت�ي تتع ّرض هلا م���ن قبل البيئة اخلارجي���ة .يوفر حتليل
مراك���ز القوة ونقاط الضعف والفرص املتاحة واملخاطر األس���اس أو
الطريقة الشاملة لعمل االسرتاتيج ّية.
ً
عيوب���ا فيه ،وأدخل���ت فيه بعض العوامل اليت تب�ّي�نّ من خالل البحث «يوفر حتلي���ل مراكز القوة
االس�ت�راتيجي لش���ركات العائالت أ ّنها تناس���ب حاج���ات التخطيط ونق���اط الضع���ف والفرص
ّ
املتاحة واملخاطر األس���اس
ً
بعضا من ميزات النموذج املقرتح: السعود ّية .ولنستعرض اآلن ّ أو الطريق���ة الش���املة لعمل
*مشول عمل ّية التخطيط ملش���اركة العائلة فـي الشركة ،وختطيط االسرتاتيجية»
الش���ركة اس�ت�راتيج ّي ًا بناء على مس���ح للبيئة اخلارج ّية وعلى
الت���زام العائلة ،حبيث جترى دراس���ة متوازي���ة فـي وقت واحد
إن توحيد الرؤية ،حبيث تش���مل الت���زام العائلة ورؤية مت���وازّ .
ٍ
االسرتاتيجي.
ّ الشركة ،هي أساس عمل ّية التخطيط
*إعط���اء النموذج املق�ت�رح أهمية أكرب لثقاف���ة العائلة والتقاليد
ال�ت�ي تتب ّناه���ا ولنظام القي���م فيها فـي الوقت ال���ذي جتري فيه
عمل ّي���ة التخطي���ط االس�ت�راتيجيّ .
ويؤك���د على متثي���ل العائلة
ويؤكد على أهميةفـي هيئة رئاس���ة أو جملس إدارة الش���ركةّ .
دستور وجمالس العائلة من أجل االستفادة من دينامية العائلة
ووحدتها.
خطة الشركة للمحافظة *إعطاء النموذج العائلة حر ّية فـي حتليل ّ
على وجودها فـي ضوء الظروف والتهديدات اخلارج ّية والتقويم
الداخلي للشركة.
ّ
مؤسس���ة العائل���ة وقوى
*حتقي���ق النم���وذج للت���وازن بني قوى ّ
مؤسس���ة الش���ركة ،ويش���مل بنظرته ّ
كل العوام���ل اليت تعترب ّ
حيو ّي���ة من أجل جناح ش���ركة العائلة وم���ا حتتاجه أمثال تلك
اسرتاتيجي.
ّ الشركات من ختطيط
نتائج البحث
«يعط���ي النم���وذج املقرتح ومؤسس���ة الش���ركة .فالعائلة تقوم بدور حموري فـي ّ العائلة
العائل���ة حر ّي���ة فـ���ي حتليل ربرش���ركة العائل���ة .فهي اليت تقدّم هل���ا امل���وارد وتعطيها م ّ
خطة الشركة للمحافظة على
وجودها فـي ضوء الظروف الوجود .ويظهر من خالل البحث حول شركات العائالت فـي
والتهدي���دات اخلارجي���ة أن أكثر شركات العائالت ال متلك الس���عود ّية ّ
اململكة العرب ّية ّ
والتقويم الداخلي للشركة» وأن أكثر تلك الش���ركات هي أبو ّية منظمة للتخطي���طّ ، عمل ّي���ة ّ
ً
ممس���كا بزمام األمور فـي كل من الرتكيب ،يكون املالك فيها
الشركة وفـي العائلة نفسها.
خاصة فـيجدا فـي ش���ركات العائالتّ ، إن أثر الثقافة كبري ً ب ّ .
اململكة العربية الس���عودية .فللثقافة اإلسالمية أثر كبري على
رئيس���يا لألفراد األكرب ً
عمرا فـي ً العائلة .ومتنح العائلة ً
دورا
العائلة .لذا جند أكثر ش���ركات العائالت جتعل االبن األكرب
ه���و الذي يلي والده فـي ملك الش���ركة .وهذا العرف مصون
وتتمس���ك به أكثر ش���ركات
ّ جدًّا فـي ش���به اجلزيرة العرب ّية،
العائالت .فاألخ األكرب الذي يلي والده فـي تصريف ش���ؤون
ثان.
الشركة ينظر إليه إخوته األصغر منه كأب ٍ
«تفتق���ر معظ���م ش���ركات ج .والعام���ل الثقافـ���ي اآلخر ال���ذي مت ّيز هذا البح���ث بالرتكيز
العائالت فـي اململكة العربية علي���ه هو الن���زاع ،وهو أمر يندر حبثه فيما ي ّتصل بش���ركات
السعودية إىل الدستور وإىل العائالت .فمن املالحظ ً
مثال أن أية شركة من الشركات اليت
جملس العائلة»
تناوهل���ا هذا البحث مل تقم بتقديم دع���اوى قضائ ّية فـي حال
الن���زاع ،وهذا أم��� ٌر ذو مغزى ّ
ويدل على نوعي���ة الثقافة اليت
حت ّرك العائالت فـي اململكة.
د .ل���دى القلي���ل م���ن ش���ركات العائ�ل�ات فـ���ي اململك���ة العربية
قليل من العائ�ل�ات جملس عائلة. الس���عودية دس���تور ،ولدى ٌ
ً
أحيانا ليناقش���وا أمور الش���ركة ،غري جيتمع أعضاء العائلة
الصحيح فإ ّنه س���وف أن دس���تور العائل���ة إن ُط ِّور بالش���كل ّ
كثريا من املش���كالت اآلن ّية؛ مثل حتريك أعضاء آخرين ً ّ
حيل
من العائلة والش���باب اجلديد فـ���ي العائلة حنو االنضمام إىل
العمل فـي الشركة ،والوقت املناسب لذلك.
141
نموذج جديد للتخطيط االستراتيجي
هـ .يكون توزيع األرباح فـي شركات العائالت فـي اململكة العرب ّية ً
«انطالقا م���ن ثقافة العائلة
الس���عودية بنا ًء على توجيهات الشريعة اإلسالم ّية .وحبسب الس���ائدة فـي ش���به جزيرة
الع���رب ،يعط���ى األبن���اء
حصة مقابل ربع ه���ذا النظام يكون لالب���ن الذكر ثالثة أرباع ّ ً
رئيس���يا س���نا ً
دورا ً األكرب
ين فـي الواقع على حصة للبنت .كذلك فإن نظام الضرائب مب ّ ّ فـ���ي الش���ركة ،كم���ا يل���ي
نظام الزكاة. االبن األكرب أباه فـي ملكية
الشركة»
املؤس���س فـي أكثر العائالت من العمل ولو
و .ال يس���تقيل املالك ّ
أصابه املرض إالّ بعد أن مت ّر عليه فرتة طويلة وهو على هذه
مشرفا على العمل حتى بعد أن يتسلم اجليلً احلال .إنه يبقى
الثان���ي العمل .فقد تبينّ من خ�ل�ال البحث أن لثقافة اجملتمع
كب�ي�ر على طريق���ة عمل ش���ركات العائالت،
���عودي أث ٌر ٌ
ّ الس
ّ
ولتقالي���د العائلة ونظام القيم فيه���ا ومبادئها أكرب األثر على
أداء شركة العائالت.
ز .يفتق���ر الغالبي���ة العظم���ي من ّ
م�ل�اك ش���ركات العائالت فـي
اململكة العربية الس���عودية إىل املهارات االحرتافية فـي إدارة
الشركة .فهم يعتمدون على احملرتفني األجانب إلدارة الشركة
وتصريف شؤونها .كذلك ،يتد ّرب وريث شركة العائلة على يد
جمموعة من املديرين األجانب قبل أن يتسلم إدارة الشركة.
ح .يؤمن أصحاب الشركات فـي اململكة العربية السعودية خبطط
قصرية املدى ،تكون مدّتها س���تة أشهر فـي العادة .ال خيطط
املالك لفرتات إس�ت�راتيجية طويلة .والتفس�ي�ر أكثر ّية هؤالء ّ
توصل إليه البحث هو شعور الشائع هلذا املوقف حبسب ما ّ
أن املستقبل أم ٌر ال يتصف باليقني ،وبالتالي فمن غري ّ
املالك ّ
املمكن التخطيط ألبعد من س���تة ش���هور .وال تتبنى الشركات
طرق ختطيط منظمة أو أدوات تساعدهم على التخطيط ،فأكثر
آني حينما تدعو احلاجة الشركات يقومون بتخطيط ّ أصحاب ّ
إىل ذل���ك ،وفـي وقت ش���عورهم باحلاج���ة إىل التخطيط .وهم
خيططون للقضايا ال ّراهنة وال يتعدّونها إىل غريها .وال متلك
أكثر الش���ركات مس���تندات حتتوي على املعلوم���ات الالزمة
142
نتائج البحث
«تفتقر معظم مالك شركات للتخطي���ط وتقاس���م املنافع .ول���دى أكثر الش���ركات صغرية
العائ�ل�ات فـ���ي اململك���ة ومتوس���طة احلجم إدارة مركزية ّ
وحتكم مركزي .وال احلجم
ّ
العربي���ة الس���عودية إىل
امله���ارات االحرتافي���ة فـي متل���ك مثل تلك الش���ركات إالّ فـي حاالت قليل���ة آل ّية لتفويض
إدارة الش���ركة ويس���تعان املسؤولية إىل إداريني مساعدين.
باألجان���ب فـ���ي تصري���ف
شؤون الشركة»
ط .هن���اك مالحظة مه ّمة أخ���رى ظهرت من خ�ل�ال البحث حول
االس�ت�راتيجي فـي شركات العائالت.
ّ توقيت عملية التخطيط
فخطة االس���تمرارية اليت ترمسها العائلة للش���ركة ،واخلطة
اإلس�ت�راتيجية لش���ركة العائل���ة ال حيدث تنفيذهم���ا بتوقيت
ً
حالي���ا توازن ب�ي�ن عملية ختطي���ط العائلة واح���د .ف�ل�ا يوجد
وختطيط الش���ركة .كما مل تقدم العائالت حتى اآلن على أخذ
املبادرة فـي حتديد دورها فـي الشركة أو مستوى مشاركتها
فـي الشركة.
أن حمور االهتم���ام ومصدر االندفاع ي .كان م���ن نتائج البحث ّ
وال ّرؤية فـي ش���ركة العائلة جي���ب أن يكون العائلة .فمن امله ّم
أن يكون فـي العائلة التزام جا ّد بالشركة وببقائها وجناحها.
موحدة لكل من العائلة والشركة، ومن امله ّم أن تكون هناك رؤية ّ
االسرتاتيجي
ّ ّ
يش���كل األساس لعمل ّية التخطيط حيث ّ
إن ذلك
الشركات.فـي أمثال تلك ّ
ك .جيب على العائلة أن تشارك فـي عمل الشركة بشكل إجيابي.
االس�ت�راتيجي تامة بدون
ّ وال ميكن أن تكون عملية التخطيط
رؤية العائلة وتو ّقعاتها حول الشركة التابعة هلا.
ل .حتتاج ش���ركة العائلة -من أجل أن يس�ي�ر العمل بسالس���ة
ومن أجل جت ّنب التصدع ال ّناجم عن النزاع -أن يكون هناك
دستور ّ
منظم للعائلة ،وأن تكون هناك جمالس عائل ّية منظمة.
يساعد ذلك فـي متاس���ك العائلة ويساعدها فـي أن يكون هلا
موحد من التخطيط للشركة اليت متلكها.
موقف ّ
م .يقوم النموذج الذي عرضناه على حتليل نقدي للشركات اليت
143 متلكها العائالت ،ويض ّم أه ّم العوامل احليو ّية اليت حيتاجها
نموذج جديد للتخطيط االستراتيجي
145
نموذج جديد للتخطيط االستراتيجي
ملخص
146
ملخص الفصل
147
نموذج جديد للتخطيط االستراتيجي
148
الكشف عن نواحي التوافق بين العائلة والشركة
الفصل الثامن
تطبيق ّ
الخطة على ضوء النتائج
يس��� ّمى تطبيق اخلطة االس�ت�راتيج ّية على ش���ركة العائلة طريقة
اخلطوات السبع .وتلك اخلطوات هي:
«يعت�ب�ر الكش���ف ع���ن *الكشف عن نواحي التوافق بني العائلة والشركة.
مس���توى التواف���ق احلالي
ب�ي�ن العائلة و الش���ركة أول *امل���وازاة ب�ي�ن رؤي���ة العائل���ة ورس���التها م���ع رؤي���ة الش���ركة
خطوة فـي القيام بالتخطيط ورسالتها.
االسرتاتيجي»
املوحد.
*إجياد طريقة للتخطيط ّ
*مراقبة أه ّم عوامل النجاح.
ّ
إضايف لبنية إصدار األوامر. *تطوير ّ
خط
*استغالل البيئة اخلارجية بغية النمو والتعامل مع التغيري.
*التغذية الراجعة وضبط ّ
خطة استمرار ّية العائلة.
وتتمث���ل العوام���ل اليت جي���ب حتليلها فـي العملية األوىل فـي فلس���فة
العائلة احلال ّية جتاه الش���ركة ،دوافع أف���راد العائلة والتزامهم جتاه
الش���ركة ،العائدات اليت تتو ّقعها العائلة من الشركة ومفاهيم العائلة
حول دور الش���ركة فـي حياتهم الش���خصية ،الوضع احلالي للملك ّية
وعمليات الشركة والتوزيع اجلغرايف.
إن حدوث التوافق فـي الرؤية والرسالة بني العائلة والشركة شرط ّ
من الش���روط األساسية لنجاح أعمال الشركة العائلية .والنجاح فـي
ً
ج���دا فـي التطبيق الناجح حيوي
ّ موازاة رؤية العائلة ورؤية الش���ركة
االس�ت�راتيجي للش���ركة اليت متلكه���ا العائل���ة .وفـي هذا
ّ للتخطي���ط
خيص مش���اركة
تس���جل أه���داف األفراد وغاياتهم فيما ّ ّ اخلصوص
الضروري أن تت���وازى أهداف وغايات
ّ العائلة فـي الش���ركة ،ث��� ّم من
أفراد العائلة مع الغايات واملقاصد املشرتكة للعائلة جتاه الشركة.
موح ً
دا بني العائلة والش���ركة أم��� ٌر ال ب ّد منه. ّ
إن ك���ون التخطي���ط ّ
واخلطوات اليت جيب اختاذها فـي هذه امله ّمة هي الكشف عن الفرص
الضعف فـي اخلارج ّية والداخلية ،وعن املخاطر ومراكز الق ّوة ونقاط ّ
الشركة ،الكشف عن اخلطط طويلة املدى للعائلة فـي شكلها اجلماعي،
مؤش���رات على مقدار مشاركة العائلة فـي الشركة، وضع عالمات أو ّ
تفويض الس���لطة واملس���ؤولية إىل أفراد العائلة املشاركني فـي العمل،
اس���تغالل مراكز القوة فـي العائلة فـي االس���تفادة من فرص السوق
مبا يعود بالفائدة على الش���ركة وس��� ّد الباب فـي وجه األخطار بدعم
م���ن العائلة والش���ركة ،وضع األهداف املطل���وب إجنازها فـي كل من
150
تطوير خط إضافي لبنية إصدار األوامر
:5-8تطوير ّ
خط إضافي لبنية إصدار األوامر
خط إضافـي لبني���ة إصدار األوامر منُيص ّم���م فـي هذه اخلطوة ّ
أجل ضمان استمرارية دور العائلة ومساهمتها الفاعلة فـي الشركة.
وتنطوي هذه اخلطوة على اإلجراءات التالية:
*ختطيط الوراثة واإلعالن عن الوريث.
*تدريب الوريث على استيعاب إيديولوج ّية العائلة وتنسيقها مع
عمل الشركة.
ّ
اخل���ط الثان���ي م���ن أصح���اب األوام���ر ووضعهم فـي *تدري���ب
الشركة.
*موازن���ة طموح���ات واهتمامات خمتل���ف أفراد العائلة ،س���واء
العاملني فـي الشركة أو من هم جزء داعم للعمل.
151
تطبيق الخطة على ضوء النتائج
االس�ت�راتيجي فـي
ّ تتمث���ل اخلطوة األخ�ي�رة فـي عملية التخطيط
التغذي���ة ال ّراجع���ة ح���ول العائلة والش���ركة ،وذلك كآلي���ة يقصد منها
حتقيق األهداف املوضوعة للشركة .إن بعض العوامل اليت جيب أن
ً
قياسا تد ّقق أثناء هذه املرحلة هي التغذية ال ّراجعة حول أداء الشركة
إىل معي���ار األداء املطلوب .ويكون هذا التدقيق للتأكد باس���تمرار من
س�ي�ر حركة الش���ركة باجتاه املقاصد واألهداف املوضوعة ،التغذية
ال ّراجع���ة من ِق َبل العائلة حول رضاها عن عائدات الش���ركة ،التغذية
ال ّراجع���ة م���ن ِق َبل العائلة حول فك���رة العائلة عن العالم���ة التجار ّية،
فردا حول الش���ركة ،التغذية ال ّراجعة حول فردا ً
رض���ا أفراد العائلة ً
اهتمام العائلة باستمرار ّية الشركة.
152
التطبيق العملي للنموذج
155
تطبيق الخطة على ضوء النتائج
بعد س���تة أش���هر من تنفيذ هذا النموذج ،فـي نفس العائلة تقييم
ش���كل كان يس���تخدم لتقييم الش���ركة .نتائج هذه الدراس���ة هو مبني
أدناه.
:3-1-8-8نتائج تطبيق النموذج:
بعد س���تة أش���هر من تنفيذ من���وذج التخطيط االس�ت�راتيجي ،مت
حتليل للشركة ،ومت الكشف على اآلتي:
*كانت نتيجة تطبيق منوذج التخطيط االس�ت�راتيجي املش���اركة
فـي التخطيط األسري ،بدرجة االمتياز .فقد مت حتقيق التوازن
بني العائلة والش���ركة ،وهو الش���كل املثالي للشركات العائلية،
وال���ذي متثل في���ه احتياج���ات الش���ركة واحتياجات األس���رة
بالتس���اوي .تش�ي�ر هذه احلالة الدراس���ة اىل جن���اح النموذج
املقرتح .يوضح الشكل أدناه تقييم الشركة بعد تطبيق منوذج
التخطيط االسرتاتيجي.
شكل رقم ()1
تقييم الشركة بعد تطبيق منوذج التخطيط االسرتاتيجي
Organization
Mission
5
Organizational Overall
Culture 4 profitability
3
Ability in R&D 2
Market share
…and 1
0
Ability to counter Operational
…External Expertise
157
تطبيق الخطة على ضوء النتائج
من���ذ الطفولة .ويوجد ختطيط للخالفة .يعمل بعض أبناء العمومة فـي
الشركة وال يتمتعون بأي تفضيل عن بقية العاملني .وللشركة دستور
حم���دد ،ال تتم مناقش���ته مع أي عضو من خارج األس���رة .وبناء على
دستور العائلة ،هنالك توزيع للحقوق واألسهم وطرق توزيع األرباح.
كما أن لألسرة رؤية خاصة بها .وبناء على تلك الرؤية ميكن التضحية
بالشركة من أجل املستقبل األفضل لألسرة.
عند التأسيس مل تشتمل اجملموعة على أي من أفراد األسرة ،ما
عدا مؤسس���ها .فـي الوقت احلاضر ،هنالك ثالثة من أبناء املؤس���س
النش���طاء ،يعملون بالش���ركة .منذ عام ،1976كان االبن البكر يعمل
بش���كل غري رمسي فـي الش���ركة وقد اكتس���ب خربة من املؤس���س،
األب .من���ذ عام ،1986أصبح االبن األكرب مكلفا لرئاس���ة اجملموعة.
انضم أخوان إىل الشركة فـي عامي 1998و ،2000بوصفهما نائيب
الرئيس فـي قس���مني خمتلفني فـ���ي اجملموعة .هنالك عضو من خارج
األس���رة يعمل نائبا للرئيس للمالية واللوجستيات ،وقد كان يعمل مع
املؤسس األب منذ تأسيس الشركة .وملؤسس الشركة شخصية قوية
وناف���ذة ،بل ق���د تعترب عدواني���ة من احلرص على عم���ل مجيع أفراد
العائلة فـي الش���ركة ،وال يس���تطيع أحد مناقش���ته فـ���ي العمل خارج
الشركة.
ال توجد آلية رمسية لعملية التخطيط االسرتاتيجي فـي الشركة.
مل يك���ن صنع الق���رار وعملية التخطيط أكثر م���ن طريقة غري رمسية
جيتمع فيها رؤساء اإلدارات ورئيس جملس اإلدارة والرئيس ،عندما
تل���وح ف���رص؛ وكان التخطيط يقوم على أس���اس املش���روع .كما كان
الرئي���س وم���دراء اإلدارات جيتمعون مرة واحدة فـي الش���هر ،ومرة
واحدة فـي السنة لدراسة وحتليل األداء وقراراتهم بأثر رجعي .كان
رؤس���اء اإلدارات يتمتعون باالس���تقالل الوظيفي ،ويناقش���ون شئون
السياس���ة العامة واختاذ الق���رارات اهلامة ،اخلاصة باملش���اريع مع
رئيس جملس اإلدارة والرئيس .كان مدير الشؤون املالية فـي الشركة
من أكثر التنفيذيني املؤثرين من خارج األسرة،
159
تطبيق الخطة على ضوء النتائج
Before
Globalisation Core strengths of
…& ability firm After
Supplier
163 Relationship
تطبيق الخطة على ضوء النتائج
Unified vision of
family for business
Split in the Family 6 Family Participation
Business 4 in Business
Decisions making Generation of
2
and influence of… Family in control…
0
Conflict Presence of Family
management in… Constitution
Succession Core strength of
Planning family
Family Interpersonal Before
Dynamics After
:ملحوظة
ميكن اإلطالع عليها فـي النس���خة،هنالك حاالت دراس���ة أخرى
www. األصلية مبوقع الدكتور سامي سلمان فـي الشبكة العنكبوتية
samisalman.com
164
التوصيــــــات
التوصيات
169
تطبيق الخطة على ضوء النتائج
ملخص
170
المراجع
المراجع
References
1. Alcorn P. B. (1982). Success and survival of the
Family- owned Business – McGraw – Jill
2. Accost (1990). The enterprise, overcoming the
business to growth in small firms. London. HMSO.
3. Aldous J. (1978): Family careers: development change
in families, New York: John Wiley and Sons.
4. Ambrose D. M. (1983): Transfer of the family-owned
Business. Journal of Small Business Management.
5. Ansoff H. I. (1956). Corporate Strategy. – McGraw,
New York.
6. Barnes , L. B and Hershon, S.A. (1976). Transferring
powers in the family business. Harvard Business
Review. Vol. 54 (4).
7. Beckhard R. and Dyer W, G. Jr, (1983). Managing
continuity in the family-owned Business,
Organizational Dynamics.
8. Berenbein, R. (1984): From Owner to Professional
Management: Problems in Transition, Conference
Board, Report No. 851, New York.
9. Boles J. S. (1984): Influences of work family conflicts
on job satisfaction, life satisfaction and quitting
intentions among business owners: the case study of
family operated business. Family Business Review.
171 Vol. 9 (1).
المراجع
176