Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 4

‫مناجاة سيدي عبد المالك الضرير بن محمد بن عبد هللا العلوي الحسني التجاني‬

‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫يا ايها الناس انتم الفقراء إلى هللا وهللا هو الغني الحميد إن يشأ يذهبكم ويأت‬
‫بخلق جديد وما ذلك على هللا بعزيز‬

‫اللهم انك غني ال غنى عنك وولي ال عوض منك ومفضال بال سبب ومنان قبل‬
‫الطلب ابرزت الوجود من العدم وأودعته دالئل القدم ووسعته رحمة وعلما وأحق‬
‫به سلطانا وحكما فلم تغب ذرة منه عن علمك ولم تخرج لحظة عن حكمك وربيته‬
‫برحمانيتك وتوليته بقيوميتك وحملته على مقتضى اختيارك وحكمتك والزمته الفقر‬
‫الذاتي والعجز األصلي فكان افتقاره في نيل غناك ظاهرا ولسان عجزه لقيوميتك‬
‫ذاكرا وكملت نقائصه بداللتها عليك وحسنت شدائده بسوقها إليك فما انفك واقع‬
‫عن حكمه وال خلى موجود من نعمة وأجريت القلوب على وفق مرادك فحجبتها‬
‫بإرادتها عن سابق مرادك فصار العبد مثابا ومعاقبا لذلك وتعرفت لهم بجميل‬
‫صفاتك وباهر آياتك فأبرقت لهم محاسن إحسانك واستحثهم منادي إمتنانك فطارت‬
‫أرواح بأجنحة هو الرحمن الرحيم إلى بساط إني أنا هللا رب العالمين فغابوا إذ‬
‫شهدوا وجادوا إذ وجدوا وسيق آخرون بعصى االضطرار إلى كنوز الرحمة ومهب‬
‫األسرار فحمدوا العنا اذ ظفروا بالمنى واستحسنوا البدار إذ حاموا حول الدار وتاه‬
‫المخذولون في مهامه الحيرة إذ حرموا صادق االضطرار ونافع المعذرة ونورت‬
‫بصائر الموفقين بمعرفتك فوجدوك في كل جميل وحمدوك بالكمال والتكميل‬
‫وانفردت باإلمداد كما انفردت باإلجاد وتعاليت حتى عجز الكل عنك وتدانيت حتى‬
‫لم يكن أقرب منك وأطمع فضلك المذنبين وأرجف عدلك المقربين واقتضى غناك‬
‫أن خلقت الوجود للجود وزينت قهرك باإلحسان المشهود وغلبت المظاهر حلما‬
‫ومننا وجعلت رحمتك لما عندي ثناء وعلمت أن ال سبيل إليك وال غنى ألحد عنك‬
‫فكنت الدليل والمطلوب وعظمت النعمة على كل مرغوب فلم يزل الحمد لك أن‬
‫رحمت والحجة لك على من أخذت يا من ال يسأل عما يفعل وهم يسألون اللهم إنك‬
‫تعلم أن ال سبب لي اتمسك به وال حيلة لي أرجع إليها وال قوة لي اتسلى بها وال‬
‫ركن لي أفزع إليه وال سند لي أعتمد عليه فال تشوف لي إال إليك وال عذرا لي بين‬
‫يديك فإن ردتنتي لوصفي فإلى أين يذهب الطريد وان رحمتني على ما في فأنت‬
‫أرأف ربي بالعبيد يا من ال يمقت المترددين وال يعاف المتلوثين يا من ال يتثاقل‬
‫عن الملهوفين وال يتبرم عن المصروفين يا من ال ينهر السائلين وال يمل القابلين‬
‫يا من ال يهمل المحتاجين وال يعتذر للراجين يا سميع أنين المنكسرين يا رحيم‬
‫حنين المضطرين يا من إغاثته في الشدائد مشهودة وألطافه في المضايق معهودة‬
‫يا من أمره إذا اراد شيئا أن يقول له كن فيكون فسبحان الذي بيده ملكوت كل‬
‫شيء وإليه ترجعون إلهي قد إشتد حبل االضطرار وتعذر إال إليك الفرار وانقطع‬
‫من سواك رجائي وضاع إلى غيرك إلتجائي وحرمت في غير بابك فال تحرمني‬
‫وآيست من سواك فال تأيسني وغرقت نفسي في جنايتي وعجز التدبير وأنت غني‬
‫عن مؤاخذتي وأنا إلى عفوك فقير فبغناك عني إال رحمت فقري وبتمكنك مني إال‬
‫قبلت عذري وبعظيم عفوك إال نسخت هجري وبضياء وجهك إال أطلعت فجري‬
‫إلهي لو كنت ال ترحم إال المستحقين ما رجوتك ولو كنت ال تقبل إال المخلصين ما‬
‫أتيتك ولكن عاقتني األعمال وخانتني اآلمال ووصلت قاطعي وقدمت مانعي‬
‫فأوقفتني الذنوب مواقف الذل وأخرجتني من حرم النجاة إلى مخاوف الحل وطمعت‬
‫في مقاتلي سهام فعلي وأثبتتني للمكاره زالت نعلي وليس لي من بعد جاهك‬
‫مشتكى وال مالذ يسمع من دعا أو يرحم من بكى فإلى من أفر إن لم تحمني وبمن‬
‫أستغيث إن لم تغثني ومن أرجوه إن تخيبني ومن أدعوه إن لم تجبني ومن اتضرع‬
‫إليه إن لم ترحمني ومن أتملق بين يديه إن لم تقبلني وباب من أقرع إن تكلني‬
‫ومن به اتمنع إن لم تكن لي إلهي من ذا الذي أملك فحرمته ومن ذا الذي تعلق بك‬
‫فصرمته ومن ذا الذي تردد إليك فرددته ومن ذا الذي نزل بك فطردته ومن ذا‬
‫الذي استنصر بك فخذلته ومن ذا الذي تعزز بك فأذللته ومن ذا الذي تستر بك‬
‫ففضحته ومن ذا الذي تطارح عليك فطرحته يا من احتجب عن األبصار ولم‬
‫يحتجب عن حاجة أهل االضطرار يا من غالبت رحمته القواطع وتنزه بابه عن‬
‫الموانع ضربت الملوك حجابها وأنت عن المضطرين غير محجوب وسدت األغنياء‬
‫أبوابها وبابك عن الفقراء غير مسدود ووقتت األجواد نوالها ونوالك في سائر‬
‫اللحظات معهود ومقتت الكرام من يكثر سؤالها وأنت ال تمقت من يعود وفقد‬
‫المحسنون من ال يحسن طلبهم وأنت كيفما طلبك السائل موجود وأجمعت األسخياء‬
‫على منع عصاتها وانت دائما على العصاة تجود وصرفت الوجوه عن المتملقين‬
‫ووجهك عمن يتملق إليك غير مصروف وعرف المتصدقين بمنع غير المستحقين‬
‫وأنت برحمة من ال يستحقها معروف وكرهت الرحماء من يدل عليها وأنت تحب‬
‫من يدل عليك وأبعدت العظماء من يوصل إليها وأنت تقرب من يوصل إليك فكيف‬
‫أجزع وقد فتحت لي بابك إذ غلقت األبواب ويسرت لي جنابك إذ تعذر كل جناب‬
‫وكلما أتيتك عبدا لئيما وجدتك ربا رحيما فما فارقت وصفي وال فقدت جميل‬
‫وصفي وال غبنت في شدتي من تدارك لطفك حتى محت محاسنك وهم خيالي‬
‫واثبت جميلك شمسا على رغم الليالي فكيف اتخلى عنك وانت الذي يستحي أن‬
‫يخيب يدي العفاة وكيف أسيء بك الظن وانت الذي يقبل التوبة من عبادة ويعفو‬
‫عن السيئات وكيف أجيب داعي اليائس منك وقد تكفلت باإلجابة للمضطرين وكيف‬
‫تقطعني عنك الذنوب وقد دللت على نفسك المتحيرين يا من قال وإذا سألك عبادي‬
‫عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان إلهي كل من استشرته يدلني عليك‬
‫وكل من قصدته يدفعني إليك وقد آيستني التجاريب من سواك ودفعني االضطرار‬
‫إلى غناك ورددني لبابك حسن ظني فيك وألجأني حر تالفي إلى ظل تالفيك إن‬
‫تقصني فما لي من بعدك حبيب وإن تدنني فما ضرني أن ال يكون لي من غيرك‬
‫نصيب فكيف أغتر بسواك وهو سراب وكيف أسلو به وما على التراب تراب‬
‫وكيف أعتمد على غيرك وهو زائل وكيف أميل إلى سواك وهو مائل إلهي ما‬
‫لشدتي من بعدك انفراج وال لي من أسر الذنوب إن لم تمن إخراج وال يرجى لعلتي‬
‫غير دواك وال يبرد حرقتي شيء سواك وقد ركبت عند تموج الزمان فيما أخشاه‬
‫وعزت سواحل النجاة يا رباه يا رباه إلهي كيف أضيع وانت الرحيم وكيف أخيب‬
‫وأنت الكريم وكيف أذاد وما لي إلى غيرك وصول وكيف أضام والعبد بعزة سيده‬
‫يصول وكيف أتعفف وأنت الغني الجواد وكيف ال أعود وأنت الذي تحب العواد وقد‬
‫حملني كرمك على طلبك وعلقت عوائد إحسانك القلب بك فأبت الروح أن تحن‬
‫لغيرك واقتضى فضلك أال أيأس من خيرك فلو أيئستني لرجوتك فكيف إذ أطمعتني‬
‫ولو طردتني ما برحت عنك فكيف إذ آويتني ولو أوحشتني لتسليت بك فكيف إذ‬
‫آنستني فأنت المحمود إعطاء ومنعا والمحبوب وفاء وجمعا يا وليي في غربتي يا‬
‫مؤنسي في وحشتي يا نوري في ظلمتي يا ركني في شدتي يا كنزي في عيلتي يا‬
‫رجائي حين تنقطع حيلتي ال تذرني في حر الزمان وأنت ظلي وال في مقت‬
‫الحرمان وأنت سؤلي وال في فقد الهجران وعليك تلقفي وال في صفقة الخسران‬
‫وإليك تشوفي وال تكلني إلى من ال يرحم اضطراري وال يقبل اعتذاري فال مفر لي‬
‫من بعدك وال غوث لي إال من عندك وقد مال كل مؤمل عني ومل كل مستغاث مني‬
‫وأنت تغني عن كل شيء وال شيء عنك يغني فكيف ال أفر لغناك من فاقتي وكيف‬
‫ال أفزع لعزك من ذلتي وكيف ال أستغيث وقد جار التلف وال مجير وكيف ال أنادي‬
‫وغير عالجك في هذه حقير وكيف ال يحملني إلى الركون إليك انقطاعي وكيف ال‬
‫يلجئني لتعلق بك ضياعي وكيف ال يحسن إحسانك ظني وكيف ال تذهب شواهد‬
‫فضلك حزني فقد رحمتني على ما تعلم مني وأسرفت على نفسي ولم تقنطني‬
‫ورأيتني على ما تكره ولم تعاجلني ومددت إليك يد الضراعة فلم تؤجلني ووسع‬
‫إحسانك طمعي وضاع ضياعي إذ وجدتك معي فلم تحوجني إلى ترجمان وال تقيدت‬
‫لي بزمان فكيف يسعني إلى غيرك الفرار وأنت أرحم ما تكون عند االضطرار يا ذا‬
‫الجود العميم الذي ال يتقيد بزمان وال يختص بمكان يا ذا الفضل العظيم الذي‬
‫تصيب به من تشاء كيفما كان رفعت الشدائد حجاب األوهام وأزالت المضايق‬
‫الخيال عن األفهام فرأيت في بيت العنكبوت من ركن لسواك وضل عني كل من‬
‫أدعوه إال إياك إلهي كنت عدما فأوجدتني وغيبا فأشهدتني وحائرا فدللتني وجاهال‬
‫فأشعرتني وغافال فألهمتني وآيسا فأطمعتني ومعرضا فتعرضت لي ومنكرا فتعرفت‬
‫لي وزاهدا فتزينت لي وناقصا فلم يكن مني نقص إال قابله منك كمال حتى نفذت‬
‫نقائصي وال نفاذ لكمالك فها أنا ذا أتلون في امتنانك وأتنزه في سلطانك أجدك‬
‫مهما طلبتك وأشاهدك إذا ذكرتك حسبي عددي عضمت نعمتك عن شكري وجل‬
‫ثنائك عن فكري وذكري اجعل تعلقي فداء عن التعلق بغيرك وافتقاري إليك محققا‬
‫لإلستغناء بك يا من خلق الخلق ليرضحوا عليه يا من تعرف لهم بالرحمة ليرجعوا‬
‫إليه تعاليت عن مدارك األفهام فجعلت رحمتك إلى معرفتك سبيال وجل سبيل فضلك‬
‫عن اإلمكان فجعلت فضلك على فضلك دليال وتنزهت في تصرفك عن ثان فجللت‬
‫الباطن بالظاهر تجليال ونمت عليك ضروب اإلحسان فصار كل رجاء في جنب‬
‫فضلك قليال وترددت إليك أهل العصيان فلم يذكر الكل عنك إال جميال فلم ينقطع‬
‫منك رجاء المقصرين وال تعدى فضلك سؤال المجتهدين إلهي إن كنت أهال للمنع‬
‫فأنت أهل لإلعطاء وإن كنت بادي العيب فأنت أكرم من غطى وإن عرفت باإلساءة‬
‫فأنت المعروف باإلحسان وإن عدت للجهالة فأنت العواد بالغفران وإن ناديتك‬
‫لفاقتي فمن أخالقك إغاثة اللهفان وإن عجز عني فعلي فأنت على رحمتي قدير‬
‫وإن صغر حالي عن سؤالي فال شيء عليك كبير فإن عدلت فإنك خبير بصير وإن‬
‫تفضلت فما عليك تحجير فبدل دمي مع أخالقي بخلق حميد وحولني عما تكره إلى‬
‫ما تحب وتريد وأسرج باطني من نور اليقين وزين ظاهري بسمات الصادقين‬
‫وغيب قبائحي في جميل أوصافك وتداركني قبل نفوذ القضاء بألطافك يا لطيف يا‬
‫لطيف يا لطيف وتولني حين تنقطع األسباب والعالئق ويسر لي الشهادة عند‬
‫الموت بال عائق إلهي إليك أشكو ما تنزه عن سؤلي وكبر عن حالي وغلب صبري‬
‫وعال عن ذكري وإن جاوز حد اإلمكان فما جاوز اإلحسان فإن نطقت كان سفها‬
‫مني وإن سكت ما سكت حبه عني وكل ما هجمت جنايتي على نفسي أبى فضلك‬
‫أن يستقر إياسي فكم جاز في رجائك المحال وما أثر في فضلك سؤ حال يا أول‬
‫بغير ابتدى يا آخر بغير انتهى يا ظاهر بال تكييف يا باطن بال تشبيه يا ذا القوة‬
‫المتين يا حي يا قيوم بال معين يا سبوح له تأثير في األشياء جل شأنه يا قدوس‬
‫عن تخيالت األوهام تنزه سلطانه( يا من ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر‬
‫رحمته وهو الولي الحميد) ثالث مرات أغننا عن خلقك بمشاهدتك في رزقك حتى‬
‫ال نرى علينا منة لغيرك وال تهنا في طلبنا وتولنا في كسبنا واغفر لنا ما رجفت‬
‫منه قلوبنا وذهلت منه عقولنا ودارت فيه حيلنا وانقطعت منه حجتنا وبطلت منه‬
‫معذرتنا وسقط في أيدينا وأيقنت أن ال ملجأ منك إال إليك يا من سمى نفسه الرحمن‬
‫الرحيم ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين وصل‬
‫اللهم على مطلع شمس القدم وفاتق رتق العدم ودليل الكنز األعظم وسبيل الملك‬
‫األرحم ولسان علم القلم وإمام كل مقدم وأصل نعم العالم الذي جعلت باطنه لوحدتك‬
‫وظاهره لرحمتك وآخر سهل شفاعتك سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما‬
‫كثيرا إلى يوم الدين واغفر لي ولوالدي ولجميع المسلمين والحمد هللا رب‬
‫العالمين‬
‫م القادري ص ‪.38‬‬

You might also like