Professional Documents
Culture Documents
المنقذ من الوحلة في معرفة السنتين وما فيهما والأوقات والقبلة PDF
المنقذ من الوحلة في معرفة السنتين وما فيهما والأوقات والقبلة PDF
المنقذ من الوحلة في معرفة السنتين وما فيهما والأوقات والقبلة PDF
في معرفة
للولي الصالح
علي بن سالم النوري الصفاقسي
إصدار
امسو وكنيتو:
ىو الفقيو ا١تتكلم احملدث الويل الصاحل شيخ القراء يف عصره الفلكي الصويف أبو
اٟتسن علي بن سامل بن ٤تمد بن سامل بن أٛتد بن سعيد النورم الصفاقسي التونسي
ا١تالكي.
مولده:
يكلد رٛتو هللا تعاىل عاـ 3501ىجرم ا١توافق 3411ركمي يف مدينة صفاقس
التونسية.
نشأتو ودراستو:
كاف كالده فقَتان كلذا فإنو مل يوافقو على السفر إىل تونس لطلب العلم إال أف قوة
عزٯتتو مل ٖتل دكف طموحو كمبتغاه ،كقاسى يف سبيل لل شف العي كٕتمل بالصر
إىل أف سخر هللا لو بعض أىل ا٠تَت فتكفل بقوتو مدة طلبو العلم بتونس ،ك١تا استكمل
ٖتصيلو بتونس أرسلو بعض أىل ا٠تَت كالصبلح إىل مصر لطلب العلم باألزىر كفيو الزـ
ٚتاعة من األعبلـ.
شيوخو:
أخذ بصفاقس عن الشيخ أيب اٟتسن الكرام الوفائي نسبان كطريقة األزىرم ٖتصيبلن،
كقرأ على ثلة من مشايخ عصره ّتامع الزيتونية منهم الشيخ عاشور القسنطيٍت ،كالشيخ
سليماف األندلسي ،كالشيخ ٤تمد القركم ،كيف األزىر تلقى عن أعبلـ منهم :الشيخ ٤تمد
بن عبد هللا ا٠ترشي البحَتم ،كالشيخ إبراىيم الشرخييت ،كالشيخ شرؼ الدين ٭تِت أيب
ا١تواىب كأيب ىادم بن زين العابدين حفيد شيخ اإلسبلـ زكريا األنصارم ،كالشيخ إبراىيم
بن الشيخ ٤تمد بن الشيخ عيسى ا١تأموين الشافعي ،كالشيخ ٭تِت بن ٤تمد الشاكم ا١تلياين
اٞتزائرم ،كالشيخ علي الشراملسي ،كالشيخ ٤تمد بن ٤تمد األفراين ا١تغريب السوسي،
كالشيخ ٤تمد بن ٤تمد بن ناصر الدرعي ا١تغريب.
تدريسو:
١تا رجع الشيخ رٛتو هللا إىل بلده اٗتذ من دار سكناه الكائنة ْتومة اللولب زاكية لقراءة
القرءاف كقراءة العلم ،كىذه الزاكية أك ا١تدرسة كانت على غرار ا١تدارس احملدثة يف لل
كبيت لسكٌت الطلبة الوافدين من بيت للصبلة تلقى فيو الدركس العلمية ،ه العصر فيها ه
الضواحي أك من البلداف األخرل ،ككاف ير الطلبة ا١تقيمُت بالزاكية بالطعاـ كيكسوىم،
كلذل توافد عليها الطلبة من جهات عديدة من الببلد التونسية كحىت من ليبيا كالشيخ
عبد السبلـ بن عثماف التاجورم من لرية الشيخ عبد السبلـ األٝتر كشيخ الطريقة
السبلمية بليبيا
مؤلفاتو :
خط قلمو البارع السياؿ الكثَت من ا١تؤلفات يف التوحيد كالفقو كالقراءات كالفل
كالفهارس منها:
-3عقيدة اختصرىا من العقيدة الصغرل للشيخ السنوسي كشرحها تلميذه الشيخ
علي بن أٛتد اٟتيريشي.
-2مقدمة اشتملت على فوائد فقهية كعقائد دينية شرحها الشيخ النفراكم.
-1رسالة يف ٖترمي الدخاف.
-1ا١تنقذ من الوحلة يف معرفة السنتُت كما فيهما كاألكقات كالقبلة.
عما يقع ٢تم من ا٠تطأ حاؿ تبلكهتم للكتاب -0تنبيو الغافلُت كإرشاد اٞتاىلُت ٌ
ا١تبُت.
يستأنس بو من كجود آلة التوقيت كالساعة كمعرفة اٟتساب كاألشهر العجمية كالبوصلة
كغَتىا فهو من قبيل االستئناس كال ٬توز ألحد أف ٬تعلها أصبلن يف األمور الشرعية كعلى
لل اإلٚتاع ،أما األمور الدنيوية اليت ال يتوق عليها حكم شرعي فذل كاسع بشرط
مقدـ على غَته ببل نزاع ،كمن خال لل كاف خطأه عدـ اإلنكار على الشرع ألنو ه
أكثر من صوابو زيادة على ٥تالفتو ألمر الشرع كما فصلو الشيخ يف كتابو الذم بُت أيدينا.
كمن باب الواجب الشرعي كبعد أف توجو إىل ٚتعيتنا كثَته من األسئلة عن ىذا
ا١توضوع ،كنزكالن عند رغبة بعض ا١تخلصُت قمنا بتوضيٌ ا١تطلوب متبعُت يف لل ما
يرضى هللا كرسولو متمسكُت ٔتنهج اجملتهدين األخيار لسنا بناظرين إىل فئة دكف غَتىا أك
شخص دكف غَته ،إ٪تا كاف ٫تنا نصرة صحة ا١تقاؿ ال نصرة من قاؿ ،فأنزلنا ىذا و إىل
الكتاب الغريب يف بابو العجيب يف أسلوبو البديع يف تركيبو ١تؤلفو سيدم علي النورم
الصفاقسي رٛتو هللا كىو ٦تن بلغ درجة االجتهاد كمل يدعيو أدبان مع الذين سبقوه كامتاز
عن اآلخرين بدقة معرفة علم الفل كقد أتى هبذا الباب من العجائب اليت ال يعرفها كثَت
من علماء الفل ا١تعاصرين مع كجود الفارؽ بُت عصره كعصرنا ،ك٦تا ال بد من اإلشارة
إليو أف الذين يتكلموف عن القبلة إما أف يكونوا نقلة عن السابقُت فيجب عليهم أف
يلتزموا صحة النقل كال يلوكف عنق النصوص كلو كانوا علماء لكي ترأ لمتهم أماـ هللا ،أما
من أراد أف يديل بدلوه يف ىذا ا١توضوع كىو ال يعرؼ األدلة من الناحية العملية التطبيقية
فبل ٬توز لو أف يتكلم ٔتا ال يعرفو :ألف علماء األصوؿ أٚتعوا "أف اٟتكم على الشيء فرع
من تصوره" ،كالعلماء الذين نعًتؼ كنقر بعلمهم كلكن ال يعرفوف كيفية تطبيق النصوص
على القبلة من الناحية العملية فبل ٬توز تقليدىم أال ترل أف العامل الكفي كلو كاف كليان
صاٟتان فإنو يقلد غَته ألنو ال يعرؼ إتاه النجم كال القبلة ،فإلا ما خال ىو كغَته من
ا١تبصرين الضوابط ا١تعتمدة يف لل مع أهنم علماء فبل ٬توز تقليدىم كال و
بوجو من
الوجوه ،كالذم ٬تب إتباعو ك تقليده يف ىذا ا١توضوع ىو من كاف يتقن األحكاـ النفرية
كالتطبيقية كليس أحد سواه ،كلل ال يسلب عن اآلخرين صفة العلم كلكنهم ال ش
أهنم على خطأ أما اإلصرار على ا٠تطأ بعد البياف فبل ش أنو يقودىم إيل اإلث كإىل أبعد
من لل عافانا هللا كإياكم من العناد كأىلو كسل بنا كإياكم هنج الرشاد كفهمو.
كقد قمنا بإدراج ملحقات ال بد منها يف آخر الكتاب تتميمان للفائدة.
كأخَتان ننوه للقارئ اٟتريص على طلب العلم الصحيٌ أف الكتاب مطبوعه بلغة ا١تغاربة
كزيادة ا٢تمزة على الياء كىي يف ا١تصح قراءة قالوف ككرش مثل كلمة النيبء كقراءة
حفص النيب ،ككذل إزالة ا٢تمزة من كثَت من الكلمات مثل قو٢تم عايشة فهي عند
ا١تشارقة عائشة ك بسايط فهي بسائط كىكذا يف الباقي ،كهللا كرسولو أعلم.
إعداد:
قسم البحوث والدراسات
واحة آل البيت إلحيا الرتاث والعلوم
99صفر 9418ىجري ادلوافق لـو 12فرباير 1227رومي
(الباب األول)
يف معرفة حساب اجلجمل
كىو حساب أّتد إل بو يتصرؼ أىل ىذا الفن يف كتبهم ك٭تتاج إليو الطالب كثَتان،
ا علم أف مراتب األعداد أربعة :آحاد كعشرات كمئوف كألوؼ ،كتؤخذ األقساـ األربعة من
اٟتركؼ األّتدية كىي (أجبد ىوز حطي كلمن صعفض قرست ثخذ ظغش) فمن األل
إىل الطاء ا١تهملة آحاد ،فاألل كاحد كالباء اثناف إىل الطاء فهو تسعة ،كمن الياء إىل
الضاد ا١تعجمة عشرات ،فالياء عشرة كالكاؼ عشركف كىكذا إىل الضاد فهو تسعوف،
كمن القاؼ إىل الغُت ا١تعجمة فهو مئوف ،فالقاؼ مائة كالراء مائتاف إىل الغُت فهو
حرؼ كاحد كىو الشُت ،ىذه طريقة ا١تغاربة( ،وأما) ا١تشارقة كا٢تنود تسعمائة ،كاألل
فإهنم ٬تعلوف موضع الصاد ا١تهملة سينان كموضع الضاد ا١تعجمة صادان كموضع السُت
ا١تهملة شينان كموضع الغُت ضاءن كموضع الشُت غينان ،فتقوؿ على مصطلحهم (أجبد ىوز
حطي كلمن سعفص قرشت ثخذ ظضغ) كإ٪تا نبهت على ىذا ألف كثَتان من ا١تغاربة
يقرءكف كتب ا١تشارقة يف ا١تيقات كغَته كيفنوف أف ا١تصطلٌ كاحد فيقعوف يف الغلط كثَتان،
ا١تشارقة عند تعاطيهم كتب ا١تغاربة( ،وتؤخذ) مراتب األعداد األربعة من ىذه ككذل
الكلمات التسع كىي (ايقش بكر جلس دمت ىنث وصخ زعذ حفظ طضغ) فأكائل
ىذه الكلمات كىي األل كالطاء كما بينهما آحاد فاألل كاحد كىو أكؿ ايق ،كالباء
اثناف كىو أكؿ بكر ،كىكذا إىل الطاء فهو تسعة ،كثانيها عشرات فالياء من ايق عشرة،
كالكاؼ من بكر عشركف كىكذا إىل الضاد فهو تسعوف ،كأكاخر٫تا مئوف إال الكلمة األكىل
كىي ايق فإهنا أربعة أحرؼ ،فاٟترؼ الثالث كىو القاؼ مائة ،كالراء مائتاف كىكذا إىل
الغُت من طضغ فهو تسعمائة ،كاٟترؼ الرابع من الكلمة األكىل كىو الشُت ألٍ ،كتعلم
األعداد من ىذه الكلمات التسع أيسر السيما إف كتبت متتابعة كلمة ٖتت أخرل،
كأسلم للخركج من النزاع الواقع بُت العلماء يف كلمات أّتد ،فبعضهم يستحسن حففها
كتعلمها كبعضهم يقوؿ أهنا أٝتاء الشياطُت كينهى عن تعليمها ،انفر شراح اٟترز ك٥تتصر
ابن عرفة.
(فصل)
اختل العلماء يف يحكم معرفة السنُت كحساب األزماف من الساعات كاألشهر
كاألياـ ،كالصحيٌ أف ما يتوق فعل الواجب عليو كأكقات الصلوات كاٟتج ككقيت
اإلمساؾ كاإلفطار يف الصوـ كمعرفة القبلة فهو كاجب ،كما زاد على لل كأجزاء الليل
كالنهار ككقيت اٟتر كالرد كما ي٭تتاج إليو يف التصرفات كا١تعامبلت فهو مستحب كهللا أعلم.
(الباب الثاين)
يف السنة القمرية العربية
كتسمية شهورىا كبياف الفاضل منها كما يقع فيها من ا١تواسم الشرعية كاألياـ الفاضلة
اليت رغب الشرع يف صيامها ،كالليايل الفاضلة اليت رغب الشرع يف قيامها كغَت لل ،
(اعلم) أف العرب اعتركا يف ع ًٌد سنيهم كشهورىم القمر كدكرانو ،فالشهر عندىم ما بُت
ثاف ،كالسنة اثنا عشر شهران كما ىبلؿ و
غركب الشمس ليلة طلوع ا٢تبلؿ كغركهبا ليلة طلوع و
ش ٍهران (سورة التوبة :من اآلية)149 قاؿ هللا تعاىل :إ َّف ًع َّد ىة الشُّهوًر ًعٍند ًَّ
اّلل اثٍػنىا ىع ىشىر ى ى ي
كأٝتاؤىا ٤ترـ ،صفر ،شهر ربيع األكؿ ،شهر ربيع الثاينٚ ،تادل األكىلٚ ،تادل الثانية،
رجب ،شعباف ،رمضاف ،شواؿ ،لك القعدة ،لك اٟتجة ،كىي عند أىل ىذا الفن شهر
كامل ثبلثوف يومان ،كشهر ناقص تسعة كعشركف يومان ،فمفرداهتا كوامل كمزدكجاهتا نواقص
إال لا اٟتجة يف السنة الكبيسة فهو كامل ،كا١تفردات األكؿ كالثالث كىكذا إىل اٟتادم
عشر ،كا١تزدكجات الثاين كالرابع كىكذا إىل الثاين عشر( ،ويعرف أول السنة العربية) بأف
تأخذ ما زاد فوؽ آالؼ كٙتانُت كأسقطو ٙتانية ٙتانية ،كما بقي ٙتانية أك أقل فقابل بو ىذه
اٟتركؼ الثمانية من ىاتُت الكلمتُت ك٫تا (دبوج اىبق) كخذ اٟترؼ ا١تنتهى إليو كانفر كم
كع َّد بقدره من يوـ األحد ،فاليوـ ا١تنتهى إليو ىو أكؿ ٤ترـ ،كإف أردت
عدده ْتساب أّتد ي
معرفة أكؿ كل شهر غَت احملرـ فانفر اٟترؼ ا١تقابل للشهر ا١تطلوب من أكائل كلمات ىذا
البيت كىي:
(ج) ل ػ ػ ػ ػ ػػت ٫ت ػ ػ ػ ػ ػػومي كق ػ ػ ػ ػ ػػد (أ) حي ػ ػ ػ ػ ػػت (ب) إف (ج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا) د (د) ى ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػرم كج ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػادت زين ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػب
بوفػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا ق (د) نف ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا
كع َّد بقدره من اليوـ الذم دخل بو ٤ترـ ،فحيث انتهى ب العدد من كانفر كم عدده ي
أياـ األسبوع فبذل اليوـ يدخل الشهر ا١تطلوب.
(تنبيو) :إ ٍف يف البيت قابلت شهر ٤ترـ كقد علم ٔتا تقدـ فا١تطلوب بعدىا من
الكلمات اإلحدل عشر للشهور األحد عشر (وعدد) أياـ السنة العربية (سند) ثبلٙتائة
كأربعة كٜتسوف يومان كثلث يوـ كثلث عشره إف كانت بسيطة ،كسنة إف كانت كبيسة كىي
اليت يزاد فيها يوـ من كسور ما قبلها كما بعدىا ،كقد تقدـ ما يفهم منو أنو يزاد يف شهر
لم اٟتجة.
(فائدة) :إلا قسمت سٍت ا٢تجرة ثبلثُت ثبلثُت فيحصل يف كل ثبلثُت سنة أحد عشر
كبي سة كىي الثانية كا٠تامسة كالسابعة كالعاشرة كالثالثة عشر كا٠تامسة عشر كالثامنة عشر
كاٟتادية كالعشركف كالرابعة كالعشركف كالسادسة كالعشركف كالتاسعة كالعشركف ،كما عدا
ىذه من الثبلثُت فهي بسايط ،كاعتر يف زماننا ىذا ما فوؽ األل كٙتانُت كما قبل لل
كع َّد من الثبلثُت السنة اليت تريدىا كإف شئت فقابل الثبلثُت أك ما زاد عليها
فكلو طرح ،ي
ْتركؼ ىذه الكلمات الست كىي (سبحانو جل وتعاظم خالق للنسم مجيعها) بإثبات
أل بعد النوف تكميبلن للعدد فما قابل منها حرفان معجمان أم منقوطان فهي كبيسة كما
قابل حرفان مهمبلن فهي بسيطة.
(فصل)
كيتعُت افتتاح العاـ بتوبة نصوح ٘تحو ما سل من الذنوب ،كإلا افتتٌ كختم سنتو
بالطاعة فَتجى أف تكوف كلها طاعة كما جاء يف حديث مرفوع ما من حاففُت
يرفعاف إىل هللا تعاىل صحيفة فَتل يف أك٢تا كآخرىا خَتان إال قاؿ هللا تعاىل للمبلئكة
أشهدكم أين قد غفرت لعبدم ما بُت طرفيها ،كالصوـ يف السنة كلها مندكب إليو إال
ما حرمو الشرع أك كرىو كما سيأيت ،كقد كرد يف فضل الصوـ أحاديث كثَتة مذكورة يف
الكتب ا١تتداكلة ا١تشهورة ،كقد فضل هللا أيامان كشهوران يتأكد الصوـ فيها كيتضاع األجر
كيكثر بركاهتا ،كسأبينها إف شاء هللا بيانان شافيان (فمما) يشًتؾ فيو ٚتيع الشهور صياـ
ثبلثة أياـ يف كل شهر كال ٖتدد ،بل كي ما أمكن كتيسر يف أكؿ الشهر أك كسطو أك
آخره ،متواليات أك متفرقات ،كصومها أقل كظاي الصوـ كال يًتؾ صومها إال ٤تركـ؛ ألنو
صلى هللا عليو كآلو كسلم كاف ٤تاففان على صيامها ،بل لكر بعضهم أنو صلى هللا عليو
كآلو كسلم كاف إلا اشتغل عن صيامها بسفر أك غَته يقضيها ،كقد جاء يف فضلها أف من
صامها فكأ٪تا صاـ الدىر كلو ،ككذل ٦تا يشًتؾ فيو سائر الشهور صياـ االثنُت
كا٠تميس.
(وأول شهور السنة احملرم) :كىو من األشهر اٟترـ األربعة اليت أشار إليها القرآف يف
قولو جل كعز :منها أربعة حرـ ،كىو أك٢تا كأفضلها لقولو صلى هللا عليو كآلو كسلم:
أفضل األشهر شهر هللا الذم تدعونو احملرـ كقيل لك اٟتجة ،كزعم بعض الشافعية
أنو رجب كىو باطل ،كىو شهر مبارؾ يتأكد صومو كالعشر األكؿ منو آكد ،كاليوـ الثالث
منو م ن األياـ الثمانية اليت فضلها شهَت كأجر صيامها كثَت كيتأكد صومها على سائر أياـ
السنة عدا ما ىو فريضة ،كفيو تقبَّل هللا دعاء زكرياء عليو السبلـ ،كاليوـ التاسع منو من
األياـ الثمانية أيضان ،كاليوـ العاشر منو يوـ عاشوراء ا١تبارؾ الذم خصصو هللا ٔتزيد الفضل
كأظهر فضلو فيو على خَتتو من خلقو أنبيائو كرسلو ،كىو من األياـ الثمانية أيضان فيتأكد
صومو ،ككاف صومو يف أكؿ اإلسبلـ فريضة فنسخ بفرض رمضاف ،كفيو استقرت سفينة
نوح باألرض فصامو هلل شكران ،كاألعماؿ فيو تتضاع فينبغي للمكل أف يفعل فيو من
الطاعات ما يطيقو ك٬تتنب فيو ٚتيع ا١تنهيات ،كمن ا١تنهي عنو ما يفعلو كثَت من الناس
با١تشرؽ كا١تغرب من ٗتصيصهم إخراج زكاة ا١تاؿ كبعضهم زكاة ا١تاشية هبذا اليوـ ،فآؿ
األمر إىل فعل شيء ٦تنوع إما تأخَت الزكاة عن الوقت الذم كجبت فيو أك إعطاؤىا قبل
كجوهبا ،كأف هللا عز كجل مل ٯتلًٌ أحدان شيئان إال يف ىذا اليوـ فإلا جاء حاؿ اٟتوؿ على
ٚتيع الناس كىذا باطل بالضركرة.
كقاؿ اٟتافظ بن رجب يف لطائ ا١تعارؼ" :ككل ما ركم يف فضل االكتحاؿ يف يوـ
عاشوراء كاالختضاب كاالغتساؿ فيو فهو موضوع"ا.ىػ ،كتعبَته بركم فيو تسامٌ فإف
ا١توضوع غَت مركم.
(الثاين شهر صفر)( ،الثالث شهر ربيع األول)( ،الرابع شهر ربيع الثاين)،
(اخلامس مجادى األوىل)( ،السادس مجادى الثانية) ،كليست ىذه الشهور من ا١تتأكد
صومها كليس فيها من األياـ ما يتأكد صومها عدا الثبلثة اليت تصاـ يف كل شهر كاالثنُت
كا٠تميس ،كقد فاؽ شهر ربيع األكؿ سائر الشهور بوالدة أفضل ا٠تلق أٚتعُت سيدنا
كموالنا ٤تمد صلى هللا عليو كآلو كسلم فيو ،كفيو ىاجر من مكة ،كفيو دخل ا١تدينة ،كفيو
أسرم بو كعرج بو إىل السماء ،قيل كفيو بعث كيؤيده قوؿ ابن عباس" :أنزؿ على رسوؿ
هللا صلى هللا عليو كآلو كسلم كىو ابن أربعُت" ،فينبغي أف يكرـ ك٭تًتـ كيعفم التعفيم
الشرعي بكثرة العبادة كعمارة ا١تساجد بكثرة الصبلة كالسبلـ عليو كإظهار شرفو كما منحو
هللا بو من الكرامات كا١تعجزات كل لل مع ا٠تشوع كالوقار؛ ألف ىذا شهر فضلو هللا
بنبينا صلى هللا عليو كآلو سلم كفضلنا هللا بو كإف مل يرد فيو عن الشارع عبادة ٥تصوصة
فليس لل لعدـ فضلو بل لل ١تا علم هللا من شفقتو صلى هللا عليو كآلو كسلم على
أمتو فلم يكلفهم بشيء من ناحيتو ،كقد خال كثَت من الناس ما أمر هللا بو كجعل
موضع الطاعة ا١تعصية ،كلل أهنم يشتغلوف يف ىذا الشهر الشري بتزيُت ا١تساجد
كغَتىا ،ك٬تتمع بسبب لل الرجاؿ كالنساء كترتفع األصوات يف ا١تساجد من ا١ترداف
كغَتىم ،كبعضهم يضي إىل لل ما ىو أقبٌ كأشنع من ضرب آالت اللهو فيها كيقع
من ا١تفاسد كا١تناكر ما ال ٮتفى على لم علم كلو قل ،كليس ىذا بكبَت على من صار
كرة للشيطاف يلعب بو كي يشاء ،ككثَت منهم يزعم أنو يف طاعة فيقوؿ بعضهم لبعض
تقبل هللا ،يفعلوف أفعاؿ الشياطُت كيطلبوف األجر من رب العا١تُت ،ما ىذا كهللا إال
صفات ا١تمقوتُت فالسعيد السعيد من ٘تس بالكتاب كالسنة كعمل السل الصاحل
اجملتهدين كمن تبعهم بإحساف من األٯتة اجملتهدين كالعلماء العاملُت رضي هللا عنهم
أٚتعُت.
(فائدة) :يباح صوـ يوـ ا١تولد كال كراىة فيو ،كما لكره الشيخ زركؽ عن بعض
ا١تتأخرين من كراىة صومو كاعتبللو بأنو عيد من أعياد ا١تسلمُت فينبغي فيو الفرح كالسركر
كالتنعم باألطعمة ا١تختلفة كالتزيُت بالثياب الفاخرة فهو صحيٌ كليس ٔتستكثر يف يوـ برز
فيو سر الكائنات كصاحب الشفاعة العفمى كظهر فيو علم اإلسبلـ كانقشع ظبلـ الشرؾ
كالكفر ،لكن يعارضو موتو صلى هللا عليو كآلو كسلم فيو ،كموتو صلى هللا عليو كآلو كسلم
أكر الببليا كأعفم ا١تصائب كالرزايا على ٚتيع ا١تسلمُت األكلُت كاآلخرين كآخر األمرين
أحق باالعتبار ،كأيضا فاعتبار ا١تتفق عليو أكىل من اعتبار ا١تختل فيو ،كقد اتفق أىل
األخبار أنو صلى هللا عليو كآلو كسلم تويف يوـ االثنُت يف شهر ربيع األكؿ ،فقيل لليلتُت
خلتا منو كقيل أكؿ يوـ منو كقيل غَت لل ،كمذىب اٞتمهور كىو الصحيٌ أنو الثاين
عشر منو حُت اشتد الضحى ،كاختل يف شهر كالدتو فذىب اٞتمهور أنو كلد يف شهر
ربيع األكؿ كقيل يف رمضاف كقيل غَت لل .
(السابع شهر رجب) :ىو من األشهر اٟترـ األربعة كىو الثاين منها كىو من الشهور
ا١تتأكد صومها ،كاليوـ السابع كالعشركف منو من األياـ الثمانية ،كفيو بيعث رسوؿ هللا صلى
هللا عليو كآلو كسلم على ما قاؿ أبو ىريرة ،كالصحيٌ أنو يف رمضاف يوـ االثنُت السابع
منو كىو صبيحة الليلة اليت يع رج فيها برسوؿ هللا صلى هللا عليو كآلو سلم على ما قالو
النوكم يف الركضة كعليو جرل العمل ،كقيل يف شهر ربيع الثاين ،كقيل يف رمضاف ،كقيل يف
شواؿ ،كالصحيٌ أنو يف شهر ربيع األكؿ كما تقدـ كمل يرد يف فضلو ٓتصوصو كال يف
صومو ٓتصوصو كال يف صوـ شيء منو معُت كال يف قياـ لياليو ٓتصوصها كال يف ليلة منو
معينة حديث صحيٌ يصلٌ للحجة ،قالو اٟتافظ ابن حجر كغَته من اٟتفاظ ،كقاؿ ابن
رجب" :مل يصٌ يف أصل صوـ رجب ٓتصوصو شيء عن النيبء صلى هللا عليو كآلو كسلم
كال عن أصحابو" ا.ىػ ،كما يذكره ا٠تطباء اٞتهاؿ اجملًتءكف على ا١تناصب الشرعية قبل
استحقاقها كا١تعتنوف بذكر فضائل الشهور يف لل من األحاديث فبعضو ضعي ككثَته
موضوع قلدكا األكراؽ كليس ٢تم سند فدخلوا يف كعيد من كذب على رسوؿ هللا صلى هللا
عليو كآلو كسلم كىم ال يشعركف (فإن قلت) :قد لكرت أنو من األشهر َّ
ا١تتأكد صومها
(قلت) :إ٪تا نفينا ما كرد
كأف اليوـ السابع كالعشرين منو من األياـ الثمانية كىذا يناقضو ،ج
فيو با٠تصوص ،كىذا ال يوجب زىدان يف صومو إل ٭تتج لصيامو باألحاديث الواردة يف
فضل الصوـ مطلقان كٔتا كرد يف األشهر اٟترـ ،كأيضا فإنو ال خبلؼ أنو كاف يف اٞتاىلية
هني عن تعفيمو فبقي على ما كاف عليو من َّ
معفمان غاية التعفيم كمل يرد يف الشرع ه
التعفيم ،نعم لو كاف من يصومو يصوـ احملرـ بدلو كاف أفضل لو كأكىل لقولو صلى هللا عليو
كآلو كسلم :أفضل الصياـ بعد شهر رمضاف شهر هللا الذم تدعونو احملرـ ،كأفضل
كخرج الًتمذم
خرجو مسلم من حديث أىب ىريرة)َّ ، الصبلة بعد الفريضة قياـ الليل َّ (
من حديث علي أف رجبلن أتى النيبء صلى هللا عليو كآلو كسلم فقاؿ :يا رسوؿ هللا أخرين
بشهر أصومو بعد شهر رمضاف ،قاؿ رسوؿ هللا صلى هللا عليو كآلو كسلم :إف كنت
فصم احملرـ فإنو شهر هللا ،كفيو يوـ تاب هللا على قوـ كيتوب فيو
صائمان شهران بعد رمضاف ي
على آخرين كيف إسناده مقاؿ إال أف اٟتديث السابق كغَته يقويو ،كسيأيت إف شاء هللا
اٞتواب عن كثرة صيامو صلى هللا عليو كآلو كسلم يف شعباف دكنو.
(الثامن شهر شعبان) :كىو من األشهر ا١تتأكد صومها ،كقد كرد يف صومو كاٟتث
على الصوـ فيو أحاديث كثَتة ،كيكفي يف لل ما كرد يف الصحيٌ عن عايشة رضي هللا
عنها" :ما رأيت رسوؿ هللا صلى هللا عليو كآلو كسلم يف شهر أكثر صيامان منو يف شعباف،
كاف يصومو إال قليبلن" ،كجاء يف ركاية "كاف يصومو كلو" (فإن قلت) :ال خفاء يف ثبوت
فضل شهرم احملرـ كشعباف كأيهما أفضل من اآلخر( ،قلت) :قاؿ بأفضلية وٌ
كل على
اآلخر قوـ ،كالفاىر تبعان ٞتماعة أف احملرـ أفضل عمبلن بالنص الصريٌ الصادر ٦تن ىو
أفصٌ من كل فصيٌ ،ك٬تاب عن كثرة صومو صلى هللا عليو كآلو كسلم بشعباف دكنو
بأجوبة:
األول :ما ركاه ابن أيب ليلى عن عايشة "أف النيبء صلى هللا عليو كآلو كسلم كاف
يصوـ من كل شهر ثبلثة أياـ ،كرٔتا أخر لل حىت يقضيو يف شعباف" ،كىو جواب رافع
للنزاع كبيانو أنو صلى هللا عليو كآلو كسلم كاف عملو دٯتة ،فكاف إلا فاتو شيء من نوافلو
قضاه ،ككاف يصوـ ثبلثة أياـ من كل شهر كاالثنُت كا٠تميس ،فإلا اشتغل صلى هللا عليو
كآلو كسلم عن صيامها بطاعة أخرل قضاىا يف شعباف حىت يستكمل نوافلو بالصوـ قبل
دخوؿ رمضاف.
الثاين :أنو صلى هللا عليو كآلو كسلم ١تا سئل عن كثرة الصوـ يف شعباف مل ٬تب بأنو
َّ
أفضل الشهور كأنو يصومو ٠تصوصية فيو ،بل أخر بأمور تعرض :فقاؿ يف حديث أسامة:
لل شهر يغفل الناس عنو بُت رجب كرمضاف كىو ترفع فيو األعماؿ إىل رب العا١تُت
جل كعز ،كقاؿ يف حديث عايشة :إف ىذا الشهر يكتب فيو ١تل ا١توت من
يقبض فأنا ال أحب أف ينسخ اٝتي إال كأنا صائم .
كل احملرـ الثالث :أنو كاف يكثر الصوـ فيو تأىبان كتعفيمان لرمضاف ،كأما ترؾ صوـ ًٌ
األيب كسلمو" :إ٪تا علم صلى هللا عليو كآلو كسلم بفضلو يف آخر فقاؿ النوكم كنقلو عنو ًٌُّ
حياتو ،أك منعو من صيامو ما يعرض لو من سفر أك غَته" ا.ىػ ،فكاف يًتؾ صومو ١تا ىو
أفضل عند هللا تعاىل؛ ألنو صلى هللا عليو كآلو كسلم دائما ال يفعل إال األفضل ،كسيأيت
٢تذا مزيد بياف إف شاء هللا تعاىل ،كاليوـ ا٠تامس عشر منو من األياـ الثمانية كىو صبيحة
الليلة ا١تباركة اليت أنزؿ فيها القرآف من اللوح احملفوظ إىل ٝتاء الدنيا كما قاؿ :إًنَّا أىنٍػىزلٍنىاهي
ًيف لىٍيػلى وة يمبى ىارىك وة (الدخاف :من اآلية )1قيل ىي ليلة النص من شعباف ،كالصحيٌ أهنا ليلة
القدر ،كيشهد لو قولو تعاىل :إًنَّا أىنٍػىزلٍنىاهي ًيف لىٍيػلى ًة الٍ ىق ٍد ًر (سورة القدر :آية )3كىي من
الليايل الست اليت يستحب إحياؤىا بالذكر كالصبلة كغَت٫تا من الطاعات ،كال ٭تصل
فضل اإلحياء إال بإحياء غالب الليل ،كقيل ٭تصل بساعة ،قالو النورم كغَته.
(التاسع شهر رمضان) :ا١تعفَّم قدره عند هللا ،ا١تبارؾ ا١تركر الذم تفضل هللا فيو على
ٚتيع ا١تؤمنُت ٔتزيد األجور ،كيكفي يف فضلو أف صومو قاعدة من قواعد اإلسبلـ تاركو
مستحبلن كافر ،كا١تقر بالوجوب التارؾ لصومو يقتل حدان ،شهر الصياـ كالقياـ كالرجوع إىل
هللا عن ٚتيع الرلائل كاآلثاـ ،كيف البخارم قاؿ رسوؿ هللا صلى هللا عليو كآلو كسلم:
من مل يدع قوؿ الزكر كالعمل بو فليس هلل حاجة يف أف يدع طعامو كشرابو ،كقاؿ
صلى هللا عليو كآلو كسلم :ليس الصياـ من الطعاـ كالشراب ،إ٪تا الصياـ من اللغو
كالرفث قاؿ اٟتافظ ا١تدين ىو على شرط مسلم ،فيا سعادة من اجتهد فيو كاستعمل
نفسو يف ٚتيع ا٠تَتات ،كيا شقاكة من فرط فيو كماؿ إىل ا١تعاصي كالشهوات ،كقد كاف
ً
كيشمركف للعبادة فيو قبل إتيانو فما يأيت
السل الصاحل يعفمونو تعفيمان شديدان كيتأىبوف ٌ
عليهم إال كىم متهيئوف للقياـ ْترمتو على ما يعلم من حا٢تم رضي هللا عنهم يف تعفيم ما
عفم هللا كاحًتامهم للشعائر ،كفيو ليلة القدر الشهَت فضلها اليت يعدؿ قيامها عبادة أل
شهر ،كىي من الليايل الست كىى أفضلها ،كليست يف ليلة بعينها بل تنتقل يف األعواـ
على حسب ما سبقت بو مشيئة هللا كحكمتو البالغة ،كال ٗتتص بالعشر األكاخر بل
الغالب كوهنا فيها كقيل فيها غَت ىذا ،كىذا أصٌ األقواؿ كأكالىا بالصواب فينبغي
االجتهاد يف العبادة كالدعاء كالتهجد بالقرءاف يف ٚتيع ليايل رمضاف؛ إل من أراد هللا بو
عدـ اٟترماف أ٢تمو الطلب كقت األباف ،كمن ترؾ ليلة تعدؿ عمره كأكثر منو -كىو
الغالب فهو احملركـ -ككل كقت شري تتضاع فيو األعماؿ .كرد يف حديث مرفوع:
من تطوع يف رمضاف ٓتصلة من خصاؿ ا٠تَت كاف كمن أدل فريضة فيما سواه ،كمن
أدل فيو فريضة كاف كمن أدل سبعُت فريضة فيما سواه ،ك١تا كانت ىذه الليلة أشرؼ
َّ
األزماف كاف تضعيفها أكثر ،كىي ليلة تنتشر فيها ا١تبلئكة يف األرض حىت تصَت أكثر من
اٟتصى ،كال يرمى فيها من السماء بكوكب ،كتفتٌ فيها أبواب السماء كلها كال ترد فيها
توبة تائب ،قيل كيعذؼ فيها البحر ا١تاحل ،ركم عن زىرة بن معبد قاؿ" :أصابٍت احتبلـ
ليلة ثبلث كعشرين من رمضاف فنزلت البحر فإلا ا١تاء عذب" كلكر غَته لل ،كتطلع
مشس صبيحتها ليس ٢تا شعاع كالقمر ليلة البدر كال تطلع على قرين شيطاف لل اليوـ.
(العاشر شهر شوال) :جعلو ابن عرفة من الشهور ا١ترغوب يف صومها ،قاؿ الشيخ
أبو عبد هللا ٤تمد اٟتطاب بعد نقلو لكبلمو" :مل أره يف كبلـ غَته من أىل ا١تذىب ،لكن
كقفت يف ٚتع اٞتوامع للسيوطي على حديث لكره فيو كنصو :من صاـ رمضاف
كشواالن كا٠تميس دخل اٞتنة "ا.ىػ ،كالفاىر أنو من األشهر الفضيلة ا١ترغب يف
صومها فقد جاء فيو ما يدؿ على ثبوت لل ،قاؿ يف لطائ ا١تعارؼ" :خرج اإلماـ
أٛتد كالنسائي عن رجل من قري أنو ٝتع النيبء صلى هللا عليو كآلو كسلم يقوؿ :من
كخرجو أبو داككد كالًتمذم من
صاـ رمضاف كشواالن كاألربعاء كا٠تميس دخل اٞتنة َّ
حديث مسلم القريشي عن النيبء صلى هللا عليو كآلو كسلم أنو سئل عن صياـ الدىر
فقاؿ :إف ألىل علي حقان فصم رمضاف كالذم يليو ككل أربعاء كٜتيس فإلا أنت
كخرج أبو يعلى ا١توصلي عن أسامة قاؿ :كنت أصوـ قد صمت الدىر كأفطرت َّ ،
السنة فقاؿ يل النيبء صلى هللا عليو كآلو كسلم :أين أنت من شواؿ ، شهران من َّ
كخرج ابن ماجة
فكاف أسامة إلا أفطر أصبٌ الغد صائمان من شواؿ حىت يأيت على آخرهَّ ،
بإسناد منقطع أف أسامة بن زيد كاف يصوـ األشهر اٟترـ فقاؿ لو النيبء صلى هللا عليو
صم شواالن فًتؾ األشهر اٟترـ ،ث مل يزؿ يصوـ شواالن حىت مات، كآلو كسلم :ي
كقد شابو شعباف ألف كبل٫تا متصل برمضاف كفضلو ىو البلحق بشرؼ ىذه األمة لتعفيم
أجورىم ،كأكؿ ليلة منو من الليايل الست اليت يستحب إحياؤىا كيعتق هللا فيها من الرقاب
بقدر ما عتق من ليايل رمضاف كلها ،كأكؿ يوـ منو عيد الفطر ،كيسمى يوـ الرٛتة كىو
من ا١تواسم الشرعية الثبلث كىو الثاين منها ،كىو يوـ قدره عند هللا عفيم فينبغي فيو
ا١تبادرة إىل اكتساب اٟتسنات كالثواب اٞتسيم عكس ما عليو أكثر الناس ،فإن تراىم يف
األياـ الفاضلة يلبسوف ما ال ٬توز ٢تم لبسو كيأكلوف ما ال ٬توز ٢تم أكلو كيسمعوف ما ال
٭تل ٢تم ٝتاعو ،أضاعوا الصبلة كاتبعوا الشهوات( ،وحيرم) صوـ ىذا اليوـ ببل خبلؼ كلو
()1
كتيسر،
لنا لرة ؛ إل ا٠تلق كلهم يف ضيافة هللا ،كالسنة فيو التوسعة على العياؿ ٔتا أمكن َّ
كمل يرد عن السل أهنم كانوا ٮتصونو و
بطعاـ ٥تصوص ال يزيدكف عليو كال ينقصوف فينبغي
االقتداء هبم ،كيف ىذا الشهر اصطفى هللا جريل للوحي ،كفيو تزكج النيبء صلى هللا عليو
كآلو كسلم عايشة كبٌت هبا فيو كىي أحب نسائو إليو؛ كلذل يستحب فيو عقد النكاح
كالبناء باألزكاج ،كفيو أنزؿ ا١تن كالسلول على موسى كمن معو من بٍت إسرائيل يف التيو،
قيل كفيو عرج برسوؿ هللا صلى هللا عليو كآلو كسلم كفيو بعث كقد تقدـ مع تعيُت القوؿ
الصحيٌ ،كىو من أشهر اٟتج الثبلثة (ويتأكد) صياـ ستة أياـ فيو ،ففي صحيٌ مسلم
بست منو
كغَته أف النيبء صلى هللا عليو كآلو كسلم قاؿ :من صاـ رمضاف كأتبعو ٌ
شواؿ كاف كصوـ الدىر أم صياـ الدىر فرضان ،كالستة اليت من شواؿ كإف كانت نفبلن
فلها حكم الفرض القًتاهنا معو ،كأما من صاـ ثبلثة أياـ من كل شهر فكأ٪تا صاـ الدىر
نفبلن ،ككره اإلماـ مال رٛتو هللا صيامها ٥تافة أف يلحقها اٞتاىل برمضاف ،فإلا انتفت
ىذه العلة كصامها اإلنساف يف خاصة نفسو لتحصيل الغرض اٟتسن كا١تعٌت اٞتلي اٞتليل
الذم أشار إليو الشارع فبل كراىة ،كإف كاف ىذا الغرض ٭تصل بصوـ ستة أياـ من شواؿ
أك غَته ،كلذل قاؿ بعضهم" :تصاـ يف عشر لم اٟتجة" كاستحسنو بعضهم ،فا١تبادرة
طوؿ يٮتشى معو فوات صومها ٔتوت أك غَته ،كأيضا
إىل الطاعات أكىل كتأخرىا عن شواؿ ه
عشر لم اٟتجة تصاـ لفضلها يف نفسها ،كقولو يف اٟتديث :كصوـ الدىر ألف
السنة.
كماؿ َّ
اٟتسنة بعشر أمثا٢تا ،فرمضاف بعشرة أشهر كالستة أياـ بشهرين ي
(احلادي عشر شهر ذي القعدة) :بفتٌ القاؼ ككسرىا كالفتٌ أكثر ،كىو الثالث من
األشهر اٟترـ األربعة ،كالثاين من أشهر اٟتج الثبلثة ،كليس من األشهر ا١تتأكد صومها
ٔتعٌت أنو مل يرد عن الشارع أمر و
بصياـ ٓتصوصو إال أنو من األشهر اٟترـ ،كقد قاؿ صلى ه ى
هللا عليو كآلو كسلم للباىلي ١تا أمره بصياـ ثبلثة أياـ من كل شهر كقاؿ" :أال إين أجد قوة
صم اٟتييرـ كأفطر ،ككاف كثَت من السل يصوـ كإين أحب أف تزيدين" ،قاؿ :ي
األشهر اٟترـ منهم ابن عمر كاٟتسن البصرم ،كاليوـ ا٠تامس كالعشركف منو من األياـ
الثمانية؛ ألف فيو نزلت الكعبة على آدـ كنزلت فيو الرٛتة ،كىو الشهر الذم صامو موسى
عشر لم اٟتجة ث عليو السبلـ ١تَّا أراد هللا إكرامو با١تناجاة ،ث أمره بزيادة عشر فزاد ى
ناجاه.
(الثاين عشر شهر ذي احلجة) :بفتٌ اٟتاء ككسرىا كالفتٌ أشهر ،كىو من ٘تاـ
األشهر اٟترـ األربعة كأشهر اٟتج الثبلثة ،كليس من األشهر ا١تتأكد صومها أعٍت مل يرد يف
صيامو كلو إال ما كرد يف األشهر اٟترـ ،كيتأكد صوـ التسع األكؿ منو تأكيدان شديدان ،كقد
جاء يف فضلها كفضل العمل كالدعاء فيها آثار كثَتة منها ما يف البخارم ما العمل يف
أياـ أفضل منها يف ىذه األياـ ،قالوا :كال اٞتهاد يف سبيل هللا ،قاؿ :كال اٞتهاد
يف سبيل هللا إال رجل خاطر بنفسو كمالو فلم يرجع بشيء ،كيكفي يف فضلها أف هللا
عز كجل أقسم هبا حيث قاؿ :ىكالٍ ىف ٍج ًر ىكلىيى واؿ ىع ٍش ور (الفجر آية ،)2-3كأف من نذر أف
يصوـ أك يعمل عمبلن من أعماؿ الر يف أفضل أياـ السنة فيصوـ أك يعمل يف ىذه األياـ،
كإف نذر يف أفضل يوـ فليصم أك يعمل ما نذره يف يوـ عرفة ،كمن صاـ يومان من السبع
األكؿ فكأ٪تا صاـ شهران من غَتىا ،كاليوـ الثامن كيسمى يوـ الًتكية من األياـ الثمانية ى
كصومو كصوـ سنة ،كاليوـ التاسع منها كىو يوـ عرفة من األياـ الثمانية كصومو يعدؿ
صوـ سنتُت كىو أفضل أياـ السنة كلها حىت أياـ رمضاف ،كقاؿ بعضهم أف أفضل أياـ
السنة يوـ عاشوراء ،كالصواب األكؿ (ويكره) صوـ يوـ عرفة ١تن كاف حاجان بعرفة ،إل
الصحيٌ أنو صلى هللا عليو كآلو كسلم كاف فيو مفطران ،ككذل يكره صوـ يوـ الًتكية
للحاج ٔتٌت ،كإ٪تا كره صياـ ىذين اليومُت للحاج دكف غَته؛ ألف الصوـ يضعفو عن الذكر
كالدعاء كما ىو مطلوب بو دكف غَته ،كهبذا يعلم أف الصياـ إلا كاف يضع عن عبادة
ىي أفضل كالصبلة كتعليم العلم النافع كتعلمو كاٞتهاد كقراءة القرآف كالكسب للعياؿ
كالقياـ بالزكجات ١تن صلحت نيتو كأخلص هلل جل كعز عملو فالفطر أفضل منو ،كقد قاؿ
صلى هللا عليو كآلو كسلم لعثماف بن مفعوف ١تا أراد التبتل :اتق هللا يا عثماف ،فإف
ألىل علي حقان كإف لضيف علي حقان كإف لنفس علي حقان ،فصم كأفطرًٌ ،
كصل
قل الصياـ كيقوؿ" :إنو ٯتنعٍت من قراءة القرآف ،كقراءة القرآف
كًل ،ككاف ابن مسعود يي ُّ
أحب إيل" ،كعلى ىذا ٭تمل تركو صلى هللا عليو كآلو كسلم لصوـ شهر هللا احملرـ كقاؿ فيو
ما قاؿ ،كقاؿ :أفضل الصياـ صياـ داككد كاف يصوـ يومان كيفطر يومان ،كمل يكن
صلى هللا عليو كآلو كسلم يصوـ كذل بل كاف يسرد الصوـ أحيانان كيسرد الفطر أحيانان،
ففي الصحيحُت عن عايشة قالت" :كاف رسوؿ هللا صلى هللا عليو كآلو كسلم يصوـ حىت
نقوؿ ال يفطر ،كيفطر حىت نقوؿ ال يصوـ"؛ ألنو صلى هللا عليو كآلو كسلم كاف ٔتكة
ًٌ
ا١تشاؽ عليو كبا١تدينة كذل كباٞتهاد على مشغوالن يتلقى الوحي كتبليغو كما ينالو من
قبولو ،فمهما كجد قوة صاـ ،كمهما أضعفو الصوـ عما ىو أفضل من الصياـ أفطر ،فمنذ
بعثو هللا إىل أف نقلو إىل ما ادخر لو من قرة أعُت ما صاـ إال كصوـ لل اليوـ يف حقو
أفضل ،كال أفطر يومان إال كفطر لل اليوـ يف حقو أفضل ،كمع ىذا لو يع َّد ما كاف يصوـ
صلى هللا عليو كآلو كسلم لكاف نص العاـ كأكثر ،ككاف يعوقو عن التتابع ما ىو أىم منو
عمن يصوـ يومان كيفطر يومُت :كددت لو كأفضل ،كقاؿ يف حديث قتادة ١تا سئل َّ
طوقت لل فحصل لو أجر تتابع الصياـ بنيتو الصاٟتة .
(تنبيو) :كحيث علمت ىذا فاحذر أف ٘تيل نفس إىل الراحة كالبطالة كتزين ل َّ
أف
ما أنت فيو أفضل من الصوـ فتخدع بغركرىا كٖترم من موائد اٞتنة اليت يقاؿ ألىلها
(الباب الثالث)
يف السنة العجمية الشمسية وتسمية شهورىا
كما يقع فيها من األمور ا١تهمة احملتاج إليها ،شهور السنة العجمية كالعربية اثنا عشر
كىي :يناير ،فراير ،مارس ،إبريل ،مايو ،يونيو بالنوف ،يوليو بالبلـ ،أغشت ،اشتمر،
أكتوبر ،نونر ،دجنر .كىي تنقسم إىل قسمُت :بسيطة ككبيسة ،فعدد أياـ البسيطة
(سصو) ثبلٙتائة كٜتسة كستوف يومان كربع يوـ ،كالكبيسة (سصو) ثبلٙتائة كستة كستوف
يومان ،كتنقسم ىذه الشهور إىل ثبلثة أقساـ :منها ما ىو ٙتانية كعشركف يومان كىو فراير
فقط ،كمنها ما ىو أحد كثبلثوف يومان كىو سبعة أشهر ،كمنها ما ىو ثبلثوف يومان كىو
كل على حدة فقابلها ْتركؼ ىذه الكلمات األربع (فاز أربعة أشهر( ،وإن) أردت معرفة وٌ
رجل ختم حبج) فكل شهر منها قابل حرفان معجمان أم منقوطان فهو أحد كثبلثوف ،كما
قابل حرفان مهمبلن أم غَت منقوط فهو ثبلثوف عدا فراير فهو ٙتانية كعشركف كما تقدـ،
ىذا يف اصطبلح ا١تغاربة ،كأما ا١تشارقة ُّ
فيعدكف الشهر ثبلثُت ثبلثُت ،فإلا انتهى مسرل
كىو آخر السنة عندىم زادكا ٜتس أياـ يف البسيطة كستة يف الكبيسة تسمى النسي.
(فائدة) :إلا أردت أف تعلم بأم يوـ يدخل العاـ العجمي فخذ ما زاد على األربع
كالسبعُت فوؽ األربع كالتسعُت من سٍت ا٢تجرة كزد عليو ربع الصحيٌ كال تعتر الكسر
الربع أك النص أك الثبلثة أرباع ،كما اجتمع اطرحو سبعان سبعان ،كخذ ما بقي سبعان أك أقل
كعد من يوـ األحد ،فحيث انتهى ب العدد فبذل اليوـ يدخل يناير ،كإف كجدت الربع
صحيحان ال كسر فوقو فهي سنة كبيسة ،كإف كجدتو لا كسر فهي بسيطة ،مثاؿ لل سنة
اثنُت كٙتانُت كبيسة ألف أخذنا ما زاد فوؽ األربع كالسبعُت كجدناه ٙتانية كربع الثمانية
اثناف صحيحاف ال كسر فيو فهي كبيسة كتدخل بالثبلثاء ألن إلا طرحت من العشرة
ا١تتجمعة ل ٦تا زاد على األربع كالسبعُت كربعها سبعة تبقى ثبلثة تبدأ بيوـ األحد ،كسنة
ثبلث كٙتانُت بسيطة ألف الزايد فوؽ األربع كالسبعُت تسعة كربعها اثناف كربع كىو كسر
كتدخل باألربعاء ألف الباقي بعد الطرح أربعة ،كسنة أربع كٙتانُت بسيطة أيضان ألف ربع
الزايد اثناف كنص كىو كسر كتدخل با٠تمسُت ألف الباقي ٜتسة ،كسنة ٜتس كٙتانُت
بسيطة ألف الزا يد أحد عشر كربعها اثناف كثبلثة أرباع كتدخل باٞتمعة ألف الباقي بعد
الطرح ستة ،كسنة ست كٙتانُت كبيسة ألف الزائد اثٍت عشر كربعها ثبلثة صحيحة كتدخل
باألحد ألف الباقي بعد الطرح كاحد ،كباٞتملة فالسنة تنكبس يف أربعة؛ ألف يف كل سنة
ربعان ،فإلا مضت ثبلثة أعواـ كانت ثبلثة أرباع ،كيف الرابع يكمل اليوـ الرابع فتكبس بأف
يزاد فيها يوـ يف آخر دجنر ،فيصَت اثنُت كثبلثُت كبعضهم يزيده يف فراير فيجعلو تسعة
كعشرين يومان.
(تنبيو) :أياـ أكايل األعواـ متوالية كما تقدـ إال يف السنة الكبيسة فتسقط يومان ،ك٢تذا
أسقط يف مثالنا السبت كانتقلنا من اٞتمعة إىل األحد ،كىذه قاعدة مستمرة إىل أف يفٍت
هللا ىذا العامل ،كإف أردت أف تعرؼ بأم يوـ يدخل كل شهر من الشهور العجمية فخذ
حرؼ لل الشهر كانفر كم عدده كعد من اليوـ الذم دخل بو يناير ،فحيث انتهى
العدد فبذل اليوـ يدخل لل الشهر كأعٍت ْتركؼ الشهور حركؼ ىذه الكلمات
(اددز بو زجوحدو) فهذه اثٍت عشر حرفان ً
أعط لكل شهر حرفان األكؿ لؤلكؿ كالثاين للثاين
كىكذا على الًتتيب.
(فصل)
كأكؿ ليلة من يناير ىي ليلة اٟتاجوز ،كٝتيت حاجوزان ألهنا حاجزة بُت الشيئُت،
كاٟتاجز ىو الفاصل بُت الشيئُت ،قاؿ هللا تعاىل :كجعل بػُت الٍبحري ًن ح ً
اجزان (سورة ى ى ى ى ى ٍ ى ى ٍ ىٍ ى
النمل :اآلية ،)43كأما ما ييسمع من العامة أف عجوزان تسمى هبذا االسم ،كأف النيبء صلى
هللا عليو كآلو كسلم بات عندىا تل الليلة ،كأهنا عشتو طعامان معينان ،كٮتصوف تل الليلة
بذل الطعاـ تأسيا هبا ،كيًتكوف يف القصعة شيئان كلو كانوا ٤تتاجُت إليو ،كيزعموف أهنا
تطوؼ على البيوت كتدعو ١تن يًتؾ يف القصعة شيئان بالركة فهو كبلـ باطل ال أصل لو،
كبعض الناس ٬تعل ىذه الليلة كأكؿ يوـ من احملرـ كأكؿ يوـ من مايو كغَت لل من
بطعاـ ٥تصوص كمن ترؾ لل فكأنو ارتكب أمران ا١تواسم ،كيتكلفوف فيها النفقة كٮتصوهنا و
شنيعان ،كأقبٌ من ىذا تعفيم األياـ اليت يعفمها أىل الكتاب كٗتصيصها باألطعمة
الفاخرة ،كا١تواسم الشرعية كما تقدـ ثبلثة :عيد النحر كعيد الفطر كعاشوراء ،كما سول
احملدثة كاألمر الذم ال ينبغي فعلو.
لل فليس ٔتوسم شرعي بل ىو من البدع ى
(فصل)
الليايل أربعوف يومان أك٢تا اليوـ الثاين عشر من دجنر كآخرىا اليوـ ا١تويف عشرين من
يناير إال يف السنة الكبيسة فآخرىا اليوـ التاسع عشر منو؛ ألهنا تأخذ من دجنر إحدل
كعشرين ،كىذه من الليايل السود ،كالليايل البلق أربعوف يومان أيضان عشركف قبل ىذه الليايل
كعشركف بعدىا ،فأك٢تا الثاين كالعشرين من نونر كآخرىا التاسع من فراير إال يف السنة
الكبيسة فآخرىا الثامن ،كىذا ىو التحقيق يف الليايل ،كمن ظن من الناس غَت ما قلناه
فقد ً
كىم.
(فصل)
يدخل الربيع يوـ ٜتسة عشر يف فراير ك٬تمع لل قول ( :فهري) بالفا أشار إىل فراير
كالرا إشارة إىل الربيع كا٢تاء كالياء عدد األياـ اليت يدخل الربيع يف آخر يوـ منها ،كيدخل
يوـ سبعة عشر من مايو ك٬تمع لل قول ( :مزيص) فا١تيم مايو كالصاد صي الصي
كالزام كالياء عدد ،كيدخل ا٠تري يوـ سبعة عشر يف أغشت ك٬تمع لل قول ( :أزيخ)
كالزام كالياء عدد ،كيدخل الشتاء يوـ ستة عشر من نونر با٢تمزة أغشت كا٠تاء خري
ك٬تمع لل قول ( :نويش) النوف نونر كالشُت الشتاء كالواك كالياء عدد.
(فصل)
كتدخل اٟتسوـ يوـ أربع كعشرين من فراير كتسمى ليايل السوداف؛ ألهنا شديدة الرد
كىو على السوداف أشد ،ك٢تا أٝتاء كثَتة فبل نطيل هبا كىي كما قاؿ هللا تعاىل :ىسٍب ىع
لىيى واؿ ىكىٙتىانًيى ىة أىيَّ واـ يح يسومان (سورة اٟتاقة آية )7قاؿ ابن عطية كغَته من ا١تفسرين بدايتهم
صبٌ يوـ األربعاء لثماف بقُت من شواؿ ،ك٘تادت هبم آلخر يوـ األربعاء تكملة الشهر
لفاىر كبلـ أيب (فإن قلت) :ما لكرتو من أهنا تدخل يوـ أربع كعشرين من فراير ٥تال
مقرع حيث قاؿ :أك٢تن عند أىل اٟتسباف ليلة ٜتس قد خلت كعشرين من شهر فراير،
(قلت) :ال ٥تالفة ألف النهار يسبق الليل عند العجم ألف شهورىم مشسية ،كىو ماض
على مصطلحهم إل رجزه فيو ،كعند العرب الليل يسبق النهار ألف شهورىم قمرية ،كقد
اغًت بو بعضهم فقاؿ :تدخل اٟتسوـ بعد ٜتس كعشرين من فراير ،فتأخذ أربعة من فراير
كأربعة من مارس ،كالصواب ما لكرناه كأهنا تأخذ ٜتسة من فراير كثبلثة من مارس.
(تنبيو) :٭تذر ا١تؤمن ٦تا ابتلي بو كثَت من الناس فتجدىم يتطَتكف من ىذه األياـ ،فبل
يسافركف كال يغسلوف ثياهبم كال يتصرفوف يف يج ًٌل أمورىم كال يبتدئوف فيها مهما عندىم،
كالبناء كٕتارة السفن ك٨تو لل ،كليس ا١تانع ٢تم ما فيها من شدة الرد بل يعتقدكف
شؤمها كأف األمور فيها ال تنجٌ كال تتم ،كىذا كلو من باب الطَتة كىي من أحواؿ أىل
الكفر ،فقد كاف قوـ فرعوف يتطَتكف ٔتوسى كمن معو ،ككذل قوـ صاحل يتطَتكف بو كمن
معو ،كأصحاب القرية اليت جاءىا ا١ترسلوف كما أخر هللا عنهم ،كقد هنى رسوؿ هللا صلى
هللا عليو كآلو كسلم عن الطَتة كنفاىا بقولو :ال طَتة ،كقاؿ :من ردتو الطَتة
فقد قارب الشرؾ ،كيف حديث ابن مسعود الطَتة من الشرؾ ،كبعض النساء
ال يكشفن فيها رؤكسهن كال يغتسلن كلو انقطع عليهن دـ اٟتيض كالنفاس أك طرأت
احملرـ اجملمع عليو كىو تضييع الصبلة مع ما انضاؼ إىل لل من اٞتهل اٞتنابة ،فيقعن يف َّ
كاالعتقاد الفاسد كغلبة ا٢تول كاستماع غركر الشيطاف كتزيينو ،كبعضهم ٯتنع فيها خركج
اعو ىف (ا١تاعوف ،)7:قاؿ ٚتهور ا١تفسرين:
ا١تاعوف ،كقد لـ هللا مانعو قاؿ :ىكٯتىٍنىػ يعو ىف الٍ ىم ي
ماعوف البيت كالقدرة كالقصعة كالفأس كاإلبرة ،كبعضهم ٯتنع خركج النار من البيت،
كيبالغ بعضهم حىت ٯتنع اإلسراج من السراج ،كقد قاؿ ابن رشد رٛتو هللا" :أف النار ال
شاء هللا ال قوة إال باهلل ،ال يأيت باٟتسنات إال هللا ،كال يذىب بالسيئات إال هللا ،أشهد
أف هللا على كل شيء قدير ث ٯتضي لوجهو .
(فصل)
االعتداؿ يقع يف العاـ مرتُت ،مرة يف الربيع كيسمى االعتداؿ الربيعي ،كمرة يف ا٠تري
كيسمى االعتداؿ ا٠تريفي ،كيقع األكؿ يف اليوـ التاسع من مارس كىو اليوـ الثالث
كالعشركف من الربيع ،كيقع الثاين يف اليوـ اٟتادم عشر من اشتمر كىو اليوـ السادس
كالعشركف من ا٠تري ،كما لكره أبو مقرع من أف االعتداؿ يقع يوـ ستة عشر من مارس
كستة عشر من اشتنر فغَت صحيٌ حىت يف زمنو ،كقلد يف لل غَته من ا١تتقدمُت ،كال
يصٌ يف زماننا ىذا سول ما لكرتو ،كمن عرؼ سَت الشمس يف بركجها قطع بصحة ما
لكرناه.
(فصل)
أياـ النيساف سبعة ،كتدخل يف اليوـ السابع كالعشرين من إبريل ،فتأخذ أربعة أياـ منو
كثبلثة من مايو ،كخصص هللا مطر ىذه األياـ بزيادة الركة ،بو ينعقد اٞتوىر ،كبو يلحق
الزرع األخَت األكؿ ،كما نزؿ بأرض إال بارؾ هللا يف نباهتا كصرؼ عنها العاىات ،كيقوم
اٟتفظ كيصحٌ اٞتسم كيذىب أمراضو ،كمن عجائبو إلا يعجن بو العجُت ٮتتمر من غَت
ٜتَتة ،كبو كاف فرعوف لعنو هللا يغر اٟتمقى أمثالو ،فكاف ٬تمعو ك٬تعلو يف أكاين الزجاج
كيدؽ الضفادع كيدخر تراهبا ،كإلا أراد أف يغر أحدان فيأمر بعض غلمانو فيأتيو بشيء من
لل الًتاب كبشيء من لل ا١تاء ،كيوىم الناظر أنو من مطلق الًتاب كمن مطلق ا١تاء ث
يصب ا١تاء على لل الًتاب كيعجنو ك٬تعلو يف يد الذم يريد إغواءه ،كجرت عوائد هللا
كعز أف ماء النيساف إلا خالط تراب الضفادع أحييت بإلف هللا تعاىل ،فيوىم ىو لعنو
جل َّ
َّ
هللا لل ا١تغركر أنو ا٠تالق لذل .
(فصل)
الرجوع قسماف :صيفي كشتوم ،فاألكؿ يكوف يوـ عشرة من يونيو بالنوف كىو اليوـ
ا٠تامس كالعشركف يف الصي ،كىذا ىو ا١تنقلب الصيفي ،كىو منتهى طوؿ النهار كقصر
الليل ،كالثاين كىو ا١تنقلب الشتوم يكوف يوـ تسعة يف دجنر كىو اليوـ الرابع كالعشركف
يف الشتاء ،كىو منتهى طوؿ الليل كقصر النهار.
(فصل)
ٝتامي اٟتر كىو أكس أربعوف يومان ،كتدخل باليوـ الذم يدخل بو الصي دائمان،
كتدخل يوـ أثٍت عشر من يوليو بالبلـ ،كىو يوـ سبعة كٜتسُت يف الصي ،كآخرىا يوـ
عشرين من أغشت كىو اليوـ الرابع من ا٠تري ،كاليوـ الثاين كالثالث كالرابع من السمامي
أياـ العمود الثبلثة.
(فصل)
ابتداء اٟترث يوـ سبعة عشر من أكتوبر ،كانتهاؤه يوـ سبعة كعشرين من يناير ،كلكر
بعضهم أف ابتداء اٟترث يوـ أربعة عشر يف اشتنر ،تقوؿ العرب إلا العوا طلعت كل
األرض زرعت ،كلعل لل ٮتتل باختبلؼ البلداف أك ا١تواضع إل ا١تكاف ا١ترتفع يبادر فيو
باٟترث قبل ا١تكاف ا١تنخفض ،كتركت ما يف الشهور من الفبلحة كالطب ألف لل ٭تتاج
إىل بسط الختبلؼ لل باختبلؼ األزماف كالبلداف ،كىو ٦تا يشوش على ا١تبتدم كهللا
أعلم.
(الباب الرابع)
يف الفصول األربعة
كعدد أيامها كبياف كقت دخو٢تا كغَت لل (اعلم) أف هللا جعل األزماف أربعة ربيعان
فصل منها أحد كتسعوف يومان إال الصي فإنو اثنافكصيفان كخريفان كشتاءن ،كعدد كل و
كتسعوف يومان ،ككذل الشتاء يف السنة الكبيسة اثناف كتسعوف يومان ،كقد تقدـ أف عدد
أياـ السنة العجمية البسيطة (سصو) كربع يوـ ،كإلا قسمت ىذا العدد على الفصوؿ
األربعة يكوف لكل فصل أحد كتسعوف يومان ،كيبقى ل يوـ كربع يوـ ،أض اليوـ إىل
عدد فصل الصي ،كالربع إلا كمل أضفناه إىل عدد فصل الشتاء ،كبياف لل أف الربيع
يدخل يوـ ٜتسة عشر من فراير كىو ٙتانية كعشركف يومان أخذنا نصفها كىو أربعة عشر
مع مارس كىو أحد كثبلثوف يومان ،اجملتمع ٜتسة كأربعوف يومان مع إبريل كىو ثبلثوف يومان،
اجملتمع ٜتسة كسبعوف يومان إىل ستة عشر من مايو ،اجملتمع أحد كتسعوف يومان ،كيدخل
الصي يوـ سبعة عشر من مايو كىو أحد كثبلثوف يومان ستة عشر منها ربيعان كٜتسة عشر
صيفان ضفها إىل يونيو بالنوف كىو ثبلثوف يومان ،اجملتمع ٜتسة كأربعوف يومان ضفها إىل يوليو
كىو أحد كثبلثوف يومان ،اجملتمع ستة كسبعوف يومان ضفها إىل ستة عشر من أغشت،
اجملتمع اثناف كتسعوف يومان ،كيدخل ا٠تري يوـ سبعة عشر من أغشت كىو أحد كثبلثوف
يومان ستة عشر صيفان كٜتسة عشر خريفان مع اشتنر كىو ثبلثوف يومان ،اجملتمع ٜتسة
كأربعوف يومان مع أكتوبر كىو أحد كثبلثوف يومان ،اجملتمع ستة كسبعوف إىل ٜتسة عشر من
نو٪تر ،اجملتمع أحد كتسعوف يومان ،كيدخل الشتاء يوـ ستة عشر من نو٪تر كىو ثبلثوف
يومان ٜتسة عشر خريفان كٜتسة عشر شتاءن مع دجنر كىو أحد كثبلثوف يومان ،اجملتمع ستة
كأربعوف يومان إىل يناير كىو أحد كثبلثوف يومان ،اجملتمع سبعة كسبعوف يومان إىل نص فراير
أربعة عشر يومان ،اجملتمع أحد كتسعوف يومان( ،فإن قلت) :أين الربع الزايد يف كل سنة كقد
ا٨تصر عدد أياـ الشهور اإلثٍت عشر يف (سصو) كا٨تصر ىذا العدد يف الفصوؿ األربعة؟،
(فاجلواب) :الشيء يعرؼ باٟتس أك بالدليل ،ك١تا كانت السنة تنكبس يف كل أربعة أعواـ
علم أف يف كل سنة ربعان زائدان ،فإلا مضت ثبلثة أعواـ كانت ثبلثة أرباع كيف الرابعة يكمل
اليوـ فيزاد يف آخر السنة ،فبل سبيل إىل معرفتو إال من جهة الدليل ال من جهة اٟتس.
(تنبيهات):
األول :ىذا التقسيم الذم لكرناه ىو ا١تعركؼ عند الناس ،كبعضهم قسم تقسيمان
آخر فجعل مدة الربيع شهرين مارس كأبريل ،كمدة الصي أربعة أشهر مايو كيونيو كيوليو
كأغشت ،كمدة ا٠تري شهرين اشتنر كأكتوبر ،كمدة الشتاء أربعة أشهر نونر كدجنر
كيناير كفراير ،كعند األطباء كأىل الرصد أكؿ الربيع يوـ حلوؿ الشمس باٟتمل كىو
االعتداؿ الربيعي ،كأكؿ الصي يوـ حلوؿ الشمس برأس السرطاف كىو ا١تنقلب الصيفي،
كأكؿ ا٠تري يوـ حلوؿ الشمس برأس ا١تيزاف كىو االعتداؿ ا٠تريفي ،كفصل الشتاء يوـ
حلوؿ الشمس برأس اٞتدم كىو ا١تنقلب الشتوم.
(الثاين) :إلا عرفت اليوـ الذم دخل بو يناير فعد منو ،فاليوـ الرابع يدخل بو الربيع
كالصي ،كاليوـ ا٠تامس يدخل بو ا٠تري كالشتاء.
(الثالث) :أفضل الفصوؿ فصل الربيع ،يطوؿ النهار بعد االعتداؿ كتقول اٟترارة
ك٬ترم الدـ كيفهر نور األشجار ككل ما لو رائحة طيبة ،كتتزخرؼ األرض كتعطي بركتها
كيدر الضرع كتكسى األشجار بعد عريها ،كتفصٌ األطيار كيقبل الزماف كتكثر ا١تنافع
باألسفار كغَتىا ،كيكفي يف فضلو على سائر الفصوؿ أف النيبء صلى هللا عليو كآلو كسلم
كلد فيو كيف أفضل شهور السنة العجمية كأعد٢تا كىو إبريل يف يوـ عشرين منو.
(الباب اخلامس)
يف الربوج وادلنازل وسري الشمس والقمر فيها وغري ذلك
الس ىم ًاء بػييركجان(سورة اٟتجر اآلية ،)34كقاؿ تعاىل:
قاؿ هللا تعاىل :ىكلىىق ٍد ىج ىع ٍلنىا ًيف َّ
ىكالٍ ىق ىمىر قىد ٍَّرنىاهي ىمنىا ًزىؿ(سورة يػس :اآلية )19فالركج أثٍت عشر برجان كىيٛ :تل ،ثور،
جوزاء ،سرطاف ،أسد ،سنبلة ،ميزاف ،عقرب ،قوس ،جدم ،دلو ،حوت ،فالستة األكىل
مشالية كمن ا١تيزاف إىل آخرىا جنوبية (وادلنازل مثانية وعشرون) كىي :نطٌ ،بطُت ،ثريا،
دبراف ،ىقعو ،ىنعو ،لراع ،نثرة ،طرفو ،حية ،خرتاف ،صرفة ،عواٝتاؾ ،غفرا ،زبناف،
اكليل ،قلب ،شولة ،نعامي ،بلده ،سعد لابٌ ،سعد بلع ،سعد السعود ،سعد أخبيو ،فراغ
مقدـ ،فراغ مؤخر ،بطن ،حوت ،كنفمتها فقلت:
ىقػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػع كىنػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػع كلراع ٧تمػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاف نط ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػٌ بط ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػُت كثري ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا دب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػراف
صػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػرفو عواٝتػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاؾ غفػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػرا زبنػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاف بلػ ػ ػ ػ ػػده نثػ ػ ػ ػ ػػرة طرفػ ػ ػ ػ ػػو حيػ ػ ػ ػ ػػة كخرتػ ػ ػ ػ ػػاف
بلػ ػ ػ ػ ػ ػػده سػ ػ ػ ػ ػ ػػعد لاب ػ ػ ػ ػ ػ ػػٌ كى ػ ػ ػ ػ ػ ػػو ا٧ت ػ ػ ػ ػ ػ ػػم اكليػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػل قلػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػب شػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػولة نعػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػامي
فرغػ ػ ػ ػػاف بطػ ػ ػ ػػن حػ ػ ػ ػػوت نلػ ػ ػ ػػت الباقيػ ػ ػ ػػة س ػ ػ ػ ػػعد بل ػ ػ ػ ػػع س ػ ػ ػ ػػعد الس ػ ػ ػ ػػعود أخبي ػ ػ ػ ػػو
فمن النطٌ إىل السماؾ شامية ،كمن الغفر إىل آخرىا ٯتانية ،كالفل دائمان يدكر،
فكلما طلع جزؤه من ا١تشرؽ غاب نفَته يف ا١تغرب ،كالركج االثٍت عشر ستة منها ظاىرة
دائمان ،كستة منها غائبة ،كبعضها نفائر بعض ،فكلما طلع برج غاب نفَته ،كنفَت كل
برج السابع منو ،ككذل ا١تنازؿ بعضها نفائر بعض ،فإلا طلع منزؿ غاب نفَته ،كنفَت
كل منزؿ ا٠تامس عشر منو.
(فصل)
تقطع الشمس الفل يف كل سنة مرة ،فإلا حلت الشمس بأكؿ جزء من برج اٟتمل
كىو ا١توضع الذم حلت فيو ١تا خلقها هللا كخلق السموات كاألرض كىو مشرؽ االستواء
َّ
الربيعي ،الليل كالنهار حينئذ معتدالف تسَت صاعدة إىل ناحية الشماؿ فتطلع كل يوـ من
غَت ا١توضع الذم طلعت فيو باألمس حىت تنتهي إىل مشرقها األعلى ،كىو غاية صعودىا
كمنتهى طوؿ النهار كقصر الليل ،كقطعت يف صعودىا ىذا ثبلثة بركج :اٟتمل كالثور
كاٞتوزاء ،فإلا حلت بأكؿ جزء من السرطاف ترجع ىابطة من حيث جاءت فتطلع من
ا١تطالع اليت كانت تطلع منها يف حاؿ صعودىا ،كال تزاؿ كذل إىل أف تنتهي إىل مشرؽ
االستواء كىو االستواء الثاين ،كقطعت يف ىبوطها ىذا ثبلثة بركج :السرطاف كاألسد
كالسنبلة ،فإلا حلت بأكؿ جزء من ا١تيزاف تسَت ىابطة إىل جهة اٞتنوب ،كال تزاؿ كذل
حىت تنتهي إىل مشرقها األسفل كىو غاية ىبوطها عند انتهاء قصر النهار كطوؿ الليل،
كقطعت يف ىبوطها ىذا ثبلثة بركج :ا١تيزاف كالعقرب كالقوس ،فإلا حلت بأكؿ جزء من
اٞتدم ترجع صاعدة تطلع من موضع طلوعها يف حاؿ ىبوطها إىل أف تنتهي إىل مشرؽ
االستواء ،كٖتل بأكؿ اٟتمل فيعود األمر كما لكرنا ،ىكذا دأهبا دائمان ،فسبحاف من ال
تعصى عن قدرتو شيء ،كأما ا١تغارب فإف الشمس إلا طلعت من موضع من ا١تشرؽ تغيب
يف مقابلو من ا١تغرب ،فلها من ا١تغارب عدد ما ٢تا من ا١تشارؽ على ترتيبها ،قاؿ هللا
س ىٍٕت ًرم لً يم ٍستىػ ىقٌور ى٢تىا لىلً ى تىػ ٍق ًد يير الٍ ىع ًزي ًز الٍ ىعلًي ًم (سورة يس :اآلية.)11
َّم ي
تعاىل :ىكالش ٍ
(فصل)
كتقيم الشمس يف كل برج ثبلثُت يومان كثلث يوـ تقريبان ،كيف كل منزلة ثبلثة عشر يومان
عدا اٞتبهة فتقيم هبا أربعة عشر يومان ،كلكل برج من الركج االثٍت عشر شهر من الشهور
االثٌت عشر ،فللحمل إبريل ،كللثور مايو كىكذا إىل يناير فلو اٞتدم كفراير لو الدلو
كمارس لو اٟتوت.
(فائدة) :إلا أردت أف تعرؼ الشمس يف أم الركج ككم قطعت منو درجة فخذ ما
كض إليو ستة عشر كض إىل اٞتميع عدد مضى من شهرؾ العجمي الذم أنت فيو ً
حرؼ لل الشهر كاٟتركؼ (زحو وىو ددد دىو) فالزام ليناير كاٟتاء لفراير كىكذا إىل
(الباب السادس)
يف أوقات الصلوات واألشيا اليت يستدل هبا عليها وغري ذلك
اعلم أنو ٬تب على ا١تكل تعلم ما يتوصل بو إىل معرفة األكقات ،كإف كاف ٬توز
تقليد العدؿ العارؼ فهو يف ىذه األزماف الفاسدة الغالب فقده ،كإف كجد فبل يكوف يف
الغالب إال يف ا١تدف كاألمصار ،كأما ا١تسافركف كأىل القرل كالبوادم فبل ٬تدكف يف الغالب
من يقلدكف ،كمن اقتدل باٞتاىل باألكقات أك الفاسق كإف كاف عا١تان هبا معتمدان على
أخبار٫تا بدخوؿ الوقت فصبلتو باطلة ،كال ٮتلو اإلنساف من سف ور غالبان ،كلو كجد من
يقلده فمعرفة الشيء أكىل من التقليد فيو ،كقد كرد أف خيار عباد هللا الذين يراعوف
الشمس كالقمر كالنجوـ لذكر هللا ،)1(ككرد أيضان تعلموا الوقت كال تكونوا كالذين
يؤلنوف على ألاف بعضهم بعضا ،كقد جعل العلماء ١تعرفة األكقات آالت كثَتة
كاألرباع كالدكائر كاإلسطرالبات ك٨توىا إال أنو يعسر على كثَت من الناس تعلم لل
لصعوبتو عليهم كاحتياجو إىل عمل كثَت ،كرٔتا أدل لل إىل ا٠توض يف علم النجوـ الذم
هنى الشرع عن ا٠توض فيو ،كىا أنا ألكر ل ما ىو سهل يسَت ال يتوق على آلة كال
ٮتتص ٔتوضع دكف موضع كال بزماف دكف زماف ،كلتعلم أكالن أف كل بلد يعتر ليلو كهناره
كطلوع مشسو كزكا٢تا كغركهبا كطلوع كواكبو كتوسطها كغركهبا بأفقو ،فالشمس ككذا سائر
الكواكب تطلع كتستوم كتغرب يف مكة قبل مصر ،كمصر قبل طرابلس ،كطرابلس قبل
تونس ،كتونس قبل تلمساف ،كتلمساف قبل مراك كىكذا إىل آخر البحر احمليط الغريب،
فكل من كاف يف موضع فإ٪تا ٮتاطب يف صبلتو كصيامو كغَت لل بأكقات لل ا١توضع،
قاؿ القرايف" :إلا زالت الشمس ببلد من ببلد ا١تشرؽ كفيها كيل فطار إىل بلد من ببلد
ا١تغرب فوجد الشمس كما طلعت ،فقاؿ بعض العلماء اٟتق أنو ٥تاطب بزكاؿ البلد الذم
( )1ركاه البيهقي يف السنن الكرل (باب مراعاة أدلة ا١تواقيت) ،كاٟتاكم يف ا١تستدرؾ (كتاب اإلٯتاف) ،كابن أيب شيبة يف
مصنفو ج.1
يوقع فيو الصبلة؛ ألنو صار من أىلها" ا.ىػ( ،فأول األوقات) :كقت الفهر كتسمى
األكىل كتسمى ا٢تجَت ،كيدخل كقتها عقب زكاؿ الشمس إٚتاعان (ويعرف) الزكاؿ بزيادة
الفل بعد انتهاء نقصانو ،كٮتتل ىذا الفل باختبلؼ البلداف ،فكل بلد عرضو أكثر
ففلو أطوؿ ،كالعرض بيعد البلد عن خط االستواء ٞتهة القطب الشمايل أك اٞتنويب،
كاألقاليم السبعة كلها مشالية ،ككذا ٮتتل يف البلد الواحد باختبلؼ األزماف ،فيزيد يف زمن
الشتاء كينقص يف الصي ،كيعدـ يف بعض الببلد بالكلية فيعرؼ الزكاؿ فيها بوجود الفل
بعد انعدامو ،كيف حديث ابن عباس الذم ىو أصل يف األكقات أمٍت جريل عند
البيت مرتُت ،فصلى يب الفهر يف األكؿ منهما حُت كاف الفيء مثل الشراؾ فكانت
الشمس يف لل اليوـ عند الزكاؿ مسامتة لرؤكس أىل مكة ال ظل ٢تا ،كيؤيده قولو:
ث صل العصر حُت صار ظل كل شيء مثلو ،فلم يستثن ظل الزكاؿ ،فلما زاد
الفل بعد انعدامو قدر الشراؾ كىو سَت النعل ،دؿ على زكاؿ الشمس ،فأداىا يف أكؿ
كقتها كىو األفضل للمنفرد يف ٚتيع الصلوات ككذل اٞتماعة الذين ال ينتفركف غَتىم
فاألفضل ٢تم أف يصلوا أكؿ الوقت كال يؤخركف ،كأما مساجد اٞتماعات فاألفضل ٢تم أف
يؤخركا الفهر إىل ربع القامة ،كيؤخركف يف شدة اٟتر فوؽ لل قليبلن (ويعرف) الزكاؿ
كظلو بأمور كثَتة من أيسرىا :أف تنصب قائمان معتدالن يف أرض مستوية كتيػ ىعلم على طرؼ
فعلم أيضان على طرفو ،كال تزاؿ كذل إىل أف ظلو ث تًتبص كتنفر إىل الفل ،فإف نقص ى
ٕتده قد زاد ،فإلا زاد فذل ىو الزكاؿ ،كالفل ا١توجود حينئذ ىو ظل الزكاؿ فاحففو
لتعرؼ بو كقت العصر ،فإلا كنت مسافران كال ٯتكن ل الًتبص فقس ظل القائم ٓتيط أك
إصبع فاحففو كانقل القائم مع ،فإلا سرت زمانان ٯتكن فيو تغَت الفل فأعد القياس
ثانيان إال أن تيػ ىع لم على قدر ما ينزؿ من القائم يف األرض ْتيث ال ٮتتل نزكلو كتفعل
كما تقدـ ،كإف مل ٕتد قائمان أك أردت القياس بقامت فق قائمان معتدالن على أرض
كعلم على طرؼ ظل بعبلمة يف األرض ث قس مستوية اجعل الشمس خل ظهرؾ ى
ظل كاحففو ،ث تًتبص كتقيس مرة أخرل كما فعلت أكالن ،فإف كجدت الفل الثاين
أكثر من األكؿ فقد زالت الشمس كدخل كقت الفهر ،كإف كجدتو أقل فلم تزؿ الشمس
فأ عد القياس مرة بعد أخرل إىل أف ٕتد الفل قد زاد زيادة ظاىرة فحينئذ قد زالت
الشمس ،كال يشًتط يف ىذا القياس كش الرأس كال خلع النعل إلا أحكم القياس مع
لل ،كأما من شرط لل من العلماء فإ٪تا ىو يف القامة إلا اعترهتا أقدامان كما سيأيت
كما فيو من النفر إف شاء هللا (ويعرف) الزكاؿ أيضا ٓتركج الفل عن ا٠تط بياف لل
ا١تسامت ٠تط الزكاؿ يف السماء ،كيف نصب ىذا ا٠تط طرؽ كثَتة معلومة عند العلماء
أصحاب ا١تواقيت كأيسرىا أف تدير دائرة صحيحة ٔتكاف صحيٌ ،كتقيم يف مركزىا أم
كسطها قائمان مستقيمان كتيػ ىعلم استقامتو بأف تقيس من جوانب الدائرة األربع إىل رأس القائم
كٕتعل لل سواء ،كيكوف ظل القائم خارج عن الدائرة أكؿ النهار ،ث ترصد ظل رأس
القائم إىل أف يصل إىل ٤تيط الدائرة فتيػ ىعلم عليو عبلمة ٤تكمة ،فإلا تناىى ظل القائم
كأخذ يف الزيادة فًتصده أيضان إىل أف ينطبق على ٤تيط الدائرة يف جهة ا١تشرؽ كانطباقو
فعلم عليو عبلمة أيضان ث تقسم ما بُت العبلمتُت قسمة مستوية ٤تررة كتيػ ىعلم على أكالن ى
موضع التنصيب ث ٗترج خطان مستقيمان من أصل القائم إىل عبلمة التنصيب أك إىل حيث
شئت على االستقامة فهذا ىو خط نص النهار ا١تقابل ٠تط نص النهار يف السماء
الذم ال تزكؿ الشمس يف لل البلد دائمان صيفان كشتاءن كربيعان كخريفان إال عليو ،كال يقع
االختبلؼ إال يف طوؿ الفل كقصره ْتسب ارتفاع الشمس كا٩تفاضها ،فإلا ماؿ ظل رأس
القائم إىل جهة ا١تشرؽ فقد زالت الشمس الزكاؿ االصطبلحي كىو ميل مركز الشمس،
ك٭تصل الزكاؿ الشرعي كىو ميل ٚتيع جرـ الشمس بعده بنحو نص درجة كلل بقدر
قراءة سورة اإلخبلص ثبلثُت مرة قراءة معتدلة مع البسملة يف كل مرة ،كأما ما لكره
الديريٍت كابن ا لبنا كأيب مقرع ككثَت من شراحو من أف الشمس تزكؿ على بعضهم كالشيخ ي
بعاـ يف ٚتيع البلداف بل ال يصٌ العمل و أقداـ معلومة يف كل شهر عجمي فليس لل
بذل مع شرط سنذكره إال يف الببلد اليت جعل ٢تا أك ما قارهبا كاليومُت أك ما ماثلها يف
العرض ،فإلا أردت أف ٕتعل أقدامان للزكاؿ يف أم موضع شئت فحرر كقت الزكاؿ يف أكؿ
يوـ من الشهر العجمي كق قائمان معتدالن على أرض مستوية كأخلع نعلي كأكش
رأ س كاجعل الشمس خل ظهرؾ كعلم على طرؼ ظل يف األرض بعبلمة بأف تتقدـ
أك تتأخر حىت ترل طرؼ ظل عليها ث تقيس ظل فتبد بقدم اليمٌت فتعدىا قدما
كىى ثابتة يف مكاهنا ث تنقل اليسرل كٕتعل عقبها يف طرؼ إهباـ اليمٌت كتعد قدمُت ث
تنقل اليمٌت كٕتعل عقبها يف طرؼ إهباـ اليسرل كتعد ثبلثان ث كذل تقيس إىل أف تبلغ
العبلمة ،كال ٗترج عن ظل ٯتينان كال مشاالن كاحفظ ما كجدتو من األقداـ فهي أقداـ لل
الشهر ،فإلا كاف أكؿ يوـ من الشهر الثاين فافعل كما تقدـ كانفر فاف كاف بُت أقداـ
الشهر األكؿ كالثاين تفاكت زيادة أك نقص فأقسمو على عدد أياـ الشهر األكؿ عدا اليوـ
األكؿ ،كتنقص من أقداـ اليوـ األكؿ يف اليوـ الثاين اٞتزء ا٠تارج من القسمة ،كيف غَت اليوـ
الثاين لل اٞتزء كأجزاء األياـ قبلو ىذا إف كاف الشهر الثاين ناقصان كإال فتزيد لل اٞتزء
أك ىو كأجزاء األياـ قبلو كىكذا تفعل يف سائر الشهور العجمية ،كمع ىذا التحرم فبل
٬توز ل أف تصلي الفهر إلا كجدت الفل الذم لذل اليوـ حىت تقيس مرة أخرل كٕتد
الفل قد زاد ،لكره التاجورم كىو ظاىر ألف لل الفل قد يوجد قبل الزكاؿ بقليل كبعده
بقليل ،كأما ما شاع العمل بو عند أٯتة مساجد القرل كغَتىم كأكلع بو من أل يف
الشهور العجمية السيما مؤلفوا البليات اليت يسموهنا الرعديات من أف لكل شهر أقدامان
معدكدة كىى اليت لكرىا أبو مقرع فهو خطأ ظاىر ،كمن صلى معتمدان على لل قبل
ٖتقق زيادة الفل كاالحتياط النايف للش فصبلتو باطلة كال خبلؼ بُت العلماء يف لل ،
كقد كقع ٢تم ا٠تطأ من أكجو:
إلٚتاع علماء يف ٚتيع ا١تواضع كىو ٥تال (األول) :أهنم يعمموف العمل بذل
ا١تيقات.
(الثاين) :أهنم يعتركف عدد األقداـ من أكؿ الشهر إيل أخره ،كىو كاضٌ البطبلف ألف
الفل يزيد كينقص ،كا١تشاىدة كاختبلؼ أقداـ الشهور دليل على لل .
الرأس كخلع النعل ،كال بد من لل (الثالث) :الذين كضعوا األقداـ يشًتطوف كش
كىم يف الغالب ال يفعلوف ىذا ،كمن أراد الزكاؿ باألقداـ فبل بد أف يكوف على الوص
الذم كصفناه كالشرط الذم شرطناه كهللا ا١توفق.
(الصالة الثانية) :صبلة العصر ،كالعصر العشي إىل اٛترار الشمس ،كتسمى صبلة
العشي كصبلة الرد بسكوف الراء ا١تهملة ،كيدخل كقتها بصَتكرة ظل كل شيء مثلو بعد
ظل الزكاؿ ،ككذل إلا زدت على ظل الزكاؿ قامة كىى سبعة أقداـ دخل كقت العصر،
كيدخل كقت العصر ٓتركج كقت الفهر ا١تختار ،كٮترج كقت العصر ا١تختار باصفرار
الشمس ،كبانقضاء الوقت ا١تختار لكل منهما يدخل الضركرم ،كٮترج كقتهما الضركرم
بغركب الشمس.
(تكميل)
ما لكرناه من االستدالؿ بالشمس ىذا إلا كاف ٢تا شعاع كللقامي ظل ،فإف مل يكن ٢تا
شعاع كجرمها مشاىد فق قائمان مستقببلن اٞتنوب بأف ٕتعل ا١تغرب عن ٯتين كا١تشرؽ
عن يسارؾ كالشماؿ خل ظهرؾ كانفر إىل جرـ الشمس فإف رأيتو أمام فذل أكؿ
الوقت كقت الفهر كٖتتاط بنحو ثبلث درجات ،كإف كجدتو عن ٯتين فقد ٘تكن الوقت،
كإف كجدتو عن يسارؾ فلم يدخل الوقت فأعد العمل مرة أخرل بعد مرة حىت تراه أمام
كال ٮتفى علي ارتفاعها صيفان كىبوطها شتاءن ،كأما العصر فق قائمان معتدالن كأستقبل
كضم أصابع يدؾ اليمٌت كأجعلها على ترقوت خنصرؾ عليها كلقن على الشمس ي
إهبام فإف رأيت قرص الشمس فقد دخل كقت العصر ،كإف نزؿ عن بصرؾ فقد ٘تكن
الوقت ،كإف كاف فوؽ بصرؾ فلم يدخل الوقت ،كىذا تقريب ك٭تتاط بنحو ثبلث
درجات ،فإف اشتد الغيم كمل ير جرـ الشمس فَتجع إىل أىل األكراد كالصناعات
كأصحاب األرحية فإهنم يعلموف الذم يفعلونو يوـ الصحو من طلوع الشمس إىل الزكاؿ
مثبلن فيقيسوف يومهم بأمسهم ،كمن كاف مسافران كليس من أىل األكراد فيعتر سَته ك٭تتاط
يف ٚتيع لل حىت ال يش يف الوقت ،قاؿ ابن حبيب" :كأخرين مطرؼ عن مال أف
من سنة الصبلة يف الغيم تأخَت الفهر كتعجيل العصر كتأخَت ا١تغرب حىت ال ييش يف
الليل كتعجيل العشاء إال أف يتحرل لىاب اٟتمرة كتأخَت الصبٌ حىت ال ييش يف
الفجر" ا.ىػ( ،الثالثة صالة ادلغرب) :كتسمى صبلة الشاىد كصبلة البصر كيكره
تسميتها بالعشاء كلو كصفت باألكىل ،كقد جاء النهى عن لل يف اٟتديث الصحيٌ،
كيدخل كقتها بغركب ٚتيع قرص الشمس ٔتوضع ال ربوة فيو كال جبل ،فإف كانت تغرب
كراء موضع مرتفع عن ا١تكاف الذم أنت فيو أك خل جبل فتًتبص حىت تعلم أهنا غابت
على الذين يف لل ا١تكاف ا١ترتفع كعلى رءكس اٞتباؿ ،كيستدؿ على لل بفهور الفلمة
من جهة ا١تشرؽ كاسوداد السحاب بعد اٛتراره ،فإف تعذر رؤية الشمس كمن كاف يف
م سجد أك دار كال ٯتكن لو الصعود على السطٌ فيستدؿ على غركب الشمس بتوسط
مستقبل اٞتنوب ا١تنزلة الثامنة من منزلة الشمس( .يعرف) ا١تتوسط تقريبان بأف تق
مستدبر القطب استدباران صحيحا ث ترفع بصرؾ فما رأيتو من الكواكب على رأس كبُت
عيني فهو ا١تتوسط ككقتها متحد غَت ٦تتد على ا١تشهور بالفراغ منها بعد فعل ما يطلب
٢تا ٮترج كقتها ا١تختار ،كالذم يطلب ٢تا طهارة اٟتدث صغرل ككرل كطهارة ا٠تبث
كلبس ما يسًت بو عورتو كاستقباؿ القبلة كاالجتهاد يف طلب جهتها إف مل يعرفها حينئذ
كاأللاف كاإلقامة ،قاؿ اٟتطاب" :ينبغي أف يزاد قدر ما يسع االستراء ا١تعتاد فإنو كاجب
أيضان" ا.ىػ ،فمن كاف ٤تصبلن ١تا تقدـ فاألفضل لو تقدٯتها أثر الغركب ،كلو تواين إيل
مقدار ما يسع ما تقدـ مل يأث ككاف مؤديا ٢تا يف الوقت ا١تختار ،كقيل أف كقتها ٦تتد إىل
كصحٌ كىو مذىب ا١توطأ كأخذ من ستة مواضع من ا١تدكنة. كشهر ي مغيب الشفق األٛتر ي
(الصالة الرابعة) :صبلة العشاء بكسر العُت كا١تد كىو أكؿ الفبلـ ،ك٬توز كصفها
باألخَتة كال كجو ١تن كره لل لوركده يف األحاديث الصحيحة كتسمى بالعتمة ككرىو
بعضهم كقد جاء يف األحاديث الصحيحة تسميتها بذل ،كيدخل كقتها ا١تختار ٔتغيب
الشفق األٛتر كىو الذم يعقب غركب الشمس كيعرؼ أيضان بتوسط ا١تنزلة العاشرة من
منزلة الشمس كبفهور الكواكب الصغار ككثرهتا ،كٯتتد إىل الثلث األكؿ من الليل،
كبانقضاء الوقت ا١تختار ٢تا كللمغرب يدخل الضركرم كينتهي إىل طلوع الفجر.
(الصالة اخلامسة) :صبلة الصبٌ ،كالصبٌ الفجر أكؿ النهار ،كتسمى صبلة الفجر
كصبلة الغداة كالوسطى كالرد كقرآف الفجر ،كيدخل كقتها ا١تختار بطلوع الفجر الصادؽ
كىو الضياء ا١تستطَت بالراء ا١تهملة أم ا١تنتشر الشايع يف األفق الشرقي إلقباؿ الشمس إليو
أك بتوسط ا١تنزلة ا١توفية عشرين من منزلة الشمس ،كينتهي إىل اإلسفار األعلى كقيل إىل
كصحٌ كعليو فبل ضركرم ٢تا ،كعلى األكؿ فمن اإلسفار إىل طلوع كشهر ي طلوع الشمس ي
الشمس.
(تنبيهان):
األول :أخذ من تسمية الصبٌ بالوسطى أهنا ىي الصبلة الوسطى كىو كذل كىو
قوؿ مال كمشهور مذىبو كىو قوؿ علماء ا١تدينة كركم عن عمر كعلي كابن عباس رضي
هللا عنهم كىو الذم يقتضيو النفر كالقياس إل الوسطى تأنيث األكسط كىو إما ٔتعٌت
ا١تختار أك ا١تتوسط بُت األمرين ،ككبل ا١تعنيُت موجود يف صبلة الصبٌ ،كقاؿ ابن حبيب:
ىي صبلة العصر كركم عن ٚتاعة من الصحابة كىو قوؿ أيب حنيفة كأٛتد كمشهور
مذىب الشافعي ،كقيل ىي صبلتاف الصبٌ كالعصر كاختاره الشيخ أيب ٚترة لقولو عليو
الصبلة كالسبلـ من صلى الرديُت كجبت لو اٞتنة كغَت لل من األحاديث،
كيف ا١تسألة عشركف قوالن كأصحها عندم ىذه الثبلثة كلذل اقتصرنا عليها كمل نذكر ما
سواىا.
الثاين :ما لكرناه من االستدالؿ بتوسط ا١تنازؿ ككذا بطلوعها كغركهبا إ٪تا ىو على
جهة التقريب ،كال بد من الًتبص حىت يتحقق دخوؿ الوقت؛ ألف معرفة ا١تتوسط من غَت
آلة كال ا٠تيط ا١تنصوب على خط كسط السماء ال يفيد معرفة ا١تتوسط يقينان ،كإ٪تا ىو
تقريب فيحتاط للوقت.
(تتميم)
قد تقدـ لكر أكقات الصلوات ،كألكر ىنا ما يعرؼ بو ا١تاضي كالباقي من النهار
كالليل تقريبان ،فإلا أردت يف أم كقت شئت ما مضى من النهار من الساعات الزمانية
فقس ظل يف لل الوقت على ما تقدـ كزد على ما ٕتده سبعة أقداـ كأطرح من اجملتمع
ظل الزكاؿ لذل اليوـ كما بقي من العدد فاطرح بو اثنُت كأربعُت ،فكل طرح كامل تعده
ساعة مضت من النهار ،كما مل يكمل فبقدره مضى من أجزاء تل الساعة اليت مل يكمل
طرحها ،ىذا إف كنت قبل الزكاؿ ،فإف كنت بعده فما كجدتو فذل عدد الساعات الباقية
من النهار ،كأعٍت بالساعة الساعة الزمنية كىي نص سدس النهار كالليل أبدان طاال أك
قصرا ،كىذه الساعة ىي اليت يستعملها الفقهاء ،كأما الساعة ا١تستوية كتسمى الفلكية
فهي زماف مقداره ٜتسة عشر درجة أبدان كىي اليت يستعملها الفلكيوف ،كأما معرفة ا١تاضي
كالباقي من الليل فأعرؼ ا١تنزلة الطالعة مع الغركب كىى نفَت ا١تنزلة الغاربة مع الشمس،
كقد تقدـ بياف لل كانفر كم طلع بعدىا من منزؿ كأعط لكل منزؿ ساعة غَت يسبع
فبقدر لل مضى من الليل ،كإف شئت فعد من ا١تنزؿ ا١تتوسط كقت الغركب إىل ا١تنزؿ
ا١تتوسط يف كقت كال تعده ٔتا كجدت فاطرح منو سبعة فما بقي فهو ما مضى من
ساعات الليل ،كأما معرفة لل بالقمر فاعلم أف القمر يغيب ليلة إىبللو لنص يسبع
لسبع كنص كىكذا يزيد كل ليلة على كقت الليل ،كالليلة الثانية ل يسبع الليل ،كالثالثة ي
مغيبو يف الليلة اليت قبلو بنص يسبع الليل إىل ليلة أربعة عشر فيغيب عند طلوع الشمس،
كيف ليلة ٜتسة عشر يطلع لنص سبع الليل ،كليلة ستة عشر لسبع الليل كىكذا كما كاف
زيد كل ليلة بعد إىبللو نص يسبع ينقص بعد أربعة عشر كل ليلة نص يسبع إىل أف
يطلع عند طلوع الشمس ليلة ٙتاف كعشرين ،كسبب لل أف نور القمر مستفاد من نور
الشمس فتعطيو كل ليلة نص سبع نوره ،كلل قدر ب ً
عده عنها كل ليلة إىل ليلة أربعةي
عشر فيبعد عنها غاية البعد ،كيطلع مقاببلن ٢تا فيكمل نوره األربعة عشر جزءا ث يأخذ يف
النقصاف كالقرب من الشمس مقدار ما كاف يبعد كيزيد ،فما استفدتة من أجزاء الليل يف
النص األكؿ بغركبو تستفيد يف النص الثاين بطلوعو ،فيغرب ليلة سب وع نص الليل
كليلة إحدل كعشرين يطلع كذل ،كيغرب ليلة أثٍت عشر مع طلوع الفجر كيطلع ليلة
ست كعشرين كذل ،كرٔتا يقع التفاكت باعتبار طلوع حصة الفجر كقصرىا كطوؿ الليل
كقصره كهللا أعلم.
(الباب السابع)
يف القبلة الشرعية وأدلتها وبيان اجلهات األربع وبيان احملاريب الصحيحة والفاسدة
وغري ذلك
اعلم أنو ٬تب على كل و
مصل استقباؿ الكعبة ا١تشرفة اليت با١تسجد اٟتراـ الذم ٔتكة
ا١تشرفة أـ القرل إال عند ا٠توؼ كا١تسايفة كالفار من لصوص أك سباع كإال عند الضركرة
كا١تريض الذم ال ٬تد من ٭تولو للقبلة كا١تربوط كمن ٖتت ا٢تدـ فإف ىؤالء كأمثا٢تم
يستقبلوف أم جهة تيسرت ٢تم ،ككذل ا١تتنفل على الدابة كال ٬توز لل إال ١تسافر سفران
تقصر فيو الصبلة ،فإنو يستقبل أم جهة توجهت بو ،كلو كصل موضع النزكؿ كىو يف
أثنائها فإنو ينزؿ كيكملها باألرض راكعان ساجدان مستقببلن( ،وجيب) على من كاف ٔتكة أف
يستقبل ٝتت البيت ،فإف خرج عنو كلو ببعض جسده فصبلتو باطلة ،كمن كاف خارجان
عنها كجب عليو استقباؿ جهتها( ،وجيب) عليو االجتهاد يف طلبها باألدلة ا١تنصوبة
عليها ،كال ٬توز لو التقليد ما كجد لبلجتهاد سبيبلن ،فإف تعذر قلد العدؿ العارؼ بأدلة
القبلة ال غَته كلو كاف فقيهان أك صاٟتان أك كائنان من كاف ،إل من جهل شيئان ال يقلده فيو
األشياء ،كقد أ٫تل أكثر الناس النفر يف أدلة القبلة كىم يعلموف أف كلو كاف عا١تان ّتميع ً
استقباؿ القبلة شرط من شركط الصبلة ،فتجد الفقهاء إلا حضر كقت الصبلة تسارعوا
لئلمامة ،فإلا أرادكا التوجو ٨تو الكعبة قلدكا اٟتيطاف ،فإف مل ٬تدكىا قلدكا نوتيان أك بدكيان
أك ٨تو لل فيأمرىم بالصبلة إىل جهة اٞتنوب حيث ببلد السوداف فيصلوف إليها فضلوا
كأضلوا كىم ال يشعركف ،كسأبُت ل أدلة القبلة إف شاء هللا تعاىل بيانان شافيان ،فأقوؿ
مستعينان باهلل (اعلم) أكالن أف اٞتهات أربع مشرؽ كمغرب كجنوب كمشاؿ بفتٌ الشُت،
كطرؽ معرفتها أف تق مستقببلن النجم ا١تسمى باٞتدم كيعرؼ بالقطب الشمايل كتسميو
العامة بالسمية إف كاف الفرقداف فوقو أك ٖتتو كإال فأبعد عنو إىل جهتهما مشرقان أك مغربان
قدر لراعان تقريبان فيصَت ا١تشرؽ عن ٯتين كا١تغرب عن مشال كالشماؿ أمام كاٞتنوب
خلف ،فلو خطيت بُت رجلي خطان مستقيمان أك استحضرتو يف لىن فهو خط الزكاؿ
كيسمى خط االستواء ،فإلا قاطعتو ٓتط آخر مستقيم فهو خط ا١تشرؽ كا١تغرب ،كحصل
بتقاطع ا٠تطُت أربعة أرباع ،ككل ربع يسمى باعتبار ما ىو بينهما ،فما بُت نقطيت اٞتنوب
كا١تشرؽ يسمى الربع الشرقي اٞتنويب ،كما بُت نقطيت ا١تشرؽ كالشماؿ يسمى الشرقي
الشمايل ،كما بُت نقطيت الشماؿ كا١تغرب يسمى الغريب الشمايل ،كما بُت نقطيت ا١تغرب
ا١تشرؼ مربع ككزاف أركانو األربع
كاٞتنوب يسمى الغريب اٞتنويب ،كمن ا١تعلوـ أف البيت َّ
تقريبان على كزاف اٞتهات األربع تقريبان ،فالركن الشرقي الذم فيو اٟتجر األسود كمنو يبتدأ
الطواؼ كيسمى اليماين تغليبان ،كالركن الغريب كىو الشامي ا١تقابل لو على خط ا١تشرؽ
كا١تغرب ،كالركن اليماين كالركن ا١تقابل لو كىو العراقي كيسمى الشامي تغليبان على خط
دائر هبا
االستواء ،كمكة ا١تشرفة قريبة من كسط معمور األرض ،فجميع معمور األرض ه
كمحيط الدائرة ٔتركزىا ،فأىل ا١تغرب يستقبلوف ا١تشرؽ ،كأىل ا١تشرؽ يستقبلوف ا١تغرب
كمصليُت صليا با١تسجد الشري أحد٫تا إىل جهة اٟتجر كا١تيزاب بُت الركنُت الشاميُت
كاآلخر إىل جهة ما بُت الركنُت اليمانيُت ،كأىل الشماؿ يستقبلوف اٞتنوب ،كأىل اٞتنوب
يستقبلوف الشماؿ كمصليُت صليا أحد٫تا إىل جهة الباب كاآلخر ما بُت الركن اليماين
كالشامي ،كمن كاف نكبان أم بُت نقطتُت عمل على حساب تنكيبو ،فأىل الربع الغريب
الشمايل يستقبلوف الربع الشرقي اٞتنويب ،لكن منهم من ٝتت قبلتو يف طرفو الذم يلي
خط االستواء كحلب ،كمنهم من ٝتت قبلتو يف كسطو كاسطنبوؿ كغزة كالقدس ،كمنهم
من ٝتت قبلتو قريبان من الوسط إىل جهة خط ا١تشرؽ كا١تغرب كأىل مصر ،كمنهم من
ٝتت قبلتو يف طرفو الذم يلي خط ا١تشرؽ كا١تغرب كأىل طرابلس كتونس كاٞتزائر
كتلمساف ،فأىل كل ربع ٮتتل ٝتتهم باختبلؼ مساكنهم ،كا١تطلوب اٞتهة كما تقدـ،
كيزيد ل األمر كضوحان هبذه الدائرة إف أتقنت عملها على األصٌ.
فهي كما ن رل مشتملة على خطُت متقاطعُت على مركزىا كل خط يقسمها نصفُت،
فاصل بُت اٞتنوب كالشماؿ كيسمى خط ا١تشرؽ كا١تغرب فطرفو ه فا٠تط ا١تقابل للناظر
فاصل بُت ا١تشرؽ
ه األعلى نقطة ا١تشرؽ كطرفو األسفل نقطة ا١تغرب ،كا٠تط ا١تقاطع لو
كا١تغرب كيسمى خط االستواء كطرفو األٯتن نقطة اٞتنوب كطرفو األيسر نقطة الشماؿ،
كحدث بتقاطع ا٠تطُت أربعة أرباع ككل ربع يسمى باعتبار ما ىو بينهما كما تقدـ،
كالبيت ا١تشرؼ موضوع يف كسط الدائرة ككل حائط من حيطانو األربع يف ربع مركزه مركز
الدائرة تقريبان ،فكل أىل جهة يستقبلوف اٞتهة ا١توالية لناحيتهم ،كٝتت البيت عندىم خط
مستقيم مبدأه من لل ا١توضع إىل أف ٯتر بالبيت إىل اٞتهة ا١تقابلة لذل ا١توضع( ،فأىل
الربع الغريب الشمايل) كىو ما بُت القطب كمغرب الشمس يوـ االعتداؿ كىو مساكن
أىل ا١تدينة كالشاـ كحلب كٛتص كحراف كسواحل ببلد الركـ كغزة كالرملة كالقدس
كاسطنبوؿ كفلسطُت كعكة كصيدا كمصر كصعيدىا كثغورىا كبرقة كطرابلس كصفاقس
كببلد اٞتريد كالساحل كتونس كاٞتزائر كتلمساف فيستقبلوف ما بُت الركنُت الشاميُت جهة
اٟتجر بكسر اٟتاء كسكوف اٞتيم ،كىو بناء مدكر على صورة نص دائرة خارج عن
جدار البيت ٤تيط بو ،ككذا من كاف على خط ا١تشرؽ كا١تغرب أك قريبان منو كىو غريب
كببلد ا١تصامدة كببلد األندلس أعادىا هللا لئلسبلـ( ،وأىل البيت كأىل فاس كمراك
الربع الشرقي الشمايل) كىو ما بُت القطب كمطلع الشمس يوـ االعتداؿ كىو مساكن
أىل البصرة كاألىواز كفارس كأصبهاف ككرماف كسجستاف كمشاؿ ببلد الصُت كالكوفة
لدىا كا١توصل كديار بكر كما
كبغداد كالقادسية كالرم كالنيسابور كمرك كٓتارل كخوارزـ كاٍ ي
كاألىم كما كاف على ٝتتهم يستقبلوف ما بُت الركن العراقي كاليماين الذم فيو اٟتجر
األسود جهة باب البيت( ،وأىل الربع الشرقي اجلنويب) كىو ما بُت طلوع الشمس يوـ
االعتداؿ كزكا٢تا دائمان كىو مساكن أىل اليمن كعدف كصنعاء كزبيد كعماف كالسند
كجنوب ببلد الصُت كجزائر ا٢تند ك٨توىم يستقبلوف ما بُت الركنُت اليمانيُت( ،وأىل الربع
الغريب اجلنويب) كىو ما بُت زكاؿ الشمس دائمان كغركهبا يوـ االعتداؿ كىو مساكن أىل
جدة كعيذاب كببلد الربر كالنوبة كالتكركر كببلد السوداف كمن على ٝتتهم إىل البحر
احمليط يستقبلوف ما بُت الركن اليماين كالشامي جهة الباب ا١تسدكد ،فقد تبُت ل هبذه
الدائرة قبلة ٚتيع أقطار األرض كما يستقبلوف من البيت ،كأما األدلة فاعلم أف أدلة القبلة
كثَتة نقتصر منها على أصحها كأيسرىا ،أما ما فيو عسر كاألطواؿ كالعركض كإف كاف ىو
أصٌ األدلة أك االستدالؿ بو ضعي كالرياح فنًتكو ،فمن األدلة الصحيحة اليسَتة النجوـ
فإهنا كإف اختل زمن طلوعها فمطالعها ال ٗتتل ،قاؿ هللا تعاىل :ىكيى ىو الَّ ًذم ىج ىع ىل
(فصل)
كمنها الشمس فإلا جاكزت الشمس نقطة ا١تشرؽ ٞتهة اٞتنوب ،كابتداء لل من يوـ
االعتداؿ ا٠تريفي ،كقد تقدـ إىل يوـ الرجوع الشتوم ث من يوـ الرجوع إىل االعتداؿ
الربيعي ،فطلوعها يف ىذه ا١تدة جهة قبلة ألىل ا١تغرب؛ ألهنا تطلع يف ىذه ا١تدة يف الركج
اٞتنوبية كىي جهة قبلة ألىل ا١تغرب ككذا مغرهبا كىي يف الركج الشمالية ،كابتداء لل
من يوـ االعتداؿ الربيعي إىل الرجوع الصيفي ث منو إىل االعتداؿ ا٠تريفي ،من استدبره
كصلى فقد أصاب جهة القبلة ،كأجعلها عند زكا٢تا دائمان على ألن اليمٌت كا٨ترؼ لطلب
السمت ّتهة اليمُت قليبلن كمن استدبرىا كقت االستواء كجعل عقب رجلو اليمٌت يف
كسط رجلو اليسرل ث نقل اليسرل إليها كاف مستقببلن كما تقدـ يف القطب ليبلن.
(فصل)
كمنها القمر فإنو يطلع زمن الصي يف جهة القبلة ليلة ثبلثة عشر من الشهر إىل
عشرين ،كيستدؿ بو على كجوه أخر ال حاجة لنا بذكرىا مع ما تقدـ ل من األدلة كهللا
أعلم.
(تنبيهات):
أمر القبلة اٟتد ا١تستعمل عند البحريُت ،فإنو موضوع على األول٦ :تا ًٌ
يوضٌ ل
اٞتهات األربع ا١تشرؽ كا١تغرب كالسمي كىو جهة الشماؿ كمقابلها اٞتنوب اصطلٌ
كاضعوه على تسميتها قبلة دسيسة شيطانية كاسم على غَت مسمى ،فاهلل حسيب من
ٝتاىا قبلة ،إل أكقع ا١تسلمُت بسبب ىذه التسمية يف ا٠تطأ البُت اجملمع عليو ،كالقبلة
الشرعية فيو ألىل ا١تغرب ما بُت الشرؽ كالشلوؽ ،فيجب على ٚتيع أىل ا١تغرب استقباؿ
لل ،إال أن مهما زدت يف ا١تغرب دخوالن زدت ا٨ترافان إىل جهة ا١تشرؽ ،كقد نصب ابن
رشد كٚتاعة من العلماء ٤تراب جامع السقاية لعلي بن يوس سلطاف مراك إىل
ا١تشرؽ ،كقاؿ ابن البنا :قبلة أىل ا١تغرب مطلع الشمس يف االعتداؿ ككذا كل من سافر يف
السفن يف ببلد ا١تغرب كلو أك ما بُت ا١تغرب كاإلسكندرية أك ما بُت ا١تغرب كببلد الًتؾ
فإهنم ي ستقبلوف ما بُت ا١تشرؽ كالشلوؽ إال أهنم إلا قربوا من ببلد الًتؾ فسيتقبلوف
الشلوؽ.
إف فهمت ىذه األدلة ٘تييز احملاريب الصحيحة من الفاسدة، الثاين :ال ٮتفى علي
كأزيد لل كضوحان فإلا أتيت ا١تسجد ليبلن فاستقبل اٞتدم ،فإف كجدت قبلتو عن ٯتين
أك مائلة عن لل قليبلن فهي صحيحة ،كإف كجدهتا ٓتلف فهي فاسدة ،ككذل ا١تنازؿ
اليمانية كرجبل اٞتوزاء كا١ترزـ إلا ظهرت على األفق قبل أف ترتفع ،فإف كجدهتا على ٤تراب
ا١تسجد فهو صحيٌ ،كإف كجدهتا على يساره فهو فاسد ،ككذل مطلع الشمس يف
ا٠تري كالشتاء فإف كانت تطلع على احملراب فهو صحيٌ ،كإف كانت تطلع على يساره
فهو فاسد ،ككذل زكاؿ الشمس يف السنة كلها فإف زالت على ٯتُت احملراب فهو صحيٌ،
كإف زالت عليو فو فاسد ،ككذا غركهبا زمن الصي فإف غربت دبر احملراب فهو صحيٌ،
كإف غربت دبر يساره فهو فاسد ،ككذا إف كضعت حكان صحيحان يف ا١تسجد أك على
ظهره أك يف ٤ترابو ،فإف كجدت قبلتو بُت الشرؽ كالشلوؽ فهي صحيحة ،كإف كجدتو إىل
قبلة اٟت أك ما يقرب منها فهي فاسدة.
بكثرة الفساد كقلتو ،فما كاف منها يف جهة اٞتنوب الثالث :احملاريب الفاسدة ٗتتل
أك مائبلن عنو ٞتهة ا١تشرؽ قليبلن فبل ش يف فساده كىو ٥تال لؤلدلة كلوضع الصحابة
كالتابعُت الذين كضعوا مساجدىم با١تغرب ٞتهة ا١تشرؽ كمطلع الشمس يف الشتاء ،ك٬تب
سده كفتٌ ٤تراب آخر إىل القبلة الشرعية ،كالغالب أف يكوف يف اٟتائط الشرقي مائبلن
ٞتهة اليمُت قليبلن ،كما كاف منها بُت ا١تشرؽ كاٞتنوب أك مايبلن ٞتهة اٞتنوب قليبلن لكن
ْتي ث إلا ا٨ترؼ اإلماـ يف احملراب إىل جهة ا١تشرؽ كصادؼ القبلة فبل يسد كلكن ٬تعل
عبلمة كصفة ٤تراب مثبلن من سواد أك غَته يف ٤تراب ا١تسجد كسواريو تدؿ على ا٨تراؼ
القبلة لئبل يغًت بذل اٞتاىل ك٨توه ،كقد كقع لل يف كثَت من ا١تساجد ،قاؿ التاجورم:
"٬تب على من كيل القضاء أف ينفر يف ٤تاريب بلده ،فما كجد منها مستقببلن جهة
اٞتنوب أمر بسده كفتٌ ٤تراب إىل جهة مشرؽ الشمس يف دجنر أك يناير ،إل مشرؽ
الشتاء كلو جهة ألىل ا١تغرب ،كما كجد منها ٞتهة اٞتنوب قريبان من مطلع الشمس يف
دجنر جعل عبلمة يف احملراب دالة على ا٨تراؼ القبلة كأمر اإلماـ كمن خلفو باال٨تراؼ
إىل مطلع الشمس يف دجنر ليوافق قبلة الصحابة كالتابعُت كأجره على هللا" ا.ىػ.
الرابع :ىذه احملاريب اٞتنوبية ا١تخالفة لؤلدلة ا١تتقدمة ال يعتد هبا ،كال ٬توز تقليدىا
لعامل كال عامي إل ال ٬توز تقليد احملاريب ا١تختلفة كال ا١تطعوف فيها نقل القرايف اإلٚتاع
على لل ،كاحملاريب ا١توضوعة ٞتهة اٞتنوب أك ما يقرب منو بنحو العشرين درجة فاسدة
مطعوف عليها من أىل العلم بأدلة القبلة ٥تالفة حملاريب الصحابة كالتابعُت ا١توضوعة بأرض
القَتكاف ،كال حجة ٢تم يف قولو صلى هللا عليو كآلو كسلم :ما بُت ا١تشرؽ كا١تغرب
٥تتص بأىل ا١تدينة كمن يف معناىم من مساكنهم يف الشماؿ كأىل ه قبلة ؛ ألف لل
الشاـ أك اٞتنوب كأىل اليمن ،كال ٬توز األخذ ٔتقتضى عمومو إٚتاعان؛ ألنو يقتضي أف
من صلى مستقببلن ٞتهة الشماؿ كىو مشايل فقد استقبل ،ككذا من صلى ٞتهة اٞتنوب
كىو جنويب فقد استقبل ،كاإلٚتاع على أهنما مستدبراف ال مستقببلف ،كمن تأمل منت
اٟتديث كجده ال يؤخذ منو إال ا١تعٌت الذم لكرناه ألنو صلى هللا عليو كآلو كسلم مل يقل:
"القبلة ما بُت ا١تشرؽ كا١تغرب" باألل كالبلـ اليت تقتضي استغراؽ اٞتنس ،كمل يقل" :ال
قبلة إال بُت ا١تشرؽ كا١تغرب" أك "إ٪تا القبلة بُت ا١تشرؽ كا١تغرب" بصفة اٟتصر بل قاؿ:
ما بُت ا١تشرؽ كا١تغرب قبلة ،فنقوؿ :نعم قبلة ١تن مكة منهم يف جهة اٞتنوب أك
ث ىما يكٍنتي ٍم فىػ ىولُّوا يك يج ى
وى يك ٍم الشماؿ ،كال ٭تمل على عمومو لئبل يناقض قولو تعاىل ىك ىحٍي ي
ىشطٍىرهي(سورة البقرة اآلية ،)311إل اآلية تقتضي أف ا١تشرؽ كا١تغرب كالنكب قبلة ،كقد صلى
صلى هللا عليو كآلو كسلم باٟتديبية إىل ا١تشرؽ ،كبعرفات إىل ا١تغرب ،كإىل النكب يف كثَت
من أسفاره ،ك١تا أ٧تز هللا لنبيو كعده كفتٌ لو أقطار األرض كتفرؽ فيها أصحابو كبنوا فيها
ا١تساجد فلم يضعوا ٤تاريبها كلها بُت ا١تشرؽ كا١تغرب عمبلن بعموـ اٟتديث بل كضعوىا
على ما تقتضيو األدلة من مشرؽ كمغرب كمشاؿ كجنوب كنكب( .وأول قبلة رمست)
بأرض ا١تغرب قبلة مساجد القَتكاف ،إل ىي اليت تردد إليها جيوش ا١تسلمُت ا١ترة بعد ا١ترة،
فأكؿ جي نز٢تا جي عبد هللا بن سعد بن أيب سرح القرشي العامرم يف خبلفة عثماف
سنة سبع كعشرين من ا٢تجرة كمعو عشركف ألفان من ا١تسلمُت ،كتسمى غزكة العبادلة
الجتماع العبادلة السبعة هبا كسيأيت لكرىم ،كاختط هبا مسجدان ككاف يعرؼ بو ،ث جي
معاكية بن خديج بضم ا٠تاء كفتٌ الداؿ السكوين نز٢تا ثبلثة مرات األكىل سنة أربع
كثبلثُت ،ث جي عقبة بن عامر اٞتهٍت ،ث جي ركيفع بن ثابت األنصارم سنة سبع
كأربعُت ككضع هبا مسجدان يعرؼ ٔتسجد األنصار ،ث جي عقبة بن نافع الفهرم سنة
ٜتسُت كفيها اختط مدينة القَتكاف ككضع مسجدىا اآلف كىو يعرؼ بو ،كيف كل جي
من ىذه اٞتيوش نز٢تا طائفة من الصحابة منهم أمراء اٞتيوش ا١تتقدـ لكرىم ،كمنهم أبو
لر الغفارم رابع من أسلم كخامسهم الذم قاؿ رسوؿ هللا صلى هللا عليو كآلو كسلم فيو:
ما أظلت ا٠تضراء كال أقلة الغراء أصدؽ ٢تجة من أيب لر ،كمنهم ا١تقداد بن
عمر أحد نقباء رسوؿ هللا صلى هللا عليو كآلو كسلم كمن أمره هللا ْتبو ،كمنهم كعب بن
عمر األنصارم الذم انتزع راية ا١تشركُت يوـ بدر كىو ابن عشرين سنة ،كمنهم عبد هللا بن
أنيس من الذين صلى مع رسوؿ هللا صلى هللا عليو كآلو كسلم إىل القبلتُت ،كمنهم عبدا هلل
رجل
بن عمر الذم قاؿ رسوؿ هللا صلى هللا عليو كآلو كسلم فيو :عبد هللا بن عمر ه
صاحل لو كاف يقوـ الليل فما ترؾ بعد لل قياـ الليل ،غزا رضي هللا عنو أفريقية مرتُت
األكىل مع عبد هللا بن سعد بن أيب سرح كالثانية مع معاكية بن خديج ،كمنهم عبد هللا بن
عباس ْتر العلم كترٚتاف القرآف ،كمنهم عبد هللا بن الزبَت الذم أكؿ شيء دخل جوفو بعد
كالدتو ريق رسوؿ هللا صلى هللا عليو كآلو كسلم ،غزا رضي هللا عنو أفريقية مرتُت ،يف الغزكة
األكىل غزكة العبادلة كفيها قتل جرجَتان مل الركـ بأفريقية ،كالثانية مع معاكية بن خديج
كحضر فتٌ جلوال ،كمنهم عبد هللا بن عمرك بن العاص الذم بلغ النهاية يف االجتهاد يف
العبادة حىت اشتكاه أبوه إىل رسوؿ هللا صلى هللا عليو كآلو كسلم فأمره أف ٮتف عن
نفسو ،كمنهم عبد الرٛتن بن أيب بكر من الذين ال تأخذىم يف هللا لومة الئم ،كىؤالء
الستة مع عبد هللا بن سعد بن أيب سرح أمَت غزكة العبادلة ىم العبادلة السبعة ا١توعود
بذكرىم ،كمنهم عمر بن عوؼ من أىل الصفة ك٦تن صلى إىل القبلتُت ،كتتبيع بقية من
دخل أفريقية من الصحابة يطوؿ ،أهناىم صاحب ا١تعامل إىل اثنُت كأربعُت ،كنز٢تا من
التابعُت ما ال يعد كال ٭تصى ،ككلهم أعٍت الصحابة كالتابعُت كضعوا مساجد بعضها و
باؽ
إىل اآلف كا١تسجدين ا١تذكورين كمسجد إٝتاعيل بن عبيد األنصارم ا١تعركؼ ّتامع
الزيتونة كا١تسجد ا١تنسوب إىل أيب ميسرة ،كبعضها غَت معلوـ الستيبلء ا٠تراب على ًٌ
جل
مدينة القَتكاف ،ك٤تاريب ىذه ا١تساجد كلها موضوعة ٞتهة ا١تشرؽ كمطلع الشمس يف
عاقل أف
دجنر كما ىو مشاىد الوجود منها ،كما مل نشاىده فهو كذل ،إل ال يقوؿ ه
٤تاريبهم ٥تتلفة ،إل يلزـ منو أف بعضها مصيب كبعضها ٥تطئ أك الكل ٥تطئ ،كال يتصور
نسب ا٠تطأ إصابة اٞتميع ،إل الكعبة كاحدةه كالشيء الواحد ال يكوف يف جهتُت ،كال ي ً
ى
للصحابة كالتابعُت إال أعمى البصَتة ضعي اإلٯتاف ،فيخشى عليو سلبو نعول باهلل من
لل ،بل الذم ٧تزـ بو أف اٟتق كالصواب معهم إل ىم القدكة لنا ،من اقتدل بو و
احد
منهم فقد اىتدل كما شهد ٢تم رسوؿ هللا صلى هللا عليو كآلو كسلم بذل ،فكي
بالعدد الكثَت منهم ،كاحملاريب اٞتنوبية ا١تخالفة ٞتهة ٤تاريبهم باطلة ٥تطئة ،فمن صلى
إليها كترؾ الصبلة إىل قبلة ىؤالء السادات األخيار فهو كمن باع ياقوتة ببعرة ٛتار ،كمن
ا١تعلوـ أف الصحابة كالتابعُت ىم الواسطة لنا يف توصيل الشريعة ،فالعجب ٦تن يقلدىم يف
ُت كأف كقتها يدخل بزكاؿ الشمس كأف الطهارة شرط يف صحتها أف الفهر مثبلي فرض ع و
كأهنا تفتتٌ بالتكبَت كٗتتم بالسبلـ ،كإلا أراد الصبلة ترؾ قبلتهم جهة بيت هللا على يساره
كصلى إىل ببلد السوداف ،فما أقبٌ اٞتهل كما أشد إضراره بأىلو.
اخلامس :فإن قلت :ىذه احملاريب اليت طعنت فيها كجزمت بفسادىا قد َّ
مر ٢تا أزما هف
خلق كثَت كفيهم من العلماء كالصلحاء ما ال يعد كال ٭تصى كمل متطاكلة كصلى إليها ه
ينكركا عليها كمل يطعنوا فيها فدؿ لل على صحتها كعدـ فسادىا( ،قلت) :ال يلزـ من
مركر األزماف ا١تتطاكلة على ا٠تطأ تصيَته صوابان ،فالكفر ككثَت من ا١تعاصي من زماف آدـ
عليو السبلـ ،ككذل صبلة العلماء كالصلحاء إليها ال يوجب كوهنا إىل جهة القبلة ،إل ال
يلزـ من العلم كالصبلح معرفة أدلة القبلة ،فكم من عامل كصاحل ال يعرؼ أدلة القبلة ،كلو
كاف يعرفها مل يقلد اٞتهاؿ كاٟتيطاف اليت كضعها اٞتهاؿ كىم آٙتوف يف كضعها ،فإف من
مل يعرؼ أدلة القبلة ال ٬توز لو كضع احملاريب ،قاؿ سحنوف" :ككثَت من الناس ٬تتهدكف يف
بنياف مساجدىم كٮتطئوف ألهنم ليس ٢تم بالنجوـ قدكة" ،كأما العلماء كالصلحاء العارفوف
بأدلة القبلة فقد أنكركا على احملاريب ا١تنحرفة ،قاؿ القرايف" :كأما احمللة كمنية بٍت خصيب
كالفيوـ فإف جوامعها يف غاية الفساد" ،كقد طعن الشيخ العز بن عبد السبلـ الشافعي يف
٤تراب قبة اإلماـ الشافعي ك٤تاريب أخر كقصد تغيَتىا فعاجلو ما منعو من لل ث غَتت
بعده كما ىو مشاىد يف قبة اإلماـ ،ك١تَّا نزؿ ابن حارث سبتة ًٌ
غَت ٢تم ٤تاريبهم ،كقاؿ
القبَّاب يف شرح القواعد" :قبلة القركيُت -يعٍت ا١تسجد األعفم بفاس ٥ -تالفة لقبلة
األندلس ،كقبلة األندلس أقرب إىل الصواب بالنفر إىل األدلة" ،كطعن أبو عبد هللا اٟتباؾ
التلمساين على ٤تراب جامع تلمساف كقاؿ" :كباٞتملة فمحاريب ا١تغرب فاسدة منحرفة
احد من العلماء ،كطعن الشيخ أٛتد الد٫تاين ٞتهة ا١تغرب كثَتان" نص على لل غَت ك و
على ٤تراب جامع الزيتونة بتونس كنصب ٤ترابان بالصحن إىل القبلة الشرعية ،كنبو التاجورم
رٛتو هللا على فساد ٤تاريب قطر طرابلس الغرب ،قاؿ" :ككذل بلغٍت عن ٤تاريب سوسو
٤تاريب بلدنا صفاقس فإهنا منحرفة ٞتهة كا١تنستَت يف تونس" ا.ىػ( ،قلت) :ككذل
اٞتنوب كثَتان كبعضها إىل اٞتنوب ،فيجب على من صلى فيها أف ينحرؼ إىل اليسار
عفيم بأرض مصر -كبنا هبا
بقدر ا٨تراؼ ٤ترابو ،ك١تَّا نزؿ الشيخ القصر باحمللة -كىو بلد ه
مسجدان خال ٤تاريبها كجعل ٤تراب مسجده إىل القبلة الشرعية ،كقد كقع من ىذا كثَت
كليس ا٠تر كالعياف.
متبلعب
ه السادس :من صلى إىل احملاريب الفاسدة بعد أف تبُت لو فسادىا فهو آثه
كتابع غَت سبيل ا١تؤمنُت كصبلتو باطلةه ٬تب عليو إعادهتا أبدان،
تابع ٢تواه كشيطانو ه
بدينو ه
كٕترم عليو ٚتيع أحكاـ تارؾ الصبلة ،كإف كاف إمامان فالصبلة خلفو باطلةه كال حرمة
لصبلتو ،كإف كاف إمامان راتبان فيجوز ١تن جاء بعده أف يصلى يف ا١تسجد الذم صلى فيو
ٚتاعة إىل القبلة الشرعية كال كراىة يف لل ،كإف كانت صبلة و
ٚتعة فيجوز إعادهتا كال
تبطل ،كليس ىذا من باب تعدد اٞتمعة ألف األكىل باطلةه فبل حرمة ٢تا ،كإف كاف اإلماـ
يصلي إىل اٞتهة الشرعية كال يأمر من خلفو فصبلتو صحيحة كقد غشهم لًتؾ نصحهم
إال أف تكوف الصبلة ٚتعة فبل بد من استقباؿ اثٍت عشر رجبلن معو كإال فصبلتو باطلة.
السابع :من اعتقد إباحة الصبلة إىل غَت جهة بيت هللا من غَت عذ ور كأهنا ٕتزئو
كتنعقد لو قربة فهو كافر مرت هد ،يستتاب فإف تاب كإال قتل كفران ال حدان ،كيف الشفا
كالذخَتة كغَت٫تا ما يشهد ٢تذا ،كمن ا١تعلوـ أف من جحد الصبلة أك شيئان من فرائضها
مكذب لقولو تعاىل :فىػ ىوًٌؿ ىك ٍج ىه ى ىشطٍىر الٍ ىم ٍس ًج ًد ٍ
اٟتىىرًاـ ىك ىحٍي ي
ث ىما يكٍنتي ٍم ه كافر كألنو
فهو ه
وى يك ٍم ىشطٍىرهي(سورة البقرة اآلية ،)311كاإلٚتاع على أهنا ٤تكمة ٬تب العمل فىػ ىولُّوا يك يج ى
ٔتقتضاىا ،كعن ابن عباس رضي هللا عنهما عن النيبء صلى هللا عليو كآلو كسلم من
حل ضرب عنقو ،كيف مصن عبد الرزاؽ جحد آية من كتاب هللا عن ا١تسلمُت فقد َّ
عن ابن مسعود من كفر بآية من القرآف فقد كفر بو كلو ،كقاؿ أصبغ بن الفرج:
"من كذب ببعض القرآف فقد كذب بو كلو ،كمن كذب بو فقد كفر بو ،كمن كفر بو فقد
حرؼ ٦تا جاء بو ٤تمد صلى هللا عليو كفر باهلل" ،كقاؿ ٤تمد بن سحنوف" :كمن ش يف و
كافر جاح هد" ،كيف كتاب ٤تمد بن إٝتاعيل نقبلن عن جواىر الفقو كآلو كسلم فهو ه
كالفتاكم الصغرل للحنفية "من صلى إىل غَت القبلة عمدان كفر ،ككذل من ٖتوؿ من
جهة التحرم كصلى عمدان كفر" ،كفيو أيضان نقبلن عن اٟتاكم "من صلى لغَت القبلة متعمدان
كافر كا١تستخ " ،كبو أخذ الفقيو أبو الليثفوافق لل القبلة قاؿ أبو حنيفة :ىو ه
السمرقندم ا.ىػ.
(خامتة ونصيحة)
من استقبل البيت بوجهو فباألحرل أف يستقبل رب البيت بقلبو ،فما شرؼ البيت إال
منزه على أف ٖتويو اٞتهات ،فمعٌت توجو القلب إليو تطهَته
لرب البيت ،كىو تبارؾ كتعاىل ن
من كل شاغل يشغل لديو ،ركم عن اٟتسن أنو قاؿ" :كل صبلة ال ٭تضر فيها القلب
فهي إىل العقوبة أسرع" ،كركم أف العبد ليصلي الصبلة كال يكتب لو سدسها كال
عشرىا ،كإ٪تا يكتب للعبد من صبلتو ما عقل منها ،كقاؿ عبد الواحد بن زيد:
"اجتمع العلماء على أنو ليس للعبد من صبلتو إال ما عقل منها".
اللهم إنا معًتفوف بالعجز عن القياـ بطاعت ،فتغمدنا برٛتت كاغمرنا يف زاخر ْتر
غفران ،كال تعاملنا ٔتا نستحقو ،كتفضل علينا ٔتا أنت أىلو بفضل كسعت جودؾ يا
أرحم الراٛتُت ،كصلى هللا على سيدنا كموالنا ٤تمد أشرؼ خلقو كعلى آلو كصحبو كسلم
تسليمان كثَتان إىل يوـ الدين ،كال حوؿ كال قوة إال باهلل العلي العفيم ،كمل الكتاب ْتمد
هللا سبحانو كحسن عونو ،كصلى هللا على سيدنا كموالنا ٤تمد كعلى آلو كصحبو كسلم
تسليما آمُت.
كمنته ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػى اٟت ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػرث لك ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػز ت ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػايل كىي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو من ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو ٗت ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػرج اللي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػايل
دلػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو كزام لزكالػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو التػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػزـ فراي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػر دع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػم كبرج ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو عل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػم
فػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػرغ مقػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدـ بيػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػب يػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا مطيػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػع يف ي ػ ػ ػ ػ ػ ػػوـ ي ػ ػ ػ ػ ػ ػػو من ػ ػ ػ ػ ػ ػػو م ػ ػ ػ ػ ػ ػػدخل الربي ػ ػ ػ ػ ػ ػػع
فػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػرغ م ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػوخر ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػذاؾ ي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدخل ككػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو منػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو للحسػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػوـ يكمػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػل
في ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو زكال ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو هبػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػاء ثبت ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا مرص ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػذاؿ كبرج ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو اٟت ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػوت أت ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػى
كػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػذاؾ بط ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػن اٟتػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػوت ق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػل كال كي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػاكه في ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو بي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاف االعت ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػداؿ
ػاؿ
ػطػ ػ ػاػ ػلػػػػػػػػػػػػػػػػ ػػاـ
كيفػ ػ ػ ػ ػابػ ػ ػرػيػ ػػ ػػ ػػ ػػ ػػ ػػ ػػ ػػ ػ ػ ػ ػػلػ ػ ػ ػنػ ػ ػق ػػػػػػػػػػػػػػػػػ ػ ػ ػ ػ ػ
ػايت ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ
يت ػبػػ ػػ ػػ ػػ ػػ ػػ ػػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ كالػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػنطٌ نق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػط عػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػم لك اع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػتبلـ
يم ك ػ ػ ػ ػ ػػذا اخ ػ ػ ػ ػ ػػذه ب ػ ػ ػ ػ ػػبل اش ػ ػ ػ ػ ػػكاؿ
جػ ػ ػ ػ ػ ػ ه كبرج ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو اٟتم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػل لل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػزكاؿ
كللثري ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا ي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػٌ فاعلمن ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػو كللبط ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػي نق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػط ىػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػاء من ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو
كع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػده زام مب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدم الزم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاف كنقػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػط ك ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػز من ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو للنيس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاف
ث ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػور كلل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػزكاؿ ي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػاء الت ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػزـ ف ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػب ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاؿ كبرج ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو ل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو عل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػم
كىقع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة لي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػز فاحففن ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو ف ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػأكؿ لل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدبراف من ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو
كىقعػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة بػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػنقط كػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػز تػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدخل كي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػوـ ي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػز للمص ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػي م ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدخل
كبرج ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو اٞت ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػوزا ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػبل ا٩ت ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػراـ لينيػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػو ل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاـ مػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػن األيػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاـ
يف ي ػ ػ ػ ػ ػ ػػوـ ي ػ ػ ػ ػ ػ ػػز من ػ ػ ػ ػ ػ ػػو لا ب ػ ػ ػ ػ ػ ػػبل نػ ػ ػ ػ ػ ػ ػزاع زكال ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو الػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدخل ال ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػزراع
ك ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػب ككػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػد منػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو لا للعنصػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػره كللرج ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػوع ي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػاكه كالنث ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػرة
ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػرج كق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدما أعطي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا زكال ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو ١تي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػزاؿ كالسػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػرطاف لالػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو
كعػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدىا م ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػيم مػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدل الػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدكائم بري ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػب من ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو م ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدخل السػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػمائم
كنق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػط يزمن ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو للجبه ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا لك ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػر كا٢تػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػاء للطرف ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة ع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػده اعت ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػر
زكال ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو ق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدـ ف ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاحفظ الع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدد كاؿ لغش ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػتج كبرج ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو األس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػد
يػ ػ ػ ػ ػ ػػد لصػ ػ ػ ػ ػ ػػرفة مػ ػ ػ ػ ػ ػػدل مػ ػ ػ ػ ػ ػػر الزمػ ػ ػ ػ ػ ػػاف ػأكؿ منػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو كػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػذا للخرثػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاف
فػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ه
كنقػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػط ي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػز ٠تري ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ الق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػادـ كىي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو من ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو ٗت ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػرج الس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػمائم
اشػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػتنر كل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاـ ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػبل ام ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػًتاء كػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػذاؾ كػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػز منػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو للع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػواء
داؿ كي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػاء بع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػده لبلعت ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػداؿ كبرجػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو س ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػنبلة كلل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػزكاؿ
منػ ػ ػ ػ ػ ػػو كػ ػ ػ ػ ػ ػػذا القفػ ػ ػ ػ ػ ػػر س ػ ػ ػ ػ ػ ػب زاىػ ػ ػ ػ ػ ػػد كم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدخل الس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػماؾ ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػز ناى ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػد
كبرج ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو ا١تي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػزاف خ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػذ كبلم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػي الكتػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػوبر ح اؿ لا مػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػن األيػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاـ
كالزبن ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاف نق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػط ى ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػاء ت ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػايل كنقػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػط ى ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػاء فيػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو للػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػزكاؿ
كي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػٌ لئلكلي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػل اعطين ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو كم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدخل اٟت ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػرث ليزمن ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو
نػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػونر دلػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػاـ لػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو ٤تصػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػل كالقلػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػب يف األخػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػَت منػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو يػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدخل
زكال ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػنقط حػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػا من ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو أت ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػى كبرج ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو العق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػرب ىب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو ي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا ف ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػىت
كنقػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػط كػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػي للنعػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػائم رككا ي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػٌ لش ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػولة كللش ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػتاء يػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػو
ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػرج زكاؿ ل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو ق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدـ تنص ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػب كاؿ دجنػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػر ك كي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػا ٖتسػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػب
ككػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػب للػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػذايٌ يػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا ىػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػركع لبل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدة ط ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػا ك ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػذا الرجػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػوع
كا١ت ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػيم ع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدىا ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػبل أشػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػكاؿ بي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػب من ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو م ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدخل اللي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػايل
س ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػابعو األخ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػَت يف الص ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػحيٌ ببػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ من ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو مول ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػد ا١تس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػيٌ
مصػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػليان علػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػى عفػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػيم اٞتػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاه ق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػد انته ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػى كاٟتم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػد ل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػئلاله
كآل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو كص ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػحبو االخيػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػار ٤تم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػد رس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػول ا١تخت ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػار
كالشػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػكر هلل علػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػى الكمػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاؿ كم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػل رم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػز ى ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػذه األق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػواؿ
مـلحـقـات
(فصل)
تفسري آية فأيـنما تجـولُّوا فـثم وجو ِّ
اَّلل ْج ْ
نقل القرطيب يف تفسَته ٢تذه اآلية أف عبد هللا بن عمر رضي هللا عنهما قاؿ" :نزلت يف
توجهت بو راحلتو" ،كقاؿ" :كاف رسوؿ هللا صلى هللا عليو كآلو كسلما١تسافر يتنفَّل حيثما ٌ
قبل من مكة إىل ا١تدينة على راحلتو حيث كاف كجهو ،قاؿ :كفيو نزلت ً
يصلٌي كىو يم ه
فىأىيػنما تيػولُّواٍ فىػث َّم كجو ًَّ
ٱّلل ،كال خبلؼ بُت العلماء يف جواز النافلة على الراحلة ٢تذا ٍى ى ى ى ى ٍ ي
اٟتديث كما كاف مثلو.
كنقل اٞتبلالف يف تفسَت٫تا أهنا نزلت ١تا طعن اليهود يف نسخ القبلة أك يف صبلة النافلة
ًً
ب أم األرض كلها على الراحلة يف السفر حيثما توجهت ىك َّّلل ٱلٍ ىم ٍش ًر يؽ ىكٱٍل ىم ٍغ ًر ي
ألهنما ناحيتاىا فىأىيٍػنى ىما تيػ ىولُّواٍ كجوىكم يف الصبلة بأمره فىػثى َّم ىناؾ ىك ٍجوي
يم بتدبَت خلقو. ً ًَّ
ٱّلل قبلتو اليت رضيها إً َّف َّ ً
ٱّللى ٰكس هع يسع فضلو كل شيء ىعل ه
تفسري آية فـو ِّل و ْجهك شطْر الْم ْس ِّج ِّد ا ْحلر ِّام وح ْي ج
ث ما جك ْنتج ْم فـولُّوا جو ججوى جك ْم
شطْرهج
نقل القرطيب يف تفسَته عن ابن عباس رضي هللا عنهما أف رسوؿ هللا صلى هللا عليو
ا١تسجد قًبلةه ألىل اٟتىىرـ كاٟتىىريـ قًٍبلةه ألىل
البيت قٍبلةه ألىل ا١تسجد ،ك ي
ً
كآلو كسلم قاؿ :ي
األرض يف مشارقها كمغارهبا من أميت ،أما قولو تعاىل :ىشطٍىر ٱلٍ ىم ٍس ًج ًد ٍ
ٱٟتىىرًاـ
الشطٍر لو ٤تامل :يكوف الناحية كاٞتهة كما يف ىذه اآلية ،كىو ظرؼ مكاف ،كما تقوؿ: َّ
تًلقاءه ً
كجهتو.
تفسري آية و جىو ال ِّذي جعل ل جكم النُّجوم لِّتـ ْهت جدوا ِّهبا ِّيف ظجلجم ِّ
ات الْبـ ِّر والْب ْح ِّر ج ج
صَت لى يك يم أم قاؿ األلوسي يف تفسَته " :ىكيى ىو ٱلَّ ًذل ىج ىع ىل أم أنشأ أك َّ
وـ قيل :ا١تراد هبا ما عدا النَتين؛ ألهنا اليت هبا االىتداء اآليت؛ كألف ُّج ى
ألجلكم ٱلن ي
النجم ٮتص يف العرؼ ٔتا عدا٫تا ،كجوز أف يدخبل فيها فيكوف ىذا بيانان لفائدهتما العامة
إثر بياف فائدهتما ا٠تاصة" إىل أف قاؿ " :لًتىػ ٍهتى يدكاٍ ًهبىا بدؿ من ضمَت لى يك ٍم
بإعادة العامل بدؿ اشتماؿ كأنو قيل :جعل النجوـ الىتدائكم ً يف ظيليم ً
ات الٍبىػًٌر ىكالٍبى ٍح ًر ى
أم يف ظلمات الليل يف الر كالبحر ،كإضافتها إليهما للمبلبسة أك يف مشتبهات
الطرؽ ،كٝتاىا ظلمات على االستعارة ،كىذا إفراد لبعض منافعها بالذكر حسبما يقتضيو
ا١تقاـ كإال فهي أجدل من تفاريق العصا ،كىي يف ٚتيع ما يًتتب عليها كسائر األسباب
العادية ال تأثَت ٢تا بأنفسها ،كال بأس يف تعلم علم النجوـ كمعرفة الركج كا١تنازؿ كاألكضاع
ك٨تو لل ٦تا يتوصل بو إىل مصلحة دينية ،قاؿ العبلمة ابن حجر عليو الرٛتة :كا١تنهي
عنو من علم النجوـ ما يدعيو أىلها من معرفة اٟتوادث اآلتية يف مستقبل الزماف كمجيء
ا١تطر ككقوع الثلج كىبوب الريٌ كتغَت األسعار ك٨تو لل ،يزعموف أهنم يدركوف لل
بسَت الكواكب القًتاهنا كافًتاقها ،كىذا علم استأثر هللا تعاىل بو ال يعلمو أح هد غَته ،فمن
ادعى علمو بذل فهو فاسق بل رٔتا يؤدم بو إىل الكفر ،فأما من يقوؿ :إف االقًتاف أك
االفًتاؽ الذم ىو كذا جعلو هللا تعاىل عبلمة ٔتقتضى ما اطردت بو عادتو اإل٢تية على
كقوع كذا كقد يتخل فبل إث عليو بذل ،ككذا اإلخبار عما يدرؾ بطريق ا١تشاىدة من
علم النجوـ الذم يعلم بو الزكاؿ كجهة القبلة ككم مضى ككم بقي من الوقت فإنو ال إث
فيو بل ىو فرض كفاية.
(فصل)
حكم استقبال القبلة عند األئمة األربعة والزيدية
-قاؿ ا١تيداين اٟتنفي يف كتابو (اللباب يف شرح الكتاب)" :اعلم أنو ال ٬توز ألحد
أداء فريضة كال نافلة كال سجدة تبلكة كال صبلة جنازة إال متوجهان إىل القبلة ،فإف صلى
إىل غَت جهة القبلة متعمدان من غَت عذر كفر ،ث من كاف ٔتكة ففرضو إصابة عينها ،كمن
كاف غائبان عنها ففرضو إصابة جهتها،ك ىو الصحيٌ".
-قاؿ العبلمة ٤تمد بن أٛتد الفاسي الشهَت ٔتيارة يف شرحو للمرشد ا١تعُت على
الضركرم من علوـ الدين ا١تعركؼ بػ (شرح ميارة الصغَت) عند اٟتديث عن شركط صحة
الصبلة " :شركط أدائها أربعة ،األكؿ :استقباؿ القبلة ،كىو شرط ابتداء كدكاـ مع الذكر
كالقدرة دكف العجز كالنسياف" ،كقاؿ" :فمن صلى لغَت القبلة عامدان قادران على استقبا٢تا
فصبلتو باطلة إلخبللو بشرط من شركط الصبلة اختياران ،كمن صلى لغَتىا ناسيان أعاد يف
الوقت استحبابان" إىل أف قاؿ" :كشرطية االستقباؿ ىي يف سائر الصلوات إال يف النوافل يف
السفر الطويل لراكب الدابة ،فيجوز لو أف يتنفل عليها حيثما توجهت دابتو كتران أك غَته
سواءن ابتدأىا إىل القبلة أك ال على ا١تشهور".
-قاؿ اإلماـ تقي الدين اٟتصٍت الشافعي يف كتابو (كفاية األخيار يف حل غاية
االختصار) عند لكره الستقباؿ القبلة كشرط لصحة الصبلة" :كاستقبا٢تا شرط لصحة
الصبلة يف حق القادر ،ال يف شدة ا٠توؼ كيف نفل السفر ا١تباح ،لقولو تعاىل :فىػ ىوًٌؿ
ث ىما يكٍنتي ٍم فىػ ىولُّوا يك يج ى
وى يك ٍم ىشطٍىرهي ،كاالستقباؿ ال ىك ٍج ىه ى ىشطٍىر الٍ ىم ٍس ًج ًد ٍ
اٟتىىرًاـ ىك ىحٍي ي
٬تب يف غَت الصبلة فتعُت أف يكوف يف الصبلة ،كلقولو صلى هللا عليو كآلو كسلم للمسيء
كر ،ث الفرض يف حق القريب من القبلة إصابة عينها يف صبلتو :كاستقبل القبلة ك ًٌ
بأف ٭تاليها ّتميع بدنو ،فلو خرج بعض بدنو عن مسامتتها فبل تصٌ صبلتو على
األصٌ ،كأما البعيد ففي الفرض يف حقو قوالف :أظهر٫تا أيضان إصابة العُت لآلية لكن
يكفي غلبة الفن ٓتبلؼ القريب فإنو يلزمو لل بيقُت لقدرتو عليو ٓتبلؼ البعيد ،كالقوؿ
الثاين أف الفرض يف حق البعيد اٞتهة".
-قاؿ اإلماـ البهويت اٟتنبلي يف كتابو (الركض ا١تربع شرح زاد ا١تستقنع)" :من شركط
الصبلة استقباؿ القبلة أم الكعبة أك جهتها ١تن بعدٝ ،تيت قبلة إلقباؿ الناس عليها ،قاؿ
اٟتىىرًاـ فبل تصٌ الصبلة بدكنو أم بدكف تعاىل :فىػ ىوًٌؿ ىك ٍج ىه ى ىشطٍىر الٍ ىم ٍس ًج ًد ٍ
االستقباؿ إال لعاج وز كا١تربوط لغَت القبلة كا١تصلوب كعند اشتداد اٟترب كإال ١تتنفل ر و
اكب
سائ ور ال نازؿ يف سفر مباح طويل أك قصَت إلا كاف يقصد جهة معينة فلو أف يتطوع على
راحلتو حيث ما توجهت بو" ،كقاؿ" :كفرض من قرب من القبلة أم الكعبة كىو من
أمكنو معاينتها أك ا٠تر عن يقُت إصابة عينها ببدنو كلها ْتيث ال ٮترج شيءه منو عن
الكعبة كال يضر علو كال نزكؿ ،كفرض من بعد عن الكعبة استقباؿ جهتها" إىل أف قاؿ:
"كيستدؿ عليها يف السفر بالقطب كىو أثبت أدلتها؛ ألنو ال يزكؿ عن مكانو إال قليبلن".
-قاؿ العبلمة مشس الدين جعفر بن أٛتد بن أيب ٭تِت عبد السبلـ الزيدم يف كتابو
(الركضة البهية يف ا١تسائل ا١ترضية شرح نكت العبادات) عند اٟتديث عن استقباؿ القبلة:
" كا١تصلي ال ٮتلو حالو من كجهُت إما ٯتكنو التوجو إىل عُت الكعبة أك ال ٯتكنو لل
للبعد كالعذر ا١تانع ،فإف أمكنو لل لزمو كمل ٬تزه العدكؿ عنو إىل التحرم كلل لقولو
تعاىل :فىػ ىوًٌؿ ىك ٍج ىه ى ىشطٍىر الٍ ىم ٍس ًج ًد ٍ
اٟتىىرًاـ ؛ كألنو ال خبلؼ أف من كاف معاينان ٢تا
لزمو التوجو إىل عينها ككذل ٬تب أف يكوف حكم من ىو يف حكم ا١تعاين بأف يكوف يف
بعض بيوت مكة ألنو متمكن من التوجو إىل عينها ،كإف مل ٯتكنو التوجو إىل عينها للعذر
ففرضو التحرم كىو النفر يف األمارات اليت ٭تصل لو هبا غالب الفن أف تل اٞتهة جهة
الكعبة فيلزمو التوجو إليها؛ ألنو إلا مل ٯتكنو العمل يف لل على العلم كجب عليو العمل
على غالب الفن ،كإف كاف ال معرفة لو باألمارات جاز لو تقليد أىل ا١تعرفة بذل ،كىذا
٦تا ال خبلؼ فيو".
الجنوب
مكة شرفهء
المشرق
هللا تعءلى
الشمءل