Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 16

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ إبراهيم أبو علوش وأحمد الحراحشة‬

‫المقاصد الداللية المستخفية آليات الماء في القرآن الكريم‬


‫د‪ .‬أحمد محمد الحراحشة**‬ ‫د‪ .‬إبراهيم محمد أبو علوش*‬
‫تاريخ قبول البحث‪2013/3/28 :‬م‬ ‫تاريخ وصول البحث‪2012/10/7 :‬م‬
‫ملخص‬
‫لورود الماء بأنواعه‬ ‫تناولت هذه الد ارسة ة آيات الماء في القرآن الكريم؛ إلظهار المقاص ةةد المس ةةية‬
‫المةيل في سة ة ة ا ات مينوع ؛ ميباين أح اناً‪ ،‬ومي ق أح اناً‪ ،‬وميضة ة ةةاد أح اناً أُخرى‪ ،‬غ ر أن مقاصة ة ةةدها‬
‫البع ةد بق ةت بع ةد المنةا‪ ،،‬تنةدر في المعنى الثةاني أي معنى المعنى كمةا سة ة ة ة ة ة ةمةاه الجرجةاني‪ ،‬الةذي حةا‬
‫حوله بعض الباحث ن ولم يقعوا عل ه ف ما سبق من دراسات على حد معرفينا‪.‬‬

‫‪Abstract‬‬
‫‪This study tackles the Qura’nic verses which mentioned water. It aims to demonstrate‬‬
‫‪the invisible purposes behind mentioning this invaluable resource in its different forms in‬‬
‫‪a variety of contexts and denotations. These denotations are found to be different‬‬
‫‪sometimes, in line sometimes, and conflicting in some other times. However, in all the‬‬
‫‪cases the exact purpose of their denotations mentioning are difficult to reach. Sometimes,‬‬
‫‪these denotations may fall under second meaning – which is called by AlJorjani- as the‬‬
‫‪meaningful sense. This concept has not been tackled and in dept by researche‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫ٍ‬
‫أحرف‪ ،‬لكل آي منه ظهر وبطن‪ ،‬ا‪ ،‬رسو‪ ،‬هللا ‪" : ‬أنز‪ ،‬القرآن على سبع أحرف لكل آي‬ ‫نَ َزَ‪ ،‬القرآن على سبع‬
‫منها ظهر وبطن‪" ،)1("...‬ومعنى وله ظهر وبطن‪ ،‬ف ي تأويله أربع أ وا‪ :،‬أحدها‪- :‬وهو و‪ ،‬الحسن‪ -‬إنك اذا بحثت‬
‫عن باطنها و سيه على ظاهرها و ت على معناها الثاني‪ .‬والثاني‪ :‬و‪ ،‬أبي عب د ‪-‬القاسم بن سال ‪ -‬أن القصص ظاهرها‬
‫اإلخبار بهالك األول ن‪ ،‬وباطنها عظ لآلخرين وتحذيرهم أن ي علوا ك علهم ف حل بهم مثل ما حل بهم من عقوبيه‪ .‬والثالث‪:‬‬
‫(‪.)2‬‬
‫اله بعض الميأخرين‪ :‬إن ظاهرها ل ظها وباطنها تأويلها‪ .‬و و‪ ،‬أبي عب د ‪-‬صاحب غريب الحديث ‪-‬أ ربها"‬
‫"و د فسر الطبري ‪-‬رحمه هللا‪ -‬الجمل األخ ر فقا‪ :،‬فظهره‪ :‬الظاهر في اليالو ‪ ،‬وبطنه‪ :‬ما بطن من تأويله‪ ،‬ولم يرد‬
‫الطبري العبث بدالالت أل اظ القرآن‪ .‬وعلق على الحديث محمود شاكر‪ ،‬فقا‪ :،‬الظاهر‪ :‬هو ما تعرفه العرب من كالمها‪،‬‬
‫"(‪.)3‬‬
‫وما ال يعذر أحد بجهاليه من حال‪ ،‬وح ار ‪ .‬والباطن‪ :‬هو الي س ر الذي يعلمه األنب اء باالسينباط وال قه‬
‫أحد من الُ قهاء باب اليأويل لكي يبقى‬
‫والقرآن الكريم دسة ةةيور محلم للبةة ةري لم ُيقطه بمعان ه أوان نزوله‪ ،‬ولم ُي دحل دق ُ‬
‫ظاهر ل ظها إلى َمعناها‪ ،‬فقد روي عن الرس ةةو‪ ،‬‬
‫ُ‬ ‫حاضة ة اًر وص ةةالحاً في كل ممان وملان؛ ألن بعضة ةاً من اويات لم يوف‬
‫وله‪" :‬القرآن ذلو‪ ،‬ذو وجوٍه محيمل ‪ ،‬فاحملوه على أحسةن وجوهه"(‪ ،)4‬ونظ ًار لضةرور اليأويل ف ما يحيا إل ه في كياب هللا دعا‬
‫الرسو‪  ،‬البن عباس ‪ ‬بقوله‪" :‬اللهم فقهه في الدين وعلمه اليأويل"(‪.)5‬‬
‫ولم يقيصر عمل ال قهاء على فهم الةطاب القرآني فهماً عم قاً ييجاوم المعاني السائح على السطح‪ ،‬بل تعداه إلى‬
‫* أسياذ مساعد‪ ،‬سم اللح العرب ‪ ،‬جامع آ‪ ،‬الب ت‪.‬‬
‫** أسياذ مساعد‪ ،‬سم اللح العرب ‪ ،‬جامع آ‪ ،‬الب ت‪.‬‬

‫‪55‬‬ ‫المجلة األردنية في الدراسات اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)11‬ع (‪ 1436 ،)2‬ه‪2015/‬م ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫المقاصد الداللية المستخفية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫وم َن َه اليأويل‪ ،‬لم يجد‬


‫األحاديث النبوي الةري ‪َ ،‬ف ُ دذ َك ُر أن اإلما أحمد بن حنبل؛ وهو ممن تصدى لالتساع في الدالالت َ‬
‫ُبداً من تأويل ثالث أحاديث(‪ .)6‬وأما األشعري فعمدوا إلى تأويل الص ات‪ ،‬وتركوا ما ييعلق باوخر على الظاهر‪ ،‬ومنعوا‬
‫تأويله‪ ،‬وأما المعيزل ُ فقد توسعوا في تأويل جمل من الص ات(‪.)7‬‬
‫وحرياً بمن ييصدى لي س ر النصوص‪ ،‬والدين منها خاص ‪ ،‬أن ينقر ف ما وراء المعاني األَُو‪ ،‬المباشر؛ ل صل إلى‬
‫أن يبحث عن معنى المعنى؛ لمعرف مراد الميكلم ومقاصد النص‪ ،‬فكث اًر ما جانب‬‫دالالتها الةمول الميواري عن السطح‪ ،‬و د‬
‫الصواب بعض الذين تعاوروا على ت س ر النصوص العم ق ‪ ،‬ح ث اكي وا بالمعاني المباشر‪ ،‬والنصوص العم ق ال تعط ك‬
‫معان ها من القراء األولى‪ ،‬ويلون لمعنى المعنى دالليان‪" :‬دالل الل ظ على المعنى‪ ،‬ودالل المعنى الذي د‪ ،‬الل ظ عل ه على‬
‫معنى ل ظ آخر"(‪)8‬؛ ولذلك كان للمعاني الثواني ال ضل والمزي على المعاني األ َُو‪.،‬‬
‫وي َع ُّد البحث عن الدالالت الةمول العم ق من أهم النوافذ إلضاء النص ال قهي المليوب وأن عها‪ ،‬والحاج إل ه‬
‫ُ‬
‫ٍ‬
‫ائم ُ ما بق ت األل اظ محدود والمعاني مطلق مي اوت ‪ ،‬وما اسيمرت األممان والعقو‪ ،‬مةيل ‪ ،‬والحاجات في تزايد مه‬
‫السلوت على ظاهرها‪ ،‬حسب ضوابط‬
‫ُ‬ ‫عندما ال ُي دح َس ُن‬ ‫الزمن؛ السينباط األحلا الةرع ب هم مرامي األل اظ المسية‬
‫اليأويل اليي وضعها العلماء(‪.)9‬‬

‫مسوغات البحث‪:‬‬
‫تأتي مسوغات البحث من إغ ا‪ ،‬كث ر من الناس المقاصد الدالل البع د لبعض آي الذكر الحل م‪ ،‬ح ث يؤكد رب‬
‫آياتنا َل َغ ِ‬
‫افلون‪[‬يونس‪ ،]92 :‬ومن عد تدبر‬ ‫اس عن ِ‬
‫العالم ن في موضه اليأن ب هذه الح ل في وله تعالى‪ :‬وإن َكثي ار ِم َن الن ِ‬
‫ض َو َما َبيَن ُه َما ِإّل‬ ‫محامي آيات القرآن الكريم‪ ،‬والي كر في أسرارها‪ :‬أَوَلم ي َت َفكروا ِفي أَن ُف ِس ِهم ما َخَلق ّللا السماو ِ‬
‫ات َواْلَر َ‬ ‫ََ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ‬
‫اء َرب ِِهم َل َك ِافُرو َن‪[‬الرو ‪ ،]8-7 :‬إذ كانت مثل هذه المقاصد الدالل المسية محل‬ ‫اس ِبلَِق ِ‬
‫ير ِم َن الن ِ‬
‫َجل ُم َس ًّمى َوإِن َكِث ا‬
‫ِبال َح ِق َوأ َ‬
‫تساؤ‪ ،‬من بل الطلب ؛ مثل‪ :‬لماذا ركز القرآن الكريم على أهم الماء ودوره في الةلق؟ وما سر تكرار صور در الماء على‬
‫إح اء األرض بعد موتها؟ على الرغم من كونه معروفاً عند العرب؟ وما الحلم من اليجارب العمل اليي عاشيها البةري ؟‬
‫سبه عجاف‪ ،‬وما الحلم من‬
‫ومنها ت س ر س دنا يوسف ‪ ‬لرؤيا حاكم مصر في تعرض مصر لسبه سن ن خص ب ‪ ،‬تل ها ُ‬
‫ذلك؟ وبعض األحوا‪ ،‬اليي وردت في القصص القرآني حو‪ ،‬أنب اء هللا ورسله‪ ،‬ولم نجدها في الي اس ر‪ ،‬وأهم أسلوب‬
‫القرآن الكريم الذي تيدر آياته في إ ناع الناس بطريق تنطلق من الحقائق الكون الظاهر للع ان اليي ال مراء ف ها‪ ،‬ح ث‬
‫اليي لم يع ةوها ولم يعاينوها‪،‬‬ ‫المسيقبل‬
‫المسلمات الح ب‬
‫خبرها الناس‪ ،‬وعاشوها تجرب عمل ؛ ل ؤكد بعد ذلك على ُ‬
‫فوجب عل هم االعيقاد بها واإليمان بحيم تحققها‪ ،‬اساً على ما مر بهم من تجارب ح ؛ ومنها على سب ل اليمث ل؛‬
‫ترك ز كث ر من آيات القرآن الكريم على در إح اء األرض بعد موتها‪ ،‬وهو المةهد الذي ييكرر أما أع نهم في كل عا ‪،‬‬
‫وهذا مدار بحثنا‪.‬‬

‫أهداف البحث‪:‬‬
‫ييح ا البحث مياد فهم أسلوب القرآن الكريم في اليدر إل ناع الناس بواسط اليرك ز على الحقائق الطب ع الميمثل‬
‫بالقصص القرآني وضرب األمثل وإخضاع الناس ليجارب عمل ليحق ق المقاصد الدالل عن طريق أسال ب اللح المينوع‬
‫واليصديق بالمسلمات اليي كان يدور حولها الةك كقدرات هللا ‪ ‬اليي ال تحصى ومنها؛ درته على خلق اإلنسان وإح ائه‬
‫من جديد‪ ،‬هذه القدر اليي كان العرب في شك كب ر منها‪ ،‬ح ث كان اعيقادهم أن ماه ح اتهم‪ ،‬إنما هي الح ا الدن ا‪،‬‬
‫وما يهلكهم إال الدهر‪ ،‬وأن الناس غ ر مبعوث ن في يو آخر‪ ،‬فحثهم على النظر واليدبر والي كر في ص حات الكون‪،‬‬
‫‪56‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المجلة األردنية في الدراسات اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)11‬ع (‪ 1436 ،)2‬ه‪2015/‬م‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ إبراهيم أبو علوش وأحمد الحراحشة‬

‫ين َك َفروا أَن السماو ِ‬


‫ات‬ ‫ِ‬
‫ََ‬ ‫ومنها دور الماء في الطب ع ‪ ،‬وتب ن سر الةلق واليكوين لعلهم يؤمنون‪ ،‬ا‪ ،‬تعالى‪ :‬أ ََوَلم َيَر الذ َ ُ‬
‫اهما وجعلَنا ِم َن الم ِ‬
‫اء ُكل َشيء َحي أَ َف َل ُيؤ ِمُنو َن‪[‬األنب اء‪.]30 :‬‬ ‫َ‬ ‫ض َكاَن َتا َرتقا َف َف َتقَن ُ َ َ َ َ‬
‫َواْلَر َ‬
‫ومن اليجارب العمل اليي أخضه هللا ‪ ‬المصري ن ممن ال راعن ‪-‬كما أخبرنا القرآن الكريم‪ -‬في ص يوسف ‪‬‬
‫طلب من الناس أن ال يدخروا‬
‫الميمثل بالسن ن السبه الةص ب اليي تحل ف ها األرض‪ ،‬وتعطي غاي طا يها من إنيا القمح‪ ،‬و ُ‬
‫جهداً في الزراع في هذه السنوات‪ ،‬وبذ‪ ،‬الجهد في جمه الحال‪ ،،‬وادخار ما ي ض عن حاجيهم إلى سنوات عجاف ادمات‬
‫وصدق تعب ر يوسف‬
‫َ‬ ‫ال محال ‪ -‬حسب ت س ر يوسف ‪ ‬للرؤيا‪ -‬ييو ف ف هن العمل‪ ،‬وتعجز األرض عن اإلنيا والعطاء‪،‬‬
‫الرؤيا؛ فمن ادخر لسني المحل والقحط أمن وعاش ونجا‪ ،‬ومن لم يدخر جاع وهلك‪.‬‬
‫وحلم هللا ‪ ‬في ذلك تيجلي للو وف مه يوسف ‪ ‬ومعاونيه على إ ناع المصري ن في دعوتهم إلى هللا بعد ذلك؛‬
‫وأن الح ا الدن ا مثل سنوات الةصب والعطاء‪ ،‬والح ا األخرى مثل سنوات القحط اليي يعجز ف ها اإلنسان عن العمل‬
‫ويأكل مما ادخر؛ ألن المصري ن عاشوا دهو اًر يعبدون فراعنيهم الميأله ن‪ ،‬الذين أوهموا الناس بأن الحساب والعذاب‪،‬‬
‫والعقاب والجزاء من َبلهم وحدهم‪ ،‬وأنه محصور في الدن ا‪ ،‬وأنه ال آله لهم غ رهم‪ ،‬كل ذلك ل يةلوا عن تأل ه فراعنيهم‬
‫وينوبوا إلى بارئهم‪ ،‬وأنه سوف يبعثهم بعد البلى والموت‪ ،‬وهم راجعون إل ه؛ ل حاسبهم على أعمالهم في ح اتهم الدن ا؛ وذلك‬
‫ل سيسلموا له ويقروا بعبودييهم هلل خالقهم‪ ،‬ال إلى حلامهم من ال راعن ؛ ألنه كان من الصعب على س دنا يوسف‪ ‬إ ناعهم‬
‫دون هذه اليجرب العمل الوا ع ‪ ،‬واليجرب أكمل برهان‪ ،‬وأ وى ب ان لإل ناع‪ ،‬ثم ل سي قنوا من نبو يوسف ‪ ‬بعدما صدق‬
‫ان َرُّب َك َق ِديرا‪َ ،‬وَيعُب ُدو َن ِمن‬ ‫اء ب َشرا َفجعَل ُه َنسبا و ِ‬
‫صه ار َوَك َ‬ ‫َ َ‬ ‫ََ‬
‫ِ‬ ‫الرؤيا‪ ،‬وأنه مرسل من رب األرباب‪ :‬و ُهو ال ِذي َخَل ِ‬
‫ق م َن ال َم َ‬‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ير‪[‬ال ر ان‪]55-54 :‬؛ وذلك ليةل صهم من عباد الحلا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ان ال َكافُر َعَلى َربِه ظَ ِه ا‬ ‫ُدو ِن ِ‬
‫ضُّر ُهم َوَك َ‬
‫ّللا َما َّل َين َف ُع ُهم َوَّل َي ُ‬
‫وال راعن ‪ ،‬ول عودوا إلى فطرتهم في عباد رب العباد‪.‬‬

‫الماء في القرآن الكريم‪:‬‬


‫األصل اللحوي لكلم ماء هو َم َوهُ باليحريك‪ ،‬ألنه ُيجمه على م اه وأمواه كثر و ل ‪ ،‬والهمز ف ه مبدل من الهاء‪،‬‬
‫َماه و أ دَم َهى‪ ،‬وح روا‬
‫ماء كث اًر ل‪ :‬أ َ‬
‫البئر‪ ،‬فوجد ً‬
‫وم َوديه ‪ ،‬والنسب إل ه مائي وماوي ‪ ،‬فإذا ح ر الرجل َ‬
‫(‪)10‬‬
‫وتصح ره ُم َوديه ُ‬
‫حيى أماهوا‪ :‬بلحوا الماء‪ ،‬وأم هوا حوضلم‪ :‬اجمعوا ف ه الماء‪ ،‬وماهت الس ن ‪ :‬دخل ف ها الماء‪ ،‬وأماهت األرض‪ :‬ظهر‬
‫بزها‪ ،‬وما أحسن موه وجهه‪ :‬ماءه ورونقه(‪ ،)11‬و"موه" الةئَ تمويهاً طاله ب ض أو ذهب وتحت ذلك نحاس أو حديد(‪.)12‬‬
‫وبذا ندرك أن األصل في معنى "موه" و"تمويه" بمعنى اليلب س ومحاول تجم ل الةيء يعود إلى إضاف الماء أو وجوده‬
‫ف ه مما يسبغ عل ه الحسن والجما‪.،‬‬
‫يأتي الماء سبباً للح ا أو الموت؛ ح ث يمثل الح ا إذا جاء غ ثاً نافعاً رهواً سهواً‪ ،‬يطبق البطاح ويمأل الحدران‬
‫والطوامي‪ ،‬ويجري الس و‪،‬؛ ل صل الماء إلى األرض المظلوم ‪ ،‬ولهذا ي رح أهل الصحراء بنزوله ويسيبةرون وال س ما إذا كان‬
‫ويهنئ بعضهم بعضاً بانصبابه لما يص بهم جم عاً من خ ر عم م‪ ،‬ولكنه د يص ر نقم إذا نز‪،‬‬ ‫نزوله بعد حط وجدب‪ُ ،‬‬
‫مط اًر هدا اًر‪ ،‬يليسح كل شيء يجده أمامه‪ ،‬يحرق القرى واليجمعات ويأخذ األنعا والبةر‪ ،‬مثل ما كانت تصاب بها مل كث اًر؛‬
‫لو وعها في و ٍاد على طرف ه جبا‪ ،،‬فيؤذي الس و‪ ،‬البلد والحر ‪ ،‬وكث اًر ما كانت تقا الرد لمنه الس و‪ ،‬من إغراق الحر‬
‫والب وت(‪ ،)13‬و د هددت الس و‪ ،‬يثرب أيضاً بالحرق على الرغم من أنها ل ست في واد‪ ،‬وذلك من س ل مهزوم‪ ،‬و د أ ا س دنا‬
‫عثمان بن ع ان ‪ ‬ردماً لمنه س ل هذا الوادي من إغراق المدين (‪.)14‬‬
‫بمعان كث ر ‪ ،‬فذكر ثالث وعةرين نوعاً من الماء لكة ٍل‬
‫ٍ‬ ‫وورد "الماء" في القرآن الكريم في ثالث وسي ن موضعاً‬

‫‪57‬‬ ‫المجلة األردنية في الدراسات اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)11‬ع (‪ 1436 ،)2‬ه‪2015/‬م ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫المقاصد الداللية المستخفية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ص يه وطب عيه الةاص ‪ ،‬وجاءت على ثالث أبعاد‪ ،‬أغلبها جاء على البعدين األول ن‪ ،‬وهما ميضادان؛ حمل األو‪ ،‬منهما‬
‫معنى العذاب واألذى‪ ،‬وحمل البعد الثاني معنى الح ث وال ر والمعون ‪ ،‬وجاء في البعد الثالث حامالً معاني تيعلق بماه‬
‫الماء وتكوينه‪ ،‬وأنه بداي ً‪ ،‬وهو منةأ الح ا ‪ ،‬وأصل الةلق‪.‬‬
‫والمطرد في مجيء دالالت الماء في البعدين األول ن الميضادين مقيصر على وجه واحد منهما في كل مرّ ٍّ ‪،‬‬
‫فكانت تأتي سبباً للح ا في موضه وسبباً للموت في موضه آخر‪ ،‬ولكنها حملت المعن ن معاً في اوي الكريم ‪ ،‬ح نما‬
‫ط به‬‫اختَل َ‬ ‫الدنيا َكماء أنزلناه ِم َن الس ِ‬
‫ماء َف َ‬ ‫ضرب هللا المثل للح ا وفنائها بالماء في وله تعالى‪ :‬واضرِب َلهم م َثل الح ِ‬
‫ياة ُّ‬ ‫ُ َ َ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫قتد ار‪[‬الكهف‪.]45 :‬‬ ‫ان للا َعلى ِ‬
‫كل َشيء ُم َ‬ ‫ِ‬
‫ِياح َوَك َ ُ‬
‫وه الر ُ‬
‫ذر ُ‬
‫أصب َح َهشيما َت ُ‬
‫اْلرض َف َ‬ ‫ات‬
‫َنَب ُ‬
‫جاء الماء في البعد األو‪ ،‬وهو العذاب واألذى محاك اً بذلك دالالت كلم "مطر" المنزاح عن دالليها المعروف‬
‫الحائم حو‪ ،‬اإلرواء والسق ا‪ ،‬ولكن بل ظ الماء بدالالت العذاب والطوفان والحرق‪ ،‬ا‪ ،‬تعالى في عذاب و نوح‪َ  :‬ف َف َتحَنا‬
‫ض ُعُيونا َفال َت َقى ال َماء َعَلى أَمر َقد قُ ِدَر‪[‬القمر‪ .]12-11 :‬والماء المنهمر‪:‬‬ ‫اب الس َماء بِ َماء ُّمن َه ِمر * َوَفجرَنا اْلَر َ‬ ‫أَب َو َ‬
‫الميدفق بح ازره ول يرات طويل من السماء ف هلك الزرع والحرث‪ .‬ومن اويات اليي حملت هذه المعاني‪ ،‬وله تعالى‪ :‬إِنا‬
‫اءك َوَيا َس َماء أَقلِ ِعي َو ِغ َ‬
‫ض ابَل ِعي م ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يض‬ ‫َ‬ ‫ط َغى ال َماء َح َملَنا ُكم في ال َجارَِية‪[‬الحا ‪ ،]11 :‬و وله تعالى‪َ  :‬وِق َ‬
‫يل َيا أَر ُ‬ ‫َلما َ‬
‫يل ُبعدا لِل َقومِ الظالِ ِم َ‬ ‫ِ‬
‫ين‪[‬هود‪ ،]44 :‬والماء المح ض‪ :‬هو الذي نز‪ ،‬في األرض‬ ‫ال َماء َوقُض َي اْلَمُر َواس َت َوت َعَلى ال ُجوِد ِي َوِق َ‬
‫ض) على ص ح ُفع َل الدال‬ ‫الماء‪ُ :‬فع َل به ذلك‪ ،‬فجاء ال عل (غ د َ‬ ‫ُ‬ ‫ض‬ ‫ونقص‪ ،‬وغ د َ‬‫َ‬ ‫ض َب‬‫ون َ‬
‫وغاب ف ها‪ ،‬وغاض الماء‪ :‬ل َ‬
‫آمر‪ ،‬و در ادر(‪.)15‬‬ ‫يحض إال بأمر ٍ‬ ‫أنه لم د‬
‫االنزياح (‪ )16‬للح القرآن الكريم في اويات السابق ‪ ،‬يلحظ اسيعما‪ ،‬القرآن الكريم للقرائن‬ ‫إن المسيقرئ للةاص‬
‫المينوع ؛ ليأخذ دالالتها المقصود اليي تيوافق مه س اق اويات‪ ،‬ف ي اويات اليي جاءت في س اق الحديث عن حادث‬
‫مثل ب ان شد انصباب الماء‪ ،‬فقا‪ ﴿ :،‬ماء‬ ‫الطوفان الكون العظمى ممن س دنا نوح فضالً عن بعض القرائن الل ظ‬
‫منهمر﴾ والقرين الل ظ في وله تعالى‪َ ... :‬فال َت َقى ال َماء َعَلى أَمر َقد قُ ِدَر‪[‬القمر‪ ،]12 :‬كانت اإلشار إلى انزياح دالل‬
‫اب الس َماء بِ َماء ُّمن َه ِمر * َوَفجرَنا‬ ‫الماء من الناح اللحوي ضع ً إذا ما فصلناها عن س ا ها الياريةي‪َ  : ،‬ف َف َتحَنا أَب َو َ‬
‫ض ُعُيونا َفال َت َقى ال َماء َعَلى أَمر َقد قُ ِدَر‪[‬القمر‪ ،]12-11 :‬والقرين في وله تعالى‪ :‬إِنا َلما طَ َغى ال َماء َح َملَنا ُكم ِفي‬ ‫اْلَر َ‬
‫إسناد فعل الطح ان للماء‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ِي ِة‪[‬الحا ‪]11 :‬‬ ‫ال َجارَ‬
‫ِ‬
‫وه‪[‬الكهف‪ ،]29 :‬و وله تعالى‪:‬‬ ‫وكانت القرين س ا في وله تعالى‪َ  :‬وإِن َيس َتغيثُوا ُي َغاثُوا بِ َماء َكال ُمه ِل َيشوِي ال ُو ُج َ‬
‫اءهم‪[‬محمد‪ .]15 :‬والحم م‪ :‬شديد السةون والحل ان‪ ،‬وحم الماء‪ :‬أي‬ ‫ار َو ُس ُقوا َماء َح ِميما َف َقط َع أَم َع ُ‬
‫‪َ ‬ك َمن ُه َو َخالٌِد ِفي الن ِ‬
‫اب أهل جهنم وغوثهم‪ ،‬الذي يقطه أمعاءهم(‪ ،)17‬و ريب منه الصديد‪ :‬وهو ما يس ل من جلود أهل النار‪،‬‬ ‫سةن‪ ،‬وهو شر ُ‬
‫وهو من أشرب الكافرين في جهنم ييكل ون جرعه وال يلادون يس حونه بل يحصون به فيطو‪ ،‬عذاباتهم‪ ،‬ا‪ ،‬تعالى‪ِ  :‬من‬
‫ص ِديد‪[‬إبراه م‪ .]16 :‬ومنه المهل‪ :‬هو من أشرب أهل جهنم‪ ،‬وهو مذاب المعادن أو الزيت‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫َوَرآئه َج َهن ُم َوُيس َقى من ماء َ‬
‫المحلي‪ ،‬أو القطران‪ :‬ماد سوداء شديد االشيعا‪ ،،‬أو من الصديد‪ :‬الق ح (‪..)18‬‬
‫ونظ اًر لعد اسي اد تحوالت الماء في اويات الكريم الثالث السابق (‪ :29‬الكهف‪ ،‬و‪ :15‬محمد‪ ،‬و‪ :16‬إبراه م) من‬
‫رائن تارية معروف في ح ا البةر‪ ،‬احي ج إلى رائن ل ظ لليأك د على الدالل المقصود دون مدار ‪ ،‬ف ي اوي األولى‬
‫شبه الماء بالمهل يةوي الوجوه‪ ،‬وفي اوي الثان ‪ ،‬تعلق الماء بص تمنه ورود الدالل األصل للماء وهي "حم ماً" مه‬
‫ب ان فعل الماء في األمعاء لزياد اإليضاح‪ ،‬و"صديد"‪ ،‬وهي ص توضح العذاب الحل ظ بهذا النوع من الماء؛ الذي ييجرعه‬
‫ٍ‬
‫ملان وما هو بم ت؛ إذ من شأن الكافر أن يةلد في النار ل سيقبل‬ ‫الكافر‪ ،‬وال يلاد يس حه‪ ،‬ويأت ه الموت بةربه من كل‬
‫في النار كل و ت عذاباً أشد مما هو عل ه(‪.)19‬‬
‫‪58‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المجلة األردنية في الدراسات اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)11‬ع (‪ 1436 ،)2‬ه‪2015/‬م‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ إبراهيم أبو علوش وأحمد الحراحشة‬

‫أما البعد الثاني وهو الوجه األعم واألكثر اسيةداماً للماء بمعنى الح ث واإلح اء وال ر والمعون ‪ ،‬وعلى الرغم من‬
‫اسيقصاد الدالل المعروف للماء وهي اإلح اء والةصب إال أن القرآن الكريم أراد تأك د هذا المعنى لب ان فضله على الناس‬
‫بقرائن ل ظ تومئ إلى دور الماء في بعث الح ا بعد الموت الميمثل بالقحط والجدب الذي يحل بالبالد من جراء انحباس‬
‫المطر‪ ،‬ومن هذه اويات على سب ل اليمث ل‪َ  :‬و َج َعلَنا ِم َن ال َماء ُكل َشيء َحي‪[‬األنب اء‪.]30 :‬‬
‫فالقرين المؤكد على دور الماء في الكون هي " إح اء كل شيء"‪ ،‬وهذه هي دالليها األولى في أصل وضعها‪ ،‬ولكل‬
‫عنصر من عناصر هذا الكون طريق إلح اء ذاته عن طريق الماء‪ ،‬فاألرض تح ا بالماء الذي ُي دةرُ ثمرها مرً بعد مرٍ"‬
‫َنب َتت ِمن ُك ِل َزوج َب ِهيج‪[‬الحج‪ ،]5 :‬ومن هذا الماء النام‪ ،‬من‬ ‫ض َه ِ‬
‫امَدة َفِإ َذا أ َ‬
‫َنزلَنا َعَلي َها ال َماء اه َتزت َوَرَبت َوأ َ‬ ‫‪َ ‬تَرى اْلَر َ‬
‫السماء طهو اًر‪ ،‬سر ح ا الكائنات‪ ،‬فمنه شرابها وطعامها‪ ،‬امين هللاُ به على عباده‪ ،‬ا‪ ،‬تعالى‪ :‬أَ َفَأرَيتُ ُم ال َماء ال ِذي َتشَرُبو َن‬
‫نزُلو َن‪[‬الوا ع ‪.]69-68 :‬‬ ‫وه ِم َن ال ُمز ِن أَم َنح ُن ال ُم ِ‬ ‫َنزلتُ ُم ُ‬ ‫* أَأ ُ‬
‫َنتم أ َ‬
‫األنهار بمائها العذب ال رات الصالح للةرب والري أيضا‪ ،‬ا‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ون و‬ ‫تظهر ال ناب ُه والع ُ‬
‫ومن دور الماء في الطب ع‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َنز َل ِم َن‬
‫ض‪[‬الزمر‪]21 :‬؛ أي أدخله ف ها ثم أجراه‪ ،‬يعني ماء‬ ‫الس َماء َماء َف َسَل َك ُه َيَنا ِب َ‬
‫يع في اْلَر ِ‬ ‫تعالى‪ :‬أََلم َتَر أَن َ‬
‫ّللا أ َ‬
‫المطر‪ ،‬فاوي ت سر الماء الحور‪ :‬الحائر في القةر األرض ‪ ،‬الذاهب ف ها‪ ،‬يعجز الناس عن طلبه‪ ،‬ال تناله الدالء‪ ،‬ألنه‬
‫غطاء من القةر األرض ‪ ،‬وتزداد عل ها الضحوط حيى تيملن من الةرو على ه ئ يناب ه دافق‬ ‫ٍ‬ ‫يجري في مسالك تحت‬
‫َرَي ُتم ِإن أَصَب َح َم ُ‬
‫اؤُكم َغورا َف َمن‬ ‫ب ن الصةور(‪ .)20‬وامين هللا على عباده ثان بقدرته على إخراجه‪ ،‬ا‪ ،‬تعالى‪ُ  :‬قل أَأ‬
‫ظاهر تراه الع ُن‪ ،‬ويسهل الحصو‪ ،‬عل ه واالني اع به‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫عذب ٍ‬
‫جار‬ ‫َيأ ِتي ُكم بِ َماء م ِعين‪[‬الملك‪]30 :‬؛ أي من يأت لم بماء‬
‫أن تنالونه بسهول دون كب ر مةق ٍ ‪ .‬وتقو‪ ،‬العرب أهون السقي اليةريه أي أسهل السقاي عند وجود شريع‬ ‫وتسيط عون د‬
‫الماء الظاهر اليي ال انقطاع لها وال حاج لنزع وال حاج السيعما‪ ،‬أي أدوات للوصو‪ ،‬إلى الماء؛ فالةريع ‪ :‬هي الماء‬
‫الكث ر الظاهر غ ر المنقطه‪ ،‬وفي لسان العرب‪ :‬الةريع مورد الماء الذي تةرع ف ه الدواب –أي تةرب منه‪ ،-‬وهي مورد‬
‫الةارب اليي يةرعها الناس –أي يردها‪ -‬ف ةربون منها‪ ،‬ويسيقون‪ ،‬وربما شرعوها دوابهم حيى تةرعها وتةرب منها‪،‬‬
‫والعرب ال تسم ها َشريع ً حيى يلون الماء عدًّا ال انقطاع له‪ ،‬ويلون ظاه اًر َمع ناً‪ .‬فهناك ارتباط شديد ب ن الماء أصل‬
‫الح ا وجوهرها وب ن شرع هللا الذي ف ه أسرار سعاد اإلنسان وأسباب صالح أحواله‪.‬‬
‫والمسينطق ألسلوب القرآن الكريم في اويات السابق ؛ يلحظ اسيةدا أسلوب االسي ها البالغي غ ر الحق قي الذي‬
‫ي د اليقرير في أغلب مبيدأ اويات ﴿ أفرأييم‪ ،‬أأنيم أنزليموه‪ ،‬ألم تََر‪ ،‬أفرأييم الماء‪ ،‬ل أرأييم ﴾ الذي ييحدى به المنكرين‬
‫ويحاججهم في اخيصاصه في خلق الماء وحده‪ ،‬ح ث تعهد إنزا‪ ،‬الماء النافه المح ث من السماء‪ ،‬واخيص به وحده سبحانه‬
‫جل شأنه بإسناد فعل اإلنزا‪ ،‬له‪ ،‬بص ح المبني للمعلو ل ب ن ال اعل الحق قي بجالء دون تموي ‪ ،‬ول قطه بهذه الص ح‬
‫إملان تحق ق ال عل لح ره‪ ،‬ويضائل من فرص الي ك ر بأن الماء وجد بسبب ما؛ كاألنواء والرياح أو السحب وحدها دون‬
‫(‪،)21‬‬
‫أمر ربها‪ ،‬كما هو مسيقر في عقل يهم الجاهل اليي وضحها ش دعر األنواء والرياح والسحب واألمطار في تلك المرحل‬
‫وعندما أراد أن يجاريهم في ذلك‪ ،‬أسند فعل إرسا‪ ،‬الرياح وسو ها من ملان وخر له وحده سبحانه حص اًر‪َ  :‬و ُه َو ال ِذي‬
‫نةوء‬ ‫اء َماء طَ ُهو ار‪[ ‬ال ر ان‪ ]48 :‬وباألسلوب ن سه يض ف ك‬ ‫َ‬ ‫اح ُبشرا َبي َن َيَدي َرح َم ِت ِه َوأ َ‬
‫َنزلَنا ِم َن السم ِ‬
‫أَرَس َل الرَِي َ‬
‫ّللا ال ِذي ُيرِس ُل‬
‫الماء؛ ل ؤكد لهم أن األمر كله ب د هللا‪ ،‬وعلمه فوق علمهم مب ناً دور الرياح في تدب ر الماء‪ ،‬ا‪ ،‬تعالى‪ُ  :‬‬
‫ق َيخُر ُج ِمن ِخ َللِ ِه‪[‬الرو ‪ ]48 :‬و وله تعالى‪:‬‬ ‫ِ‬
‫اء َوَيج َعُل ُه ك َسفا َف َتَرى ال َود َ‬ ‫اح َف ُت ِث ُير َس َحابا َفَيب ُسطُ ُه ِفي الس َماء َكي َ‬
‫ف َي َش ُ‬ ‫الرَِي َ‬
‫ق يخرج من ِخ للِه‪[‬النور‪ ]43 :‬وتجده سبحانه وتعالى‬ ‫ف بيَنه ثُم َيجعُل ُه ُرَكاما فترى الود َ‬ ‫للا ُيزجي سحابا ثُم ُيؤلِ ُ‬ ‫‪‬ألم َتَر أن َ‬
‫يض‬ ‫اءك َوَيا َس َماء أَقلِ ِعي َو ِغ َ‬
‫ض ابَل ِعي م ِ‬
‫َ‬ ‫في غ ر هذا االسيعما‪ ،‬الداللي يسند ال عل للمبني للمجهو‪َ  :،‬وِق َ‬
‫يل َيا أَر ُ‬
‫‪59‬‬ ‫المجلة األردنية في الدراسات اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)11‬ع (‪ 1436 ،)2‬ه‪2015/‬م ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫المقاصد الداللية المستخفية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ِ‬
‫ال َماء‪[‬هود‪ ،]44 :‬و وله تعالى‪َ  :‬وإِن َيس َتغي ُثوا ُي َغا ُثوا بِ َماء َكال ُمه ِل َيشوِي ال ُو ُج َ‬
‫وه‪[‬الكهف‪ ،]29 :‬وهللا أعلم بما ح ظيه‬
‫ذواكرهم عن هذا األمر‪.‬‬
‫والسب ل لزحزح ذلك ييطلب مثل هذا الةطاب ال ني ال ار ي الذي يةي باليقريه والسةري من درات مةلو اته‪ ،‬ومن‬
‫تحق ر أصل خلقهم‪ :‬أََلم َنخُلقكُّم ِمن ماء م ِهين‪[‬المرسالت‪ ]20 :‬وذلك نظ اًر ألهم ناعيهم به‪ ،‬واعيرافهم باخيصاص هللا‬
‫ال َماء‪[‬هود‪:‬‬ ‫ان َعر ُش ُه َعَلى‬
‫‪ ‬وحده في خلق الماء‪ ،‬وله األمر في الس طر عل ه تما الس طر بجعل عرشه على الماء ‪َ ‬وَك َ‬
‫اوي ‪.]7‬‬
‫شيء مةلوق من الماء كما ركز عل ه‬ ‫ٍ‬ ‫شيء؛ ألن كل‬ ‫وإذا ما حصل ذلك؛ فقد يقرون ضمن ا أن هللا خلقهم وخلق كل‬
‫ً‬
‫ق ُكل َدابة ِمن ماء‪[‬النور‪ ،]45 :‬وأن هللا يةلق ويع د ميى شاء‬ ‫ّللا َخَل َ‬
‫القرآن الكريم في البعد الثالث من اسيةدا الماء ‪َ ‬و ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ّللا‬
‫يها َوأَن َ‬ ‫ّللا هُ َو ال َح ُّق َوأَنهُ ُيحِيي ال َموَتى َوأَن ُه َعَلى ُك ِل َشيء َقد ٌير * َوأَن الس َ‬
‫اع َة آتَي ٌة ّل َري َب ف َ‬ ‫سبحانه ‪َ ‬ذل َك بِأَن َ‬
‫ور‪[‬الحج‪]7-6 :‬؛ ل يراجعوا عن إنكار در هللا على بعثهم وإح اء رم م عظامهم بعد البلى؛ وذلك ل ؤمنوا‬ ‫َيب َع ُث َمن ِفي ال ُقُب ِ‬
‫به‪ ،‬ويةافوه ويقروا ب و الحساب؛ ألنهم كانوا في شك كب ر منه‪.‬‬
‫نجد أن القرآن الكريم اكي ى بقرائن الس اق وهو نةر الح ا وبعثها بعد الموت‪ ،‬وموت‬ ‫وفي اويات الكريم اوت‬
‫األرض والبالد سببه انحباس المطر عنه لسن ن‪ ،‬يهلك بعدها الزرع والضرع ويةرف الناس على الهالك من جراء ذلك‪،‬‬
‫ض َبعَد َموِت َها‪[‬البقر‪ .]164 :‬وفي سور األعراف‪ :‬‬ ‫اء ِمن ماء َفأَحَيا بِ ِه اْلر َ‬
‫َنزل ّللا ِم َن السم ِ‬
‫َ‬ ‫فنق أر في سور البقر ‪َ  :‬و َما أ َ َ ُ‬
‫اء ماء َفأَخرج بِ ِه ِم َن الثمر ِ‬
‫ات ِرزقا‬ ‫ِ‬ ‫َنزلَنا بِ ِه الماء‪[‬األعراف‪ ،]57 :‬ونق أر في سور البقر ‪ :‬وأ َ ِ‬ ‫اه لَِبَلد مِيت َفأ َ‬
‫ََ‬ ‫ََ‬ ‫َنز َل م َن الس َم َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُسقَن ُ‬
‫يها ِمن ُك ِل َزوج َكرِيم‪[‬لقمان‪.]10 :‬‬ ‫ِ‬
‫َنبتَنا ف َ‬
‫ِ‬ ‫ل ُكم‪[‬البقر‪ .]22 :‬ونق أر في سور لقمان‪ :‬وأ َ ِ‬
‫َنزلَنا م َن الس َماء َماء َفأ َ‬ ‫َ‬
‫اء األرض بعد موتها ع اناً في تعا ب‬ ‫وهذا األمر معروف لدى الناس خاص أهل الصحراء‪ ،‬وهم يةاهدون إح َ‬
‫السن ن بالمطر‪ ،‬وما كان ورود هذه اويات ليعري هم بدور الماء على اإلنبات فهم د خبروا ذلك‪ ،‬وإنما ليقريب فكر إح اء‬
‫البةر بعد الموت والعد كما يح ي األرض بعد الموت؛ وهي القدر اإلله اليي ُّ‬
‫شلوا ف ها واليي لم يعايةوها ع اناً كما‬
‫شهدوا إح اء األرض وهم عل ها في أعوا الةصب والحال‪.،‬‬
‫وورد الماء بص ٍ‬
‫ات أُخر في كياب هللا ‪ ‬منها‪ :‬غ ر اوسن‪ :‬يعني غ ر ميح ر‪ ،‬والعرب تقو‪ :،‬أسن الماء إذ تح ر‬
‫ريحه‪ ,‬وفي حديث مرفوع أخرجه ابن أبي حاتم من حديث ابن عباس‪ -‬رضي هللا عنهما‪ -‬غ ر آسن يعني الصافي الذي‬
‫ٍ‬
‫ملوث أو ميع ن‪ ،‬ا‪ ،‬تعالى في ص الجن ‪:‬‬ ‫ال كدر ف ه " (‪ ،)22‬فال تح ر في طعمه أو رائحيه‪ ،‬فهو ٍ‬
‫جار ميجدد غ ر‬
‫‪ِ ‬فيها أَنه ٌار ِمن ماء َغي ِر ِ‬
‫آسن‪[‬محمد‪.]15 :‬‬ ‫َ َ‬
‫ومنها الماء المبارك‪ :‬كث ر المنافه الذي يح ي األرض وينبت الزرع وينةر الة ر‪ ،‬ا‪ ،‬تعالى‪ :‬وَنزلَنا ِم َن السم ِ‬
‫اء‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫يد‪[‬ق‪ ،]9 :‬ومن ص اته الماء المسلوب‪ :‬يسلب لهم أين شاءوا وك ف شاءوا‬ ‫صِ‬ ‫ماء ُّمباركا َفأَنبتَنا بِ ِه جنات وحب الح ِ‬
‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬
‫الييعنون ف ه‪ .‬و ل دائم الجري ال ينقطه‪ ،‬و ا‪ ،‬الثوري" يجري على األرض في غ ر أخدود" ‪ ،‬يلطف األرض‪ ،‬ويعطي‬
‫(‪)23‬‬

‫الحدق أو الحدق‪ :‬الكث ر‬ ‫ِ‬


‫اإلحساس بالراح للع ن‪ ،‬ا‪ ،‬تعالى‪َ  :‬وظل مم ُدود * َو َماء مس ُكوب‪[‬الوا ع ‪" ،]31-30 :‬والماء َ‬
‫ِ‬
‫اهم ماء َغَدقا‪[‬الجن‪ ]16 :‬والماء الثجا ‪ :‬المنصب بلثر كالس ل‪،‬‬ ‫ا‪ ،‬تعالى‪َ  :‬وأَل ِو اس َت َق ُ‬
‫اموا َعَلى الطرِي َقة َْلَس َقيَن ُ‬ ‫الوف ر"‬
‫(‪)24‬‬

‫ات َماء َثجاجا‪[‬النبأ‪" ،]14 :‬والمعصرات‪ :‬السحاب‪ ،‬و ثجاج ًا‪ :‬أي منصباً‪ ،‬مييابعاً‪ ،‬كث اًر"(‪..)25‬‬ ‫صر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ا‪ ،‬تعالى‪ :‬وأ َ ِ‬
‫َنزلَنا م َن ال ُمع َ‬ ‫َ‬
‫وهنا اسيدال‪ ،‬بحال أخرى من األحوا‪ ،‬اليي أودعها هللا تعالى في نظا الموجودات وجعلها منةأ شب هاً بح ا بعد‬
‫شبه موت أو ا يراب منه‪ ،‬ومنةأ تةلق موجودات من ذرات د ق ‪" .‬وتلك حال إنزا‪ ،‬ماء المطر من السحاب على األرض ‪،‬‬
‫فينبت األرض به سنابل حب وشج اًر وكأل‪ ،‬وتلك كلها ف ها ح ا ريب من ح ا اإلنسان والح وان وهي ح ا النماء‪ ،‬ف لون‬
‫‪60‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المجلة األردنية في الدراسات اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)11‬ع (‪ 1436 ،)2‬ه‪2015/‬م‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ إبراهيم أبو علوش وأحمد الحراحشة‬

‫ذلك دل ال للناس على تصور حال البعث بعد الموت بدل ل من اليقريب الدا‪ ،‬على إملانه حيى تضمحل من ن وس‬
‫الملابرين ُشَب ُه إحال البعث"‬
‫(‪.)26‬‬

‫والماء السلسب ل‪ :‬في غاي السالس في انحداره في الحلق‪ ،‬سهل المساغ‪ ،‬ف ه من شد العذوب ‪ ،‬وينبه في الجن من‬
‫اخ ُيلف في‪( :‬سلسب ل) هل هو اسم َع دن في‬ ‫يها ُت َسمى َسل َس ِبيل‪[‬اإلنسان‪ .]18 :‬و د‬ ‫ِ‬
‫ع ن تسمى سلسب ال ا‪ ،‬تعالى‪َ  :‬عينا ف َ‬
‫‪،‬‬

‫وحُّقه أَن ال ُي دجرى‬


‫فنون‪َ ،‬‬
‫للع ن ُ‬ ‫وصف؟ ا‪ ،‬ابن منظور في "لسان العرب"‪ :‬يجوم أَن يلون السدل َسب ل د‬
‫اس ًما َ‬ ‫الجن ‪ ،‬أو هو د‬
‫المنون ‪ ...‬ويجوم أَن يلون َسدل َسب ل ص للع ن ونعيًا له‪ ،‬فإذا كان وصً ا‬ ‫ليعري ه وتأدن ثه‪ ،‬ل لون موافقاً رؤوس اويات ُ‬
‫وصف؛ ألن أكثر العلماء على أن‬ ‫و ا‪ ،‬البحوي‪ :‬معنى وله‪" :‬تسمى" أي تُ َ‬
‫(‪،)27‬‬
‫اسيَ َحق اإلجراء‬
‫ما‪ ،‬عنه ثَق ُل اليعريف و د‬
‫اسم"(‪.)28‬‬
‫سلسب ال ص ال د‬
‫َنشرَنا بِ ِه َبلَدة َميتا َك َذلِ َك تُخَر ُجو َن‪[‬الزخرف‪ ]11 :‬وفي اوي‬ ‫وفي سور الزخرف‪ :‬وال ِذي َنزل ِمن السم ِ‬
‫اء َماء بِ َقَدر َفأ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫إشارات إلى توامن نسب الم اه الميبةر والهاطل ‪ ،‬إذ يومع الةالق ‪ ‬الم اه وفق اس محدد ‪.‬‬
‫(‪)29‬‬

‫َنز َل‬ ‫وأما إح اء البةر والكائنات الح األخرى بالماء مباشر فهي تيم بطريق الةرب و طه الظمأ ‪ ‬أََلم َتَر أَن َ‬
‫ّللا أ َ‬
‫يع ِفي اْلَر ِ‬
‫ض‪[‬الزمر‪.]21 :‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫م َن الس َماء َماء َف َسَل َك ُه َيَنا ِب َ‬
‫أما اسيةدا الماء في البعد الثالث وهو المحايد للوجه ن السابق ن الميضادين فقد حمل معاني الماء اليكوين ‪ ،‬وأنه‬
‫إن أُطلق في بعض المواضه على ماه ات أخرى تةالف تكوين الماء الطب عي مردفاً الماء بص يه‬
‫ماد الةلق وبداييه‪ ،‬و د‬
‫الجديد اليي ساهمت في محزح دالالته المباشر إلى الدالل المقصود ؛ و د حمل معنى تنب ه المةلو ن ومجرهم عن‬
‫الكبر والحرور أو حمل معنى السبق في الوجود؛ وذلك ليعظ م هللا الذي خلق كل ٍ‬
‫شئ معقد أشد اليعق د من هذا الماء‬
‫البس ط الذي يعرفونه‪.‬‬
‫ونجد الماء في هذا الس اق أنواعاً عد ‪ :‬على رأسها الماء الذي كان عرش الرحمن عل ه بل خلق السماوات‬
‫ان عر ُش ُه عَلى الم ِ‬
‫اء لَِيبُل َوُكم‬ ‫ِ‬ ‫ات واْلَر َ ِ‬ ‫واألرض(‪ ،)30‬كما جاء في وله تعالى‪ :‬و ُهو ال ِذي َخَلق السم ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ض في ِستة أَيام َوَك َ َ‬ ‫او َ‬‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أَُّي ُكم أَح َس ُن َع َمل َوَل ِئن ُقل َت إِن ُكم َمب ُعوثُو َن من َبعد ال َموت َلَي ُقوَلن الذ َ‬
‫ين‪[‬هود‪ .]7 :‬فالسموات‬ ‫ين َك َفُروا إِن َه َذا إِّل ِسحٌر ُم ِب ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يومئذ على هذا الماء الذي‬ ‫ٍ‬ ‫واألرض مةلو يان من (بةار الماء) أو (الدخان)‪ ،‬وهي كناي عن أن ملكه تعالى كان مسيق اًر‬
‫هو ماد الح ا ‪.‬‬
‫أن بدأ خلق‬ ‫ومنه الماء الدافق والمه ن‪ :‬وهما ص يان لماء الرجل والم أر الذي جعل هللا نسل اإلنسان منه‪ ،‬بعد د‬
‫ائ ِب‪[‬الطارق‪:‬‬ ‫الصل ِب والترِ‬
‫افق * َيخُر ُج ِمن َبي ِن ُّ‬
‫ان ِمم ُخلِق * ُخلِق ِمن ماء َد ِ‬ ‫ظ ِر ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫نس ُ‬
‫اْل َ‬ ‫اإلنسان من ط ن‪ ،‬ا‪ ،‬تعالى‪َ  :‬فلَين ُ‬
‫‪ ]7-5‬أي من ظهر الرجل ح ث العظم والعصب‪ ,‬وصدر الم أر ح ث اللحم والد (‪ ،)31‬و ا‪ ،‬تعالى‪  :‬ثُم َج َع َل َنسَل ُه ِمن‬
‫ُس َلَلة ِمن ماء م ِهين‪[‬السجد ‪ ،]8 :‬و ا‪ ،‬تعالى‪  :‬أََلم َنخُلقكُّم ِمن ماء م ِهين‪[‬المرسالت‪ ،]20 :‬و ا‪ ،‬تعالى‪َ  :‬و ُه َو ال ِذي‬
‫صه ار‪[‬ال ر ان‪ .]54 :‬فهو تعب ر وص ي للمني ألنه سائل ترك به يماثل طرات الماء إال‬ ‫َخَلق ِم َن الماء ب َشرا َفجعَل ُه َنسبا و ِ‬
‫َ َ‬ ‫ََ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫أنه حي تيدفق تكويناته وتيحرك بنةاط ويصدق عل ها الوصف بص ح اسم ال اعل (دافق) لدالليه على الحرك الذات‬
‫وتدفقه واندفاعه‪ .‬كما توصف هذه (النط ) بأنها "نط مذر ذل ل "(‪ )32‬وتوصف بة(ماء مه ن) لقليه و ضع ه‪" ،‬أي ضع ف‬
‫حق ر بالنسب إلى در الباري ‪ ،)33("‬و الها تعالى ممينًا على خلقه‪ ،‬ومحيجاً على اإلعاد بالبداء ‪ ،‬محاججاً من أنكر البعث‬
‫بقادر على إعادته بعد موته؟ (‪ ")34‬وفي الحديث‬ ‫ضع‬ ‫من أخالط مي ر ‪ ،‬أل س من خلقه من نط‬ ‫بةلقه من نط‬
‫ا‪ّ ،‬للاُ‪ :‬داب َن َآد َ أَنى تُ دعج ُزني‪َ ،‬وَ دد َخلَ دقيُ َك م دن م دثل‬
‫ا‪َ َ " :،‬‬
‫ُص ُب َع ُه‪ ،‬ثُم َ َ‬ ‫القدسي أَن النبي ‪َ ‬ب َز َق َي دو ًما في َك ه‪َ ،‬ف َو َ‬
‫ض َه َعلَ د َها أ د‬
‫(‪)35‬‬
‫َهذه‪"... ،‬‬

‫‪61‬‬ ‫المجلة األردنية في الدراسات اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)11‬ع (‪ 1436 ،)2‬ه‪2015/‬م ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫المقاصد الداللية المستخفية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫كائن حي‪ ،‬ا‪ ،‬تعالى‪:‬‬ ‫ومنه الماء الذي نعرف ص يه‪ ،‬وهو سر الح ا ‪ ،‬يسبق وجودها في أي ملان‪ ،‬وم د وضروري لكل ٍ‬
‫ق ُكل َدابة ِمن ماء‪[‬النور‪:‬‬ ‫ّللا َخَل َ‬
‫‪َ ‬و َج َعلَنا م َن ال َماء ُكل َشيء َحي‪[‬األنب اء‪ ]30 :‬نباتًا كان أ ح وانًا‪ ،‬أ إنسانًا‪ ،‬و ا‪ ،‬تعالى‪َ  :‬و ُ‬
‫ِ‬

‫اح ُبش ار َبي َن َيَدي َرح َمِت ِه َوأ َ‬


‫َنزلَنا‬ ‫ِ‬
‫‪ .]45‬وسماه القرآن رحم ‪ ،‬و رن الرحم بالح ث والةلق والح ا ا‪ ،‬تعالى‪َ  :‬و ُهَو الذي أَرَس َل الرَِي َ‬
‫اسي َكِثي ار‪[‬ال ر ان‪ ،]49-48 :‬و رن الح ث بالرحم‬ ‫طهو ار * ِلُنحِيي ِب ِه بلَدة ميتا وُنس ِقي ُه ِمما َخَلقَنا أَنعاما وأََن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫م َن الس َماء َماء َ ُ‬
‫نشُر َرح َمَت ُه ﴾(الةورى‪.)28 :‬و ا‪ ،‬تعالى‪:‬‬ ‫والبرك والطهار والنقاء‪ ،‬ا‪ ،‬تعالى‪َ﴿ :‬و ُهَو الِذي ُيَنِز ُل ال َغي َث ِمن َبعِد َما َقَن ُ‬
‫طوا َوَي ُ‬
‫ط ِهَرُكم ِب ِه‪[‬األن ا‪.]11 :،‬‬
‫‪َ ‬وُيَنِز ُل َعَلي ُكم ِمن الس َماء َماء لُِي َ‬
‫وسنعرض في حديثنا عن الماء للمطر والح ث‪ ،‬ألن األو‪ ،‬الوجه المدمر له‪ ،‬الذي جاء في الس اق السلبي له‪ ،‬مقروناً‬
‫بالعذاب‪ ،‬ب نما جاء اوخر في س اق إيجابي‪ ،‬مقروناً بالرحم ‪.‬‬

‫المطر في القرآن الكريم‪:‬‬


‫األصل اللحوي لكلم "مطر" الماء المنسلب من السحاب وجمعه أمطار‪ ،‬ودالليها المعجم تد‪ ،‬على الة ر وط ب‬
‫الع ش‪ ،‬يقا‪ ،‬مطرتهم السماء وأمطرتهم‪ ،‬وسماء ماطر وممطر و وممطار‪ :‬مدرار‪ ,‬والمسيمطر‪ :‬المحيا إلى المطر أو‬
‫طالب الة ر‪ ،‬ومطرني بة ر‪ :‬أصابني منه خ ر‪ ،‬واسيمطرت فالناً‪ :‬طلبت معروفه (‪.)36‬‬
‫وأمطرها هللا‪ ،‬و د ُمطرنا‪ ،‬وأمطرهم هللا مط اًر أو عذاباً و ا‪ ،‬ابن س ده عن أبي عمرو بن العالء‪ :‬أمطرهم هللا في‬
‫العذاب خاص (‪ ،)37‬واسيمطر للس اط‪ :‬صبر عل ها‪ ،‬ومطرت الة ل وتمطرت‪ :‬أسرعت في هويها‪ ،‬وتمطرت الة ل‪ :‬ذهبت‬
‫بسرع (‪.)38‬‬
‫و د فرق بعض اللحوي ن ب ن مطر وأمطر‪ ،‬فقالوا‪ :‬مطر في الرحم ‪ ،‬وأمطر في العذاب (‪ ،)39‬وكذا ا‪ ،‬الزمةةري‪ :‬مطرت‬
‫"‬ ‫ٍ‬
‫اسيناد إلى دل ل لحوي "فهذه المعاجم ال تسعف كث اًر في بحث دالل األل اظ وتطورها‬ ‫بالة ر وأمطرت في العذاب(‪ )40‬دون‬
‫(‪.)41‬‬
‫فقد وردت اشيقا ات كلم "مطر" في القرآن الكريم خمس عةر مر وردت مصد اًر في سبه آيات‪ ،‬كما وردت فعالً‬
‫«ممطر»‪ ،‬وكل دالالتها تقيرن بالعذاب واأللم والهالك ونذر الةر‪،‬‬ ‫ُخر‪ ،‬وفي آي واحد جاءت اسم فاعل ُ‬ ‫في سبه آيات أ َ‬
‫أو بإنزا‪ ،‬غ ر الماء‪ ،‬ولم تأت للدالل على الماء النام‪ ،‬من السماء ُينيَ ه به‪ ،‬ا‪ ،‬تعالى‪َ  :‬وأَمطَرَنا َعَلي ِهم ِح َج َارة ِمن‬
‫ِس ِجيل‪[‬الحجر‪ ،74 :‬وهود‪ ،83 :‬واألن ا‪ .]32 :،‬جعل الحجار كالمطر لنزولها من السماء‪ ،‬وهو مجام‪ ،‬و ا‪ ،‬تعالى‪َ  :‬وَل َقد أ ََتوا‬
‫َعَلى ال َقرَي ِة الِتي أُم ِطَرت َمطََر السوِء أََفَلم َي ُكوُنوا َيَروَن َها َبل َكاُنوا َّل َير ُجو َن ُن ُشو ار‪[‬ال ر ان‪ .]40‬أراد بادلَق درَي سدو من رى و‬
‫ط َر الس دوء‪ :‬الحجار‪،‬‬ ‫وم َ‬
‫لوط‪ ،‬وكانت خمساً‪ ،‬أهلك هللا تعالى أربعاً بأهلها‪ ،‬تجثم اون تحت م اه البحر الم ت‪ ،‬وبق ت واحد ‪َ ،‬‬
‫وخسَت‬
‫يعني أن ريةاً مروا مرات كث رً في طريق تجارتهم إلى الةا على تلك ادلَق درَي ‪ ،‬اليي أهلكت بالحجار من السماء‪ُ ،‬‬
‫‪ .‬ا‪ ،‬تعالى‪َ  :‬وأَمطَرَنا َعَلي َها ِح َج َارة ِمن ِس ِجيل م ُ‬
‫نضود‪[‬هود‪.]82 :‬‬ ‫(‪)42‬‬

‫ِين‪[‬الةعراء‪ ،]173 :‬و ا‪ ،‬تعالى‪َ  :‬وإِذ َقاُلوا الل ُهم إِن َك َ‬


‫ان َهـ َذا‬ ‫المن َذر َ‬
‫اء َمطَُر ُ‬ ‫و ا‪ ،‬تعالى‪َ  :‬وأَمطَرَنا َعَلي ِهم َمطَرا َف َس َ‬
‫َو ائ ِتَنا بِ َع َذاب أَلِيم‪[‬األن ا‪ ،]32 :،‬فجاء المطر مضافاً إلى السوء أو‬ ‫ند َك َفأَم ِطر عَليَنا ِحجارة ِم َن السم ِ‬
‫اء أ ِ‬ ‫هُو الحق ِمن ِع ِ‬
‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ِيح ِفيها َع َذ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يم‪[‬األحقاف‪:‬‬ ‫اب أَل ٌ‬
‫ٌ‬ ‫ِض ُّممطُرَنا َبل ُه َو َما اس َتع َجل ُتم بِه ر ٌ َ‬ ‫ميعلقاً بالعذاب بسقوط الحجار ‪ ،‬ا‪ ،‬تعالى‪َ  :‬قاُلوا َه َذا َعار ٌ‬
‫نضود‪[ ‬هود‪ .]82 :‬و ا‪ ،‬تعالى‪:‬‬ ‫طرَنا َعَلي َها ِح َج َارة ِمن ِس ِجيل م ُ‬ ‫‪ ]24‬و ا‪ ،‬تعالى‪َ  :‬فَلما جاء أَمرَنا جعلَنا عالِيها س ِ‬
‫افَل َها َوأَم َ‬ ‫ُ ََ َ ََ َ‬ ‫َ‬
‫ان بِ ُكم أَذى‬ ‫ان ع ِ‬
‫اح َعَلي ُكم إِن َك َ‬
‫ين‪[‬األعراف‪]84 :‬؛ و ا‪ ،‬تعالى‪َ  :‬وّلَ ُجَن َ‬ ‫اقَب ُة ال ُمج ِرِم َ‬ ‫ف َك َ َ‬ ‫ظر َكي َ‬ ‫طرا َفان ُ‬‫طرَنا َعَلي ِهم م َ‬‫‪َ ‬وأَم َ‬
‫ِين َع َذابا ُّم ِهينا‪[‬النساء‪ .]102 :‬اسيةد القرآن‬ ‫ضعوا أَسلِح َت ُكم و ُخ ُذوا ِحذرُكم إِن ّللا أَعد لِل َك ِ‬ ‫ِمن م َ‬
‫افر َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ضى أَن َت َ ُ‬ ‫نتم مر َ‬‫طر أَو ُك ُ‬
‫‪62‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المجلة األردنية في الدراسات اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)11‬ع (‪ 1436 ،)2‬ه‪2015/‬م‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ إبراهيم أبو علوش وأحمد الحراحشة‬

‫ٍ‬
‫بمعان محاير لدالالت‬ ‫عذاباً وش اًر ونذ ًار بالويل والثبور‪،‬‬ ‫المطر في س اق األذى‪ ،‬ونزو‪ ،‬العذاب‪ ،‬فجاءت دالالته القرآن‬
‫الح ث‪ ،‬وهذا من جمال ات لح القرآن في اخي ار ل ظ دون آخر‪ ،‬فقد انصرفت دالل المطر في القرآن لمعان خاص بلحيه لم‬
‫نرها في لح الةعر أو غ رها من نصوص العرب (‪.)43‬‬

‫الغيث في القرآن الكريم‪:‬‬


‫األصل اللحوي لكلم "غ ث"‪ :‬غاث وأغاث واسيحاث‪ ،‬والمصدر الحوث‪ ،‬وكلها بمعاني الرحم وال ر والة ر والنعم‬
‫والن ه‪ ،‬أو االسينجاد وطلب الحوث والنصر والمساعد والمدد (‪ ،)44‬والح ث‪ :‬المطر‪ ،‬وسمي غ ثاً؛ ألنه يح ث الةلق"(‪،)45‬‬
‫وال نقه في معاجم األل اظ القديم كالصحاح للجوهري‪ ،‬ولسان العرب البن منظور‪ ،‬ومةيار الصحاح للرامي على فرق‬
‫داللي ب ن المطر والح ث ويأت ان مرادف ن‪ ،‬ونجد في المعجم الوس ط‪ :‬الح ث‪ :‬المطر‪ ،‬أو الةاص منه بالة ر‪ ،‬ويطلق‬
‫مجا اًم على السماء والسحاب والكأل (‪ ،)46‬والح ث ما كان نافعاً في و يه‪ ،‬والمطر د يلون نافعاً وضا اًر ؟! في و يه وفي‬
‫غ ر و يه‪ ،‬كما يقو‪ ،‬الماوردي(‪.)47‬‬
‫ويينبه الجاحظ للةصوص الدالل للمطر في الةطاب القرآني في وله‪" :‬و د يسيةف الناس أل اظاً ويسيعملونها‬
‫أحق بذلك منها‪...‬وكذلك ذكر المطر بأنك ال تجد القرآن يل ظ به إال في موضه االنيقا ‪ .‬والعام وأكثر الةاص‬
‫وغ رها ُّ‬
‫ال ي صلون ب ن ذكر المطر وذكر الح ث" (‪ ،)48‬وإذا عجزت معاجم األل اظ القديم في تحديد دالالت المطر كما وردت في‬
‫القرآن الكريم اليي دارت حو‪ ،‬العذاب‪ ،‬فقد توافقت في دالالت الح ث اليي دارت حو‪ ،‬الن ه والة ر‪ ،‬إذ وردت كلم "غ ث"‬
‫نشُر َرح َم َت ُه َو ُه َو‬ ‫ومةيقاتها في سي مواضه من القرآن‪ ،‬منها وله تعالى‪َ  :‬و ُه َو ال ِذي ُيَن ِز ُل ال َغي َث ِمن َبع ِد َما َقَن ُ‬
‫طوا َوَي ُ‬
‫يد‪[‬الةورى‪ ،]28 :‬وعلى الرغم من ب ان مهم الماء في هذه اوي الكريم يأتي بل ظ الح ث بد‪ ،‬الماء‪ ،‬ول ظ‬ ‫ال َولِ ُّي ال َح ِم ُ‬
‫الح ث يحني الس اق عن االسيعان بقرائن أخرى ليوض ح الدالل الميوخا إال أن القرآن الكريم أكد مر أخرى على الدالل‬
‫ن سها بقرين ل ظ وهي "ينشر رحمته" لحاي تقوي المعنى وب ان فضل هللا في نةر رحميه بعد القنوط‪ .‬ومنها وله تعالى‪:‬‬
‫الماء غ ثاً‪ ،‬ألنه يحاث به اإلنسان والح وان والنبات ف رح‬ ‫َ‬ ‫اع ِة َوُيَن ِز ُل ال َغي َث‪[‬لقمان‪ ]34 :‬فسمى‬ ‫‪‬إِن ّللا ِع َ ِ‬
‫ند ُه عل ُم الس َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫اب َل ُكم‪[‬األن ا‪ .]9 :،‬وفي موضه ٍ‬
‫ثان‬ ‫الةلق‪ ،‬وتيزين األرض وتأخذ مخرفها‪ .‬و ا‪ ،‬تعالى‪ :‬إِذ َتس َتغيثُو َن َرب ُكم َفاس َت َج َ‬
‫ّللا َويَل َك‬
‫ان َ‬ ‫يع ِت ِه َعَلى ال ِذي ِمن َع ُد ِوِه‪[ ‬القصص‪ ،]15 :‬وفي موضه آخر‪َ  :‬و ُه َما َيس َت ِغيثَ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫‪َ ‬فاس َت َغاثَ ُه الذي من ش َ‬
‫آمن‪[‬األحقاف‪.]17 :‬‬ ‫ِ‬

‫وهلذا تد‪ ،‬الس ا ات على اسيعما‪ ،‬القرآن لل ظ الح ث في موضه طلب الرحم والنصر والنجد ‪ ،‬ب نما جاء وله‬
‫ِ‬
‫ٍ‬
‫وبمعان معاكس ‪ ،‬ألنها جاءت‬ ‫تعالى‪َ  :‬وإِن َيس َتغيثُوا ُي َغاثُوا بِ َماء َكال ُمه ِل َيشوِي ال ُو ُج َ‬
‫وه‪[‬الكهف‪ ،]29 :‬في دالالت محاير ‪،‬‬
‫في س اق السةري واليهلم واالسيهزاء واالمدراء‪ ،‬فانقلبت الدالل ‪ ،‬ونقه كث اًر على هذا األسلوب القرآني الذي ال َي دحرف‬
‫األل اظ عن دالالتها فحسب‪ ،‬وإنما ينحرف بها إلى النق ض‪ ،‬ف لون االنزياح بدرج ‪ 180‬درج ‪ ،‬لييةلل الدالل الضدي ‪،‬‬
‫خاص في معرض الحديث عن المنافق ن والكافرين‪ ،‬نحو وله تعالى‪َ  :‬فَب ِشرهُم بِ َع َذاب أَلِيم‪ :‬والبةار في األمور السار ‪،‬‬
‫ولكنها في هذا الس اق بدالالت الوع د واإلنذار بسوء العا ب ‪ ،‬والذ ‪ ،‬واسيةراف ويالت المص ر‪ ،‬إمعاناً في اإلهان ‪ ،‬واليقريه‪،‬‬
‫والسةري الالذع ‪.‬‬
‫ويالحظ أن النص القرآني اسيعمل الح ث مطلقاً ألنه كلُّه خ ر‪ ،‬ب نما اسيعمل المطر مق داً‪.‬‬
‫لكل منهما دالليه المالمم له‪.‬‬ ‫وهذا من ال روق ب ن اسيعما‪ ،‬الل ظ ن‪ ،‬إذ ٍ‬

‫‪63‬‬ ‫المجلة األردنية في الدراسات اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)11‬ع (‪ 1436 ،)2‬ه‪2015/‬م ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫المقاصد الداللية المستخفية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ولعل اسيعما‪ ،‬القرآن لكلميي الح ث والمطر بهذا اليةل ل الص حي كان اسيةداماً د قاً؛ للي ر ب ن دالل الح ث‬
‫رد على ما ذهب إل ه كث ر من اللحوي ن من‬ ‫على الة ر والن ه‪ ،‬ودالل المطر على الضرر واالنيقا والعذاب؛ وفي هذا ُّ‬
‫كل ل ظ من أل اظ القرآن وضعت ليؤدي نص بها من المعنى أ وى أداء‪،‬‬
‫ترادف الل ظ ن وتطابقهما في المعنى‪ ،‬إذ إن " ُّ‬
‫ولذلك ال نجد ف ه ترادفاً‪ ،‬بل كل كلم تحمل إل ك معنى جديداً"‬
‫(‪.)49‬‬
‫ً‬
‫إن تيبه اسيعما‪ ،‬القرآن لمواضه ورود الل ظي ن يد‪ ،‬على وجود ص ٍ مم ز ت رق ب نهما بعد اشيراكهما في أصل‬
‫المعنى؛ "ألن كل كلم تحمل معنى خاصاً مع ناً‪ ،‬ال تحمله الكلم الثان " (‪ ،)50‬وهذا ييمثل ف ما نقله الثعالبي من "أن‬
‫ً‬
‫الم دحل أو عند الحاج إل ه فهو الح ث" (‪ ،)51‬وف ما نقله "القرطبي عن الماوردي ائالً‪ :‬والح ث ما كان‬
‫المطر إذا جاء عقب َ‬
‫(‪.)52‬‬
‫نافعاً في و يه‪ ،‬والمطر د يلون نافعاً وضا اًر في و يه وفي غ ر و يه"‬
‫وهذه الد في اخي ار الم ردات واسيعمالها تمثل مزي لألسلوب القرآني‪ ،‬الذي يأتي بالح ث في أجواء الرحم والنعم ‪،‬‬
‫يه يع ِ‬‫ِ‬ ‫ويأتي مقرونا بالة ر الوف ر‪ ،‬ا‪ ،‬تعالى‪ :‬ثُم يأ ِتي ِمن بع ِد َذلِك عام ِف ِ‬
‫صُرو َن‪[‬يوسف‪ .]49 :‬ويأتي‬ ‫اس َوِف َ‬ ‫اث الن ُ‬‫يه ُي َغ ُ‬ ‫َ ٌَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫ان ع ِ‬
‫اقَب ُة‬ ‫بالمطر بمعنى الحجار في مقا العذاب والعقاب والنكا‪،‬؛ ا‪ ،‬سبحانه‪َ  :‬وأَمطَرَنا َعَلي ِهم َمطَ ار َفانظُر َكي َ‬
‫ف َك َ َ‬
‫طرَنا َعَلي ِهم‬
‫ضود‪[‬هود‪ ،]82 :‬و ا‪ ،‬تعالى‪َ  :‬وأَم َ‬ ‫طرَنا َعَلي َها ِح َج َارة ِمن ِس ِجيل َمن ُ‬
‫ين‪[‬األعراف‪ ،]84 :‬وقال تعالى‪َ  :‬وأَم َ‬ ‫ال ُمج ِرِم َ‬
‫ِين‪[‬الةعراء‪]173 :‬؛ فلم تأت كلم مطر في كياب هللا في الة ر وإنما اسيةدمت في العذاب أو‬ ‫طُر ال ُمن َذر َ‬
‫اء َم َ‬
‫ط ار َف َس َ‬
‫َم َ‬
‫األذى ولم تكن مرادف لكلم غ ث أو ماء‪.‬‬
‫وهلذا فر دت لح القرآن ب ن المطر والح ث‪ ،‬فكان المطر عذاباً وش اًر ونذ اًر بالويل والثبور‪ ،‬وكان الح ث رحم ً وخ اًر‬
‫ونعماً‪ .‬وهذه نماذ للح القرآن‪ ،‬وك ف انصرفت إلى دالالت تملك من خصوص المعنى في اخي ار ل ٍظ دون آخر ما لم‬
‫نره في غ رها من النصوص العرب ! (‪.)53‬‬
‫ب ن السحاب والح ث والبرق والرعد‪ ،‬وعرفوا عد أنواع من السحاب وأعطوا كالً‬ ‫وعرف العرب بل اإلسال العال‬
‫منها اسماً يد‪ ،‬على محيواه من الماء‪ ،‬مثالً‪ :‬الراعد‪ :‬الذي يرعد‪ ،‬والراهج‪ :‬السحاب الة ف‪ ،‬والركم‪ :‬السحاب الميراكم فوق‬
‫بعضه‪ ،‬والساري‪ :‬الذي يمطر ل الً‪ ،‬والمرم ‪ :‬الذي يحدث أصواتاً (‪.)54‬‬
‫و د الحظ الناس أن نزو‪ ،‬األمطار يسبقه أو ييزامن معه هبوب الرياح‪ ،‬فالرياح تسبق هطو‪ ،‬األمطار؛ ا‪ ،‬تعالى‪:‬‬
‫َنزلَنا بِ ِه ال َماء َفأَخَرجَنا بِ ِه‬
‫اه لَِبَلد مِيت َفأ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫‪َ ‬و ُه َو الذي ُيرِس ُل الرَِياح ُبش ار َبي َن َيَدي َرح َمته َحتى ِإ َذا أَ َقلت َس َحابا ث َقاّل ُسقَن ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِج الموَتى َل َعل ُكم َت َذكُرو َن‪[‬األعراف‪.]57 :‬‬ ‫من ُك ِل الث َمَرات َك َذلِ َك ُنخر ُ‬
‫اء َوَيج َعُل ُه ِك َسفا َفَتَرى الَود َق َيخُر ُج ِمن‬ ‫ِ‬
‫ف َي َش ُ‬‫ط ُه ِفي الس َماء َكي َ‬
‫اح َفُتِث ُير َس َحابا َفَيب ُس ُ‬
‫ّللا الذي ُيرِس ُل الرَِي َ‬
‫و ا‪ ،‬تعالى‪ُ  :‬‬
‫ِ‬ ‫اب ِب ِه من َي َش ُ ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫خَلله َفِإ َذا أ َ‬
‫الوددق‪ :‬المطر المسيمر‪ ،‬وللمطر أسماء ودرجات مةيل ‪،‬‬ ‫اء من عَباده إ َذا ُهم َيسَتبشُرو َن‪[‬الرو ‪ ]48 :‬و َ‬ ‫َ‬ ‫َص َ‬
‫أخف المطر وأضع ه‪ ،‬والرش والطش‪ :‬أو‪ ،‬المطر‪ ،‬والديم ‪ :‬المطر الذي يدو‬
‫فالرذاذ‪ :‬الساكن الصح ر القطر كالحبار‪ ،‬والط ُّل‪ُّ :‬‬
‫الب دحش والد ُث والرك والرده َم ‪ :‬أ وى‬ ‫أيامًا في سلون بال رعد وبرق‪ ،‬و ُ‬
‫المد َزن ‪ :‬الم دطر وكذلك تعرف السحاب بن س االسم‪ ،‬والن دضح و َ‬
‫الح ا‪ :‬الذي ُيح ي األرض بعد موتها‪،‬‬ ‫الحدث‪ :‬الذي يأتي عند الحاج إل ه‪ ،‬و َ‬
‫السقوط‪ ،‬و َ‬
‫اله دطل والي دهَيان‪ :‬المطر الحزير ُّ‬
‫من الرذاذ‪ ،‬و َ‬
‫البَرد‪ ،‬والحم م‪:‬‬ ‫الح َما ‪َ :‬‬‫وحب َ‬ ‫المزن ُّ‬ ‫وح ُّب ُ‬ ‫الجدود‪ :‬المطر الضةم القطر الةديد الو ه َ‬ ‫العباب‪ :‬المطر الكث ر‪ ،‬والوابل والصدندديد و َ‬
‫وُ‬
‫المطر الص ي العظ م القطر والةديد الو ه‪ ،‬والولي‪ :‬المطر بعد المطر(‪.)55‬‬
‫ف َبيَن ُه ثُم َيج َعُل ُه ُرَكاما َف َتَرى ال َود َق َيخُر ُج ِمن ِخ َللِ ِه َوُيَن ِز ُل‬
‫ّللا ُيز ِجي َس َحابا ثُم ُي َؤلِ ُ‬
‫ويقو‪ ،‬تعالى‪ :‬أََلم َتَر أَن َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اء ِمن ِجبال ِف ِ‬ ‫ِم َن السم ِ‬
‫ار‪[ ‬النور‪:‬‬ ‫صِ‬ ‫اء َي َك ُاد َسَنا َبرِقه َيذ َه ُب بِاْلَب َ‬
‫اء َوَيص ِرُف ُه َعن من َي َش ُ‬ ‫يب بِه َمن َي َش ُ‬ ‫يها من َبَرد َفُيص ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫‪ ]43‬فاهلل يسوق السحاب سو اً رف قاً إلى ح ث يةاء‪ ،‬ثم يؤلف ب نه أي ب ن أجزائه‪ ،‬ف ضم بعضه إلى بعض‪ ,‬ويجمعه بعد‬
‫‪64‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المجلة األردنية في الدراسات اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)11‬ع (‪ 1436 ،)2‬ه‪2015/‬م‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ إبراهيم أبو علوش وأحمد الحراحشة‬

‫ت ر ه ل قوى وييصل ويلثف ثم يجعله ركاماً‪ :‬أي ميراكماً يركب بعضه بعضاً‪ ،‬فيرى الودق‪ :‬الح ث يةر من خالله‪ :‬أي من‬
‫داخل السحاب‪ ،‬وينز‪ ،‬من السماء من جه العلو من جبا‪ ،‬من طه عظا تةبه الجبا‪ ،‬من َب َرٍد‪ :‬أي ينز‪ ،‬من تلك القطه‬
‫العظا َبَرداً ف ص ب به بما ينز‪ ،‬من َب َرٍد من يةاء أن يص به‪ ،‬ويصرفه عن من يةاء منهم‪ ،‬يلاد سنا بر ه يذهب باألبصار‪:‬‬
‫آن الح َث رحم ً ا‪ ،‬تعالى‪َ  :‬و ُه َو‬ ‫أي يلاد ضوء البرق الذي في السحاب من شد بريقه أن يةطف األبصار‪َ ،‬‬
‫وسمى القر ُ‬
‫ال ِذي ُيَن ِز ُل ال َغي َث ِمن َبع ِد َما َقَنطُوا َوَي ُ‬
‫نشُر َرح َمَت ُه َو ُه َو ال َولِ ُّي ال َح ِميد‪[‬الةورى‪.]28 :‬‬
‫ونجد آيات عديد في كياب هللا تيحدث عن إنزا‪ ،‬الح ث بمة ئ هللا لليدل ل على درته ‪ ‬على بعث الح ا بإخ ار‬
‫النبات والثمرات ردم اً للعباد ومين لألرض‪ ،‬وفي هذا أيضاً برهان على عظ م درته على البعث والحةر‪ُّ ،‬‬
‫يرد به على‬
‫المةرك ن الذين أنكروا بعث الةالئق من م ار دهم بعد أن صاروا ُرفاتاً وتراباً أو عظاماً َنةرً‪ ،‬ذهبت بهم الريح‪ ،‬وعوامل‬
‫َنزلَنا َعَلي َها ال َماء اه َتزت َوَرَبت إِن ال ِذي أَحَي َ‬
‫اها‬ ‫اش َعة َفِإ َذا أ َ‬ ‫آي ِات ِه أَن َك َتَرى اْلَر َ‬
‫ض َخ ِ‬
‫البلى كل مذهب‪ ،‬ا‪ ،‬تعالى‪َ  :‬و ِمن َ‬
‫َل ُمحِيي ال َموَتى إِن ُه َعَلى ُك ِل َشيء َق ِد ٌير‪[‬فصلت‪" .]39 :‬فاألرض هامد ال نبات ف ها بل هي م ي ‪ ،‬فإذا أ َ‬
‫َنزد‪ ،‬هللا َعَل د َها ادل َماء‬
‫أخرجت من جم ه ألوان الزروع والثمار"(‪.)56‬‬
‫ابيداء‪ ،‬و درته على‬
‫ً‬ ‫ونماء على درته على الةلق‬
‫ً‬ ‫ودلل هللا ‪ ‬بنزو‪ ،‬الماء على األرض الموات وفعله بها؛ خصوب ً‬
‫البعث وإح اء الموتى بعد ذلك‪ ،‬وجاءت الدالئل في غ ر موضه من محلم اإلعجام‪.‬‬
‫نتم ِفي َريب ِم َن الَبع ِث َفِإنا َخَلقَنا ُكم ِمن تَُراب ثُم ِمن ُّنط َفة ُثم ِمن َعَل َقة‬ ‫اس إِن ُك ُ‬ ‫يقو‪ ،‬عز من ائل‪َ  :‬يا أَُّي َها الن ُ‬
‫ِج ُكم ِطفل ثُم لَِتبُلغُوا‬ ‫ِ ِ‬
‫ثُم من ُّمض َغة ُّم َخل َقة َو َغي ِر ُم َخل َقة لُِنَبِي َن َل ُكم َوُنقُّر في اْلَر َحامِ َما َن َشاء إَِلى أ َ‬
‫َجل ُّم َس ًّمى ثُم ُنخر ُ‬
‫ِ‬
‫ض َه ِ‬
‫امَدة َفِإ َذا أ َ‬
‫َنزلَنا َعَلي َها‬ ‫َشد ُكم َو ِمن ُكم من ُي َت َوفى َو ِمن ُكم من ُيَرُّد ِإَلى أَرَذ ِل ال ُع ُم ِر لِ َكي َل َيعَل َم ِمن َبع ِد ِعلم َشيئا َوَتَرى اْلَر َ‬
‫أُ‬
‫ق َوأَنهُ ُيحِيي ال َموَتى َوأَنهُ َعَلى ُك ِل َشيء َق ِد ٌير *‬ ‫ِ‬
‫َنب َتت من ُكل َزوج َب ِهيج * َذل َك بِأَن َ‬
‫ّللا هُ َو ال َح ُّ‬ ‫الماء اه َتزت َوَرَبت َوأ َ ِ ِ‬
‫َ‬
‫ور‪[‬الحج‪.]7-5 :‬‬ ‫ِ‬
‫ّللا َيب َع ُث َمن في ال ُقُب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يها َوأَن َ‬ ‫اع َة آتَي ٌة ّل َري َب ف َ‬
‫َوأَن الس َ‬
‫وربط ‪ ‬ب ن الماء وأصل النةأ األولى‪ ،‬وما توحي به من عظ م تقديره وتدب ره‪ ،‬وب ن نزو‪ ،‬الماء وفعله في بعث‬
‫الح ا في األرض‪ ،‬وبعث الق ام ل ثبت َو ده َن مو ف الملذب ن بالساع والبعث والجزاء‪ ،‬مسينك اًر تساؤالتهم الجاحد ل و‬
‫البعث ونبأ الق ام ‪ ،‬ميوسالً بيضافر الحجج ليأك د درته على البعث بما نراه في ص ح الكون من آيات‪ ،‬ومنها فعل الماء‬
‫ِج بِ ِه َحبا َوَنَباتا{‪َ }15‬و َجنات أَل َفافا{‪ }16‬إِن َيو َم‬ ‫ِ ِ‬ ‫في الح ا ‪ ،‬ا‪ ،‬تعالى‪  :‬وأ َ ِ‬
‫َنزلَنا م َن ال ُمعصَرات َماء ثَجاجا{‪ }14‬لُِنخر َ‬ ‫َ‬
‫ور َف َتأتُو َن أَف َواجا‪[‬النبأ‪.]18-14 :‬‬ ‫ان ِمي َقاتا{‪َ }17‬يوَم ُين َف ُخ في ُّ‬
‫الص ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال َفص ِل َك َ‬
‫ماء مه ن‪ ،... ،‬ويل‬ ‫ويسوق ‪ ‬دالئل درته تي ار رابطاً ب ن الماء واإلنةاء واإلح اء‪ ،‬ا‪ ،‬تعالى‪﴿ :‬ألم نةلقكم من ٍ‬
‫يومئذ للملذب ن‪ ،‬هذا يو ال صل جمعناكم واألول ن﴾(المرسالت‪ ،)38 -20 :‬و ا‪ ،‬تعالى‪َ  :‬و ُه َو ال ِذي ُيرِس ُل الرَِياح ُبشرا‬ ‫ٍ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫َنزلَنا بِه ال َماء َفأَخَرجَنا بِه من ُك ِل الث َمَرات َك َذلِ َك ُنخر ُ‬
‫ِج‬ ‫اه لَِبَلد مِيت َفأ َ‬
‫َبي َن َيَدي َرح َمته َحتى إِ َذا أَ َقلت َس َحابا ث َقاّل ُسقَن ُ‬
‫َنشرَنا ِب ِه َبلَدة َميتا َك َذلِ َك‬ ‫الموَتى َلعل ُكم َت َذكرو َن‪[‬األعراف‪ ،]57 :‬و ا‪ ،‬تعالى‪ :‬وال ِذي َنزل ِمن السم ِ‬
‫اء َماء ِب َقَدر َفأ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ُتخَر ُجو َن‪[‬الزخرف‪.]11 :‬‬
‫ذكر أهل األخبار أن العرب كانت في الجاهل األولى‪ ،‬اذا احيبس عنهم المطر‪ ،‬ويئسوا من نزوله‪ ،‬يجمعون البقر‬
‫العةر ويصعدون بها في الجبل الوعر‪ ،‬ويةعلون ف ها النار‪ ،‬ويزعمون أن ذلك من‬ ‫السله و َ‬
‫َ‬ ‫ويعقدون في أذنابها وع ار بها‬
‫االسيمطار‪ .‬ودفه األبقار إلى مم الجبا‪ ،‬اسيجالباً للرحم والن ةه‬
‫د‬ ‫أسباب المطر‪ ،‬ويسمونها بنار االسيسقاء وبنار‬
‫والةصب والة ر والرمق من الح ث طقس مجوسي(‪.)57‬‬

‫‪65‬‬ ‫المجلة األردنية في الدراسات اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)11‬ع (‪ 1436 ،)2‬ه‪2015/‬م ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫المقاصد الداللية المستخفية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫َندادا َوأَنتُم َتعَل ُمو َن‪[ ‬البقر‪،]22 :‬‬


‫ِل أ َ‬‫ات ِرزقا ل ُكم َفلَ َتجعُلوا ِ ِ‬ ‫َنزل ِم َن السماء ماء َفأَخرج بِ ِه ِم َن الثمر ِ‬
‫َ‬ ‫ََ‬ ‫ََ‬ ‫َ َ‬ ‫ا‪ ،‬تعالى‪َ  :‬وأ َ َ‬
‫ازِنين ‪[‬الحجر‪ ]22 :‬ف ذكر تعالى‬ ‫َنتم َل ُه بِ َخ ِ‬
‫وه َو َما أ ُ‬ ‫اقح َفأ َ ِ‬ ‫ِ‬
‫َنزلَنا م َن الس َماء َماء َفأَس َقيَنا ُك ُم ُ‬ ‫اح َل َو َ‬
‫و وله تعالى‪َ  :‬وأَرَسلَنا الرَِي َ‬
‫آي ِات ِه أَن ُيرِس َل‬
‫ياح ُمبةرات ب ن يدي َر دحميه بمجيء الح ث َعق َبها؛ ولهذا ا‪ ،‬تعالى‪َ  :‬وِمن َ‬
‫ٍ‬
‫ن َع َمه على خلقه في إرساله الر َ‬
‫أحسن و َه اويات على‬ ‫َ‬ ‫اح ُمَب ِشَرات َولُِيِذ َيق ُكم ِمن رح َمِت ِه‪[‬الرو ‪ :]46 :‬أي الح ث" الذي يح ي األرض وينبت الزرع"(‪ )58‬وما‬ ‫الرَِي َ‬
‫بيدفق األمطار على األشجار والبسات ن‬ ‫مثل القرآن في اوفاق واألنُ س‪ ،‬فهي دأشب ُه في آثارها وثمارها ُّ‬ ‫ُّ‬
‫َ‬ ‫القلوب‪ ،‬ح ن تُبصُر َت َ‬
‫َنب َتت ِمن ُك ِل َزوج‬ ‫َنزلَنا َعَلي َها ال َماء اه َتزت َوَرَبت َوأ َ‬
‫ض َه ِ‬
‫امَدة َفِإ َذا أ َ‬ ‫ا‪ ،‬هللا ‪َ  :‬وَتَرى اْلَر َ‬ ‫واألمهار تربو وتُنب ُت‪َ ،‬‬
‫َب ِهيج‪[‬الحج‪" ]5 :‬والهمود درج ب ن الح ا والموت‪ ،‬وهلذا تكون األرض بل الماء‪ ،‬وهو العنصر األص ل في الح ا واألح اء‪،‬‬
‫ورَب دت" وهي حرك عج ب سجلها القرآن بل أن تسجلها المالحظ العلم بمئات األعوا ‪ ،‬فاليرب‬
‫الماء "اهيز دت َ‬
‫فإذا نز‪ ،‬عل ها ُ‬
‫الجاف ح ن ينز‪ ،‬عل ها الماء تيحرك حرك اهيزام وهي تةرب الماء وتني خ فيربو ثم تني خ بالح ا عن النبات‪ ،‬وهل أبهج من‬
‫فاألرض الهامد ً ال ابس ال تنبت ش ئاً‪ ،‬إذ ال ح ا ُ ف ها ألنها لم‬
‫َ‬ ‫الح ا وهي تني خ بعد الكمون‪ ،‬وتني ض بعد الهمود؟"(‪،)59‬‬
‫بعضها من‬‫يل َ‬ ‫النبات ال يةرُ منها حيى ُيز َ‬
‫َ‬ ‫ُيص دبها ماء‪ ،‬فإذا أنز‪ ،‬هللا عل ها الماء تحركت بةد ‪ ،‬واهيَزت بالنبات؛ ألن‬
‫أخرَجت من كل ٍ‬
‫لون حسن‪ ،‬وكذا اإليمان ح ن يزهر في لوب العباد‪ ،‬ف ةر الطا ات اإليجاب ‪،‬‬ ‫َب ٍ‬
‫عض إمال ً خ ً‪ ،‬ونمت‪ ،‬و َ‬
‫وس‪ ،‬وية ه ال رح في الوجود‪.‬‬
‫يبهج الن َ‬
‫ويحرك األ وا‪ ،‬واألفعا‪ ،‬في نسق جمالي ُ‬
‫"وهذا دل ل آخر على درته تعالى على إح اء الموتى‪ ،‬كما يح ي األرض الم ي الهامد المقحل اليي ال ينبةت ف ها‬
‫شيء"(‪.)60‬‬
‫تق د دالل المطةر‬ ‫إن القرآن الكريم في اسيعماله مصطلح المطر في غ ر ما وضه له‪ ،‬كان يأتي بقرائن ل ظ‬
‫بالمعنى الذي انزاح إل ه‪ .‬هذه هي البالغ القرآن اليي أظهرت المعنى المقصود ألذهان الميلق ن بصور جل واضح ‪ ،‬فنجح‬
‫ٍ‬
‫شاعر في هذا الجانب‪ ،‬فالةاعر الجاهلي غالباً ما كان يأتي بقرين‬ ‫األسلوب القرآني ب نما فةل األسلوب الةعري عند غ ر‬
‫مانع لورود المعنى األصلي للمطر خاص دون مسم ات المطر األُخرى مثل‪ :‬الوابل والهطا‪ ،‬والملت والةؤبوب والبعاق‬
‫والجود والولي والوسمي وغ ره‪.‬‬
‫وال رق ب ن الةعر والقرآن أن الةعر نظمه الةاعر لمعالج همٍ اعيراه؛ لذلك لم يجهد ن سه في توف ر القرائن لإليضاح‪،‬‬
‫فالمعنى في لبه‪ ،‬ولكنه أجهد الميلقي في الوصو‪ ،‬إلى معان ه‪ ،‬وأما القرآن؛ فالهدف مةيلف‪ ،‬فقد نز‪ ،‬دسيو اًر للبةر‪ ،‬وال‬
‫بد من فهم مقاصده للعمل بها‪ ،‬فكان يعمد السيثار العقو‪ ،‬ل همه مه توافر القرائن اليي تؤكد على المعاني المقصود ‪ .‬فال‬
‫يذهب العقل إلى المعاني غ ر المقصود وإن كانت ظاهر للع ان‪.‬‬

‫الخالصة‪:‬‬
‫تموضعت أبعاد الماء منضوي تحت ثالث مقاصد لم تكن في ميناو‪ ،‬القراء األولى لآليات المعن بالماء‪ ،‬وتحيا‬
‫السينباتها إلى ت كر وتدبر من أولي األلباب‪.‬‬
‫فقد جاءت اويات اليي تةص إيجاد الماء وتوف ره بإنزاله من السماء تةص صًا في كل اويات القرآن ؛ أي أنه بإراد هللا ومن‬
‫عند هللا ‪ ،‬حيى ماء الع ون اليي تي جر من األرض ينزله من السماء ثم يسلكه يناب ه في األرض؛ ل ةص الماء بقدرته وحده‬
‫المدنز‪ ،‬باسيعما‪،‬‬
‫سبحانه ويحبط مماراتهم في ذلك‪ ،‬وجاء إسناد هذا ال عل هلل وحده مبن ًا للمعلو بص غ ميعدد ‪ ،‬أغلبها حمل تعظ م ُ‬
‫ماء" وتأك د اإلسناد إل ه ‪ ‬مثل وله‪" :‬وهو الذي ينز‪ ،‬الماء" و"وهو الذي ينز‪ ،‬الح ث"‬
‫ص ح الجمه "أنزلنا الماء" و"وأنزلنا من السماء ً‬
‫ماء"‪ .‬وإن تكرار هذه الص غ‪ ،‬وإسناد فعل اإلنزا‪ ،‬هلل وحده؛ لليدل ل على اليمل ن واليصرف‪ ،‬ثم‬
‫و"ألم تر أن هللا أنز‪ ،‬من السماء ً‬
‫جعل عرشه على الماء دالل على الس طر اليام عل ه‪.‬‬
‫‪66‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المجلة األردنية في الدراسات اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)11‬ع (‪ 1436 ،)2‬ه‪2015/‬م‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ إبراهيم أبو علوش وأحمد الحراحشة‬

‫في ح ن أن القران الكريم لم يسيعمل فعل اإلنزا‪ ،‬للمطر؛ ألن المطر ل س رحم منه وإنما عذابًا وأذى‪ ،‬فاخيصاصه‬
‫بالرحم أ وى من اخيصاصه بالعذاب وأشمل‪ ،‬فالرحم دوالب الكون والعذاب عثرته‪ ،‬و د جاء اسيعما‪ ،‬فعل المطر مبن اً‬
‫للمجهو‪ ،‬أح اناً "القري اليي أُمطرت مطر السوء" ل دلل على أن رحميه أوسه من عذابه‪ ،‬وأن الممطرين‪ ،‬أُمطروا بأفعالهم‪،‬‬
‫فكان عا ب المجرم ن‪ ،‬و د اسيعمل المبني للمعلو أيضاً لليدل ل على أن الةر والسوء واألذى بأمر هللا‪ ،‬وجاء ال عل في آيات‬
‫المطر بص ح الماضي "أمطر"‪ ،‬وأن المقصود ل س المةاطب ن‪ ،‬وإنما أ وا سبقت‪ ،‬ك رت بأنعم هللا فأذا هم ألواناً من‬
‫العذاب‪ ،‬بالماء ماد الةلق واإلح اء أح اناً‪ ،‬فكان المطر لليره ب والعظ ‪.‬‬
‫أما المقصد الثاني فجاء بعد تأك د اليملن واليصرف بالماء والس طر عل ه بإنزاله مقد اًر بإحلا دورته في الكون‪ ،‬أكد‬
‫ماء‬
‫حي‪ ،‬وب ن هوان خلق الناس من ماء مه ن ول س ً‬ ‫على أن الماء أصل الةلق‪ ،‬وأنه سبحانه خلق من الماء كل شيء ٍ‬
‫فةلق البةر أهون على هللا من خلق آيات هللا األُخرى؛ كالسموات واألرض‬
‫ُ‬ ‫عزي اًز؛ ل زيل من ن وسهم الكبر والعنت واليحدي‪،‬‬
‫كل ذلك ل عيرفوا له بالةلق ويقروا له بالعبودي ‪.‬‬
‫والماء العزيز ب نهما‪ُّ ،‬‬
‫وفي المقصد الثالث؛ تدر صاحب األمر والةلق مه عقولهم‪ ،‬وعرض عل هم فعل الماء بعد إنزاله من السماء على‬
‫األرض إلح ائها بعد الموت المعاين من بلهم سنوياً؛ ل قنعهم بقدرته على إح ائهم بعد الموت أيضاً‪ :‬ألنهم كانوا في شك‬
‫من ذلك‪ ،‬فالقادر على إح اء األرض ادر على إح ائهم؛ ألن إح اء األرض أكثر تعق داً من إح اء البةر لوجود بقايا األموات‬
‫في اللحود‪ ،‬أما موت األرض موت لكل ما عل ها من نبات وحرك ‪ ،‬وييكرر أمامهم في كل عا ينحبس ف ه الح ث‪ ،‬ثم تح ا‬
‫يةبرون فعل الماء باألرض؛ فهم أهل صحراء تح ا أمامهم وتموت‪ ،‬ولكن الهدف تذك رهم بذلك؛ لكي‬
‫في أعوا الةصب‪ ،‬وهم َ‬
‫ييقبلوا فكر إح ائهم بعد موتهم وبعثهم من جديد‪ ،‬وإنهم راجعون إل ه؛ ل حاسبهم د‬
‫إن لم يؤمنوا به‪ ،‬ويقروا له بالعبودي‬
‫واالسيسال ‪.‬‬
‫ومن أجل اعيرافهم بعبودييهم هلل ‪ ‬وإ رارهم بها له وحده‪ ،‬على خ ر وجوه القناع والقبو‪ ،،‬أخضه رب العالم ن البةري‬
‫ليجرب العبودي ‪ ،‬وكانت منيةر في كل األمم القديم ‪ ،‬ح ث انقسم الةلق إلى ساد و عب د؛ وذلك ليدريب البةري بداي على‬
‫عباد بعضهم بعضاً‪ ،‬ف ةبروا سوتها على الن س البةري ؛ ل سهل بعد ذلك على األديان والرسل إ ناعهم بأن العبودي أحق‬
‫أن تكون هلل رب العالم ن؛ الذي خلقهم وهو الذي يرم هم و ية هم إذا مرضوا‪ ،‬ويح هم ويم يهم‪ ،‬وهو القادر على بعثهم‬
‫بعد ذلك‪ ،‬كقدرته على بعث الح ا في األرض بعد موتها‪.‬‬
‫وفي عباد هللا يةعر اإلنسان معها بالسعاد الحامر ؛ وهي أخف وطأ على الن س البةري من عباد اإلنسةان‬
‫ال‪ ،‬وأعظم شرفًا‪ ،‬وأعز منزل وأر اها؛ فك ف كان يقبل اإلنسان أن يعبد ذاك اإلنسان الضع ف مثله؛ الذي ال‬ ‫لإلنسان‪ ،‬وأكثر عد ً‬
‫ان ال َك ِافُر َعَلى‬ ‫حو‪ ،‬له وال و ؛ ال يةلق وال يح ي وال يم ت بل يموت هو‪ :‬ويعبُدو َن ِمن ُدو ِن ِ‬
‫ضُّرُهم َوَك َ‬
‫ّللا َما َّل َينَف ُع ُهم َوَّل َي ُ‬ ‫ََ ُ‬
‫ظ ِه ا‬
‫ير‪[‬ال ر ان‪.]55-54 :‬‬ ‫رب ِ‬
‫ِه َ‬ ‫َ‬
‫أن تكون عبداً هلل؛ ال عبداً لحاكم وال‬
‫ثم بعد ذلك ترتقي البةري بعبودييها لةالقها؛ ألن ذلك أشرف مراتب اإلنسان ؛ د‬
‫ذين‬ ‫ِ‬
‫ادي ال َ‬
‫لس د وال عبداً للما‪ ،‬والةهوات‪ ،‬وييجلى الةطاب الرباني لةلقه بأجمل عبارات الةطاب في وله تعالى‪ :‬يا عَب َ‬
‫أسَرفوا َعَلى أنُف ِسهم ّل َتقَنطوا من َرح َم ِة للا‪[‬الزمر‪ ]53 :‬ح ث حملت أجمل معاني الرحم والة ق والمحب ؛ لذلك بدأت األديان‬
‫أن عاشت البةري هذه اليجرب ع اناً‪ ،‬وكان العب د هم السبا ن إلى اتباع الرسل‪ ،‬ح ث‬
‫بعد ذلك تنادي بيحرير العب د‪ ،‬بعد د‬
‫أخرجيهم األديان من جور عباد العباد إلى عد‪ ،‬عباد رب العباد‪ ،‬وساوت ب نهم وب ن سادتهم في العبودي لرب العالم ن ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ق ُك ِل ذي علم َعل ٌ‬
‫يم‪[‬يوسف‪]76 :‬‬ ‫‪َ ‬وَفو َ‬
‫الهوامش‪:‬‬

‫‪67‬‬ ‫المجلة األردنية في الدراسات اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)11‬ع (‪ 1436 ،)2‬ه‪2015/‬م ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫المقاصد الداللية المستخفية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪ )1‬ص ةةح ح ابن حبان بيرت ب ابن بلبان‪ ،‬تحق ق‪ :‬ش ةةع ب األرناؤوط‪ :‬مؤس ةس ة الرس ةةال ‪ ،‬ب روت‪ ،‬ط‪ ،3‬ص‪ ،277 -276‬حديث ر م‪:‬‬
‫‪ ،75‬والطبراني ‪ 105/10‬وغ رهما والحديث حلم عل ه الة ة ة ة خ األلباني بالض ة ة ةةعف وأورده في كياب ض ة ة ةةع ف الجامه الص ة ة ةةح ر‬
‫بر م‪.)2989 :‬‬ ‫لأللباني ‪ /‬طبع المليب اإلسالمي ص‪ 193 :‬بر م‪ ،1338 :‬وأورده في السلسل الضع‬
‫(‪ )2‬الزركةة ة ة ة ة ة ةةي‪ ،‬بةدر الةدين محمةد بن عبةد هللا‪ :‬البرهةان في علو القرآن‪ ،‬تحق ق مصة ة ة ة ة ة ةةط ى عبةد القةادر عطةا‪ ،‬دار الكيةب العلم ة ‪،‬‬
‫‪ / 2‬ص ‪.185‬‬ ‫ب روت‪ ،‬ط‪1988 ،1‬‬
‫(‪ )3‬انظر‪ :‬ش ةةرح المحقق ش ةةع ب األرناؤوط على الحديث‪ ،‬ص ةةح ح ابن حبان بيرت ب ابن بلبان‪ ،‬تحق ق‪ :‬ش ةةع ب األرناؤوط‪ :‬مؤس ةس ة‬
‫الرسال ‪ ،‬ب روت‪ ،‬ط‪،277 -276 ،3‬‬
‫(‪ )4‬س ة ةةنن الدار طني‪ ،‬علي بن عمر الدار طني أبو الحس ة ةةن(ت‪ 385‬ه)‪ ،‬تحق ق‪ :‬ش ة ةةع ب األرناؤوط وآخرون‪ ،‬ط‪ ، 2004 ،1‬مؤس ة ةس ة ة‬
‫َخ َرَج ُه أ َُبو ُن َع د مٍ َو َغ د ُرهُ م دن َحديث دابن َعب ٍ‬
‫اس‪.‬وانظر بذيله‬ ‫الرسة ةةال ‪ ،‬ب روت‪ 5 : ،‬ص‪ ،255 :‬كياب النوادر‪ ،‬حديث ر م‪ ،4276 :‬أ د‬
‫حاش ة أبي الط ب محمد آبادي في ن س المصةةدر المسةةما اليعل ق المحني على الد ار طني‪ .‬و ا‪ ،‬أبو الط ب محمد آبادي‪ " :‬ذكره‬
‫السة وطي في الجامه الصةح ر‪ ،‬عن عمر بن الةطاب و ا‪ ،‬شةارحه العزيزي في شةرحه السة ار المن ر‪ :‬إسةناده حسةن وهللا أعلم"( ‪:‬‬
‫‪ ،5‬ص‪ .)254 :‬وانظر علةةل الحةةديةةث ألبي حةةاتم ر م‪ ،1764 :‬وانظر الجةةامه في الجرح واليعةةديةةل جمه وترت ةةب أبي المعةةاطي‬
‫النوري ومن معةةه‪ .‬وانظر‪ :‬ال ردوس بمةةأثور الةطةةاب ‪ 3 :‬ص‪ .228 :‬وانظر‪ :‬النهةةاي ة في غريةةب الحةةديةةث واألثر‪ .‬لإلمةةا ابن‬
‫لأللباني (‪ .)127 / 3‬وانظر‪:‬‬ ‫األث ر‪ .‬المجلد األو‪ .،‬حرف الحاء‪ .‬باب الحاء مه الم م‪ .‬وانظر‪ :‬سة ة ة ة ة ةةلس ة ة ة ة ة ة األحاديث الضة ة ة ة ة ةةع‬
‫الزركةي‪ ،‬بدر الدين محمد بن عبد هللا‪ :‬البرهان في علو القرآن‪/2 ،‬ص‪.180‬‬
‫(‪ )5‬الحديث في صةح ح البةاري‪ ،48/1 ،‬و صةح ح مسةلم‪ ،‬حديث ‪ 138‬من فضةائل الصةحاب ‪ .‬وانظر‪ :‬الزركةةي‪ ،‬بدر الدين محمد‬
‫بن عبد هللا‪ :‬البرهان في علو القرآن‪ / 2 ،‬ص‪ ،177‬وص‪.189‬‬
‫(‪ )6‬الحزالي‪ ،‬أبو حامد محمد بن محمد‪ :‬واعد العقائد من إح اء الدين‪ ،‬تقديم‪ :‬د‪ .‬رضة ة ةوان السة ة ة د‪ ،‬دار ا رأ‪ ،‬ب روت‪ ،‬ط‪، 1983 ،1‬‬
‫ص‪.59-58‬‬
‫(‪ )7‬انظر‪ :‬الحزالي‪ ،‬أبو حامد‪ :‬المسة ةةيص ة ة ى من علم األصة ةةو‪ ،،‬تحق ق‪ :‬الة ة ة خ إبراه م محمد رمضة ةةان‪ ،‬دار األر م بن أبي األر م‪ ،‬ب روت‪،‬‬
‫‪ :1‬ص ‪ ،387‬وانظر‪ :‬الحزالي‪ ،‬أبو حامد محمد بن محمد‪ :‬واعد العقائد من إح اء الدين‪ ،‬ص‪5859‬؛ ومن الصة ات اليي‬ ‫‪،1994‬‬
‫أولها المعيزل ‪ :‬الرؤي ‪ ،‬السم ه البص ر‪ ،‬المع ار ‪ ،‬عذاب القبر‪ ،‬الم زان والصراط و جمل من أحلا اوخر‪.‬‬
‫(‪ )8‬الجرجاني‪ ،‬عبد القاهر‪ :‬دالئل اإلعجام‪ ،‬تحق ق محمود شة ة ة ة ةةاكر‪ ،‬مليب الةانجي القاهر‪ ،‬ط‪ ، 1989 ،2‬ص‪ .445‬وانظر‪ :‬عبد‬
‫الح ار‪ ،‬الس د أحمد‪ :‬اليأويل وصليه باللح ‪ ،‬دار المعرف الجامع ‪ ،‬اإلسلندري ‪ ، 1995 ،‬ص‪.162‬‬
‫(‪ )9‬انظر‪ :‬ض ةوابط اليأويل‪ :‬أن يلون المعنى الذي ص ةةرف إل ه الل ظ من المعاني اليي يحيملها‪ ،‬وأن يلون اليأويل مس ةةينداً إلى دل ل‬
‫ص ة ة ة ةةح ح ويلون أ وى من الظاهر‪ ،‬وأن يلون الميأو‪ ،‬أهالً لذلك‪ ،‬وأن ال ييعارض اليأويل مه نص طعي‪ ،‬أو معلو من الدين‬
‫بالضةةرور‪ ،‬انظر‪ :‬ض ةوابط اليأويل عند األصةةول ن‪ ،‬م د أبو عمة ة مجل د ارسةةات‪ ،‬الجامع األردن ‪ ،‬المجلد ‪(20‬أ)‪ ،‬العدد‪،1‬‬
‫‪ ،1993‬ص ‪.193233‬‬
‫(‪ )10‬الرامي‪ ،‬محمد بن أبي بلر (ت حوالي‪691‬ه(‪ :‬مةيار الصة ة ة ة ة ة ةةحاح‪ ،‬دار القلم‪ ،‬ب روت‪( ،‬موه)‪ ،‬ص ‪ ،640‬وابن منظور‪ ،‬محمد‬
‫بن ملر (ت‪ 711‬ه‪ :) 1211/‬لسان العرب‪ ،‬دار صادر‪ ،‬ب روت‪( ، 2003 ،‬موه)‪.‬‬
‫(‪ )11‬الثعالبي‪ ،‬أبو منصة ةةور (ت ‪ 429‬ه(‪ :‬فقه اللح وسة ةةر العرب ‪ ،‬تحق ق محمد صة ةةالح موسة ةةى‪ ،‬مؤسة ةسة ة الرسة ةةال ‪ ،‬ب روت‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪ ، 2010‬ص ‪ ،282‬و الزمةةة ة ة ة ة ة ةةري‪ ،‬محمود بن عمر (‪538-467‬ه(‪ :‬أسة ة ة ة ة ة ةةاس البالغ ‪ ،‬تحق ق‪ :‬عبد الرح م محمود‪ ،‬دار‬
‫المعرف ‪ -‬ب روت‪ ، 1982 ،‬ص ‪( ،440‬موه)‪.‬‬
‫(‪ )12‬الرامي‪ ،‬مةيار الصحاح‪( ،‬موه)‪ ،‬ص ‪.640‬‬
‫(‪ )13‬علي‪ ،‬جواد‪ :‬الم صل في تاريخ العرب بل اإلسال ‪ ،3 ،‬مج‪ ،1‬ص‪.1016‬‬

‫‪68‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المجلة األردنية في الدراسات اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)11‬ع (‪ 1436 ،)2‬ه‪2015/‬م‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ إبراهيم أبو علوش وأحمد الحراحشة‬

‫(‪ )14‬المرجه ن سه‪ ،‬الص ح ن سها‪.‬‬


‫(‪ )15‬الجرجاني‪ ،‬عبد القاهر‪ :‬دالئل اإلعجام‪ ،‬تحق ق محمود شاكر‪ ،‬مليب الةانجي‪ ،‬القاهر‪ ،‬ط‪ ، 1989 ،2‬ص‪.46‬‬
‫(‪ )16‬اّلنزياح‪ :‬صة ة ةةرف معنى بعض األل اظ عن المعنى اللحوي المعجمي المباشة ة ةةر إلى معنى بع د محيمل‪ .‬وهو تةة ة ةةل ل أسة ة ةةلوبي‬
‫يةر عن المألوف في وسة ة ةةائل اليعب ر‪ ،‬ويسة ة ةةيع ن بأدوات لحوي ميعدد منها االسة ة ةةيعار واليةة ة ةةب ه والة ا‪ ،‬والرمز وغ رها من‬
‫المحس ة ة ة ة ةةنات البالغ ‪ ،‬وهو تول د للمعاني‪ ،‬ويلون على مس ة ة ة ة ةةيوى األفكار‪ ,‬وعلى مس ة ة ة ة ةةيوى البناء‪ ،‬أي في الدالل ‪ ،‬واليرك ب‪،‬‬
‫والصرف‪ ،‬والصوت‪ ،‬و المعجم‪ ،‬ويعرف االنزياح الداللي بالعدول في تراثنا النقدي عند عبد القاهر الجرجاني‪ ،‬ويةلل جمال‬
‫أسلوب ‪ ،‬لكن ل س في كل األحوا‪.،‬‬
‫(‪ )17‬الصابوني‪ ،‬محمد علي‪ :‬مةيصر ت س ر ابن كث ر (اخيصار وتحق ق)‪ ،‬دار القرآن الكريم‪ ،‬ب روت‪ ،‬ط‪1399 ،3‬ه‪.333/3 ،‬‬
‫(‪ )18‬الزمةةري‪ ،‬محمود بن عمر (‪ 538 -467‬ه(‪ :‬الكةاف‪ ،‬دار إح اء اليراث العربي‪ ،‬ب روت‪ ،‬ط‪.672/2 ، 2001 ،2‬‬
‫(‪ )19‬الب ض ة ةةاوي‪ ،‬عبد هللا بن محمد الة ة ة رامي(ت ‪791‬ه(‪ :‬ت س ة ة ر الب ض ة ةةاوي المس ة ةةمى أنوار الينزيل وأس ة ةرار اليأويل‪ ،‬تحق ق‪ :‬عبد‬
‫القادر حسونه‪ ،‬دار ال كر‪ ،‬ب روت‪.343/3 ، 1996 ،‬‬
‫(‪ )20‬ابراه م‪ ،‬محمد‪ :‬إعجام القرآن في علم طبقات األرض‪ ،‬ط مم س‪ ،‬القاهر‪ ، 1955 ،‬ص‪.18‬‬
‫(‪ )21‬أبو سة ة ة ة ةةويلم‪ ،‬أنور‪ :‬المطر في الةة ة ة ة ةةعر الجاهلي‪ ،‬مجل د ارسة ة ة ة ةةات‪ ،‬الجامع األردن ‪ ،‬المجلد الثالث عةة ة ة ة ةةر‪ ،‬العدد األو‪، 1986 ،،‬‬
‫ص‪.143‬‬
‫(‪ )22‬الصابوني‪ :‬مةيصر ت س ر ابن كث ر‪.332/3 ،‬‬
‫(‪ )23‬الصابوني‪ :‬مةيصر ت س ر ابن كث ر‪.432/3 ،‬‬
‫(‪ )24‬البحوي‪ ،‬الحس ة ة ة ة ن بن مس ة ة ة ةةعود (ت ‪516‬ه( ‪ :‬ت س ة ة ة ة ر البحوي المس ة ة ة ةةمى‪ :‬معالم الينزيل‪ ،‬تحق ق‪ :‬محمد عبد هللا وعثمان جمع‬
‫وسل مان الهرش‪ ،‬دار ط ب للنةر واليوميه‘‪.89/8‬‬
‫(‪ )25‬الصابوني‪ :‬مةيصر ت س ر ابن كث ر‪.591/3 ،‬‬
‫(‪ )26‬ابن عاشور‪ ،‬محمد الطاهر‪ :‬الينوير واليحب ر‪ ،‬دار سحنون للنةر واليوميه‪.25/31 ،‬‬
‫(‪ )27‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب (سلس)‪.‬‬
‫(‪ )28‬البحوي‪ ،‬ت س ر البحوي‪.89/ 8 ،‬‬
‫(‪ )29‬انظر‪ :‬مو ه الم كر اليركي هارون يح ى‪ ،www.harunyahya.com :‬دور الماء في الطب ع ‪.‬‬
‫(‪ )30‬فهذا خبر من هللا تعالى أن عرشةه سةبحانه كان على الماء بل أن يةلق السةموات واألرض وما ف هن‪.‬وروى البةاري (‪)2953‬‬
‫ا‪:،‬‬
‫اك َن دسة ةأَلُ َك َع دن َه َذا ا دأل دَمر ؟ َ َ‬ ‫صة ة د ٍن َرضة ة َي ّللاُ َع دن ُه َما أن َناسة ةةا م دن أ د‬
‫َهل ادل َ َمن سة ةةألوا النبي ‪َ ‬فَقالوا‪ :‬ج دئ َن َ‬ ‫ان دبن ُح َ‬ ‫َع دن ع دم َر َ‬
‫ض)‪ .‬فاوي والحديث‬ ‫ٍ‬
‫ان َع درُشةهُ َعلَى ادل َماء‪َ ،‬وَكيَ َب في الذ دكر ُكل َشة ديء‪َ ،‬و َخلَ َق السة َم َوات َو داألدَر َ‬ ‫ان ّللاُ َولَ دم َي ُك دن َشة دي ُء َغ د ُرهُ‪َ ،‬وَك َ‬
‫(ك َ‬
‫َ‬
‫إنمةا همةا خبر عن بةداية الةلق‪ ،‬وأن عرش هللا ‪ ‬كةان على المةاء بةل خلق الس ة ة ة ة ة ةمةاوات واألرض‪ .‬وال ينةافي ذلةك كون العرش ال‬
‫ا‪( :،‬إن َيم َن ّللا‬ ‫يزا‪ ،‬على الماء‪.‬و د روى البةاري (‪ )6869‬ومس ة ة ةةلم (‪ )1659‬عن أبي ُه َردي َرَ َرض ة ة ة َي ّللاُ َع دن ُه َع دن النبي ‪َ َ ‬‬
‫ص َما في َيم نه‪َ ،‬و َع درُشة ة ُه‬ ‫ض َفإن ُه لَ دم َي دنُق د‬
‫َردَييُ دم َما أ دَنَ َق ُم دن ُذ َخلَ َق السة ة َم َوات َو داأل دَر َ‬
‫ار‪ ،‬أ َأ‬
‫اء اللد َل َوالن َه َ‬ ‫ضة ة َها َنَ َق ُ َسة ةح ُ‬
‫َم دألَى َال َيح ُ‬
‫اه َودي ةه‪:‬‬
‫ض)‪ .‬ةةا‪ ،‬الحةةافظ ابن حجر رحمةةه هللا‪"َ :‬وَ َه في رَوا َي ة إ دسة ة ة ة ة ة ة َح ةاق دبن َر د‬ ‫ض َي درَف ُه َوَي دة ُ‬‫ُخ َرى ادلَق دب ُ‬
‫َعلَى ادل َم ةاء‪َ ،‬وب َ ةده داأل د‬
‫ان َعَلى ادل َمةاء َ دبةل َخدلق‬
‫ظاهر ادل َحةديث الذي َ دبلةه أَن ادل َع درش َك َ‬
‫ظاهره‪ :‬أَن ُه َك َذل َك ح ن الي دحةديث ب َذل َك؛ َو َ‬
‫(وادل َع درش َعَلى ادل َمةاء) َو َ‬‫َ‬
‫السة ة ة ة ة ة ة َمة َاوات َو داأل دَرض‪َ ،‬وُي دج َمه بةأَنة ُه لَ دم َي َزد‪َ ،‬علَى ادل َمةاء"‪".‬فيح البةاري" (‪ .)496 /20‬ةف أفةاد ولةه تعةالى‪( :‬كةان) في اوية اإلخبةار‬
‫عما كان في الماضي بل خلق السموات واألرض‪ ،‬وأفاد وله ‪ ‬في الحديث اوخر‪( :‬وعرشه على الماء) أنه لم يز‪ ،‬كذلك‪.‬‬
‫(‪ )31‬في الحديث الذي يرويه أنس بن مالك‪" :‬أن أ سل م سألت رسو‪ ،‬هللا ‪ ‬عن الم أر ترى في منامها ما يرى الرجل فقا‪ ،‬رسو‪،‬‬
‫هللا ‪ :‬إذا رأت ذلك فأنزلت فعل ها الحسة ةةل فقالت أ سة ةةلم يا رسة ةةو‪ ،‬هللا أيلون هذا ا‪ :،‬نعم (ماء الرجل) غل ظ أب ض و(ماء الم أر )‬
‫ر ق أص ر فأيهما سبق أو عال أشبهه الولد"‪( .‬صح ح ابن ماجه ‪ -‬الر م‪ ،491 :‬صححه المحدث األلباني)‪.‬‬

‫‪69‬‬ ‫المجلة األردنية في الدراسات اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)11‬ع (‪ 1436 ،)2‬ه‪2015/‬م ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫المقاصد الداللية المستخفية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪ )32‬ت س ر الب ضاوي‪.434/5 ،‬‬


‫(‪ )33‬الصابوني‪ :‬مةيصر ت س ر ابن كث ر‪.587/3 ،‬‬
‫(‪ )34‬الصابوني‪ :‬مةيصر ت س ر ابن كث ر‪.172/3 ،‬‬
‫(‪ )35‬مسند اإلما أحمد بن حنبل‪ ،‬حديث بسر بن جحاش‪ ،‬ر م ‪.17490‬‬
‫(‪ )36‬الزمةةري‪ :‬أساس البالغ ‪ ،‬ماد "مطر"‪ ،‬ص‪ ،432‬وابن منظور‪ ،‬أبو ال ضل جما‪ ،‬الدين بن ملر ‪ :‬لسان العرب؛ ماد "مطر"‪.‬‬
‫(‪ )37‬ال راه ةدي‪ ،‬الةل ةل بن أحمةد (ت‪175‬ه(‪ :‬الع ن‪ ،‬تحق ق‪ :‬مهةدي المةزومي‪ ،‬وإبراه م السة ة ة ة ة ة ةةامرائي‪ ،‬دار الرش ة ة ة ة ة ة ةد‪ ،‬العراق‪، 1982 ،‬‬
‫(مطر)‪ ،‬وابن س د ‪ ،‬علي بن إسماع ل (ت ‪458‬ه(‪ :‬المةصص‪ ،‬دار ال كر‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،110/9 ،‬ولسان العرب (مطر)‪.‬‬
‫(‪ )38‬ابن منظور‪ :‬لسان العرب (مطر)‪.‬‬
‫(‪ )39‬األص هاني‪ ،‬الراغب‪ :‬الم ردات في غريب القرآن‪ .‬ص‪.472‬‬
‫(‪ )40‬ابن منظور‪ :‬لسان العرب (مطر)‪.‬‬
‫(‪ )41‬أن س‪ ،‬إبراه م‪ :‬دالل األل اظ‪ ،‬مليب االنجلو المصري ‪ ،‬ط‪ ، 1984 ،5‬ص‪.251‬‬
‫(‪ )42‬الزمةةري‪ ،‬الكةاف‪.286/3 ،‬‬
‫(‪ )43‬السامرائي‪ ،‬إبراه م‪ :‬من وحي القرآن‪ ،‬مؤسس المطبوعات العرب ‪ ،‬ط‪ ،1‬ب روت‪ ، 1981 ،‬ص‪.127-126‬‬
‫(‪ )44‬المرجه السابق ن سه‪ ،‬ص‪.126‬‬
‫(‪ )45‬القرطبي‪ ،‬أبوعبد هللا محمد بن أحمد األنصاري‪ :‬الجامه ألحلا القرآن‪ ،‬دار الكيب العلم ‪ ،‬ب روت‪ ،‬ط‪/16 /8 ،1993 ،1‬‬
‫ص‪.20‬‬
‫(‪ )46‬المعجم الوس ط‪ ،‬ط‪ ،2‬غ ث‪.667/2 ،‬‬
‫‪ /16‬ص‪.20‬‬ ‫(‪ )47‬القرطبي‪ :‬الجامه ألحلا القرآن‪/8 ،‬‬
‫(‪ )48‬الجاحظ‪ ،‬أبو عثمان عمرو بن بحر‪ :‬الب ان واليب ن تحق ق‪ :‬عبد السال هارون‪ ،‬دار ومليب الهال‪ ،،‬ب روت‪ /1 ،1992 ،‬ص‪.20‬‬
‫(‪ )49‬شرف‪ ،‬ح ني محمد‪ :‬اإلعجام الب اني ب ن النظري واليطب ق‪ ،‬المجلس األعلى للةؤون اإلسالم ‪ ،‬القاهر‪ ،‬ط‪ ،1970 ،1‬ص‪.222‬‬
‫(‪ )50‬ش خ أم ن‪ ،‬بلري‪ :‬اليعب ر ال ني في القرآن‪ ،‬دار الةروق‪ ،‬ب روت‪ ،‬ط‪ ، 1979 ،3‬ص‪.183‬‬
‫(‪ )51‬الثعالبي‪ :‬فق اللح و سر العرب ‪ ،‬ص ‪.278‬‬
‫‪/16‬ص‪.20‬‬ ‫(‪ )52‬القرطبي‪ :‬الجامه ألحلا القرآن‪/ 8 ،‬‬
‫(‪ )53‬السامرائي‪ ،‬إبراه م‪ :‬من وحي القرآن‪ ،‬ص‪.126‬‬
‫(‪ )54‬انظر‪ :‬الثعالبي‪ ،‬أبو منصور(ت ‪ 429‬ه(‪ ،‬فقه اللح وسر العرب ‪ ،‬تحق ق محمد صالح موسى‪ ،‬مؤسس الرسال ‪ ،‬ب روت‪ ،‬ص‪.243‬‬
‫(‪ )55‬انظر‪ :‬المصدر ن سه‪ ،‬ص‪.184‬‬
‫(‪ )56‬الصابوني‪ ،‬محمد علي‪ :‬مةيصر ت س ر ابن كث ر‪.265 / 3 ،‬‬
‫(‪ )57‬علي‪ ،‬جواد‪ ،‬الم صل في تاريخ العرب بل اإلسال دار العلم للمالي ن‪ ،‬ب روت‪ ،‬ط‪.819 /3 ، 1980 ،2‬‬
‫(‪ )58‬طب‪ ،‬س د‪ :‬في ظال‪ ،‬القرآن‪ ،‬دار الةروق‪ ،‬ب روت‪ ،‬ط ‪ /11 / 3 ، 2004 ،34‬ص‪.1781‬‬
‫(‪ )59‬طب‪ ،‬س د‪ :‬في ظال‪ ،‬القرآن‪ /17 / 4 ،‬ص‪.2411‬‬
‫(‪ )60‬الصابوني‪ ،‬محمد علي‪ :‬مةيصر ت س ر ابن كث ر‪/2 ،‬ك ص‪.531‬‬

‫‪70‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المجلة األردنية في الدراسات اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)11‬ع (‪ 1436 ،)2‬ه‪2015/‬م‬

You might also like