ثبوت المسجدية وتمويل بناء المساجد ونقلها أو تحويل وظيفتها

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 46

‫مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا‬

‫مؤتمر نوازل المساجد و المراكز االسالمية في الغرب‬

‫‪ 00-02‬مارس ‪0202‬‬

‫ثبوت المسجدية‪ ،‬وتمويل بناء المساجد ونقلها أو تحويل وظيفتها‬

‫إعداد الدكتور عبد الباري مشعل‬


‫مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا‬
‫مؤمتر نوازل املساجد و املراكز االسالمية يف الغرب ‪ 00-02‬مارس ‪0202‬‬
‫ثبوت املسجدية‪ ،‬ومتويل بناء املساجد ونقلها أو حتويل وظيفتها‬

‫إعداد الدكتور عبد الباري مشعل‬

‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬


‫ثبوت المسجدية‪ ،‬وتمويل بناء المساجد ونقلها أو تحويل وظيفتها‬

‫مقدمة‬
‫احلمد هلل رب العاملني‪ ،‬والصالة والسالم على نبينا حممد وعلى آله وصحبه أمجعني‪ ،‬والتابعني وتابعيهم‬
‫بإحسان إىل يوم الدين‪ ،‬أما بعد‪:‬‬
‫فيشرفين أن أشارك هبذا البحث عن "ثبوت املسجدية‪ ،‬ومتويل بناء املساجد ونقلها أو حتويل وظيفتها"‪،‬‬
‫يف املؤمتر السنوي الثاين عشر جملمع فقهاء الشريعة بأمريكا بشأن "نوازل املساجد واملراكز اإلسالمية يف الغرب"‬
‫الذي يعقد يف الفرتة ‪ 00-02‬مارس ‪ ،0202‬وذلك يف‬
‫ويهدف هذا البحث إىل اإلجابة على األسئلة املذكورة يف االستكتاب املعلن حتت حمور "ثبوت املسجدية‪،‬‬
‫ومتويل بناء املساجد ونقلها أو حتويل وظيفتها"‪ ،‬وهي على النحو اآليت‪:‬‬
‫‪ -0‬مب تثبت املسجدية؟ وما الفرق بني المصلى واملسجد؟ وهل هلذا الفرق أثر من الناحية العملية؟‬
‫‪ -0‬املسجد وقف‪ ،‬فهل جيوز نقل هذا الوقف واستبداله للمصلحة؟ كاالنتقال إىل مسجد أوسع‪ ،‬أو أنسب‬
‫موقعا‪ ،‬أو أيسر يف مرافقه كسعة املواقف وحنوه؟‬
‫‪ -3‬هل جيوز حتويل املسجد القدمي إىل صالة متعددة األنشطة تابعة للمسجد بسبب إقامة مسجد جديد يف‬
‫نفس املنطقة أو قريب منها؟‬
‫‪ -4‬هل جيوز استئجار عقار ليكون مسجدا إذا مل يتيسر التملك؟ أو إذا كان خطوة على طريق التملك؟‬
‫‪ -2‬ما حكم تسجيل ملكية املسجد لدى اجلهات الرمسية باسم الشخص املتربع باملبىن ليكون مسجدا لكنه‬
‫يريد بقاء امسه لضمان أال تسيء إدارة املسجد التصرف فيه؟ هل جيوز املوافقة على ارهتان املسجد إذا مل‬
‫يسدد مثنه بالكامل؟ وما حكم رهن املسجد لدى شركات التمويل من أجل احلصول على متويل لشراء‬
‫مسجد أوسع‪ ،‬علما بأن املسجد القدمي يظل مفتوحا للصالة فيه فقط‪ ،‬تضمن شركة التمويل أال يتم بيعه‬
‫حىت سداد قيمة املسجد اجلديد؟‬
‫‪ -6‬ما حكم قبول التربعات لبناء املساجد من أصحاب املكاسب املختلطة أو احملرمة؟‬
‫‪ -7‬ما حكم أخذ قرض ربوي لشراء مركز إسالمي عند تعني احلاجة وشح اجلالية؟ وما حكم أخذ قرض‬
‫ربوي أو قرض حسن لعمل مشروع استثماري لصاحل املركز مع ضمان املركز مقابل هذا القرض؟‬

‫‪2 / 46‬‬
‫مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا‬
‫مؤمتر نوازل املساجد و املراكز االسالمية يف الغرب ‪ 00-02‬مارس ‪0202‬‬
‫ثبوت املسجدية‪ ،‬ومتويل بناء املساجد ونقلها أو حتويل وظيفتها‬

‫إعداد الدكتور عبد الباري مشعل‬

‫‪ -8‬ما حكم االقرتاض الربوي الستكمال شراء املسجد عند اخلوف من ضياع املشروع بالكلية؟‬
‫وقد مت ترتيب اإلجابة على أسئلة احملور ضمن ثالثة مباحث رئيسية وفقا للخطة اآلتية‪:‬‬

‫خطة البحث‬
‫المبحث األول‪ :‬شروط ثبوت المسجدية‬
‫تعريف املسجد‪ ،‬وشروط ثبوت املسجدية‪.‬‬ ‫‪0.0‬‬
‫تعريف املصلى‪ ،‬والفرق بني املسجد والمصلى‪.‬‬ ‫‪0.0‬‬
‫اآلثار العملية للفرق بني املسجد والمصلى‪.‬‬ ‫‪0.3‬‬
‫ثبوت املسجدية يف العقار املستأجر‪.‬‬ ‫‪0.4‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬أحكام نقل واستبدال الوقف وإدارته‬
‫تعريف الوقف ومشروعيته‪.‬‬ ‫‪0.0‬‬
‫حكم التصرف يف الوقف‪.‬‬ ‫‪0.0‬‬
‫حكم نقل الوقف وتغيري غرضه‪.‬‬ ‫‪0.3‬‬
‫حكم تسجيل امللكية القانونية للوقف (االمسية) باسم الواقف أو الناظر‪.‬‬ ‫‪0.4‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬التبرعات والقروض لمصالح الوقف‬
‫حكم قبول التربعات من أصحاب املكاسب املختلطة أواحملرمة‪.‬‬ ‫‪3.0‬‬
‫حكم القرض احلسن لشراء أو استكمال شراء مركز إسالمي أو مشروع استثماري لصاحل املركز‪.‬‬ ‫‪3.0‬‬
‫حكم االقرتاض الربوي لشراء أو استكمال شراء مركز إسالمي أو مشروع استثماري لصاحل املركز‪.‬‬ ‫‪3.3‬‬
‫حكم تقدمي املركز أو املسجد كضمان ‪ /‬رهن مقابل القرض احلسن أو الربوي‪.‬‬ ‫‪3.4‬‬
‫حكم شراء املسجد بطريق اإلجارة املنتهية بالتمليك‪.‬‬ ‫‪3.2‬‬

‫‪3 / 46‬‬
‫مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا‬
‫مؤمتر نوازل املساجد و املراكز االسالمية يف الغرب ‪ 00-02‬مارس ‪0202‬‬
‫ثبوت املسجدية‪ ،‬ومتويل بناء املساجد ونقلها أو حتويل وظيفتها‬

‫إعداد الدكتور عبد الباري مشعل‬

‫المبحث األول‪ :‬شروط ثبوت المسجدية‬


‫‪ .0‬تعريف املسجد‪ ،‬وشروط ثبوت املسجدية‪.‬‬
‫‪ .0‬تعريف املصلى‪ ،‬والفرق بني املسجد والمصلى‪.‬‬
‫‪ .3‬اآلثار العملية للفرق بني املسجد والمصلى‪.‬‬
‫‪ .4‬ثبوت املسجدية يف العقار املستأجر‪.‬‬
‫‪ .2‬خالصة املبحث‪.‬‬

‫‪4 / 46‬‬
‫مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا‬
‫مؤمتر نوازل املساجد و املراكز االسالمية يف الغرب ‪ 00-02‬مارس ‪0202‬‬
‫ثبوت املسجدية‪ ،‬ومتويل بناء املساجد ونقلها أو حتويل وظيفتها‬

‫إعداد الدكتور عبد الباري مشعل‬

‫‪ 0‬المبحث األول‪ :‬شروط ثبوت المسجدية‪:‬‬


‫تعريف املسجد وشروط ثبوت املسجدية‪:‬‬ ‫‪0.0‬‬
‫تعريف املسجد‪ :‬يعرف املسجد يف اللغة بأنه بيت الصالة‪ ،‬موضع السجود من‬ ‫‪0.0.0‬‬
‫بدن اإلنسان‪ ،‬واجلمع مساجد‪ .1‬وأما يف االصطالح فقد ورد مبعان عدة تتناوهلا‬
‫الفقرات التالية‪.‬‬
‫املعىن األول‪ :‬كل موضع من األرض‪ ،‬وهو ما أورده الزركشي‪ ،2‬فقد‬ ‫‪0.0.0.0‬‬
‫روي عن جابر بن عبداهلل رضي اهلل عنه أن النيب صلى اهلل عليه‬
‫وسلم قال‪" :‬أعطيت مخسا مل يعطهن أحد قبلي‪ :‬نصرت بالرعب‬
‫مسرية شهر‪ ،‬وجعلت يل األرض مسجدا وطهورا‪ ،‬فأميا رجل من‬
‫أميت أدركته الصالة فليصل‪ ،‬وأحلت يل املغامن ومل حتل ألحد قبلي‪،‬‬
‫وأعطيت الشفاعة‪ ،‬وكان النيب يبعث إىل قومه خاصة وبعثت إىل‬
‫الناس عامة"‪.3‬‬
‫املعىن الثاين‪ :‬اختاذ مصلى يف البيت؛ فقد روي عن السيدة عائشة‬ ‫‪0.0.0.0‬‬
‫رضي اهلل عنها "أن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم أمر ببناء‬
‫املساجد يف الدور‪ ،‬وأن تنظف وتطيب"‪ 4‬واملراد ب ـ(الدور) أي‬
‫البيوت‪ .‬وكان النيب صلى اهلل عليه وسلم يتخذ مسجدا يف بيته‪،‬‬
‫فعن عائشة رضي اهلل عنها قالت‪ :‬فقدت رسول اهلل صلى اهلل عليه‬
‫وسلم ذات ليلة من الفراش فالتمسته‪ ،‬فوقعت يدي على بطن‬
‫قدميه وهو يف املسجد ومها منصوبتان وهو يقول‪ " :‬إين أعوذ بك‬

‫‪ 1‬الفيومي‪ ،‬املصباح املنري‪ ،‬مادة (س ج د)‪.‬‬


‫‪ 2‬الزركشي‪ ،‬إعالم الساجد بأحكام املساجد‪ ،‬ص‪.07‬‬
‫‪3‬‬
‫التيمم‪ ،‬وكتاب الصالة‪ ،‬باب قول النيب صلى اهلل عليه وسلم جعلت يل األرض مسجدا وطهورا‪ ،‬رقم (‪ )438‬ومسلم‬
‫رواه البخاري يف كتاب ّ‬
‫يف كتاب املساجد ومواضع الصالة‪ ،‬رقم (‪)200‬‬
‫‪4‬رواه أبو داود‪ ،‬يف كتاب الصالة‪ ،‬باب اختاذ املساجد يف الدور‪ ،‬رقم (‪ .)422‬وابن ماجه‪ ،‬كتاب املساجد واجلماعة‪ ،‬باب هنري املساجد‬
‫وتطييبها‪ ،‬رقم (‪.)728‬‬

‫‪5 / 46‬‬
‫مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا‬
‫مؤمتر نوازل املساجد و املراكز االسالمية يف الغرب ‪ 00-02‬مارس ‪0202‬‬
‫ثبوت املسجدية‪ ،‬ومتويل بناء املساجد ونقلها أو حتويل وظيفتها‬

‫إعداد الدكتور عبد الباري مشعل‬

‫برضاك من سخطك‪ ،‬ومبعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك‪ ،‬ال‬


‫أحصي ثناء عليك‪ ،‬أنت كما أثنيت على نفسك "‪ 5‬وعن بالل‬
‫رضي اهلل عنه‪ " :‬أنه جاء إىل النيب صلى اهلل عليه وسلم يؤذنه‬
‫بالصالة فوجده يتسحر يف مسجد بيته"‪.6‬‬
‫املعىن الثالث‪ :‬وهو املقصود يف االصطالح الدقيق ويفهم من‬ ‫‪0.0.0.3‬‬
‫تعريفات الفقهاء‪ ،‬ومنها‪" :‬البيوت املبنية للصالة فيها هلل‪ ،‬فهي‬
‫خالصة له سبحانه ولعبادته"‪ .7‬وقد خصصه العرف باملكان املهيأ‬
‫للصلوات اخلمس‪ ،‬حيث ال يعترب املصلى الذي جيتمع فيه الناس‬
‫يف األعياد وحنوها مسجدا‪ .‬وملا كان السجود أشرف أفعال الصالة‬
‫لقرب العبد من ربه؛ اشتق اسم املكان منه فقيل مسجد‪ ،‬ومل يقولوا‬
‫مركع‪ .8‬وقد عرف املسجد يف فتاوى اللجنة الدائمة لإلفتاء‬
‫باململكة بأنه "كل ما أعد ليؤدي فيه املسلمون الصلوات اخلمس‬
‫مجاعة"‪".9‬‬
‫أنّه املكان املوقوف على كافّة املسلمني للصالة فيه"‪.10‬‬ ‫‪0.0.0.4‬‬
‫وتأخذ رحبة املسجد حكم املسجد‪ ،‬ورحبة املسجد هي ساحته‪،‬‬ ‫‪0.0.0.2‬‬
‫واليت تكون عادة متصلة به سواء كانت يف وسط املسجد أو‬
‫خلفه‪ .11‬وكذلك مكتبة املسجد؛ وهي غرفة تبىن يف رحبته غالبا‪،‬‬
‫فلها حكم املسجد إن كان باهبا يف وسط املسجد‪ ،‬فتشرع حتية‬
‫املسجد ملن دخلها‪ ،‬ويصح االعتكاف فيها‪ ،‬فإن كان باهبا خارج‬

‫‪5‬رواه مسلم‪ ،‬كتاب الصالة‪ ،‬باب ما يقال يف الركوع والسجود‪ ،‬رقم (‪.)486‬‬
‫‪ 6‬رواه أمحد‪ ،‬رقم (‪.)23901‬‬
‫‪ 7‬النسفي‪ ،‬التفسري‪.4/0 ،‬‬
‫‪ 8‬الزركشي‪ ،‬إعالم الساجد بأحكام املساجد‪ ،‬ص‪.08‬‬
‫‪ 9‬فتاوى اللجنة الدائمة‪ ،000/6 ،‬فتوى رقم (‪.)0301‬‬
‫‪ 10‬النابلسي حممد‪ ،‬كشف اللثام شرح عمدة األحكام‪.‬‬
‫النووي‪ ،‬اجملموع‪.227/6 ،‬‬ ‫‪11‬‬

‫‪6 / 46‬‬
‫مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا‬
‫مؤمتر نوازل املساجد و املراكز االسالمية يف الغرب ‪ 00-02‬مارس ‪0202‬‬
‫ثبوت املسجدية‪ ،‬ومتويل بناء املساجد ونقلها أو حتويل وظيفتها‬

‫إعداد الدكتور عبد الباري مشعل‬

‫املسجد فليست منه‪ ،‬وكذا لو كانت خارج سور املسجد‪ ،‬بأن بنيت‬
‫جبواره وفتح هلا باب إىل املسجد فإهنا ال تكون منه‪.12‬‬
‫وقد فرق الفقهاء بني مصطلح مسجد جامع ومسجد اجلماعات‪،‬‬ ‫‪0.0.0.6‬‬
‫فاملقصود باملسجد هو الذي تقام فيه الصلوات اخلمس دون‬
‫اجلمعة‪ ،‬وأما املسجد اجلامع فهو الذي تقام فيه الصلوات اخلمس‬
‫وصالة اجلمعة أيضا‪ ،13‬ومن األمثلة على ذلك قول الكشناوي يف‬
‫مسألة أخذ الوقف لتوسعة املسجد‪ ...( :‬جيوز ذلك يف مساجد‬
‫اجلوامع إن احتيج إىل ذلك وليس يف مساجد اجلماعات‪ ،‬إذ ليست‬
‫الضرورة فيها كاجلوامع)‪ .14‬ومنه ما جاء يف املغين البن قدامة عن‬
‫مكان االعتكاف‪( :‬وال جيوز االعتكاف إال يف مسجد جيمع فيه‪،‬‬
‫يعين تقام اجلماعة فيه‪ .‬وإمنا اشرتط ذلك؛ ألن اجلماعة واجبة‪،‬‬
‫واعتكاف الرجل يف مسجد ال تقام فيه اجلماعة يفضي إىل أحد‬
‫أمرين‪ :‬إما ترك اجلماعة الواجبة‪ ،‬وإما خروجه إليها‪ ،‬فيتكرر ذلك‬
‫منه كثريا مع إمكان التحرز منه‪ ،‬وذلك مناف لالعتكاف)‪.15‬‬
‫واملساجد يف البالد الغربية عادة ما تكون ضمن مراكز تشمل‬ ‫‪0.0.0.7‬‬
‫باإلضافة إىل املسجد املدارس‪ ،‬واملكتبة‪ ،‬واملكاتب اإلدارية‪،‬‬
‫والصاالت الرياضية‪،‬‬
‫شروط ثبوت املسجدية‪ :‬يستخلص من نصوص الفقهاء شرطان العتبار‬ ‫‪0.0.0‬‬
‫املسجدية ومها‪:‬‬

‫‪ 12‬الفوزان عبد اهلل‪ ،‬أحكام حضور املساجد‪ ،‬ص‪.1‬‬


‫‪ 13‬املوسوعة الفقهية الكويتية‪.011/44 ،‬‬
‫‪ 14‬الكشناوي أبو بكر‪ ،‬أسهل املدارك شرح إرشاد السالك‪.024/3 ،‬‬
‫‪ 15‬ابن قدامة‪ ،‬املغين‪460/4 ،‬‬

‫‪7 / 46‬‬
‫مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا‬
‫مؤمتر نوازل املساجد و املراكز االسالمية يف الغرب ‪ 00-02‬مارس ‪0202‬‬
‫ثبوت املسجدية‪ ،‬ومتويل بناء املساجد ونقلها أو حتويل وظيفتها‬

‫إعداد الدكتور عبد الباري مشعل‬

‫الشرط األول‪ :‬الوقفية‪ :‬فقد تضافرت أقوال فقهاء املذاهب‬ ‫‪0.0.0.0‬‬


‫األربعة‪ 16‬على وجوب وقف املسجد‪ ،‬ولكنهم اختلفوا يف عدم‬
‫تأبيد الوقف وجواز تأقيته مبدة‪ ،‬وسيتم تناول هذه املسألة يف الفقرة‬
‫األخرية من هذا املبحث ‪" 0.4‬ثبوت املسجدية يف العقار‬
‫املستأجر"‪.‬‬
‫الشرط الثاين‪ :‬إقامة الصلوات اخلمس يف املسجد‪ :‬فقد ذكر الفقهاء‬ ‫‪0.0.0.0‬‬
‫هذا القيد يف تعريفاهتم للمسجد كما مر يف الفقرة ‪( 0.0‬تعريف‬
‫املسجد)‪ ،‬وأكدوا أن املساجد تقام ألداء الصلوات اخلمس‪.‬‬
‫وعليه فما حتقق فيه الشرطان تنطبق عليه أحكام املساجد‪ .‬وفيما‬ ‫‪0.0.0.3‬‬
‫يتعلق باملركز اإلسالمي‪ ،‬فتنطبق أحكام املساجد على املكان‬
‫املخصص للصالة‪ ،‬والذي تقام فيه الصلوات اخلمس وما يف حكمه‬
‫فحسب‪ ،‬دون املكاتب والصاالت واملدارس‪ ،‬واملكتبة؛ فال تأخذ‬
‫حكم املسجد وإن كانت موقوفة‪.17‬‬
‫تعريف املصلى والفرق بني املسجد واملصلى‪:‬‬ ‫‪0.0‬‬
‫تعريف املصلى‪ :‬املصلى بصيغة اسم املفعول موضع الصالة أوالدعاء‪ .18‬ومصلّى‬ ‫‪0.0.0‬‬
‫اسم‪ ،‬واجلمع‪ :‬مصليات‪ ،‬اسم مكان من صلى ‪ /‬صلى على‪ :‬قال تعاىل‪:‬‬
‫((واختذوا من مقام إبـراهيم مصلًّى)) [البقرة ‪ .]002‬والمصلى مكان الصالة‪.‬‬
‫يقال صلى على فالن ‪ :‬دعا له باخلري ومنه قوله تعاىل‪( :‬وصل عليهم إن صالتك‬
‫سكن هلم) [التوبة‪ .]023 :‬ويف االصطالح‪ :‬الفضاء والصحراء‪ ،‬وهو اجملتمع فيه‬
‫لألعياد وحنوها‪ .19‬وجاء يف تعريف دار اإلفتاء العام األردنية‪ :‬املصلى‪ :‬هو موضع‬
‫الصالة والدعاء‪ ،‬وال يشرتط فيه أن يكون موقوفا‪ ،‬بل يصح أن يكون موقوفا‬

‫‪ 16‬املوصلي عبد اهلل‪ ،‬االختيار لتعليل املختار‪ .028/0 ،‬الدسوقي‪ ،‬احلاشية‪ .80/4 ،‬الشريازي‪ ،‬املهذب‪ .448/0 ،‬ابن ضويان‪ ،‬منار السبيل‬
‫شرح الدليل‪.42/0/،‬‬
‫‪ 17‬فتوى اللجنة الدائمة‪ ،‬رقم ( ‪.068/2 ،)16416‬‬
‫‪ 18‬الفيومي‪ ،‬املصباح املنري‪ ،‬مادة (ص ل ي)‬
‫‪ 19‬الزركشي‪ ،‬إعالم الساجد بأحكام املساجد‪ ،‬ص‪.08‬‬

‫‪8 / 46‬‬
‫مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا‬
‫مؤمتر نوازل املساجد و املراكز االسالمية يف الغرب ‪ 00-02‬مارس ‪0202‬‬
‫ثبوت املسجدية‪ ،‬ومتويل بناء املساجد ونقلها أو حتويل وظيفتها‬

‫إعداد الدكتور عبد الباري مشعل‬

‫وغريه‪ ،‬فاملصلى إذن يشمل املسجد وغري املسجد‪ ،‬فكل مسجد مصلى وليس كل‬
‫مصلى مسجدا‪ .20‬وجيدر التنويه بأن تعاريف الفقهاء للمصلى جرت على أنه‬
‫مكان اجتماع الناس يف صالة العيد واجلنازة وحنوها كما سبق بيانه‪ ،‬غري أنه وقتنا‬
‫هذا أطلق املصلى أيضا على املكان املعد للصالة يف مكان العمل أو الدراسة وحنو‬
‫ذلك‪ ،‬فيصلى فيه الظهر أو الظهر والعصر فقط‪ ،‬وال تقام فيه الصلوات اخلمس‬
‫كاملة‪ ،‬وهو ليس وقفا‪ ،‬وعادة ما يتغري مكان الصالة يف الشركات واملدارس‪.‬‬
‫واجلامع بني مفهوم املصلى الذي ذكره الفقهاء ومفهوم املصلى يف وقتنا احلايل هو‬
‫عدم الوقفية أوال‪ ،‬واإلعداد لبعض الصلوات دون إقامة الصلوات اخلمس كاملة‬
‫ثانيا‪،21‬‬
‫الفرق بني املسجد واملصلى‪ :‬أصبح جليا أنه هناك فرقان‪ :‬األول‪ :‬املسجد وقف جتري‬ ‫‪0.0.0‬‬
‫عليه أحكام الوقف‪ ،‬وأما املصلى فليس كذلك‪ ،‬ومن مث جيوز إلغاء املصلى متاما وال جيوز‬
‫ذلك يف حق املسجد‪ .‬الثاين‪ :‬املسجد تقام فيه الصلوات اخلمس‪ ،‬وال يكون ذلك يف‬
‫املصلى‪.‬‬
‫‪ 0.3‬اآلثار العملية للفرق بني املسجد واملصلى‪ :‬خلصت فتوى دار اإلفتاء العام األردنية اآلثار العملية‬
‫فيما يأيت‪:22‬‬
‫(أوال‪ :‬املسجد‪ :‬املكان املوقوف للصالة؛ فال يصح التصرف فيه ببيع وحنوه‪ .‬قال‬ ‫‪0.3.0‬‬
‫اإلمام النووي‪" :‬األظهر أن امللك يف رقبة املوقوف ينتقل إىل اهلل تعاىل‪ ،‬أي ينفك‬
‫عن اختصاص اآلدمي فال يكون للواقف وال للموقوف عليه" "منهاج الطالبني‬
‫(‪ ،)072/0‬أما املصلى فيصح كونه مملوكا لشخص معني‪ ،‬ويصح بيعه أو حتويله‬
‫إىل مكان آخر‪ ،‬ويصح كونه مستأجرا‪.‬‬

‫‪ 20‬فتوى جلنة اإلفتاء األردنية‪ ،‬عنوان الفرق بني املسجد واملصلى وأحكام كل منهما‪ ،‬رقم الفتوى (‪ ،)0264‬تاريخ ‪.0200/6/00‬‬
‫‪http://aliftaa.jo/Question.aspx?QuestionId=2064#.VLCShSuUffI‬‬
‫‪ 21‬فتوى اللجنة الدائمة لإلفتاء يف اململكة العربية السعودية‪ ،‬عنوان ما الفرق بني املسجد واملصلى‪.061/2 ،‬‬
‫‪ 22‬فتوى جلنة اإلفتاء األردنية‪ ،‬عنوان الفرق بني املسجد واملصلى وأحكام كل منهما‪ ،‬رقم الفتوى (‪ ،)0264‬تاريخ ‪.0200/6/00‬‬
‫‪http://aliftaa.jo/Question.aspx?QuestionId=2064#.VGmWiPmUffI‬‬

‫‪9 / 46‬‬
‫مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا‬
‫مؤمتر نوازل املساجد و املراكز االسالمية يف الغرب ‪ 00-02‬مارس ‪0202‬‬
‫ثبوت املسجدية‪ ،‬ومتويل بناء املساجد ونقلها أو حتويل وظيفتها‬

‫إعداد الدكتور عبد الباري مشعل‬

‫ثانيا‪ :‬حيرم على احلائض واجلنب اللبث يف املسجد‪ ،‬بينما يصح هلما املكث يف‬ ‫‪0.3.0‬‬
‫املصلى‪ .‬قال اإلمام النووي‪" :‬وحيرم هبا ‪ -‬أي باجلنابة ‪ -‬ما حرم باحلدث‪ ،‬واملكث‬
‫باملسجد ال عبوره" "منهاج الطالبني" (‪.) 00 /0‬‬
‫ثالثا‪ :‬االعتكاف أو حتية املسجد ال يصحان إال يف املسجد‪ .‬قال اخلطيب‬ ‫‪0.3.3‬‬
‫الشربيين‪" :‬وال يفتقر شيء من العبادات إىل مسجد إال التحية واالعتكاف‬
‫والطواف" "مغين احملتاج" (‪.)301 /2‬‬
‫رابعا‪ :‬حيرم اعتالء املسجد ببناء أو طوابق‪ .‬جاء يف "حاشية ابن عابدين"‪" :‬لو‬ ‫‪0.3.4‬‬
‫متت املسجدية مث أراد البناء ‪ -‬أي بناء بيت لإلمام فوق املسجد ‪ -‬منع" (‪/3‬‬
‫‪ ،)370‬أما املصلى فيصح ذلك ألنه ليس مبوقوف‪ ،‬مع مراعاة احملافظة على‬
‫نظافة املصلى وتنزيهه عن النجاسة‪ .‬وتصح صالة اجلمعة يف املصلى‪ ،‬واألفضل‬
‫كوهنا يف املسجد‪ .‬قال الشيخ اجلمل عن صالة اجلمعة‪" :‬ألن إقامتها يف املسجد‬
‫ليست بشرط" "حاشية اجلمل على شرح املنهج" (‪ .)038 /0‬واهلل تعاىل‬
‫أعلم)‪.23‬‬
‫ثبوت املسجدية يف العقار املستأجر‪:‬‬ ‫‪0.4‬‬
‫ذهب مجهور الفقهاء خالفا للحنفية إىل جواز اختاذ الدار املستأجرة مسجدا‬ ‫‪0.4.0‬‬
‫للصالة فيه‪ ،‬وعللوا ذلك بأهنا منفعة مباحة ميكن استيفاؤها مع بقاء عينها‪ ،‬فجاز‬
‫االستئجار لذلك الغرض‪ ،‬غري أن املسجدية ال تثبت يف املستأجر خالفا‬
‫للمالكية‪ .‬فهاتان مسألتان‪:‬‬
‫وقد نقل االختالف يف املسألة األوىل وهي اختاذ الدار املستأجرة‬ ‫‪0.4.0.0‬‬
‫مسجدا للصالة فيه ابن قدامة رمحه اهلل يف املغين فقال‪( :‬وجيوز‬
‫استئجار دار يتخذها مسجدا يصلي فيه وبه قال مالك والشافعي‬
‫وقال أبو حنيفة ال تصح ألن فعل الصالة ال جيوز استحقاقه بعقد‬

‫‪23‬فتوى جلنة اإلفتاء األردنية‪ ،‬عنوان الفرق بني املسجد واملصلى وأحكام كل منهما‪ ،‬رقم الفتوى (‪ ،)0264‬تاريخ ‪.0200/6/00‬‬
‫‪http://aliftaa.jo/Question.aspx?QuestionId=2064#.VGmWiPmUffI‬‬

‫‪10 / 46‬‬
‫مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا‬
‫مؤمتر نوازل املساجد و املراكز االسالمية يف الغرب ‪ 00-02‬مارس ‪0202‬‬
‫ثبوت املسجدية‪ ،‬ومتويل بناء املساجد ونقلها أو حتويل وظيفتها‬

‫إعداد الدكتور عبد الباري مشعل‬

‫إجارة حبال فال جتوز اإلجارة لذلك‪ ،‬ولنا أن هذه منفعة مباحة‬
‫ميكن استيفاؤها من العني مع بقائها فجاز استئجار العني هلا)‪.24‬‬
‫وأما االختالف يف املسألة الثانية وهي ثبوب املسجدية فيعود أصل‬ ‫‪0.4.0.0‬‬
‫املسألة إىل اختالفهم يف اشرتاط التأبيد يف الوقف من عدمه‪،‬‬
‫وللفقهاء يف املسألة قوالن‪:‬‬
‫‪27‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪25‬‬
‫‪ 0.4.0.0.0‬القول األول‪ :‬ذهب احلنفية والشافعية واحلنابلة يف‬
‫املذهب إىل أنه يشرتط التأبيد لصحة الوقف؛ ألن الوقف‬
‫إزالة امللك ال إىل أحد فال حيتمل التوقيت كجعل الدار‬
‫مسجدا‪،‬‬
‫‪ 0.4.0.0.0‬القول الثاين‪ :‬هو قول املالكية‪ 28‬واحلنابلة‪ 29‬يف وجه إىل‬
‫أنه ال يشرتط التأبيد لصحة الوقف‪ ،‬فيصح الوقف مدة‬
‫معينة‪ ،‬جاء يف منح اجلليل‪( :‬وإن ملكت منفعته بأجرة‬
‫فيها ال بأس أن يكري أرضه على أن تتخذ مسجدا عشرة‬
‫سنني‪ ،‬فإذا انقضت املدة رجعت األرض إىل رهبا)‪.30‬‬
‫وعليه فإن من شرط التأبيد من الفقهاء لصحة الوقف مل يقبل‬ ‫‪0.4.0.3‬‬
‫اعتبار املكان املستأجر املوقوف للصالة مسجدا؛ ألنه فقد خاصية‬
‫التأبيد كونه مستأجرا‪ ،‬واإلجارة تنتهي ويعود العقار ملالكه‪ ،‬ومن مل‬
‫يشرتط التأبيد يقبل وقف العقار املستأجر ليكون مسجدا‪.‬‬

‫‪ 24‬ابن قدامة‪ ،‬املغين‪.043/6 ،‬‬


‫‪ 25‬الكاساين‪ ،‬بدائع الصنائع‪.002/6 ،‬‬
‫‪ 26‬الشربيين اخلطيب‪ ،‬مغين احملتاج‪.020/6 ،‬‬
‫‪ 27‬ابن قدامة‪ ،‬الكايف يف فقه اإلمام أمحد‪.441/0 ،‬‬
‫‪ 28‬الدسوقي‪ ،‬احلاشية‪.87/4 ،‬‬
‫‪ 29‬ابن مفلح حممد‪ ،‬الفروع‪.288/4 ،‬‬
‫‪ 30‬عليش حممد‪ ،‬منح اجلليل‪.002/8 ،‬‬

‫‪11 / 46‬‬
‫مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا‬
‫مؤمتر نوازل املساجد و املراكز االسالمية يف الغرب ‪ 00-02‬مارس ‪0202‬‬
‫ثبوت املسجدية‪ ،‬ومتويل بناء املساجد ونقلها أو حتويل وظيفتها‬

‫إعداد الدكتور عبد الباري مشعل‬

‫وأخذ شيخ اإلسالم ابن تيمية بذلك إذ قال‪( :‬جيوز أن يقف البناء‬ ‫‪0.4.0.4‬‬
‫الذي بناه يف األرض املستأجرة‪ .‬سواء وقفه مسجدا أو غري مسجد‬
‫وال يسقط ذلك حق أهل األرض فإنه مىت انقضت مدة اإلجارة‬
‫واهندم البناء زال حكم الوقف سواء كان مسجدا أو غري‬
‫مسجد وأخذوا أرضهم فانتفعوا هبا وما دام البناء قائما فيها فعليه‬
‫أجرة املثل ولو وقف على ربع‪ 31‬أو دار مسجدا مث اهندمت الدار‬
‫أو الربع فإن وقف العلو ال يسقط حق مالك السفل كذلك وقف‬
‫البناء ال يسقط على مالك األرض)‪.32‬‬
‫وانتهى قرار جممع الفقه اإلسالمي‪ ( 7 / 19 ) 181‬إىل ذلك حيث‬ ‫‪0.4.0.2‬‬
‫جاء فيه‪( :‬إن النصوص الشرعية الواردة يف الوقف مطلقة يندرج‬
‫فيها املؤبد واملؤقت‪ ،‬واملفرز واملشاع‪ ،‬واألعيان واملنافع والنقود‪،‬‬
‫والعقار واملنقول؛ ألنه من قبيل التربع وهو موسع ومرغب فيه)‪.33‬‬
‫وكذلك املعايري الشرعية هليئة احملاسبة واملراجعة يف مملكة البحرين‬ ‫‪0.4.0.6‬‬
‫قالت جبواز وقف املنافع ممن ملكها باستئجارها‪ ،‬وترجع بعدها إىل‬
‫املؤجر إذا مل مينعه املؤجر من إعادة التأجري‪.34‬‬
‫خالصة املبحث‪:‬‬ ‫‪0.2‬‬
‫املسجد هو املكان املوقوف املهيأ للصلوات اخلمس وعبادة اهلل‪ ،‬وتثبت املسجدية‬ ‫‪0.2.0‬‬
‫للمكان بشرطني‪ :‬أن يكون وقفا‪ ،‬وإقامة الصلوات اخلمس‪ .‬وخيتلف املصلى عن‬
‫املسجد يف أنه ليس موقوفا‪ ،‬وال تقام فيه الصلوات اخلمس كاملة‪ ،‬وهلذه الفروق‬
‫آثار عملية تتعلق يف جواز التصرف بالعني وعدمه‪ ،‬وحكم دخول احلائض‬
‫واجلنب‪ ،‬وصحة االعتكاف‪ ،‬وجواز تغيري العني كالبناء فوقها‪ .‬واملركز اإلسالمي‬

‫‪ 31‬ربع‪ :‬قيل إهنا الدار‪ ،‬وقيل إهنا فسحة الدار‪ ،‬وقيل اهنا احلي‪.‬‬
‫‪ 32‬ابن تيمية‪ ،‬الفتاوى‪.4/30 ،‬‬
‫‪ 33‬جممع الفقه اإلسالمي الدويل‪ ،‬دورة ‪ ،01‬دولة اإلمارات العربية املتحدة‪ ،‬من ‪ 0‬إىل ‪ 2‬مجادى األوىل ‪0432‬هـ‪ ،‬املوافق ‪ 32 – 06‬نيسان‬
‫(إبريل) ‪0221‬م‪ ،‬قرار ‪. ( 7 / 19 ) 181‬‬
‫‪ 34‬هيئة احملاسبة واملراجعة للمؤسسات املالية اإلسالمية‪ ،‬املعايري الشرعية‪ ،‬معيار رقم ‪( 33‬الوقف)‪.6/4/3 ،‬‬

‫‪12 / 46‬‬
‫مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا‬
‫مؤمتر نوازل املساجد و املراكز االسالمية يف الغرب ‪ 00-02‬مارس ‪0202‬‬
‫ثبوت املسجدية‪ ،‬ومتويل بناء املساجد ونقلها أو حتويل وظيفتها‬

‫إعداد الدكتور عبد الباري مشعل‬

‫أعم من املسجد وإن كان وقفا؛ ألنه يشمل باإلضافة إىل املسجد املدرسة‪،‬‬
‫واملكتبة‪ ،‬والصاالت الرياضية‪ ،‬واملكاتب اإلدارية‪.‬‬
‫جيوز استئجار مكان جلعله مكانا للصالة عند مجهور الفقهاء‪ ،‬سواء أكان ذلك‬ ‫‪0.2.0‬‬
‫خطوة على طريق التملك أم ال‪ ،‬وتثبت املسجدية للعقار المستأجر للصلوات‬
‫اخلمس إذا وقفت املنفعة مدة اإلجارة على رأي املالكية‪ ،‬وبه أخذ املعيار الشرعي‬
‫للوقف الصادر عن هيئة احملاسبة واملراجعة للمؤسسات املالية اإلسالمية يف مملكة‬
‫البحرين‪.‬‬

‫‪13 / 46‬‬
‫مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا‬
‫مؤمتر نوازل املساجد و املراكز االسالمية يف الغرب ‪ 00-02‬مارس ‪0202‬‬
‫ثبوت املسجدية‪ ،‬ومتويل بناء املساجد ونقلها أو حتويل وظيفتها‬

‫إعداد الدكتور عبد الباري مشعل‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أحكام نقل واستبدال الوقف وإدارته‬


‫تعريف الوقف ومشروعيته‪.‬‬ ‫‪.0‬‬
‫حكم التصرف يف الوقف‪.‬‬ ‫‪.0‬‬
‫حكم نقل الوقف وتغيري غرضه‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫حكم تسجيل امللكية القانونية للوقف (االمسية) باسم الواقف أو الناظر‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫خالصة املبحث‪.‬‬ ‫‪.2‬‬

‫‪14 / 46‬‬
‫مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا‬
‫مؤمتر نوازل املساجد و املراكز االسالمية يف الغرب ‪ 00-02‬مارس ‪0202‬‬
‫ثبوت املسجدية‪ ،‬ومتويل بناء املساجد ونقلها أو حتويل وظيفتها‬

‫إعداد الدكتور عبد الباري مشعل‬

‫‪ 0‬املبحث الثاين‪ :‬أحكام نقل واستبدال الوقف وإدارته‪:‬‬


‫‪ 0.0‬تعريف الوقف ومشروعيته‪:‬‬
‫تعريف الوقف‪ :‬الوقف لغة‪ :‬احلبس يقال ‪ :‬وقفت الدار وقفا مبعىن حبستها‪ ،‬ومجعه‬ ‫‪0.0.0‬‬
‫أوقاف‪ ،‬مثل ثوب وأثواب‪.‬والوقف‪ ،‬واحلبس‪ ،‬مبعىن واحد‪ 35‬وكذلك "التسبيل"‪ ،‬يقال‪:‬‬
‫اصطالحا ‪:‬‬
‫ً‬ ‫(سبّلت الثمرة بالتشديد جعلتها يف سبل اخلري وأنواع الرب)‪.36‬تعريف الوقف‬
‫اختلف أهل العلم يف بيان معىن الوقف وذلك الختالفهم يف طبيعة العقد ذاته من حيث‬
‫اللزوم وعدمه‪ ،‬وانتقال ملكية املال املوقوف‪ ،‬وهل الوقف عقد تعترب فيه إرادة املتعاقدين أم‬
‫أنه إسقاط؟ وقد عرفه ابن قدامة بأنه‪" :‬حتبيس األصل وتسبيل املنفعة"‪.37‬وقد جعل أبو‬
‫زهرة ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬هذا التعريف أمجع التعاريف فقال‪" :‬أمجع تعريف ملعاين الوقف ‪ ...‬أنه‬
‫حبس العني وتسبيل مثرهتا‪ ،‬أو حبس عني للتصدق مبنفعتها"‪ .38‬وقريب منه تعريف‬
‫املعايري الشرعية‪( :‬حبس العني عن التصرفات الناقلة للملك والتصدق باملنفعة‪ ،‬أي صرف‬
‫منفعته إىل املوقوف عليه)‪.39‬‬
‫مشروعية الوقف‪ :‬ذهب مجهور الفقهاء‪ 40‬إىل اعتبار الوقف من األمور املشروعة بل‬ ‫‪0.0.0‬‬
‫واملندوب إليها أيضا‪ ،‬وذلك لألدلة التالية من القرآن والسنة‪ :‬فمن القرآن‪ :‬عموم اآليات‬
‫اليت تدل على الصدقات والوقف نوع منها‪ ،‬ومن تلك اآليات قوله تعاىل‪(( :‬لن تنالوا الرب‬
‫حىت تنفقوا مما حتبون)) [آل عمران ‪ .]10‬وقال‪(( :‬وأنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأيت‬
‫أحدكم املوت)) [ املنافقون ‪ .] 02 :‬ومن السنة‪ :‬ما رواه ابن عمر رضي اهلل عنه قال‪ :‬قد‬
‫أصاب عمر أرضا خبيرب فأتى النيب صلى اهلل عليه وسلم يستأمره فيها‪ .‬فقال‪ :‬يا رسول‬
‫اهلل‪ ،‬إين أصبت أرضا خبيرب‪ ،‬مل أصب ماال قط هو أنفس عندي منه ‪ ،‬فما تأمرين به؟‬
‫فقال‪( :‬إن شئت حبست أصلها ‪ ،‬وتصدقت هبا)‪ .‬قال‪ :‬فتصدق هبا‪ .‬غري أنه ال يباع‬

‫‪ 35‬انظر ‪ :‬األزهري حممد‪ ،‬الزاهر يف غريب ألفاظ الشافعي‪ ،‬ص ‪.062‬‬


‫‪ 36‬الفيومي أمحد بن حممد‪ ،‬املصباح املنري‪ ،‬ص ‪.062‬‬
‫‪ 37‬ابن قدامة حممد‪ ،‬املغين ‪ ،‬ج‪ ، 8‬ص ‪084‬‬
‫‪ 38‬أبو زهرة ‪ ،‬حماضرات يف الوقف ‪ ،‬ص‪.44‬‬
‫‪ 39‬هيئة احملاسبة واملراجعة للمؤسسات املالية اإلسالمية‪ ،‬املعايري الشرعية‪ ،‬معيار رقم ‪( 33‬الوقف)‪.0/0 ،‬‬
‫‪ 40‬ابن قدامة‪ ،‬املغين‪ .217/2 ،‬الدسوقي‪ ،‬احلاشية‪ .72/4 ،‬النووي‪ ،‬املهذب‪.477/0 ،‬‬

‫‪15 / 46‬‬
‫مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا‬
‫مؤمتر نوازل املساجد و املراكز االسالمية يف الغرب ‪ 00-02‬مارس ‪0202‬‬
‫ثبوت املسجدية‪ ،‬ومتويل بناء املساجد ونقلها أو حتويل وظيفتها‬

‫إعداد الدكتور عبد الباري مشعل‬

‫أصلها ‪ ،‬وال يوهب‪ ،‬وال يورث‪ .‬قال‪ :‬فتصدق عمر يف الفقراء‪ ،‬ويف القرىب‪ ،‬ويف الرقاب‪،‬‬
‫ويف سبيل اهلل‪ ،‬وابن السبيل‪ ،‬والضيف‪ .‬ال جناح على من وليها أن يأكل منها باملعروف‪،‬‬
‫أو يطعم صديقا‪ ،‬غري متمول فيه‪ .‬ويف لفظ غري متأثل‪ .41‬ما رواه أبو هريرة رضي اهلل‬
‫عنه أن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم قال‪( :‬إذا مات اإلنسان انقطع عنه عمله إال من‬
‫ثالثة إال من صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صاحل يدعو له)‪ .42‬قال ابن قدامة‪:‬‬
‫(وهذا إمجاع الصحابة رضي اهلل عنهم‪ ،‬فإن الذي قدر منهم على الوقف وقف‪ ،‬واشتهر‬
‫ذلك فلم ينكره أحد فكان إمجاعا‪.43‬‬
‫وجاء يف معيار الوقف‪( :‬الوقف مشروع‪ .‬وقد ثبتت مشروعيته بالسنة واإلمجاع)‪.44‬‬ ‫‪3.1.2‬‬

‫وجاء يف قرار جممع الفقه اإلسالمي يف اهلند‪( :‬وقف األراضي واملمتلكات واألموال‬ ‫‪3.1.2‬‬

‫لألهداف اخلريية صدقة جارية يف اإلسالم وله أجر عظيم)‪.45‬‬


‫حكم التصرف يف الوقف‪:‬‬ ‫‪0.0‬‬
‫إذا طرأ على الوقف ما مينع من استغالل منافعه‪ ،‬فيمكن التصرف يف الوقف يف هذه احلال‬ ‫‪0.0.0‬‬
‫بواحد من التصرفات اآلتية‪:.46‬‬
‫‪ -0‬الرتميم والصيانة‪ :‬وذلك للحفاظ ما أمكن على عني الوقف صاحلة لالنتفاع؛‬
‫ليتحقق الغرض من الوقف‪ ،‬فإن أصبحت أرض الوقف سبخة ال ينبت الزرع فيها‪،‬‬
‫فيجوز إصالحها‬
‫‪ -0‬البيع واالستبدال‪ :‬وذلك إذا تعطل املوقوف وصار غري منتفع به‪ ،‬وسيفصل الكالم‬
‫يف هذا التصرف يف الفقرة القادمة‪.‬‬

‫‪ 41‬أخرجه البخاري يف كتاب الوصايا‪ ،‬باب الوقف كيف يكتب رقم (‪ ،)0602‬ومسلم يف كتاب الوصية باب الوقف رقم (‪ . )0633‬ومعىن‬
‫التمول‪ :‬اختاذ املال أخذا أكثر من حاجته‪ ،‬ومعىن غري متأثل‪ :‬أي ‪ :‬متخذ أصل مال ‪ ،‬يقال ‪ :‬تأثلت املال ‪ :‬اختذته أصال‪.‬‬
‫‪ 42‬أخرجه مسلم‪ ،‬كتاب الوصية » باب ما يلحق اإلنسان من الثواب بعد وفاته‪ ،‬رقم (‪.)0630‬‬
‫‪ 43‬ابن قدامة‪ ،‬املغين‪.211/2 ،‬‬
‫‪ 44‬هيئة احملاسبة واملراجعة للمؤسسات املالية اإلسالمية‪ ،‬املعايري الشرعية‪ ،‬معيار رقم ‪.0/0 ،33‬‬
‫جممع الفقه اإلسالمي باهلند‪ ،‬قرار رقم ‪ )02/0( 40‬بشأن قضايا األوقاف‪ ،‬الصادر يف الدورة العاشرة عام ‪.0117‬‬ ‫‪45‬‬

‫‪ 46‬ابن عابدين‪ ،‬الدر املختار‪ .376/3 ،‬الدسوقي‪ ،‬احلاشية‪.12/4 ،‬‬

‫‪16 / 46‬‬
‫مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا‬
‫مؤمتر نوازل املساجد و املراكز االسالمية يف الغرب ‪ 00-02‬مارس ‪0202‬‬
‫ثبوت املسجدية‪ ،‬ومتويل بناء املساجد ونقلها أو حتويل وظيفتها‬

‫إعداد الدكتور عبد الباري مشعل‬

‫‪ -3‬رجوع الوقف إىل الواقف‪ :‬وذلك إذا تعطل الوقف أو اهندم وليس له ما يـعمر به‪،‬‬
‫واستغين عنه لبناء وقف آخر مثله‪ ،‬فريد إىل مالكه إن كان على قيد احلياة‪ ،‬أو إىل‬
‫ورثته‪ ،‬وهو قول حممد من احلنفية‪ 47‬وقول مرجوح للشافعية‪.48‬‬
‫حكم نقل الوقف وتغيري غرضه‪:‬‬ ‫‪0.3‬‬
‫أوال‪ :‬نقل واستبدال الوقف‪:‬‬ ‫‪0.3.0‬‬
‫أجاز احلنابلة استبدال الوقف وتغيري حمله إن دعت احلاجة لذلك‪ ،‬سواء‬ ‫‪0.3.0.0‬‬
‫أكان مسجدا أو غري مسجد‪ ،‬فالوقف الذي مل يعد صاحلا للغرض‬
‫الذي وقف من أجله ومل يعد صاحلا لالنتفاع به كاملسجد الذي بين يف‬
‫مكان متتنع الصالة فيه لسبب ما‪ ،‬أو املسجد الذي قد ضاق على أهله‬
‫وال ميكن توسعته يف موضعه‪ ،‬أو املسجد الذي تعذر االنتفاع به خلراب‬
‫حملته‪ ،‬فيجوز بيعه‪ ،‬وعلة ذلك أن الوقف مؤبد‪ ،‬فإن مل ميكن تأبيد‬
‫الوقف بعينه‪ ،‬فنستبقي الغرض عرب احلفاظ على االنتفاع على الدوام يف‬
‫عني أخرى‪ ،‬فاإلبقاء على الوقف مع تعطل نفعه املرجو منه هو تضييع‬
‫للوقف‪ ،‬فيتوجب بيعه يف هذه احلالة‪ .49‬وبناء على هذا القول فيجوز‬
‫نقل الوقف واستبداله للمصلحة كاالنتقال إىل مسجد أوسع إن مل يعد‬
‫املسجد احلايل يتسع وضاق املكان على املصلني‪ ،‬وخاصة يف حالة عدم‬
‫التمكن من توسعته أو إضافة املرافق األساسية للمسجد‪.‬‬
‫وقد ورد يف فتوى اللجنة الدائمة لإلفتاء يف اململكة العربية السعودية رقم‬ ‫‪0.3.0.0‬‬
‫(‪ )02202‬بشأن نقل مسجد صغري من مكانه احلايل آلخر أوسع يف‬
‫املساحة واملرافق وتضمنت الفتوى جواز ذلك النقل‪ ،‬ملا فيه من املصلحة‬
‫والتوسعة على املصلني‪ ،‬ويف نفس الفتوى وردت فتوى مشاهبة بشأن نقل‬

‫‪ 47‬ابن عابدين‪ ،‬احلاشية‪.370/3 ،‬‬


‫‪ 48‬الشربيين اخلطيب‪ ،‬مغين احملتاج‪.310/0 ،‬‬
‫‪ 49‬البهويت إدريس‪ ،‬شرح منتهى اإلرادات‪.004/0 ،‬‬

‫‪17 / 46‬‬
‫مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا‬
‫مؤمتر نوازل املساجد و املراكز االسالمية يف الغرب ‪ 00-02‬مارس ‪0202‬‬
‫ثبوت املسجدية‪ ،‬ومتويل بناء املساجد ونقلها أو حتويل وظيفتها‬

‫إعداد الدكتور عبد الباري مشعل‬

‫مسجد صغري آيل للسقوط وال ميكن توسعته فنصت الفتوى على جواز‬
‫نقله إىل مكان آخر‪.50‬‬
‫وأجازت املعايري الشرعية هليئة احملاسبة واملراجعة يف مملكة البحرين‬ ‫‪0.3.0.3‬‬
‫استبدال الوقف إذا خترب الوقف‪ ،‬فيباع ويشرتى بثمنه ما جيعل وقفا‬
‫كاألول‪ ،‬وجيوز االستبدال أيضا إذا مل ميكن االنتفاع بالوقف خللو مكانه‬
‫من الناس‪ ،‬أو للخوف على الوقف من الغاصبني أو لتعذر االنتفاع به‪.‬‬
‫وورد يف املعيار أيضا مخسة شروط لالستبدال هي‬
‫‪ -0‬أن خيرج املوقوف عن االنتفاع به‪ ،‬وأن ال يكون هناك ريع‬
‫للوقف يكفي لعمارته‪.‬‬
‫‪ -0‬أن ال يكون البيع بغنب فاحش‪.‬‬
‫‪ -3‬أن تتحقق فيه الغبطة واملصلحة للوقف‪.‬‬
‫‪ -4‬أن يكون االستبدال بإذن القضاء‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يستبدل به عقار إذا كان عقارا‪ ،‬وإال إذا أمن سوء التصرف‬
‫فيستبدل به نقودا حتفظ لدى جهة القضاء إىل حني شراء عقار‬
‫بديل‪.‬‬
‫تغيري غرض الوقف‪ :‬تتميز املساجد من بني األوقاف األخرى بقداسة وكرامة أكثر‪ ،‬فالبقعة‬ ‫‪0.3.0‬‬
‫اليت توقف مسجدا ال جيوز أن حتول إىل غري ذلك‪ ،‬ويؤيده ما يأيت‪:‬‬
‫جاء يف القرار (‪ )40‬جملمع الفقه اإلسالمي باهلند ما نصه‪( :‬املنظور‬
‫اإلسالمي األصلي لألوقاف هو أهنا تكون مؤبدة‪ ،‬فال جيوز بيعها أو‬
‫نقلها يف عامة االحوال‪ ... ،‬فينبغي أن تبذل كل اجملهودات لرفع غلة‬
‫األوقاف وتنشيط فعاليتها مع إبقائها على وضعها السابق‪ ،‬وينبغي أن‬
‫تسن قوانني خاصة بصيانة األوقاف وزيادة ريعها وفقا ملقاصد‬
‫الواقفني‪ ...‬متتاز املساجد من بني األوقاف األخرى بقداسة وكرامة‬
‫أكثر‪ ،‬فال جيوز بيعها أو نقلها يف أي حال‪ ،‬حىت إذا أصبح املسجد‬

‫‪ 50‬كتاب‪ :‬فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية واإلفتاء‪ ،‬ص‪.http://www.al-eman.com .762‬‬

‫‪18 / 46‬‬
‫مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا‬
‫مؤمتر نوازل املساجد و املراكز االسالمية يف الغرب ‪ 00-02‬مارس ‪0202‬‬
‫ثبوت املسجدية‪ ،‬ومتويل بناء املساجد ونقلها أو حتويل وظيفتها‬

‫إعداد الدكتور عبد الباري مشعل‬

‫خرابا أو انقطع عنه أداء الصالة)‪ .51‬ولكن جيوز أن يباع املسجد القدمي‬
‫ويستبدل مبسجد جديد للمصلحة‪ ،‬وفق ما ذكره احلنابلة وأيدته املعايري‬
‫الشرعية وفتوى اللجنة الدائمة‪ ،52‬وبعد بيعه ميكن أن جيعل صالة تابعة‬
‫للمسجد اجلديد أو أي شيء آخرى يتبع الوقف إذا وقفه املالك‬
‫اجلديد لذلك أو مت شراؤه هلذا الغرض‬
‫‪0.3.0.0‬‬
‫ومن الصور املستحسنة إجراء تعديل على غرض الوقف مع احلفاظ‬ ‫‪0.3.0.0‬‬
‫على الغرض األول‪ ،‬فقد أشارت بعض الدراسات إىل أنه ال وجه‬
‫لالعرتاض الشرعي هنا طاملا أن ذلك ال يتعارض مع حقيقة قصد‬
‫الواقف‪ ،‬وخلص إىل وضع شروط للتعديل يف نوع استعمال الوقف‬
‫بإضافة استعماالت استثمارية عليه وهي‪:53‬‬
‫‪ -0‬أن ترتك لالستعمال األصلي مساحة كافية حبسب بيئة الوقف‬
‫االجتماعية واالقتصادية‪ ،‬حبيث ال تقل عما كانت عليه عند‬
‫وقفه‪.‬‬
‫‪ -0‬أال تتعارض استعماالت األجزاء األخرى من املبىن مع أهداف‬
‫الوقف يف الطاعة والرب‪ ،‬ومن باب أوىل أال تتضمن أية خمالفة‬
‫شرعية واضحة‪.‬‬
‫‪ -3‬أن تستعمل اإلضافات املتاحة يف املبىن ألهداف تتضمنها شروط‬
‫الواقف بشكل عام مما يشبه تسهيل ارتياد املسجد‪.‬‬
‫‪ -4‬أن ترد عوائد اإلضافات املتاحة – نتيجة استثمارها‪ -‬على هدف‬
‫الوقف نفسه‪ ،‬فإن فاضت تعامل معاملة الفائض يف إيرادات‬
‫الوقف وفق ما بينه الفقهاء‪.‬‬

‫جممع الفقه اإلسالمي باهلند‪ ،‬قرار رقم ‪ )02/0( 40‬بشأن قضايا األوقاف‪ ،‬الصادر يف الدورة العاشرة عام ‪.0117‬‬ ‫‪51‬‬

‫ينظر الفقرة الخاصة بحكم نقل الوقف وتغيير غرضه‪.‬‬ ‫‪52‬‬

‫منذر قحف‪ ،‬الوقف اإلسالمي تطوره إدارته تنميته‪ ،‬ص‪.036-032‬‬ ‫‪53‬‬

‫‪19 / 46‬‬
‫مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا‬
‫مؤمتر نوازل املساجد و املراكز االسالمية يف الغرب ‪ 00-02‬مارس ‪0202‬‬
‫ثبوت املسجدية‪ ،‬ومتويل بناء املساجد ونقلها أو حتويل وظيفتها‬

‫إعداد الدكتور عبد الباري مشعل‬

‫‪ -2‬أن ميكن متويل الزيادات يف البناء بالطرق املشروعة ودون التضييق‬


‫على هدف الوقف األصلي‪ ،‬كأن يتم التمويل عن طريق يقتضي‬
‫رد املال املمول مع عوائد له مشروعة (أو بدوهنا)‪ ،‬وأن يكون يف‬
‫إيرادات اإلضافات الوقفية ما يفي بسداد كل ذلك‪.‬‬
‫حكم تسجيل امللكية القانونية للوقف (االمسية) باسم الواقف أو الناظر‪:‬‬ ‫‪0.4‬‬
‫امللكية القانونية أو االمسية (‪ :)Legal ownership‬هي ملكية الشخص الذي سجل‬ ‫‪0.4.0‬‬
‫العقار بامسه ملصلحة وفائدة طرف آخر‪ ،‬فهو ال ميلك شيئا‪ ،‬إال أنه مؤمتن (‪ )Trust‬على‬
‫ذلك العقار‪ .54‬واملسألة حمل املنافشة هي جواز بقاء اسم العقار املوقوف باسم الواقف‪،‬‬
‫ولتجلية احلكم الشرعي هناك ثالثة مؤيدات‪.:‬‬
‫‪ 0.4.0.0‬األول‪ :‬اختلف الفقهاء يف انتقال ملكية املوقوف أو عدمه‪ ،‬على ثالثة‬
‫أقوال‪:‬‬
‫‪ 0.0.0.0‬القول األول‪ :‬القول األظهر للشافعية‪ 55‬وقول أيب يوسف وحممد‬
‫من احلنفية‪ 56‬أن ملك رقبة املوقوف تنتقل من ملك الواقف إىل‬
‫اهلل سبحانه وتعاىل‪ ،‬أي أن امللك خيرج من الواقف وال يكون‬
‫للموقوف عليه كذلك‪ ،‬فسواء أكان الوقف على جهة معينة أو‬
‫على جهة عامة كاملدارس واملساجد مثال‪ ،‬فإن امللك يكون هلل‬
‫سبحانه وتعاىل‪ .‬ودليل ذلك أن النيب صلى اهلل عليه وسلم أشار‬
‫إىل عمر بن اخلطاب رضي اهلل عنه أن حيبس عني الوقف‬
‫ويتصدق بثمراته‪ ،‬ومبقتضى هذا احلبس امتنع على الواقف‬
‫التصرف به ببيع أو هبة أو إرث ويستلزم كذلك أيضا زوال ملك‬
‫الواقف لعني الوقف‪ ،‬وملا كان خروج امللك إىل غري مالك ال جيوز‬
‫شرعا جعلت أعيان الوقف على حكم ملك اهلل تعاىل‪.‬‬

‫‪ 54‬رايف حنيف‪ ،‬امللكية القانونية وامللكية النفعية من منظور شرعي وقانوين‪ ،‬ص‪.3-0‬‬
‫‪ 55‬النووي‪ ،‬روضة الطالبني‪.340/2 ،‬‬
‫‪ 56‬الكاساين‪ ،‬بدائع الصنائع‪.000/6 ،‬‬

‫‪20 / 46‬‬
‫مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا‬
‫مؤمتر نوازل املساجد و املراكز االسالمية يف الغرب ‪ 00-02‬مارس ‪0202‬‬
‫ثبوت املسجدية‪ ،‬ومتويل بناء املساجد ونقلها أو حتويل وظيفتها‬

‫إعداد الدكتور عبد الباري مشعل‬

‫‪58‬‬
‫‪ 0.0.0.0‬القول الثاين‪ :‬قول اإلمام أيب حنيفة‪ 57‬والقول املشهور للمالكية‬
‫وقول للشافعية‪ 59‬أن ملك العني املوقوفة ثابت للواقف‪ ،‬ألن‬
‫الوقف ليس من باب اإلسقاط‪ ،‬فال يزول به امللك‪ ،‬بل يبقى يف‬
‫ملك الواقف‪ ،‬وأضاف الشافعية أن الواقف حبس األصل وسبل‬
‫الثمرة‪ ،‬وذلك ال يوجب زوال امللك‪ .‬واستدل أصحاب هذا‬
‫القول حبديث عمر املتقدم‪ ،‬حيث قال له رسول اهلل صلى اهلل‬
‫عليه وسلم‪( :‬إن شئت حبست أصلها‪ ،‬وتصدقت هبا)‪ .60‬ففيه‬
‫إشارة إىل التصدق بالغلة‪ ،‬مع بقاء ملكية املوقوف على ذمة‬
‫الواقف‪.‬‬
‫‪ 0.0.0.3‬القول الثالث‪ :‬قول للحنابلة‪ 61‬وقول ثالث للشافعية‪ 62‬بالتفريق‬
‫بني الوقف على جهة معينة كأشخاص حمددين وبني ما يوقف‬
‫على جهة عامة كاملدارس واملساجد فإن ملك الرقبة ال ينتقل يف‬
‫احلالة األوىل من الواقف‪ ،‬وينتقل إىل ملك اهلل تعاىل يف احلالة‬
‫الثانية‪ ،‬وأضاف الشافعية يف تربيرهم أنه إذا جعل الواقف البقعة‬
‫مسجدا فهو فك عن امللك‪ ،‬فينقطع منه اختصاص اآلدميني‪.‬‬
‫وجاء يف املعايري الشرعية‪( :‬والوقف الزم يزول به ملك الواقف‬
‫عما وقفه)‪.63‬‬
‫‪ 0.4.0.0‬الثاين‪ :‬جواز أن يكون ناظر الوقف هو الواقف نفسه‪:‬‬

‫‪ 57‬الزيلعي‪ ،‬تبيني احلقائق‪.023/3 ،‬‬


‫‪ 58‬اخلرشي‪ ،‬شرح خمتصر خليل‪.18/7 ،‬‬
‫‪ 59‬الشربيين‪ ،‬مغين احملتاج‪.381/0 ،‬‬
‫‪ 60‬أخرجه البخاري يف كتاب الوصايا‪ ،‬باب الوقف كيف يكتب رقم (‪ ،)0602‬ومسلم يف كتاب الوصية باب الوقف رقم (‪. )0633‬‬
‫‪ 61‬البهويت‪ ،‬كشاف القناع‪.024/4 ،‬‬
‫‪ 62‬الشربيين‪ ،‬مغين احملتاج‪.381/0 ،‬‬
‫‪ 63‬هيئة احملاسبة واملراجعة للمؤسسات املالية اإلسالمية‪ ،‬املعايري الشرعية‪ ،‬معيار رقم ‪.0/0 ،33‬‬

‫‪21 / 46‬‬
‫مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا‬
‫مؤمتر نوازل املساجد و املراكز االسالمية يف الغرب ‪ 00-02‬مارس ‪0202‬‬
‫ثبوت املسجدية‪ ،‬ومتويل بناء املساجد ونقلها أو حتويل وظيفتها‬

‫إعداد الدكتور عبد الباري مشعل‬

‫يعرف ناظر الوقف بأنه‪ :‬من توىل أمر الوقف وقام باإلشراف‬ ‫‪0.0.0.4‬‬
‫عليه‪ ،64‬والقيم واملتويل والناظر مبعىن واحد‪ .65‬وتتلخص‬
‫وظيفة ناظر الوقف عادة بالقيام بشؤون الوقف من حفظ‪،‬‬
‫وعمارة‪ ،‬وسلوك درب احليطة وتوخي املصلحة يف كل ما‬
‫يتعلق به‪ ،‬وهلذا فال جيوز أن يصدر عنه أي تصرف يكون‬
‫فيه إضرار بالوقف‪ ،‬أو املوقوف عليهم‪.‬‬
‫وإذا شرط الواقف أن يكون الناظر على وقفه وجب العمل‬ ‫‪0.0.0.2‬‬
‫بشرطه‪ ،66‬وذلك ملا روي أن عمر رضي اهلل عنه (كان يلي‬
‫أمر صدقته – أي وقفه‪ -‬مث جعله إىل حفصة تليه ما‬
‫عاشت مث يليه أويل الرأي من أهلها)‪ .67‬فاألثر واضح أن‬
‫ذلك كان عمل سيدنا عمر يف وقفه‪ ،‬فكثري من أصحاب‬
‫األوقاف يرغبون يف حفظ الوقف بأنفسهم لكي ال تساء‬
‫إدارته‪ ،‬فيخرج عن غاية وقفه‪ ،‬ويؤدي عكس الغرض املرجو‬
‫منه‪.‬‬
‫وجاء يف املعايري الشرعية‪( :‬حيق للواقف أن يشرتط يف شؤون‬ ‫‪0.0.0.6‬‬
‫وقفه كل ما ال خيالف الشريعة‪ ،‬وجيب العمل بشرطه كما‬
‫جيب العمل بالشرط الشرعي‪ ،‬ويراعى يف فهم شروط كل‬
‫واقف ما عليه العرف يف بيئته‪ .‬ومن أمثلة شرط الواقف‬
‫ختصيص ناظر معني)‪.68‬‬
‫الثالث‪ :‬جاء ما يؤيد جواز إبقاء امللكية القانونية باسم الواقف‪ ،‬يف فتوى‬ ‫‪0.0.0‬‬
‫اللجنة الدائمة للبحوث العلمية واإلفتاء يف اململكة العربية السعودية يف‬

‫‪ 64‬قلعجي‪ ،‬معجم الفقهاء‪ ،‬ص‪.424‬‬


‫‪ 65‬ابن عابدين‪ ،‬احلاشية‪.428/4 ،‬‬
‫‪ 66‬زكي عيسى‪ ،‬موجز أحكام الوقف‪ ،‬ص‪.00‬‬
‫‪ 67‬رواه أبو داود يف الوصايا‪ ،‬باب ما جاء يف الرجل يوقف الوقف‪ ،‬رقم (‪.)0871‬‬
‫‪ 68‬هيئة احملاسبة واملراجعة للمؤسسات املالية اإلسالمية‪ ،‬املعايري الشرعية‪ ،‬معيار رقم ‪.0/0/4 ،33‬‬

‫‪22 / 46‬‬
‫مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا‬
‫مؤمتر نوازل املساجد و املراكز االسالمية يف الغرب ‪ 00-02‬مارس ‪0202‬‬
‫ثبوت املسجدية‪ ،‬ومتويل بناء املساجد ونقلها أو حتويل وظيفتها‬

‫إعداد الدكتور عبد الباري مشعل‬

‫الفتوى رقم (‪ )03671‬بشأن حكم رفض الواقف إعطاء إقرار كتايب على‬
‫أنه تربع باملبىن ليستخدم كمسجد‪ ،‬ونصها‪( :‬إقرار صاحب املبىن بأنه قد‬
‫وقفه مسجدا كاف‪ ،‬وإن مل يكتب؛ ألنه قد يكون له عذر مقبول يف عدم‬
‫الكتابة من أجل احلفاظ على املسجد ما دام بامسه‪ ،‬والدفاع عنه ممن قد‬
‫يتعدى عليه‪ .‬وباهلل التوفيق)‪.‬‬
‫‪ 0.2‬خالصة املبحث‪:‬‬
‫جيوز وفق قول احلنابلة نقل الوقف واستبداله للمصلحة كاالنتقال إىل مسجد أوسع أو أنسب إن‬ ‫‪0.2.0‬‬
‫مل يعد املسجد احلايل يتسع‪ ،‬وضاق على املصلني‪ ،‬وخاصة يف حالة عدم التمكن من توسعته أو‬
‫إضافة املرافق األساسية إليه‪.‬‬
‫ال جيوز حتويل املسجد القدمي إىل صالة متعددة األنشطة بسبب إقامة مسجد جديد يف نفس‬ ‫‪0.2.0‬‬
‫املنطقة أو قريب منها‪ ،‬أو أي شيء آخر‪ ،‬ملا يف ذلك من تعد على حق الوقف أوال‪ ،‬وتعد على‬
‫حق الواقف ثانيا‪ ،‬ولكن جيوز أن يباع املسجد القدمي ويستبدل مبسجد جديد للمصلحة‪ ،‬وفق ما‬
‫ذكره احلنابلة وأيدته املعايري الشرعية وفتوى اللجنة الدائمة‪ ،69‬وبعد بيعه ومتام االستبدال ميكن أن‬
‫جيعله املشرتي صالة تابعة للمسجد اجلديد أو أي شيء آخرى‪ .‬وجيوز يف حال االضطرار إىل‬
‫إعادة بناء الوقف إضافة طبقات على املبىن سواء بغرض إضافة مرافق عليه‪ ،‬أو بغرض تدعيم‬
‫الوقف بإجياد ريع لسد حاجات الوقف‪ ،‬وفق الشروط اآلتية‪ :‬أن يرتك لالستعمال األصلي‬
‫مساحة كافية ال تقل عما كانت عليه‪ ،‬وأال تتعارض استعماالت األجزاء األخرى مع أهداف‬
‫الوقف‪ ،‬وأن تستخدم اإلضافات ألهداف تتضمنها شروط الواقف‪ ،‬وأن ترد عوائد اإلضافات‬
‫على هدف الوقف‪ ،‬وأخريا أن متول الزيادات بطرق مشروعةودون التضييق على الوقف األصلي‪.‬‬
‫جيوز تسجيل ملكية املسجد لدى اجلهات الرمسية باسم الشخص املتربع حفاظا على حسن إدارة‬ ‫‪0.2.3‬‬
‫الوقف وبشرط الواقف‪ ،‬وميكن تأييده بعدة وجوه منها؛ قول بعض الفقهاء بعدم انتقال ملكية‬
‫العني املوقوف‪ ،‬وجواز أن يكون الواقف هو الناظر بشرطه‪ ،‬وجواز أن تبقى امللكية القانونية بامسه‬
‫على سبيل األمانة يف كل حال لضمان أال تسيء إدارة الوقف التصرف فيه‪.‬‬

‫انظر فقرة ‪ 0.2‬حكم نقل الوقف وتغيير غرضه‪ ،‬ص‪ 01 -01‬من هذا البحث‪.‬‬ ‫‪69‬‬

‫‪23 / 46‬‬
‫مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا‬
‫مؤمتر نوازل املساجد و املراكز االسالمية يف الغرب ‪ 00-02‬مارس ‪0202‬‬
‫ثبوت املسجدية‪ ،‬ومتويل بناء املساجد ونقلها أو حتويل وظيفتها‬

‫إعداد الدكتور عبد الباري مشعل‬

‫المبحث الثالث‪ :‬التبرعات والقروض لمصالح الوقف‬


‫‪ .0‬حكم قبول التربعات من أصحاب املكاسب املختلطة أواحملرمة‪.‬‬
‫‪ .0‬حكم القرض احلسن لشراء أو استكمال شراء مركز إسالمي أو مشروع استثماري لصاحل املركز‪.‬‬
‫‪ .3‬حكم االقرتاض الربوي لشراء أو استكمال شراء مركز إسالمي أو مشروع استثماري لصاحل املركز‪.‬‬
‫‪ .4‬حكم تقدمي املركز أو املسجد كضمان ‪ /‬رهن مقابل القرض احلسن أو الربوي‪.‬‬
‫‪ .2‬حكم شراء املسجد بطريق اإلجارة املنتهية بالتمليك‪.‬‬
‫‪ .6‬خالصة املبحث‪.‬‬

‫‪24 / 46‬‬
‫مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا‬
‫مؤمتر نوازل املساجد و املراكز االسالمية يف الغرب ‪ 00-02‬مارس ‪0202‬‬
‫ثبوت املسجدية‪ ،‬ومتويل بناء املساجد ونقلها أو حتويل وظيفتها‬

‫إعداد الدكتور عبد الباري مشعل‬

‫‪ 3‬المبحث الثالث‪ :‬التبرعات والقروض لمصالح الوقف‬


‫‪ 3.0‬حكم قبول التربعات من أصحاب املكاسب املختلطة أواحملرمة‪:‬‬
‫أوال‪ :‬حكم قبول التربعات من أصحاب املكاسب املختلطة‪ :‬جيوز قبول التربعات من‬ ‫‪3.0.0‬‬
‫أصحاب املكاسب املختلطة؛ ألن حكم الشرع على شيء وحترميه إمنا يتعلّق باعتبار تصرف‬
‫املكلف املالك له‪ ،‬وال يتعلق به من حيث ذاته‪ .‬وألن النقود ال تتعني بالتعيني‪ ،70‬فما اختلط‬
‫من املال احلرام مع احلالل ال يتعني‪ ،‬ومن مؤايداته ما يأيت‪:‬‬
‫نص الشافعية على جواز أخذ الصدقة ممن أكثر ماله من حرام‪ ،‬جاء يف‬ ‫‪3.0.0.0‬‬
‫حاشية القيلويب‪( :‬ال حيرم األكل وال المعاملة وال أخذ الصدقة واهلدية‬
‫ممن أكثـر ماله حرام إال مما علم حرمته)‪ .71‬وقال شيخ اإلسالم ابن تيمية‬
‫يف معرض رده على سؤال حول حكم األكل من طعام رجل اختلط ماله‬
‫باحلرام‪...( :‬وأجازه ابن مسعود وسلمان‪ ،‬قاال‪" :‬كل منه وعليه التبعة"‬
‫والناس طبقات‪ ،‬والدين‪ :‬احلنيفية السمحة)‪.72‬‬
‫ما روي عن السيدة عائشة رضي اهلل عنها قالت‪ :‬دخل رسول اهلل صلى‬ ‫‪3.0.0.0‬‬
‫اهلل عليه وسلم والربمة تفور بلحم فقرب إليه خبز وإدام من أدم البيت‬
‫فقال‪ :‬أمل أر برمة فيها حلم ؟ قالوا‪ :‬بلى ولكن ذاك حلم تص ّدق به على‬
‫بريرة فقال‪ :‬هو عليها صدقة ولنا هديّة‪ .‬فالظاهر من هذا احلديث أ ّن‬
‫التحرمي إمنا هو على الصفة ال على العني‪،‬إذ انتقلت من حكم الصدقة‬
‫إىل حكم اهلدية فحلّت للنيب صلى اهلل عليه وسلم‪ ،73‬وتبدل سبب‬
‫املك يقوم مقام تب ّدل العني‪ ،‬جاء يف كشف األسرار ما نصه‪( :‬وأل ّن‬
‫تغري‬
‫حسا وشرعا‪ ،‬كاخلمر إذا ختلّلت ّ‬ ‫يتغري حكم العني ًّ‬ ‫بتب ّدل الوصف ّ‬
‫حكمها الطبيعي من احلرارة إىل الربودة‪ ،‬ومن اإلسكار إىل عدمه‪،‬‬

‫وهو قول الحنفية والمالكية ورواية عن أحمد‪ .‬العيني محمد‪ ،‬البناية شرح الهداية‪ .100/1 ،‬ابن قدامة‪ ،‬المغني‪.020/1 ،‬‬ ‫‪70‬‬

‫‪ 71‬قليويب وعمرية‪ ،‬احلاشية على شرح احمللي‪.060/4 ،‬‬


‫‪ 72‬ابن تيمية‪ ،‬الفتوى احلموية الكربى‪ ،‬حتقيق محد بن عبد احملسن التوجيري‪ ،‬دار الصميعي‪ ،‬الرياض‪ ،‬ط‪ ،0224 /0‬ص‪060-062‬‬
‫‪ 73‬ابن حجر فتح الباري‪ ،002/2 ،‬النووي‪ ،‬شرح مسلم ‪.074/2‬‬

‫‪25 / 46‬‬
‫مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا‬
‫مؤمتر نوازل املساجد و املراكز االسالمية يف الغرب ‪ 00-02‬مارس ‪0202‬‬
‫ثبوت املسجدية‪ ،‬ومتويل بناء املساجد ونقلها أو حتويل وظيفتها‬

‫إعداد الدكتور عبد الباري مشعل‬

‫وحكمها الشرعي من احلرمة إىل احلل ‪ ...‬فيجوز أن جيعل العني باعتباره‬


‫مبنـزلة شيء آخر)‪.74‬‬
‫وقد كان النيب صلى اهلل عليه وسلم يقبل الدعوة إىل والئم اليهود‪،‬‬ ‫‪3.0.0.3‬‬
‫ويأكل من طعامهم‪ ،‬ويقبل هدايا الكفار وال يردها‪ ،‬مع أن عموم‬
‫يفرق النيب صلى اهلل عليه وسلم بني‬ ‫الكفار ال يتورعون عن احلرام‪ ،‬ومل ّ‬
‫أنواع األموال‪ .‬وأظهر من ذلك أنه عليه الصالة والسالم أخذ الغنائم‬
‫وهي أموال الكفار احملاربني وطيّبها اهلل له بقوله (فكلوا مما غنمتم حالال‬
‫طيبا) [األنفال‪.]61 :‬‬
‫ثانيا‪ :‬قبول التربعات من األموال احملرمة‪ :‬اختلف الفقهاء يف حكم بناء املساجد منها على‬ ‫‪3.0.0‬‬
‫قولني سيأيت ذكرمها بعد بيان معىن املال احلرام‪:‬‬
‫املقصود باملال احلرام (كل مال حظر الشارع اقتناءه أو االنتفاع به سواء‬ ‫‪3.0.0.0‬‬
‫كان حلرمته لذاته مبا فيه من ضرر أو خبث كامليتة واخلمر‪ ،‬أم حلرمته‬
‫لغريه لوقوع خلل يف طريق اكتسابه ألخذه من مالكه بغري إذنه‬
‫كالغصب‪ ،‬أو ألخذه منه بأسلوب ال يقره الشرع ولو بالرضا كالربا‬
‫والرشوة‪ .‬ومالك املال احلرام قد يكون معلوما‪ ،‬وقد يكون جمهوال‪ ،‬فإن‬
‫كان املالك معلوما وجب رد املال إليه‪ ،‬فاملال املغصوب ملك‬
‫للمغصوب منه‪ ،‬وال ميلكه الغاصب‪ ،‬وال حيق له أن يتصرف فيه‪ .75‬وإن‬
‫كان املالك جمهوال ففي قبول تربعه قوالن‪.‬‬
‫القول األول‪ :‬أجاز احلنفية يف قول هلم‪ ،76‬واملالكية‪ 77‬والشافعية‪ 78‬بناء‬ ‫‪3.0.0.0‬‬
‫املساجد من املال احلرام جمهول املالك؛ وذلك أن ملكيته تؤول إىل بيت‬
‫املال بسبب جهل مالكه‪ ،‬فينفق بعدها يف املصاحل العامة‪ ،‬واملسجد‬

‫‪ 74‬البزدوي‪ ،‬كشف األسرار ‪.408/0‬‬


‫‪ 75‬بيت الزكاة‪ ،‬أحكام وفتاوى الزكاة والصدقات والنذور والكفارات‪ ،‬اإلصدار الثامن‪0432 ،‬هـ‪ ،0221/‬ص‪.17‬‬
‫‪ 76‬ابن عابدين‪ ،‬احلاشية‪.010/0 ،‬‬
‫‪ 77‬الدسوقي‪ ،‬احلاشية‪.022/0 ،‬‬

‫‪ 78‬النووي‪ ،‬اجملموع‪.348/1 ،‬‬

‫‪26 / 46‬‬
‫مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا‬
‫مؤمتر نوازل املساجد و املراكز االسالمية يف الغرب ‪ 00-02‬مارس ‪0202‬‬
‫ثبوت املسجدية‪ ،‬ومتويل بناء املساجد ونقلها أو حتويل وظيفتها‬

‫إعداد الدكتور عبد الباري مشعل‬

‫واحد من تلك املصاحل‪ ،‬وبناء على ذلك فقد جوز هذا الفريق بناء‬
‫املساجد من األموال احملرمة والصالة فيها‪.‬‬
‫وقد ورد يف تربير هذا القول أيضا أن (املال احلرام الذي يدفع إىل الفقري‬ ‫‪3.0.0.3‬‬
‫يتصرف فيه كما لو كان‬ ‫ال يكون يف حقه حراما‪ ،‬بل هو حالل يف حقه ّ‬
‫حر ماله‪ ،‬فإذا دفع املال احلرام لبناء مسجد كان حالال طيبا‪ ،‬ومل‬ ‫من ّ‬
‫‪79‬‬
‫يكن حراما( ‪ .‬ورد أيضا أن املال احلرام جمهول املالك يكون للمصاحل‬
‫العامة‪ ،‬قياسا على مال الفيء‪ ،‬ووصفه باملال باحلرام متعلق مبن اكتسبه‬
‫تغليظا عليه‪ ،‬واحلرمة تكون عليه ويف ذمته وال تتعدى إىل غريه‪ .‬يقول‬
‫ابن رشد‪( :‬وقد قيل إن سبيل املال احلرام الذي ال يعلم أصله سبيل‬
‫الفيء ال سبيل الصدقة على املساكني‪ ،‬فعلى هذا القول جتوز الصالة‬
‫دون كراهة يف املسجد املبين من املال احلرام اجملهول أصله)‪.80‬‬
‫ومما يستأنس به للجواز ما قرره جممع الفقه اإلسالمي الدويل بأن "ما‬ ‫‪3.0.0.4‬‬
‫يأخذه املصرف من فوائد على الودائع اليت يضطر لوضعها يف البنوك‬
‫الربوية جيب أن تصرف لصاحل النفع العام كالتدريب والبحوث‬
‫واملؤسسات العلمية واملعاهد وكل ما يتصل بنشر املعرفة اإلسالمية"‪.81‬‬
‫وما جاء أيضا يف املعايري الشرعية ونصه‪( :‬جيب أن تصرف الفوائد‬
‫وغريها من الكسب غري املشروع يف وجوه اخلري وأغراض النفع العام‪ ،‬وال‬
‫جيوز استفادة املصرف منها بأي طريقة مباشرة كانت أو غري مباشرة‪،‬‬
‫مادية كانت أو معنوية‪ ،‬ومن أمثلة وجوه اخلري‪ :‬التدريب والبحوث‪،‬‬
‫وتوفري وسائل اإلغاثة‪ ،‬وتوفري املساعدات املالية واملساعدات الفنية للدول‬
‫اإلسالمية وكذلك للمؤسسات العلمية واملعاهد واملدارس‪ ،‬وما يتصل‬
‫بنشر املعرفة اإلسالمية وغري ذلك من الوجوه‪ ،‬طبقا ملا تقرره هيئة الرقابة‬

‫‪ 79‬عباس أمحد الباز‪ ،‬أحكام املال احلرام وضوابط االنتفاع والتصرف به يف الفقه اإلسالمي‪ ،‬ص‪.321‬‬
‫‪ 80‬ابن رشد‪ ،‬البيان والتحصيل‪.262/08 ،‬‬
‫‪ 81‬جملة جممع الفقه اإلسالمي الدويل‪ ،‬عنوان القرار‪ ،‬استفسارات البنك اإلسالمي للتنمية‪ ،‬العدد الثاين‪ 207/0 ،‬والعدد الثالث ‪.77/0‬‬

‫‪27 / 46‬‬
‫مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا‬
‫مؤمتر نوازل املساجد و املراكز االسالمية يف الغرب ‪ 00-02‬مارس ‪0202‬‬
‫ثبوت املسجدية‪ ،‬ومتويل بناء املساجد ونقلها أو حتويل وظيفتها‬

‫إعداد الدكتور عبد الباري مشعل‬

‫الشرعية للمصرف)‪ .82‬واملساجد واملراكز اإلسالمية يف الغرب تندرج‬


‫حتت املؤسسات العلمية وما يتصل بنشر املعرفة اإلسالمية‪.‬‬
‫‪84‬‬
‫القول الثاين‪ :‬حرم احلنفية يف قول ثان هلم‪ 83‬وابن القاسم من املالكية‬ ‫‪3.0.0.2‬‬
‫بناء املساجد ودور العبادة من املال احلرام‪ ،‬وقالوا ال جتوز الصالة فيها‬
‫سواء أكان املالك جمهوال أم معروفا؛ ألن هذا املال إمنا هو مال خبيث‪،‬‬
‫وال يصح أن يستخدم املال اخلبيت يف بناء بيوت اهلل‪ ،‬واليت جيب أن‬
‫تصان عن كل خبيث‪ ،‬وإضافة إىل أن األموال احلرام من حق الفقراء‬
‫واملساكني‪ ،‬وال ينبغي أن تصرف يف املصاحل العامة‪ .‬جاء يف حاشية ابن‬
‫عابدين‪( :‬ذكر أن املال الذي ال يعرف له مالك يكون مالكه الفقراء‬
‫واملساكني‪ ،‬فهم مصرفه الشرعي‪ ،‬فال يصرفه إىل أحد غريهم)‪.85‬‬
‫وجاء بعدم قبول التربعات لبناء املسجد من املال احلرام فتوى جلنة األمور‬ ‫‪3.0.0.6‬‬
‫العامة يف وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية يف دولة الكويت رقم‬
‫‪/021‬ع‪ 16/‬واليت تتحدث عن ختلص املسامهني من النسبة "احلرام"‬
‫من أرباح الشركات املختلطة على‪( :‬على املساهم أن يتخلص من الربح‬
‫الذي أصابه من هذا السبيل بإنفاقه يف أي عمل من أعمال اخلري‪ ،‬على‬
‫أن ال يقضي به ديـنا‪ ،‬وأال يبني به مسج ًدا‪ ،‬وأن ال ينفقه على أهله‪،‬‬
‫وال حيتسبه من الزكاة‪ ،‬واهلل تعاىل أعلم)‪.‬‬
‫وقد أفىت الدكتور أمحد احلجي الكردي اخلبري يف املوسوعة الفقهية وعضو‬ ‫‪3.0.0.7‬‬
‫هيئة اإلفتاء يف دولة الكويت على سؤال حول حكم بناء املساجد من‬
‫األموال احملرمة مبا نصه‪( :‬فال يستحسن أن يبىن باملال احلرام مسجد‪ ،‬بل‬
‫األوىل أن تصرف يف وجوه اخلري‪ ،‬كاجلمعيات اخلريية أو للفقراء‪ ،‬وذلك‬

‫هيئة احملاسبة واملراجعة للمؤسسات املالية اإلسالمية‪ ،‬املعايري الشرعية‪ ،‬معيار رقم ‪( 6‬حتول البنك التقليدي إىل مصرف إسالمي)‪.0/02 ،‬‬ ‫‪82‬‬

‫‪ 83‬ابن عابدين‪ ،‬احلاشية‪338/0 ،‬‬

‫‪ 84‬القرايف‪ ،‬الذخرية‪ ،302/03 ،‬ابن رشد‪ ،‬البيان والتحصيل‪.262/08 ،‬‬

‫‪ 85‬ابن عابدين‪ ،‬احلاشية‪.338/0 ،‬‬

‫‪28 / 46‬‬
‫مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا‬
‫مؤمتر نوازل املساجد و املراكز االسالمية يف الغرب ‪ 00-02‬مارس ‪0202‬‬
‫ثبوت املسجدية‪ ،‬ومتويل بناء املساجد ونقلها أو حتويل وظيفتها‬

‫إعداد الدكتور عبد الباري مشعل‬

‫من باب الكفارة ال الصدقة‪ ،‬ألن اهلل طيب ال يقبل إال طيبا‪ .‬واهلل تعاىل‬
‫أعلم)‪.86‬‬
‫وعليه فيجوز قبول التربعات لبناء املساجد واملراكز اإلسالمية من‬ ‫‪3.0.0.8‬‬
‫أصحاب األموال املختلطة‪ ،‬وجيوز بناء املساجد وكذلك املراكز اإلسالمية‬
‫من املال احلرام جمهول املالك وفق ما ذكره الفقهاء يف القول األول‬
‫‪ 3.0‬حكم القرض احلسن لشراء‪ ،‬أو استكمال شراء مركز إسالمي‪ ،‬أو مشروع استثماري لصاحل املركز‪:‬‬
‫جيوز االقرتاض على الوقف لداعي املصلحة‪ ،‬ويسدد الدين من ريع الوقف‪ ،‬غري أن الفقهاء‬ ‫‪3.0.0‬‬
‫اختلفوا يف شروط االقرتاض على الوقف على قولني‪:‬‬
‫‪ 3.0.0.0‬القول األول‪ :‬قول احلنفية‪ 87‬جبواز االقرتاض ملصلحة الوقف‪ ،‬كتعمري مثال‪،‬‬
‫واشرتط احلنفية لذلك شرطني‪:‬‬
‫إذن القاضي إن أمكن‪ ،‬وإال فالناظر يقرر ذلك بنفسه‪.‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫ب‪ -‬أال يتيسر جين املال من هذا الوقف عرب إجارته‪.‬‬
‫‪ 3.0.0.0‬القول الثاين‪ :‬قول املالكية‪ 88‬واحلنابلة‪ 89‬جبواز اقرتاض الناظر للوقف بدون‬
‫إذن احلاكم ملصلحة الوقف‪ ،‬كما إذا دعت احلاجة لتعمريه؛ ألن الناظر مؤمتن‬
‫مطلق التصرف‪ ،‬فاإلذن واالئتمان ثابتان له‪.‬‬
‫‪ 3.0.0.3‬وقد حددت املعايري الشرعية هليئة احملاسبة واملراجعة يف مملكة البحرين احلاالت‬
‫املسوغة لالستدانة لصاحل الوقف يف حالة عدم نص الواقف عليها مبا يأيت‪:90‬‬
‫‪ -0‬االحتياج لصيانة الوقف أو عمارته الضرورية دون وجود غلة كافية‬
‫لذلك‪.‬‬
‫‪ -0‬دفع االلتزامات املالية ‪ -‬إن وجدت‪ -‬دون وجود غلة لدفعها‪.‬‬

‫‪ 86‬رقم الفتوى‪ ،)24198(:‬تاريخ‪http://www.islamic-،2007-11-14 :‬‬


‫‪fatwa.com/fatawa/index.php?module=fatwa&id=24198‬‬
‫‪ 87‬ابن عابدين‪ ،‬احلاشية‪.401/3 ،‬‬
‫‪ 88‬الطرابلسي حممد‪ ،‬مواهب اجلليل‪.42/6 ،‬‬
‫‪ 89‬البهويت إدريس‪ ،‬كشاف القناع‪.322/3 ،‬‬
‫‪ 90‬هيئة احملاسبة واملراجعة للمؤسسات املالية اإلسالمية‪ ،‬املعايري الشرعية‪ ،‬معيار رقم ‪( 33‬الوقف)‪.0/6/3/2 ،‬‬

‫‪29 / 46‬‬
‫مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا‬
‫مؤمتر نوازل املساجد و املراكز االسالمية يف الغرب ‪ 00-02‬مارس ‪0202‬‬
‫ثبوت املسجدية‪ ،‬ومتويل بناء املساجد ونقلها أو حتويل وظيفتها‬

‫إعداد الدكتور عبد الباري مشعل‬

‫‪ -3‬العجز عن دفع مرتبات القائمني على الوقف أو العاملني لتحقيق‬


‫أغراضه إذا خيف تعطيل االنتفاع به‪.‬‬
‫ويرى الباحث أنه جيوز االقرتاض من أجل إنشاء مشروع استثماري لصاحل الوقف إذا حتققت‬ ‫‪3.0.0‬‬
‫شروط االستدانة لصاحل الوقف نفسه السابق ذكرها‪ ،‬وهو أوىل باجلواز من االقرتاض ملصاحل‬
‫الوقف السابق ذكرها‪ ،‬ألن املشروع االستثماري يوفر ريعا دائما لتغطية تلك املصاحل ويغين‬
‫عن االقرتاض مستقبال‪.‬‬
‫وأما اقرتاض املكلفني للمشاركة يف بناء مسجد أو مركز إسالمي فهو جائز طاملا أن ذلك ال‬ ‫‪3.0.3‬‬
‫يدخلهم يف عسر ومشقة‪ ،‬وبالطرق املشروعة‪ ،‬ويؤيد ذلك ما جاء يف فتوى دائرة الفتوى‬
‫بوزارة األوقاف واإلرشاد الديين يف قطر‪ ،‬حيث نصت الفتوى‪ 91‬على جواز االقرتاض‬
‫للمشاركة ببناء املساجد‪ ،‬وأن ذلك من القربات ملا ثبت عن عثمان رضي اهلل عنه‬
‫قال ‪:‬مسعت النيب صلى اهلل عليه وسلم يقول‪( :‬من بىن مسجدا قال بكري‪ :‬حسبت أنه قال ‪:‬‬
‫يبتغي به وجه اهلل‪ ،‬بىن اهلل له مثله يف اجلنة)‪ ،92‬وكذلك فتوى اهليئة العامة للشؤون الدينية يف‬
‫اإلمارات العربية املتحدة اليت حثت على ذلك مامل يكن فيه مشقة وحرج على املكلف‪.93‬‬
‫‪ 3.3‬حكم االقرتاض بالربا لشراء‪ ،‬أو استكمال شراء مركز إسالمي‪ ،‬أومشروع استثماري لصاحل املركز‪:‬‬
‫أوال‪ :‬حكم االقرتاض بالربا لشراء أو استكمال مركز إسالمي‪ :‬الربا قليله وكثريه حرام‪ ،‬وهو‬ ‫‪3.3.0‬‬
‫من الكبائر‪ ،‬قال تعاىل‪(( :‬يا أيـها الذين آمنوا اتـقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم‬
‫مؤمنني * فإن مل تـفعلوا فأذنوا حبرب من الله ورسوله وإن تـبتم فـلكم رءوس أموالكم ال‬
‫تظلمون وال تظلمون [البقرة‪ .]071 ،078 :‬وألن احلاجة إىل املساجد واملراكز اإلسالمية‬
‫يف الغرب تصل إىل حد الضرورة‪ ،‬أو احلاجة العامة‪ ،‬فإنه ينبغي النظر إىل هذه املسألة نظرة‬
‫مقاصدية تراعى فيها املصلحة الشرعية للجاليات املسلمة يف أمريكا والغرب يف ظل عدم‬

‫‪ 91‬مركز الفتوى التابع لوزارة االوقاف والشؤون الدينية يف قطر‪ ،‬فتوى رقم (‪ ،)119618‬عنوان‪ :‬حكم االقرتاض للمشاركة يف بناء مسجد‪.‬‬
‫‪http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=119618‬‬
‫‪ 92‬رواه البخاري‪ ،‬كتاب الصالة‪ ،‬باب من بىن مسجدا‪ ،‬رقم (‪ .)431‬ومسلم يف كتاب املساجد ومواضع الصالة‪ ،‬باب فضل بناء املساجد‬
‫واحلث عليها‪ ،‬رقم (‪.)808‬‬
‫‪ 93‬فتاوى اهليئة العامة للشؤون اإلسالمية واألوقاف‪ ،‬فتوى رقم (‪ .)04204‬عنوان‪ :‬االقرتاض من أجل بناء مسجد‪.‬‬
‫‪http://www.awqaf.gov.ae/Fatwa.aspx?SectionID=9&RefID=24524‬‬

‫‪30 / 46‬‬
‫مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا‬
‫مؤمتر نوازل املساجد و املراكز االسالمية يف الغرب ‪ 00-02‬مارس ‪0202‬‬
‫ثبوت املسجدية‪ ،‬ومتويل بناء املساجد ونقلها أو حتويل وظيفتها‬

‫إعداد الدكتور عبد الباري مشعل‬

‫وجود بدائل مشروعة‪ ،‬مع وجود خطر يهدد اهلوية اإلسالمية لألجيال املتعاقبة من أبناء‬
‫اجلالية‪ .‬وتعرض الفقرات التالية لعدة مؤيدات للنظرة املقاصدية وضوابطها‪ .‬وذلك من‬
‫زاويتني‪ :‬األوىل‪ :‬احلاجة العامة والضرورة‪ ،‬والثانية‪ :‬الرتجيح عند التعارض بني املصاحل‪.‬‬
‫أوال‪ :‬إباحة الربا استثناء للضرورة واحلاجة العامة‪:‬‬ ‫‪3.3.0.0‬‬
‫‪ 3.3.0.0.0‬هل الربا من احملظورات اليت تبيحها الضرورات أم أنه‬
‫ال يـباح حبال من األحوال؟ يرى البعض أن الربا مما‬
‫حرم لذاته‪ ،‬فال تدعو إليه احلاجة فضال عن الضرورة‪،‬‬
‫وإن ظهرت ضرورة فيه فهي ضرورة متومهة وليست‬
‫حقيقية‪ ،‬وال مشقة ترتتب على ترك الربا ألبتة‪ ،‬وكيف‬
‫يكون ذلك وقد حرمه اهلل؟ وأيدوا رأيهم باملضار‬
‫الكثرية اليت حيملها الربا على اجملتمع‪ .94‬ويرى البعض‬
‫اآلخر أن الربا من احملظورات اليت جتيزها الضرورات‪،‬‬
‫ومن ذلك قوله‪( :‬والذي أراه أن ربا النسيئة يصنف يف‬
‫املقصد الضروري مع حفظ املال من االعتداء الذي ال‬
‫خيتلف العلماء يف أنه ضروري فهو ملحق به فله رتبته‬
‫وحكمه‪ ...‬فال جتيزه احلاجة املاسة وذلك بسبب‬
‫الوعيد وعدم االستثناء فيه وتعدد مقاصد التحرمي وأنه‬
‫ليس خاصا بالبيوع‪ ،‬وإمنا تبيحه الضرورة احلاقة)‪.95‬‬
‫ويف الفقرة تالية مزيد تفصيل فيما يباح للضرورة‪.‬‬
‫‪ 3.3.0.0.0‬ويفرق العلماء بني نوعني من احملرمات‪ :‬األول‪ :‬احملرم‬
‫لذاته وهو ما يسمى احملرم باملقصد‪ ،96‬وهو ما يكون‬
‫منشأ احلرمة عني الشيء‪ ،‬وذلك كتحرمي القتل واخلمر‬

‫‪94‬حممد علي البنا‪ ،‬القرض املصريف – دراسة تارخيية مقارنة بني الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي‪ ،‬ص‪ .374‬الرئاسة العامة للبحوث‬
‫العلمية واإلفتاء‪ ،‬جملة البحوث اإلسالمية‪ ،‬العدد ‪ ،08‬ص‪.048-047‬‬
‫‪ 95‬عبد هللا بن بيه‪ ،‬المقاصد والمعامالت‪ ،‬ص‪.44‬‬
‫‪ 96‬التفتزاين‪ ،‬شرح التلويح على التوضيح‪.060/0 ،‬‬

‫‪31 / 46‬‬
‫مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا‬
‫مؤمتر نوازل املساجد و املراكز االسالمية يف الغرب ‪ 00-02‬مارس ‪0202‬‬
‫ثبوت املسجدية‪ ،‬ومتويل بناء املساجد ونقلها أو حتويل وظيفتها‬

‫إعداد الدكتور عبد الباري مشعل‬

‫وأكل امليتة وربا النسيئة الذي يسمى أيضا ربا‬


‫اجلاهلية‪ ،‬فكان الدائن يزيد أجل الدين يف مقابل زيادة‬
‫أصله‪ ،‬فيتضاعف املبلغ على املدين‪ ،‬فجاءت األدلة‬
‫من القران والسنة على حترميه ملا فيه من ضرر‪.97‬‬
‫الثاين‪ :‬احملرم لغريه‪ :‬وهو ما ال تكون حرمته لعينه‪،‬‬
‫ويسمى حترمي الوسائل‪ ،98‬كالنهي عن البيع بعد أذان‬
‫اجلمعة؛ ألنه ذريعة للتخلف عن الصالة وتفويتها‪،‬‬
‫فاحلرمة ليست بذاته وإمنا ألنه ذريعة يتوصل هبا إىل‬
‫حرام‪ .99‬فالضرورة تبيح احملرم لغريه واحملرم لذاته أيضا‪،‬‬
‫وهو أشد أنواع احملرمات‪ ،‬كأكل امليتة للمضطر‪،100‬‬
‫فهي سبب من أسباب مشروعية األحكام االستثنائية‬
‫اليت تتناسب مع تلك الضرورة‪ ،‬فيساهم احلكم‬
‫االستثنائي يف رفع تلك املشقة املتحصلة‪ ،101‬والربا‬
‫كما مر هو من احملرمات لذاته‪ ،‬فتبيحه الضرورة وفق‬
‫ما ذكر‪ .‬وليست الضرورة وحدها تقوى على إباحة‬
‫احملظورات‪ ،‬بل إن حاجة اجلماعة تقوى على ذلك‬
‫أيضا‪ ،‬وهو ما أورده الشيخ أمحد الزرقا يف شرحه‬
‫للقواعد الفقهية إذ يقول‪( :‬إن التسهيالت التشريعية‬
‫االستثنائية ال تقتصر على حاالت الضرورة امللجئة‪،‬‬

‫‪97‬ابن القيم‪ ،‬إعالم املوقعني‪.021/0 ،‬‬


‫‪ 98‬التفتازاين‪ ،‬شرح التلويح على التوضيح‪.060/0 ،‬‬
‫‪99‬القرايف‪ ،‬الفروق‪.020/3 ،‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ 100‬الكاساين‪ ،‬بدائع الصنائع‪ .076/7 ،‬الشربيين‪ ،‬مغين احملتاج‪ .321/0 ،‬ابن قدامة‪ ،‬املغين‪74/00 ،‬‬
‫أمحد الزرقا‪ ،‬شرح القواعد الفقهية‪ ،‬ص‪.028‬‬ ‫‪101‬‬

‫‪32 / 46‬‬
‫مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا‬
‫مؤمتر نوازل املساجد و املراكز االسالمية يف الغرب ‪ 00-02‬مارس ‪0202‬‬
‫ثبوت املسجدية‪ ،‬ومتويل بناء املساجد ونقلها أو حتويل وظيفتها‬

‫إعداد الدكتور عبد الباري مشعل‬

‫بل حاجات اجلماعة مما دون الضروة توجب‬


‫التسهيالت االستثنائية أيضا)‪.102‬‬
‫وقد نص اجمللس األوريب لإلفتاء والبحوث يف البيان‬ ‫‪3.3.0.0.3‬‬
‫اخلتامي لدورته الرابعة يف رجب ‪0402‬هـ على أنه ال‬
‫يرى بأسا من اللجوء إىل القرض الربوي لشراء بيت‬
‫حيتاجه املسلم يف الغرب لسكنه وأسرته‪ ،‬على أن‬
‫يكون هو مسكنه األساسي‪ ،‬وأال يكون عنده من‬
‫فائض املال ما ميكنه من شرائه بغري هذه الوسيلة‪ ،‬وأال‬
‫يوجد بديل إسالمي‪.103‬‬
‫وإذا كان االقرتاض الربوي جائزا للحاالت الفردية‬ ‫‪3.3.0.0.4‬‬
‫للحاجة والضرورة ‪ ،‬فذلك يف املراكز اإلسالمية أوىل‪،‬‬
‫ألن املصلحة فيها تعم أفراد اجلالية املسلمة‪ ،‬واملصلحة‬
‫فيها ال تتعلق حبفظ النفس‪ ،‬وإمنا تتعلق حبفظ الدين‪،‬‬
‫فكانت احلاجة بالنسبة إلقامة املراكز اإلسالمية أكرب‬
‫منها يف االقرتاض للسكن الفردي‪ .‬وقد وافق الشيخ‬
‫عبد اهلل بن بيه على مضمون قرار اجمللس األوريب‬
‫لإلفتاء‪ ،‬ولكنه وضعه حتت أصل آخر هو احلاجة‬
‫والتيسري‪ ،‬حيث قال‪( :‬وإن كنت ال اتفق مع صياغة‬
‫بعض الفقرات وخباصة فيما يتعلق بالقول إن احلاجة‬
‫وحدها تكفي يف إباحة هذا التعامل‪ .‬واحلقيقة أن‬
‫احلاجة ال تكفي يف إباحة الربا وإمنا تعتمد الفتوى‬

‫‪ 102‬أحمد الزرقا‪ ،‬شرح القواعد الفقهية‪ ،‬ص‪.022‬‬


‫‪ 103‬اجمللس األورويب لإلفتاء والبحوث‪ ،‬الدورة الرابعة‪ ،‬بدبلن بايرلندا‪ 00-08 ،‬رجب ‪ 0402‬هـ املوافق ‪ 30-07‬أكتوبر ‪ ،0111‬قرار‬
‫‪.4/0‬‬

‫‪33 / 46‬‬
‫مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا‬
‫مؤمتر نوازل املساجد و املراكز االسالمية يف الغرب ‪ 00-02‬مارس ‪0202‬‬
‫ثبوت املسجدية‪ ،‬ومتويل بناء املساجد ونقلها أو حتويل وظيفتها‬

‫إعداد الدكتور عبد الباري مشعل‬

‫على قول العلماء القائلني هبذا مرجحا بأصل عام‬


‫شهد الشرع باعتباره وهو احلاجة والتيسري)‪.104‬‬
‫ثانيأ‪ :‬تقدمي مصلحة حفظ الدين على مصلحة حفظ املال‪ :‬يصنف بناء‬ ‫‪3.3.0.0‬‬
‫املراكز اإلسالمية يف الغرب يف احلد الضروري حلفظ الدين‪ ،‬وحترمي الربا يف‬
‫احلد التكميلي حلفظ املال]‪ ،‬وعند التعارض ال بد من تقدمي ما يتعلق‬
‫حبفظ الدين‪ ،‬وفيما يلي مزيد إيضاح هلذه النظرة املقاصدية‪:‬‬
‫‪ 3.3.0.0.0‬املساجد واملراكز اإلسالمية يف الغرب تبذل جهودا‬
‫مقدرة ملقاومة انصهار اجلالية املسلمة يف اجملتمع‬
‫الغريب‪ ،‬ودرء خطر ذوبان اهلوية اإلسالمية للجالية‬
‫وتالشيها‪ ،‬ويصنف وجود تلك املساجد واملراكز‬
‫اإلسالمية بأنه من وسائل حفظ احلد الضروري من‬
‫أصل الدين للجاليات املسلمة‪ .‬وقد أدركت فتوى‬
‫ببيت الزكاة الكوييت أمهية هذا الدور فأجازت "صرف‬
‫الزكاة للمراكز اإلسالمية واملساجد يف البالد الغربية‬
‫حتت باب (ويف سبيل اهلل)‪ .‬جاء يف نص الفتوى‪:‬‬
‫(متويل مراكز الدعوة لإلسالم اليت يقوم عليها رجال‬
‫صادقون يف البالد غري اإلسالمية هبدف نشر اإلسالم‬
‫مبختلف الطرق الصحيحة اليت تالئم العصر‪ ،‬وينطبق‬
‫هذا على كل مسجد يقام يف بلد غري إسالمي يكون‬
‫‪105‬‬
‫مقرا للدعوة اإلسالمية)‪.‬‬
‫‪ 3.3.0.0.0‬يصنف حترمي الربا بأنه تكميل حلفظ املال الذي هو‬
‫ضروري‪ ،‬قال الشاطيب‪( :‬كل مرتبة من هذه املراتب‬
‫ينضم إليها ما هو كالتتمة والتكملة‪ ،‬مما لو فرضنا‬
‫فقده مل خيل حبكمتها األصلية‪ .‬فأما األوىل‪ ،‬فنحو‬

‫‪ 104‬عبد هللا بن بيه‪ ،‬صناعة الفتوى وفقه األقليات‪ ،‬ص‪.14‬‬


‫‪ 105‬بيت الزكاة‪ ،‬أحكام وفتاوى الزكاة والصدقات والنذور والكفارات‪ ،‬اإلصدار الثامن‪0432 ،‬هـ‪ ،0221/‬ص‪.038‬‬

‫‪34 / 46‬‬
‫مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا‬
‫مؤمتر نوازل املساجد و املراكز االسالمية يف الغرب ‪ 00-02‬مارس ‪0202‬‬
‫ثبوت املسجدية‪ ،‬ومتويل بناء املساجد ونقلها أو حتويل وظيفتها‬

‫إعداد الدكتور عبد الباري مشعل‬

‫التماثل يف القصاص‪ ،‬فإنه ال تدعو إليه ضرورة‪ ،‬وال‬


‫تظهر فيه شدة حاجة‪ ،‬ولكنه تكميلي‪ ،‬وكذلك نفقة‬
‫املثل‪ ،‬وأجرة املثل‪ ،‬وقراض املثل‪ ،‬واملنع من النظر إىل‬
‫األجنبية‪ ،‬وشرب قليل املسكر‪ ،‬ومنع الربا) ‪.106‬فمنع‬
‫الربا يصنف يف احلد التكميلي حلفظ املال‪ ،‬وهو ما‬
‫أكده الشيخ عبد اهلل دراز يف تعليقه على كالم‬
‫الشاطيب املذكور‪.‬‬
‫واملقرر عند علماء املقاصد أن الشريعة الغراء وضعت‬ ‫‪3.3.0.0.3‬‬
‫للمحافظة على الضروريات اخلمس‪ ،‬اليت رتبها اإلمام‬
‫‪-0‬‬ ‫الشاطيب وفق ما يأيت‪-0 :‬حفظ الدين‬
‫‪ -4‬حفظ‬ ‫حفظ النفس ‪ -3‬حفظ العقل‬
‫‪ -2‬حفظ املال‪ .‬يقول اإلمام الغزايل يف‬ ‫النسل‬
‫ذلك‪( :‬ومقصود الشرع من اخللق مخسة‪ ،‬وهو‪ :‬أن‬
‫حيفظ عليهم دينهم‪ ،‬ونفسهم‪ ،‬وعقلهم‪ ،‬ونسلهم‪،‬‬
‫وماهلم)‪ .107‬ويقول اإلمام الشاطيب‪( :‬فقد اتفقت‬
‫األمة ‪-‬بل سائر امللل‪ -‬على أن الشريعة وضعت‬
‫للمحافظة على الضروريات اخلمس ‪-‬وهي‪ :‬الدين‪،‬‬
‫والنفس‪ ,‬والنسل‪ ،‬واملال‪ ،‬والعقل)‪ .108‬وبني الشيخ‬
‫عبد اهلل دراز يف ‪-‬حمقق املوافقات‪ -‬يف تعليقه أن‬
‫(ترتيبها من العايل للنازل هكذا‪ :‬الدين والنفس والعقل‬
‫والنسل واملال)‪.109‬‬

‫الشاطيب‪ ،‬املوافقات‪.04/0 ،‬‬ ‫‪106‬‬

‫الغزايل‪ ،‬املستصفى‪.087/0 ،‬‬ ‫‪107‬‬

‫الشاطيب‪ ،‬املوافقات‪.30/0 ،‬‬ ‫‪108‬‬

‫الشاطيب‪ ،‬املوافقات‪ ،‬اهلامش‪.02/0 ،‬‬ ‫‪109‬‬

‫‪35 / 46‬‬
‫مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا‬
‫مؤمتر نوازل املساجد و املراكز االسالمية يف الغرب ‪ 00-02‬مارس ‪0202‬‬
‫ثبوت املسجدية‪ ،‬ومتويل بناء املساجد ونقلها أو حتويل وظيفتها‬

‫إعداد الدكتور عبد الباري مشعل‬

‫ومبا أن الشريعة قد وضعت ملصاحل العباد‪ ،‬فإن ذلك‬ ‫‪3.3.0.0.4‬‬


‫يقتضي تقدمي األهم منها على ما دونه‪ ،‬والتزام‬
‫املفسدة الدنيا التقاء الكربى حينما تتعلق املصاحل‬
‫واملفاسد بأمر واحد‪ ،‬أو يستلزم أحدمها اآلخر بسبب‬
‫ما‪ .‬فما به يكون حفظ الدين مقدم على ما يكون‬
‫به حفظ النفس عند تعارضهما‪ ،‬ومابه يكون حفظ‬
‫النفس مقدم على ما يكون به حفظ العقل‪ ،‬ومابه‬
‫يكون حفظ العقل مقدم على ما يكون به حفظ‬
‫النسل‪ ،‬ومابه يكون حفظ النسل مقدم عند التعارض‬
‫على ما يكون به حفظ املال‪.110‬‬
‫مث إن رعاية كل من هذه الكليات اخلمس يكون‬ ‫‪3.3.0.0.2‬‬
‫بوسائل متدرجة حسب األمهية يف ثالث مراتب‪،‬‬
‫الضروريات‪ ،‬فاحلاجيات‪ ،‬فالتحسينيات‪ .‬فالضروريات‬
‫هي ما يكون به حفظ املصاحل اخلمس‪ ،‬حبيث تصل‬
‫احلاجة إليها لذلك إىل حد الضرورة كالضرورة لتناول‬
‫الغذاء حلفظ البدن‪ .‬واحلاجيات ما حيتاج إليه حلفظ‬
‫املصاحل بشرط أن ال تصل إىل حد الضرورة‪ ،‬كالتمتع‬
‫بالطيبات حلفظ النفس‪ .‬والتحسينيات هي ما‬
‫استحسن عادة حلفظ املصاحل‪ ،‬دون احتياج إليه‪،‬‬
‫كآداب األكل والشرب حلفظ النفس‪.111‬‬
‫فالضروري مقدم على احلاجي عند تعارضهما‪،‬‬ ‫‪3.3.0.0.6‬‬
‫واحلاجي مقدم على التحسيين عند التعارض؛ مبعىن أنه‬
‫يهمل احلاجي الذي ال ضرورة إليه يف سبيل اإلبقاء‬

‫حممد سعيد رمضان البوطي‪ ،‬ضوابط املصلحة يف الشريعة اإلسالمية‪ ،‬ص‪.022 -041‬‬ ‫‪110‬‬

‫حممد سعيد رمضان البوطي‪ ،‬ضوابط املصلحة يف الشريعة اإلسالمية‪ ،‬ص‪.022‬‬ ‫‪111‬‬

‫‪36 / 46‬‬
‫مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا‬
‫مؤمتر نوازل املساجد و املراكز االسالمية يف الغرب ‪ 00-02‬مارس ‪0202‬‬
‫ثبوت املسجدية‪ ،‬ومتويل بناء املساجد ونقلها أو حتويل وظيفتها‬

‫إعداد الدكتور عبد الباري مشعل‬

‫على ما حيتاج إليه من أصل املصلحة‪ ،‬ويهمل‬


‫التحسيين الذي ال حاجة إليه يف سبيل اإلبقاء على ما‬
‫حيتاج إليه من أصل املصلحة‪ ،‬وكل من هذه الثالثة‬
‫مقدم على ما هو مكمل له عند تعارضه معه‪.‬‬
‫والسبب يف ذلك‪ :‬أن الضروري هو األصل املقصود‪،‬‬
‫وما سواه مبين عليه كوصف من أوصافه وفرع من‬
‫فروعه‪ ،‬وال ريب أن إمهال الفرع أو الوصف عند‬
‫الضرورة ال يوجب إلغاء األصل أو املوصوف‪ .‬أما‬
‫األصل أو املوصوف فال ريب أن اختالله اختالل لكل‬
‫ما يرتتب عليه ويتفرع عنه؛ ألن األصل إذا اختل‬
‫اختل الفرع من باب أوىل‪ .‬مثال ذلك‪ :‬لو تعارضت‬
‫ضرورة حفظ النفس مع بعض احلاجيات كمشروعية‬
‫األكل من احلالل‪ ،‬بالنسبة ملن أشرف على اهلالك‪،‬‬
‫وليس يف متناوله إال احلرام‪ ،‬فلو ألغي احلاجي مل خيل‬
‫ذلك بالضروري وهو حفظ النفس‪ .‬أما إذا التزم‬
‫احلاجي فإنه يعود باإلخالل على الضروري الستلزامه‬
‫اهلالك‪ ،‬وإذا انتفى الضروري انتفى احلاجي الذي هو‬
‫وصف من أوصافه من حيث أريد بقاؤه‪.112‬‬
‫وبعد التأمل فيما تقدم سواء من حيث احلاجة العامة‪ ،‬أو التعارض بني‬ ‫‪3.3.0.3‬‬
‫املصاحل فإن الباحث يعرض على اجملمع املوقر النظر يف وضع ضوابط‬
‫للجواز استثناء للحاجة العامة‪ ،‬وتقدميا حلفظ احلد الضروري من حفظ‬
‫الدين‪ ،‬على احلد التكميلي من حفظ املال‪ ،‬ولغياب بديل إسالمي يفي‬
‫بالتمويل املطلوب‪ ،‬وعدم وجود مسجد أو مركز آخر يفي بالغرض‪ ،‬وتعني‬

‫املوافقات‪ ،‬الشاطيب‪ ،‬ص‪ .02-03‬حممد سعيد رمضان البوطي‪ ،‬ضوابط املصلحة يف الشريعة اإلسالمية‪ ،‬ص‪.020‬‬ ‫‪112‬‬

‫‪37 / 46‬‬
‫مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا‬
‫مؤمتر نوازل املساجد و املراكز االسالمية يف الغرب ‪ 00-02‬مارس ‪0202‬‬
‫ثبوت املسجدية‪ ،‬ومتويل بناء املساجد ونقلها أو حتويل وظيفتها‬

‫إعداد الدكتور عبد الباري مشعل‬

‫االقرتاض الربوي كوسيلة وحيدة لبناء املركز وحتقيق الغرض‪ ،‬ويعود تقدير‬
‫هذا األمر للجنة حتددها اجلهة املسؤولة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬االقرتاض بالربا من أجل إنشاء مشروع استثماري لصاحل املركز‪ :‬تقدم احلديث عن‬ ‫‪3.3.0‬‬
‫ضوابط جواز االقرتاض الربوي إلقامة املراكز اإلسالمية يف الدول الغربية‪ ،‬وبناء على ما سبق‬
‫إن توقف ‪-‬إنشاء املركز اإلسالمي‪ ،‬أو استمرار تشغيله وحتقيق أغراضه يف حفظ الدين‪ ،‬مع‬
‫غياب بديل إسالمي للتمويل‪ -‬على وجود مشروع استثماري لتأمني ريع ثابت للمركز يغطي‬
‫نفقات اإلدارة والتشغيل‪ ،‬فإن له حكم االقرتاض الربوي إلنشاء وتوسعة املركز‪.‬‬
‫‪ 3.4‬حكم تقدمي املركز أو املسجد كضمان ‪ /‬رهن مقابل القرض احلسن أو الربوي‪:‬‬
‫‪ 3.4.0‬ال يصح رهن الوقف؛ ألن املقصود من االرهتان هو استيفاء الدين من مثن املرهون يف حال‬
‫تعذر السداد‪ ،‬وال ميكن حتقق ذلك فيما ال جيوز بيعه‪ .‬جاء يف املغين‪( :‬وال يصح رهن ماال‬
‫يصح بيعه كأم الولد‪ ،‬والوقف‪ ،‬والعني املرهونة؛ ألن مقصود الرهن استيفاء الدين من مثنه‪،‬‬
‫وما ال جيوز بيعه ال ميكن ذلك فيه)‪ .113‬وجاء يف أسىن املطالب‪( :‬الشرط الثاين جواز بيعه‬
‫أي عند احملل ليستويف من مثنه‪ ،‬فاستيفاءه مقصود الرهن أو من مقاصده‪ ،‬فال يصح رهن ما‬
‫ال يصح بيعه حنو أم ولد ووقف)‪ .114‬ونص موجز كتاب الوقف الصادر عن األمانة العامة‬
‫لألوقاف يف دولة الكويت على عدم جواز رهن الوقف؛ ملا قد يؤدي إليه من ضياع العني‬
‫املوقوفة‪ .115‬كما نص معيار الوقف على عدم جواز رهن أعيان الوقف بدين على الوقف‬
‫واملستحقني‪.116‬‬
‫‪ 3.2‬حكم شراء املسجد بطريق اإلجيار املنتهي بالتمليك‪:‬‬
‫‪ 3.2.0‬اإلجيار املنتهي بالتمليك هو (عقد إجارة ترتبت عليه مجيع أحكام اإلجارة واقرتن هبا وعد‬
‫يف هناية مدهتا)‪ .117‬وقد ذكر قرار جممع الفقه اإلسالمي الدويل ضوابط الصور اجلائزة‬
‫واملمنوعة لإلجارة املنتهية بالتمليك وهي‪:118‬‬

‫‪ 113‬ابن قدامة‪ ،‬املغين‪.062/4 ،‬‬


‫‪ 114‬األنصاري زكريا‪ ،‬أسىن املطالب يف شرح روض الطالب ‪.042/0‬‬
‫‪ 115‬زكي عيسى‪ ،‬موجز أحكام الوقف‪ ،‬ص‪.00‬‬
‫‪ 116‬هيئة احملاسبة واملراجعة للمؤسسات املالية اإلسالمية‪ ،‬املعايري الشرعية‪ ،‬معيار رقم ‪( 33‬الوقف)‪.4/3/2 ،‬‬
‫‪ 117‬هيئة احملاسبة واملراجعة للمؤسسات املالية اإلسالمية‪ ،‬املعايري الشرعية‪ ،‬معيار رقم ‪ 1‬اإلجارة واإلجارة املنتهية بالتمليك‪ ،‬ملحق ب‪.‬‬

‫‪38 / 46‬‬
‫مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا‬
‫مؤمتر نوازل املساجد و املراكز االسالمية يف الغرب ‪ 00-02‬مارس ‪0202‬‬
‫ثبوت املسجدية‪ ،‬ومتويل بناء املساجد ونقلها أو حتويل وظيفتها‬

‫إعداد الدكتور عبد الباري مشعل‬

‫‌أ‪ -‬ضابط املنع‪ :‬أن يرد عقدان خمتلفان‪ ،‬يف وقت واحد‪ ،‬على عني‬
‫واحدة‪ ،‬يف زمن واحد‪.‬‬
‫ب‪ -‬ضابط اجلواز‪:‬‬
‫‪ -0‬وجود عقدين منفصلني يستقل كل منهما عن اآلخر‪ ،‬زمانا‬
‫حبيث يكون إبرام عقد البيع بعد عقد اإلجارة‪ ،‬أو وجود وعد‬
‫بالتمليك يف هناية مدة اإلجارة‪ .‬واخليار يوازي الوعد يف‬
‫األحكام‪.‬‬
‫‪ -0‬أن تكون اإلجارة فعلية وليست ساترة للبيع‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يكون ضمان العني املؤجرة على املالك ال على املستأجر‬
‫وبذلك يتحمل املؤجر ما يلحق العني من غري تلف ناشئ من‬
‫تعدي املستأجر أو تفريطه‪ ،‬وال يلزم املستأجر بشيء إذا فاتت‬
‫املنفعة‪.‬إذا اشتمل العقد على تأمني العني املؤجرة فيجب أن‬
‫يكون التأمني تعاونيا إسالميا ال جتاريا ويتحمله املالك املؤجر‬
‫وليس املستأجر‪.‬‬
‫‪ -4‬جيب أن تطبق على عقد اإلجارة املنتهية بالتمليك أحكام‬
‫اإلجارة طوال مدة اإلجارة وأحكام البيع عند متلك العني‪.‬‬
‫‪ -2‬تكون نفقات الصيانة غري التشغيلية على املؤجر ال على‬
‫املستأجر طوال مدة اإلجارة‪.‬‬
‫فاملؤسسة التمويلية تشرتي األرض والبناء بناء على طلب اجلهة مريدة التمويل إلنشاء‬ ‫‪3.2.0‬‬
‫املسجد‪ ،‬مث يتم إجياره ملدة متفق عليها يتم يف هنايتها متليك العني‪.‬‬
‫وتنطبق أحكام اإلجارة العادية على اإلجارة املنتهية بالتمليك مدة اإلجارة‪ ،‬وال يدخل‬ ‫‪3.2.3‬‬
‫الرهن يف هذه الصورة؛ ألن العني مملوكة للمؤسسة التمويلية خالل مدة اإلجارة‪ ،‬مث تنتقل‬
‫امللكية بعد انتهاء فرتة اإلجارة إىل اجلهة املتمولة اليت ترغب بوقف تلك العني‪ .‬وجيوز عند‬
‫املالكية ‪-‬كما سبق بيانه يف فقرة ‪" 0.4‬ثبوت املسجدية يف العقار املستأجر"‪ -‬وقف منفعة‬

‫قرار جممع الفقه اإلسالمي الدويل حول اإلجيار املنتهي بالتمليك رقم‪.[1]00/4- 002 :‬‬ ‫‪118‬‬

‫‪39 / 46‬‬
‫مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا‬
‫مؤمتر نوازل املساجد و املراكز االسالمية يف الغرب ‪ 00-02‬مارس ‪0202‬‬
‫ثبوت املسجدية‪ ،‬ومتويل بناء املساجد ونقلها أو حتويل وظيفتها‬

‫إعداد الدكتور عبد الباري مشعل‬

‫العني حمل اإلجارة املنتهية بالتمليك مسجدا خالل مدة اإلجارة وعليه يعد العقار مسجدا‬
‫لتحقق شرطي املسجدية فيه ومها‪ :‬األول‪ :‬الوقفية‪ :‬واليت حتققت وفق قول املالكية يف جواز‬
‫الوقف املؤقت‪ ،‬والثاين‪ :‬إقامة الصلوات اخلمس‪.‬‬
‫خالصة املبحث‪:‬‬ ‫‪3.6‬‬
‫جيوز قبول التربعات لبناء املساجد واملراكز اإلسالمية من أصحاب األموال املختلطة‪ ،‬وجيوز‬ ‫‪3.0.0‬‬
‫بناء املساجد وكذلك املراكز اإلسالمية من املال احلرام جمهول املالك وفق ما ذكره بعض‬
‫الفقهاء‪ ،‬وهو رأي احلنفية يف قول واملالكية والشافعية‪.‬‬
‫جيوز أخذ قرض حسن لعمل مشروع استثماري لصاحل املركز؛ ألن ذلك يوفر ريعا دائما‬ ‫‪3.0.0‬‬
‫لتغطية نفقات املركز األساسية ويغين عن االقرتاض لصاحله يف املستقبل‪.‬‬
‫جيوز االقرتاض الربوي لشراء أو استكمال شراء مركز إسالمي وكذلك االقرتاض إلنشاء‬ ‫‪3.0.3‬‬
‫مشروع استثماري لصاحل املركز إذا توقف قيامه عليه ومل يتوفر البديل اإلسالمي لذلك‪،‬‬
‫تقدميا ملصلحة حفظ الدين على مصلحة حفظ املال عند التعارض‪.‬‬
‫ال جيوز تقدمي املساجد واملراكز اإلسالمية املوقوفة رهنا مقابل أخذ قرض سواء أكان قرضا‬ ‫‪3.0.4‬‬
‫حسنا أو كان قرضا ربويا؛ ألن املقصود من االرهتان هو استيفاء الدين من مثن املرهون يف‬
‫حال تعذر السداد‪ ،‬وال ميكن حتقق ذلك فيما ال جيوز بيعه‪..‬‬
‫ال يوجد مانع شرعي من شراء مركز إسالمي أو مسجد من خالل صيغة اإلجارة املنتهية‬ ‫‪3.0.2‬‬
‫بالتمليك وفق رأي املالكية يف جواز وقف املنفعة‪ ،‬وتثبت له املسجدية‪.‬‬

‫‪40 / 46‬‬
‫مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا‬
‫مؤمتر نوازل املساجد و املراكز االسالمية يف الغرب ‪ 00-02‬مارس ‪0202‬‬
‫ثبوت املسجدية‪ ،‬ومتويل بناء املساجد ونقلها أو حتويل وظيفتها‬

‫إعداد الدكتور عبد الباري مشعل‬

‫خاتمة البحث‬
‫تناول هذا البحث أحكام "ثبوت املسجدية‪ ،‬ومتويل بناء املساجد ونقلها أو حتويل وظيفتها"‪ ،‬وذلك يف حدود‬
‫األسئلة اليت جاءت يف االستكتاب املعلن وانتهى البحث إىل النتائج اآلتية‪:‬‬
‫‪ -0‬املسجد هو املكان املوقوف املهيأ للصلوات اخلمس وعبادة اهلل‪ ،‬وتثبت املسجدية للمكان بشرطني‪:‬‬
‫أن يكون وقفا‪ ،‬وإقامة الصلوات اخلمس‪ .‬وخيتلف املصلى عن املسجد يف أنه ليس موقوفا‪ ،‬وال تقام‬
‫فيه الصلوات اخلمس كاملة‪ ،‬وهلذا الفروق آثار عملية تتعلق يف جواز التصرف بالعني وعدمه‪ ،‬وحكم‬
‫دخول احلائض واجلنب‪ ،‬وصحة االعتكاف‪ ،‬وجواز تغيري العني كالبناء فوقها‪ .‬واملركز اإلسالمي أعم‬
‫من املسجد وإن كان وقفا؛ ألنه يشمل باإلضافة إىل املسجد املدرسة‪ ،‬واملكتبة‪ ،‬والصاالت الرياضية‪،‬‬
‫واملكاتب اإلدارية‪.‬‬
‫‪ -0‬جيوز استئجار مكان جلعله مكانا للصالة عند مجهور الفقهاء‪ ،‬سواء أكان ذلك خطوة على طريق‬
‫التملك أم ال‪ ،‬وتثبت املسجدية للعقار المستأجر للصلوات اخلمس إذا وقفت املنفعة مدة اإلجارة‬
‫على رأي املالكية‪ ،‬وبه أخذ املعيار الشرعي للوقف الصادر عن هيئة احملاسبة واملراجعة للمؤسسات‬
‫املالية اإلسالمية يف مملكة البحرين‪.‬‬
‫‪ -3‬جيوز بيع الوقف واستبداله ونقله من مكان آلخر إذا دعت احلاجة لذلك عند احلنابلة‪ ،‬كاالنتقال‬
‫ملسجد أوسع أو أنسب إن مل يعد يتسع‪ ،‬أو خلرابه وعدم القدرة على االنتفاع به أو تعذر ذلك‪ ،‬وهو‬
‫ما أيدته املعايري الشرعية‪.‬‬
‫‪ -4‬ال جيوز حتويل املسجد القدمي إىل صالة متعددة األنشطة بسبب إقامة مسجد جديد يف نفس املنطقة‬
‫أو قريب منها‪ ،‬أو أي شيء آخر‪ ،‬ملا يف ذلك من تعد على حق الوقف أوال‪ ،‬وتعد على حق الواقف‬
‫ثانيا‪ ،‬ولكن جيوز أن يباع املسجد القدمي ويستبدل مبسجد جديد للمصلحة‪ ،‬وفق ما ذكره احلنابلة‬
‫وأيدته املعايري الشرعية وفتوى اللجنة الدائمة‪ ،119‬وبعد بيعه ومتام االستبدال ميكن أن جيعله املشرتي‬
‫صالة تابعة للمسجد اجلديد أو أي شيء آخرى‪ .‬وجيوز يف حال االضطرار إىل إعادة بناء الوقف‬
‫إضافة طبقات على املبىن سواء بغرض إضافة مرافق عليه‪ ،‬أو بغرض تدعيم الوقف بإجياد ريع لسد‬

‫انظر فقرة ‪ 0.2‬حكم نقل الوقف وتغيير غرضه‪ ،‬ص‪ 01 -01‬من هذا البحث‪.‬‬ ‫‪119‬‬

‫‪41 / 46‬‬
‫مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا‬
‫مؤمتر نوازل املساجد و املراكز االسالمية يف الغرب ‪ 00-02‬مارس ‪0202‬‬
‫ثبوت املسجدية‪ ،‬ومتويل بناء املساجد ونقلها أو حتويل وظيفتها‬

‫إعداد الدكتور عبد الباري مشعل‬

‫حاجات الوقف‪ ،‬وفق الشروط اآلتية‪ :‬أن يرتك لالستعمال األصلي مساحة كافية ال تقل عما كانت‬
‫عليه‪ ،‬وأال تتعارض استعماالت األجزاء األخرى مع أهداف الوقف‪ ،‬وأن تستخدم اإلضافات‬
‫ألهداف تتضمنها شروط الواقف‪ ،‬وأن ترد عوائد اإلضافات‬
‫جيوز تسجيل ملكية املسجد لدى اجلهات الرمسية باسم الشخص املتربع‪ ،‬وله عدة مؤيدات هي‪ :‬قول‬ ‫‪-2‬‬
‫بعض الفقهاء بعدم انتقال ملكية العني املوقوفة‪ ،‬وجواز أن يكون الواقف هو الناظر بشرطه‪ ،‬وجواز أن‬
‫تبقى امللكية القانونية بامسه يف كل حال لضمان أال تسيء إدارة الوقف التصرف فيه‪.‬‬
‫ال جيوز تقدمي املساجد واملراكز اإلسالمية املوقوفة رهنا مقابل أخذ قرض سواء أكان قرضا حسنا أو‬ ‫‪-6‬‬
‫كان قرضا ربويا؛ ألن املقصود من االرهتان هو استيفاء الدين من مثن املرهون يف حال تعذر السداد‪،‬‬
‫وال ميكن حتقق ذلك فيما ال جيوز بيعه‪..‬‬
‫جيوز قبول التربعات لبناء املساجد واملراكز اإلسالمية من أصحاب األموال املختلطة‪ .‬وجيوز بناء‬ ‫‪-7‬‬
‫املساجد وكذلك املراكز اإلسالمية من املال احلرام جمهول املالك‪ ،‬وفق ما ذكره بعض الفقهاء‪ ،‬وهو‬
‫رأي احلنفية يف قول واملالكية والشافعية؛ ألن ملكيته تؤول إىل بيت املال‪ ،‬فينفق بعدها يف املصاحل‬
‫العامة‪ ،‬واملسجد واحد من تلك املصاحل‪.‬‬
‫جيوز أخذ قرض حسن لعمل مشروع استثماري لصاحل املركز؛ ألن ذلك يوفر ريعا دائما لتغطية‬ ‫‪-8‬‬
‫نفقات املركز األساسية ويغين عن االقرتاض لصاحله يف املستقبل‪ .‬جيوز االقرتاض الربوي لشراء أو‬
‫استكمال شراء مركز إسالمي وكذلك االقرتاض إلنشاء مشروع استثماري لصاحل املركز إذا توقف‬
‫قيامه عليه ومل يتوفر البديل اإلسالمي لذلك‪ ،‬تقدميا ملصلحة حفظ الدين على مصلحة حفظ املال‬
‫عند التعارض‪.‬‬
‫ال يوجد مانع شرعي من شراء مركز إسالمي أو مسجد من خالل صيغة اإلجارة املنتهية بالتمليك‬ ‫‪-1‬‬
‫وفق رأي املالكية يف جواز وقف املنفعة‪ ،‬وتثبت له املسجدية‪.‬‬

‫‪42 / 46‬‬
‫مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا‬
‫مؤمتر نوازل املساجد و املراكز االسالمية يف الغرب ‪ 00-02‬مارس ‪0202‬‬
‫ثبوت املسجدية‪ ،‬ومتويل بناء املساجد ونقلها أو حتويل وظيفتها‬

‫إعداد الدكتور عبد الباري مشعل‬

‫فهرس المصادر والمراجع‬


‫‪ -‬ابن تيمية‪ ،‬الفتاوى‪ ،‬حتقيق أنور الباز – عامر اجلزار‪ ،‬دار الوفاء‪ ،‬ط‪.0222/3‬‬
‫‪ -‬ابن تيمية‪ ،‬الفتوى احلموية الكربى‪ ،‬حتقيق محد بن عبد احملسن التوجيري‪ ،‬دار الصميعي‪ ،‬الرياض‪ ،‬ط‪.0224 /0‬‬
‫‪ -‬ابن حنبل أمحد‪ ،‬املسند‪ ،‬دار املنهاج‪ ،‬جدة‪ ،‬ط‪.0200/0‬‬
‫‪ -‬ابن رشد‪ ،‬البيان والتحصيل‪ ،‬حتقيق حممد حجي وآخرون‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬بريوت ط‪0188. /0‬‬
‫‪ -‬ابن ضويان‪ ،‬منار السبيل شرح الدليل‪ ،‬حتقيق زهري الشاويش‪ ،‬املكتب اإلسالمي‪ ،‬بريوت‪ ،‬ط‪.7/‬‬
‫‪ -‬ابن عابدين حممد‪ ،‬الدر املختار‪ ،‬دار الطباعه‪ ،‬مصر‪ ،‬ط ‪.0822‬‬
‫‪ -‬ابن قدامة عبد اهلل‪ ،‬املغين‪ ،‬دار إحيار الرتاث العريب‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪0422‬هـ‪.‬‬
‫‪ -‬ابن ماجة‪ ،‬السنن‪ ،‬دار التأصيل‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪0432‬هـ‪.‬‬
‫‪ -‬ابن مفلح حممد‪ ،‬الفروع‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بريوت‪ ،‬ط ‪0223/ 0‬م‪.‬‬
‫‪ -‬أبو داود سليمان‪ ،‬السنن‪ ،‬حتقيق عصام موسى هادي‪ ،‬دار الصديق‪ ،‬السعودية‪ ،‬ط‪.0‬‬
‫‪ -‬أبو زهرة حممد‪ ،‬حماضرات يف الوقف‪ ،‬دار الفكر العريب‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪.0‬‬
‫‪ -‬اآليب األزهري صاحل‪ ،‬جواهر اإلكليل‪ ،‬دار االندلس اجلديدة للناشر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪0402 /0‬هـ‪.‬‬
‫‪ -‬أمحد الزرقا‪ ،‬شرح القواعد الفقهية‪ ،‬حتقيق مصطفى الزرقا‪ ،‬دار القلم‪ ،‬دمشق‪ ،‬ط‪0181‬م‪.‬‬
‫‪ -‬األزهري حممد‪ ،‬الزاهر يف غريب ألفاظ الشافعي‪ ،‬حتقيق عبد املنعم طوعي‪ ،‬دار البشائر اإلسالمية‪ ،‬بريوت‪ ،‬ط‪0‬‬
‫‪.0118/‬‬
‫‪ -‬األنصاري زكريا‪ ،‬أسىن املطالب يف شرح روض الطالب‪ ،‬دار الكتاب اإلسالمي‪ ،‬بريوت‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ -‬البخاري حممد‪ ،‬اجلامع الصحيح‪ ،‬دار ابن كثري‪ ،‬دمشق‪ ،‬ط‪.0220/0‬‬
‫‪ -‬البهويت منصور‪ ،‬شرح منتهى اإلرادات‪ ،‬الدار االثرية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪0430 /0‬هـ‪.‬‬
‫‪ -‬البهويت منصور‪ ،‬كشاف القناع‪ ،‬حتقيق حممد أمني الضناوي‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪ ،‬ط‪0420‬هـ‪.‬‬
‫‪ -‬التفتازاين‪ ،‬السعد‪ ،‬شرح التلويح على التوضيح‪ ،‬حتقيق زكريا عمريات دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪،‬‬
‫ط‪.0116/0‬‬
‫‪ -‬اجلوزية ابن القيم‪ ،‬إعالم املوقعني عن رب العاملني‪ ،‬حتقيق طه عبد الرؤوف سعد‪ ،‬مكتبة الكليات األزهرية‪-‬‬
‫مصر‪0388 ،‬هـ‪0168،‬م‪.‬‬
‫‪ -‬اخلرشي حممد‪ ،‬شرح خمتصر خليل‪ ،‬دار الفكر للطباعة والنشر‪ ،‬بريوت‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ -‬الدسوقي حممد‪ ،‬احلاشية‪ ،‬حتقيق حممد عليش‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بريوت‪ ،‬ط‪.0222 /0‬‬

‫‪43 / 46‬‬
‫مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا‬
‫مؤمتر نوازل املساجد و املراكز االسالمية يف الغرب ‪ 00-02‬مارس ‪0202‬‬
‫ثبوت املسجدية‪ ،‬ومتويل بناء املساجد ونقلها أو حتويل وظيفتها‬

‫إعداد الدكتور عبد الباري مشعل‬

‫الرئاسة العامة للبحوث العلمية واإلفتاء‪ ،‬جملة البحوث اإلسالمية ‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬عدد ‪.08‬‬ ‫‪-‬‬
‫رايف حنيف‪ ،‬امللكية العدلية وامللكية القانونية من منظور شرعي وقانوين‪ ،‬ورقة مقدمة يف املؤمتر العاملي التاسع‬ ‫‪-‬‬
‫لعلماء الشريعة حول املالية اإلسالمية‪ 00-02 ،‬نوفمرب ‪.0204‬‬
‫الزركشي حممد بن عبد اهلل‪ ،‬إعالم الساجد بأحكام املساجد‪ ،‬وزارة األوقاف املصرية‪ ،‬ط‪.0111/2‬‬ ‫‪-‬‬
‫زكي عيسى‪ ،‬موجز أحكام الوقف‪ ،‬األمانة العامة لألوقاف‪ ،‬طبعة ‪.0112‬‬ ‫‪-‬‬
‫الزيلعي‪ ،‬تبيني احلقائق‪ ،‬املطبعة الكربى األمريية ببوالق‪ ،‬مصر ط‪0303 /0‬هـ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الشاطيب إبراهيم بن موسى‪ ،‬املوافقات‪ ،‬حتقيق مشهور بن حسن آل سلمان‪ ،‬دار ابن عفان‪ ،‬القاهرة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ط‪.0117/0‬‬
‫الشربيين اخلطيب‪ ،‬مغين احملتاج‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪ ،‬ط‪.0114/0‬‬ ‫‪-‬‬
‫الشوكاين حممد‪ ،‬فتح القدير‪ ،‬دار ابن كثري‪ ،‬دمشق‪ ،‬ط‪.0‬‬ ‫‪-‬‬
‫الشريازي‪ ،‬املهذب‪ ،‬حتقيق زكريا عمريات‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪ ،‬ط‪0400 /0‬هـ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الطرابلسي حممد‪ ،‬مواهب اجلليل شرح خمتصر خليل‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بريوت‪ ،‬ط‪.3‬‬ ‫‪-‬‬
‫عباس أمحد حممد الباز‪،‬أحكام املال احلرام وضوابط االنتفاع والتصرف به يف الفقه اإلسالمي‪ ،‬دار النفائس‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫عمان‪ ،‬ط‪0408 /0‬هـ‪.‬‬
‫عبد اهلل بن بيه‪ ،‬صناعة الفتوى وفقه األقليات‪ ،‬دار املنهاج‪ ،‬جدة‪ ،‬ط‪.0221/0‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬عبد اهلل بن بيه‪ ،‬املعامالت واملقاصد‪ ،‬حبث مقدم للمجلس األوريب لالفتاء والبحوث‪ ،‬الدورة ‪ ،08‬باريس‪،‬‬
‫‪.0228‬‬
‫عليش حممد‪ ،‬منح اجلليل شرح خمتصر خليل‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بريوت‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الغزايل أبو حامد‪ ،‬املستصفى‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪ ،‬ط‪0403 /0‬هـ ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الفوزان عبد اهلل‪ ،‬أحكام حضور املساجد‪ ،‬دار املسلم‪ ،‬الرياض‪ ،‬ط‪.0114/0‬‬ ‫‪-‬‬
‫الفيومي أمحد‪ ،‬املصباح املنري‪ ،‬حتقيق عبد العظيم الشناوي‪ ،‬دار املعارف‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪.0‬‬ ‫‪-‬‬
‫الفيومي حممد بن علي‪ ،‬املصباح املنري‪ ،‬دار املعارف‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬ط‪.0‬‬ ‫‪-‬‬
‫القرايف أمحد‪ ،‬أنوار الربوق يف أنواء الفروق‪ ،‬حتقيق‪ :‬خليل املنصور‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ -‬بريوت‪0408 ،‬هـ‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪0118‬م‪.‬‬
‫‪ -‬القرايف أمحد‪ ،‬الذخرية‪ ،‬حتقيق حممد حجي ‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬بريوت‪،‬ط‪.0114 /0‬‬

‫‪44 / 46‬‬
‫مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا‬
‫مؤمتر نوازل املساجد و املراكز االسالمية يف الغرب ‪ 00-02‬مارس ‪0202‬‬
‫ثبوت املسجدية‪ ،‬ومتويل بناء املساجد ونقلها أو حتويل وظيفتها‬

‫إعداد الدكتور عبد الباري مشعل‬

‫‪ -‬قلعجي‪ ،‬معجم الفقهاء‪ ،‬دار النفائس للطباعة والنشر‪ ،‬عمان‪ ،‬ط‪.0114/0‬‬


‫قليويب وعمرية احلاشية على شرح احمللي‪ ،‬مطبعة دار احياء الكتب العربية‪ ,‬عيسى البابى الحلبى وشركاه‪ ،‬ط‪1231 /1‬هـ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫الكاساين أبو بكر‪ ،‬بدائع الصنائع يف ترتيب الشرائع‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪ ،‬ط‪.0186 /0‬‬ ‫‪-‬‬
‫الكشناوي أبو بكر‪ ،‬أسهل املدارك شرح إرشاد السالك‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪ ،‬ط‪.0112 /‬مسلم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الصحيح‪،‬‬
‫اللجنة الدائمة‪ ،‬فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية واإلفتاءط‪0404 0‬هـ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫جممع الفقه االسالمي‪ ،‬جملة جممع الفقه االسالمي‪ ،‬قرارات وتوصيات ‪ ،‬العدد الثاين عشر‪0400 .‬هـ‪/‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪.0222‬‬
‫جممع الفقه اإلسالمي باهلند‪ ،‬قرارات وتوصيات جممع الفقه اإلسالمي باهلند‪ ،‬الطبعة الثالثة عشر‪ ،‬ندوة ‪-0‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪0434 – 0421 ،02‬هـ‪.‬‬
‫حممد علي البنا ‪ ،‬القرض املصريف – دراسة تارخيية مقارنة بني الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي ‪ ،‬دار الكتب‬ ‫‪-‬‬
‫العلمية ‪ ،‬بريوت ‪ ،‬ط‪0226 ، 0‬م‪.‬‬
‫حممد سعيد رمضان البوطي‪ ،‬ضوابط املصلحة يف الشريعة اإلسالمية‪ ،‬الرسالة‪ ،‬بريوت‪ ،‬ط‪0426 ،2‬هـ‬ ‫‪-‬‬
‫منذر قحف‪ ،‬الوقف اإلسالمي تطوره‪ ،‬إدارته‪ ،‬تنميته‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬دمشق‪ ،‬ط‪.0226/0‬‬ ‫‪-‬‬
‫املوصلي عبد اهلل‪ ،‬االختيار لتعليل املختار‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪ ،‬ط ‪.0222‬‬ ‫‪-‬‬
‫النسفي عبد اهلل‪ ،‬التفسري‪ ،‬حتقيق يوسف علي بديوي دار ابن كثري‪ ،‬دمشق‪ ،‬ط‪0404/0‬هـ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫النووي حيىي‪ ،‬روضة الطالبني‪ ،‬حتقيق زهري الشاويش‪ ,‬نشر املكتب االسالمي‪ ،‬بريوت‪ ،‬د‪.‬ت‪ .‬وزارة األوقاف‬ ‫‪-‬‬
‫والشئون اإلسالمية‪ ،‬املوسوعة الفقهية الكويتية‪ ،‬الكويت‪ ،‬ط ‪0407‬هـ‪.‬‬

‫‪45 / 46‬‬
‫مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا‬
‫مؤمتر نوازل املساجد و املراكز االسالمية يف الغرب ‪ 00-02‬مارس ‪0202‬‬
‫ثبوت املسجدية‪ ،‬ومتويل بناء املساجد ونقلها أو حتويل وظيفتها‬

‫إعداد الدكتور عبد الباري مشعل‬

‫فهرس الموضوعات‬
‫رقم الصفحة‬ ‫الموضوع‬
‫مقدمة ‪0................... .....................................................................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬شروط ثبوت المسجدية‪4..................... ...................................‬‬
‫‪)0‬تعريف املسجد وشروط ثبوت املسجدية‪5...................... ..................................‬‬
‫‪)0‬تعريف املصلى والفرق بني املسجدواملصلى‪8........................ ..............................‬‬
‫‪)3‬اآلثار العملية للفرق بني املسجد واملصلى‪9.......................... .............................‬‬
‫‪)4‬ثبوت املسجدية يف العقار املستأجر‪10.......... .................................................‬‬
‫‪ )2‬خالصة املبحث‪00......... ..................................................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬أحكام نقل واستبدال الوقف وإدارته‪04.......... ................................‬‬
‫‪)0‬تعريف الوقف ومشروعيته‪02....................................................................‬‬
‫‪)0‬حكم التصرف يف الوقف‪06....................................................................‬‬
‫‪)3‬حكم نقل الوقف وتغيري غرضه‪07...............................................................‬‬
‫‪ )4‬حكم تسجيل امللكية القانونية للوقف (االمسية) باسم الواقف أو الناظر‪02..........................‬‬
‫‪ )2‬خالصة املبحث‪03...........................................................................‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬التبرعات والقروض لمصالح الوقف‪04...........................................‬‬
‫‪)0‬حكم قبول التربعات من أصحاب املكاسب املختلطة أواحملرمة‪02...................................‬‬
‫‪)0‬حكم القرض احلسن لشراء أو استكمال شراء مركز إسالمي ‪ /‬مشروع استثماري لصاحل املركز‪01.......‬‬
‫‪)3‬حكم االقرتاض الربوي لشراء أو استكمال شراء مركز إسالمي ‪ /‬مشروع استثماري لصاحل املركز‪32......‬‬
‫‪)4‬حكم تقدمي املركز أو املسجد كضمان ‪ /‬رهن مقابل القرض احلسن أو الربوي‪38 .....................‬‬
‫‪)2‬حكم شراء املسجد بطريق اإلجارة املنتهية بالتمليك ‪38............................................‬‬
‫خالصة املبحث ‪42...............................................................................‬‬
‫خاتمة ‪40.......................................................................................‬‬
‫فهرس المصادر والمراجع ‪43....................................................................‬‬
‫فهرس الموضوعات ‪46..........................................................................‬‬

‫‪46 / 46‬‬

You might also like