Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 33

‫الباب الثالث‬

‫لوط يف الداينة النصرانية‬

‫الفصل األول‪ :‬لوط وبنتاه‬

‫عرضت حادثة عن لوط ببنتيه يف الكتاب املقدس يف الداينة النصرانية‪،‬‬

‫القصة مايلى ‪ " :‬تَ َع َاَل‬


‫احلادثة املنحرفة املستحيلة ابلسلوك النّبوي‪ ،‬أقتبست ّ‬
‫‪Comment [SA1]: Ini bacanya‬‬
‫?‪bagaimana‬‬

‫أَقَتَبَسَتَ‬
‫نسفي أابان مخرا ونَ ِ‬
‫أابُها مخرا َ‬
‫تلك اللّيلةَ‪،‬‬ ‫ونقيم من أبينا نسالً "‪ .‬فسقتا ُ‬
‫ضاجعُهُ ُ‬
‫َ‬ ‫أوَ‬
‫اقَتَبَسَتَ؟‬
‫بنيامها وال ِ‬
‫قيامها"‪.‬‬ ‫ِ‬
‫وجاءت الكربى وضاجعت أابها وهو اليعلم ِ‬ ‫?‪Menggunakan hamzah tidak‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫لقد أسقتا أابُها اخلمر‪ ،‬وضاجعته كبريهتا وال يعلم أبوها ذالك الفعل‬

‫السيئ يف نومه وقيامه‪ .‬كذالك فعلت أختها يف اللّيلة التالية كما فعلت الكبرية‪.‬‬

‫قصدات إلقامة النسل‪.‬‬

‫مث محال بنتاه لوط من أبيهما‪ ،‬وأجنبت منه إبنا ومسّته "مؤآب"‪،Moab .‬‬

‫وهو أبو املؤابيني إىل اليوم‪ .‬فأجنبت البنت الصغرية كذالك إبنا وأمسته "بين‬

‫عمي" ‪ Ben-Ami‬وهو أبو بين عمون إىل اليوم حسب زعمهم‪.‬‬

‫سفر التكوين‪ ،‬اإلصحاح‪ ، 1 :‬فقرة‪- :‬‬


‫‪2‬‬
‫‪Berthold A. Pareira, O. Carm, Abraham, Cetakan ke 4, (Malang,: Dioma, 2004),‬‬
‫‪p. 175‬‬
‫اسم سامي رمبا كان معناه من أبوه‪ ،‬وهو إسم‪ :‬بكر ابنة لوط من أبيها‪ ،‬وهو أبو املؤابيني حسب زعمهم‬
‫إهنم نسل بن عمي‪ ،‬ابن لوط الذي ولد يف جماورة صوغر‬
‫حّت اليوم‪ .‬ويف اآلية الثامنة‬
‫وقصت أبو املؤابيني ّ‬
‫من هذه اآلية بيّنت ّ‬
‫يبني عن‬
‫القصة املوجزة ّ‬
‫يقصص أبو بين عمون إىل اليوم‪ .‬ومن هذه ّ‬
‫يبني و ّ‬
‫وثالثني ّ‬
‫املهمتان جزء من‬
‫البد أن نعرف من هذين بالدين ّ‬
‫أصول البالد الّذي ّ‬
‫”نا“ ‪Comment [SA2]: Dhomir‬‬
‫‪, mungkin bisa‬نعرف ‪dihilangkan, bukah‬‬
‫يعرف‬

‫اإلسرائيلية‪ ،‬وُها مؤاب وعمون‪ .‬من سلسلة أبناء لوط‪ .‬تلك بالدان من سلسلة‬

‫اإلسرائيل يف النسل‪.‬‬

‫ومن‬ ‫‪Amorality‬‬ ‫كانت بنتاه لوط الّتان تسبّبتان إىل األعمال الفاحشة‬

‫‪Yehuda‬‬ ‫هذا السبب عاقب هللا نسل املؤابيني وبين عمون‪ .‬هكذ كما عمله يهود‬

‫والتمر ‪.Tamar‬‬

‫هذا املثال من اآلية السابقة يُ ْف َه ُم عن لوط مع ابنتيه يف عمل الزان كما‬

‫عمال الزوجني‪ .‬ومن األسف الشديد أن الكتاب الّذي إعتقدها النصرانيون‬ ‫‪Comment [SA3]: Ini dihapus, karena‬‬
‫عملَ ‪ tidak sama dengan‬كماَعمالَالزوجينَ‬
‫‪ prakteknya sama, tapi nilainya beda.‬الزنا‬
‫‪Yang satu bernilai ibadah mengandung‬‬
‫حيكى أن لوطا عدم حسن األدب وأخالق الكرمية مع ابنتيه‪ .‬أهكذا من عمل‬ ‫‪pahala, yang satu bernilai maksiat‬‬
‫‪mengandung dosa.‬‬

‫الرسول؟ وال أييت ابلصفات الكرمية والقدوة الصاحلة إىل مجيع الناس عموما وإىل‬

‫عمونيني ونسبهم‪ ،‬حيث‬


‫يقصص نسل املؤابيني وال ّ‬
‫أمته خصوصا‪ .‬من هنا كذالك ّ‬

‫‪5‬‬
‫‪Walter Lempp, Tafsiran Kitab Kejadian 12:4-25:18, ( Jakarta, Gunung Mulia,‬‬
‫‪2003), p. 246‬‬
‫‪6‬‬
‫‪Norman L. Geisler, Etika Kristen, Cetakan ke 7, (Malang: Leteratur saat, 2015),‬‬
‫‪p. 319‬‬
‫حّت اجلبل العاشر‪ ،‬أي إىل األبد‪ ،‬ألهنم‬
‫الرب ّ‬
‫حرمت التوراة دخوهلم يف مجاعة ّ‬
‫ّ‬
‫أوالد زان‪.‬‬

‫لكن يف ّ‬
‫قصة من اآلية يف سفر التكوين متعارضة ابلكتاب الالويني‬ ‫ّ‬
‫‪ .Imamat‬يف الكتاب الالويني يؤّكد النكاح بني القرابء ممنوع قطعا‪ ،‬وخيالف نظام‬

‫خاصة لبين إسرائيل‪ ،‬بين مؤاب وعمون يف‬


‫الكتاب املقدس والؤزراء يف املستقبل‪ّ .‬‬
‫األمر النكاح داخل من الكبائر‪ .‬كما كتب يف اآلايت اآلتية‪:‬‬
‫يب جس ِدهِ‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫األول يف الكتاب الالويني ‪" :‬الَ يَ ْق ََِت ْ ِ‬
‫ب إنْ َسا ٌن إ َىل قَر َ َ‬

‫يك َو َع ْوَرةَ أ ُِّم َ‬


‫ك الَ تَ ْك ِش ْ‬
‫ف‪ .‬إِنَّ َها أُم َ‬ ‫الرب‪َ .‬ع ْوَرَة أَبِ َ‬ ‫ِ ِ‬
‫ك الَ‬ ‫ليَ ْكش َ‬
‫ف الْ َع ْوَرَة‪ .‬أ ََان َّ‬
‫ِ‬
‫ت‬ ‫ُختِ َ‬
‫ك بِْن ِ‬ ‫يك الَ تَ ْك ِش ْ‬
‫ف‪ .‬إِنَّ َها َع ْوَرةُ أَبِ َ‬
‫يك‪َ .‬ع ْوَرةَ أ ْ‬ ‫تَ ْك ِش ْ‬
‫ف َع ْوَرتَ َها‪َ .‬ع ْوَرةَ ْامَرأَة أَبِ َ‬
‫ك‪ ،‬الْمولُودةِ ِيف الْب ي ِ‬
‫ت أَ ِو الْمولُ ِ‬
‫ودة َخا ِر ًجا‪ ،‬الَ تَ ْك ِش ْ‬
‫ِ ِ‬ ‫أَبِ َ‬
‫ف َع ْوَرتَ َها‪.‬‬ ‫َْ َ‬ ‫َْ‬ ‫يك أ َْو بِْنت أ ُّم َ َ ْ َ‬
‫ت امرأَةِ‬
‫ِ ِ‬ ‫ك الَ تَ ْك ِش ْ‬
‫ف َع ْوَرتَ َها‪ .‬إِنَّ َها َع ْوَرتُ َ‬
‫ك‪َ .‬ع ْوَرةَ بنْ ْ َ‬ ‫َع ْوَرةَ ابْنَ ِة ابْنِ َ‬
‫ك‪ ،‬أَ ِو ابْنَ ِة ابْنَتِ َ‬
‫أَبِيك الْمولُ ِ‬
‫يك الَ‬ ‫ك‪ .‬عورَة أُخ ِ‬
‫ت أَبِ َ‬ ‫ف َع ْوَرتَ َها‪ .‬إِنَّ َها أ ْ‬
‫ُختُ َ َ ْ َ ْ‬ ‫ودة ِم ْن أَبِ َ‬
‫يك الَ تَ ْك ِش ْ‬ ‫َ َْ َ‬

‫ف‪ .‬إِنَّ َها قَ ِريبَةُ أ ُِّم َ‬


‫ك‪َ .‬ع ْوَرةَ‬ ‫ت أ ُِّم َ‬
‫ك الَ تَ ْك ِش ْ‬ ‫يك‪ .‬عورةَ أُخ ِ‬ ‫تَ ْك ِش ْ‬
‫ف‪ .‬إِنَّ َها قَ ِريبَةُ أَبِ َ َ ْ َ ْ‬
‫ِِ‬ ‫أِ‬
‫ك‪َ .‬ع ْوَرَة َكنَّتِ َ‬
‫ك الَ‬ ‫ب‪ .‬إِنَّ َها َع َّمتُ َ‬ ‫يك الَ تَ ْك ِش ْ‬
‫ف‪ .‬إِ َىل ْامَرأَته الَ تَ ْق ََِت ْ‬ ‫َخي أَبِ َ‬

‫يك الَ تَ ْك ِش ْ‬ ‫ف عورتَها‪ .‬عورَة امرأ َِة أ ِ‬


‫َخ َ‬ ‫ِ‬ ‫ف‪ .‬إِنَّ َها ْامَرأَةُ ابْنِ َ‬
‫تَ ْك ِش ْ‬
‫ف‪.‬‬ ‫ك‪ .‬الَ تَ ْكش ْ َ ْ َ َ َ ْ َ ْ َ‬

‫ف‪َ .‬والَ ََتْ ُخ ِذ ابْنَةَ ابْنِ َها‪ ،‬أَ ِو ابْنَةَ‬ ‫ٍ‬


‫يك‪َ .‬ع ْوَرَة ْامَرأَة َوبِْنتِ َها الَ تَ ْك ِش ْ‬
‫إِنَّ َها َع ْوَرةُ أ َِخ َ‬
‫ُختِ َها‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫بِْنت َها لتَ ْكش َ‬
‫ف َع ْوَرتَ َها‪ .‬إِنَّ ُه َما قَ ِريبَتَ َ‬
‫اها‪ .‬إِنَّهُ َرذيلَةٌ‪َ .‬والَ ََتْ ُخذ ْامَرأَةً َعلَى أ ْ‬
‫ف َع ْوَرتَ َها َم َع َها ِيف َحيَ ِاهتَا‪.‬‬ ‫لِ ِّ ِ ِ‬
‫لضِّر لتَ ْكش َ‬
‫‪Comment [SA4]: Jika ini kutipan‬‬
‫‪langsung dari al-Kitab, maka penulisannya‬‬
‫‪tidak demikian.‬‬
‫‪Kutipan langsung yang lebih dari 4 baris,‬‬

‫ومن اآلية الّيت ّبني الكتاب الالويني اإلصحاح العشرين اآلية السابع‬ ‫‪atau 40 kata, penulisannya dalam paragraf‬‬
‫‪sendiri, font 16.‬‬
‫‪Kalau kurang paham telpon saya Usman...‬‬

‫عشرة إىل الواحدة والعشرين يذكر املنع عن النكاح بني القرابء‪ .‬كما يلي‪َ " .‬وإِذَا‬
‫ِ‬ ‫أَخ َذ رجل أُختَه بِْنت أَبِ ِيه أَو بِْنت أ ُِم ِه‪ ،‬ورأَى عورتَها ورأ ِ‬
‫ك‬‫َت ه َي َع ْوَرتَهُ‪ ،‬فَذل َ‬ ‫ْ َ ّ ََ َ ْ َ َ ََ ْ‬ ‫َ َُ ٌ ْ ُ َ‬
‫ُختِ ِه‪َْ .‬حي ِم ُل َذنْبَهُ‪َ .‬وإِذَا‬ ‫ني بَِين َش ْعبِ ِه َما‪ .‬قَ ْد َك َش َ‬
‫ف َع ْوَرَة أ ْ‬
‫عار‪ .‬ي ْقطَع ِ‬
‫ان أ ََم َام أ َْع ُ ِ‬ ‫ٌَ ُ َ‬
‫ت ِه َي‬ ‫ف َع ْوَرتَ َها‪َ ،‬عَّرى يَْن بُ َ‬
‫وع َها َوَك َش َف ْ‬
‫ٍ ٍِ‬
‫اضطَ َج َع َر ُج ٌل َم َع ْامَرأَة طَامث َوَك َش َ‬
‫ْ‬

‫ت أَبِ َ‬ ‫ك‪ ،‬أَو أُخ ِ‬ ‫ان كِالَ ُُها ِمن َشعِب ِهما‪ .‬عورَة أ ِ ِ‬ ‫ي ْن بوع َد ِمها‪ ،‬ي ْقطَع ِ‬
‫يك الَ‬ ‫ُخت أ ُّم َ ْ ْ‬ ‫َ ْ ْ َ ََْ ْ‬ ‫َُ َ َ ُ َ‬
‫اضطَ َج َع َر ُج ٌل َم َع ْامَرأ َِة َع ِّم ِه‬ ‫تَ ْك ِش ْ‬
‫ف‪ .‬إِنَّهُ قَ ْد َعَّرى قَ ِريبَ تَهُ‪َْ .‬حي ِمالَ ِن ذَنْبَ ُه َما‪َ .‬وإِذَا ْ‬
‫وات ِن َع ِقيم ْ ِ‬
‫ني‪َ .‬وإِذَا أ َ‬
‫َخ َذ َر ُجلٌ ْامَرأَةَ‬ ‫ف َع ْوَرَة َع ِّم ِه‪َْ .‬حي ِمالَ ِن ذَنْبَ ُه َما‪َ .‬ميُ َ‬
‫فَ َق ْد َك َش َ‬
‫َ‬
‫وان ِن َع ِقيم ْ ِ‬ ‫ك َجناسةٌ‪ .‬قَ ْد َك َشف عورةَ أ ِ‬
‫َخ ِيه‪ .‬يَ ُك َ‬ ‫ِِ ِ‬
‫ني‪.‬‬ ‫أَخيه‪ ،‬فَذل َ َ َ‬
‫‪Comment [SA5]: Ini juga kutipan‬‬
‫َ‬ ‫َ ََْ‬ ‫‪langsung.‬‬

‫الثاين يف سفر التكوين‪ :‬ملا كانت آية اإلجنيل يف سفر التكوين كذالك‬

‫حيكى أ ّن لوطا مع ابنتيه عند جميئ الرجالن "املالكان" الّتان أرسل هللا إىل بالد‬

‫ط إِ َىل الْب ِ‬
‫اب َوأَ ْغلَ َق‬ ‫سدوم‪ ،‬وعند نزوهلما إىل بيت لوط كما يلي‪ :‬فَ َخَر َج إِلَْي ِه ْم لُو ٌ‬
‫َ‬
‫الْباب وراءه وقَ َال‪ :‬الَ تَ ْفعلُوا َش ًّرا اي إِخوِيت‪ .‬هوذَا َِل اب نَ تَ ِ‬
‫ان ََلْ تَ ْع ِرفَا َر ُجالً‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ َ َُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ََ َُ َ‬
‫‪7‬‬
‫‪Im, 18, ay : 6-18‬‬
‫‪8‬‬
‫‪Im, 20, ay : 17-21‬‬
‫ُخ ِر ُج ُه َما إِلَْي ُك ْم فَافْ َعلُوا ِبِِ َما َك َما َْحي ُس ُن ِيف عُيُونِ ُك ْم‪َ .‬وأ ََّما ه َذ ِان َّ‬
‫الر ُجالَ ِن فَالَ‬ ‫أْ‬
‫‪1‬‬
‫ت ِظ ِّل َس ْق ِفي‪.‬‬ ‫ِِ‬
‫تَ ْف َعلُوا ِب َما َشْي ئًا‪ ،‬ألَنَّ ُه َما قَ ْد َد َخالَ ََْت َ‬

‫الثالث يف اخلروج‪ :‬يف اآلية اخلروج بيّنت بيع أحد بنته لغريه كاألمة فااحلكم‬ ‫‪Comment [SA6]:‬‬

‫‪ ---- salah‬فااحلكم‬
‫الجيوز هلا اخلروج كالعبد األدي‪ .‬كما يف الكتاب يتعارض ِبذه اآلية كما يلي " َوإِذَا َابعَ‬ ‫‪ ---- Benar‬فلحكم‬

‫ج الْ َعبِ ُ‬
‫يد‪.‬‬ ‫َر ُج ٌل ابْنَ تَهُ أ ََمةً‪ ،‬الَ ََتُْر ُج َك َما َخيُْر ُ‬

‫الرابع يف القضاة‪ :‬يف الكتاب القضاة بيّنت عن جميئ الدرسليون إىل بالد‬

‫سدوم‪ ،‬كما يف اآلية حيكى فأتى الناس املدينة الدرسلي حضر إىل بيت لوط‪ ،‬كما يف‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يما ُه ْم يُطَيّبُو َن قُلُوبَ ُه ْم‪ ،‬إذَا ب ِر َجال الْ َمدينَة‪ِ ،‬ر َجال بَِين بَليَّ َع َال‪ ،‬أ َ‬
‫َحاطُوا‬ ‫اآلية ما يلي‪َ " :‬وف َ‬
‫الر ُج َل الَّ ِذي‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫الرجل ص ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اح ِ‬
‫ب الْبَ ْيت الشَّْي َخ قَائل َ‬
‫ني‪ " :‬أ ْ‬
‫َخرِِج َّ‬ ‫اب‪َ ،‬وَكلَّ ُموا َّ ُ َ َ‬ ‫ِابلْبَ ْيت قَا ِرع َ‬
‫ني الْبَ َ‬
‫ك فَنَ ع ِرفَه "‪ .‬فَخرج إِلَي ِهم الَّْرجل ِ‬
‫احب الْب ي ِ‬
‫ت َوقَ َال َهلُْم‪ " :‬الَ َاي إِ ْخ َوِيت‪ .‬الَ‬ ‫ص ُ َْ‬ ‫ََ َ ْ ْ ُ ُ َ‬ ‫َد َخ َل بَْي تَ َ ْ ُ‬
‫ِِ‬
‫الر ُج ُل بَْي ِيت الَ تَ ْف َعلُوا هذه الْ َقبَ َ‬
‫احةَ‪ُ .‬ه َوذَا ابْنَِيت الْ َع ْذ َراءُ‬ ‫تَ ْف َعلُوا َشًّرا‪ .‬بَ ْع َد َما َد َخ َل ه َذا َّ‬

‫الر ُج ُل فَالَ‬ ‫ُخ ِر ْج ُه َما‪ ،‬فَأ َِذل ُ‬


‫وُهَا َوافْ َعلُوا ِبِِ َما َما َْحي ُس ُن ِيف أ َْعيُنِ ُك ْم‪َ .‬وأ ََّما ه َذا َّ‬ ‫َو ُسِّريَّتُهُ‪َ .‬دعُ ِوين أ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫تَ ْع َملُوا به ه َذا األ َْمَر الْ َقب َ‬
‫يح "‪.‬‬ ‫‪Comment [SA7]: Ini juga kutipan‬‬
‫‪langsung.‬‬

‫‪1‬سفر التكوين‪ ،‬اإلصحاح ‪_ ، 1‬‬


‫اخلروج‪ ،‬اإلصحاح‪ ، :‬فقرة‪:‬‬
‫القضاة‪ ،‬اإلصحاح‪ ، 1:‬فقرة‪- :‬‬
‫تعرض من اآلايت السابقة‪ّ ،‬أوال‪ :‬يفهم يف األمر آدب النكاح‪ .‬وابلوضوح من‬

‫تلك اآلية أن فتح العورة للقرابء الجييز والكتاب مينع ذالك العمل واليعقل أ ّن ابنيت نيب‬ ‫‪Comment [SA8]:‬‬
‫اليجيز‬
‫أوَ‬
‫اليجوز؟‬
‫يتواقف حديث النفس عند كليهما‪ ،‬ليتفقا على استغالل أبيهما العجوز وليمارسا معه‬

‫الزان‪ ،‬وقد أثبت هذه النظام والقانون يف الكتاب املقدس للنصرانيني‪.‬‬

‫بيّنت هذه اآلية إلينا مجيعا الشيئ املمنوع الّذي الجيوز العمل عليه كنفر إىل‬ ‫‪Comment [SA9]: Dhamir nahnu‬‬
‫‪diganti.‬‬

‫قرابئه‪ ،‬إىل القرابء الجيوز على عمل الزان وفتح العورة عليها السيما إىل البنت‪ .‬ومن عمل‬

‫فحق عليه اإلهالك من هذه الدنيا‪ .‬هذا العقاب من هللا ملن عمل ذلك العمل‪.‬‬
‫ذلك ّ‬
‫كذالك املنع عن فتح العورة بني القرابء من جهة األم واألب‪ .‬السيما النكاح والزان مع‬

‫الدين السماوي أل ّن عرضها هو نشر‬


‫األب‪ ،‬وهذا من خمالف النظام والشىريعة الّذي أثبته ّ‬
‫‪Comment [SA10]:‬‬

‫النكاح والزان مع األب‬


‫‪Statemen ini tidak tepat, karena nikah beda‬‬
‫الفاحشة واملعصية‪.‬‬ ‫‪dengan zina, apalagi ditambah kata al-Ab...‬‬
‫‪Untu menyatakan perbuatan dua anak Luth‬‬
‫‪tersebut, mungkin bisa ditulis:‬‬

‫كان العهد القدمي منع عن النكاح بني القرابء من النساء أو الرجال من جهة األب‬ ‫عمل الفاحشة مع األب‬
‫‪Mungkin ini lebih tepat.‬‬

‫واألم‪ .‬السيما عمل الزان بني األب والبنت‪ .‬وتعارضت بني اآلية يف العهد القدمي والعهد‬

‫اجلديد‪ ،‬يف العهد القدمي من الكتاب الالويني منع فتح العورة‪ ،‬النكاح والزان بني القرابء‪.‬‬

‫حّت وقع الواقعة بني لوط مع ابنتيه يف صوغر (‪.(Zoar‬‬


‫أما يف العهد اجلديد جييز ذالك ّ‬

‫إحدى مدن الدائرة‪( ،‬سدوم) وهي مدن قوم لوط ويبدو أهنا كانت أصغرها‬
‫ألمة النصارى عدم االستقامة وتناقض بعضها‬
‫لذالك نعرف على أن الكتاب املقدس ّ‬
‫البعض وبني اآلية الواحدة واألخرى‪.‬‬

‫مث اثنيا‪ :‬يراد بضيوف لوط هنا‪ ،‬حينئذ ثالثة أنفار تقريبا الّذي آتى إليه (لوط)‪.‬‬

‫حّت األرض حنو‬


‫عندما إبراهيم رأى إليهم (املالئكة)‪ ،‬فآتى إبراهيم اليهم فسجد لوط ّ‬
‫املالئكة تعظيما وتكرميا‪ .‬واحد منهم هو هللا‪ ،‬واألخر املالكان‪ ،‬فلما رآُها لوط قام‬

‫الستقباهلما‪ ،‬وسجد لوط بوجهه إىل األرض‪.‬‬

‫لكن ّ‬
‫جحجة غري يقني بسبب إبراهيم‬ ‫ومن بعض التفاسري يقول أب ّهنم من التثليث‪ّ ،‬‬
‫أي أهل الكتاب‬ ‫‪Masoret‬‬ ‫يَتدد على ذلك‪ ،‬ومن هم الزائر؟ ويقول قوم ماسورت‬
‫ّ‬
‫والشك فيه‪ ،‬أن إبراهيم عرف واحدا منهم‬
‫ّ‬ ‫يدل على نص إبراين‪.‬‬
‫لليهودي هم الّذي ّ‬

‫يدل على‬
‫الثالثة وهو هللا‪ .‬ماسورت ‪ :Masoret‬هو ريب على إسم اجلمع وكلمة العام ّ‬

‫الالهوت‪.‬‬

‫بعد جميئ من ثالثة رسل الّذي أرسل هللا إىل بيت لوط‪ .‬هناك بعض الرأي أ ّن‬

‫فواحش أهل سدوم ليس حمبّة يف نفس اجلنس أي شاذ جنسي‪ .‬سدوم ليس شاذ‬

‫جنسي بل عدم الرمحاء‪ .‬هذه دليل من عادة بالد كنعان )‪ )Kanaan‬الّذين هم يعطيهم‬
‫‪13‬‬
‫‪John J. Davis, Eksposisi Kitan Kejadian, (Malang, Gandum Mas: 2001), p. 210‬‬
‫‪14‬‬
‫‪John J. Davis, Ekposisi Kitab Kejadian, (Malang, Gandum Mas: 2001), p. 210‬‬
‫)‪(INI IBID‬‬
‫‪15‬‬
‫‪Norman L. Geisler, Etika Kristen, (Malang, Leteratur Saat: 2015), p.336‬‬
‫شرا إىل‬
‫الدفاع عن الزائر ملن دخل بيوهتم‪ .‬وعمل من هذه العادة‪ ،‬ملا قال لوط‪ :‬ال تعملوا ّ‬
‫ليهدئ غضب قوم سدوم‬
‫ضيفي ألهنم أيتونين للدفاع يف بييت"‪ .‬عرض لوط للبيع بنتاه ّ‬

‫ليطمعن احلاضرين ليحمي حياهتم‪.‬‬


‫ّ‬ ‫ليحمي حياة ضيوف لوط‪ .‬السعي عن اجلنس‬

‫السكان تلك املدينة يعين "‬


‫مث هناك التعارض أن شاذ جنسي ليس كما أراد ّ‬
‫التعرف" فحسب‪ .‬هذه‬
‫اإللتباس" ضيوف لوط‪ ،‬السبب يف اإلصطالح اإلبراين " ّ‬
‫مرة‪ .‬وهذا االصطالح ليس‬ ‫ِ‬
‫اإلصطالح ذُكَر يف العهد القدمي مثاين مأت الثالثة وسبعني ّ‬
‫مبعىن املفهوم " جنس تناسلي" (‪ .(Seksual‬لذالك نستنتج فواحش أهل سدوم هي عدم‬

‫اللطيف‪ ،‬ليس شاذ جنسي )‪. (Homoseksualitas‬‬

‫فواحش أهل سدوم هي األاننيّة‪ ،‬وأوضح الكالم من ذنوِبم كما قال يف اآلية‪" :‬‬

‫ان َكا َن َهلَا َولِبَ نَ ِاهتَا‪،‬‬


‫ك س ُدوم‪ :‬الْ ِك ِْربايء والشَّبع ِمن ا ْخلُب ِز وسالَم االطْ ِمْئ نَ ِ‬
‫َ ُ َ َُ َ ْ َ َ ُ‬ ‫ُخت َ َ‬
‫ه َذا َكا َن إِ ْمث أ ْ ِ ِ‬
‫َ‬
‫اليبني عن شاذ جنسي والذنوب تتعلّق جبنس‬
‫ّ‬ ‫وََلْ تُ َش ِّد ْد يَ َد الْ َف ِق ِري والْ ِمس ِك ِ‬
‫ني"‪.‬‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬
‫تناسلي‪ .‬أهل سدوم يعاقب أل ّهنم من األاننيني‪.‬‬

‫كان قانون الالويني عدم التنفيذ فيه‪ ،‬يف القسم األول‪ ،‬لعن العهد القدمي عن‬

‫عملية شاذ جنسي وهذه جنده يف قانون الالويني‪ .‬ولعن هذا القانون عن أكل حلم اخلنزير‬
‫‪16‬‬
‫‪Norman L. Geisler, Etika Kristen, (Malang, Leteratur Saat: 2015), p. 336‬‬
‫‪17‬‬
‫‪Norman L. Geisler, Etika Kristen, (Malang, Leteratur Saat: 2015), p. 337 (INI‬‬
‫)‪IBID‬‬
‫‪18‬‬
‫‪Yeh, 16, ay: 49‬‬
‫وحلم الروبيان‪ 1.‬لكن من القوانني الطقسى منسوخة‪ .‬هذه من األسباب ملن محل على‬

‫الظهر شاذ جنسي غري معقول‪ ،‬القوانني الّيت منع عن عمل شاذ جنسي مازال يعترب‬

‫معلّق‪.‬‬

‫جدا حنو بنتيه وذالك من حيث نواحى السلبية ‪ .‬أ ّوال‪ :‬عمل‬
‫كان لوط شديد ّ‬

‫جحجة عدم الوعي من بداية اللّيل خوفا من إنقطاع النسل بعد هالك‬
‫لوط الزان مع ابنتيه ّ‬
‫لريد شهوهتم عن‬
‫بالد سدوم )‪ .(Sodom‬اثنيا‪ :‬ترك لوط ابنتيه يف اجلماع إىل أهل سدوم ّ‬
‫الصيانة لضيوفه أوجب وأفضل من بنتيه‪ .‬وخاف لوط سباب‬
‫ضيفه حنو بنتيه‪ .‬ألن ّ‬
‫قومه‪ ,‬وإقتنع لوط فعل قومه إىل بنتيه‪ .‬وينبغي لألب أن يصون وحيفظ شرف بنتاه‬

‫لكن من األسف الشديد أن لوطا غافل عن ذالك‪.‬‬


‫وكرامتهما‪ّ ,‬‬

‫الصيانة على ضيوفه مبا‬


‫صيانة من نشوة أهل سدوم حاول لوط املدافعة و ّ‬
‫وصحة بنتاه‪.‬‬
‫الضرر‪ .‬لذالك رضي لوط ببذل قداسة ّ‬
‫حّت سلم ضيوفه عن ّ‬
‫إستطاع ّ‬

‫جدا‪ ،‬وليس ذالك من العواطف العصرية‪ ،‬بل ذالك من‬


‫وتلك الواقعة لغريبة ّ‬

‫شعور بين إسرائيل يف زمان مؤلّف يهؤس (‪ .(Yahwist‬إّنا ذلك يف زمان حيث كانت‬

‫‪19‬‬
‫‪Norman L. Geisler, Etika Kristen, (Malang, Leteratur Saat: 2015), p. 337‬‬
‫‪20‬‬
‫‪Ibid‬‬
‫سدوم معناها الندم مع غم‪ ،‬وهي مدينة من مدائن قوم لوط‬
‫‪22‬‬
‫‪John J. Davis, Eksposisi Kitab Kejadian, (Malang, Gandum Mas: 2001), p. 216‬‬
‫‪23‬‬
‫‪Walter Lempp, Abraham bapak sekalian orang yang beriman, ( Jakarta,‬‬
‫‪Gunung Mulia ),p. 236‬‬
‫تضحية وبذل البنت أعتربت من العادات ألجل سالمة األسرة‪ .‬اعترب لوط أن السالمة‬

‫والسعادة لغريه أوىل بنسبة إىل سالمة نفسه وبناته‪ .‬رضي لوط وأيخذ التّصرف املعجب‬

‫لسالمة ضيوفه من العاهات ‪ .‬ومن احلقيقة أنّه اليستفيد إستفادا خاصا لنفسه بل لغريه‪.‬‬

‫ومن األسف الشديد أن لوطا خيسر نفسه ويدنّس أسرته‪.‬‬

‫إ ّن لوطا جعل ضيوفه أوىل بنسبة نفسه إىل بنتيه‪ .‬ولوط يضمن سالمة ضيفه‬

‫ورعايته لذالك الرجاء والتضحية يرى لوط أهنم ان األجنبية يرجوا احلماية َتت بيت لوط‬

‫وأن إتياهنم إالّ ألجل طلب الرعاية داخل بيته‪ ،‬و رمبا يف تلك العبارة األحكام املفهومة‬

‫َتدى والدعوة األخرية إىل سدوم‪.‬‬


‫للنّاس‪ .‬يرجون االنتباه واملساعدة أبهل املدن‪ .‬وذالك ّ‬

‫كي يعَتفوا يف نفوس غريهم ويدركوا البشرية يف نفوس النّاس وغريهم‪.‬‬

‫الر ُجالَ ِن اللَّ َذ ِان َد َخالَ إِلَْي َ‬


‫‪:‬‬
‫ك‬ ‫وقصت يف اآلية األخرى فَنَ َاد ْوا لُوطًا َوقَالُوا لَهُ‪ :‬أَيْ َن َّ‬
‫ّ‬
‫ِ‬ ‫َخ ِر ْج ُهما إِلَْي نَا لِنَ ْع ِرفَهما‪ .‬فَ َخرج إِلَْي ِهم لُو ٌ ِ‬
‫ط إ َىل الْبَاب َوأَ ْغلَ َق الْبَ َ‬
‫اب َوَراءَهُ َوقَ َال‪ :‬الَ‬ ‫ََ ْ‬ ‫َُ‬ ‫اللَّْي لَةَ؟ أ ْ َ‬
‫ُخ ِر ُج ُه َما إِلَْي ُك ْم فَافْ َعلُوا ِبِِ َما َك َما‬ ‫تَ ْفعلُوا َشًّرا اي إِخوِيت‪ .‬هوذَا َِل اب نَ تَ ِ‬
‫ان ََلْ تَ ْع ِرفَا َر ُجالً‪ .‬أ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ َ َُ‬ ‫َ‬

‫‪24‬‬
‫‪Walter Lempp, Abraham bapak sekalian orang yang beriman, ( Jakarta,‬‬
‫‪Gunung Mulia ),p. 236‬‬
‫ت ِظ ِّل‬ ‫ِِ‬ ‫َحيسن ِيف عيونِ ُكم‪ .‬وأ ََّما ه َذ ِان َّ ِ‬
‫الر ُجالَن فَالَ تَ ْف َعلُوا ِب َما َشْي ئًا‪ ،‬ألَنَّ ُه َما قَ ْد َد َخالَ ََْت َ‬ ‫ْ ُ ُ ُُ ْ َ‬
‫َس ْق ِفي‪.‬‬

‫بنسبة اىل آايت سابقة كان لوط أشد األب ألنه اخراج بنتيه اىل رجال ليفعلوا‬

‫عث اىل بعض األمة‪ .‬فاستنبط‬


‫ِبما كما شاؤوا‪ .‬اهكذا مثال قدوة الرسول من هللا الذي بُ َ‬

‫شدة لوط كألب حنو بنتيه يف الكتاب املقدس‪.‬‬


‫الباحث ّ‬

‫إستنتج الباحث من هذه اآلايت السابقة‪ ،‬يقصص عن عمل لوط إىل بنتيه‪،‬‬

‫وفوض لوط بنتيه إىل قومه لعمل الزان خلالص ضيفه‪ .‬وهذا من املعاملة الشديدة كألب‬
‫ّ‬
‫إىل بنتيه‪ ،‬والينبغي لألب أن يفعل ذالك اىل بنتيه السيما النيب‪ .‬فإنه ليس كسائر الناس‬

‫الّذين يعمل الفاحشة‪ .‬ومن لوازم األب أن حيفظ ويدافع بناته ويكرمها عن األمور الّيت‬

‫متيل إىل السيّئة‪ .‬فكان لوط يعترب "األب الشديد" يف هذا الكتاب الّذي رضي عن بناته‬

‫يف عمل الزان‪.‬‬

‫وظهر الفرق بني سفر التكوين واخلروج‪ ،‬فااختلف املعىن والتفسري‪ .‬فلذالك قالت‬

‫آية اخلروج أ ّن إعطاء البنت إىل الضيف الشرف للزان كعامل لوط إىل بنته‪ .‬ويف آية‬

‫الكتاب المقدس‪ ،‬اإلصحاح ‪ ،91‬الفقرة‪(FONT DIGANTI KE TRADITIONAL 8-5 :‬‬


‫)‪ARABIC‬‬
‫اخلروج قالت أ ّن معاملة بنت ليست كعاملة عبد‪ ،‬والجيوز إخراجها من البيت والسيما‬

‫جدا‪.‬‬
‫بيعها واتركها كالّعبد واألمة لغري‪ .‬أل ّن احملافظة حنو موقفها وتقديسها ملهمة ّ‬

‫بيّنت اآلية يف اخلروج إلينا مجيعا‪ ،‬كيف نتّخذ موقف بناتنا الّذي أعطاء هللا إلينا‬

‫احلساسية حنو بيئتها‪ .‬مهما كان يف زماننا احلاضر ليس‬


‫واحملافظة عنها‪ ،‬السيما البنت ّ‬
‫ملستحق البنت أالّ تساوي ابلرجال‪ .‬إذان إهتم‬
‫ّ‬ ‫هناك موضع التنفيذ كاألمة‪ .‬وهذا املثال‬

‫الكتاب اخلروج حنو األدب واألخالق يف معاملة البنت‪.‬‬

‫فتوضح اآلية يف القضاة كذالك‪ ،‬عند جميئ الدرسلي )‪ )Dursila‬إىل بيت لوط‬
‫ّ‬

‫حّت‬
‫خاف لوط وأهله عند جميئهم تعرف أبهل سدوم‪ .‬فبيت لوط ستجيئ وتطرف ّ‬
‫خيرجوا عند جميئ ضيفهم وعد لوط ويقول إىل مجبع أهله أالّ َترب إىل أهل سدوم على‬

‫لكن امرأة لوط الّيت أعرضت عن أمره وَترب‬


‫جميئ بيت لوط وكذالك إىل امرأته وبناته‪ .‬و ّ‬
‫حّت أيتوا إىل بيت لوط‪ .‬توجد هنا نقطة متساوية بني اآلية‬
‫إىل أهل سدوم على جميئهم ّ‬
‫األوىل (التكوين) و(القضاة)‪ ،‬وتلك مهامجة على بيت لوط وأهله برجال الدرسلني الّذين‬

‫حيصرون ويَتكون بيت لوط ألن حيسد ضيفه ويؤمر خلروج من بيت لوط‪.‬‬

‫الفصل الثاين‪ :‬لوط وامرأته‬


‫املهمة والبحث عنها‪ ،‬و ّ‬
‫قصتها‬ ‫قصة لوط وامرأته اخلائنة‪ ،‬ألهنا من ّ‬
‫كتب يف ّ‬
‫ت أهنا التطيع زوجها يف دعوته وأعرضت‬ ‫ِ‬
‫مكتوبة يف كتب النصرانية عموما‪ ،‬كما ُحكيَ ْ‬
‫من أوامره‪ ،‬أل ّن امرأة لوط كانت على أخالق سدوم وعلى دين قومها‪ .‬كما حيكى اآلية‬

‫السابقة الّيت تتكلّم عن امرأته لوط‪.‬‬

‫ط إِ َىل‬ ‫َّمس َعلَى األ َْر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫ض َد َخ َل لُو ٌ‬ ‫األول يف سفر التكوين‪َ " :‬وإ ْذ أَ ْشَرقَت الش ْ ُ‬
‫ب ِمن َّ ِ‬ ‫وم و َعمورةَ كِ ِْربيتًا و َانرا ِمن عِْن ِد َّ ِ‬ ‫صو َغَر‪ ،‬فَأ َْمطََر َّ‬
‫الس َماء‪َ .‬وقَلَ َ‬
‫ب‬ ‫الر ّ َ‬ ‫َ ً ْ‬ ‫الرب َعلَى َس ُد َ َ ُ َ‬ ‫ُ‬
‫ض‪ .‬ونَظَر ِ‬
‫ت ْامَرأَتُهُ ِم ْن َوَرائِِه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يع ُس َّكان الْ ُم ُدن‪َ ،‬ونَبَ َ‬
‫ات األ َْر ِ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫تِْل َ‬
‫ك الْ ُم ُد َن‪َ ،‬وُك َّل الدَّائَرةِ‪َ ،‬و َمج َ‬
‫ود ِم ْل ٍح"‪.‬‬ ‫فَ َ‬
‫ص َار ْ‬
‫ت َع ُم َ‬

‫تناقض اآلية يف العهد القدمي كانت امرأة لوط ساملة معه‪ ،‬كما ذكر يف هذه‬
‫ِ‬ ‫ان يُ َع ِّجالَ ِن لُوطًا قَائِلَ ْ ِ‬
‫األية‪ :‬ولَ َّما طَلَع الْ َفجر َكا َن الْمالَ َك ِ‬
‫ني‪ " :‬قُ ْم ُخذ ْامَرأَتَ َ‬
‫ك َوابْنَتَ ْي َ‬
‫ك‬ ‫َ‬ ‫َ ُْ‬ ‫َ‬
‫الر ُجالَ ِن بِيَ ِد ِه َوبِيَ ِد ْامَرأَتِِه َوبِيَ ِد‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫الْموجودتَ ِ ِ‬
‫ك َّ‬ ‫ك ِبِِ ِْمث الْ َمدينَة "‪َ .‬ولَ َّما تَ َو َ‬
‫اَن‪ ،‬أ َْم َس َ‬ ‫ني لئَالَّ تَ ْهل َ‬
‫َْ ُ َ ْ‬

‫ِج الْ َم ِدينَ ِة‪.‬‬ ‫الر ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬


‫َخَر َجاهُ َوَو َ‬
‫ض َعاهُ َخار َ‬ ‫ابْنَ تَ ْيه‪ ،‬ل َش َف َقة َّ ّ‬
‫ب َعلَْيه‪َ ،‬وأ ْ‬

‫ضا َكما َكا َن ِيف أ ََّايِم لُ ٍ‬


‫وط‪َ :‬كانُوا َأيْ ُكلُو َن َويَ ْشَربُو َن‪،‬‬ ‫ِ‬
‫الثاين يف لوقا‪َ " :‬كذل َ‬
‫ك أَيْ ً َ‬
‫لك َّن الْي وم الَّ ِذي فِ ِيه خرج لُو ٌ ِ‬
‫وي ْشتَ رو َن ويبِيعو َن‪ ،‬وي ْغ ِرسو َن وي ب نو َن‪ .‬و ِ‬
‫ط م ْن َس ُد َ‬
‫وم‪ ،‬أ َْمطََر‬ ‫ََ َ‬ ‫ََْ‬ ‫َ َ ُ َ َ ُ َ َ ُ َ َْ ُ َ‬

‫التكوين‪ ،‬اإلصحاح‪ ، 1 :‬فقرة‪- :‬‬


‫التكوين ‪ :‬اإلصحاح ‪- ، 1 :‬‬
‫يع‪ .‬ه َك َذا يَ ُكو ُن ِيف الْيَ ْوِم الَّ ِذي فِ ِيه يُظْ َهُر ابْ ُن‬ ‫السم ِاء فَأَهلَ َ ِ‬
‫ك ا ْجلَم َ‬ ‫ْ‬
‫ِِ ِ‬
‫َان ًرا َوك ْربيتًا م َن َّ َ‬
‫ت فَالَ يَْن ِزْل لِيَأْ ُخ َذ َها‪،‬‬
‫السطْ ِح وأَمتِعتُه ِيف الْب ي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ا ِإلنْس ِ‬
‫َْ‬ ‫ك الْيَ ْوم َم ْن َكا َن َعلَى َّ َ ْ َ ُ‬ ‫ان‪ِ .‬يف ذل َ‬ ‫َ‬
‫ك الَ ي رجع إِ َىل الْور ِاء‪ .‬اُذْ ُكروا امرأَةَ لُ ٍ‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وط‪.‬‬ ‫ُ َْ‬ ‫ََ‬ ‫َوالَّذي ِيف ا ْحلَْق ِل َكذل َ َْ ْ‬
‫حب أمواهلا‬
‫أعرضت امرأة لوط من دعوته‪ ،‬أل ّهنا نظرت خلفها دليل على ّ‬
‫ومتاعها املَتوكة يف تلك املدينة‪ ،‬هذا العمل جماوز من أوامر هللا‪ .‬نبّه هللا مجيع الناس على‬

‫تلك الواقعة‪ .‬وكم من أهل اجلنّة ليس هلم صفة من ّ‬


‫حب الدنيا‪ .‬من ذالك هنى عن‬
‫‪1‬‬
‫االلتفات إىل اخللف‪.‬‬

‫فرأى الباحث بني العهد القدمي والعهد اجلديد عدم االتفاق بينهما‪ ،‬يف العهد‬

‫اجلديد يقول ‪ :‬أ ّن امرأة لوط عرضت عن دعوة لوط والتطيعه فصارت عمود ملح‪ .‬ويف‬

‫حّت ّ‬
‫جر املالئكة يد لوط‪ ،‬بنتاه‬ ‫العهد القدمي يقول‪ :‬أسلم املالئكة لوطا وأهله وبناته‪ّ ،‬‬
‫وامرأته لسالمتهم من عذاب هللا وأسقط هللا على بالد سدوم‪ِ .‬بذين العهدين على‬

‫حّت النعرف أين ّ‬


‫أصح الكتاب بني العهد‬ ‫التعارض بينهما الّذين يعتقدون النصرانيني ّ‬
‫اجلديد والعهد القدمي‪.‬‬

‫لوقا‪ ،‬اإلصحاح‪ ، :‬فقرة‪- :‬‬


‫‪29‬‬
‫‪Yune-Sun Park, A Commentary on Genesis, Tafsir Al Kitab yang terkenal di‬‬
‫‪Korea (Batu, Katalog dalam Terbitan, 2002), p. 159‬‬
‫‪30‬‬
‫‪Yune-Sun Park, A Commentary on Genesis, Tafsir Al Kitab yang terkenal di‬‬
‫‪Korea (Batu, Katalog dalam Terbitan, 2002), p. 159‬‬
‫ونكتشف وجند نبيا اليقدر أن يقنع امرأته ابإلميان وأن تتبعو تعاليم زوجها يف‬

‫الدعوة‪ .‬ولو كان امرأة رسول هللا كمثل امرأة نوح‪ ،‬فاملعىن العجب وعدم إطاعة زوجة‬

‫لكن جند مدعى‬


‫إليهن‪ .‬و ّ‬
‫النيب ليس بسبب النيب نفسه بل اهلداية والرمحة من هللا َل أييت ّ‬
‫يدل على أ ّن العقيدة أمر إختياري‬
‫األلوهية عاجزا عن أن جيعل امرأته كافرة مثله‪ ،‬وهذا ّ‬

‫حّت الخيتار اإلنسان دينه إال على أساس من اقتناعه ال على‬ ‫حممي ّ‬
‫بكل أنواع احلماية‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬
‫أعد هللا هلا اجلنّة‪.‬‬
‫أساس قهره‪ ،‬كمثل امرأة فرعون الّذي ّ‬

‫التفتت امرأة لوط إىل اخللف ميكن حملبتها إىل أمواهلا ومتاعها الّيت تركتها يف تلك‬

‫املدينة (سدوم)‪ .‬تلك العمل خيالف أمرهللا وينذرهللا مجيع الناس بتلك الظروف‪ .‬الجيوز‬

‫على أهل اجلنّة على ّ‬


‫حب الدنيا مبعىن ممنوع على االلتفات إىل اخللف كما كتب يف لوقا‪.‬‬

‫استعد على احملراس ولكنّه يلتفت إىل اخللف اليالئق بعرش هللا‪.‬‬
‫ولكن قال عيسى " من ّ‬

‫الدنيا إال متاع‪ ،‬مال وبنون‪ .‬نستنتج من‬


‫هكذا كما قال يف اإلجنيل لوقا‪ ،‬أن زينة ّ‬

‫حب الدنيا وهي كافرة وخيانة على دين قومها‪ ،‬واملقصود من اخليانة‬
‫قصة امرأة لوط الّيت ّ‬
‫ّ‬
‫الدين‪ ،‬ألهنا َل تكن على دين زوجها‬
‫هنا ليست خيانة العرض والشرف‪ ،‬وإنا هو خيانة ّ‬

‫(لوط)‪ .‬هذا العمل جياوز من أوامر هللا‪ ،‬وأنذر هللا إىل مجيع الناس على هذه اإلعتقاد‬

‫‪31‬‬
‫‪Luk, 17:31-32‬‬
‫بتلك احلقيقة أو الواقعة‪ .‬أنخذ درسا مهما من امرأة لوط‪ ،‬أوال عدم العطاعة حنو الزوج‪،‬‬

‫مثّ اثنيا اإلبتعاد عن ّ‬


‫حب الدنيا‪.‬‬

‫الفصل الثالث‪ :‬إهالك بالد سدوم‬

‫أ‪ .‬سفر التكوين‬

‫الرب عند ّقرر أن يع ّذب بالد سدوم‬


‫القصة يف إهالك بالد سدوم أن ّ‬
‫ذكرت ّ‬
‫وعمورة )‪ )Gomora‬جعل موعدا لبدء العذاب على هؤالء القوم دخل لوط ومن معه‬

‫الرب‬
‫إىل صوغر )‪ )Zoar‬مع شروق الشمس‪ ،‬فكأ ّن شروق الشمس عالمة إلمطار ّ‬
‫على بالد سدوم وعمورة )‪ )Gomora‬كربيتا وانرا‪ .‬كما هناك النصوص الّيت حكيت‬

‫عن إهالك بالد سدوم‪ ،‬كما كتب يف بعض اآلايت األتية‪:‬‬


‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ط إِ َىل ُ‬
‫صو َغَر‪،‬‬ ‫َّمس َعلَى األ َْر ِ‬
‫ض َد َخ َل لُو ٌ‬ ‫األول يف سفر التكوين‪َ :‬وإ ْذ أَ ْشَرقَت الش ْ ُ‬
‫ب ِمن َّ ِ‬ ‫وم و َعمورةَ كِ ِْربيتًا وَانرا ِمن عِْن ِد َّ ِ‬
‫ب تِْل َ‬
‫ك‬ ‫الس َماء‪َ .‬وقَلَ َ‬ ‫الر ّ َ‬ ‫َ ً ْ‬ ‫الرب َعلَى َس ُد َ َ ُ َ‬
‫فَأ َْمطََر َّ‬
‫ض‪ .‬ونَظَر ِ‬
‫ت ْامَرأَتُهُ ِم ْن َوَرائِِه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يع ُس َّكان الْ ُم ُدن‪َ ،‬ونَبَ َ‬
‫ات األ َْر ِ َ َ‬ ‫الْ ُم ُد َن‪َ ،‬وُك َّل الدَّائَرِة‪َ ،‬و َمج َ‬

‫ف فِ ِيه أ ََم َام َّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ ِ‬ ‫فَصارت عم ِ‬


‫الر ِّ‬
‫ب‪َ ،‬وتَطَلَّ َع‬ ‫يم ِيف الْغَد إِ َىل الْ َم َكان الَّذي َوقَ َ‬
‫ود م ْل ٍح‪َ .‬وبَكَر إبْ َراه ُ‬
‫َ َ ْ َُ َ‬
‫ض يصع ُد َك ُدخ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َْحنو س ُدوم وعمورَة‪ ،‬وَْحنو ُك ِل أَر ِ ِ‬
‫ان‬ ‫َ‬ ‫ض الدَّائَرِة‪َ ،‬ونَظََر َوإ َذا ُد َخا ُن األ َْر ِ َ ْ َ‬ ‫َ َ َ َ َُ َ َ َ ّ ْ‬
‫َن هللاَ ذَ َكَر إِبْ َر ِاه َيم‪َ ،‬وأ َْر َس َل لُوطًا ِم ْن َو َس ِط‬
‫ب هللاُ ُم ُد َن الدَّائَِرِة أ َّ‬ ‫األَتُ ِ‬
‫ون‪َ .‬و َح َد َ‬
‫ث لَ َّما أ ْ‬
‫َخَر َ‬
‫ب الْ ُم ُد َن الَِّيت َس َك َن فِ َيها لُو ٌ‬
‫ط‪.‬‬ ‫االنِْقالَ ِ ِ‬
‫ب‪ .‬ح َ‬
‫ني قَلَ َ‬

‫الثاين يف اليهوذا‪ :‬كان يف كتاب يهوذا حكاية عن إهالك بالد سدوم‪ ،‬كما يف‬

‫ورةَ َوالْ ُم ُد َن الَِّيت َح ْوَهلَُما‪ ،‬إِ ْذ َزنَ ْ‬


‫ت َعلَى طَ ِريق‬ ‫املدونة مايلي‪َ " :‬ك َما أ َّ‬
‫َن َس ُد َ‬
‫وم َو َع ُم َ‬ ‫اآلية ّ‬
‫اب َان ٍر أَبَ ِديٍَّة‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِمثْلِ ِهما‪ ،‬ومضت وراء جس ٍد آخر‪ ،‬جعِلَ ِ‬
‫ت عْب َرةً ُم َكاب َدةً ع َق َ‬
‫َ َ َ َ ْ ََ َ َ َ َ َ ُ ْ‬

‫مّت عن املستهزئني ابهلل وكتابه إنا هم سيذلون‪،‬‬


‫مّت‪ :‬أحكى كتاب ّ‬
‫الثالث يف ّ‬
‫ول لَ ُك ْم‪َ :‬ستَ ُكو ُن أل َْر ِ‬
‫ض‬ ‫يردون اإلجنيل مبشيئتهم كما قال يف اآلية‪ " :‬اَ ْحلَ َّق أَقُ ُ‬
‫اللعنة للّذين ّ‬
‫ك الْ َم ِدينَ ِة‪.‬‬ ‫الدي ِن حالَةٌ أَ ْكث ر ِ ِ ِ‬
‫ِ‬
‫احت َماالً ممَّا لتِْل َ‬
‫َُ ْ‬ ‫وم َو َع ُم َورةَ يَ ْوَم ّ َ‬
‫َس ُد َ‬

‫الرابع يف بطرس الثانية‪ :‬كان كتاب بطرس الثانية حيكى عن إهالك سدوم‬

‫وم َو َع ُم َورةَ‪َ ،‬ح َك َم َعلَْي ِه َما‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫وعمورة أيضا كما يلى‪َ " :‬وإ ْذ َرَّم َد َمدينَ َ ْيت َس ُد َ‬
‫يدين أَ ْن ي ْفجروا‪ ،‬وأَنْ َق َذ لُوطًا الْب َّار‪ ،‬م ْغلُواب ِمن ِسريةِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِِ‬
‫َ َ ً ْ َ‬ ‫ابالنْقالَب‪َ ،‬واض ًعا عْب َرًة ل ْل َعت َ َ ُ ُ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّع َارِة‪ .‬إِ ْذ َكا َن الْبَار‪ِ ،‬ابلنَّظَ ِر َو َّ‬ ‫ِ ِ‬
‫الس ْم ِع َوُه َو َساك ٌن بَْي نَ ُه ْم‪ ،‬يُ َع ّذ ُ‬
‫ب‬ ‫األ َْرد َايء ِيف الد َ‬
‫يم ِة‪.‬‬‫ِ ِ ِ‬
‫يَ ْوًما فَ يَ ْوًما نَ ْف َسهُ الْبَ َّارَة ابألَفْ َعال األَث َ‬

‫ََ‬ ‫‪1-‬‬ ‫َسفر التكوين‪ ،‬اإلصحاح‪، 1 :‬‬


‫‪33‬‬
‫‪Yudas, ay: 7‬‬
‫‪34‬‬
‫‪Matius, 10, ay: 15‬‬
‫بطرس‪ ،‬اإلصحاح‪ ، :‬فقرة‪- :‬‬
‫اجلو ّ‬
‫حار يصل إىل مأت وعشر درجة‪ ،‬نظران‬ ‫فلما وصلنا إىل اخليمة ذلك اجلبل و ّ‬
‫ّ‬
‫منظرا مفرحا وقتئذ وهو خيمة صغرية أسود اللون لصاحبنا البادوي‪ .‬وهو سيقابلنا مبقابلة‬

‫الشك فيها شعران أكثر من واحد إحساان من القوم البدوي املسافرون حول هذا‬
‫ّ‬ ‫هيئة‬

‫التعرف والتحيّة العادبة ُد ِعْي نَا ابلدخول إىل الواسع من تلك اخليمة‪ .‬جلس‬
‫اجلبل‪ .‬بعد ّ‬
‫حارا املهيّأ بطريقة بدويّة‬
‫رجال هناك على بساط مملوء ابلزين انضممنا ِبم وذقنا شااي ّ‬
‫فكل ذلك احلال كمصاحبة‬
‫َتدث ابلسرور وهتيئن األطعمة‪ّ ،‬‬
‫جبانبهم ساتر يسَتهم مبرآة ّ‬

‫إبراهيم بثالثة زائريهم كما ذكر واضحا يف كتاب التكوين اإلصحاح الثامن عشر‪.‬‬

‫ّبني سفر التكوين أ ّن إهالك بالد سدوم الخيلّوا من ّ‬


‫قصة لوط وأسرته وقوم لوط‬

‫تردد يف اخلروج من بالد سدوم إىل‬


‫وأعماهلم السيئة‪ .‬عرض كتاب العهد القدمي أ ّن لوطا ّ‬
‫صوغر )‪ )Zoar‬قبل إنزال العذاب يف املدينة‪ .‬فأتت املالئكة إلجباره ابخلروج من تلك‬

‫أصح‬
‫املدينة‪ .‬وهكذ ما بيّنه كتاب عهد القدمي أ ّن لوطا اليطيع أمر ربّه ابخلروج منها‪ّ .‬‬
‫ذلك البيان عن جحود الرسول حنو ربّه‪.‬‬

‫يدل‬
‫اعَتض اإلصحاح الثامن عشر ابإلصحاح التاسع عشر من سفر التكوين‪ّ .‬‬

‫اإلصحاح الثامن عشر على مشاركة إبراهيم يضيوفهم مشاركة هنيئة أما اإلصحاح التاسع‬

‫يدل على اهالك بالد سدوم وأحكام هللا عليهم أعطاان هذا اإلعَتاض‪ .‬أنطارا‬
‫عشر ّ‬

‫‪36‬‬
‫‪Muhammad Abdul asy- Syarqawi, TALMUD, (Jakarta, Sahara, 2006), p. 149‬‬
‫الرب حنو عباده هللا‬
‫جديدا عن أوصاف وأفعال هللا إنه يشاركنا كما يشارك آدم مشاركة ّ‬
‫القدوس يقلق جبرائم يف هذه الدنيا عندما شعر إبراهيم نبض قلوب ضيوفهم اإلهلية‪،‬‬
‫ّ‬

‫استشفع هللا هل ميكن أن يكون اجليل الّذي اليقدر على االستشفاع لنقصان شركتهم‬

‫الفردية الدائمية ابملنقذ‪.‬‬

‫أ ّكد اإلصحاح التاسع عشر والثاين عشر يف سفر التكوين عن ّأول إهالك بالد‬

‫سدوم " مثّ سأال النفران لوطا ‪ :‬من من قومك الّذين مازالوا يسكنون ؟ زوجة والدك أو‬

‫ولدك‪ ،‬بنتك وغريهم من قومك الساكنون يف هذا البالد‪ِ .‬ج ُئ ِبم خارج هذا البالد ألنّنا‬

‫املتأوهني عن هذا القوم أمام رِّبم فأرسلنا إلهالكهم‪.‬‬


‫سنهلك هذا البالد لكثرة ّ‬
‫مثّ ّبني اإلصحاح الرابع والعشرين إىل اإلصحاح اخلامس والعشرين مثّ أنزل هللا عليهم‬

‫مطر الكربيت والنار وأُطيحت املدن والوادى يوردان (‪ (Yordan‬ومجيع س ّكاهنا ونبائها‪.‬‬

‫بعد أن أُنذر لوط مبالكان فانصر مع أسرته من مدينة سدوم‪ .‬مثّ أنزل هللا مطر‬

‫الكربيت والنّار على املدن فوق ذلك ّ‬


‫الرب إلهالكهم‪ .‬هناك مخس مدن الرئيسية يف هذه‬

‫ِ‬
‫الدائرة منها ‪ :‬سدوم وعمورة كما بُ ّني يف سفر التكوين يوجد اإلرشاد عن ّ‬
‫حمل هذه املدن‬

‫اخلمسة أ ّن يف الطرف من اجلهة اجلنوبية من البحر امليت مخسة زوافد املمكنة كمصادر‬

‫املياه هلم االستكشاف لعلم اآلاثر القدمية يف طرف اجلهة اجلنوبية لبحر امليت خصوصا‬

‫‪37‬‬
‫‪Walter Lempp, Tafsiran Al kitab Kejadian, (Jakarta, Gunung Mulia), p. 230‬‬
‫‪38‬‬
‫‪Walter Lempp, Tafsiran Al kitab Kejadian, (Jakarta, Gunung Mulia), p. 231‬‬
‫يف اببيدرا (‪ )Bab-ed-Dra‬الّذي ظُ ّن أنّه معبد لألصنام ألهل سدوم وعمورة ودليل التغيري‬

‫واحلضارة حول سنة ألفني قبل املسيح‪ .‬كان أنواع البحوث ‪ Neslon Glueck‬دليال لوجود‬

‫وهو يربطها بعصر‬ ‫‪Transyordan‬‬ ‫التغيري واحلضارة حول سنة الفني قبل املسيح يف‬
‫‪1‬‬
‫إبراهيم‪.‬‬

‫هناك االمكانية أ ّن مدن مدينة سدوم وعمورة ملئتها املياه الضحلة يف طرف اجلنوبية‬

‫يدل دليل على ارتفاع سطح البحر امليت طوال القرون‪ .‬نظر ‪ Dr. Kyle‬جزيرة يف طرف‬
‫ّ‬

‫مشال البحر امليت سنة الف ومثان مأت إثنان وتسعني‪ ،‬فضاع بسبب ارتفاع املياه سنة‬

‫ألف وتسع مأت والرابعة والعشرون‪ ،‬انّه ّ‬


‫مر بتلك اجلزيرة ابلزورق ّ‬
‫اجلواَل إهنا استَتت املياه‬

‫عدة إقدام‪.‬‬
‫تصل إىل ّ‬

‫أكد كتاب يهوذا بوقوع ذلك اإلهالك َتكيدا بسبب جتاوزهم من أعماهلم‬
‫ّ‬

‫الشذوذ أو اللواط )‪ )Homoseks‬ألجل قناعتهم الدنيوية وهم الّذين خالدين يف النّار‪ .‬فمن‬

‫اليؤمن آبايته وعد هللا هلم عذااب أليما أعظم عذاب قوم سدوم املهلك إضعافا‪ .‬فواقف‬

‫اإلجنيل وتي ّقن بوقوع إهالك سدوم ملا له جتاوز يف أعماهلم‪.‬‬

‫ّبني إجنيل ّ‬
‫مّت يف تفسريه أ ّن يوم احملكمة سيأتى ملن ّ‬
‫يردون اإلجنيل وهم سيسألون عما‬

‫يفعلون‪ .‬مع أهنم يستهزؤون ابإلجنيل اليوم إستهزاءً شديدا أل ّهنم اليريدون أن يسمعوا‬

‫‪39‬‬
‫‪Howard F. Vos, Archaeology and Bible History, (Original Published in the‬‬
‫‪U.S.A: 2001), P. 80‬‬
‫سبيل الرشاد املنقذ‪ .‬فسوف جيعلون سامعني لقول يهلكهم حمكمتهم مؤجلّه ّ‬
‫حّت أييت‬

‫الحيتَ َم ُل‪ .‬بل هناك بعض‬


‫ذلك اليوم‪ .‬وهناك تدرج األعقبة املختلفة‪ .‬إ ّن عذاب النار ُْ‬

‫تشتد ّ‬
‫أشد من األخرى وبعض اجملرمني يغرقون أعمق وخيلدون أكثر من األخرين‬ ‫األعقبة ّ‬

‫يف النّار‪.‬‬

‫مّت َكثَُر البيان عن املستهزئني ابهلل واإلجنيل ّ‬


‫املنزل‪ ،‬وأ ّن درجتهم هتان‬ ‫كان يف اإلجنيل ّ‬

‫أشد اإلهانة مهما جاوز قوم سدوم جماوزة يف أعماهلم‪ ،‬بل املستهزئني ابهلل وكتابه ّ‬
‫أشد‬ ‫ّ‬

‫مّت حيَتم ّ‬
‫جدا كتاِبم اإلجنيل الّذي ممنوع له االدعاء‪ .‬السيما‬ ‫إهانة منهم‪ ،‬إذا إ ّن كتاب ّ‬
‫أخف من العقاب ملن يستهزئ ابهلل‬ ‫يستهزئ برِّبم وكتاِبم َّ‬
‫املتيقن‪ .‬عقاب قوم سدوم ّ‬

‫واإلجنيل‪ .‬وهكذ مابيّنه كتاب ّ‬


‫مّت يف تصديق طبقة الذنوب مما فعله الفاعلون‪.‬‬

‫ّأما واقعة بالد سدوم وعمورة يف إجنيل لوقا يؤّكد " أقول لك ‪ :‬حينئذ بالد سدوم‬

‫أخف عقاب من تلك املدينة ‪.‬‬


‫ّ‬
‫مثّ يف اإلصحاح السابع عشر اآلية التاسع عشر ّبني عن ّأول إهالك سدوم‬

‫لكن ذهب لوط خارج سدوم وأمطر هللا على سدوم وعمورة‬
‫وعمورة كما قال‪ّ " :‬‬
‫كربيتا وانرا من السماء ومهلكون مجيع أهل سدوم"‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫‪Matthew Henry, Injil Matius 1-14, (Momentum, Surabaya, 2007), p. 462‬‬
‫‪41‬‬
‫‪Luk, 10, ay: 12‬‬
‫‪42‬‬
‫‪Luk, 17, ay: 29‬‬
‫َتدثنا عن إهالك سدوم وجدان أيضا يف كتاب رومة كما ذكر يف كتاب رومة‬
‫إذا ّ‬

‫‪ " :‬إذا كان ماترك هللا نسال لنا وحنن سواء مثل بالد سدوم "‪.‬‬

‫ذريّة ونسل‬
‫رأى كتاب رومة وقوع إعدام سدوم ووافقه مثّ تي ّقن أ ّن ليس للواط ّ‬
‫الّذين يثبتون بعد إعدام سدوم وعمورة‪ .‬ا ّكد هذه اآلية أ ّن نسل سدوم موقوف‬

‫واليوجد إىل اآلن عقااب ملدينة سدوم وكتاب رومة قد أ ّكد أيضا أ ّن بعد إهالك‬
‫وإعدام سدوم ليس هناك أي س ّك ٍ‬
‫ان من نسلهم ليس هناك احلياة بعده أل ّهنم مهلك‬ ‫ّ‬
‫ابلعذاب على مدينة سدوم وقومه‪.‬‬

‫دل دليل يف الكتاب على‬


‫تبني أ ّن املدينة املهلكة واملهدومة موجودة و ّ‬
‫ف ّ‬
‫التأوه الّذي ذكرته اآلايت يف اإلجنيل عن إهالك سدوم وعمورة‪ .‬فبذالك إتّفقت‬
‫ّ‬
‫مجيع اآلايت وتي ّقنت بوجود اإلهالك للمدينة املطاحة بوسيلة املالئكة املرسلة‬

‫حنن كاجليل املعاصرين الزم أ ّن تعترب ِبم جحياتنا احلديثة‪.‬‬

‫أصبح سدوم املثل األعلى من أحكام اإلعدام من هللا حول االسرائليني‬

‫فصارت احلكاية املذكورة غالبا ّإما يف كتاب عهد القدمي أو يف كتاب عهد‬

‫لكن إ ّن خرب سدوم يشهد‬


‫اجلديد وكان القرآن ّبني عن سدوم وإهالكه أيضا‪ .‬و ّ‬

‫‪43‬‬
‫‪Rom 9, ay: 29‬‬
‫إرادة هللا أنّه يريد أ ّن يعني من اعتىن بوعيد عقابه ومن أراد أن يسري على صراط‬

‫السالمة الّذي قد هيّأه هللا‪.‬‬

‫الفصل الرابع‪ :‬لوط مع إبراهيم‬

‫أ‪ .‬سفر التكوين‬

‫لقد كثرت رواايت عن لوط وإبراهيم يف أانجيل مما جاء يف العهد القدمي أو‬

‫العهد اجلديد‪ .‬وكلها بيّنت لنا أهنما عاشا يف عصر واحد‪ .‬هذا لوجود صلة النسب‬

‫بينهما‪ ،‬كما ّبني يف اإلصحاح الثاين عشر من سفر التكوين أ ّن لوطا هاجر مع‬

‫وبني كذالك عالقة القرابة الّيت تربط لوطا وإبراهيم‪ ،‬وأ ّن‬
‫إبراهيم إىل أرض فلسطني‪ّ ،‬‬
‫لوطا ابن أخ إبراهيم‪ ،‬حيث رافق لوط إبراهيم يف سفره وترحاله قبل أن يستقرا‪ ،‬كما‬
‫"‬
‫ط‪َ .‬وَكا َن أَبْ َرامُ ابْ َن مخَْ ٍ‬
‫س‬ ‫ب َم َعهُ لُو ٌ‬ ‫ب أَبْ َرامُ َك َما قَ َال لَهُ َّ‬
‫الرب َو َذ َه َ‬ ‫قال يف اآلية‪ :‬فَ َذ َه َ‬
‫اي ْامَرأَتَهُ‪َ ،‬ولُوطًا ابْ َن أ َِخ ِيه‪َ ،‬وُك َّل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني َسنَةً لَ َّما َخَر َج م ْن َح َارا َن‪ .‬فَأ َ‬
‫َخ َذ أَبْ َرامُ َس َار َ‬ ‫َو َسْبع َ‬
‫وس الَِّيت ْامتَ لَ َكا ِيف َح َارا َن‪َ .‬و َخَر ُجوا لِيَ ْذ َهبُوا إِ َىل أ َْر ِ‬ ‫ِِ َّ‬
‫ض‬ ‫ُم ْقتَنَ يَاهت َما ال ِيت اقْ تَنَ يَا َوالن ُف َ‬
‫َكْن َعا َن‪ .‬فَأَتَ ْوا إِ َىل أ َْر ِ‬
‫ض َكْن َعا َن"‪.‬‬

‫إنا إبراهيم من أحد اآلابء األقدمني الذين عاش حوهلم بشر يكملون حياهتم‪.‬‬

‫كما صاحب لوط إبراهيم‪ ,‬وصاحب اسحق إمساعيل‪ ,‬وساراي ب هجر‪ ,‬يعقوب بلنب‪,‬‬

‫وروبن ب يهودى‪ .‬وهكذا قصة إبراهيم ولوط‪ ,‬الذان ال يفرقهما شيء كما حكاه يف‬

‫اآلية األانجيل‪ ،‬كما يلي‪:‬‬

‫األول يف سفر التكوين‪ :‬فأخذ إبراهيم ساراي امرأته ولوطا ابن أخيه وكل‬

‫مقتنياهتما اليت اقتنيا والنفوس اليت امتلكا يف حاران‪ .‬وخرجوا ليذهبوا إىل أرض كنعان‪.‬‬

‫فأتوا إىل أرض كنعان‪ .‬وأخذ اترح إبراهيم ابنه ولوطا بن هاران ابن ابنه وساراي كنته‬

‫امرأة إبراهيم ابنه‪ .‬فخرجوا معا من أور الكلدانيني ليذهبوا إىل أرض كنعان‪ .‬فأتوا‬

‫إىل حاران )‪ .(Harandan‬وكانت أايم اترح مائتني ومخس سنني‪ .‬ومات اترح يف‬

‫حاران‪.‬‬

‫‪ ،‬الفقرة‪- :‬‬ ‫سفر التكوين‪ ،‬اإلصحاح‪،‬‬

‫‪46‬‬
‫‪Muhammad Afdillah, Teologi Ibrahim dalam perspektif Agama Yahudi, Kristen, dan Islam,‬‬
‫‪Jurnal Kalimah, Volume 14, (UNIDA GONTOR 2016), P. 103‬‬
‫َ معناه طريق أو قافله‪ ،‬وهي مدينة بني النهرين على هنر بليخ‪ ،‬وهو فرع الفراتَ‬
‫ََ‬ ‫‪-‬‬ ‫‪،‬‬ ‫َسفر التكوين‪ ،‬اإلصحاح‪:‬‬
‫الثاين يف كتاب اخلروج‪ :‬يف كتب يف اخلروج يقول‪ :‬مث قال أان إله أبيك إله إبراهيم‬
‫‪1‬‬
‫وإله اسحق وإله يعقوب‪ .‬فغطى موسى وجهه ألنه خاف أن ينظر إىل هللا‪.‬‬

‫وكان إلبراهيم دور كبري يف سري حياة لوط‪ ,‬كما قيل يف اإلجنيل‪":‬واجتاز إبراهيم‬

‫يف األرض إىل مكان شكيم إىل بلّوطة مورة‪ .‬وكان الكنعانيون حينئذ يف األرض‪ .‬وظهر‬

‫الرب إلبراهيم وقال لنسلك أعطي هذه األرض‪ .‬فبىن هناك مذجحا للرب الذي ظهر له‪.‬‬

‫مث نقل من هناك إىل اجلبل شرقي بيت ايل ونصب خيمته‪ .‬وله بيت ايل من املغرب‬

‫وعاي من املشرق‪ .‬فبىن هناك مذجحا للرب ودعا ابسم الرب‪.‬‬

‫بيّنت التوراة أن هللا تعاىل معه ملكان قدما إىل إبراهيم على صورة رجال‪ ،‬حيث‬

‫الرب عند بلوطات ممرا‪ .‬وهو‬


‫كان جالسا َتت شجرة يف ابب اخليمته‪ " ،‬وظهر له ّ‬
‫حر النهار‪ ،‬ورفع عينيه ونظر فإذ ثالثة رجال واقفني لديه‪،‬‬
‫جالس يف ابب اخليمة وقت ّ‬
‫الرب ومن معه أن جيلسوا َتت الشجرة لرياتحوا‪ ،‬وأيكلوا عنده‪.‬‬
‫مث أشار إبراهيم إىل ّ‬
‫ليؤخذ قليل ماء‪ ،‬واغسلوا أرجلكم واتكنوا َتت الشجرة‪ ،‬فأخذ كسرة خبز فتستدون‬

‫قلوبكم‪ ،‬مث جتتازون‪ ،‬ألنكم قد مررمت على عبدكم فقال‪ " :‬هكذا نفعل كما تكلّمت"‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫‪H. Rosin, Tafsiran Kitab Keluaran, (BPK Gunung Mulia, cetakan ke:6, 2003),p.‬‬
‫‪39‬‬
‫ممرا‪ :‬أمري أموري‪ ،‬قطع عهدا مع إبراهيم‪ ،‬وهي جربون‬
‫سفر التكوين‪ ،‬اإلصحاح‪- ، :‬‬
‫نفس املراجع‪- ،‬‬
‫كانت الذات العلية تبدو يف أسفار توراهتم املزعومة‪ ،‬وخباصة يف القدمي منها‪ ،‬مثل‬

‫يف سفر التكوين‪ ,‬ويف بعض أسفار التلمود يف صورة جمسمة متصفة بكثري من صفات‬

‫احلوادث‪ ،‬بل بكثري من صفات النقص‪ ،‬وغري خمتلفة اختالفا كبريا عن اخللق يف طبيعتها‬

‫ومسلكها‪.‬‬

‫وبعد أن مسع إبراهيم عهد هللا مرة أخرى‪ ,‬أعطي إبراهيم القدرة لرؤية وجود هللا‪.‬‬

‫يدل على قرب إبراهيم خبالقه‪ .‬بل ذكر ثالث مرات يف اإلجنيل أن إبراهيم قريب‬
‫وهذا ّ‬

‫حّت أخربه هللا ماهو فاعله حنو سدوم‪.‬‬


‫ابهلل‪ّ ,‬‬

‫وضحت التوراة يف حديث‬


‫الرب من إخبار إبراهيم مبا سيفعل بقوم لوط‪ّ ،‬‬
‫بعد أن فرغ ّ‬

‫للرب يف قوم لوط‪ ،‬مظهرة أ ّن ّ‬


‫الرب حيتاج إلبراهيم‪ ،‬ليعلمه ما‬ ‫مطول مساومة إبراهيم ّ‬
‫ِ‬ ‫سيفعل‪ .‬كما قال يف األية سفر التكوين‪ :‬فَت َقد ِ ِ‬
‫يم َوقَ َال‪ " :‬أَفَ تُ ْهل ُ‬
‫ك الْبَ َّار َم َع‬ ‫َّم إبْ َراه ُ‬
‫َ َ‬
‫ص َف ُح َعْنهُ ِم ْن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫األَثي ِم؟ َع َسى أَ ْن يَ ُكو َن مخَْ ُسو َن َاب ًّرا ِيف الْ َمدينَ ِة‪ .‬أَفَ تُ ْهل ُ‬
‫ك الْ َم َكا َن َوالَ تَ ْ‬
‫أَج ِل ا ْخلم ِسني اب ًّرا الَّ ِذ ِ‬
‫يت الْبَ َّار َم َع‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك أَ ْن تَ ْف َع َل مثْ َل ه َذا األ َْم ِر‪ ،‬أَ ْن ُمت َ‬ ‫ين ف ِيه؟ َح َ‬
‫اشا لَ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َْ َ َ‬
‫صنَ ُع َع ْدالً؟ " فَ َق َال‬ ‫ك! أ ََد َّاي ُن ُك ِل األ َْر ِ‬
‫ض الَ يَ ْ‬ ‫ّ‬ ‫األَثِي ِم‪ ،‬فَيَ ُكو ُن الْبَار َكاألَثِي ِم‪َ .‬ح َ‬
‫اشا لَ َ‬
‫ت ِيف س ُدوم مخَْ ِسني اب ًّرا ِيف الْم ِدينَ ِة‪ ،‬فَِإِين أَص َفح ع ِن الْم َك ِ‬
‫ان ُكلِّ ِه ِم ْن‬ ‫ِ‬
‫ّ ْ ُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫الرب‪ " :‬إ ْن َو َج ْد ُ َ َ‬
‫َّ‬
‫ِ‬ ‫أَجلِ ِهم "‪ .‬فَأَج ِ ِ‬
‫اد‪ُ .‬رَّمبَا‬
‫اب َوَرَم ٌ‬ ‫يم َوقَ َال‪ " :‬إِِّين قَ ْد َشَر ْع ُ‬
‫ت أُ َكلّ ُم الْ َم ْوَىل َوأ ََان تَُر ٌ‬ ‫اب إبْ َراه ُ‬
‫َ َ‬ ‫ْ ْ‬
‫َ‬ ‫علي عبد الواحد‪ ،‬األسفار املقدسة يف األداين السابقة لإلسالم‪( ،‬القاهرة‪ :‬دار النهضة للطباعة والنشر)‪ ،‬ص‪1 .‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك ُكلَّ الْ َمدينَ ِة ِاب ْخلَ ْم َس ِة؟ " فَ َق َال‪ " :‬الَ أ ُْهل ُ‬
‫ك إِ ْن‬ ‫ص ا ْخلَ ْم ُسو َن َاب ًّرا مخَْ َسةً‪ .‬أَتُ ْهل ُ‬
‫نَ َق َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت ُهنَ َ‬
‫اك أ َْربَعُو َن"‪.‬‬ ‫ضا َوقَ َال‪َ " :‬ع َسى أَ ْن يُ َ‬
‫وج َد ُهنَ َ‬ ‫اك مخَْ َسةً َوأ َْربَع َ‬
‫ني"‪ .‬فَ َع َاد يُ َكلّ ُمهُ أَيْ ً‬ ‫َو َج ْد ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني"‪ .‬فَ َق َال‪" :‬الَ يَ ْس َخط الْ َم ْوَىل فَأَتَ َكلَّ َم‪َ .‬ع َسى أَ ْن يُ َ‬
‫وج َد‬ ‫َج ِل األ َْربَع َ‬
‫فَ َق َال‪" :‬الَ أَفْ َع ُل م ْن أ ْ‬
‫اك ثَالَثُو َن"‪ .‬فَ َق َال‪ " :‬الَ أَفْ عل إِ ْن وج ْدت هنَ َ ِ‬
‫ني"‪ .‬فَ َق َال‪ " :‬إِِّين قَ ْد َشَر ْع ُ‬
‫ت‬ ‫اك ثَالَث َ‬ ‫َُ ََ ُ ُ‬ ‫ُهنَ َ‬
‫ِ‬ ‫اك عِ ْشرو َن"‪ .‬فَ َق َال‪ " :‬الَ أُهلِ ُ ِ‬ ‫ِ‬
‫َج ِل الْع ْش ِر َ‬
‫ين"‪.‬‬ ‫ك م ْن أ ْ‬ ‫ْ‬ ‫أُ َكلّ ُم الْ َم ْوَىل‪َ .‬ع َسى أَ ْن يُ َ‬
‫وج َد ُهنَ َ ُ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫فَ َق َال‪ " :‬الَ يَ ْس َخط الْ َم ْوَىل فَأَتَ َكلَّ َم هذه الْ َمَّرَة فَ َق ْط‪َ .‬ع َسى أَ ْن يُ َ‬
‫وج َد ُهنَ َ‬
‫اك َع َشَرةٌ"‪.‬‬

‫غ ِم َن الْ َكالَِم َم َع إِبْ َر ِاه َيم‪،‬‬


‫الرب عِْن َد َما فَ َر َ‬ ‫ِ‬ ‫فَ َق َال‪ " :‬الَ أُهلِ ُ ِ‬
‫ب َّ‬‫َج ِل الْ َع َشَرة "‪َ .‬وذَ َه َ‬
‫ك م ْن أ ْ‬ ‫ْ‬
‫يم إِ َىل َم َكانِِه‪.‬‬ ‫ِ ِ‬
‫َوَر َج َع إبْ َراه ُ‬

‫مث قام الرجال من هناك وتطلعوا حنو سدوم‪ .‬وكان إبراهيم ماشيا معهم ليشيعهم‪ .‬فقال‬

‫الرب هل أخفي عن إبراهيم ما أان فاعله‪ .‬ماسبب إخبار هللا إبراهيم عما سيفعله حنو‬

‫سدوم؟ لقد ظهر اجلواب يف سفر التكوين الثامن عشر اآلية الثامنة عشرة إىل التاسعة‬

‫عشرة‪.‬‬

‫"وإبراهيم يكون أمة كبرية وقوية ويتبارك به مجيع أمم األرض‪ .‬ألين عرفته يوصي بنيه وبيته‬

‫من بعده أن حيفظوا طريق الرب ليعملوا برا وعدال كي أييت الرب إلبراهيم مبا تكلم به‪.‬‬

‫‪-‬‬ ‫‪ ،‬الفقرة‪:‬‬ ‫سفر التكوين‪ ،‬اإلصحاح‪:‬‬


‫فكانت أسبابه أربعة‪ :‬اختيار هللا إبراهيم كأب إسرائيل‪ ،‬بلدة قوية‪ ،‬وليكون إبراهيم‬

‫أبو املؤمنني‪ .‬تكوين إبراهيم أمة كبرية وقوية ويتبارك به مجيع أمم األرض‪ .‬وصية إبراهيم‬

‫لبنيه وبيته من بعده أن حيفظوا طريق الرب‪.‬قيام إبراهيم ب رب وعدل كي أييت الرب إلبراهيم‬

‫مبا تكلم به‪.‬‬

‫سبقنا البيان عن قرب إبراهيم ابهلل وإخبار هللا إبراهيم عما هو فاعله حنو سدوم‪.‬‬

‫وسيأتينا اآلن قصة جهد إبراهيم يف دعاء هللا يف أن ال يهلك أمة سدوم‪ .‬كما يلي‪:‬‬

‫كان إبراهيم يدعو ال لفوزه فحسب (أعين لوط وبيته)‪ ,‬بل إنا دعاءه للصاحلني يف‬

‫تلك األرض (أمة لوط)‪ .‬فدعاءه كان ملصلحة اجلميع‪ .‬وهذا الدعاء مكتوب يف العهد‬

‫القدمي‪ .‬وكما رجى إبراهيم من هللا قبول دعاءه‪ ،‬فعل بذلك أيضا موسى ودانيال الذان‬

‫كاان ال يتوقفان عن الدعاء جتاه هللا‪ ،‬راجيني سالمة أمتهما‪.‬‬

‫وأن يكون هذا (اجلهد يف الدعاء) درسا لنا‪ ،‬مجهور أمة العهد اجلديد‪ .‬ماأمجل دعاء‬

‫إبراهيم الذي ليس لنفسه فحسب‪ ،‬بل لآلخرين‪ .‬ويف هذا األمر سبعة أشياء عن أبرام‬

‫البد أن نضع اهتمامنا حنوها‪ :‬قوته واستقامته يف القيام جتاه هللا‪.‬رجاءه من هللا أمرا واحدا‬

‫فحسب‪.‬جهده يف الدعاء‪ .‬تواضعه أمام هللا ملا كان يف الدعاء‪ .‬لطف كالمه وأدبه يف‬

‫‪55‬‬
‫‪Jaffray, Tafsiran Kitab Kejadian, (Bandung, Kantor Kalam Hidup), p. 152‬‬
‫احملادثة مع هللا‪ .‬صربه يف انتظار قبول هللا دعاءه‪ .‬وبعد األمور املذكورة‪ ,‬قبل هللا دعاء‬

‫إبراهيم‪.‬‬

‫مهما التفت امللكان وانصرف حنو سدوم‪ ،‬ماخاب إبراهيم‪ ،‬بل قام جتاه هللا ال‬

‫خيلو منه اجلهد والسعي يف الدعاء إىل هللا‪ .‬فإن هذا مثل لنا‪ .‬فيلزمنا أن ال خيلو منا‬

‫اليقني عن قبول هللا دعاءان‪.‬‬

‫لقد بيّنت لنا اآلية أ ّن إبراهيم كان أفضل من اسحق ويعقوب وموسى‪ .‬فإن‬

‫موسى ملا أراد النظر إىل هللا بتورسينا‪ ،‬غطى وجهه ويستغفر هللا بينما أظهر هللا له ظل‬

‫وجهه‪ .‬وأما إبراهيم‪ ،‬فإنا قد رأى شر هللا كما حكاه سفر التكوين واخلروج‪ .‬وبعد أن‬

‫مسع إبراهيم عهد هللا مرة أخرى‪ ،‬أعطي إبراهيم القدرة لرؤية حقيقة وجود هللا‪ .‬هذا دليل‬

‫على قربه ابهلل‪ .‬فإنا ذكر يف اإلجنيل أن أبرام قريب بربه‪ .‬إنه قريبه وهو خليله‪ .‬فال نتحري‬

‫إذا كتب يف التكوين الثامن عشر اآلية‪ :‬السابعة عشرة "هل أخفي عن إبراهيم ما أان‬

‫فاعله‪".‬‬

‫‪56‬‬
‫‪H. Rosin, Tafsiran Kitab Keluaran, ( Jakarta, BPK Gunung Mulia: cetakan ke‬‬
‫‪6,2003),p. 39‬‬

You might also like