Professional Documents
Culture Documents
(3) إبراهيم أبو علوش المقاصد الدلالية PDF
(3) إبراهيم أبو علوش المقاصد الدلالية PDF
Abstract
This study tackles the Qura’nic verses which mentioned water. It aims to demonstrate
the invisible purposes behind mentioning this invaluable resource in its different forms in
a variety of contexts and denotations. These denotations are found to be different
sometimes, in line sometimes, and conflicting in some other times. However, in all the
cases the exact purpose of their denotations mentioning are difficult to reach. Sometimes,
these denotations may fall under second meaning – which is called by AlJorjani- as the
meaningful sense. This concept has not been tackled and in dept by researche
مقدمة:
ٍ
أحرف ،لكل آي منه ظهر وبطن ،ا ،رسو ،هللا " : أنز ،القرآن على سبع أحرف لكل آي نَ َزَ ،القرآن على سبع
منها ظهر وبطن" ،)1("...ومعنى وله ظهر وبطن ،ف ي تأويله أربع أ وا :،أحدها- :وهو و ،الحسن -إنك اذا بحثت
عن باطنها و سيه على ظاهرها و ت على معناها الثاني .والثاني :و ،أبي عب د -القاسم بن سال -أن القصص ظاهرها
اإلخبار بهالك األول ن ،وباطنها عظ لآلخرين وتحذيرهم أن ي علوا ك علهم ف حل بهم مثل ما حل بهم من عقوبيه .والثالث:
(.)2
اله بعض الميأخرين :إن ظاهرها ل ظها وباطنها تأويلها .و و ،أبي عب د -صاحب غريب الحديث -أ ربها"
"و د فسر الطبري -رحمه هللا -الجمل األخ ر فقا :،فظهره :الظاهر في اليالو ،وبطنه :ما بطن من تأويله ،ولم يرد
الطبري العبث بدالالت أل اظ القرآن .وعلق على الحديث محمود شاكر ،فقا :،الظاهر :هو ما تعرفه العرب من كالمها،
"(.)3
وما ال يعذر أحد بجهاليه من حال ،وح ار .والباطن :هو الي س ر الذي يعلمه األنب اء باالسينباط وال قه
أحد من الُ قهاء باب اليأويل لكي يبقى
والقرآن الكريم دسة ةةيور محلم للبةة ةري لم ُيقطه بمعان ه أوان نزوله ،ولم ُي دحل دق ُ
ظاهر ل ظها إلى َمعناها ،فقد روي عن الرس ةةو ،
ُ حاضة ة اًر وص ةةالحاً في كل ممان وملان؛ ألن بعضة ةاً من اويات لم يوف
وله" :القرآن ذلو ،ذو وجوٍه محيمل ،فاحملوه على أحسةن وجوهه"( ،)4ونظ ًار لضةرور اليأويل ف ما يحيا إل ه في كياب هللا دعا
الرسو ،البن عباس بقوله" :اللهم فقهه في الدين وعلمه اليأويل"(.)5
ولم يقيصر عمل ال قهاء على فهم الةطاب القرآني فهماً عم قاً ييجاوم المعاني السائح على السطح ،بل تعداه إلى
* أسياذ مساعد ،سم اللح العرب ،جامع آ ،الب ت.
** أسياذ مساعد ،سم اللح العرب ،جامع آ ،الب ت.
55 المجلة األردنية في الدراسات اإلسالمية ،مج ( ،)11ع ( 1436 ،)2ه2015/م ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المقاصد الداللية المستخفية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مسوغات البحث:
تأتي مسوغات البحث من إغ ا ،كث ر من الناس المقاصد الدالل البع د لبعض آي الذكر الحل م ،ح ث يؤكد رب
آياتنا َل َغ ِ
افلون[يونس ،]92 :ومن عد تدبر اس عن ِ
العالم ن في موضه اليأن ب هذه الح ل في وله تعالى :وإن َكثي ار ِم َن الن ِ
ض َو َما َبيَن ُه َما ِإّل محامي آيات القرآن الكريم ،والي كر في أسرارها :أَوَلم ي َت َفكروا ِفي أَن ُف ِس ِهم ما َخَلق ّللا السماو ِ
ات َواْلَر َ ََ َ ُ َ َ َ ُ
اء َرب ِِهم َل َك ِافُرو َن[الرو ،]8-7 :إذ كانت مثل هذه المقاصد الدالل المسية محل اس ِبلَِق ِ
ير ِم َن الن ِ
َجل ُم َس ًّمى َوإِن َكِث ا
ِبال َح ِق َوأ َ
تساؤ ،من بل الطلب ؛ مثل :لماذا ركز القرآن الكريم على أهم الماء ودوره في الةلق؟ وما سر تكرار صور در الماء على
إح اء األرض بعد موتها؟ على الرغم من كونه معروفاً عند العرب؟ وما الحلم من اليجارب العمل اليي عاشيها البةري ؟
سبه عجاف ،وما الحلم من
ومنها ت س ر س دنا يوسف لرؤيا حاكم مصر في تعرض مصر لسبه سن ن خص ب ،تل ها ُ
ذلك؟ وبعض األحوا ،اليي وردت في القصص القرآني حو ،أنب اء هللا ورسله ،ولم نجدها في الي اس ر ،وأهم أسلوب
القرآن الكريم الذي تيدر آياته في إ ناع الناس بطريق تنطلق من الحقائق الكون الظاهر للع ان اليي ال مراء ف ها ،ح ث
اليي لم يع ةوها ولم يعاينوها، المسيقبل
المسلمات الح ب
خبرها الناس ،وعاشوها تجرب عمل ؛ ل ؤكد بعد ذلك على ُ
فوجب عل هم االعيقاد بها واإليمان بحيم تحققها ،اساً على ما مر بهم من تجارب ح ؛ ومنها على سب ل اليمث ل؛
ترك ز كث ر من آيات القرآن الكريم على در إح اء األرض بعد موتها ،وهو المةهد الذي ييكرر أما أع نهم في كل عا ،
وهذا مدار بحثنا.
أهداف البحث:
ييح ا البحث مياد فهم أسلوب القرآن الكريم في اليدر إل ناع الناس بواسط اليرك ز على الحقائق الطب ع الميمثل
بالقصص القرآني وضرب األمثل وإخضاع الناس ليجارب عمل ليحق ق المقاصد الدالل عن طريق أسال ب اللح المينوع
واليصديق بالمسلمات اليي كان يدور حولها الةك كقدرات هللا اليي ال تحصى ومنها؛ درته على خلق اإلنسان وإح ائه
من جديد ،هذه القدر اليي كان العرب في شك كب ر منها ،ح ث كان اعيقادهم أن ماه ح اتهم ،إنما هي الح ا الدن ا،
وما يهلكهم إال الدهر ،وأن الناس غ ر مبعوث ن في يو آخر ،فحثهم على النظر واليدبر والي كر في ص حات الكون،
56
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المجلة األردنية في الدراسات اإلسالمية ،مج ( ،)11ع ( 1436 ،)2ه2015/م
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ إبراهيم أبو علوش وأحمد الحراحشة
57 المجلة األردنية في الدراسات اإلسالمية ،مج ( ،)11ع ( 1436 ،)2ه2015/م ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المقاصد الداللية المستخفية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ص يه وطب عيه الةاص ،وجاءت على ثالث أبعاد ،أغلبها جاء على البعدين األول ن ،وهما ميضادان؛ حمل األو ،منهما
معنى العذاب واألذى ،وحمل البعد الثاني معنى الح ث وال ر والمعون ،وجاء في البعد الثالث حامالً معاني تيعلق بماه
الماء وتكوينه ،وأنه بداي ً ،وهو منةأ الح ا ،وأصل الةلق.
والمطرد في مجيء دالالت الماء في البعدين األول ن الميضادين مقيصر على وجه واحد منهما في كل مرّ ٍّ ،
فكانت تأتي سبباً للح ا في موضه وسبباً للموت في موضه آخر ،ولكنها حملت المعن ن معاً في اوي الكريم ،ح نما
ط بهاختَل َ الدنيا َكماء أنزلناه ِم َن الس ِ
ماء َف َ ضرب هللا المثل للح ا وفنائها بالماء في وله تعالى :واضرِب َلهم م َثل الح ِ
ياة ُّ ُ َ َ َ َ
ِ
قتد ار[الكهف.]45 : ان للا َعلى ِ
كل َشيء ُم َ ِ
ِياح َوَك َ ُ
وه الر ُ
ذر ُ
أصب َح َهشيما َت ُ
اْلرض َف َ ات
َنَب ُ
جاء الماء في البعد األو ،وهو العذاب واألذى محاك اً بذلك دالالت كلم "مطر" المنزاح عن دالليها المعروف
الحائم حو ،اإلرواء والسق ا ،ولكن بل ظ الماء بدالالت العذاب والطوفان والحرق ،ا ،تعالى في عذاب و نوحَ :ف َف َتحَنا
ض ُعُيونا َفال َت َقى ال َماء َعَلى أَمر َقد قُ ِدَر[القمر .]12-11 :والماء المنهمر: اب الس َماء بِ َماء ُّمن َه ِمر * َوَفجرَنا اْلَر َ أَب َو َ
الميدفق بح ازره ول يرات طويل من السماء ف هلك الزرع والحرث .ومن اويات اليي حملت هذه المعاني ،وله تعالى :إِنا
اءك َوَيا َس َماء أَقلِ ِعي َو ِغ َ
ض ابَل ِعي م ِ ِ ِ
يض َ ط َغى ال َماء َح َملَنا ُكم في ال َجارَِية[الحا ،]11 :و وله تعالىَ :وِق َ
يل َيا أَر ُ َلما َ
يل ُبعدا لِل َقومِ الظالِ ِم َ ِ
ين[هود ،]44 :والماء المح ض :هو الذي نز ،في األرض ال َماء َوقُض َي اْلَمُر َواس َت َوت َعَلى ال ُجوِد ِي َوِق َ
ض) على ص ح ُفع َل الدال الماءُ :فع َل به ذلك ،فجاء ال عل (غ د َ ُ ض ونقص ،وغ د ََ ض َبون َ
وغاب ف ها ،وغاض الماء :ل َ
آمر ،و در ادر(.)15 يحض إال بأمر ٍ أنه لم د
االنزياح ( )16للح القرآن الكريم في اويات السابق ،يلحظ اسيعما ،القرآن الكريم للقرائن إن المسيقرئ للةاص
المينوع ؛ ليأخذ دالالتها المقصود اليي تيوافق مه س اق اويات ،ف ي اويات اليي جاءت في س اق الحديث عن حادث
مثل ب ان شد انصباب الماء ،فقا ﴿ :،ماء الطوفان الكون العظمى ممن س دنا نوح فضالً عن بعض القرائن الل ظ
منهمر﴾ والقرين الل ظ في وله تعالىَ ... :فال َت َقى ال َماء َعَلى أَمر َقد قُ ِدَر[القمر ،]12 :كانت اإلشار إلى انزياح دالل
اب الس َماء بِ َماء ُّمن َه ِمر * َوَفجرَنا الماء من الناح اللحوي ضع ً إذا ما فصلناها عن س ا ها الياريةيَ : ،ف َف َتحَنا أَب َو َ
ض ُعُيونا َفال َت َقى ال َماء َعَلى أَمر َقد قُ ِدَر[القمر ،]12-11 :والقرين في وله تعالى :إِنا َلما طَ َغى ال َماء َح َملَنا ُكم ِفي اْلَر َ
إسناد فعل الطح ان للماء. ُ ِي ِة[الحا ]11 : ال َجارَ
ِ
وه[الكهف ،]29 :و وله تعالى: وكانت القرين س ا في وله تعالىَ :وإِن َيس َتغيثُوا ُي َغاثُوا بِ َماء َكال ُمه ِل َيشوِي ال ُو ُج َ
اءهم[محمد .]15 :والحم م :شديد السةون والحل ان ،وحم الماء :أي ار َو ُس ُقوا َماء َح ِميما َف َقط َع أَم َع ُ
َ ك َمن ُه َو َخالٌِد ِفي الن ِ
اب أهل جهنم وغوثهم ،الذي يقطه أمعاءهم( ،)17و ريب منه الصديد :وهو ما يس ل من جلود أهل النار، سةن ،وهو شر ُ
وهو من أشرب الكافرين في جهنم ييكل ون جرعه وال يلادون يس حونه بل يحصون به فيطو ،عذاباتهم ،ا ،تعالىِ :من
ص ِديد[إبراه م .]16 :ومنه المهل :هو من أشرب أهل جهنم ،وهو مذاب المعادن أو الزيت ِ ِِ
َوَرآئه َج َهن ُم َوُيس َقى من ماء َ
المحلي ،أو القطران :ماد سوداء شديد االشيعا ،،أو من الصديد :الق ح (..)18
ونظ اًر لعد اسي اد تحوالت الماء في اويات الكريم الثالث السابق ( :29الكهف ،و :15محمد ،و :16إبراه م) من
رائن تارية معروف في ح ا البةر ،احي ج إلى رائن ل ظ لليأك د على الدالل المقصود دون مدار ،ف ي اوي األولى
شبه الماء بالمهل يةوي الوجوه ،وفي اوي الثان ،تعلق الماء بص تمنه ورود الدالل األصل للماء وهي "حم ماً" مه
ب ان فعل الماء في األمعاء لزياد اإليضاح ،و"صديد" ،وهي ص توضح العذاب الحل ظ بهذا النوع من الماء؛ الذي ييجرعه
ٍ
ملان وما هو بم ت؛ إذ من شأن الكافر أن يةلد في النار ل سيقبل الكافر ،وال يلاد يس حه ،ويأت ه الموت بةربه من كل
في النار كل و ت عذاباً أشد مما هو عل ه(.)19
58
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المجلة األردنية في الدراسات اإلسالمية ،مج ( ،)11ع ( 1436 ،)2ه2015/م
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ إبراهيم أبو علوش وأحمد الحراحشة
أما البعد الثاني وهو الوجه األعم واألكثر اسيةداماً للماء بمعنى الح ث واإلح اء وال ر والمعون ،وعلى الرغم من
اسيقصاد الدالل المعروف للماء وهي اإلح اء والةصب إال أن القرآن الكريم أراد تأك د هذا المعنى لب ان فضله على الناس
بقرائن ل ظ تومئ إلى دور الماء في بعث الح ا بعد الموت الميمثل بالقحط والجدب الذي يحل بالبالد من جراء انحباس
المطر ،ومن هذه اويات على سب ل اليمث لَ :و َج َعلَنا ِم َن ال َماء ُكل َشيء َحي[األنب اء.]30 :
فالقرين المؤكد على دور الماء في الكون هي " إح اء كل شيء" ،وهذه هي دالليها األولى في أصل وضعها ،ولكل
عنصر من عناصر هذا الكون طريق إلح اء ذاته عن طريق الماء ،فاألرض تح ا بالماء الذي ُي دةرُ ثمرها مرً بعد مرٍ"
َنب َتت ِمن ُك ِل َزوج َب ِهيج[الحج ،]5 :ومن هذا الماء النام ،من ض َه ِ
امَدة َفِإ َذا أ َ
َنزلَنا َعَلي َها ال َماء اه َتزت َوَرَبت َوأ َ َ تَرى اْلَر َ
السماء طهو اًر ،سر ح ا الكائنات ،فمنه شرابها وطعامها ،امين هللاُ به على عباده ،ا ،تعالى :أَ َفَأرَيتُ ُم ال َماء ال ِذي َتشَرُبو َن
نزُلو َن[الوا ع .]69-68 : وه ِم َن ال ُمز ِن أَم َنح ُن ال ُم ِ َنزلتُ ُم ُ * أَأ ُ
َنتم أ َ
األنهار بمائها العذب ال رات الصالح للةرب والري أيضا ،ا،
ُ ون و تظهر ال ناب ُه والع ُ
ومن دور الماء في الطب ع
ُ
ِ ِ
َنز َل ِم َن
ض[الزمر]21 :؛ أي أدخله ف ها ثم أجراه ،يعني ماء الس َماء َماء َف َسَل َك ُه َيَنا ِب َ
يع في اْلَر ِ تعالى :أََلم َتَر أَن َ
ّللا أ َ
المطر ،فاوي ت سر الماء الحور :الحائر في القةر األرض ،الذاهب ف ها ،يعجز الناس عن طلبه ،ال تناله الدالء ،ألنه
غطاء من القةر األرض ،وتزداد عل ها الضحوط حيى تيملن من الةرو على ه ئ يناب ه دافق ٍ يجري في مسالك تحت
َرَي ُتم ِإن أَصَب َح َم ُ
اؤُكم َغورا َف َمن ب ن الصةور( .)20وامين هللا على عباده ثان بقدرته على إخراجه ،ا ،تعالىُ :قل أَأ
ظاهر تراه الع ُن ،ويسهل الحصو ،عل ه واالني اع به، ٍ ٍ
عذب ٍ
جار َيأ ِتي ُكم بِ َماء م ِعين[الملك]30 :؛ أي من يأت لم بماء
أن تنالونه بسهول دون كب ر مةق ٍ .وتقو ،العرب أهون السقي اليةريه أي أسهل السقاي عند وجود شريع وتسيط عون د
الماء الظاهر اليي ال انقطاع لها وال حاج لنزع وال حاج السيعما ،أي أدوات للوصو ،إلى الماء؛ فالةريع :هي الماء
الكث ر الظاهر غ ر المنقطه ،وفي لسان العرب :الةريع مورد الماء الذي تةرع ف ه الدواب –أي تةرب منه ،-وهي مورد
الةارب اليي يةرعها الناس –أي يردها -ف ةربون منها ،ويسيقون ،وربما شرعوها دوابهم حيى تةرعها وتةرب منها،
والعرب ال تسم ها َشريع ً حيى يلون الماء عدًّا ال انقطاع له ،ويلون ظاه اًر َمع ناً .فهناك ارتباط شديد ب ن الماء أصل
الح ا وجوهرها وب ن شرع هللا الذي ف ه أسرار سعاد اإلنسان وأسباب صالح أحواله.
والمسينطق ألسلوب القرآن الكريم في اويات السابق ؛ يلحظ اسيةدا أسلوب االسي ها البالغي غ ر الحق قي الذي
ي د اليقرير في أغلب مبيدأ اويات ﴿ أفرأييم ،أأنيم أنزليموه ،ألم تََر ،أفرأييم الماء ،ل أرأييم ﴾ الذي ييحدى به المنكرين
ويحاججهم في اخيصاصه في خلق الماء وحده ،ح ث تعهد إنزا ،الماء النافه المح ث من السماء ،واخيص به وحده سبحانه
جل شأنه بإسناد فعل اإلنزا ،له ،بص ح المبني للمعلو ل ب ن ال اعل الحق قي بجالء دون تموي ،ول قطه بهذه الص ح
إملان تحق ق ال عل لح ره ،ويضائل من فرص الي ك ر بأن الماء وجد بسبب ما؛ كاألنواء والرياح أو السحب وحدها دون
(،)21
أمر ربها ،كما هو مسيقر في عقل يهم الجاهل اليي وضحها ش دعر األنواء والرياح والسحب واألمطار في تلك المرحل
وعندما أراد أن يجاريهم في ذلك ،أسند فعل إرسا ،الرياح وسو ها من ملان وخر له وحده سبحانه حص اًرَ :و ُه َو ال ِذي
نةوء اء َماء طَ ُهو ار[ ال ر ان ]48 :وباألسلوب ن سه يض ف ك َ اح ُبشرا َبي َن َيَدي َرح َم ِت ِه َوأ َ
َنزلَنا ِم َن السم ِ
أَرَس َل الرَِي َ
ّللا ال ِذي ُيرِس ُل
الماء؛ ل ؤكد لهم أن األمر كله ب د هللا ،وعلمه فوق علمهم مب ناً دور الرياح في تدب ر الماء ،ا ،تعالىُ :
ق َيخُر ُج ِمن ِخ َللِ ِه[الرو ]48 :و وله تعالى: ِ
اء َوَيج َعُل ُه ك َسفا َف َتَرى ال َود َ اح َف ُت ِث ُير َس َحابا َفَيب ُسطُ ُه ِفي الس َماء َكي َ
ف َي َش ُ الرَِي َ
ق يخرج من ِخ للِه[النور ]43 :وتجده سبحانه وتعالى ف بيَنه ثُم َيجعُل ُه ُرَكاما فترى الود َ للا ُيزجي سحابا ثُم ُيؤلِ ُ ألم َتَر أن َ
يض اءك َوَيا َس َماء أَقلِ ِعي َو ِغ َ
ض ابَل ِعي م ِ
َ في غ ر هذا االسيعما ،الداللي يسند ال عل للمبني للمجهوَ :،وِق َ
يل َيا أَر ُ
59 المجلة األردنية في الدراسات اإلسالمية ،مج ( ،)11ع ( 1436 ،)2ه2015/م ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المقاصد الداللية المستخفية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ِ
ال َماء[هود ،]44 :و وله تعالىَ :وإِن َيس َتغي ُثوا ُي َغا ُثوا بِ َماء َكال ُمه ِل َيشوِي ال ُو ُج َ
وه[الكهف ،]29 :وهللا أعلم بما ح ظيه
ذواكرهم عن هذا األمر.
والسب ل لزحزح ذلك ييطلب مثل هذا الةطاب ال ني ال ار ي الذي يةي باليقريه والسةري من درات مةلو اته ،ومن
تحق ر أصل خلقهم :أََلم َنخُلقكُّم ِمن ماء م ِهين[المرسالت ]20 :وذلك نظ اًر ألهم ناعيهم به ،واعيرافهم باخيصاص هللا
ال َماء[هود: ان َعر ُش ُه َعَلى
وحده في خلق الماء ،وله األمر في الس طر عل ه تما الس طر بجعل عرشه على الماء َ وَك َ
اوي .]7
شيء مةلوق من الماء كما ركز عل ه ٍ شيء؛ ألن كل وإذا ما حصل ذلك؛ فقد يقرون ضمن ا أن هللا خلقهم وخلق كل
ً
ق ُكل َدابة ِمن ماء[النور ،]45 :وأن هللا يةلق ويع د ميى شاء ّللا َخَل َ
القرآن الكريم في البعد الثالث من اسيةدا الماء َ و ُ
ِ ِ ِ ِ
ّللا
يها َوأَن َ ّللا هُ َو ال َح ُّق َوأَنهُ ُيحِيي ال َموَتى َوأَن ُه َعَلى ُك ِل َشيء َقد ٌير * َوأَن الس َ
اع َة آتَي ٌة ّل َري َب ف َ سبحانه َ ذل َك بِأَن َ
ور[الحج]7-6 :؛ ل يراجعوا عن إنكار در هللا على بعثهم وإح اء رم م عظامهم بعد البلى؛ وذلك ل ؤمنوا َيب َع ُث َمن ِفي ال ُقُب ِ
به ،ويةافوه ويقروا ب و الحساب؛ ألنهم كانوا في شك كب ر منه.
نجد أن القرآن الكريم اكي ى بقرائن الس اق وهو نةر الح ا وبعثها بعد الموت ،وموت وفي اويات الكريم اوت
األرض والبالد سببه انحباس المطر عنه لسن ن ،يهلك بعدها الزرع والضرع ويةرف الناس على الهالك من جراء ذلك،
ض َبعَد َموِت َها[البقر .]164 :وفي سور األعراف : اء ِمن ماء َفأَحَيا بِ ِه اْلر َ
َنزل ّللا ِم َن السم ِ
َ فنق أر في سور البقر َ :و َما أ َ َ ُ
اء ماء َفأَخرج بِ ِه ِم َن الثمر ِ
ات ِرزقا ِ َنزلَنا بِ ِه الماء[األعراف ،]57 :ونق أر في سور البقر :وأ َ ِ اه لَِبَلد مِيت َفأ َ
ََ ََ َنز َل م َن الس َم َ َ َ ُسقَن ُ
يها ِمن ُك ِل َزوج َكرِيم[لقمان.]10 : ِ
َنبتَنا ف َ
ِ ل ُكم[البقر .]22 :ونق أر في سور لقمان :وأ َ ِ
َنزلَنا م َن الس َماء َماء َفأ َ َ
اء األرض بعد موتها ع اناً في تعا ب وهذا األمر معروف لدى الناس خاص أهل الصحراء ،وهم يةاهدون إح َ
السن ن بالمطر ،وما كان ورود هذه اويات ليعري هم بدور الماء على اإلنبات فهم د خبروا ذلك ،وإنما ليقريب فكر إح اء
البةر بعد الموت والعد كما يح ي األرض بعد الموت؛ وهي القدر اإلله اليي ُّ
شلوا ف ها واليي لم يعايةوها ع اناً كما
شهدوا إح اء األرض وهم عل ها في أعوا الةصب والحال.،
وورد الماء بص ٍ
ات أُخر في كياب هللا منها :غ ر اوسن :يعني غ ر ميح ر ،والعرب تقو :،أسن الماء إذ تح ر
ريحه ,وفي حديث مرفوع أخرجه ابن أبي حاتم من حديث ابن عباس -رضي هللا عنهما -غ ر آسن يعني الصافي الذي
ٍ
ملوث أو ميع ن ،ا ،تعالى في ص الجن : ال كدر ف ه " ( ،)22فال تح ر في طعمه أو رائحيه ،فهو ٍ
جار ميجدد غ ر
ِ فيها أَنه ٌار ِمن ماء َغي ِر ِ
آسن[محمد.]15 : َ َ
ومنها الماء المبارك :كث ر المنافه الذي يح ي األرض وينبت الزرع وينةر الة ر ،ا ،تعالى :وَنزلَنا ِم َن السم ِ
اء َ َ
يد[ق ،]9 :ومن ص اته الماء المسلوب :يسلب لهم أين شاءوا وك ف شاءوا صِ ماء ُّمباركا َفأَنبتَنا بِ ِه جنات وحب الح ِ
َ ََ َ َ ََ َ
الييعنون ف ه .و ل دائم الجري ال ينقطه ،و ا ،الثوري" يجري على األرض في غ ر أخدود" ،يلطف األرض ،ويعطي
()23
ات َماء َثجاجا[النبأ" ،]14 :والمعصرات :السحاب ،و ثجاج ًا :أي منصباً ،مييابعاً ،كث اًر"(..)25 صر ِ ِ ا ،تعالى :وأ َ ِ
َنزلَنا م َن ال ُمع َ َ
وهنا اسيدال ،بحال أخرى من األحوا ،اليي أودعها هللا تعالى في نظا الموجودات وجعلها منةأ شب هاً بح ا بعد
شبه موت أو ا يراب منه ،ومنةأ تةلق موجودات من ذرات د ق " .وتلك حال إنزا ،ماء المطر من السحاب على األرض ،
فينبت األرض به سنابل حب وشج اًر وكأل ،وتلك كلها ف ها ح ا ريب من ح ا اإلنسان والح وان وهي ح ا النماء ،ف لون
60
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المجلة األردنية في الدراسات اإلسالمية ،مج ( ،)11ع ( 1436 ،)2ه2015/م
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ إبراهيم أبو علوش وأحمد الحراحشة
ذلك دل ال للناس على تصور حال البعث بعد الموت بدل ل من اليقريب الدا ،على إملانه حيى تضمحل من ن وس
الملابرين ُشَب ُه إحال البعث"
(.)26
والماء السلسب ل :في غاي السالس في انحداره في الحلق ،سهل المساغ ،ف ه من شد العذوب ،وينبه في الجن من
اخ ُيلف في( :سلسب ل) هل هو اسم َع دن في يها ُت َسمى َسل َس ِبيل[اإلنسان .]18 :و د ِ
ع ن تسمى سلسب ال ا ،تعالىَ :عينا ف َ
،
َنز َل وأما إح اء البةر والكائنات الح األخرى بالماء مباشر فهي تيم بطريق الةرب و طه الظمأ أََلم َتَر أَن َ
ّللا أ َ
يع ِفي اْلَر ِ
ض[الزمر.]21 : ِ ِ
م َن الس َماء َماء َف َسَل َك ُه َيَنا ِب َ
أما اسيةدا الماء في البعد الثالث وهو المحايد للوجه ن السابق ن الميضادين فقد حمل معاني الماء اليكوين ،وأنه
إن أُطلق في بعض المواضه على ماه ات أخرى تةالف تكوين الماء الطب عي مردفاً الماء بص يه
ماد الةلق وبداييه ،و د
الجديد اليي ساهمت في محزح دالالته المباشر إلى الدالل المقصود ؛ و د حمل معنى تنب ه المةلو ن ومجرهم عن
الكبر والحرور أو حمل معنى السبق في الوجود؛ وذلك ليعظ م هللا الذي خلق كل ٍ
شئ معقد أشد اليعق د من هذا الماء
البس ط الذي يعرفونه.
ونجد الماء في هذا الس اق أنواعاً عد :على رأسها الماء الذي كان عرش الرحمن عل ه بل خلق السماوات
ان عر ُش ُه عَلى الم ِ
اء لَِيبُل َوُكم ِ ات واْلَر َ ِ واألرض( ،)30كما جاء في وله تعالى :و ُهو ال ِذي َخَلق السم ِ
َ َ ض في ِستة أَيام َوَك َ َ او َََ َ َ َ
ِ ِ
أَُّي ُكم أَح َس ُن َع َمل َوَل ِئن ُقل َت إِن ُكم َمب ُعوثُو َن من َبعد ال َموت َلَي ُقوَلن الذ َ
ين[هود .]7 :فالسموات ين َك َفُروا إِن َه َذا إِّل ِسحٌر ُم ِب ٌ ِ ِ
يومئذ على هذا الماء الذي ٍ واألرض مةلو يان من (بةار الماء) أو (الدخان) ،وهي كناي عن أن ملكه تعالى كان مسيق اًر
هو ماد الح ا .
أن بدأ خلق ومنه الماء الدافق والمه ن :وهما ص يان لماء الرجل والم أر الذي جعل هللا نسل اإلنسان منه ،بعد د
ائ ِب[الطارق: الصل ِب والترِ
افق * َيخُر ُج ِمن َبي ِن ُّ
ان ِمم ُخلِق * ُخلِق ِمن ماء َد ِ ظ ِر ِ
َ َ َ َ نس ُ
اْل َ اإلنسان من ط ن ،ا ،تعالىَ :فلَين ُ
]7-5أي من ظهر الرجل ح ث العظم والعصب ,وصدر الم أر ح ث اللحم والد ( ،)31و ا ،تعالى :ثُم َج َع َل َنسَل ُه ِمن
ُس َلَلة ِمن ماء م ِهين[السجد ،]8 :و ا ،تعالى :أََلم َنخُلقكُّم ِمن ماء م ِهين[المرسالت ،]20 :و ا ،تعالىَ :و ُه َو ال ِذي
صه ار[ال ر ان .]54 :فهو تعب ر وص ي للمني ألنه سائل ترك به يماثل طرات الماء إال َخَلق ِم َن الماء ب َشرا َفجعَل ُه َنسبا و ِ
َ َ ََ َ َ َ
أنه حي تيدفق تكويناته وتيحرك بنةاط ويصدق عل ها الوصف بص ح اسم ال اعل (دافق) لدالليه على الحرك الذات
وتدفقه واندفاعه .كما توصف هذه (النط ) بأنها "نط مذر ذل ل "( )32وتوصف بة(ماء مه ن) لقليه و ضع ه" ،أي ضع ف
حق ر بالنسب إلى در الباري ،)33("و الها تعالى ممينًا على خلقه ،ومحيجاً على اإلعاد بالبداء ،محاججاً من أنكر البعث
بقادر على إعادته بعد موته؟ ( ")34وفي الحديث ضع من أخالط مي ر ،أل س من خلقه من نط بةلقه من نط
اّ ،للاُ :داب َن َآد َ أَنى تُ دعج ُزنيَ ،وَ دد َخلَ دقيُ َك م دن م دثل
اَ َ " :،
ُص ُب َع ُه ،ثُم َ َ القدسي أَن النبي َ ب َز َق َي دو ًما في َك هَ ،ف َو َ
ض َه َعلَ د َها أ د
()35
َهذه"... ،
61 المجلة األردنية في الدراسات اإلسالمية ،مج ( ،)11ع ( 1436 ،)2ه2015/م ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المقاصد الداللية المستخفية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كائن حي ،ا ،تعالى: ومنه الماء الذي نعرف ص يه ،وهو سر الح ا ،يسبق وجودها في أي ملان ،وم د وضروري لكل ٍ
ق ُكل َدابة ِمن ماء[النور: ّللا َخَل َ
َ و َج َعلَنا م َن ال َماء ُكل َشيء َحي[األنب اء ]30 :نباتًا كان أ ح وانًا ،أ إنسانًا ،و ا ،تعالىَ :و ُ
ِ
ٍ
بمعان محاير لدالالت عذاباً وش اًر ونذ ًار بالويل والثبور، المطر في س اق األذى ،ونزو ،العذاب ،فجاءت دالالته القرآن
الح ث ،وهذا من جمال ات لح القرآن في اخي ار ل ظ دون آخر ،فقد انصرفت دالل المطر في القرآن لمعان خاص بلحيه لم
نرها في لح الةعر أو غ رها من نصوص العرب (.)43
وهلذا تد ،الس ا ات على اسيعما ،القرآن لل ظ الح ث في موضه طلب الرحم والنصر والنجد ،ب نما جاء وله
ِ
ٍ
وبمعان معاكس ،ألنها جاءت تعالىَ :وإِن َيس َتغيثُوا ُي َغاثُوا بِ َماء َكال ُمه ِل َيشوِي ال ُو ُج َ
وه[الكهف ،]29 :في دالالت محاير ،
في س اق السةري واليهلم واالسيهزاء واالمدراء ،فانقلبت الدالل ،ونقه كث اًر على هذا األسلوب القرآني الذي ال َي دحرف
األل اظ عن دالالتها فحسب ،وإنما ينحرف بها إلى النق ض ،ف لون االنزياح بدرج 180درج ،لييةلل الدالل الضدي ،
خاص في معرض الحديث عن المنافق ن والكافرين ،نحو وله تعالىَ :فَب ِشرهُم بِ َع َذاب أَلِيم :والبةار في األمور السار ،
ولكنها في هذا الس اق بدالالت الوع د واإلنذار بسوء العا ب ،والذ ،واسيةراف ويالت المص ر ،إمعاناً في اإلهان ،واليقريه،
والسةري الالذع .
ويالحظ أن النص القرآني اسيعمل الح ث مطلقاً ألنه كلُّه خ ر ،ب نما اسيعمل المطر مق داً.
لكل منهما دالليه المالمم له. وهذا من ال روق ب ن اسيعما ،الل ظ ن ،إذ ٍ
63 المجلة األردنية في الدراسات اإلسالمية ،مج ( ،)11ع ( 1436 ،)2ه2015/م ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المقاصد الداللية المستخفية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ولعل اسيعما ،القرآن لكلميي الح ث والمطر بهذا اليةل ل الص حي كان اسيةداماً د قاً؛ للي ر ب ن دالل الح ث
رد على ما ذهب إل ه كث ر من اللحوي ن من على الة ر والن ه ،ودالل المطر على الضرر واالنيقا والعذاب؛ وفي هذا ُّ
كل ل ظ من أل اظ القرآن وضعت ليؤدي نص بها من المعنى أ وى أداء،
ترادف الل ظ ن وتطابقهما في المعنى ،إذ إن " ُّ
ولذلك ال نجد ف ه ترادفاً ،بل كل كلم تحمل إل ك معنى جديداً"
(.)49
ً
إن تيبه اسيعما ،القرآن لمواضه ورود الل ظي ن يد ،على وجود ص ٍ مم ز ت رق ب نهما بعد اشيراكهما في أصل
المعنى؛ "ألن كل كلم تحمل معنى خاصاً مع ناً ،ال تحمله الكلم الثان " ( ،)50وهذا ييمثل ف ما نقله الثعالبي من "أن
ً
الم دحل أو عند الحاج إل ه فهو الح ث" ( ،)51وف ما نقله "القرطبي عن الماوردي ائالً :والح ث ما كان
المطر إذا جاء عقب َ
(.)52
نافعاً في و يه ،والمطر د يلون نافعاً وضا اًر في و يه وفي غ ر و يه"
وهذه الد في اخي ار الم ردات واسيعمالها تمثل مزي لألسلوب القرآني ،الذي يأتي بالح ث في أجواء الرحم والنعم ،
يه يع ِِ ويأتي مقرونا بالة ر الوف ر ،ا ،تعالى :ثُم يأ ِتي ِمن بع ِد َذلِك عام ِف ِ
صُرو َن[يوسف .]49 :ويأتي اس َوِف َ اث الن ُيه ُي َغ ُ َ ٌَ َ َ ً
ان ع ِ
اقَب ُة بالمطر بمعنى الحجار في مقا العذاب والعقاب والنكا،؛ ا ،سبحانهَ :وأَمطَرَنا َعَلي ِهم َمطَ ار َفانظُر َكي َ
ف َك َ َ
طرَنا َعَلي ِهم
ضود[هود ،]82 :و ا ،تعالىَ :وأَم َ طرَنا َعَلي َها ِح َج َارة ِمن ِس ِجيل َمن ُ
ين[األعراف ،]84 :وقال تعالىَ :وأَم َ ال ُمج ِرِم َ
ِين[الةعراء]173 :؛ فلم تأت كلم مطر في كياب هللا في الة ر وإنما اسيةدمت في العذاب أو طُر ال ُمن َذر َ
اء َم َ
ط ار َف َس َ
َم َ
األذى ولم تكن مرادف لكلم غ ث أو ماء.
وهلذا فر دت لح القرآن ب ن المطر والح ث ،فكان المطر عذاباً وش اًر ونذ اًر بالويل والثبور ،وكان الح ث رحم ً وخ اًر
ونعماً .وهذه نماذ للح القرآن ،وك ف انصرفت إلى دالالت تملك من خصوص المعنى في اخي ار ل ٍظ دون آخر ما لم
نره في غ رها من النصوص العرب ! (.)53
ب ن السحاب والح ث والبرق والرعد ،وعرفوا عد أنواع من السحاب وأعطوا كالً وعرف العرب بل اإلسال العال
منها اسماً يد ،على محيواه من الماء ،مثالً :الراعد :الذي يرعد ،والراهج :السحاب الة ف ،والركم :السحاب الميراكم فوق
بعضه ،والساري :الذي يمطر ل الً ،والمرم :الذي يحدث أصواتاً (.)54
و د الحظ الناس أن نزو ،األمطار يسبقه أو ييزامن معه هبوب الرياح ،فالرياح تسبق هطو ،األمطار؛ ا ،تعالى:
َنزلَنا بِ ِه ال َماء َفأَخَرجَنا بِ ِه
اه لَِبَلد مِيت َفأ َ ِ ِِ ِ
َ و ُه َو الذي ُيرِس ُل الرَِياح ُبش ار َبي َن َيَدي َرح َمته َحتى ِإ َذا أَ َقلت َس َحابا ث َقاّل ُسقَن ُ
ِ ِ
ِج الموَتى َل َعل ُكم َت َذكُرو َن[األعراف.]57 : من ُك ِل الث َمَرات َك َذلِ َك ُنخر ُ
اء َوَيج َعُل ُه ِك َسفا َفَتَرى الَود َق َيخُر ُج ِمن ِ
ف َي َش ُط ُه ِفي الس َماء َكي َ
اح َفُتِث ُير َس َحابا َفَيب ُس ُ
ّللا الذي ُيرِس ُل الرَِي َ
و ا ،تعالىُ :
ِ اب ِب ِه من َي َش ُ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِِ
خَلله َفِإ َذا أ َ
الوددق :المطر المسيمر ،وللمطر أسماء ودرجات مةيل ، اء من عَباده إ َذا ُهم َيسَتبشُرو َن[الرو ]48 :و َ َ َص َ
أخف المطر وأضع ه ،والرش والطش :أو ،المطر ،والديم :المطر الذي يدو
فالرذاذ :الساكن الصح ر القطر كالحبار ،والط ُّلُّ :
الب دحش والد ُث والرك والرده َم :أ وى أيامًا في سلون بال رعد وبرق ،و ُ
المد َزن :الم دطر وكذلك تعرف السحاب بن س االسم ،والن دضح و َ
الح ا :الذي ُيح ي األرض بعد موتها، الحدث :الذي يأتي عند الحاج إل ه ،و َ
السقوط ،و َ
اله دطل والي دهَيان :المطر الحزير ُّ
من الرذاذ ،و َ
البَرد ،والحم م: الح َما َ :وحب َ المزن ُّ وح ُّب ُ الجدود :المطر الضةم القطر الةديد الو ه َ العباب :المطر الكث ر ،والوابل والصدندديد و َ
وُ
المطر الص ي العظ م القطر والةديد الو ه ،والولي :المطر بعد المطر(.)55
ف َبيَن ُه ثُم َيج َعُل ُه ُرَكاما َف َتَرى ال َود َق َيخُر ُج ِمن ِخ َللِ ِه َوُيَن ِز ُل
ّللا ُيز ِجي َس َحابا ثُم ُي َؤلِ ُ
ويقو ،تعالى :أََلم َتَر أَن َ
ِ ِ ِ اء ِمن ِجبال ِف ِ ِم َن السم ِ
ار[ النور: صِ اء َي َك ُاد َسَنا َبرِقه َيذ َه ُب بِاْلَب َ
اء َوَيص ِرُف ُه َعن من َي َش ُ يب بِه َمن َي َش ُ يها من َبَرد َفُيص ُ
َ َ َ
]43فاهلل يسوق السحاب سو اً رف قاً إلى ح ث يةاء ،ثم يؤلف ب نه أي ب ن أجزائه ،ف ضم بعضه إلى بعض ,ويجمعه بعد
64
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المجلة األردنية في الدراسات اإلسالمية ،مج ( ،)11ع ( 1436 ،)2ه2015/م
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ إبراهيم أبو علوش وأحمد الحراحشة
ت ر ه ل قوى وييصل ويلثف ثم يجعله ركاماً :أي ميراكماً يركب بعضه بعضاً ،فيرى الودق :الح ث يةر من خالله :أي من
داخل السحاب ،وينز ،من السماء من جه العلو من جبا ،من طه عظا تةبه الجبا ،من َب َرٍد :أي ينز ،من تلك القطه
العظا َبَرداً ف ص ب به بما ينز ،من َب َرٍد من يةاء أن يص به ،ويصرفه عن من يةاء منهم ،يلاد سنا بر ه يذهب باألبصار:
آن الح َث رحم ً ا ،تعالىَ :و ُه َو أي يلاد ضوء البرق الذي في السحاب من شد بريقه أن يةطف األبصارَ ،
وسمى القر ُ
ال ِذي ُيَن ِز ُل ال َغي َث ِمن َبع ِد َما َقَنطُوا َوَي ُ
نشُر َرح َمَت ُه َو ُه َو ال َولِ ُّي ال َح ِميد[الةورى.]28 :
ونجد آيات عديد في كياب هللا تيحدث عن إنزا ،الح ث بمة ئ هللا لليدل ل على درته على بعث الح ا بإخ ار
النبات والثمرات ردم اً للعباد ومين لألرض ،وفي هذا أيضاً برهان على عظ م درته على البعث والحةرُّ ،
يرد به على
المةرك ن الذين أنكروا بعث الةالئق من م ار دهم بعد أن صاروا ُرفاتاً وتراباً أو عظاماً َنةرً ،ذهبت بهم الريح ،وعوامل
َنزلَنا َعَلي َها ال َماء اه َتزت َوَرَبت إِن ال ِذي أَحَي َ
اها اش َعة َفِإ َذا أ َ آي ِات ِه أَن َك َتَرى اْلَر َ
ض َخ ِ
البلى كل مذهب ،ا ،تعالىَ :و ِمن َ
َل ُمحِيي ال َموَتى إِن ُه َعَلى ُك ِل َشيء َق ِد ٌير[فصلت" .]39 :فاألرض هامد ال نبات ف ها بل هي م ي ،فإذا أ َ
َنزد ،هللا َعَل د َها ادل َماء
أخرجت من جم ه ألوان الزروع والثمار"(.)56
ابيداء ،و درته على
ً ونماء على درته على الةلق
ً ودلل هللا بنزو ،الماء على األرض الموات وفعله بها؛ خصوب ً
البعث وإح اء الموتى بعد ذلك ،وجاءت الدالئل في غ ر موضه من محلم اإلعجام.
نتم ِفي َريب ِم َن الَبع ِث َفِإنا َخَلقَنا ُكم ِمن تَُراب ثُم ِمن ُّنط َفة ُثم ِمن َعَل َقة اس إِن ُك ُ يقو ،عز من ائلَ :يا أَُّي َها الن ُ
ِج ُكم ِطفل ثُم لَِتبُلغُوا ِ ِ
ثُم من ُّمض َغة ُّم َخل َقة َو َغي ِر ُم َخل َقة لُِنَبِي َن َل ُكم َوُنقُّر في اْلَر َحامِ َما َن َشاء إَِلى أ َ
َجل ُّم َس ًّمى ثُم ُنخر ُ
ِ
ض َه ِ
امَدة َفِإ َذا أ َ
َنزلَنا َعَلي َها َشد ُكم َو ِمن ُكم من ُي َت َوفى َو ِمن ُكم من ُيَرُّد ِإَلى أَرَذ ِل ال ُع ُم ِر لِ َكي َل َيعَل َم ِمن َبع ِد ِعلم َشيئا َوَتَرى اْلَر َ
أُ
ق َوأَنهُ ُيحِيي ال َموَتى َوأَنهُ َعَلى ُك ِل َشيء َق ِد ٌير * ِ
َنب َتت من ُكل َزوج َب ِهيج * َذل َك بِأَن َ
ّللا هُ َو ال َح ُّ الماء اه َتزت َوَرَبت َوأ َ ِ ِ
َ
ور[الحج.]7-5 : ِ
ّللا َيب َع ُث َمن في ال ُقُب ِ ِ ِ
يها َوأَن َ اع َة آتَي ٌة ّل َري َب ف َ
َوأَن الس َ
وربط ب ن الماء وأصل النةأ األولى ،وما توحي به من عظ م تقديره وتدب ره ،وب ن نزو ،الماء وفعله في بعث
الح ا في األرض ،وبعث الق ام ل ثبت َو ده َن مو ف الملذب ن بالساع والبعث والجزاء ،مسينك اًر تساؤالتهم الجاحد ل و
البعث ونبأ الق ام ،ميوسالً بيضافر الحجج ليأك د درته على البعث بما نراه في ص ح الكون من آيات ،ومنها فعل الماء
ِج بِ ِه َحبا َوَنَباتا{َ }15و َجنات أَل َفافا{ }16إِن َيو َم ِ ِ في الح ا ،ا ،تعالى :وأ َ ِ
َنزلَنا م َن ال ُمعصَرات َماء ثَجاجا{ }14لُِنخر َ َ
ور َف َتأتُو َن أَف َواجا[النبأ.]18-14 : ان ِمي َقاتا{َ }17يوَم ُين َف ُخ في ُّ
الص ِ ِ ال َفص ِل َك َ
ماء مه ن ،... ،ويل ويسوق دالئل درته تي ار رابطاً ب ن الماء واإلنةاء واإلح اء ،ا ،تعالى﴿ :ألم نةلقكم من ٍ
يومئذ للملذب ن ،هذا يو ال صل جمعناكم واألول ن﴾(المرسالت ،)38 -20 :و ا ،تعالىَ :و ُه َو ال ِذي ُيرِس ُل الرَِياح ُبشرا ٍ
ِ ِ ِ ِ ِ ِِ
َنزلَنا بِه ال َماء َفأَخَرجَنا بِه من ُك ِل الث َمَرات َك َذلِ َك ُنخر ُ
ِج اه لَِبَلد مِيت َفأ َ
َبي َن َيَدي َرح َمته َحتى إِ َذا أَ َقلت َس َحابا ث َقاّل ُسقَن ُ
َنشرَنا ِب ِه َبلَدة َميتا َك َذلِ َك الموَتى َلعل ُكم َت َذكرو َن[األعراف ،]57 :و ا ،تعالى :وال ِذي َنزل ِمن السم ِ
اء َماء ِب َقَدر َفأ َ َ َ َ ُ َ
ُتخَر ُجو َن[الزخرف.]11 :
ذكر أهل األخبار أن العرب كانت في الجاهل األولى ،اذا احيبس عنهم المطر ،ويئسوا من نزوله ،يجمعون البقر
العةر ويصعدون بها في الجبل الوعر ،ويةعلون ف ها النار ،ويزعمون أن ذلك من السله و َ
َ ويعقدون في أذنابها وع ار بها
االسيمطار .ودفه األبقار إلى مم الجبا ،اسيجالباً للرحم والن ةه
د أسباب المطر ،ويسمونها بنار االسيسقاء وبنار
والةصب والة ر والرمق من الح ث طقس مجوسي(.)57
65 المجلة األردنية في الدراسات اإلسالمية ،مج ( ،)11ع ( 1436 ،)2ه2015/م ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المقاصد الداللية المستخفية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخالصة:
تموضعت أبعاد الماء منضوي تحت ثالث مقاصد لم تكن في ميناو ،القراء األولى لآليات المعن بالماء ،وتحيا
السينباتها إلى ت كر وتدبر من أولي األلباب.
فقد جاءت اويات اليي تةص إيجاد الماء وتوف ره بإنزاله من السماء تةص صًا في كل اويات القرآن ؛ أي أنه بإراد هللا ومن
عند هللا ،حيى ماء الع ون اليي تي جر من األرض ينزله من السماء ثم يسلكه يناب ه في األرض؛ ل ةص الماء بقدرته وحده
المدنز ،باسيعما،
سبحانه ويحبط مماراتهم في ذلك ،وجاء إسناد هذا ال عل هلل وحده مبن ًا للمعلو بص غ ميعدد ،أغلبها حمل تعظ م ُ
ماء" وتأك د اإلسناد إل ه مثل وله" :وهو الذي ينز ،الماء" و"وهو الذي ينز ،الح ث"
ص ح الجمه "أنزلنا الماء" و"وأنزلنا من السماء ً
ماء" .وإن تكرار هذه الص غ ،وإسناد فعل اإلنزا ،هلل وحده؛ لليدل ل على اليمل ن واليصرف ،ثم
و"ألم تر أن هللا أنز ،من السماء ً
جعل عرشه على الماء دالل على الس طر اليام عل ه.
66
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المجلة األردنية في الدراسات اإلسالمية ،مج ( ،)11ع ( 1436 ،)2ه2015/م
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ إبراهيم أبو علوش وأحمد الحراحشة
في ح ن أن القران الكريم لم يسيعمل فعل اإلنزا ،للمطر؛ ألن المطر ل س رحم منه وإنما عذابًا وأذى ،فاخيصاصه
بالرحم أ وى من اخيصاصه بالعذاب وأشمل ،فالرحم دوالب الكون والعذاب عثرته ،و د جاء اسيعما ،فعل المطر مبن اً
للمجهو ،أح اناً "القري اليي أُمطرت مطر السوء" ل دلل على أن رحميه أوسه من عذابه ،وأن الممطرين ،أُمطروا بأفعالهم،
فكان عا ب المجرم ن ،و د اسيعمل المبني للمعلو أيضاً لليدل ل على أن الةر والسوء واألذى بأمر هللا ،وجاء ال عل في آيات
المطر بص ح الماضي "أمطر" ،وأن المقصود ل س المةاطب ن ،وإنما أ وا سبقت ،ك رت بأنعم هللا فأذا هم ألواناً من
العذاب ،بالماء ماد الةلق واإلح اء أح اناً ،فكان المطر لليره ب والعظ .
أما المقصد الثاني فجاء بعد تأك د اليملن واليصرف بالماء والس طر عل ه بإنزاله مقد اًر بإحلا دورته في الكون ،أكد
ماء
حي ،وب ن هوان خلق الناس من ماء مه ن ول س ً على أن الماء أصل الةلق ،وأنه سبحانه خلق من الماء كل شيء ٍ
فةلق البةر أهون على هللا من خلق آيات هللا األُخرى؛ كالسموات واألرض
ُ عزي اًز؛ ل زيل من ن وسهم الكبر والعنت واليحدي،
كل ذلك ل عيرفوا له بالةلق ويقروا له بالعبودي .
والماء العزيز ب نهماُّ ،
وفي المقصد الثالث؛ تدر صاحب األمر والةلق مه عقولهم ،وعرض عل هم فعل الماء بعد إنزاله من السماء على
األرض إلح ائها بعد الموت المعاين من بلهم سنوياً؛ ل قنعهم بقدرته على إح ائهم بعد الموت أيضاً :ألنهم كانوا في شك
من ذلك ،فالقادر على إح اء األرض ادر على إح ائهم؛ ألن إح اء األرض أكثر تعق داً من إح اء البةر لوجود بقايا األموات
في اللحود ،أما موت األرض موت لكل ما عل ها من نبات وحرك ،وييكرر أمامهم في كل عا ينحبس ف ه الح ث ،ثم تح ا
يةبرون فعل الماء باألرض؛ فهم أهل صحراء تح ا أمامهم وتموت ،ولكن الهدف تذك رهم بذلك؛ لكي
في أعوا الةصب ،وهم َ
ييقبلوا فكر إح ائهم بعد موتهم وبعثهم من جديد ،وإنهم راجعون إل ه؛ ل حاسبهم د
إن لم يؤمنوا به ،ويقروا له بالعبودي
واالسيسال .
ومن أجل اعيرافهم بعبودييهم هلل وإ رارهم بها له وحده ،على خ ر وجوه القناع والقبو ،،أخضه رب العالم ن البةري
ليجرب العبودي ،وكانت منيةر في كل األمم القديم ،ح ث انقسم الةلق إلى ساد و عب د؛ وذلك ليدريب البةري بداي على
عباد بعضهم بعضاً ،ف ةبروا سوتها على الن س البةري ؛ ل سهل بعد ذلك على األديان والرسل إ ناعهم بأن العبودي أحق
أن تكون هلل رب العالم ن؛ الذي خلقهم وهو الذي يرم هم و ية هم إذا مرضوا ،ويح هم ويم يهم ،وهو القادر على بعثهم
بعد ذلك ،كقدرته على بعث الح ا في األرض بعد موتها.
وفي عباد هللا يةعر اإلنسان معها بالسعاد الحامر ؛ وهي أخف وطأ على الن س البةري من عباد اإلنسةان
ال ،وأعظم شرفًا ،وأعز منزل وأر اها؛ فك ف كان يقبل اإلنسان أن يعبد ذاك اإلنسان الضع ف مثله؛ الذي ال لإلنسان ،وأكثر عد ً
ان ال َك ِافُر َعَلى حو ،له وال و ؛ ال يةلق وال يح ي وال يم ت بل يموت هو :ويعبُدو َن ِمن ُدو ِن ِ
ضُّرُهم َوَك َ
ّللا َما َّل َينَف ُع ُهم َوَّل َي ُ ََ ُ
ظ ِه ا
ير[ال ر ان.]55-54 : رب ِ
ِه َ َ
أن تكون عبداً هلل؛ ال عبداً لحاكم وال
ثم بعد ذلك ترتقي البةري بعبودييها لةالقها؛ ألن ذلك أشرف مراتب اإلنسان ؛ د
ذين ِ
ادي ال َ
لس د وال عبداً للما ،والةهوات ،وييجلى الةطاب الرباني لةلقه بأجمل عبارات الةطاب في وله تعالى :يا عَب َ
أسَرفوا َعَلى أنُف ِسهم ّل َتقَنطوا من َرح َم ِة للا[الزمر ]53 :ح ث حملت أجمل معاني الرحم والة ق والمحب ؛ لذلك بدأت األديان
أن عاشت البةري هذه اليجرب ع اناً ،وكان العب د هم السبا ن إلى اتباع الرسل ،ح ث
بعد ذلك تنادي بيحرير العب د ،بعد د
أخرجيهم األديان من جور عباد العباد إلى عد ،عباد رب العباد ،وساوت ب نهم وب ن سادتهم في العبودي لرب العالم ن .
ِ ِ ِ
ق ُك ِل ذي علم َعل ٌ
يم[يوسف]76 : َ وَفو َ
الهوامش:
67 المجلة األردنية في الدراسات اإلسالمية ،مج ( ،)11ع ( 1436 ،)2ه2015/م ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المقاصد الداللية المستخفية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( )1ص ةةح ح ابن حبان بيرت ب ابن بلبان ،تحق ق :ش ةةع ب األرناؤوط :مؤس ةس ة الرس ةةال ،ب روت ،ط ،3ص ،277 -276حديث ر م:
،75والطبراني 105/10وغ رهما والحديث حلم عل ه الة ة ة ة خ األلباني بالض ة ة ةةعف وأورده في كياب ض ة ة ةةع ف الجامه الص ة ة ةةح ر
بر م.)2989 : لأللباني /طبع المليب اإلسالمي ص 193 :بر م ،1338 :وأورده في السلسل الضع
( )2الزركةة ة ة ة ة ة ةةي ،بةدر الةدين محمةد بن عبةد هللا :البرهةان في علو القرآن ،تحق ق مصة ة ة ة ة ة ةةط ى عبةد القةادر عطةا ،دار الكيةب العلم ة ،
/ 2ص .185 ب روت ،ط1988 ،1
( )3انظر :ش ةةرح المحقق ش ةةع ب األرناؤوط على الحديث ،ص ةةح ح ابن حبان بيرت ب ابن بلبان ،تحق ق :ش ةةع ب األرناؤوط :مؤس ةس ة
الرسال ،ب روت ،ط،277 -276 ،3
( )4س ة ةةنن الدار طني ،علي بن عمر الدار طني أبو الحس ة ةةن(ت 385ه) ،تحق ق :ش ة ةةع ب األرناؤوط وآخرون ،ط ، 2004 ،1مؤس ة ةس ة ة
َخ َرَج ُه أ َُبو ُن َع د مٍ َو َغ د ُرهُ م دن َحديث دابن َعب ٍ
اس.وانظر بذيله الرسة ةةال ،ب روت 5 : ،ص ،255 :كياب النوادر ،حديث ر م ،4276 :أ د
حاش ة أبي الط ب محمد آبادي في ن س المصةةدر المسةةما اليعل ق المحني على الد ار طني .و ا ،أبو الط ب محمد آبادي " :ذكره
السة وطي في الجامه الصةح ر ،عن عمر بن الةطاب و ا ،شةارحه العزيزي في شةرحه السة ار المن ر :إسةناده حسةن وهللا أعلم"( :
،5ص .)254 :وانظر علةةل الحةةديةةث ألبي حةةاتم ر م ،1764 :وانظر الجةةامه في الجرح واليعةةديةةل جمه وترت ةةب أبي المعةةاطي
النوري ومن معةةه .وانظر :ال ردوس بمةةأثور الةطةةاب 3 :ص .228 :وانظر :النهةةاي ة في غريةةب الحةةديةةث واألثر .لإلمةةا ابن
لأللباني ( .)127 / 3وانظر: األث ر .المجلد األو .،حرف الحاء .باب الحاء مه الم م .وانظر :سة ة ة ة ة ةةلس ة ة ة ة ة ة األحاديث الضة ة ة ة ة ةةع
الزركةي ،بدر الدين محمد بن عبد هللا :البرهان في علو القرآن/2 ،ص.180
( )5الحديث في صةح ح البةاري ،48/1 ،و صةح ح مسةلم ،حديث 138من فضةائل الصةحاب .وانظر :الزركةةي ،بدر الدين محمد
بن عبد هللا :البرهان في علو القرآن / 2 ،ص ،177وص.189
( )6الحزالي ،أبو حامد محمد بن محمد :واعد العقائد من إح اء الدين ،تقديم :د .رضة ة ةوان السة ة ة د ،دار ا رأ ،ب روت ،ط، 1983 ،1
ص.59-58
( )7انظر :الحزالي ،أبو حامد :المسة ةةيص ة ة ى من علم األصة ةةو ،،تحق ق :الة ة ة خ إبراه م محمد رمضة ةةان ،دار األر م بن أبي األر م ،ب روت،
:1ص ،387وانظر :الحزالي ،أبو حامد محمد بن محمد :واعد العقائد من إح اء الدين ،ص5859؛ ومن الصة ات اليي ،1994
أولها المعيزل :الرؤي ،السم ه البص ر ،المع ار ،عذاب القبر ،الم زان والصراط و جمل من أحلا اوخر.
( )8الجرجاني ،عبد القاهر :دالئل اإلعجام ،تحق ق محمود شة ة ة ة ةةاكر ،مليب الةانجي القاهر ،ط ، 1989 ،2ص .445وانظر :عبد
الح ار ،الس د أحمد :اليأويل وصليه باللح ،دار المعرف الجامع ،اإلسلندري ، 1995 ،ص.162
( )9انظر :ض ةوابط اليأويل :أن يلون المعنى الذي ص ةةرف إل ه الل ظ من المعاني اليي يحيملها ،وأن يلون اليأويل مس ةةينداً إلى دل ل
ص ة ة ة ةةح ح ويلون أ وى من الظاهر ،وأن يلون الميأو ،أهالً لذلك ،وأن ال ييعارض اليأويل مه نص طعي ،أو معلو من الدين
بالضةةرور ،انظر :ض ةوابط اليأويل عند األصةةول ن ،م د أبو عمة ة مجل د ارسةةات ،الجامع األردن ،المجلد (20أ) ،العدد،1
،1993ص .193233
( )10الرامي ،محمد بن أبي بلر (ت حوالي691ه( :مةيار الصة ة ة ة ة ة ةةحاح ،دار القلم ،ب روت( ،موه) ،ص ،640وابن منظور ،محمد
بن ملر (ت 711ه :) 1211/لسان العرب ،دار صادر ،ب روت( ، 2003 ،موه).
( )11الثعالبي ،أبو منصة ةةور (ت 429ه( :فقه اللح وسة ةةر العرب ،تحق ق محمد صة ةةالح موسة ةةى ،مؤسة ةسة ة الرسة ةةال ،ب روت ،ط،1
، 2010ص ،282و الزمةةة ة ة ة ة ة ةةري ،محمود بن عمر (538-467ه( :أسة ة ة ة ة ة ةةاس البالغ ،تحق ق :عبد الرح م محمود ،دار
المعرف -ب روت ، 1982 ،ص ( ،440موه).
( )12الرامي ،مةيار الصحاح( ،موه) ،ص .640
( )13علي ،جواد :الم صل في تاريخ العرب بل اإلسال ،3 ،مج ،1ص.1016
68
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المجلة األردنية في الدراسات اإلسالمية ،مج ( ،)11ع ( 1436 ،)2ه2015/م
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ إبراهيم أبو علوش وأحمد الحراحشة
69 المجلة األردنية في الدراسات اإلسالمية ،مج ( ،)11ع ( 1436 ،)2ه2015/م ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المقاصد الداللية المستخفية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
70
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المجلة األردنية في الدراسات اإلسالمية ،مج ( ،)11ع ( 1436 ،)2ه2015/م