Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 109

‫بسم ال الرحنم الرحيم‬

‫التصور السياسي‬
‫للحركة السلماية‬

‫تأليف‬
‫الشيخ رفاعي سرور‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫بسم ال الرحنم الرحيم‬


‫ماقدماة‬
‫المحد ل رب العاليم‪،‬ن والصلةا والسلما على رسإوله المايم‪.‬ن وبعد‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬

‫فإن القيقة الت يبج أن نفهمحها قبل طرح النظرية السياسإسية السإسلماية هسي أن الركسة‬
‫السإلماية هي القادرةا وحدها على تكوينم نظرية سإياسإية صحيحة‪.‬ن‬

‫ذلك لن للنظرية السياسإية شروطا علمحية‪،‬ن وهي تكوينم النظرية فس بدايسسة مارحلسسة إنشسساء‬
‫الماسسة‪" 1‬السسدعوةا"‪،‬ن وماسسنم خللا الضمسسمحون الضمسساري لسسذهه الماسسة دون انقطسساع للوجسسود التسساريي‬
‫لا‪.2‬ن‬

‫والماة السإلماية هي الماة الوحيدةا الت تكونت نظريتها السياسإية مانم خللا مانهجهسسا‬
‫ماع تاما نشأتا‪.‬ن‬

‫والماسسة السإسسلماية هسسي الماسسة السست لس ينقطسسع وجودهسسا التسساريي لظسسة واحسدةا علسسى هسسذهه‬
‫الرض‪.3‬ن‬

‫والماة السإلماية هي الماة ذات الضممحون الضماري الطلق‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن وهو الق‪.‬ن‬

‫‪ 1‬لن لكل أماة ماضممحونا حضماريا خاصا با تنشأ عنه حركتها كرد فعل للحضمارةا القابلة لا‪،‬ن وقياما‬
‫الضمارات بنطق الفعل ورد الفعل دليل على أنا حضمارات ماصنوعة بشريا …‬
‫فالضمارةا اليونانية كان ماضممحونا الضماري الثمالية اليالية‪.‬ن‬
‫والضمارةا الروماانية كان ماضممحونا الضماري القوةا البشرية والادية كرد فعل للمحثمالية‪.‬ن‬
‫والضمسسارةا الفارسإسسية كسسان ماضمسسمحونا الضمسساري اللسسه السساكم )السسذهي يكمحهسسم ماسسنم البشسسر( كسسرد فعسسل للقس سوةا‬
‫البشرية‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن يسعى إل نقل مافهوما القوةا مانم البشر إل الله‪.‬ن‬
‫والضمارةا الكاثوليكية كان ماضممحونا الضماري التعصبج كرد فعل للحفاظ على الكاثوليكيسسة أماساما السسذهاهبج‬
‫التعددةا السابقة عليها والواكبة لا‪.‬ن‬
‫والضمسارةا القومايسة كسان ماضمسمحونا الفسرد كسرد فعسسل للتعصسسبج السإسستفزازي للحضمسارةا الكاثوليكيسة الست أهسدرت‬
‫العقل البشري واجتهاد الفرد وقيمحته‪.‬ن‬
‫‪ 2‬لن النقطاع التاريي للماة يفقدها قدرتا على الحتفاظ بنظريتها‪،‬ن والدليل التاريي على ذلك هو‬
‫النقط سساع الضم سساري للما سسة اليهودي سسة ال سسذهي ترت سسبج علي سسه أن تك سسونت النظري سسة السياسإ سسية اليهودي سسة فس س أوروب سسا‬
‫مانقطعة الصلة عنم الضممحون الضماري القيقي لليهودية وتبن اليهسود الضمسمحون القسوماي للحضمسارةا الوروبيسة‪،‬ن‬
‫وعليه تكونت السياسإة الديث لليهود‪.‬ن‬
‫‪ 3‬كمحا قالا النب صلى ال عليه وسإلم‪) :‬ل تزالا طائفة مانم أمات ظاهرينم حت يأتيهم أمار ال وهم ظاهرون(‬
‫)أخرجه البخاري ‪/13/306‬ح ‪،7311‬ن وأخرجه التماذهي ف الفت( واللفظ للبخاري‪.‬ن‬

‫)‪(1‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫ورغسسم ذلسسك فسإن السستقر فس الذهسسان أن السدعوةا السإسسلماية ل تلسسك تصسورا سإياسإسيا‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬
‫وقد جاء هذها الدعاء ف البتداء كأسإلوب خطي مانم أسإاليبج التنقص السساهلي بالسسدعوةا‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬
‫ولكسسنم الدعسساء اسإسستقر ف س الذهسسان ف س النتهسساء؛ لن السسدعوةا ل س تعلسسنم عسسنم تصسسورها السياسإسسي‬
‫بعد‪،‬ن ولس يستطع هسؤلء الذهينم اسإستقر فس أذهسانم هسذها الدعساء التفريسق بيمس عسدما وجسود نظريسة‬
‫سإياسإية‪،‬ن وبيم وجود نظرية سإياسإية ل تطرح بعد‪.‬ن‬

‫ويبقى السؤالا‪ :‬لاذا ل تطرح الركة السإلماية – ف الواقع القائم – تصورها السياسإي‬
‫حت الن؟‬

‫والجابسة؛ إن طسرح التصسور السياسإسي للحركسة هسو ذاتسه عمحسل سإياسإسي يسبج أن ينضمبط‬
‫بأحكسساما النظريسسة السياسإسسية ذاتسسا‪،‬ن وماسسنم أهسسم أحكسساما هسسذهه النظريسسة‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن العلقسسة الصسسحيحة بيم س‬
‫الفكر والركة‪،‬ن وتصبح القاعسدةا فس طسرح التصسور السياسإسي للحركة هسي أن تبلسغ الركسة مارحلسة‬
‫الق سوةا السياسإسسية‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن فهسسل بلغسست الركسسة السإسسلماية هسسذهه الرحلسسة؟ ونبسسدأ بناقشسسة هسسذها التسسساؤلا‪،‬ن‬
‫وأولا حقائق هذهه الناقشة أن القوةا السياسإية تعرف بشواهدها‪.‬ن‬

‫وإن ماواقع الدعوةا النتشرةا ف العال الستضمعفة أمااما الكوماات الاهلية‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن ت تاوح بيمس‬
‫الوصولا إل مارحلة القوةا السياسإية الست تنطبسق عليهسسا هسذهه الشسواهد وبيمس مارحلسة السإتضمسعاف‬
‫الول الت يعب عنها بالرحلة الفردية‪.‬ن‬

‫مارورا ببعسض الواقسع الت ينطبسق فيهسا بعض هسذهه الشسواهد دون غيهسا‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن ووصسولا واقسع‬
‫السسدعوةا إل س مارحلسسة الق سوةا السياسإسسية‪،‬ن والسست تت سوافر فيهسسا جيسسع هسسذهه الش سواهد يقتضمسسي أن يطسسرح‬
‫أص سسحاب ه سسذها الواق سسع تص سسورهم السياسإ سسي‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن ويس سسيوا مالزمايمس س بال سسدخولا فس س مارحل سسة المحارسإ سسة‬
‫السياسإية لدعوتم‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬

‫أماا الشواهد العاماة للقوةا السياسإية فأهها أن أعداء الدعوةا يفكرون بنطق التعاماسسل ماسسع‬
‫أصسسحابا ل مانطسسق القضمسساء عليهسسا‪،‬ن وهسسذها هسسو الشسساهد الولا؛ لن نشسسأةا الق سوةا السياسإسسية تسسأت‬
‫مانم خللا نظرةا أعدائها لا وأسإلوب التعامال ماعها‪.‬ن‬

‫أن تكسسون قضمسسية أصسسحاب الق سوةا السياسإسسية ماؤيسسدةا علسسى ماسسستوى ال سرأي العسساما اجتمحاعيسسا‬
‫وفكري سسا وأن يك سسون التع سساطف ما سسع أص سسحابا ث سسابت وماؤك سسد‪،‬ن ويلح سسظ فس س ه سسذها الش سساهد أن ل‬
‫يسسسبج فقسسط ماسسنم خللا التأييسسد والتعسساطف القسسائم بسسل يشسسمحل ماسسدى قابليسسة غي س الؤيسسدينم لن‬
‫يكونوا ماؤيدينم‪.‬ن‬

‫أن يثمل العتنقون لقضمية القوةا السياسإية كثمرةا عددية تبلغ ماستوى القاعسسدةا المحاهييسسة‪،‬ن‬
‫بيث يصل ماستوى تلك القاعدةا إل أنا تكاد تثمل ماوقف " الشعبج " أو الماة‪.‬ن‬

‫)‪(2‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫أن تثمسسل هسسذهه الك سثمرةا نسساذج ماتعسسددةا ماسسنم جيسسع السسستويات الجتمحاعيسسة بيسسث ل يكسسنم‬
‫تقييس سسده بسس سستوى اجتمحس سساعي ماعيم س س أو فئس سسة اجتمحاعيس سسة‪،‬ن ويشس سسمحل هس سسذها الشس سساهد وجس سسود عناصس سسر‬
‫اجتمحاعية ماتمحيزةا مانم كل مالت التمحع‪.‬ن‬

‫أن تقق الكثمرةا العددية بعناصرها الختلفة اختاقا واضحا لستوى السلطة القائمحة‪.1‬ن‬

‫أن تلسسك هسسذهه القس سوةا دائمحسسا رد الفعسسل الناسإسسبج إذا حسساولا أعسسداؤها التسسأثي فس س قوتسسا أو‬
‫إض سسعافها بي سسث يتطل سسبج رد الفع سسل الطل سسوب الماكاني سسات الادي سسة اللزما سسة والسإ سستعداد للب سسذهلا‬
‫والتضمحية بصفة دائمحة ويقظة‪.2‬ن‬

‫أن يؤكسسد حجسسم القس سوةا السياسإسسية فس س الواقسسع الفاوضسسات والعاهسسدات التفاقسسات السس سرية‬
‫والعلنية بيم القوةا السياسإية وأعدائها أصحاب السلطة‪.‬ن‬

‫ف سسإذا بل سسغ ماوق سسع ما سسنم ماواق سسع ال سسدعوةا مارحل سسة القس سوةا السياسإ سسية بشس سواهدها ال سسذهكورةا عل سسى‬
‫أصسسحاب هسسذها الوقسسع بسسدء المحارسإسسة السياسإسسية ابتسسداء ماسسنم طسسرح التصسسور السياسإسسي لسسم والنطلسسق‬
‫مانم واقعهم القائم ومارحلتهم العمحلية‪.‬ن‬

‫وإذا ك سسان ط سسرح التص سسور السياسإ سسي للحرك سسة السإ سسلماية عن سسد وص سسولا إلس س مارحل سسة القس سوةا‬
‫السياسإية‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن شرطا أسإاسإيا فإن هناك شروطا أخرى تثمل ف القيقة حاية )ماهمحسة الطسرح( ماسنم‬
‫عدةا أخطاء أسإاسإية‪:‬‬

‫الطس سسأ الولا‪ :‬طس سسرح التصس سسور السياسإس سسي للحركس سسة ماس سسنم خللا النظريس سسات السياسإس سسية غي س س‬
‫السإلماية ادعاءء للصفة العلمحية للنظرية الطروحة‪.‬ن‬

‫الطسسأ الثمسسان‪ :‬طسسرح التصسسور السياسإسسي للحركسسة ماسسنم خللا تربسسة إسإسسلماية تارييسسة‪،‬ن ماثمسسل‬
‫مارحلة الدولسة السإسلماية التاريية للماسة‪،3‬ن فيتكلم صساحبج هذها الطسأ دائمحا فس شكل الدولة‬
‫السإلماية ف الاضي بكل ماصطلحاتا ونطها الشكلي‪.‬ن‬

‫الطأ الثمالث‪ :‬طرح التصور السياسإي للحركة ماسنم خللا البناماسج السإسلماي للصسلح‬
‫والذهي سإيكون عندماا تقوما الدولة السإلماية‪.‬ن‬

‫‪ 1‬ماثمل ماؤمانم آلا فرعون‪.‬ن‬


‫‪ 2‬ومانم هنا كان السإتعداد للتضمحية ماساويا ف القرآن للتضمحية ذاتا‪،‬ن وذلك كمحا ف قوله تعال‪) :‬مماننم‬
‫ضمسى نؤنبنسهم نومماؤنسمهسم لماسنم نينتنمظسمر نونماسا بنسلدلموا تنسؤبسمديلء "‪.‬ن‬ ‫م‬
‫صندقموا نماسا نعانهسمدوا اللسهن نعلنؤيسه فنممحؤنسمهسم لماسنم قن ن‬
‫يم مرنجاللا ن‬
‫مم‬
‫الؤممحؤؤمان ن‬
‫فمحنم قضمى نبه هو الذهي ماارس التضمحية‪،‬ن ومانم ينتظر هم أصحاب السإتعداد لبذهلا هذهه التضمحية‪.‬ن‬
‫‪ 3‬ماثمل الدولة الماوية – العباسإية‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬

‫)‪(3‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫وتصس سسحيح الطس سسأ الولا هس سسو تديس سسد التصس سسور السياسإس سسي للحركس سسة السإس سسلماية ماس سسنم خللا‬
‫النطلق السلفي‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬

‫وتديسسد النظريسسة السياسإسسية بسسالق الشسسرعي والس سدينم السسالص‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن وهسسو السسرد الباشسسر علسسى‬
‫أصحاب الطأ الولا‪.‬ن‬

‫وتديد التصور السياسإي العاما للحركة السإلماية مانم خللا الرحلة الت تسر بسا السدعوةا‬
‫فعل ف كل ماوقع مانم هذهه الواقع تديدا دقيقا هو الرد على أصحاب الطأ الثمان‪.‬ن‬

‫أماا الطأ الثمالث‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن فهو الذهي يتطلبج ماناقشة ماباشرةا‪.‬ن‬

‫فالبناماسسج خطسسة تفصسسيلية ماوقوتسسة مانبثمقسسة عسسنم تصسسور ومققسسة ف س واقسسع‪،‬ن فكيسسف يتحسسدد‬
‫برناماج بغي واقع؟‬

‫إن الاهلية تريد أن متنممحل التصور السإلماي كل ماشاكلها الاهلية لذها كان لبسسد ماسسنم‬
‫تعريف للمحشكلة الت يبج أن نواجهها بالتصور السياسإي السإلماي‪.‬ن‬

‫فالشسسكلة السإسسلماية هسسي الشسسكلة السست تقابسسل الفكسسر السإسسلماي ف س طريقسسه إل س الواقسسع‬
‫السإلماي‪.‬ن‬

‫وأي ماشس سسكلة خس سسارج هس سسذها الطس سسار وهس سسذها السس سسار هس سسي ماشس سسكلة جاهليس سسة ل يعالهس سسا إل‬
‫التفجي السإلماي للواقع وترتيبه مانم جديد حسبج التصور الصحيح‪.‬ن‬

‫والسإس سستفزاز الس سساهلي للحركس سسة السإس سسلماية بأنس سسا ل تلس سسك برنامس سسا سإياسإس سسيا أماس سسر ل يس سسبج‬
‫السإتجابة له‪.‬ن‬

‫ننم نلك التصور السياسإي‪.‬ن‬

‫ننم نلك النظرية السياسإية‪.‬ن‬

‫أماسسا البناماسسج السياسإسسي‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن فلبسسد لكسسي يطسسرح أن نلسسك الواقسسع‪،‬ن وكسسل ماسسنم يريسسد برنامنسسا‬
‫السياسإي عليه أول أن يعطينا الواقع ويسلم قيادته‪،‬ن وليكنم شعارنا ف الرد علسسى أصسحاب هسسذها‬
‫السإتفزاز " أعطن واقعك أعطك برنامي "‪.‬ن‬

‫قيمحة المحارسإة السياسإية )تهيد(‪:‬‬

‫)‪(4‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫ولجل أن نبدأ تقييسم المحارسإسة السياسإية يسبج أن نقسارن بيمس طبيعسة هسذهه المحارسإسة ماسع‬
‫أسإاليبج الركة السإلماية‪.‬ن‬

‫وقد اتفقنا أن السإساليبج السإاسإية للحركة السإسلماية هسي‪ :‬التبليسغ بالكلمحسة واسإستخداما‬
‫القس سوةا وإقاماسسة السسسلطة‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن أماسسا الجس سرةا والعزلسسة فهسسي تصسسرف اضسسطراري يتحتسسم عنسسد اليسسأس ماسسنم‬
‫السإسستجابة‪،‬ن والفسسرق بينهمحسسا‪ :‬أن الج سرةا تصسسرف اضسسطراري جسساعي‪،‬ن والعزلسسة تصسسرف اضسسطراري‬
‫فردي‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن ول ترج أسإاليبج العمحل عنم هذها الطار العاما‪.‬ن‬

‫أما سسا العلق سسة بيمس س ه سسذهه السإ سساليبج‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن فيثمب سست فيه سسا أن اسإتفاض سسة البلغا وإقاما سسة الج سسة‬
‫والسسدعوةا بالكلمحسسة هسسي السسط الصسسلي للحركسسة‪،‬ن وأن خسسط الق سوةا هسسو ف س البتسسداء لنشسساء فرصسسة‬
‫السسدعوةا بالكلمحسسة عنسسدماا تنسسع الاهليسسة هسسذهه الفرصسسة‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن وفس س النتهسساء لقاماسسة السسسلطة وإنشسساء‬
‫الدولة‪.‬ن‬

‫أماا ماوقع المحارسإة السياسإية مانم هذها الطار فهو‪:‬‬

‫أن المحارسإس سسة السياسإس سسية تقس سسق ضس سسبط العلقس سسة بيم س س أسإس سساليبج الركس سسة ذاتس سسا ماس سسنم ناحيس سسة‬
‫وأسإاليبج الركة بالنسبة للواقع مانم ناحية أخرى‪.‬ن‬

‫فهي الت تفرض أسإلوب التبليغ بالكلمحة بعد تليل الواقع وماوضع الدعوةا‪.‬ن‬

‫وهي الت تفرض أسإلوب القوةا عندماا متنع الدعوةا مانم فرصة التصالا بالناس‪.‬ن‬

‫وهسسي الست تلسسل آثسار القسوةا فس الواقسع وتؤكسسد تلسسك الثسار لتحقيسسق غايسة الركسة الصسسلية‪،‬ن‬
‫وهي إقاماة دولة الدعوةا والداية‪.‬ن‬

‫إءذا فالمحارسإسسة السياسإسسية ليسسست أسإسسلوبا قائمحسسا بسسذهاته‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن ولكنهسسا الضمسسابط لكسسل أسإسساليبج‬
‫الركة‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن بيث يتحقق الدف السإاسإي للدعوةا مانم خللا أي أسإلوب‪.‬ن‬

‫فهناك ماثمل أسإلوب الدعوةا وأسإلوب القوةا‪.‬ن‬

‫وهناك السياسإة الضمسسابطة للعلقسة بيمس هسسذهينم السإسلوبيم الست تضمسمحنم بسا السدعوةا التساه‬
‫بالسإلوب الناسإبج نو تقيق الدف النهائي‪.‬ن‬

‫فقسسد تفسسرض المحارسإسسة السياسإسسية إيقسساف أسإسسلوب اسإسستخداما الق سوةا وقسسد تتمحسسه‪،‬ن وف س كل‬
‫الفتاضيم يكون تقيق الدف هو المار القائم الطلوب‪.‬ن‬

‫)‪(5‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫هذهه هي قيمحة المحارسإة السياسإية على ماستوى أسإاليبج الركة‪.‬ن‬

‫أماا قيمحة المحارسإة السياسإية على ماستوى الكيانسات التعسددةا فس الواقسع الواحسد‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن فإنسا‬
‫قيمحسسة ضسسخمحة وهسسي إدخسسالا الكيانسسات التعسسددةا للسسدعوةا ضسسمحنم إطسسار الركسسة الواحسسدةا‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن دون‬
‫علقة حركية ماباشرةا بيم هذهه الكيانسات باعتبسسار صسعوبة تلسسك العلقسة مانهجيسسا وحركيسا‪،‬ن بسل إن‬
‫فسرض التصسور السياسإسي الصسحيح للحركة هسو السذهي سإسيعطي لكسل كيسان بنهجسه السذهي يتبناه‬
‫ماسساحته الصسحيحة فس الواقسع الركسي‪،‬ن ويصسبح ضسبط هسذهه السساحة وتلسك العلقة بالزيسادةا أو‬
‫التحجيم مارتبط بذها التصور وتلك المحارسإة‪.‬ن‬

‫أو بعنس س آخسسر طسسرح التصسسور السياسإسسي للحركسسة السإسسلماية السسذهي يسسرى فيسسه كسسل كيسسان‬
‫مانهجيته الت يتصورها وحركته الت يارسإها‪،‬ن بيث ينشأ الوقف الواحد لمحيسسع كيانسسات الركسة‬
‫بصورةا سإياسإية صحيحة‪.‬ن‬

‫وكذهلك فإن تديد التصور السياسإي للحركة السإلماية سإيسد ثغرات خطيةا ف مانهسسج‬
‫السسدعوةا‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن وأخطرهسسا‪ :‬ثغسرةا السسروج عسسنم الحكسساما الشسسرعية فس مارسإسسة السسدعوةا بادعسساء "ماصسسلحة‬
‫الدعوةا" حيث يسد التصور السياسإي للدعوةا بصبغته السلفية هسسذهه الثمغسرةا علسسى أصسسحاب هسسذها‬
‫الدعاء‪.‬ن‬

‫وأخطره سسا أيضم سسا الرتسسداد ع سسنم خسسط الواجهسسة بسسالقوةا بادع سساء العمح سسل السياسإسسي وتدي سسد‬
‫التصسسور السياسإسسي بأبعسساده التعسسددةا – بسسا فيسسه بمعسسد المحارسإسسة بسسالقوةا – يسسسد أيضمسسا هسسذهه الثمغ سرةا‬
‫على أصحاب هذها الدعاء‪.‬ن‬

‫وبسسذهلك ل تصسسبح السياسإسسة لفتسسة فسسوق أي ماوقسسف باطسسل أو مارحلسسة ضسسعف‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن بيسسث‬
‫يصبح التصور السياسإي للحركة السإلماية ضابط لكل العبارات‪ 4‬والصطلحات الت تشكل‬
‫خطرا كبيا على الدعوةا إذا أصبحت عنوانا للهواء والتاجع واللل‪.‬ن‬

‫فل تصبح عبارات عائمحة‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن بل تتحدد وتستقر وتنضمبط‪.‬ن‬

‫أولل‬
‫النظرية السياسية السلماية‬
‫والنآ‪ ...‬ماا هي النظرية السياسية للحركة السلماية؟‬
‫‪ 4‬ماثمل " ماصلحة الدعوةا " أو " الرحلية " أو " العداد " أو " الجتهاد البشري ف مالا الدعوةا "‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬
‫وغي ذلك مانم العبارات‪.‬ن‬

‫)‪(6‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫إن السإ سسلوب الفضم سسل فس س ط سسرح النظري سسة ه سسو الب سسدء بتعري سسف " السياسإ سسة " السإ سسلماية‪،‬ن‬
‫وبتحليل عناصر التعريف يتم طرح النظرية‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن فمحا هي السياسإة السإلماية؟‬

‫السياسإ سسة‪ :‬ه سسي حكمح سسة )المحاع سسة( النش سسئة )لدول سسة( ال سسدعوةا العالي سسة )اللف سسة( القيمح سسة‬
‫)لضمارةا( الق‪.‬ن‬

‫حكمة الجماعة‪:‬‬

‫اتفقنسسا أن الكمحسسة‪ :‬هسسي حاسإسسة الصسواب الكامانسسة فس كيسسان الداعيسسة مسسددةا لسسه فس واقسسع‬
‫الدعوةا سإبيل الوصولا إل الغاية‪.5‬ن‬

‫وهذها هو الفهوما الفردي للحكمحة‪.‬ن‬

‫فإذا تدد الفهوما المحاعي للحكمحة‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن كان هذها الفهوما هو السياسإة‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن فإذا قلنا‪ :‬إن‬
‫الكمحسسة هسسي سإياسإسسة الفسسرد كسسانت السياسإسسة هسسي حكمحسسة المحاعسسة‪،‬ن وعلسسى هسسذها‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن فسسإن النظريسسة‬
‫السياسإية السإلماية تتحدد أسإاسإسسا بعناصسسر الكمحسة الربعسسة‪ " :‬الواقسع‪،‬ن السق‪،‬ن النسسسان‪،‬ن الغايسة‬
‫"‪.‬ن‬

‫وارتبسساط هسسذهه العناصسسر بالسسستوى المحسساعي للسسدعوةا حيسسث يتحسسدد الطسسار العسساما للنظريسسة‬
‫السياسإية للحركة‪.‬ن‬

‫بيسسث يكسسون غيسساب أي عنصسسر ماسسنم عناصسسر الكمحسسة الربعسسة سإسسببا فس عسسدما تديسسد هسسذها‬
‫الطار‪.‬ن‬

‫أ( تحليل الحركة السياسية )الواقع(‪:‬‬

‫وماسسنم هنسسا كسسان ابتعسساد العلمحسساء عسسنم اليسساةا العاماسسة جعلهسسم بعيسسدينم عسسنم السياسإسسة نظريسسا‬
‫وعمحليا‪،‬ن وقد سإسجل هسسذهه الظسساهرةا السسؤرخ ابسنم خلسدون‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن فسذهكر أن العلمحسساء أبعسسد عسسنم السياسإسة‬
‫وماسسذهاهبها؛ والسسسببج فس ذلسسك أنسسم ماعتسسادون النظسسر الفكسسري والسسوض فس العسسان وانتزاعهسسا ماسسنم‬
‫السوسإات وتريدها ف الذههنم أماورا كلية ويطبقون مانم بعد ذلك الكلي على الارجيات‪.‬ن‬

‫ويقصد ابنم خلدون أن كثميا مانم العلمحاء – لعيشهم ماع الكتبج – ينظرون إل الماور‬
‫ماس سسنم خللا الكتس سسبج‪،‬ن ماس سسع أن الواقس سسع الس سسارجي )الس سسدولا وأحس سوالا النس سساس الجتمحاعيس سسة والارجي سسة‬
‫والقتصادية( يكون ماغايرا أو متاجا إل تدقيق ف التفاصيل‪.‬ن‬

‫‪ 5‬كتاب‪) :‬حكمحة الدعوةا( للكاتبج‪.‬ن‬

‫)‪(7‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫أماسسا وضسسع الشسسيء السسذهي فس السسارج فس قسسالبج الكتسسبج فهسسذها يسسؤدي إلس الطسسأ بالتأكيسسد‪،‬ن‬
‫فالذهي ل يعرف الواقع يظنم – ماثمل – أن الكاما العاصرينم ماثمل بعض حكاما الدولسسة الماويسسة‬
‫والدولسسة العباسإسسية‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن ماسسع أن الفسسارق كسسبي‪،‬ن فالسياسإسسة – كمحسا يقسسولا ابسسنم خلسسدون – تتسساج إلس‬
‫ماراعاةا إل ماا ف الارج وماا يلحقها مانم الحوالا فإنا خفية‪.‬ن‬

‫هذها إذا كانت السياسإة بعن ماعرفة الواقع تاماا وماولة للنهوض بالسسسلمحيم ماسسنم خللا‬
‫هس سسذهه العرفس سسة إل س س الدرجس سسة الس سست يريس سسدها السإس سسلما‪،‬ن أماس سسا إذا كس سسان القصس سسود بالسياسإس سسة الراوغس سسة‬
‫)‪." 6‬ن‬
‫والحتيالا وإتقان فنم الداهنة والنفاق فل‬

‫والطسسار الس سواقعي للنظريسسة السياسإسسية يتحقسسق ماقتضمسساه فس س المحارسإسسة ماسسنم جسسانبيم‪ :‬الواقسسع‬
‫الذهي نارس فيه الدعوةا‪،‬ن وواقع أصحاب الدعوةا ذاتا‪.‬ن‬

‫فتت سسم المحارسإ سسة ما سسنم خللا‪ :‬التقيي سسم السياسإ سسي للواق سسع وه سسو التص سسور ال سسذهي يتل سسف ع سسنم‬
‫التحديد الفقهي الباشر ف الكم على هذها الواقع‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬

‫ماثم سسالا ذل سسك‪ :‬التفري سسق بيمس س ال سسروما والف سسرس باعتب سسار أن ال سسروما ينتس سسبون إلس س دي سسنم س سساوي‬
‫والفسرس مسوس؛ مسا جعسسل السسلمحيم يفرحسون لنصسر السسروما رغسسم أن الكسسم الشسرعي فس السدولتيم‬
‫هو الكفر‪.‬ن‬

‫وماثمالا ذلك أيضما‪ :‬اختيار الرسإولا عليه الصلةا والسلما البشة لتكون ماوضسسعا للهجسرةا‬
‫ل‪ " :‬اذهبسوا إلس البشسسة فسسإن فيهسسا مالكسسا ل ميظلسسم عنسسده أحسسد "‪.7‬ن رغسسم ماسسساواته فس‬
‫الولس قسسائ ء‬
‫الكفر ماع غيه؛ لن كلما الرسإولا صلى ال عليه وسإلم فيه كان قبل إسإلماه‪.‬ن‬

‫ومانم هذهينم الثماليم يتضمح الفرق بيم التصور الفقهي الرد والتصور السياسإي‪.‬ن‬

‫التصور الجتمحاعي‪ :‬وبذهه القاعدةا يكسون السإستفادةا بطبيعسة أي واقسع‪،‬ن ماثمسل السإتفادةا‬
‫بتقاليد ال وار‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن كمحا دخل رسإولا ال صلى ال عليه وسإلم ماكة ف ج وار أحد الشركيم‪،8‬ن‬
‫وكمحا أقر رسإولا ال صلى ال عليه وسإلم اجتمحاع العرب قبل السإلما على أن ل يظلم بينهسسم‬
‫أحسسد‪،‬ن وهسسو العسسروف بلسسف الفضمسسولا السسذهي قسسالا فيسسه رسإسسولا ال س صسسلى ال س عليسسه وسإسسلم‪ " :‬لسسو‬
‫دعيت إليه لجبت "‪.9‬ن‬

‫‪ 6‬أي فليست هذهه الماور هي القصودةا بالسياسإة‪.‬ن‬


‫‪ 7‬أخرجه ابنم إسإحاق )‪/1/343‬ابنم هشاما( – )فتح ‪.(7/227‬ن‬
‫‪ 8‬هذها الشرك هو ماطعم بنم عدي‪،‬ن وذكر القصة ممحد بنم عبد الوهاب ف السيةا النبوية )ص‪،83 :‬ن‬
‫‪.(84‬ن‬

‫)‪(8‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫الموقع الجغرافي‪:‬‬

‫ويسسدخل ضسسمحنم السإسستفادةا بسسالواقع والسإسستفادةا بكسسل عناصسسر هسسذها الواقسسع حسست جغرافيسسة‬
‫الواقع‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن ولقد كان ماوقع غفار فس طريسسق تسسارةا قريسش ماانعسسا لقريسش ماسنم قتسل أبس ذر‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن وهسذها‬
‫نص الديث كمحا رواه أبسو ذر الغفساري‪،‬ن يقسولا أبسو ذر لرسإسولا الس صسلى الس عليسه وسإسلم بعسد‬
‫إسإلماه‪ :‬والذهي بعثمك بالق لصرخنم با بيم أظهرهم‪.‬ن فجاء إلس السسسجد وقريسسش فيسسه فقسسالا‪:‬‬
‫يسسا ماعشسسر قريسسش‪،‬ن إنس أشسسهد أن ل إلسسه إل الس وأشسسهد أن ممحسسدا عبسسده ورسإسوله‪.‬ن فقسسالوا‪ :‬قوماسوا‬
‫ت لماسسوت فسسأدركن العبسساس فسسأكبج عل سلي‪،‬ن ث س أقبسسل عليهسسم فقسسالا‪:‬‬ ‫ضم سرب م‬
‫لسسذها الصسسب‪.‬ن فقسساماوا‪،‬ن ف م‬
‫ويلكم‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن تقتلون رجل ماسنم غفسار وماتجركسم ومركسم علسى غفسار؟! فسأقلعوا عنس‪،‬ن فلمحسا أصسبحت‬
‫صسسنع‬‫صسسنع بس س ماثمسسل ماسسا م‬
‫الغسسد رجعسست فقلسست ماسسا قلسست بسسالماس‪،‬ن فقسسالوا‪ :‬قوماس سوا لسسذها الصس‪10‬سب‪.‬ن ف م‬
‫بالماس‪،‬ن وأدركن العباس فأكبج عللي وقالا ماثمل ماقاله بالماس ‪.‬ن‬

‫وكان ماوقسع أبس ثاماسة ماسنم أهسل اليمحاماسة وماوقسع اليمحاماسة ماسنم أهسل ماكسة ماانعسا لقريسش ماسنم‬
‫قتلسسه‪،‬ن وتقسسولا السسيةا‪ :‬فلمحسسا أسإسسلم أبسسو ثاماسسة خسسرج إلس ماكسسة ماعتمحسرا‪،‬ن حسست إذا كسسان ببطسسنم ماكسسة‬
‫قالا‪ :‬فكأن أولا مانم دخل ماكة‪.‬ن أخذهته قريش وقالوا‪ :‬لقسسد اختبسسأت علينسا‪.‬ن وأرادوا قتلسسه‪،‬ن فقسسالا‬
‫قائل مانهم‪ :‬دعوه؛ فإنكم متاجون إلس الطعساما ماسنم اليمحاماسة‪.‬ن فستكوه‪،‬ن فقسالا لسم‪ :‬والس ل أرجسسع‬
‫إلس دينكسسم ول أرفسسق بكسسم فسسأترك اليةا تسسأتيكم ماسسنم اليمحاماسسة ولسسنم تأخسسذهوا حبسسة قمحسسح حسست يسسأذن‬
‫لكم فيها رسإولا ال صلى ال عليه وسإلم ‪.11‬ن‬

‫التصور التاريخي‪:‬‬

‫وأهسسم ماقتضمسسيات التصسسور السياسإسسي للواقسسع هسسو السإسستفادةا ماسسنم تسساربه‪،‬ن فتنطلسسق المحارسإسسة‬
‫السياسإية مانم ممحوع التجارب السابقة على الستوى التاريي للماة‪.‬ن‬

‫ولقد احتج ماؤمانم آلا فرعون على فرعسسون احتجاءجسسا تارييسسا صسسحيءحا عنسسدماا قسالا لسسه‪" :‬‬
‫ولننقؤد جاءمكم يوسإف ممانم قنسبل مباؤلبسيمسننا م‬
‫ك مملسا نجساءمكم بمسمه نحلتس إنذا نهلنس ن‬
‫ك قمسؤلتمسؤم‬ ‫ت فننمحسسا مزلؤتمسؤم مفس نشس ك‬ ‫ؤم ن‬ ‫ن ن ؤم م م‬
‫م‬ ‫م‬ ‫م‬
‫م‬ ‫م‬ ‫ث الم ممانم بنسؤعده نرمسإولء نكنذهل ن‬
‫‪12‬‬
‫ب " ‪.‬ن‬ ‫ف لماؤرنتا ل‬
‫ك يمضملل الم نماؤنم مهنو مماؤسر ل‬ ‫نلنم ينؤسبسنع ن‬

‫‪ 9‬أخرج أحد وأبو يعلى وصححه ابنم حبان والاكم مانم حديث عبد الرحنم بنم عوف مارفوعا‪) :‬شهدت‬
‫ماع عمحومات حلف الطيبيم‪،‬ن فمحا أحبج أن أنكثمه " ]‪ – 10/518‬فتح[‪.‬ن‬
‫‪ 10‬أخرجه البخاري‪ :‬باب إسإلما أب ذر )‪ – 7/210/3861‬فتح(‪.‬ن‬
‫‪ 11‬والقصة ذكرها ابنم عبد الب ف ترجة ثاماة بنم أثالا النفي )‪،(1/250‬ن والافظ ف ترجته وعزاها لبنم‬
‫إسإحاق ف الغازي والمحيدي‪.‬ن‬
‫‪] 12‬غافر‪.[34 :‬ن‬

‫)‪(9‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫وباعتبسسار أن السياسإسسة وظيفسسة جاعيسسة‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن فسسإن إدراك الواقسسع يسسبج أن يكسسون هسسو الخسسر‬
‫وظيفة جاعية‪.‬ن‬

‫وهسسذها يعنس أن تتمحسسع كسسل إماكانيسسات الركسسة السإسسلماية بكسسل اتاهاتسسا فس ماهمحسسة إدراك‬
‫الواقع‪.‬ن‬

‫ويصبح نظاما جسع العلوماسات وماتابعسة الواقسع الساهلي بكسل الوسإسائل والسإساليبج لصسال‬
‫الركة السإلماية أهم واجبات المحارسإة السياسإية للحركة بكل كياناتا‪.‬ن‬

‫هذها مانم حيث الواقع الاهلي الذهي سإتمحارس فيه الدعوةا‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن أماا واقع الدعوةا ذاتا فهو‬
‫الذهي يبدأ بتاريها‪.‬ن‬

‫وتقيق ذلك يتم ماناقشة قضمية التاث باعتبارها سإجل التجربة السإلماية‪.‬ن‬

‫التحليل السياسي للتراث‪:‬‬

‫وقضمسية نقسل السبةا وهسي قواعسد السإتفادةا بالتجربسة السسجلة فس كتسبج الستاث وماناقشة‬
‫قضمسسية ال ستاث تكسسون بسسالنطق السياسإسسي ذاتسسه‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن بعن س أن التعاماسسل ماسسع كتسسبج ال ستاث ل يكسسون‬
‫تعامال ماع نصوص مردةا‪،‬ن بل يبج ربط النسص الستاثي بصسساحبه وواقعسسه وهسسدفه‪،‬ن وبسذهلك يؤخسذه‬
‫التاث بنطق الكمحة‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن حيث يتوفر فس التعاماسل عناصسر التعريسف السإاسإسية لعنس الكمحسة‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬
‫)النص وصاحبج النص وواقع النص والدف مانه "‪.‬ن‬

‫وبذهلك تتحقق ماهمحة إحياء التاث وتنبسسع ماسنم طبيعسسة وحقيقسة التصسسور الصسحيح لوظيفسسة‬
‫ذل سسك الحي سساء‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن أما سسا القتص سسار عل سسى الوظيف سسة اللغوي سسة أو حسست التارييسسة ف سسإنه يع سسل الحي سساء‬
‫قاصس سءرا‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن أما سسا الحي سساء الكاماس سسل فه سسو الحي سساء بالكمح سسة‪،‬ن أو الرتف سساع بالحي سساء إلس س ماس سستوى‬
‫الوظيفة السياسإية‪.‬ن‬

‫والتحلي سسل اللفظ سسي لنص سسوص الس ستاث يس سسمحح باكتش سساف حقيق سسة ال سسدركات الكامان سسة فس س‬
‫اللفاظ‪.‬ن‬

‫والتحليل التاريي يدد الواقع مانم حيث الزماان والكان‬

‫أماسسا التحليسسل السياسإسسي فهسسو ربسسط السسدرك بسسالواقع‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن والنسسسان هسسو السسذهي يق سوما بسسذهلك‬
‫الربط فينطبق مافهوما الكمحة على ماهمحة التحليل‪.‬ن‬

‫)‪(10‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫ولسسذهلك يقسسولا حاماسسد ربيسسع‪ " :‬التحليسسل السياسإسسي للستاث يلغسسي عنصسسر الزماسسان إذ يفسسرض‬
‫علسسى اللسسل أن يسسسعى لدراج الس ستاث فس س إطسسار أك سثمر اتسسساءعا حيسسث يصسسي النسسص التقسساءء بيم س‬
‫ض وحاضر وماستقبل بيث يكشف القائق الثمابتة الدائمحة وتييزهسا عسنم الخسرى الؤقتسة‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬ ‫ماا ض‬
‫"‪.‬ن‬

‫وننم إذ نركز على النسان اللل فإنا يكون ذلك بسببج أن النسان نفسه هو الذهي‬
‫يربسسط بيم س النسسص وواقسسع صسساحبه‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن وهسسو السسذهي قسسد يضمسسطر إل س تريسسد النسسص ال ستاثي ماسسنم تلسسك‬
‫العواماسل إذا كسانت نتيجسة التحليسل هسي الوصسولا إلس حقيقسة ماطلقسة يسبج السإستفادةا با مسردةا‬
‫مانم ظروفها التاريية‪.‬ن‬

‫وماهمحة ربط النص بظروفه لدراكه بصورةا صحيحة‪.‬ن‬

‫هو ماا يسمحى بس‬ ‫‪13‬‬


‫وتريد النص مانم ظروفه لسإتخلص حقيقته الطلقة والثمابتة‬
‫"الوعي السياسإي "‪.‬ن‬

‫إذن‪ :‬السسوعي السياسإسسي هسسو ممحوعسسة القسسائق الطلقسسة السسأخوذةا ماسسنم التحليسسل السياسإسسي‬
‫للتاث التاريي للماة‪.‬ن‬

‫وما سسنم هن سسا ي سسبج أل نتعاما سسل ما سسع الن سسص الس ستاثي كمحج سسرد اسإ سستجابة إلس س ن سسوع ما سسنم أنس سواع‬
‫الفضم سسولا‪،‬ن إن سسا ما سسنم مانطل سسق الركيسسة العلمحيسسة وه سسي أه سسم خص سسائص التنظي سسم السياسإ سسي‪.‬ن والرك سسة‬
‫العلمحيسسة كخصيصسسة ماسسنم خصسسائص التنظيسسم السياسإسسي هسسي التعاماسسل ماسسع النسسص ال ستاثي بقتضمسسى‬
‫مافهوما الكمحة أو التصور السياسإي‪.‬ن‬

‫وفس إطسسار تليسسل الواقسسع التسساريي للسسدعوةا تتحسسدد أخطسسر قضمسساياها تديسءدا سإياسإسييا‪ :‬وهسسي‬
‫قواعد نقل البةا‪.‬ن‬

‫وأهم هذهه القواعد‪:‬‬

‫تقييم الخبرة السلماية وعناصرها‪:‬‬

‫‪ -‬الصواب الشرعي‪.‬ن‬

‫‪ -‬بلوغا حد السإتطاعة الادي والتنظيمحي لتحقيق الدف‪.‬ن‬

‫‪ 13‬ماثمل قصة أصحاب الخدود الت جردها القرآن وظروفها الشخصية والزماانية والكانية‪،‬ن وذكرها كحقائق‬
‫ماطلقة ومققة للوعي السياسإي ف واقع الدعوةا حت قياما الساعة‪.‬ن‬

‫)‪(11‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫‪ -‬أثر التجربة التحقق قدءرا‪.‬ن‬

‫‪ -‬الرتفاع بفهوما الخوةا فوق ماستوى الصواب أو الطأ‪.‬ن‬

‫‪ -‬ربط التجربة بالواقع‪.‬ن‬

‫فعند تقييم أي عمحل إسإلماي فس واقسع السدعوةا نسسسألا أولء عسسنم الكسسم الشسرعي فس هسذها‬
‫العمحل‪،‬ن فإن كان صواءبا شرعيي نسسسألا‪ :‬هسل بلسغ أصسحاب هسسذها العمحسل حسد السإستطاعة السادي‬
‫والتنظيمحي قبل القياما به؟ فإن ل يبلغوا فيكون الكسم عليهسم بالتقصسي ماسنم هسذهه الناحيسة‪،‬ن وإن‬
‫كانوا قد بلغوا فل بأس عليهم‪،‬ن فإذا توافر الدليل الشسسرعي بالصسواب ماسسنم حيسسث الكسسم وتسوافر‬
‫حد السإتطاعة الادي والتنظيمحي مانم حيث العمحل‪،‬ن ث كان الطأ ف المحارسإة‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن فإننا نواجه‬
‫هذها الطأ بعدةا واجبات‪:‬‬

‫الولا‪ :‬ماعالة هذها الطأ وأثره ف الواقع‪.‬ن‬

‫الثمسسان‪ :‬قسسد يسسدث خطسسأ باعتبسسار الطسسة وبالقيسساس إلس السسدف السسدد‪،‬ن ولكسسنم قسسد يكسسون‬
‫لذها الطأ بالعتبار القدري جانبج إياب بالقياس إل الواقع‪،‬ن فعندئذه يبج التنسسبيه لسسذها الطسسأ‬
‫والسإتفادةا مانه ف واقع المحارسإة‪.‬ن‬

‫الثمسسالث‪ :‬ربسسط آثسسار التجربسسة بكسسل جوانبهسسا اليابيسسة السسددةا تطيطءسسا أو الققسسة قسسدءرا أو‬
‫السلبية الناشئة عنم المحارسإة‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن بواقع الدعوةا وتقييم الوضع النهائي للتجربة‪.‬ن‬

‫الرابسسع‪ :‬الرتفسساع بفهس سوما الخس سوةا فسسوق اعتبسسار الطسسأ والصس سواب‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن بعسسد الطمحئنسسان إلس س‬
‫الجتهاد‪،‬ن وفوق اعتبار النتائج؛ لنا بقدر ال وحده‪.‬ن‬

‫ب( بناء النظرية السياسية )الحق(‪:‬‬

‫سإبق القولا بأن السياسإة هي الفهوما المحاعي للحكمحسة‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن وعلسى أسإسساس هسذهه القيقسسة‬
‫يك سسون بنسساء النظريسسة السياسإسسية ه سسو الرتفسساع بس سوانبج الكمحسسة إلس س السسستوى المح سساعي‪،‬ن وذل سسك‬
‫بقتضمى الق‪.‬ن‬

‫ويصور المااما ابسنم القيسسم جسانبج السسق فس بنساء النظريسسة‪،‬ن فيقسسولا )بتصسرف(‪ :‬السياسإسة ماسا‬
‫كان فعلء ماعه الناس أقرب إل الصلح وأبعد عسنم الفسساد‪،‬ن وإن لس يصسنعه الرسإسسولا صسلى الس‬
‫علي سسه وسإ سسلم ول نس سزلا ب سسه وح سسي‪،‬ن وما سسنم ق سسالا‪ :‬ل سإياسإ سسية إل ب سسا نط سسق ب سسه الش سسرع؛ فق سسد غل سسط‬

‫)‪(12‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫الصسسحابة؛ فقسسد جسسرى ماسسنم اللفسساء الراشسسدينم ماسسا ل يحسسده عسسال بالسسسننم‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن وكفسسى تريسسق علسسي‬
‫الزنادقة‪،14‬ن وتريق عثممحان الصاحف‪،‬ن ونفمي عمحر نصر بنم حجاج‪.‬ن‬

‫ويقسسولا ابسسنم القيسسم‪ :‬وهسسذها ماوضسسع مازلسسة أقسسداما وماضمسسلة أفهسساما‪،‬ن وهسسو ماقسساما ضسسنك وماعسستك‬
‫صسسعبج فسلرط فيسسه طائفسسة فعطلسوا السسدود‪،‬ن وضسسيعوا القسسوق‪،‬ن وجسلرأوا أهسسل الفجسسور علسسى الفسسساد‪،‬ن‬
‫وجعلسوا الشسريعة قاصسرةا ل تقسوما بصسسال العبسساد متاجسسة إلس غيهسسا‪،‬ن وسإسلدوا علسسى أنفسسسهم طرقسءسا‬
‫صحيحة مانم طرق ماعرفة الق والتنفيذه له‪،‬ن وعطلسوا ماسع علمحهسسم وعلسم غيهسم قطءعسسا أنسسه ماطسسابق‬
‫للواقع ظينا مانهم مانافاتا لقواعد الشرع‪.‬ن‬

‫ولعمحس سسر الس س إنس سسا لس س تنس سسا م‬


‫ف ماس سسا جس سساء بس سسه الرسإس سسولا‪،‬ن وإن نس سسافت ماس سسا فهمحس سسوه ماس سسنم شس سريعته‬
‫باجتهسادهم‪،‬ن والسذهي أوجسبج لسم ذلسك نسوع تقصسي فس ماعرفسة الشسريعة وتقصسي فس ماعرفسة الواقسع‬
‫وتنزيل أحدها على الخر‪،‬ن فلمحا رأى أولياء الماور ذلك وأن الناس ل يسسستقيم لسسم أمارهسسم إل‬
‫ب سسأمار وراء ما سسا فهمح سسه ه سسؤلء ما سسنم الشس سريعة أح سسدثوا ما سسنم أوض سساع سإياسإ سستهم شس سيرا ط سسويلء وفس سساءدا‬
‫ضما‪،‬ن فتفاقم المار وتعسسذهر اسإستدراكه‪،‬ن وعسسز علسسى العسساليم بقسسائق الشسسرع تليسص النفسوس ماسنم‬ ‫عري ء‬
‫ذلك واسإتنقاذها مانم تلك الهالك‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬

‫وأفرطسست طائفسسة أخسسرى قسسابلت هسسذهه الطائفسسة فسسسوغت ماسسنم ذلسسك ماسسا ينسساف حكسسم الس س‬
‫ورسإسوله‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن وكل الطسسائفتيم أمتميسنست ماسسنم قمبنسسل تقصسسيها فس ماعرفسسة ماسسا بعسسث الس بسسه رسإسسله وأنسزلا بسسه‬
‫كتبسسه؛ فسسإن الس سإسسبحانه أرسإسسل رسإسسله وأنسزلا كتبسسه ليقسوما النسساس بالقسسسط‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن وهسسو العسسدلا السسذهي‬
‫قامات به الرض والسمحاوات‪،‬ن فإذا أظهرت أماارات العدلا وأسإسفر وجهسه بأي طريسق كسان فثمم‬
‫شرع ال ودينه‪،‬ن وال سإبحانه أعلم وأحكم وأعدلا مانم أن يص طرق العدلا وأمااراته وأعلماسسه‬
‫بشسسيء ث س ينفسسي ماسسا هسسو أظهسسر مانهسسا وأقسسوى دللسسة وأبيم س إماسسارةا فل يعلسسه مانهسسا ول يكسسم عنسسد‬
‫وجودها وقياماها بوجبها‪،‬ن بل قسد بيمس سإبحانه وتعسال بسا شسرعه ماسنم الطسرق أن ماقصسوده إقاماة‬
‫العسسدلا بيم س عبسساده وقيسساما النسساس بالقسسسط‪،‬ن فسسأي طريسسق اسإسستخرج بسسا العسسدلا والقسسسط فهسسي ماسسنم‬
‫الدينم ليست مالفة له‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن فل يقالا‪ :‬إن السياسإة العادلة مالفة لا نطق به الشسسرع‪،‬ن بسسل ماوافقسسة‬
‫لا جاء به‪،‬ن بل وجزء مانم أجزائه‪،‬ن وننم نسمحيها " سإياسإة " تبءعا لصطلحاتكم وإنا هسسي عسسدلا‬
‫ال ورسإوله ظهر بذهه الماارات والعلماات‪.‬ن أهس ‪.15‬ن‬

‫ومان بناء النظرية السياسية تحققت‪:‬‬

‫‪ (1‬شواهد الق ف المحارسإة السياسإية فكان أهها‪:‬‬

‫‪ 14‬والقصة ذكرها الافظ ف الصابة مانم طريق ابنم سإعد وأب خيثممحة‪.‬ن‬
‫‪ 15‬السياسإة الشرعية لبنم القيم )‪.(16 – 14‬ن‬

‫)‪(13‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫العقي سسدةا‪ :‬وتتحق سسق كش سساهد ما سسنم شس سواهد ال سسق فس س ارتفاعه سسا ف سسوق المحارسإ سسة السياسإ سسية‬
‫والركية ونظاما الدولة‪.‬ن‬

‫القوةا‪ :‬الت تفرض الق كمحضممحون للنظرية والمحارسإة السياسإية‪.‬ن‬

‫الثمبات‪ :‬وأهم شسواهد انطلق المحارسإسسة السياسإسية ماسسنم السسق هسو ثبسات السسط السياسإسسي‬
‫لذهه المحارسإة؛ لن الق يرفع المحارسإة السياسإية فوق ظروف الواقع وزعاماساته حت يبلسغ الماسر‬
‫أن يصبح الط السياسإي هو الذهي ينخرط به الواقع وتنتظم به الزعاماات‪.‬ن‬

‫إن أكسسب دلئسسل البعسسد عسسنم السسق هسسو التفسساف السسط السياسإسسي حسسولا مانحنيسسات الواقسسع‬
‫واللتواء فوق عقباته‪ :‬وكذهلك التلون بلون كل زعاماة جديدةا والصطباغا بصبغتها‪.‬ن‬

‫وقد قدمات الفتةا السإلماية الول نوذءجا لذها الثمبات‪.‬ن‬

‫ابتداءء مانم أخطر ماستويات الواقف السياسإية‪.‬ن‬

‫ماثمالا‪ :‬إصرار أب بكر الصديق على جعل أسإاماة بنم زيد على رأس اليش الذهي جهزه‬
‫الرسإولا صلى ال عليه وسإلم واختار أسإاماة لقيادته‪.‬ن‬

‫وانتهاءء بأبسط ماستوياتا‪.‬ن‬

‫ماثمل الرأةا الت جاءت إل رسإولا ال صلى ال عليه وسإلم وقالت‪ :‬أعطن‪.16‬ن‬

‫الفاصلة النظرية‪ :‬بيم السياسإة السإلماية والاهلية‪.‬ن‬

‫فللنظري سسة السياسإ سسية السإ سسلماية ماص سسطلحاتا‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن وك سسذهلك للنظري سسة الاهليسسة ماص سسطلحاتا‬
‫الاصة با‪.‬ن‬

‫وهناك ماصطلحات ماشتكة‪.‬ن قد متقرر مانم جانبج النظريسة السإسلماية ماسنم حيسث اللفسظ؛‬
‫فيصي المار الطي أن تفهم بدلولا ف السياسإسة الاهليسة‪.‬ن مسسا يصسسي بسه الماسر أشسسد خطسءرا أن‬
‫‪ 16‬فقالا لا رسإولا ال )ص(‪ :‬لئنم جاءن ماالا لعطينك هكذها )بيديه( وهكذها وهكذها‪،‬ن فقالت‪ :‬يا رسإولا‬
‫ال‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن وإذا ل أجدك؟وكأنا تعن‪ :‬إذا مات‪.‬ن قالا‪ :‬سإتجدينم أبا بكر‪.‬ن‬
‫قالت‪ :‬وإذا ل أجد أبا بكر؟‬
‫قالا‪ :‬سإتجدينم عمحر‪.‬ن‬
‫فلمحا كانت خلفة أب بكر جاءت الرأةا وقالت لبس بكسر ماسسا دار بينهسا وبيمس رسإسولا الس )ص(‪،‬ن فأمارهسا أن‬
‫تأخذه بيدها مارةا واحدةا كمحا وصف لا رسإولا ال‪،‬ن ث ضاعف لا العدد ثلءثا‪.‬ن‬
‫ل( )‪ – 7/21/3659‬فتح(‪.‬ن‬ ‫أخرجه البخاري ف الناقبج‪،‬ن باب قولا النب )ص(‪) :‬لو كنت ماتخءذها خلي ء‬
‫)‪(14‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫تفسسرض هسسذهه الصسسطلحات بسسدلولا السساهلي فتنتفسسي دللتهسسا الصسسحيحة فس النظريسسة السإسسلماية‪.‬ن‬
‫ولذهه الصطلحات أماثملة ماشهورةا أهها ماصطلح الثمورةا والرية‪.‬ن‬

‫فالثمورةا ف النظرية الاهلية‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن تعن رفض الواقع بصورةا ماطلقة‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬

‫كمحا تعن بصورةا ماطلقة‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن الغضمبج‪.‬ن‬

‫وكذهلك تعن العنف‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬

‫ف سسإذا انتقلن سسا بص سسطلح " الثم سسورةا " إلس س النظري سسة السياسإ سسية السإ سسلماية فإنن سسا ن سسرى وج سسوداء‬
‫لعناصر ماصطلح الثمورةا ولكنه وجود صحيح‪.‬ن‬

‫حيث نرى الرفض ماوضوعءيا‪.‬ن والغضمبج واعءيا‪.‬ن والعنف مانضمبءطا‪.‬ن‬

‫فسسإذا ماسسا أصسسبح ماصسسطلح " الثمسسورةا " بسسذهه العناصسسر الصسسحيحة كسسان ماصسسطلح الثمسسورةا‬
‫إسإ س سسلماءيا‪،‬ن وأص س سسبح ما س سسنم ال س سسائز إض س سسافته إلس س س النظري س سسة السياسإ س سسية السإ س سسلماية كمحص س سسطلح ما س سسنم‬
‫ماصطلحاتا‪.‬ن‬

‫حي سسث سإ سسيكون الرف سسض الوض سسوعي للواق سسع فس س التغييس س والغضم سسبج الس سواعي فس س التعاما سسل‬
‫والعنسسف النضمسسبط ف س الواجهسسة‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن فمحصسسطلح الثمسسورةا السإسسلماية ليسسس مسسرد رفسسض للواقسسع ولكسسنم‬
‫للباطسسل فس هسسذها الواقسسع بيسسث إذا كسسان فس هسسذها الواقسسع حسسق أخسسذهت بسسه الثمسسورةا السإسسلماية وأقسسره‬
‫السإلما وأصبح جزء مانم نظاماه‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن ماثمل الزواج الذهي أقرتسه الشسريعة وقسسد كسسان نوءعسا ماسنم السزواج‬
‫ف الاهلية‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬

‫وأماسسا الغضمسسبج فهسسو قمحسسة السسوعي؛ لنسسه غضمسسبج لسس‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن وليسسس غضمسءبا شخصسييا يفقسسد فيسسه‬
‫الغاضبج وعيه ويصبح إغلءقا‪.‬ن‬

‫وأماا العنف فهو المار النضمبط بسياسإة القوةا وأحكاماها الشرعية‪.‬ن‬

‫وبذهلك يتحقق ماصسطلح الثمسورةا السإسلماية بنطلسق خاص للتغييس يتمحيسز بالسم التسأن‬
‫ماثمل ماعالة ماشكلة الرق‪.17‬ن‬

‫‪ 17‬حيث شرع السإلما العتق بصورةا ماتأنية مانم خللا أحكاما الكفارات والث على العتق ابتغاء وجه ال‬
‫تعال وماعاونة الكاتبج وهو العبد الذهي قرر ترير نفسسسه بالسالا‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن وكسان لزاءماسا أن يكسون العتسسق بسذهه الصسورةا‬
‫تفاديسسا لقسرار التحريسسر الفسساجئ السسذهي يسسدث هسزةا اجتمحاعيسسة قسسد ل يتحمحلهسسا الواقسسع‪،‬ن وقسسد ل يتحمحلهسسا العبيسسد‬
‫أنفسهم بعد انتقالم إل الرية بصورةا مافاجئة‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن فكان التأن حت ل تكون الفوضى‪.‬ن‬
‫يراجع كتاب‪ :‬العدالة الجتمحاعية ف السإلما‪.‬ن للسإتاذ سإيد قطبج‪.‬ن‬

‫)‪(15‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫إن التقابسسل الطلسسق بيمس النظريسسة السياسإسسية السإسسلماية والاهليسسة يقتضمسسي السسذهر الشسسديد‬
‫مانم الاولة الاطئة للخلط بيم ماصطلحات النظرية السياسإية السإلماية وغيها‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬

‫وابتداءء بالصطلحات الضمخمحة كالثمورةا‪.‬ن‬

‫وانتهسساءء بسسأدق التعسسبيات البسسسيطة ماثمسسل رفسسض تعسسبي الماباطوريسسة السإسسلماية بسسدلء ماسسنم‬
‫اللفة‪.‬ن‬

‫ماس سسروءرا بأماثملس سسة اللس سسط بيمس س س الفس سساهيم السإس سسلماية وغيهس سسا ماثمس سسل اللس سسط بيمس س س الشس سسورى‬
‫والديقراطيس سسة‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن بس سسا بينهمحس سسا ماس سسنم فس سوارق جوهريس سسة مس سسددةا حس سست فس س السإس سساس الشس سستك بينهمحس سسا؛‬
‫فالشسسورى قائمحسسة علسسى إجسساع ال سرأي‪،‬ن وكسسذهلك الديقراطيسسة‪،‬ن ولكسسنم لصسساحبج ال سرأي ف س الشسسورى‬
‫اعتبس سسار كس سسبي فس س هس سسذها الجس سساع‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن وليس سسس إجس سساع المحس سسج الرعس سساع أتبس سساع كس سسل نس سساعق؛ كمحس سسا فس س‬
‫الديقراطية‪.18‬ن‬

‫وانطلق المحارسإة السياسإية مانم التصور السياسإي بنظريته وأبعاده وماصطلحاته ليعنس‬
‫التفاق الطلسق بيمس مافكسري السياسإسة السإسسلماية وملليهسسا؛ لن عنصسر التفكيس العقلسسي وإدراك‬
‫الواقسسع والتصسسور الرحلسسي للهسسدف داخلسسة ضسسمحنم هسسذهه المحارسإسسة‪.‬ن وهسسي الماسسور السست يكسسون فيهسسا‬
‫الختلف ش سسيءئا طبيعيسسا‪.‬ن م سسا يع سسل المحارسإ سسة السياسإ سسية سإ سسبءبا فس س تقي سسق أك سسب اتس سساع لنط سساق‬
‫الختلف بيم مافكري الركة السإلماية‪.‬ن‬

‫وماواجهة هذها الطر تتمحثمل بصورةا أسإاسإية ف تديد‪:‬‬

‫‪ (2‬ثوابت الفكر السياسي‪:‬‬

‫أ( تأصيل الفكر السياسي‪.‬‬

‫وأولا ثسوابت هسسذها التحديسسد هسسو إدراكنسسا للعلقسسة بيمس الفقسسه والسياسإسسة السسذهي تتحسسدد بسسه‬
‫طبيعة المحارسإة‪.‬ن‬

‫وهي الكمحة ذاتا‪.‬ن‬

‫ذلك لن الكمحة كمحا اتفقنا هي الفهوما الفردي للسياسإة‪.‬ن‬

‫والكمحة هي الفقه‪.‬ن‬

‫‪ 18‬سإنعقد ماقارنة بيم الشورى والديقراطية مانم خللا الكتاب إن شاء ال‪.‬ن‬

‫)‪(16‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫وبذهلك تصبح كل أصولا الفقه أسإاءسإا ف المحارسإة السياسإية‪.‬ن‬

‫ب( الطإار السياسي للفكر الحركي‪:‬‬

‫والذهي ميلدد بالجابة على هذها السؤالا‪:‬‬

‫ماا هي الكتابات الت تكمون ف ممحوعها إطار الفكر ف واقع الركة السإلماية‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬

‫إن هذها التحديد شرط جوهري ف تنظيم العلقة الصحيحة بيم الفكر والركة‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬

‫إن فقسسد هسسذها التحديسسد يعسسل السسدعوةا ماعرضسسة لطسسر التحسسولا إلس س مسسرد ظسساهرةا فكريسسة‬
‫ضخمحة تتضماءلا بانبها واقعية الركة حت تضميع‪.‬ن‬

‫وتديد هذهه الكتابات بأصحابا قد يقق فائدةا السهولة ف الرجوع إليها‪.‬ن‬

‫ولك سسنم الفضم سسل ه سسو إثب سسات القاع سسدةا ال سست يتح سسدد ب سسا ه سسذهه الكتاب سسات ليص سسبح ه سسذها‬
‫التحديد أسإاءسإا للفكربصورةا ماطلقة‪.‬ن‬

‫والقاعدة الساسية‪:‬‬

‫‪ -‬أن يكون صاحبج الكتاب سإلفي الفهم‪.‬ن‬

‫‪ -‬أن يكسسون صسساحبج الكتسساب هسسو نفسسسه ماسسنم أصسسحاب التجسسارب الواقعيسسة والعمحليسسة فس‬
‫ماواجهة الاهلية‪،‬ن وأن تكون كتاباته مارتبطة بواقعه وتاربه وماواجهته بصورةا ماباشرةا‪.‬ن‬

‫ماسسع ماراعسساةا أن ينطبسسق علسسى جيسسع هسسذهه الكتابسسات وأصسسحابا‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن قاعسسدةا‪ :‬أن كسسل إنسسسان‬
‫يطئ ويصيبج ويؤخذه مانم كلماه ويرد عليه‪.‬ن‬

‫‪ -‬وأن تتج س سسرد فس س س نف س سسس ال س سسوقت عمحلي س سسة الخ س سسذه وال س سسرد ما س سسنم عواما س سسل الغي سسةا والس س سسد‬
‫والحاسإسسيس القيةا السست قسسد تسسسعى بصسساحبها إلس س التفكيس س فس س هسسدما شس سواماخ الفكسسر ورؤوس‬
‫الدى والرشاد‪.19‬ن‬

‫ج( التنظيم السياسي للفكر‪:‬‬

‫‪ 19‬ماثمسسل كتابسسات‪ :‬ابسسنم تيمحيسسة وابسسنم القيسسم وأب س العلسسى السسودودي؛ حيسسث كتبسست ماسسنم خللا ال سبةا العمحليسسة‬
‫الستفادةا مانم ماواجهة أصحابا ماع الاهلية بقضمية التوحيد‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن وبذهلك ثبت تديد إطار الفكسسر الركسسي ماسسنم‬
‫خللا أصحاب الفكر‪،‬ن وسإيثمبت تديد الطار مانم خللا القضمايا الفكرية ذاتا‪.‬ن‬

‫)‪(17‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫وحرية الفكر ف إطار المحاعة ماكفولة ف حدود الكتساب والسنة وأنسه ل حريسة خسارج‬
‫هذهه الدود‪.‬ن‬

‫وإعلن السرأي حق شسرعي بشسرط واجسبج شسرعي ماقابسل؛ وهسو أن تنقطسع علقة الفسرد‬
‫برأيه بجرد الطمحئنان إل وصولا هذها الرأي إل ول المار‪.‬ن‬

‫وعندئذه ينطبق على هذها الرأي قواعد المحاعة ف الكم علسي السرأي‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن والوصسسولا إلس‬
‫الصواب‪.‬ن‬

‫وبسسذهلك يصسبح السواجبج شسسرءطا يقابسل حيقسسا؛ لن تسساوز هسسذها الشسسرط ذلسسك يمسسلم الفسسرد‬
‫إل مارحلة النشقاق الفكري والنهجي إذا تبن رأيه بعد حكم المحاعة فيه بالبطلن‪.‬ن‬

‫ث متسلمحه هذهه الرحلة إلس السسروج عسسنم المحاعسة إذا أخسسذه ماوقءفسا مابن سيسا علسسى رأيسه الكسوما‬
‫عليه بالبطلن‪.‬ن‬

‫وبعد تديسد ثسوابت الفكسر السياسإسية الققسة للتفساق علسى السق ننتقسل إلس ماقتضمسيات‬
‫التفاق على الق ف تلك المحارسإة‪.‬ن‬

‫وأه س سسم ماقتضم س سسيات انطلق المحارسإ س سسة السياسإ س سسية ما س سسنم ال س سسق التعاما س سسل ما س سسع العارض س سسيم‬
‫للجمحاعة‪.‬ن‬

‫‪ (3‬المعارضة السياسية‪:‬‬

‫والتصور السياسإي السإلماي يعتب أفضمل النمحاذج السياسإية فس التعاماسسل ماسع أصسحاب‬
‫العارضة السياسإية‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬

‫فهناك ماصطلحات أسإاسإية ماتعلقة بفهوما المحاعة‪:‬‬

‫‪ (1‬المحاعة بعن الق‪.‬ن‬

‫‪ (2‬المحاعة بعن الماي‪.‬ن‬

‫‪ (3‬المحاعة بعن العاماة‪.‬ن‬

‫‪ (4‬المحاعة بعن العلمحاء‪.‬ن‬

‫)‪(18‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫ونضميف إل هذهه الصطلحات بصوص العارضة السياسإية ماصطلحيم أولييم‪:‬‬

‫ماصطلح الفرقة‪ :‬وهو الروج عنم المحاعة بعيار الق العتقادي‪.‬ن‬

‫وماصطلح الطائفة‪ :‬وهو الروج عنم المحاعة بعيار المار العمحلي‪.‬ن‬

‫بعن‪ :‬أن الفرقة‪ :‬هي خروج عقيدي‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬

‫والطائفة‪ :‬خروج عمحلي‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬

‫ولكل مانهمحا أسإلوب ف التعامال‪:‬‬

‫فأسإلوب التعامال ماع الفرقة‪ :‬بسسبج قضمية خروجهسم عسنم المحاعة سإسواء كسانت كفسءرا‬
‫أوبدعة‪.‬ن‬

‫وأسإلوب التعامال ماع الطائفة‪ :‬بسبج قضمية خروجهم عنم المااما أو الماي‪.‬ن‬

‫وتعدد ماعان المحاعة قائم على أسإاس الفاظ عليها ف كل الظروف‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬

‫أماسسا العن س السإاسإسسي للجمحاعسسة فهسسو المحاعسسة بعن س السسق وال سوارد فيسسه قسسولا رسإسسولا ال س‬
‫صلى ال عليه وسإلم‬

‫ف الديث‪ " :‬التارك لدينه الفارق للجمحاعة "‪.20‬ن‬

‫ولكسسنم عنسسد تعسسدد السسق ف س الفهسساما ف س إطسسار قضمسسايا التوحيسسد تكسسون الفاصسسلة وتكسسون‬
‫الفرقة‪،‬ن وإذا تعسسدد السسق فس غيس هسذها الطسسار كسان رأي المايس هسو العيسسار السذهي تتبنساه المحاعسة‬
‫فس تلسسك القضمسسية؛ ويتحقسسق بسسذهلك المحاعسسة بعنس المايسس‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن والسوارد فيسسه حسسديثمه صسسلى الس عليسسه‬
‫وسإلم‪ " :‬مانم أطاع الماي فقد أطاعن "‪.21‬ن‬

‫‪ 20‬أخرجه البخاري ف كتاب الديات )‪/12/209‬ح ‪ – 6878‬فتح(‪،‬ن وماسلم ف القساماة باب ماسا يبساح‬
‫بس سسه دما السس سسلم )‪،6/11/164‬ن ‪ – 165‬نس سسووي(‪،‬ن وأبس سسو داود فس س س الس سسدود بس سساب الكس سسم فيمحس سسنم ارتس سسد )‬
‫‪/4/124‬ح ‪،(4352‬ن وأخرجه أصحاب السننم وغيهم عنم ابنم ماسعود‪،‬ن انظر تريج السسديث فس كتسساب‬
‫فتح ذي الللا لتخريج أحاديث الظللا )ح ‪.(632‬ن‬
‫‪ 21‬أخرجسه البخساري فس الحكساما باب قسوله تعسال‪) :‬أطيعسوا الس وأطيعسوا الرسإسولا‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن " اليسة )‪/13/119‬ح‬
‫‪ – 7137‬فتسح(‪،‬ن وماسسلم فس الماسارةا بساب وجسوب طاعسة الماسراء فس غيس ماعصسية وقسوله‪) :‬ماسنم أطساع المايس‬
‫فقد أطاعن‪،‬ن ومانم عصى الماي فقد عصان "‪.‬ن‬

‫)‪(19‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫وعنسسد غيبسسة الماسسارةا يكسسون إجسساع العاماسسة السسسلمحة هسسو ماعيسسار السسق وهسسو السوارد فيسسه قسسولا‬
‫رسإولا ال‪ " :‬عليكم بالسواد العظم‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن "‪.22‬ن‬

‫وعنسسد عجسسز السسواد العظسسم عسسنم الجسساع يكسسون للعلمحسساء حسسق الطاعسسة‪،‬ن ويتحقسسق فيهسسم‬
‫ماعن المحاعة‪.‬ن‬

‫ولكسسنم السس سواد العظسسم السسذهي يعتسسب ماعيسساءرا للحسسق لسسه صسسفات مسسددةا وأههسسا‪ :‬تسسوطيم‬
‫النفس على هذها الق‪.‬ن‬

‫ولذهلك ليكون هناك تقليد ف ماهمحة إنشاء العاماة السسسلمحة كمحسسا قسالا صسسلى الس عليسسه‬
‫وسإلم‪ " :‬ل تكنم إماعة إن أحسسنم النساس أحسسنت وإن أسإساؤوا أسإسأت‪،‬ن ولكسسنم وطنسوا أنفسسكم‬
‫إن أحسنم الناس أن تسنوا وإن أسإاؤوا فل تسيئوا "‪.23‬ن‬

‫ومانم هنا أيضما فإن للعاماة ف مانهج الدعوةا ماسئولية خطيةا‪.‬ن‬

‫فليس ف التعامال ماع العاماة نط الياج والصور الزيفة‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬

‫وعنسسدماا يكسسون الطلسسوب ماعرفسسة إجسساع العاماسسة أو الس سرأي العسساما لسسم؛ فسسإن الهمحسسة تبسسدأ‬
‫بإثبات رأي الفرد‪.‬ن‬

‫يقولا ابنم إسإحاق‪ :‬إن وفد هوازن بالعرانة أتوا رسإولا الس صسلى الس عليسه وسإسلم وقسسد‬
‫أسإسسلمحوا فقسسالوا‪ :‬يسسا رسإسسولا السس‪،‬ن إنسسا أصسسل وعش سيةا‪،‬ن وقسسد أصسسابنا ماسسنم البلء ماسسال يسسف عليسسك‪،‬ن‬
‫فاماننم علينا مالنم ال عليك‪.‬ن قالا‪ :‬وقاما رجل مانم هوازن‪،‬ن أحد بن سإعد بسنم بكسسر يقسسالا لسسه زهيس‬
‫يكن أبسا صسرد فقسالا‪ :‬يا رسإسولا الس إنسا فس الظسائر عمحاتسك وخالتسك وحواضسنك اللتس كسنم‬
‫يكفلنسك‪،‬ن ولسو أنسا مالحنسسا للحسارث بسنم أبس شسسر‪،‬ن أو للنعمحسسان بسنم النسسذهر ثس نسزلا ماسسنم بثمسل السذهي‬
‫نزلت به رجونا عطفه وعائدته علينا‪،‬ن وأنت خي الكفوليم‪.‬ن‬

‫فقسسالا رسإسسولا الس صسسلى الس عليسسه وسإسسلم‪ :‬أبنسساؤكم ونسسساؤكم أحسسبج إليكسسم أما أماسوالكم؟‬
‫فقالوا‪ :‬يارسإولا ال‪،‬ن خليتنا بيم أماوالنسسا وأحسسابنا‪،‬ن بسل تمسرلد إلينسا نسساؤنا فهسو أحسبج إلينسا‪،‬ن فقسسالا‬
‫لسم‪ :‬أماسا ماسسا كسان لس ولبنس عبسد الطلسسبج فهسسو لكسسم‪،‬ن وإذا ماسا أنسا صسسليت الظهسر بالنساس فقوماسوا‬

‫‪ 22‬رواه ابنم مااجه )‪،(3950‬ن والللكائي ف شرح أصولا العتقاد )‪،(153‬ن وابنم أب عاصم ف السسسنة )ح‬
‫‪،80‬ن ‪.(84‬ن عنم أنس مارفوءعا بلفظ‪) :‬فعليكم بالسواد العظم "‪.‬ن‬
‫‪ 23‬أخرجه التماذهي ف الب والصلة‪،‬ن باب ماا جاء فس الحسسان والعفسو )‪/4/364‬ح ‪ (2005‬ماسنم حسديث‬
‫حذهيفة به‪.‬ن وقسالا التماسذهي‪ :‬حسسنم غريسبج‪.‬ن وذكسره البغسوي تعليءقسا فس شسرح السسنة )‪،(13/32‬ن والسديث فس‬
‫الشس سسكاةا )ح ‪،(5129‬ن والس سستغيبج للمحنس سسذهري )‪،(3/341‬ن وفس س الكنس سسز )ح ‪ (4035‬وعس سزاه صس سساحبه إلس س‬
‫البخاري ف صحيحه وهذها وهم مانه غفر ال له‪.‬ن‬

‫)‪(20‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫وقولوا‪ :‬إنا نستشفع برسإولا ال إل السلمحيم‪،‬ن وبالسلمحيم إل رسإولا ال ف أبنائنا فسأعطيكم‬


‫عنسسد ذلسسك‪،‬ن وأسإسسألا لكسسم‪،‬ن فلمحسسا صسسلى رسإسسولا ال س صسسلى ال س عليسسه وسإسسلم بالنسساس الظهسسر قسساماوا‬
‫فتكلمحوا بالذهي أمارهم به‪،‬ن فقالا رسإسسولا الس صسسلى الس عليسسه وسإسسلم‪ :‬أماسسا ماسا كسسان لس ولبنس عبسسد‬
‫الطلسسبج فهسسو لكسسم‪،‬ن فقسسالا‪ :‬الهسساجرون‪ :‬وماسسا كسسان لنسسا فهسسو لرسإسسولا الس صسسلى الس عليسسه وسإسسلم ‪،‬ن‬
‫وقالت النصار‪ :‬وماا كان لنا فهو لرسإولا ال صلى ال عليه وسإلم ‪.24‬ن‬

‫وف رواية‪ " :‬فقالا الناس‪.‬ن قد طبنا لرسإولا ال صلى ال عليه وسإلم فقسسالا‪ :‬إنسسا لنعسسرف‬
‫مانم رضي مانكم منم ل يرض‪.‬ن فارجعوا حت يرفع إلينا عرفاؤكم أماركم‪.25‬ن فردوا عليهم نساءهم‬
‫وأبناءهم ل يتخلف مانهم أحد غي عيينة بنم حصنم‪.‬ن فإنه أب أن يسرد عجسوءزا صسارت فس يديه‬
‫مانهم‪،‬ن ث رلدها بعد ذلك وكسا رسإولا ال صلى ال عليه وسإلم السب نبطية قبطية "‪.‬ن‬

‫وعنسسدماا يكسسون السسديث ف س أماسسر العاماسسة فل بسسد أن يكسسون للمحتحسسدث صسسفات ضسسرورية‬
‫ولزماة أهها نفي السفه الذهي يثمبست الكمحسة كمحا فس السديث‪ " :‬سإيأت علسي النساس سإسنوات‬
‫خ سدداعات يمص سددمق فيهسسا الكسساذب‪،‬ن ويكسسذهب فيهسسا الصسسادق‪،‬ن ويسسؤتنم فيهسسا السسائنم‪،‬ن ويسسون فيهسسا‬
‫المايمس سس‪،‬ن وينطس سسق فيهس سسا الرويبضمس سسة‪.‬ن قيس سسل‪ :‬وماس سسا الرويبضمس سسة؟ قس سسالا‪ :‬الرجس سسل التس سسافه يتكلس سسم ف س س أماس سسر‬
‫العاماة"‪.26‬ن‬

‫وماسسنم ناحيسسة أخسسرى‪ :‬فسسإن ماصسسطلح العاماسسة السسسلمحة يتحسسدد بانتفسساء صسسفة المحسسج الرعسساع‬
‫وحديث علي بنم أب طالبج يبيم الصفة السإاسإية للهمحج الرعاع‪.‬ن‬

‫الناس ثلثة‪ " :‬عال ربان‪،‬ن وماتعلم على سإبيل ناةا‪،‬ن والباقي رعاع أتباع كل ناعق"‪.27‬ن‬

‫وبذهلك يتبيم مانهج الرتفاع فوق ماستوى هؤلء المحج الرعاع‪.‬ن‬

‫إن المحج الرعاع قوما ل يفقهون ول يعلمحون‪.‬ن‬

‫ل يدركون أصولا التفكي فهم ل يفقهون‪.‬ن‬

‫ول يعلمحون صواب الواقع‪.‬ن وليسوا على سإبيل النجاةا‪.‬ن‬

‫وصواب التفكي وإدراك الواقع هي النجاةا مانم صفة المحج الرعاع‪.‬ن‬

‫‪ 24‬رواه أحد ف ماسنده‪،‬ن ورواه البيهقي ف الدلئل )‪،(5/197‬ن وذكره ابنم هشاما ف السيةا )‪.(4/135‬ن‬
‫‪ 25‬لحظ اهتمحاما رسإولا ال )ص( بوصولا رأي الناس بطريقة صحيحة‪.‬ن‬
‫‪ 26‬صحيح‪ :‬أخرجه أحد وابنم مااجه وماالك عنم أب هريرةا‪.‬ن‬
‫‪ 27‬جاماع بيان العلم وفضمله لبنم عبد الب ص ‪ 29‬عنم علي – طبعة دار الفتح‪.‬ن‬

‫)‪(21‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫بعدتديد النظرية السياسإية ف إطارهسسا السواقعي‪،‬ن وتديسسد بنساء النظريسسة السياسإسية بقتضمسى‬
‫الق‪،‬ن نأت إل الصلة بيم الواقع والق‪،‬ن أو‪:‬‬

‫‪ (4‬العلقة الجدلية بين الفكر والحركة‪:‬‬

‫وبادى ذي بدء نريد أن نوضح ماعن " العلقة الدلية‪ 28‬بيم الفكر والركة "‪.‬ن‬

‫ففي البدء تكون الفكرةا ث تكون با الركة‪،‬ن فتضميف الركسة خسبةا جديسسدةا تضمسساف إلس‬
‫الفكسرةا الصسسلية‪،‬ن فيتسسسع نطسساق الفكسرةا فنتحسسرك بسسه حركسسة أوسإسسع؛ فتضمسسيف إلينسسا الركسسة الوسإسسع‬
‫خبةا أكسب تضمساف إلس نطساق الفكسر ليتسسع فنمحسارس بة حركسة أوسإسع وهكسذها‪.‬ن هسذها هسو تفسسي‬
‫جدلية العلقة بيم الفكر والركة‪.‬ن‬

‫وعنس سسدماا يس سسزداد حجس سسم الفكس سسر دون أن نس سسارس بس سسه حركس سسة ماناسإس سسبة فس سسإن هس سسذها يثمس سسل خللء‬
‫سإياسإياء إذ قد تتحولا الدعوةا بسببج هذها اللل إذا تضمخم إل ظاهرةا فكرية بتة‪.‬ن‬

‫وماسسنم هنسسا يلس سزما كضمسسرورةا سإياسإسسية تديسسد إطسسار الفكسسر السسذهي ينشسسأ ماسسنم خللا العلقسسة‬
‫الدلية الصحيحة ماع الركة وهو ماا يسمحى فكر الركي‪.‬ن‬

‫والطار السإاسإي لذها الفكر هو قضمايا حد السإلما " قضمسسايا الكسسم والنسسسك والسسولء‬
‫"‪.‬ن‬

‫ويضماف إليهسا كسسل قضمسايا الفكسسر السستفادةا ماسنم خسبةا التحسرك بقضمسسايا حسد السإسسلما فس‬
‫الواقع‪.‬ن‬

‫وقسسد سإسسبق تقريسسر أن الفكسسر ف س تطسسوره ماسسع الركسسة ماسسستفاد ماسسنم خسبةا الركسسة وأن تديسسده‬
‫يك سسون باعتب سسار أص سسحابه؛ فيص سسبح أي فك سسر ناش سسئ ع سسنم خس سبةا عمحلي سسة ماس سستفادةا ما سسنم ماواجه سسة‬
‫صاحبه ماع الاهلية يصبح هذها الفكر داخلء ف إطار الفكر الركي‪.‬ن‬

‫وكمحا تدد الفكر تتحدد الركة‪.‬ن‬

‫والطسسار السإاسإسسي لسسذهه الركسسة هسسو التبليسسغ بالكلمحسسة واسإسستخداما القس سوةا وقيسساما السسسلطة؛‬
‫فيجسسبج تديسسد إطسسار الركسسة الصسسحيحة السست تنشسسأ ماسسنم خللسسا العلقسسة الدليسسة الصسسحيحة ماسسع‬
‫الفكر‪.‬ن وماعن هذها التحديد أن أي كيان ل يتبن أسإسلوب التبليسسغ وإقاماسسة الجسة ورفسسع اللتبسساس‬
‫وتصحيح الفاهيم وأسإلوب الواجهة القويسسة الادفسسة إلس إقاماسة السسسلطة السإسسلماية‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن أي كيسسان‬
‫ل يتبن هذهه السإاليبج يكون خارجاء مانم إطار التحديد السياسإي للحركة‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬
‫‪ 28‬أحيانا يعب عنم كلمحة الدلية بكلمحة الديالكتيكية‪.‬ن‬

‫)‪(22‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫وليكنم ماعلومااء أن اللل ف العلقة بيم الفكسسرر والركسة خطسر عظيسسم يسسببج الفتنسة‪،‬ن فس‬
‫مارحلة الركة والمحاعة ويسببج النيار‪ 29‬ف مارحلة الدولة‪.‬ن‬

‫وأبسسرز قضمسسايا العلقسسة الدليسسة بيمس س الفكسسر والركسسة هسسي‪ :‬قضمسسية الرحلسسة الكيسسة والدنيسسة‪،‬ن‬
‫وتفسي لتلك العلقة مانم أسإاسإها‪.‬ن‬

‫وهذهه القضمية لا عناصر يبج إدراكها ابتدءاء‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬

‫أن مارحلة الدعوةا بعد تاما نزولا القران تاوزت الرحلة الكية والدنية شرعءا‪.‬ن‬

‫أن اعتبار الدعوةا ف مارحلة ماكية أو مادنية بعد ذلك اعتبار حركي‪.‬ن‬

‫فسسإذا كسسانت ظسسروف السسدعوةا تاثسسل الرحلسسة الكيسسة اعتبناهسسا مارحلسسة ماكيسسة‪،‬ن وإذا كسسانت‬
‫ظروف الدعوةا تاثل الرحلة الدنيسة اعتبناهسا مارحلسة مادنيسة‪،‬ن وماارسإسنا تطسبيق الحكساما النهجيسة‬
‫لكل مارحلة‪.‬ن‬

‫وعندئذه نكون مالزمايم بدراسإة علة التلف النهجي بيم الرحلتيم مانم حيث الواقع‪.‬ن‬

‫وبجرد البدء ف الدراسإة ند أن الد الفاصل البيم ف هذها الختلف هو حسسد القسسدرةا‬
‫والسإتطاعة‪.‬ن‬

‫فسسإذا كسسان الصسسل فس السسدعوةا هسسو العلن فسسإن عسسدما القسسدرةا عليسسه يعلنسسا نسسارس حكمحسسا‬
‫مانهجياء ماكياء وهو السرية‪.‬ن‬

‫وأهم ماثمالا عنم العلن وإظهار الدينم باعتبار القدرةا‪:‬‬

‫هو جواز إقاماة المحعة والمحاعات ف غي ديار السإلما‪.‬ن‬

‫فبالرغم ماسنم أن إقاماة المحعسة الست تسدد لقاماتهسا شسروط فقهيسة ماباشسرةا أن تكسون الدار‬
‫السست تقسساما فيهسسا المحسسع هسسي دار السإسسلما؛ فإنسسا تقسساما فس غيهسسا ماسسنم بسساب السواز إذا كسسان هنسساك‬
‫قدرةا على إقاماتها‪.‬ن‬

‫‪ 29‬والثمالا التاريي علسى ذلسك‪ :‬انيسار الدولسة العباسإسية‪،‬ن حيسث كسان النضمسوج الفكسري والنيار السياسإسي فس‬
‫نفس الوقت‪.‬ن‬

‫)‪(23‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫ول يتسسج لعسسدما إقاماتهسسا بانتفسساء الوجسسوب لنتفسساء الشسسرط الفقهسسي؛ لن إقاماتهسسا باعتبسسار‬
‫القسسدرةا يكسسون ماسسنم بسساب السواز ماثمسسل إقاماسسة المحعسسة للمحسرأةا والغلما والعبسسد ماسسنم بسساب السواز عنسسد‬
‫القدرةا رغم عدما الوجوب بالنسبة لم؛ لنتفاء شروط وجوبا عليهم‪.‬ن‬

‫غي أن السيةا تفظ لنا حدثاء ثابتءاعنم رسإولا ال صلى ال عليه وسإلم يقسوما بسسه السسدليل‬
‫على اعتبار القدرةا ف التفريق بيم الرحلة الكية والدنية وهو ماولسسة رسإسولا الس صسلى الس عليسه‬
‫‪30‬‬
‫وسإلم وماعه علي بنم أب طالبج كسر الصناما ليلء دون أن يراهم أحد‪.‬ن‬

‫وبعد تديد الصلة بيم الواقع والق نكون قد انتهينسا ماسنم تديسد عنصسرينم ماسنم عناصسر‬
‫الكمحة ف تديد النظرية السياسإية؛ لنأت بعدها إل العنصر الثمالث وهسو النسسان السذهي يثمسل‬
‫الانبج النسان ف النظرية‪.‬ن‬

‫ج( المنطلق النساني للممارسة السياسية )المسلم السياسي(‪:‬‬

‫أماا جانبج " النسان " ف النظرية السياسإية فإنه يتمحثمل ف ماصطلحيم‪:‬‬

‫الولا‪ :‬الفكر السياسإسي‪ :‬وذلسك باعتبسار أن الفكسر ماهمحسة إنسسانية صسادرةا عسنم النسسان‬
‫الرتبط بالق والناظر ف الواقع والدرك للغاية‪.‬ن‬

‫لتصبح جوانبج الكمحة هي بذهاتا عناصر الفكر السياسإي‪.‬ن‬

‫وبس سسذهلك أصس سسبح لزاماس ساء علس سسى الفكس سسر السياسإس سسي السإس سسلماي اللس سستزاما بالسإس سساس الشس سسرعي؛‬
‫ليكون الق هو القيمحة العليا الت مانها وبا تتحدد جيع أبعاد المحارسإة السياسإية‪.‬ن‬

‫وأصسسبح لزاماس ساء علسسى الفكسسر السياسإسسي السإسسلماي الرتبسساط بسسالواقع بسسانبيه‪ :‬الجتمحسساعي‬
‫والركي؛ وذلك مانم خللا الرتباط بالواقع الدعوةا‪،‬ن وكسذهلك ماسنم خللا اللستزاما بقواعسد الركة‬
‫لذها الواقع‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن أيضمءا‪.‬ن‬

‫وأصبح لزامااء على الفكر السياسإي السإلماي اعتبار قضمية اللفة هي مانطلقسسة الوحيسسد‬
‫ف بناء وتصور القيقة السياسإية وذلك على أسإاس أن اللفة هي الغاية النهائية للحركة‪.‬ن‬

‫وبذهلك يكون الفكر السياسإي علقة تفاعل بيم التأماسل بسالق ماسنم جانبج النسسان فس‬
‫الواقع‪،‬ن وإدراك الغاية‬

‫‪ 30‬أخسسرج القصسسة أحسسد ف س السسسند )‪،1/84‬ن ‪ (159‬عسسنم علسسي بسسنم أب س طسسالبج‪،‬ن وذكسسره اليثممحسسي فس المحسسع )‬
‫‪ (6/23‬وعزاه إل أحد وأبو يعلى والبزار وقالا‪ :‬رجالا المحيع ثقات‪.‬ن‬

‫)‪(24‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫وإذا كان التأمال يعكس النبوغا الفردي والساسإية الذهاتية‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬

‫فإن الواقع ترجة للمحعاناةا اليوماية مانم خللا المحارسإة‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬

‫والسإتمحرارية الفكرية تفتض التتابع الستمحر والعاناةا النتظمحة ف علقة ثابتة بيم الفكر‬
‫والركة؛ حت تتحقق الغاية‪.‬ن‬

‫الثاني‪ :‬الزعاماة السياسية‪:‬‬

‫والزعاماسسة السياسإسسية تعن س باختصسسار‪ :‬القسسدرةا الذهاتيسسة علسسى اتسساذ الق سرار السياسإسسي القسسق‬
‫لكب احتمحالت الصواب وأقضمى درجات الطمحئنان النفسي " يعن الانبج النسان للق سرار‬
‫السياسإي "‪.‬ن‬

‫وعلى هذها فإن الزعاماة السياسإية تتطلبج بذها العتبار عدةا صفات أسإاسإية‪:‬‬

‫الخلص اللهسسم للص سواب والسسب للخطسسأ والقسسق للثم سواب ف س كل الماريسسنم والقسسق ف س‬
‫نفس الوقت للتجرد مانم الصراعات النفسية والؤثرات العاطفية والصلحة الشخصية‪.‬ن‬

‫التوكل العيم على خوض التجربة قبل بدئها وعلى تمحل اثارها بعد تاماها‪.‬ن‬

‫ال سسذهكاء الق سسق للحاط سسة ب سسالقرار واث سساره واحتمح سسالته وب سسدائله؛ بدق سسة ذهني سسة واسإتش سسفاف‬
‫ماستقبلي يسستوف حسق التفكيس فس القسرار بأسإسسرع وقست مكسسنم بيسسث ل يصسسل صساحبج التفكيس‬
‫إل مارحلة السإتغراق النظري الضمل والي‪.‬ن‬

‫ال سبةا الستخلصسسة ماسسنم تسسارب الاضسسي الشسسابة للتجربسسة القائمحسسة لتحقيسسق كسسل عناصسسر‬
‫الصحة والصواب بأسإهل السإاليبج‪،‬ن وتقيق أكب العوامال النبهسسة للتجربسسة إلس الزالسسق والثمغسرات‬
‫الت دفع ثنها أصحاب التجارب السابقة حت ل يتضماعف الثممحنم وتتضماءلا الصيلة‪.‬ن‬

‫الع سزما السسذهي يعسسل صسساحبج الق سرار مانطلق ساء بق سراره بأقصسسى الطمحئنسسان الشسسرعي والركسسي‬
‫والنفسسسي‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن اطمحئنانساء يلسسؤه ويتعسسداه مانسسه إلس جيسسع اليطيمس بسسه فيطمحئنسوا كمحسا اطمحسسأن اطمحئنانساء‬
‫واثقءا‪،‬ن بغي غرور يعمحي عنم القيقة‪،‬ن وبغي تردد يضميع الدف ويي الشاركيم له ف الوقف‪.‬ن‬

‫القسوةا الشخصسسية السست يأخسسذه بسسا فرصسسته الكامالسسة فس اتسساذ قسراره ويتنبسسه بسسا ألس السساولت‬
‫الطبيعي سسة الص سساحبة لك سسل قس سرار جدي سسد وال سست ي سساولا فيه سسا أص سسحابا نق سسد أو رف سسض القس سرار ما سسنم‬
‫اليطيمس س بصسساحبج القس سرار عنسسدماا يكسسون حس سوله الخلسسص غيس س السسذهكي والسسذهكي الفاقسسد للخس سبةا؛‬

‫)‪(25‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫حيث سإيتمحثمل كل فقد لي عنصر مانم عناصر الخلص والذهكاء والبةا فس ماولسسة ماعاكسسسة‬
‫لصاحبج القرار‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬

‫القوةا الشخصية الست ينشسئ بسا واقعساء جديسسدءا‪،‬ن ويسدخل بسا فس مارحلسة جديسسدةا‪،‬ن ويسدث‬
‫با ماتغيات جديدةا بقرار واحد يتطلبج رجلء قوياء وزعيمحاء سإياسإيءا‪.‬ن‬

‫صدق اليان الذهي يعله يتعرف على ماصلحة الدعوةا بكل كيانه وماواهبه‪.‬ن‬

‫تطر له الفكر ويلهم المار‪.‬ن ويعيش الصواب‪.‬ن‬

‫يعيش قضميته‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن يغي ظروفه وينهض بأماته وييي حضمارته‪.‬ن‬

‫الصب الذهى يتحمحل به الناوأةا مانم الختلفيم ماعه داخل كيانه السياسإي‪،‬ن والتبصيم به‬
‫خسسارج كيسسانه‪،‬ن والضمسساغطيت عليسسه ماسسنم العقسسولا غي س الفاهسسة‪،‬ن والاقسسدينم عليسسه ماسسنم النفسسوس غي س‬
‫السوية‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن الصب الذهي يقق الرحلية النبطة بل بطء الائف‪،‬ن ول تور التحمحس‪.‬ن‬

‫البواللفة‪ :‬الت تعيم علي الطمحئنان لقراره وتفسف ماسنم وطسأةا الطسأ إذا حدث وتعيمس‬
‫علسي تمحسل العانساةا التتبسة علسي الطسأ‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن السبج السذهي يعسل المحيسع يبذهلا كسل ماسا فس وسإسعه؛‬
‫لناح قرار يبون صاحبه " خي أمارائكم مانم تبونم "‪.31‬ن‬

‫الربانية الت تمحي الزعيم مانم أي تناقض بيم الق الطلق وإنسانيته‪.‬ن‬

‫البصيةا الت تمحي الزعيم مانم غيبة الغاية عنم تصوره‪.‬ن‬

‫العلم الذهي يمحي الزعيم مانم الغفلة بالواقع وطبيعة الماور‪.‬ن‬

‫وبذهلك تتمحع ف الزعاماة السياسإية كل العناصر الققة لضممحون النظرية السياسإية‪.‬ن‬

‫فتصبح الزعاماة هي الصلة النهائية للمحمحارسإة‪.‬ن‬

‫كمحا تصبح الزعاماة السياسإسية أسإاسإساء فس بنساء النظريسة السياسإية مسا يعسل هسذها السإساس‬
‫ماقدماة ضرورية لتحقيق الحكاما بيم جوانبج بناء النظرية السياسإية‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬

‫وذلك بعد تاما الوصولا إل الغاية‪.‬ن‬

‫‪ 31‬رواه ماسلم ف الماسارةا بساب وجسوب النكسار علسى المايس فيمحسا يالف الشسرع )‪ – 4/12/244‬نسووي(‪،‬ن‬
‫وأحد ف السند )‪ (6/24‬عنم عوف بنم ماالك بلفظ‪) :‬خيار أئمحتكم الذهينم تبونم ويبونكم"‪.‬ن‬

‫)‪(26‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫د( أهداف العمل السياسي )الغاية(‪:‬‬

‫وجسسانبج الغايسسة ف س التصسسور السياسإسسي‪،‬ن لسسه ماعن س جسسوهري وهسسو الدايسسة؛ لن الدايسسة هسسي‬
‫غاية الدعوةا وحكمحتها‪.‬ن‬

‫وباعتبار أن السلطة هي الوسإيلة السإاسإية لتحقيسسق الدايسسة‪.‬ن )إن الس يسسزع بالسسلطان ماسسا‬
‫ل يزع بالقران(‪.32‬ن‬

‫وباعتبار أن للسلطة حداء نائياء وهسسو اللفسة؛ أصسسبحت اللفسة هسي الصسيغة السياسإسية‬
‫لغاية الداية‪.‬ن‬

‫ولكنم إقاماسة السسلطة ابتسدءاء‪،‬ن واللفسة كحسد نسائي لسا تقتضمسي القسوةا‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن والقسوةا تقتضمسي‬
‫الشهادةا‪.‬ن‬

‫والشهادةا تقتضمي النة‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬

‫فأصبحت الشهادةا والنة غاية نائية علي الستوي الفردي لصحاب الدعوةا‪.‬ن‬

‫وبذهلك يتحدد ممحوع الغايات بصورةا مارتبة‪:‬‬

‫الداية‪ :‬كغاية نائية للدعوةا‪.‬ن‬

‫الدولة واللفة‪ :‬كصيغة سإياسإية لتلك الغاية‪.‬ن‬

‫الشهادةا والنة‪ :‬كمحقتضمي؛ لتحقيق تلك الصيغة‪.‬ن وهذهه القائق الثملث هسسي السست تثمسل‬
‫ف التصور السياسإي جانبج الغاية‪.‬ن‬

‫وبسبج ترتيبج حقائق الغاية ف التصور السياسإي‪.‬ن‬

‫أصبحت غاية الداية هي الدف الت ترتبط با كل السإاليبج‪.‬ن‬

‫وهسسذها الرتبسساط حقيقسسة بسسارزةا ف س التصسسور السإسسلماي العسساما حيسسث أن الغايسسة والسإسسلوب‬
‫ليس بينهمحا ف التصور السإلماي أي تناقض‪.‬ن‬

‫ومانم هنا أصبحت غاية الداية هي الصلة النهائية لكل أبعاد التصور السياسإي‪.‬ن‬
‫‪ 32‬أورده ابسسنم ك سثمي ف س تفسسسيه )‪ – 5/109‬ط‪.‬ن كتسساب الشسسعبج( ف س تفسسسي ق سوله تعسسال‪) :‬واجعسسل ل س ماسسنم‬
‫لدنك سإلطاءنا نصءيا "‪،‬ن وهو أثر عنم عثممحان بنم عفان رضي ال عنه‪.‬ن‬

‫)‪(27‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫فالدايسسة هسسي مصسسلة البعسسد العسسسكري بسسدليل قسسولا رسإسسولا الس صسسلى الس عليسسه وسإسسلم‪" :‬‬
‫لن يهسسدي الس بسسك رجلء واحسسداء خيس لسسك ماسسنم حسسر النعسسم "‪ 33‬وقسوله‪ " :‬عجبسست لقسوما يسسرون‬
‫ال النة بالسلسإل "‪.34‬ن‬

‫والدايسسة هسسي مصسسلة البعسسد القتصسسادي بسسدليل قسسولا رسإسسولا الس صسسلى الس عليسسه وسإسسلم‪" :‬‬
‫إنس أعطسسي الرجسسل وغيه أحسسبج إلس مانسسه مافسسة أن يكبسسه الس فس النسار "‪ 35‬وقسسولا السس‪ " :‬والؤلفسسة‬
‫قلوبم‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن "‪.‬ن‬

‫والداية هي مصلة البعد المحاهيي‪.36‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬

‫غيس أن نقطسسة الضمسسوء الكثمفسسة حسسولا حقيقسسة الغايسسة فس التصسسور السياسإسسي هسسي حسسق هسسذهه‬
‫الغايسسة علسسي ماسسستوي كيانسسات الركسسة التعسسددةا السست تتبن س جيعهسسا الدايسسة كغايسسة واحسسدةا لتلسسك‬
‫الكيانات‪.‬ن‬

‫فيجسسبج أن يكسسون لسسذهه الغايسسة الواحسسدةا – وهسسي اللفسسة – حسسق مافسسروض علسسي طبيعسسة‬
‫العلقة بيم الكيانات التعددةا الادفة إل هذهه الغاية الواحدةا‪.‬ن‬

‫‪ 33‬أخرجه البخاري ف الهاد والسي باب‪ :‬دعاء النب )ص( النسساس إلس السإسلما )‪/6/128‬ح ‪– 2942‬‬
‫فتس سسح(‪،‬ن وماسس سسلم فس س الفضمس سسائل فس س فضمس سسائل علس سسي )‪،5/15/177‬ن ‪ – 178‬نس سسووي(‪،‬ن وأحس سسد فس س السس سسند )‬
‫‪ (5/333‬جيءعا عنم سإهل بنم سإعد‪،‬ن وقد خرج هذها الديث عنم سإلمحة بنم الكوع‪.‬ن‬
‫‪ 34‬أخرجه البخاري فس الهساد والسسي باب السإارى فس السلسإسل )‪/6/268‬ح ‪ – 3010‬فتسح(‪،‬ن وأحسد‬
‫ف السند )‪،(2/406‬ن وأبسو داود )‪ (2677‬عسنم أبس هريسرةا بلفسظ‪) :‬عجسبج ربنسا "‪.‬ن أماا لفسظ‪) :‬عجبست "‪.‬ن‬
‫فقد رواه أحد ف السند )‪ (5/249‬عنم أب أمااماة‪.‬ن‬
‫‪ 35‬روى البخاري وأحد حديءثما بعناه عنم عمحرو بنم تغلبج )‪/6/288‬ح ‪،(3145‬ن والسند )‪.(5/69‬ن‬
‫‪ 36‬كمحا سإيتضمح – إن شاء ال – ف باب أبعاد التصور السياسإي‪.‬ن‬

‫)‪(28‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫ثانيال‬
‫الصيغة السياسية لحركة الهداية‬
‫أ( دولة الدعوة‪:‬‬

‫والسعي للخلفة كصيغة سإياسإية للغاية‪،‬ن يبدأ بإقاماة الدولة الرتبطة بالداية‪.‬ن‬

‫فالدولة السإلماية أسإاسإها نشر الدعوةا والعقيسسدةا‪،‬ن والسدعوةا السإسسلماية مورهسسا ووظيفتهسسا‬
‫خلق القناعة بقيقة الدينم‪.‬ن‬

‫وواجسسبج الرسإسسولا صسسلى ال س عليسسه وسإسسلم هسسو السسدعوةا‪ " :‬ادع إل س سإسسبيل ربسسك بالكمحسسة‬
‫والوعظة السنة وجسادلم بسالت هسي أحسنم "‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن هسذهه الطبيعة التمحيسزةا كسان ل بسد وأن تكسمون‬
‫بصائصسسها جيسسع عناصسسر وماتغيات النمحسسوذج السياسإسسي السإسسلماي‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن فالدولسسة وظيفتهسسا السسدفاع‬
‫عسسنم العقيسسدةا‪،‬ن وأسإسساس شسسرعية السسسلطة ومسسور وسإسسببج وجودهسسا هسسو نشسسر السسدعوةا فيهسسا‪،‬ن والسسدعوةا‬
‫والسلطة يتفاعلن كحقيقة دينامايكية واحدةا‪،‬ن ورغم أن الور السإاسإسي وجسوهر هسذها التفاعسل‬
‫هسسو السدينم إل أن السسلطة هسسي السست تسأت فتخلسسق ذلسسك الطسسار السسذهي يتيسسح للمحسواطنم بسأن يقسسق‬
‫ذاتسسه ماسسنم خللا السإسستجابة إلس س قواعسسد المحارسإسسة الدينيسسة‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن وهكسسذها فسسإن شسسرعية السسسلطة هسسي‬
‫الدينم وأداةا الدينم هي السلطة‪.‬ن‬

‫إن واجبج الدولة هو أن تدعو إل كلمحة الق‪،‬ن وأن تسسدعو ماسسنم خلللقنسساع‪،‬ن والقتنسساع‬
‫بذها الفهوما لذها كان ول بد أن يتحولا إل قواعد للمحارسإة ف كل ماسا لسه صسلة بنظريسة التعاماسل‬
‫السياسإي ف الضمارةا السإلماية‪.‬ن‬

‫وكسسذهلك فسسإن البيعسسة كعقسسد سإياسإسسي ماصسسدر للسسسلطة تتمحركسسز حسسولا عنصسسر أسإاسإسسي هسسو‬
‫وحده مور شرعيتها وهسو ماضمسمحون المحارسإسة للسلطة‪ :‬اح تاما الحكساما السإسلماية فإذا حدث‬
‫إخللا بذهلك الضممحون يصي السلم وقد أضحى ليس مانم حقه – فقط – عسسدما الطاعسة‪،‬ن بسل‬
‫مانم واجبه رفض تلك الطاعة وماقاوماة الاكم ولو بالسلح‪.37‬ن‬

‫‪ 37‬سإلوك المحالك ف تدبي المحالك‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن كتاب الشعبج‪،‬ن تقيق حاماد ربيع – طبعة الشعبج‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن الزء الولا‪.‬ن‬

‫)‪(29‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫لكم‪،‬ن والكم هسسو ماقتضمسسى التوحيسد‪" :‬‬‫والدولة هي ماقتضمى التوحيد؛ لن الدولة هي ا م‬


‫ماا تعبدون مانم دونه إل أساء سيتمحوها أنتم وآباؤكم ماا أنزلا ال با مانم سإلطان إن الكم إل‬
‫ل أمار أل تعبدوا إل إياه ذلك الدينم القيم ولكنم أكثمر الناس ل يعلمحون "‪.‬ن‬

‫والدولة هي التمحكيم للدينم ف الرض‪ " :‬وليمحكننم لم دينهم الذهي ارتضمى لم "‪.‬ن‬

‫والدول سسة ه سسي الداةا السإاسإ سسية لقاما سسة ال سسدينم‪ " :‬ال سسذهينم إن ماكن سساهم فس س الرض أق سساماوا‬
‫الصلةا وأماروا بالعروف ونوا عنم النكر ول عاقبة الماور "‪.‬ن‬

‫لقد كانت بيعة العقبة الولس هسي أولا مارحلسة فعلية لقاماة الدولسة‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن وكسان ماضمسمحونا‪:‬‬
‫" حت أبلغ دعوةا رب "‪.38‬ن‬

‫فالدولة هي الوسإيلة السإاسإية للدعوةا‪.‬ن‬

‫وف قولا ال‪ " :‬ونريد أن ننم على الذهينم اسإتضمعفوا "‪.‬ن‬

‫فندرك أن الدولة لرفع السإتضمعاف عنم السلمحيم‪.‬ن‬

‫وف قوله سإبحانه‪ " :‬حت ل تكون فتنة "‪.‬ن‬

‫ندرك أن الدولة لرفع الفتنة مانم جانبج غي السلمحيم؛ ويكون الدينم ل‪.‬ن‬

‫ولسسذهلك جسساء تعريسسف وظيفسسة الدولسسة ف س التصسسور السياسإسسي بأنسسا‪ :‬ممحسسوع الهسسداف السست‬
‫يبج أن تسعى الرادةا السياسإية إل تقيقها مانم خللا الداةا النظاماية‪.39‬ن‬

‫إن الدولس سسة عنس سسدماا تكس سسون للس سسدعوةا فس سسإن هس سسذها ماعنس سساه أن يكس سسون الس سساكم ونظس سسم الكس سسم‬
‫والكومايم به أداةا للدعوةا‪.‬ن‬

‫بل تكون الدعوةا قضمية كل إنسان وحياةا كل نسمحة ف دولة الدعوةا‪.‬ن‬

‫بل يبلغ المار بأن تكون الدعوةا قضمية الدهد ف دولة سإليمحان نب ال‪.‬ن‬
‫‪ 38‬أخرجه أحد والبيهقي ف الدلئل وف السننم‪،‬ن والاكم وصححه ووافقه الذههب واليثممحسي فس المحسع‪.‬ن قالا‬
‫ابنم كثمي ف البداية والنهاية‪ :‬هذها إسإناد جيسد علسى شسرط ماسسلم وفيسه‪) :‬ماسنم يسؤوين؟ ماسنم ينصسرن حست أبلسغ‬
‫رسإالت رب؟ "‪.‬ن‬
‫‪ 39‬الاوردي‪ :‬الوظيفة السإاسإية للدولة‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن فيقولا القولا الخي ف السألة‪:‬‬
‫وظيفسسة الدولسسة هسسي السسدفاع عسسنم العقيسسدةا‪،‬ن وهسسو مسسور الركسسة السياسإسسية للدولسسة والسسبر لوجودهسسا السسسيطر علسسى‬
‫أهدافها‪.‬ن‬

‫)‪(30‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫يعر م‬
‫ف الشرك‪ " :‬وجدتا وقوماها يسجدون للشمحس مانم دون ال "‪.‬ن‬

‫ويعمرف التوحيد‪ " :‬أل يسجدوا ل الذهي يرج البجء ف السمحوات والرض "‪.‬ن‬

‫ويعمرف سإببج الشرك‪ " :‬وزينم لم الشيطان أعمحالم "‪.‬ن‬

‫ويعمرف السبيل‪ " :‬فصدهم عنم السبيل فهم ل يهتدون "‪.‬ن‬

‫يتسسأخر وهسسو ماطمحئسسنم؛ لن ماعسسه نبسسأ عظيسسم‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن نبسسأ فسسوق النظسساما‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن نبسسأ ماسسنم أجلسسه كسسان‬
‫النظاما‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن يتأخر وماعه عذهره؛ لن ماعه قضمية الدعوةا وهي قضمسية الساكم وقضمسية الدولسة وقضمسية‬
‫الما سسة‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن هده سسد يع سسرف أن ال سسدعوةا له سسل الرض جيعه سسم؛ فيج سسبج أل يك سسون ش سسرك فس س أي‬
‫ماكان‪،‬ن ففي سإبأ شرك يبج القضماء عليه‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن حت لو ل تكنم سإبأ ف مالك سإليمحان‪.‬ن‬

‫ودون أن يكون مانم رجالا المار بالعروف والنهي عنم النكر‪.‬ن‬

‫ودون أن يكون مانم رجالا السبة‪.‬ن‬

‫ودون أن يكون ماكلءفا‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن أو ماوظءفا‪.‬ن‬

‫فالدعوةا هي الضممحي وهي الوعي والذهات وهي الوية‪.‬ن‬

‫ولسسذهلك يقسسولا الماسساما ابسسنم القيسسم فس س شسسفاء العليسسل‪ :‬ولسسا كسسان الدهسسد داعيءسسا إلس س اليس س‬
‫وعبادةا ال وحسده والسسجود لسه جساء النهسي عسنم قتلسه‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن كمحا رواه الماساما أحسد وأبسو داود وابسنم‬
‫مااجه عنم أب هريرةا رضي ال عنه‪.40‬ن‬

‫لقد كانت دعوةا الدهد ولء للدولة السإلماية‪.‬ن‬

‫فكلسسنم ل بسسد أن يكسسون علسسى الدولسسة السإسسلماية واجسسبج حسسايته بعسسد أن أعطاهسسا ولءه‪،‬ن‬
‫فجاء ني رسإولا ال صلى ال عليه وسإلم عنم قتله وماعه النمحلة والنحلة‪.41‬ن‬

‫مانم أجل ذلك يبج أن تكون خطوط الركة ماشدودةا إل هدف الدولة‪.‬ن‬

‫وهذهه الطوط هي أخطر خطوط التصور السياسإي للحركة السإلماية‪.‬ن‬


‫‪ 40‬عنم أب هريرةا وعنم ابنم عباس‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن أخرجه أحد ف السند )‪،(1/332‬ن وأبو داود )‪،(5267‬ن وابنم مااجه‬
‫)‪،(3224‬ن والدارماي )‪،2/88‬ن ‪ (89‬جيءعا عنم ابنم عباس بلفظ‪) :‬نى عنم قتسل أربسع ماسنم السدواب‪ :‬النمحلسة‬
‫والنحلة والدهد والصرد "‪.‬ن وصححه الشيخ اللبان ف الرواء )‪.(2490‬ن‬
‫‪ 41‬انظر ماا قبله‪.‬ن‬

‫)‪(31‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫الس سسط الولا‪ :‬هس سسو أن يكس سسون لقيس سساما الدولس سسة العتبس سسار الولا فس س مانهس سسج الركس سسة وبسس سسبج‬
‫ماقتضميات الواقع وطبيعة الظروف وبكل الماكانيات‪.‬ن‬

‫ولكنم‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬

‫هسسذها العتبسسار ل يوقسسف كسسل كيسسان الركسسة علسسى هسسذها السسدف إذ أن هنسساك أهسسداءفا ماوازيسسة‬
‫ضرورية ف ذاتا بصفة شرعية وماؤدية إل هذها الدف السإاسإي بصفة حركية‪.‬ن‬

‫وأهم هذه الهداف‪:‬‬

‫‪ -‬رفع اللتباس عنم الناس واسإتفاضة البلغا‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن وهذهه هي الصفة الشرعية‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬

‫وهذها العمحل هو ف نفس الوقت بالصفة الركية‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن يعن تكوينم القاعدةا الؤيسسدةا للدولسسة‬
‫السإلماية ونظاما الكم السإلماي عندماا يقوما‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن ويبقى بعد ماا يقوما‪.‬ن‬

‫‪ -‬المار بالعروف والنهي عنم النكر‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن وهذهه هي الصفة الشرعية وهسذها العمحسل هسو فس‬
‫نفس الوقت بالصفة الركية تيئة الواقع الجتمحاعي للذعان لكم ال‪.‬ن‬

‫‪ -‬جع الماكانيات لقاماة الدولة‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن وهو مانم إعداد القسوةا‪،‬ن وهسسذهه هسسي الصسسفة الشسسرعية‬
‫وهسسذها العمحسسل هسسو فس نفسسس السسوقت بالصسسفة الركيسة‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن سإسيحمحي الركسسة ماسسنم الوصسسولا إلس مارحلسسة‬
‫حدوث العجز الداري والفن عند إقاماة السلطة‪.‬ن‬

‫والشرط السإاسإي ف مارسإة تقيق هذهه الهداف الوازية لسدف إقاماسة السلطة هسو أل‬
‫يطغسسى هسسدف بعينسسه علسسى بقيسسة الهسسداف الوازيسسة‪،‬ن وأل يطغسسى ممحسسوع الهسسداف الوازيسسة علسسى‬
‫هس سسدف إقاماس سسة السس سسلطة والعس سسداد لس سسا بالصس سسورةا الركيس سسة الباش س سرةا؛ لن لس سسه العتبس سسار الولا ف س س‬
‫الدعوةا‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن ودون أن يوقف هذها الدف السإاسإي هذهه العمحالا لنسا واجبسات أصسلية بصسفتها‬
‫الشرعية‪،‬ن وماؤدية إل الدف السإاسإي بصفتها الركية‪.‬ن‬

‫السسط الثمسسان‪ :‬هسسو أن يكسسون للمحستضمسسعفيم فس زماسسنم الركسة الوليسة فس نظسساما الدولسسة‪.42‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬
‫وذلس سسك لن الدولس سسة والسس سسلطة فتنس سسة فل يس سسبج أن يتعس سسرض لس سسا إل ماس سسنم ل تضمس سسره بس سسإذن الس سس‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬
‫والستضمعفون هم الذهينم عرضت على قلوبم الفت كالصسي عسوءدا عسوءدا كمحسا قالا رسإسولا الس‬
‫صلى ال عليه وسإلم ف الديث‪.43‬ن‬

‫‪ 42‬إذا كانت الحكاما الشرعية تمحي الدهد الذهي كان له الولء الطلق للدعوةا‪،‬ن فكيف بنم كان لسسه هسسذها‬
‫الولء مانم السلمحيم؟!‪.‬ن‬
‫‪ 43‬رواه ماسلم ف اليان بساب ذكسر الفتس تسسوج كمحسسوج البحسسر )‪ – 1/2/172‬نسسووي(‪،‬ن وأحسسد فس السسند )‬
‫‪،(5/405‬ن والبغوي ف شرح السنة )‪(15/6‬جيءعا مانم حديث حذهيفة بلفظ‪) :‬تعسسرض الفتس علسسى القلسسوب‬

‫)‪(32‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫فالستضمس س س سسعفون هس س س سسم الس س س سسذهينم ل تضمس س س سسرهم الس س س سسدنيا والسس س س سسلطان بعس س س سسد أن ماس س س سسروا برحلس س س سسة‬
‫السإتضمعاف‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬

‫ماسسنم ناحيسسة أخسسرى‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن فسسإن توليسسة الستضمسسعفيم ماسسسألة عسسدلا‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن يسسدلا علسسى ذلسسك خطبسسة‬
‫ل‪ :‬خطبج عمحر بنم الطاب بالابية فقالا‪:‬‬ ‫عمحر بنم الطاب الت رواها ليست عند عباس قائ ء‬
‫قاما فينا رسإسولا الس صسلى الس عليسه وسإسلم ماقساماي فيكسم فقسالا‪ " :‬اسإتوصسوا بأصسحاب خيءا‪،‬ن ثس‬
‫السسذهينم يلسسونم‪،‬ن ثس السسذهينم يلسسونم "‪.44‬ن كمحسسا قسسالا عمحسسر أيضمساء فس ماوضسسع اخسسر‪ :‬إن الس عسسز وجسسل‬
‫جعلن خازناء لذها الالا وقاسه له ث قالا‪ :‬بل ال يقسمحه وأنا بادئ بأهل النب صلى الس عليسسه‬
‫وسإلم ‪،‬ن ث أشرفهم‪،‬ن نفرض لزواج النب صلى ال عليه وسإلم عشسرةا الف إل جويريسة وصسفية‬
‫ومايمحونة‪،‬ن فقالت عائشة‪ :‬إن رسإولا الس صسسلى الس عليسسه وسإسسلم كسان يعسسدلا بيننسا‪،‬ن فعسسدلا بينهسسنم‬
‫عمحر‪،‬ن ث قالا‪ :‬إن بادئ بأصحاب الهاجرينم الوليم فإنا أخرجنا مانم ديارنا ظلمحاء وعدوانءا‪،‬ن ث‬
‫أشرفهم‪،‬ن ففرض لصحاب بدر مانهسم خسسة السف‪ :‬ولسنم شسهد بسدراء ماسنم النصسار أربعسة الف‬
‫ولنم شهد أحد ثلثة الف قالا‪ :‬ومانم أسإرع ف الجرةا أسإرع به العطساء‪،‬ن وماسنم أبطسأ فس الجسرةا‬
‫أبطأ به العطاء؛ فل يلومانم رجلء إل ماناخ راحلته‪.45‬ن‬

‫ومانم ناحية ثالثمة‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن فإن تولية الستضمعفيم وهم خي مانم حفظهم ال ماسسنم فتنسسة السسسلطة‬
‫سإيكونون خي مانم يفظون أماانة السلطة‪.‬ن‬

‫وهذهه خطبة عتبة بنم غزوان الست تثمسل الوثيقسة السياسإسية الست يتأكسد مانهسسا مانهسج السدعوةا‬
‫ف النتقالا مانم مارحلة الركة إل مارحلة الدولة‪.‬ن‬

‫خطبنسسا عتبسسة بسسنم غسسزوان فحمحسسد ال س وأثن س عليسسه‪،‬ن قسسالا‪ :‬أماسسا بعسسد‪ :‬فسسإن السسدنيا قسسد اذنسست‬
‫بصسرما وولسست حسسذهاء ولس يبسسق مانهسسا إل صسسبابة كصسسبابة النسساء يتصسسابا صسساحبها وإنكسسم مانتقلسسون‬
‫مانها إل دار ل زوالا لا؛ فانتقلوا بي ماا بضمرتكم فإنه قد ذكر لنا أن الجر يلقى مانم شسسفة‬
‫جهنم فيهوي فيها سإبعيم عاماساء ل يدرك لسا قعسرءا‪،‬ن ووالس لتمحلن‪،‬ن أفعجبتم‪،‬ن ولقسد ذكسر لنسا أن‬
‫ماسسا بيمس ماصسراعيم ماسسنم ماصسساريع النسسة ماسسيةا أربعيمس سإسسنة؛ وليسسأتيم عليهسسا يسوما وهسسو كظيسسظ ماسسنم‬
‫الزحسساما ولقسسد رأيتن س سإسسابع سإسسبعة ماسسع رسإسسولا ال س صسسلى ال س عليسسه وسإسسلم ماسسا لنسسا طعسساما إل ورق‬
‫الشسسجر حسست قرح سست أشسسداقنا فسسالتقطت بسسردةا فشسسققتها بينس س وبيمس س سإ سسعد بسسنم ماالسسك فسساتزرت‬
‫بنصس سسفها وات سسرز سإ سسعد بنص سسفها فمحس سسا أص سسبح اليس سوما مانس سسا أحس سسد إل أص سسبح أمايساء عل سسى ماصس سسر ما سسنم‬

‫كالصي "‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن الديث‪.‬ن‬


‫‪ 44‬رواه أحد ف السند )‪ (1/18‬عنم عمحر بنم الطاب‪،‬ن وابنم حبسسان فس صسسحيحه )‪/16/239‬ح ‪7254‬‬
‫ضما‪.‬ن‬
‫– إحسان( عنم عمحر أي ء‬
‫‪ 45‬رواه أحد ف السند )‪ (3/475‬عنم أب عمحرو بنم حفص بنم الغيةا‪.‬ن‬

‫)‪(33‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫الماصار‪،‬ن وإن أعوذ بال أن أكون ف نفسي عظيمحاء وعند ال صغيءا‪،‬ن وإنا ل تكسسنم نبسوةا قسسط‬
‫إل تناسإخت حت يكون اخر عاقبتها مالكاء فستخبون وتربون الماراء بعدنا‪.46‬ن‬

‫ومانم تليل الوثيقة يتبيم‪:‬‬

‫كيسسف أن الوليسسة لس تسسؤثر فس إيسسان السسولةا وارتبسساطهم بسسالخرةا واحتقسسارهم لشسسأن السسدنيا‪،‬ن‬
‫وكيسسف أن الوليسسة ل س تنسسس السسولء ف ستةا السإتضمسسعاف وأنسسا ل زالسست هسسي الف ستةا السست تل عقلسسه‬
‫ووجسسدانه ول س تزحزحهسساعنم ضسسمحيه مارسإسسة والكسسم‪.‬ن وكيسسف أن الوليسسة لس تصسسبه بأماراضسسها فنسراه‬
‫يستعيذه بال أن يكون ف نفسه عظيمحاء وعند ال صسسغيءا‪،‬ن وكيسسف أن الوليسسة مارحلسسة سإستمحر ولسسنم‬
‫تبقى لم وأنه سإيأت ولةا آخرون مددو الصفات والعال‪.‬ن‬

‫وهسسذهه وثيقسسة أخسسرى تتضمسسمحنم نفسسس القاعسسدةا وهسسي وثيقسسة تعييمس س أولا سإسسفراء بعسسد إقاماسسة‬
‫الدولة السإلماية‪.‬ن‬

‫وهذها بيان بأساء العينيم وصفات كل مانهم‪:‬‬

‫حس سساطبج بس سسنم أب س س بلتعس سسة‪ :‬سإس سسفي إل س س ماصس سسر أرسإس سسل إل س س القس سسوقس‪.‬ن وهس سسو بس سسدري شس سسهد‬
‫الديبية‪.47‬ن‬

‫دحية بنم خليفة الكلب‪ :‬سإفي إل الروما أرسإل هرقل‪.‬ن وهو قدي شهد الشاهد‪.48‬ن‬

‫سإليط بنم عمحرو العاماري‪ :‬سإفي اليمحاماة أرسإل إلس هسوذةا بسنم علسسي‪.‬ن وهسسو بسدري لسه قسدما‬
‫ف السإلما‪.49‬ن‬

‫شسسجاع بسسنم وهسسبج السإسسدي‪ :‬سإسسفي إلس س دماشسسق أرسإسسل إلس س السسرث بسسنم أبس س شسسر‪.‬ن ماسسنم‬
‫السابقيم هاجر للحبشة‪.50‬ن‬

‫‪ 46‬أخسسرج القصسسة ماسسسلم ف س الزهسسد )‪،6/18/101‬ن ‪ – 102‬نسسووي( ف س أولا الزهسسد عسسنم خالسسد بسسنم عمحيسس‪،‬ن‬
‫وأخرجهس سسا أحس سسد فس س الس سسند )‪ (4/174‬عس سسنم خالس سسد بس سسنم عمحيس سس‪،‬ن وذكره سسا اب سسنم الس سسوزي فس س صس سسفة الصس سسفوةا )‬
‫‪.(1/204‬ن‬
‫‪ 47‬انظر الصابة )‪.(1/314‬ن‬
‫‪ 48‬انظر الصابة )‪.(1/463‬ن‬
‫‪ 49‬انظر الصابة )‪.(2/70‬ن‬
‫‪ 50‬انظر ترجته ف الصابة )‪،(2/137‬ن والسإتيعاب ف الصابة )‪.(2/157‬ن‬

‫)‪(34‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫عبد ال بنم حذهافة السهمحي‪ :‬سإفي ال فسارس أرسإسسل إلس ابرويزبسسنم هرماسسز‪.‬ن مسساب السدعوةا‬
‫مانم سإادةا الصحابة‪.51‬ن‬

‫عمحسسرو بسسنم أمايسسة‪ :‬سإسسفي إلس س البشسسة ارسإسسل إلس س الصسسم بسسنم أبسسر النجاشسسي‪.‬ن أسإسسلم يس سوما‬
‫أحد‪.52‬ن‬

‫عمحرو بنم العاص سإفي إل عمحان‪.‬ن أسإلم قبل الفتح‪.53‬ن‬

‫وعندماا نقدما هذها النمحوذج التاريي لدولة الدعوةا نقدما ماعه هذهه القيقة‪.‬ن‬

‫إن حقيقسسة دولسسة السسدعوةا ل تتجلسسى إل فس س التجربسسة السإسسلماية؛ لن دار السإسسلما هسسي‬
‫ال سسدار ال سست تعلوه سسا أحك سساما السإ سسلما وعن سسدماا ل تعلوه سسا أحك سساما السإ سسلما ل تك سسون إسإ سسلماية‪،‬ن‬
‫وتصي خارج نطاق التجربة‪.‬ن‬

‫والسإلما يرفض إثبات اسإم دار السإلما لدولة ل تعلوها أحكاما السإلما ويعلسسنم الفقسسه‬
‫السإلماي أن الدولة الت ل تعلوها هذهه الحكاما ليست مسوبة على السإلما‪.‬ن‬

‫وفس س كس سسل ماراحس سسل الدولس سسة السس سسلمحة‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن كس سسان شس سسرط الس سسدعوةا قائمحس سءا‪.‬ن ابتس سسدءاء ماس سسنم اللفس سسة‬
‫الراشدةا‪.‬ن حت اللك العضمود‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن كانت الدعوةا‪.‬ن‬

‫أما سسا التج سسارب التاريي سسة للما سسم الس سسابقة فس س العلق سسة بيمس س الدول سسة وال سسدعوةا فإن سسا تس سسمحح‬
‫بتناقضمسسات غايسسة ف س الطسسورةا‪،‬ن فالضمسسارةا اليونانيسسة والروماانيسسة والفارسإسسية‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن ل س يكسسنم لسسا اهتمحسساما‬
‫بالس س سسدينم‪.‬ن وحس س سست الضمس س سسارةا الكاثوليكيس س سسة الس س سست قس س سسامات علس س سسى حقيقس س سسة التعصس س سسبج السإس س سستفزازي‬
‫للمحسيحية‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن كان هذها التعصبج فارغاء مانم ماضممحون الدعوةا‪.‬ن‬

‫حيس سسث كس سسانت صس سسيغة هس سسذها التعصس سسبج هس سسي الزايس سسدةا بيمس س الماس سراء والتاماس سسات بالرطفس سسة‬
‫والسيطرةا القيتة لرجسالا السدينم‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن كسانت هوسإساء فارغساء ماسسنم ماضمسمحون السدعوةا‪.‬ن حست ماثمسالا الدولسة‬
‫اليهودية كرماز للربط بيم الدولة والدينم يثمبت ويؤكد أن دولة الدعوةا ليست إل السإسسلما؛ لن‬
‫اليهود ليست لم أية صلة باليهودية‪.‬ن‬

‫وما سسنم هن سسا اسإسستحقت السسدعوةا السإسسلماية‪،‬ن دون غيه سسا‪،‬ن أن تك سسون القيمحسسة لدولسسة ال سسق‪،‬ن‬
‫واسإتحقت اللفة السإلماية أن تكون القيمحة لضمارةا الق‪.‬ن‬

‫‪ 51‬انظر ترجته ف الصابة )‪/2/287‬ت ‪،(4622‬ن والسإتيعاب ف الصابة )‪.(2/274‬ن‬


‫‪ 52‬انظر الصابة )‪/2/157‬ت ‪.(5768‬ن‬
‫‪ 53‬انظر ترجته ف الصابة )‪/3/2‬ت ‪،(5884‬ن والسإتيعاب ف الصابة )‪.(2/501‬ن‬

‫)‪(35‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫ب( المضمونآ الحضاري لدولة الدعوة‪:‬‬

‫حضمارةا الق‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن فلكل حضمارةا ماضممحون‪.‬ن والركة صانعة الضمارةا‪.‬ن‬

‫والق هو ماضممحون الركة السإلماية وحضمارتا‪.‬ن‬

‫ومانم هنا كانت خصائص الضمارةا السإلماية صادرةا عنم ماضممحونا‪.‬ن‬

‫فسسالق وماقتضمسساه ماسسنم حيسسث المحارسإسسة‪ :‬الوحسسدةا فس ماعسسايي السسسلوك‪،‬ن والوحسسدةا ف س ماعسسايي‬
‫التعامال؛ وأبرز هذهه العايي هو العدلا‪.‬ن‬

‫كذهلك فللحق ماقتضماه مانم حيث التعامال‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن وهو السيطرةا‪.‬ن‬

‫وكذهلك فإن الق الذهي تتبناه الضمارةا يبج أن يسستوعبج الواقسع البشسري وهسو العاليسة‪،‬ن‬
‫وأيضماء فإن الق ماقتضماه السإتمحرارية‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬

‫وماس سسنم هنس سسا يتحس سسدد ماقتضمس سسى الس سسق كمحضمس سسمحون للحضمس سسارةا السإس سسلماية الس سسذهي تنشس سسأ عنس سسه‬
‫خصائصها الستمحدةا مانم حركتها مانم البداية؛ لتكون‪:‬‬

‫ج( الصيغة السياسية للمضمونآ الحضاري‪:‬‬

‫بصائصها السإاسإية‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬

‫العدلا‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن " السيطرةا " " القوةا " "الظهور "‪.‬ن العالية‪.‬ن الستمحرارية‪.‬ن‬

‫ولقسسد سإسسبق القسسولا فس س أن الضمسسارات السسسابقة حضمسسارات ماصسسنوعة جسساء ماضمسسمحون كسسل‬
‫حضمارةا مانها كرد فعل للحضمارةا الت تسبقها‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬

‫ماثملمحس سسا جس سساءت حضمس سسارةا الق س سوةا الاديس سسة )الروماانيس سسة( كس سسرد فعس سسل لضمس سسارةا الثماليس سسة الياليس سسة‬
‫)اليونانية( وجاءت حضمارةا الاكم الله‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن )الفارسإية( كرد فعل للقوةا الادية )الروماانية "‪.‬ن‬

‫وماثملمح سسا ج سساءت حضم سسارةا الف سسرد والقوماي سسة )الوربي سسة( ك سسرد فع سسل للتعص سسبج الك سساثوليكي "‬
‫الكاثوليكية "‪.‬ن‬

‫وهذها دليل على أنا حضمارات ل تصنع على عيم ال‪.‬ن‬

‫)‪(36‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫ودليسسل آخسسر علسسى ذلسسك هسسو أن النظريسسة السياسإسية لكسسل حضمسسارةا لس تتكسسون إل بعسسد فستةا‬
‫زمانية طويلة وقطسع أشسواط تاريية عسب حياةا الماسة‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن بسل إن هنساك أمساء لس تتكسون نظريتهسا إل‬
‫ف أواخر عمحرها‪.‬ن‬

‫المار الذهي يتلف تامااء ف حضمارةا الماة السإلماية الت تكونت نظريتها السياسإسسية فس‬
‫حياةا ماؤسإسها الولا سإيدنا ممحد صلى ال عليه وسإلم مانم الركة حت اللفة‪.‬ن‬

‫لن سسا ك سسانت المحارسإ سسة السياسإ سسية للمحضم سسمحون الضم سساري للما سسة تعنس س أن يك سسون الوق سسف‬
‫السياسإي اماتداداء طبيعياء لتاريخ الماة وانسجامااء ماطلقاء ماع حضمارتا‪.‬ن‬

‫وذلك يقتضمي أن تتمحع ف هذها الوقف كل البةا السياسإية للماة الأخوذةا عنم تراثهسسا‬
‫السياسإي وتاربا التاريية‪.‬ن‬

‫ثالثال‬
‫طإبيعة الممارسة السياسية‬
‫أ( الموقف السياسي )نقطة البدء(‪:‬‬

‫وكمحا تسهم كل نقطسة عنسدماا تتحسرك فس صسنع السط كسذهلك يسسهم الوقسسف فس تديسسد‬
‫اتاه الط السياسإي للدولة وطبيعة البناء الضماري للماة ف واقع المحارسإة‪.‬ن‬

‫)‪(37‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫إذن فالوقف السياسإي هو النقطة التحركة الصانعة للخط السياسإي‪.‬ن‬

‫ولنشاء الوقف السياسإي عدةا قواعد‪:‬‬

‫الترتيب الجإرائي‪:‬‬

‫‪ (1‬الكم الشرعي ف ماضممحون الوقف‪.‬ن‬

‫‪ (2‬أثر الوقف على ولء المحاعة‪.‬ن‬

‫فقد يكون الوقف صحيحاء ولكنه ل ينسالا إجاعسسة المحاعسة حيسث يسسببج مسرد إعلنسسه‬
‫انشقاقءا‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن عندئذه يكون الول ترك هذها الوقف حت يتحقق الجاع عليه وهسسذها ماسسا كسسان ماسسنم‬
‫رسإسسولا ال س صسسلى ال س عليسسه وسإسسلم عنسسدماا ل س يعلسسنم السسدخولا ف س ماعركسسة بسسدر حسست حقسسق إجسساع‬
‫الهاجرينم والنصار بعد أن قالا له سإعد بسنم عبسادةا سإسيد النصسسار‪ :‬والس لسسو خضمست بنسا غمحسسار‬
‫هذها البحر لضمناه ماعك‪.54‬ن‬

‫إن ماراعسساةا واقسسع المحاعسسة فس س اتسساذ القس سرار مابسسدأ سإياسإسسي هسساما يتجلسسى واضسسحاء فس س كسسل‬
‫ماواقف رسإولا ال صلى ال عليه وسإلم السياسإية‪.55‬ن‬

‫‪ (3‬أثر الموقف في تحقيق الهدف العام للجماعة‪ ،‬وينقسم إلى ناحيتين‪:‬‬

‫أ( النتيجة العمحلية‪.‬ن‬

‫ب( الدف الدعائي‪.‬ن‬

‫فقسسد يكسسون للمحوقسسف أثسسر صسسحيح ماسسنم الناحيسسة العمحليسسة‪.‬ن ولكنسسه يسسسببج اهسستزازاء فس صسسورةا‬
‫الدعوةا أمااما نظر الناس وهذها الذهي جعل رسإولا ال صلى ال عليه وسإسلم ليقتسل عبسد الس بسنم‬
‫أب س سإسسلولا وهسسو ماسسستحق للقتسسل قسسائلء لعمحسسر‪ :‬دعسسه حسست ل يتحسسدث النسساس بسسأن ممحسسداء يقتسسل‬
‫أصحابه‪.56‬ن‬

‫‪ 54‬رواه أحسسد وأبسو داود عسنم أنسسس‪،‬ن ورواه النسسائي فس التفسسي فس سإسسورةا الائسدةا )‪/1/432‬ح ‪،(161‬ن وابسسنم‬
‫حبان ف صحيحه )‪/7/109‬ح ‪.(470‬ن‬
‫‪ 55‬كمحا سإيتضمح إن شاء ال‪،‬ن مانم عرض ناذج لذهه الواقف‪.‬ن‬
‫‪ 56‬أخرجسسه البخسساري ف س التفسسسي ف س سإسسورةا النسسافقون‪،‬ن بسساب‪) :‬يقولسسون لئسسنم رجعنسسا إل س الدينسسة( )‪/8/520‬ح‬
‫‪ – 4907‬فتح(‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن وسإيأت هذها الوقف بالتفصيل إن شاء ال‪.‬ن‬

‫)‪(38‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫وماسسنم هنسسا كسسانت التجيحسسات هسسي أسإسساس إنشسساء الوقسسف السياسإسسي بعسسد ثبسسوت الستتيبج‬
‫الجرائي‪.‬ن‬

‫الترجإيحات‪:‬‬

‫فعندماا‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن ننشئ ماوقفاء سإياسإياء بصورةا نظرية‪.‬ن‬

‫ننظر إل الكم الشسرعي فسإذا ثبتست شسسرعيته ننظسسر إلس أثسر الوقسف علسسى ولء أصسسحاب‬
‫الدعوةا؛ لن الفاظ على هذها الولء أول مانم تقيق أي نتيجة عمحلية‪.‬ن‬

‫فسسإذا لس يكسسنم للمحوقسسف ضسسرر علسسى ولء المحاعسسة؛ ننظسسر إلس نسستيجته العمحليسسة فس الواقسسع؛‬
‫فإذا كانت له نتيجة مققة لصلحة الدعوةا ننظر ف الثر الدعائي والعلماي للدعوةا‪.‬ن‬

‫ف سسإذا ك سسان للمحوق سسف أث سسر دع سسائي ض سسار فل ن سسارس ه سسذها الوق سسف؛ لن الضم سسرر ال سسدعائي‬
‫مافس سسدةا؛ ودرء الفاسإ سسد ماق سسدما عل سسى جل سسبج الص سسال؛ ف سسإذا لس س يك سسنم ل سسه ض سسرر دع سسائي ماارسإ سسنا‬
‫الوقف‪.‬ن‬

‫ث ماع ذلك يراعى ف إنشاء الوقف العتبارات الصلية التية‪:‬‬

‫‪ (1‬التوافق بين السلوب والنتيجة‪:‬‬

‫والتوافس سسق بيم س س السإس سسلوب والنتيجس سسة خصيصس سسة ماس سسنم خصس سسائص النهس سسج السإس سسلماي العس سساما‬
‫فالسإلما مانهجاء هو السإلما أثراء ونتيجة بغي تناقض‪.‬ن‬

‫بل إن النتيجة الصحيحة الت يكنم الوصولا إليهسا بأسإلوب غيس صسحيح مكسوما عليهسا‬
‫بسسالبطلن ولسسذهلك يقسسولا النسسب صسسلى الس عليسسه وسإسسلم‪ " :‬ماسسنم قسسالا فس كتسساب الس برأيسسه وأصسساب‬
‫فقسسد أخطسسأ "‪ 57‬لن مانهسسج أو أسإسسلوب الوصسسولا إلس النتائسسج يسسبج أن يكسسون صسسحيحاء فس ذاتسسه‬
‫حت يكون صحيحاء ف نتيجته وبذهلك تقوما الدعوةا بالق ويقوما السإلما بالسإلما‪.‬ن‬

‫‪ (2‬التوافق بين المبدأ والمصلحة‪:‬‬

‫‪ 57‬رواه أبسسو داود فس العلسسم‪،‬ن بسساب‪ :‬الكلما فس كتسساب الس بغيس علسسم )‪/3/319‬ح ‪،(3652‬ن والتماسسذهي فس‬
‫ضمسسا‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن جيءعسسا‬
‫تفسسسي القسسرآن‪،‬ن بسساب‪ :‬السسذهي يفسسسر القسسرآن برأيسسه )‪/5/200‬ح ‪،(2952‬ن وأخرجسسه النسسسائي أي ء‬
‫عنم جندب بنم عبد ال‪.‬ن‬

‫)‪(39‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫إن أهسسم القسسائق العروفسسة ف س السسدعوةا السإسسلماية أنسسا دع سوةا مابسسادئ؛ وهسسذها ماسسا سإسسلم بسسه‬
‫أعداء الدعوةا أنفسهم‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن حت أن أبا سإفيان يسألا عنم رسإولا ال صلى الس عليسسه وسإسسلم أماسساما‬
‫هرقل ول يكنم قد أسإلم بعد‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن سإؤالء خطيءا‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن أيغدر؟ قالا‪ :‬ل يغدر‪.58‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬

‫ولكسسنم ماوقفسسا آخريسسدلا علسسى أن الفسساظ علسسى مابسسادئ السسدعوةا أماسسر ليكسسنم التفريسسط فيسسه‬
‫ماهمحا بلغت درجته وهذها الوقف الرجل أمااما الرسإولا ال صلى ال عليه وسإلم وقد جاءه رجل‬
‫كان الرسإولا قد أحل دماه ووقف الرجل أمااما الرسإسولا وماشسى دون أن يسسه أحسد فقسالا رسإسولا‬
‫ال صلى ال عليه وسإلم للصحابة‪ :‬ل ل تقتلوه؟ قالوا يا رسإولا ال! هلد أشرت إلينسا؟ فقسسالا‪:‬‬
‫ماا كان لنب أن يكون له غلة‪.‬ن أي إشارةا خفية‪.59‬ن‬

‫‪ (3‬التوافق بين الوسيلة والغاية‪:‬‬

‫وكذهلك الوسإائل بعسد السإسساليبج يسسبج أن تكسون ماسسنم السإسلما ذاتسسه‪.‬ن ماسنم أجسل ذلسسك رد‬
‫النب صلى ال عليه وسإلم ماشركاء يريد القتالا ماع السلمحيم قائلء له‪ " :‬ننم ل نسسستعيم بشسسرك‬
‫"‪.60‬ن‬

‫بل قد يبلغ المار أن يرد الرسإسسولا صسلى الس عليسه وسإسلم رجلء لعسسنم نساقته أثنسساء السذههاب‬
‫إل الغزو قائلء له‪ :‬ارجع با ل تصحبنا بلعون‪.61‬ن‬

‫‪ (4‬الدللة السياسية للحدث السياسي‪:‬‬

‫ولسسا كسسان الوقسسف السياسإسسي هسسو النقطسسة التحركسسة للتسساه السياسإسسي كسسان لبسسد أن يقسوما‬
‫الوقف السياسإي علي ماعناه الدالا علي التاه السياسإي والقوةا السياسإية‪.‬ن‬

‫وهذها العن هو ماا نتفق علي تسمحية بالدللة السياسإية‪.‬ن‬

‫‪ 58‬صحيح‪) :‬الفتح – ص ‪ (42‬كتاب بدء الوحي‪.‬ن‬


‫‪ 59‬أخرجه أبو داود والنسائي وابنم ماردويه عنم سإعد رضي ال عنه )الدر النثمسور ‪،(5/653‬ن والساكم وقسالا‪:‬‬
‫صحيح على شرط ماسلم‪،‬ن ووافقه الذههب ولفظه‪) :‬إنه ل ينبغي لنب أن تكون لسه خائنسسة العيمس "‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن وعنسد‬
‫أحد وأب داود‪) :‬إنه ليس لنب أن يوماض "‪.‬ن‬
‫‪ 60‬رواه أحد وماسلم وابنم حبان وأبو داود والبيهقي ف السسسننم )‪/9/63‬ح ‪ (17877‬عسنم عائشسة‪،‬ن وفيهسسا‪:‬‬
‫)فارجع فلنم أسإتعيم بشرك "‪.‬ن‬
‫‪ 61‬أخرجه ماسلم وأبو داود‪.‬ن‬

‫)‪(40‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫وعلس سسي هس سسذها السإس سساس يقس سوما إنشس سساء الس سسدث بدلل سسة ماقبولس سسة أو نفس سسي دلل سسة مارفوضس سسة أو‬
‫الثنتيم ماعءا‪.‬ن‬

‫والدللة السياسإية ماتعددةا‪ :‬مانهسسا الدللسة العمحليسة‪،‬ن ومانهسا الدللسة القوليسة‪،‬ن ومانهسسا الدللسة‬
‫الشخصية‪.‬ن‬

‫وأقوي أماثملة ارتباط الوقف السياسإي بدللته هو الفاوضات والعاهدات‪.‬ن‬

‫والدللة الثمابتة التقليدية للمحعاهدات مانم الانبج السإلماي‪:‬‬

‫‪ (1‬إثبات وحدةا الوقف‪.‬ن‬

‫‪ (2‬فرض الرادةا السياسإية‪.‬ن‬

‫‪ (3‬تقيق ماكاسإبج عمحلية‪.‬ن‬

‫ومانم الانبج الاهلي غالبا ماا يكون هدما هذهه الهداف وتضمييع هذهه الدللت‪.‬ن‬

‫ماثملمحسسا قسسالا الفسساوض عسسنم قريسسش لرسإسسولا صسسلى الس عليسسه وسإسسلم فس ماعاهسسدةا الديبيسسة‪" :‬‬
‫جئت بأوشاب الناس لتفض بم بيضمتك وماا أراهسسم إل مانفضمسسيم عنسسك " فسسأثبت لسسه الصسسحابة‬
‫غي س ذلسسك عنسسدماا ابتسسدروا ناماسسة رسإسسولا ال س صسسلى ال س عليسسه وسإسسلم ‪،‬ن وماسسسحوا بسسا أجسسسادهم‪،‬ن‬
‫وتنافس سوا علسسي وضسسوئه ليش سربوه؛ حسست رجسسع الفسساوض ال س قريسسش ليقسسولا لسسا‪ :‬لقسسد رأيسست السسروما‬
‫وقيصسسر‪،‬ن والفسسرس وكسسسري؛ فمحسسا وجسسدت قوماساء يعظمحسسون صسساحبهم كمحسسا يعظسسم أصسسحاب ممحسسد‬
‫ممحدءا؛ وأري أن تصالوه‪.‬ن‬

‫وماثملمحسسا حساولا مافسساوض الفسرس فس ماعاهسسدته ماسسع السسلمحيم إنشسساء شسرخ فس بنساء ماسسوقفهم‬
‫السياسإي فاتفق ماع الفاوض السلم علي ماعاهدةا الصلح‪،‬ن وأخبه أنا تبسدأ ماسنم اليسوما السذهي تس‬
‫فيه عقد هذها الصلح‪،‬ن ثس جاء مافساوض آخسر فوافسق مافساوض الفسرس علسي العاهسدةا وأخسبه أنسا‬
‫تبسدأ ماسنم اليسوما السذهي جساء فيسه الفساوض الثمسان فرفسض الفساوض السسلم أن يكسون بسدء العاهسدةا‬
‫مانم اليوما بسل ماسنم الماسس كمحسا حسدد ذلسك أخسسوه السسابق عليسسه؛ وبسذهلك تتحقسق وحسسدةا الوقسسف‬
‫وتفق خطة الفرس ف التفريسق بيمس الفاوضسسيم السسلمحيم حست ولسسو بفسارق يسوما فس تديسسد تاريسسخ‬
‫العاهدةا‪.‬ن‬

‫ولعل وحدةا الوقسف هسذهه الست أثبتهسا الفسساوض الثمسان هسي الست ثبسست ماعهسا فسرض الرادةا‬
‫السياسإية وذلك بتمحسكه باتفاق أخيه علي تاريخ العاهدةا‪.‬ن‬

‫)‪(41‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫ث س نبسسدأ طسسرح نسساذج عاماسسة بعسسد نسسوذج العاهسسدات للمحوقسسف السياسإسسية التضمسسمحنة لمحيسسع‬
‫أنواع العلقات بيم الوقف السياسإي كحدث له دللته التحققة مانم خلله‪.‬ن‬

‫أنموذج‪:‬‬

‫دللسسة سإياسإسسية تققسست بسسالكلما دون عمحسسل وهسسو حسسديث عائشسسة‪ " :‬يسسا عائشسسة لسسول أن‬
‫قوماس سسك ح سسديث عهس سسد باهليس سسة لماس سسرت بس سسالبيت فه سسدما‪،‬ن فس سسأدخلت فيس سسه ماس سسا أخس سسرج مانس سسه وألزقتس سسه‬
‫بالرض‪،‬ن وجعلت له بابيم باباء شرقياء وباباء غربياء فبلغت به أسإاس إبراهيم "‪.62‬ن‬

‫أنموذج‪:‬‬

‫ماسسنم أماثملسسة إثبسسات الدللسسة بصسسورةا واضسسحة ل تتمحسسل غيهسسا هسسو حادثسسة الس سرأةا السست تسسرك‬
‫رسإولا ال صلى ال عليه وسإلم قبيلتها وقاتل القبائل حولا‪.‬ن‬

‫كنا ف سإفر ماع النب صسلى الس عليسه وسإسلم ‪،‬ن وإنسا أسإسرينا حت إذا كنسا فس آخسر الليسل‬
‫وقعن سسا وقع سسة ول وقع سسة أحل سسي عن سسد الس سسافر مانه سسا‪،‬ن فمح سسا أيقظن سسا إل ح سسر الش سسمحس‪،‬ن‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن فلمح سسا‬
‫اسإتيقظ النب صلى ال عليه وسإسلم شسكوا إليسه السذهي أصسسابم‪،‬ن قسالا‪ " :‬ل ضسي – أو ل يضمسي‬
‫– ارتلسوا "‪.‬ن فارتسل‪،‬ن فسسار غيس بعيسد‪،‬ن ثس نسزلا فدعا بالوضسسوء فتوضسأ‪،‬ن ونسودي للصسلةا فصسلى‬
‫بالناس‪،‬ن فلمحا انفتل مانم صسلته إذا هسو برجسل ماعستزلا لس يصسمل ماسع القسوما‪،‬ن قالا‪ " :‬ماسا مانعسك يسا‬
‫فلن أن تصلي ماع القوما؟! "‪.‬ن قالا‪ :‬أصابتن جنابة‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن ول مااء‪.‬ن قالا‪ " :‬عليك بالصعيد؛ فسسإنه‬
‫يكفيسك "‪.‬ن ثس سإسار النب صسلى الس عليسه وسإسلم فاشتكى إليسه الناس ماسنم العطسش‪،‬ن فنسزلا فسدعا‬
‫فلنءسسا – كسسان يسسسمحيه أبسسو رجسساء نسسسيه عسسوف – ودعسسا عليسسا فقسسالا‪ " :‬اذهبسسا فابتغيسسا السساء "‪.‬ن‬
‫فانطلقا فتلقيا امارأةا بيم مازادتيم – أو سإطيحتيم – مانم مااء على بعي لا فقال لا‪ :‬أينم الاء؟‬
‫قالت‪ :‬عهدي بالاء أماس هذهه الساعة‪،‬ن ونفرنا خلوءفا‪.‬ن قال لا‪ :‬انطلقي إءذا‪.‬ن قسالت‪ :‬إلس أيسنم؟‬
‫قسسال‪ :‬إلس رسإسسولا الس صسسلى الس عليسسه وسإسسلم‪.‬ن قسسالت‪ :‬السسذهي يقسسالا لسسه الصسسابئ؟ قسسال‪ :‬هسسو السسذهي‬
‫تعنيم‪،‬ن فانطلقي‬

‫فجسساءا بسسا إلس س النسسب صسسلى الس س عليسسه وسإسسلم وحسسدثاه السسديث‪.‬ن قسسالا‪ :‬فاسإسستنزلوها عسسنم‬
‫بعيها‪،‬ن ودعسا النب صسلى الس عليسه وسإسلم بإنساء ففسرغا فيسه ماسنم أفسواه الزادتيمس – أو السسطيحتيم‬
‫– وأوكأ افواههمحا وأطلق العزال ونسودي فس النساس‪ :‬اسإستقوا‪.‬ن فسسسقى ماسسنم شساء‪،‬ن وكسسان آخسسر ذاك‬
‫أن أعطى الذهي أصابته النابة إناء مانم مااء قالا‪ :‬اذهبج فسأفرغه عليسسك‪.‬ن وهسي قائمحسة تنظسسر إلس‬
‫ماا يفعل بائها‪.‬ن وأي ال لقد أقلع عنها وإنه ليخيل إلينا أنا مالةا مانها حيمس ابتسدأ فيهسا‪.‬ن فقسسالا‬
‫النب صلى ال عليه وسإلم‪ :‬اجعوا لا‪.‬ن فجمحعسوا لسا ‪ -‬ماسسنم بيمس عجسوةا ودقيقسسة وسإسويقة ‪ -‬حست‬
‫‪ 62‬أخرجسسه البخسساري ف س السسج‪،‬ن بسساب‪ :‬فضمسسل ماكسسة وبنيانسسا )‪ – 3/51/1586‬فتسسح(‪،‬ن وأحسسد ف س السسسند )‬
‫‪ (6/239‬عنم عائشة‪.‬ن‬

‫)‪(42‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫جعسوا لسسا طعاماسسا فجعلوهسسا فس ثسسوب وحلوهسسا ووضسسعوا الثمسسوب بيمس يسسديها‪،‬ن قسسالا لسسا‪ :‬تعلمحيمس ماسسا‬
‫رزئنا مانم ماائك شيئءا‪،‬ن ولكنم ال هو الذهي أسإسسقانا‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن فكسسان السسلمحون بعسسد ذلسسك يغيون علسسي‬
‫ماسسنم حولسسا ماسسنم الشسسركيم ولا يصسسيبون الصسرما السسذهي هسسي مانسسه‪.‬ن فقسسالت يوماسسا لقوماهسسا‪ :‬ماسسا أري أن‬
‫هؤلء القوما يدعونكم عمحدءا‪،‬ن فهل لكم ف السإلما؟ فأطاعوها‪،‬ن فدخلوا ف السإلما‪.63‬ن‬

‫أنموذج‪:‬‬

‫نفي دللة مارفوضة‪،‬ن وإثبات دللة ماقبولة‪.‬ن‬

‫عنم ابنم عمحر قالا‪ :‬كنا ف غزاةا فحاص الناس حيصة‪.‬ن قلنا‪ :‬كيف نلقي النب صلى ال س‬
‫عليسسه وسإسسلم ‪،‬ن وقسسد فررنسسا ماسسنم الزحسسف‪،‬ن وبؤنسسا بالغضمسسبج؟ فأتينسسا النسب صسسلى الس عليسسه وسإسسلم قبسسل‬
‫صسلةا الفجسر‪،‬ن فخسرج فقسالا‪ :‬ماسنم القسوما؟ فقلنسا نسنم الفسرارون‪،‬ن قسالا‪ :‬ل بل أنتسم العكسارون )أي‬
‫الكرارون(‪،‬ن فقبلنا يده‪،‬ن فقسالا‪ :‬أنسا فئتكسم وفئسة السسلمحيم‪،‬ن مثس قسرأ )إل ماتحرفساء لقتسالا أو ماتحيسزاء‬
‫إل فئة(‪.64‬ن‬

‫وذلك ف تفسي قولا ال عز وجل‪ " :‬إذا لقيتم الذهينم كفروا زحفساء فل تولسسوهم الدبسسار‬
‫"‪.‬ن‬

‫وف غزوةا أحد حيث وقف رسإولا ال صلى ال عليه وسإلم بعد الغسسزوةا وجسسع السسسلمحيم‬
‫حوله ليدوا علي أب سإفيان الذهي أراد أن يقق نتيجة سإياسإية للغزوةا‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬

‫وأشسسرف أبسسو سإسسفيان فقسسالا‪ :‬أفس القسوما ممحسسد؟ فقسسالا‪ " :‬ل تيبسسوه " فقسسالا أفس القسوما ابسسنم‬
‫أبس قحافسسة؟ فقسسالا‪ " :‬ل تيبسسوه "‪.‬ن فقسسالا أفس القسوما ابسسنم الطسساب؟ فقسسالا‪ :‬إن هسسؤلء قتلسوا‪،‬ن فلسسو‬
‫كسسانوا أحيسساء لجسسابوا‪.‬ن فلسسم يلسسك عمحسسر نفسسسه فقسسالا‪ :‬كسسذهبت يسسا عسسدو السس‪،‬ن أبقسسي الس عليسسك ماسسا‬
‫يزيسك! قسالا أبسو سإسفيان‪ :‬أعسل هبسل‪.‬ن فقسالا النب صسلى الس عليسه وسإسلم " أجيبسوه "‪.‬ن قالوا‪ :‬ماسا‬
‫نقولا؟ قالا " قولوا‪ :‬ال أعلي وأجل "‪.‬ن قالا أبسو سإسفيان‪.‬ن لنا العسزي ول عسزي لكسم‪.‬ن فقسالا النس‬
‫صسسلى الس عليسسه وسإسسلم‪ " :‬أجيبسسوه " قسسالوا ماسسا نقسسولا؟ قسسالا " قولسوا‪ :‬الس ماولنسسا ول ماسسول لكسسم "‪.‬ن‬
‫قالا أبو سإفيان يوما بيوما بدر‪،‬ن والسرب سإسجالا‪.‬ن قالا النس صسلى الس عليسه وسإسلم‪ " :‬أجيبسوه "!‬
‫قالوا‪ :‬ماا نقولا؟ قالا " قولوا‪ :‬قتلنا ف النة‪،‬ن وقتلكم ف النار "‪.65‬ن‬

‫‪ 63‬أخرجه البخاري ف التيمحم‪،‬ن باب‪ :‬الصعيد الطيبج وضوء السلم )‪.(1/531/344‬ن‬


‫‪ 64‬رواه أحد وأبو داود والتماذهي والبخاري ف الدب الفرد والبيهقي‪.‬ن‬
‫‪ 65‬رواه البخاري وأحد وأبو داود وابنم حبان‪.‬ن‬

‫)‪(43‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫حست إن رسإسسولا الس صسسلى الس عليسسه وسإسسلم سإسار ورائهسم بساليش وأقساما ثلث ليسالا حست‬
‫سيت غزوةا حراء السإد‪.66‬ن‬

‫وكان ف هذها أيضماء نفي دللة مارفوضة وإثبات دللة ماقبولة‪.‬ن‬

‫فالوقوف بعسد أحسد ثلث لنفسي دللسة مارفوضسة وهسسي قبسولا الزيسسة وإثبسات دللسة ماقبولسسة‬
‫وهي الصرار علي ماواصلة الهاد بعد حرماان العدو مانم تقيق أي نتيجة سإياسإية لصاله‪.‬ن‬

‫أنموذج‪:‬‬

‫حدث قاما علي حفظ صورةا الدعوةا ف نظر الناس كدللة ماطلوبة‪.‬ن‬

‫عس سسنم ج سسابر ب سسنم عبس سسد الس س رض سسي الس س عنهمح سسا‪ " :‬كنس سسا فس س غس سزاه‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن فكسس سسع‪ 67‬رجس سسل ما سسنم‬
‫الهاجرينم رجل مانم النصار‪،‬ن فقالا النصسساري‪ :‬يسسا للنصسسار! وقسسالا الهسساجري‪ :‬يسسا للمحهسساجرينم!‬
‫فسمحعها ال رسإوله صلى ال عليه وسإلم قالا‪ :‬ماا هذها؟‬

‫فقسسالوا‪ :‬كسسسع رجسسل ماسسنم الهسساجرينم رجلء ماسسنم النصسسار؟ فقسسالا النصسساري‪ :‬يسسا للنصسسار!‬
‫وقسسالا الهسساجري‪ :‬يسسا للمحهسساجرينم! فقسسالا النسسب صسسلى الس عليسسه وسإسسلم‪ :‬دعوهسسا؛ فإنسسا مانتنسسة‪.‬ن قسسالا‬
‫جابر‪ :‬وكان النصار حيم قدما النب صلى ال عليه وسإلم أكثمر‪،‬ن ث كثمر الهاجرون بعسسد فقسالا‬
‫عبد ال بنم أب‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن أو عمحر بنم الطاب رضي الس عنسه‪ :‬دعنس يسا رسإسولا الس أضسرب عنسق هسذها‬
‫النس سسافق! قس سسالا النس سسب صس سسلى الس س عليس سسه وسإس سسلم‪ :‬دعس سسه حس سست ل يتحس سسدث النس سساس أن ممحس سسداء يقتس سسل‬
‫أصحابه‪.68‬ن‬

‫أنموذج‪:‬‬

‫حدث نشأ بدللة ماقبولة‪،‬ن بعد تريده مانم دللة مارفوضة‪.‬ن‬

‫بعث النب صلى ال عليه وسإلم خيل قبل ند‪،‬ن فجاءت برجل مانم بن حنيفة يقالا لسسه‬
‫ثاماسسة بسسنم أثسسالا فربطسسوه بسسسارية ماسسنم سإ سواري السسسجد‪،‬ن فخسسرج اليسسه النسسب صسسلى ال س عليسسه وسإسسلم‬
‫فقالا‪ :‬ماا عندك يا ثاماة؟ فقالا‪ :‬عندي خي يسا ممحسد‪ :‬إن تقتلنس تقتسسل ذا دما‪،‬ن وإن تنعسم علسي‬
‫شاكر‪،‬ن وإن كنت تريد الالا فاسإألا ماا شئت‪،‬ن فستك حست كسان الغسد ثس قسالا لسه‪،‬ن ماسا عنسدك يا‬
‫ثاماة؟ قالا‪ :‬ماا قلت لك‪ :‬إن تنعم علي شساكر‪،‬ن فسستكه حست كسان بعسسد الغسسد‪،‬ن فقسسالا‪ :‬ماسا عنسدك‬
‫يا ثاماة؟ قالا‪ :‬عندي خي‪.‬ن‬
‫‪ 66‬روى ذلك ابنم إسإحاق وابنم جرير وابنم النذهر والسيوطي ف الدر النثمور ص ‪.179‬ن‬
‫‪ 67‬الكسع‪ :‬ضرب الدبر باليد أو بالرجل‪.‬ن‬
‫‪ 68‬أخرجه البخاري وماسلم والتماذهي وغيهم‪،‬ن وقد تقدما قريءبا‪.‬ن‬

‫)‪(44‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫فقسسالا‪ :‬أطلقسوا ثاماسسة‪.‬ن فسسانطلق إلس نسسل قريسسبج ماسسنم السسسجد‪،‬ن فاغتسسسل ثس دخسسل السسسجد‬
‫فقالا‪ :‬أشهد أن ل إله إل ال‪،‬ن وأن ممحداء رسإولا ال ‪.69‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬

‫واللحظسة السإاسإسية فس السديث أن ثاماسسة ذكسر السدما فس اليسوما الولا؛ ولسذها تركسه رسإسولا‬
‫ال صلى ال عليه وسإلم ماربوطا؛ لنه لو تركسه بعسد ذكسره السدما لكسان ماعنس الوقسف هسو الطمحسع‬
‫فس الديسسة أو الفسسداء‪.‬ن وف س اليسوما الثمسسالث لس يسسذهكر ثاماسسة السسدما أو السسالا فقسسالا‪ :‬عنسسدي خيس فقسسالا‬
‫أطلقوا ثاماة‪.‬ن‬

‫إن القاعس سسدةا السياسإس سسية الس سست يتضمس سسمحنها هس سسذها الوقس سسف هس سسي شس سسرط جس سسوهري فس س المحارسإس سسة‬
‫السياسإية وإنشاء الوقف السياسإي وهو‪ :‬الوضسوح وماعنسساه أن يكسسون للمحوقسف تفسسسي واضسح ل‬
‫يتمحل غيه ولذهلك ترك رسإولا ال ثاماة حت أصبح لطلق سإراحه تعسبي واحسسد وماعنس واحسسد‬
‫هو الكراما الذهي ل يتلط به ماعن الطمحع ف الدية أو الوف مانم الثمأر‪.‬ن‬

‫أنموذج‪:‬‬

‫حدث قاما علي حفظ وحدةا الوقف‪،‬ن وهي مانم أخطر دللت الوقف السياسإي‪.‬ن‬

‫لسسا غسسدر يهسسود بنس قريظسسة بالسسسلمحيم فس غسسزوةا النسسدق وتسسالفوا ماسسع الشسسركيم كسسان لبسسد‬
‫ماسنم إجلئهسم؛ لن وجسودهم كسان مارهونساء بالعاهسدةا الت كسانت بينهسم وبيمس رسإسولا الس صسلى‬
‫ال عليه وسإلم‪.‬ن‬

‫ولكنم تالف اليهود ماسع النصسار قبل دخسولا الرسإسولا صسلى الس عليسه وسإسلم والذهي لس‬
‫يزلا قائمحا بعد دخولا رسإولا ال صلى ال عليه وسإلم الدينة كان يثمل ماشكلة خطيةا‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬

‫ف س سسالواجبج إجلؤه س سسم ضوقت س سسالم‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن وه س سسم حلف س سساء النص س سسار فس س س نف س سسس ال س سسوقت‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن فمح س سسا‬
‫الوقف‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن؟‬

‫كان الوقف السياسإي هو إحالة أمارهم إل النصار ذاتسم‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن فطلسسبج مانهسم رسإسسولا الس‬
‫أن ينزلس سوا علس سسي حكس سسم ماس سسنم يتس سسارون‪.‬ن وكس سسان ماس سسنم الطس سسبيعي أن يكس سسون اختيس سسارهم ماس سسنم النصس سسار‬
‫باعتبارهم حلفاءهم؛ فاختاروا سإعد بنم ماعاذ سإيد النصار‪.‬ن‬

‫‪ 69‬الديث رواه البخاري وماسلم وأبو داود والبيهقي وأحد‪،‬ن والقصة ذكرها ابنم عبد الب فس ترجسة ثاماسة بسنم‬
‫أثالا النفي )‪،(1/205‬ن والافظ ف ترجته وعزاها لبنم إسإحاق ف الغازي والمحيدي وقد تقدمات‪.‬ن‬

‫)‪(45‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫وكمحسسا تقسسولا كتسبج السسيةا‪ " :‬فلمحسا أصسسبحوا نزلسوا علسي حسسك رسإسولا الس صسلى الس عليسه‬
‫وسإسسلم ‪،‬ن فتسواثبت الوس فقسسالوا‪ :‬يسسا رسإسسولا الس إنسسم ماوالينسسا دون السسزرج‪،‬ن وقسسد فعلسست فس ماسوال‬
‫إخواننا بالماس ماا قد علمحت‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬

‫فلمحسسا كلمحتسسه الوس قسسالا‪ :‬أل ترضسسون يسسا ماعشسسر الوس أن يكسسم فيهسسم رجسسل مانكسسم؟‬
‫قسالوا‪ :‬بلسي؛ قسالا رسإسولا الس صسلى الس عليسه وسإسلم‪ :‬فسذهاك إلس سإسسعد بسنم ماعساذ‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن فلمحسسا حكمحسسه‬
‫رسإسسولا ال س صسسلى ال س عليسسه وسإسسلم ف س بن س قريظسسة أتسساه ق سوماه فحمحلسسوه علسسي حسسار قسسد وط سؤا لسسه‬
‫ل‪،‬ن ث أقبلوا ماعه إل رسإولا ال صلى ال عليه وسإسسلم‬ ‫بوسإادةا مانم أدما‪،‬ن وكان رجلء جسيمحاء جي ء‬
‫وهم يقولون‪ :‬يا أبا عمحرو‪،‬ن أحسنم ف ماواليك‪،‬ن فإن رسإولا ال صلى الس عليسسه وسإسسلم إنسسا ولك‬
‫ذلسسك لتحسسسنم فيهسسم؟ فلمحسسا أكسثمروا عليسسه قسالا‪ :‬لقسسد آن لسسسعد أن ل تأخسسذهه فس الس لوماسسة لئسسم‪.‬ن‬
‫فرجسسع بعسض ماسسنم كسسان ماعسسه ماسسنم قسوماه إلس دار بنس عبسسد الشسسهل‪.‬ن فنعسسي لسسم رجسسالا بنس قريظسة‪،‬ن‬
‫قبل أن يصل إليهم سإعد‪،‬ن عنم كلمحته الت سع مانه‪.‬ن‬

‫فلمحا انتهي سإعد إل رسإولا ال صلى ال عليه وسإلم والسلمحيم‪،‬ن قالا رسإسسولا الس صسسلى‬
‫ال عليه وسإسلم‪ :‬قوماسوا إلس سإسيدكم‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن فقساماوا إليسه‪،‬ن فقسالوا يا أبسا عمحسرو‪،‬ن إن رسإسولا الس قد أماسر‬
‫ماواليك لتحكم فيهم؛ فقالا سإعد بسنم ماعساذ‪ :‬عليكسم بسذهلك عهسسد الس ومايثمساقه أن الكسم فيهسم‬
‫لسا حكمحست؟ قالوا‪ :‬نعسم‪،‬ن قالا‪ :‬وعلسى ماسنم هسا مانسا‪،‬ن فس الناحية الت فيها رسإسولا الس صسلى الس‬
‫عليه وسإلم ‪،‬ن وهو ماعرض عنم رسإسولا الس إجللء لسه؛ فقسالا رسإسولا الس صسلى الس عليسه وسإسلم‪:‬‬
‫نعس سسم؛ قس سسالا سإس سسعد‪ :‬فس سسإن أحكس سسم فيهس سسم أن تقتس سسل الرجس سسالا‪،‬ن وتقسس سسم الماس سوالا‪،‬ن وتسس سسب الس سسذهراري‬
‫والنساء‪.‬ن فقالا رسإولا ال صلى ال عليه وسإلم‪ :‬لقد حكمحت فيهم بكسم الس ماسسنم فسوق سإسبعة‬
‫أرقعة‪.70‬ن‬

‫أنموذج‪:‬‬

‫حدث قاما علي أسإاس توجيه أعداء الدعوةا با يناسإبج ماصلحة الدعوةا ذاتا‪.‬ن‬

‫قسسالا أبسسو داود حسسدثنا ممحسسد بسسنم داود بسسنم سإسسفيان أخبنسسا عبسسد ال سرازق أخبنسسا ماعمحسسر عسسنم‬
‫الزهسسري عسسنم عبسسد الرحسسنم بسسنم كعسسبج بسسنم ماالسسك عسسنم رجسسل ماسسنم أصسسحاب النسسب صسسلى ال س عليسسه‬
‫وسإسسلم أن كفسسار قريسسش كتب سوا إل س ابسسنم أب س وماسسنم كسسان ماعسسه يعبسسد الوثسسان ماسسنم الوس والسسزرج‬
‫ورسإسسولا الس صسسلى الس عليسسه وسإسسلم يومائسسذه بالدينسسة‪ :‬آويتسسم صسساحبنا وإنسسا نقسسسم بسسال لنقسساتلنه أو‬
‫لنخرجنه أو لنسسسين إليكسم بأجعنسا حست نقتسسل ماقساتلتكم ونسسسب نسساءكم فلمحسا بلسغ ذلسك النسب‬
‫‪ 70‬أخرجسسه البخسساري فس س الهسساد والسسسي‪،‬ن بسساب‪ :‬إذا نس سزلا العسسدو علسسى حكسسم رجسسل )‪/6/191‬ح ‪(3043‬‬
‫متصس سءرا‪،‬ن ورواه أحسسد بطس سوله‪،‬ن وذكسسره اليثممحسسي فس س المحسسع‪،‬ن وقسسالا السسافظ فس س الفتسسح )‪ (11/51‬بعسسد أن عس سزاه‬
‫لحد‪ :‬وسإنده حسنم‪.‬ن‬
‫وذكر القصة ابنم هشاما ف سإيته )‪،3/258‬ن ‪،(259‬ن والبيهقي ف الدلئل )‪.(4/108‬ن‬

‫)‪(46‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫صلى ال عليه وسإلم قالا‪ " :‬لقد بلغ وعيد قريسسش مانكسسم البسسالغ ماسسا كسسانت تكيسسدكم بسأكثمر مسسا‬
‫تريسسدون أن تكيسسدوا بسسه أنفسسسكم يريسسدون أن تقسساتلوا بأبنسسائكم وإخسوانكم؛ فلمحسسا سسسعوا ذلسسك ماسسنم‬
‫النب صلى ال عليه وسإلم تفرقوا‪.71‬ن‬

‫وهذها الوقف يتضممحنم قاعدةا سإياسإية هاماة وهي تسوجيه أعسداء السدعوةا إلس اتساذ الوقسف‬
‫الناسإسسبج للسسدعوةا بنطسسق الصسسلحة لسسؤلء العسسداء وهسسذها السسذهي فعلسسه رسإسسولا الس صسسلى الس عليسسه‬
‫وسإلم ماع عبدةا الوثان الذهينم اجتمحعسوا لقتساله‪.‬ن وهسو ماسا فعلسه ماسع قريسش ذاتسا عنسدماا بلغسه أنسم‬
‫خرج سوا إليسسه بسسالعوذ الطافيسسل‪ 72‬لقتسساله فقسسالا‪ :‬ويسسح قريسسش لقسسد أكلتهسسا السسرب خل سوا بين س وبيم س‬
‫القبائل فإن كان المار ل عليهم كان شرفا لم وإن كان المار لسم علسي كسان ماسا يرجسون‪.73‬ن‬
‫نفس مانطق الصلحة يتحدث به الرسإولا إل أعدائه ليوجههم إل الوقف الناسإبج للدعوةا‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬

‫ب( أبعاد الممارسة السياسية )الحدود النهائية(‪:‬‬

‫‪ (1‬البعد الجماهيري للتصور السياسي " العاماة "‪:‬‬

‫والعاماسسة هسسي العنصسسر السإاسإسسي ماسسنم عناصسسر الماسسة حيسسث أن الماسسة هسسي‪ :‬الكسسم‪،‬ن والل‪،‬ن‬
‫والعاماة وهذها العنصر هو القق لعن الماة الرتبط بصائصها القدرية‪.‬ن‬

‫وهذهه الصائص هي‪:‬‬


‫‪74‬‬
‫‪ -‬العصمحة‪ :‬حيث قالا النب صلى ال عليه وسإلم‪ " :‬ل تتمحع أماست علسي ضسسللة "‬
‫وقالا‪ " :‬ل يمحع ال هذهه الماة إل علي هدي " ‪.75‬ن‬

‫‪ -‬الرحة‪ :‬حيث قالا النب صلى ال عليه وسإلم‪ " :‬هذهه الماة مارحوماة " ‪.76‬ن‬

‫‪ 71‬رواه أبو داود ف السراج والماسارةا والفيسء‪،‬ن بساب‪ :‬فس خسب التضمسي )‪/3/155‬ح ‪،(3004‬ن ورواه السبيهقي‬
‫ف الدلئل )‪،3/178‬ن ‪.(179‬ن‬
‫‪ 72‬العوذ جع عائذه وهي الت ل تلد‪،‬ن والطافيل‪ :‬جع ماطفل وهي الت لا طفل‪.‬ن‬
‫‪ 73‬ذكره ابنم هشاما ف سإيته )‪،3/356‬ن ‪ (357‬عنم الزهري‪،‬ن ووصلها عبسد السرزاق فس ماصسنفه )‪(97206‬‬
‫وما س سسنم طريق س سسه البخ س سساري فس س س الش س سسروط )‪/5/388‬ح ‪،2731‬ن ‪ – 2732‬فت س سسح( ماط س سسول وفس س س الغ س سسازي )‬
‫‪/7/158‬ح ‪،4178‬ن ‪ (4179‬متصس س سءرا‪،‬ن ولزيس سسد ماس سسنم التخريس سسج انظس سسر كتس سساب " فتس سسح ذي الللا تريس سسج‬
‫أحاديث الظللا "‪.(830) :‬ن‬
‫‪ 74‬السديث لسه طسرق كثميةا وروى ماعظمحهسا ابسنم أبس عاصسم فس السسنة )‪/1/41‬ح ‪،82‬ن ‪،83‬ن ‪،84‬ن ‪،(85‬ن‬
‫وذكره اليثممحي ف المحع )‪،5/218‬ن ‪.(219‬ن‬
‫والديث رواه أحد والطبان ف الكبي والاكم ف الستدرك وعبد بنم حيد وأبو نعيم ف اللية‪.‬ن‬
‫‪ 75‬روى ماعناه التماذهي ف الفت‪،‬ن ماا جاء ف الشاما )‪/4/485‬ح ‪.(2192‬ن‬

‫)‪(47‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫‪ -‬النصر‪ :‬حيث قالا النب صلى الس عليسسه وسإسسلم‪ " :‬هسذهه الماسسة مانصسورةا " ‪.77‬ن وقسالا "‬
‫ل تزالا طائفة مانم أمات قائمحة بأمار هذها الدينم ل يضمرهم مانم خالفهم " ‪.78‬ن‬

‫وهذهه الصائص مارهونة بالماة بعن السواد العظم باعتبارها العنصسسر السإاسإسسي للماسسة‬
‫وكس سسذهلك الضمس سسمحان الخيس س لتحقيس سسق ماعنس س المحاعس سسة؛ ولس سسذهلك جس سساء ماعنس س المحاعس سسة فس س ممحس سسوع‬
‫النصوص الواردةا بأربعة ماعايي؛ وكان مانها ماعيار العاماة ‪.79‬ن‬

‫وما يبج إدخاله ف العتبار وجوباء شرعياء جوهرياء هو أن العاماة فس دار السإسسلما هسسي‬
‫القصسودةا ‪ -‬أسإاسإساء ‪ -‬بسذها الصسطلح‪.‬ن أماسا العاماسة فس دار الكفسر فل تنطبسق إل علسي ماسسنم كسره‬
‫ماا عليه التمحع مانم الكفر وهذهه هي الباءةا السذهكورةا فس قسولا رسإسولا الس صسلى الس عليسه وسإسلم‬
‫فمحنم كره فقد برء إل مانم رضي وتابع‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬

‫فل يكسسنم أن نتصسسور أن ممحسسوع الراضسسيم عسسنم الكفسسر والتسسابعيم لهلسسه اللتصسسقيم بسسم فس‬
‫كفرهم أو ممحوع المحج الرعاع أتباع كل ناعق هم الققون لصطلح السواد العظم‪.‬ن‬

‫قيمة التوجإه للعاماة‪:‬‬

‫والقيقسسة أن التعاماسسل ماسسع العاماسسة ترجسسع أهيتسسه إلس س ارتبسساطه الباشسسر بغايسسة السسدعوةا وهسسي‬
‫الداية‪.‬ن‬

‫وذلسسك أن غايسسة السسدعوةا هسسي أن يس سؤمانم النسساس‪.‬ن وعنسسدماا يتمحكسسنم أصسسحاب السسدعوةا ماسسنم‬
‫التعامال الباشر ماع الناس‪.‬ن‬

‫ف سسإن ه سسذها الما سسر تك سسون ل سسه أهيسسة ض سسخمحة قسسد تق سستب ما سسنم أهي سسة ماول سسة إقاما سسة السسسلطة‬
‫السإلماية؛ لن هدف هداية الناس هو أهم أسإباب قياما هذهه السلطة‪.‬ن‬

‫كمحا نعلم أن إسإقاط الكم الاهلي هو إزاحة لهم وصولا السق إلس النساس‪،‬ن وعنسسدماا‬
‫تنشأ ظروف الدعوةا الت تتاح فيها إماكانية وصولا الق إل الناس‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬

‫‪ 76‬رواه أبو داود ف الفت واللحم‪،‬ن باب‪ :‬ماا يرجى فس القتسل )‪/4/103‬ح ‪،(4287‬ن وأحسسد فس السسند )‬
‫‪،(4/410‬ن وكلها عنم أب ماوسإى والاكم ف الستدرك )‪/4/283‬ح ‪.(8649‬ن‬
‫‪ 77‬رواه التماذهي ف الفت‪،‬ن باب‪ :‬ماا جاء ف الشاما )‪،4/485‬ن ‪ (2192‬عنم قرةا‪.‬ن‬
‫‪ 78‬صحيح البخاري‪،‬ن وقد تقدما وأخرجه أحد ف السند )‪ (4/101‬عنم أب هريرةا‪.‬ن‬
‫‪ 79‬وذلسسك عنسسدماا ل يكسسون العلمحسساء السسذهينم يكسسنم الرجسسوع إليهسسم‪،‬ن وذلسسك باعتبسسار أن العاماسسة هسسم الكسثمرةا الغالبسسة‬
‫اللتزماة بأحكاما الكتاب والسنة‪.‬ن‬

‫)‪(48‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫تكون قد تققت نتيجسة أصسلية هسسي نفسسسها أهسم نتائسج إسإسقاط الكسم الساهلي وإقاماسة‬
‫الكم السإلماي‪.‬ن‬

‫ومانم هنا كان مانم أهسم ماعسسان الفتسسح ‪ 80‬ماعاهسسدةا الديبيسة؛ لن هسذهه العاهسدةا هسسي الست‬
‫أتاحت هذها التصالا الباشر بيم السلمحيم والكفار‪،‬ن فحقق هذها التصسسالا إيسسان تسسسعة أعشسسار‬
‫السسسلمحيم السسذهينم كسسانوا فس س فتسسح ماكسسة وماسسنم هنسسا كسسان لعاهسسدةا الديبيسسة ماعنس س الفتسسح؛ لن لسسا‬
‫حقيقته وسإببه وغايته وهي أن يؤمانم الناس‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬

‫وكمحا ترجع قيمحة فرصة التصالا بالناس إل نتيجتها ترجع إال سإببها‪.‬ن‬

‫إن الاهلية ل تتيح هذهه الفرصة‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن بغي حساب‪.‬ن‬

‫إنا تتيحها تسليمحا بأقل الخطار عليها‪.‬ن‬

‫إن الاهليسسة تسوازن كمحسسا وازنسست قريسسش فسوافقت علسسي العاهسسدةا‪،‬ن وأعطسست الاهليسسة فرصسسة‬
‫الدعوةا عندماا أيقنت أن الدعوةا أمار واقع ل يكنم ماواجهته‪.‬ن وعنسدماا أيقنست أن اسإتنفاد طاقة‬
‫الدعاةا ف الدعوةا بالكلمحة هو البديل التمحي لمحارسإة القوةا‪.‬ن‬

‫فالفرصة لا ثنم‪،‬ن والفرصة ليست رخيصة‪،‬ن والفرصة ليست عارضة‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬

‫إنسسا مسسسوبة وبدقسسة ماسسنم جسسانبج الطسسرف السساهلي السسذهي سإسسلم بركسسة السسدعاةا التجهسسة إلس‬
‫الناس‪.‬ن‬

‫وباعتبسسار أن عنصسسر الك سثمرةا هسسي أهسسم عناصسسر الع سواما؛ فسسإن تقيسسق الضسسللا لسسم أصسسبح‬
‫أكب أهداف الشيطان؛ لن الشيطان يسعي أن يوت أكثمر الناس علي الكفر‪.‬ن‬

‫وماسسنم هنسسا فسسإن التعاماسسل الباشسسر ماسسع النسساس هسسو السسذهي يقطسسع علسسي الشسسيطان هسسدفه فس س‬
‫الضللا العاما‪.‬ن‬

‫وقد تكون ماهمحة إسإقاط الكم الاهلي بالصفة النقلبيسة أخطسر وأشسسد؛ ولكسسنم دعسوةا‬
‫الناس ماباشرةا تستوعبج أكب عدد مكنم مانم هؤلء الناس‪.‬ن‬

‫وهذها هو الذهي يعطي لسإلوب التصالا الباشر بالناس أهية وقيمحة‪.‬ن‬

‫فليست الطورةا ماعن مارادفا للهية ف مانهج الركة‪.‬ن‬

‫‪ 80‬وذلك ف تفسي قولا ال عز وجل‪) :‬إنا فتحنا لك فتءحا مابيءنا(‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن الفتح هنا‪ :‬ماعاهدةا الديبية‪.‬ن‬

‫)‪(49‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫فقد يكون المار أقل خطورةا وأكثمر أهية‪.‬ن‬

‫أو أقل أهية وأكثمر خطورةا‪.‬ن‬

‫ضرورةا التوجه‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن ذلسك لن التسوجه هسو الذهي يقسق أكسب فرصسة لسإتخلص الطاقسات‬
‫الصسسالة للحركسسة‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن وهنسساك فس س واقسسع النسساس ماعسسادن ماغمحسسورةا يقسسولا فيهسسا النسسب صسسلى الس س عليسسه‬
‫وسإلم‪ " :‬خيارهم ف الاهلية خيارهم ف السإلما إذا فقهوا " ‪.81‬ن‬

‫إن التسسوجه إلس النساس‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن ل يعنس أن يسؤمانم كسل النساس‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن فسإذا كسسانت السإستجابة قليلسة‬
‫فسسإن هذههالقلسسة هسسي النتيجسسة الطبيعيسسة؛ وإدراك هسسذهه القيقسسة يعال س اليسسأس السسذهي قسسد يط سرأ علسسي‬
‫أصحاب الدعوةا إذا بذهلوا جهداء ضخمحاء ماع الناس‪.‬ن‬

‫ولسسذهلك يقسسولا النسسب صسسلى ال س عليسسه وسإسسلم‪ " :‬النسساس كإبسسل ماائسسة‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن ل تكسساد تسسرى فيسسه‬
‫راحلة " ‪.82‬ن‬

‫كمحا يعال الرسإولا صلى الس عليسه وسإسلم اليسأس فس نفسوس الدعاةا إذا اقستبوا مسنم يمحل‬
‫كرهاء شديداء للدعوةا بيث يصسبح هسذها الماسر سإسبباء فس الماسل والرجساء؛ فيقسولا النب صسلى الس‬
‫عليه وسإلم‪ " :‬أشد الناس كرهاء لذها المار هم أشد الناس حباء له بعد الدخولا فيه " ‪.83‬ن‬

‫والقاعععدة السياسععية فععي تحقيععق التععأثير فععي العاماععة هععي تحقيععق ماقتضععيات الكيععانآ‬
‫الصحيح للدعوة‪:‬‬

‫‪ (1‬البطولة وهي النمحوذج النسان السليم للتأسإي والقتداء إسإلمايءا‪.‬ن‬

‫‪ (2‬التمحاسإك‪.‬ن ويراجع فيه ماعاهدةا الديبية‪.‬ن‬

‫‪ (3‬التضمحية والبذهلا‪.‬ن‬

‫‪ 81‬أخرجه البخاري ف الناقبج‪،‬ن باب‪ :‬قولا ال تعال‪ :‬إن أكرماكم عند ال أتقسساكم )‪/6/608‬ح ‪،3493‬ن‬
‫‪ – 3496‬فتح( بلفظ‪) :‬الناس ماعادن وخيارهم ف الاهليسة خيسارهم فس السإسلما‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن السسديث‪،‬ن رواه ماسسلم‬
‫ف الفضمائل‪،‬ن وأحد ف السند )‪ (4/101‬جيءعا عنم أب هريرةا‪.‬ن‬
‫‪ 82‬أخرجسسه البخسساري ف س الرقسساق‪،‬ن بسساب‪ :‬وضسسع الماانسسة )‪ (11/341/6498‬وماسسسلم ف س فضمسسائل الصسسحابة‪،‬ن‬
‫باب‪ :‬الناس كإبل ماائة ل تد فيها راحلسسة )‪ – 6/16/101‬نسسووي(‪،‬ن وأحسسد فس السسسند )‪ (2/109‬جيءعسسا‬
‫مانم حديث ابنم عمحر‪.‬ن‬
‫‪ 83‬رواه البخاري ف الناقبج )‪ (3496‬وفيسه‪) :‬تسدون ماسنم خيس النساس أشسد النساس كراهيسة لسذها الشسأن حست‬
‫يقع فيه "‪.‬ن‬

‫)‪(50‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫‪ (4‬الثمبسسات علسسي العقيسسدةا السسذهي جعسسل ماشسسركاء يسسسلم لسسا ضسسرب ماسسسلمحاء ليقتلسسه‪،‬ن فسسسمحعه‬
‫يقولا‪ :‬فزت ورب الكعبة‪.‬ن‬

‫أماا أسإاسإيات التوجه مانم حيث السإلوب الركي ومانم حيث قضمايا التبليغ‪.‬ن‬

‫فسسإن السإسسلوب الركسسي ف س دع سوةا العاماسسة قسسائم علسسي قاعسسدةا أن نغشسسي النسساس كمحسسا قسسالا‬
‫الصحاب للنب صلى ال عليه وسإلم عند قدوماه إل الدينة‪ " :‬اغشنا ف مالسنا " ‪.84‬ن‬

‫ومانم كلمحة " اغشنا " ينطلق أسإلوب التعامال ماع العاماة‪.‬ن‬

‫ومانم كلمحة " غشي " تنشأ عناصر السإلوب‪.‬ن ومانم لسان العرب‪.‬ن‬

‫‪ (1‬أن غشينا مانم ذلك شيء مانم القصد إل الشيء والباشرةا والتوجه‪.‬ن‬

‫‪ (2‬وف حديث السعي‪ :‬فإن الناس غشوه أي ازدحوا عليه وكثمروا‪.‬ن‬

‫‪ (3‬الغشاء‪ :‬الغطاء والعمحوما‪.‬ن‬

‫‪ (4‬غشي الشيء‪ :‬إذا لبسه‪.‬ن‬

‫وبذهلك يتمحع ف ماعن )غشي( التوجه‪،‬ن والتعمحيم والزدحاما والكثمرةا واللبسة‪.‬ن‬

‫يبج أن نغشي الناس فنذههبج إليهم بكثمرةا‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن وليس مرد التسلل إليهم‪.‬ن‬

‫ونغشاهم‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن وليس مرد لقاءات عابرةا‪.‬ن‬

‫والهدف‪...‬‬

‫هو أن تعيش المحاهي واقع الدعوةا الذهي يستدهم مانم أسإر العلما الاهلي‪.‬ن‬

‫المحاهي أسإيةا‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن والدعوةا تتطلبج إنقاذهم واسإتدادهم وفك أسإرهم‪.‬ن‬

‫والوسإيلة‪ :‬هي أن تصبح دعوةا المحاهي ماوازية وماقابلة لكر الليل والنهار‪.‬ن‬

‫السحر‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن البهارج واللوان الشيطانية الت تأخذه عيون الناس‪.‬ن‬

‫‪ 84‬كمحسسا جسساء فس س الصسسحيح ريدا علسسى طلسسبج عبسسد الس س بسسنم أبس س ابسسنم سإسسلولا بسسأل يتحسسرك الرسإسسولا )ص( ماسسنم‬
‫الدينة‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن على لسان عبد ال بنم رواحة‪.‬ن‬

‫)‪(51‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫ماوازية للخبث الذهي يصل إل أعمحاق النفس البشرية‪.‬ن‬

‫للغراء والفتنة‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن للكيد والدهاء‪.‬ن‬

‫المحاهي ف وضع ل يطاق‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن نادراء ماا تد ناجياء مانم لوثته‪.‬ن‬

‫وحت ل تاف المحاهي عندماا ترى الدعاةا يقتبون مانهم‪.‬ن‬

‫يبج أن يكون هذها القتاب مانم خللا البرات الطبيعية لذها القتاب‪.‬ن‬

‫فتتكز حركة التوجه إل المحاهي مانم خللا مابراته الطبيعية‪:‬‬

‫القرابة‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن الواز‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن الصداقة‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن أو أي مابر طبيعي آخر‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬

‫هذها هو السإاس ف السإلوب الركي ف التوجه للعاماة‪.‬ن‬

‫ث نأت إل السإاس ف أسإلوب عرض القضمايا وهو البساطة‪.‬ن‬

‫الماية‪:‬‬

‫والد النهائي للبساطة هو مافهوما الماية‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬

‫والمايسسة تعنس التسسسليم بقسسائق هسسذها السسدينم بغيس ماسسسلمحات فكريسسة ماسسسبقة؛ وعندئسسذه يلسسو‬
‫اللتقي مانم اللط بيم وحي السمحاء والثمقافات الاصة‪،‬ن ويعب النسب صسلى الس عليسه وسإسلم عسسنم‬
‫حقيقة الماية بقوله‪ " :‬ننم قوما أمايون الشهر وهكذها وهكذها " ‪ 85‬ماشياء بيده وأصابعه‪.‬ن‬

‫يعن أنه أشار بيده ثلث مارات‪:‬‬

‫ف س ال سرةا الول س والثمانيسسة يبسسسط أصسسابعه كلهسسا دللسسة علسسي عش سرةا أيسساما وعش سرةا أيسساما‪،‬ن وف س‬
‫الثمالثمة بسط أصابعه عدا واحدءا؛ للدللة علي رقم )‪ (9‬أي أن الشهر )‪ (29‬يوماءا‪.‬ن‬

‫ولع سسل أه سسم أماثمل سسة التع سسال ال سساهلي بالثمقاف سسة القابل سسة للماي سسة‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن ك سسانت الثمقاف سسة اليوناني سسة‬
‫والروماانية‪.‬ن‬

‫‪ 85‬صحيح البخاري‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن كتاب الصوما )‪/4/151‬ح ‪ – 1913‬فتح(‪،‬ن ولفظه‪) :‬إنا أماسة أمايسة‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن "‪،‬ن وماسسلم‬
‫)‪ (761‬وأبو داود والنسائي‪.‬ن‬

‫)‪(52‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫وكسسانت هسسذهه الثمقافسسة هسسي بسسذهاتا ماسسادةا اختلط حقسسائق السسدينم السسسيحي النزلسسة ماسسنم عنسسد‬
‫ال‪.‬ن‬

‫وكانت سإبباء ماباشراء ف دخولا هذهه الوثنية إل الدينم السيحي والتحيبج با لكثمي ماسسنم‬
‫بلد الدينم السيحي ذاته‪.‬ن‬

‫وكمحسسا تكسسون البسسساطة أسإاسإسسا فس أسإسسلوب عسسرض قضمسسايا السسدعوةا كسسذهلك تفعسسل الاهليسسة‬
‫وف ماواجهة قضمايا الدعوةا‪.‬ن‬

‫الرتكاز الاهلي علي خصائص المحاهي‬

‫هسسذها هسسو النمحسسرود السسذهي حسساج إبراهيسسم ربسسه يقسسولا‪ " :‬أنسسا أحيسسي وأمايسست( فينتقسسل سإسسيدنا‬
‫إبراهيسسم إل س دليسسل آخسسر ول س يكسسنم هسسذها تسسسليمحاء بإماكانيسسة ذلسسك ولكنسسه اليقيم س بإماكانيسسة خسسداع‬
‫المحاهي بأي صورةا ماسنم الصسور الت وردت فس التفسسي‪.‬ن وهسي أن يأت بسأثنيم مكوماساء عليهمحسا‬
‫بالعسسداما فيعسسدما أحسسدها‪،‬ن ويسستك الخسسر‪،‬ن ويقسسولا‪ :‬أنسسا أحيسسي وأمايسست‪.‬ن فتصسسرخ المحسساهي القتنعسسة‬
‫بذهلك الوقف الوهي والتحمحسة لوقف اللك الكذهاب‪.‬ن‬

‫هذهه هي المحاهي ف ظل الاهلية‪.‬ن‬

‫وهذها فرعون يقولا‪) :‬يا هاماان ابنم لس صسرحاء لعلسي أبلسغ السإباب( إنسا يقسق ماضمساعفة‬
‫الضموع؛ لنم يعرفون هاماان كمحا يعرفون فرعون‪.‬ن‬

‫تتضماعف رماوز السيطرةا ف إحساس المحاهي‪.‬ن‬

‫هسسذها هسسو النمحسسرود السسذهي حسساج إبراهيسسم ف س ربسسه يقسسولا‪ " :‬أنسسا أحيسسي وأمايسست "‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن فينتقسسل‬
‫سإسسيدنا إبراهيسسم إلس دليسسل آخسسر‪،‬ن ولس يكسسنم هسسذها تسسسليءمحا بإماكانيسسة ذلسسك‪،‬ن ولكنسسه اليقيمس بإماكانيسسة‬
‫خداع المحاهي بأي صورةا مانم الصور الت وردت فس التفسسسي‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن وهسسي أن يسسأت بساثنيم مكوءماسسا‬
‫عليهمحسسا بالعسسداما فيعسسدما أحسسدها ويسستك الخسسر‪،‬ن ويقسسولا‪ :‬أنسسا أحيسسي وأمايسست‪.‬ن فتصسسرخ المحسساهي‬
‫بذهلك الوقف الوهي والتحمحسة لوقف اللك الكذهاب‪.‬ن‬

‫هذهه هي المحاهي ف ظل الاهلية‪.‬ن‬

‫وهذها هو فرعون يقولا‪ " :‬يا هاماان ابسنم لس صسسرءحا لعلسسي أبلسسغ السإسسباب "‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن إنسسا يقسسق‬
‫ماضماعفة الضموع؛ لنم يعرفون هاماان كمحا يعرفون فرعون‪.‬ن‬

‫تتضماعف رماوز السلطة ف إحساس المحاهي‪.‬ن‬

‫)‪(53‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫وعنسسدماا يقسسولا‪ " :‬ابسسنم ل س صسسرءحا " يبسسدو أماسساما المحسساهي ف س غايسسة الوضسسوعية والنطقيسسة‪،‬ن‬
‫وكأنه سإيسر ماع القضمية خطوةا خطوةا‪،‬ن وأمااما الناس‪.‬ن‬

‫وبسسذهلك تصسسبح المحسساهي السسساذجة أماسساما الفضمسساء‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن يضمسسع أعينهسسم أماسساما الف سراغا‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن ماسساذا‬
‫بعد الصرح؟! ل شيء‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن وهذهه هي النتيجة الطلوبة‪.‬ن‬

‫أن يعتقد الناس أنه ل شيء ف السمحاء وأن ماوسإى كاذب‪.‬ن‬

‫إن البساطة أمار واضح مقق‪.‬ن‬

‫إن العاماة تنخدع بنتهى البساطة‪.‬ن‬

‫أل س س يعس سسل لس سسم السس سساماري عجلء جس س سءدا لس سسه خ س سوار؟ وبنفس سسس مانطس سسق السس سساماري واصس سسل‬
‫الصليبيون الداع‪.‬ن‬

‫وهذا فصل حيل الرهبانآ‪:‬‬

‫وفيها يقولا ابنم تيمحية‪ " :‬وقد صنف بعض الناس ماصنءفا ف حيسل الكهسان‪،‬ن ماثمسل اليسل‬
‫الكية عنم أحدهم ف جعل الاء زيءتا بأن يكون الزيت ف جوف النارةا فإذا نقص صبج فيها‬
‫مااء فيطفو الزيت على الاء؛ فيظنم أن نفس الاء انقلبج زيءتا‪.‬ن‬

‫وماثمل اليلة الكية عنهم ف ارتفاع النخلة‪،‬ن وهو أن بعضمهم مار بسدير راهسسبج‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن أسإسفل‬
‫مانه نلة فأراه النخلة صعدت شيءئا حت حازت الدير فأخذه مانم رطبها‪،‬ن ث نزلست حست عسادت‬
‫كمحا كانت‪،‬ن فكشف الرجل اليلسة‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن فوجسد النخلسة فس سإسسفينة فس ماكسان مانخفسض إذا أرسإسل‬
‫عليه الاء اماتل حت تصعد السفينة‪،‬ن وإذا صرف الاء إل ماوضع آخر هبطت السفينة‪.‬ن‬

‫وماثمسل اليلة الكيسة عنهسم فس التكحسل بسدماوع السسيدةا ماريس‪،‬ن وهسو أنسم يضمسعون كحلء‬
‫ف مااء ماتحرك حركة لطيفة‪،‬ن فيسيل حت ينزلا مانم تلك الصورةا فيخرج فيظنم أنه دماوع‪.‬ن‬

‫وماثمل اليلة الت صسنعوها بالصسورةا الست يسسمحونا القونسة بصيدنايا‪،‬ن وهسي أعظسم مازاراتسم‬
‫بعد القياماة وبيت لسم‪،‬ن حيسث ولسد السسيح وحيسث قسب – فس زعمحهسم – فإن هسذهه هسي صسورةا‬
‫السسسيدةا ماريسس‪،‬ن وأصسسلها حشسسة نلسسة سإسسقيت بالدهسسان حسست سسسنت وص سسار السسدهنم ي سسرج مانه سسا‬
‫ماصنوءعا يظنم أنه مانم بركة الصورةا‪.‬ن‬

‫)‪(54‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫وماسسنم حيلهسسم الكسثميةا‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن النسسار السست يظسسنم عسواماهم أنسسا تنسزلا ماسسنم السسسمحاء فس عيسسدهم فس‬
‫قمحاماسسة‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن وهسسي حيلسسة قسسد شسسهدها غيس واحسسد ماسسنم السسسلمحيم والنصسسارى ورأوهسسا بعيسسونم أنسسا نسسار‬
‫ماصسسنوعة يضمسسلون بسسا عسواماهم‪،‬ن يظنسسون أنسسا نزلسست ماسسنم السسسمحاء‪،‬ن ويتسسبكون بسسا‪،‬ن وإنسسا هسسي صسسنعة‬
‫صاحبج مالا وتلبس "‪.86‬ن‬

‫وقسسد أورد ابسسنم ك سثمي رحسسه ال س عنسسد تفسسسيه قسسولا ال س تعسسال‪ " :‬يعلمحسسون النسساس السسسحر(‬
‫حكايسسة عسسنم بعسسض الرهبسسان‪،‬ن وهسسو أنسسه سسسع صسسوت طسسائر حزيسسنم الصسسوت ضسسعيف الركسسة‪،‬ن فسسإذا‬
‫سسسعته الطيسسور تسسرق لسسه فتلقسسي فس وكسسره ماسسنم ثسسر الزيتسسون ليتبلسسغ بسسه‪،‬ن فعمحسسد هسسذه الراهسسبج إلس صسسنعة‬
‫طائر على شكله‪،‬ن وتوصل إل أن جعلسسه أجسوف فسإذا دخلتسه الريسسح يسسمحع مانسسه صسسوءتا كصسسوت‬
‫ذلسسك الطسسائر‪،‬ن وانقطسسع فس صسوماعة ابتناهسسا‪،‬ن وزعسسم أنسسا علسسى قسسب بعسسض صسساليهم‪،‬ن وعلسسق ذلسسك‬
‫الطائر ف ماكان مانها‪،‬ن فإذا كان زماسان الزيتسون فتسح بابءسا ماسنم ناحيته‪،‬ن فتسدخل الريسح إلس داخسل‬
‫ضمسا‪،‬ن فتسأت الطيسور فتحمحل ماسنم الزيتسون شيءئا‬ ‫هذهه الصورةا فيسمحع صوتا كل طائر ف شسكله أي ء‬
‫كس سثمءيا فل تسسرى النصسسارى إل ذلسسك الزيتسسون فس س هسسذهه الصس سوماعة‪،‬ن ول يسسدرون ماسسا سإسسببه‪،‬ن ففتنهسسم‬
‫بذهلك وأوههم أن هذها مانم كراماات صسساحبج هسذها القسسب‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن عليهسسم لعسسائنم الس التتابعسة إلس يسوما‬
‫القياماة‪.‬ن‬

‫وبعسسد عسسرض البعسسد المحسساهيي للتصسسور السياسإسسي‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن قيمحتسسه وضسسرورته وأسإسسس مارسإسسته‪،‬ن‬
‫فإنه يبج أن يتقرر‪:‬‬

‫أن العمحل المحاهيي ل يثمل بديلء عنم العمحل العسكري ول نقابلء له ول ماؤثءرا فيه‪.‬ن‬

‫ذلك لن حسابات العمحل المحساهيي قائمحة علسى هسدف اسإستيعاب " القسوةا الاهليسة "‬
‫ف تيار الركة السإلماية‪،‬ن ولن هدف العمحل العسكري هو إضعاف هذهه القوةا وإفناؤها‪.‬ن‬

‫وف حالة العمحل المحاهيي القق ]لسإتيعاب[ القوةا الاهلية‪.‬ن‬

‫وفس س حالسسة العمحسسل العسسسكري القسسق ]لفنسساء[ الق سوةا الاهليسسة السست ل س يسسستوعبها العمحسسل‬
‫المحاهيي‪.‬ن‬

‫لنم تكون هناك ]قوةا جاهلية[ رافضمة لقاماة الكم السإلماي‪.‬ن‬

‫ولكنم السنة الثمابتة للتدافع بيمس الاهليسة والسإسلما لسنم تستك التيسسار السإسلماي يسستوعبج‬
‫الواقع الاهلي بمحاهيه وقوته دون أن تنعه‪.‬ن‬

‫‪ 86‬الواب الصحيح لنم بدلا دينم السيح‪.‬ن‬

‫)‪(55‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫وماسسنم هنسسا نشسسأ مافهسوما حتمحيسسة العمحسسل العسسسكري‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن بيسسث يصسسل هسسو الخسسر إلس مارحلسسة‬
‫السنة الثمابتة للعمحل السإلماي‪.‬ن‬

‫ولسسذهلك قسسرر ورقسسة بسسنم نوفسسل لرسإسسولا الس صسسلى الس عليسسه وسإسسلم حقيقسسة العسساداةا باعتبارهسسا‬
‫سإنة ثابتة مانم سإننم الثموابت‪،‬ن وليس باعتبارها حقيقة ماستخلصة مانم خبةا الواقع‪.‬ن‬

‫فكسسانت حقيقسسة التسسدافع هسسي القيقسسة الولس السست قالسسا النسسب صسسلى الس عليسسه وسإسسلم بعسسد‬
‫حقيقسسة السسوحي ماسسنم حسسديث ورقسسة‪،‬ن إذ قسسالا لسسه بعسسد إخبسساره بسسالنبوةا‪ :‬يسسا ليتنس س كنسست جسسذهءعا إذ‬
‫يرجك قوماك‪.‬ن قالا‪ " :‬أو مرجلي هم؟! "‪.‬ن‬

‫قالا‪ :‬نعم‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن ماا أتى أحد بثمل ماا أتيت به إل مأخرج ومعودي‪.87‬ن‬

‫وكمحسسا يكسون الرتكساز علسسى بسساطة المحسساهي فس الضسللا يكسون الرتكساز علسسى تقيسق‬
‫العصبية المحاهيية للجاهلية‪.‬ن‬

‫إن تقيسسق عصسسبية العاماسسة للحكسسم السساهلي ماهمحسسة صسسعبة‪،‬ن ولكسسنم الاهليسسة تارسإسسها بكسسل‬
‫دقسسة‪،‬ن ونسسوذج تلسسك المحارسإسسة هسسو المحارسإسسة الفرعونيسسة‪،‬ن وعناصسسر تلسسك المحارسإسسة هسسي أن يشسسعر‬
‫العاماسسة أنسسم أصسسحاب السسسلطة )شسسركاء فس س القس سرار( وهسسذهه فكس سرةا فرعسسون عنسسدماا قسسالا‪ " :‬فمحسساذا‬
‫تأمارون "‪.‬ن‬

‫ويبلغ إحساس العاماة بالسلطة الكامالسسة عنسسدماا يقسسولا لسسم فرعسسون‪ " :‬ذرونس أقتسسل ماوسإسسى‬
‫"‪.‬ن إن فرعسسون يقسسولا للعاماسسة‪ :‬ذرونسس‪.‬ن ودون أن يسسستطيع أحسسد أن ينعسسه‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن يطلسسبج فرعسسون ماسسنم‬
‫العاماة أن يتكوه‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن يطلبج التفويض الشسعب فس اتسساذ القسرار الناسإسبج تسساه ماوسإسى‪،‬ن وأن يشسسعر‬
‫العاماة أنم أصحاب الصلحة " يريد أن يرجكم مانم أرضكم "‪.‬ن‬

‫أن يشسسعر العاماسسة أنسسم أصسسحاب السياسإسسة " ويسسذههبا بطريقتكسسم الثملسسى "‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن سإياسإسستكم‬
‫وماذههبكم السياسإي‪.‬ن‬

‫أن يشعر العاماة أنم أصحاب القضمية والبدأ " إن أخاف أن يبدلا دينكم "‪.‬ن‬

‫أن يشعر العاماة أنم حاةا الواقع وأصحاب الصلح‪.‬ن‬

‫إن أهسسم عناصسسر العصسسبية هسسي إنشسساء السسوف علسسى النظسساما السساكم غسسي نفسسوس النسساس؛‬
‫ولسسذهلك يعسسب النسساس عسسنم السسوف قسسائليم‪ " :‬أت سسذهر ماوسإسسى وقس سوماه ليفسسسدوا فس س الرض وي سسذهرك‬
‫وآلتك "‪.‬ن‬
‫‪ 87‬صحيح البخاري كتاب بدء الوحي )‪/1/30‬ح ‪ – 3‬فتح(‪.‬ن‬

‫)‪(56‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫وحينئس سضذه يكس سسون طمحأنس سسة النس سساس هس سسو واجس سسبج النظس سساما " قس سسالا سإس سسنقتل أبنس سساءهم ونسس سستحيي‬
‫نساءهم وإنا فوقهم قاهرون "‪.‬ن‬

‫ومانم أهسم عناصسر العصسبية أن يشسعروا بأنم مسور النظساما‪،‬ن وماسنم هنسا كسان الضمسمحي يعسود‬
‫على الناس‪ " :‬أرضكم – طريقتكم – دينكم‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن "‪.‬ن‬

‫وبذهلك يتبيم أن إطار التعاماسل الساهلي ماسع المحساهي يقسوما علسى البسساطة الرتكسزةا علسى‬
‫سإذهاجة المحاهي ف إضللم وتقيق عصبيتهم للضمللا عنم الق‪.‬ن‬

‫‪ (2‬البعد العسكري للتصور السياسي‪:‬‬

‫سياسة القوة‪:‬‬

‫وهسذها البعسد ماسنم أخطسر أبعساد التصسور السياسإسي للحركسة السإسلماية؛ وذلسك لن السستقر‬
‫ف الذهان أن السياسإة تقابل القوةا‪،‬ن ولكنم التصور السياسإي يتضممحنم أن هسذهه السياسإة توافسق‬
‫القوةا أو توازيها ف ماهمحة تقيق الغاية النهائية للدعوةا‪،‬ن ومانم هذهه القيقة ينطلق هذها البعد‪.‬ن‬

‫أماا تقيق ذلك ف مالا المحارسإة فإنه يقتضمي عدةا أماور‪:‬‬

‫تليسسل القس سوةا العسسسكرية إلس س عناصسسرها السإاسإسسية فس س التنفيسسذه والسإسستفادةا بسسذهه العناصسسر‬
‫بغرض التأثي ف الواقع الاهلي دون الضطرار إل المحارسإة الفعلية للقوةا‪.‬ن‬

‫وتفسي ذلك‪:‬‬

‫أن الاهليسسة تعتسسب الركسسة السإسسلماية قس سوةا سإياسإسسية طالسسا أيقنسست بقسسدرتا علسسى المحارسإسسة‬
‫العسكرية‪.‬ن‬

‫والقوةا العسكرية لا عناصر ل تقوما إل با‪،‬ن وإدراك الاهليسة لتسوافر هسسذهه العناصسسر لسسدى‬
‫الركة السإلماية ينشئ تأثءيا عند الاهلية ل يقل شأءنا عنم المحارسإة الفعلية للقوةا العسكرية‪.‬ن‬

‫وهذهه العناصر هي‪:‬‬

‫الزعاماة‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن والولء الطلق لا‪.‬ن‬

‫والكثمرةا العددية القوية‪.‬ن‬

‫والستوى الرتفع للكفاءةا العمحلية‪.‬ن‬

‫)‪(57‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫والسإتعداد التاما للبذهلا والتضمحية‪.‬ن‬

‫كذهلك تليسل القسوةا العسسكرية إلس عناصسرها السإاسإسية فس التسأثي وتقيسق هسذهه العناصسر‬
‫بصسسورةا ماباشسرةا فس الواقسسع‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن فتحقسسق آثسسار القسوةا العسسسكرية دون مارسإسستها وأههسسا الرهبسسة وفسسرض‬
‫الرادةا‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬

‫ولسسا كسسان تقيسسق هسسذهه العناصسسر فس س واقسسع السسدعوةا – سإياسإس سييا – يعتسسب أهسسم ضسسروريات‬
‫التصسسور السياسإسسي للقسوةا؛ لسسذهلك كسسانت العاهسسدات باعتبارهسسا مسسالء للربسسط بيمس السياسإسة والقسوةا‬
‫ضمسسا السسالا الفعلسسي لبسراز هسسذهه العناصسسر فس الواقسسع‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن ماثملمحسسا كسسان فس ماعاهسسدةا الديبيسسة‪،‬ن‬
‫هسسي أي ء‬
‫حيث تقق فيها ممحل العناصر الذهكورةا‪.‬ن‬

‫كمحسسا تقسسولا كتسسبج الس سيةا‪ :‬خسسروج عسسروةا بسسنم ماسسسعود زعيسسم ثقيسسف حسست أتسسى رسإسسولا ال س‬
‫صلى ال عليه وسإلم ‪،‬ن فجلس بيم يديه ث قالا‪:‬‬

‫ضمسسها بسم‪،‬ن إنسسا قريسش‬ ‫ت أوشاب الناس ثس جئسست بسم إلس بيضمستك لتمف ل‬ ‫يا ممحد‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن أننجنؤع ن‬
‫قد خرجت ماعها العوذ الطافيل قد لبسوا جلود النمحور‪،‬ن يعاهدون ال ل تدخلها عليهم عن سوةا‬
‫أبءدا‪،‬ن واي ال لكأن بؤلء قد انكشفوا عنك غءدا‪.‬ن قالا‪ :‬وأبو بكر الصسديق خلسف رسإسولا الس‬
‫صلى ال عليه وسإلم قاعد‪،‬ن فقالا‪ :‬اماصص بظر اللت‪،‬ن أننم ننكشسسف عنسسه؟! قسسالا‪ :‬ماسسنم هسسذها‬
‫يا ممحد؟ قالا‪ :‬هذها ابنم أبس قحافسة‪.‬ن قسالا‪ :‬أماسا والس لسول يد كسانت لسك عنسدي لكافأتسك با‪،‬ن‬
‫ولكسسنم هسسذهه بسسا‪.‬ن قسسالا‪ :‬ث س جعسسل يتنسساولا ليسسة رسإسسولا ال س صسسلى ال س عليسسه وسإسسلم وهسسو يكلمحسسه‪،‬ن‬
‫والغيةا بسسنم شسسعبة واقسسف علسسى رأس رسإسسولا الس صسسلى الس عليسسه وسإسسلم فس الديسسد‪،‬ن قسالا‪ :‬فجعسسل‬
‫يقرع يده إذا تناولا لية رسإولا ال صلى ال عليه وسإلم ويقولا‪ :‬اكفف يدك عسسنم وجسسه رسإسسولا‬
‫ال صسسلى الس عليسسه وسإسسلم قبسل أن ل تصسسل إليسسك‪.‬ن فيقسولا عسسروةا‪ :‬ويسسك! ماسا أفظسك وأغلظسسك!‬
‫قالا‪ :‬فتبسم رسإولا ال صلى ال عليه وسإلم ‪،‬ن فقسسالا لسسه عسسروةا‪ :‬ماسسنم هسسذها اي ممحسسد؟ قسالا‪ :‬هسسذها‬
‫ابنم أخيك الغيةا بنم شعبة‪.‬ن قالا‪ :‬أي غدر‪،‬ن وهل غسلت سإوأتك إل بالماس‪.‬ن فقااما مانم عند‬
‫رسإسسولا الس س صسسلى الس س عليسسه وسإسسلم وق سسد رأى ماسسا يصسسنع ب سسه أصسسحابه‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن ل يتوضسسأ إل ابتسسدروا‬
‫وضوءه‪،‬ن ول يبصق بصاءقا إل ابتدروه‪،‬ن ول يسقط مانم شعره شيء إل أخذهوه‪،‬ن فرجع إل قريش‬
‫فقسسالا‪ :‬يسسا ماعشسسر قريسسش‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن إن س قسسد جئسست كسسسرى ف س مالكسسه وقيصسسر ف س مالكسسه والنجاشسسي ف س‬
‫مالكسسه‪،‬ن وإن س وال س ماسسا رأيسست مالءكسسا ف س ق سوما قسسط ماثمسسل ممحسسد ف س أصسسحابه‪،‬ن ولقسسد رأيسست قوءماسسا ل‬
‫يسلمحونه لشيء أبءدا فمروا رأيكم‪.88‬ن‬

‫فنلك هي العناصر القاتلة للجاهلية‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن السسلمحون ماقساتلون فس كسسل لظسة‪،‬ن ول ينتظسسرون‬


‫فقط إل الذن بالقتالا‪،‬ن وهذها تفسي التسوية بيم مانم قضمى نبسسه وماسسنم ينتظسسر‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن بيمس ماسسنم قاتسسل‬

‫‪ 88‬روى القصة البيهقي ف الدلئل )‪،4/102‬ن ‪،(103‬ن وذكرها ابنم هشاما ف السيةا )‪،3/360‬ن ‪.(361‬ن‬

‫)‪(58‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫وماسسنم ينتظسسر القتسسالا‪،‬ن فلكليهمحسسا نفسسس الثسسر فس قلسسوب العسسداء‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن وبسسذهلك يكسسون للسياسإسسة أثسسر‬
‫الدمااء ف تقيق الدف‪.‬ن‬

‫حاية الدعوةا مانم الصطباغا بالصبغة العسكرية البحتة‪.‬ن‬

‫ول نعنس س ب سسذهلك نف سسي ه سسذهه الص سسبغة‪،‬ن ولك سسنم نعنس س طغي سسان ه سسذهه الص سسبغة عل سسى ال سسدعوةا‬
‫كحركة هداية ورحة‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬

‫وبذهلك يعن مافهوما سإياسإة القوةا‪ :‬الفاظ على الدف النهائي للدعوةا مانم خللا خط‬
‫المحارسإة العسكرية‪،‬ن بيث ل تنفصل هذهه المحارسإة عنم هذها الدف النهائي‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن وذلك باعتبار‬
‫أن السياسإة هي الت تتبن تقيق هذها الدف مانم خللا أسإاليبج الركة التعددةا‪.‬ن‬

‫‪ -‬إن تقريسسر مابسسدأ القس سوةا فس س التصسسور السياسإسسي ل يعنس س أن توقفهسسا تس سكل عسسنم مابسسدأ ماسسنم‬
‫ماب سسادئ ال سسدعوةا؛ لن المحارسإ سسة والتوق سسف مارتب سسط بال سسدف والواق سسع‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن والتص سسور السياسإ سسي ه سسو‬
‫الكم النهجي لتلك المحارسإة‪.‬ن‬

‫‪ -‬إن تقيسسق التعسساطف بتحقيسسق النفعسسة والقنسساع العقلسسي والقسسدوةا الصسسالة والصسسب علسسى‬
‫الذى والبذهلا والتضمحية‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن هو السإاس ف إقاماة سإلطان الق على النفوس‪.‬ن‬

‫وكلها عوامال مققة لغاية الداية‪،‬ن والقوةا واحدةا مانم هذهه العوامال‪.‬ن‬

‫وبذهلك يكون تقيق هذهه العوامال ماسسع ممحسل العناصسسر السسذهكورةا الناشسئة عسسنم تليسل القسوةا‬
‫العسكرية تنفيءذها أو تأثءيا هي إطار التصور السياسإي للقوةا‪.‬ن‬

‫ولسسا كسسانت الدايسسة هسسي السسدف النهسسائي للسسدعوةا‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن كسسانت كسسذهلك هسسي القيمحسسة العليسسا‬
‫للمحارسإة السياسإية‪،‬ن وكانت سإياسإة القوةا هي تقيق الداية بالقتالا‪.‬ن‬

‫وماقتضى ذلك يمثل أهم عناصر سياسة القوة‪:‬‬

‫‪ -‬التبليغ قبل القتالا‪.‬ن‬

‫‪ -‬دعوةا السإرى‪.‬ن‬

‫‪ -‬قبولا اسإتجارةا الشرك‪.‬ن‬

‫‪ -‬النوح للسلم إذا جنحوا له‪.‬ن‬

‫)‪(59‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫‪ -‬قبولا توبة مانم ل تصله يد القدرةا‪ " :‬إل الذهينم تابوا مانم قبل أن تقدروا عليهم "‪.‬ن‬

‫وفس إطسسار حايسسة السسدعوةا ماسسنم الصسسطباغا بالصسسبغة العسسسكرية البحتسسة تتحسسدد العلقسسة بيمس‬
‫أسإاليبج الركة التعددةا والادفة إل تقيق الغاية النهائية للدعوةا بأسإاس نفسي ثابت‪.‬ن‬

‫‪ -‬الرص على إسإلما الكفار بدلء مانم قتلهم وهم على الكفر‪.‬ن‬

‫‪ -‬ترجيح الداية على الغنائم‪.‬ن‬

‫‪ -‬الزن على كفر الناس والسإى على ضللم‪.‬ن‬

‫‪ -‬التجرد مانم الشعور بالنتقاما والقصاص‪.‬ن‬

‫إن الظهسسور العسسسكري البحسست أو الغسسالبج للسسدعوةا هسسو السسذهي سإسسيحرماها ماسسنم التعسساطف‬
‫الذهي يثمل الذهور القيقية لحم كيانا ف الواقع‪.‬ن‬

‫إن العيسسار النهسسائي لبعسسد القسوةا هسسو حايسة السدعوةا ماسسنم ماولسسة الاهليسة الادفسة إلس اقتلع‬
‫الدعوةا مانم الواقع أو السإتهانة با ف التعامال‪.‬ن‬

‫أماا وصولا الدعوةا إل تعامال الاهلية كطرف له اعتباره العظيم فإن هسسذها يقتضمسي فكسءرا‬
‫سإياسإييا تافظ به الدعوةا على هذهه الرحلة‪.‬ن‬

‫‪ (3‬البعد الجإتماعي للتصور السياسي‪:‬‬

‫اتفقنا ف النظرية الساسإية علسى أن التوافسق بيمس الواقسع الركسي والجتمحساعي يعتسب شسرءطا‬
‫أسإاسإيي ف صحتها‪،‬ن وهذها التوافسق – كشسرط فس صسحة النظريسة السياسإسية – هسو السذهي تساولا‬
‫الاهليسسة القضمسساء عليسسه ماسسنم خللا إنشسساء التنسساقض بيمس س السسانبج الركسسي والسسانبج الجتمحسساعي‬
‫للدعوةا‪.‬ن‬

‫والتناقض الذهي تاولا الاهلية إنشاءه يتمحثمل بصسورةا أسإاسإسية فس السإسقاط الجتمحساعي‬
‫للدعوةا‪،‬ن هذها السإقاط الذهي يظهر الدعوةا بصورةا ماتدية ومانحطة ل توافق ماسسع ماسسستوى قضمسسية‬
‫الدعوةا وواقعها الركي‪.‬ن‬

‫وماول سسة السإ سسقاط الجتمح سساعي لل سسدعوةا أسإ سسهل ما سسنم ماواجهته سسا فكري سسا؛ ذل سسك لن ه سسذهه‬
‫الاولسسة سإسسيكون التعاماسسل فيهسسا ماسسع النسسسان بضمسسعفه ونقائصسسه فس س إطسسار السسدعوةا‪،‬ن الماسسر السسذهي‬
‫يتلف عنم الواجهة الفكرية الت سإيكون التعامال فيها ماع النصوص الشرعية الثمابتة‪.‬ن‬

‫)‪(60‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫وكمحا أنا أسإهل فهي أخطر‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬

‫ذلك لن الناس فس البداية ل يتعسامالون ماسع السدعوةا كقضمسية فكريسة قبل رؤيتهسم لصسورةا‬
‫السدعوةا الجتمحاعية‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن وعلسى هسذها فإن السإسقاط الجتمحساعي يعنس قطسع الصسلة وبصسورةا نائيسة‬
‫بيم الناس والدعوةا‪.‬ن‬

‫وماولة السإقاط الجتمحاعي للدعوةا بدأت مانم الياما الول‪.‬ن‬

‫وكانت هذهه البداية هي وضع واقع الدعوةا ف مايزان التصور الجتمحاعي الاهلي‪.‬ن‬

‫فاعتبت الاهلية أن النب صلى ال عليه وسإلم أبت؛ لنه ل ولد له‪.‬ن‬

‫وكمح سسا اعت سسبت الن سسب ص سسلى الس س علي سسه وسإ سسلم ل يس سستحق النبس سوةا؛ لن سسه لي سسس رجلء ما سسنم‬
‫القريتيم عظيم‪.‬ن‬

‫واعتبت أن الدعوةا ليست صحيحة؛ لن أتباعها فقراء‪.‬ن‬

‫ولك سسنم ه سسذهه البدايسسة لس س تنجسسح؛ لن السسدعوةا فرضسست تصسسورها الجتمحسساعي‪،‬ن وأسإسسقطت‬
‫التصور الجتمحاعي الاهلي ذاته‪.‬ن‬

‫ولعسسل أبسسرز ماواقسسف الاولسسة الاهليسسة كسسان عنسسد الؤاخسساةا بيمس الهسساجرينم والنصسسار؛ ذلسسك‬
‫لن الؤاخسساةا كسسانت علقسسة اجتمحاعيسسة كامالسسة تققسست كمحقتضمسسى للتوافسسق بيم س السسانبج الركسسي‬
‫والجتمحسساعي للسسدعوةا‪،‬ن فبلغسست الاهليسسة أقصسسى ماسسا عنسسدها فس ماواجهسسة هسسذهه الؤاخسساةا سإ سواء ماسسنم‬
‫جس سسانبج الشس سسركيم أو النس سسافقيم أو اليهس سسود‪،‬ن ولكس سسنم الس سساولت فشس سسلت حس سست تقس سسق الس سسدف ماس سسنم‬
‫الؤاخاةا ث تقرر العودةا بالعلقة الجتمحاعية إل أسإاسإها الطبيعي‪،‬ن وهو صسسلة السدما والقربس بعسد‬
‫أن كان السإاس الركي هو أسإاس العلقة ف ماوقف الؤاخاةا‪.89‬ن‬

‫وإذا التقطنسا هسذها اليسط فإننسا يندرك أن واقسع السدعوةا ‪ -‬مانسذه البداية حست الواقسع القسائم‬
‫الن‪ -‬كان مانم ناحية الدعوةا ماولسسة لتحقيسق التوافسق بيمس السسانبج الركسسي والجتمحساعي بإنشساء‬
‫الواقع الجتمحاعي التناسإبج ماع القضمية السإلماية فكرييا وحركييا‪.‬ن‬

‫وكسسان ماسسنم ناحيسسة الاهليسسة هسسو إحسسداث التنسساقض بيم س هسسذهينم السسانبيم بإسإسسقاط السسدعوةا‬
‫اجتمحاعييا‪،‬ن وبذها الدراك يكننا تليل الواقع القائم الن للدعوةا بقدر مانم التفصيل‪.‬ن‬

‫‪ 89‬وهو ماعن قولا ال عز وجل‪) :‬وأولو الرحاما بعضمهم أول ببعض ف كتاب ال(‪.‬ن‬

‫)‪(61‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫فمحسسنم ناحيسسة السسدعوةا تثمسسل اللسسل الجتمحسساعي – أولا ماسسا تثمسسل – ف س مسسرد إعلن السسولء‬
‫للتجمحسسع واتسساهه ماسسنم جسسانبج الفسراد النتمحيم س إلس السسدعوةا لتحقيسسق الرتبسساط العضمسسوي بسسالتجمحع‬
‫دون النظر إل الانبج التبوي والخلقي لؤلء الفراد‪.‬ن‬

‫وك سسانت ه سسذهه مارحل سسة وسإ سسط بيمس س الوض سسع الثم سسال ووض سسع النط سساط الكاما سسل التمحثمسسل فس س‬
‫الرحلة الثمالثمة‪.‬ن‬

‫وهي مارحلة النتساب إل التاه السإلماي بجرد الدي الظاهر‪.‬ن‬

‫" اللباب – اللحية – الجاب "‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬

‫وكسسان ماسسدخل هسسؤلء النتسسسبيم هسسو مسسرد هسسذها اللسستزاما الشسسكلي‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن دون أن يكسسون هنسساك‬
‫الكيان الستقطبج القائم على ماهمحة التبية والتأصيل الخلقي‪.‬ن‬

‫يضماف إل هذها الطر خطر آخسر يسساويه‪،‬ن وهسو الشسعور غيس الشسرعي بالسذهات الناشسئ‬
‫عنم العتزاز بالنتساب للدعوةا صاحبة الحداث الؤثرةا ف الواقع‪.‬ن‬

‫هسسذها العسستزاز السسذهي وجسسد ماسسنم غيس س ماشسساركة فعليسسة فس س الحسسداث ةاتمحسسل ماسس سؤليتها‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬
‫والذهي سإببج ضرءرا نفسييا بالءغا؛ لنه انتساب يفتقد السؤلية والتضمحية والبذهلا‪.‬ن‬

‫هس سسذها الشس سسعور ال سسذهي أضس سساع الفضم سسل القيقس سسي لصس سسحابه فس س واق سسع ال سسدعوةا م سسا أح سسدث‬
‫اضطراءبا ف العلقات الجتمحاعية وأحدث هذها الضطراب بدوره ظسساهرةا الفوضسسى الجتمحاعيسسة‬
‫الت تعان مانها الدعوةا ماعاناةا شديدةا‪.‬ن‬

‫فأصبح المحيع دعاةا وذوي تاريخ‪.‬ن‬

‫الما سسر ال سسذهي يتن سساف ما سسع قاع سسدةا ارتب سساط الفضم سسل الجتمح سساعي فس س واق سسع ال سسدعوةا بالس سسبق‬
‫والتضمحية والعمحل ف سإبيل ال‪.‬ن‬

‫ث يضماف إل شكلية اللتزاما‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن وضياع حق أصحاب الفضمل ف واقع الدعوةا‪.‬ن‬

‫خط التشتت الجتمحاعي التتبج على ماعاناةا العتقالت والسجون والحتيسساج السادي‬
‫الذهي يسببج الرهاق النفسي الشديد‪.‬ن‬

‫ث كان الطر الكب ماسنم خللا عمحليسة الستزاوج تست ماظلسة هسذهه الخطسار التعسددةا‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬
‫هذها التزاوج‪:‬‬

‫)‪(62‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫ف واقع انطاط الخلق وضياع الماانة‪.‬ن‬

‫وف واقع النتساب الشكلي بالدي الظاهر فقط‪.‬ن‬

‫وف واقع الشعور بالغرور والشعور غي الشرعي بالذهات وضياع حق أصحاب الفضمل‪.‬ن‬

‫وف واقع الحتياج الادي والرهاق النفسي الناشئ عنم السجنم والعتقالا‪.‬ن‬

‫واقع هذها التزاوج‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬

‫أوجد أسإرةا أصبحت هي بسذهاتا ماشسسكلة‪،‬ن وأصسسبحت ماولسسة علجهسسا الشسغل السإاسإسي‬
‫لصحاب الدعوةا‪،‬ن كمحا أصبحت ماعالة آثار إخفاقها بعد الخفساق فس ماعالتهسا‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن عبئءسا ل‬
‫يطاق‪.‬ن‬

‫ثس س س يس سسأت بعس سسد ذلس سسك الس سسدور الس سساهلي القس سسائم علس سسى اسإس سستغللا هس سسذهه الخطس سساء بأبشس سسع‬
‫صورمكنة‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬

‫أماا مانم ناحية الاهلية فقد جاء مانها أخطر السإاليبج ف ماولة السإقاط الجتمحسساعي‬
‫لل سسدعوةا‪،‬ن وه سسي إنش سساء العناص سسر التش سسبهة ب سسالظهر السإ سسلماي ومارسإ سسة الس سسلوك ال سساهلي ب سسذها‬
‫الظهر‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن وعنسدماا يراهسم الناس تسسقط ماهابة هسذها الظهسر ماسنم نفوسإسهم‪،‬ن ويضمسيع تقسدير الناس‬
‫لسمحاتم وشكلهم‪،‬ن وسإواء كان انتشار هذهه العناصسر أماسءرا ماقصسوءدا أو حسدث بصسورةا تلقائيسة‪،‬ن‬
‫فإن النتيجة واحدةا‪.‬ن‬

‫فكيف تمحي الدعوةا نفسها مانم هذهه النتيجة؟‬

‫لقسسد كسسان السإسسلما قسسادءرا علسسى حايسسة نفسسسه ماسسنم هسسذهه النتيجسسة ي سوما كسسان حكمحسسه غالبءسسا‬
‫وأحكاماه سإائدةا‪،‬ن وكان أهم هذهه الحكاما هو مانع غي السلمحيم مانم التشبه بالسلمحيم‪.‬ن‬

‫وكان مانم أخطر هذهه السإاليبج الاهلية كذهلك هي إيقاع الضمسسرر علسسى العاماسسة وتفسسسي‬
‫هذها الضمرر على أنه نتيجة حتمحية للدعوةا؛ ليحدث النفصالا بيم العاماة والدعوةا‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬

‫ماثمسسل القاطعسسة الجتمحاعيسسة السست فرضسستها قريسسش علسسى بنس س عبسسد الطلسسبج؛ حسست يارسإس سوا‬
‫ضغءطا على أصحاب الدعوةا‪.‬ن‬

‫ولعسسل حادثسسة ماقاطعسسة بنس عبسسد الطلسسبج – السسذهكورةا آنءفسسا – بإقسساع أضسرار عليهسسم بصسسفة‬
‫عاماة بسببج أصحاب الدعوةا لياد المكؤره‪،‬ن وإنشاء الاجز ماثمالا تاريي على هذها السإلوب‪.‬ن‬

‫)‪(63‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫مافهوم الدفاع الجإتماعي‪:‬‬

‫والن ل بد مانم الدفاع الجتمحاعي عنم الدعوةا‪.‬ن‬

‫وه سسذها الفهس سوما ل سسه عناص سسر يك سسنم تدي سسده ما سسنم خللا الواجه سسة‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن الاول سسة السست تارسإ سسها‬
‫الاهلية لسإقاط الدعوةا اجتمحاعييا‪.‬ن‬

‫وقسسد اتفقنسسا أن أولا تلسسك العناصسسر هسسو افتقسساد الكيسسان الواحسسد السسسيطر علسسى الماتسسداد‬
‫الجتمح سساعي‪،‬ن ول سسا ك سسان وج سسود الكي سسان الواح سسد مارتبطءسسا بش سسكلة الفك سسر والنه سسج ف سسإن العال سسة‬
‫الجتمحاعية يبج أن تنفصل عنم هسذهه الشسكلة‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن بعنس ضسرورةا إنشساء سإسلطة اجتمحاعية تتسول‬
‫ماواجهة الشكلت الجتمحاعية ف إطار بعيد عنم ماشكلة الختلف الفكري‪.‬ن‬

‫وهذها ماا فسره المااما الوين حيث قسسالا فس كتسساب غيسساث الماسسم فس التيسساث الظلسسم‪ :‬أن‬
‫يتسسول كسسل عسسال فس ناحيسسة ماسسنم النسواحي أو حسسي ماسسنم الحيسساء السسسلطة الفقسسودةا للماسراء فس هسسذها‬
‫الي‪.‬ن‬

‫ث تأت ماواجهة ضياع حق أصحاب الفضمل بتسإيخ قواعد التعامال الجتمحاعي السسددةا‬
‫لذها الق‪:‬‬

‫‪ -‬حق العلمحاء الذهي يوجبج تقديهم وتوقيهم وإيثمارهم على أنفسنا‪.‬ن‬

‫‪ -‬ح سسق أص سسحاب السسسبق الزمانس س وه سسو الق سسرر فس س ق سسولا ال سس‪ " :‬والس سسابقون الول سسون ما سسنم‬
‫الهاجرينم‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن "‪.‬ن‬

‫ومافه سوما السسدفاع الجتمحسساعي يسسوجبج تديسسد أسإسساس التعاماسسل الجتمحسساعي بيم س أصسسحاب‬
‫الدعوةا والواقع القائم‪.‬ن‬

‫ويس سسبج أن يتقس سسرر ابتس سسداءء أن النس سساس ينظس سسرون إلس س أصس سسحاب الس سسدعوةا ماس سسنم خللا مافهس سوما‬
‫الثمالية؛ لنم يثملون ف نظرهم واقع التطبيق الصحيح للدينم‪.‬ن‬

‫وظهسسور أي نقيصسسة أو خطسسأ سإسسلوكي لسسنم ينظسسر لسسه علسسى أنسسه أماسسر طسسبيعي متمحسسل‪،‬ن ولكسسنم‬
‫سإينظر إل صاحبه على أنه إنسان سإيئ يساولا الوصسولا إلس ماكانسة ل يسستحقها لينسالا تقسديءرا‬
‫بغي حق‪.‬ن‬

‫)‪(64‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫كمح سسا أن الن سساس ينظ سسرون إلس س أص سسحاب ال سسدعوةا عل سسى أن سسم الفئ سسة ال سست ما سسنم المحك سسنم أن‬
‫تكمحه سسم فس س يس سوما ما سسا فيغب سسون بص سسورةا قوي سسة فس س الطمحئن سسان عل سسى أما سسانتهم وس سساحتهم وحس سسنم‬
‫خلقهم؛ لن أي خطأ يراه الناس يرتبط ف أذهانم بذها الحتمحالا‪.‬ن‬

‫فيقولا كسل ماسنم يسرى الطسأ فس نفسسه‪ :‬هكسذها يفعسل أصسحاب السدعوةا لعاماسة الناس عنسد‬
‫حدوث أية ماشكلة أو خصوماة‪.‬ن‬

‫وعند حدوث أية ماشكلة اجتمحاعية بيم الناس وبيمس أحسد أفسراد الدعوةا يسبج أن تأخسذه‬
‫هذهه الشكلة صورةا العداء بيم الاهلية والسإلما‪.‬ن‬

‫لن احتمحالا خطأ هذها الفرد النتسبج للدعوةا قائم أمااما الخرينم‪.‬ن‬

‫وهذها هو ماضممحون الوقف الذهي نزلا فيه قسولا الس عسز وجسل‪ " :‬إنسا أنزلنسا إليسك الكتساب‬
‫بالق لتحكسم بيمس النساس بسا أراك الس ول تكسنم للخسائنيم خصيمحا * واسإسغفر الس إن الس كسان‬
‫غفورا رحيمحا * ول تادلا عنم الذهينم يتانون أنفسهم إن ال ل يبج مانم كان خوانا أثيمحا "‪.‬ن‬

‫حيسسث جساء فس تفسسسي اليسة‪ :‬إن نفسءرا ماسسنم النصسسار غسسزوا ماسسع رسإسسولا الس صسسلى الس عليسسه‬
‫وسإسسلم فسسسرق درع لحسسد النصسسار‪،‬ن فحسسامات الشسسبهة حسسولا رجسسل ماسسنم النصسسار ماسسنم أهسسل بيسست‬
‫يقالا لم بنو أبيق‪،‬ن فأتى صاحبج الدرع رسإولا ال صلى ال عليه وسإلم فقالا‪ :‬إن طعمحة بنم‬
‫أبيق سإرق درعي‪.‬ن فلمحا رأى ذلك السارق عمحد إل الدرع فأقاها فس بيسست رجسل يهسسودي اسسه‬
‫زيسسد بسسنم السسسمحيم‪،‬ن وقسسالا لنفسسر ماسسنم عشسيته‪ :‬إنس غيبسست السدرع وألقيتهسسا فس بيسست فلن‪،‬ن فسسانطلقوا‬
‫إلس رسإسسولا الس صسسلى الس عليسسه وسإسسلم وقسسالوا‪ :‬إن صسساحبنا بريسسء وإن السسذهي سإسسرق السسدرع فلن‪،‬ن‬
‫وقد أحطنا بذهلك علءمحا؛ فاعذهر صاحبنا على رؤوس الناس‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن فنزلت الية تبئ اليهودي‪.‬ن‬

‫وفس س ماثمسسل هسسذهه الالسسة يتمحثمسسل واجسسبج نصس سرةا الخ فس س قسسولا رسإسسولا الس س صسسلى الس س عليسسه‬
‫وسإلم‪ " :‬انصر أخاك ظاءل أو ماظلوءماا "‪.‬ن ف رد الخ عنم ظلمحه‪ " 90‬فإن ذلك نصره "‪.‬ن‬

‫إن ماعالة أي ماشكلة عارضة بتلك القاعدةا يكون بذهاته أفضمل أسإلوب للدعوةا‪.‬ن‬

‫أماا إعطاء الشكلة الجتمحاعية العارضة أبعاد العداء بيم الاهلية والسإسسلما فسسذهلك أماسسر‬
‫باطل‪.‬ن‬

‫لن صسورةا العسداء بأبعساده الكامالسة ل تتفسق ماسع الشسكلت العارضسة‪،‬ن ماثملمحسا حدث ماسع‬
‫ماوسإسسى والسسذهي اسإسستغاثه‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن لقسسد كسسانت ماشسسكلة عارضسسة حسسدثت بيمس س رجسسل ماسسنم بنس س إسإس سرائيل‬
‫‪ 90‬أخرجه البخاري ف الظال‪،‬ن باب أعنم أخاك ظالا أو ماظلوماسسا )‪/5/117‬ح ‪ – 2443‬فتسسح( عسسنم أنسسس‬
‫مارفوءعا‪،‬ن وعند ماسلم عنم جابر وفيه‪) :‬ةالينصر الرجل أخاه ظالا أو ماظلوماا‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن " الديث‪.‬ن‬

‫)‪(65‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫ورجل مانم القباط‪،‬ن وتصرف فيها ماوسإى عليه السلما بصسفة شخصسية ل تتعلسق بنهسج السدعوةا‬
‫ومارحليتهسسا فقتسسل القبطسسي‪،‬ن واعسستف بسسأن هسسذها العمحسسل ماسسنم الشسسيطان‪،‬ن ولكنسسه كسسان سإسسبءبا فس غسسرق‬
‫فرعون وجنوده بصسفة مانهجية ترتبسط بنهج الدعوةا ومارحليتهسا‪،‬ن وكسان هسذها عمحلء طيبءسا ماقبسوءل‪،‬ن‬
‫ول يكنم مانم عمحل الشيطان‪.‬ن‬

‫وما يبج الذهر مانه هو أن تؤثر الضمخاماة العدديسة لصسسحاب السدعوةا علسى الحسساس‬
‫بالسإتضمعاف؛ لن الضمخاماة العددية تسببج اعتزاءزا وثقة تؤثر فس أسإسسلوب ماعالسسة الشسسكلت‬
‫العارضة بيم أفراد الدعوةا والاهلية‪.‬ن‬

‫فالسإتضمعاف هو مارحلة ماا قبل الوصولا للسلطة‪.‬ن‬

‫حت لو كان هناك قوةا شخصية أو كثمرةا عددية‪.‬ن‬

‫وماعالس سسج الشس سسكلة العارضس سسة يس سسبج أن ترتبس سسط برحلس سسة السإتضمس سسعاف للس سسدعوةا ول يس سسوز‬
‫تاوزها‪.‬ن‬

‫وقس سسد يكس سسون للقس س سوةا الشخصس سسية نفس سسس أثس سسر الضمس سسخاماة العدديس سسة فس س س إضس سسعاف الشس سسعور‬
‫بالسإتضمعاف‪.‬ن‬

‫وهسسذها عمحسسر بسسنم الطسساب لس يكسسنم يسسدانيه أحسسد ف س قسسوته الشخصسسية‪،‬ن حسست إنسسه هسسدد ماسسنم‬
‫يس سسولا تتبعس سسه ف س س الج س سرةا فقس سسالا‪ " :‬ماس سسنم أراد أن تيتس سسم أولده‪،‬ن وتتأرماس سسل زوجتس سسه‪،‬ن أو تثمكلس سسه أماس سسه‬
‫فليتبعن(‪.91‬ن وماع ذلك كان ماستضمعءفا؛ لنسه كسان مارتبطءسا بالمحاعة الستضمسعفة الست لس مينكسنم‬
‫لا بعد‪.‬ن‬

‫والواقسسع أن هنسساك حسسديءثما قدسإسييا يعالس قضمسسية الافظسسة علسسى البنسساء الجتمحسساعي بعسسد فستةا‬
‫السإتضمعاف‪.‬ن‬

‫ل‪:‬‬
‫وإليك نصه أو ل‬
‫ض بؤسمنم محسنساضر الؤممحنجامشسعمدي‬ ‫ف بؤمنم نعؤبمد اللدمه بؤمنم الدشسدخمي‪،‬ن نعسؤنم معيسنسا م‬ ‫عنم قنستادنةا‪،‬ن عنم ماطنر م‬
‫ن ؤ نم ن ن ؤ م د‬
‫م‬ ‫م‬
‫ت ينسؤوما مفس مخطؤبنتسه‪ " :‬أنلن إمدن نردب س أننمانرمن س أنؤن‬‫ض‬ ‫ذا‬
‫ن‬ ‫لا‪،‬ن‬
‫ن‬ ‫سا‬‫ن‬‫س‬
‫ق‬ ‫سلم‬ ‫س‬
‫سإ‬‫و‬ ‫سه‬ ‫س‬
‫ي‬ ‫عل‬ ‫أندن نرمسإسسونلا اللدسه صسسلى الس‬
‫ن‬
‫ض‬ ‫م‬ ‫م‬
‫ت‬‫أمنعلدنمحمك سؤم نماسسا نجمهؤلتمسؤم مسدسا نعلدنمحمنسس‪،‬ن ين سؤوماي نه سنذها‪.‬ن مك سدل نماسسالا نننؤلتمسهم نعؤبسسدءا‪،‬ن نحلنللا‪.‬ن نوإمدن س نخلنؤق س م‬
‫مم‬ ‫م‬ ‫م م‬
‫ت نعلنؤيمهسؤم نماسسا‬ ‫عبسنسادي محننسنفسساءن مكلدمهسؤم‪.‬ن نوإمنسدمهسؤم نأتنؤستسمهسمم الدشسنياط م‬
‫يم نفاؤجتسنسانؤلتسمهؤم نعسؤنم دينمهسؤم‪.‬ن نونحدرنماس ؤ‬

‫‪ 91‬ذك سسره ص سساحبج كن سسز العمح سسالا وعس سزاه لب سسنم عس سساكر )ه سساماش أح سسد‪،(4/287 :‬ن وذك سسره ص سساحبج حي سساةا‬
‫الصحابة )‪ (1/525‬عنم علي‪.‬ن‬

‫)‪(66‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫ض‬ ‫ت نلمؤم‪.‬ن نوأننمانرتؤسمهؤم أنؤن يمؤشمرمكوا مب نماا نلؤ أمنؤمزؤلا بممه مسإؤلنطاناء‪.‬ن نوإمدن اللدسهن نظنسنر إمنلس أنؤهسمل النؤر م‬ ‫أنؤحلنؤل م‬
‫ب‪.‬ن وقالا‪ :‬إمنا بسعثمتسك ن‬
‫ك نونأبؤستنلمسني‬ ‫ي‬‫لبستلم‬
‫ن‬ ‫م‬ ‫تا‬ ‫م‬
‫ك‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ن‬
‫فننمحنقتنسمه ؤ ننن م ؤ ن ن ن ن م ؤ د ن ن ن ؤ ؤ ؤ ن ن ن ن دن ن ن ؤم ن ؤن ن ن‬
‫س‬ ‫أ‬ ‫نم‬ ‫م‬
‫ما‬ ‫يا‬ ‫قا‬ ‫س‬ ‫ب‬ ‫ل‬ ‫إ‬ ‫م‪،‬ن‬ ‫ه‬ ‫مح‬ ‫ج‬ ‫ع‬‫و‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫س‬ ‫ب‬
‫ر‬ ‫ع‬ ‫م‪،‬ن‬
‫ك كمنتاباء لن ينسؤغمسلمهم الؤنمحاءم‪.‬ن تنسؤقنرأمهم ننامئمحاء نوينسؤقنظانن‪.‬ن نوإمدن اللدسهن أننمانرمنس أنؤن أمنحسدرنق‬ ‫ت نعلنؤي ن‬ ‫ك‪.‬ن نوأننؤسنزلؤ م‬ ‫بم ن‬
‫م‬
‫خب سنزءةا‪.‬ن قسنسانلا‪ :‬اؤسإستنؤخمرؤجمهؤم نكنمحسسا اؤسإستنؤخنرمجونك‪.‬ن‬ ‫ب مإذاء ينسثمؤسلنغمسوا نرأؤسإسسي فنسينسندمعوهم م ؤ‬ ‫ت‪ :‬نر د‬ ‫قمسنريؤش ساء‪.‬ن فنسمقؤلس م‬
‫م‬ ‫م‬
‫ك‬‫ث نخؤنسةء مماثمؤسلنهم‪.‬ن نونقاتمؤل مبنؤنم أننطانعس ن‬ ‫ث نجؤيشاء ن ؤسبسنع ؤ‬ ‫ك‪.‬ن نوابؤسنع ؤ‬ ‫نواؤغمزمهؤم نسمؤغمزنك‪.‬ن نوأننؤفؤق فننسنمسؤنفنق نعلنؤي ن‬
‫صددلق ممانوفدسلق‪.‬ن نونرمجسلل نرمحيسلم نرقميسمق‬ ‫ط مماتن ن‬ ‫صانك‪.‬ن نقانلا‪ :‬نوأنؤهمل اؤلنندمة ثنلنثنةل‪ :‬مذو مسإؤلنطاضن مماؤقمس ل‬ ‫نماؤنم نع ن‬
‫ض‬ ‫م‬
‫ف مذو عينسسالا‪.‬ن قنسسانلا‪ :‬نوأنؤهس سمل الندسسامر نخؤنسس سةل‪:‬‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫الؤنقؤلس س م‬
‫ف مماتنسنعدفس س ل‬ ‫ب سس‪،‬ن نومماؤسس سلضم‪.‬ن نونعفيس س ل‬ ‫ن‬ ‫بج لمكس سدل ذي قمسؤرن‬
‫ف الدمذهي لن نزبؤسنر لنمه‪،‬ن الدمذهيننم مهؤم مفيمكسؤم تنسبنعساء لن ينسؤتبنسعمسونن أنؤهلء نولن نماسالء‪.‬ن نواؤلسنسائممنم الدسمذهي‬ ‫ضمعي م‬
‫ال د م‬
‫م‬
‫ك نعسؤنم‬ ‫صسبممح نولن ميؤمسسسي إملد نومهسنو منيادعمس ن‬ ‫لن نيؤنفسنى لنسهم طننمحسلع‪،‬ن نوإمؤن نددق إملد نخسانهم‪.‬ن نونرمجسلل لن يم ؤ‬
‫ل س س أنؤن‬ ‫م‬ ‫ش‪،‬ن نوإم د‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫م‬
‫‪92‬ن النس س أنؤونح س سنى إ ند‬ ‫ب نوالدش س سؤنظيم الؤنفدحس سسا م‬ ‫ك "‪.‬ن نوذننك س سنر الؤبمؤخ س سنل نوالؤنك س سذه ن‬ ‫ك نونماال س س ن‬ ‫أنؤهل س س ن‬
‫ت لن ينسؤفنخنر أننحلد علنى أننحضد‪،‬ن نولن ينسؤبمغي أننحلد نعلننى أننحضد( ‪.‬ن‬ ‫ضعموا نح دن‬ ‫تنسنوا ن‬

‫واللحظة العاماة ف هذها الديث هو ماعالته لعدةا ماراحل مارتبطة ببعضمها‪:‬‬

‫‪ (1‬نظرةا شامالة لرحلة ماا قبل البعثمة وبداية المار فيها وإثبات الصل الذهي كان عليسسه‬
‫الوجود البشري‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن " كل ماالا نلته عبءدا حللا "‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن " وإن خلقت عبادي حنفاء كلهم "‪.‬ن‬

‫" إن ربس س أمارنس س أن أعلمحكس سسم ماس سسا جهلتس سسم "‪.‬ن هس سسذهه ماقدماس سسة ضس سسرورية للحس سسديث‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن لن‬
‫الديث يثمبت أهية النب صلى ال عليه وسإلم بصورةا خطيةا‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬

‫صسسورةا افتقسسار البشسسر جيءعسسا إلس رسإسسالة‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن مسسا تقتضمسسي إثبسسات افتقسساره هسسو فس رسإسسالته إلس‬
‫ربه‪.‬ن‬

‫والرسإالة مانم ال أمار وعلم‪.‬ن‬

‫والمار مانم ال " إن ال أمارن "‪.‬ن‬

‫والعلم مانم ال " أن أعلمحكم ماا جهات "‪.‬ن‬

‫والعلم يوما بيوما " ماا علمحن يوماي هذها "‪.‬ن‬

‫وهذهه هي القدماة‪:‬‬

‫‪ 92‬رواه ماسسلم فس النسسة‪،‬ن بساب الصسفات الست يعسسرف بسا فس السسدنيا أهسل النسسة وأهسسل النسار )‪– 6/17/197‬‬
‫ن سسووي(‪،‬ن وأح سسد فس س الس سسند )‪ (4/266‬ع سسنم عي سساض ب سسنم ح سسار الاش سسعي‪.‬ن انظ سسر‪ :‬فت سسح ذي الللا لتخري سسج‬
‫أحاديث الظللا برقم )‪ (406‬سإتجد ماصادر أكثمر‪.‬ن‬

‫)‪(67‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫" كل ماالا نلته عبءدا حللا "‪.‬ن والالا رماز لكل شيء آتسساه الس إنسسساءنا‪.‬ن " وإنس خلقسست‬
‫عبادي حنفاء كلهم "‪.‬ن‬

‫فالصل ف عطاء ال ا م‬
‫لل‪.‬ن والنسان على الفطرةا‪.‬ن‬

‫ث جاءت الشياطيم " فاجتالتهم عنم دينهم "‪.‬ن‬

‫ونشأ الراما " وحرمات عليهم ماا أحللت لم "‪.‬ن‬

‫اجتالت الشياطيم الدينم‪.‬ن‬

‫ومال الرض بالراما‪.‬ن " وأمارتم أن يشركوا ب ماا لس أنسزلا بسه سإسلطاءنا "‪.‬ن " وإن الس نظسر‬
‫إلس س أهسسل الرض فمحقته سسم عربسسم وعجمحه سسم "‪.‬ن والق سست أش سسد الغضم سسبج‪.‬ن " إل بقايسسا ماسسنم أه سسل‬
‫الكتاب " التمحسكون بدينهم الق مانم غي تبديل‪.‬ن‬

‫والنب والبشر أمااما ماسئولية الرسإالة سإواء‪.‬ن " إنا بعثمتك لبتليك وأبتلي بك‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن "‪.‬ن‬

‫وحت ل يكون التبديل واجتيالا الدينم‪.‬ن " أنزلت عليك كتاءبا ل يغسله الاء "‪.‬ن‬

‫باقءيا ل تري فيه سإننم الفناء‪.‬ن‬

‫وأسإبابه‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬

‫ثابءتا تقرؤه نائءمحا ويقظان‪.‬ن‬

‫وهذهه هي البعثمة‪.‬ن‬

‫ويقر النب بضمعفه وافتقاره إل ربه‪.‬ن "إذا يثملغوا رأسإي فيدعوه خبزةا "‪.‬ن‬

‫هذها هو السإتضمعاف‪.‬ن‬

‫فيد القوي الغن‪ " :‬اسإتخرجهم كمحا اسإتخرجوك ‪.‬ن واغزهم نغزك "‪.‬ن‬

‫وافتح عليهم بلدهم‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن نفتح عليك ماددنا‪.‬ن‬

‫" وأنفق فسننفق عليك "‪.‬ن‬

‫" وابعث جيءشا نبعث خسة ماثمله "‪.‬ن‬

‫)‪(68‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫" وقاتل بنم أطاعك مانم عصاك" ‪.‬ن وذلك هو التمحكيم‪.‬ن‬

‫وبعس سسد القدماس سسة‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن والبدايس سسة‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن والبعثمس سسة‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن والسإتضمس سسعاف‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن والتمحكيمس سس‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن قس سساما التمحس سسع‬
‫السلم‪.‬ن‬

‫‪ (2‬فكيف يكونآ حفظه بعد قياماه؟‪...‬‬

‫هذها بصفات أهل النة الثملث‪:‬‬

‫‪ -‬ذو سإلطان ماقسط ماتصدق ماوفق‪.‬ن‬

‫‪ -‬ورجل رحيم رقيق القلبج لكل ذي قرب وماسلم‪.‬ن‬

‫‪ -‬وعفيف ماتعفف ذو عيالا‪.‬ن‬

‫وهذهه الصفات هي عناصر البناء الجتمحاعي للدولة السلمحة‪.‬ن‬

‫وبذهه الصفات يكون التمحع السلم وتكون الماة وتكون النة‪.‬ن‬

‫وبعدها صفات أهل النار الخمسة‪:‬‬

‫‪ -‬الضمعيف الذهي ل زبر له‪،‬ن الذهينم هم فيكم تبءعا ل يتبعون أهلء ول مااءل‪.‬ن‬

‫‪ -‬الثمالة الفارغيم كمحالة العدد‪.‬ن‬

‫‪ -‬والائنم الذهي ل يفى )أي ل يظهر( له طمحع وإن دق إل خانه‪.‬ن‬

‫والونة بطبعهم وتكوينهم وتصرفهم التلقائي‪.‬ن‬

‫‪ -‬ورجل ل يصبح ول يسي إل وهو يادعك‪.‬ن‬

‫الخادعون‪ :‬عنم العرض والالا‪.‬ن‬

‫والبخل والكذهب الشنظي الفاحش‪.‬ن‬

‫والشنظي‪ :‬سإيئ اللق‪.‬ن‬

‫)‪(69‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫ل أن تواضعوا حت ل يفخر أحد على أحد ول يبغسسي أحسسد‬


‫وف رواية‪ :‬وأن ال أوحى إ ل‬
‫على أحد‪.‬ن‬

‫فالتواضع ينع الفخر الذهي إذا اماتنع اماتنع ماعه البغي‪.‬ن‬

‫وبصفات أهل النار تكون ناية التمحع وناية الماة‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن وتكون النار‪.‬ن‬

‫‪ (4‬البعد القتصادي‪:‬‬

‫والبعسد القتصسادي للنظريسة السياسإسية بمعسلد مانطقسي؛ لن الالا لسه قسوةا نفسسية واجتمحاعية‬
‫بلغسست حسسد الثسسر فس العقيسسدةا واليسسان السسذهي أنشسسأ السسوف الشسسديد علسسى أصسسحاب السسدعوةا ماسسنم‬
‫فتنسسة السسالا‪،‬ن كمحسسا قسسالا تعسسال‪ " :‬ولسسول أن يكسسون النسساس أماسسة واحسسدةا لعلنسسا لسسنم يكفسسر بسسالرحنم‬
‫لبيوتم سإقءفا مانم فضمة وماعارج عليها يظهرون * ولبيوتم أبواءبا وسإسسرءرا عليهسسا يتكئسسون * وزخرفسءسا‬
‫وإن كل ذلك لا ماتاع الياةا الدنيا والخرةا غند ربك للمحتقيم "‪.‬ن‬

‫ومانم أجل هذها التسسأثي نسستطيع أن نقسولا‪ :‬إن أخطسر أحسداث السدعوةا كسا إنفساق عثممحسان‬
‫بنم عفان قافلته على السلمحيم‪،‬ن وإن أخطر أحداثها مانم الانبج الخر كا قرار ماقاطعة قريش‬
‫لبن عبد ماناف القتصادية‪.‬ن‬

‫وليسسس أدلا علسسى أثسسر القتصسساد السياسإسسي ماسسنم دعسساء ماوسإسسى بسسسم الصس سراع بينسسه وبيمس س‬
‫فرعسسون ف س ق سوله سإسسبحانه‪ " :‬ربنسسا إنسسك آتيسست فرعسسون وماله زينسسة وأما سوالء ف س اليسساةا السسدنيا ربنسسا‬
‫ليضملوا عنم سإبيلك ربنا اطمحس على أماوالم واشسسدد علسسى قلسسوبم فل يؤمانسوا حست يسسروا العسسذهاب‬
‫الليم "‪.‬ن‬

‫وكذهلك دعوةا النب صلى ال عليه وسإلم بسم الصسراع ماسع قريسش بقسوله‪ " :‬اللهسم أعنس‬
‫عليه سسم بس سسنيم كس سسن يوسإ سسف "‪.93‬ن‪.‬ن‪.‬ن رواه البخ سساري والتما سسذهي‪،‬ن وفس س رواي سسة‪ " :‬بس سسبع كس سسبع‬
‫يوسإف " رواه البخاري‪.‬ن‬

‫ولجسسل هسسذها الثسسر القتصسسادي علسسى السسدعوةا كسسانت العلقسسة بيم س المحارسإسسة القتصسسادية‬
‫والسياسإية تلقائية ف فهم الصحابة‪.‬ن‬

‫وهذها ثاماة يرجع إل قوماه ماسلءمحا يعلنم لم إسإلماه ويعلنم لم ماع إسإلماه‪ :‬يا قسوما لقسسد‬
‫أسإلمحت‪،‬ن ولنم تأخذهوا حبة قمحح حت يأذن لكم فيها رسإولا ال صلى ال عليه وسإلم‪.94‬ن‬
‫‪ 93‬أخرجه البخاري ف التفسي‪،‬ن باب‪ :‬أن لم السسذهكرى وقسسد جساءهم رسإسسولا ماسسبيم )‪/8/436‬ح ‪– 4823‬‬
‫فتح(‪،‬ن والتماذهي ف التفسي‪،‬ن باب‪ :‬ف سإورةا الدخان )‪/5/389‬ح ‪.(3254‬ن‬
‫‪ 94‬رواه البخاري وماسلم‪.‬ن‬

‫)‪(70‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫وبسسذها الفهسسم التلقسسائي أدركسست إحسسدى النسسساء ماغسسزى تصسسرف رسإسسولا الس صسسلى الس عليسسه‬
‫وسإلم عندماا أععطى قبيلتها ماالء وزاءدا‪،‬ن ث أخذه يارب القبائسسل الخسسرى فقسسالت‪ :‬والس ماسسا أرى‬
‫ممحءدا قسد ترككسم بعسسد أن أعطساكم هسذها السالا والسزاد ثس ذهسسبج ليقاتسسل القبائسسل غيكسم إل لجسل‬
‫شيء يريده مانكم‪،‬ن وأرى أنه السإلما‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن فأسإلمحت وأسإلمحت ماعها القبيلة‪.95‬ن‬

‫كمحا يتساوى البذهلا بالنفس والبذهلا بالالا ف قولا رسإسسولا الس صسسلى الس عليسسه وسإسسلم‪" :‬‬
‫ماسسنم جهسسز غازيسءسا فقسسد غ سزا‪،‬ن وماسسنم خلفسسه ف س أهلسسه فقسسد غ سزا "‪،96‬ن فتسسساوى التجهيسسز بالسسالا للغسسزو‬
‫واللف ف الهل بعد الغزو‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن ماع الغزو نفسه عند ال سإبحانه وتعال‪.‬ن‬

‫والقيقة أن العلقسة بيمس القتصساد والسياسإسة هسي نفسسها العلقسة بيمس العمحسل العسكري‬
‫والسياسإة‪،‬ن وذلك ف ماضممحون فرض الرادةا‪.‬ن‬

‫فكمحا أن التصور العسكري يفرض إرادةا النتصر‪،‬ن فإن الزية هي الت تبقسسي علسسى فسرض‬
‫تلك الرادةا‪.‬ن‬

‫ماسسنم أجسسل ذلسسك كسسان اعتبسسار عنصسسر السسالا ماسسنم أخطسسر عناصسسر السسدعوةا الققسسة لهسسدافها‪،‬ن‬
‫ولكنم هذها العنصر الهم ف ذاته تعتسسب نستيجته خطيةا فس ذاتسا؛ لن السالا هسسو فتنسة هسسذهه الماسة‬
‫كمحا قالا الرسإولا صلى ال عليه وسإلم‪ " :‬فتنة هذهه الماة ف الالا "‪.97‬ن‬

‫ولعل قصة ثعلبة‪ 98‬الذهي نزلا فيه قولا ال عز وجل‪ " :‬ومانهسسم ماسسنم عاهسسد الس لئسنم آتانسسا‬
‫ماسسنم فضمسسله لنصسسدقنم ولنكسسوننم ماسسنم الصسساليم * فلمحسسا آتسساهم ماسسنم فضمسسله بلس سوا بسسه وتولس سوا وهسسم‬
‫ماغرضسسون "‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن دليسسل علسسى شسسدةا خطسسر السسالا علسسى النفسسس‪،‬ن وحسست ل نظسسنم أنسسا حالسسة فرديسسة‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬
‫كانت هذهه الواجهة القرآنية الاسة للمحؤمانيم ف غزوةا أحسسد‪ " :‬مانكسسم ماسسنم يريسسد السسدنيا ومانكسسم‬
‫مانم يريد الخرةا "‪.‬ن‬

‫وعند تعمحيق الحساس بطر الالا ف واقع الدعوةا لنم تد أشد مانم هذها الوقسف السذهي‬
‫نرى فيه رسإولا ال صلى ال عليه وسإلم ينظر إل التاقتيم اللتيم أعدها أبو بكر للهجسرةا وهسسو‬
‫يقولا له‪ " :‬بالثممحنم يا أبا بكر "‪.‬ن‬

‫‪ 95‬أخرج القصة البخاري ف التيمحم‪،‬ن باب‪ :‬الصعيد الطيبج وضوء السلم )‪/1/531‬ح ‪.(344‬ن‬
‫‪ 96‬رواه البخاري ف الهاد‪،‬ن باب‪ :‬فضمل مانم جهز غازءيا )‪/6/59‬ح ‪ – 2843‬فتح(‪،‬ن وماسلم ف الماسارةا‪،‬ن‬
‫باب‪ :‬فضمل إعانة الغازي ف سإبيل ال تعال بركوب وغيه‪ – 5/13/40) :‬نووي(‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن كلها عنم زيد بنم‬
‫خالد الهن‪.‬ن ورواه أصحاب السننم‪.‬ن‬
‫‪ 97‬ذكسسره السسسيوطي فس السسدر النثمسسور )‪ (6/345‬وعسزاه إلس ابسسنم ماردويسسه عسسنم عبسسد الس بسسنم أبس أوفس وكعسسبج بسسنم‬
‫عياض وعبادةا بنم الصامات‪.‬ن‬
‫‪ 98‬ورد تضمعيف هذهه القصة مانم حيث نسبتها إل ثعلبة البدري‪،‬ن ولكنم ثعلبة الذهكور غيه‪.‬ن‬

‫)‪(71‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫إن الظروف أكب وأقوى مانم أن يذهكر فيه الالا‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬

‫لنمحا اثنان ماطلوب ماوتمحا ميعدان أسإباب ناتمحا‪.‬ن‬

‫ولكنها النبوةا الت تضمع السإس وترسإي القواعد " بالثممحنم يا أبا بكر "‪.‬ن‬

‫كمحسسا لسسنم نسسد حقيقسسة تسسدلا علسسى خطسسر السسالا أقسسوى ماسسنم قسسولا رسإسسولا الس صسسلى الس عليسسه‬
‫وسإلم‪ " :‬يغفر للشهيد كل ذنبج إل اللدينم "‪.‬ن‬

‫الشهيد‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن الشهيد‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن نعم‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن إل اللدينم‪.‬ن‬

‫فإذا كان هذها ماع الشهيد فليس لحد مانم السلمحيم خروج عنم حساب الالا‪.‬ن‬

‫ولذهلك كان رسإولا ال صلى ال عليه وسإلم يسألا قبل أن يصلي على النسسازةا‪ " :‬هسسل‬
‫عليه مانم ندينم؟ " فإن قالوا‪ :‬نعم‪.‬ن قالا‪ :‬صلوا على صاحبكم‪،‬ن إل أن يقولا رجل‪ :‬ندينه عللي‪.‬ن‬

‫وماسسنم هنسسا أصسسبح النجسساح فس تقيسسق أسإسساس اقتصسسادي للسسدعوةا هسسو دليلء أصسسلييا وجوهريسسا‬
‫على صحة اليان‪،‬ن ولعل الدليل على ذلسك الثمل الذهي ضسربه القسرآن فس قسوله عسز وجسل‪ " :‬ل‬
‫يسسستوي مانكسم ماسسنم أنفسسق ماسسنم قبسسل الفتسسح وقاتسل أولئسسك أعظسسم درجسسة ماسسنم السسذهينم أنفقسوا ماسسنم بعسسد‬
‫وقاتلوا زكل وعد ال السن وال با تعمحلون خبي "‪.‬ن‬

‫وكمحا تدلا النفقة قبل الفتح علسى قسوةا اليسان فإنسا تدلا كسذهلك علسى دقة أثسر السالا فس‬
‫السسدعوةا‪،‬ن وذلسسك لختلف أثسسر النفقسسة قبسسل الفتسسح وبعسسده‪،‬ن حيسسث كسسان للنفقسسة قبسسل الفتسسح أثسسر‬
‫أكب‪.‬ن‬

‫ماسسنم أجسسل ذلسسك فسسإن السياسإسسة القتصسسادية للحركسسة السإسسلماية تقس سوما ابتسسداء ماسسنم مافه سوما‬
‫الزهد القيقي ف الدنيا‪.‬ن‬

‫ومانم هنا يأت دور ممحوع نصوص الرقائق الققة لذها الزهد ل على أنا نصوص متفظ‬
‫باللسان‪،‬ن بل لتكون واقءعا حييا وحياةا واقعة لصحاب الدعوةا‪.‬ن‬

‫‪ (5‬البعد القدري‪:‬‬

‫وماناقشس سسة البعس سسد القس سسدري للنظريس سسة السياسإس سسية يعتس سسب ماس سسنم أهس سسم الناقشس سسات؛ لن الفكس سسر‬
‫السياسإسسي يتمحيسسز بسسبوز العمحسسالا العقلسسي والرتبسساط بسسالواقع‪.‬ن والبعسسد القسسدري هسسو البعسسد القابسسل‬
‫لاتيم اليزتيم ف الفكر السياسإي‪.‬ن‬

‫)‪(72‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫ذلس سسك لن ربانيس سسة الس سسدعوةا السإس سسلماية وارتباطهس سسا بقس سسدر الس س والسس سسننم الثمابتس سسة جعس سسل هس سسذها‬
‫الرتباط ف أصل النظرية السياسإية‪.‬ن‬

‫فعنسسد تليسسل الحسسداث ماسسنم النظسسور السسادي البحسست وارتبسساط الحسسداث ببعضمسسها كسسببج‬
‫ونتيجة وفعل ورد فعل ودوافع وأغراض‪.‬ن‬

‫ومانم النظور القدري مانم حيث علقة الحداث بالسننم الثمابتة وأحاديث آخسسر الزماسسان؛‬
‫تد تليل الواقع الاهلي العاما علي ماستوي العال له عناصر أسإاسإية أهها‪:‬‬

‫‪ (1‬اليمحنة الصليبية التمحثملة ف زعاماة أماريكا للعال والوحدةا الوربية‪.‬ن‬

‫‪ (2‬العلو اليهودي‪.‬ن‬

‫‪ (3‬العمحالة والكفر علي ماستوي الكوماات السيطرةا علي ماواقع الدعوةا‪.‬ن‬

‫‪ (4‬الفقر والهل علي ماستوي الشعوب اليطة بواقع الدعوةا‪.‬ن‬

‫فنجسسد أن عناصسسر هسسذها التحليسسل السسادي للواقسسع السساهلي يؤكسسد اجتمحسساع الاهليسسة وتزبسسا‬
‫بكل ماستوياتا العالية الكوماية والشعوبية ضد الدعوةا ما قد يدث ف نفوس السسدعاةا مانتهسسي‬
‫اليأس والحباط‪.‬ن‬

‫فيسسأت النظسسور الق سسدري فيحق سسق غايسسة الرجسساء ما سسنم خللا إثب سسات سإسسنة الس س الثمابتسسة بزي سسة‬
‫الحسزاب‪.‬ن ماسسنم هنسسا اسإتبشسسر الرسإسسولا صسسلى الس عليسسه وسإسسلم لسسا اجتمحعسست الحسزاب عليسسه؛ لن‬
‫تزب الحزاب ماعناه تقيق فعل مانم أفعالا ال القدرية وهو هزية الحزاب‪.‬ن‬

‫وبذهلك يصبح التصور القدري للحداث بعءدا أسإاسإييا مانم أبعاد النظرية السياسإية‪.‬ن‬

‫هذها مانم حيث علقة التصور القدري بالتحليل السياسإي‪.‬ن‬

‫والواقع أن البعد القدري للنظرية السياسإية كان أسإاسإاء حتمحيساء لتحليسسل ماواقسسف ماتعسسددةا‬
‫ف س تاريسسخ السسدعوةا ماسسا كسسان لنسسا أن نسسدركها إل ماسسنم خللا هسسذها البعسسد ولعسسل أبسسرز هسسذهه الواقسسف‬
‫طلبج يوسإف عليه السلما الوزارةا ف ظل حكم غي شرعي‪.‬ن‬

‫لذهلك لن قصة يوسإف عليه السلما بأكمحلها تقيسسق قسدري للرؤيسسا السست رآهسسا بسسالتمحكيم‬
‫لسه فس الرض‪.‬ن وفس إطسسار هسذها التصسور كسانت جيسع أحسداث القصسة وأبرزهسسا وضسسع السسقاية فس‬
‫رحل أخيه حيسث عقبسست اليسسات علسسي هسذها التصسرف بقسوله سإسبحانه‪ " :‬كسسذهلك كسدنا ليوسإسسف‬

‫)‪(73‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫ماسسا كسسان ليأخسسذهه أخسساه فس س ديسسنم اللسسك إل أن يشسساء السس(‪،‬ن وعلسسى هسسذها ل يتسسج بسسذها الوقسسف‬
‫سإياسإياء إذ يعتب مانم الناحية الفقهية أحوالا أعيان ل يقاس عليها‪.‬ن‬

‫وماسسنم أماثملسة تلسسك الواقسسف فس تاريسسخ السسدعوةا فس عهسسد الرسإسسولا صسسلى الس عليسسه وسإسسلم هسسو‬
‫قطع أشجار اليهود ف غزوةا بن قريظة حيث أنكر اليهود علي الرسإسسولا صسسلى الس عليسسه وسإسسلم‬
‫قائليم له‪ :‬أتنهانسا عسنم الفسساد وأنست تأمار بقطع الشسجر فسأنزلا الس عسز وجسل " ماسا قطعتسم ماسنم‬
‫لينة أو تركتمحوها قائمحة علي أصولا فبإذن ال "‪.‬ن‬

‫فهسسذها تصسسرف قسسدري بسست فعلسسه رسإسسولا الس بسسإذن ربسسه والقسسدر فسسوق الشسسرع؛ ولكسسنم هسسذها‬
‫التصرف القدري ل يؤثر علي القاعدةا الثمابتة فس السروب ومانهسا النهسي عسنم قطسع الشسجار إل‬
‫أن يكون المار لسإباب عسكرية بتة فيجسوز ذلسك اضطراراء ولكسنم ل يتج بفعسل رسإسولا الس‬
‫ف غزوةا بن قريظة علي الواز الطلق مانم حيث التحليل‪.‬ن‬

‫والقواعد القدرية للتحليل السياسي ماحددة في عدة نقاط‪.‬‬

‫ل‪ :‬الطاعة‪:‬‬
‫أو ل‬
‫أماسا ماسنم حيسث علقسة التصسور القسدري بالواجهة السياسإسية فتقسوما علسي‪ :‬الطاعة الطلقسة‬
‫ل لتحقيق الهابة لنا ف قلسسوب أعسدائنا؛ لن الهابسة هسي حقيقتنسسا فس قلسوب أعسسدائنا وقوتنسسا فس‬
‫شسسعورهم وحجمحنسسا فس تصسسورهم وهسسي السإسساس والصسسل السسذهي تق سوما عليسسه المحارسإسسة السياسإسسية؛‬
‫لنسسه تبع ساء لسسذهه الهابسسة تكسسون المحارسإسسة السياسإسسية ف س الواقسسع‪،‬ن وال س قسسادر علسسي أن يعسسل لنسسا ف س‬
‫قلوب أعدائنا تلك الهابة وهو قادر أيضماء علي أن يعلهسم يسروا ضسخاماة حجمحنسا فس تصسورهم‬
‫بشكل ماادي بت‪.‬ن‬

‫غيس س أن للمحهابسسة أسإسسبابءا‪ :‬أولسسا الوجسسود السإسسلماي الصسسحيح لصسسحاب السسدعوةا حيسسث‬
‫يصيوا بذها الوجود كالقسورةا الت تفر مانها المحر الستنفرةا‪.99‬ن‬

‫وهنسساك أسإسسباب ماباشسرةا لتحقيسسق الهابسسة تراجسسع فيهسسا الحسساديث؛ وأههسسا الهسساد؛ حيسسث‬
‫قالا رسإولا ال صلى ال عليه وسإلم " ماا ترك قوما الهاد إل ذلوا "‪.100‬ن‬

‫وقسسالا فس س تسسرك الماسسر بسسالعروف والنهسسي عسسنم النكسسر‪ " :‬ولينزعسسنم الس س الهابسسة ماسسنم قلسسوب‬
‫أعدائكم(‪ 101‬إل آخر الديث‪.‬ن‬

‫‪ 99‬كمحا ف قوله تعال عنم الكافرينم وماوقفهم مانم السإلما‪ :‬كأنم حر ماستنفرةا * فرت مانم قسورةا(‪.‬ن‬
‫‪ 100‬رواه الاكم والبزار وابنم مااجه‪.‬ن‬

‫)‪(74‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫وابتسسداء ماسسنم نشسسأةا الركسسة ل يغيسسبج البعسسد القسسدري حسست إقاماسسة السسسلطة‪،‬ن لنسسري أن أهسسم‬
‫حقائق تلك السلطة هي قرشية اللفية ماثمالء هاماساء للمحقتضمسيات القدريسة الست يسبج اللستزاما با‬
‫ف التصور السياسإي للدعوةا وذلك لقوله صلى ال عليه وسإلم‪ " :‬اللفة ف قريش "‪.102‬ن‬

‫فل يسسسمحح التصسسور السياسإسسي للسسدعوةا بالسسدلا أو العمحسسالا العقلسسي البحسست حسسولا هسسذها‬
‫القيقة لنا حقيقة قدرية خالصة‪.‬ن‬

‫ثانيلا‪ :‬التفويض والتوكل‪:‬‬

‫وأهسسم القسسائق القدريسسة فس التصسسور السياسإسسي‪ :‬الوفسساء بسسالعهود والواثيسسق؛ ذلسسك أن الس ل‬
‫يبج الائنيم‪.‬ن‬

‫فإذا بدت ماصلحة لكنها ل تتحقق إل بنقض العهد؛ فهذهه الصلحة باطلة سإياسإيءا‪.‬ن‬

‫وفس القابسسل فسسإن التصسسور السياسإسسي يقيسسم العهسسود والواثييسسق بقاعسسدةا التوكسسل عسسل الس بعسسد‬
‫اسإتفراغا الهد ف التفكي والتقييم والتحليل والتوقع‪.‬ن‬

‫وماسسنم هنسسا قسسالا سإسسبحانه‪ " :‬وإن يريسسدوا خيانتسسك فقسسد خسسانوا ال س ماسسنم قبسسل فسسأماكنم مانهسسم‬
‫وال عليم حكيم "‪.‬ن‬

‫وهسسذهه هسسي القاعسسدةا القدريسسة العاماسسة ف س العهسسود ونصسسها قسسولا رسإسسولا ال س صسسلى ال س عليسسه‬
‫وسإلم‪ " :‬ماا نقض قوما العهد إل سإلط عليهم عدوهم(‪.103‬ن‬

‫ثالثلا‪ :‬ماراعاة السنن الثابتة‪:‬‬

‫ماثمس سسل التفسس سسي القس سسدري للختلف كصس سسيغة ماس سسنم صس سسيغ العس سسذهاب الواقس سسع علينس سسا وتقيس سسق‬
‫ماوجبسسات الرحسسة السست يرفسسع بسسا هسسذها العسسذهاب واعتبسسار هسسذهه الوجبسسات أسإسسباباء ماباشسرةا فس ماعالسسة‬
‫الختلف‪.‬ن‬

‫‪ 101‬رواه أبسسو داود فس س اللحسسم‪،‬ن بسساب‪ :‬فس س تسسداعي الماسسم علسسى السإسسلما )‪/4/108‬ح ‪،(4297‬ن وأحسسد )‬
‫‪.(5/278‬ن‬
‫‪ 102‬أخرجس سسه أحس سسد فس س السس سسند )‪ (4/185‬عس سسنم عتبس سسة بس سسنم عبس سسد عس سسنم النس سسب‪،‬ن وابس سسنم أبس س عاصس سسم فس س السس سسنة )‬
‫‪/2/528‬ح ‪،(1114‬ن وصححه الشيخ اللبان ف السلسلة الصحيحة برقم )‪.(1851‬ن‬
‫‪ 103‬رواه ابس سسنم ماس سساجه ف س س الفتس سس‪،‬ن بس سساب‪ :‬العقوبس سسات )‪/2/133‬ح ‪،(4019‬ن وذكس سسره الس سسافظ ف س س الفتس سسح )‬
‫‪.(10/203‬ن‬

‫)‪(75‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫وكذهلك ماعالة الفت القائمحة بيم السلمحيم بالمار بالعروف والنهسسي عسسنم النكسسر باعتبسسار‬
‫أن ترك هذها المار هو السببج ف ضرب قلوبنا بقلوب بعض كمحا قالا الرسإولا صسلى الس عليسه‬
‫وسإس سسلم‪ " :‬والس س س لتس سسأمارون بس سسالعروف ولتنهس سسون عس سسنم النكس سسر أو ليضمس س سربنم الس س س قلس سسوبكم بقلس سسوب‬
‫بعض(‪.104‬ن‬

‫غيس س أن ماوضسسوعية البعسسد القسسدري للتصسسور السياسإسسي تتمحثمسسل بصسسورةا نائيسسة فس س الوصسسولا‬
‫بالدعوةا مانم مارحلة السإتضمعاف وخشية الختطساف إلسر مارحلسة التمحكيمس والعالية إذ أن تساوز‬
‫الدعوةا لمحيع ماراحلها ل يكنم أن يتحقق إل بصورةا قدرية‪.‬ن‬

‫ولعسسل حادثسسة أصسسحاب الفيسسل السست حفسسظ ال س بسسا السسبيت تيئسسة لظسسروف السسدعوةا؛ ولعسسل‬
‫الصراع بيم الروما والفرس الذهي أجهد الدولتيم تقيقاء لتلك التهيئة دليل علي هذها البعد‪.‬ن‬

‫كمحسسا قسسالا سإسسبحانه‪ " :‬ممحسسد رسإسسولا ال س والسسذهينم ماعسسه أشسسداء علسسي الكفسسار رحسساء بينهسسم‬
‫تراهم ركعاء سإجداء يبتغون فضملء مانم ال ورضواناء سإيمحاهم ف وجوههم مانم أثسسر السسسجود ذلسسك‬
‫ماثملهسسم فس التسسوراةا وماثملهسسم فس النيسسل كسسزرع أخسسرج شسسطأه فسسآزره فاسإسستغلظ فاسإسستوي علسسي سإسسوقه‬
‫يعجسبج السزراع ليغيسظ بسم الكفسار وعسد الس السذهينم آمانسوا وعمحلسوا الصسالات مانهسم ماغفسرةا وأجسراء‬
‫عظيمحاء "‪.‬ن‬

‫وفي إطإار البعد القدري للتحليل السياسي‪:‬‬

‫يبج حسم ماسألة العلو اليهودي‪.‬ن‬

‫لن هسسذهه السسألة تسأت خطورتسا ماسسنم الفهسسم السساطي لليسات السواردةا فيهسا حيسث يتحسسدد‬
‫هذها الطأ ف العتقاد الازما بتمحية أبدية للعلو اليهودي‪.‬ن ويغذهي هذها الفهسسم اليهسسود أنفسسسهم‬
‫ما سسنم خللا كتاب سسات‪ 105‬ماعين سسة ي سسرج قارئه سسا بتص سسور يفس سسد العقي سسدةا حي سسث يعتق سسد أن اليه سسود‬
‫يفعلون ماا يريدون وأنه ماا مانم حركة أو سإكنة لل وهي جزء مانم خطة يهودية شامالة‪.‬ن‬

‫هذها التصور شرك صريح‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬

‫ال وحده هو الفعالا لا يريد‪.‬ن‬

‫ول حولا ول قوةا إل بال العلي العظيم‪.‬ن‬

‫وعقيدةا التوحيد ترفض هذها الوهم والواقع شاهد عي ذلك‪.‬ن‬


‫‪ 104‬رواه التماذهي عنم حذهيفة )‪/4/468‬ح ‪ (2169‬ولكنم بلفظ آخر‪.‬ن‬
‫‪ 105‬ماثمل بروتوكولت حكمحاء صهيون‪.‬ن‬

‫)‪(76‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫وحادثسسة واحسسدةا‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن تكفسسي‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن وهسسي نكسسسة ‪1967‬ما السست كسسان ظاهرهسسا لصسسال اليهسسود‬
‫وكان باطنها الرحسة حيسسث كسانت نقطسة التحسسولا فس تاريسخ الركسة السإسلماية حيسسث بسدأت ماسسنم‬
‫ماصر بعد أن قويت الرغبة ف الرجوع إل ال لتبدأ ماع تلك الرغبة الدعوةا السإسلماية بستواها‬
‫الفردي فيبلغ خطرهسا كسل أناء العسال ويصسبح ماواجهة هسذها الطسر هسو مسور السياسإة العالية‬
‫علي ماستوي الشرق والغرب‪.‬ن‬

‫رابلعا‬
‫النظرية السياسية الجاهلية‬
‫أ( التفسير العام للنظرية‬

‫والواقع أن للجاهلية نظريات وماسذهاهبج واتاهات وماسدارس ونظمحساء سإياسإسية متلفسة‪،106‬ن‬


‫لكنم ماا نعنيه بالعنوان هو النظرية السياسإية الاهلية ف تقابلها ماع السإسلما؛ وهسسذها هسو جسوهر‬
‫السياسإة الاهلية‪.‬ن وبذها العتبار فإن هسذها الختلف يصسبح أماسراء شكلياء بالنسسبة لسذها السوهر‬
‫وتعس سسدداء سإس سسطحياء بالنسس سسبة لتس سساه الس سسدف السإاسإس سسي والنهس سسائي للجاهليس سسة وهس سسو القضمس سساء علس سسي‬
‫السإسسلما‪.‬ن وللدللسسة علسسي هسسذهه القيقسسة نسسذهكر ماثمسسالء بأقصسسي تنسساقض شسسكلي فس إطسسار النظريسسات‬
‫السياسإس سسية الاهليس سسة يقس سسق أكس سسب توحس سسد فس س س حس سسرب السإس سسلما وهس سسذها الثمس سسالا هس سسو الديوقراطيس سسة‬

‫‪ 106‬سإواء فكءرا قوماييا أو وطنييا أو‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬


‫أو كان ماذههءبا سإياسإييا أو ديقراطييا أو ديكتاتورييا‪.‬ن‬
‫أو كان نظاءماا سإياسإييا جهورية أو مالكية أو رئاسإية‪.‬ن‬
‫أو كانت مادارس سإياسإية شرقية أو غربية‪.‬ن‬

‫)‪(77‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫والديكتاتورية حيث يثمل أكب تقابل فس إطسار النظريسات الاهليسة أكسب توحسد فس إطسار النظريسة‬
‫الاهلية الواحدةا‪.‬ن‬

‫فكل النظريتيم ينع وجود واقع صحيح للدعوةا‪.‬ن‬

‫فالديقراطيسسة‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن هسسي أن يتكلسسم المحيسسع‪،‬ن والديكتاتوريسسة هسسي أن ل يتكلسسم أحسسد‪.‬ن وهسساتيم‬


‫النتيجسستيم التقسسابلتيم بالنسسسبة للسسدعوةا يققسسان نتيجسسة واحسسدةا وهسسي أنسسه لسسنم يسسسمحع أحسسد لحسسد‬
‫حيث ل تقوما الدعوةا إل ف واقع يد فيه مانم يتكلم أحد يسمحعه‪.‬ن‬

‫وأقس سسرب تشس سسبيه للقس سسرف بيم س س الديقراطيس سسة والديكتاتوريس سسة هس سسو فس سسرق اللس سسون بيمس س الضمس سسباب‬
‫والظلما؛ حيسث يكسون التقابسل التاما فس اللسون البيض والسإسود بنتيجة واحسدةا ‪ -‬وهسي انعسداما‬
‫الرؤية‪.‬ن‬

‫ففسسي الديقراطيسسة يتبسسدد الفكسسر الصسسحيح ف س واقسسع السإسسقاف وال سثمرثرةا‪،‬ن وف س الديكتاتوريسسة‬
‫يتواري الفكر الصحيح ف واقع القهر والكبت‪.‬ن‬

‫وفس س الديقراطي سسة يضم سسيع النس سسان الفك سسر فس س ظس سواهر الفوض سسى الفكري سسة والعلماي سسة وفس س‬
‫الديكتاتوريسسة يتفسسي النسسسان الفكسسر ف س غيسساهبج السسسجون وفس س كسسل ماسسنم النظريسستيم‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن يغيسسبج‬
‫النسان الفكر‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن والفكر الصحيح‪.‬ن وجوهرية النظرية السياسإسية الاهليسة فس ماواجهسة السإسسلما‬
‫لا غاية ثابتة وهي الصد عنم سإبيل ال‪.‬ن‬

‫والصد عنم سإبيل ال كغاية سإياسإية جاهلية له خطوط مددةا‪:‬‬

‫مانع ظهور الدينم " قتل النبياء والذهينم يأمارون بالقسط مانم الناس "‪.‬ن‬

‫مانسسع حسسدوث الماتسسداد إذا فسسرض الظهسسور ماسسنم خللا السستكيز علسسي الزعاماسسة )ماولسسة مانسسع‬
‫الرسإولا الروج مانم ماكة( كمحا قالا سإسبحانه‪ " :‬وإذ يكسر بسك السذهينم كفسروا ليثمبتسوك أو يقتلسوك‬
‫أو يرجوك ويكرون ويكر ال وال خي الاكرينم "‪.‬ن‬

‫التفسسسي غي س القيقسسي للماتسسداد إذا فسسرض هسسذها الماتسسداد كمحسسا فسسسر رسإسستم قائسسد الفسسرس‬
‫خروج السلمحيم للقتالا بقوله‪ " :‬ماا أخرجكم إل الوع "‪.‬ن‬

‫فإذا ظهر الدينم وفرض وجوده وتقق اماتداده‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن نشأت خطوط أخري‪.‬ن‬

‫مانع الدينم السياسإي‪ :‬العلمحانية‪.‬ن‬

‫)‪(78‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫وف مانع الدينم السياسإي‪:‬‬

‫عشسسنا ف ستةا تتسسد علسسي القسسل مانسسذه حركسسات الحيسساء الق سوماي ف س أعقسساب السسرب العاليسسة‬
‫الول وحت هذهه اللحظة حيث يدور التصور حولا حقيقة واحدةا تدور فتنبع ماسسنم مابسدأ تقييسسد‬
‫الدلل سسة السياسإ سسية لل سسدينم السإ سسلماي وإبع سساده بص سسورةا أو ب سسأخري ما سسنم الرك سسة السياسإ سسية‪،‬ن وما سسنم‬
‫مافس سساهيم الص س سراع السياسإس سسي‪،‬ن وماس سسنم مافس سساهيم الص س سراع السياسإس سسي قبس سسل الس سسرب العاليس سسة بس سسدعوي‬
‫العلمحانية‪،‬ن وبعد الرب بدعوي الشتاكية وتقييدها للتقاليد السإلماية‪.107‬ن‬

‫ماقاوما س سسة السس سسلفية ونش س سسر الب س سسدع )النتسس سساب الع س سساطفي( للتحس سسولا بالنس سساس إلس س س مارحلس سسة‬
‫النتساب العاطفي الاطيء‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن ماثمل التصوف‪.‬ن‬

‫ث القتلع العاطفي‪ :‬مارحلة النللا ‪ -‬والدماان‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬

‫ثس س اقتلع ال سسذهور التاريي سسة؛ وماثم سسالا ه سسذهه الاول سسة ما سسا يت سسم فس س بلد الع سسال النتسسسبة إلس س‬
‫السإلما ماثمل حيث يتم هدما فكرةا الرفة تارييا مانم خللا الفكر العلمحان‪،‬ن وتأكيسسد النتسساب‬
‫لرحلس سسة ماس سسا قبس سسل النتسس سساب – ماثمس سسل الفرعونيس سسة فس س ماصس سسر – لضس سسعاف النتسس سساب السإس سسلماي‬
‫التاريي‪،‬ن وتغيي الثار والعال الدالة علي النتساب السإلماي التاريي لذهه البلد‪.108‬ن‬

‫الفصل بيم الدعوةا والناس بتشويه الصورةا الجتمحاعية للدعوةا‪.109‬ن‬

‫وإيقسساع الضمسسرر بالعاماسسة بسسسببج أصسسحاب السسدعوةا ماثمسسل ماقاطعسسة قريسسش لبن س عبسسد مانسساف‬
‫حت يكره الناس هذهه الدعوةا‪.‬ن‬

‫وف ثنايا خطوط الصد عنم سإبيل ال تبز عدةا قواعد للسياسإة الاهلية أهها‪:‬‬

‫قاعدةا الدف الناقص‪.‬ن‬

‫ففسسي ماقاوماسسة الاهليسسة للسسدعوةا سإياسإسسياء فإنسسا تنطلسسق ماسسنم قاعسسدتا السإاسإسسية وهسسي مانسسع‬
‫السسدعوةا ماسسنم الوصسسولا إل س هسسدفها الكاماسسل‪.‬ن بعن س أن الاهليسسة قسسد تسسسلم برحلسسة ل تثمسسل هسسدفاء‬
‫ل‪.‬ن‬
‫كاما ء‬

‫‪ 107‬سإلوك المحالك ف تدبي المحالك‪.‬ن كتاب الشعبج‪.‬ن‬


‫‪ 108‬ماثمل تغيي اسإم شارع عمحرو بنم العاص إل شسارع كسورنيش النيسل‪،‬ن فستى اللفتسة وقسد كتسبج عليهسا شسارع‬
‫كورنيش النيل‪،‬ن وتت ذلك وبط صغي‪ :‬عمحرو بنم العاص سإابءقا‪.‬ن‬
‫وماثمل تغيي علسم مافظسة القساهرةا السذهي تثملسه الئسذهنتان اللتسان عنسد باب زويلسة وتسويله إلس شسس فسوق عبسارةا‪:‬‬
‫مافظة القاهرةا‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن وبذهلك عاد آماون رع وذهبت الئذهنتان‪.‬ن‬
‫‪ 109‬سإبق شرح ذلك ف باب البعد الجتمحاعي للتصور السياسإي‪.‬ن‬

‫)‪(79‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫ماثمالا أن تسلم الاهلية بوجود كثمرةا ماسلمحة ف واقعها إذا فرضت هسسذهه الكسثمرةا وجودهسا‬
‫ولكنهسا ‪ -‬أي الاهليسة ‪ -‬تركسز فس ماقاوماسسة السدعوةا إذا وصسلت إلس هسسذهه الرحلسة علسسي الزعاماسسة‪،‬ن‬
‫فتفسسرض أو تسسسمحح بنسسوع ماسسنم الزعاماسسة يسسدث فس هسسذهه الكسثمرةا تسسأثياء يسسذههبج أثرهسسا؛ لن الزعاماسسة‬
‫الصحيحة والكثمرةا السلمحة هدف كامال‪.‬ن‬

‫أو تركسسز علسسي التفريسسق‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن لن الوحسسدةا والك سثمرةا هسسدف كاماسسل‪.‬ن وعنسسدماا تسساولا الاهليسسة‬
‫ماهمحسسة التفريسسق فإنسسا ل تسسستغل فقسسط اختلفسسات مانهجيسسة بيم س هسسذهه الك سثمرةا ولكنهسسا تسسسعي إل س‬
‫إنشسساء التنسساقض السسذهي تضمسسمحنم بسسه عسسدما إماكانيسسة تسساوز الاولسسة الاهليسسة ف س التفريسسق‪.‬ن وف س هسسذها‬
‫الطار يكسسنم نقسل قضمسسايا خلفيسة تارييسة ماثمسسل إتاحسة ماسساحة كسبيةا لفكسسر إرجسائي أو خسارجي‬
‫بيم واقع أهل السنة‪.‬ن‬

‫وعنسدماا تعلسم الاهلية أن الصسراع بيمس التاهسات‪،‬ن أو حت ماولسة تمحعهسم سإيستهلك‬


‫طاقة أصحاب الدعوةا؛ فإنا سإتسمحح بذهلك إذا كسان تقسسديرها أن ماولسسة التجمحسسع هسذهه سإستبوء‬
‫حتمحاء بالخفاق‪.‬ن‬

‫وعناص سسر ال سسدف الكاما سسل ه سسي المات سسداد السإ سسلماي الص سسحيح الواح سسد الق سسوي‪،‬ن وتقي سسق‬
‫النفص يكنم أن يأت بقفد أي عنصر مانم هذهه العناصر‪.‬ن‬

‫وماثمالا الدف الكامال الذهي عاله القرآن هو قولا ال عز وجل‪ " :‬إن هذهه أماتكم أماة‬
‫واحسسدةا وأنسسا ربكسسم فاعبسسدون( فيكسسون السسدف هسسو الماسسة الواحسسدةا السست تعبسسد رب ساء واحسسداء فيسسأت‬
‫الشيطان ليمحنع هذها الكمحالا؛ فإماا أن يعل الناس تعبده أو ييأس مانم ذلك فيلجأ إلس إنقسساص‬
‫الدف مانم ناحية الماسة الواحسدةا فيحساولا التفريسق؛ وهسذها ماعنس قسولا رسإسولا الس صسلى الس عليسه‬
‫وسإلم‪ " :‬إن الشيطان قد أيس أن يعبده الصلون‪،‬ن ولكنم ف التحريش بينهم"‪.110‬ن‬

‫قاعدة الخطر الول‪:‬‬

‫وف ماقاوماة الاهلية للدعوةا ف حالا الماتداد الواسإع الواجهة الشامالة فيتم ترتيبج هذها‬
‫الماتداد بيث يتم التكيز على ماا يكنم أن تعتبه الاهلية خطءرا أولييا‪.‬ن‬

‫ثس تتعاماسسل ماسع الخريسنم بأسإسلوب متلسسف يقسق نوعساء ماسنم الماسان والنفصسالا عسنم السط‬
‫الذهي سإيتم التكيز عليه مانم جانبج الاهلية‪.‬ن‬

‫‪ 110‬رواه ماسسسلم ف س كتسساب صسسفة القياماسسة والنسسة والنسسار‪،‬ن بسساب‪ :‬تريسسش الشسسيطان وبعثمسسه سإسراياه لفتنسسة النسساس )‬
‫‪ – 6/17/156‬نس سسووي(‪،‬ن ورواه التماس سسذهي فس س الس سسب والصس سسلة‪،‬ن بس سساب‪ :‬ماس سسا جس سساء فس س التبس سساغض )‪/4/330‬ح‬
‫‪ (1937‬وكلها عنم جابر‪.‬ن‬
‫ضما أحد )‪،3/313‬ن ‪،304‬ن ‪.(384‬ن‬ ‫ورواه أي ء‬
‫)‪(80‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫قاعدة سرقة الكفاح‪:‬‬

‫والواقع أن تدخل الاهلية بعد أن تقطع الدعوةا شسوطاء هسائلء ماسنم طريقهسا وتقستب ماسنم‬
‫تقيسق هسدفها لسه أماثملسة تارييسة مسددةا نضمسرب لسا ماثملء قسدياء ماسنم دعسوةا ماوسإسى‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن وهسسو ماوقسف‬
‫الساماري والعجل بعد أن مارت أشسد ماراحسل السدعوةا قسسوةا وشسدةا وهسي فستةا تعبيسد فرعسون لبنس‬
‫إسإسرائيل‪،‬ن حيسسث تس السسروج ماسسنم ماصسسر؛ ليكسسون وقسسوف ماوسإسسى ببنس إسإسرائيل بيمس يسسدي الس عنسسد‬
‫جبسسل الطسسور لخسسذهل التسسوراةا وإقاماسسة دولسسة السسق النشسسودةا وإذا بوسإسسى يتعجسسل اللقسساء فيسسسبق بنس‬
‫إسإرائيل وتغيبج القيادةا ليظهر الساماري ماتبنيساء السدف الذهي حدده ماوسإسى ماسنم قبل وهسو لقساء‬
‫ال عز وجل لتلقي الشريعة‪.‬ن‬

‫في سسأمار الس سساماري بنس س إسإس سرائيل بمح سسع الل سسي وه سسو التص سسرف ال سسذهي جع سسل ما سسنم ك سسل بنس س‬
‫إسإرائيل صناعاء ماشاركيم ف خطيئة العجل‪.‬ن‬

‫وعندئسسذه انفصسسلت جسساهي بن س إسإ سرائيل عسسنم دع سوةا ماوسإسسى فلسسم يسسسمحعوا لخيسسه هسسارون‬
‫وتوجه سوا نسسو العجسسل‪.‬ن واحتسسل السسساماري ماوقسسع الزعاماسسة وكسسان ماضمسسمحون تربسسة السسساماري هسسو أن‬
‫اقتاب الدعوةا ماسنم تقيق أهسدافها ل يعسل الاهلية تسلم بالمار الواقسع فتحساولا احتسواء هسذهه‬
‫النتيجة بل والسإتفادةا مانم أسإاسإها وإعادتا إل فتةا الضمعف الولا‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬

‫ومانم الثمل القدي‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن إل الثمل الديث‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن بنفس الضممحون‪.‬ن‬

‫وهو ماوقف عبد الناصر والثمسورةا ماسنم دعسوةا الخسوان حيسث بلغست دعسوةا الخسوان مارحلسة‬
‫كانت فيها مانم السلطة قاب قوسإيم‪.‬ن‬

‫تمحعات جاهيية ماؤيدةا وماتعاطفة ماع الدعوةا‪.‬ن‬

‫عناصر مانبثمة داخل اليش والبوليس بأرفع ماستويات القيادةا‪.‬ن‬

‫وانتصارات عسكرية عظيمحة على اليهود ف فلسسطيم صسنعت ماوقءفسا تاري سيسا يقسق أكسسب‬
‫رصيد مانم التقدير والكبار ف نفوس الناس‪.‬ن‬

‫وإذا التجربة تبدأ بلقتها الول‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن تغيبج القيادةا بغياب المااما حسنم البنا‪.‬ن‬

‫ثس اللقسة الثمانيسة‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن وهسي تبنس نفسس الهسداف الت طرحتهسا دعسوةا الخسوان فس خطتهسا‬
‫الصلحية‪،‬ن فكانت أهداف الثمورةا هي – بالكلمحة والرف – ماضممحون رسإسسالة السسؤتر السساماس‬
‫للخ سوان السسسلمحيم‪،‬ن فتح سولت المحسساهي – ف س أغسسرب صسسورةا – عسسنم دع سوةا الخ سوان وتسسوجهت‬
‫نو الثمورةا‪.‬ن‬

‫)‪(81‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫وبقارنسة سإسريعة بيمس الثمليمس‪ :‬تربسة السساماري وعبسد الناصسر‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن يتوضسح أن أخطسر عناصسر‬
‫التوافق هو التدخل ف مارحلة ماا قبل تقيق الدف‪.‬ن‬

‫ولعسسل ماضمسسمحون هسسذهينم الثمليمس س التسسارخييم يقسسق الدراك التسساما لجسسم ال ستتبج علسسى غيبسسة‬
‫القيادةا ف واقع الدعوةا‪.‬ن‬

‫أماا الد النهائي لذها الطر فهو أن تغيبج القيادةا برغبتها وإرادتسسا؛ والعلسة الثمابتسة دائءمحسا‬
‫ف هذهه الغيبة هو الزهد ف السلطة الذهي يفهم على أنه إخلص وترد‪.‬ن‬

‫وهذها الفهم قد يكون صحيءحا إذا كان هذها الزهد ل يرج بالسسسلطة عسسنم إطسسار السسدعوةا‬
‫واصحابا القيقييم‪،‬ن أماا أن يزهد أصحاب الدعوةا ف السلطة لتكون ف أيدي أعدائها فتلسك‬
‫هي الرية الكبى‪.‬ن‬

‫وهسسذها عمحسسر ماك سرما أكسسب الشسسيوخ ف س ماصسسر السست كسسانت ف س مارحلسسة النقيسساد التسساما لزعاماسسة‬
‫العلمحاء يسلم قيادةا البلد لمحد علسي فس أغسرب تصسرف تساريي بسدأت بسه أكسسب مارحلسة تواجسد‬
‫علمحان ف ماصر‪.‬ن‬

‫وغاية السياسإة الاهلية الثمابتة هي‪ :‬الصد عنم سإبيل ال‪،‬ن وتتحقق بضممحون ثابت‪.‬ن‬

‫وماضممحون النظرية السياسإية الاهلية هو الطاغوتية‪،‬ن وهو الصسسطلح السسذهي يعنس الشسسيطنة‬
‫السياسإية‪.‬ن‬

‫وأساسيات هذا المصطلح‪:‬‬

‫أ( هي السلطة بعناصرها الصلية‪.‬ن‬

‫ب( والقت سسالا‪ " :‬ال سسذهينم آمانس سوا يق سساتلون فس س سإ سسبيل الس س وال سسذهينم كف سسروا يق سساتلون فس س سإ سسبيل‬
‫الطاغوت فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيءفا "‪.‬ن‬

‫ج( ال سسولء‪ " :‬الس س ولس س ال سسذهينم آمانس سوا يرجه سسم ما سسنم الظلمح سسات إلس س النس سسور وال سسذهينم كف سسروا‬
‫أوليسساؤهم الطسساغوت يرجسسونم ماسسنم النسسور إل س الظلمحسسات أولئسسك أصسسحاب النسسار هسسم فيهسسا‬
‫خالدون "‪.‬ن‬

‫وتنسسدرج تسست هسسذهه العناصسسر‪ :‬أخطسسر الفكسسار السياسإسسية الاهليسسة الققسسة للسسسيطرةا علسسى‬
‫النسان وعقله‪،‬ن والنشئة ف قلبج النسان الاهلي دافع القتالا ف سإبيل الطاغوت‪.‬ن‬

‫)‪(82‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫والققة لولئه للجاهلية‪.‬ن‬

‫وبعد قواعد السياسإة الاهلية الصلية نتد إل أخطر عناصرها‪.‬ن‬

‫عناصر المحارسإة السياسإية الاهلية‪:‬‬

‫المكر السيئ‪:‬‬

‫والكسسر هسسو التسسدبي الفسسي‪،‬ن وقسسد وصسسفه الس بالسسسوء؛ لن مسسرد التسسدبي الفسسي قسسد يكسسون‬
‫للخي وهو ماا جعله ال عز وجل يصف أفعاله بالكر‪.‬ن‬

‫وخطر الكر السيئ يرجع إل عدةا حقائق‪:‬‬

‫‪ -‬أننا على وجه القيقسة ل نتحمحل هسذها الكسر؛ لن الس وحسده هسو القسادر عليسه‪،‬ن وهسو‬
‫سإبحانه الذهي يصده عنا‪،‬ن وهذها العن ماأخوذ مانم قوله تعال‪ " :‬وقسسد ماكسسروا ماكرهسسم وعنسسد الس‬
‫ماكرهم "‪.‬ن‬

‫‪ -‬وأننا ل نستطيع صسد هسذها الكسر؛ لن الفاعلية البيثمة للمحكسر الساهلي هسو أنسه يزيسل‬
‫البالا‪،‬ن وهو الأخوذ مانم قوله تعال‪ " :‬وإن كان ماكرهم لتزولا مانه البالا "‪.‬ن‬

‫والوقف الصحيح ف ماواجهة الكر الاهلي هو الصب على هذها الكر عندماا يكون له‬
‫أثسسر فس س الواقسسع‪،‬ن وإماهسسالا الكسسافرينم رويس سءدا حسست تسسرى الفعسسل اللسسي ريدا علسسى هسسذها الكسسر؛ لننسسا‬
‫كطسسرف ماسسنم السسدعوةا خسسارجيم فعلء ماسسنم دائ سرةا الكسسر بيم س ال س وأعسسدائه‪،‬ن وهسسو السسأخوذ ماسسنم ق سوله‬
‫سإسسبحانه‪ " :‬إنسسم يكيسسدون كي سءدا * وأكيسسد كي سءدا * فمحهسسل الكسسافرينم أماهلهسسم روي سءدا "‪.‬ن ولسسذهلك‬
‫تكون أولا صيغ الفعل اللي ف رد الكر الساهلي هسو ارتسداد أثسره علسى ماسدبريه‪،‬ن وهسو السأخوذ‬
‫مانم قولا ال‪ " :‬ول ييق الكر السيئ إل بأهله "‪.‬ن‬

‫ذلسك أننسا غيس قادرينم علسى وجسه القيقسة علسى صسد الكسر الساهلي؛ لنسه ماكسر دائسم ل‬
‫يتوقسسف لظسة‪،‬ن وهسسو السأخوذ ماسنم قسوله سإسبحانه‪ " :‬بسل ماكسر الليسل والنهسار "‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن ول يكسسون زماسنم‬
‫إل ليل أو نار‪.‬ن‬

‫ضمسسا هسسو أن نقسسف بالسسدعوةا الوقسسف‬


‫‪ -‬والوقسسف الصسسحيح ف س ماواجهسسة الكسسر السساهلي أي ء‬
‫الصحيح ونعطيها وجودها الشرعي الذهي تستحق به الدفاع الربان عنها وعنم أصحابا‪.‬ن‬

‫)‪(83‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫ومس سسا يعلنس سسا نؤكس سسد علس سسى اللس سستزاما الشس سسرعي البحس سست والطلس سسق فس س ماواجهس سسة الاهليس سسة هس سسو‬
‫اسإ سستحقاق ال سسدفاع الل سسي ع سسنم ال سسدعوةا‪،‬ن ح سست ل سسو خ سسالف ذل سسك ماقتضم سسى التفكيس س العقل سسي أو‬
‫العمحلي‪،‬ن وهذهه هي طبيعة التصور السياسإي للحركة السإلماية‪.‬ن‬

‫فل غدر ول خيانة؛ لن ال ل يبج الائنيم‪،‬ن ول ظلم؛ لن ال ل يبج الظاليم‪.‬ن‬

‫مارحلسسة التعسسذهيبج والقتسسل الادفسسة إلس القضمسساء علسسى أصسسحاب هسسذهه السسدعوةا‪،‬ن وهسسي الرحلسسة‬
‫الت تظنم كل الاهليات أنا الرحلة الاسة والنهائية‪.‬ن‬

‫ولكنم الفاجأةا تكسون عنسدماا تتجساوز الدعوةا هسذهه الرحلسة‪،‬ن فيتجسه التفكيس الساهلي إلس‬
‫مارحلة تقليدية ثالثمة هي‪:‬‬

‫السإتنفار العاما‪،‬ن وماعناه حشد كل القوى الاهلية وكل أسإاليبها ف ماواجهة شامالة ماع‬
‫ال سسدعوةا‪،‬ن وه سسي الرحل سسة ال سست يرتف سسع فيه سسا الع سسداء لل سسدعوةا إلس س الس سستوى القس سوماي‪،‬ن وتتح سسرك فيه سسا‬
‫الاهليس سسة ف س س كس سسل التاهس سسات المانيس سسة والسياسإس سسية والعلمايس سسة والجتمحاعيس سسة‪،‬ن وتكس سسون صس سسيغة‬
‫السإتنفار العاما‪ " :‬أن اماشوا واصبوا عاى آلتكم إن هذها لشيء يراد "‪.‬ن‬

‫اماش سوا‪ :‬ترك سوا ف س كسسل التاهسسات‪،‬ن واصسسبوا‪ :‬اثبت سوا علسسى آلتكسسم السست كسسادت السسدعوةا‬
‫تنسسسفها نسسءفا‪،‬ن إن هسسذها لشسسيء يسراد‪ :‬إنسسا خطسسة مكمحسسة ماتفسسق عليهسسا بيمس المحيسسع‪،‬ن ولكسكل دوره‬
‫فيها‪.‬ن‬

‫ويثمبت أصحاب الدعوةا ثباءتا يستحقون به التأييد مانم ال‪.‬ن‬

‫ماحاور النظرية السياسية الجاهلية‪:‬‬

‫‪ (1‬المحور العلماي‪:‬‬

‫ولكسسنم الاهليسسة تقسساوما‪،‬ن وسإسسيكون أخطسسر عناصسسرها القاوماسسة العلمايسسة الاهليسسة للسسدعوةا‬
‫السإلماية‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن وسإيتكز الور العلماي هو الخر على عدةا ركائز‪.‬ن‬

‫التابعسسة الدقيقسسة لصسسحاب السسدعوةا بيسسث ل تسسدع الداعيسسة لظسسة واحسسدةا يلسسو فيهسسا إل س‬
‫الناس‪،‬ن وهذها أبو لبج يقق أعلى ماستويات التابعة‪،‬ن حيث يسي وراء الرسإسسولا وهسسو يسسدعو إلس‬
‫دينم ال ليقولا للناس ف آخر كلماه‪ :‬هذها ابنم أخي‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن ل تصدقوه‪.‬ن‬

‫ولقد بدأت التابعة الاهليسة فعلء مانسذه لظسة الرسإسالة الولس‪،‬ن حيسث "أماسر إبليسس أتبساعه‬
‫بالنتشار ف الرض" عند بعثمة النب‪.‬ن‬

‫)‪(84‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫ومانسسذه أن انتشسسرت الشسسياطيم فس س جيسسع الرض لس س تقسسف التابعسسة عنسسد حسسد إقليمحسسي أو‬
‫ماستوى دول‪،‬ن وقد مار ف الكتاب أنه كمحا كانت التابعة ف ماكة كانت فس الدينسة‪،‬ن وقسد ماسر‬
‫ب تعتبج عليه وجود الرسإسولا فس الدينسة وتسدد بالتسدخل‬ ‫كيف أرسإلت قريش إل عبد ال بنم أم ك‬
‫العسكري لناء هذها الوجود‪.‬ن‬

‫وليس هناك مانم دليل على دقة التابعة العالية للحركة السإسلماية ماسنم حادثة كعسبج بنم‬
‫ماالك‪. 111‬ن‬

‫التنفي الدائم للناس مانم أصحاب الدعوةا‪،‬ن وذلك مانم خللا تصويرهم ف أذهان الناس‬
‫ف صورةا سإيئة‪،‬ن وهذهه هي الفكرةا القدية الت ماارسإها فرعون عندماا قالا عسنم ماوسإسى‪ " :‬أما أنسا‬
‫خيس ماسسنم هسسذها السسذهي هسسو ماهيم س ول يكسساد يسسبيم(؛ وذلسسك بسسسببج العقسسدةا السست كسسانت فس لسسسان‬
‫ماوسإسى‪،‬ن وكسذهلك اتاما بنس إسإسرائيل لوسإسى بأنه آدر لسا وجسدوه ل يستحم ماعهسم‪،‬ن وجساء ذلسك‬
‫ف قولا ال‪ " :‬يا أيها الذهينم آمانوا ل تكونوا كالذهينم آذوا ماوسإى فسبأه الس مسسا قسسالوا وكسسان عنسسد‬
‫ال وجيها "‪.‬ن‬

‫هذهه الفكسرةا القديسة الت تسارس بالسإساليبج الديثمسة والسبات الفنية‪،‬ن ونظسرةا واحسدةا إلس‬
‫صسسور القبسسوض عليهسسم فس قضمسسايا السإسسلما تؤكسسد لسسك هسسذهه القيقسسة؛ حيسسث ل نسسرى إل كسسل ماسسا‬
‫ينفر‪.‬ن‬

‫تصسسنع الصسسور بالسإسساليبج الديثمسسة‪ :‬الزيسسغ فس س النظس سرات‪،‬ن والبلهسسة فس س الوجسسوه؛ لثبسسات‬
‫النراف والتيه‪.‬ن‬

‫وتصسسنع الصسور‪ :‬الشسسعاثة فس الشسسعر‪،‬ن والشراسإسة فس اللماسسح؛ لثبسسات الرهساب‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن صسورةا‬


‫باهتة‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬

‫خلفيات ماظلمحة للياء بالتآمار‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن وصفحات الرائد هي الستند والدليل‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن كل هسسذها‬


‫ضروري ف ماهمحة العلما الاهلي‪.‬ن‬

‫وكله نابع مانم النظرية السإاسإية للعلم الاهلي بصورةا مددةا!‬

‫والقيقة أن النظرية العلماية بصورةا مددةا‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن هي السحر والكهانة‪.‬ن‬

‫وهسسذها هسسو إعلما السسنم والشسسياطيم ببعثمسسة النسسب‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن يقسسولا فيسسه أحسسد الشسسياطيم‪ " :‬أننلؤس تن سنر‬
‫ص نوأنؤحلمسإنها "‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن ويقسسولا شسسيطان‬ ‫لوقنسنها مبالؤمقل م‬ ‫مم م‬ ‫م‬ ‫م م‬
‫اؤللنم نوإؤبلنسإنها نوينأؤنسإنها ماؤنم بنسؤعد إنؤنكاسإنها نو مم‬

‫‪ 111‬يراجع كتاب أصحاب الخدود وكتاب بيت الدعوةا للكاتبج‪.‬ن‬

‫)‪(85‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫آخسسر وذلسسك بعسسد أن صسسرخ صسسرخة لس أسسسع‪ 112‬صسسارءخا قسسط أشسسد صسسوءتا مانسسه‪ " :‬يسسا جليسسح أماسسر‬
‫نيح رجل فصيح يقولا‪ :‬ل إله إل ال "‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن وهكذها يكون السإلوب ماؤثءرا‪.‬ن‬

‫أسإلوب النم والسحرةا‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬

‫الصرخة الؤثرةا والخذه بالقلوب‪.‬ن‬

‫الصيغة السإتفزازية للعقل‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن مااذا تعن الصرخة؟!‬

‫الصورةا امارأةا سإوداء ماثميةا لشعرها‪.113‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬

‫صوت‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن صورةا‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن عبارةا‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن أسإلوب‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن عناصر إعلماية بتة‪.‬ن‬

‫والتكرار أخطر عناصر العلما‪.‬ن‬

‫الب الصادق بانبج ماائة كذهبة‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن نظرية النم ف تقيق التصديق هي نفس نظريسسة‬
‫النباء‪.‬ن‬

‫فيكذهب الكاهنم ماائة كذهبة‪.114‬ن‬

‫وهذهه هي عناصر العلما الشيطان‪.‬ن‬

‫ول سسا ك سسان الما سسر ماتعلءق سسا بالتفاع سسل العقل سسي والنفس سسي‪،‬ن فل ب سسد أن يك سسون العلما‪" :‬‬
‫زخرف القولا غروءرا "‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن عناصر إعلماية جاهلية بتة‪.‬ن‬

‫زخرف القولا للقناع بل حقيقة أو ماضممحون‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن إقناع بالظاهر والشكل والسإسسلوب‪،‬ن‬


‫وهذها هو الزخرف‪.‬ن‬

‫غروءرا‪ :‬تغريءرا‪.‬ن‬

‫ول بد أن يكون العلما الاهلي أداةا للتعامال ماع النسان‪.‬ن‬

‫فل بد أن يكون هناك الشكل النطقي‪.‬ن‬

‫‪ 112‬قولا عمحر بنم الطاب رضي ال عنه‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن رواه البخاري ف الناقبج‪،‬ن باب إسإلما عمحر )‪.(3866‬ن‬
‫‪ 113‬صورةا النية الت كانت مارتبطة بالصنم الذهي سع الصوت عنده‪.‬ن‬
‫‪ 114‬كمحسسا قسسالا النسسب تصسسعد الشسسياطيم تسسستق السسسمحع فلتسسسمحع السسب فتلقيسسه إلس الكسساهنم فيكسسذهب ماائسسة عليسسه‬
‫كذهبة‪.‬ن‬

‫)‪(86‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫والصورةا البدئية كمحا حاولا أن يبدو با أبو جهل عندماا قالا ف غسسزوةا بسسدر‪ :‬اللهسسم‬
‫أقطعنا للرحم وأتانا با ل نعرف فأحنه الغداةا‪.‬ن فكان الستفتح‪.115‬ن‬

‫السمحة النسسسانية كمحسا قسالا عقبسة بسنم أبس ماعيسسط فس السإسسلما‪ " :‬فسسرق النساس‪،‬ن وخسسرب‬
‫السسديار‪،‬ن وجعسسل الولسسد يقتسسل والسسده"‪.116‬ن‪.‬ن‪.‬ن وكمحسسا تسساولا الاهليسسة اليسوما الرتفسساع فسسوق ماسسستوى‬
‫الدينم بزعمحهم بالفاهيم النسانية‪ :‬الرية‪،‬ن الخاء‪،‬ن الساواةا‪.‬ن‬

‫والعلما السساهلي هسسو وسإسسيلة الاهليسسة العقليسسة والنفسسسية فس س النشسساء والبقسساء علسسى‬
‫الكفسسر والفسسساد‪،‬ن والعلما هسسو سإسساحر الكسسم السساهلي‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن العلما هسسو القسسق لهمحسسة الرضسسى‬
‫والتابعة بالكفر‪،‬ن وهو القاوما للكراهية العارضة لذها الكفر‪.‬ن‬

‫وماسسنم أجسسل ذلسسك ل بسسد ماسسنم السإسستيعاب الكاماسسل لسسوقت النسسسان وعمحسسره‪،‬ن بيسسث ل‬
‫تفوت لظة دون أن تكون فتنة‪،‬ن كمحا قالا سإبحانه‪ " :‬بل ماكر الليل والنهار "‪.‬ن‬

‫ول بد مانم التناسإبج الدقيق ماع العقلية البشرية كهدف للعلما‪،‬ن ولعل ماؤتر الندوةا‬
‫الذهي حاولا التفاق على تعريف القرآن دليل على هذها التناسإبج‪.117‬ن‬

‫ول بد مانم السإلوب الؤثر السسهل العبسارةا الت تسرج ماسنم هسذها الفسم ليتلقفهسا المحيسع‬
‫فتصسسبح علسسى جيسسع اللسسسنة‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن والقيقسسة أن عبسسد الس س ابسسنم سإسسلولا هسسو أسإسستاذ هسسذها التعسسبي‬
‫سنم كلبك يأكلك "‪.‬ن‬ ‫العلماي الاهلي‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن فهذهه عبارةا مانم عباراته‪ " :‬م‬

‫ولك سسنم ك سسل عناص سسر العلما ال سساهلي ل ت سسرى متمحع سسة إل فس س ماواجه سسة أي ح سسدث‬
‫إسإلماي؛ عندئذه تكون العناصر الباشرةا الواجهة للحدث‪:‬‬

‫التهوينم مانم شأن الدث‪ :‬ماثملمحا قالا أبو لسبج تعقيبساء علسى إعلن الرسإسالة ماسنم النب‬
‫صلى ال عليه وسإلم مانم فوق جبل ماكة‪ " :‬تبساء لسك طسسولا يوماسسك ألسذها جعتنسا(‪،118‬ن وكسأن‬
‫حسسدث الرسإسسالة لسسنم يبقسسى إل ي سوما إعلنسسه )طسسولا يوماسسك(‪،‬ن الماسسر السسذهي ل يسسستحق المحسسع‬
‫)ألذها جعتنا؟ "‪.‬ن‬

‫‪ 115‬أخرجه أحد ف ماسنده )‪.(5/431‬ن‬


‫‪ 116‬هي ممحوعة آثار ومانها هذها الثر ذكره ابنم هشاما ف السيةا )‪.(317 - 1/314‬ن‬
‫‪ 117‬نقسسولا‪ :‬كسساهنم‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن ليسسس بزمازماسسة الكهسسان‪،‬ن نقسسولا‪ :‬منسسون‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن ليسسس بنسسق النسسون‪،‬ن نقسسولا‪ :‬شسساعر‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن ليسسس‬
‫بالشعر ول سإجعه‪،‬ن ثس اتفقسوا علسى أن يقولسوا‪ :‬سإسحر‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن قسائليم‪ :‬إنسه يفسرق بيمس السرء وأبيسه وأخيسه وزوجتسه‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬
‫)يراجع البخاري وماسلم(‪.‬ن‬
‫‪ 118‬وعزاه السيوطي ف الدر )‪ (6/701‬إل البخاري وماسلم‪.‬ن‬

‫)‪(87‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫قطع الصلة بيم أفراد الدث والواقع الجتمحاعي الذهي ت فيه السسدث حست ليكسون‬
‫لؤلء الفسراد اماتسداد اجتمحساعي‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن ماثملمحسا قالا عسروةا بسنم ماسسعود لرسإسولا الس صسلى الس عليسه‬
‫وسإسسلم‪ :‬جئسست بأوشسساب النسساس لتفسسض بيضمسستك‪،‬ن حسست أفهمحسسه ابسسنم أخيسسه أنسسم ليس سوا أوشسساباء‬
‫وكان يلبس الغفر على وجهه فضمرب يد عمحه وقالا له‪ :‬اخفض يدك عسسنم ليسسة رسإسسولا الس‬
‫صلى ال عليه وسإلم فقالا عروةا‪ :‬مانم هذها يا ممحد؟ قالا‪ :‬هذها ابنم أخيك‪.119‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬

‫إعلن أنسسم ليس سوا علسسى شسسيء‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن ماثملمحسسا اسإتشسسار الشسسركون اليهسسود ف س أماسسر السسدعوةا‪،‬ن‬
‫فأخبهم اليهود أن الشركيم أفضمل مانم السلمحيم‪،‬ن وكمحسسا قسالا القسرآن علسسى لسسسان اليهسود فس‬
‫الشركيم‪ " :‬هؤلء أهدى مانم الذهينم آمانوا سإبيلء "‪.‬ن‬

‫الزايدةا على أصحاب الدعوةا‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن ماثملمحسسا زايسسد الشسسركون علسسى السسسلمحيم لسسسقاية السسبيت‬
‫وعمحارةا السجد الراما‪،‬ن فأنزلا ال عز وجل‪ " :‬أجعلتم سإسقاية الساج وعمحسارةا السسجد السراما‬
‫كمحسسنم آماسسنم بسسال والي سوما الخسسر "‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن والصسسورةا الديثمسسة للمحزايسسدةا علسسى أصسسحاب أي حسسدث‬
‫إسإلماي تافهة نفس التفاهة القدية‪.‬ن‬

‫فبمحج سسرد ح سسدوث ال سسدث يت سسم تص سسيص أما سساكنم خاص سسة للس سسيدات فس س الواص سسلت‬
‫وزيس سسادةا الباماس سسج الدينيس سسة فس س وسإس سسائل العلما والهتمحس سساما بس سسأقرب ماناسإس سسبة دينيس سسة والبالغس سسة فس س‬
‫الحتفالا با‪.‬ن‬

‫ولك س سسي تن س سسع الاهليس سسة أثس سسر أي حس سسدث إسإ س سسلماي فإنس سسا بع س سسد أن تس سسارس رد الفعس سسل‬
‫العلماسسي السذهكور سإسابءقا بعناصسسره فإنسسا تبحسث عسنم أخطساء يغلسسبج الظسسنم فيهسا أنسا ل تنسالا‬
‫تأييد الناس‪.‬ن‬

‫ماثمسل قسولا اليهسود للرسإسولا‪ :‬ماسا بالسك تنهسى عسنم الفسساد فس الرض وتقطسع الشسجر؟!‬
‫فرد القرآن عليهم مابيءنا تفسي الوقف‪.120‬ن‬

‫وماثملمحا أخطأ بعض مانم أرسإلهم الرسإولا صلى ال عليه وسإلم ف سإرية فقتلوا بعض‬
‫الشس سسركيم فس س الشس سسهر الس سراما فأرسإس سسلوا إلس س رسإس سسولا الس س وقس سسالوا‪ :‬ماس سسا بالس سسك تقتس سسل فس س الشس سسهر‬
‫الراما‪.121‬ن‬

‫‪ 119‬سإبق تريه‪.‬ن‬
‫‪ 120‬يراجع البعد القدري للنظرية السياسإية‪.‬ن‬
‫‪ 121‬عزاهسسا السسسيوطي فس السسدر )‪ (1/448‬إلس ابسسنم جريسسر وابسسنم النسسذهر‪،‬ن وابسسنم أبس حسات والطسبان والسسبيهقي فس‬
‫السننم عنم جندب بنم عبد ال‪.‬ن‬

‫)‪(88‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫فسسرد عليهسسم ماقسسرءرا فس البدايسسة خطسسأ هسسذها الفعسسل‪.‬ن " يسسسألونك عسسنم الشسسهر السراما قتسسالا‬
‫فيه قل قتالا فيه كبي وصد عنم سإبيل ال وكفر به "‪.‬ن‬

‫هذها أسإاس الكم‪.‬ن‬

‫لكنم الذهينم نقتلوا ل يكونوا يعلمحون أنم دخلوا فس الشسسهر السرما‪،‬ن فهسذها اعتسسذهار عسسنم‬
‫الفعل‪.‬ن‬

‫صسسا علسسى حرماسسات السس‪،‬ن‬


‫وإذا ل س يكسسنم هسسذها الس سؤالا مسسرد تشسسنيع بالسسسلمحيم وكسسان حر ء‬
‫فهناك حرماة أكب وقعوا هم فيها وهم يعلمحونا‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬

‫" والسجد الراما وإخراج أهله مانه أكب عند ال "‪.‬ن‬

‫" والفتنة أكب مانم القتل "‪.‬ن‬

‫ول زالت الاهلية تتابع الركة السإلماية وتبحث عنم خطأ لا‪.‬ن‬

‫التأكيسسد علسسى إصسسابة السسدث السإسسلماي بسسأماراض وعقسسد نفسسسية‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن ماثملمحسسا قسسالا قس سوما‬
‫شسسعيبج لنسسبيهم بعسسد إعلن دعسسوته‪ " :‬إن نس سراك إل اعس ستاك بعسسض آلتنسسا بسسسوء "‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن وماثملمحسسا‬
‫قالولا لرسإولا ال بعد إعلن النبوةا‪ :‬إن كان أصابك شيء طلبنا لك الطباء‪.122‬ن‬

‫‪ (2‬المحور القتصادي‪:‬‬

‫الفقر النسي والغن الطغي‪:‬‬

‫إن الاهليسة تنشسئ بسياسإستها وضسءعا اقتصسسادييا عاليسا ينقسسسم النساس فيسه إلس قسسمحيم‪:‬‬
‫الفقر النسي‪،‬ن والغن الطغي‪.‬ن‬

‫وهسسا الالتسسان اللتسسان تبتعسسدان بالنسسسان عسسنم إدراك السسق‪،‬ن فالسسذهي ينسسسى نفسسسه فقءيا‬
‫يصسسعبج عليسسه التفكيس الصسسحيح فس الواقسسع‪،‬ن والسسذهي ل يسسرى نفسسسه إل غنيسسا وطاغيسءسا يصسسعبج‬
‫عليسسه إدراك الواقسسع؛ ولسسذهلك حسسذهر رسإسسولا الس س ماسسنم هسساتيم السسالتيم فس س إطسسار التحسسذهير ماسسنم‬
‫السإسباب الست تبتعسد بالنسسان عسسنم السسق والصسواب‪،‬ن فيقسولا‪ " :‬بسادروا بالعمحسالا سإسبعا‪ :‬هسسل‬
‫تنتظرون إل فقرا مانسيا‪،‬ن أو غن ماطغيا‪،‬ن أو مارضا مافسدا‪،‬ن أو هرماسا مافنسدا‪،‬ن أو ماوتسسا مهسزا‪،‬ن‬
‫أو السسدجالا فشسسر غسسائبج ينتظسسر‪،‬ن أو السسساعة فالسسساعة أدهسسى وأماسسر "‪123‬؛ ماسسنم أجسسل ذلسسك‬

‫‪ 122‬انظر ابنم هشاما )‪،1/314‬ن ‪.(315‬ن‬


‫‪ 123‬أورده السيوطي ف الدر )‪ (6/184‬وعزاه إل ابنم البارك ف الزهد والاكم وابنم ماردويه عنم أب هريرةا‪.‬ن‬

‫)‪(89‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫أنشس سسأت الاهلي سسة الصس سسطلحات الشس سسار إليهس سسا‪ :‬ماصس سسطلح ال سسدولا الناماي سسة‪،‬ن وماصس سسطلح ال سسدولا‬
‫الصناعية الكبى؛ حيث يعيش الفقر النسي والغن الطغي تت هذهينم الصطلحيم‪.‬ن‬

‫إن خطس سسة الفقس سسار الاهليس سسة للعاماس سسة تس سسدف إل س س إحس سسداث ماعانس سساةا ماعيشس سسية شس سسديدةا‬
‫تسسستهلك كسسل الطاقسسة الذههنيسسة والنفسسسية للنسسسان‪،‬ن وكسسذهلك تسسدف إلس س تفسستيت العلقسسات‬
‫الجتمحاعيسسة كنتيجسسة للحسسرص والنانيسسة‪،‬ن وماولسسة كسسل إنسسسان تقيسسق أكسسب قسسدر مكسسنم ماسسنم‬
‫الصال الشخصية‪.‬ن‬

‫وحت ل يصل الفقراء إل نقطة النفجار والثمورةا فإن السينمحا والتلفزيون يبتعسسدان بسسه‬
‫ع سسنم ه سسذهه النقط سسة ما سسنم خللا ماوض سسوعات الفلما والسلس سسلت اليوماي سسة ال سست تضم سسرب عل سسى‬
‫الرح والوتر الساس فتثمي الشجون تارةا‪،‬ن وتارةا أخرى تعال الوضسسوعات السست تعسسرض حيسساةا‬
‫التف والرسإتقراطية الت تدث نوءعا مانم السعادةا وتعويض الرماان‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬

‫وتارةا ثالث تعرض الوضوعات الت ينتصر فيها الفقي على الغن مانم خللا قصص‬
‫البج‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن والبادئ والخلق والشهاماة‪.‬ن‬

‫الهم أن يبقى الفقر بل ثورةا‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬

‫أماا خطة الغن الطغي‪،‬ن فمحنها خطة التف الذهي يفقد أصحابه الحساس القيقسسي‬
‫بغيهس سسم ماس سسنم البشس سسر‪،‬ن وعندئس سسذه لس سسنم تكس سسون دعس سوةا؛ لن الس سسدعوةا إحسس سساس بس سسالغي‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن وكس سسذهلك‬
‫سإتجعلهم يفتقدون حاسإسة البحسث عسنم السق؛ لن الستف أنشسأ عنسدهم ماعيساءرا للحسق وهسو‬
‫الالا فقط وعندئذه لنم تكون دعوةا؛ لن السدعوةا بسث عسنم السق‪،‬ن وتعلهسم يفتقسدون إدراك‬
‫الواقع وعندئذه لنم تكون دعوةا؛ لن الدعوةا هي ثة الدراك الصحيح للواقع‪.‬ن‬

‫إن التفيم هم أصحاب الالا عندهم تفسي كل شسسيء وعلسسة كسسل تصسسرف وحكمحسة‬
‫كل حدث‪،‬ن وأسإاس كل واقع ومانتهى كل غاية وقيمحة كل إنسان‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن إن التف هو عسسدو‬
‫الدعوةا الولا‪.‬ن‬

‫وماسسنم هنسسا فسسإن أهسسم ماقتضمسسيات الصسراع بيمس الاهليسسة والسإسسلما هسسو تليسسص النسسسان‬
‫ماسسنم حالسسة الفقسسر النسسسي‪،‬ن وواقسسع الغيبوبسسة النفسسسية والذههنيسسة السست يعيشسسها البشسسر كمحسسا يسسوجبج‬
‫على الدعاةا أن يعمحلوا بكل أسإاليبهم علسى إعسسادةا العقسل البشسسري ماسسنم غيبوبسة الفقسر النسسي‬
‫وإفسساقته بكسسل السسؤثرات النفسسسية والعصسسبية‪،‬ن وبكسسل السإسساليبج الكلمايسسة والعمحليسسة‪،‬ن كمحسسا يسسبج‬
‫أن يقف الدعاةا أمااما التف الاهلي وعناصر الثمراء للسإتعلء باليان وترده وكراماة الزهد‬
‫وكراماسسة الزاهسسدينم وماكانسسة العلمحسساء؛ ليفيسسق السستفون عنسسدماا يشسسعرون أن هنسساك قيمحسسة أعلسسى ماسسنم‬
‫الالا وحقيقة أكب مانه هي قيمحة اليان والسإلما‪.‬ن‬

‫)‪(90‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫سياسة المواجإهة للنتيجتين‪:‬‬

‫إن التصور السياسإي الصحيح يفسسرض علسسى السدعاةا فس ماواجهسة الفقسر النسسي والغنس‬
‫الطغي أن نتعامال ماع النسان بأقصى إماكانيات التأثي‪.‬ن‬

‫الثارةا الفكرية والعاطفية‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن بأعمحق أبعادها‪.‬ن‬

‫الواقف الزنة‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن الواطر الخيفة‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن العبارات الطؤمحمئنة‪.‬ن‬

‫يسسبج أن يهسستز النسسسان أماسساما السسدعاةا ه سيزا عنيءفسسا‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن وليسسسكنم سإسسكوءنا تايماسسا يسسبج أن‬
‫يستحوذ الدعاةا على كيان النسان كله‪،‬ن يبج أن يقف النسان أماسساما السسدعاةا كسسأن علسسى‬
‫رأسإه الطي‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬

‫ل حراك‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن سإوى حركة النلسنفس ونبض العروق‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬

‫يبج أن يتكلم الدعاةا بكل اللسنة وبكل السإاليبج؛ لينسى النسسان أماساما السدعاةا‬
‫حياته الدنيا سإواء كان فقءيا أو غنييا‪.‬ن‬

‫ليبحثمسوا عسسنم كسسل القصسسص الصسسحيحة‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن كسسل الطرائسسف‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن كسسل الواقسسف‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن السسيةا‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬
‫حيسساةا الصسسحابة‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن الرقسسائق‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن الكراماسسات والعج سزات‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن السسنم واللئكسسة‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن القسسب وعسسذهابه‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬
‫النة والنار‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن كل السإلما‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن كل حقائق السإلما‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن كل قضمايا السإلما‪.‬ن‬

‫لنقاذ الفقراء الناسإيم والغنياء الطاغيم‪.‬ن‬

‫وف النهاية‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬

‫يبج أن يتفع الدعاةا عسنم ماصسال السدنيا؛ حست ل يتهمحهسم الفقسراء ول يستهيم بم‬
‫الغنياء‪.‬ن‬

‫عندئ سسذه يك سسنم الطاح سسة بالت سساه القتص سسادي النش سسئ لص سسطلحات‪ :‬الع سسال الثم سسالث‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬
‫الدولا الصناعية الكبى‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن الدولا الناماية‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن العونة القتصادية‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن هذها الصطلح الذهي يعن‬
‫أن كيانات الدولا الناماية عالة على الرض ل تتجاوز أهدافها وآماالا هدف العيش وأمال‬
‫السإتقرار بالصولا على هذهه العونة‪،‬ن فتفرض الدولا العظمحى إرادتا على الدولا الخرى‪.‬ن‬

‫‪ (3‬المحور القانوني‪:‬‬

‫)‪(91‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫ورغ س سسم أن الاهلي س سسة فوض س سسى وخ س سسروج ع س سسنم الص س سسولا‪،‬ن إل أن الش س سسيطان يرغ س سسبج فس س س‬
‫امايصاص الطبيعة البشرية الت ارتكز فيها بصورةا دفينة الرغبة ف النظاما والياةا ف ظله‪.‬ن‬

‫فأنشأ الشيطان للجاهلية صيغة قانونية تقق نظامااء يضمع له جيع الناس‪.‬ن‬

‫ولعسسل الثمسسالا التسساريي لسسذها الوضسسع هسسو اع ستاض ق سوما شسسعيبج علسسى الرسإسسالة باعتبارهسسا‬
‫خروج على نظاما ل يلكون إل الضموع له‪ " :‬قالوا يا شعيبج أصلتك تأمارك أن نتك ماسا‬
‫يعبد آباؤنا أو أن نفعل ف أماوالنا ماا نشاء "‪.‬ن‬

‫فهناك نظاما يعلنا ل نستطيع التصرف بوانا "أو أن نفعل ف أماوالنا ماا نشاء "‪.‬ن‬

‫ولك سسنم العل سسة فس س انتش سسار النظ سساما ال سساهلي ل تق سسف عن سسد ح سسد اماتص سساص الحس سساس‬
‫الطبيعي الركوز ف النفس البشرية بالرغبة ف النظاما ولكنها فس السإسساس‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن أسإسلوب يضمسمحنم‬
‫ب سسه الشسسيطان أن يك سسون ل سسه قيسسادةا الع سسال وزع سساماته ليسسسيطر ما سسنم خللا ه سسذهه القي سسادةا وتل سسك‬
‫الزعاماة على جيع الناس‪.‬ن‬

‫وانطلقت الاهلية ف الرحلة القائمحة لقاوماة الدعوةا ف اتاهات ماتعددةا‪.‬ن‬

‫وكانت الرب العالية هي رصيد السياسإة الاهلية عاليءا‪.‬ن‬

‫والسست نشسسأ عنهسسا أخطسسر هسسذهه التاهسسات وهسسو التسساه القسسانون تسست ماظلسسة الماسسم‬
‫التحدةا – اليئة الاهلية القانونية العالية‪.‬ن‬

‫وف إطار دسإتور الماسم التحسدةا الذهي أعطى حسق العضمسوية الدئمحسة فس ملسس أمانهسا‬
‫لدولا مدودةا وحق الفيتو ماع حق العضموية الدائم‪.‬ن‬

‫ماسسنم خللا هسسذها الوضسسع تسست التفاقيسسات والعاهسسدات وكسسان أخطرهسسا ماعاهسسدةا بيكسسر‬
‫السست تس س التفسساق فيهسسا عل سسى وضسسع العسسال ت سست وص سساية وماسسسئولية السسدولا الكسسافرةا السسسمحاةا‬
‫بالعظمحى‪.‬ن‬

‫ولكسسي يبقسسى للمححسسور القسسانون فسساعليته يسسبج أن تبقسسى آثسسار السسرب الثمانيسسة السست تثمسسل‬
‫رصسسيداء لقسسانون النظسساما العسسالي ول بسد أن تبقسسى السسرب نفسسسها فس إحسساس العسسال باعتبارهسسا‬
‫الصسسدر الفعلسسي لقسوةا القسسانون‪،‬ن وأولا عناصسسر هسسذها التسساه هسسو إيسساء السسرب ف س عقسسل العسسال‬
‫وضسسمحيه ماسسنم خللا الفلما والقصسسص‪.‬ن ولعسسل ماسسنم أبسسرز هسسذهه السإسساليبج هسسو البقسساء علسسى‬
‫ماسسساعد هتلسسر سإسسجيناء فس سإسسجنم تشسسرف عليسسه دولا السسرب النتصسرةا وتتنسساوب حراسإسسته دولسسة‬
‫كل ثلثة أشهر باعتبار هذها السجيم أطولا أثر واقعي للحرب‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬

‫)‪(92‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫‪ (4‬المحور النفسي‪:‬‬

‫ومانم أخطر الاور النفسية للسياسإة الاهلية‪ :‬هو اماتصساص رد الفعسل السإسلماي إذا‬
‫فعلت الاهلية ماا يقتضمي هذها الرد بيث يتبدد رد الفعل السإلماي بصورةا نفسية شسسعورية‬
‫غي عمحلية أو خطيةا ولعل أخطر الماثملة على ذلك‪:‬‬

‫حاث سإقوط اللفة السإلماية‪ :‬ذلك الدث الذهي كان قتلء لكل ماسلمحي العسسال‬
‫فكانت قصسائد شسوقي الت نعسى فيها سإسقوط اللفة فكسانت قصسائده بثمابسة السستأجرةا فس‬
‫الأت الت تسعد أهل اليت فيخفف هذها مانم وطأةا الفجيعة‪.‬ن‬

‫وكان مانصسبج )اللفة( الصسوفية السذهي تتسم بسه الدولسة وتعطية الصسفة الرسسية حيسث‬
‫ي سسرج )الليف سسة( فس س الول سسد النب سسوي الشس سريف يرك سسبج )الف سسرس( وحس سوله )الس سسيوف الش سسبج( و‬
‫)الرايات( فيخرج الليفة على جوع الشعبج التصوفة وهم يشسعرون أن هسذها )الليفسة( خيس‬
‫مانم مالء الرض مانم )الليفة( الذهي ذهبج‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬

‫ولكسسنم هسسذهه الدعسسة الكسسبى ل تستسسسيغها العقسسولا الواعيسسة فليكسسنم لسسؤلء ماسسا يمحسسد‬
‫ماشاعرهم ويهدئ مانم روعهم‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن فكان السمحاح بالمحعيات الدينية الت وضسسعت علسسى رأس‬
‫برنامهسسا )إعسسادةا اللفسسة( والسست أشسسعرت أصسسحاب هسسذهه العقسسولا الواعيسسة أن اللفسسة سإسستعود‬
‫ولكنها ماسألة وقت‪.‬ن‬

‫‪ (5‬المحور العسكري‪:‬‬

‫السسور العسسسكري التمحثمسسل فس التطسسور التكنولسسوجي فس التسسسليح إلس السسد القسسق ليسسأس‬
‫جيع البشر ف الواكبة ليستمحر التطور حت يصل إل ماا يطلق عليه حرب الفضمساء لتصسبح‬
‫الرض ماوقعس ساء تس س النتهسساء مانسسه ثس س حسسرب الكس سواكبج السست ل تثمسسل فيهسسا الرض إل كوكبس ساء‬
‫صغيءا‪.‬ن فتتضماعف ماشاعر السيطرةا ماسسنم جسسانبج السسدولا العظمحسسى وماشسساعر اليسسأس ماسسنم جسانبج‬
‫الدولا الخرى‪.‬ن‬

‫تامااء ماثملمحا سإيشعر يأجوج وماسأجوج بغلبهسم لهسل الرض فقسالوا‪ :‬الن نسارب أهسل‬
‫السمحاء؛ فوجهوا لا حرابم فنزلت فتنة لم مضمبة بالدمااء‪.124‬ن‬

‫ولكنم‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬

‫‪ 124‬روى ابنم مااجسسة هسذها السديث فس الفتسس‪،‬ن بساب‪ :‬فتنسسة السدجالا وخسسروج عيسسى وخسروج يسأجوج وماسسأجوج )‬
‫‪/2/364‬ح ‪.(4080‬ن‬

‫)‪(93‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫تت كل هذهه التاكمحات الصخرية والطبقات الاهليسسة اللسسدةا يكسسون غليسسان اليسسان‬
‫ويفتح الفهم السإلماي الصحيح فوهة البكان‪.‬ن‬

‫ماهمحا كان الوضع‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن وماهمحا كانت السؤامارةا‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن سإسسيفتت البكسسان السإسسلماي تراكمحسسات‬
‫السياسإة الاهلية العالية‪.‬ن‬

‫ال أكب‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن ال أكب‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن ال أكب‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬

‫قالا رسإولا ال صلى ال عليه وسإلم ف أشد لظات الشقة؛ ف الندق‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن عنسسدماا‬
‫اجتمحعسست الحسزاب فكسسان السسسلم ل يسسأمانم أن يسسرج ليقضمسسي حسساجته‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن ووقسسف حجسسر أماسساما‬
‫الصحابة وعجزوا عنم تطيمحه حت الندق فيه الحجار ولكنم رسإسسولا الس صسسلى الس عليسسه‬
‫وسإلم يأخذه ماعولء ويضمرب الجر ضربة؛ ويرى ف غبار حجر الندق ثلث صور‪:‬‬

‫الصورةا الول‪ :‬مادائنم الفرس‪.‬ن‬

‫الصورةا الثمانية‪ :‬قصور الروما‪.‬ن‬

‫الصورةا الثمالثمة‪ :‬اليمحنم‪.125‬ن‬

‫اختلطت الدولا العظمحى بغبار حجر الندق‪.‬ن‬

‫وتبدد الوهم‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن وهم الدولا العظمحى‪.‬ن الت تولت إل مرد صور‪.‬ن‬

‫وفتحت الفرس‪،‬ن وفتحت الروما‪،‬ن وفتحت اليمحنم‪.‬ن‬

‫إن عاليسسة السسدعوةا عقيسسدةا أرسإسساها رسإسسولا الس صسسلى الس عليسسه وسإسسلم كمحسسا صسسنع نسسوح‬
‫سإسسفينة فسسوق الرماسسالا‪،‬ن وسإسسخر الق سوما ماسسنم رسإسسولا ال س كمحسسا سإسسخروا ماسسنم نسسوح وقسسالوا‪ :‬ل يسسأمانم‬
‫أحدنا أن يقضمي حاجته ويعدنا بقصور الروما ومادائنم كسرى! ‪.126‬ن ول يدر الساخرون أن‬
‫الطوفان آت ليعم الرض عقيدةا سإهلة نرى الرض فيها تنزوي لرسإولا ال صلى ال عليه‬
‫وسإسسلم فيى فتوحسساته القسسدرةا لسسه ماسسنم عنسسد السس‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن قسسدر سإسسهل " إنسسا أماسسره إذا أراد شسسيئاء أن‬
‫يقولا له كنم فيكون "‪.‬ن‬

‫‪ 125‬روى هسسذها السسديث السسبيهقي ف س السسدلئل )‪ (3/421‬عسسنم ال سباء بسسنم عسسازب‪،‬ن والسسديث عنسسد النسسسائي ف س‬
‫الكبى‪.‬ن‬
‫‪ 126‬انظر ماا سإبق‪.‬ن‬

‫)‪(94‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫سا‬
‫خاما ل‬
‫نموذج للصراع السياسي بين السلم والجاهلية‬
‫)ماصر‪ 1965 :‬م ‪ 1981 -‬م(‬
‫ولكنم قبل طرح نوذج الصراع؛ " ماصر ‪." 1981 - 1965‬ن‬

‫نيبج على تساؤلا قد يتبادر إل الذههنم‪ :‬لاذا ماصر‪،‬ن ولاذا هذهه الفتةا؟‬

‫وللجابة على هذها التساؤلا ثلثة جوانبج‪:‬‬

‫الولا‪ :‬إن الس سسذهينم يعيشس سسون التجربس سسة أو يشس سساركون فيهس سسا‪،‬ن هس سسم الس سسذهينم يقس سسدماونا‪،‬ن ول‬
‫يقدماها عنهم غيهم‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن ول يتجاوزون هم أيضماء حدود تربتهم‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬

‫إن الكتابة عنم تسارب الخريسسنم تسسهم فس إحسسداث طمحسس وإهسدار للتجربسسة فس كسل‬
‫ماوقع مانم ماواقعها‪،‬ن وكل فتةا مانم فتاتا‪.‬ن هذهه قاعدةا سإياسإية هاماة‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬

‫الثمسسان‪ :‬لن الركسسة السإسسلماية ف س ماصسسر اكتسسسبت صسسفة الق سوةا السياسإسسية خللا هسسذهه‬
‫الفتةا حت نايتها ما يعل لحداث هذهه الفتةا وهذها الواقع فرصة قيمحة لدراسإة دقيقة يتم‬
‫مانم خللا تليل هذهه الحداث الت انتقلت بالركة لذهه الرحلة‪،‬ن وحققت لا صفة الق سوةا‬
‫السياسإية‪.‬ن‬

‫الثمسسالث‪ :‬أن وصسسولا الركسسة السإسسلماية ف س ماصسسر إلس س هسسذها الرحلسسة كسسان تسست وطسسأةا‬
‫أكب ضغط جاهلي‪.‬ن‬

‫)‪(95‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫وذل سسك لن النظس سرةا الاهلي سسة العالي سسة لكان سسة ماص سسر عل سسى أن سسا مافت سساح النطق سسة العربي سسة‬
‫والشسسرق الوسإسسط جعلهسسا تلقسسي بكسسل ثقلهسسا المانس والعلماسي والسياسإسي والعسسكري لاربسسة‬
‫الركة السإلماية ف ماصر‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬

‫ما يعل مافاتيح الركة ف ماصر نتائج عيارية للعلقة بيم السإلما والاهلية ف س أي‬
‫ماوقع مانم العال‪.‬ن‬

‫وهسسذهه ال سوانبج الثملثسسة هسسي بثمابسسة القدماسسة للجابسسة السإاسإسسية عسسنم التسسساؤلا‪ " :‬لسساذا‬
‫ماصر‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن ولاذا ف هذهه الفتةا " وهي أن الركة السإلماية ف ماصر تربة مانهجية كامالة‪.‬ن‬

‫وإن سإسسبقها ماسسنم حيسسث النتائسسج العمحليسسة والسياسإسسية تسسارب إسإسسلماية أخسسرى فس ماواقسسع‬
‫أخرى قد تكون قريبة مانم بلوغا غايتها ومانتهاها‪.‬ن‬

‫وذلك لن الركة السإلماية ف ماصر مانسذه بدايسة الخسوان السسلمحيم والعمحسل الفسدائي‬
‫فس القنسساةا وحسسرب اليهسسود حسست النصسسة تقسسدما أسإاسإسسياته كحقسسائق ماطلقسسة يكسسنم تريسسدها ماسسنم‬
‫ظروفها ومالبساتا الاصة لتحقق وعياء سإياسإياء على ماسستوى الركسة السإسسلماية العاليسسة فس‬
‫كل ماواقعها‪.‬ن‬

‫ويسنم أن نذهكر ابتدءان هذهه السإاسإيات بتتيبها الصحيح الذهي يثمسسل فس أي تربسسة‬
‫خطاء صحيحاء لتطور العلقة بيم الفكر والركة وهذهه السإاسإسسيات هسسي‪ :‬العقيديسة‪.‬ن الركيسة‪.‬ن‬
‫الشرعية‪.‬ن القدرية‪.‬ن‬

‫السياسإية بأبعادها الذهكورةا ف الكتاب‪.‬ن‬

‫ولكسسنم الماانسسة تقتضمسسي القسسولا بسسأن ظهسسور هسسذهه السإاسإسسيات فس الواقسسع لس يكسسنم بسسذها‬
‫التتيبج النظري الصحيح‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬

‫حيث برزت دعوةا الخوان مانم خللا‪ :‬السإاسإية الركية‪.‬ن‬

‫فقدمات نوذجاء ل ماثميل له ف البناء التنظيمحي للجمحاعة‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬

‫ونساذج ل يعلسى عليهسا فس أسإساليبج الركسة الست أظهسرت علسى ضسفاف القنساةا مانهج اء‬
‫حركياء تارييءا‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن ف حرب النليز‪.‬ن‬

‫وقدرات تكتيكية عسكرية هائلة ف حرب اليهود‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬

‫)‪(96‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫ول يكنم الواقع يسمحح بلف عقيدي حولا العدو حيث أن كفسسر النليسسز واليهسسود‬
‫كان أسإاس الندفاع العسكري تقيق نو الواجهة‪.‬ن‬

‫ولكسسنم قيسساما الركسسة البيثمسسة للضمسسباط عسساما ‪ 1952‬أنشسسأ ضسسرورةا الكسسم علسسى العسسدو‬
‫الديد‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن لينشأ ماعها السإاسإية العقيدية الت اكتمحلت ف كتابات السإتاذ سإيد قطبج‪.‬ن‬

‫ولكننسسا نعسستف أن إنشسساء السإاسإسسية العقيديسسة كسسان علسسى حسسساب السسستوى الركسسي‬
‫للدعوةا‪.‬ن بعد توقف الركة بسببج اللف والسجون‪.‬ن‬

‫لتب سسدأ ال سسدعوةا بع سسد تس سوافر السإاسإ سسية العقيدي سسة بس سبةا حركي سسة ض سسعيفة تثمل سست فس س ع سسدةا‬
‫مسساولت لس تسسدخل مانهسسا فس حيسسز التنفيسسذه سإسسوى ماولسسة الفنيسسة العسسسكرية‪،‬ن وبفكسرةا خداعيسسة‬
‫غي قائمحة على الواجهة العسكرية الفعلية‪.‬ن‬

‫وذلسسك بعسسد انقطسساع الصسسلة العمحليسسة بيم س أصسسحاب السسستوى الولا ف س الركسسة بسسسببج‬
‫سإجنهم وأصحاب الاولت الخيةا الذهينم بدأوا ببتم وإماكانياتم الذهاتية‪.‬ن‬

‫كمحا نعتف أن البداية الديدةا للسإاسإية الركية بسبةا البتسدئيم وإماكانياتم الذهاتية‬
‫أظهرت خطاء حركياء عظيمحءا‪.‬ن‬

‫وهسسو الرتكسساب علسسى السبةا الشخصسسية والسسذهكاء العقلسسي والفكسسر البوليسسسي؛ حسست بلسسغ‬
‫المار أن تكون كل ماراجع الركة أجنبية ماثمل كتابات حرب العصابات‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬

‫وتارب الكفاح السلح الت ل تت إل السإلما بصلة‪.‬ن‬

‫المار الذهي نشأت به السإاسإية الثمالثمة وهسي السإاسإسية الشسرعية الداعية إلس اللستزاما‬
‫بالسسدليل الشسسرعي فس كسسل ماراحسسل السسدعوةا‪،‬ن وضسسرورةا أن يكسسون لصسسحاب السسدعوةا سإسسلف فس‬
‫كل ماوقف أو تصرف‪.‬ن‬

‫والهتمحاما بالعلم الذهي يتوافر به الدلة حت ل تكون دعوةا داعية إل إقاماسسة التمحسسع‬
‫السلم وهي تفتقد شرعية حركتها وسإلفية مانهجها‪.‬ن‬

‫وهسسي أسإاسإسسية جوهريسسة أسإسسهمحت بصسسورةا طيبسسة فس تأصسسيل السسدعوةا ماسسنم حيسسث قضمسسيتها‬
‫وأسإلوب جع الناس حولا‪.‬ن‬

‫)‪(97‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫ورغ سسم أن ه سسذها التأص سسيل ق سسد تس س ما سسنم خللا السإاسإ سسية العقيدي سسة؛ فك سسان لص سسحاب‬
‫سإسسلفية السسدعوةا فضمسسل تثمسسبيت هسسذها التأصسسيل الشسسرعي ف س الواقسسع‪.‬ن بسسسببج تواجسسدهم ف س هسسذها‬
‫الواقع بصورةا واسإعة‪.‬ن‬

‫وأخيءا؛ وننم نواصل تليل أسإاسإيات النهج الكامال مانم حيسسث الواقسسع يفيسسد النتبسساه‬
‫إل هذهه القيقة وهي أن الطأ والصواب كان احتمحالء قائمحاء على جيسسع ماسسنم حساولا إبسراز‬
‫أسإاسإية مانم هذهه السإاسإيات إل الواقع‪.‬ن‬

‫ولكنم قياما الحتمحالا ل يلغي فضمل الاولة‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬

‫وهذها ماا كان واضسحاء فس إبسراز السإاسإية القدريسة بصسورةا كبيةا؛ وذلسك لن الفشل‬
‫التلحسسق لتجسسارب السسدعوةا فس ماصسسر جعسسل أصسسحاب السسدعوةا يبحثمسسون عسسنم علسسة هسسذها الفشسسل‬
‫فكانت أهم ماولة للبحث هي التاه القائل بسأن السدعوةا لسا أسإسباب وسإسسننم يسبج ارتبسساط‬
‫مانهج الركة با‪.‬ن كمحا يبج ارتباط مانهج الركة بأحاديث آخر الزماان وعلماات الساعة‪.‬ن‬

‫وقسسد كسسانت الاولسسة خاطئسسة؛ لنسسا لس س تقسسق الرتبسساط مانهسسج الركسسة والسسسننم الثمابتسسة‬
‫وأحسساديث آخسسر الزماسسان وعلماسسات السسساعة‪.‬ن ولكسسنم فضمسسل إبس سراز هسسذهه السإاسإسسية لس س يسسذههبج‬
‫ماعها‪.‬ن‬

‫حيث التقط آخرون هذها التوجه الركي ليعالوا أخطاء الاولة‪.‬ن‬

‫ويددوا التصور القدري الصحيح لنهج الركة‪.‬ن‬

‫وما سسا أن بلغ سست السسدعوةا هسسذهه الرحلسسة النهجيسسة الائلسسة والسست تس سوافرت واسإ سستقرت فيهسسا‬
‫السإاسإسسية العقيديسسة والركيسسة والشسسرعية والقدريسسة حسست انطلقسست بكسسل قوتسسا وبكسسل اسإستعدادها‬
‫للبس سسذهلا والتضمس سسحية؛ حيس سسث تس سساوزت ال سسدعوةا رحلس سسة الس سسدلا وغمحس سسوض السس سسبيل وقصس سسر الرؤيس سسة‬
‫الصس سسحيحة للعمحس سسل؛ الما سسر ال سسذهي تطل سسبج إبس سراز السإاسإ سسية السياسإ سسية لتحقيس سسق ض سسبط القس سوةا‬
‫وتسسوجيه السإسستعداد؛ ليتحقسسق أكسسب قسسدر ما سسنم اله سسداف بأق سسل قسسدر ماسسنم التضم سسحية حسست ل‬
‫تتجاوز التضمحيات حت ل تتجاوز التضمحيات البذهولة حجم الهداف الققة‪.‬ن‬

‫وبعد القدماة‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن يبدأ التحليل‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬

‫ابتداء مانم الضمانة الت كان أشهر شعاراتا‪ " :‬يا رب احفظ بابا جالا "‬

‫وماروراء بالرحلة البتدائية ذات الناهج الشسسحونة بالفكسسار الشستاكية وشسسخص عبسسد‬
‫الناصر‪.‬ن‬

‫)‪(98‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫والرحلة التوسإطة الت تتواصل فيها الناهج الشحونة وتكون فيه الرحلت الجبارية‬
‫إل س ال سرما والسسسد العسسال؛ لربسسط الشسسباب تاريي ساء بالفراعنسسة بنسساةا ال سرما وحاض سراء بسسالزعيم بسسان‬
‫السد‪.‬ن‬

‫وانته سساءء بالاماع سسات ال سست فرغ سست فيه سسا قاع سسات الاضس سرات بع سسد توزي سسع الطلب سسة عل سسى‬
‫الرحلت والؤترات والعسكرات وماسيات التأييد والبيعة مادى الياةا للزعيم اللهم‪.‬ن‬

‫وفس س س هس سسذها الس سسوقت كس سسان الشس سسباب الس س سواظبج علس سسى الفرائس سسض يبحثمس سسون لس سسه عس سسنم راق‬
‫يتهاماسون حوله‪ :‬هل به ماس؟‬

‫كانت صلةا الفجر سإيرا‪.‬ن‬

‫كان يكفي لينفض أي تمحع أن تاولا شرح آية‪ " :‬ومانم ل يكم با أنزلا ال "‪.‬ن‬

‫كان الناس يشيون إل أحد البيوت قائليم‪ :‬البيت ده فيه واحد مانم الخوان‪.‬ن‬

‫كان جيع الكتاب والفكرينم والصحفييم مالزمايم بالجوما على الخوان‪.‬ن‬

‫كانت الباعة والعبقرية تقاس بستوى هذها الجوما الفروض‪.‬ن‬

‫كانت المحعيات الدينية جيعها وبل اسإتثمناء وبكسسل توجهاتسسا تتمحسسع وتتفسق وتنطلسق‬
‫عندماا تكون الهمحة هي السإتنكار وبشدةا على الخوان أو أي عمحل مانم أعمحالم‪.‬ن‬

‫ومانم هذها الواقع كان التحولا‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬

‫وكان هذها التحولا مانم الرحلة الشتاكية إل السإلما ف ماصر‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬

‫ه سسو فس س حقيقت سسه آي سسة ما سسنم آي سسات الس س سإ سسبحانه وتع سسال وي سسبج أ‪،‬ن تك سسون دراسإ سسة آي سسة‬
‫التحولا هي الدرس الولا ف تاريخ الركة القائمحة‪.‬ن‬

‫لقس سسد نشس سسأت الركس سسة السإس سسلماية ماس سسنم خللا ممحوعس سسة ماس سسنم الشس سسباب ل يلكس سسون أي‬
‫خبةا‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن أي إماكانية‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن أي تأييد‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن أي تصور‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن إل قضمية الاكمحية تفسي آية " ومانم لس‬
‫يكم با أنزلا ال فأولئك هم الكافرون "‪.‬ن‬

‫ف متمحع‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬

‫)‪(99‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫يلسسك أيسسد يولسسوجيته الش ستاكية التمحكنسسة السست جعلسست السإسستاذ السساماعي اللحسسد هسسو‬
‫القدوةا والنمحوذج الجتمحاعي‪.‬ن‬

‫أيديولوجية ماتمحكنة فرخت كوادر ماغسولة الخ تت ماظلة الدراسإات السياسإية الت‬
‫أنشسسئت لسسا خصيص ساء كليسسة أو ماغسسسلة القتصسساد والعل سوما السياسإسسية السست ل يلتحسسق بسسا إل‬
‫أص سسحاب أعل سسى درج سسات الثمانوي سسة العاما سسة لدراسإ سسة أع سسداء الثم سسورةا‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن الخس سوان‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن ما سسنم خللا‬
‫الناهج ورسإائل الاجستي والدكتوراه‪.‬ن‬

‫متمحسسع‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن لسسه زعيمحسسه‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن السسذهي اجتمحعسست فيسسه كسسل خصسسائص الزعاماسسة القومايسسة‪،‬ن صسسوت‬
‫وصورةا مانم يؤيده عاليءا‪ :‬الكتلة الشرقية‪،‬ن ودولا عدما النياز علنءا‪،‬ن وأماريكا والغرب سإرءا‪.‬ن‬

‫متمحع‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن له شعبه الذهي كانت تتعلم فيه الجيالا النطق على حروف كلمحسسة جسسالا‬
‫ماروراء بكل الواهبج الشعبية‪،‬ن وعلى رأسإهم الذهي ترك له ماصر أماانة ف يده‪.127‬ن‬

‫والسسذهي بلسسغ أن جعسسل لعيسسد الثمسسورةا صسسلةا‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن " فس صسسلةا العيسسد‪ :‬عيسسد الثمسسورةا بناجيسسك‬
‫يارب "‪.‬ن‬

‫له زعيمحه الذهي أعلنم قرار ضرب سإوريا بعسسد حركسة النفصسسالا وإنسساء الوحسسدةا فصسسفق‬
‫الناس تصفيقاء حاداء مالتهبءا‪.‬ن‬

‫ثس س ق سسرر عس سسدما ضس سسرب سإ سسوريا لن ال سسدما العربس س ليس سسفك بي سسد عربي سسة فصس سسفق الن سساس‬
‫تصفيقاء حاداء مالتهبءا‪.‬ن‬

‫التصفيق على التناقض‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن التصفيق على أي شيء‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن التصفيق فحسبج‪.‬ن‬

‫لقد كان العال وراء عبد الناصر ف حرب السإلما‪:‬‬

‫‪ (1‬لقد أعلنم عبد الناصر عنم ضبط تنظيم ‪ 65‬وهو ف التاد السوفييت‪.‬ن‬

‫قائلء بافتخار‪ :‬لقد اعتقلنا ‪ 18‬ألف ف ليلة واحدةا " وهذها هو الشرق "‪.‬ن‬

‫‪ (2‬سإسسافر الشسسي عبسسد الكيسسم عسسامار للتفسساق أو للمحوافقسسة علسسى أكسسب صسسفقة سإسسلح‬
‫فرنسية لصر بعد أحداث التعذهيبج الت تت ف السجنم الرب‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن " وهذها هو الغرب "‪.‬ن‬

‫‪ 127‬كمحا ف أغنية عبد الليم حافظ‪ :‬سإيبنا ف إيدك ماصر أماانة‪.‬ن‬

‫)‪(100‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫حت يذهكرنا مانظره القبيح بقبح شجرةا الاهلية )ذات أنواط(‪.128‬ن‬

‫وداخل اللة الرجسسل القيقسسي فعلء الفكسر القسدوةا السبيبج مال القلسسبج والعيمس " سإسيد‬
‫قطسسبج " جالسساء وحسسده فس سإسساحة السسسجنم‪.‬ن وبسسذهلك يقولسسون‪ :‬هسسذهه هسسي الصسسفقة وجسساء دور‬
‫الثممحنم‪.‬ن‬

‫متمحع له تنظيمحه الداخلي " التاد الشتاكي العرب " على رأسإسه لنسة ماركزيسة كسل‬
‫عضمو مانم أعضمائها كتلة لمحية حاقدةا على السإلما‪.‬ن‬

‫تنظيسسم ك سرأس الخطبسسوط السساث بسسسده فسسوق قلسسبج ماصسسر يعسسد النبسسض وتتسسد أطرافسسه‬
‫فوق كل أطرافها لينقل الركة والمحس فل عزبة ول كفسسر ول نسسع ول قريسسة إل وتسسرى فيهسسا‬
‫لفتة الشؤما‪ :‬التاد الشتاكي العرب‪.‬ن‬

‫جإهاز إعلماي‪...‬‬

‫أقنسسع الشسسعبج بنصسسر ‪ 1956‬بعسسد ضسسياع شس سرما الشسسيخ وغيهسسا ماسسنم أرض ماصسسر فس س‬
‫العركة ث رتبج الحتفسالت بعيسد النصسر ماسنم تاريسخ ضسياع الرض أجسازةا قومايسة تعطل فيها‬
‫الصال "اليئات الكوماية والدارس"‪.‬ن‬

‫جهاز إعلماي‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬

‫أقنع الشعبج بأن العرب سإيشربون القهوةا ف تل أبيبج ف الوقت الذهي كان النود‬
‫يرون بلبسهم الداخلية فراءرا مانم مر ماتل‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬

‫جهاز إعلماي‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬

‫ابتداءء مانم الراجوز وانتهاءء بالسرح القوماي وماهرجانات السينمحا‪.‬ن‬

‫ابتداءء مانم النولست‪.129‬ن‪.‬ن‪.‬ن وانتهسساءء بسأرقى القصسسائد الست جعلسست السسسد ماعجسزةا عبسسد‬
‫الناصر‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن ماعجزةا ليس لا أنبياء‪.130‬ن‬

‫‪ 128‬وكانت صورةا الغلف لحسدى اللت اللونسة هسي صسورةا الشسي عبسد الكيسم عسامار اللونسة أحسر وأصسفر‬
‫والنياشيم العلقة وأنواط النصر والواجبج والشجاعة‪.‬ن‬
‫‪ 129‬على أنغاما السمحسمحية‪ :‬إذا قابلت الرهاب‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن فاضربه يا سإيدي بالقبقاب‪.‬ن )سإيد اللح – ‪.(1969‬ن‬
‫‪ 130‬ماعجزةا ماا لا مانم أنبياء‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن أدورةا أرض بغي فضماء؟!‬

‫)‪(101‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫ثس س إثبسسات النبس سوةا لصسساحبج العجس سزةا السست ليسسس لسسا أنبيسساء علسسى لسسسان القبيسسح قبسسان‪،‬ن‬
‫حيث قالا ف عزاء جالا بعد أن نفق‪ :‬قتلناك يا آخر النبياء‪.‬ن‬

‫نحن النآ في ماصر سنة ‪:1965‬‬

‫‪ -‬شباب صغي السنم يأخذه على عاتقه الدعوةا إل ال‪.‬ن‬

‫‪ -‬نشسسأت هسسذهه الفكس سرةا عنسسده دون أن يكسسون لسسه نسساذج يقتسسدي بسسا‪،‬ن وإخس سوةا كبسسار‬
‫ينصحونه‪.‬ن‬

‫كان اتاه الكم الناصري نو الخوان أو بقايا الخوان ف السجون‪.‬ن‬

‫كسسانوا ل يتصسسورون أنسسه ماسسنم المحكسسنم أن يكسسون هنسساك دعسوةا إل ماسسنم خللا الخسوان‪،‬ن‬
‫والخوان ف السجنم‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن انتهت الشكلة‪.‬ن‬

‫‪ -‬عدما رغبة صلح نصسر فس التعاماسل ماسع الحسداث الست كسانت بعسد القضمساء علسى‬
‫الخسوان بشسيء ماسنم الهتمحسساما وعسدما الرغبسة فس تصسعيدها إلس رجسسالا السسلطة بعسسد إعطسائهم‬
‫تقريءرا بأناء الشكلة بعد ماذهابح الخوان‪.‬ن‬

‫كمحسسا أن ارتكسساز السسدعوةا ف س البدايسسة علسسى أفكسسار بعيسسدةا عسسنم فك سرةا الوصسسولا للسسسلطة‬
‫أحدث نوءعا مانم السإتهانة بالدعوةا‪.‬ن‬

‫حيسسث بسسدأت السسدعوةا بالهتمحسساما بأحكسساما السسدي الظسساهر )اللحيسسة – الجسساب( ماسسنم‬
‫ناحية‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن ومانم ناحية أخرى ظهرت فكرةا العزلة والجرةا‪،‬ن وكلها أفكار بعيدةا عنم الواجهة‪.‬ن‬

‫كمح سسا أن سسه لس س يك سسنم هن سساك أجهس سزةا أماني سسة تابع سسة للداخلي سسة بعنس س الكلمحسسة‪،‬ن بسسل ك سسانت‬
‫ماكسساتبج ماهمحلسسة تابعسسة للقسسساما‪،‬ن وقسسد كسسانت الخسسابرات العاماسسة هسسي الكلفسسة فعلء بواجهسسة‬
‫الدعوةا السإلماية‪.‬ن‬

‫مسسا جعسسل هسسذها الهسساز بعسسد أحسسداث ‪ 15‬ماسسايو ‪ 1971‬فرصسسة أمانيسسة هائلسسة للحركسسة‪،‬ن‬
‫حيث كانت أمانم الدولة أجهزةا بسيطة ل قيمحة لا‪.‬ن‬

‫التحليل‪ :‬الدعوةا قضمية فطرية وليست قضمية تلقيم‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬

‫الغباء غي الطبيعي مانم جانبج الكم الناصري‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬

‫قدر ال الغالبج على أماره‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬

‫)‪(102‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫صغر سإنم الشباب خفف مانم التكيز المان عليهم‪.‬ن‬

‫صس سسغر سإس سسنم الش سسباب جعلس سسه ماتحمحسس ساء وخصوصس ساء أنس سسه لس س يقس سساس ماس سسنم أهس سوالا الفس ستةا‬
‫الناصرية‪.‬ن‬

‫الرغبة الامة ف القضماء على الكم الناصري كرد فعل نفسي لهوالا الناصرية‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬

‫وكرد فعل للخوف مانم تكرار هذهه الهوالا ماعهم‪.‬ن‬

‫النكسة‪:‬‬

‫هزيسة ‪ :67‬التخفيسف ماسنم وطسأه القهسر الناصسري للشسعبج الذهي حقسق للسدعوةا فرصسة‬
‫حركية أوسإع بيم الناس‪.‬ن‬

‫‪ -‬اسإسستغللا الشسسيوعييم للمحوقسسف وماولسسة القضمسساء علسسى حكسسم عبسسد الناصسسر – هسسذها‬
‫السإتغللا الشيوعييم الذهي حقق فرصة أكب للحركسة السإسسلماية كمحواجهسة للمحسد الشسيوعي‬
‫الطي ف ماصر‪.‬ن‬

‫هزيسسة ‪ :67‬أسإسسقطت التسساه الش ستاكي وألسسأت النسساس إل س ربسسا حسست ينصسسرها ال س‬
‫وحدوث ماوجة تدينم طبيعية‪.‬ن‬

‫وماات جالا‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬

‫وتول السادات الذهي اضطر إل رفع شسسعار العلسسم واليسسان لواجهسسة الطسسر الشسيوعي‬
‫ول تسزالا حركسة الشسباب صسسغي السسسنم مهولسة لسدى الماسسنم – ويقسرر السسادات إعطساء فرصسسة‬
‫للتاه السإلماي كمحواجهة للشيوعية ولكنه كان يظنم أنه سإينشسئ الرغبسة فس التحسولا إلس‬
‫التسساه السإسسلماي ماسسنم أسإاسإسسها كتصسسرف سإياسإسسي وهسسو ل يسسدري أن هنسساك ماسسنم سإسسيلتقط‬
‫فرصة وجوده الغالية‪.‬ن‬

‫إن نكسسسة ‪ 67‬دليسسل قسساطع علسسى أن العسسال ل يسسسي وفسسق خطسسة مكمحسسة ل يطسسئ‬
‫أصحابا‪.‬ن‬

‫لنسسه لسسو كسسان الماسسر كسسذهلك لسسا كسسانت نكسسسة ‪ 67‬أصسلء ولسسو علسسى القسسل فس هسسذها‬
‫التوقيت‪.‬ن‬

‫)‪(103‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫لن هذها التوقيت ل تت فيه جذهور الصالة السإلماية بعد‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬

‫حت جاءت النكسة لتتحولا أرض ماصر إل تربة خصبة وماناسإسبة ل ماتسداد وارتفساع‬
‫هذهه الذهور‪.‬ن‬

‫ماقتل سيد قطب‪:‬‬

‫مانم أبرز حقائق السإلما‪ :‬حقيقة الشهادةا‪.‬ن‬

‫وفهم هذها الدينم‪ :‬هو تقيق ماقتضمياته وحقائقه‪.‬ن‬

‫وماقتضمس س سسى حقيقس س سسة الشس س سسهادةا‪ :‬الخلص والس س سستزاما الس س سسق‪،‬ن ويمحعهس س سسا فس س س السإس س سسلما‪" :‬‬
‫السإتعداد للمحوت ف سإبيل ال "‪.‬ن‬

‫لن هسسذها السإسستعداد يسسستحيل حسسدوثه فس س الواقسسع إل بسسالخلص والطاعسسة‪،‬ن ويصسسبح‬


‫السإتعداد للمحوت أقوى أدلة الق ف واقع صاحبج هذها السإتعداد‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬

‫ومانم هنا جاء ماعن الشهادةا‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬

‫إن صسساحبج هسسذها السإسستعداد بسسذهاته أقسسوى دليسسل علسسى السسق‪،‬ن وتصسسبح هسسذهه الشسسهادةا‬
‫أقوى أسإباب الفهم السإلماي على الطلق؛ لن الفهم بالدليل‪،‬ن والشهيد أقوى درجسسات‬
‫هذها الدليل‪.‬ن‬

‫وهذها ماشرك يقتل ماساءماا فيقولا السلم وهو ميقتسسل‪ :‬الس أكسسب‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن فسسزت ورب الكعبسسة‪.‬ن‬
‫فيسلم الشرك‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن بعد أن تلقى مانم السلم الشهيد الدرس الخي‪.‬ن‬

‫وها هم فتية الدعوةا الوائل يقرأون الظللا قبل قتل سإسيد قطسبج‪،‬ن ويسرون عليسه دون‬
‫أن يعيوه أي انتباه‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن ثس يقتسل سإيد قطسبج؛ فيجعسون إليسه ويعكفسون عليسه‪،‬ن ويتحقسق أكسب‬
‫نطسساق ماسسنم الفهسسم السإسسلماي الصسسحيح فس الزماسسنم القريسسبج‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن ويسسدما السسدعوةا دمماسسه قبسسل قلمحسسه‪،‬ن‬
‫وباختصسسار شسسديد‪ :‬فسسإن كتابسسات سإسسيد قطسسبج هسسي أولا الكتابسسات الديثمسسة السست تنطبسسق فيهسسا‬
‫الشروط الصحيحة لكتابات الركة السإلماية‪.‬ن‬

‫فكان التواجد السريع للحركة السإلماية مانم العناصر الت تتقبج فرصتها‪.‬ن‬

‫المار الذهي ل يتوقعه أحد وبأقصى درجات الفهم الصسسحيح السسأخوذةا عسسنم كتابسسات‬
‫سإيد قطبج بصفة أسإاسإية‪.‬ن‬

‫)‪(104‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫كسسل هسسذهه العواماسسل سإساعدت علسسى إنشسساء الركسة السإسسلماية لتمحثمسل خسسط الواقسسع السذهي‬
‫هيأه ال للدعوةا ث يأت خط التطور الطبيعي للحركة ذاتا‪.‬ن‬

‫بسسدأت ممحوعسسات الشسسباب تنطلسسق إلس السسدعوةا ماسسنم مانطلقسسات متلفسسة حيسسث لس يكسسنم‬
‫هناك واقع قائم للدعوةا يكنم النسج على مانواله أو السي على مانهجه‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬

‫وكانت المنطلقات التي انطلقت مانها الدعوة ماحددة‪:‬‬

‫مانطلق الجهاد‪:‬‬

‫وأصسسحاب هسسذها النطلسسق كسسانوا يعتسسبون أنفسسسهم اماتسسداءدا طبيعيسسا لتنظيسسم سإسسيد قطسسبج‪،‬ن‬
‫حيث كانت القضمية هي ماولة قلبج نظاما الكم‪،‬ن وكسسان التسسأثي الفكسسري لسسسيد قطسسبج قسد‬
‫بلغ ماداه‪،‬ن فكانت الصلة هي التجمحع على مافهوما الهاد بعد أن تعامال العلما الصسسري‬
‫ماس سسع أحس سسداث تنظيس سسم ثس سسورةا ‪ 1965‬علس سسى أن الهس سساد هس سسو السإس سسلوب الس سسذهي انتظمحس سست بس سسه‬
‫الحداث‪.‬ن‬

‫مانطلق العزلة‪:‬‬

‫وأصحاب هذها النطلق كانوا منم ارتكز مافهوما الرفسض للجاهليسة فس أذهسانم‪،‬ن وكسسان‬
‫السس سسعي إلس س ماوقس سسف الرفس سسض ماتمحثملء فس س العزلس سسة ماوقءفس سسا نفسس سييا تس س صس سسياغته بصس سسورةا مانهجيس سسة‬
‫ماناسإبة‪.‬ن‬

‫مانطلق السلفية‪:‬‬

‫وأصحاب هسذها النطلسق جاؤوا كسرد فعسل لعسدما النضمسباط الشسرعي فس مانهسج الدعوةا‬
‫وتسساوز الجتهسساد العقلسسي لسسدوده ف س واقسسع السسدعوةا إل س درجسسة أن تكسسون الصسسلة بيم س الركسسة‬
‫والشرع ليست إل فس النتسساب والنتمحساء والسدف‪،‬ن أماسا الواقسع والسإسلوب فكسان اجتهاد يسا‬
‫عقلييا بءتا‪،‬ن ما أوجد التوجيه السلفي كمحواجهة لذهه الظاهرةا‪.‬ن‬

‫ثس كسسان خسسروج الخسوان ماسسنم السسسجون ليتكسسون مانطلسسق جديسسد وهسسو المحارسإسسة الزبيسسة‬
‫والنيابية والمحاعات السإلماية ف الاماعة والعودةا إل السإاليبج التارخية الثمابتة للجمحاعة‪.‬ن‬

‫)‪(105‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫وكسسان تطسسور الركسسة علسسى ماسسستوى ممحسسوع هسسذهه النطلقسسات الختلفسسة ماتمحثملء ف س غيبسسة‬
‫فكسرةا الهسساد والعزلسسة عسسنم واقسسع السسدعوةا ومانهجهسسا غيس أن السساور السسسابقة السإاسإسسية للحركسسة‬
‫تثملت بصفة أسإاسإية ف الهاد والخوان والسلفية‪.‬ن‬

‫فكرةا الهاد‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن أعداد ماعدودةا مانم الفراد يتبنونا ويقولا لسانم با‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬

‫ل يتجاوزون مارحلة الكلما‪.‬ن‬

‫مولت سإاذجة‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن ضرب ماولسسد لحسسد السذهينم يطلسق عليهسسم أوليسساء‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن إلقساء قنبلسة فس‬
‫أحد اللهي‪.‬ن‬

‫ث كان تنظيم الفنية العسكرية‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن ممحوعسة ماسنم الشسباب تربسوا علسى فكسرةا الهساد ولس‬
‫يطيقوا تمحل الواقع اليط بم‪،‬ن فكان التفاق ماع صال سإرية‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن والقياما بعمحلية الفنية‪.‬ن‬

‫وكانت خصائص حركة الفنية‪:‬‬

‫أنا كانت عقبج انتصار حرب أكتوبر؛ المار السسذهي أكسسد الرفسسض السإسسلماي للواقسسع‬
‫رغم النتيجة العسكرية والعلماية والسياسإية الت حققها السادات مانم حرب أكتوبر‪.‬ن‬

‫إل أنسسا كسسانت أولا خطسسة تسسدخل حيسسز التنفيسسذه رغسسم أن خطسسة الفنيسسة جسساءت قائمحسسة‬
‫على فكرةا خداعية‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن وليست على الواجهة العسكرية الباشرةا‪.‬ن‬

‫إن غالبيسسة العناصسسر النفسسذهةا كسسانت طلبسسة الفنيسسة والطسسبج والندسإسسة‪،‬ن مسسا فسسرض التفسسسي‬
‫السإسسلماي الصسسحيح للحسسداث والشسسخاص الصسسحيحة والعقيسسدةا الثمابتسسة السست ارتفعسست فسسوق‬
‫ماستوى التفسسي الساهلي الزيسل‪،‬ن والحصسائيات الاهليسة التافهسة الست تعتسب هسذهه الحسداث‬
‫ناتة عنم أشخاص يعانون مانم عوامال نفسية ماعقدةا وقاسإية‪.‬ن‬

‫المنصة ‪ -‬أو أقدار ‪ 1401‬هجرية ‪:-‬‬

‫هكذها كان السادات قبل قتله يبذهلا جهءدا هائلء ضد نفسه‪،‬ن وكانت أيسساماه الخيةا‬
‫داخلسسة بأحسسداثها ضسسمحنم قسسدر إلسسي بقتلسسه‪،‬ن حسست بسسدا للجمحيسسع قسستيلء يشسسي علسسى الرض‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬
‫وكان ترك السادات الكثمف هو أبرز العلماات الدالة على الطبيعة القدرية للمحنصة‪.‬ن‬

‫وكانت قرارات سإبتمحب ف البتداء‪،‬ن وماروءرا بالسخرية مانم النقاب‪،‬ن وسإبج الشيوخ فس‬
‫النتهسساء‪،‬ن نقاطسءسا أسإاسإسسية ثلث ف س خسسط ماقتلسسه‪،‬ن وكسسان رد الفعسسل لسسذها السسط وتلسسك النقسساط‬

‫)‪(106‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫هسسي ذاتسسا علماسسة جديسسدةا‪،‬ن وكسسانت الرغبسسة فس قتلسسه فس نفسسس الشسسعبج‪،‬ن حسست بلسسغ هسسذها القتسسل‬
‫مابلغ المانية الائلة‪.‬ن‬

‫ث كانت ممحوعة العلماات الفردية الست سإساهت كسل علماسسة فيهسا فس تقيسق القسسدر‬
‫اللي بالقتل‪،‬ن ولعل ماا يكنم ذكره‪:‬‬

‫أن يأمار السادات – ولولا مارةا – السسرس السذهي كسسان أماساما النصسسة بسالرجوع خلفهسا‬
‫تسءبا لجوما ماتوقع مانم اللف‪.‬ن‬

‫أن يرض القائد العيم للطابور ليحل مله ضابط آخر اختار أن يفتش عربة ويسستك‬
‫عربة‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن ليجيء دور عربة الوت ف ترتيبج العربات الت ل تفتش‪.‬ن‬

‫أن يتسسوه الراد الكلفسسون بإحضمسسار القنابسسل ماسسنم الصسسحراء بعسسض السسوقت؛ فكسسان هسسذها‬
‫السستيه سإسسبءبا فس نسساةا هسسؤلء الفسراد ماسسنم أحسسد دوريسسات الشسسرطة السست انتشسسرت هنسساك فس ذلسسك‬
‫الوقت‪.‬ن‬

‫أن تنجسسو سإسسيارةا القنابسسل السست جسساء بسسا الشسساركون ماسسنم حادثسسة مققسسة بالصسسطداما ماسسع‬
‫أخرى قبل الدخولا إل القاهرةا بوقت قريبج‪،‬ن حيث توقفت السسسيارتان والسسسافة بينهمحسسا ماسست‬
‫واحد‪.‬ن‬

‫وتت العمحلية فس أقسل ماسسنم وقتهسا السسسوب وبصسورةا دقيقسسة جعلسست العسال يطمحئسسنم إلس‬
‫أن تاما هذهه العمحليسة نتيجسة حتمحية لسستوى سإياسإي هائسل محسسبت فيسه التوقيتسات ومدرسإست‬
‫فيه الظروف‪.‬ن‬

‫ثس س ك سسان الفس سراج ع سسنم جي سسع الق سسوى السياسإ سسية بع سسد النص سسة‪،‬ن م سسا جع سسل ما سسنم الرك سسة‬
‫السإلماية النقذه العظيم مانم خطر العتقالا لذهه القوى جيعها‪.‬ن‬

‫ما جعل للحركة السإلماية مورية الركة السياسإية العاماة فس ماصسسر‪،‬ن كمحسسا أن الهسسد‬
‫البسسذهولا والتضمسسحيات الائلسسة ماسسنم جسسانبج أصسسحاب الركسسة أجسسب جيسسع القسسوى السياسإسسية ف س‬
‫ماصر على احتاماهم وتقديرهم‪.‬ن‬

‫ويضمسساف إلس ذلسسك الكيفيسسة العجازيسسة السست تسست بسسا العمحليسسة والسست كسسانت دليلء فس‬
‫نظسسر النسساس علسسى عظمحسسة التفكي س وحكمحسسة التسسدبي وإحكسساما العمحسسل ودقسسة التنظيسسم‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن وفسسوق‬
‫ذلك وقبل ذلك‪ " :‬وال غالبج على أماره ولكنم أكثمر الناس ل يعلمحون "‪.‬ن‬

‫)‪(107‬‬
‫التصور السياسإي للحركة السإلماية‬

‫وكنتيجس سسة لن النصس سسة قتس سسل فيهس سسا رئيس سسس المحهوريس سسة فقس سسد كسس سسر حس سساجز الس سسوف ماس سسنم‬
‫السلطة‪.‬ن‬

‫ونتيجسسة للسإسسلوب السسذهي تسست بسسه العمحليسسة‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن فقسسد أصسسبح الشسسخص السسسلم بسسالنظرةا‬
‫الجتمحاعية إنساءنا مافكءرا ومطءطا وفدائييا عظيءمحا‪،‬ن بل أصبح نوذءجا اجتمحاعييا‪.‬ن‬

‫ونتيج سسة لمح سسوع ه سسذهه النتائ سسج اتس سسع نط سساق النتس سساب لل سسدعوةا‪،‬ن وزاد ع سسدد الل سستزمايم‬
‫والتعاطفيم ماعها‪.‬ن‬

‫ولكنم‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬

‫للجاهلية ماوقف تقليدي ثابت عند هزيمة أي عنصر مان عناصرها‪:‬‬

‫‪ -‬التبؤ مانم الهزوما حت ل تبط الاهلية إل ماستوى العنصر الهزوما‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬

‫‪ -‬تأكي سسد النصسسح ل سسه وعسسدما اسإسستجابته للحفسساظ علسسى السسستوى السياسإسسي للجاهليسسة‬
‫وعدما سإقوطه ماع العنصر الساقط‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن‬

‫‪ -‬إدخالا احتمحالت غائبة ف الوقف لتقليل التجاوب ماع الدث‪.‬ن‪.‬ن‪.‬ن وتضمييع أثره‬
‫السياسإي‪.‬ن‬

‫ولعل أبرز هذهه الحتمحالت الاصة بالنصة هو القولا بأن أماريكا هي الت قتلته بعد‬
‫انتهاء السإتفادةا مانه‪،‬ن وكتاب " خريف الغضمبج " هو أولا مانم ترك ماساحة فارغة‬
‫للحتمحالت الفية وراء الادث‪،‬ن ولكنم برور الوقت سإيصبح مانم الناسإبج طرح التفسي‬
‫الباشر للحادث كمحا يطرحه أعداء الدعوةا‪،‬ن وسإيكون أحد هذهه الحتمحالت؛ وذلك‬
‫حت يكون الواقع أكثمر تقبلء لذهه الحتمحالت بقلة عدد الذهينم فعلوا الادث أو‬
‫عايشوه‪.‬ن‬

‫)‪(108‬‬

You might also like