Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 361

‫السلما عليكم و رحةم ال تعال و بركاته ‪ ،‬إليكم هذا الكتاب من الؤملف ‪ ،‬لنشره ف موقعكم للساتفادة الفرديةم ل التجاريةم ‪،‬و‬

‫شكرا ‪ ،‬و وفقكم ال لا يبحه و يرضاه ‪ ،‬و السلما عليكم ‪.‬‬

‫الخأطاء التاريخية و المنهجية في مؤلفات‬


‫محمدأركون و محمد عابد الجابري‬
‫‪-‬دراسة نقدية تحليلية هادفة‪-‬‬

‫الدكتور خأالد كبير عللا‬


‫‪-‬حاصل على دكتوراه دولة في التاريخ السلمي من جامعة الجزائر‪-‬‬

‫‪ -‬دار المحتسب ‪-‬‬


‫‪ -‬طبحعةم أول سانةم ‪- 2008‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم‬

‫المقدمة‬

‫ت كتاب‬ ‫المحد ل رب العاليم و الصلة و السلما على أشرف الرساليم ‪ ،‬و بعد ‪ :‬خصص ت‬
‫هذا لوضوع الخطاء التارييةم و النهجيةم ف مؤملفات البحاحثييم ممحد أركون ‪ ،‬و ممحد عابد الابري‬
‫‪ ،‬و ل أخصصه ليإابياتا ‪ ،‬علمحا بأنا قليلةم جدا ف مصنفات أركون ‪ ،‬و كثية ف مصنفات‬
‫الابري بالقارنةم إل الول ‪.‬‬
‫كمحا أنن ل أتعرض لكل الخطاء ف مؤملفات الرجليم ‪ ،‬فهناك أخطاء ليست بالقليلةم تاوزتا ‪،‬‬
‫إما لنا مكررة ‪ ،‬و إما لن أجوبتها ساتد ف الرد على أخطاء أخرى ‪ ،‬و إما لنا أخطاء طفيفةم و‬
‫أقل خطرا ‪ ،‬فضربت عنها صفحا ‪.‬‬
‫ت من كثرة الخطاء التارييةم و النهجيةم ف‬ ‫ل‬
‫ت الكتابةم ف هذا الوضوع لمحا رأي ت‬
‫و قد اخت ت‬
‫مصنفات أركون و الابري ‪ ،‬مقابل الرواج الواساع‪-‬نسبحيا‪ -‬لؤملفات الابري على لعلتا و مضارها ‪،‬‬
‫و التأثي السيئ لكتب أركون –مع قلةم رواجها‪ -‬على عدد ليس بالقليل من الثقفيم و أهل العلم‬
‫من متلف بلدان العال ‪ ،‬هذا فضل على أن الرجليم يمحلن فكرا خطيا ف كثي من جوانبحه ‪ ،‬و‬
‫هو أيضا فكر متقارب ‪ ،‬و متداخل ‪ ،‬و متكامل‪ ،‬و متشابه ف جوانب كثية من جهةم أخرى ‪.‬‬
‫فرأيت من الواجب عليي أن أقوما بذلك العمحل لكشف تلك الخطاء ‪ ،‬و على ال قصد السبحيل ‪.‬‬
‫و عمحلي هذا ليس اصطيادا للخطاء ‪ ،‬و إنا هو عمحل علمحي نقدي هادف ‪ ،‬ريكزّ على نقد‬
‫مشروعيم فكرييم من جانبحييم ‪ ،‬ها ‪ :‬الخطاء التارييةم و الخطاء النهجيةم التعلقةم بطريقةم الفهم و‬
‫الكتابةم العلمحيةم ‪ ،‬و ها جانبحان من الهيةم بكان ‪ ،‬قاما عليهمحا قسم كبحي من الشروعيم ل يصح‬
‫السكوت عنه ‪.‬‬
‫ت ف كتاب هذا منهجا علمحيا نقديا ‪ ،‬قاما أسااساا على النقل الصحيح ‪ ،‬و العقل‬ ‫و قد اتبحع ت‬
‫الصريح ‪ ،‬و العلم الصحيح ‪ ،‬و التاريخ الثابت ‪ ،‬ملتزّما ف ذلك تطبحيق منهج الدثيم ف نقد‬
‫البخ‪ ،‬القائم على نقد الساانيد و التون معا ‪ ،‬ف تحيص الروايات الديثيةم و التارييةم ‪ .‬و ل أتل‬
‫عنه إل إذا ل أتكن من تطبحيقه ‪ ،‬أو ل أر ف تطبحيقه ضرورة ‪ .‬كمحا أنن ساأرتد على الخطاء‬
‫التارييةم و النهجيةم الواردة ف مؤملفات أركون و الابري ‪ ،‬ساواء صدرت منهمحا ‪ ،‬أو من الذين نقل‬
‫عنهم من أهل العلم ‪.‬‬
‫ت ف إنازي لكتاب هذا ‪ ،‬على مؤملفات الرجليم الت تكنت من‬ ‫و أشي هنا إل أنن اعتمحد ت‬
‫الصول عليها ‪ ،‬مع أنن أعلم بأن لمحا كتبحا غيها ل أطلع عليها ‪ ،‬لعدما تكن من الصول عليها‬
‫ت عليها ‪ ،‬هي كافيةم لناز بثي هذا ‪ ،‬و‬ ‫‪ ،‬لكن‪-‬مع ذلك‪ -‬اعتقد أن مصنفاتمحا الت تصل ت‬
‫للطلع على فكر الرجليم ‪.‬‬
‫فبحالنسبحةم لؤملفات أركون الت اعتمحدت عليها ‪ ،‬فقد بلغ عددها ساتةم كتب ‪ ،‬هي ‪:‬‬
‫‪ -‬الفكر السالمي قراءة علمحيةم ‪ ،‬ترجةم هاشم صال ‪ ،‬ط ‪ ، 2‬مركزّ التاد القومي ‪ ،‬و الركزّ‬
‫الثقاف العرب ‪ ،‬بيوت ‪ ،‬الدار البحيضاء ‪. 1996 ،‬‬
‫‪ -‬تارييةم فكر العرب السالمي‪ -‬هو نفسه ‪ :‬نقد العقل السالمي‪ ، -‬ترجةم صال هاشم ‪ ،‬ط‬
‫‪ ، 3‬مركزّ التاد القومي ‪ ،‬و الركزّ الثقاف العرب ‪ ،‬بيوت ‪ ،‬الدار البحيضاء ‪. 1998،‬‬
‫‪ -‬القرآن ‪ :‬من التفسي الوروث ‪ ،‬إل تليل الطاب الدين ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬ترجةم هاشم صال ‪ ،‬دار‬
‫الطليعةم بيوت ‪. 2001 ،‬‬
‫‪ -‬السالما ‪ ،‬أروبا ‪ ،‬الغرب ‪ ،‬ترجةم هاشم صال ‪ ،‬ط ‪ ، 2‬دار الساقي ‪ ،‬بيوت ‪. 2001‬‬
‫‪ -‬الفكر الصول و إساتحالةم التأصيل ‪ ،‬ترجةم هاشم صال ‪ ،‬ط ‪ ، 2‬دار الساقي بيوت ‪،‬‬
‫‪. 2002‬‬
‫‪ -‬معارك من أجل النسنةم ف السياقات السالميةم ‪ ،‬ترجةم هاشم صال ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬دار الساقي ‪،‬‬
‫بيوت ‪. 2001 ،‬‬
‫ت عليها ‪ ،‬فقد بلغ عددها خسةم ‪ ،‬و هي ‪:‬‬ ‫و أما مصنفات الابري الت اعتمحد ت‬
‫‪ -‬تكوين العقل العرب ‪ ،‬ط ‪ ، 8‬الركزّ الثقاف العرب ‪ ،‬الدار البحيضاء ‪ ،‬د ت ‪.‬‬
‫‪ -‬بنيةم العقل العرب ‪ ،‬ط ‪ ، 7‬مركزّ دراساات الوحدة العربيةم بيوت ‪. 2004 ،‬‬
‫‪ -‬العقل السياساي العرب ‪ ،‬ط ‪ ، 6‬الركزّ الثقاف العرب ‪ ،‬الدار البحيضاء ‪. 2003 ،‬‬
‫‪ -‬العقل الخلقي العرب ‪ ،‬ط ‪ ، 2‬الركزّ الثقاف العرب ‪ ،‬الدار البحيضاء ‪. 2001 ،‬‬
‫‪ -‬التاث و الداثةم – دراساات و مناقشات – ط ‪ ، 2‬مركزّ دراساات الوحدة العربيةم ‪ ،‬بيوت ‪،‬‬
‫‪. 1999‬‬
‫ت قدر الستطاع على اساتخراج أخطاء‬ ‫و أنا ف عمحلي هذا ل أدعي الكمحال ‪ ،‬فإنن اجتهد ت‬
‫ت مواطن الطأ و اللل فيها‬ ‫الرجليم التارييةم و النهجيةم من أعمحالمحا العلمحيةم ‪ ،‬و ناقشتها ‪ ،‬و بين ت‬
‫ت فبحتوفيق من ال‬‫‪ ،‬انطلقا من نظرت الدينيةم ‪ ،‬و قناعات الشخصيةم ‪ ،‬و تربت العلمحيةم ‪ ،‬فإن أصبح ت‬
‫تعال ‪ ،‬و إن أخطأت فمحن نفسي و من الشيطان ‪ ،‬و فوق كل ذي علم عليم ‪.‬‬
‫و أخيا أساأل ال تعال التوفيق و السداد ‪ ،‬و الخلصا ف القول و العمحل ‪ ،‬و أن ينفع بعمحلي‬
‫هذا مؤملفه و قارئه ‪ ،‬و كل من ساعى ف نشره و توزيعه ‪ ،‬إنه سابححانه و تعال سيع ميب ‪ ،‬و‬
‫على كل شيء قدير ‪.‬‬
‫د‪ /‬خالد كبحي علل‬
‫‪ /06‬رجب‪ /31 – 1427 /‬جويليةم ‪2006 /‬‬
‫‪-‬الزّائر‪-‬‬
‫الفصل الولا‬

‫الخأطاء المنهجية في الكتابة العلمية و النقد التاريخي‬


‫‪ -‬في مؤلفات أركون و الجابري –‬

‫أول ‪ :‬أخأطاء في منهجية الكتابة العلمية ‪.‬‬


‫ثانيا ‪ :‬أخأطاء في منهج النقد التاريخي ‪.‬‬
‫الفصل الولا‬
‫الخأطاء المنهجية في الكتابة العلمية و النقد التاريخي‬
‫‪ -‬في مؤلفات أركون و الجابري –‬
‫و قع البحاحثان ممحد أركون و ممحد عابد الابري ف أخطاء منهجيةم كثية ‪ ،‬يتعلق بعضها‬
‫بنهجيةم الكتابةم العلمحيةم ‪ ،‬و يتعلق بعضها الخر بنهج النقد التاريي ‪ ،‬نتناولا تبحاعا فيمحا يأت إن‬
‫شاء ال تعال ‪:‬‬
‫أول ‪ :‬أخأطاء في منهجية الكتابة العلمية ‪:‬‬
‫فبحالنسبحةم لمحد أركون فإن أخطاءه النهجيةم ف الكتابةم العلمحيةم كثية جدا ‪ ،‬أذكر منها طائفةم‬
‫متنوعةم‪ ، 1‬أولا عدما التوثيق من الصادر السالميةم رغم توفرها ‪ ،‬و التوثيق من الراجع الساتشراقيةم‬
‫العاديةم –ف معظمحها‪ -‬للسالما و السلمحيم ‪ ،‬و الشواهد التيةم تتثبحت ذلك بوضوح ‪ ،‬أولا مفاده أن‬
‫أركون عندما عيرف ببحعض مصطلحات علم الديث ‪ ،‬كمحعن الديث ‪ ،‬و السنةم ‪ ،‬و الثر ‪ ،‬و‬
‫البخ ‪ ،‬و السمحاع ‪ ،‬و الروايةم ‪ ،‬أحال إل دائرة العارف الساتشراقيةم السمحاة بالسالميةم‪. 2‬‬
‫و الشاهد الثان ‪ ،‬مفاده أن أركون ف كتابه تارييةم الفكر العرب السالمي ‪ ،‬نقل أخبحارا تارييةم‬
‫متنوعةم عن التاريخ السالمي ‪ ،‬من دون الرجوع إل الصادر السالميةم ‪ ،‬و أحال إل كتب‬
‫اساتشراقيةم‪ . 3‬و فعل نفس الشيء ف كتابه الفكر السالمي ‪ ،‬فقد أورد نصوصا و أخبحارا ‪ ،‬من‬
‫دون الرجوع إل الصادر السالميةم‪. 4‬‬
‫و الشاهد الثالث هو أن أركون لا تطرق للمحرساوما الذي أصدره الليفةم العبحاساي القادر بال‬
‫) ت ‪422‬ه ( العروف بالعتقاد القادري ‪ ،‬أشار ف الامش إل كتاب للمحستشرق المريكي‬
‫جورج مقدساي عنوانه ‪ :‬ابن عقيل ‪ :‬الدين و الثقافةم ف السالما الكلسايكي ‪ ،‬الصادر باللغةم‬
‫النليزّيةم‪ . 5‬و ل يرجع إل الصادر التارييةم السالميةم الت أشارت لذا العتقاد ‪ ،‬خاصةم كتاب‬
‫النتظم لعبحد الرحن بن الوزي ) ت ‪597‬ه( الذي أورد العتقاد كامل ف تاريه‪. 6‬‬
‫و الشاهد الرابع هو أن أركون زعم أن كتب البحاحثيم الرواد من الستشرقيم سااهوا بشكل‬

‫‪1‬‬
‫سايأت ذكر أمثلةم أخرى كثية ‪ ،‬ف الفصول التيةم من هذا الكتاب ‪ ،‬إن شاء ال تعال ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫الفكر السالمي –قراءة علمحيةم‪ ، -‬صا‪. 48 ، 22 :‬‬
‫‪3‬‬
‫أنظر مثل ‪ :‬صا ‪. 227 ، 225 ، 224 ، 223 :‬‬
‫‪4‬‬
‫أنظر صا ‪. 158 ، 157 :‬‬
‫‪5‬‬
‫أركون ‪ :‬القرآن ‪ :‬قراءة ‪ ...‬صا‪. 12 :‬‬
‫‪6‬‬
‫ط ‪ ،1‬دار صادر ‪ ،‬بيوت ‪1358 ،‬ه ‪ ،‬ج ‪ ، 8‬صا‪ 109 :‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫علمحي ف تقدما الدراساات القرآنيةم ‪ ،‬و )) تقدما معرفتنا العلمحيةم بالقرآن ((‪ . 7‬و قوله هذا اعتاف منه‬
‫بأن كتب الستشرقيم هي الكتب العلمحيةم الامةم عنده ‪ ،‬و هذا زعم باطل مردود عليه ‪ ،‬لن العرفةم‬
‫الصحيحةم بالقرآن ل ندها ف مؤملفات الستشرقيم و تلمذتم ‪ ،‬و إنا ندها ف القرآن نفسه أول‬
‫‪ ،‬لنه يمحل تاريه ف ذاته ‪ .‬و ندها أيضا ف السنةم النبحويةم الصحيحةم الوافقةم له ثانيا ‪ ،‬و ف‬
‫التاث السالمي الصحيح ثالثا ‪.‬‬
‫و الطأ الثان – من أخطاء الكتابةم العلمحيةم‪ -‬هو عدما توثيقه لخبحار و نصوصا ذكرها ف بعض‬
‫مؤملفاته ‪ ،‬و المثلةم التيةم شاهدة على ذلك ‪ ،‬أولا يتمحثل ف أنه –أي أركون‪ -‬زعم أنه ف القرن‬
‫الرابع الجري حدث إجاع بيم السلمحيم على شكل و مضمحون النص القرآن ‪ ،‬بعد فتة طويلةم من‬
‫الحتجاج و الختلف ‪ ،‬و هو ل يوثق زعمحه هذا من كتب شيوخه الستشرقيم ‪ ،‬و ل من‬
‫مؤملفات السلمحيم‪ . 8‬و نن نكتفي هنا بنقل ما ادعاه أركون ف الروايةم الت ذكرها ‪ ،‬و سانرد عليه‬
‫فيها و نفندها ف البححث الول من الفصل الثالث ‪ ،‬إن شاء ال تعال ‪.‬‬
‫و الثال الثان مفاده أن أركون أورد ف كتابه معارك من أجل النسنةم أخبحارا تارييةم متنوعةم عن‬
‫عصر دولةم بن بويه بالشرق السالمي )‪447-320‬ه ( ‪ ،‬من دون أن يوثقها ‪ ،‬من مؤملفات‬
‫الستشرقيم ‪ ،‬و ل من الصادر السالميةم‪. 9‬‬
‫و الثال الثالث يتضمحن حديثا مشهورا ‪،‬ذكره أركون بالعن ‪ ،‬و هو حديث )) اختلف أمت‬
‫رحةم (( ‪ ،‬عيبخ عنه بقوله ‪ )) :‬إن الديث الشهي الذي يتناول الختلف و يرى فيه رحةم للمةم ‪،‬‬
‫تيعبخ بطريقته الاصةم عن فائدة الختلف ((‪ . 10‬هذا الديث ل تيوثقه أركون من حيث التخريج ‪،‬‬
‫و ل ذكر درجته من حيث الصحةم من عدمها ‪ ،‬و بن عليه فكرته الت نقلناها عنه ‪ ،‬و الديث ف‬
‫حقيقته هو حديث موضوع ل أصل له‪. 11‬‬
‫كمحا أنه ذكر حديث ‪ )) :‬ل طاعةم لخلوق ف معصيةم الالق ((‪ ،‬و ل يسمحيه حديثا ‪ ،‬و إنا‬
‫ساه ‪ :‬مبحدأ من مبحادئ اللهوت السالمي‪ . 12‬و ل تييرجه من حيث التوثيق ‪ ،‬و ل ذكر درجته‬

‫‪7‬‬
‫الفكر الصول ‪ ،‬صا‪. 39 :‬‬
‫‪8‬‬
‫أنظر كتابه ‪ :‬تارييةم الفكر العرب السالمي ‪ ،‬صا‪. 94 :‬‬
‫‪9‬‬
‫أنظر صا ‪ 61 :‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫تارييةم الفكر العرب ‪ ،‬صا‪. 93 :‬‬
‫‪11‬‬
‫اللبحان ‪ :‬سالسلةم الحاديث الضعيفةم ‪ ،‬مكتبحةم العارف ‪ ،‬الرياض‪ ،‬د ت ‪ ،‬ج ‪ ،1‬صا‪ ، 141 :‬رقم ‪. 57 :‬‬
‫‪12‬‬
‫القرآن ‪ :‬من التفسي ‪ ،‬صا‪. 11 :‬‬
‫من حيث الصحةم و الضعف ‪ .‬و هو حديث صحيح رواه أحد بن حنبحل‪ ، 13‬و التمذي‪ 14‬و‬
‫غيها ‪.‬‬
‫و أشي هنا إل أن عمحل أركون الذي ذكرناه ف الطأ الول ‪ ،‬هو عمحل غي علمحي تاما ‪ ،‬لنه‬
‫ترك الصادر الت تص الوضوع الذي كتب فيه ‪ ،‬و اعتمحد على مراجع اساتشراقيةم حديثةم بعيدة‬
‫جدا عن الواضيع الت يكتب فيها ‪ ،‬هذا فضل على أنا كتب معاديةم –ف معظمحها‪ -‬للسالما و‬
‫أهله ‪ ،‬و السالما و السلمحون ها أيضا يرفضان الساتشراق برجاله و تراثه رفضا تاما تقريبحا ‪ .‬و بناء‬
‫على ذلك فل يصح علمحيا أن يكتب أركون –أو غيه‪ -‬عن السالما و تاريه معتمحدا على ما كتبحه‬
‫عنه أعداؤه و خصومه و الكافرون به ‪ ،‬و تيهمحل‪ -‬مقابل ذلك‪ -‬الصادر السالميةم ‪ ،‬خاصةم و أن‬
‫أركون يعرف اللغةم العربيةم ‪ ،‬و متخصص ف الدراساات السالميةم ‪ ،‬فليس له أي عذر فيمحا وقع فيه‬
‫‪ .‬التغليط و‬
‫كمحا أن عدما توثيقه لكثي ما كتبحه عن السالما و أهله ‪ ،‬هو عمحل ليس من الكتابةم العلمحيةم ف‬
‫شيء ‪ ،‬فكان عليه أن تيوثق كل ما ينقله عن غيه ‪ ،‬لن من حق القارئ عليه أن تيطالبحه بالتوثيق ‪،‬‬
‫للتأكد من ذلك ‪ ،‬و للرجوع إل الصل للساتزّادة و التوساع ‪ .‬كمحا أن عدما ذكره لدرجةم الحاديث‬
‫النبحويةم ‪ ،‬هو عمحل قد تيوقع ف الطأ و التدليس ‪ ،‬و الكذب على رساول ال –عليه الصلة و‬
‫السلما‪ -‬لن ليس كل ما تروي ف كتب السنةم العروفةم صحيحا ‪ ،‬فمحا بالك إذا تروي ف كتب‬
‫ليست مصنفات حديثيةم متخصصةم ؟ ‪.‬‬
‫و الطأ الثالث ‪-‬من أخطاء منهجيةم الكتابةم العلمحيةم – هو اساتخداما أركون للمحغالطات ‪ ،‬فقد‬
‫اساتخدمها كثيا و بطرق متلفةم ‪ ،‬و ملتويةم ‪ ،‬أذكر منها طائفةم ‪ ،‬أولا إنه زعم أن الستشرقييم كلود‬
‫كاهن ‪ ،‬و روزنتال ‪ ،‬كشفا ف بعض كتبحهمحا عن التاريخ السالمي مدى )) التلعب بالوقائع و‬
‫الشخصيات الكبخى الثاليةم ‪ ،‬بدف دعم إيديولوجيا الكفاح ‪ ،‬الت تتبحناها الحزّاب ‪ ،‬و الزّمر و‬
‫الطوائف التنافسةم على الرثوذكسيةم ‪ ،‬و على السلطةم ‪ ،‬لقد فضحا كل ذلك لدى العديد من‬
‫الؤملفيم ‪ ،‬و كتب التاريخ القدي ((‪ . 15‬و قوله هذا مغالطةم مفضوحةم ‪ ،‬ترمي إل التضليل و التغليط‬
‫و التدليس على القارئ ‪ ،‬و فيه أيضا مدح لعمحال هذين الستشرقييم ‪ ،‬لن المر الذي زعم أنمحا‬
‫اكتشفاه ‪ ،‬هو أمر معروف بالضرورة من التاريخ السالمي قديا و حديثا ‪ ،‬منذ القرون الول‬
‫الجريةم و ما بعدها إل يومنا هذا ‪ ،‬فذلك الزّعم ل تيعد كشفا و ل سابحقا ‪ ،‬و قد تنبحه له علمحاء‬
‫أهل السنةم مبحكرا ‪ ،‬و صنفوا فيه كتبحا ميزّوا فيها الرواة الععدليم من الروحيم ‪ ،‬و ميزّوا مروياتم ف‬
‫ت‬
‫‪13‬‬
‫السند ‪ ،‬مؤمساسةم قرطبحةم ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬د ت ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪. 131 :‬‬
‫‪14‬‬
‫التمذي ‪ :‬السنن ‪ ،‬حققه أحد شاكر و آخرون ‪ ،‬دار إحياء التاث العرب ‪ ،‬بيوت ‪ ،‬دت ‪ ،‬ج ‪ 4‬صا‪. 209 :‬‬
‫‪15‬‬
‫تارييةم الفكر ‪ ،‬صا‪. 27 ، 26 :‬‬
‫متلف ملت العلوما ‪ ،‬خاصةم فيمحا يتعلق بالسنةم و السية ‪،‬و تاريخ الصحابةم ‪ ،‬و التابعيم ‪ ،‬و‬
‫مصنفاتم ف الرح و التعديل‪ ،‬و العلل و التاجم شاهدة على ذلك ‪ ،‬و هي كثية جدا و مطبحوعةم‬
‫‪ ،‬و متداولةم بيم أهل العلم ‪ ،‬كالعلل لحد بن حنبحل ‪ ،‬و الرح و التعديل لبن أب حات ‪ ،‬و‬
‫الضعفاء للعقيلي ‪ ،‬و غيها كثي ‪ .‬و هذه العمحليةم ل تتوقف عند القرون الربعةم الول ‪ ،‬و إنا‬
‫اساتمحرت بعدها إل يومنا هذا ‪ ،‬من ذلك كتاب العواصم من القواصم لب بكر بن العرب ‪ ،‬و‬
‫منهاج السنةم النبحويةم لبن تيمحيةم ‪ ،‬و النار النيف لبن قيم الوزيةم ‪ ،‬و السلسلةم الصحيحةم و‬
‫الضعيفةم لناصر الدين اللبحان ‪ ،‬و قد أشار الؤمرخ شس الدين الذهب )ت ‪748‬ه( إل تلك‬
‫الظاهرة مرارا ف كثي من كتبحه ‪ ،‬كسي أعلما النبحلء ‪ ،‬و ميزّان العتدال ف نقد الرجال ‪.‬‬
‫ت شخصيا ببححث حول ظاهرة الكذب و التحريف ف التاريخ السالمي خلل القرون‬ ‫و قد قمح ت‬
‫ت على كتب الرح و التعديل أول ‪ ،‬ث على كتب التواريخ ثانيا ‪،‬‬ ‫الربعةم الول ‪ ،‬اعتمحد ت‬
‫ت أكثر من ‪ 300‬كذاب مارساوا الكذب و التحريف على اختلف أنواعه و أشكاله‪. 16‬‬ ‫فأحصي ت‬
‫و الغالطةم الثانيةم هي أنه‪-‬أي أركون‪ -‬كثيا ما تيوجه انتقادات للمحستشرقيم ف تعاملهم مع‬
‫السالما ‪ ،‬منهجا و تطبحيقا‪ ، 17‬ما تيوهم بأنه تيالفهم مالفةم جذريةم منهجا و تطبحيقا ‪ ،‬و هذا مرد‬
‫وهم ‪ ،‬و تضليل ‪ ،‬و تغليط ‪ ،‬لن أركون كثي الدح للمحستشرقيم و اللتزّاما بنهجهم ‪ ،‬و العتمحاد‬
‫على تراثهم‪ . 18‬و أما انتقاداته للمحستشرقيم ‪ ،‬فبحعضها انتقادات شكليةم ساطحيةم ‪ ،‬و بعضها الخر‬
‫انتقادات مشبحوهةم ماكرة ‪ ،‬تتعلق بثهم أكثر على التكيزّ على طرق هدما السالما و إثارة الشبحهات‬
‫حوله ‪ ،‬و هذا سانقيم عليه الدلةم الدامغةم على صدقه ف الفصول التيةم من كتابنا هذا‪ 19‬إن شاء‬
‫ال تعال ‪ .‬و هو‪-‬أي أركون‪ -‬ف حقيقته تلمحيذ وف للمحستشرقيم و تراثهم ‪ ،‬و مؤملفاته شاهدة‬
‫عليه‪ ،‬و تدينه بقوة ‪.‬‬
‫و الغالطةم الثالثةم إنه زعم فيها أن الستشرقيم ف دراسااتم للسالما ‪ ،‬و تطبحيقهم عليه للمحنهجيةم‬
‫الساتشراقيةم الكلسايكيةم ‪ ،‬نقلوا )) عقائد السلمحيم كمحا هي ‪ ،‬إل اللغات الوروبيةم ‪ .‬إنا تكتفي‬
‫بالنهجيةم الو صفيةم ‪ ،‬أي الاريإيةم ‪ ،‬و الياديةم البحاردة الت تلمس موضوعها مسا خفيفا من الارج‬
‫(( ‪ ،‬فعلو ذلك )) بجةم احتاما عقائد السلمحيم و مراعاتم ‪ ،‬و أحيانا يقدمونا و هم يتبحجحون‬

‫‪16‬‬
‫أنظر كتابنا ‪ :‬مدرساةم الكذابيم ف روايةم التاريخ السالمي و تدوينه ‪ ،‬ط ‪ ،1‬دار البحلغا ‪ ،‬الزّائئئر ‪ ،‬صا ‪ 47 :‬و مئا بعئدها‬
‫‪.‬‬
‫‪17‬‬
‫أنظر مثل ‪ :‬الفكر الصول ‪ ،‬صا‪ . 198 ، 48 ، 47 :‬و السالما ‪ ،‬أروبا ‪ ،‬صا‪. 98 :‬‬
‫‪18‬‬
‫سابحق ذكر بعض ذلك ‪ ،‬وسانذكر كثيا منه ف الفصول التيةم إن شاء ال تعال ‪.‬‬
‫‪19‬‬
‫سانذكر بعضها ف الغالطةم الثالثةم التيةم ‪.‬‬
‫بالوضوعيةم العلمحيةم ((‪. 20‬‬
‫و قوله هذا مغالطةم مكشوفةم ‪ ،‬و كلما باطل مردود عليه ‪ ،‬فمحت درس الساتشراق‪-‬ف عمحومه‪-‬‬
‫السالما دراساةم علمحيةم موضوعيةم ؟ ‪ ،‬و مت قدما السالما لوروبا على حقيقته ؟ ‪ .‬و هو الريص‬
‫على تدمي السالما و أهله خدمةم للكنيسةم و الساتشراق و الساتعمحار‪. 21‬‬
‫و هو أيضا كلما مضحك ‪ ،‬لن العروف بيم السلمحيم و الشائع بينهم ‪ ،‬هو أن أوروبا ل‬
‫تعرف السالما على حقيقته الناصعةم ‪ ،‬و إنا تعرفه معرفةم خاطئةم و ناقصةم و مشوهةم ‪ ،‬با أثارته‬
‫حوله مؤملفات الستشرقيم و الكنسييم و الشيوعييم و غرهم من أعداء السالما ‪ ،‬من شبحهات و‬
‫أكاذيب و تريفات و اتامات ‪ ،‬لذا تسعى كثي من الؤمساسات السالميةم إل تعريف الوروبييم‬
‫بالسالما الصحيح ‪ .‬لكن أركون يقول عكس ذلك تاما ‪ ،‬فهو يزّعم أن الساتشراق نقل السالما‬
‫إل أوروبا على حقيقته ‪ ،‬و بياديةم و علمحيةم ! ‪ ،‬فمحن الذي نشر ف الغرب من أن القرآن مأخوذ‬
‫من التوراة و الناجيل ‪ ،‬و إنه نسخةم ميرفةم عنها ؟ ‪ ،‬و من الذي نشر بينهم أن ممحدا‪-‬عليه‬
‫الصلة و السلما‪ -‬دجال و كذاب و دموي ؟ ‪ ،‬و من الذي نشر الشبحهات حول شريعةم السالما‬
‫؟‪ ، 22‬إنم الستشرقون شيوخ أركون هم الذين نشروا ذلك ‪ ،‬أمثال‪ :‬برنارد لويس‪ ،‬و كارل‬
‫بروكلمحان‪ ،‬و جولد تسهي‪ 23‬و هو نفسه‪-‬أي أركون‪ -‬ذكرا كثيا منها ف كتبحه ‪ ،‬و سايأت ذكر‬
‫بعضها لحقا إن شاء ال تعال ‪.‬‬
‫و واضح إنه ل يكفيه ما ارتكبحه الستشرقون من جرائم ف حق السالما و أهله ‪ ،‬فهو تيطالب‬
‫بالزّيد من التشويه و التخريب ‪ ،‬لن النهجيةم الساتشراقيةم القديةم الت ارتكبحت تلك الرائم ل تشبحع‬
‫رغبحته و هواه ‪ ،‬فهو تيطالب بتعديلها و تطويرها ‪ ،‬لتكون أكثر فاعليةم ف التخطيط و الكر و‬
‫التشويه ‪ ،‬و التدمي و التخريب ‪ ،‬لن ما حققته الطريقةم الول تي )) بياديةم و علمحيةم (( حسب‬
‫زعمحه !! ‪.‬‬
‫و الغالطةم الرابعةم تتعلق بالقرآن الكري ‪ ،‬و هي مزّوجةم بالتحريف و التضخيم ‪ ،‬و التغليط و‬
‫التزّييف ‪ ،‬فقال عن تاريخ القرآن ‪ )) :‬هنا ند أنفسنا أماما الشكلةم الضخمحةم للكلما الشفهي –أي‬
‫القرآن‪ -‬الذي أصبحح نصا ((‪ . 24‬أيةم مشكلةم ضخمحةم يتحدث عنها هذا الرجل ؟ ‪ ،‬إنا مشكلةم‬

‫‪20‬‬
‫الفكر الصول ‪ ،‬صا‪ . 198 :‬و السالما ‪ ،‬أوروبا ‪ ،‬صا‪. 98 :‬‬
‫‪21‬‬
‫أنظئئر مثل ‪ :‬عبحئئد المحيئئد عرفئئان‪ :‬الستشئرقون و العرفئئان‪ ،‬ط ‪ ، 2‬الكتئئب السائئلمي‪ ،‬بيوت ‪ ،1983 ،‬صا‪، 20 ،18 :‬‬
‫‪ . 29 ،28‬عمحر فاروخ ‪ :‬التبحشي و الساتعمحار ف البحلد العربيةم ‪ ،‬الكتبحةم العصريةم ‪ ،‬بيوت ‪168 ،‬ه‬
‫‪22‬‬
‫سانذكر من ذلك شواهد كثية فيمحا يأت من هذا الكتاب بول ل تعال ‪.‬‬
‫‪23‬‬
‫عبحد المحيد عرفان‪ :‬الرجع السابق‪ ،‬صا‪. 25 ،24 :‬‬
‫‪24‬‬
‫الفكر السالمي ‪ ،‬صا‪. 146 :‬‬
‫وهيةم‪ ،‬نبحتت ف رأساه من قراءته لتاث الستشرقيم ‪ ،‬لنه ل توجد ف تاريخ القرآن الكري أيةم مشكلةم‬
‫ضخمحةم و ل بسيطةم تتعلق بتدوينه و حفظه ‪ ،‬و سانتوساع ف هذا الوضوع ف الفصل الثالث ‪ ،‬و‬
‫نرد على أوهامه بالدلةم القطعيةم الدامغةم ‪ ،‬إن شاء ال تعال ‪.‬‬
‫و الغالطةم الخية‪ -‬أي الامسةم‪ -‬هي زعمحه بأنه ل تيوجد إسالما واحد ‪ ،‬و إنا تيوجد‬
‫إسالمات ‪ ،‬بقدر الفئات الثقافيةم و العرقيةم الت تعتنقه‪ . 25‬و قوله هذا زعم باطل ‪ ،‬و مغالطةم‬
‫مكشوفةم ‪ ،‬لن السالما ف أصله و حقيقته إسالما واحد ‪ ،‬يقوما على القرآن الكري ‪ ،‬و السنةم‬
‫النبحويةم الصحيحةم الوافقةم له –أي للقرآن‪ . -‬و أما ما أشار إليه أركون من التنوع الثقاف و العرقي ‪،‬‬
‫فهو تنيوع سابحبحه اختلف الفهوما و التفسيات ‪ ،‬ف مسائل شرعيةم معروفةم تمتلف فيها بيم العلمحاء ‪،‬‬
‫و بعضها من التقاليد و العراف ‪ ،‬الت ربا ل تالف الشرع ‪ ،‬و قد تناقضه و ل تت إليه بصلةم ‪،‬‬
‫و عليه فإن ما زعمحه أركون غي صحيح‪.‬‬
‫و الطأ الرابع – من أخطاء الكتابةم العلمحيةم‪ -‬هو كثرة البحالغات ف مؤملفات أركون ‪ ،‬و هي‬
‫متعددة الشكال ‪ ،‬فمحن ذلك ‪ :‬البحالغةم ف مدح و تعظيم ما يدعو إليه ‪ ،‬و الط من قيمحةم ما‬
‫يدعو إليه مالفوه ‪ ،‬فيندد باتاهاتم الذهبحيةم و الدينيةم و الوضعيةم ‪ ،‬و يتبحالغ ف تجيد فكره ‪،‬‬
‫بالنهاج النقدي التفكيكي‪. 26‬‬
‫و منها أيضا‪-‬أي البحالغات –الكثار من اساتخداما الصطلحات العلمحيةم الوفاء بل ضرورة ‪،‬‬
‫فقد اساتخدما جهازا مفهوميا مصطلحيا متنوعا و ثقيل ‪ ،‬جيره معه ف مؤملفاته ‪ ،‬و اتعب به التقراء‬
‫‪،‬و متجم أعمحاله ‪ ،‬من ذلك قوله ‪ )) :‬إن الساطورة و اليثولوجيا ‪ ،‬و الطقس الشعائري ‪ ،‬و‬
‫الرأس مال الرمزّي ‪ ،‬و العلمةم اللغويةم و التبحن الوليةم للدللةم ‪ ،‬و العن و الاز ‪ ،‬و إنتاج العن ‪،‬‬
‫وفق السرد القصصي ‪ ،‬و التارييةم و الوعي و اللوعي ‪ ،‬و الخيال الجتمحاعي ‪ ،‬و التصور و نظاما‬
‫اليان و اللإيان ‪ ،‬كل ذلك تيثل مصطلحات تيعاد بلورتا و تديدها ‪ ،‬دون توقف من خلل‬
‫البححث العلمحي العاصر ((‪ . 27‬هذه الصطلحات و غيها ‪ ،‬هي كثية جدا ف مصنفات أركون ‪،‬‬
‫فكان يإرها معها من غي ضرورة ‪ ،‬و بامكانه الساتغناء عنها ‪ ،‬و ل مبخر لا إل التعال و التعاظم‬
‫‪ ،‬و التشويش على القارئ والتسلط على أفكاره ‪ ،‬و هي ف حقيقتها مصطلحات جوفاء ثقيلةم و‬
‫هزّيلةم ‪-‬ف الغالب العم – ‪ ،‬فقية من حيث العان ‪ ،‬و كثيا ما اساتخدمت ف غي ملها ‪ ،‬و‬
‫هذا ما سايتبحيم لنا بشكل واضح و دقيق ‪ ،‬فيمحا يأت من فصول كتابنا هذا ‪ ،‬إن شاء ال تعال ‪.‬‬
‫و منها أيضا –أي البحالغات – كثرة ترديده بأنه يستخدما مناهج العلوما الجتمحاعيةم الديثةم ‪ ،‬ف‬
‫‪25‬‬
‫تارييةم الفكر العرب السالمي ‪ ،‬صا‪. 104 :‬‬
‫‪26‬‬
‫الفكر الصول ‪ ،‬صا‪. 16 :‬‬
‫‪27‬‬
‫تارييةم الفكر ‪ ،‬صا‪. 23 :‬‬
‫مؤملفاته ‪ ،‬كالنهج السيمحيائي الدلل ‪ ،‬و النهج التحليلي التفكيكي ‪ ،‬و منهج التارييةم‪ . 28‬و هو‬
‫قد طبحق هذه الناهج ف مؤملفاته على ما ذكره هو ‪ ،‬فتبحيم ل أنا ل توصله‪-‬ف الغالب‪ -‬إل إل‬
‫الوهاما و الظنون و الباطيل ‪ ،‬من ذلك أنه طبحق منهج التارييةم على تاريخ القرآن الكري ‪ ،‬فجاء‬
‫بالطامات و الباطيل ‪ . 29‬و طبحق النهج السيمحيائي على ساورة التوبةم فلم يأت بشيء جديد‬
‫صحيح ‪ ،‬و ل بأمر له قيمحةم كبحية ؛ بل جاءت دراساةم عاديةم تللتها أخطاء ‪ ،‬كوصفه ل تعال‬
‫بالبحطل الغعيي‪. 30‬‬
‫ت‬
‫و الطأ الامس – من أخطاء الكتابةم العلمحيةم‪ -‬إنه‪-‬أي أركون‪ -‬كثيا ما يعتدي على نصوصا‬
‫القرآن الكري ‪ ،‬ف تفسيه لا ‪ ،‬و تعامله معها ‪ ،‬يفعل ذلك بوى ‪ ،‬و جهل ‪ ، ،‬و سانذكر من‬
‫ذلك أمثلةم كثية ‪ ،‬ف الفصليم الثان و الثالث من كتابنا هذا ‪ ،‬و نكتفي هنا بذكر مثاليم فقط ‪،‬‬
‫أولمحا إنه زعم أن معن قوله تعال ‪ )) :‬رب العاليم (( ‪ ،‬كان يعن زمن الرساول ‪ )) :‬رب القبحائل‬
‫((‪ . 31‬و قوله هذا كذب ‪ ،‬و افتاء على القرآن الكري نفسه ‪ ،‬لن معن )) رب العاليم (( ‪،‬‬
‫القرآن نفسه هو الذي حدده با تيالف زعم أركون ؛ من ذلك قوله تعال ‪ )) :‬رب السمحوات و‬
‫الرض و ما بينهمحا ((‪-‬ساورة مري‪ ، -65/‬و )) قل من رب السمحوات السبحع ((‪ -‬ساورة الؤممنون‪/‬‬
‫‪ ، -86‬و )) ال ربكم و رب آبائكم الوليم ((‪ -‬ساورة‪/‬الصافات ‪ ، -126/‬و )) رب السمحوات‬
‫و الرض ‪ ،‬و ما بينهمحا العزّيزّ الغفار ((‪-‬ساورة‪ /‬الزّمر‪ ، -75/‬و )) إن ربكم ال الذي خلق‬
‫السمحوات و الرض ف ساتةم أياما ((‪ -‬ساورة‪ /‬العراف‪ ، - 54/‬و )) ذلكم ال ربكم خالق كل‬
‫شيء ل إله غل هو ((‪ -‬ساورة‪ /‬غافر ‪ ، -62/‬و )) قال فرعون و ما رب العاليم ‪ ،‬قال رب‬
‫السمحوات و الرض و ما بينهمحا إن كنتم صادقيم ((‪ -‬ساورة الشعراء‪ . -24-24/‬واضح من هذه‬
‫اليات أن أركون يتعمحد التحريف لن اليات الت ذكرناها‪-‬و غيها‪ -‬بينت با ل يدع مال للشك‬
‫‪ ،‬بأن معن رب العاليم هو أن ال تعال هو رب كل الخلوقات ‪ ،‬و رب العال بأساره ‪ ،‬و ليس‬
‫هو رب القبحائل على حد زعم أركون العتدي على القرآن ‪.‬‬
‫و الثال الثان على اعتدائه على القرآن ‪ ،‬هو أنه قال أن ساورة التوبةم الت تمحل رقم تسعةم ف‬
‫الصحف ‪ ،‬هي ليست حسب التتيب التاريي للنزّول ‪ ،‬فهي )) تنتمحي إل الرحلةم الخية من‬
‫القرآن ‪ ،‬و ليس إل بداياته ‪ ،‬كمحا تيوهنا التتيب الرسي (( ‪ . 32‬و قوله هذا فيه اعتداء على القرآن‬

‫‪28‬‬
‫أنظر مثل ‪ :‬الفكر السالمي ‪ ،‬صا‪ ، 87 :‬و ما بعدها ‪ ، 94 ،‬ما بعدها ‪ .‬و الفكر الصول ‪ ،‬صا‪. 48 :‬‬
‫‪29‬‬
‫سايد ذلك ف الفصل الثالث بوله تعال ‪.‬‬
‫‪30‬‬
‫الفكر السالمي ‪ ،‬صا‪. 105 -87 :‬‬
‫‪31‬‬
‫الفكر الصول ‪ ،‬صا‪. 138 :‬‬
‫‪32‬‬
‫نفس الرجع ‪ ،‬صا‪. 147 :‬‬
‫عندما اتمحه بأنه تيوهنا ف مكان وجود ساورة التوبةم ‪ ،‬ف غي مكانا حسب النزّول ‪ ،‬لن القيقةم‬
‫أن القرآن ل تيوجد فيه أي إيهاما ‪ ،‬لنه هو أصل ل يترتب حسب النزّول ف ساوره ‪ ،‬و ل ف آياته‬
‫‪ ،‬فهذا معروف و ثابت ف علوما القرآن ‪ .‬و عليه فإن ما ذكره أركون عن التتيب ليس جديدا ‪ ،‬و‬
‫اتامه للقرآن هو بتان ‪ ،‬و تغليط ‪ ،‬فالقرآن الكري تمكم ل يأتيه البحاطل من بيم يديه و ل من‬
‫خلفه ‪ ،‬كمحا نص على ذلك القرآن الكري ‪.‬‬
‫و إضافةم إل ما ذكرناه ‪ ،‬فإن من نقائص الكتابةم العلمحيةم عند أركون أن مؤملفاته كثيا ما تفتقد‬
‫إل التابط و وحدة الوضوع ‪ ،‬مع كثرة القفزّ على الفكار ‪ ،‬و عدما النتهاء إل نتائج واضحةم‬
‫مددة موفقةم من مناقشاته و شروحه‪. 33‬‬
‫و منها أيضا إن ف مؤملفاته كثرة الشو و الساتطرادات ‪،‬و الدعاوى العريضةم ‪ ،‬مع الفقر ف‬
‫الادة العلمحيةم و الشواهد التارييةم‪ ، 34‬الت ل يققها و ل تيحصها –ف الغالب العم‪ ، -‬فيقبحل‬
‫الروايات الضعيفةم لرد أنا توافق مذهبحه ‪ ،‬و يرفض أو يسكت عن الروايات الصحيحةم الت تالف‬
‫مذهبحه ‪ ،‬لرد أنا ل توافق ما ذهب هو إليه ‪ .‬مع حرصه على إثارة الشكوك و الشبحهات ‪،‬و ترديده‬
‫للمحصطلحات الوفاء الت أثقلته هو و القراء معا‪. 35‬‬
‫و بذلك يتضح جليا أن منهجيةم الكتابةم العلمحيةم عند أركون ل تكن ف مستوى الكتابةم العلمحيةم‬
‫الوضوعيةم الصحيحةم ‪ ،‬رغم كثرة اعتداده بنفسه‪ ،‬و افتخاره بنهجه ف الكتابةم العلمحيةم ‪ ،‬الذي تللته‬
‫أخطاء قاتلةم ‪ ،‬و نقائص مشينةم ‪ ،‬الت ساتزّداد وضوحا و تأكيدا ف الفصول التيةم من كتابنا هذا ‪،‬‬
‫إن شاء ال تعال ‪.‬‬

‫و أما البحاحث ممحد عابد الابري ‪ ،‬فأخطاؤه ف الكتابةم العلمحيةم هي أيضا كثية ‪ ،‬أذكر منها‬
‫ت عليها ‪ ،‬منها إنه‬
‫طائفةم ‪ ،‬أولا عدما توثيق كثي من الخبحار الت أوردها ف مؤملفاته‪ -‬الت أطلع ت‬
‫ذكر أخبحارا عن الشعوبيةم زمن الموييم و العبحاساييم ‪ ،‬من دون توثيق لا‪-‬أي ل يذكر مصادره‪. 36-‬‬
‫و أورد أخبحارا عن الفاخرات بيم القبحائل بل توثيق‪ . 37‬و ذكر أخبحارا كثية عن نشأة الفقه‬
‫السالمي وتطوره ‪ ،‬و ل تيوثق معظمحها‪ . 38‬و أورد أخبحارا كثية عن النطق الصوري ‪ ،‬و التجةم ف‬

‫‪33‬‬
‫أنظر مثل ‪ :‬الفصل الثان من كتاب تارييةم الفكر العرب السالمي ‪.‬‬
‫‪34‬‬
‫أنظر مثل ‪ :‬الفصل الرابع من كتاب الفكر السالمي قراءة علمحيةم ‪.‬‬
‫‪35‬‬
‫سانذكر على ذلك أمثلةم كثية ف الفصول التيةم من كتابنا هذا ‪ ،‬إن شاء ال تعال ‪.‬‬
‫‪36‬‬
‫تكوين العقل العرب ‪ ،‬صا‪. 57 :‬‬
‫‪37‬‬
‫نفس الرجع ‪ ،‬صا‪. 58 :‬‬
‫‪38‬‬
‫نفس الرجع ‪ ،‬صا‪. 102 ، 98 ، 97 ، 96 :‬‬
‫بغداد بل توثيق‪. 39‬و ذكر أخبحارا خطية عن علقةم التكلم هشاما بن الكم )ت ‪198‬ه( ‪ ،‬بعفر‬
‫الصادق ) ‪148‬ه( ‪ ،‬من دون أن تيوثقها‪ . 40‬و ذكر خبخا خطيا أيضا زعم فيه أن عليا و طلحةم و‬
‫الزّبي‪-‬رضي ال عنهم‪ -‬كانوا منافسيم دائمحيم للخليفةم عثمحان –رضي ال عنه‪ -‬لنم من بقيةم أهل‬
‫الشورى ‪ ،‬و ل يذكر لنا الصدر الذي اساتقى منه هذا البخ‪. 41‬‬
‫و ذكر أيضا أن بن أميةم حرموا الوال‪-‬السلمحون من غي العرب‪ -‬من حقهم ف الغنيمحةم ‪ ،‬حت‬
‫و لو شاركوا ف الفتح جنودا‪ ،‬و ل تيوثق من أين أخذ خبخه هذا‪ . 42‬كمحا أنه أورد أخبحارا و‬
‫معلومات كثية عن اليونان بل توثيق‪ . 43‬مع العلم أن النهجيةم العلمحيةم الصحيحةم تفرض على‬
‫البحاحث توثيق مادته العلمحيةم ‪ ،‬كمحا أنه من حق القارئ عليه أن تيوثق مادته لتيمحكنه من العودة إليها‬
‫للساتزّادة ‪ ،‬أو للتأكد منها ‪.‬‬

‫ت عليها‪ -‬أحاديث نبحويةم كثية ‪ ،‬ل‬ ‫و الطأ الثان هو أن الابري أورد ف مؤملفاته‪ -‬الت أطلع ت‬
‫تيوثق معظمحها‪ ، 44‬و ل ذكر درجتها لتمحييزّ صحيحها من ساقيمحها ‪ ،‬و ساأذكر منها ثانيةم من باب‬
‫التمحثيل ل الصر‪ . 45‬أولا إنه أورد حديثا نقله من رساائل إخوان الصفا ‪ ،‬مضمحونه أنه تذكر‬
‫الفيلسوف أرساطو ف ملس للرساول‪-‬عليه الصلة و السلما‪ -‬فقال ‪ )) :‬لو عاش –أي أرساطو‪-‬‬
‫حت يعرف ما جئت به لتبحعن على دين ((‪ . 46‬هذا الديث نقله الابري عن إخوان الصفا ‪ ،‬من‬
‫دون تريج و ل تقيق له ‪ ،‬مع العلم أن الحاديث النبحويةم ل تتؤمخذ من أمثال تلك الكتب ‪ ،‬فهي‬
‫لا مصادرها التخصصةم ‪ ،‬كالصحاح ‪ ،‬و السانيد ‪ ،‬و السنن ‪ ،‬و العاجم الديثةم ‪ ،‬و غيها ‪ .‬و‬
‫ت عن هذا الديث طويل ‪ ،‬ف تمتون الحاديث من الصحاح ‪ ،‬و السنن ‪ ،‬و السانيد ‪ ،‬و‬ ‫قد بث ت‬
‫العاجم ‪ ،‬و الجزّاء الديثيةم ‪ ،‬و ف كتب الرح و التعديل ‪ ،‬فلم أعثر له على أثر ‪ ،‬ما يعن أنه‬
‫ل أصل له ‪ ،‬مع العلم أن متنها تمكر ‪ ،‬لنه من العروف أن السلمحيم زمن رساول ال و صحابته‬
‫‪،‬و التابعيم ‪ ،‬ل يكن لم علم بأرساطو و ل بغيه من فلسافةم اليونان‪. 47‬‬
‫‪39‬‬
‫بنيةم العقل العرب ‪ ،‬صا‪. 250 :‬‬
‫‪40‬‬
‫نفس الرجع ‪. 326 ،‬‬
‫‪41‬‬
‫العقل السياساي العرب ‪ ،‬صا‪. 146 :‬‬
‫‪42‬‬
‫نفس الرجع ‪ ،‬صا‪. 202 :‬‬
‫‪43‬‬
‫العقل الخلقي العرب ‪ ،‬صا‪ ، 257 :‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫‪44‬‬
‫قلنا معظمحها ‪ ،‬لنه خيرج بعضها و وثقها ‪ ،‬أنظر مثل ‪ :‬العقل السياساي العرب ‪ ،‬صا‪. 207 ، 160 ،81 :‬‬
‫‪45‬‬
‫أنظر مثل ‪ :‬تكوين العقل العرب ‪ ،‬صا‪. 178 ، 135 ، 107 :‬‬
‫‪46‬‬
‫نفس الرجع ‪ ،‬صا‪. 200 :‬‬
‫‪47‬‬
‫لن العلوما القديةم ل تتتجم إل اللغةم العربيةم إل ف القرن الثان الجري و ما بعده ‪ ،‬و سانعود إل هذا الوضوع ف مواضئئع‬
‫و الحديث الثاني مضمونه أن النبي –عليه الصلةا و السلم‪ -‬قام‪ -‬أيام العهد‬
‫المكي‪ -‬فقال ‪ )) :‬من الذي ييبايعني على ماله ؟ (( ‪ ،‬فبايعه جماعة ‪ ،‬ثم قال ‪ )) :‬من‬
‫الذي ييبايعني على روحه‪ ،‬و هو وصي و ولي هذا المر من بعدي (( ‪ ،‬فلم ييبايعه أحد‬
‫إل علي بن أبي طالب ‪ ،‬فمد يده فبايعه (( ‪ ،‬هذا الحديث نقله الجابري عن المتكلم‬
‫الشهرسنتاني في كتابه الملل و النحل ‪،‬و لم ييوثقه من المصادر الحديثية‬
‫أ‬
‫المتخصصة‪ . 48‬و هو حديث يروي أنه قيل بسبب نزول قوله تعالى ‪} )) :‬أوأنذذرر‬
‫ك ارلأرقأرذبيأن{َ ‪ -‬سورةا الشعراء‪،49-214 /‬و هو أيضا حديث غير صحيح‬ ‫أعذشيأرتأ أ‬
‫‪50‬‬
‫إسنادا و متنا ‪ ،‬و يرده الحديث الصحيح في سبب نزول تلك الية التي أمرت‬
‫رسول ا –عليه الصلةا و السلم‪ -‬بإنذار الكفار من عشيرته القربين ‪ ،‬و لم تأمره‬
‫بإنذار المسلمين ‪ ،‬و ل مطالبتهم ببيعته ‪ ،‬و على ماذا ييبايعونه ؟ ‪ ،‬و قد آمنوا به و‬
‫باعوا أنفسهم ل تعالى ‪ ،‬هذا فضل على أن ذلك الحديث المروي يتضمن أدوارا‬
‫مسرحية مفتعلة ‪.‬‬
‫و أما الديث الثالث فمحفاده ‪ ،‬إن الصحاب عبحد ال بن عبحاس‪ -‬رضي ال عنه‪ -‬قال ‪ :‬ما‬
‫ساأل أبو سافيان –بعدما أسالم‪ -‬رساول ال –عليه الصلة و السلما‪ -‬شيئا إل قال ‪ :‬نعم (( ‪ ،‬ث‬
‫خيرج الابري الديث ف الامش بقوله ‪ )) :‬رواه مسلم ف صحيحه ‪ ،‬ذكره أحد أميم ‪ :‬ضحى‬
‫السالما ((‪ . 51‬و طريقته هذه ف التوثيق ليست علمحيةم ‪ ،‬فكان عليه أن يعود إل الصادر الديثيةم‬
‫ليأخذ الديث ‪ ،‬و ل يرجع إل مرجع تاريي غي متخصص ف الديث ‪ ،‬ألفه الؤمرخ الديب أحد‬
‫أميم ! ‪ .‬و قد بثت عن هذا الديث طويل ‪ ،‬ف صحيح مسلم ‪ ،‬و ف باقي الصادر الديثيةم‬
‫الخرى ‪ ،‬و ف كتب التاريخ ‪ ،‬و الرح و التعديل ‪ ،‬فللم أعثر له على أثر ‪.‬‬
‫و الديث الرابع مفاده أن رساول ال –صلى ال عليه و سالم‪ -‬لا كان عائدا من حجةم‬
‫الوداع وقف عند ماء تيعرف بغدير خم بيم مكةم و الدينةم ‪ ،‬و خطب ف الصحابةم ‪ ،‬فكان ما قاله‬
‫‪ )) :‬من كنت موله ‪ ،‬فعلي موله ‪ ،‬اللهم وال من وله ‪ ،‬وعاد من عاداه ‪ ،‬و انصر من نصره ‪ ،‬و‬
‫اخذل من خذله ‪ ،‬و أدر الق معه حيث دار ‪ ،‬أل هل بلغت (( ‪ ،‬هذا الديث نقله الابري من‬
‫كتاب اللل و النحل للشهرساتان‪ . 52‬و كان عليه أن تيوثقه من الصادر الديثيةم ‪ ،‬و يذكر درجته‬

‫لحقةم من كتابنا هذا ‪.‬‬


‫‪48‬‬
‫بنيةم العقل العرب ‪ ،‬صا‪. 319 :‬‬
‫‪49‬‬
‫النسائي ‪ :‬سانن النسائي الكبخى ‪ ،‬ط ‪ ،2‬مكتبحةم الطبحوعات السالمي‪ ،‬حلب ‪1986 ،‬ج ‪ 5‬صا‪ ، 125 :‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫‪50‬‬
‫أنظر ‪ :‬البحخاري ‪ :‬الصحيح ‪،‬ط ‪ ،3‬حققه ديب البحغا‪ ،‬دار ابن كثي ‪ ،‬بيوت‪ ،1987 ،‬ج ‪ 3‬صا‪ . 1298 ، 1012 :‬و‬
‫مسئئلم ‪ :‬الصئئحيح ‪ ،‬حققئئه فئؤماد عبحئئد البحئئاقي‪ ،‬دار إحيئئاء الئتاث العربئئ‪ ،‬بيوت ‪ ،‬دت ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪ . 193 ، 192 :‬و ابئئن‬
‫تيمحي ئئةم ‪ :‬منه ئئاج الس ئئنةم النبحوي ئئةم ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬حقق ئئه ممح ئئد رش ئئاد سا ئئال‪ ،‬مؤمساس ئئةم قرطبح ئئةم الق ئئاهرة ‪ ،1401 ،‬ج ‪ 7‬صا‪، 299 :‬‬
‫‪ ، 302‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫‪51‬‬
‫العقل السياساي العرب ‪ ،‬صا‪. 111 :‬‬
‫‪52‬‬
‫بنيةم العقل العرب ‪ ،‬صا‪. 319 :‬‬
‫من حيث الصحةم و الضعف ‪ ،‬لكنه ل يفعل ذلك ‪ .‬و هذا الديث قد تنازع فيه العلمحاء بيم منكر‬
‫له ‪ ،‬و مصحح له ‪ ،‬و بيم مصحح لبحعضه ‪ ،‬فمحنهم طائفةم أنكرت الديث كليةم كالبحخاري ‪ ،‬و‬
‫إبراهيم الرب ‪،‬و ابن حزّما ‪،‬و عبحد ال الزّيلعي‪ ، 53‬و ذكره ف الضعيف و الوضوعات ممحد بن‬
‫القيسران‪،‬و ابن الوزي و الوزقان‪،‬و مقبحل بن هادي الوداعي‪ ،‬و ابن تبحيط ‪،‬و عمحر بن عثمحان‪. 54‬‬
‫و طائفةم أخرى حيسنت الزّء الول من الديث ‪ ،‬و هو ‪ )) :‬من كنت موله فعلي موله (( ‪ ،‬و‬
‫أنكرت الزّء الثان منه ‪ ،‬و قالت أن الناس زادوه ‪ ،‬و قال بذلك أحد بن حنبحل ‪،‬و التمذي ‪،‬و‬
‫ابن عدي ‪،‬و الذهب‪ .55‬و طائفةم قليلةم حيسنت الديث كله ‪ ،‬كابن حبحان ‪،‬و الضياء القدساي‪. 56‬‬
‫و قد ترجح لديي أن موقف الطائفةم الثانيةم هو الصحيح ‪ ،‬لن الزّء الول الذي أثبحتوه‬
‫من الديث ‪ ،‬ل يثي أيةم اعتاضات ‪ ،‬فهو يقرر الولة بيم الؤممنيم ‪،‬و هي ليست خاصةم بعلي‪-‬‬
‫رضي ال عنه‪ -‬بل هي بيم جيع الؤممنيم ‪ ،‬فهي مولة و وليةم حب و تعاون ‪ ،‬لقوله تعال‪ )) :‬و‬
‫الؤممنون و الؤممنات بعضهم أولياء بعض (( – ساورة التوبةم‪ . -71/‬و أما الزّء الثان الذي أنكروه و‬
‫قالوا ‪ :‬إن الناس أضافوه ‪ ،‬فهو كلما منكر حقا ‪ ،‬يثي كثيا من العتاضات ‪،‬و يتناقض مع أصول‬
‫الدين و سالوكيات الصحابةم مع علي ‪ .‬فمحن ذلك أول ‪ ،‬أن الزّء الثان من الديث يقول ‪:‬‬
‫)) اللهم وال من واله ‪،‬و عاد من عاداه (( و هذا يعن أن ال تعال يعادي طلحةم و الزّبي و‬
‫عائشةم –رضي ال عنهم‪ -‬لرد أنم حاربوا عليا ‪ ،‬و هذا كلما باطل من أسااساه ‪ ،‬لنه ثبحت عن‬
‫رساول ال –عليه الصلة و السلما‪ -‬أنه بيشر طلحةم و الزّبي بالشهادة و النةم و معروف أنمحا من‬
‫العشرة البحشرين بالنةم‪،‬و ينطبحق ذلك‪-‬أيضا‪ -‬على زوجات النب‪-‬صلى ال عليه و سالم‪ -‬و من‬
‫بينهن عائشةم ‪ ،‬فهن أمهات الؤممنيم بنص القرآن الكري )) النب أول بالؤممنيم من أنفسهم ‪،‬و‬
‫أزواجه أمهاتم (( –ساورة الحزّاب ‪. -6/‬‬

‫‪53‬‬
‫ابئئن تيمحيئئةم ‪ :‬منهئئاج السئئنةم ‪ ،‬ج ‪ 7‬صا‪ . 319 :‬و عبحئئد الئ ئ الزّيلعئئي‪ :‬نصئئب الرايئئةم ‪ ،‬حققئئه يوسائئف البحنئئوري‪ ،‬مصئئر ‪ ،‬دار‬
‫الديث ‪1357 ،‬ه ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪360 :‬‬
‫‪54‬‬
‫انظر ‪ :‬القيسران ‪ :‬ذخية الفاظ ج ‪3‬صا‪ ،3254 :‬ج ‪ 3‬صا‪. 5555 :‬و ابئن الئئوزي‪ :‬العلئل ج ‪1‬صا‪.356 :‬و الئئذهب ‪:‬‬
‫أحاديث متئارة من موضئوعات ابئن الئوزي و الوزقئان‪ ،‬الدينئةم النئيورة ‪ ،‬مكتبحئةم الئدار ‪ 1404‬ج ‪ 1‬صا‪ . 52:‬و ابئن تئبحيط ‪:‬‬
‫نسئئخةم الشئئجعي فئ الحئئاديث الوضئئوعةم ‪،‬مصئئر دار الصئئحابةم ج ‪1‬صا‪.55:‬و الئئوداعي‪ :‬أحئئاديث معلئئةم ج ‪1‬صا‪.155:‬عمحئئر‬
‫بن عثمحان‪،‬الوضع ف الديث ‪،‬دمشق ‪ ،‬مكتبحةم الغزّال ج ‪ 2‬صا‪. 102:‬‬
‫‪55‬‬
‫الذهب ‪ :‬سايي أعلما النبحلء ‪ ،‬ط ‪ ، 3‬مؤمساسةم الرساالةم ‪ ،‬بيوت ‪ ،1985 ،‬ج ‪ 5‬صا‪ . 415 :‬و احد بن حنبحل ‪ :‬فضائل‬
‫الصحابةم ‪ ،‬حققه ممحد عبحئئاس ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬بيوت ‪ ،‬مؤمساسئةم الرسائئالةم ‪. 1983 ،‬و السئئند ج ‪ 1‬صا‪ . 152 :‬و ابئئن عئئدي ‪:‬‬
‫الصدر السابق ج ‪ 3‬صا‪ . 80 :‬ابن تيمحيةم ‪ :‬منهاج السنةمج ‪7‬صا‪.320:‬‬
‫‪56‬‬
‫ابئئن حبحئئان ‪ :‬صئئحيح ابئئن حبحئئان ‪ ،‬حققئئه شئئعيب الرنئئاؤوط ‪ ،‬ط ‪ 2‬بيوت‪ ،‬مؤمساسئئةم الرسائئالةم‪1993 ،‬ج ‪ 15‬صا‪. 375 :‬‬
‫الضئئياء القدسائئي ‪ :‬الحئئاديث الختئئارة ‪ ،‬حققئئه عبحئئد اللئئك بئئن دهيئئش ‪ ،‬ط ‪ 1‬مكئئةم ‪ ،‬مكتبحئئةم النهضئئةم الديثئئةم ‪1410‬ه ‪،‬ج‬
‫‪2‬صا‪. 105 :‬‬
‫و ثانيا أن ذلك الزّء من الديث يإعل قتلةم عثمحان و طائفةم السبحئيةم الذين كانوا مع علي ‪،‬‬
‫يإعلهم من الذين يواليهم ال تعال و ل يعاديهم ‪ ،‬لرد أنم كانوا مع علي ‪ ،‬رغم أنم من القتلةم‬
‫و النحرفيم ‪ ،‬و هذا اساتنتاج باطل و مضحك ‪ ،‬سابحبحه ذلك الزّء البحاطل من الديث ‪.‬‬
‫و ثالثا أن ذلك الزّء من الديث )) اللهم وال من واله ‪ ،‬و عاد من عاداه (( ‪ ،‬قد قلب‬
‫القاعدة اليانيةم )) الب ف ال و البحغض ف ال (( ‪ ،‬رأساا على عقب و جعلها )) الب ف علي‬
‫و البحغض ف علي (( ‪ ،‬و هذا كلما باطل و شرك صريح ‪.‬‬
‫و يرى شيخ السالما ابن تيمحيةم ‪ ،‬أن ذلك الزّء من الديث ‪ ،‬هو كذب بل ريب ‪ ،‬لن‬
‫الق ل يدور مع معيم إل النب ‪ ،‬فلو كان علي بن أب طالب على ما وصفه ذلك الزّء من‬
‫الديث ‪ ،‬لوجب اتبحاعه ف كل ما قال ‪،‬و هذا كلما غي صحيح لن الصحابةم نازعوه ف مسائل‬
‫فقهيةم كثية و ل يتبحعوه ‪ .‬كمحا أن تلك الزّيادة مالفةم لصل من أصول السالما ‪ ،‬عندما نصت على‬
‫معاداة من عادى عليا ‪ ،‬لن القرآن الكري قرر أن الؤممنيم إخوة مع قتال و بغي بعضهم على‬
‫بعض‪ . 57‬فيتبحييم ما ذكرناه أن الديث ل يصح منه إل الزّء الول فقط ‪،‬و أن الزّء الثان باطل ‪.‬‬
‫و الديث الامس مفاده أن الرساول –عليه الصلة و السلما‪ -‬تسائل عن يزّيد بن عمحرو بن‬
‫نفيل التحنف ‪ ،‬فقال ‪ )) :‬يتبحعث يوما القيامةم أمةم وحده (( ‪ ،‬و ذكر الابري أن هذا الديث رواه‬
‫البحخاري و غيه ‪ ،‬و أشار ف الامش إل كتاب البحدايةم و النهايةم لبن كثي‪ ، 58‬و ل تييرجه من‬
‫الصادر الديثيةم التخصصةم ‪ ،‬و ل تقق منه من حيث الصحةم و الضعف ‪ .‬و كان عليه أن يرجع‬
‫إل الصنفات الديثيةم التخصصةم ‪ ،‬و ل يرجع إل كتاب ف التاريخ ‪ ،‬و يقول ‪ :‬رواه البحخاري و‬
‫ت إل صحيح البحخاري و بثت فيه طويل ‪ ،‬فلم أعثر له فيه على أثر ‪ .‬و رجعت‬ ‫غيه ‪ .‬و قد رجع ت‬
‫أيضا إل البحدايةم و النهايةم ‪ ،‬فعثرت على ذلك الديث التعلق بزّيد بن عمحرو بن نفيل ف موضعيم‬
‫متلفيم ف الكلمحةم الخية ‪ ،‬ف الول نص الديث هو ‪ )) :‬يتبحعث يوما القيامةم أمةم واحدة ((‪ ،‬و‬
‫ف الثان يتضمحن النص الذي ذكره الابري ‪ ،‬لكن ابن كثي ل يشر أصل إل البحخاري ‪ ،‬ففي‬
‫الوضع الول ذكر بعض رواة الديث و ليس من بينهم البحخاري ‪ ،‬و ف الثان ل يذكر أحدا من‬
‫رواة الديث‪. 59‬‬
‫و أما الحديث السادس فمفاده أن رسول ا –عليه الصلةا و السلم‪-‬عندما يسئُل‬
‫عن خالد بن سنان العنسي ‪ ،‬قال ‪ )) :‬ذاك نبي ضيعه قومه(( ‪،‬و في رواية أخري أن‬
‫ابنة خالد بن سنان العنسي لما سمعت النبي‪-‬صلى ا عليه وسلم‪ -‬يقرآ قوله تعالى ‪- :‬‬
‫صأميد ‪،‬لرم يألذرد أولأرم ييولأرد ‪ ،‬أولأرم يأيكن للهي يكفيووا أأأحدد{َ‪-‬سورةا‬ ‫اي أأأحدد ‪ ،‬ل‬
‫اي ال ل‬ ‫}قيرل هيأو ل‬
‫‪57‬‬
‫ابن تيمحيةم‪ :‬ممحوع الفتاوى ‪ ،‬جع ابن قاسام ‪ ،‬الرياض ‪ ،‬مكتبحةم العارف‪ ،‬دت ‪ ،‬ج ‪ 4‬صا‪. 414 :‬‬
‫‪58‬‬
‫العقل السياساي ‪ ،‬صا‪. 157 :‬‬
‫‪59‬‬
‫أنظر ‪ :‬البحدايةم و النهايةم ‪ ،‬منشورات دار العارف‪ ،‬بيوت ‪ ،1985 ،‬ج ‪ 2‬صا‪ ، . 241 :‬ج ‪ 3‬صا‪. 9 :‬‬
‫الخلصا‪ ،-4-1/‬قالت ‪ )) :‬كان أبي يقول هذا (( ‪ .‬فبالنسبة للرواية الولى أشار‬
‫الجابري إلى البداية و النهاية لبن كثير ‪ ،‬و لم ييخررجها من المصادر الحديثية ‪ ،‬و ل‬
‫ذكر درجتها من حيث الصحة و الضعف‪ . 60‬و هي رواية غير صحيحة تخالف‬
‫الحديث الصحيح الذي ينص على أنه ليس بين الرسول محمد و عيسى –عليهما‬
‫السلم‪ -‬نبي‪. 61‬‬
‫و أما الروايةم الثانيةم فوثقها الابري بالشارة إل كتاب مروج الذهب للمحسعودي ‪ ،‬و المامةم و‬
‫السياساةم ‪ ،‬النسوب لبن قتيبحةم ‪ ، 62‬و ها من الصنفات التارييةم و ليسا من الؤملفات الديثيةم ‪،‬‬
‫لذا فل يصح الرجوع إليهمحا ‪ ،‬كمحا أنه ل يقق تلك الروايةم من جهةم الصحةم و الضعف ‪ .‬و قد‬
‫ت عنها طويل ف الصنفات الديثيةم فلم أعثر لا على أي أثر تيذكر‪ ،‬و هي روايةم ظاهرة البحطلن‬ ‫بث ت‬
‫‪ ،‬لن ساورة الخلصا هي قرآن كري ‪ ،‬نزّلت على ممحد –عليه الصلة و السلما‪ -‬فمحن أين لالد‬
‫بن سانان الزّعوما أن يعرف هذه السورة ‪ ،‬أو يصل إليها ‪ ،‬و قد تتوف قبحل ظهور السالما ؟ ‪.‬‬

‫و الديث السابع قال فيه الابري ‪ )) :‬روى البحخاري و غيه أن النب) صا( ‪ ،‬قال ‪ )) :‬ما بعث‬
‫ال نبحيا إل ف منعةم من قومه((‪ . 63‬فهذا الديث نسبحه الابري إل البحخاري تديدا من دون أن‬
‫ت عنه أيضا ف صحيح‬ ‫ت عنه طويل ف صحيح البحخاري ‪ ،‬و ل أجده ‪ ،‬و بث ت‬ ‫تيوثقه ‪ ،‬و قد بث ت‬
‫مسلم ‪ ،‬و السانيد و السنن و العاجم ‪ ،‬فلم أعثر عليه إل عند البحيهقي ف السنن الكبخى ‪ ،‬و عند‬
‫الطبخان ف العجم الكبحي ‪ ،‬و ل تيرو على أنه حديث قاله رساول ال –عليه الصلة و السلما‪، -‬و‬
‫إنا تروي كقول لبحعض الصحابةم قاله ف وصف رساول ال ‪ ،‬بأنه كان ف منعةم من قومه‪.64‬‬
‫لكنن عثرت ف مسند أحد ‪ ،‬و سانن التمذي ‪ ،‬أن الرساول‪-‬صلى ال عليه و سالم‪ -‬قال عن‬
‫النب لوط‪-‬عليه السلما‪ -‬ف قوله تعال‪ )) :‬عقاعل لعوو أعنن لل بلتكوم قتئنوة أعوو آلوي إلعل تروكنن عشلديند{ٍ ‪-‬‬
‫ساورة هود‪ )) : -80/‬قد كان يأوي إل ركن شديد ‪ ،‬لكنه عن عشيته ‪ ،‬فمحا بعث ال عزّ وجل‬
‫‪ ،‬بعده نبحيا إل بعثه ف ذروة –أو ثروة‪ -‬قومه ((‪ ،‬ث قال الراوي أبو عمحر الضرير ‪ )) :‬فمحا بعث ال‬
‫عزّ وجل نبحيا بعده إل ف منعةم من قومه ((‪ . 65‬فالديث كمحا ذكره الابري ل يوجد ف صحيح‬
‫‪60‬‬
‫أنظر ‪ :‬العقل السياساي العرب ‪ ،‬صا‪. 391 :‬‬
‫‪61‬‬
‫علئ ئئي اليثمحئ ئئي‪ :‬ممحئ ئئع الزّوائئ ئئد و منبحئ ئئع الفوائئ ئئد ‪ ،‬دار الفكئ ئئر بيئئوت ‪ ،1418 ،‬ج ‪ 8‬صا‪ . 391 :‬و اللبح ئئان ‪ :‬السلس ئئلةم‬
‫الصحيحةم ‪ ،‬مكتبحةم العارف‪ ،‬الرياض‪ ،‬دت ‪ ،‬ج ‪1‬صا‪. 449 :‬‬
‫‪62‬‬
‫الابري الرجع السابق ‪ ،‬صا‪. 156 :‬‬
‫‪63‬‬
‫العقل السياساي ‪ ،‬صا‪. 44 :‬‬
‫‪64‬‬
‫أنظر السنن الكبخى ‪ ،‬مكتبحةم دار البحاز ‪ ،‬مكةم الكرمةم ‪ ، 1994 ،‬ج ‪ 9‬صا‪ . 9 :‬و العجم الكبحي ‪ ،‬ط ‪ ،2‬مكتبحةم العلوما‬
‫و الكم ‪ ،‬الوصل ‪ ،1983 ،‬ج ‪ 19‬صا‪. 87 :‬‬
‫‪65‬‬
‫مسئ ئئند أحئ ئئد ‪ ،‬ج ‪ 2‬صا‪ ، 533 :‬رقئ ئئم الئ ئئديث ‪ . 10916 :‬و سا ئئنن التم ئئذي ‪ ،‬ج ‪ 5‬صا‪ ، 293 :‬رق ئئم ال ئئديث ‪:‬‬
‫البحخاري ‪ ،‬و ل ف صحيح مسلم ‪ ،‬و الصادر الديثيةم الت ذكرته ل تذكره حديثا قاله رساول ال‬
‫–عليه الصلة و السلما‪ ، -‬و إنا قاله بعض الصحابةم ف وصف النب ‪ ،‬أو قاله بعض الرواة ف‬
‫شرح الديث ‪.‬‬
‫ت بب أربعةم لن ال تيبحهم ‪ :‬علي ‪ ،‬و أبو‬ ‫و أما الديث الخي‪ -‬أي الثامن‪ -‬فنصه ‪ )) :‬أمر ت‬
‫ذر ‪ ،‬و سالمحان الفارساي ‪ ،‬و القداد (( ‪ ،‬ذكره الابري و أشار إل تاريخ السالما للذهب ‪ ، 66‬و‬
‫كان عليه أن تيوثقه من الصادر الديثيةم ‪،‬و يذكر درجته من حيث الصحةم و الضعف ‪ ،‬مع العلم‬
‫أنه حديث ل يصح ‪ ،‬مذكور ف الضعيف‪ . 67‬كمحا أن متنه تمستهجن ‪ ،‬لن رساول ال كان تيب‬
‫كل أصحابه ‪ ،‬ف مقدمتهم أبو بكر و عمحر‪. 68‬‬
‫و بذلك يتبحيم أن الابري ف تعامله مع الحاديث النبحويةم ل يلتزّما النهج العلمحي الصحيح ‪ ،‬من‬
‫حيث التخريج و التحقيق ‪ .‬و عمحله هذا ل شك أنه تيثي ف القراء إشكالت ‪ ،‬و اضطرا بات ‪ ،‬و‬
‫شكوكا ‪ ،‬عندما يذكر أحاديث منسوبةم إل رساول ال –عليه الصلة و السلما‪ ، -‬من دون تقيق ‪،‬‬
‫ول تريج صحيح ‪ .‬كمحا أنه من حقهم عليه أن تيني لم الطريق ‪،‬و ل يتبحلبحل أفكارهم بالحاديث‬
‫الضعيفةم ‪ ،‬و الشكوك فيها ‪،‬و عي الوثقةم ‪.‬‬
‫و أما الطأ الثالث فيتعلق باساتخداما الصادر ‪ ،‬و المثلةم على ذلك كثية جدا ‪ ،‬أولا عدما‬
‫الرجوع إل الصادر الصليةم ‪،‬و الكتفاء بالراجع الديثةم ‪ ،‬منها إنه ذكر قول للجاحظ ‪ ،‬و أشار ف‬
‫الامش إل مرجع حديث ‪ ،‬هو ‪ :‬التاريخ السالمي وفكر القرن العشري ‪ ،‬لفاروق عمحر‪ . 69‬و أورد‬
‫أخبحارا عن الدولةم العبحيديةم الفاطمحيةم بالغرب و مصر ‪ ،‬من دون الرجوع إل الصادر ‪ ،‬و أشار ف‬
‫الامش إل كتاب ‪ :‬تاريخ الدولةم الفاطمحيةم ‪ ،‬لسن إبراهيم حسن‪. 70‬‬
‫و ذكر أخبحارا كثية عن الصوفيةم ف القرن الثالث الجري و ما بعده ‪ ،‬من دون الرجوع إل‬
‫الصادر ‪ ،‬و اكتفى بالشارة إل ثلثةم مراجع حديثةم ‪ ،‬هي ‪ :‬العقل و فهم القرآن‪ 71‬لسيم القوتلي‬
‫‪ ،‬و التصوف الثورة الروحيةم ‪ ،‬لب العلء عفيفي ‪ ،‬و الصلةم بيم التصوف و التشيع ‪ ،‬لكامل‬

‫‪. 3116‬‬
‫‪66‬‬
‫العقل السياساي ‪ ،‬صا‪. 181 :‬‬
‫‪67‬‬
‫اللبحان‪ :‬السلسلةم الضعيفةم ‪ ،‬ج ‪ 4‬صا‪ . 54 :‬و ضعيف ابن ماجةم ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪. 12 :‬‬
‫‪68‬‬
‫البحخاري‪ :‬الصحيح ‪ ،‬ج ‪ 3‬صا‪ . 1379 :‬و أحد بن حنبحئل ‪ :‬السئند ‪ ،‬ج ‪ . 127‬و اللبحئان ‪ :‬الامع الصئغي و زيئاداته‬
‫‪ ،‬الكتب السالمي ‪ ،‬دت ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪ ، 18 :‬رقم الديث ‪. 177 :‬‬
‫‪69‬‬
‫تكوين العقل العرب ‪ ،‬صا‪. 142 :‬‬
‫‪70‬‬
‫نفس الرجع ‪ ،‬صا‪. 265 :‬‬
‫‪71‬‬
‫هئئذا الكتئئاب ف ئ الصئئل هئئو للحئئارث الاسائئب ‪ ،‬حققئئه حسئئيم القئئوتلي ‪ ،‬لكئئن الئئابري اعتمحئئد عليئئه فيمحئئا ذكئئره القئئق مئئن‬
‫أخبحار عن التصوف و الصوفيةم ‪ ،‬ف القدمةم الطولةم الت وضعها للكتاب ‪.‬‬
‫مصطفى الشيب‪. 72‬‬
‫كمحا أنه أورد خبخا عن احتلل الصليبحييم للقدس الشريف ‪ ،‬ف القرن الامس الجري ‪،‬و‬
‫موقف أب حامد الغزّال )ت ‪505‬ه( منه و ل تيوثقه من الصادر ‪ ،‬و اكتفى بالشارة إل مرجع‬
‫حديث ‪ ،‬عنوانه ‪ :‬الغزّال و التصوف السالمي ‪ ،‬لحد الشرباصي‪. 73‬‬
‫و ذكر أيضا أقوال لبحعض علمحاء أهل السنةم ف تعديلهم لمحاعةم من الطائفةم القدريةم ‪ ،‬و قبحولم‬
‫لحاديثهم الت رووها ‪ ،‬من دون أن يرجع الابري إل كتب الرح و التعديل ‪ ،‬و اكتفى بالشارة‬
‫ف الامش إل كتاب ‪ :‬نشأة الفكر الفلسفي ف السالما ‪ ،‬لعلي ساامي النشار‪. 74‬‬
‫و الثال الثان‪ -‬من أخطاء اساتخداما الصادر‪ -‬هو اساتخدامه لصدر واحد من الصادر ‪ ،‬و‬
‫التعبحي عنه بصيغةم المحع ‪ ،‬كأن يقول ‪ :‬تقول الصادر ‪ ،‬تقول مصادرنا ‪ .‬من ذلك أنه قال ‪:‬‬
‫)) تدثنا الصادر التارييةم ‪ ،‬أنه عندما عاد علي من البحصرة ‪ ، (( ...‬ث أشار ف الامش إل تاريخ‬
‫الطبخي فقط ‪ ،‬من دون أي مصدر آخر‪. 75‬‬
‫و عندما تعيرض للفتنةم الكبخى ‪ ،‬و ذكر خبخا يتعلق با ‪ ،‬قال ‪ )) :‬من ذلك ما تذكره مصادرنا‬
‫التارييةم ‪ ،‬من أنه ‪ ، (( ...‬ث أحال ف الامش إل كتاب المامةم و السياساةم ‪ ،‬النسوب إل ابن‬
‫قتيبحةم‪ ، 76‬دون أن يذكر مصادر أخرى ‪ ،‬تتعلق بالبخ الذي ذكره ‪.‬‬
‫و قال أيضا )) تذكر مصادرنا التارييةم أن جاعةم من الصحابةم كانوا ف الغازي ‪ ، (( ...‬ث ذكر‬
‫ف الامش ما نصه ‪ )) :‬ابن عساكر ‪ ،‬ذكره أحد أميم ‪ :‬فجر السالما ((‪ . 77‬فهو قد أشار إل‬
‫مصدر واحد باسام مؤملفه بل ذكر لعنوانه ‪ ،‬و من دون الرجوع إليه أصل ‪ ،‬و إنا نقل ذلك عن‬
‫مرجع حديث ‪ ،‬فأين الصادر ‪ ،‬و مصادرنا ؟ ‪.‬‬
‫و قال أيضا ‪ )) :‬من ذلك ما تذكره مصادرنا ‪ ،‬من أن واصل بن عطاء –العتزّل‪ -‬كان قد‬
‫بعث أربعةم من الدعاة إل أطراف المبخاطوريةم السالميةم ‪ ، (( ...‬و ل تيوثق خبخه أصل‪ ، . 78‬فل‬
‫ذكر مصدرا ‪ ،‬و ل مصادر ‪.‬‬
‫و طريقته هذه هي من باب التدليس و الغالطات ‪ ،‬ل يصح اساتخدامها ف الكتابةم العلمحيةم‬

‫‪72‬‬
‫نفس الرجع ‪ ،‬صا‪. 274 :‬‬
‫‪73‬‬
‫نفس الرجع ‪ ،‬صا‪. 288 :‬‬
‫‪74‬‬
‫العقل السياساي ‪ ،‬صا‪. 263 :‬‬
‫‪75‬‬
‫نفس الرجع ‪ ،‬صا‪. 153 :‬‬
‫‪76‬‬
‫نفس الرجع ‪ ،‬صا‪. 182 :‬‬
‫‪77‬‬
‫العقل الخلقي العرب ‪ ،‬صا‪. 63 :‬‬
‫‪78‬‬
‫العقل السياساي ‪ ،‬صا‪. 278 :‬‬
‫عامةم ‪ ،‬و التخصصةم منها خاصةم ؛ لنا تتسيء لصاحبحها ‪ ،‬و تطعن ف نزّاهته العلمحيةم ‪ ،‬و تضلل‬
‫القراء ‪ ،‬و تتدلس عليهم ‪.‬‬
‫و الثال الثالث –من أخطاء اساتخداما الصادر‪ -‬أن الابري اعتمحد اعتمحادا أسااسايا على كتاب‬
‫المامةم و السياساةم ‪ ،‬النسوب لبن قتيبحةم )ت ‪276‬ه( ‪ ،‬عندما تناول بيعةم أب بكر ‪ ،‬و الفتنةم‬
‫الكبخى ‪ ،‬و هذا خطأ كبحي ف اساتخداما الصادر ‪ ،‬لنه اعتمحد على كتاب مهول مؤملفه ‪ ،‬و يفتقد‬
‫إل المانةم العلمحيةم ‪،‬و قد اعتمحد عليه ف مواضيع حساساةم و خطية جدا ‪ ،‬تكذبت حولا روايات‬
‫عديدة ‪ ،‬وتلعبحت با الهواء و العصبحيات‪ . 79‬و هذا الكتاب هو الذي أوقع الؤملف‪-‬أي الابري‪-‬‬
‫ف أخطاء كثية ‪،‬و خطية ف كتابه العقل السياساي العرب ‪. 80‬‬
‫علمحا بأن كتاب المامةم و السياساةم غي ثابت النسبحةم لبن قتيبحةم الدينوري)ت ‪276‬ه( ‪ ،‬و إنا‬
‫هو منسوب إليه فقط ‪ ،‬و الصحيح أن مؤملفه مهول ‪ ،‬من أهل الهواء ‪ ،‬له أغراض مذهبحيةم خفيةم‬
‫‪ ،‬منها الطعن ف الصحابةم ‪ ،‬و الرفع من شأن الرفض و التشيع ‪ ،‬و الدليل على ما قلته الشواهد‬
‫التيةم ‪:‬‬
‫أولا إن الصادر التارييةم الت ترجت لبن قتيبحةم‪ -‬الت اطلعت عليها‪ -‬ل تذكر له كتابا عنوانه ‪:‬‬
‫المامةم و السياساةم ‪ ،‬و قد ذكر له ابن الندي قائمحةم طويلةم جدا من مؤملفاته ل يوجد من بينتها هذا‬
‫الكتاب‪. 81‬‬
‫و ثانيها –أي الشواهد‪ -‬إن ف الكتاب طعنا كبحيا ف الصحابةم ‪ ،‬بطريقةم خفيةم و ظاهرة ‪ ،‬و‬
‫هذا يتناقض مع مذهب ابن قتيبحةم السن ‪ ،‬كمحا أن أمثال هذه الخبحار ل ندها ف كتب ابن قتيبحةم‬
‫‪ ،‬كالعارف و عيون الخبحار ‪ ،‬أما كتاب المامةم و السياساةم فمحمحلوء بذلك‪. 82‬‬
‫و الشاهد الثالث هو أن مؤملف كتاب المامةم و السياساةم ‪ ،‬روى كثيا من أخبحاره عن اثنيم‬
‫من كبحار علمحاء مصر ‪ ،‬كسعيد بن كثي بن عفي ‪ ،‬و ابن قتيبحةم ل يدخل مصر أصل ‪ ،‬و ل‬
‫يأخذ عن هذين العاليم ‪ .‬فديل ذلك على أن الكتاب مدساوس عليه‪. 83‬‬
‫ت ف مئات الصنفات التاثيةم التقدمةم –عن طريق الاساب الل‪ -‬و‬ ‫و الشاهد الرابع هو إن بث ت‬
‫‪79‬‬
‫أنظر مثل كتابنا ‪ :‬الثورة على سايدنا عثمحان بن عفان ‪ ،‬دار البحلغا‪ ،‬الزّائر ‪ . 2003 ،‬و قضيةم التحكيئم فئ موقعئةم صئفيم‬
‫‪ -‬بيم القائق و الباطيل ‪ ،-‬دار البحلغا ‪ ،‬الزّائر ‪. 2002 ،‬‬
‫‪80‬‬
‫سانذكر طرفا منها ف الفصول التيةم من كتابنا هذا ‪ ،‬إن شاء ال تعال ‪.‬‬
‫‪81‬‬
‫أنظئئر ‪ :‬ابئئن النئئدي ‪ :‬الفهرسائئت ‪ ،‬دار العرفئئةم ‪ ،‬بيئوت ‪ ، 1978 ،‬ج ‪ 1‬صا‪ . 115 :‬و الئئذهب ‪ :‬السئئي ‪ ،‬ج ‪ 13‬صا‪:‬‬
‫‪ 296‬و مئئا بعئئدها ‪ .‬و ابئئن العمحئئاد النبحلئئي ‪ :‬شئئذرات الئئذهب‪ ،‬ط ‪ ،1‬حققئئه عبحئئد القئئادر الرنئئاؤوط ‪،‬مكتبحئئةم ابئئن كئئثي ‪،‬‬
‫دمشق ‪ ، ،‬ج ‪ 3‬صا‪. 318 :‬‬
‫‪82‬‬
‫أنظر مثل ‪ :‬طبحعةم الزّائر ‪ ،‬موفم للنشر ‪ ، 1989،‬ج ‪ 1‬صا‪ 14 :‬و ما بعدها ‪. 67 ، 66 ،‬‬
‫‪83‬‬
‫أبو بكر بن العرب ‪ :‬العواصم من القواصم ‪ ،‬حققه مب الدين الطيب ‪ ،‬هامش صا ‪. 209 :‬‬
‫ل أعثر على أي ذكر لذا الكتاب منسوبا لبن قتيبحةم ‪ ،‬و ل لغيه ‪ ،‬ما يعن أنه ل يكن معروفا بيم‬
‫أهل العلم ف العصر السالمي زمن ابن قتيبحةم ‪ ،‬و ل القريب منه ‪ ،‬و هذا تيرجح بقوة بأن الكتاب‬
‫ظهر متأخرا بعد وفاة ابن قتيبحةم بزّمن طويل ‪.‬‬
‫و الشاهد الامس هو وجود نزّعةم شيعيةم ظاهرة ف كتاب المامةم و السياساةم ‪ ،‬و هذا أمر‬
‫يتناقض مع مذهب ابن قتيبحةم السن ‪ ،‬و قد أظهر الؤملف تشيعه بتكيزّه على ثلثةم أمور ‪ ،‬أولا‬
‫الطعن ف الصحابةم كمحا سابحق أن ذكرناه ‪ .‬و ثانيها الزّعم بأن عليا –رضي ال عنه‪ -‬رفض بيعةم أب‬
‫بكر –رضي ال عنه‪ -‬لنه كان يعتقد بأن اللفةم من حقه ‪ ،‬وتاغتصبحت منه ‪ .‬و ثالثها إظهار أن‬
‫عليا تعيرض للتهديد من أب بكر و عمحر ‪ ،‬بسبحب اللفةم ‪ ،‬وأنه كان مظلوما تمستضعفا ‪ ،‬حت أنه‬
‫أخرج زوجته فاطمحةم‪ -‬رضي ال عنها‪ -‬و أخذها معه ليل إل النصار يطلب منهم مساعدته ‪،‬‬
‫لساتجاع حقه الغصوب ‪ ،‬على حد زعم هذا الؤملف الشيعي الهول‪ . 84‬و هذه الخبحار هي‬
‫مكذوبةم بل شك ‪ ،‬و سانبحيم ذلك ف الفصل الرابع من كتابنا هذا ‪ ،‬إن شاء ال تعال ‪.‬‬
‫و الشاهد السادس يتمحثل ف وجود أخطاء تارييةم فادحةم ‪ ،‬ف كتاب المامةم و السياساةم ‪ ،‬ل‬
‫يصح أن يقع فيها مؤمرخ كابن قتيبحةم ‪ ،‬لنا ثابتةم معروفةم ‪ ،‬و قريبحةم منه زمنيا ‪ ،‬و تالف ما ذكره هو‬
‫شخصيا ف كتابه العارف ‪ ،‬ما يعن أن مؤملف المامةم و السياساةم ‪ ،‬ليس هو ابن قتيبحةم ‪ ،‬و إن‬
‫مؤملفه مهول ‪ ،‬ذكر تلك الخطاء التارييةم جهل أو متعمحدا و ليس ناسايا ‪ ،‬لنا ليست خبخا‬
‫واحدا ‪ ،‬و ل هي من المور الت تغيب عن البحال ف الغالب العم ‪.‬‬
‫و سانذكر من تلك الخطاء خسةم ‪ ،‬أولا إن مؤملف المامةم و السياساةم ‪ ،‬فيرق بيم شخصيةم‬
‫السفاح ‪ ،‬و بيم شخصيةم أب العبحاس ‪ ،‬عند قياما الدولةم العبحاسايةم و جعلهمحا شخصيتيم متنازعتيم‬
‫متحاربتيم‪ . 85‬و هذا خطأ فادح ل يقع فيه مؤمرخ يعي ما يقول ‪ ،‬و لعله من أغرب أخطاء مصنفي‬
‫التاريخ ‪ ،‬و الصحيح واضح ثابت معروف ‪ ،‬و هو أن أبا العبحاس ‪ ،‬و السفاح ها شخصيةم واحدة‬
‫‪ ،‬هي أول خليفةم عبحاساي ‪ :‬أبو العبحاس السفاح تول اللفةم سانةم ‪ 132‬ه ‪ ،‬و هذا أمر ذكره ابن‬
‫قتيبحةم ف كتابه العارف‪. 86‬‬
‫و الطأ الثان هو أن مؤملف المامةم و السياساةم ‪ ،‬ذكر أنه لا توف الليفةم الهدي ‪ ،‬خلفه ابنه‬
‫هارون الرشيد‪ . 87‬و هذا خطأ فاحش ل يقوله مؤمرخ يعي ما يقول ‪ ،‬اللهم إل إذا كان يتعمحد ذكره‬
‫‪ .‬لن الصحيح الثابت العروف هو ما ذكره ابن قتيبحةم ف كتابه العارف من انه لا تتوف الليفةم‬

‫‪84‬‬
‫انظر المامةم و السياساةم ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪. 48 ، 20 ، 19-18 :‬‬
‫‪85‬‬
‫انظر ‪ :‬نفس الصدر ‪ ،‬ج ‪ 2‬صا‪. 218 :‬‬
‫‪86‬‬
‫ابن قتيبحةم ‪ :‬العارف ‪ ،‬صا ‪. 84 :‬‬
‫‪87‬‬
‫المامةم و السياساةم ‪ ،‬ج ‪ 2‬صا‪. 267 :‬‬
‫الهدي خلفه ابنه موساى الادي ‪ ،‬فلمحا تتوف الادي خلفه أخوه هارون الرشيد‪. 88‬‬
‫و الطأ الثالث هو أن مؤملف المامةم و السياساةم ذكر أن هارون الرشيد كتب وليةم العهد من‬
‫بعده لبنه الأمون أول ‪ ،‬ث للميم من بعده ثانيا ‪ ،‬و كان الميم هو الذي خرج على أخيه‬
‫بالسلح‪ . 89‬و هذا خطأ فاحش أيضا ‪ ،‬ل يصح أن يقع من مؤمرخ ‪ ،‬لن الصحيح هو ما ذكره‬
‫ابن قتيبحةم و غيه من الؤمرخيم ‪ ،‬من أن الرشيد كتب العهد للميم ‪ ،‬ث للمحأمون من بعده ‪ ،‬فلمحا‬
‫توف الرشيد خلفه ابنه الميم ‪ ،‬فكان هو الذي نقض العهد ‪ ،‬وليس الأمون ‪ ،‬فأبعد أخاه و أخذ‬
‫البحيعةم لبنه موساى ‪. 90‬‬
‫و الطأ الرابع يتعلق بسنةم وفاة الليفةم هارون الرشيد ‪ ،‬فذكر مؤملف كتاب المامةم و السياساةم‬
‫بأنه تتوف سانةم ‪195‬ه‪ . 91‬و هذا خطأ واضح ‪ ،‬لن الرشيد توف سانةم ‪193‬هجريةم ‪ ،‬كمحا ذكره‬
‫ابن قتيبحةم ف معارفه‪. 92‬‬
‫و الطأ الخي – أي الامس‪ -‬هو أن مؤملف المامةم و السياساةم زعم بأن النزّاع بيم الخوين‬
‫الميم و الأمون ‪ ،‬بدأ مبحاشرة بعد موت الرشيد ‪ ،‬عندما نازع الميم أخاه الأمون على اللفةم ‪ ،‬ما‬
‫أدى بالأمون إل دخول قصر اللفةم ‪ ،‬و القبحض على أخيه الميم و حبحسه ‪ ،‬لكن الميم تكن‬
‫من الروب من السجن ‪ ،‬فأرسال الأمون من قبحضه و قتله ‪ ،‬و ل يذكر أيةم حروب وقعت بيم‬
‫الخوين‪ . 93‬و كلمه هذا غي صحيح كليةم ‪ ،‬و مردود عليه ‪ ،‬لن الصواب ما ذكره ابن قتيبحةم‪ -‬و‬
‫غيه من الؤمرخيم‪ -‬ف كتابه العارف ‪ ،‬من أن الميم هو الذي تول الكم بعد الرشيد ‪ ،‬و ليس‬
‫الأمون ‪ ،‬و بعد سانةم تنيكر الميم لخيه ‪ ،‬و ول ابنه موساى وليةم العهد ‪ ،‬و بعد عاميم من وفاة‬
‫الرشيد ‪ ،‬أرسال الميم جيشا لاربةم أخيه الأمون القيم بتراساان – وليس معه ف القصر‪ -‬فدخل‬
‫الخوان ف حروب طاحنةم ‪ ،‬اساتمحرت إل سانةم ‪ 198‬ه ‪ ،‬انتهت بقتل الميم على أيدي جنود‬
‫أخيه‪. 94‬‬
‫و ختاما لوضوع كتاب المامةم و السياساةم ‪ ،‬أشي هنا إل أن الابري قد ذكر أن الشكوك توما‬

‫‪88‬‬
‫العارف ‪ ،‬صا ‪. 88 ، 87 :‬‬
‫‪89‬‬
‫المامةم ‪ ،‬ج ‪ 2‬صا‪. 218 :‬‬
‫‪90‬‬
‫العارف ‪ ،‬صا‪. 88 :‬‬
‫‪91‬‬
‫المامةم ‪ ،‬ج ‪ 2‬صا‪. 305 :‬‬
‫‪92‬‬
‫العارف‪ ،‬صا ‪. 87 :‬‬
‫‪93‬‬
‫المامةم ‪ ،‬ج ‪ 2‬صا‪. 306 :‬‬
‫‪94‬‬
‫العارف ‪ ،‬صا‪. 88 :‬‬
‫حول هذا الكتاب ‪ . 95‬لكنه مع ذلك نسي هذه اللحظةم‪-‬أو تناسااها‪ -‬و اعتمحد عليه اعتمحادا‬
‫أسااسايا ‪ ،‬فأخذ برواياته ‪ ،‬و بن عليها أفكاره ‪ ،‬و هذا خطأ منهجي كبحي ف الكتابةم العلمحيةم ‪ .‬ث‬
‫أنه زعم أن المامةم و السياساةم ‪ ،‬هو )) هو أول ماولةم سانيةم ف الكلما ف المامةم بنهجيةم أهل‬
‫السنةم الوائل ‪ ،‬منهجيةم الروايةم و الساناد ‪ ،‬و التعبحي عن الرأي من خلل عرض الوقائع ‪...‬‬
‫بالضافةم إل أن الكتاب مكوما من داخله بنطق الرد على الشيعةم ((‪. 96‬‬
‫و قوله هذا غي صحيح جلةم و تفصيل ‪ ،‬قد سابحق تفنيده من خلل انتقاداتنا لكتاب المامةم‬
‫و السياساةم ‪ ،‬و هو عكس ما ذهب إليه الابري ‪ ،‬فبحينا أن الكتاب مالف لذهب أهل السنةم ‪ ،‬ف‬
‫جوانب أسااسايةم كثية جدا ‪ ،‬و ل يدعنا بعبحارته الت كان يتضى با على الصحابةم ‪ ،‬و هو يطعن‬
‫فيهم من جهةم أخرى ‪ ،‬فهي طريقةم ماكرة اتبحعها هذا الؤملف الشيعي الهول ‪ ،‬كمحا تبحيم أن مت‬
‫الكتاب شاهد على أنه ليس من تأليف ابن قتيبحةم ‪ .‬فالكتاب إذاة مكوما ف باطنه بنطق خطي ‪،‬‬
‫هو الطعن ف الصحابةم ‪ ،‬و التلعب بالوادث ‪ ،‬و الرفع من رايةم الرفض ‪.‬‬
‫و أشي هنا إل أن هناك نقائص تتعلق باساتخداما الابري للمحصادر ‪ ،‬أذكر منها اثنتيم ‪ ،‬الول‬
‫مفادها هو أن الابري عندما تناول السية النبحويةم ف كتابه العقل السياساي العرب ‪ ،‬اعتمحد أسااساا‬
‫على كتب السية و التواريخ ‪ ،‬كسية ابن هشاما ‪ ،‬و تاريخ الطبخي ‪ ،‬و الكامل لبن الثي ‪ ،‬و‬
‫أهل كليةم‪-‬تقريبحا‪ -‬الصادر الديثيةم ‪ ،‬كالصحاح ‪ ،‬و السانيد ‪ ،‬و السنن ‪ ،‬و العاجم ‪ ،‬فهي كمحا‬
‫تتوي على أحاديث النب‪ -‬عليه الصلة و السلما‪ -‬فهي تتوي أيضا على كثي من السية و تاريخ‬
‫الدعوة السالميةم عامةم ‪ ،‬و هي أيضا مصادر موثقةم بالساانيد ‪ ،‬و أكثر ثقةم ‪ ،‬و صحةم ‪ ،‬و دقةم ‪.‬‬
‫و النقيصةم الثانيةم هي أن الابري عندما تناول مرحلةم ما بعد السية النبحويةم ‪ ،‬خاصةم بيعةم أب‬
‫بكر ‪ ،‬و الفتنةم الكبخى ‪ ،‬اعتمحد أسااساا على ممحوعةم قليلةم من الؤملفات معظمحها مطعون فيها ‪،‬‬
‫أهها ‪ :‬تاريخ الطبخي ‪ ،‬و تاريخ اليعقوب ‪ ،‬و المامةم و السياساةم لؤملف مهول ‪ ،‬و مروج الذهب‬
‫للمحسعودي ‪ ،‬و الكامل لبن الثي ‪ ،‬و أهل الصنفات الديثيةم إل نادرا ‪ ،‬كأن يعود أحيانا إل‬
‫صحيح البحخاري ‪ .‬كمحا انه أهل مصادر تاريةم أخرى هامةم ‪ ،‬ل يستفد منها كمحا ينبحغي ‪ ،‬كالبحدايةم‬
‫و النهايةم لبن كثي ‪ ،‬و النتظم لبن الوزي ‪ ،‬و الساتيعاب لبن عبحد البخ ‪ ،‬و ساي أعلما النبحلء‬
‫للذهب ‪ ،‬و الصابةم ف معرفةم الصحابةم لبن حجر العسقلن ‪.‬‬

‫و أما الطأ الرابع – من أخطاء الكتابةم العلمحيةم‪ -‬فهو غياب تقيق الروايات التارييةم ‪ -‬ف‬
‫الغالب العم‪ -‬لتمحييزّ صحيحها من ساقيمحها إسانادا و متنا ‪ ،‬فهو قد اعتمحد على طائفةم كبحية جدا‬
‫‪95‬‬
‫تكوين العقل العرب ‪. 105 ،‬‬
‫‪96‬‬
‫نفسه ‪ ،‬صا‪. 105 :‬‬
‫من الروايات التارييةم و الديثيةم ‪ ،‬من دون أن يلتزّما منهجا نقديا شامل كامل ف تعامله مع معظم‬
‫تلك الروايات‪ .‬و سانذكر على ذلك ناذج كثية ف مواضع لحقةم من كتابنا هذا ‪ ،‬إن شاء ال‬
‫تعال ‪ ،‬و سايتبحيم أنه‪-‬أي الابري‪ -‬اعتمحد على أخبحار كثية غي صحيحةم ‪ ،‬أوقعته ف أخطاء‬
‫فاحشةم ‪ ،‬تتعلق بأمور هامةم و خطية جدا ‪ .‬و أما الروايات الت نقدها ‪ ،‬فهي قليلةم جدا ‪ ،‬بالقارنةم‬
‫إل الروايات الكثية الت ل ينقدها ‪ .‬هذا فضل على أن الت نقدها كان نقده لا ناقصا ف الغالب‬
‫العم‪ ،‬لنه ل يإمحع ف نقده لا بيم نقد الساانيد و التون معا ‪.‬‬
‫و أما الطأ الخي –أي الامس‪ -‬فيتمحثل ف أن الابري كثيا ما أثار شبحهات ‪ ،‬و ذكر أخطاء‬
‫‪ ،‬و ساكت عنها من دون تنبحيه إليها ‪ ،‬و ل رد ‪ ،‬و ل تقيق لا ‪ .‬من ذلك أنه ذكر كلما‬
‫مطول لرساطو عن السمحاء ‪ ،‬تضمحن أخطاء كثية‪ ، 97‬ساكت عنها الابري ‪ ،‬فلم ينتقده فيها ‪ ،‬و‬
‫ل نيبحه إليها‪. 98‬‬
‫و منها أنه عرض شبحهات و أوهاما و أباطيل الفقيه الساعيلي القاضي النعمحان)ت ‪351‬أو‬
‫‪363‬ه( ‪ ،‬ف ردوده الزّعومةم على أهل السنةم ‪ ،‬و ل يرد عليه و ل شكك ف مزّاعمحه ‪ ،‬بل أنه‬
‫صيوبا و أقرها عندما قال عن النعمحان ‪ )) :‬فإنه ف نقضه أصول أهل السنةم ‪ ،‬ف كتابه اختلف‬
‫الذاهب ((‪ . 99‬و كلمه هذا باطل من أسااساه ‪ ،‬فإن الرجل ل ينقض أصل واجدا من أصول أهل‬
‫السنةم ‪ ،‬و كل ما فعله أنه أثار الشبحهات و الغالطات ‪ ،‬و التدليسات ‪ ،‬و جاء بالكاذيب من‬
‫الرويات ‪ ،‬رأى فيها الابري نقضا لصول السنييم !! ‪ ،‬و سانرد على تلك الباطيل و الزّاعم و‬
‫ننفضها ‪ ،‬ف الفصل الثان إن شاء ال تعال ‪.‬‬
‫و منها أيضا إنه‪-‬أي الابري – عرض فلسفةم أب نصر الفاراب ف العلقةم بيم السالما و‬
‫الفلسفةم ‪ ،‬و ساكت عن أخطائه ‪ ،‬و أوهامه ف هذا الوضوع الساس‪. 100‬و تعيرض لوقف العتزّلةم‬
‫و القدريةم من بعض مسائل أصول الدين ‪ ،‬فشرحها و نيوه با ‪ ،‬و ساكت عن أخطائهم من دون‬
‫أي انتقاد لم‪ . 101‬و سانتطرق إل بعض ذلك ف موضع لحق من الفصل الثان إن شاء ال تعال‬
‫‪.‬‬
‫و هذه الطريقةم الت مارساها الابري ‪ ،‬هي –بل شك‪ -‬من نقائص الكتابةم العلمحيةم الوضوعيةم ‪،‬‬
‫و طعن فيها ‪ .‬كمحا أنا تريوج للشكوك و الشبحهات و الخطاء ‪ ،‬و تبحلبحل أفكار القراء ‪ ،‬و تفت‬

‫‪97‬‬
‫سانذكر بعضها ف الفصل الثان ‪ ،‬إن شاء ال تعال ‪.‬‬
‫‪98‬‬
‫أنظر ‪ :‬بنيةم العقل العرب ‪ ،‬صا‪ 407 :‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫‪99‬‬
‫نفس الرجع ‪ ،‬صا‪ 321 :‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫‪100‬‬
‫انظر ‪ :‬نفس الرجع ‪ ،‬صا‪ . 425 ،424 :‬و تكوين العقل العرب ‪ ،‬صا‪. 242 :‬‬
‫‪101‬‬
‫العقل السياساي العرب ‪ ،‬صا‪. 279 ، 275 :‬‬
‫بعضهم ‪ ،‬و ل تقدما لم حلول ‪ .‬و إذا أضفنا إليها الخطاء النهجيةم الت ساجلناها على الابري‬
‫ساابقا ‪ ،‬يتبحيم من كل ذلك أن منهجيته ف الكتابةم العلمحيةم ‪ ،‬كانت كثية الخطاء و النقائص ‪،‬‬
‫المر انعكس سالبحا على إنتاجه العلمحي شكل و مضمحونا ‪.‬‬
‫أخأطاء منهج النقد التاريخي عند أركون و الجابري ‪:‬‬
‫اقصتد باساتخدامي لصطلح ‪ :‬منهج النقد التاريي ‪ ،‬ذلك النهج الشامل ‪ ،‬الذي يتناول أي‬
‫خبخ ‪ ،‬ساواء كان نبحويا ‪ ،‬أو بشريا ‪ ،‬بالنقد و التمححيص على مستوى الساانيد و التون معا ‪ .‬و‬
‫هذا النهج هو الذي عأنطلتق منه ف انتقادات لراء البحاحثييم أركون و الابري ‪ ،‬التعلقةم بنهج النقد‬
‫التاريي عندها ‪.‬‬
‫فبحالنسبحةم لركون ‪ ،‬فسأذكر بعض مواقفه التعلقةم بنهج النقد التاريي ‪ ،‬عرضا و مناقشةم ‪ ،‬و‬
‫إظهارا لخطائه فيها ؛ أولا إنه قال عن الساناد الديثي‪ -‬يتضمحن رواة الديث‪ )) : -‬كمحا هو‬
‫الال ف عمحليةم الساناد الستخدما ف الديث النبحوي ‪ ،‬هذا الساناد الذي يضمحن ليس فقط صحةم‬
‫النقل عن النب ‪ ،‬و إنا أيضا اساتمحراريةم العمحل ‪ ،‬و السلوك الذي توصي به هذه الحاديث ((‪. 102‬‬
‫و قوله هذا فيه مغالطةم ‪ ،‬و جهل‪-‬أو تاهل‪ -‬بنهج النقد الديثي عند تنقاد الديث ‪ ،‬بدليل ما‬
‫يأت ‪ :‬أول إن صحةم الديث عند الدثيم ل تثبحت لرد وجود الساناد ‪ ،‬و إنا وجود الساناد‬
‫التصل ‪ ،‬هو شرط من شروط صحةم الديث ‪ ،‬ث تيضع هذا الساناد لعمحليةم النقد جرحا و تعديل‬
‫‪ ،‬و هي عمحليةم متشعبحةم و معقدة ‪ ،‬تقوما على أساس منطقيةم‪ 103‬صحيحةم‪ . 104‬و عليه فإن وجود‬
‫الساناد ل يعن صحةم الديث ‪ ،‬كمحا أوهم بذلك أركون ‪ ،‬و إنا يسمحح لنا بمحارساةم النقد و‬
‫التمححيص ‪ ،‬وفق منهجيةم الرح و التعديل ‪.‬‬
‫و ثانيا إن قوله تيوحي بأن الساناد هو أسااس صحةم الديث عند الدثيم ‪ ،‬و هذا غي صحيح‬
‫‪ ،‬و افتاء عليهم ‪ ،‬لن النقد عندهم يشمحل الساانيد و التون معا ‪ .‬كمحا أن صحةم الساناد ل تعن‬
‫بالضرورة صحةم الت ‪ ،‬و صحةم الت ل تعن بالضرورة صحةم الساناد ‪ ،‬فالديث لكي يتقبحل ف علم‬
‫مصطلح الديث ل بد أن يصح إسانادا و متنا ‪ ،‬وفق منهج نقد البخ عند الدثيم‪. 105‬‬
‫‪102‬‬
‫تارييةم الفكر العرب ‪ ،‬صا‪. 125 :‬‬
‫‪103‬‬
‫سانذكرها قريبحا ‪ ،‬إن شاء ال تعال ‪.‬‬
‫‪104‬‬
‫أنظر ‪ :‬ممحد ممحود الطحان ‪ :‬أصول التخريج و دراساةم الساانيد ‪ ،‬ط ‪ ،3‬مكتبحةم العارف ‪ ،‬الرياض‪ ، 1996 ،‬صا‪137 :‬‬
‫‪ ،‬و مئا بعئدها ‪ ،‬و ‪ ، 181‬و مئا بعئئدها ‪ .‬و ممحئئد عجئاج الطيئب ‪ :‬السئنةم قبحئئل التئدوين ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬مكتبحئئةم وهبحئةم ‪ ،‬مصئر ‪،‬‬
‫‪ ، 1963‬صا‪ ، 239 :‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫‪105‬‬
‫أنظئئر ‪ :‬عجئئاج الطيئئب ‪ :‬نفئئس الرجئئع ‪ ،‬صا‪ 239 :‬و مئئا بعئئدها ‪ .‬و ابئئن قيئئم الوزيئئةم ‪ :‬النئئار النيئئف ‪ ،‬حققئئه عبحئئد الرحئئن‬
‫العلمحئئي‪ ،‬دار العاصئئمحةم ‪ ،‬الريئئاض‪ 35 ، 1998 ،‬و مئئا بعئئدها ‪ ،‬و ‪ 42‬و مئئا بعئئدها ‪ .‬و النئئذري ‪ :‬الئئتغيب و الئئتهيب ‪،‬ط‬
‫‪ ،1‬دار الكتب العلمحيةم‪ ،‬بيوت ‪ ،1417‬ج ‪ ، 1‬صا‪ ، 282 ، 245 :‬و ج ‪ 4‬صا‪ . 250 :‬و النووي ‪ :‬شرح النووي على‬
‫و أما الوقف الثان فعيبخ عنه بقوله ‪ :‬كانت الرؤيةم الياليةم للتاريخ ذات )) هيمحنةم واضحةم لدى‬
‫التكتاب الوائل ‪ ،‬من مثل الواقدي ‪ ،‬و أب منف ‪ ،‬و ابن إساحاق ‪ ،‬و ابن عبحد الكم ‪ ...‬وصول‬
‫حت الطبخي ‪ ،‬إن رد الفعل العقلن الكثر وضوحا على هذه الرؤيةم الياليةم ‪ ،‬تبحتدئ لدى مسكويه‬
‫‪ ،‬لكن أخلفه ل تيارساوا منهجيته ‪ ،‬بنفس الدقةم ‪ ،‬حت ميء ابن خلدون ((‪. 106‬‬
‫و قوله هذا غي صحيح ف معظم جوانبحه ‪ ،‬و يمحل نظرة ناقصةم عن منهج نقد البخ عند‬
‫السلمحيم ‪،‬لنه أول إذا كانت الرؤيةم الياليةم للتاريخ موجودة لدى كثي من الؤمرخيم الوائل ‪ ،‬و هذا‬
‫معروف عند النقاد ‪ ،‬فإنا ل تكن وحدها هي السائدة ‪ ،‬فقد توجدت إل جانبحها النظرة القيقيةم و‬
‫الصحيحةم للتاريخ ‪ ،‬فكانت النظرتان تضيقان و تتسعان من مؤمرخ إل آخر ‪ ،‬حسب خلفياتم‬
‫العلمحيةم و الذهبحيةم و السياسايةم ‪ ،‬و الصلحيةم‪ . 107‬و هذه النظرة الزّدوجةم للتاريخ ‪ ،‬ما تزّال موجودة‬
‫إل يومنا هذا لدي كثي من الؤمرخيم و البحاحثيم ‪ ،‬منهم ممحد أركون ‪ ،‬فإن ف دراسااته السالميةم ‪،‬‬
‫كثيا من اليالت و الظنون ‪ ،‬و الهواء و الرافات ‪ ،‬و سانبحيم ذلك بالدلةم الدامغةم ‪ ،‬ف مواضع‬
‫لحقةم من الفصول التيةم ‪ ،‬إن شاء ال تعال ‪.‬‬
‫و ثانيا فإن الؤمرخ الطبخي) ت ‪309‬ه ( يتلف كثيا عن ممحد بن عمحر الواقدي ‪ ،‬و أب‬
‫منف لوط بن ييح ‪ ،‬و ممحد بن إساحاق ‪ ،‬فإنه كان عالا ناقدا متبححرا ف علوما الشريعةم و التاريخ‬
‫‪ ،‬و ل يكن خياليا ف تاريه ‪ .‬و الخبحار الياليةم و الكذوبةم الت أوردها ف تاريه ‪ ،‬ذكرها لنه‬
‫تبحن منهجا تدوينيا أقامه على أسااس الياد العلمحي السلب ‪ ،‬فديون ف تاريه أخبحار كل الطوائف ‪،‬‬
‫على اختلفاتا و تناقضاتا ‪ ،‬بل تقيق ‪ ،‬و ل نقد ‪ ،‬ول تحيص ‪ ،‬إل ف القليل النادر ‪ ،‬و هذا‬
‫أمر صيرح به الطبخي ف مقدمةم تاريه ‪ .‬فهو ل يكن جاهل بنهج النقد التاريي ‪ ،‬و ل عاجزّا عن‬
‫تطبحيقه ‪ ،‬و ل كان واقعا تت تأثي النظرة الياليةم للتاريخ‪. 108‬‬
‫و ثانيا إن منهج نقد البخ كان قد نشأ و تقيعد قبحل الؤمرخ أب علي مسكويه التوف سانةم ‪421‬ه‬
‫ت‬
‫‪ ،‬و قد مارساه كبحار نقاد الديث ف القرن الثالث الجري ‪ ،‬كأحد بن حنبحل ‪ ،‬و ييح بن معيم ‪،‬‬
‫و البحخاري ‪ ،‬و مسلم ‪ ،‬و أب داود السجستان ‪ ،‬و غيهم كثي ‪ ،‬و هؤملء كانت نظرتم للتاريخ‬
‫نظرة شرعيةم واقعيةم علمحيةم ‪ ،‬و ل تكن خياليةم أبدا ‪ ،‬و كانوا أصحاب منهج نقدي ‪ ،‬مارساوه‬
‫بدرجات متلفةم ‪ ،‬ف تقيق الديث النبحوي ‪ ،‬و كثي من الخبحار التعلقةم بالصحابةم‪ -‬رضي ال‬

‫صحيح مسلم ‪ ،‬ط ‪ ،2‬دار إحياء التاث العرب‪ ،1392 ،‬ج ‪ 1‬صا‪ . 47 :‬و ابن الصئلح ‪ :‬مقدمئةم ابئن الصئلح فئ علئوما‬
‫الديث ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬دار الفاراب‪ ،‬د ما ن ‪ ، 1984 ،‬صا‪. 59 :‬‬
‫‪106‬‬
‫تارييةم الفكر العرب السالمي ‪ ،‬صا‪. 27 :‬‬
‫‪107‬‬
‫لعرفةم طائفةم من هؤملء اليالييم ‪ ،‬أنظر كتابنا ‪ :‬مدرساةم الكذابيم ‪ ،‬ف روايةم التاريخ السالمي و تدوينه ‪.‬‬
‫‪108‬‬
‫سانعود إل مقدمةم الطبخي التارييةم قريبحا ‪ ،‬من هذا البححث ‪.‬‬
‫عنهم‪ ، -‬فأثرت جهودهم تأسايس علم مصطلح الديث ‪ -،‬أي منهج نقد البخ ‪ ،-‬و تدوين‬
‫الصنفات الديثيةم الكبخى ‪ ،‬كالصحيحيم ‪ ،‬و السنن ‪ ،‬و الساند ‪ ،‬فمحارس هؤملء منهجهم من‬
‫خلل مصنفاتم ‪ ،‬مع العلم أن أصول منهج نقد البخ هي موجودة صراحةم ف القرآن الكري ‪،‬و هو‬
‫‪109‬‬
‫الذي أصله قبحل أن يبحدأ السلمحون ف الكتابةم الديثيةم و التارييةم ‪ :‬تدوينا ‪ ،‬و تقعيدا ‪ ،‬و تقيقا‬
‫‪.‬‬
‫و رابعا إن أركون أغفل كبحار النقاد من الدثيم و الؤمرخيم عاشوا ف الفتة المحتدة من وفاة‬
‫مسكويه)ت ‪421‬ه ( ‪ ،‬إل وفاة ابن خلدون سانةم ‪808‬ه ‪ ،‬كانت نظرتم إل التاريخ شرعيةم‬
‫واقعيةم علمحيةم نقديةم ‪ ،‬و ليست خياليةم ‪ ،‬و كانوا نقادا مققيم ‪ ،‬لم درايةم واساعةم بنهج نقد البخ ‪،‬‬
‫الذي أرساى قواعده نقاد الديث التقدميم ‪ ،‬فزّاده التأخرون إثراء و تقعيدا ‪ ،‬كالطيب البحغدادي‬
‫ف تاريخ بغداد ‪ ،‬و ابن الوزي )ت ف الوضوعات ‪ ،‬و العلل التناهيةم ‪ ،‬و تلبحيس إبليس ‪ .‬و ابن‬
‫تيمحيةم)ت ‪728‬ه( ف منهاج السنةم النبحويةم ‪ ،‬و الذهب )ت ‪748‬ه( ف سايي أعلما النبحلء ‪ ،‬و‬
‫ميزّان العتدال ف نقد الرجال ‪ ،‬و ابن قيم الوزيةم )ت ‪751‬ه( ‪ ،‬ف كتابه نقد النقول – هو‬
‫نفسه ‪ :‬النار النيف‪ ، -‬و ابن كثي )ت ‪774‬ه( ‪ ،‬ف البحدايةم و النهايةم ‪ .‬و هذه الكتب منشورة‬
‫و متداولةم بيم أهل العلم ‪ ،‬و شاهدة على ما أقول ‪ ،‬و ل تتاج إل توثيق‪. 110‬‬
‫و خامسا إن تنويه أركون بعمحل ابن خلدون ف منهج النقد التاريي ‪ ،‬يإب أن نتناوله من‬
‫جانبحيه النظري و التطبحيقي ‪ ،‬فالنظري عرضه ابن خلدون ف مقدمته ‪ ،‬و انتقد فيه طائفةم من‬
‫الؤمرخيم ‪ ،‬و ركزّ فيه على جانب واحد من النهج ‪ ،‬و هو التعلق بنقد التون ‪ ،‬و أهل نقد‬
‫الساانيد ‪ ،‬فجاء عمحله ناقصا تمشيوها ‪ .‬مع العلم أن الانب الذي ريكزّ عليه ل يكن جديدا ‪ ،‬و إنا‬
‫هو جانب معروف من جانب نقد البخ عند الدثيم ‪ .‬و أما الانب التطبحيقي التعلق بنهج النقد‬
‫التاريي عند ابن خلدون ‪ ،‬فهو عندما كتب تاريه ‪ :‬العبخ و ديوان البحتدأ و البخ ‪ ،‬ل يلتزّما فيه‬
‫بنهجه النظري الذي عرضه ف القدمةم‪ ،‬فجاء تاريه عاديا تقليديا كثي الخطاء‪. 111‬‬
‫و الوقف الثالث – من مواقف أركون من منهج النقد التاريي‪ -‬هو أنه لا تعيرض لا جاء به‬
‫السالما قال ‪ )) :‬هذه الرهانات الت كان قد اساتهدفها الناطق الكبخ و الفاعل الرسال أي ال‬
‫ت‬
‫بالذات حسب الؤممنيم أو ممحد بسب الؤمرخ الناقد ((‪ . 112‬و قوله ‪ )) :‬ممحد بسب الؤمرخ الناقد‬
‫(( ‪ ،‬هو كلما باطل ‪ ،‬فيه تدليس و تغليط ‪ ،‬و افتاء على النقد العلمحي الصحيح ‪ .‬فكان عليه أن‬

‫‪109‬‬
‫أنظر كتابنا ‪ :‬أخطاء الؤمرخ ابن خلدون ف كتابه القدمةم ‪ ،‬دار الماما مالك ‪ ،‬الزّائر ‪ ، 2055 ،‬صا‪. 59 :‬‬
‫‪110‬‬
‫للتوساع أنظر كتابنا ‪ :‬أخطاء ابن خلدون ف كتابه القدمةم ‪ ،‬صا‪ 27 :‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫‪111‬‬
‫للوقوف على ذلك راجع كتابنا السابق الذكر ‪.‬‬
‫‪112‬‬
‫أركون ‪ :‬تارييةم الفكر العرب‪ ...‬صا‪ . 101 :‬و الفكر السالمي ‪ ،‬صا‪. 105 :‬‬
‫يقول ‪ :‬بسب الؤمرخ الكافر بالسالما ‪ ،‬أو بسب الؤمرخ النكر للسالما ‪ ،‬و ل يصح أن يقول‬
‫ما زعمحه مطلقا ‪ ،‬لن النقد العلمحي ليس حكرا على أحد ‪،‬و النقد العلمحي اليادي الوضوعي بريء‬
‫من ذلك الزّعم البحاطل ‪ .‬كمحا أن الناقد اليادي الطالب للحق يأخذ بكل الحتمحالت بد ‪ ،‬ث‬
‫يتأكد من صدقها بالنقد و التمححيص ‪ ،‬ث يأخذ بالصحيح منها ‪.‬‬
‫فل داع يا أركون إل التدليس و التغليط و الختفاء وراء النقد العلمحي الزّعوما ‪ ،‬لنشر الغالطات‬
‫و الباطيل ‪ ،‬و الشبحهات ‪ ،‬فإذا كان النقد الزّعوما أدى بالغالبحيةم الساحقةم من الستشرقيم و أمثالم‬
‫إل الكفر بالسالما ‪ ،‬إتبحاعا لهوائهم ‪ ،‬فإن النقد العلمحي اليادي الصحيح أدى‪-‬قديا و حديثا‪-‬‬
‫بكثي من الغربييم و غيهم إل اعتناق السالما ‪ ،‬ما يعن أن زعمحك باطل مردود عليك ف احتكاره‬
‫للنقد العلمحي الزّعوما القائم على الهواء و الظنون ‪ .‬و أما أهل النقد و العلم الصحيحيم فهم الذين‬
‫يصدق عليهم قوله تعال ‪ )) :‬و يرى الذين أوتوا العلم الذي تأنزّل إليك من ربك هو الق ((‪-‬ساورة‬
‫سابحأ‪ ، -6/‬و )) ليعلم الذين أوتوا العلم أنه الق من ربك ((‪-‬ساورة الج ‪. -54/‬و أما أركون و‬
‫أمثاله ‪ ،‬فل علم لم إل الهواء و الظنون ‪،‬و يصدق عليهم قوله تعال ‪ } :‬لإن يعئتنبحلتعوعن إلنل الظننن‬
‫س عولععقود عجاءتهم ممن نرمبلتم اولتعدى{ٍ ‪-‬ساورة النجم‪. -23/‬‬
‫عوعما تعئوهعوى ا و علنتف ت‬
‫و أما موقفه الرابع فمحرتبحط بالثالث ‪ ،‬زعم فيه أركون أن العقل الؤممن يستحيل عليه أن يتخذ‬
‫موقفا مستقل تاما إزاء التصورات الولدة للقيم و الحكاما و السلوك ‪ ،‬بسبحب )) انغمحاساه ف الس‬
‫العمحلي الرتبحط باليان ‪ ،‬ل يتيح له أن يتخذ موقف الراقب للمور ف آن واحد ‪ ،‬لنه ل يستطيع‬
‫أن ينفصل عن إيانه ‪ ،‬و لو للحظةم من أجل أن يتخذ مسافةم نقديةم ‪ ،‬و يدرس المور بشكل‬
‫تاريي و علمحي ((‪.113‬‬

‫و قوله هذا غي صحيح ‪ ،‬و مازفةم فيها تدليس و تغليط ‪ ،‬لنه أول إن الدراساةم العلمحيةم‬
‫الوضوعيةم الناقدة الفاحصةم ليست حكرا على أحد من أهل العلم ‪ ،‬و ل على طائفةم منهم ‪ ،‬فكل‬
‫منهم ف مقدوره أن يكون ناقدا موضوعيا حياديا ‪ ،‬على اختلف عقائدهم و مذاهبحهم ‪ ،‬إن تردوا‬
‫للحقيقةم و صدقت نواياهم ‪ ،‬و تغلبحوا على أهوائهم و مصالهم‪ .‬لكن العروف تاريا و واقعا أن‬
‫اليادييم من أهل العلم قليلون ‪ ،‬لن معظمحهم يصعب عليه التجيرد للحقيقةم العلمحيةم تردا كامل ‪،‬‬
‫إذا ما تعارضت مع عقائدهم و مصالهم ‪.‬‬
‫مع العلم أن التجرد العلمحي ل يعن بالضرورة ‪ ،‬أن ينسلخ البحاحث كليةم عن أصوله و خلفياته‬
‫و قناعاته العقيديةم و الذهبحيةم ‪ ،‬لنه إذا فعل ذلك فإنه لن يستطيع أن يفعل شيئا ‪ ،‬لنه دخل مال‬
‫البححث فارغا ‪ ،‬و البححث العلمحي ل يقوما على فراغا ‪ .‬و إنا القصود من التجرد العلمحي أن ل يقع‬
‫‪113‬‬
‫نفس الرجع ‪. 101 ،‬‬
‫البحاحث تت تأثي أهوائه و خيالته و مصاله ‪ ،‬و أن ل تنعه قناعاته الفكريةم من الدراساةم العلمحيةم‬
‫الياديةم ‪ ،‬و أن ل تول دون قوله القيقةم ‪ ،‬و لو كانت ضده ‪.‬‬

‫و المسلم الحق ليس كما زعم أركون ‪ ،‬من أن إيمانه يعوقه عن النقد العلمي‬
‫النزيه الصحيح ‪ ،‬فهو‪-‬أي المسلم‪ -‬ل يعوقه إيمانه ‪ ،‬و ل يحتاج أبدا إلى النسلخا منه‬
‫‪ ،‬لنه أكثر أهل العلم علمية ‪ ،‬و موضوعية ‪ ،‬و حرية في البحث العلمي ‪ ،‬لن معه‬
‫من الدواعي إلى الحيادية و الموضوعية ‪ ،‬و من الموانع عن الكذب و التحريف ‪ ،‬ما‬
‫ل ييوجد عند غيره من أتباع الديان و المذاهب المختلفة ؛ و يتمثل ذلك في كثرةا‬
‫النصوصا الشرعية التي تأمره بالموضوعية ‪ ،‬و إتباع الحق ‪ ،‬و البعد عن الكذب و‬
‫الظنون و الهواء ‪،‬و عدم التعدي على حقوق الناس ‪ ،‬و قول الحق و لو كان مرا ‪،‬‬
‫صأر أوارلفيأؤاأد يكلُل‬‫ك بذذه ذعرلدم إذلن اللسرمأع أوارلبأ أ‬‫س لأ أ‬
‫ف أما لأري أ‬‫من ذلك قوله تعالى ‪} :‬أولأ تأرق ي‬
‫اأ يأأريميريكرم أأن يتؤلُدورا‬
‫ل{َ ‪ -‬سورةا السراء‪ ، - 36/‬و }إذلن ر‬ ‫ك أكاأن أعرنهي أمرسيؤو و‬ ‫يأولئُذ أ‬
‫اأ نذذعلما يأذعظييكم بذذه إذلن‬ ‫س أأن تأرحيكيمورا ذبارلأعردذل إذلن ر‬ ‫ت إذألى أأرهلذأها أوإذأذا أحأكرميتم بأريأن اللنا ذ‬
‫الأأماأنا ذ‬
‫س أأرشأياءهيرم أوأل تأرعثأروا‬ ‫صيورا{َ ‪ -‬سورةا النساء‪ - 58/‬و }أوأل تأربأخيسوا اللنا أ‬ ‫اأ أكاأن أسذميوعا بأ ذ‬ ‫ر‬
‫ك أعن أسذبيذل‬ ‫ضلل أ‬‫ض يمرفذسذديأن{َ ‪ -‬سورةا الشعراء‪ ، -183/‬و}أوأل تأتلبذذع ارلهأأوىَ فأيي ذ‬ ‫ذفي ارلأرر ذ‬
‫ب{َ ‪-‬سورةا‬ ‫ب أشذديدد بذأما نأيسوا يأروأم ارلذحأسا ذ‬ ‫اذ لأهيرم أعأذا د‬‫ضلُلوأن أعن أسذبيذل ل‬ ‫اذ إذلن اللذذيأن يأ ذ‬ ‫ل‬
‫صا‪ ، - 26/‬و}أيا أألُيأها اللذذيأن آأمينورا يكوينورا قألواذميأن ذرلذ يشهأأداء ذبارلقذرسذط أولأ يأرجذرأمنليكرم أشأنآَين‬
‫اأ أخذبيدر بذأما تأرعأميلوأن{َ‬ ‫اأ إذلن ر‬ ‫ب ذللتلرقأوىَ أواتليقورا ر‬
‫قأرومم أعألى أألل تأرعذديلورا ارعذديلورا هيأو أأرقأر ي‬
‫‪-‬سورةا المائدةا‪ ، -8/‬و العدل يكون في القول و العمل معا ‪.‬‬

‫فالسلم الق هو أكثر الناس علمحيةم و حياديةم ‪ ،‬و أبعدهم عن الهواء و الظنون ‪ ،‬و اليالت‬
‫و الوهاما ‪،‬و ليس كمحا زعم أركون من أن إيان السلم تيؤمثر سالبحا ف أباثه العلمحيةم ؛ و إنا غي‬
‫السلم‪ -‬ف الغالب العم‪ -‬هو القل موضوعيةم و علمحيةم ‪ ،‬خاصةم ف الالت العقديةم و الذهبحيةم ‪،‬‬
‫لكثرة تأثره السلب بأفكاره و قناعاته الذهبحيةم ‪ ،‬و بأهوائه و طنونه و مصاله الدنيويةم ‪ ،‬أماما ضعف‬
‫أو غياب الوازع و الوانع الداخليةم الت تنعه من الكذب و التعصب البحاطل ‪ ،‬و تمحله على‬
‫الوضوعيةم العلمحيةم ‪ .‬و الستشرقون و أمثالم معظمحهم من هذا الصنف ‪ ،‬ف تعاملهم مع السالما و‬
‫أهله ‪ .‬و ممحد أركون من ههؤملء ‪ ،‬فكان عليه أن يدعو نفسه مع هؤملء ‪ ،‬إل النسلخ من‬
‫عقائدهم و مذاهبحهم ‪ ،‬ف دراساتهم للسالما و تاريه‪ ،‬لكي يفهمحوا ديننا و تارينا فهمحا صحيحا ‪،‬‬
‫لكنه ل يفعل ذلك حت مع نفسه ‪ ،‬فإن مؤملفاته مليئةم بالتعصب و الباطيل ‪ ،‬و هذا المر‬
‫سانتوساع فيه لحقا ‪ ،‬إن شاء ال تعال ‪.‬‬

‫و أما موقفه الخي‪ -‬أي الامس‪ -‬فيتعلق بنهج النقد عند الستشرقيم ‪ ،‬فقال ‪ :‬إنم‬
‫)) تيقارعون السلمحات و الفرضيات السالميةم ‪ ،‬باليقيم العلمحوي((‪ . 114‬و قوله هذا هو مدح و‬
‫وصف لنهج الستشرقيم النقدي ف تعاملهم مع السالما ‪ :‬أصول ‪ ،‬و فروعا ‪ ،‬و تاريا ‪ .‬و يتضمحن‬
‫أيضا طعنا ف السالما الذي يقوما على السلمحات و الفرضيات على حد زعمحه ‪ ،‬مقابل منهج‬
‫الستشرقيم الذي يقوما على اليقيم العلمحي ‪ ،‬أو العلمحوي حسب زعمحه أيضا ‪ .‬و قوله هذا باطل من‬
‫أسااساه ‪ ،‬و فيه تغليط ‪ ،‬لن منهج الستشرقيم ف تعاملهم مع السالما –قرآنا و سانةم‪ -‬يقوما أسااساا‬
‫على الكاذيب و الظنون و الهواء ‪ ،‬و الشكوك و الشبحهات ‪ ،‬و هي أصول ل تت إل العلم ‪،‬‬
‫و ل إل اليقيم بصلةم ‪ ،‬فهم بإتبحاعهم لذا النهج البحاطل العوج ‪ ،‬وجدوا فيه طريقا لحود نبحوة ممحد‬
‫–عليه الصلة و السلما‪ ، -‬و الطعن ف القرآن الكري ‪ ،‬و هم الذين يصدق عليهم قوله تعال ‪} :‬‬
‫س عولععقود عجاءتهم ممن نرمبلتم اولتعدى{ٍ ‪-‬ساورة النجم‪ ، -23/‬و‬ ‫ل ل لن ن‬
‫إن يعئتنبحتعوعن إل الظنن عوعما تعئوهعوى او علنتف ت‬
‫ب للع تعئولبحلتسوعن اولعنق لبالوعبحالطلل عوتعوكتتتمحوعن اولعنق عوعأنتتوم تعئوعلعتمحوعن{ٍ ‪ -‬ساورة آل عمحران‪/‬‬
‫}يا أعوهل الولكعتا ل‬
‫ع ع‬
‫‪ . -71‬و أفكارهم هذه قد تبحناها تلمحيذهم الوف أركون ‪ ،‬و نشرها ف مؤملفاته بمحاس و غرور ‪ ،‬و‬
‫نن سانرد عليها و ننقضها على صاحبحها ‪ ،‬ف الفصول التيةم من كتابنا هذا ‪ ،‬إن شاء ال تعال ‪.‬‬

‫و أما قوله ‪ )) :‬السلمحات و الفرضيات السالميةم (( ‪ ،‬فليعلم أنا مسلمحات و أصول إسالميةم‬
‫ل تقوما على الظنون و الهواء ‪ ،‬كمحا هو حال منهج شيوخه الستشرقيم ‪ ،‬و إنا تقوما على‬
‫يقينيات الشرع و قطعياته ‪ ،‬الستمحدة من القرآن الكري ‪ ،‬و السنةم النبحويةم الصحيحةم الوافقةم له ‪ ،‬و‬
‫القرآن نفسه هو ‪ :‬علم وحق ‪ ،‬برهان و بينةم ‪ ،‬معجزّة و آيةم ‪ .‬كمحا أنا تقوما أيضا على ثوابت‬
‫التاريخ ‪ ،‬و أدلةم العقول الصحيحةم الصريةم ‪ .‬و كلمنا هذا ل يتاج إل توثيق ‪ ،‬فهو معروف ‪ ،‬و‬
‫ثابت ‪ ،‬يشهد عليه القرآن الكري ‪ ،‬و ساية الرساول‪-‬عليه الصلة و السلما‪ -‬و صحابته –رضي‬
‫ال عنهم‪. -‬‬

‫و أما بالنسبحةم إل ممحد عابد الابري ‪ ،‬فسأتطرق لخطائه التعلقةم بنهج النقد التاريي ‪ ،‬ف‬
‫ثلثةم مواضيع ‪ ،‬أولا يتعلق بواقف الابري من منهج نقد البخ عند الدثيم ‪ ،‬منها أنه أرجع شروط‬
‫الصحةم العتبخة ف الديث النبحوي إل عصر التدوين –من منتصف القرن الثان و ما بعده‪ -‬و‬
‫جعلها من إبداعات العقل العرب ‪ ،‬و تلياته ف ذلك العصر‪. 115‬‬
‫و قوله هذا ليس صحيحا على إطلقه ‪ ،‬و ذلك أن شروط صحةم الديث ‪ ،‬إذا كانت قد‬
‫اكتمحلت و تقيعدت ف عصر التدوين و ما بعده ‪ ،‬فهي ليست من ابتكاراته كليةم ‪ ،‬لن بداياته و‬

‫‪114‬‬
‫تارييةم الفكر العرب ‪ ،‬صا‪. 253 :‬‬
‫‪115‬‬
‫تكوين العقل العرب ‪ ،‬صا‪. 62 ، 61 :‬‬
‫أصولا السااسايةم ‪ ،‬تعود إل زمن النب‪-‬عليه الصلة و السلما‪، -‬و صحابته و التابعيم –أي قبحل‬
‫عصر التدوين‪ ، -‬بدليل الشواهد التيةم ‪:‬‬
‫أولا إن القرآن الكري قد حث على التثبحت و التحقق من الخبحار ‪ ،‬من خلل نقد الساناد‬
‫و الت معا ‪ ،‬و ذلك ف قوله تعال ‪} :‬يا أعيئهئا النئلذين آمنتئوا لإن جئاءتكم عفالسائق بلنعبحئنأ فعئتعبحئينئنتئوا عأن ت ل‬
‫صئئيبحتوا‬ ‫ع و ق ع ع‬ ‫ع ع‬ ‫ع ع‬
‫لل‬ ‫ل ن‬
‫يم{ٍ ‪ -‬ساورة الجرات‪ ، -6/‬فاليةم قد جيرحت الراوي و ل‬ ‫صبحلتحوا عععلى عما فعئععولتتوم عنادم ع‬
‫قعئووةما بععهالعةم فعئتت و‬
‫تعئئدله ‪ ،‬و وصئئفته بئئأنه فاسائئق ‪ ،‬ثئ ئ دعئئت إلئ ئ التثبحئئت مئئن الئئبخ )) فتئ ئبحينوا (( دون تديئئد للوسائئائل‬
‫لتبحقى مطلقةم يستخدما فيها النسان كل ما يساعده على التأكد من صحةم البخ ‪.‬و منهئا أيضئا قئوله‬
‫تعال ‪ )) :‬يا أهل الكتئاب للعئ تئاجون فئ إبراهيئم و مئا أنزّلئت التئوراة و النيئل إل مئن بعئده ‪ ،‬أفل‬
‫تعقلون‪ ،‬ها أنتم هؤملء حاججتم فيمحئا لكئم بئئه علئئم ‪ ،‬فلمحئئا تئاجون فيمحئا ليئس لكئئم بئه علئم ‪،‬و الئ‬
‫يعلم و أنتم ل تعلمحون ((‪-‬ساورة آل عمحران‪ ،(-66-46/‬فال ‪ -‬سابححانه و تعئئال‪ -‬ريد علئئى دعئئوى‬
‫أهل الكتاب بنطق التاريخ ‪ ،‬و مئؤمداه ‪ :‬كيئف يكئون إبراهيئم –عليئه السئلما‪ -‬يهوديئا أو نصئرانيا‪ ،‬و‬
‫ما أنزّلت توراة اليهئود‪ ،‬و إنيئل النصئارى‪ ،‬إل مئن بعئده بقئرون عديئدة ؟ و هئذا دليئل عقلئي تئاريي‪،‬‬
‫اسائئتخدمت فيئئه الطابقئئةم الزّمانيئئةم بيمئ الئئدعوى و القيقئئةم التارييئئةم‪ .‬ثئ نبحههئئم الئ ‪ -‬عئئزّ و جئئل ‪ -‬إلئ‬
‫ضئئرورة توظيئئف العقئئل فئ مثئئل هئئذه القضئئايا بقئوله " أفل تعقلئئون " ثئ أنكئئر عليهئئم الاجئئاة فيمحئئا ل‬
‫علئئم لئئم بئئه‪ .‬فيتئبحيم مئئن ذلئئك أن الئئبخ ل يقبحئئل بجئئرد الئدعوى بئل ل بئئد مئئن التأكئد مئئن صئئدقه إذا‬
‫شككنا فيه باساتخداما متلف الوساائل التاحةم‪ ،‬و طريقةم القرآن الكري يكن تعمحيمحهئئا و تطبحيقهئئا علئئى‬
‫العديئئد مئئن الروايئئات الديثيئئةم و التارييئئةم‪ ،‬و هئئو فئ ذلئئك يعطئئي الثئئال‪ ،‬و يئئتك للعقئئل البحشئئري مئئال‬
‫البداع مفتوحا‪.‬‬
‫و الش ئئاهد الث ئئان ه ئئو أن الص ئئحابةم أنفس ئئهم ك ئئانوا يت ئئاطون فئ ئ روايئئةم ال ئئديث النبح ئئوي ‪ ،‬و‬
‫يتثبحتون ف قبحوله ‪ ،‬و بعضهم تيطالب بالشاهدين ‪ ،‬ليقبحله من سعه ‪ ،‬خوفا من توساع الناس ف روايته‬
‫‪ ،‬فيدخله ما ليس منه ‪ ،‬حدث ذلك ف زمن اللفةم الراشدة و بعدها‪. 116‬‬

‫و الشئئاهد الثئئالث ‪ ،‬هئئو أن التئئابعيم هئئم أيضئئا كئئانوا يتثبحتئئون ف ئ روايئئةم الئئديث و قبح ئوله ‪،‬‬
‫فيتأكدون منه بالتحال إل الرواة ‪ ،‬و الطالبحةم بصحةم الساناد ‪ ،‬فعلوا ذلك بعئئد انتشئئار الكئئذب علئئى‬
‫إثر الفتنةم الكبخى سانةم ‪35‬ه ‪ ،‬و ما حدث بعدها من انقساما للمةم إل طوائف متناحرة‪. 117‬‬
‫‪116‬‬
‫أنظر ‪ :‬ابن قتيبحئةم ‪ :‬تأويئل متلئف الئديث ‪ ،‬دار اليئل ‪ ،‬بيوت ‪ ، 1972 ،‬صا‪ . 39 :‬الئذهب ‪ :‬تئذكرة الفاظ ‪ ،‬ط ‪، 1‬‬
‫دار الكتئئب العلمحيئئةم ‪ ،‬بيوت ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪ . 2 :‬و البحخئئاري ‪ :‬الصئئحيح ‪ ،‬ج ‪ 5‬صا‪ ، 2305 :‬رقئئم الئئديث ‪ . 5891 :‬و‬
‫مسلم ‪ :‬الصحيح ‪ ،‬ج ‪1‬صا‪ ، 12 :‬ج ‪ 3‬صا‪ . 311 :‬النسائي ‪ :‬السنن الكبخى ‪ ،‬ج ‪ 4‬صا‪. 73 :‬‬
‫‪117‬‬
‫مسلم ‪ :‬نفسه ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪ . 12 :‬و الئذهب ‪ :‬نفئس الصئدر ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪ . 55 :‬و عجئاج الطيئب ‪ :‬السئنةم قبحئل التئدوين ‪،‬‬
‫صا‪ 92 :‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫و الشاهد الرابع يتضمحن نوذجا لتثبحت بعض الصحابةم ف قبحول الديث النبحوي ‪ ،‬بالعتمحاد‬
‫على نقد الساناد و الت معا ‪ ،‬و مفاده هو أن الصحابيةم فاطمحةم بنت قيس لا طلقها زوجها ثلثا‬
‫‪ ،‬ذهبحت إل عمحر بن الطاب –رضي ال عنه‪ -‬و أخبخته بديث عن رساول ال –صلى ال عليه‬
‫وسالم‪ -‬فيه إساقاط نفقتها و ساكناها ‪ ،‬و قد كانت هي امرأة صالةم ‪ ،‬فلم يقبحل منها عمحر ‪ ،‬و‬
‫قال ‪ )) :‬ما كنا لندع كتاب ربنا و سانةم نبحينا ‪ ،‬لقول امرأة ل ندري أحفظت ذلك أما ل ((‪. 118‬‬
‫و هو –أي عمحر‪ -‬قد رد خبخها لنه وجده يالف ما ف الكتاب و السنةم ‪ ،‬من خلل‬
‫نقده لت خبخها ‪ ،‬الذي وجده ل يتطابق –ل حظ قانون الطابقةم‪ -‬مع ما هو ثابت ف القرآن و‬
‫السنةم النبحويةم ‪،‬و هو ل تيإرحها و ل اتمحها ف عدالتها ‪ ،‬و إنا رد خبخها لا وجده مالفا لا هو‬
‫ثابت ف الشرع ‪ ،‬و علل ذلك بضعف ضبحطها ‪ ،‬ف قوله ‪ )) :‬ل ندري أحفظت ذلك أما نسيت‬
‫(( ‪ .‬كمحا أنه يتبحيم من ذلك أن عمحليةم نقد الخبحار قد ظهرت مبحكرا عند السلمحيم ‪ ،‬بالعتمحاد على‬
‫نقد الساناد و الت معا ‪ ،‬فعمحر عندما رد البخ رده لن متنه يالف الثابت ف الشرع ‪ ،‬و ارجع‬
‫ذلك إل إمكانيةم أن تكون الرأة قد نسيت ‪ ،‬و هذا يص الضبحط ‪،‬و هو متعلق بالساناد ‪.‬‬
‫و الشاهد الامس يتضمحن هو أيضا نوذجا لتثبحت بعض الصحابةم ف روايةم الديث النبحوي ‪،‬‬
‫بالعتمحاد على الت و الحتكاما إل القرآن الكري ‪ ،‬و مفاده أنه لا بلغ عائشةم –رضي ال عنها‪-‬‬
‫أن الصحاب عبحد ال بن عمحر –رضي ال عنه‪ -‬يذكر أنه سع رساول ال‪-‬عليه الصلة و‬
‫السلما‪ ، -‬يقول ‪ )) :‬إن اليت لتيعذب ببحكاء أهله عليه (( ‪ ،‬قالت ‪ )) :‬ل ما قال رساول ال –‬
‫صلى ال عليه و سالم‪ -‬قط ‪ :‬إن اليت تيعذب ببحكاء أحد ‪ ،‬و لكنه قال ‪ )) :‬إن الكافر يزّيده ال‬
‫ببحكاء أهله عذابا ‪ ،‬و إن ال لو أضحك و أبكى ‪ ،‬و ل تزّر وازة وزر أخرى ((‪. 119‬‬
‫و في رواية أخرىَ أنها –أي عائشة أم المؤمنين‪ -‬لما سمعت بالحديث ‪ ،‬قالت ‪ :‬إن‬
‫الصواب هو أن رسول ا –عليه الصلةا و السلم‪ -‬مر بقبر فقال ‪ )) :‬صاحب هذا‬
‫لييعذب و أهله يبكون عليه (( ‪ ،‬ثم قرأت قوله تعالى ‪} :‬أوأل تأذزير أواذزأرةاد ذورزأر أيرخأرىَ ثلمي‬
‫صيدوذر{َ‪ -‬سورةا الزمر‪/‬‬ ‫إذألى أرببيكم لمررذجيعيكرم فأيينأببئُييكم بذأما يكنتيرم تأرعأميلوأن إذنلهي أعذليدم بذأذا ذ‬
‫ت ال لُ‬
‫‪120‬‬
‫‪-7‬‬
‫فهذه الشواهد التنوعةم تثبحت با ل يدع مال للشك ‪ ،‬بأن شروط صحةم الديث ل تكن من‬
‫ابداعات عصر التدوين ‪ ،‬على ما ذهب إليه الابري ‪ ،‬و إنا هي اكتمحلت و تقعدت ف عصر‬
‫التدوين ‪ ،‬ث اتسعت و تقننت أكثر فيمحا بعده ‪ ،‬و هي شروط –كمحا رأينا‪ -‬شلت نقد الساناد و‬

‫‪118‬‬
‫أبئئو داود السجسئئتان‪ :‬السئئنن ‪ ،‬بيوت ‪ ،‬دار الفكئئر ‪ ،‬دت ‪ ،‬ج ‪ 2‬صا‪ . 288 :‬و سائئنن أبئ داود مئئن تقيئئق اللبحئئان ‪،‬‬
‫رقم ‪ . 2291 :‬و الطيب البحغدادي‪ :‬الكفايةم ف علم الروايةم‪ ،‬الكتبحةم العلمحيةم ‪ ،‬الدينةم النورة ‪ ،‬د ت ‪ ،‬صا‪. 83 :‬‬
‫‪119‬‬
‫مسلم ‪ :‬الصدر السابق ‪ ،‬ج ‪ 2‬صا‪. 641 :‬‬
‫‪120‬‬
‫اللبحان ‪ :‬صحيح أب داود ‪ ،‬ج ‪ 2‬صا‪. 605 :‬‬
‫الت معا ‪.‬‬
‫و الوقف الثان ذكر فيه الابري أن علمحاء الديث تييزّون بيم صحيح الديث من ساقيمحه‬
‫‪ ،‬بالعتمحاد على )) ضبحط سالسلةم رواته ‪،‬و نقدهم بالتعديل و التجريح ‪ ،‬و ذلك علم الساناد‬
‫((‪ . 121‬و قوله هذا يتضمحن صوابا و خطا ‪ ،‬فالصواب هو قوله بأن الدثيم تييزّون صحيح‬
‫الحاديث من ضعيفها ‪ ،‬بنقد أساانيدها ‪ .‬و الطأ هو حصره نقد الديث ف الساناد فقط ‪ ،‬و‬
‫إغفاله لنقد الت عند الدثيم ‪ ،‬و الصواب هو أن الدثيم اعتمحدوا ف تقيقهم للحاديث على نقد‬
‫الساانيد و التون معا ‪ ،‬و الشواهد على ذلك كثية جدا ‪ ،‬أذكر منها ثلثةم فقط على سابحيل الثال‬
‫ل الصر ‪ ، 122‬أولا ما ذكره الماما مسلم )ت ‪261‬ه( ‪ ( ،‬من أنه كانت للمححدث ابن تليعةم‬
‫أوهاما فاحشةم ‪ ،‬منها إنه روى أن رساول ال‪-‬صلى ال عليه وسالم‪ -‬احتجم ف مسجده ‪ ،‬فعيقب‬
‫عليه مسلم بقوله ‪ )) :‬و هذه روايةم فاسادة من كل جهةم ‪ ،‬فاحش خطؤمها ف الت و الساناد معا‬
‫جيعا (( ‪ ،‬وذلك أن ابن تليعةم تمصيحف ف متنه و تمغفل ف إساناده ‪ ،‬ث بيم أن معن الديث هو‬
‫‪123‬‬
‫أن رساول ال احتجر ف السجد بوصةم أو حصي يصلي فيه ‪ ،‬و ليس معناه أنه احتجم فيه ((‬
‫‪.‬‬
‫و الشاهد الثان يتعلق با ذكره الافظ أبو داود السجستان )ت ‪275‬ه(‪ ،‬فإنه انتقد الواعظ‬
‫غلما الليل البحغدادي)ت ‪275‬ه( ‪ ،‬و وصفه بأنه دجال بغداد ‪ ،‬ث قال إنه نقد ‪ 400‬حديث‬
‫رواها غلما الليل فوجدها كلها كذب بتونا و أساانيدها‪. 124‬‬
‫و الشاهد الخي‪-‬أي الثالث‪ -‬يتضمحن مثاليم ‪ ،‬أولمحا يتعلق با قاله الافظ عبحد ال بن‬
‫عدي الرجان )ت ‪365‬ه( عن مرويات ممحد بن ساليمحان بن مسمحول‪ ،‬من أن عامتها ل تيتابع‬
‫فيها ‪ ،‬من حيث أساانيدها و متونا‪ . 125‬و ثانيهمحا يتعلق أيضا بابن عدي ‪ ،‬فإنه عندما نقد الراوي‬
‫ممحد بن عبحد الرحن القسري ‪ ،‬قال إنه مهول ‪ ،‬روى أحاديث بأساانيده كلها مناكي ‪ ،‬و منها ما‬
‫متنه منكر‪. 126‬‬

‫و ل يغيب عنا أن نقد الساانيد و التون ‪ ،‬تعود بداياته إل زمن رساول ال –عليه الصلة و‬

‫‪121‬‬
‫بنيةم العقل العرب ‪ ،‬صا ‪. 118 :‬‬
‫‪122‬‬
‫للتوساع ف ذلك أنظر كتابنا ‪ :‬أخطاء ابن خلدون ف كتابه القدمةم ‪ ،‬صا‪ 24 :‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫‪123‬‬
‫مسلم بن الجاج ‪ :‬التمحييزّ ‪ ،‬حققه مصطفى العظمحي‪ ،‬السعوديةم ‪ ،‬مكتبحةم الكوثر ‪ ، ، 1411 ،‬صا‪. 187 :‬‬
‫‪124‬‬
‫الذهب‪ :‬السي ‪ ،‬ج ‪ 13‬صا‪. 283 :‬‬
‫‪125‬‬
‫ابن الوزي‪ :‬الضعفاء و التوكيم ‪ ،‬ج ‪ 3‬صا‪. 69 :‬‬
‫‪126‬‬
‫ابن عدي ‪ :‬الكامل ف ضعفاء الرجال ‪ ،‬ج ‪ 6‬صا‪. 257 :‬‬
‫السلما‪ -‬و صحابته ‪ ،‬على ما سابحق أن أثبحتناه ‪ .‬كمحا أن علمحاء الديث ‪ ،‬قد نصوا ف مصنفات‬
‫علم مصطلح الديث ‪ ،‬على أن نقد الديث يشمحل الساانيد و التون معا‪ . 127‬و قد كرر الابري‬
‫نفس الطأ ف كتابه العقل الخلقي العرب ‪ ،‬عندما قال ‪ )) :‬حسب مقاييس الصحةم و الضعف ‪،‬‬
‫الت يعمحل با أهل الديث ‪ ،‬و هي تص مدى عدالةم الرواة ((‪ . 128‬فقوله هذا هو ترديد لا قاله‬
‫ف كتابه بنيةم العقل العرب ‪ ،‬و هو غي صحيح على إطلقه ‪ ،‬على ما سابحق أن بيناه‪.‬‬
‫و أما الوقف الثالث فيتعلق ببخ الحاد ‪ ،‬فقال الابري ‪ :‬إن هذا البخ قاما على أسااس‬
‫ت صحةم نسبحته إل‬ ‫ت صحةم البخ ف ذاته ‪ ،‬بل إنا يتثبح ت‬ ‫سالطةم إجاع الصحابةم ‪ ،‬و إساناده ل )) يتثبح ت‬
‫الرساول ‪ ،‬لطبحقا للشروط الت يعتمحدها أهل الديث ‪ ،‬فهو صحيح على شروطهم ‪ ،‬و ليس صحيحا‬
‫ف نفسه ((‪. 129‬‬
‫و قوله هذا غي صحيح ‪ ،‬و فيه تدليس و تغليط ‪ ،‬بدليل الشواهد التيةم ‪ :‬أولا إن شرعيةم‬
‫الخذ بديث الحاد ل تعود أول إل إجاع الصحابةم ف الخذ به ‪ ،‬و إنا تعود إل القرآن و‬
‫السنةم النبحويةم الصحيحةم ‪ ،‬فالقرآن الكري نص صراحةم على قبحول خبخ الحاد ‪ ،‬ف قوله تعال ‪} :‬عيا‬
‫ل ن‬ ‫ل‬ ‫ل ن‬ ‫ل‬
‫أعيئعها النذيعن آعمنتوا لإن عجاءتكوم عفاساقق بلنعبحعأ فعئتعبحعئينئنتوا عأن تصيبحتوا قعئووةما بععهالعةم فعئتت و‬
‫صبحلتحوا عععلى عما فعئععولتتوم‬
‫يم{ٍ ‪ -‬ساورة الجرات‪ ، -6/‬فرغم أن هذا الواحد فاساق أمرنا ال تعال بالتثبحت من خبخه ‪ ،‬و‬ ‫لل‬
‫عنادم ع‬
‫ل يأمرنا برفضه مطلقا ‪ ،‬فمحا بالك ببخ الواحد العدل الضابط ؟ ‪.‬‬

‫و كذلك الال ف السنةم النبحويةم ‪ ،‬فقد كان رساول ال‪-‬صلى ال عليه و سالم‪ -‬يرسال‬
‫الواحد ‪ ،‬و الحاد من أصحابه إل متلف الهات للقياما بأعمحال كلفهم با ‪ ،‬و يثق فيهم ‪ ،‬و ل‬
‫يرد أخبحارهم ‪ .‬و هذا أمر معروف و متواتر من سايته –عليه الصلة و السلما‪ -‬ل يتاج إل توثيق‬
‫‪.‬‬
‫و الشاهد الثان هو أن علمحاء الديث طلبحوا الديث الصحيح ف ذاته ‪ ،‬بالعتمحاد على‬
‫نقد التون و الساانيد معا ‪ ،‬كوسايلةم للوصول إل الديث الصحيح ف ذاته ‪ ،‬و ليس أنم طلبحوا‬
‫مرد صحةم الساناد ‪ ،‬دون النظر ف الت ‪ ،‬لذا قالوا ‪ :‬إن الديث صحيح بذاته وفق شروطهم ‪ ،‬و‬
‫ل يقولوا ‪ :‬إن الديث يصح لرد صحةم إساناده ‪ .‬و لذا هم فيرقوا بيم صحةم الساناد ‪،‬و صحةم الت‬

‫‪127‬‬
‫أنظ ئئر مثل ‪ :‬الطي ئئب البحغ ئئدادي ‪ :‬الكفاي ئئةم فئ ئ عل ئئم الرواي ئئةم ‪ ،‬صا ‪ . 3 :‬و اب ئئن الص ئئلح ‪ :‬مقدم ئئةم اب ئئن الص ئئلح ف ئ عل ئوما‬
‫الديث ‪ ،‬دار الشهاب ‪ ،‬الزّائر ‪ ،‬صا‪. 31 :‬‬
‫‪128‬‬
‫هامش صا‪. 523 :‬‬
‫‪129‬‬
‫بنيةم العقل العرب ‪ ،‬صا‪. 125 :‬‬
‫‪ ،‬و ردوا أحاديث أساانيدها صحيحةم‪. 130‬‬
‫كمحا أن شروطهم ‪ -‬الت وضعوها – كاتصال الساناد ‪ ،‬و خلو الديث من الشذوذ و العلةم‬
‫على مستوى الساانيد و التون ‪ ،‬أقاموها على أساس منطقيةم ‪ ،‬و ل تيقيمحوها على أساس خياليةم‬
‫خرافيةم ‪ ،‬لذا فهم مثل ل يقبحلون الديث النقطع ‪ ،‬لنه ل يصح عقل أن يروي إنسان حديثا عن‬
‫رجل يدعي أنه سعه منه ‪ ،‬و هو ل يلتق به ‪ ،‬أو ل يسمحع منه ‪ ،‬أو ل يلحق به زمنيا‪. !! 131‬‬
‫و كذلك هم ل يقبحلون الديث الذي تيالف القطعي من القرآن الكري ‪ ،‬و السنةم النبحويةم ‪،‬‬
‫و الثابت من التاريخ ‪ .‬و يردون أيضا الحاديث الت تالف بدائه العقول ‪ ،‬و الواقع الشهود ‪ ،‬و‬
‫قد كان الؤمرخ الافظ عبحد الرحن بن الوزي يقول ‪ )) :‬ما أحسن قول القائل ‪ :‬إذا رأيت الديث‬
‫يتبحاين العقول ‪ ،‬أو تيالف النقول ‪ ،‬أو تيناقض الصول ‪ ،‬فاعلم أنه موضوع ((‪. 132‬‬

‫و الشاهد الخي – أي الثالث‪ -‬هو أن ما قاله الابري يتضمحن طعنا ف منهج الدثيم ‪ ،‬و‬
‫شكا فيمحا يروونه ‪ ،‬فأما الطعن فيتمحثل ف قوله بأنم أقاموا منهجهم على نقد الساناد دون الت ‪،‬‬
‫ما يعن أن منهجهم ناقص ‪ ،‬أهل جانبحا هاما ف صحةم البخ ‪ ،‬و هو الت ‪.‬‬
‫و أما الشك فيتمحثل ف قوله بأن الدثيم ل يهتمحوا بصحةم الديث ف ذاته ‪ ،‬و إنا اهتمحوا‬
‫به من حيث ثبحوت إساناده فقط ‪ .‬و هذا يعن بأنم قد يروون الستحيلت و الرافات و يقبحلونا ‪،‬‬
‫لن أساانيدها قد صحت عندهم ‪ ،‬من دون نظر ف متونا ‪ .‬و هذا افتاء على القوما ‪ ،‬و ل يصح‬
‫ف حقهم على ما قد سابحق أن بيناه ‪.‬‬
‫و أما الوقف الرابع ‪ ،‬فهو أيضا يتعلق ببخ الحاد ‪ ،‬فقد قال الابري ‪ :‬إن خبخ الحاد ل‬
‫تيوجب العلم ‪ ،‬و أما كونه تيوجب العمحل ‪ ،‬فهذا أيضا ليس بسبحب )) وثاقةم الساناد ‪ ،‬بل بسبحب‬
‫تواتر البخ بإجاع الصحابةم على العمحل به ((‪ . 133‬و قوله هذا فيه ثلثةم أخطاء واضحةم ‪ ،‬أولا إن‬
‫الصواب ف إيإاب خبخ الحاد للعلم ‪ ،‬هو أنه خبخ تيفيد العلم النظري ‪ ،‬بعن العلم الذي يتوقف‬
‫على النظر و الساتدلل ‪ ،‬فإذا صح وجب الحتجاج و العمحل به‪. 134‬‬

‫‪130‬‬
‫أنظر ‪ :‬النذري ‪ :‬التغيب و التهيب ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪ ، 282 ، 245 :‬ج ‪ 4‬صا‪ . 250 :‬و الطيب البحغدادي ‪ ،‬تاريخ بغداد‬
‫‪ ،‬ج ‪ 3‬صا‪ . 168 ، 98 :‬و ابن جاعةم ‪ :‬النهل الروي ‪ ،‬ط ‪ ،2‬دار الفكر ‪ ،‬دمشق ‪ ، 1406 ،‬صا ‪. 37 :‬‬
‫‪131‬‬
‫ممحود الطحان ‪ :‬تيسي مصطلح الديث‪ ،‬مكتبحةم رحاب ‪ ،‬الزّائر ‪ ،‬د ت ‪ ، ،‬صا‪ ، 76 :‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫‪132‬‬
‫السئئيوطي‪ :‬تئئدريب ال ئراوي ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪ . 277 :‬و ابئئن قيئئم الوزيئئةم ‪ :‬النئئار النيئئف ‪ ،‬صا‪ . 80 ، 79 ، 45 ، 44 :‬و‬
‫الطيئئب البحغئئدادي ‪ :‬تاريئئخ بغئئداد ‪ ،‬ج ‪ 3‬صا‪ . 98 :‬و الئئذهب ‪ :‬السئئي ‪ ،‬ج ‪ 4‬صا‪ . 343 ،342 :‬و للتوسائئع أكئئثر أنظئئر‬
‫كتابنا ‪ :‬أخطاء ابن خلدون ‪ ،‬صا‪ ، 27 :‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫‪133‬‬
‫بنيةم العقل العرب ‪ ،‬صا‪. 125 :‬‬
‫‪134‬‬
‫ممحود الطحان ‪ :‬تيسي مصطلح الديث ‪ ،‬صا‪. 31 ، 21 :‬‬
‫و ثانيها إنه‪-‬أي الابري – ل تيفرق بيم مشروعيةم الخذ ببخ الحاد كخبخ ‪ ،‬و بيم صحته‬
‫للعمحل به ‪ ،‬و جعل سابحب العمحل به هو تواتر البخ بإجاع الصحابةم على العمحل به ‪ ،‬و هذا سابحق‬
‫أن بينا خطأه ‪ ،‬لن مشروعيةم الخذ ببخ الحاد أصلها القرآن الكري و السنةم النبحويةم ‪ ،‬و ليس‬
‫إجاع الصحابةم على العمحل به‪.‬‬
‫و آخرها‪-‬أي الثالث‪ -‬إنه جعل كون خبخ الحاد تيوجب العمحل هو تواتره عن إجاع‬
‫الصحابةم على العمحل به ‪ ،‬و ليس صحةم إساناده ‪ ،‬و هذا غي صحيح تاما ‪ ،‬لن علمحاء الديث‬
‫قالوا ‪ :‬إن حديث الحاد يتوقف العمحل به على التحقيق ‪ ،‬فإذا صح إسانادا و متنا ‪ ،‬فهو صحيح‬
‫تيوجب العمحل‪. 135‬‬
‫و الوقف الامس ‪ ،‬ذكر فيه الابري أن العتمحد عند علمحاء الديث ف التحقيق ‪ ،‬هو نقد‬
‫الساناد جرحا و تعديل ‪ ،‬و ليس العقل هو العتمحد ف ذلك‪ . 136‬و قوله فيه تكرار لخطائه‬
‫السابقةم ف موقفه من منهج نقد البخ عند الدثيم ‪ ،‬كمحا أنه –أي قوله‪ -‬يتضمحن خطأين واضحيم‬
‫‪ ،‬الول هو حصره لعمحل الدث ف نقد الساناد دون الت ‪ ،‬و هذا سابحق أن بيناه ‪ ،‬و أثبحتنا خطأ‬
‫الابري ف ذلك ‪ ،‬و تبحيم أن الدثيم أقاموا منهجهم على نقد الساانيد و التون معا ‪.‬‬
‫و أما الطأ الثان فهو قوله ‪ :‬إن الدثيم أقاموا منهجهم النقدي على الرح و التعديل –أي‬
‫نقد الساناد‪، -‬و ليس على العقل‪،‬و هذا خطأ فادح وقع فيه الابري ‪ ،‬لن منهج الدثيم قاما ف‬
‫أساسه و تفاصيله على ما تيوجبحه العقل ‪ ،‬بدليل الشواهد التيةم ‪ :‬منها إن الدثيم عندما قسمحوا‬
‫البخ‪ -‬ف نقدهم له‪ -‬إل إساناد و مت ‪ ،‬فعلوا ما تيقره العقل و تيوجبحه ‪ ،‬لن أي خبخ –مهمحا كان‬
‫نوعه‪ -‬له راو أو رواة نقلوه ‪ ،‬و له معن يمحله ‪ ،‬و لكي تيقق هذا البخ تقيقا كامل ‪ ،‬فل بد من‬
‫تقيقه إسانادا و متنا ‪ ،‬فإذا تلف جانب كان التحقيق ناقصا ‪ ،‬و قد تتوقف الصحةم على ذلك‬
‫الانب التخلف ‪.‬‬
‫و منها إن تقيق الساناد يتطلب أمورا تيوجبحها العقل ‪ ،‬كمحعرفةم الرواة من حيث أعيانم و‬
‫أحوالم ‪ ،‬من ضبحط و عدالةم ‪ ،‬فليس من العقل أن نقبحل أخبحارا رواها كذابون ‪ ،‬أو قوما شبحه مانيم‬
‫أو مانيم ‪ .‬كمحا أنه ليس من العقل أن نقبحل أخبحارا ذكرها أناس عن أقواما ل يلحقوا بم ‪ ،‬أو رووها‬
‫عن صغار ل تييزّون !! ‪.‬‬
‫و منها أيضا أن تقيق الحاديث من حيث التون ‪ ،‬يتطلب النظر ف أمور كثية تيوجبحها‬
‫العقل ‪ ،‬منها ‪ :‬هل ما ذكره الرواة يتفق مع القطعيات الشرعيةم و العقليةم ؟ ‪ ،‬و هل ما رووه يتفق‬

‫‪135‬‬
‫نفئئس الرجئئع ‪ ،‬صا‪ . 32 ،31 :‬و ممحئئد الزّفئ ئزّاف ‪ :‬التعريئئف بئئالقرآن و الئئديث ‪ ،‬ط ‪ ، 4‬مكتبحئئةم الفلح ‪ ،‬الكئئويت ‪،‬‬
‫‪ ، 1984‬صا‪ ، 276 :‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫‪136‬‬
‫بنيةم العقل ‪ ،‬صا‪. 549 :‬‬
‫مع التواترات و الثوابت التارييةم ؟ ‪ ،‬و هل ما رووه يتفق مع قوانيم الطبحيعةم و العمحران ؟ ‪ ،‬و هل‬
‫ما رووه يتفق مع أخلقيات النبحوة و خصائصها ؟ ‪.‬‬
‫كل هذا الذي ذكرناه‪ -‬و غيه‪ -‬اساتخدمه علمحاء الديث ف تقيقهم للحاديث النبحويةم ‪،‬‬
‫على مستوى الساانيد و الت معا‪ . 137‬و هو أمر شرعي بديهي ‪ ،‬طبحيعي و عقلي ل مطعن فيه ‪،‬‬
‫يتثبحت قطعا بأن انتقادات الابري للمححدثيم ف منهجهم النقدي –الت سابحق ذكرها‪ -‬كانت خاطئةم‬
‫ف الغالب العم ‪.‬‬
‫و الوقف السادس يتعلق بتعجب الابري و اساتغرابه من ظاهرة الحاديث و موقفه منها ‪،‬‬
‫فهناك أحاديث تتنسب لسااطيم الصحابةم كعائشةم ‪ ،‬و ابن عمحر ‪ ،‬و أب هريرة – رضي ال عنهم‪-‬‬
‫؛ و هناك أحاديث أخرى تناقضها ‪ ،‬تتنسب إل نفس هؤملء الصحابةم ‪ ،‬و هي أحاديث مذكورة ف‬
‫كتب أهل السنةم العتمحدة ‪ ،‬كالت تدح معاويةم ‪ ،‬و أخرى تذمه ‪ .‬و علج هذه الوضعيةم عنده ل‬
‫تتم )) بواساطةم الرويات و الخبحار ‪ ،‬لن أي شيء تيروى كان تيارب بروايةم مناقضةم ‪ ،‬و بالرجوع‬
‫إل نفس السند ‪ .‬إن الل الوحيد ف مثل هذه الالةم هو الحتكاما إل العقل و النطق وحدها ((‬
‫‪. 138‬‬
‫و ردا عليه أقول ‪ :‬أول إنه بالغ ف تضخيم ظاهرة الروايات الديثيةم التناقضةم وخطرها ‪،‬‬
‫نعم هي حقا حدثت ف تارينا ‪ ،‬و شيكلت خطرا على السنةم النبحويةم الصحيحةم ‪ ،‬لكنها كانت‬
‫معروفةم لدى علمحاء الديث و نقاده ‪ ،‬الذين تصدوا لا بزّما و قوة باساتخداما منهج نقد البخ القائم‬
‫على نقد الساانيد و التون معا ‪.‬‬
‫و تلك الظاهرة كانت لا أسابحاب موضوعيةم كثية ‪ ،‬و ل تكن بسبحب الكذب فقط ‪ ،‬فمحن‬
‫أسابحابا ‪ :‬الطأ و النسيان ‪ ،‬و النسخ ف الديث النبحوي ‪ ،‬و الكذب التعمحد لهداف ساياسايةم و‬
‫مذهبحيةم و دنيويةم كثية‪ . 139‬لذا فل مبخر لتضخيم ظاهرة تناقض الروايات الديثيةم بدعوى الكذب ‪،‬‬
‫و اختلط الحاديث النبحويةم ‪ ،‬لن الحاديث الصحيحةم هي السابحق ف النتشار ‪ -،‬قبحل شيوع‬
‫الكذب‪ -‬و كانت معروفةم ‪ ،‬و معمحول با ‪ ،‬و يفظها كثي من أهل العلم‪. 140‬‬
‫و ثانيا إن إشارة الابري إل وجود الحاديث التناقضةم ف كتب الديث السنيةم العتمحدة ‪،‬‬
‫فيها نوع من التغليط و الطعن ‪ ،‬و كان عليه أن تيشي إل أن وجود تلك الحاديث ل يعن أن‬

‫‪137‬‬
‫سابحق أن ذكرنا بعض ذلك و توثيقه ‪ .‬و للتوساع أنظر ‪ :‬النار النيئف لبئن قيئم الوزيئةم ‪ ،‬و كتابنئا ‪ :‬أخطئاء ابئن خلئدون فئ‬
‫كتابه القدمةم ‪.‬‬
‫‪138‬‬
‫بنيةم العقل العرب ‪ ،‬صا‪. 256 ، 255 :‬‬
‫‪139‬‬
‫أنظر مثل ‪ :‬ممحد الزّفزّاف ‪ :‬التعريف بالقرآن و الديث ‪ ،‬صا‪ ، 208 :‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫‪140‬‬
‫للتوساع ف ذلك أنظر ‪ :‬نفس الرجع ‪ ،‬صا‪ ، 205 :‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫علمحاء السنةم يقبحلونا على لعلتا ‪ ،‬و يأخذون بالستحيلت و التناقضات ؛ لن حقيقةم المر هي‬
‫أن علمحاء الديث ل يشتطوا ذكر الصحيح فقط ف مؤملفاتم الديثيةم ‪ ،‬فإن معظمحهم ل يشتطوا‬
‫ذلك ‪ ،‬فرووا الصحيح ‪ ،‬و الضعيف ‪ ،‬و حت الوضوع ‪ ،‬فالصحيح تيؤمخذ به ‪ ،‬و غيه تيدون لتيعرف‬
‫‪ ،‬و تييزّ ‪ ،‬و تيتجنب ‪ ،‬كمحا هو الال ف السنن و السانيد و غيها‪. 141‬‬
‫و ثالثا إن الل الذي اقتحه الابري هو حل تممحل يتاج إل تفصيل ‪ ،‬فإذا قصد‬
‫بالحتكاما إل العقل و النطق ‪ ،‬بأن نضع منهجا عقليا لتحقيق الحاديث على مستوى الساانيد و‬
‫التون معا ‪ ،‬فهذا أمر تمتفق عليه ‪ ،‬و هو الذي فعله تنقاد الديث ف منهجهم الذي سابحق أن‬
‫ذكرناه ‪.‬‬
‫و إما إذا كان يقصد بذلك وضع منهج نقدي عقلي يقتصر على نقد التون دون الساانيد‬
‫ف التحقق من الحاديث ‪ ،‬و الرجح أنه يقصد هذا الذي ذكرناه ‪ ،‬فهو منهج ناقص ‪ ،‬أخذ‬
‫جانبحا من منهج نقد البخ عند الدثيم ‪ .‬و هو منهج غي قادر على التصدي وحده لظاهرة وضع‬
‫الروايات الديثيةم و التارييةم ‪ ،‬لن الوضاعيم للحاديث مثل ‪ ،‬هم قد اساتخدموا عقولم ف‬
‫الكذب و التزّييف ف الساانيد و التون معا ‪ ،‬المر الذي تيتم على القاوميم لؤملء الكذابيم‬
‫الوضاعيم ‪ ،‬أن يتسلحوا بنهج عقلي شامل لنقد الساانيد و التون معا ‪ ،‬لكشف أكاذيب هؤملء‬
‫الت مست الساانيد و التون معا ‪ ،‬و إل كيف نتعامل مع أباطيلهم و أكاذيبحهم التعلقةم بالساانيد‬
‫‪ ،‬كاختلق الساانيد ‪،‬و التلعب بالرواة ‪ ،‬و تركيب الطرق ؟ ‪.‬‬
‫و ل يفى عنا أن الروايات الكذوبةم – الديثيةم منها و التارييةم‪ -‬هي على أربعةم أصناف ‪،‬‬
‫أولا صنف يكن كشفه بسهولةم ‪ ،‬من خلل الساناد و الت ‪ ،‬أو من أحدها ‪ ،‬كأن يتضمحن‬
‫الساناد راويا كذابا معروفا ‪ ،‬أو يتضمحن الت كذبةم مكشوفةم ‪ .‬و ثانيها هو صنف يصعب أو يكاد‬
‫يكون مستحيل تقيقه إل من الت ‪ ،‬عندما يكون الساناد صحيحا و الت موضوعا ‪.‬‬
‫و الثالث هو صنف يصعب أو يكاد يكون نقده مستحيل إل من الساناد ‪ ،‬و ذلك عندما‬
‫يكون متنه صحيحا معقول ‪ ،‬و إساناده مكذوبا ‪ .‬و الرابع هو صنف صعب جدا تقيقه ‪ ،‬أو يكاد‬
‫يكون مستحيل تقيقه من الساناد و الت معا ‪ ،‬و ذلك عندما قيقدما كذاب ذكي على اختلق‬
‫حديث صحيح الت‪-‬أي العن‪ ، -‬و تيركب له إسانادا صحيح متلقا ‪ ،‬و هذا النوع هو من أصعب‬
‫الروايات تقيقا و تحيصا ‪ ،‬ل يقدر على كشفه إل كبحار النقاد الفطاحل التضلعيم ف الساانيد و‬
‫التون ‪ ،‬و التبححرين ف علوما كثية ‪.‬‬
‫و بذلك يتبحيم جليا أن ما فعله تنقاد الديث ف تكوين منهج نقدي شامل لنقد الساانيد و‬
‫‪141‬‬
‫عمحر سايليمحان الشقر ‪ :‬تاريخ الفقه السالمي‪ ،‬قصر الكتئاب ‪ ،‬الزّائئر ‪ ، 1990 ،‬صا‪ . 106 ،92 :‬و ممحئد الزّفئزّاف ‪:‬‬
‫نفس الرجع ‪ ،‬صا‪ ، 214 :‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫التون معا ‪ ،‬كان عمحل صحيحا صائبحا ‪ ،‬ف مستوى التحدي لقاومةم كثرة الكذابيم و الوضاعيم‬
‫الذين جعهم الكذب على رساول ال –عليه الصلة و السلما‪ ، -‬و صحابته الكراما ‪.‬‬

‫و أما الوضوع الثان – الاصا بأخطاء الابري ف منهج النقد التاريي‪ ، -‬فيتعلق بوقف‬
‫الابري من النقد التاريي عند الؤمرخ ابن جرير الطبخي )ت ‪310‬ه( ‪ ،‬فنقل نصا من مقدمةم تاريه‬
‫يقول فيه الطبخي ‪ )) :‬وليعلم الناظر في كتابنا هذا أن اعتمادي في كل ما أحضر ي‬
‫ت‬
‫ذكره فيه ‪ ،‬مما شرطت أني راسمه فيه ‪ ،‬إنما هو على ما رويت من الخبار التي أنا‬
‫ذاكرها فيه ‪ ،‬والثار التي أنا مسندها إلى رواتها فيه إذ كان العلم بما كان من أخبار‬
‫الماضين وما هو كائن من أنباء الحادثين غير واصل إلى من لم يشاهدهم ولم يدرك‬
‫زمانهم إل بإخبار المخبرين ونقل الناقلين دون الستخراج بالعقول والستنباط بفكر‬
‫النفوس فما يكن في كتابي هذا من خبر ذكرناه عن بعض الماضين مما يستنكره قارئه‬
‫أو يستشنعه سامعه من أجل أنه لم يعرف له وجها في الصحة ول معنى في الحقيقة‬
‫فليعلم أنه لم ييؤت في ذلك من قبلنا وإنما يأتي من قبل بعض ناقليه إلينا وأنا إنما أدينا‬
‫ذلك على نحو ما يأدي إلينا ((‪. 142‬‬
‫ث قال الابري ‪ )) :‬يعلن الطبخي إذن بصريح العبحارة ‪ ،‬أن التاريخ ل مال فيه ل )) ما أدرك‬
‫بجج العقول (( ‪ ،‬و إنا العول عليه فيه هو )) إخبحار الخبخين ‪ ،‬و نقل الناقليم (( ‪ ،‬و إن الؤمرخ‬
‫غي مسئول عمحا ينقله من أخبحار ‪ ،‬قد ل يقبحلها العقل ‪ ،‬لن العهدة ف ذلك على الراوي((‪. 143‬‬
‫و قال أيضا ‪ )) :‬و يكن أن نضيف ‪ :‬إن دور الؤمرخ ينحصر مثل دور جامع الديث ف‬
‫ضبحط السند إن أمكن ‪ ،‬و التحقق من صدق الراوي ‪ ،‬باللجوء إل منهج الدثيم ‪ :‬التعديل و‬
‫التجريح ‪ ،‬و العتمحد عليه ف هذا النهج كمحا نعرف ليس العقل ‪ ،‬بل شهادة الخرين ‪ ،‬أي النقل‬
‫أيضا ((‪. 144‬‬
‫و أقئواله هئذه تتضئئمحن جلئةم أخطئئاء ‪ ،‬أولئا إنئئه أخطئأ فئ النقئل ‪ ،‬فقئد سائئقط مئئن النئص مئا‬
‫يئ ئئأت )) ‪...‬دون ما أدرك بحجج العقول واستنبط بفكر النفوس إل اليسسسير القليسسل منسسه‬
‫‪ . 145(( ...‬و هئئو نئئص هئئاما جئئدا ‪ ،‬كئئان سائبحبحا فئ خطئئأ الئئابري ‪ ،‬و هئئذا القطئئع مكئئانه فئ النئئص‬
‫الصئ ئئلي هكئ ئئذا ‪)) :‬وليعلم الناظر في كتابنا هذا أن اعتمادي في كل ممما أحضممرت ذكممره‬
‫فيه مما شرطت أني راسمه فيه إنما هو على ما رويت من الخبار التي أنا ذاكرها فيه‬
‫والثار التي أنا مسندها إلى رواتها فيه دون مسسا أدرك بحجسسج العقسسول واسسستنبط بفكسسر‬

‫‪142‬‬
‫بنيةم العقل العرب ‪ ،‬صا‪. 549 :‬‬
‫‪143‬‬
‫نفسه ‪ ،‬صا‪. 549 :‬‬
‫‪144‬‬
‫نفسه ‪ ،‬صا‪. 549 :‬‬
‫‪145‬‬
‫الطبخي‪ :‬تاريخ الطبخي ‪ ،‬ط ‪ ،1‬الكتبحةم العلمحيةم ‪ ،‬بيوت ‪ ، 1407‬ج ‪ 1‬صا‪. 13 :‬‬
‫النفوس إل اليسير القليل منه إذ كان العلم بما كان من أخبار الماضين وممما هممو كممائن‬
‫من أنباء الحادثين غيممر واصممل إلممى مممن لممم يشمماهدهم ولممم يممدرك زمممانهم إل بإخبممار‬
‫المخممبرين ونقممل النمماقلين دون السممتخراج بممالعقول والسممتنباط بفكممر النفمموس (( ‪ .‬و‬
‫الغريب ف المر أن هذا النص الناقص ل تيصحح ‪ ،‬و الكتاب فئ طبحعتئئه السئئابعةم سائئنةم ‪ ، 2004‬و‬
‫طبحعتئئه الولئ صئئدرت سائئنةم ‪ ، 1986‬مئئن طبحعئئةم مركئئزّ دراسائئات الوحئئدة العربيئئةم ‪ .‬فالفئئارق الزّمن ئ بيمئ‬
‫الطبحعتيم ‪ 18‬سانةم ‪ ،‬و ل يتصئحح ‪ ،‬اللهئم إل إذا كئان النص النئاقص سائقط فئ الطبحعئةم الخية ‪ ،‬و‬
‫هذا تمستبحعد ‪ ،‬لن تعليق الابري تيشي إل عدما وجود النص أصل ‪.‬‬
‫و الطأ الثان هو قوله ‪ )) :‬تيعلم الطبخي إذن بصريح العبحارة أن التاريئئخ ل مئئال فيئه ل)) مئئا‬
‫أدرك بجج العقول (( ‪ ،‬و هذا النص الذي اساتشهد به هنا هو جزّء من القطئع السئئاقط مئن النئص‬
‫‪ ،‬و خطأه هنا هو أنه قيول الطبخي ما ل يقله ‪ ،‬و قئئول الطئئبخي كمحئا جئاء فئ النئص و سائياقه هئو ‪:‬‬
‫))وليعلم الناظر في كتابنا هذا أن اعتمادي في كل ما أحضرت ذكره فيه مممما شممرطت‬
‫أني راسمه فيه إنما هو على ما رويت من الخبار التي أنا ذاكرها فيه والثار التي أنا‬
‫مسندها إلى رواتها فيه دون ما أدرك بحجج العقول واستنبط بفكر النفوس إل اليسير‬
‫القليل منه (( ‪ ،‬فالئئابري لئ ينقئئل النئئص كئئامل ‪ ،‬و أخرجئئه مئئن سائئياقه ‪ ،‬لن الطئئبخي لئ يقئئل أن‬
‫التاري ئئخ ل م ئئال فيئئه ل ئئا أدرك بج ئئج العق ئئول عل ئئى مئئا ادعئئاه ال ئئابري‪ . 146‬و إنئئا قئئال ‪ :‬إن ئئه ي ئئذكر‬
‫الخبح ئئار تمسئئندة كمحئئا وص ئئلته ‪ ،‬مئئن دون مارسا ئئةم للنقئئد العقلئئي ‪ ،‬الق ئئائم علئئى الجئئج و السائئتنبحاط‬
‫الفكري ‪ ،‬إل القليئل اليسئي منئه ‪ .‬فئالطبخي لئ ينكئر مارسائةم النقئد فئ التاريئخ ‪ ،‬و إنئا هئو أخئذ علئى‬
‫نفسئئه –حسئئب شئئرطه‪ ، -‬بئئأن ينقئئل الخبحئئار كمحئئا وصئئلته ‪ ،‬مئئن دون نقئئد لئئا ف ئ الغئئالب العئئم ‪،‬‬
‫لكنئئه مئئع ذلئئك صئيرح بئئأنه يئئارس النقئئد أحيانئئا بقئوله ‪ )) :‬إل اليسئئي القليئئل منئئه (( ‪ .‬و هئئذا اعئتاف‬
‫منئئه بوجئئود النقئئد التئئاريي ‪ ،‬و قئئدرته علئئى مارسائئته حيم ئ يتريئئد ‪ .‬و هئئذا تيئئالف تامئئا مئئا ذهئئب إليئئه‬
‫الابري الذي قيول الطبخي ما ل يقله ‪.‬‬

‫و الطأ الثالث هو أن الابري ربط بيم قوليم منفصليم للطئبخي مئئن حيئئث الوضئع و سائياق‬
‫الكلما ‪ ،‬و قيوله ما ل تيرد قوله ‪ ،‬فنقل عئئن الطئئبخي قئوله ‪ )) :‬ما أدرك بحججج العقججولا (( ‪ ،‬و نقئئل‬
‫عنئئه ق ئوله ‪ )) :‬أخبحئئار الخ ئبخين و نقئئل النئئاقليم (( ‪ ،‬فالنقئئل الول نقلئئه مئئن النئئص الئئذي سائئقط منئئه‬
‫ت‬
‫ساابقا ‪ .‬و أما النقل الثان فنقله من ساياق كلما آخر للطئ ئئبخي ‪ ،‬و هئ ئئو )) إذ كان العلم بما كان‬
‫من أخبار الماضين وما هو كائن من أنباء الحادثين غير واصل إلممى مممن لممم يشمماهدهم‬
‫ولممم يممدرك زمممانهم إل بإخبسسار المخسسبرين ونقسسل النسساقلين دون السممتخراج بممالعقول‬
‫والستنباط بفكر النفوس (( ‪ .‬فجاء الابري و أخذ القوليم و ذكرها ف السياق الت ‪ )) :‬تيعلن‬

‫‪146‬‬
‫بنيةم العقل العرب ‪ ،‬صا‪. 549 :‬‬
‫الطبخي إذن بصريح العبحارة ‪ ،‬أن التاريخ ل مال فيه ل )) مئئا أدرك بجئئج العقئئول (( ‪ ،‬و إنئئا العئيول‬
‫ت‬
‫عليه فيه هو )) أخبحار الخبخين و نقل الناقليم ((‪. 147‬‬
‫فبحخصئئوصا القئئول الول ذكرنئئا أن الئئابري سائ ئيله مئئن مكئئانه ‪ ،‬و وظفئئه بئئا تيئئالف مئئا أراد‬
‫الطئئبخي ق ئوله ‪ .‬و أمئئا القئئول الثئئان ‪ ،‬فهئئو أيضئئا سا ئيله الئئابري مئئن سائئياقه و ربطئئه بئئالقول الول ‪ ،‬و‬
‫ويظفه با تيالف ما أراد الطبخي قوله ‪ .‬لن الطبخي أراد أن يقول ‪ :‬إن الصادر الت تيؤمخذ منها أخبحار‬
‫الاضيم‪ -‬لن ل تيشاهدهم و تيدرك زمانم – ل يكئن الوصئئول إليهئا إل عئن طريئق الخبحئار الرويئةم ‪،‬‬
‫و ل يكئئن الوصئئول إليهئئا عئئن طريئئق السائئتخراج بئئالعقول ‪ ،‬و السائئتنبحاط بفكئئر النفئئوس ‪ ،‬و كلمئئه‬
‫هذا صحيح ‪ ،‬و ل يعن أنه رفض اساتخداما العقول ف ذلك ‪،‬و إنا وضع المر ف مكانه بئئا يئتئوجبحه‬
‫العقئئل نفسئئه ‪ .‬لن العقئئول ليسئئت مصئئدرا للتاريئئخ الئئذي ل ئ تعاصئئره و تعئئش أحئئداثه ‪ ،‬و إنئئا هئئي‬
‫وسايلةم لتدوين تاريخ الاضيم ‪ ،‬و فهمحه ‪ ،‬و اساتنبحاط نصوصئه و تفسئيها ‪ .‬و الئؤمرخ مهمحئا أوتئ مئن‬
‫عبحقريةم ل يكنه تدوين تاريخ ‪-‬ل يعش أحداثه‪ -‬مئئن دون نصئئوصا تارييئئةم ‪ ،‬لن التاريئئخ ل يتسئتخرج‬
‫من العقول ‪.‬‬
‫فإذا مئا قال إنسئان مئا ‪ :‬إنئ سائأكتب تاريئا لئ أعاصئره و لئ أعئش أحئداثه ‪ ،‬و لئ أعرفئه ‪،‬‬
‫من دون الرجوع إل أيةم مصادر تارييةم ‪،‬و ساأكتفي بعقلي فقط لسائئتخراج ذلئئك التاريئئخ و تئئدوينه ‪.‬‬
‫فهل ف مقدوره فعئل ذلئك ؟ ‪ ،‬و هئل نصئدقه ؟ ‪ ،‬و هئل الئذي جئاء بئه هئو تاريئخ ؟ ‪ .‬ل شئك أنئه‬
‫لئئن يسئئتطيع فعئئل ذلئئك ‪ ،‬و الئئذي جئئاء بئئه مئئا هئئو إل أوهئئاما و أهئواء ‪ ،‬و ظنئئون و أسائئاطي ‪ .‬فهئئذا‬
‫الذي أراد الطبخي أن يقوله ‪ ،‬من أن تاريخ الاضيم تيؤمخذ من الصادر التارييةم ‪ ،‬و ل تيستخرج مئئن‬
‫العقول ‪ ،‬و موقفه هئذا هئو موقئف عقلئي صئحيح ؛ فجاء الئابري و ادعى أن الطئبخي قئال ‪ :‬إنئه ل‬
‫مئئال للعقئئل ف ئ التاريئئخ ‪ .‬إن العقئئل وسائئيلةم لفهئئم التاريئئخ و تئئدوينه و تفسئئيه ‪ ،‬و ليئئس مصئئدرا لئئه ‪،‬‬
‫اللهئئم إل إذا أرخ النسئئان لنفسئئه ‪ ،‬أو لئ ئوادث عاشئئها ‪ ،‬و فئ ئ هئئذه الالئئةم يكئئون العقئئل وسائئيلةم و‬
‫مصدرا للتاريخ ‪ ،‬و مع هذا يبحقى ف حاجةم إل الوثائق و الصادر ‪.‬‬
‫و الطأ الرابع هو أن الابري قال ‪ )) :‬و يكن أن نظيف ‪ :‬إن دور الؤمرخ ينحصر مثل دور‬
‫جامع الديث ف ضبحط السند إن أمكن ‪،‬و التحقق من صدق الئراوي بئئاللجوء إلئ منهئئج الئئدثيم ‪:‬‬
‫التعئئديل و التجريئئح (( ‪ ،‬و قئوله هئئذا كئئان عليئئه أن يئتئوثقه ‪ ،‬لن الطئئبخي لئ يقلئئه ‪ ،‬و لئ أعئئثر علئئى‬
‫أي مؤمرخ مسلم حصر عمحل الؤمرخ فيمحا قاله الابري ‪.‬‬
‫كمحا أن قوله بأن عمحل الؤمرخ مثل جامع الديث ف ضبحط الساناد و مارساةم الئرح و التعئديل ‪،‬‬
‫فهئئو عمحئئل لئ ئ تيارسائئه الؤمرخئئون السئئلمحون ‪ ،‬لن كئئثيا منهئئم كتبحئ ئوا تئ ئواريهم بل إسائئناد‪-‬فئ ئ الغئئالب‬
‫العئئم‪ ، -‬كالسئئعودي ‪ ،‬و اليعقئئوب ‪ ،‬و ابئئن الثيئ ئ ‪ ،‬و ابئئن الئئوزي ‪ ،‬و الئئذهب ‪ ،‬و ابئئن العمحئئاد‬
‫‪147‬‬
‫نفسه ‪ ،‬صا‪. 549 :‬‬
‫النبحلي ‪ ،‬و غيهم ‪ .‬و الذين دونوا تواريهم بالساانيد ‪ ،‬فإنم لئ يضبحطوا أسائانيدها ‪ ،‬و لئ تيققوهئا‬
‫جرحئئا و ل تعئئديل ‪ ،‬كتاريئئخ الطئئبخي مثل ‪ ،‬فهئئو تاريئئخ تمسئئند لكئئن أسائئانيده غي ئ مققئئةم ‪ ،‬و كئئثي‬
‫منها ملوء بالضعفاء و الكذابيم ‪ ،‬مع كثرة النقطاعات‪. 148‬‬
‫و ل تيوجئئد فئ التاريئئخ السائئلمي‪-‬حسئئب علمحئئي‪ -‬كتئئاب تئئاريي تمسئئند تمققئئةم أسائئانيده ‪ ،‬و ل‬
‫متئئونه‪ .‬فئئأين هئئؤملء الؤمرخئئون الئئذين اتبحعئوا منهئئج رجئئال الئئديث فئ الئئرح و التعئئديل ‪ ،‬عنئئدما صئئنفوا‬
‫تواريهم ‪ ،‬علئى مئا ادعاه الئابري ؟ ‪ .‬علمحئا بأن منهئج نقئد الئبخ عنئد الئدثيم ‪ ،‬ل يقئوما علئى نقئد‬
‫الساانيد فقئط ‪ ،‬كمحا زعئم ذلئك الئابري مئرارا و تكئرارا ‪ .‬و إنئا هئو منهئج أقئاموه علئى أسائاس نقئد‬
‫الساانيد و التون معا ‪ ،‬و قد بينا ذلك ساابقا ‪.‬‬
‫و أمئئا الوضئئوع الثئئالث –مئئن أخطئئاء الئئابري ف ئ منهئئج النقئئد التئئاريي‪ -‬فيتعلئئق بنهئئج النقئئد‬
‫التاريي عند ابن خلدون ‪ ،‬و سانتناوله عرضا و نقدا فيمحا يأت ‪:‬‬
‫أول إنئئه –أي الئئابري‪ -‬قئئال ‪ :‬إن الئئؤمرخيم – البحيئئان التئئاريي‪ -‬قبحئئل ابئئن خلئئدون اعتمحئئدوا كليئئا‬
‫علئئى النقئئل ‪ ،‬ف ئ جئئع الئئادة و تقيقهئئا مئئن حيئئث صئئدق رواتئئا ‪ ،‬فلئئم يكئئن هنئئاك مئئال للمحمحارسائئةم‬
‫العقليةم قبحله‪. 149‬‬
‫و قئ ئوله ه ئئذا يتض ئئمحن ثلث ئئةم أخط ئئاء ‪ ،‬أول ئئا إن ئئه قئئال إن ال ئئؤمرخيم‪ -‬و ق ئئد سئئاهم البحي ئئان التئئاريي‪-‬‬
‫اعتمحدوا على النقل ف جع الادة التارييةم و تقيقها جرحا و تعديل ‪ ،‬و هذا غي صحيح ‪ ،‬لنئئه ل‬
‫تيوجد‪-‬حسب علمحي‪ -‬ف كتب التاريخ السندة ‪ ،‬مؤمرخ حقق أساانيد تئاريه ‪ ،‬فالئذين كتبحئوا تئواريهم‬
‫ة‬
‫بالسائئانيد كخليفئئةم خيئئاط ف ئ تئئاريه ‪ ،‬و ابئئن سائئعد ف ئ طبحقئئاته ‪،‬و البحخئئاري ف ئ تئئاريه و الطئئبخي ف ئ‬
‫تاريه ‪ ،‬و الطيب البحغدادي ف تاريخ بغداد ‪ ،‬و ابن عساكر ف تاريخ دمشق ‪ ،‬هئئؤملء كلهئئم دونئوا‬
‫تواريهم بالساانيد دون أن يققوها ف الغالب العئم ‪ .‬فوجئود السائناد ل يعنئ أن الروايئات مققئةم ‪،‬‬
‫و إنا هو وسايلةم للتوثيق من جهةم ‪ ،‬و يكننا من نقد الروايات من أساانيدها من جهةم أخرى ‪.‬‬
‫و الطأ الثان هو أنه –أي الابري‪ -‬ادعى أن مؤملفات الؤمرخيم قبحل ابن خلدون ل يكن فيهئا‬
‫مئئال للمحمحارسائئةم العقليئئةم فئ التئئدوين التئئاريي ‪ .‬و هئئذا قئئول غيئ صئئحيح مئئن وجهيمئ ‪ ،‬الول إننئئا إذا‬
‫أخئئذنا بئئا قئئاله الئئابري مئئن أن الئئؤمرخيم قبحئئل ابئئن خلئئدون حققئوا أسائئانيد الروايئئات جرحئئا و تعئئديل ‪،‬‬
‫فهئئذا يتضئئمحن حتمحئئا مارسائئةم للنقئئد التئئاريي العقلئئي ‪ ،‬لن نقئئد السائئناد يقئوما علئئى أسائئس منطقيئئةم ‪ ،‬و‬
‫مارساته يستلزّما مارساةم عقليةم عمحيقةم ‪ ،‬كمحا سابحق أن بيناه فيمحا تقدما ‪.‬‬
‫و الوجه الثان هو أنه إذا أخذنا با ذكرناه من أنه ل توجد كتب تارييةم مسندة تمققةم أساانيدها‬
‫‪ ،‬فإنه توجدت طائفةم من كبحار الؤمرخيم السلمحيم كالئذهب ‪ ،‬و ابئن كثي ‪ ،‬مارسائت نقئد كثي مئن‬
‫‪148‬‬
‫سانذكر ناذج كثية منها ‪ ،‬ف الفصل الرابع ‪ ،‬إن شاء ال تعال ‪.‬‬
‫‪149‬‬
‫بنيةم العقل العرب ‪ ،‬صا‪. 549 :‬‬
‫الروايات الت ذكرتا تمسندة‪ ، 150‬فئ كتبحهئا غيئ السئندة فئ الغئئالب العئئم ؛ و بئئا أنئئا مارسائت نقئئد‬
‫الساانيد ‪ ،‬فإن عمحلها هو مارساةم نقديةم عقليةم بالضرورة ‪.‬‬
‫و آخرها – أي الطأ الثالث‪ -‬إنه‪-‬أي الابري‪ -‬أصدر حكمحا عاما يقول ‪ :‬إنه ل يكن‬
‫للمحؤمرخيم قبحل ابن خلدون مارساةم عقليةم ف النقد التاريي ‪ .‬و هذا قول غي صحيح على إطلقه ‪،‬‬
‫لنه إذا كان يصدق على طائفةم من الؤمرخيم كالطبخي ‪ ،‬و ابن ساعد ‪ ،‬و اليعقوب ‪ ،‬فإنه ل‬
‫يصدق على كل الؤمرخيم ‪ ،‬فقد توجدت طائفةم أخرى هي من كبحار الؤمرخيم و النقاد ‪ ،‬كانت‬
‫على درايةم بنهج النقد التاريي ‪ ،‬و مارساته إساناد و متنا قبحل ابن خلدون ‪ ،‬لكنها ل تتوساع فيه‬
‫كثيا ‪ ،‬و بعضهم توساع فيه أكثر من بعض ‪ ،‬منهم ‪ :‬الطيب البحغدادي)ت ‪463‬ه(‪ ،‬و ابن‬
‫الوزي)ت ‪597‬ه( ‪ ،‬و الشيخ ابن تيمحيةم‪728) 151‬ه( ‪ ،‬و الذهب )ت ‪748‬ه( ‪ ،‬و ابن قيم‬
‫الوزيةم‪) 152‬ت ‪751‬ه( ‪ ،‬و ابن كثي )ت ‪774‬ه( ‪ .‬و تيعد الذهب أكثر هؤملء توساعا ف نقد‬
‫الروايات التارييةم ‪ ،‬فطبحق عليها منهج النقد الديثي ف كتابه سايي أعلما النبحلء ‪ ،‬و توساع فيه‬
‫توساعا كبحيا ‪ ،‬إسانادا و متنا ‪ .‬و الشواهد على ما ذكرناه كثية جدا ‪ ،‬أذكر منها خسةم‪ ، 153‬أولا‬
‫هي روايةم نقدها الطيب البحغدادي مفادها أنه عندما ادعى اليهود ببحغداد ) سانةم ‪447‬ه( أن معهم‬
‫كتابا من الرساول‪-‬صلى ال عليه وسالم‪-‬فيه أمر بإساقاط الزّيةم عن يهود خيبخ ‪ ،‬بشهادة بعض‬
‫الصحابةم ؛ ث حلوه إل الوزير العبحاساي أب القاسام علي)ت ‪ 463‬ه‪1070/‬ما‪ ،‬فسلمحه هو بدوره‬
‫إل الطيب البحغدادي فتأمله و قال ‪ :‬هذا مزّيور ‪ ،‬لن فيه شهادة معاويةم بن أب سافيان)ت ‪ 60‬ه‬
‫( و هو ل يسلم إل ف عاما الفتح )سانةم ‪8‬ه ( ‪ ،‬وفتح خيبخ كان ف سانةم ‪7‬ه ‪.‬و فيه شهادة ساعد‬
‫بن معاذ ‪ ،‬وهو قد مات يوما بن قريضةم قبحل فتح خيبخ بعاميم ‪ ،‬فكشف بذلك تزّوير اليهود‬
‫للكتاب و فضحهم أماما الوزير‪ . 154‬فبحنقده للمحت و اعتمحاده على قانون الطابقةم –حسب‬
‫التسلسل الزّمن‪ -‬تكن الطيب من كشف تزّوير اليهود للكتاب‪.‬‬
‫و الشاهد الثان يتضمحن روايةم نقدها الؤمرخ ابن الوزي ‪ ،‬مضمحونا أن علي بن أب طالب‬
‫قال ‪ )))) :‬عبحدت ال عزّ و جل ‪ ،‬مع رساول ال –صلى ال عليه و سالم‪-‬قبحل أن يعبحده رجل من‬
‫هذه المةم خس سانيم أو سابحع (( ‪،‬و هذا الروايةم عند ابن الوزي باطلةم ‪ ،‬لن إسالما خديإةم ‪،‬و‬
‫‪150‬‬
‫للتوساع ف ذلك راجع كتابنا ‪ :‬أخطاء ابن خلدون ف كتابه القدمةم ‪ .‬و سانذكر بعضها قريبحا ‪.‬‬
‫‪151‬‬
‫تيعد ابن تيمحيةم من الؤمرخيم للفكر السالمي ‪ ،‬كمحا له كتب تتم ببحعض الوادث التاريي‪ ،‬منها ‪ :‬كتئاب رأس السئيم ‪ ،‬و‬
‫هو منشور و متداول بيم أهل العلم ‪ ،‬و متوفر ف شبحكةم النتنت بالان ‪.‬‬
‫‪152‬‬
‫يتعئئد هئئو أيضئئا مئئن النقئئاد الئئؤمرخيم ‪ ،‬و قئئد كتئئب فئ السئئية النبحويئئةم ‪ ،‬تاريئئخ الفكئئر السائئلمي ‪ ،‬فئ كتئئابيه ‪ :‬زاد العئئاد ‪ ،‬و‬
‫الصواعق الرسالةم على الهمحيةم و العطلةم ‪.‬‬
‫‪153‬‬
‫ذكرت منها ناذج كثية ف كتابنا ‪ :‬أخطاء الؤمرخ ابن خلدون ف كتابه القدمةم ‪.‬‬
‫‪154‬‬
‫السخاوي ‪ :‬العلن بالتوبيخ لن ذما التاريخ ‪ ،‬حقه فرانزّ روزنتال ‪ ،‬دار الكتب العلمحيةم ‪ ،‬بيوت ‪ ،‬د ت ‪ ،‬صا ‪. 25 :‬‬
‫أب بكر الصديق ‪،‬و زيد بن حارثةم‪-‬رضي ال عنهم‪ -‬كان منذ الياما الول للدعوة السالميةم ‪ ،‬و‬
‫ليس بعد شهور ‪ ،‬فمحا بالك بعد ‪ 5‬أو ‪ 7‬سانيم‪. 155‬‬
‫و الشاهد الثالث يتضمحن روايةم نقدها الشيخ تقي الدين ابن تيمحيةم ‪ ،‬مضمحونا أنه لا تقتل‬
‫السيم بن علي –رضي ال عنهمحا‪ -‬تروي أن السمحاء أمطرت دما ‪ ،‬و ما ترفع حجر ف الدنيا إل‬
‫وجد تته دما ‪.‬و ظهرت ف السمحاء تحرة ث اختفت بعد ذلك كليةم‪ . 156‬فيى ابن تيمحيةم أن هذه‬
‫أخبحار غي صحيحةم ‪ ،‬و أنكر كون السمحاء أمطرت دما ‪ ،‬لن هذا المر ل يقع ف قتل أحد ‪،‬‬
‫فكيف يقع له فقط ؟ كمحا أن الدعاء بظهور المحرة ف السمحاء و اختفائها نائيا فهو من‬
‫التهات‪ 157‬؛ لن المحرة ما تزّال و ل تتف نائيا ‪ ،‬و هي سابحب طبحيعي من جهةم الشمحس فهي‬
‫‪159‬‬
‫بنزّلةم الشفق‪. 158‬و القول بأنه ما رفع حجر ف الدنيا إل و وجد تته دما فهو أيضا كذب بييم‬
‫‪ .‬و ابن تيمحيةم ف نقده لذه الخبحار عن مقتل السيم ‪ ،‬واضح أنه احتكم إل العادة ‪،‬و السنن‬
‫الت تسي عليها الظواهر الطبحيعيةم ‪ ,‬و هذا مظهر من مظاهر الحتكاما إل قانون الطابقةم على‬
‫الستوييم الجتمحاعي و الطبحيعي ‪.‬‬
‫و الشاهد الرابع يتعلق بروايةم نقدها الذهب ‪ ،‬مفادها أن زين العابدين علي بن السيم اقتض‬
‫مال من الليفةم الموي مروان بن الكم ‪ ،‬فلمحا احتضر مروان أوصى بأن ل تيؤمخذ منه –أي زين‬
‫العابدين‪ -‬ذلك الال ‪ .‬فقال الذهب أن هذه الروايةم ل تصح ‪ ،‬لن إسانادها منقطع ‪ ،‬و متنها مردود‬
‫‪ ،‬لن مروان بن الكم ل يتضر عندما مات ‪ ،‬لن امرأته غمحته بوساادة هي و جواريها فمحات ‪،‬‬
‫لنا أضمحرت له الشر عندما صرف اللفةم عن ابنها خالد بن يزّيد إل غيه من بن أميةم‪. 160‬‬
‫و آخرها –أي الشاهد الامس‪ -‬يتضمحن روايةم نقدها الؤمرخ ابن كثي ‪ ،‬مفادها أن نر النيل‬
‫ينبحع من مكان مرتفع اطلع عليه بعض الناس فرأى فيه هول عظيمحا ‪ ،‬و جوار حسانا ‪،‬و أشياء‬
‫غريبحةم ‪ ،‬و أن الذي اطلع على ذلك ل يكنه الكلما بعد ذلك ‪ ،‬فقال ابن كثي إن هذه الروايةم هي‬

‫‪155‬‬
‫ابن الوزي ‪ :‬الوضوعات ف الحديث الرفوعات ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬الدينةم النورة ‪ ،‬الكتبحةم السلفيةم ‪ ، 1966 ،‬ج ‪ 1‬صا ‪342 :‬‬
‫‪.‬‬
‫‪156‬‬
‫منهاج السنةم ‪ ،‬ج ‪ 2‬صا ‪. 250-249 :‬‬
‫‪157‬‬
‫التهةم هي البحاطل ‪،‬و أصلها فارساي معرب ‪ .‬ممحد بن أب بكر الرازي ‪ :‬متار الصحاح ‪ ،‬دار الدى ‪ ،‬الزّائر ‪، 1990 ،‬‬
‫صا ‪. 57 :‬‬
‫‪158‬‬
‫الشئئفق هئئو حئئرة تظهئئر فئ ئ الفئئق وقئئت غئئروب الشئئمحس ‪ .‬علئئي بئئن هاديئئةم ‪ :‬قئئاموس الطلب الديئئد ‪ ،‬الؤمساسئئةم الوطنيئئةم‬
‫للكتاب ‪ ،1991 ،‬صا ‪. 527 :‬‬
‫‪159‬‬
‫ابن تيمحيةم ‪ :‬الصدر السابق ج ‪ 2‬صا ‪. 250-249 :‬‬
‫‪160‬‬
‫سايي أعلما النبحلء ‪ ،‬ج ‪ 3‬صا‪ ، 479 :‬ج ‪ 4‬صا‪. 390 :‬‬
‫‪161‬‬
‫‪.‬‬
‫من خرافات الؤمرخيم ‪ ،‬و هذايانات الفاكيم‬
‫و ثانيا إنه ادعى أن التاريخ قبحل ابن خلدون )ت ‪808‬ه( ل يكن من العلوما الساتدلليةم ‪ ،‬و‬
‫إنا كان علم روايةم و نقل ‪ ،‬كعلم الدبث‪ . 162‬و قوله هذا يتضمحن خطأين ‪ ،‬أولمحا إنه ليس‬
‫صحيحا بأن علم الديث كان علم روايةم و نقل ‪ ،‬و ل يكن علمحا اساتدلليا ‪ ،‬لن هذا العلم‬
‫كان علم روايةم و درايةم ‪ ،‬قاما أسااساا على منهج نقدي عقلي ‪ ،‬يمص الروايات تحيصا عقليا ‪ ،‬جع‬
‫فيه بيم نقد الساانيد و التون معا ‪ ،‬على ما سابحق أن بيناه ‪.‬‬
‫و ثانيهمحا إن حكمحه العاما على التاريخ ‪ ،‬بأنه كان علم روايةم و نقل فقط ‪ ،‬هو حكم ل يصدق‬
‫على كل الؤمرخيم السلمحيم ‪ ،‬لنه توجدت طائفةم من كبحار تنقاد الديث و التاريخ ‪ ،‬مارسات النقد‬
‫التاريي الساتدلل البخهان ‪ ،‬مستخدمةم منهج نقد البخ الديثي ‪ ،‬و طيبحقته على روايات تارييةم‬
‫كثية ‪ ،‬ذكرنا منها طرفا آنفا ‪.‬‬
‫و ثالثا إن الابري ادعى أن التاريخ منهجا و روايةم تغي تاما على يد ابن خلدون ‪ ،‬و أصبحح‬
‫منهجه النقدي يقوما على طائفةم من القومات ‪ ،‬منها ‪ :‬الحتكاما إل طبحائع العمحران ‪،‬و التفريق بيم‬
‫البخ الشرعي الذي يكفي فيه الرح و التعديل ‪ ،‬و البخ البحشري الذي ل يكفي فيه ذلك ‪ ،‬و ل‬
‫بد من عرضه على قانون الطابقةم حسب طبحائع العمحران البحشري‪. 163‬‬
‫و قوله هذا يتضمحن ممحوعةم أخطاء ‪ ،‬أولا إن منهج النقد التاريي عند ابن خلدون ل يتغي إل‬
‫الحسن أصل ‪ ،‬لن منهج نقد البخ كان موجودا قبحله بشكل كامل ‪ ،‬ضبحطا و تقعيدا ‪ ،‬فعمحد‬
‫إليه ابن خلدون فجيزّأه و أخذ منه جانب نقد الت و ضيخمحه و بالغ فيه ‪ ،‬و أهل جانب نقد‬
‫الساناد و قيزّمه ‪ ،‬فشيوه بذلك منهج نقد البخ ‪ ،‬و ل يأت بشيء جديد صحيح من عنده ‪ ،‬المر‬
‫الذي يدل على أن ابن خلدون ل تكن له معرفةم كافيةم بنهج نقد البخ ‪ ،‬و ل تكن له درايةم‬
‫تطبحيقيةم بطريقته النقديةم‪. 164‬‬
‫و أما عمحله ف منهج النقد التاريي على الستوى التطبحيقي ‪ ،‬فإن ابن خلدون ل تيقدما لنا عمحل‬
‫جديدا له قيمحةم كبحية ‪ ،‬لن معظم الروايات الت انتقد فيها بعض الؤمرخيم السابقيم كمحا ذكرها ف‬
‫القدمةم ‪ ،‬سابحقه إل نقدها نقاد آخرون‪. 165‬و ف كتابه العبخ ل يلتزّما فيه بتطبحيق منهجه –الناقص‪-‬‬

‫‪161‬‬
‫ابن كثي ‪ :‬البحدايةم ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪. 27 :‬‬
‫‪162‬‬
‫التاث و الداثةم ‪ ،‬صا‪. 319:‬‬
‫‪163‬‬
‫بنيةم العقل ‪ ،‬صا‪. 550 ، 549 :‬‬
‫‪164‬‬
‫للتأكد من ذلك بالشواهد القاطعةم أنظر كتابنا ‪ :‬أخطاء الؤمرخ ابن خلدون ف كتابه القدمةم ‪ ،‬صا‪ 9 :‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫‪165‬‬
‫انظر ‪ :‬نفس الرجع ‪ ،‬صا‪ ، 62 :‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫الذي عرضه ف القدمةم ‪ ،‬فجاء معظم كتابه عاديا تقليديا ‪ ،‬فيه كثي من الخطاء‪. 166‬‬
‫و الطأ الثان هو أن ما ذكره الابري من قواعد النهج النقدي اللدون ‪ ،‬كقانون الطابقةم ‪ ،‬و‬
‫الحتكاما إل طبحائع العمحران ‪ ،‬هو أمر ليس جديدا أصل ‪ ،‬فقد كانت معروفةم ‪ ،‬اساتخدمها بعض‬
‫كبحار النقاد من الفاظ و الؤمرخيم السلمحيم ‪ ،‬كالطيب البحغدادي ‪ ،‬و ابن الوزي ‪ ،‬و ابن تيمحيةم ‪،‬‬
‫و الذهب ‪ ،‬و ابن كثي ‪ ،‬و قد ذكرنا فيمحا تقدما آنفا خسةم شواهد على ذلك ‪ ،‬من باب التمحثيل‬
‫ل الصر‪ . 167‬حت أن القق ابن قيم الوزيةم خصص كتابه‪ :‬نقد النقول لتمحييزّ الحاديث‬
‫الصحيحةم من الضعيفةم ‪ ،‬من خلل نقد التون فقط ‪ ،‬أورد فيه جلةم من القواعد النقديةم الامةم‬
‫مدعمحةم بالمثلةم التطبحيقيةم ‪ ،‬كانت من بينها قواعد ذكرها ابن خلدون ف مقدمته ‪ ،‬كالحتكاما إل‬
‫الشاهدة و التجربةم ‪ ،‬مع العلم أنه عندما تتوف ابن القيم سانةم ‪751‬ه ‪ ،‬كان لبن خلدون نو‬
‫‪ 21‬سانةم ‪ ،‬و هو ل يشرع ف تدوين العبخ بقدمته إل سانةم ‪776‬هجريةم‪. 168‬‬
‫و الطأ الثالث يتمحثل ف أن الابري ل يتنبحه لطأ ابن خلدون –إضافةم إل الخطاء الخرى‪-‬‬
‫ف تفريقه بيم البخ الشرعي و البخ البحشري من حيث النقد التاريي ‪ ،‬فخص الول بالنقد‬
‫ص الثان بالنقد التن ‪ ،‬و هذا تفريق غي صحيح ‪ ،‬لمرين‬ ‫السانادي – الرح و التعديل‪ ، -‬و خ ي‬
‫أسااساييم ‪ ،‬أولمحا هو أن علمحاء الديث ‪ ،‬أخضعوا الديث النبحوي للتحقيق إسانادا و متنا ‪ ،‬و ل‬
‫تيضعوه للنقد السانادي فقط ‪ ،‬و منهجهم الذي ذكرنا طرفا منه شاهد على ذلك ‪ .‬كمحا أن كبحار‬
‫لفاظ و الؤمرخيم ‪ ،‬الذين نقدوا الروايات التارييةم ‪ ،‬طبحقوا عليها نفس منهج نقد البخ‬ ‫النقاد من ا ت‬
‫الديثي ‪ ،‬على مستوى الساانيد و التون معا ‪ ،‬من دون أن تيفرقوا بيم نقد الساناد و الت ‪ ،‬و ل‬
‫بيم البخ الشرعي و البخ البحشري من حيث طريقةم النقد و جوانبحه‪. 169‬‬
‫و المر الثان هو أنه ل تيوجد فرق بيم البخ الشرعي و البخ البحشري ‪ ،‬من صيغةم الورود ‪ ،‬و إنا‬
‫الفرق هو ف الشخص القائل أو الفاعل ‪ ،‬من حيث ‪ :‬هل القائل و الفاعل هو نب ‪ ،‬أما هو إنسان‬
‫عادي ؟ ‪ ،‬فعندما يقول الدث مثل ‪ :‬حدثنا سافيان الثوري ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا السن البحصري ‪ ،‬عن‬
‫ابن عبحاس ‪ ،‬أن رساول ال –عليه الصلة و السلما‪ -‬قال ‪ . ... :‬و عندما يقول الؤمرخ مثل ‪:‬‬
‫حدثنا عمحر بن شبحةم ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أحد بن حنبحل ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا الشافعي ‪ ،‬أن هارون الرشيد قال‬
‫‪ . .. :‬فل تيوجد أي فرق بيم الثاليم من حيث طريقةم و صيغةم ورود البخين ‪ ،‬و نستطيع أن‬
‫تنضعهمحا للنقد و التمححيص ‪ ،‬بنهج واحد ‪ ،‬هو منهج الدثيم ‪.‬‬

‫‪166‬‬
‫للتوساع أنظر ‪ :‬نفس الرجع ‪ ،‬صا‪ 117 :‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫‪167‬‬
‫للتوساع أنظر ‪ :‬نفس الرجع ‪ ،‬صا‪ 32 :‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫‪168‬‬
‫نفس الرجع ‪ ،‬صا‪. 4 :‬‬
‫‪169‬‬
‫سابحق أن ذكرنا شواهد على ذلك ‪.‬‬
‫كمحا أنه ل يغيب عنا أن مضمحون البخ من حيث النشاء و الخبحار ‪ ،‬ل تأثي له على صيغةم‬
‫الورود ‪ ،‬لن ابن خلدون ذكر أن الغالب على البخ الشرعي النشاء ل البخ ‪–170‬من حيث‬
‫تقسيم الكلما‪ ، -‬و هذا أمر ل دخل له ف مبخر تقسيم البخ إل شرعي و بشري ‪ ،‬على رأي ابن‬
‫خلدون ‪ ،‬لن كل من البخين يتضمحن بالضرورة إنشاء و خبخا ‪ ،‬أو أحدها ‪ ،‬وف أيةم حالةم ورد‬
‫فيها إلينا البخ ‪ ،‬تكون هذه الروايةم خبخا ‪ ،‬و بعن آخر ‪ ،‬فإن هذه الروايةم إما أن تتبخنا بإنشاء و‬
‫خبخ ‪ ،‬و إما أنا تبخنا بأحدها ‪ .‬و بناء على ذلك فإن النقد التاريي ليكون كامل ‪ ،‬فل بد من‬
‫نقد البخ بنوعيه ‪ ،‬إسانادا و متنا ‪ ،‬و ليس كمحا قال ابن خلدون و وافقه عليه الابري ‪.‬‬
‫و رابعا هو إن الابري ادعى أن ابن خلدون أراد أن يإعل من التاريخ علمحا ‪ ،‬بتأسايسه على‬
‫البخهان ‪ ،‬فنجح ف ذلك باختاع منطق أو طريقةم برهانيةم ‪ ،‬لتطبحيقها ف ميدان التاريخ ‪ ،‬و بذلك ))‬
‫نح ابن خلدون ف اكتشاف علم جديد ‪ ،‬يصلح أن يكون ‪-‬على القل من وجهةم نظره‪ -‬معيارا‬
‫صحيحا يتحرى به الؤمرخون طريق الصدق و الصواب فيمحا ينقلونه ((‪. 171‬‬
‫و ردا عليه أقول ‪ :‬إن التاريخ كعلم و منهج ‪ ،‬كان معروفا قبحل ابن خلدون ‪ ،‬و ليس هو‬
‫الذي اكتشفه ‪ ،‬لن التاريخ كعلم موضوعه الخبحار ‪ ،‬كان معروفا قبحل ابن خلدون ‪ ،‬لذا وجدنا‬
‫العلمحاء كتبحوا فيه مصنفات كثية ‪ ،‬كطبحقات ابن ساعد ‪ ،‬و تاريخ البحخاري ‪ ،‬و تاريخ الطبخي ‪ ،‬و‬
‫بعضهم ساه صراحةم ‪ :‬علم التاريخ ‪ ،‬كمحا فعل الفقيه الؤمرخ ابن خلكان )ت ‪665‬ه( ‪ ،‬ف كتابه‬
‫وفيات العيان ‪ ،‬فقد ساه علم التاريخ أكثر من مرة‪. 172‬‬
‫و أما من حيث النهج ‪ ،‬فإن النهج التاريي النقدي كان جاهزّا كامل ‪ ،‬و هو منهج نقد‬
‫البخ عند الدثيم ‪ ،‬أقاموه على أساس منطقيةم لنقد الساانيد و التون معا ‪ ،‬الديثيةم منها و التارييةم‬
‫على حد ساواء ‪ ،‬لذا وجدنا طائفةم من الفاظ و الؤمرخيم يستخدمون هذا النهج ف نقد الروايات‬
‫التارييةم ‪ ،‬كمحا فعل ابن الوزي ‪ ،‬و ابن تيمحيةم ‪ ،‬و الذهب ‪ ،‬و ابن كثي ‪ ،‬و غيهم ‪ .‬و عليه فإن‬
‫النهج التاريي النقدي كان موجودا و صالا للتطبحيق على الديث و التاريخ معا ‪ ،‬غي أنه ل‬
‫تيتوساع ف تطبحيقه على التاريخ ‪ ،‬المر الذي يتثبحت أن دعوى اكتشاف ابن خلدون لعلم التاريخ و‬
‫منهجه دعوى غي صحيحةم ‪.‬‬
‫و أما دعوى الابري بأن ابن خلدون اكتشف علمحا أقامه على البخهان ‪ ،‬فهي أيضا دعوى غي‬
‫صحيحةم ‪ ،‬لن منهج نقد البخ كان موجودا و تمبخهنا بطريقةم منطقيةم مكمحةم ‪ .‬و الذي فعله ابن‬
‫خلدون هو أنه جيزّأ النهج إل قسمحيم ‪ ،‬بالغ ف أحدها ‪ ،‬و أنقص من الخر ‪ ،‬و ل يأت بشيء‬
‫‪170‬‬
‫مقدمةم ابن خلدون ‪ ،‬ط ‪ ،1‬دار الكتب العلمحيةم ‪ ، 1993 ،‬صا‪. 29 :‬‬
‫‪171‬‬
‫بنيةم العقل ‪ ،‬صا‪. 548 :‬‬
‫‪172‬‬
‫و فيات العيان ‪ ،‬حققه إحسان عبحاس ‪ ،‬دار صادر ‪ ،‬بيوت ‪،‬دت ج ‪ 4‬صا‪ ، 120 :‬ج ‪ 7‬صا‪217 ،123 :‬‬
‫جديد صحيح ‪ ،‬يتعلق بكونات ذلك النهج تسينا و ل تطويرا‪.‬‬
‫و أما قوله بأن ابن خلدون اكتشف علمحا جديدا يصلح أن يكون‪ -‬على القل من وجهةم نظر‬
‫ابن خلدون‪ -‬معيارا صحيحا للنقد التاريي ‪ ،‬فهو قول غي صحيح ‪ ،‬لن ابن خلدون ل يكتشف‬
‫علم التاريخ ول منهجه النقدي ‪ ،‬و إنا اكتشف علم العمحران البحشري ‪ ،‬بعن أنه أول من اكتشفه‬
‫بالنسبحةم إل غيه من العلمحاء‪ ،‬و إل فإن القرآن الكري أشار إليه مرارا ‪ ،‬و ذكر كثيا من ساننه قبحل‬
‫أن يؤملف ابن خلدون مقدمته بأكثر من ‪ 750‬سانةم‪ . 173‬و هذا العلم الديد يدرس ظواهر العمحران‬
‫البحشري و السنن التحكمحةم فيه ‪ ،‬و ليس هو معيارا لنقد الروايات التارييةم ‪ ،‬و إنا هو نفسه ميدانا‬
‫لتطبحيق منهج النقد التاريي على ظواهره ‪.‬‬
‫و يتبحيم من انتقاداتنا لوقف الابري من منهج النقد التاريي اللدون ‪ ،‬أن قوله بأن النظرة‬
‫التارييةم اللدونيةم كانت )) نظرة جديدة تاما ليس على الفكر البحيان وحده ‪ ،‬بل على الفكر‬
‫النسان بإطلق ((‪ 174‬هو قول غي صحيح تاما ‪ ،‬فيمحا يتعلق بنهج النقد التاريي ‪ ،‬الذي أثبحتنا‬
‫بالدلةم القاطعةم و الكثية ‪ ،‬بأنه كان موجودا قبحل ابن خلدون ‪ ،‬فجاء هو و جيزّأه و ل تيوفيه حقه‬
‫‪.‬‬
‫و ختاما لا ذكرناه ف ها الفصل ‪ ،‬يتبحيم جليا أن ممحد أركون وقع ف أخطاء منهجيةم كثية ف‬
‫مارساته للكتابةم العلمحيةم ‪ ،‬ل يلتزّما فيها بالنهجيةم الصحيحةم ف دراسااته عن السالما و أهله ‪،‬‬
‫كاعتمحاده السااساي على الراجع الساتشراقيةم ‪ ،‬و إهاله للمحصادر السالميةم كليةم تقريبحا ‪ .‬و عدما‬
‫التوثيق أصل ‪ ،‬ف مواضع كثية من مؤملفاته ‪ .‬مع اساتخدامه للمحغالطات و التدليسات ‪ ،‬و وقوعه‬
‫ف البحالغات و التهويلت ف كثي من أحكامه و مواقفه ‪.‬‬
‫و تبحيم أيضا إنه‪-‬أي أركون‪ -‬وقع ف أخطاء أخرى كثية ‪ ،‬تتعلق بنظرته إل منهج النقد التاريي‬
‫‪ ،‬و مارساته له ‪ .‬فجاءت نظرته هذه ناقصةم ‪ ،‬و تمشيوهةم و خاطئةم ف كثي من جوانبحها ‪ ،‬لقلةم‬
‫معرفته بنهج نقد البخ عند الدثيم ‪ ،‬و لتأثره بالستشرقيم ‪ ،‬و تعصبحه لفكره ‪ ،‬و مبحالغته ف‬
‫العتداد بنفسه ‪.‬‬

‫و أما ممحد عابد الابري فتبحيم أنه هو أيضا وقع ف أخطاء منهجيةم كثية ف مارساته للكتابةم‬
‫العلمحيةم ‪ ،‬كعدما توثيقه لكثي من الخبحار الت أوردها ف مؤملفاته ‪ .‬و إهاله توثيق و تقيق أحاديث‬
‫نبحويةم كثية جدا ‪.‬و اعتمحاده السااساي على كتاب المامةم و السياساةم ف مسألت اللفةم و الفتنةم‬
‫الكبخى ‪ ،‬مع أنه كتاب مطعون فيه ‪ ،‬ملوء بالخطاء ‪ ،‬و مهول مؤملفه ‪.‬‬
‫‪173‬‬
‫أخطاء الؤمرخ ابن خلدون ف كتابه القدمةم ‪ ،‬صا‪ 170 :‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫‪174‬‬
‫بنيةم العقل العرب ‪ ،‬صا‪. 552 :‬‬
‫و تبحيم أيضا أن الابري ل يكن موفقا ف نظرته إل منهج النقد التاريي عند السلمحيم ‪ ،‬فوقع ف‬
‫أخطاء كثية ‪ ،‬ف موقفه من نقد الساانيد و التون عند الدثيم ‪ ،‬و عبحد الرحن بن خلدون ‪.‬‬
‫فجاءت نظرته غي صحيحةم ف الغالب العم ‪ ،‬لبحالغته ف تقزّي منهج الدثيم ‪ ،‬و تعظيمحه لنهج‬
‫النقد اللدون الناقص ‪ .‬فاتفقت نظرته هذه مع نظرة أركون ف الط على منهج نقد البخ عند‬
‫الدثيم ‪ ،‬و البحالغةم ف مدح منهج النقد اللدون با ليس فيه ‪.‬‬

‫‪...........................................................................................‬‬
‫الفصل الثاني‬

‫الخأطاء المنهجية المتعلقة بالقرآن و الشريعة و علم الكلما و الفلسفة‬


‫‪ -‬في مؤلفات أركون و الجابري‪-‬‬

‫أول ‪ :‬الخأطاء المتعلقة بالنظر إلى القرآن و فهمه و التعامل معه‬


‫ثانيا ‪ :‬الخأطاء المتعلقة بالشريعة و الفقه‬
‫ثالثا ‪ :‬الخأطاء المتعلقة بأصولا الدين‬
‫رابعا ‪:‬الخأطاء المتعلقة بالفلسفة‬
‫خأامسا ‪ :‬أخأطاء الجابري في نظرته إلى المدرسة المغربية الندلسية و أهل‬
‫الحديث‬

‫‪................................................................................‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫الخأطاء المنهجية المتعلقة بالقرآن و الشريعة و علم الكلما و الفلسفة‬
‫‪ -‬في مؤلفات أركون و الجابري‪-‬‬

‫نتناول ف هذا الفصل طائفةم من الخطاء الواردة ف مؤملفات البحاحثييم ممحد أركون ‪ ،‬و ممحد‬
‫عابد الابري ‪ ،‬الت تتعلق بطريقةم النظر و الفهم ‪ ،‬و التعامل مع القضايا و الفاهيم التعلقةم بالقرآن‬
‫و الشريعةم ‪،‬و علم الكلما و الفلسفةم ‪ ،‬نتطرق إليها تبحاعا بول ال تعال ‪.‬‬
‫أول ‪ :‬الخأطاء المتعلقة بالنظر إلى القرآن و فهمه و التعامل معه ‪:‬‬
‫وقع كل من أركون و الابري ف أخطاء كثية ‪ ،‬ف نظرتمحا إل القرآن الكريئ و فهمحهمحئئا لئئه ‪،‬‬
‫و تعاملهمحا معه ‪ ،‬أذكر منها طائفةم ‪ ،‬ففيمحا يص أركون فسأذكر أخطاءه ف سابحع ممحوعئئات ‪ ،‬أولئئا‬
‫تتضئئمحن أخطئئاء تتعلئئق بئئا سئئاه أركئئون ‪ :‬منهئئج التارييئئةم ‪ ،‬و هئئو منهئئج أكئئثر أركئئون مئئن ترديئئده و‬
‫العتداد بئه فئ دراسائاته التارييئةم عئن القئرآن و السنةم ‪ ،‬و مفئاده –حسئب أركئون‪ -‬أن كئل شيء فئ‬
‫الياة –با فيئه القئرآن‪ -‬مكئوما بظروفئه التارييةم الزّمانيةم و الكانيةم الت ظهئر فيهئا ‪ ،‬فل يتجاوزهئا ‪،‬و‬
‫ل يئئرج عئئن قيودهئئا الصئئارمةم ‪ ،‬فكئئل )) شئئيء مشئئروط بتئئارييته أو بلحظتئئه التارييئئةم الئئت ظهئئر فيهئئا‬
‫((‪. 175‬‬
‫و قوله هذا فيه جانب كبحي من الصحةم ‪ ،‬لن الصل ف حياة البحشر هو أنم‬
‫مكومون بظروف عصرهم ف أفكارهم و سالوكياتم ‪ ،‬لكن هذا ليس أمرا حتمحيا يكم‬
‫الناس ببخيةم مطلقةم ‪ ،‬فكثيا ما يستطيع النسان تدي ظروفه ‪،‬و يتفاعل معها فكريا و‬
‫عمحليا ‪ ،‬و يتجاوز زمانه ‪ ،‬و تعيش أفكاره و أعمحاله من بعده زمنا طويل ‪ ،‬و هذا ما‬
‫حدث على أيدي النبحياء ‪- ،‬عليهم السلما‪ -‬و الصلحيم و العلمحاء ‪ .‬و الغرب اليوما ما‬
‫يزّال يعيش على كثي من أفكار عصر النهضةم ‪ ،‬و الثورة الفرنسيةم ‪ ،‬و الرأساليةم بعد أكثر من‬
‫قرنيم من ظهورها ‪ .‬فإذا كان ذلك واقعا معروفا ‪ ،‬فليس غريبحا أن يتحدى السالما –منذ‬
‫ظهوره‪ -‬التارييةم الت ظهر فيها ‪ ،‬و يتجاوزها برساالته الربانيةم الالدة الت جاء با ممحد رساول ال‪-‬‬
‫ل‬
‫يم {ٍ ‪ -‬ساورة النبحياء‪/‬‬ ‫عليه الصلة و السلما‪ ، -‬قال تعال ‪} :‬عوعما أعورعساولعناعك إلنل عروحعةمة لمولععالعمح ع‬
‫غيئعر اللوسالعلما‬ ‫ل ل‬
‫‪ ،-107‬و }إلنن المديعن عنعد الليه اللوسالعتما{ٍ ‪-‬ساورة آل عمحران‪ ،-19/‬و }عوعمن يعئوبحتعلغ عو‬
‫لالسالريعن{ٍ ‪ -‬ساورة آل عمحران‪. -85/‬‬ ‫ل ل‬ ‫ل‬ ‫ل‬
‫ديةنا فعئعلن يئتوقبحععل مونهت عوتهعو لف الخعرةل معن ا وع‬

‫و أركون يستنكر الصورة الشائعةم عن السالما ف عصئرنا الئال ‪ ،‬مئن أنئه ل تئاريي يستعصئي‬

‫‪175‬‬
‫أركون ‪ :‬الفكر الصول و اساتحالةم التأصيل ‪ ،‬صا‪. 193 :‬‬
‫على التارييةم ‪ ،‬و هي صورة زعم أركون أن السلمحيم و الستشرقيم هم الذين روجوها‪. 176‬‬
‫و قوله هذا فيه مغالطةم ‪ ،‬و إنكار لقيقةم السالما ‪ ،‬لن الذي نص على عدما تارييةم السالما‬
‫‪ ،‬ليس السلمحون و ل الستشرقون ‪ ،‬و إنا السالما نفسه هو الذي نص على ذلك و أكده ‪،‬‬
‫فكتاب ال تعال نص صراحةم على أن ممحدا رساول ال إل العاليم ‪ ،‬و أنه خات النبحياء و الرساليم‬
‫‪ ،‬و رساالته هي الرساالةم الاتةم ‪ ،‬من جحدها فلن يقبحل ال منه ‪ .‬فهذه المور معروفةم من دين‬
‫السالما بالضرورة ‪ ،‬و هي الت جعلته ل تارييا ‪ ،‬يتحدى تارييةم أركون و كل التارييات الت‬
‫ظهر فيها و عاصرته طوال أكثر من ‪ 14‬قرنا ‪ ،‬و دين تلك هي صفاته فل بد أن يتحدى كل‬
‫التارييات ‪.‬‬
‫و يئئرى أيضئئا‪-‬أي أركئئون‪ -‬أن السئئلمحيم ف ئ اساتشئئهادهم بئئالقرآن و الئئديث ‪ ،‬تيرجئئون القطئئع‬
‫الستشهد به من ساياقه اللغوي ‪ ،‬و من الالةم الت تنطق فيهيا لول مرة ‪ ،‬إل درجئئةم تفئئتيت الضئئمحون‬
‫ت‬
‫العنوي للمحقطع الستشهد به ‪ ،‬ف حيم أن )) الساتشهاد يفتض زمكانئا –زمئان و مكئان‪ -‬متناغمحا‬
‫ت‬
‫منسجمحا باليال و بالعقل الدين ((‪. 177‬‬
‫و ق ئوله هئئذا هئئو أيضئئا غي ئ صئئحيح ‪ ،‬و فيئئه أوهئئاما ‪ ،‬لن أحكئئاما القئئرآن و مفئئاهيمحه و‬
‫عقائئئده ‪ ،‬هئئي فئ الصئئل ثابتئةم مطلقئئةم عامئئةم ‪ ،‬ليسئئت مرتبحطئئةم بأسائبحاب النئئزّول الئئت نزّلئئت فيهئئا ‪ ،‬لن‬
‫السائئلما بئئا أنئئه خئئات الرسائئالت و إل ئ البحش ئريةم جعئئاء ‪ ،‬يسئئتلزّما حتمحئئا أن ل تكئئون أحكئئامه مرتبحطئئةم‬
‫بالظروف الت ظهئرت فيهئا ‪ :‬زمانئا و مكانئئا ‪ ،‬بيئث تبحقئئى ببحقائهئا ‪ ،‬و تئزّول بزّوالئا ‪ ،‬لئذا فئإن‪ ،‬ديئن‬
‫السالما خالد بأحكامه و عقائده ‪ ،‬و أخلقه و مفاهيمحه ‪ ،‬و إن زالت الظروف الت ظهر فيها ‪.‬‬
‫كمحا أن زعمحه بأن الساتشهاد بالنص يستلزّما زمكانا خاصا ‪ ،‬هئو زعئم غيئ صئحيح فئ الغئالب‬
‫العئئم ‪ ،‬لن الحكئئاما و الوامئئر و الش ئريعةم عامئئةم ‪ ،‬بعئئدما نزّلئئت ت ئيردت عئئن اللبسئئات الزّمانيئئةم و‬
‫الكانيةم ‪ ،‬الت كانت تتيط با ‪ ،‬لذا فئإن مئن العئروف فئ الصئول ‪ :‬أن العئبخة بعمحئوما اللفئظ و ليئس‬
‫بصوصا السبحب ‪ .‬و مثال ذلك أسابحاب نزّول آيات تري المحر ‪ ،‬فالتحري ل يكن مرتبحطا بئئالظروف‬
‫‪ ،‬و إنئئا كئئان مرتبحطئئا بفعئئل شئئرب المحئئر ‪ ،‬فئئالتحري نئئزّل فئ ظئئروف معينئئةم ‪ ،‬فزّالئئت هئئذه الظئئروف و‬
‫بقي التحري قائمحا مستمحرا مرتبحطا بشرب المحر ‪ ،‬و ليس بئالظروف الزّمانيئةم و الكانيئةم الئت ظهئئر فيهئا‬
‫‪ .‬و نفس المر تيقال عن تري الزّنا و السئئرقةم ‪ ،‬و بئاقي الحكئئاما الشئئرعيةم ‪ ،‬اللهئئم إل الحكئئاما الئت‬
‫نص الشرع على أنا كانت ظرفيئةم ثئ نتسئخت ‪ ،‬أو أنئا كئانت خاصئةم برسائول الئ –عليئه الصئلة و‬
‫السلما ‪.‬‬
‫و أما حكايةم اليال و العقل الدين ‪ ،‬فهذا وهم و ظن‪ ،‬لن السلم يتلقى الحكاما الشرعيةم‬
‫‪176‬‬
‫الفكر الصول ‪ ،‬صا‪. 198 ، 197 :‬‬
‫‪177‬‬
‫الفكر السالمي ‪ ،‬صا ‪. 261 :‬‬
‫من الكتاب و السنةم الصحيحةم ‪ ،‬و ل دخل لكايةم اليال و الخيئئال ‪ ،‬و العقئل الئدين ‪ .‬اللهئئم إل‬
‫فئ السئئائل الجتهاديئئةم الئئت ل نئئص فيهئئا ‪ ،‬فئئإن العئئال السئئلم يإتهئئد للوصئئول إلئ الكئئم الشئئرعي ‪،‬‬
‫معتمحئئدا علئئى الشئئرع أول ‪ ،‬ثئ العقئئل ثانيئئا ‪ ،‬و ل يعتمحئئد علئئى الوهئئاما و الهئواء ‪ ،‬و اليئئالت ‪ ،‬و‬
‫هذا أمر جاء به الشرع و حث عليه ‪ ،‬و مارساه علمحاء السالما منذ ظهور السالما إل يومنا هذا ‪.‬‬
‫و ما له علقةم بوضوع التارييةم ‪ ،‬إنه‪-‬أي أركون‪ -‬وصف مقولةم ‪ )) :‬السالما صال لكل زمان‬
‫و مكئئان (( ‪ ،‬بأنئئا ص ئرامةم عقائديئئةم جامئئدة للتصئئورات القديئئةم الوروثئئةم عئئن السائئلما ‪ ،‬المئئر الئئذي‬
‫جعله مستعصيا على التاريخ ‪ ،‬لنه فوق الزّمن و الواقع التاريي‪. 178‬‬
‫و قوله هذا هو أيضا باطل ‪ ،‬لن مقولةم ‪ )) :‬السالما صال لكل زمان و مكئئان ((‪ ،‬هئئي مقولئةم‬
‫صحيحةم من صمحيم السالما ‪ ،‬معروفةم منه بالضرورة ‪ ،‬و ليس من مقولت السلمحيم الت ل أصل لا‬
‫‪ ،‬و إنئئا هئئي مقولئئةم اسائئتنبحطوها مئئن ديئئن السائئلما نفسئئه ‪ ،‬لن ختئئم الرسائئالت الليئئةم بنبحئئوة ممحئئد –‬
‫عليئئه الصئئلة و السئئلما‪، -‬و شئ ئوليةم رسائئالته لعئئالي النئئس و الئئن ‪ ،‬يسئئتلزّما بالضئئرورة القئئول بئئأن ‪:‬‬
‫السالما صال لكل زمان و مكان ‪.‬‬
‫و ما ينقض مزّاعم أركون أيضا ‪ ،‬هئو أن السائلما حئاز علئئى الصئئلحيةم الطلقئةم بئأمرين‬
‫هاميم ‪ ،‬الول هو ثبحات السالما بأصوله ف العقائد و الخلق ‪ ،‬و الفئئاهيم و الحكئئاما الشئئرعيةم ‪،‬‬
‫و هئئي الئئت حتئئه مئئن الئئذوبان و التلشئئي ‪ ،‬و هئئي الئئت أزعجئئت أركئئون أيضئئا عنئئدما سئئاها ‪ :‬صئرامةم‬
‫عقائديةم جامدة ‪ ،‬فجعل الق باطل ‪ ،‬و اليإاب سالبحيا ‪ ،‬تعصبحا منه على السالما ‪.‬‬
‫و المر الثان هو أن السالما بكثي مئن أحكئامه العامئةم غيئ الفصئلةم ‪ ،‬و بتشئريعه للجتهئاد و‬
‫حثه عليه ‪ ،‬اساتطاع أن يتواكب التطورات التارييةم ف كل الالت ‪ ،‬و تعامل معها برونئئةم و إيإابيئةم‬
‫شرعيةم ‪ ،‬و بذلك اساتعصى السالما على تارييةم أركون ‪.‬‬
‫و إضافةم إل ما ذكرناه –عن تارييةم أركون‪ -‬فإن هذا الرجل متناقض مع نفسئه فئ تعئئامله مئع‬
‫القرآن الكري ‪ ،‬و إصراره علئى تطئبحيق التارييةم عليئه ‪ ،‬فهئو أول سابحق أن ذكرنئا أنئه زعئم بأن القئرآن‬
‫مكوما بتارييته و لظةم ظهئوره ‪ ،‬و هئذا يعنئ أنئه مكئوما بئالظرفيم الزّمئان و الكئان ‪ ،‬ل يتجاوزهئا‬
‫مطلقا ‪ ،‬لكنه من جهةم أخرى نده يعتف بأن من خصائص القرآن السااسائيةم ‪ ،‬قئابليته علئى توليئد‬
‫و إعطئئاء العئئان باسائئتمحرار‪ . 179‬فهئئذا اعئ ئتاف منئئه بئئأن القئئرآن مئئن خصائصئئه القئئدرة علئئى العطئئاء‬
‫السئئتمحر ‪ ،‬و هئئذه الاصئئيةم‪-‬هئئي بل شئئك‪ ، -‬مئئن أهئئم خصائصئئه فئ اساتعصئئائه علئئى التارييئئةم ‪ ،‬و‬
‫قدرته على الواكبحةم و اليإابيةم ‪،‬و الساتمحراريةم و العطاء ‪ ،‬و هو أمر ما يتبحطل ماولت أركون الراميئئةم‬
‫إل فرض التارييةم على القرآن الكري ‪.‬‬
‫‪178‬‬
‫السالما ‪ ،‬أوروبا ‪ ،‬صا‪. 13 :‬‬
‫‪179‬‬
‫الفكر السالمي ‪ ،‬صا‪. 274 :‬‬
‫و ثانيا إنه اعتف بأن القرآن‪ 180‬يطرح على علمحاء العلوما النسانيةم تديات ‪ ،‬عليهم أن يرتفعوا‬
‫إل مستواها ‪ ،‬أو يردوا عليها‪ . 181‬فهئذا اعئتاف خطيئ منئه ‪ ،‬و كلمحئةم حئق قالئئا ‪ ،‬تتعئبخ عئن تئئدي‬
‫القرآن للنسان ‪ .‬و اعتافه هذا ينقض عليئه زعمحئه بضئوع القئرآن للتارييئةم ‪ ،‬فلئو كئان يضئع لئا مئا‬
‫تدى العرب الذين نئزّل فيهئم القئرآن ‪ ،‬و مئا اسائتطاع أن يتحئدى العئال بأسائره إلئ يومنئا هئذا ‪ .‬فهل‬
‫كتاب هذا حاله تيقال فيه بأنه خاضع لتمحيةم التارييةم الزّعومةم ؟ ‪.‬‬
‫و ختاما لموضوع التاريخية أقول ‪ :‬أول إن القرآن الكريم أشار إلى وجود‬
‫التاريخية التي تحكم التاريخ البشري ‪ ،‬عندما أخبرنا بأن ا تعالى أنزل كتبا و شرائع‬
‫كثيرةا على أقوام كثيرين في التاريخ ‪ ،‬لم يجعلها فيهم خالدةا ‪ ،‬و إنما جعلها محدودةا‬
‫الزمان و المكان ‪ ،‬كقوله تعالى ‪}- :‬لذيكلل أجأعرلأنا ذمنيكرم ذشررأعةو أوذمرنأهاوجا أولأرو أشاء ر‬
‫اي‬
‫ت إذألى ا أمررذجيعيكرم أجذميوعا‬ ‫لأأجأعلأيكرم أيلمةو أواذحأدةاو أولأذكن لبيأربليأويكرم ذفي أمآَ آأتايكم أفارستأبذيقوا الأخريأرا ذ‬
‫فأيينأببئُييكم بذأما يكنتيرم ذفيذه تأرختألذيفوأن{َ ‪ -‬سورةا المائدةا‪ . -48/‬ثم أشار من جهة أخرىَ إلى‬
‫اللتاريخية عندما ختم رسالته السموية بنبوةا رسوله محمد –عليه الصلةا و‬
‫السلم‪ ، -‬و جعل شريعته هي الشريعة الخاتمة الخالدةا التي تصلح لكل زمان و‬
‫مكان ‪.‬‬
‫و ثانيا إن القرآن الكريم أشار إلى التاريخية عندما خاطب الكفار بأن ا أرسل‬
‫إليهم رسوله محمدا‪-‬صلى ا عليه وسلم‪ -‬برهانا و آية لهم ‪ ،‬فهو بشر مثلهم يأكل‬
‫الطعام و يمشي في السواق ‪ ،‬لكنه مع ذلك يختلف عنهم بأنه رسوله إليهم ‪ ،‬قال‬
‫ي أأنلأما إذلأهييكرم إذلأهد أواذحدد فأأمن أكاأن يأرريجو لذأقاء‬
‫تعالى ‪}- :‬قيرل إذنلأما أأأنا بأأشدر بمرثلييكرم ييوأحى إذلأ ل‬
‫صالذوحا أوأل ييرشذررك بذذعأباأدذةا أرببذه أأأحودا{َ ‪ -‬سورةا الكهف‪ . -110/‬و أنزل‬ ‫أرببذه فأرليأرعأمرل أعأمول أ‬
‫عليه كتابه المعجز الذي تحداهم به بأن يأتوا بمثله ‪ ،‬فعجزوا عن رد التحدي ‪ ،‬الذي‬
‫ما يزال قائما إلى يومنا هذا ‪ ،‬و إلى أن يقوم الناس إلى رب العالمين ‪ .‬و بذلك يكون‬
‫القرآن الكريم قد أشار إلى التاريخية من خلل جوانب من حياةا الرسول‪-‬عليه الصلةا‬
‫و السلم‪، -‬و أشار إلى اللتاريخية في نبوته و دعوته و رسالته الخالدةا ‪ ،‬لييثبت بذلك‬
‫صدق نبوةا رسوله ‪ ،‬باستخدامه للتاريخية لثبات ل تاريخية القرآن الكريم ‪ ،‬و نبوةا‬
‫محمد –صلى ا عليه وسلم‪. -‬‬
‫و ثالثا فإن من مظاهر ل تارييةم القرآن إنه اختق الزّمان و الكان و الاهيل ‪ ،‬فاختق تاريخ‬
‫الكون و النسان ‪ ،‬من النشأة إل زمئن الرسائول‪-‬عليئه الصئلة و السئلما ‪.‬و اخئتق السئتقبحل عنئدما‬
‫تكلئئم عئئن مسئئتقبحل الكئئون و النسئئان و مصئئيها ‪ .‬و اخئئتق الاهيئئل عنئئدما تكلئئم عئئن طبحيعيئئات‬
‫الفضاء و الرض ‪،‬و أحوال النيم ف بطن أمه ‪ ،‬تكيلم عن كل ذلك بطريقةم علمحيةم معجئئزّة مذهلئئةم‬
‫‪ ،‬ف زمن كانت تتسيطر عليه الرافات و السااطي ‪ ،‬و الوهاما و الظنون و التجريدات ‪ ،‬فلم يقئئع‬
‫ف أخطاء ذلك الزّمن‪ ،‬و ل يكن صدى له ‪ ،‬و جاء با ل يكتشفه النسان إل بعد الثئئورة العلمحيئةم‬
‫‪180‬‬
‫ل ئ يسئئم أركئئون القئئرآن باسئئه ‪ ،‬و إنئئا سئئاه ‪ :‬الطئئاب النبحئئوي ‪ .‬الفكئئر الصئئول ‪ ،‬صا‪ . 71 :‬و هئئذه هئئي عئئادته فئ تريفئئه‬
‫للمحصطلحات الشرعيةم ‪،‬و غروره بكثرة اساتخداما الصطلحات ‪.‬‬
‫‪181‬‬
‫نفسه ‪ ،‬صا‪. 71 :‬‬
‫صئنفت فئ ذلئك الوضئوع كتئب كثية متخصصئةم ‪ ،‬و أصئبحح مئن‬ ‫ف القرن ‪ 19‬و ما بعده ‪ .‬و قد ت‬
‫المور الثابتةم السلم با ‪ ،‬و قد تأنشئئت لئه هيئةم عاليئةم رسئيةم مقرهئا بكةم الكرمئةم ‪ ،‬تئولت الهتمحئاما‬
‫بالعجاز العلمحئي فئ الكتئاب و السئنةم ‪ ،‬علئى أيئدي نبحةم مئن كبحئار العلمحئاء السئلمحيم الختصئيم فئ‬
‫متلف العلوما الديثةم ‪.‬‬
‫و من اختراقاته أيضا إنه اخترق مستقبل العلقات بين المسلمين و أهل الكتاب ‪،‬‬
‫ك ارليأيهويد أولأ‬ ‫ضى أعن أ‬ ‫فقد تكلم عنها القرآن الكريم صراحة في قوله تعالى ‪}- :‬أوألن تأرر أ‬
‫ت أأرهأواءيهم بأرعأد اللذذي‬ ‫اذ هيأو ارلهيأدىَ أولأئُذذن اتلبأرع أ‬ ‫صاأرىَ أحلتى تأتلبذأع ذمللتأهيرم قيرل إذلن هيأدىَ ر‬ ‫النل أ‬
‫صيمر{َ ‪ -‬سورةا البقرةا‪ ،-120/‬و }أيا أألُيأها‬ ‫اذ ذمن أولذلي أولأ نأ ذ‬ ‫ك ذمأن ر‬ ‫ك ذمأن ارلذعرلذم أما لأ أ‬‫أجاء أ‬
‫ض أوأمن يأتأأولليهم بمنيكرم‬ ‫ضهيرم أأرولذأياء بأرع م‬ ‫صاأرىَ أأرولذأياء بأرع ي‬ ‫اللذذيأن آأمينورا لأ تأتلذخيذورا ارليأيهوأد أوالنل أ‬
‫ظالذذميأن{َ ‪-‬سورةا المائدةا‪ .-51/‬و قد تحقق ذلك في‬ ‫اأ لأ يأرهذدي ارلقأروأم ال ل‬ ‫فأإ ذنلهي ذمرنهيرم إذلن ر‬
‫الماضي و الحاضر ‪ ،‬ابتداء من زمن النبوةا إلى عصر العولمة الغربية ‪ ،‬مرورا‬
‫بالحروب الصليبية و الستعمار الحديث ‪ ،‬و النصارىَ هم الذين فعلوا ذلك ‪ ،‬و هم‬
‫الذين صنعوا دولة اليهود ‪ ،‬و هم الذين يحمونها ‪،‬و يتعاونون معها ‪ ،‬و ييدافعون‬
‫عنها ‪ ،‬و يفرضون على المسلمين شروطهم بالتعاون مع اليهود ‪ ،‬أمام ضعف‬
‫المسلمين و سلبيتهم و خوفهم و ابتعادهم عن دينهم مصدر عزتهم ‪ .‬فاليهود و‬
‫النصارىَ متعاونون فيما بينهم على ضرب السلم و المسلمين ‪ ،‬و هذا الذي نص‬
‫عليه القرآن في تاريخه المستقبلي و تحقق فعليا ‪ ،‬المر الذي ييؤكد مرةا أخرىَ على ل‬
‫تاريخية القرآن التي حرصا أركون على نفيها مرارا و تكرارا ‪.‬‬
‫و أما المحوعةم الثانيةم فتتضمحن أخطاء تتعلق بنظرة أركون إلئ القئرآن الكريئ ‪ ،‬و العهئدين القئدي‬
‫و الديد –التوراة و الناجيل‪ ، -‬منها إنه دعا إل تطبحيق النهج النقدي التئئاريي الغربئ علئئى القئئرآن‬
‫الكري ‪ ،‬كمحا طتبحق على التوراة و الناجيل ف الغرب ‪.‬و أكئد علئى ضئرورة تطئبحيقه علئى كئل الديئان‬
‫دون اسائئتثناء أي ديئئن ‪ ،‬بئئدعوى أنئئه إلئئي منئئزّل ‪ ،‬و غيه بشئئري زائئئل ‪.‬و قئئال عئئن نفسئئه ‪ :‬إنئئه كئئان‬
‫يطمحئ ئئح بئ ئئأن تيضئ ئئع السائ ئئلما للدراسائ ئئةم و الشئ ئئكلةم – أي إثئ ئئارة الشئ ئئكالت و الشئ ئبحهات حئ ئوله‪، -‬‬
‫بالعتمحاد على نتائج العلوما النسانيةم على غرار ما حدث للمحسيحيةم ف أوروبا‪. 182‬‬
‫و قوله هذا يتضمن أخطاء و مغالطات ‪ ،‬منها أنه أظهر أن ما قاله كأنه أمر جديد و‬
‫أنه حريص على تطبيقه ‪ ،‬و أن القرآن ل بد من إخضاعه للنقد كغيره من كتب‬
‫الديان الخرىَ ‪ ،‬و كأن المسلمين منعوا و رفضوا من أن ييخضع القرآن للدراسة‬
‫العلمية الموضوعية الحيادية ‪ .‬و زعمه هذا باطل من أساسه ‪ ،‬و مردود عليه ‪ ،‬لنه‬
‫أول ‪ :‬إن القرآن الكريم هو نفسه‪ -‬منذ نزوله‪ -‬دعا النس و الجن إلى دراسته و‬
‫تدبره ‪ ،‬و تحداهم بأن يأتوا بمثله ‪ ،‬و أكد لهم بأنهم لن يأتوا بمثله و لو كان بعضهم‬
‫س أوارلذجلُن أعألى أأن يأأريتورا بذذمرثذل هأأذا‬ ‫ت اذلن ي‬‫لبعض ظهيرا ‪ ،‬قال تعالى ‪}- :‬يقل للئُذذن ارجتأأمأع ذ‬
‫ض ظأذهيورا{َ ‪ -‬سورةا السراء‪،-88/‬‬ ‫ضهيرم لذبأرع م‬‫ارلقيررآذن لأ يأأريتوأن بذذمرثلذذه أولأرو أكاأن بأرع ي‬

‫‪182‬‬
‫الفكر الصول ‪ ،‬صا‪ . 25 ،22 :‬و القرآن ‪ ،‬صا‪. 16 ، 10 :‬‬
‫ب بملما نألزرلأنا أعألى أعربذدأنا فأأريتورا بذيسوأرمةا بمن بمرثلذذه أوارديعورا يشهأأداءيكم بمن‬
‫و}أوذإن يكنتيرم ذفي أرري م‬
‫صاذدذقيأن{َ ‪-‬سورةا البقرةا ‪ .-23/‬و هذا التحدي هو في ذاته دعوةا بقوةا‬ ‫يدوذن ر‬
‫اذ إذرن يكرنتيرم أ‬
‫و دافعية إلى دراسته و الرد عليه و انتقاده ‪ ،‬دعوةا منه إلى كل من استطاع إلى ذلك‬
‫سبيل ‪ ،‬و التحدي ما يزال قائما إلى يومنا هذا ‪ ،‬لم يستطع أركون و شيوخه الرد عليه‬
‫‪ ،‬و هو قد اعترف بذلك –من حيث ل يريد‪ -‬بأن القرآن يطرح على علماء العلوم‬
‫النسانية تحديات ‪ ،‬عليهم أن يرتفعوا إلى مستواها ‪ ،‬أو يردوا عليها‪. 183‬‬
‫و ثانيا إن أركئون يتغئالط القئراء عنئدما دعئا إلئ إخضئاع القئرآن للدراسائةم النقديئةم العلمحيئةم ‪ ،‬و كئأن‬
‫المر جديد على القرآن فلئم يتئدرس بعئئد دراسائةم علمحيئةم نقديئةم ‪ .‬و تناسائى أن القئرآن الكريئ هئو أول‬
‫كتئئاب وحئئي خضئئع للنقئئد و التمححيئئص منئئذ أكئئثر مئئن ‪ 14‬قرنئئا ‪ ،‬و العمحليئئةم مئئا ت ئزّال مسئئتمحرة إل ئ‬
‫يومنئئا هئئذا ‪ .‬و ذلئئك أن كفئئار قريئئش و مئئن معهئئم بئئذلوا كئئل مئئا فئ وسائئعهم للئئرد علئئى القئئرآن ‪ ،‬و‬
‫إثبحئات بشئريته ‪ ،‬فطعنئوا فيئه ‪ ،‬و اتمحئوا رسائول الئ –عليئه الصئلة و السئلما‪ ، -‬بختلئف التهئم ‪ ،‬و‬
‫قئئالوا ‪ :‬إن القئئرآن سائئحر ‪ ،‬و شئئعر ‪ ،‬و أسائئاطي الولييمئ ئ ‪ ...‬لكنهئئم فشئئلوا فئ ئ إثبحئئات دعئئاويهم و‬
‫شبحهاتم ‪ ،‬و باءت مساعيهم بالفشل الذريع ‪ .‬و كذلك اليهود ‪ ،‬فلم يقدروا على الرد على القرآن‬
‫‪ ،‬و نفي مصدريته الليةم ‪ ،‬فهم مئع شئدة عئداوتم للسائلما و السئلمحيم ‪ ،‬فلئم يإئدوا طريقئا للطعئن‬
‫ف القرآن الكري ‪ ،‬و لو وجدوا إل ذلك سابحيل ما تركئوه ‪ .،‬و التاريئخ الثئابت و التئواتر شئاهد علئى‬
‫أن الشركيم و اليهود فشلوا ف الرد على القرآن فشل ذريعا ‪.‬‬
‫و قئئد اسائئتمحرت تلئئك العمحليئئةم خلل العصئئر السائئلمي ‪ ،‬فقئئد شئئن الزّنادقئئةم مئئن أهئئل الذمئئةم مئئن‬
‫يه ئئود و نصئئارى و مئئوس حرب ئئا شرسائئةم علئئى السا ئئلما ‪ ،‬و طعنئ ئوا فئ ئ الق ئئرآن بختل ئئف الوسا ئئائل ‪ ،‬و‬
‫كئئانت لئئم منئئاظرات مئئع علمحئئاء السائئلما بالشئئرق السائئلمي و مغربئئه ‪ ،‬لكئئن مئئاولتم بئئاءت كلهئئا‬
‫بالفشئئل الئئذريع ‪ .184‬و فئ العصئئر الئئديث ‪ ،‬دشئئن الغئئرب حلئئةم جديئئدة شرسائئةم للطعئئن فئ القئئرآن و‬
‫إنكار مصدريته الليةم ‪ ،‬قاما با النصرون و الستشرقون و تلمذتم ‪ ،‬منذ أكثر من قرنيم مئئن الزّمئئن‬
‫‪ ،‬و ما تزّال العمحليةم مستمحرة بوساائل جديدة ‪ ،‬كالفضئئائيات و النئتنت ‪ ،‬تشئئرف عليهئئا مؤمساسئئات‬
‫كنسئئيةم ‪ ،‬و يهوديئئةم ‪ ،‬و اساتش ئراقيةم ‪ ،‬و اسائئتعمحاريةم ‪ ،‬و اسائئتخبحاراتيةم ‪ ،‬و هئئذا أمئئر ثئئابت تمشئئاهد ل‬
‫يتاج إل توثيق ‪.‬‬
‫و ثالثا إن أركون يضئحك علئى القئراء و يئدلس عليهئئم ‪ ،‬عنئئدما زعئئم أنئئه كئئان يطمحئح أن يقئوما‬
‫بنفسه بإخضاع القرآن لنهج النقد التاريي الغرب ‪ ،‬قال هذا ف كتابه ‪ :‬القرآن ‪ :‬من التفسي الئئوروث‬

‫‪183‬‬
‫الفكر الصول ‪ ،‬صا‪. 71 :‬‬
‫‪184‬‬
‫سائئجل ابئئن حئزّما طرفئئا مئئن الئئادلت و النئئاظرات الئئت كئئانت تئئري بيمئ السئئلمحيم و النصئئارى فئ كتئئابه الفصئئل فئ اللئئل و‬
‫الهواء و النحل ‪ .‬و ساجل بعض ذلك أيضا ابن تيمحيئةم فئ كتئابه الئواب الصئحيح لئن بئدل ديئن السئيح ‪ .‬و سائنذكر لحقئا‬
‫بعض كبحار علمحاء النصارى الذين كانوا يطعنون ف القرآن بدمشق زمن الدولةم المويةم ‪.‬‬
‫‪ ،‬إلئ تليئئل الطئئاب الئئدين ‪ ،‬الئئذي أصئئدر طبحعتئئه العربيئئةم الولئ سائنةم ‪ ، 2001‬مئئا يعنئ أنئئه لئ يقئئم‬
‫بعد بذه الهمحئةم ‪ ،‬و هئذا تئدليس و تغليئط لن أعمحئاله الفكريئةم الئت قئاما منئئذ أكئثر مئن ثلثيمئ سائنةم ‪،‬‬
‫تشهد كلها على أنا تدما هذا الشئئروع ‪ ،‬ومنهئا ‪ :‬تارييئةم الفكئئر العربئ ‪ ،‬الئذي كئئان يمحئل عنئوان ‪:‬‬
‫نقد العقل السالمي ‪ ،‬و الفكر السالمي ‪ ،‬و قراءات فئ القئئرآن ‪ ،‬و غيهئئا مئئن البئئاث الركونيئئةم ‪،‬‬
‫و مع ذلك ل ينجح ف تقيق ذلك الشروع الزّعئوما ‪ ،‬و أعمحئاله الت بيمئ أيئدينا شاهدة علئى ذلئك ‪،‬‬
‫فهئئي ملئئوءة بالشئئكوك و الش ئبحهات ‪ ،‬و الوهئئاما و الرافئئات ‪ ،‬و تسئئفيه الخئئالفيم ‪ ،‬و هئئي أبعئئد مئئا‬
‫تك ئئون ع ئئن الكتاب ئئةم العلمحي ئئةم الوض ئئوعيةم الص ئئحيحةم ‪ .‬و سانتوسا ئئع فئ ئ إثبح ئئات ذل ئئك بالدل ئئةم الدامغ ئئةم فئ ئ‬
‫الفصول التيةم من كتابنا هذا ‪ ،‬إن شاء ال تعال ‪.‬‬
‫و من أخطائه أيضا ‪ ،‬إنه ل يفرق بيم السالما و اليهوديةم و النصرانيةم ف نظرته إل هذه الديان‬
‫‪ ،‬فهي كلها أديان توحيديةم متساويةم يإب إخضاعها لنهج واحد ف دراساتها ‪ .‬و أشار أيضئئا إلئ أن‬
‫القرآن اتم اليهود و النصارى بتزّوير كتبحهم القدساةم‪ . 185‬و كلمه هذا تيوحي بأنه يرى أن مئئا قئئاله‬
‫القرآن عن تزّوير هؤملء لكتبحهم هو مرد اتاما ل حقيقةم ‪.‬‬
‫و كشفا لخطائه ‪ ،‬و ردا عليه أقول ‪ :‬أول إنه من الخطأ الفادح التسوية بين‬
‫السلم و الديانتين اليهودية و النصرانية الحاليتين ‪ ،‬لن السلم يختلف عنهما‬
‫اختلفا جذريا أصول و فروعا ‪ ،‬تاريخا و توثيقا ‪ ،‬و يتفروق عليهما بعقائده و مفاهيمه‬
‫‪ ،‬و تشريعاته و إعجازاته في مختلف العلوم ‪ .‬و كتاب السلم المعجز وصفه ا‬
‫تعالى بأنه كتاب }أل يأأرذتيذه ارلأباذطيل ذمن بأريذن يأأدريذه أوأل ذمرن أخرلفذذه أتنذزيدل بمرن أحذكيمم أحذميمد{َ ‪-‬‬
‫صبدوقا لبأما بأريأن يأأدريذه ذمأن ارلذكأتا ذ‬
‫ب‬ ‫ق يم أ‬‫ب ذبارلأح ب‬
‫ك ارلذكأتا أ‬
‫سورةا فصلت‪ ، -42/‬و}أوأأنأزرلأنا إذلأري أ‬
‫أويمهأريذمونا أعلأريذه {َ ‪ -‬سورةا المائد‪. -48/‬‬
‫و لثبحات ما أقول أورد القارنةم التيةم بيم القئئرآن الكريئ ‪ ،‬و العهئئدين القئدي و الديئئد ‪ ،‬أتناولئئا‬
‫–إن شاء ال تعال‪ -‬من أربعةم جوانب ‪ ،‬الول يتعلق بالتناقضات ‪ ،‬فبحالنسبحةم للعهد القدي – كتئئب‬
‫اليهود القدساةم‪ ، -‬فمحن متناقضاته ‪ :‬إن فئ لسائفر التكئئوين أن الئ خلئق النئور فئ اليئوما الول مئن أيئاما‬
‫التكوين‪ . 186‬ث يذكر ف موضع آخئر أن النئور تخلئق فئ اليئوما الرابئع ) الصئحاح ‪ . (1/14:‬و نئص‬
‫نفئئس اللسئئفر –أي التكئئوين‪ -‬علئئى أن الئ ئ تعئئب عنئئدما خلئئق الكئئون ‪،‬و اسائ ئتاح فئ ئ اليئ ئوما السئئابع‬
‫) الصحاح ‪ . (3-2/2:‬و ف لسافر أشعيا أن الرب ل يكل و ل يعيح ) الصحاح ‪. (40/28 :‬‬
‫و فئ لسائئفر التكئئوين أن الئئرب نئئدما و حئئزّن عنئئدما خلئئق النسئئان ‪ ،‬و قئئرر أن يحمحئئوه مئئن وجئئه‬
‫الرض ) الصحاح ‪ . ( 7-6/6 :‬لكن سافر العدد ناقض ذلئئك ‪ ،‬عنئئدما قئئرر أن الئئرب ليئئس إنسئئانا‬
‫فيكذب ‪ ،‬ول ابن إنسان فيندما ) الصحاح ‪. ( 23/19 :‬‬

‫‪185‬‬
‫الفكر الصول ‪ ،‬صا‪ . 105 ،83 ،22 :‬و السالما ‪ ،‬أوروبا ‪ ،‬صا‪ . 70 :‬و تارييةم الفكر ‪ ،‬صا ‪. 266 :‬‬
‫‪186‬‬
‫الصحاح ‪. 5-3/ 1 :‬‬
‫و من تلك التناقضات أيضا ‪ ،‬أن ف سافر التكوين أن النب لوط –عليه السلما‪ -‬هو ابن أخ‬
‫إبراهيم‪-‬عليه السلما‪ ) -‬الصحاح ‪ . (14/12:‬ث نفس السفر –أي التكوين‪ -‬يقرر ف موضع آخئئر‬
‫بئ ئئأن النئ ئئب لئ ئئوط هئ ئئو أخ إبراهيئ ئئم ) الصئ ئئحاح ‪ . ( 14/14:‬و فئ ئ سائ ئئفر الئ ئئروج أن موسائ ئئى –عليئ ئئه‬
‫السئئلما‪ -‬كليئئم الئئرب وجهئئا لئئوجه )الصئئحاح ‪(13/11:‬ئ ‪ ،‬لكئئن نفئئس السئئفر قئئرر ف ئ موضئئع آخئئر‬
‫نقيض ذلك ‪ ،‬فذكر أن الرب قال لوساى ‪ :‬ل تقدر أن ترى وجهي )الصحاح ‪. (33/20 :‬‬
‫و ف سافر التكوين أن عدد أبناء بنياميم هئو ‪ ) 10 :‬الصئحاح ‪ ، ( 46/21 :‬لكئن عئددهم‬
‫ف أخبحار الياما هو ‪ ) 3 :‬أخبحار الياما‪ ، 1 :‬الصحاح ‪ ، ( 7/6 :‬ث نفئئس السئئفر ذكئئر فئ موضئئع‬
‫آخر أن عددهم ‪ 5‬أبناء فقط )نفسه‪ ،1:‬الصحاح ‪. (2-1/ 8:‬‬

‫و أما الناجيل فمحن تناقضاتا ‪ :‬إن إنيل مت ذكر ان السيح –عليه السلما‪ -‬قال عن تيوحنا‬
‫العمحئئدان ‪ :‬إنئئه إيليئئا ) الصئئحاح ‪(11/14:‬ئ ‪ ،‬لكئئن فئ ئ إنيئئل تيوحنئئا أن يوحنئئا العمحئئدان أنكئئر أن‬
‫يكون هو إيليئا )الصئحاح‪ . (1/19:‬و فئ إنيئل مئت أن تيوحنئا ل يأكئل و ل يشئرب )الصئحاح ‪:‬‬
‫‪ ، (11/18‬لكن ف إنيل مرقس أن يوحنا يأكل جرادا وعسل بريا )الصحاح ‪. (1/6:‬‬
‫و منهئئا أيضئئا ‪ ،‬أن فئ إنيئئل مئئت حئئث علئئى إكئراما الب و الما )الصئئحاح‪ ، (1/4 :‬لكئئن‬
‫إنيئئل لوقئئا حئئث علئئى عكئئس ذلئئك ‪ ،‬عنئئدما أمئئر ببحغئئض الب و الما ) الصئئحاح ‪ . ( 14/26:‬و‬
‫ف إنيل يوحنا أن السيح أقاما العشاء الخيئ قبحل يئوما الفصئح ‪ ،‬و غسئل أرجئل تلميئذه )الصئحاح‬
‫‪ ، ( 5-13/1:‬لكئئن ف ئ إنيلئئي مئئت و مرقئئس ‪ ،‬أن العشئئاء الخي ئ كئئان ي ئوما الفصئئح ‪ ،‬دون ذكئئر‬
‫لغس ئئل أرج ئئل التلمي ئئذ ) م ئئت ‪ ،‬الص ئئحاح ‪ . 29-26/12:‬و مرق ئئس ‪ ،‬الص ئئحاح ‪-12/ 14 :‬‬
‫‪ . ( 26‬و فئ إنيئل لوقئا أن معجئزّة الصئيد حئدثت قبحئل قيامئةم السئيح ) الصئحاح ‪، ( 11-5/1 :‬‬
‫لكن ف إنيل يوحنا أن معجزّة الصيد وقعت بعد قيامةم السيح )الصحاح ‪. ( 14-21/1:‬‬
‫تلك التناقضات‪-‬و غيها‪ -‬هي أدلةم دامعةم على تلعب الناس بتلك الكتب ‪ ،‬و هي شاهدة‬
‫على أنئئا ليسئت مئن عنئد الئ ‪ ،‬و هئي ل وجئئود لئئا فئ القئرآن الكريئ ‪،‬و ل لمثالئا ‪ ،‬و ل لغيهئا‬
‫من التناقضات ‪ ،‬فأين مزّاعم أركون ؟ ‪،‬و لاذا ساكت عن تلك التناقضات ؟ ‪.‬‬
‫و أمئئا الئئانب الثئئان مئئن القارنئئةم ‪ ،‬فيتعلئئق بالعجئئائب الرافيئئةم ‪ ،‬ففئئي العهئئد القئئدي ‪ ،‬أن النئئب‬
‫حزّقيئئال راى عنئئد أحئئد النئئار حيوانئئا لئئه ‪ 4‬أجنحئئةم و ‪ 4‬أوجئئه ) سائئفر حزّقيئئال ‪ . ( 10-1/4 :‬و‬
‫ذكر سافر اللوين وجود طيور تشي على أربعئئةم أرجئئل)الصئئحاح ‪. ( 11/20:‬و فئ نفئئس السئئفر أن‬
‫الران ئئب ت ئئت ) الص ئئحاح ‪ . ( 11/6:‬و ه ئئذا م ئئن الك ئئذب الفض ئئوح‪ ،‬لن الران ئئب م ئئن اليوان ئئات‬
‫القارضةم ‪،‬و ليست من التة ‪.‬‬
‫و فئ سائئفر حزّقيئئال أن للرض ‪ 4‬زوايئئا ) الصئئحاح ‪ . ( 7/2 :‬و هئئذا خئئبخ غيئ صئئحيح ‪ ،‬لن‬
‫الرض ليست مسطحةم لكي تكون لئا أربئع زوايا ‪ ،‬و إنئا هئي كرويئةم الشئكل ‪ ،‬ل زوايا لئا ‪ .‬و فئ‬
‫سائئفر اللويئئن أن حيطئئان النئئازل هئئي أيضئئا تتصئئاب بئئرض الئئبخصا ) الصئئحاح ‪( 14/35:‬ئ ‪ ،‬فهئئل‬
‫اليطان ترض ؟ ! ‪.‬‬
‫و ف أخبحار الياما الثان أن اللك يهودان لا ملك ملكةم يهوذا ‪ ،‬كان له مئن العمحئر ‪ 32‬سانةم‬
‫‪ ،‬فداما ملكه ‪ 8‬سانوات ‪ ،‬فلمحا مرض ومئات خلفئه ابنئه الصئغر أخزّيئا ‪ ،‬و كئان لئه مئن العمحئر ‪42‬‬
‫سانةم ) أخبحار الياما الثئان‪ . ( 20/22 :‬و هئئذا مئئن السئئتحيلت البحكيئئات و الضئئحكات ‪ ،‬فكيئئف‬
‫يكون البن أكبخ من أبيه بعاميم ؟ ؟ !! ‪ ،‬و ذلك أن الب تول الكم وله ‪ 32‬سانةم ‪ ،‬و حكم‬
‫‪ 8‬سانوات ‪ ،‬فمحات وله ‪ 40‬سانةم ‪ ،‬فخلفه ابنه و له ‪ 42‬سانةم ‪.‬‬
‫و أما العهد الديد –الناجيل‪ -‬فهو أيضا يقوما على العهد القدي ‪ ،‬و من ث فهو معنئ بتلئئك‬
‫التناقضئئات أيضئئا ‪ ،‬و مئئع ذلئئك فهئئو أيضئئا فيئئه عجئئائبحه الرافيئئةم ‪ ،‬لعئئل أههئئا أن أنئئاجيله ذكئئرت أن‬
‫يسئئوع هئئو إلئئه و ابئئن الئ ‪ ،‬لكنئئه مئئع ذلئئك هئئو مولئئود ‪ ،‬ولئئدته مريئ ‪ ،‬و اضئئطهده تخصئئومه ‪ ،‬حئئت‬
‫أنم قبحضوا عليه و نفوه و صلبحوه‪. 187‬‬
‫و أمثال تلك الغرائب و الرافات هي كثية ف العهدين القدي و الديد‪ ،‬ذكرنا طرفا منها ‪،‬‬
‫و إل من يدرسائها دراسائةم نقديئةم فاحصئةم موسائئعةم ‪ ،‬فئإنه سائيجد أكئثر مئئا ذكرنئاه بكئثي ‪ ،‬و يتئبحيم لئئه‬
‫بالدلةم القاطعةم الفارق الكبحي بيم العهدين و القرآن الكريئ ‪ ،‬بل أنئه ل مئال للمحقارنئةم بينهمحئا أصئل‬
‫‪ ،‬و الشواهد الت ذكرناها هي كافيةم لثبحات ذلك بئا ل يئدع مئال للشئك أصئل ‪ ،‬فتلئك الرافئات‬
‫و الغرائب الستحيلت ل وجود لا ف القرآن الكري أصل ‪ .‬لكن أركون تيغمحض عينيئئه عئئن ذلئئك و‬
‫ل يبحال با يقول و ل بزّعمحه البحاطل ف تسويته للقرآن بالعهدين القدي و الديد ‪.‬‬
‫و أما الانب الثالث مئن القارنئةم فيتعلئق بالنبحيئاء فئ العهئد القئدي ‪،‬و هئو أيضئا معتمحئد عنئد‬
‫النصارى ‪ ،‬فإنه – أي العهد القدي‪ -‬نسب إل النبحياء‪-‬عليهم السلما‪ -‬أبشع العمحئئال القبحيحئئةم الئئت‬
‫يتنزّه عنها أضعف الؤممنيم إيانا ‪ ،‬فمحن ذلك أن نوحا –عليه السلما‪ -‬سائئكر و تعئئرى )سائئفر التكئئوين‬
‫‪. ( -25-21/ 9:‬و لوط ‪-‬عليه السلما‪ -‬ساكر و زن بابنته ) سافر التكوين ‪. ( 34-19/30 :‬و‬
‫داود –عليه السلما‪ -‬كان يرقص أماما الرب )صمحوئيل ‪ 2:‬إصحاح ‪، ( 14/ 6 :‬و زن بئارته و قتل‬
‫زوجهئئا ) صئئمحوئيل ‪ ، 2 :‬الصئئحاح ‪. ( 3/ 11 :‬و سائئليمحان –عليئئه السئئلما‪ -‬كفئئر و عبحئئد الصئئناما‬
‫) سافر اللوك الول ‪ ،‬إصحاح ‪. ( 16-1/ 11:‬‬
‫تلك هي بعض أحوال أنبحياء بن إسارائيل ف العهد القدي ‪ ،‬و لشك أنا أكاذيب و أباطيئل ‪،‬‬
‫اختلقها فساق بن إسارائيل ‪ ،‬و نسبحوها إل أنبحياء ال تعال ‪ ،‬كمحبخر لنرافاتم و ضئئللتم ‪ .‬و إل‬
‫فإن النبحياء معصومون تمطهرون من تلك العمحال القبحيحةم ‪ ،‬بشئهادة القئئرآن الكريئ ‪ ،‬الئذي ل وجئود‬
‫‪187‬‬
‫أنظر مثل ‪ :‬مت ‪ ،‬الصحاح ‪ ، ( 18/ 1 :‬و يوحنا ‪ ،‬الصحاح ‪. ( 13-12/ 18 :‬‬
‫فيه لمثال تلك الكاذيب و الباطيل ‪ ،‬و الذي عرض ساية النبحياء ف أبى صئئورة و أطهرهئا ‪ .‬لئذا‬
‫فإن القرآن الكري هئئو الصئئدر الوحيئئد‪ 188‬لعرفئئةم حيئاة النبحيئاء و أخلقهئئم و جهئادهم فئ الئدعوة إلئ‬
‫ال ‪.‬‬
‫و أما الانب الخي‪ -‬أي الرابع‪ -‬من القارنةم ‪ ،‬فيتعلق بالتوثيق التاريي ‪ ،‬فبحالنسئبحةم للعهئئد القئئدي‬
‫‪ ،‬فقئئد تكتبحئئت أسائئفاره علئئى امتئئداد زمئئن يزّيئئد عئئن ‪ 9‬قئئرون ‪ ،‬بلغئئات متلفئئةم ‪ ،‬اعتمحئئادا علئئى ال ئتاث‬
‫الشفوي النقول بل أساانيد ‪ ،‬مع الهل بكتابا القيقييم‪. 189‬‬
‫و أما الناجيل العتمحئدة عنئد النصئارى اليئوما ‪ ،‬فهي قئد اتخئتيت مئن بيمئ عشئرات الناجيئل فئ‬
‫القرن الرابع اليلدي ‪ ،‬و هي ليست لا أساانيد ‪ ،‬مع جهالةم مصنفيها ‪ ،‬و اضطراب متونئئا ‪ ،‬فإنيئئل‬
‫مت مهول مؤملفه ‪ ،‬و تمتلف فئ سائنةم تئدوينه ‪ ،‬فقيئئل ‪ 37 :‬ما ‪ ،‬و ‪ 48‬ما‪ ،‬و ‪ 62‬ما ‪ 64 ،‬ما ‪ ،‬مئئع‬
‫الختلف ف لغةم تدوينه‪. 190‬‬
‫و إنيل مرقس تمتلف ف مؤملفه ‪ ،‬فقيل مرقس ‪ ،‬و قيل بطئئرس ‪ .‬و قيئل أنئئه تدون سائنةم‬
‫‪56‬ما ‪ ،‬و ‪ 60‬ما ‪ ،‬و ‪65‬ما ‪ . 191‬و أمئئا إنيئئل يوحنئئا فمحئؤملفه مهئئول الشخصئئيةم ‪ ،‬و هنئئاك‬
‫شك ف نسبحةم إنيله إل يوحنا الواري ‪ ،‬مع الختلف ف سانةم تدوينه ‪ ،‬فقيل ‪ :‬سائئنةم ‪68‬ما‬
‫‪ 98 ، 96 ، 95 ، 70 ،‬للمحيلد‪ . 192‬و أمئئا إنيئئل لوقئئا فمحختلئئف فئ جنسئئيةم مئؤملفه و‬
‫صنعته ‪ ،‬و ف تاريخ تدوينه ‪ ،‬فقيل ‪ :‬سانةم ‪ 64 ،63 ،53‬للمحيلد‪. 193‬‬
‫مئئع العلئئم أن الناجيئئل الاليئئةم مئئا هئئي إل مئئرد قصئئص و روايئئات و حكايئئات عئئن‬
‫ج ئوانب مئئن حيئئاة السئئيح‪-‬عليئئه السئئلما‪ -‬فيهئئا الصئئحيح و الكئئذوب و السئئتحيل ‪ .‬و هئئي‬
‫مئئذكرات شخصئئيةم ليسئئت مئئن إملء السئئيح –عليئئه السئئلما‪، -‬و لئ يشئئهدها أصئئل ‪ ،‬كتبحهئئا‬
‫أصحابا تلبحيةم لرغبحات خاصةم ‪ ،‬و قد فقدت أصولا و ليست لا أساانيد توثيقيةم‪. 194‬‬

‫‪188‬‬
‫بالنسئبحةم إلئ الكتئئب الدينيئئةم ‪ ،‬و إل فئئإن السئئنةم النبحويئئةم الصئئحيحةم ‪ ،‬هئئي الصئئدر الثئئان بعئئد القئئرآن فئ معرفئئةم أحئوال النبحيئئاء‬
‫عليهم السلما ‪.‬‬
‫‪189‬‬
‫عبحئئد الوهئئاب طويلئئةم ‪ :‬الكتئئب القدسائئةم ‪ ،‬ط ‪ ، 2‬دار السئئلمالقاهرة ‪ ، 2001‬صا‪ 91 ، 89 ، 88 :‬و مئئا بعئئدها ‪ .‬و‬
‫موريس بوكاي ‪ :‬الكتب القدساةم ف ضوء العلوما الديثةم ‪ ،‬ط ‪ ، 4‬دار العارف‪ ،‬بيوت ‪ ،‬صا‪. 23 :‬‬
‫‪190‬‬
‫عبحئئد الوهئئاب طويلئئةم ‪ :‬نفئئس الرجئئع ‪ ،‬صا‪ 132 :‬و مئئا بعئئدها ‪ .‬رؤوف شئئلب ‪ :‬أضئواء علئئى السئئيحيةم ‪ ،‬الكتبحئئةم العصئريةم ‪،‬‬
‫بيوت ‪ ، 1975 ،‬صا‪. 41 :‬‬
‫‪191‬‬
‫شلب ‪ :‬نفس الرجع ‪ ،‬صا‪. 44-43 :‬‬
‫‪192‬‬
‫نفس الرجع ‪ ،‬صا‪. 51 ، 50 ، 48 ، 47 :‬‬
‫‪193‬‬
‫نفس الرجع ‪ ،‬صا‪. 46 :‬‬
‫‪194‬‬
‫نفس الرجع ‪ ،‬صا‪. 51-50 :‬‬
‫و أما القرآن الكري فالمر معه تمتلف تاما ‪ ،‬فقد ظهر ف ضوء التاريخ ‪ ،‬و قد وصلنا‬
‫مت ئ ئواترا حفظئ ئئا و تئ ئئدوينا ‪ ،‬فئ ئتدون زمئ ئئن الرسائ ئئول‪-‬عليئ ئئه الصئ ئئلة و السئ ئئلما‪، -‬و جعئ ئئه الصئ ئئحابةم ف ئ ئ‬
‫مصحف واحد بعد وفاة رساول ال بقليل و اهتمحوا بئه اهتمحامئا كبحيا ‪ .‬و سانخصئص لئذا الوضئوع‬
‫مبححثا مطول ف الفصل الثالث ‪،‬و نرد فيه على شبحهات و مغالطات أركون و تدليساته حئئول تاريئخ‬
‫القرآن الكري ‪.‬‬

‫و ثانيا إن ما ذكره أركون من أن القرآن اتهم اليهود و النصارىَ بتحريف كتبهم‬


‫المقدسة عندهم ‪ ،‬فهو ليس مجرد اتهام فقط بل هو حقيقة تاريخية ثابتة ‪ ،‬لن القرآن‬
‫ب قأرد أجاءيكرم أريسوليأنا ييبأيبين لأيكرم‬‫نص على ذلك صراحة ‪ ،‬كقوله تعالى ‪} :‬أيا أأرهأل ارلذكأتا ذ‬
‫ب‬‫اذ ينودر أوذكأتا د‬‫ب أويأرعيفو أعن أكذثيمر قأرد أجاءيكم بمأن ر‬ ‫أكذثيورا بملما يكنتيرم تيرخيفوأن ذمأن ارلذكأتا ذ‬
‫ك اللذذيأن ييأساذريعوأن ذفي ارليكرفذر‬ ‫لُمذبيدن{َ ‪ -‬سورةا المائدةا‪ ، -15/‬و }أيا أألُيأها اللريسويل لأ يأرحيزن أ‬
‫ذمأن اللذذيأن أقايلورا آأملنا بذأ أرفأواذهذهرم أولأرم تيرؤذمن قييلوبيهيرم أوذمأن اللذذيأن ذهايدورا أسلمايعوأن لذرلأكذذ ذ‬
‫ب‬
‫ضذعذه{َ )سورةا المائدةا ‪/‬‬ ‫ك ييأحبريفوأن ارلأكلذأم ذمن بأرعذد أمأوا ذ‬ ‫أسلمايعوأن لذقأرومم آأخذريأن لأرم يأأريتو أ‬
‫ضذعذه‬ ‫ضذهم بميأثاقأهيرم ألعلناهيرم أوأجأعرلأنا قييلوبأهيرم أقاذسيأةو ييأحبريفوأن ارلأكلذأم أعن لمأوا ذ‬ ‫‪ .-41‬و )فأبذأما نأرق ذ‬
‫ظا بملما يذبكيرورا بذذه {َ سورةا المائدةا‪،- 13/‬و }بمأن اللذذيأن أهايدورا ييأحبريفوأن ارلأكلذأم‬ ‫أونأيسورا أح رو‬
‫ق‬‫طأميعوأن أأن ييرؤذمينورا لأيكرم أوقأرد أكاأن فأذري د‬ ‫ضذعذه {َ ‪ -‬سورةا النساء‪ ،- 46/‬و }أأفأتأ ر‬ ‫أعن لمأوا ذ‬
‫اذ ثيلم ييأحبريفونأهي ذمن بأرعذد أما أعقأيلوهي أوهيرم يأرعلأيموأن{َ ‪ -‬سورةا البقرةا‪75/‬‬ ‫بمرنهيرم يأرسأميعوأن أكلأأم ر‬
‫اذ لذيأرشتأيرورا بذذه ثأأمنا و‬‫ب بذأ أريذديذهرم ثيلم يأيقويلوأن هأأذا ذمرن ذعنذد ر‬
‫‪ ، -‬و }فأأوريدل لبللذذيأن يأركتييبوأن ارلذكأتا أ‬
‫ت أأريذديذهرم أوأوريدل للهيرم بملما يأركذسيبوأن {َ ‪ -‬سورةا البقرةا ‪.79/‬‬ ‫قأذليلو فأأوريدل لليهم بملما أكتأبأ ر‬

‫كمحا أن التناقضات و الرافات و الخطاء الوجودة ف العهدين القدي و الديد الت سابحق‬
‫ذكرها ‪ ،‬هي دليل قاطع دامغ على تعرضهمحا للتحريف على اختلف أنواعه و أشكاله ‪ .‬لنه‬
‫يستحيل عقل أن يكونا من عند ال ‪،‬و ها يتويان على تلك التناقضات و الرفات و الخطاء ‪.‬‬
‫و ثالثئئا إن تسئئويةم أركئئون بيم ئ اليهوديئئةم و النص ئرانيةم و السائئلما ف ئ مئئال التوحيئئد ‪ ،‬و زعمحئئه بأنئئا‬
‫كله ئئا ديان ئئات توحيدي ئئةم ‪ ،‬ه ئئي تس ئئويةم باطل ئئةم ‪ ،‬و فيه ئئا تغلي ئئط و افئ ئتاء عل ئئى القيق ئئةم ‪ ،‬لن الديان ئئةم‬
‫النص ئرانيةم –الاليئئةم‪ -‬ليسئئت توحيديئئةم ف ئ القيقئئةم ‪ ،‬لنئئا تئئؤممن –و مصئئرة علئئى ذلئئك‪ -‬بوجئئود ثلثئئةم‬
‫أقئئانيم ‪ :‬الب إلئئه ‪ ،‬و البئئن إلئئه ‪ ،‬و روح القئئدس إلئئه ‪ ،‬و هئئذه القئئانيم متسئئاويةم فئ اللوهيئئةم‪. 195‬‬
‫فهئئي ديانئئةم تثليئئث ل توحيئئد ‪ ،‬فل يكئئن أن يكئئون التوحيئئد تثليثئئا ‪،‬و ل التثليئئث توحيئئدا ‪ ،‬فواحئئد ل‬
‫يساوي ثلثةم ‪ ،‬و ثلثةم ل تساوي واحدا ‪ .‬لذلك كفر ال تعال النصارى الثلثيم ف قئوله سائبححانه ‪:‬‬
‫ث ثعلعثعئنةم عوعمئئا لمئون إللعئنه إللن إللعئهق عوالحئقد عولإن نلوئ عينتعئتهئواو ععنمحئئا يعئتقولئتئوعن‬ ‫ل‬ ‫ل‬
‫‪}-‬لنعقئود عكعفئعر النئذيعن قئعئالتواو إلنن الليئهع ثئعئال ت‬
‫ب أعللي ئقم{ٍ ‪ -‬سائئورة الائئئدة‪ . -73/‬و إذا أصئئر النصئئارى علئئى جعئئل‬ ‫ل‬ ‫ل‬
‫لعيععمحنس ئنن النئذيعن عكعف ئترواو مونئته ئوم عع ئعذا ق‬
‫‪195‬‬
‫ممحد أبو زهرة ‪ :‬ماضرات ف النصرانيةم‪ ،‬ط ‪ ،3‬دار الكتاب العرب‪ ،‬مصر ‪ ، 1961 ،‬صا‪ 98 :‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫التثليث توحيدا ‪ ،‬فإن كل الديان تصبحح توحيديةم و إن تعددت آلتها ! ‪.‬‬

‫و أما التوحيد في الديانة اليهودية‪-‬الحالية – فهو يختلف جذريا عن التوحيد في‬


‫القرآن الكريم ‪ ،‬علما بأنه يوجد في اليهودية من قال بأن يعزير ابن ا كما قالت‬
‫ت ارليأيهويد يعأزريدر اربين ر‬
‫اذ‬ ‫النصارىَ في المسيح عليه السلم ‪ ،‬لقوله تعالى ‪}- :‬أوأقالأ ذ‬
‫ضاذهيؤوأن قأروأل اللذذيأن أكفأيرورا ذمن‬
‫ك قأرولييهم بذأ أرفأواذهذهرم يي أ‬ ‫صاأرىَ ارلأمذسييح اربين ر‬
‫اذ أذلذ أ‬ ‫ت النل أ‬ ‫أوأقالأ ر‬
‫اي أألنى ييرؤفأيكوأن{َ ‪ -‬سورةا التوبة‪ . -30/‬و ا في العهد القديم موصوف‬ ‫قأربيل أقاتألأهييم ر‬
‫بصفات شنيعة ل تمت للتنزيه بصلة ‪ ،‬و يستحي النسان من ذكرها ‪ ،‬فقد يوصف ا‬
‫بأن تعب من خلق العالم ‪ ،‬و استراح في اليوم السابع ‪ ،‬و أنه حزن لنه خلق النسان‬
‫) سفر التكوين ‪. ( 7-6/6 ، 2/3 :‬و أنه استأجر شفرةا لييحلق ذقنه‪،‬و ينتف شعره‬
‫) أشعيا ‪. ( 7/20 :‬و أن دخانا صعد من أنفه ‪ ،‬و أن نارا خرجت من فمه ) سفر‬
‫صموئيل الثاني‪. ( 22/9 :‬و أنه ينفخ في البوق و يسير في زوابع الجنوب) سفر‬
‫زكريا ‪. ( 9/14:‬و أنه يشرب الخمر ‪ ،‬فاستيقظ يوما كنائم جبار مخمور ) المزامير ‪:‬‬
‫‪. ( 78/65‬‬

‫و أما التوحيد في القرآن فمختلف تماما عما في العهدين القديم و الجديد –إن يوجد‬
‫فيهما توحيد‪ ، -‬فالقرآن فيه التوحيد المطلق ‪ ،‬و التنزيه الكامل ‪ ،‬و السماء‬
‫الحسنى ‪،‬و الصفات العلى و اليمثلى ‪ ،‬قال تعالى ‪}- :‬أوذرلذ الأرسأماء ارليحرسأنى أفارديعوهي بذأها‬
‫أوأذيرورا اللذذيأن ييرلذحيدوأن ذفي أأرسأمآَئذذه أسييرجأزروأن أما أكاينورا يأرعأميلوأن{َ‪ -‬سورةا العراف‪-180/‬‬
‫صيير{َ ‪ -‬سورةا الشورىَ‪-11/‬و }قيرل هيأو ل‬
‫اي‬ ‫س أكذمرثلذذه أشريدء أوهيأو اللسذمييع البأ ذ‬
‫و} لأري أ‬
‫صأميد ‪،‬لرم يألذرد أولأرم ييولأرد ‪ ،‬أولأرم يأيكن للهي يكفيووا أأأحدد{َ‪-‬سورةا الخلصا‪ ،-4-1/‬و‬ ‫اي ال ل‬‫أأأحدد ‪ ،‬ل‬
‫غيرها من آيات التوحيد و التنزيه ‪ ،‬فالقرآن مملوء بذلك ‪ ،‬لكن أركون ييغمض عينيه‬
‫عن الحقيقة ‪،‬و يطمس حقائق القرآن بكل ما يستطيع ‪ ،‬و يسوي بينه و بين خرافات و‬
‫مستحيلت العهدين القديم و الجديد و ل ييبالي ‪ ،‬و مع ذلك يزعم العلمية و‬
‫الموضوعية ‪ ،‬و النقد التاريخي الحديث !! ‪.‬‬
‫و أما المحوعةم الثالثةم فتتضمحن خسةم أخطاء تتعلق بنظرة أركون إل القرآن و التعامل معه ‪ ،‬أولا‬
‫قئ ئوله بئئأنه عنئئدما يإئئد مسئئلمحا يستشئئهد فئ ئ )) مادثئئةم مئئا بآيئئةم قرآنيئئةم ‪ ،‬أو بئئديث نبحئئوي ‪ ،‬كئئدليل‬
‫قطعي على مئاجته ‪ ،‬فئإنه تيثي بذلك الشئاكل النظريئةم ‪ ،‬الئت يتضئمحنها الئرور مئن السلمحات العرفيئةم‬
‫للقئئرون الوسائئطى ‪ ،‬إلئ السئئلمحات العرفيئئةم للفكئئر الئئديث ‪ ،‬مئئا هئئي شئئروط قانونيئةم أو صئئلحيةم هئئذا‬
‫الرور ‪ ،‬من أجل المحارساةم الفعالةم للفكر السالمي العاصر ((‪. 196‬‬
‫و قئوله هئئذا باطئئل مئئن أسااسائئه ‪ ،‬و فيئئه تغليئئط و تئئدليس ‪ ،‬لنئئه أول إن السئئلم عنئئدما يتئئج‬
‫بئئالقرآن و السئئنةم الصئئحيحةم ‪ ،‬يتلئئك الشئئرعيةم مئئن ال ئ تعئئال ‪ ،‬و ليئئس ف ئ حاجئئةم إل ئ شئئرعيةم أخئئرى‬
‫سائ ئواء ك ئئانت م ئئن الق ئئرون الوسا ئئطى ‪ ،‬أو م ئئن العص ئئر ال ئئديث ‪ .‬كمح ئئا أن ئئه‪-‬أي الس ئئلم‪ -‬ل يإ ئئد أي ئئةم‬

‫‪196‬‬
‫تارييةم الفكر ‪ ،‬صا‪. 56 :‬‬
‫إشئئكالت و ل تناقضئئات تنعئئه مئئن الساتشئئهاد بالكتئئاب و السئئنةم بالطريقئئةم الصئئحيحةم ‪ ،‬لن دينئئه‬
‫خات الرساالت ‪ ،‬و هو دين ال تعال ف الرض و السمحاء ‪ ،‬ل يده زمان و ل مكان ‪.‬‬

‫و أما ما اعتض به أركون ‪ ،‬فهو باطئل ‪ ،‬ل يصئدر إل عئئن مئن ل يتئؤممن بالسائئلما أو جاهئل‬
‫بئئه ‪ ،‬أو مريئئض القلئئب و العقئئل معئئا ‪ ،‬فالكئئافر بئئه عليئئه أن يئتما نفسئئه و غيه ‪ ،‬و ل يئئق لئئه أن‬
‫يع ئئتض عل ئئى مسئئلم يتئئج بالكت ئئاب و الس ئئنةم ‪ ،‬لن لك ئئل منهمح ئئا دين ئئه و فك ئئره و سا ئئلوكه ‪ .‬و أم ئئا‬
‫الاهئئل بئئدين السائئلما ‪ ،‬فل يئئق لئئه أن يتكلئئم أصئئل ‪ ،‬و عليئئه أن يتعلئئم السائئلما و يفهمحئئه فهمحئئا‬
‫صئئحيحا أول ‪ ،‬قبحئئل أن يئئدخل مئئع السئئلمحيم ف ئ الناقشئئات و النئئاظرات ‪ .‬و أمئئا الريئئض فعليئئه أن‬
‫يتصئارح نفسئه بشجاعةم ‪ ،‬و يطلئب لئا العلج الشئاف بصئدق و إخلصا ‪ ،‬و ل يبحقئى متأرجحئا ل‬
‫إل هؤملء ‪ ،‬و ل إل هؤملء ‪.‬‬
‫و ثانيئئا إن احتجئئاجه بالسئئلمحات العرفيئئةم الديثئئةم ‪ ،‬لئئرد مئئا سئئاه السئئلمحات العرفيئئةم القئئرون‬
‫أوسائئطيةم ‪ ،‬فهئئو مئئرد دعئئوى ل حجئئةم فيئئه ‪ ،‬لن الص ئواب ل يتعئئرف بالزمنئئةم ول هئئو خاصئئا بئئا ‪،‬‬
‫فالعصور الوساطى كان فيها الق و البحاطل ‪ ،‬و العصر الديث ‪ ،‬هو أيضا فيه الق و البحاطل ‪ ،‬و‬
‫عليه فإن الق يتعئئرف بئالق الئذي يمحلئه ‪ ،‬و بالدلئةم الئت تئدعمحه ‪ ،‬و ل يتعئرف بئالزّمن الئذي ظهئر‬
‫فيه ‪ ،‬فل دخل للزّمن ف إحقاقه و إبطاله ‪.‬‬
‫و الطأ الثان يتعلق بقوله بأن السمحةم الليةم للشريعةم ‪ ،‬ل تيكنها أن تيلنا ف الواقئع إل إلئ‬
‫التصئئور الئئذي شئ ئيكله علئئم التفسئئي ‪ ،‬و علئئم الكلما ‪ ،‬و الفقئئه‪ . 197‬و قئ ئوله هئئذا غيئ ئ صئئحيح فئ ئ‬
‫معظمحه ‪ ،‬لن الشريعةم الليةم‪-‬كتابا و سانةم صحيحةم‪ -‬منفصلةم تاما عن ما أنتجه السلمحون من علوما‬
‫و أفكار ف تفسيهم للشريعةم ‪ ،‬فالسالما‪ -‬و هو الشريعةم‪ -‬تيفهم نفسه بنفسئئه بحكمحئئاته ‪ ،‬و إرجئئاع‬
‫متشابه إل مكمحاته ‪ ،‬و فهمحه با صح من سانةم الرساول –صلى ال عليئئه و سائلم‪ ، -‬فالشئريعةم فيهئئا‬
‫قوة فهم ذاتيئةم ‪ ،‬و أمئا مئا أنتجئه السئلمحون مئن علئوما فئ فهمحهئم للشئريعةم ‪ ،‬فليئس هئو الئذي يتحكئم‬
‫فيها ‪،‬و إنا هي الت تتحكم فيه ‪ ،‬فمحا وافقها قبحلناه ‪ ،‬و ما خالفها رفضناه ‪ ،‬و كم تيوجد فئ ذلئك‬
‫التاث من أفكار باطلةم و مذاهب فاسادة ؟‪.‬‬

‫و الطأ الثالث هو أمر تمتعمحد من أركون ف النظر إل القرآن و إثارة الشبحهات حوله ‪ ،‬فعئئل‬
‫ذلئئك عنئئدما قئئال ‪ )) :‬و هكئئذا تميئئت التواريئئخ ‪ ،‬و أسئئاء المئئاكن ‪ ،‬و أسئئاء العلئئم ‪ ،‬و الحئئداث‬
‫الفرديةم من اليات ‪ ،‬لنزّع الصفةم التارييةم عنها ((‪. 198‬‬

‫‪197‬‬
‫نفس الرجع ‪ ،‬صا‪. 37 :‬‬
‫‪198‬‬
‫الفكر السالمي ‪ ،‬صا‪. 72 :‬‬
‫و ردا عليئئه أقئئول ‪ :‬أول إنئئه ل يصئئح أبئئدا اسائئتخداما كلمحئئةم )) تميئئت (( ‪ ،‬و إنئئا الصئ ئواب أن‬
‫تيقال ‪ :‬ل تتذكر التواريئخ ‪ ،‬و أسئاء المئاكن و الشئخاصا ‪ ، ...‬لن عبحئارة ‪ :‬تميئت تعنئ أنئه كئانت‬
‫ف القرآن تلك المور ث تنزّعت بالو ‪ ،‬و هذا طعن فئ القئئرآن بطريقئئةم مئئاكرة ‪ ،‬و قئئول بتحريفئئه ‪ ،‬و‬
‫هو زعم باطل يرده القرآن نفسه ‪ ،‬و التاريخ الثابت الصحيح ‪ ،‬و هو أيضا افئتاء علئى الئ و رسائوله‬
‫و الئئؤممنيم ‪ .‬و إن أصئئر هئئو علئئى اسائئتخداما تلئئك العبحئئارة ‪ ،‬فنقئئول لئئه ‪ :‬كئئان عليئئك أن توثئئق زعمحئئك‬
‫بالش ئواهد الشئئرعيةم و التارييئئةم و العقليئئةم ‪ ،‬و ل تتفئئي وراء تلئئك العبحئئارة الئئاكرة ‪ ،‬و نئئن علئئى يقيم ئ‬
‫بأنك لن تظفر بذلك ‪ ،‬لننا نعلم بأنا ل توجد ‪ ،‬و لو كانت عندك ما تلفت ف اساتخدامها ‪.‬‬
‫و ثانيئئا إن ملحظتئئه حئئول عئئدما ذكئئر التواريئئخ و أسئئاء الشئئخاصا و المئئاكن ف ئ القئئرآن ‪،‬‬
‫ليست ملحظةم مطلقةم ‪ ،‬بل هئي ملحظئةم نسئبحيةم ‪ ،‬لن القئرآن الكريئ لئ يئئذكر التواريئخ و لئ يتكئثر‬
‫من ذكر أساء الشخاصا و الماكن ‪ ،‬لكنه ذكر كثيا منها ‪ ،‬كأساء النبحياء عليهم السلما ‪ :‬آدما‬
‫‪ ،‬و نوح ‪ ،‬و إدريس ‪ ،‬و إبراهيم ‪ ،‬و موساى ‪ ،‬و ممحد صلى ال عليه وسائئلم ‪ .‬و مئئن غيئ النبحيئئاء‬
‫‪ :‬زيد ‪ ،‬و آزر ‪ ،‬و فرعون ‪ ،‬و أبو لب ‪ .‬و من الماكن ‪ :‬مكةم ‪ ،‬و يثرب ‪ ،‬و مصئئر ‪ ،‬و بابئئل ‪،‬‬
‫و بدر ‪ ،‬و حنيم ‪ .‬و أما فيمحا يص التواريخ فالقرآن ل يدد التواريخ ‪ ،‬لكنئئه أشئئار إلئ مئئا يتسئئاعد‬
‫على معرفةم زمان كثي من الوادث الت ذكرها ‪ ،‬و ذلئك مئن خلل أسئاء الشئخاصا و المئاكن ‪،‬‬
‫و ذكره لتسلسل ميء كثي من النبحياء من آدما إل ممحد –عليهم الصلة و السلما ‪.‬‬

‫و ثالثئئا إن زعمحئئه بئئأن عئئدما ذكئئر التواريئئخ و السئئاء فئ القئئرآن ‪ ،‬كئئان للجئئل نئئزّع الصئئفةم‬
‫التارييةم عنه ‪ ،‬فهو زعم باطل ‪ ،‬لن ل تارييةم القرآن ل تقوما أسااساا علئئى تلئئك المئئور ‪ ،‬بئئدليل أنئئه‬
‫ذكئئر كئئثيا منهئئا ‪ ،‬و إنئئا تق ئوما أسااسائئا علئئى أن القئئرآن كلما ال ئ تعئئال العجئئزّ التحئئدى بئئه ‪ .‬و ال ئ‬
‫ت‬ ‫ت‬
‫تعال ل يذكر فيه تفاصيل التواريخ زمانا و مكانا و أعلما ‪ ،‬لنه كتاب إيئان و هدايئةم ‪ ،‬و تربيئةم و‬
‫عبحادة ‪ ،‬و ليس كتاب تاريخ ‪ ،‬و على النسان أن يإتهد و يبححث لعرف تفاصيل التاريخ لينتفع بئئه‬
‫‪ ،‬و قئئد حثئئه القئئرآن علئئى ذلئئك ‪ .‬و حئئت إذا مئئا افتضئئنا بئئأن القئئرآن قئئد حئئدد تواريئئخ و أمئئاكن و‬
‫أشئئخاصا كئئثي مئئن الئوادث الئئت ذكرهئئا ‪ ،‬فئئإن ذلئئك لئئن ينئئزّع عنئئه الصئئفةم الليئئةم ‪ ،‬و لئئن يئتئدخله فئ‬
‫تارييةم أركون الزّعومةم ‪.‬‬

‫و أما الطأ الرابع فيتعلق بتعريف أركون لفهوما الاهليةم ف القرآن ‪ ،‬فزّعم أن )) مفهوما الاهليةم‬
‫حسئ ئبحمحا ورد فئ ئ الق ئئرآن يتط ئئابق عل ئئى الق ئئل فئ ئ وظ ئئائفه اليديولوجي ئئةم ‪ ،‬مف ئئاهيم العقلي ئئةم البحدائي ئئةم ‪ ،‬و‬
‫التمحع العتيق ‪ ،‬و التمحع الذي ل يعرف الكتابةم و الفكر التوحش ((‪. 199‬‬

‫‪199‬‬
‫تارييةم الفكر العرب السالمي ‪ ،‬صا‪. 99 :‬‬
‫و تعريفه هذا غي صحيح ‪ ،‬و باطل من أسااساه ‪ ،‬ل تيورد عليه دليل من القرآن ‪ ،‬و ل مئن‬
‫السئئنةم النبحويئئةم ‪ ،‬مئئع ادعئئائه بئئأنه يئئذكر مفه ئوما الاهليئئةم ف ئ القئئرآن ‪ .‬و القيقئئةم أن معن ئ الاهليئئةم ف ئ‬
‫القئئرآن ل علقئةم لئه مطلقئا بئالتطور الضئاري الئدنيوي ‪ ،‬فقئد يكئون متمحئع مئئا متطئور دنيويئا ‪ ،‬و هئو‬
‫متمحع جاهلي ‪ ،‬و قد يكون ممحع ما متخلف ف الانب الادي الدنيوي ‪ ،‬و هو ليئئس جاهليئئا ‪ ،‬و‬
‫عليه فإن معن الاهليةم فئ القئرآن ليئس كمحئا زعئم أركئون ‪ ،‬و إنئا معنئاه هئو عئدما عبحئادة الئ تعئال و‬
‫الل ئئتزّاما بشئ ئريعته عل ئئى مس ئئتوى الفئ ئراد و المحاع ئئات و الم ئئم ‪ ،‬و ال ئئدليل عل ئئى ذل ئئك قئ ئوله تع ئئال ‪:‬‬
‫)) أفحكم الاهليةم يبحغون ‪ ،‬و من أحسن من ال حكمحا لقوما يثقنون ((‪-‬سائورة الائئدة‪، - 50/‬و ))‬
‫إذ جعئئل الئئذين كفئئروا فئ قلئئوبم المحيئئةم ‪ ،‬حيئئةم الاهليئئةم ((‪-‬سائئورة الفتئئح‪ ، -26/‬و )) يظنئئون بئئال‬
‫غيئ ئ ال ئئق ظ ئئن الاهليئئةم ((‪-‬سا ئئورة آل عمحئ ئران‪ ، -‬و )) و ل تئئبخجن ت ئئبخج الاهليئئةم الولئ ئ ((‪-‬سائئورة‬
‫الحئزّاب ‪ ، -33/‬فالاهليئةم فئ القئرآن ليسئت مرتبحطئةم بزّمئئان و ل بكئان ‪ ،‬و ل بنئئس‪ ،‬و إنئا هئئي‬
‫مرتبحطةم بالكفر و اليان ‪،‬و اللتزّاما و النراف ‪ ،‬فإذا حضر السالما ظاهرا و باطنا ارتفعت الاهليةم‬
‫‪ ،‬و إذا غاب السالما حضرت الاهليةم ‪ ،‬و قد يدث بينهمحا حضور و عياب ف زمن واحد ‪.‬‬
‫و الطئئأ الخيئئ‪-‬أي الئئامس‪ -‬يتعلئئق بقئئول أركئئون ‪ )) :‬يعئئتزّ الئ ئتاث النقئئول و يفتخئئر بوجئئود‬
‫أدبيئئات تئئدعى بأسائبحاب النئئزّول ‪ ،‬و لكئئن هئئذه القصئئص و الروايئئات ل ئ تتوضئئع حئئت الن علئئى مئئك‬
‫النقد التاريي و الدب ‪ ،‬الذي ل مندوحةم عنه ((‪. 200‬‬
‫و ردا عليه أقول ‪ :‬أول ليس صحيحا بأن المسلمين يفتخرون بأدبيات و أسباب‬
‫النزول ‪ ،‬و يعتزون بها مطلقا ‪ ،‬و إنما الصواب هو أن العلماء المسلمين ميزوا بين‬
‫المقبول منها و المردود ‪ ،‬و الموقوف ‪ ،‬و لم يقبلونها كلها من دون تمحيص‪. 201‬علما‬
‫بأن هناك كثيرا من أسباب النزول يشهد القرآن الكريم نفسه على صحتها ‪ ،‬كقوله‬
‫اأ‬‫ق ل‬ ‫ك أواتل ذ‬ ‫ك أزروأج أ‬ ‫ت أعلأريذه أأرمذسرك أعلأري أ‬ ‫اي أعلأريذه أوأأرنأعرم أ‬ ‫تعالى ‪}- :‬أوإذرذ تأيقويل لذللذذي أأرنأعأم ل‬
‫ضى أزريدد بمرنأها‬ ‫ق أأن تأرخأشاهي فألألما قأ أ‬ ‫اي أأأح لُ‬
‫س أو ل‬‫اي يمربذديذه أوتأرخأشى اللنا أ‬ ‫ك أما ل‬ ‫أوتيرخذفي ذفي نأرفذس أ‬
‫ضروا‬‫ج أأردذعأيائذذهرم إذأذا قأ أ‬ ‫طورا أزلورجأناأكأها لذأكري أل يأيكوأن أعألى ارليمرؤذمذنيأن أحأردج ذفي أأرزأوا ذ‬ ‫أو أ‬
‫اي قأروأل اللذتي‬ ‫اذ أمرفيعوول {َ ‪-‬سورةا الحزاب‪ ، -37/‬و}قأرد أسذمأع ل‬ ‫طورا أوأكاأن أأرمير ل‬ ‫ذمرنهيلن أو أ‬
‫صيدر{َ ‪-‬‬ ‫اأ أسذميدع بأ ذ‬ ‫اي يأرسأميع تأأحايوأريكأما إذلن ل‬ ‫اذ أو ل‬ ‫ك ذفي أزروذجأها أوتأرشتأذكي إذألى ل‬ ‫تيأجاذدلي أ‬
‫اي ذفي أمأواذطأن أكذثيأرمةا أويأروأم يحنأريمن إذرذ أأرعأجبأرتيكرم‬ ‫صأريكيم ر‬ ‫سورةا المجادلة ‪ ، -1/‬و}لأقأرد نأ أ‬
‫ت ثيلم أوللرييتم لُمردبذذريأن{َ ‪-‬‬ ‫ض بذأما أريحبأ ر‬ ‫ت أعلأرييكيم الأرر ي‬ ‫أكرثأرتييكرم فألأرم تيرغذن أعنيكرم أشريوئُا أو أ‬
‫ضاقأ ر‬
‫سورةا التوبة‪. -25/‬‬
‫و ثانيا إن قوله بأن روايات أسابحاب النزّول ل توضع حت الن على الك ‪ ،‬هئو قئول مبحئالغ فيئه‬

‫‪200‬‬
‫نفس الرجع ‪ ،‬صا‪ ، 242 :‬هامش ‪. 25 :‬‬
‫‪201‬‬
‫ابئ ئئن تيمحيئ ئئةم ‪ :‬منهئ ئئاج السئ ئئنةم ‪ ،‬ج ‪ 7‬صا‪ . 435 :‬و اللبحئ ئئان ‪ :‬نصئ ئئب ال ئئانيق ‪ ،‬ط ‪ ، 3‬الكت ئئب السا ئئلمي ‪ ،‬بيئئوت ‪،‬‬
‫‪ ، 1996‬صا‪. 44 :‬‬
‫‪ ،‬و غي صحيح على إطلقه ‪ ،‬لن علمحاء مئن التقئدميم تنبحهئوا إلئ أن فئ أسابحاب النئزّول و أدبيئات‬
‫التفسئئي كئئثيا مئئن الروايئئات الكذوبئئةم ‪ ،‬و ح ئيذروا منهئئا ‪ ،‬مئئن ذلئئك أنئئه عنئئدما كتئئب ال ئراوي الفسئئر‬
‫ممحد بن السائب الكلب )ق‪2:‬ه( تفسيا للقرآن الكري ‪ ،‬تصدى له العلمحاء و فضحوه ‪ ،‬و قالوا ‪:‬‬
‫إنه مل كتابه بالباطيل ‪ .‬و قال عنه ييح بن معيم )ق ‪3‬ه ( ‪ :‬هو كتاب ينبحغي أن تيدفن ‪ .‬و قال‬
‫عنئئه أحئئد بئئن حنبحئئل ‪ :‬ل يئئل النظئئر ف ئ تفسئئي الكلئئب ‪ .‬و كئئان الكلئئب هئئذا كئئذابا روى كتئئابه ف ئ‬
‫‪202‬‬
‫التفسي عن الكذاب أب صال مول أما هان ‪ ،‬الذي زعم أنه رواه عن ابن عبحاس ‪ ،‬و هو ل يره‬
‫‪.‬‬
‫و من ذلك أيضا أن أحد بن حنبحئل كئان يقئول ‪ )) :‬ثلثةم علئوما ليئس لئا أصئول ‪ :‬الغئازي ‪ ،‬و‬
‫اللحئئم ‪ ،‬و التفسئئي (( ‪،‬و ف ئ روايئئةم أخئئرى )) ليئئس لئئا أسائئانيد (( ‪ ،‬لن الغئئالب عليهئئا أنئئا مرسائئلةم‬
‫السائئانيد و منقطعئئةم‪ . 203‬و قئئد جعئئل أحئئد بئئن حنبحئئل التفسئئي مئئن بيم ئ تلئئك العل ئوما الئئت تفتقئئد إل ئ‬
‫التأصيل و الصحةم ‪ ،‬و هئو ل يقصئد نفئي وجئئود أسائبحاب النئئزّول و أدبيئاته مطلقئا ‪ ،‬و إنئئا يقصئد أن‬
‫الغالب عليها أنئا غيئ ثابتئةم ‪ ،‬و إل فهئو نفسئه ذكئر فئ مسئنده كئثيا مئن أسابحاب النئزّول فئ مسنده‬
‫بالروايات السندة‪. 204‬‬
‫و قئئال الشئئيخ ابئئن تيمحيئئةم ‪ )) :‬و أمئئا أحئئاديث أسائ ئبحاب النئئزّول فغئئالبحه مرسائئل ‪ ،‬ليئئس بتسئئند‬
‫((‪ . 205‬كمحئئا أن الئئافظ ابئئن كئئثي نقئئد كئئثيا مئئن روايئئات أسائبحاب النئئزّول فئ تفسئئيه ‪ ،‬و رجئئح فيمحئئا‬
‫بينها ‪ ،‬و اساتبحعد من تفسيه السارائيليات‪ . 206‬و بئذلك يتئبحيم أن مئا ادعاه أركئون غيئ صئحيح ‪ ،‬و‬
‫الصحيح هو أن كثيا من كبحار العلمحاء السلمحيم تنبحهوا إل أن كئثيا مئن أسائبحاب النئئزّول هئي روايئات‬
‫غي صحيحةم ‪ ،‬فحيذروا منها ‪ ،‬و حققوا طائفةم منها ‪ ،‬دون أن تيققوها كلها ‪.‬‬
‫و أما المحوعةم الرابعةم ‪ ،‬فتتضمحن أربعةم أخطاء ‪ ،‬وقع فيها أركون ف نظرته إل القرآن ‪ ،‬و موقفه‬
‫منه ‪ ،‬و تعامله معه ‪ ،‬أولا النظر إلئ شخصئئيةم النئب‪-‬عليئئه الصئئلة و السئئلما‪ -‬و تربتئئه الدعويئئةم مئن‬
‫خئئارج الق ئئرآن الكريئ ئ ‪ ،‬فزّع ئئم أن الجي ئئال السا ئئلميةم حئ ئولت )) ترب ئئةم ممح ئئد البحشئ ئريةم الاديئئةم البحشئ ئريةم‬
‫السوساةم ‪ ،‬إل نوع من التجربةم الفوق بشريةم و التعاليةم ((‪. 207‬‬

‫‪202‬‬
‫الذهب ‪ :‬ميزّان العتدال ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬دار الكتب العلمحيةم ‪ ،‬بيوت ‪ ، 1995 ،‬ج ‪ 2‬صا‪ ، 431 :‬ج ‪ 6‬صا‪ . 161 :‬و ابن‬
‫أب حات ‪ :‬الرح و التعديل ‪ ،‬ج ‪ 7‬صا‪. 270 :‬‬
‫‪203‬‬
‫ابن تيمحيةم ‪ :‬الصدر السابق ‪ ،‬ج ‪ 7‬صا‪ . 435 :‬و الرد على البحكري ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪. 76 :‬‬
‫‪204‬‬
‫أنظر ‪ :‬السند ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪, 28 ، 23 ، 16 ،11 :‬‬
‫‪205‬‬
‫منهاج السنةم ‪ ،‬ج ‪ 7‬صا‪. 435 :‬‬
‫‪206‬‬
‫انظر ‪ :‬تفسي القرآن العظيم ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪ ، 18 ، 5 :‬ج ‪ 3‬صا‪ ، 636 :‬ج ‪ 4‬صا‪. 133 :‬‬
‫‪207‬‬
‫تارييةم الفكر ‪ ،‬صا‪. 266 :‬‬
‫و قوله هذا باطل ‪ ،‬و افتراء و تدليس يستبطن إنكارا لنبوةا محمد –عليه الصلةا و‬
‫السلم ‪ ، -‬لن محمدا كانت له تجربة تتكون من يبعدين ‪ ،‬الول يخص الجانب‬
‫البشري المحض من حياته عليه الصلةا و السلم ‪ .‬و الثاني يتعلق بالنبوةا و الرسالة ‪،‬‬
‫فهو رسول ا و خاتم النبيين ‪ ،‬و ليس كما زعم أركون من أن النبي كانت له تجربة‬
‫بشرية مادية محسوسة فقط ‪ .‬فرسول ا –صلى ا عليه و سلم‪ -‬كان بشرا يأكل و‬
‫يتزوج و يمشي في السواق ‪ ،‬لكنه كان أيضا رسول ا ييوحى إليه ‪ ،‬قال تعالى ‪- :‬‬
‫ي أأنلأما إذلأهييكرم إذلأهد أواذحدد فأأمن أكاأن يأرريجو لذأقاء أرببذه فأرليأرعأمرل‬
‫}قيرل إذنلأما أأأنا بأأشدر بمرثلييكرم ييوأحى إذلأ ل‬
‫صالذوحا أوأل ييرشذررك بذذعأباأدذةا أرببذه أأأحودا{َ ‪ -‬سورةا الكهف‪ ، -110/‬و}لُمأحلمدد لريسويل‬ ‫أعأمول أ‬
‫اذ أواللذذيأن أمأعهي أأذشلداء أعألى ارليكلفاذر يرأحأماء بأرينأهيرم {َ ‪ -‬سورةا الفتح‪ -29/‬فزعم أركون‬ ‫ل‬
‫باطل من أساسه ‪ ،‬و افتراء يمتعمد ‪ ،‬ييناقض أساسيات دين السلم بالضرورةا ‪ .‬فلماذا‬
‫أغفل ما يقوله القرآن عن النبي محمد –عليه الصلةا و السلم‪، -‬و هوأمر معروف‬
‫متوفر بين يديه ؟ ‪ ،‬فواضح من زعمه إنه تعمد ذلك ‪ ،‬ليحقق مشروعه‬
‫الستشراقي ‪.‬‬
‫كمحا أنه كئذب علئى السلمحيم و التاريئخ معئا ‪ ،‬عنئدما زعئم أنئم هئم الذين حيولئوا تربئةم النئب‬
‫مئئن البحشئريةم الاديئئةم إل ئ نئئوع مئئن التجربئئةم الفئئوق بشئريةم ‪ .‬فهئئذا افئتاء عليهئئم ‪ ،‬لن القئئرآن الكري ئ هئئو‬
‫الذي نص على نبحوة ممحئد –عليئه الصئلة و السئلما‪ ، -‬وسائجل تربتئه النبحويئةم ‪،‬و شئهد لئه با ‪ ،‬ثئ‬
‫شهد له با التاريخ و السلمحون ‪ .‬و نن نقئئول لركئئون ‪ :‬لئاذا كئثيا مئا تفئئي مغالطاتئئك و انرافاتئئك‬
‫عئئن القئراء ؟ ‪ ،‬لئئاذا ل تكئئون موضئئوعيا صئئريا ‪ ،‬تتعلئئن أفكئئارك علنيئئةم ‪ ،‬مئئن دون تغليئئط ول تريئئف‬
‫للشرع و التاريخ ؟ ‪.‬‬
‫و الطأ الثان يتعلق بنظرة أركون إل أصئل القئرآن و السئنةم النبحويئةم ‪ ،‬فئإنه جعلهمحئا تراثئا‪ . 208‬و‬
‫زعمحه هذا باطل مئردود عليئه ‪ ،‬لن الئتاث يشمحل كئل مئا خليفئه النسئان ‪ ،‬مئن إنتئاج فكئري ‪،‬و أمئا‬
‫القرآن فهو ليس مئن إنتئئاج بشئر ‪ ،‬و إنئاهو كلما الئ تعئال‪،‬و السئنةم الصئئحيحةم ليسئت كلما إنسئان‬
‫عادي ‪ ،‬و إنا هي كلما رساول ال الذي أمرنا ال تعال بإتبحئئاعه و التمحسئئك بئئديه ‪ .‬و نئئن ل نئئبخ‬
‫أركون و ل غيه على اليان بالسالما كمحا جاء به القرآن و السنةم الصئئحيحةم الوافقئةم لئئه ‪ ،‬فهئئو حئر‬
‫ف اعتقاد ما يتريد و يتحمحل مسؤمولياته أما ال تعال ‪ ،‬لكئئن ل يئق لئئه أن يتزّيئئف القيقئئةم ‪ ،‬و يفئئتي‬
‫على الكتاب و السنةم ‪ ،‬بأن تيسقط عليهمحا أفكاره و ضللته ‪ ،‬تريفا للنصوصا و تغليطا للقراء ‪.‬‬
‫و الطئأ الثئالث يتعلئق بتعريئف أركئئون لضئئمحون القئرآن الكريئ ‪ ،‬فوصئئفه بقئوله ‪ )) :‬إن القئرآن هئو‬
‫عبحارة عن ممحوعةم من الدللت و العان الحتمحاليةم القتحةم على كل البحشر ((‪. 209‬‬
‫و ردا عليه أقول ‪ :‬إن تعريفه هذا لضمحون القرآن ‪ ،‬ليس تعريفا شرعيا ‪ ،‬و إنا هو تعريف أركون‬
‫غي ئ صئئحيح ف ئ أسااسائئه ‪ ،‬لن القئئرآن هئئو كلما ال ئ تعئئال العجئئزّ النئئزّل علئئى رسا ئوله ممحئئد –عليئئه‬
‫‪208‬‬
‫نفس الرجع ‪ ،‬صا‪ . 268 :‬و الفكر السالمي ‪ ،‬صا‪ 17 :‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫‪209‬‬
‫تارييةم الفكر العرب السالمي ‪ ،‬صا‪. 145 :‬‬
‫الص ئئلة و الس ئئلما ‪ ، -‬بواسا ئئطةم الل ئئك جبخي ئئل‪-‬علي ئئه الس ئئلما‪ . -‬فه ئئو –أي أرك ئئون – عئ ئيرف الق ئئرآن‬
‫انطلقا من هواه ‪ ،‬و ليس انطلقا من القرآن و السنةم الصحيحةم ‪.‬‬
‫كمحا أن القرآن الكري ليس هو دللت و معانن متمحلةم ‪ ،‬بل هو العلم ذاته ‪ ،‬و القيقةم الطلقةم ‪،‬‬
‫‪ ،‬فهو حئق و برهئان ‪ ،‬حجئةم و بيئان ‪ ،‬و آيئات بينئات ‪ ،‬قال تعئال ‪ ):‬بعئوعئعد النلذي عجاءعك لمئعن الوعلولئلم‬
‫لئ ولع نع ل‬ ‫لل‬ ‫مئا لعئ ع ل‬
‫صئتدولر‬ ‫ت لفئ ت‬ ‫صئني{ٍ ‪ -‬سائورة البحقئرة‪ ، -120/‬و‪}-‬بعئول تهئعو آيعئا ق‬
‫ت بعئيمئنئعئا ق‬ ‫ك مئعن الليئه مئن عول ل ع‬ ‫ع‬
‫ل‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ل‬
‫صائتر للننالس‬ ‫النذيعن تأوتتوا الوعولعم عوعما عويإعحتد لبآعياتعنا إلنل النظالتمحوعن{ٍ ‪ -‬ساورة العنكبحوت‪ ،-49/‬و ‪}-‬عهعذا بع ع‬
‫ل‬ ‫ل‬ ‫ل ل‬
‫يمئ{ٍ ‪-‬‬ ‫ب يمبحل ق‬
‫عوتهةدى عوعروحعةمق لمعقووما تيوقتنوعن {ٍ ‪-‬ساورة الاثيةم‪ ، -20/‬و‪ } :‬قعود عجئاءتكم مئعن الليئه نتئوقر عوكتعئا ق‬
‫ساورة الائدة‪. -15/‬‬

‫و أركون قد مريع مضمون القرآن عندما زعم أنه مجموعة من الدللت و المعاني‬
‫الحتمالية ‪ ،‬في حين أن‪ ،‬القرآن ليس كذلك ‪ ،‬و إنما هو في حقيقته آيات بينات‬
‫محكمات واضحات ‪ ،‬في أصوله العقدية و الخلقية ‪ ،‬و التشريعية ‪ .‬و أما آياته‬
‫المتشابهات فهي من مظاهر إعجازه ‪ ،‬تحتمل عدةا معان ليست متناقضة ‪ ،‬تفتح للعقل‬
‫مجال رحبا للبحث و الستنباط و التدبر ‪ ،‬و هي من جهة أخرىَ يمحكمة باليات‬
‫المحكمات البينات ‪ .‬و أما من ييخالف ذلك فهو من الذين ذمتهم آيات المحكم و‬
‫ي‬ ‫ل‬
‫المتشابه ‪،‬و ألحقتهم بمرضى القلوب الذين في قلوبهم زيغ ‪ ،‬قال تعالى ‪}:‬هيأو الذذ أ‬
‫ت فأأ ألما اللذذيأن في‬ ‫ب أوأيأخير يمتأأشابذأها د‬ ‫ت هيلن أيلُم ارلذكأتا ذ‬ ‫ت لُمرحأكأما د‬ ‫ك ارلذكأتا أ‬
‫ب ذمرنهي آأيا د‬ ‫أأنأزأل أعلأري أ‬
‫قييلوبذذهرم أزريدغ فأيأتلبذيعوأن أما تأأشابأهأ ذمرنهي اربتذأغاء ارلفذرتنأذة أواربتذأغاء تأأرذويلذذه أوأما يأرعلأيم تأأرذويلأهي إذلل ر‬
‫اي‬
‫ب{َ‪-‬‬‫أواللراذسيخوأن ذفي ارلذعرلذم يأيقويلوأن آأملنا بذذه يكلُل بمرن ذعنذد أرببأنا أوأما يألذلكير إذلل أيرويلورا الرلأبا ذ‬
‫سورةا آل عمران‪. -7/‬‬

‫ثم زعم بعد ذلك أن )) القرآن نص مفتوح على جميع المعاني ‪،‬و ل يمكن لي‬
‫تفسير أو تأويل أن ييغلقه ‪ ،‬أو يستنفذه بشكل نهائي أو أرثوذكسي ((‪ . 210‬و قوله هذا‬
‫هو امتداد لما قاله سابقا ‪ ،‬و هو تمييع للقرآن ‪ ،‬و طمس لمحكماته و ثوابته و بيناته ‪،‬‬
‫و هو بقوله ييغالط ‪ ،‬و يطعن في القرآن من خلل المبالغة في إظهار اتساعه و‬
‫عمقه ‪ ،‬حتى أخرجه عن ثوابته و أصوله و محكماته ‪ .‬فقد جاء إلى قوله تعالى ‪- :‬‬
‫ت فأأ ألما اللذذيأن في قييلوبذذهرم أزريدغ فأيأتلبذيعوأن أما تأأشابأهأ ذمرنهي اربتذأغاء ارلفذرتنأذة‬ ‫} أوأيأخير يمتأأشابذأها د‬
‫اي أواللراذسيخوأن ذفي ارلذعرلذم يأيقويلوأن آأملنا بذذه يكلُل بمرن ذعنذد‬ ‫أواربتذأغاء تأأرذويلذذه أوأما يأرعلأيم تأأرذويلأهي إذلل ر‬
‫ب{َ‪ -‬سورةا آل عمران‪ ، -7/‬و أخذ المتشابهات و‬ ‫أرببأنا أوأما يألذلكير إذلل أيرويلورا الرلأبا ذ‬
‫عممها على القرآن و أغفل محكماته ‪ ،‬و لم يستح من أن اليات التي أخذ بها هي‬
‫نفسها تذمه ‪،‬و تجعله من المحرفين للنصوصا الذين في قلوبهم زيغ ابتغاء الفتنة و‬
‫ابتغاء تأويله ‪.‬‬

‫‪210‬‬
‫نفسه ‪ ،‬صا‪. 145 :‬‬
‫ثم زعم أيضا أنه )) ل ييوجد في الحالة الراهنة للمور أية مشروعية روحية أو‬
‫أي معيار موضوعي ‪ ،‬أو أي مؤلف ضخم و متميز ييتيح لنا تحديد بشكل معصوم‬
‫السلم الصحيح ((‪ . 211‬و زعمه هذا هو حديث خرافة ‪ ،‬و افتراء على القرآن و‬
‫السنة الصحيحة ‪ ،‬و على ما كان عليه الصحابة و من اتبعهم بإحسان ‪ .‬لن معرفة‬
‫السلم الصحيح توجد مشروعيته و معرفته في القرآن نفسه أول ‪ ،‬ثم في السنة‬
‫النبوية الصحيحة الموافقة للقرآن ثانية ‪ ،‬و ل نحتاج أبدا إلى معيار خارجي أو إلى‬
‫كتاب ضخم و ل صغير لمعرفة السلم على حقيقته ‪ ،‬لن معرفته تقوم على أسس‬
‫من داخله ‪ ،‬بمشروعية منه ‪ ،‬أولها الخذ بمحكمات الكتاب في العقائد و الخلق و‬
‫الحكام و المفاهيم ‪ ،‬و إرجاع المتشابهات إلى المحكمات ‪ ،‬قال تعالى ‪ )) :‬منه آيات‬
‫محكمات هن أم الكتاب (( ‪.‬و ثانيها تفسير القرآن بالقرآن ‪ ،‬قال تعالى ‪}- :‬أأفألأ‬
‫اذ لأأوأجيدورا ذفيذه ارختذلأوفا أكذثيورا{َ ‪ -‬سورةا النساء‪/‬‬ ‫يأتأأدبليروأن ارلقيررآأن أولأرو أكاأن ذمرن ذعنذد أغريذر ر‬
‫‪ ، 82‬و ‪)) -‬كتاب يأحكمت آياته ثم يفصلت من لدن حكيم خبير((‪-‬سورةا هود‪ ،-1/‬و‪-‬‬
‫صيدوذر اللذذيأن يأويتوا ارلذعرلأم أوأما يأرجأحيد ذبآَأياتذأنا إذلل ال ل‬
‫ظالذيموأن{َ ‪-‬‬ ‫ت ذفي ي‬ ‫ت بأيبأنا د‬
‫}بأرل هيأو آأيا د‬
‫سورةا العنكبوت‪-49/‬‬

‫و الساس الثالث هو فهم السلم كما فسرته و بينته و طبقته السنة النبوية‬
‫الصحيحة الموافقة للقرآن ‪ ،‬قال تعالى ‪ }- :‬أوأما آأتايكيم اللريسويل فأيخيذوهي أوأما نأأهايكرم أعرنهي‬
‫ك البذركأر‬‫ب{َ ‪ -‬سورةا الحشر‪ ، -7/‬و} أوأأنأزرلأنا إذلأري أ‬ ‫اأ أشذدييد ارلذعأقا ذ‬
‫اأ إذلن ل‬‫أفانتأيهوا أواتليقوا ل‬
‫س أما نيبزأل إذلأريذهرم أولأأعللهيرم يأتأفألكيروأن {َ ‪ -‬سورةا النحل‪ ،-44/‬و}لأقأرد أكاأن لأيكرم ذفي‬ ‫لذتيبأيبأن ذلللنا ذ‬
‫اأ أكذثيورا{َ ‪ -‬سورةا‬ ‫اذ أيرسأوةاد أحأسنأةد لبأمن أكاأن يأرريجو ل‬
‫اأ أوارليأروأم ارلذخأر أوأذأكأر ل‬ ‫أريسوذل ل‬
‫الحزاب‪. -21/‬‬
‫و الساس الرابع هو إتباع هدي و سبيل الصحابة في تطبيقهم للسلم و ما أجمعوا‬
‫صاذر أواللذذيأن اتلبأيعويهم‬‫لن أ‬‫عليه ‪ ،‬قال تعالى ‪} :‬أواللسابذيقوأن الألويلوأن ذمأن ارليمأهاذجذريأن أوا أ‬
‫ت تأرجذري تأرحتأأها الأرنأهاير أخالذذديأن‬‫ضورا أعرنهي أوأأأعلد لأهيرم أجلنا م‬ ‫اي أعرنهيرم أوأر ي‬ ‫ضأي ر‬ ‫بذإ ذرحأسامن لر ذ‬
‫ق اللريسوأل ذمن بأرعذد‬ ‫ك ارلفأرويز ارلأعذظييم{َ ‪ -‬سورةا التوبة‪ ، -100/‬و }أوأمن ييأشاقذ ذ‬ ‫ذفيأها أأبأودا أذلذ أ‬
‫ت‬‫صلذذه أجهأنلأم أوأساء ر‬‫أما تأبأيلأن لأهي ارلهيأدىَ أويأتلبذرع أغريأر أسذبيذل ارليمرؤذمذنيأن نيأولبذه أما تأأوللى أوني ر‬
‫صيورا{َ ‪ -‬سورةا النساء‪-115/‬‬ ‫أم ذ‬
‫و الساس الخامس هو الفهم الصحيح للقرآن القائم على ثوابت الشرع و مقاصده ‪،‬و‬
‫على صريح المعقول و العلم الصحيح ‪ ،‬قال تعالى ‪} :‬أأفأأل يأتأأدبليروأن ارلقيررآأن أأرم أعألى‬
‫ك لبيألدبليروا آأياتذذه أولذيأتأأذلكأر‬ ‫ب أأنأزرلأناهي إذلأري أ‬
‫ك يمأباأر د‬ ‫ب أأرقأفاليأها{َ سورةا محمد‪ -24/‬و}ذكأتا د‬
‫قييلو م‬
‫ب{َ ‪ -‬سورةا صا‪ . - 29/‬و هو –أي أركون – في زعمه هذا ييغالط و‬ ‫أيرويلوا ارلأرلأبا ذ‬
‫ييدلس على القراء ‪ ،‬لنه من جهة وجد معيارا فهم به بأنه ل ييوجد معيار نفهم به‬
‫السلم الصحيح بشكل معصوم ‪ ،‬لكنه من جهة أخرىَ نفى وجود معيار ييفهمنا‬
‫السلم الصحيح ‪ .‬و بمعنى آخر هو –أي أركون‪ -‬وجد معيارا فهم به زعمه الباطل ‪،‬‬
‫و غيره ل يجد معيارا يفهم به السلم على حقيقته !! ‪ .‬و واضح من ذلك أن هذا‬
‫‪211‬‬
‫نفس الرجع ‪ ،‬صا‪. 146 :‬‬
‫الرجل ليس أنه أراد فهم السلم بصدق فلم يجد إلى ذلك سبيل ‪ ،‬و إنما هو ييريد من‬
‫وراء ذلك إثارةا الشبهات ‪ ،‬و تشكيك المسلمين في دينهم لصرفهم عنه ‪ ،‬متبعا في ذلك‬
‫مختلف الطرق الملتوية ‪ ،‬التي أخذها عن شيوخه المستشرقين ‪.‬‬
‫و أما الخطأ الخير – الرابع من المجموعة الرابعة‪ ، -‬فيتعلق بخطأ أركون في‬
‫ت أأبأودا أولأ تأقيرم أعلأأى قأربذرذه إذنلهيرم‬ ‫صبل أعألى أأأحمد بمرنيهم لما أ‬ ‫تفسيره لقوله تعالى ‪}- :‬أولأ تي أ‬
‫أكفأيرورا ذبارلذ أوأريسولذذه أوأمايتورا أوهيرم أفاذسيقوأن {َ ‪ -‬سورةا التوبة‪ ،-84/‬فقال ‪ :‬إنه ينبغي على‬
‫النبي أن يرفض الصلةا على واحد منهم ‪ ،‬أي من المشركين ‪ ،‬عندما يموت‪. 212‬‬
‫و قوله هذا غير صحيح تماما ‪ ،‬لن الية تتكلم عن طائفة من المسلمين تخلفوا‬
‫عن الجهاد ‪ ،‬و فرحوا بمقعدهم خلف رسول ا –عليه الصلةا و السلم ‪ ، -‬و‬
‫كرهوا أن ييجاهدوا بأموالهم و أنفسهم في سبيل ا ‪ ،‬و قالوا ل تنفروا في الحر ‪،‬‬
‫فأنزل ا تعالى فيهم قرآنا كشفهم فيه ‪ ،‬و نهى نبيه عن الصلةا عليهم إن هم ماتوا ‪ ،‬و‬
‫اذ أوأكذريهورا‬ ‫ف أريسوذل ر‬ ‫تفصيل ذلك في قوله تعالى ‪}- :‬فأذرأح ارليمأخلليفوأن بذأمرقأعذدذهرم ذخلأ أ‬
‫اذ أوأقايلورا لأ أتنفذيرورا ذفي ارلأحبر قيرل أناير أجهأنلأم أأأشلُد‬ ‫أأن ييأجاذهيدورا بذأ أرمأوالذذهرم أوأأنفيذسذهرم ذفي أسذبيذل ر‬
‫ضأحيكورا قأذليلو أورليأربيكورا أكذثيورا أجأزاء بذأما أكاينورا يأركذسيبوأن ‪،‬فأذإن‬ ‫أحوررا للرو أكاينوا يأرفقأيهوأن ‪ ،‬فأرليأ ر‬
‫ج فأيقل للن تأرخيريجورا أمذعأي أأبأودا أوألن تيأقاتذيلورا‬ ‫ك لذرليخيرو ذ‬‫طآَئذفأمة بمرنهيرم أفارستأأرأذينو أ‬
‫اي إذألى أ‬ ‫ك ر‬ ‫لرأجأع أ‬
‫أ‬
‫صبل أعألى أأحمد بمرنيهم‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫أ‬ ‫ر‬
‫ضييتم ذبالقييعوذد ألوأل أملرمةا أفارقيعيدوا أمأع الأخالذذفيأن أولأ تي أ‬ ‫أمذعأي أعيدوروا إذنليكرم أر ذ‬
‫ت أأبأودا أولأ تأقيرم أعلأأى قأربذرذه إذنلهيرم أكفأيرورا ذبارلذ أوأريسولذذه أوأمايتورا أوهيرم أفاذسيقوأن {َ ‪-‬سورةا‬ ‫لما أ‬
‫التوبة‪-84-81/‬‬
‫فاليةم ل تتعلق أبدا بالشركيم على ما ادعاه أركون ‪ ،‬لنم ل يكونوا مع السلمحيم فئ الدينةم ‪،‬‬
‫و الصلة ل تكون إل على السلم ل علئى الكئافر ‪ ،‬فأمر الئ تعئال رسائوله بعئدما الصئلة علئى تلئك‬
‫الطائفةم من السلمحيم كعقاب لم على تلفهم و تكاسالهم عن الهئئاد ‪ ،‬و ليئئس لنئم مئئن الشئئركيم‬
‫‪ .‬و ل أدري هل أنه‪-‬أي أركون‪ -‬أخطأ فيمحا ذهب إليه أما ‪ ،‬تعمحئئد ذلئئك ؟ ‪ ،‬مئئع أن اليئئةم واضئئحةم‬
‫ف أنا ل تتعلق بالشركيم ‪.‬‬
‫و أما المحوعةم الامسةم ‪ ،‬فتتضمحن ساتةم أخطاء تتعلق بفهئئم القئئرآن و التعامئئل معئه ‪ ،‬أولئا إنئئه –‬
‫أي أركون‪ -‬سى القرآن الكري بالطاب النبحوي‪ . 213‬و عمحله هذا باطئل مئئردود عليئه ‪ ،‬فيئه تريئئف و‬
‫تئئدليس و افئ ئتاء علئئى الئ ئ و رسائ ئوله و الئئؤممنيم ‪ .‬لن القئئرآن الكريئ ئ إذا كئئان النئئب‪-‬عليئئه الصئئلة و‬
‫السلما‪ -‬هو الذي جاء بئئه‪ ،‬فل يصئح أن نسئمحيه بالطئاب النبحئوي ‪ ،‬لربعئةم أمئور أسااسائيةم ‪ ،‬أولئا إن‬
‫ال ئ تعئئال سئئى كتئئابه قرآنئئا ‪ ،‬و فرقانئئا ‪ ،‬و وحيئئا ‪ ،‬و ذك ئرا ‪ ،‬و نئئورا ‪ ،‬و وصئئفه بئئأنه كلمئئه ‪،‬و ل ئ‬
‫يسئئمحيه خطابئئا نبحويئئا ‪ .‬و ثانيهئئا إن رسائئول ال ئ –عليئئه الصئئلة و السئئلما‪ -‬ل ئ يقئئل للنئئاس أن القئئرآن‬
‫الذي جاء به هو خطابه ‪ ،‬و إنا قال لم ‪ :‬إنه كتاب ال‪ . 214‬و المئئر الثئئالث هئئو أن الصئئحابةم و‬

‫‪212‬‬
‫الفكر السالمي ‪ ،‬صا‪. 103 :‬‬
‫‪213‬‬
‫الفكر الصول ‪ ،‬صا‪. 71 ، 30 :‬‬
‫‪214‬‬
‫أنظر مثل ‪ :‬البحخاري ‪ :‬الصحيح ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪ ، 268 ، 245 :‬ج ‪ 2‬صا‪. 980 :‬‬
‫التئئابعيم و السئئلمحيم مئئن بعئئدهم كلهئئم فرق ئوا بيم ئ القئئرآن و السئئنةم ‪ ،‬الول هئئو كلما ال ئ تعئئال ‪ ،‬و‬
‫الثئئان هئئو كلما رسا ئوله –عليئئه الصئئلة و السئئلما‪ . -‬و آخرهئئا –أي المئئر الرابئئع – هئئو أن تسئئمحيةم‬
‫أركون ل تصح شرعا و ل عقل ‪ ،‬لنا تتضئئمحن تدليسئئا و تريفئا لصئئطلح شئئرعي تئاريي ممحئئع عليئه‬
‫‪ ،‬كمحا أنا توحي بأنا تسمحيةم تتعبخ عن خطاب بشري ‪ ،‬و ل تتعبخ عن خطاب إلئئي ‪ .‬و هئئذا الئئذي‬
‫أراد أركئ ئئون الوصئ ئئول إليئ ئئه ‪ ،‬مئ ئئن تريفئ ئئه للمحصئ ئئطلح الشئ ئئرعي ‪ ،‬إتبحاعئ ئئا لهئ ئوائه و مئ ئئذهبحيته ‪،‬و التزّامئ ئئا‬
‫بشروعه العلمحان التغريب ‪ ،‬الذي ساتتضح معاله أكثر فيمحا سايأت مئن كتابنئا هئذا إن شاء الئ تعئال‬
‫‪.‬‬
‫و أم ئئا الط ئئأ الث ئئان فيتمحث ئئل فئ ئ قئ ئوله ‪ )) :‬نلح ئئظ أن المحاعئئةم الدي ئئدة الطالع ئئةم –أي جاع ئئةم‬
‫السلمحيم‪ -‬قد بلورت مفهوما ال من جديد ليس مئن أجئل مضئامينه الاصئةم الصئرفةم ‪ ،‬و إنئا بالدرجئةم‬
‫الول من أجل تسفيه طريقةم اساتخدامه من قبحل أهل الكتاب (( ‪ ،‬أي اليهود و النصارى‪. 215‬‬
‫و زعمحه هذا باطل مردود عليه ‪ ،‬و افتاء على ال و رساوله و الصحابةم ‪ ،‬لن الذي حدد‬
‫مفهئوما الئ ف ئ السائئلما هئئو ال ئ وحئئده و ليسئئت جاعئئةم السئئلمحيم ‪ ،‬حئئدده سائبححانه فئ كتئئابه العزّيئئزّ‬
‫الكيم ‪،‬و على لسان رساوله الكري‪-‬عليه الصلة و السلما ‪ .‬كمحا أن ذلك التحديئد لئ يكئن –كمحا‬
‫زعم أركون‪ -‬موجهئا بالدرجئةم الولئ للئرد علئى اليهئود و النصئارى فئ مفهئوما الئ عنئدهم ‪ ،‬و إنئا مئن‬
‫أجئ ئئل احقئ ئئاق الئ ئئق ‪ ،‬و إرجئ ئئاع البحشئ ئريةم جعئ ئئاء إلئ ئ عبحئ ئئادة ربئ ئئا عبحئ ئئادة صئ ئئحيحةم أول ‪ ،‬ثئ ئ إرجئ ئئاع‬
‫النحرفيم من أهل الكتاب إل الدين الق ثانيا ‪.‬‬
‫و الطئأ الثئالث يتعلئق بطريقئةم أركئون فئ عرضئئه للجهئاد زمئن النئب‪-‬عليئئه الصئلة و السئلما‪ ، -‬و‬
‫صئيور علئئى‬ ‫موقفه منه ‪ ،‬فعنئدما عليئق علئى سائئورة التوبئةم ‪،‬و تعئيرض للجهئئاد زعئئم أنئئه –أي الهئاد‪ )) -‬ت‬
‫هيئةم القتال من أجئئل الئ ((‪ . 216‬و زعمحئه هئذا تضئمحن تشئكيكا و طعنئئا و تكئئذيبحا للقئئرآن ‪ ،‬فهئو –‬
‫أي أركون‪ -‬تعيرض للمحوضوع بطريقةم تشئي إلئ أن الهئاد لئ يكئن فئ حقيقتئئه جهئادا فئ سائبحيل الئ ‪،‬‬
‫صيور علئى هيئةم ذلئك الهئاد ‪ ،‬و هئذا افئتاء علئى القئرآن و السنةم ‪ ،‬و القيقئةم التارييئةم الثابتةم‬ ‫و إنا ت‬
‫الناصعةم ‪ ،‬الت أغفلها أركون ‪ ،‬انتصارا للبحاطل و طعنا ف السالما ‪.‬‬

‫صرور ‪ ،‬و كأن الذي فرض‬ ‫صرور بصيغة المبني للمجهول ‪ :‬ي‬ ‫إنه استخدم فعل ي‬
‫الجهاد غير معروف ‪ ،‬أو أنه لم يرد أن يذكر الحقيقة ‪ ،‬و هي أن ا تعالى هو الذي‬
‫ب أعلأرييكيم ارلقذأتايل أوهيأو يكررهد‬‫فرض الجهاد على رسوله و المؤمنين ‪ ،‬قال سبحانه ‪}- :‬يكتذ أ‬
‫لليكرم أوأعأسى أأن تأركأريهورا أشريوئُا أوهيأو أخريدر لليكرم أوأعأسى أأن تيذحلُبورا أشريوئُا أوهيأو أشلُر لليكرم أو ر‬
‫اي‬
‫اأ ارشتأأرىَ ذمأن ارليمرؤذمذنيأن أأنفيأسهيرم‬ ‫يأرعلأيم أوأأنتيرم لأ تأرعلأيموأن{َ ‪ -‬سورةا البقرةا‪ ،-216/‬و}إذلن ر‬

‫‪215‬‬
‫الفكر السالمي ‪ ،‬صا‪. 101 :‬‬
‫‪216‬‬
‫نفس الرجع ‪ ،‬صا‪. 98 :‬‬
‫اذ فأيأرقتييلوأن أوييرقتأيلوأن أورعودا أعلأريذه أح روقا ذفي‬
‫أوأأرمأوالأيهم بذأ ألن لأهييم الأجنلةأ ييأقاتذيلوأن ذفي أسذبيذل ر‬
‫اذ أفارستأربذشيرورا بذبأريذعيكيم اللذذي أبايأرعيتم بذذه‬
‫التلروأراذةا أواذلنذجيذل أوارلقيررآذن أوأمرن أأروأفى بذأعرهذدذه ذمأن ر‬
‫ك هيأو ارلفأرويز ارلأعذظييم{َ ‪ -‬سورةا التوبة‪ .-111/‬فالجهاد الذي خاضه الرسول‪-‬صلى‬ ‫أوأذلذ أ‬
‫ا عليه و سلم‪ -‬و صحابته الكرام ‪ ،‬كان جهادا بأمر ا و من أجله ‪ ،‬و كان جهادا‬
‫حقيقيا ليس وهما و ل خيال ‪ .‬و أركون يعرف ذلك تماما ‪ ،‬لكنه تعمد ذلك ‪ ،‬و قرأ‬
‫النصوصا الشرعية و الحقائق التاريخية بخلفياته المذهبية الباطلة المغرضة و‬
‫أسقطها عليها إسقاطا ‪.‬‬

‫و أما الطأ الرابع فيتعلق بئافتاء أركئون علئى القئرآن فئ الحتجئاج بئه ‪ ،‬و ذلئك أنئه عنئدما انتقئد‬
‫الحبحئئاري ممحئئد بئئن إسائئحاق فئ طريقئئةم كتئئابته للسئئية النبحويئئةم ‪ ،‬قئئال عنئئه ‪ :‬إنئئه كتئئب )) سائئية إنسئئان‬
‫يدعوه غالبحا برساول ‪ ،‬ف حيم أن القرآن قد أل على البحعد النسان البححت لشخصيته ((‪. 217‬‬
‫و قوله هذا فيه باطل كثي ‪ ،‬و زعم مردود عليه ‪ ،‬فهذا الرجئل‪-‬أي أركئون‪ -‬ينزّعئج و يتضئايق‬
‫‪ ،‬مئئن اسائئتخداما ابئئن إسائئحاق –و كئئل السئئلمحيم‪ -‬لعبحئئارات ‪ :‬ممحئئد رسائئول ال ئ ‪ .‬فهئئو كئئأنه يريئئد أن‬
‫ينع الناس من إيانم بنبحوته ‪ ،‬و تسمحيته برساول ال‪-‬عليه الصلة و السلما ‪، -‬و يعرض عليهم بدل‬
‫فكره التغريب ‪ .‬و فعله هذا ليس من العلم ف شيء ‪ ،‬و ل يت إل اليدة العلمحيةم بصئئلةم ‪ ،‬فل يئئق‬
‫له أن يعتض على غيه فيمحا آمن به ‪ ،‬و يعرض عليه من جهةم أخرى فكره الخئئالف للشئئرع ‪ ،‬فعليئئه‬
‫أن يتما عقائد من تيالفه ‪ ،‬و ل يتدخل فيها بالتدليس و التغليط و الفتاء ‪.‬‬
‫و هو أيضا قد افترىَ على القرآن فيما زعمه ‪ ،‬لن القرآن الكريم هو الذي سمى‬
‫محمدا رسول ا –عليه الصلةا و السلم – و ليس محمد ابن إسحاق ‪،‬و ل غيره من‬
‫المسلمين ‪ ،‬قال تعالى ‪}- :‬لما أكاأن يمأحلمدد أأأبا أأأحمد بمن برأجالذيكرم أولأذكن لريسوأل ل‬
‫اذ أوأخاتأأم‬
‫اي بذيكبل أشريمء أعذليوما{َ ‪ -‬سورةا الحزاب‪ ، -40/‬و }أيا أألُيأها اللريسويل بألبرغ أما‬ ‫النلبذبييأن أوأكاأن ل‬
‫اأ لأ‬ ‫س إذلن ر‬
‫ك ذمأن اللنا ذ‬ ‫ت ذرأسالأتأهي أو ر‬
‫اي يأرع ذ‬
‫صيم أ‬ ‫ك أوذإن للرم تأرفأعرل فأأما بأللرغ أ‬
‫ك ذمن لربب أ‬‫يأنذزأل إذلأري أ‬
‫يأرهذدي ارلقأروأم ارلأكافذذريأن{َ ‪ -‬سورةا المائدةا‪. -67/‬‬

‫و أما زعمحه بأن القرآن )) أل على البحعئد النسئان البححئت لشخصئيته (( ‪ ،‬فهذا افئتاء علئى‬
‫القئئرآن ‪ ،‬و تريئئف لئئه ‪ ،‬لن القئئرآن أل ئ و كئئرر م ئرارا علئئى أن ممحئئدا بشئئر رسائئول ‪ ،‬و ليئئس بش ئرا‬
‫لئ أعنعئا إلعلتتكئوم إللعئهق عوالحئقد‬
‫فقط ‪ ،‬و ل رساول فقط ‪ ،‬كقوله تعال ‪}- :‬قتول إلنعنا أععنا بععشقر مثوئلتتكوم تيوعحى إل عن‬
‫لا عوعل يتوشلروك بلعلعبحاعدةل عربمله أععحةدا{ٍ ‪ -‬سائئورة الكهئئف‪-110/‬‬ ‫فعمحن عكاعن يئرجو للعقاء ربمله فعئوليئعمحل عمحةل ل‬
‫صا ة‬
‫ع عوع و عع ع‬ ‫عو ت‬ ‫ع‬
‫ت إعلن بععش ئةرا نرتسائئوةل{ٍ ‪ -‬سائئورة السا ئراء‪ . -93/‬فئئالقرآن الكري ئ نئئص و‬ ‫و } قتئول تسا ئوبحعحاعن عرمب ئ عه ئول تكن ئ ت‬
‫أك ئئد عل ئئى ممح ئئد البحش ئئر الرسا ئئول ‪ ،‬و ل ش ئئك أن أرك ئئون يعل ئئم ذل ئئك ‪ ،‬لكن ئئه أغفل ئئه ليئد عل ئئى اب ئئن‬
‫إساحاق ‪ ،‬عندما انزّعج منه بإكثاره من ترديد ‪ :‬رساول ال ‪ ،‬فأخذ طرفا من اليات الت نصت علئئى‬

‫‪217‬‬
‫تارييةم الفكر ‪ ،‬صا‪. 83 :‬‬
‫بش ئريةم الرسائئول ‪ ،‬و أغفئئل اليئئات الخئئرى ‪ ،‬ليد بئئا علئئى ابئئن إسائئحاق ‪ ،‬ليئئس لنئئه يئتئؤممن بتلئئك‬
‫اليئئات ‪ ،‬أو أنئئه يريئئد القيقئئةم ‪ ،‬و إنئئا )) ليئتئدين ابئئن إسائئحاق الئئذي أرتكئئب‪-‬حسئئب رأيئئه‪ -‬جريئئةم‬
‫الكثئئار مئئن ترديئئد ‪ :‬رسائئول ال ئ !! (( ‪ ،‬إنئئه‪-‬أي أركئئون‪ ، -‬رجئئل بعيئئد جئئدا عئئن الوضئئوعيةم العلمحيئئةم‬
‫‪،‬واقع تت تأثي مذهبحيته الفكريةم ‪ ،‬فنعوذ بال من ذلك‪.‬‬
‫و أما الطأ الامس فيتعلق بوقف أركون من الوحي و إبعاد القرآن كمحصدر لعرفةم مفهومه –أي‬
‫الوحي‪ ، -‬فقد ادعى أنه سايزّحزّح بعئض السئائل القديئةم إلئ إطئئار الشئكلةم – أي إثئارة الشئئكالت‬
‫و الشبحهات‪ -‬منها مفهوما الوحي ‪ ،‬فزّعم أنه مفهوما معقد جئئدا ‪ ،‬و لئ تيفكئئك بعئئد ‪ ،‬و هئئو مرجعيئئةم‬
‫إجبحاريةم عند اليهود و النصارى و السلمحيم ‪. 218‬‬
‫و ردا عليئه أقئول ‪ :‬أول إن مسئألةم الئوحي فئ القئرآن و السئنةم ‪ ،‬ليسئت مشئكلةم و ل هئي معقئدة‬
‫أصل ‪ ،‬هي مشروحةم و مفهومةم ‪،‬و ل تيوجد أي إشكال حولا ‪ ،‬فال تعال يقول ‪}:‬عوعما عكاعن للبحععشنر‬
‫ب أعوو يئتورلسائ ئعل عرتسائ ئوةل فعئيئت ئئولحعي بلئ ئلإوذنلله عمئ ئئا يععشئ ئئاء إلنئ ئهت ععللئ ئيي‬‫عأن يعكلممحئ ئهت اللنئ ئهت إلنل ووحيئ ئئا أعو لمئ ئئن وراء لحجئ ئئا ن‬
‫ع‬ ‫عع‬ ‫ع ة و‬ ‫ت ع‬
‫ل‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ل‬
‫ك لتعتكئئوعن م ئعن الوتمحن ئذلريعن{ٍ‬ ‫يم ئ ‪ ،‬ععلعئئى قعئولبحلئ ع‬ ‫عحكي ئقم{ٍ ‪ -‬سائئورة الشئئورى‪ ، -51/‬و}نع ئعزّعل بلئه ال ئيروتح اولعم ت‬
‫‪-‬ساورة الشعراء ‪ ،-194-193/‬و }فعلإعذا قعئعرأوعناهت عفاتنبحلوع قتئورآنعته{ٍ ‪ -‬سائئورة القيامئئةم‪ ،-18/‬فل تيوجئئد أي‬
‫إشكال ف موضوع الوحي من حيث القرار و الفهئوما العئئاما ‪ ،‬مئع الهئئل التئاما مئئن حيئئث إدراك كنئه‬
‫عمحليئةم الئئوحي ‪ ،‬فهئئي ل يئئس بئئا الرسائئول‪-‬عليئئه الصئئلة و السئئلما‪ . -‬و قئئد صئئحت الحئئاديث عئئن‬
‫بعض مظاهر كيفيةم تلقي النب –عليه الصلة و السلما‪ -‬للوحي بعضها ف صحيح البحخاري‪. 219‬‬
‫و هو أيضا مغالط و متناقض مع نفسه فيمحا ادعاه ‪ ،‬لنه إذا كان تيؤممن حقا بفكرة الوحي الت‬
‫ذكرها القرآن الكري ‪ ،‬فعليه أن يفهمحهئا مئن الكتئاب و السنةم ‪ ،‬فهئي واضئحةم مفهومئةم منئذ أكثر مئن‬
‫‪ 14‬قرنا ‪ . ،‬و إما إذا كان ل تيؤممن با أصئل ‪ ،‬فعليئه أن يتكهئا كليةم ‪ ،‬إذا كئان صئادقا مئع نفسئه‬
‫‪ ،‬و ل داع لثارة الشكوك و الشبحهات و الشكالت حولا ‪ ،‬و الزّعم بأنا معقئئدة ‪ ،‬فهئئو ل يئتئؤممن‬
‫با أصل ‪ ،‬فكيف هي معقدة جدا ؟ ! ‪ .‬و إما إذا كان تيسلم بإمكانيئئةم الئئوحي مئئن الناحيئئةم العقليئةم‬
‫‪ ،‬و ل يئتئؤممن بئئأي ديئئن ‪ ،‬فليئئتك الديئئان لالئئا ‪ ،‬فهئئي لئئا منطقهئئا و منطلقاتئئا ‪ ،‬و هئئو لئئه منطقئئه‬
‫عليئئه أن يسئئتخدمه لاولئئةم فهئئم مفه ئوما الئئوحي إن وجئئد إل ئ ذلئئك سا ئبحيل ‪ ،‬بالعتمحئئاد علئئى فكئئره و‬
‫خياله ‪.‬‬

‫و أمئئا الطئئأ الخيئ –أي السئئادس‪ -‬فيتعلئئق بطريقئئةم أركئئون فئ تفسئئيه لبحعئئض اليئئات و تعئئامله‬

‫‪218‬‬
‫أركون ‪ :‬القرآن ‪ ،‬صا‪. 28-27 :‬‬
‫‪219‬‬
‫ج ‪ 1‬صا‪ ، 4 :‬ج ‪ 3‬صا‪. 1776 :‬‬
‫معها ‪ ،‬فعندما تكلم عن اليةم الامسةم‪ 220‬من ساورة التوبئئةم ‪ ،‬قئال ‪ )) :‬نلحئئظ أن وصئئف العارضئئيم‬
‫تيتزّل إل اسام واحد ‪ :‬الشركيم ‪ ،‬فقد جرى رميهم جيعا و بكل قسوة ف سااحةم الشئر و السئلب و‬
‫الوت ‪ ،‬من دون تقدي أي مبخر لذه الدانةم ف السئئياق البحاشئئر علئئى القئئل ((‪ . 221‬و قئئال أيضئئا ‪:‬‬
‫)) لقد ترموا كليةم و نائيا و بشكل عنيئف فئ سائاحةم الشئر و السئلب ‪ ،‬دون أن يتقئدما النئص القرآنئ‬
‫أي تفسي أو تعليل لذا الرفض و الطرد ((‪. 222‬‬
‫و ردا عليه أقئول ‪ :‬إن أركئون يتعئاطف مئع الشئركيم و يتعصئب لئم ‪ ،‬و يتهئم الئ تعئال بأنه ظلئم‬
‫الشئئركيم و قسئئا عليهئئم ‪ ،‬مئئن دون تقئئدي أي تفسئئي و ل تعليئئل لئئذلك ‪ .‬و قئ ئوله هئئذا زعئئم باطئئل‬
‫مردود عليه ‪ ،‬و فيه تدليس و تغليط ‪ ،‬لنئه كئان عليئه أول أن ينظئر إلئ الوضئوع مئن جئذوره و مئن‬
‫كئئل جئوانبحه ‪ ،‬لن هئئؤملء الشئئركيم الئئذين تعئئاطف معهئئم و دافئئع عنهئئم ‪ ،‬هئئم الئئذين حئئاربوا السائئلما‬
‫منذ ظهوره ‪ ،‬حاربوه بكل ما يلكون من قوة و وساائل ‪ ،‬و أبوا أن تيؤممنوا بدين ال تعئئال ‪ ،‬و وقفئوا‬
‫ف وجهه ‪ ،‬فهل تيوجد جرما أكئبخ مئن هئذا ؟ ‪ .‬أليئس مئن حئق السائلما أن يئذما هئؤملء و تيزّيهئم مئن‬
‫طريقه ‪،‬و هم قد بدؤه أول مرة ؟ ‪ .‬و أركون يعرف ذلك جيدا ‪ ،‬لكن الوى أعمحاه و أصمحه ‪.‬‬
‫و مما ييثبت ذلك ‪ ،‬و ييبين أن أركون مغالط و ليس موضوعيا ‪ ،‬أنه عندما زعم أن‬
‫القرآن لم ييقدم تفسيرا و ل تعليل في إدانته للمشركين ‪،‬أغمض عينيه عن اليات التي‬
‫ترد عليه و يتفحمه ‪ ،‬و أكأذب على القرآن الكريم في اتهامه له ‪ ،‬فاليات التي تلت الية‬
‫الخامسة من سورةا التوبة فيها رد دامغ قاطع يمفذحم على اتهامات أركون ‪ ،‬عندما‬
‫ذركرت بأعمال المشركين القبيحة التي يستحقون بها الدانة و الذم و الطرد و القتال ‪،‬‬
‫فارتكب أركون جريمتين ‪ ،‬الولى اتهامه للقرآن بما ذكرناه عنه سابقا ‪ .‬و الثانية‬
‫سكوته عن الحقيقة ‪ ،‬و هي اليات التي ترد عليه و أغفلها أركون‪ ،‬نذكرها من الية‬
‫الخامسة إلى الية ‪ 13‬من سورةا التوبة ‪ ،‬قال تعالى ‪}:‬فأإ ذأذا انأسلأأخ الأرشهيير ارليحيريم‬
‫صمد فأذإن‬ ‫صيروهيرم أوارقيعيدورا لأهيرم يكلل أمرر أ‬ ‫ث أوأجدتلُيموهيرم أويخيذوهيرم أوارح ي‬ ‫أفارقتييلورا ارليمرشذرذكيأن أحري ي‬
‫اأ أغيفودر لرذحيدم ‪،‬أوإذرن أأأحدد بمأن‬ ‫صلأةاأ أوآتأيورا اللزأكاةاأ فأأخلُلورا أسذبيلأهيرم إذلن ر‬ ‫أتايبورا أوأأأقايمورا ال ل‬
‫اذ ثيلم أأربلذرغهي أمأرأمنأهي أذلذ أ‬
‫ك بذأ أنلهيرم قأرودم لل‬ ‫ك فأأ أذجررهي أحلتى يأرسأمأع أكلأأم ر‬ ‫ارليمرشذرذكيأن ارستأأجاأر أ‬
‫اذ أوذعنأد أريسولذذه إذلل اللذذيأن أعاأهدتلُرم ذعنأد‬ ‫ف يأيكوين لذرليمرشذرذكيأن أعرهدد ذعنأد ر‬ ‫يأرعلأيموأن ‪ ،‬أكري أ‬
‫ف أوذإن‬‫ب ارليمتلذقيأن ‪ ،‬أكري أ‬ ‫اأ ييذح لُ‬ ‫ارلأمرسذجذد ارلأحأراذم فأأما ارستأأقايمورا لأيكرم أفارستأذقييمورا لأهيرم إذلن ر‬
‫ضونأيكم بذأ أرفأواذهذهرم أوتأأرأبى قييلوبيهيرم أوأأركثأيرهيرم‬ ‫ظهأيروا أعلأرييكرم لأ يأررقييبورا ذفييكرم إذلور أولأ ذذلمةو ييرر ي‬ ‫يأ ر‬
‫صلُدورا أعن أسذبيلذذه إذنلهيرم أساء أما أكاينورا يأرعأميلوأن ‪،‬‬ ‫اذ ثأأمونا قأذليلو فأ أ‬ ‫ت ر‬‫أفاذسيقوأن ‪ ،‬ارشتأأررورا ذبآَأيا ذ‬
‫صلأةاأ أوآتأيورا‬ ‫ك هييم ارليمرعتأيدوأن ‪،‬فأذإن أتايبورا أوأأأقايمورا ال ل‬ ‫لأ يأررقييبوأن ذفي يمرؤذممن إذلور أولأ ذذلمةو أوأيرولأئُذ أ‬
‫ت لذقأرومم يأرعلأيمون ‪،‬أوذإن نلأكيثورا أأريأمانأيهم بمن بأرعذد‬ ‫صيل الأيا ذ‬ ‫اللزأكاةاأ فأإ ذرخأوانييكرم ذفي البديذن أونيفأ ب‬
‫طأعينورا ذفي ذدينذيكرم فأأقاتذيلورا أأئذلمةأ ارليكرفذر إذنلهيرم لأ أأريأماأن لأهيرم لأأعللهيرم أينتأيهوأن ‪ ،‬أألأ‬ ‫أعرهذدذهرم أو أ‬
‫‪220‬‬
‫هي قوله تعال ‪ )) :‬فإذا انسلخ الشهر الرما فاقتلوا الشركيم ‪. (( ...‬‬
‫‪221‬‬
‫أركون ‪ :‬القرآن ‪, 64 ،‬‬
‫‪222‬‬
‫الفكر السالمي ‪ ،‬صا‪. 96 :‬‬
‫ج اللريسوذل أويهم بأأديؤويكرم أألوأل أملرمةا أأتأرخأشرونأهيرم‬
‫تيأقاتذيلوأن قأرووما نلأكيثورا أأريأمانأهيرم أوهألُمورا بذإ ذرخأرا ذ‬
‫ق أأن تأرخأشروهي ذإن يكنيتم لُميؤذمذنيأن{َ ‪-‬سورةا التوبة‪ ، -13-5 /‬فهذه اليات واضحات‬ ‫أفارلي أأأح لُ‬
‫بينات في ذكر أعمال و جرائم المشركين في حق السلم و المسلمين ‪ ،‬لكن أركون‬
‫أغفلها و افترىَ على ا تعالى في نسبة الظلم إليه ‪،‬و تناسى أن ا تعالى ليس بظلم‬
‫للعبيد ‪.‬‬

‫و أما المحوعةم السابعةم فتتضمحن أربع أخطاء ‪ ،‬تتعلق بفهئم أركئئون للقئرآن و نظرتئئه إليئئه ‪ ،‬أولئئا‬
‫نظرت ئئه إلئ ئ العج ئئاز العلمح ئئي فئ ئ الق ئئرآن الكريئ ئ ‪ ،‬فق ئئال ‪ :‬إن الق ئئرآن ك ئئالتوراة تام ئئا يتق ئئدما )) بع ئئض‬
‫العلومئ ئئات الوليئ ئئةم العديئ ئئدة و الدقيقئ ئئةم قليل أو كئ ئئثيا (( ‪ ،‬الئ ئئت تنتسئ ئئب إل ئ ئ عئ ئئدة عل ئ ئوما طبحيعيئ ئئةم و‬
‫إنسانيةم‪. 223‬‬
‫و ردا عليئئه أقئئول ‪ :‬أول إن التسئئويةم بيم ئ القئئرآن و التئئوراة ف ئ مئئال العل ئوما و مقارنئئةم الديئئان ‪ ،‬و‬
‫التاريخ ‪ ،‬و العقائد ‪ ،‬و النبحياء ‪ ،‬و غيها ‪ ،‬ل تصئح مطلقئئا ‪ ،‬و هئي أمئئر باطئل تامئئا ‪ ،‬و ل مئال‬
‫للمحقارنةم بينهمحا ‪ ،‬و ذلك من أربعةم جوانب رئيسيةم على القل – مئن بئاب الثئال ل الصئر ‪ -‬أولئئا‬
‫مئئن حيئئث الصئئحةم التوثيقيئئةم لكئئل منهمحئئا ‪ ،‬فئئالقرآن الكري ئ يتمحتئئع بالصئئحةم التوثيقيئئةم إسائئنادا و متنئئا و‬
‫كتابةم ‪ ،‬لكن التوراة ل تتمحتع بأي من ذلك‪. 224‬‬
‫و الئانب الثان يتعلئق بئالتوى ‪ ،‬مئن حيئث التناقضئات و الخطئاء و الرافئات ‪ ،‬و هئذه المئور‬
‫ل وجود لا ف القرآن ‪ ،‬لكنها موجود بكثرة ف التوراة و الناجيل ‪ ،‬و قد سابحق ذكر نئئاذج منهئئا فئ‬
‫المحوعةم الثانيةم من هذا البححث ‪.‬‬
‫و أمئئا الئئانب الثئئالث ‪ ،‬فيتعلئئق بالعلومئئات العلمحيئئةم ذات الصئئلةم بئئالعلوما الديثئئةم ‪ ،‬فهئئذا النئئوع‬
‫موجئئود بكئئثرة ف ئ القئئرآن الكري ئ ‪ ،‬يتئئوزع علئئى عل ئوما كئئثية ‪ ،‬كالفلئئك ‪ ،‬و الطئئب ‪ ،‬و الغرافيئئا ‪ ،‬و‬
‫الفيزّيئاء ‪ ،‬و اليولوجيئا‪. 225‬و أمئا التئوراة فالعلومئات العلمحيةم فيها ‪ ،‬قليلئةم جئدا ‪ ،‬بالقارنئةم إلئ القئرآن‬
‫الكري‪. 226‬‬
‫و الانب الخي –أي الرابع‪ -‬يتعلق بصحةم العلومات العلمحيةم ف القرآن و التوراة من عدمها ‪،‬‬
‫و هذا أمر غايةم ف الهيةم أغفله أركون و ادعى الساواة التامةم بينهمحا ‪ ،‬و كان عليه أن يتثبحت دعواه‬

‫‪223‬‬
‫تارييةم الفكر ‪ ،‬صا‪. 199 :‬‬
‫‪224‬‬
‫سابحق تناول ذلك ف المحوعةم الثانيةم من هذا البححئث ‪ .‬و سانتوسائع فئ تاريئخ القئرآن الكريئ فئ الفصئل الثئالث ‪ ،‬إن شئاء الئ‬
‫تعال ‪.‬‬
‫‪225‬‬
‫صئئنفت ف ئ ذلئئك كتئئب كئئثية جئئدا ‪ ،‬منهئئا كتئئب عبحئئد العليئئم عبحئئد الرحئئن خضئئر ‪ ،‬و كتئئب زغلئئول النجئئار ‪ ،‬و هئئي‬
‫لقئئد ت‬
‫متوفرة على شبحكةم النتنت بالان ‪ ،‬منه مثل ‪ :‬موقع إسالميات ‪ .‬و موساوعةم العجاز العلمحي ف القرآن و السنةم ‪.‬‬
‫‪226‬‬
‫راجع التوراة لتى بعينيك ‪ ،‬و انظر أيضا ‪ :‬موريس بوكاي ‪ :‬الكتب القدساةم ف ضوء العلئئم الئئديث ‪ ،‬صا‪ 39:‬و مئئا بعئئدها‬
‫‪. 145 ،‬‬
‫بالشواهد لتئدعيم قئوله ‪ ،‬لكنئه لئ يفعئل ذلئك ‪ ،‬لنئه يعلئم أنئه لن يستطيع إثبحئات دعئواه ‪ .‬و القيقئةم‬
‫أن التوراة فيها أخطاء علمحيةم فادحةم ‪ ،‬ساكت عنها أركئون ‪ ،‬تتعلئق بلئق العئال ‪ ،‬و عمحئر الكئون ‪ ،‬و‬
‫الطوفان‪ . 227‬و أما القرآن الكري فقد تكلم عئن نشئأة الكئون بطريقئةم علمحيئةم صئحيحةم معجئزّة ‪ ،‬و‬
‫أشئئار إل ئ حقئئائق علمحيئئةم كئئثية ‪ ،‬كتطئئورات النيم ئ ف ئ بطئئن أمئئه ‪ ،‬ذكرهئئا القئئرآن بطريقئئةم معجئئزّة ل ئ‬
‫صنفت فئ هئئذا الوضئئوع‬ ‫يكتشفها العلم الديث إل مؤمخرا ‪ ،‬ول تيكتشف فيه أي خطأ علمحي و قد ت‬
‫مؤملفات كثية ‪ ،‬و تأنشئت له هيئةم عاليةم تضم نبحةم من كبحار العلمحئئاء السئلمحيم الختصئئيم فئ متلئئف‬
‫العلوما الديثةم‪ ،.‬ولذا اليئةم موقع على النتنت فيه كثي من أعمحالا العلمحيةم بالان ‪.‬‬
‫و ثانيا إنه واضح من كلما أركون أنه يتريد تقزّيئ موضئئوع العجئاز العلمحئي ‪ ،‬و يسئئعى إلئ طمحسئئه‬
‫و إبعاده إن وجد إل ذلك سابحيل ‪ .‬لن هئذا الوضئوع صئخرة كئأداء فئ طريقئه الرامئي إلئ الطعئن فئ‬
‫السالما و التشكيك ف القرآن و تسويته بالتوراة و الناجيل ؛ و الدليل على ذلك الشواهد التيئئةم ‪:‬‬
‫أولئئا إنئئه عنئئدما اعئئتف بئئأن فئ القئئرآن معلومئئات علمحيئئةم سائئوى مبحاشئئرة بينئئه و بيمئ التئئوراة ‪ ،‬لكئئي ل‬
‫ينفرد القرآن بذه الاصيةم الامةم ‪.‬‬
‫و ثانيهئئا إنئئه زعئئم أن القئئرآن كئئالتوراة تامئئا يتقئئدما )) بعئئض العلومئئات الوليئئةم العديئئدة و الدقيقئئةم‬
‫قليل أو كثيا (( ‪،‬و زعمحه هئذا فيئه تقزّيئ لئا فئ القئرآن مئن إشئارات علمحيئةم ‪ ،‬عنئدما قئال ‪ )) :‬بعئض‬
‫العلومئئات الوليئئةم ((‪ ،‬ف ئ حيم ئ أن القيقئئةم هئئي أن القئئرآن الكري ئ ‪ ،‬فيئئه مئئئات ‪ ،‬بئئل آلف اليئئات‬
‫التعلقةم بالعجاز العلمحي فئ متلئئف العلئوما ‪،‬و مئئن أراد التأكئد مئئن ذلئك فلياجئع القئرآن الكريئ ‪ ،‬أو‬
‫يرجئئع إلئ الكتئئب و القئراصا التخصصئئةم فئ هئئذا الئئال ‪ ،‬فهئئي كئئثية جئئدا ‪ ،‬تل السائواق و مواقئئع‬
‫النتنت ‪ ،‬منها مؤملفات العال اليولوجي زغلول النجار ‪.‬‬
‫و الشئاهد الثئالث إنئئه –أي أركئئون‪ -‬لكئي يتقئيزّما موضئئوع العجئاز العلمحئي فئ القئئرآن ‪ ،‬و يطمحئئس‬
‫أهيته و يتبحعده من طريقه ‪ ،‬قال ‪ )) :‬لكن هذا ل يعن أبدا بأن كل اكتشئئافات العلئئم الئئديث كئئان‬
‫قئئد نئتئص عليهئئا سائئابقا فئ القئئرآن كمحئئا تئئاول أن تئئوهم بئئذلك الدبيئئات السائئلميةم التبخيريئئةم التبحجيليئئةم‬
‫العاصرة ((‪. 228‬‬
‫و قوله هذا غي صئحيح ‪ ،‬لنئه عمحئم بأن الدبيئات السائلميةم تقئول ذلئك ‪ ،‬و نئن قئد طالعنئا‬
‫كئئثيا منهئئا و لئ نعئئثر علئئى هئئذا الزّعئئم العمحئئم ‪ ،‬بئئل منهئئا مئئن يعئئارض التفسئئي العلمحئئي فئ القئئرآن أو‬
‫ت‬
‫التوساع فيه ‪ ،‬خوفا من بعض الثار السلبحيةم الت ربئا قئد تئتتب عئن الطئأ فئ التفسئي و البحالغئئةم فيئئه‪.‬‬
‫و كان عليه أن تيوثق زعمحه العمحم ‪ ،‬لكي نطلع عليه و نتأكد منه ‪.‬‬
‫ت‬

‫‪227‬‬
‫للتوساع ف ذلك أنظر ‪ :‬موريس بوكاي ‪ :‬نفس الرجع ‪ ،‬صا‪ 39 :‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫‪228‬‬
‫تارييةم الفكر ‪ ،‬صا ‪. 199 :‬‬
‫ت كتبحئئا فئ العجئئاز العلمحئئي فئ القئئرآن‪ 229‬لكبحئئار الختصئئيم فئ ذلئئك ‪ ،‬كزّغلئئول‬ ‫و قئئد طئئالع ت‬
‫النجئئار ‪ ،‬و ممحئئد علئئي البحئئار ‪ ،‬و عبحئئد العليئئم عبحئئد الرحئئن خضئئر ‪ ،‬فلئئم أجئئدهم يزّعمحئئون أن كئئل‬
‫الكتشافات الديثةم منصوصا عليها ف القرآن ‪ ،‬بئل وجئدتم حريصئيم علئى عئئدما التسئرع فئ التفسئي‬
‫‪ ،‬و البحعئئد عئئن علئ اليئئات ‪ ،‬مئئع اللئئتزّاما بالنهئئج العلمحئئي الصئئحيح فئ التفسئئي ‪ .‬و حئئت إذا قلنئئا بئئأن‬
‫بعئئض البحئئاحثيم السئئلمحيم قئئالوا بئئذلك ‪ ،‬هئئذا اسائئتثناء و ليئئس أصئئل ‪ ،‬و عليئئه فل داع لتحويئئل البحئئةم‬
‫الصغية إل قبحةم كبحية لتقزّي موضوع العجاز العلمحي ف القرآن الكري ‪ ،‬كمحا فعل أركون ‪.‬‬
‫و أما الشاهد الخي –أي الرابع‪ -‬فمحفاده أن أركون وصف ما قاما به الطبحيب الفرنسي مئئوريس‬
‫بوكاي ‪ ،‬ف كتابه ‪ :‬دراساةم الكتب القدساةم ف ضوء العارف الديثةم ‪ ،‬بئأنه تلعبحئئات وهيئئةم ترمئئي إلئ‬
‫البخهنةم على )) أن كل الكتشافات العلمحيةم كان قد تأعلن عنها ف القرآن ((‪. 230‬‬
‫و ردا عليئئه أقئئول ‪ :‬أول إن أركئئون هئئو التلعئئب ‪ ،‬لنئئه قئيزّما مئئا قئئاما بئئه مئئوريس بوكئئاي و سئئاه‬
‫تلعبحئئات ‪ ،‬بئئدعوى أنئئه قئئال ‪ :‬إن كئئل الكتشئئافات تأعلئئن عنهئئا فئ القئئرآن ‪ ،‬فهئئب أنئئه قئئال ذلئئك ‪،‬‬
‫فهل هذه القولةم تعل عمحله كله تلعبحات وهيةم ؟ ‪ .‬فهل هذه القولةم تجئئب عنئئا العمحئئل الئئاما الئئذي‬
‫قئئاما بئئه فئ دراسائئته للكتئئب القدسائئةم علئئى ضئئوء العلئئم الئئديث ؟ ‪ .‬و هئئل تجئئب عنئئا أيضئئا النتائئئج‬
‫الصئئحيحةم ‪ ،‬و الامئةم ‪ ،‬و الطية الئت توصئئل إليهئا ؟ طبحعئئا ل ‪ ،‬لكئئن أركئون سائعى جاهئدا لطمحئئس‬
‫ما قاما به بوكاي ‪.‬‬
‫و ثانيا إن أركون ل تيورد و لئو مثئال واحئدا للتلعبحئات الئت ادعى أن بوكئاي تلعئب با ‪،‬‬
‫ت كتئئاب مئئوريس‬ ‫فكئئان عليئئه أن يئتئورد و لئئو شئئاهدا واحئئدا علئئى دعئ ئواه لنتحقئئق منئئه ‪ .‬و قئئد درسائ ئ ت‬
‫بوكاي ‪ ،‬عدة مرات ‪ ،‬فوجدت أن الرجل قاما بعمحل علمحئي جاد ‪ ،‬كئان فيئه موضئوعيا إلئ حئد كبحي‬
‫‪ ،‬و دعئئم مئئا ذهئئب إليئئه بالدلئئةم و الش ئواهد الكئئثية ‪ ،‬و كئئانت لئئه فيئئه اجتهئئادات كئئثية أجئئاد ف ئ‬
‫معظمحها ‪.‬‬
‫و ثالثا إن ما زعمحه أركون بأن مئوريس بوكئاي قئال ‪ :‬إن كئئل الكتشئافات العلمحيئةم موجئودة فئ‬
‫ت علئئى مئئا يتشئئي إلئ عكئئس مئئا‬ ‫القئئرآن ‪ ،‬فهئئو قئئول لئ اعئئثر عليئئه فئ كتئئابه السئئابق الئئذكر ‪ ،‬بئئل عئئثر ت‬
‫ادعاه أركون ‪ .‬فإن بوكاي أعلن صراحةم اندهاشه و إعجابه با وجده ف القرآن الكريئ ‪ ،‬مئن إشئارات‬
‫علمحيةم كثية سابحق با العلم الديث ‪ ،‬لكنه مع ذلك ذكر أن القرآن ف أسااساه ليس )) كتابا يهئئدف‬
‫إل ئ عئئرض بعئئض الق ئوانيم الئئت تتحكئئم ف ئ الكئئون ‪ .‬إن لئئه هئئدفا دينيئئا جوهريئئا ‪ ،‬و أوصئئاف القئئدرة‬

‫‪229‬‬
‫منهئئا ‪ :‬خلئئق النسئئان بيم ئ الطئئب و القئئرآن ‪ ،‬لعلئئي البحئئار ‪ .‬و النهئئج اليئئان فئ الدراسائئات الكونيئئةم فئ القئئرآن ‪ ،‬و الظئواهر‬
‫الغرافيةم ف القرآن ‪ ،‬و ها لعبحد العليم عبحد الرحن خضر ‪ ،‬و منها مؤملفات و أقراصا لزّغلول النجار ‪.‬‬
‫‪230‬‬
‫الفكر السالمي ‪ ،‬صا‪. 260 :‬‬
‫الليةم هي الناسابحةم الرئيسيةم ف توجيه الدعوات للبحشر أن يتأملوا ف أعمحال اللق ((‪. 231‬‬
‫و ذكر أيضا أن القرآن ل توجد فيه متناقضات كروايات الناجيئئل ‪،‬و يتمحيئزّ بطئئابعه الئئاصا ‪ ،‬و‬
‫)) التوافق التاما مع العطيات العلمحيةم الديثةم ‪ ...‬فيئئه مقئالت ذات طئئابع علمحئي مئئن السئتحيل تصئيور‬
‫أن إنسئئانا فئ عصئئر ممحئئد –صئئلى الئ عليئئه وسائئلم‪ -‬قئئد اسائئتطاع أن يتؤملفهئئا ‪ ،‬و علئئى هئئذا فالعئئارف‬
‫العلمحيةم الديثةم تسمحح بفهم بعض اليات القرآنيةم الت كانت بل تفسي صحيح حت الن ((‪. 232‬‬
‫فكلمه هذا شاهد على أن الرجل قال بوجود التوافق التئاما بيمئ القئرآن و العلئوما الديثةم ‪ ،‬و‬
‫أن بعض اليات القرآنيةم تسمحح العئارف العلمحيةم الديثئةم بفهمحهئا فهمحئا صئحيحا ‪ ،‬لكنئه لئ يقئل بأن‬
‫كل الكتشافات العلمحيةم الديثةم أعلن عنها القرآن مسبحقا ‪ ،‬على ما ادعاه أركون ‪.‬‬
‫و رابعا تبحيم ل من دراسات لكتاب موريس بوكاي و موقف أركون منه ‪ ،‬أن هذا الخي –‬
‫أي أركئ ئئون‪ -‬أدان بوكئ ئئاي و عمحلئ ئئه لنئ ئئه أدرك أن عمحلئ ئئه هئ ئئو عمحئ ئئل خطيئ ئ جئ ئئدا ‪ ،‬يه ئئدما مشئ ئئروعه و‬
‫مشروع شيوخه الستشرقيم ‪ ،‬و يقوضهمحا من السااس تقويضا ‪ ،‬فاركون منذ أكئئثر مئئن ثلثيمئ سائئنةم ‪،‬‬
‫و الستشئئرقون منئئذ أكئئثر مئئن قرنيمئ مئئن الزّمئئن ‪ ،‬و هئئم يعمحلئئون كلهئئم علئئى هئئدما السائئلما عئئن طريئئق‬
‫الطعئئن فئ ئ القئئرآن و التشئئكيك فئ ئ مصئئدريته ‪ ،‬و تسئئويته بئئالتوراة و الناجيئئل ‪ ،‬و الزّعئئم بئئأنه نسئئخةم‬
‫تمشئئوهةم عنهمحئئا ‪ .‬ث ئ يئئأت عئئال فرنسئئي حئئر يئئدرس الكتئئب القدسائئةم علئئى ضئئوء العئئارف الديثئئةم ‪ ،‬و‬
‫يتثبحت بالدلةم الدامغةم بأن القرآن ل يكن أن يكون كلما بشر ‪ ،‬من جهةم ‪ ،‬و يتثبحت بالدلةم القاطعةم‬
‫بئ ئئأن التئ ئئوراة و الناجيئ ئئل‪ -‬الاليئ ئئةم‪ -‬ل يكئ ئئن أن تكئ ئئون مئ ئئن كلما ال ئ ئ ‪ ،‬بس ئ ئبحب كئ ئئثرة الخطئ ئئاء و‬
‫التناقضئئات الئئت تويهئئا مئئن جهئئةم أخئئرى ‪ .‬فعمحئئل كهئئذا ل يكئئن أن يتقبحلئئه أركئئون ‪،‬و ل شئئيوخه ‪،‬‬
‫فكان ل بد من تشويهه و تقزّيه و احتوائه ‪.‬‬
‫و الطأ الثان –من المحوعةم الثانيةم‪ -‬يتعلق بنظئئرة أركئئون إلئ القئرآن مئن الناحيئةم الازيئئةم اللغويئئةم ‪،‬‬
‫فزّعم أن )) القرآن كالناجيل ليست إل مازات عاليةم تتكلم عن الوضع البحشئئري ‪ .‬إن هئئذه الئئازات‬
‫ل يكئئن أن تكئئون قانونئئا واضئئحا (( ‪ .‬و أن الئئوهم الكئبحي هئئو اعتقئئاد )) النئئاس بإمكانيئئةم تويئئل هئئذه‬
‫التعئئابي الازيئئةم إل ئ قئئانون شئئغال و فعئئال ‪ ،‬و مبحئئادئ مئئددة ‪ ،‬تطبحئئق علئئى كئئل الئئالت و ف ئ كئئل‬
‫الظروف ((‪. 233‬‬

‫و ردا عليه أقول ‪ :‬أول إن ما قاله أركون ما هو إل زعم باطل ‪ ،‬ل دليل عليه من الشرع ‪ ،‬و‬
‫ل مئئن العقئئل ‪ ،‬و ل مئئن سائئية النئئب‪-‬عليئئه الصئئلة و السئئلما‪ -‬و صئئحابته و تئئابعيهم ‪ ،‬و إنئئا بنئئاه‬

‫‪231‬‬
‫دراساةم الكتب القدساةم ف ضوء العارف الديثةم ‪ ،‬صا‪. 436 :‬‬
‫‪232‬‬
‫نفس الرجع ‪ ،‬صا‪. 286-285 :‬‬
‫‪233‬‬
‫تارييةم الفكر ‪ ،‬صا‪. 299 :‬‬
‫على الوى و الظن و أساقطه على القرآن ‪ ،‬لن ال تعئئال نئص صئراحةم علئئى أن القئئرآن كلئئه حئئق و‬
‫نئور ‪ ،‬علئم و بيئان ‪ ،‬آيئات و بينئات ‪ ،‬طبحقئه رسائول الئ و صئحابته تطبحيقئا كئامل شامل ‪ ،‬و شئهد‬
‫ت لللنئئالس تعئأوتمتروعن‬ ‫ن‬
‫خيئ ئعر أتنم ئةم أتوخلرعج ئ و‬
‫لئئم ال ئ تعئئال الييئئةم و العمحئئل الصئئال ‪ ،‬قئئال سا ئبححانه ‪}:‬تكنتتئوم ع و‬
‫خي ئةرا نلتئم مونئتهئتم الوتمحوؤملمنتئوعن‬ ‫ف وتعئونئهوعن ععلن الومحنعكلر وتئوؤملمنتئوعن لبالليله ولعئو آمئن أعوهئل الولكتعئا ل‬ ‫ل‬ ‫ل‬
‫ب لععكئاعن ع و‬ ‫عو عع ت‬ ‫ت ع‬ ‫بالوعمحوعترو ع ع و‬
‫يم إلوذ يئتعبحايلتعونعئ ع‬ ‫لل‬ ‫ل‬ ‫ل‬
‫ك‬ ‫عوأعوكثعئترته ئتم الوعفاسا ئتقوعن{ٍ ‪ -‬سائئورة آل عمح ئران‪ ، -110/‬و}لععق ئود عرض ئعي اللنئهت عع ئلن الوتمح ئوؤممن ع‬
‫ت النشئعجعرلة فعئععللئعم عمئا لفئ قتئلتئولبلوم فععأنعزّعل النسئلكينعةمع ععلعويلهئوم عوأعثعئابعئتهوم فعئوتةحئا قعلريبحةئا{ٍ‪ -‬سائورة الفتئح ‪،-18/‬‬ ‫عوتئ ع‬
‫ل‬ ‫ل‬ ‫ل‬
‫ضئواو ععونئهت‬ ‫صالر عوالنذيعن اتنئبحعئتعوتهم بللإوحعسانن نرلضئعي الليئهت ععونئتهئوم عوعر ت‬ ‫و}عوالنسابلتقوعن العنوتلوعن معن الوتمحعهاجلريعن عواعلن ع‬
‫ك الوعفئ ئووتز الوععلظيئ ئتم{ٍ ‪ -‬سائ ئئورة التوبئ ئئةم‪/‬‬ ‫ل‬ ‫لل ل‬ ‫وأععئ ئند علئ ئم ج ئن ئئا ن‬
‫ت عوتئ ئلري عوتتعئعهئ ئئا العنوئعهئ ئئاتر عخالئ ئديعن فيعهئ ئئا أعبعئ ئةدا عذلئ ئ ع‬ ‫ع ع تو ع‬
‫‪ . -100‬و عليئئه فئئإن حكايئئةم الئئازات الزّعومئئةم باطلئئةم مئئن أسااسائئها ل وجئئود لئئا إل عنئئد أركئئون و‬
‫أمثاله ‪.‬‬

‫و ثانيا إن المجاز الركوني المزعوم ل وجود له في القرآن الكريم أصل ‪ ،‬لن كل‬
‫ما في القرآن حقائق ‪،‬و هي على نوعين ‪ ،‬الول نوع واضح برين سماه ا تعالى ‪:‬‬
‫اليات المحكمات هن أم الكتاب ‪ .‬و النوع الثاني يتضمن هو أيضا حقائق ‪ ،‬لكنه‬
‫يحتمل عدةا معان ‪ ،‬و نحتاج لفهمها إلى بحث و تدبر و علم غزير ‪ ،‬لمعرف معانيه ‪،‬‬
‫و قد ل نصل إلى معرفته ‪ .‬و هذا النوع يتعلق باليات المتشابهات ‪ ،‬التي يتعلق بها‬
‫الذين في قلوبهم زيغ ابتغاء الفتنة و ابتغاء تأويله ‪ ،‬و ل يعلم تأويلها إل ا ‪.‬‬
‫و ثالثا إن مسألةم الئاز فئ القئرآن ل يصئح النظئر إليهئا إل مئن داخئل القئرآن نفسئه ‪ ،‬و ليئس‬
‫من خارجه كمحا فعل أركون ‪ ،‬لن الئاز الركئون ل وجئود لئه أصئل فئ كتئاب الئ تعئال ‪ .‬و بئا أن‬
‫القئئرآن كلئئه علئوما و حقئئائق ‪،‬و آيئئات بينئئات ‪ ،‬فئئإنه إذا سائيلمحنا بوجئئود الئئاز اللغئئوي فئ بعئئض آيئئات‬
‫صئالدتقوعن{ٍ ‪ -‬سائورة‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ل‬
‫القرآن ‪ ،‬كقوله تعال ‪}:‬عواوسائأعل الوعقوريعئةمع النلتئ تكنئا فيعهئا عوالو وعي ئعر النلتئ أعقوئبحعئولنعئا فيعهئا عوإلنئا لع ع‬
‫يوساف‪ ،-82/‬فإن هذا الاز تيعبخ عن القيقةم و ل ينفيها ‪ ،‬و إنئئا هئئو أسائئلوب مئئن أسائئاليب التعئبحي‬
‫عن القيقةم ف القرآن الكري ‪ ،‬مع العلم أنه ماز مكئوما بحكمحات الكتئاب و ثئوابته ‪ .‬و ليئس هئو‬
‫كمحا زعم أركون ‪ ،‬بأنه مازات عاليةم ل تتفهم و غي تمكمحةم ‪ ،‬و ل مئئددة و ل ثابتئةم ‪ ،‬و مئئن ثئ ل‬
‫يكن الحتكاما إليه بطريقةم صحيحةم ‪ ،‬فهئذا افئتاء علئئى الكتئئاب و السئنةم و التاريئئخ ‪.‬و ل يفئى عنئا‬
‫أن حكايةم الاز الت أثارها أركون هنا ‪ ،‬هي نفسها حكايةم التشابه ف القرآن ‪ ،‬عندما زعئئم أن آيئئاته‬
‫تمتشابةم ل يوجد معيار ثابت واضح لفهمحها ‪ .‬و قد أبطلنا زعمحه هذا ‪ ،‬و هو هنا أثارهئئا مئئن جديئئد‬
‫باسام الاز اللغوي الواساع غي الدد ‪.‬‬
‫و رابعئئا إن مئئا يثبحئئت بطلن مئئا ادعئئاه أركئئون ‪ ،‬و أنئئه كئئان يهئئدف مئئن وراء ذلئئك الطعئئن فئ‬
‫السائئلما ‪ ،‬بئئدافع الئئوى ‪ ،‬و الذهبحيئئةم البحيتئئةم ‪ ،‬أنئئه هئئو شخصئئيا نقئئض مئئا زعمحئئه حئئول حكايئئةم الئئاز‬
‫الركون ‪ ،‬با قاله ف مواضئع أخئرى مئن كتبحئه ‪ ،‬و التمحثئل فئ الشئواهد التيئةم ‪ :‬أولئا إنئه اعئتف بئأن‬
‫فئ السائئلما عناصئئر تكوينيئئةم ثابتئئةم ‪ ،‬منهئئا ‪ :‬القئئرآن ‪ ،‬و الفرائئئض المحئئس و مئئا يتصئئل بئئا ‪ ،‬و السئئنةم‬
‫النبحويةم‪. 234‬‬
‫و ثانيها إنه‪-‬أي أركون‪ -‬اعتف بأنه لئئا توقئف الئوحي بئئوت النئب أصئبحح القئرآن )) تيرجئئع إليئه مئئن‬
‫أجئئل تديئئد العئئايي الخلقيئئةم و السياسائئيةم ‪ ،‬و الشئئعائريةم و القضئئائيةم ‪ ،‬الئئت ينبحغئئي أن تتحكئئم منئئذ‬
‫الن فصاعدا بفكر كل مسلم ((‪ . 235‬فلو كان القرآن مئئازات عاليئةم غيئ منضئبحطةم كمحئا زعئئم أركئون‬
‫‪ ،‬لا كان مصدرا لكل جوانب الياة دينا و دنيا ‪.‬‬
‫و الشاهد الثالث هو أن أركون وصف السالما بأنه دين ونظاما عقائدي‪ . 236‬و الشئئاهد الرابئئع‬
‫مفئاده أن أركئون عنئدما ذكئر طائفئةم مئن اليئات القرآنيئةم ‪ ،‬قئال بعئدها ‪ )) :‬ل يكئن أن نفهئم معناهئا‬
‫القيقئئي إل إذا وضئئعناها فئ سائئياقها الولئ الئئذي صئئدرت فيئئه لول مئئرة فئ مكئئةم و الدينئئةم‪ . 237‬و‬
‫قوله هذا هو اعتاف منه ‪ ،‬ينسف حكايئةم الئازات العاليةم مئن أسااسائها ‪ ،‬لنئه أقئر بأن للقئرآن معئان‬
‫حقيقيةم يكن فهمحاها بشروط ‪ ،‬ل دخل للمحجاز فيها أصل ‪.‬‬
‫و أخيا –أي ساادساا‪ -‬إن أركون بدعوى الاز متناقض مع نفسه ‪ ،‬و ناقض لشروعه ‪ ،‬فأما‬
‫أن ئئه متن ئئاقض م ئئع نفس ئئه ‪ ،‬ف ئئإنه إذا ك ئئان الق ئئرآن م ئئازات عالي ئئةم غيئ ئ منضئ ئبحطةم و ل م ئئددة ‪ ،‬فكي ئئف‬
‫اسائئتطاع هئئو أن يفهمحئئه بئئأنه مبحنئ علئئى الئئازات العاليئئةم مئئن جهئئةم ؟ ‪ .‬و كيئئف اسائئتطاع أن يقئئدما لنئئا‬
‫دراسااته عن القرآن و السالما على أنا دراساات علمحيةم نقديئةم تديديئةم مئئن جهئةم أخئئرى ؟ ‪ .‬حئت أن‬
‫عناوين مؤملفاته تعبخ عن ذلك ‪ ،‬منها ‪ :‬الفكر السالمي قراءة علمحيةم ‪ ،‬و الفكر الصئئول و اسائئتحالةم‬
‫التأصيل ‪ .‬فأعمحاله هذه شاهدة على بطلن حكايةم الازات القرآنيةم ‪.‬‬
‫و أما نقضه لشروعه ‪ ،‬فإننا إذا سالمحنا جدل بصحةم ما زعمحه أركون عن الازات العاليةم ف القئرآن‬
‫‪ ،‬ف ئئإن مش ئئروعه –ال ئئذي بن ئئاه عل ئئى مش ئئروع ش ئئيوخه‪ -‬سا ئئينهار ل مال ئئةم ‪ ،‬لن ئئه ل يك ئئن إقام ئئةم أي‬
‫مشروع فكري بناء على نظرة أركون إل الاز ف القرآن الكري ‪ ،‬اللهم إل إذا زعم أركون أنه هئئو و‬
‫شئئيوخه فقئئط ‪ ،‬الئئذين يفهمحئئون مئئن القئئرآن حقئئائقه ‪ ،‬و غيهئئم ل يفهمحئئون منئئه إل الئئازات !! ‪ ،‬و‬
‫هذا زعم ل يقوله عاقل ‪ ،‬اللهم إل من أعمحاه و أصمحه تعصبحه و هواه ‪.‬‬
‫و أمئئا لئئاذا قئئال أركئئون بئئدعوى الئئاز و بئئالغ فيئئه ‪ ،‬فيبحئئدو ل ئ أنئئه فعئئل ذلئئك ليصئئل إل ئ هئئدما‬
‫السالما من أسااساه ‪،‬و تقويض أركانه ‪ ،‬بدعوى أن القرآن ما هو إل مازات عاليئةم فارغئةم ‪ ،‬ل توجئد‬

‫‪234‬‬
‫الفكر السالمي ‪ ،‬صا‪. 21-20 :‬‬
‫‪235‬‬
‫نفسه ‪ ،‬صا‪. 75 :‬‬
‫‪236‬‬
‫نفس الصدر ‪. 79 ،‬‬
‫‪237‬‬
‫نفس الصدر ‪ ،‬صا‪. 205 :‬‬
‫فيئ ئئه حقئ ئئائق ‪،‬و ل ثئ ئوابت ‪ ،‬و ل أصئ ئئول تيفهئ ئئم بئ ئئا و يتقئ ئئاما عليهئ ئئا بنئ ئئاؤه العقائئ ئئدي و الخلقئ ئئي و‬
‫التشريعي ‪،‬و ما على الطالبحيم بتحكيم السالما دينئا و دنيئا ‪ ،‬إل التخلئي عئئن ذلئك ‪ ،‬لنئم يطلبحئون‬
‫أمرا خياليا ل وجود له ف القرآن ‪ ،‬و من ث ل يكن تقيقه على الواقع ‪.‬‬
‫و أما الطأ الثالث فيتعلق بنظرة أركون لفهوما العقل ف القرآن ‪ ،‬فقئد زعئئم أن )) كلمحئةم عقئل فئ‬
‫القئئرآن تعن ئ التأمئئل بشئئيء موجئئود سائئابقا ‪ ،‬ل اساتكشئئاف شئئيء مهئئول ف ئ السئئتقبحل ‪ ،‬فالعقئئل هنئئا‬
‫صئئغ ‪ ،‬أو يتتبحلئئور ‪ ،‬أو يتعئئش بعئئد‬ ‫متجئئه نئئو مئئا كئئان قئئد قيئئل ‪ ،‬أو عيئئش سائئابقا و ليئئس نئئو مئئا لئ يت ع‬
‫((‪. 238‬‬
‫و قوله هذا زعم باطل ‪ ،‬فيه افتاء و تدليس ‪،‬و تقزّي للعقل ف القرآن ‪،‬و للقرآن نفسه أيضا‪.‬‬
‫أول إن مفهوما العقل ف القئرآن واسائع جدا ‪ ،‬عتيبخئ عنئه بصئيغةم الفعئل و النشئاط ‪ ،‬باسائتخداما عبحئارات‬
‫‪ :‬التعقل ‪ ،‬و التفكر ‪ ،‬و التدبر ‪ ،‬و التفقه ‪ ،‬و التبحصر ‪ ،‬و النظر ‪ ،‬و الساتكشئئاف ‪ ،‬و السائئتنبحاط‬
‫‪ ،‬و الساتخراج ‪ ،‬و التأمل ‪ ،‬و التفكر ف الستقبحل ‪ .،‬ما يعن أن معناه واسائئع و معقئئد ‪ ،‬و اليئئات‬
‫الدالئئةم علئئى ذلئئك كئئثية جئئدا ‪ ،‬سائئنذكر طرفئئا منهئئا قريبحئئا ‪.‬كمحئئا أن القئئرآن الكري ئ دعئئا إل ئ السئئي ف ئ‬
‫الرض و النظر فيها ‪ ،‬و البححث عئن الكيفيئات الئت يقئوما عليهئا عئال الشياء فئ الكئون بأسائره ‪ ،‬و‬
‫هذا أمر لكئي يتحقئق يتطلئب عمحليئةم عقليئةم عمحيقئةم فئ كئل التاهئات ‪ ،‬مئن ذلئك قئوله تعئال ‪}:‬قعود‬
‫ل‬ ‫ت لمن قعئوبحللتكوم تسانعقن فعلسيتواو لف العور ل‬
‫يم {ٍ ‪ -‬ساورة آل عمحئران‪/‬‬ ‫ف عكاعن ععاقبحعةمت الوتمحعكنذبل ع‬ ‫ض عفانوظتترواو عكوي ع‬ ‫عخلع و‬
‫ل‬ ‫ل‬ ‫‪ ، -137‬و }قتئول لسائيتوا لف ئ اولعور ل‬
‫ف بعئعدأع اولعول ئعق تثنئ اللنئهت تينشئتئ النوش ئأععة اولخ ئعرعة إلنن اللنئهع‬‫ض فئعئانظتتروا عكوي ئ ع‬
‫ل‬ ‫ن ل‬
‫ت ‪،‬عوإلعلئ‬ ‫ف تخلعقئ و‬ ‫ععلعئى تكئمل عشئويء قعديقر{ٍ ‪ -‬سائورة العنكبحئوت‪ ، -20/‬و}أعفععل عينظئتتروعن إلعلئ ا وللبلئلل عكويئ ع‬
‫ت{ٍ ‪-‬سا ئئورة الغاش ئئيةم‪ ، -18-17 /‬و }النئ ئلذيعن‬ ‫ل‬
‫ف تسائ ئطعح و‬ ‫ض عكويئ ئ ع‬‫ت‪،‬عوإلعلئ ئ اولعور ل‬ ‫النسئ ئمحاء عكيئ ئ ل‬
‫ف ترفععئ ئ و‬‫ع و ع‬
‫ت عهئذا‬ ‫ت عوالعور ل‬ ‫يوذتكروعن الليه قليامئا وقتئعئودا وعلعئى جنتئولبلم ويئتئعفنكئروعن لفئ خولئلق النسئمحاوا ل‬
‫ض عربئننعئا عمئا عخلعوقئ ع‬ ‫عع‬ ‫ع‬ ‫ع ع ة ع ت ة ع ع ع ت و ع عع ت‬ ‫ع ت‬
‫ب ال ئنئالر{ٍ‪ -‬سائئورة آل عمحئران‪ -191/‬فهنئئاك إذاة أمئئر بالسئئي و النظئئر ‪ ،‬و‬ ‫بالطلة سابححانع ل‬
‫ك فعقعنا ععئعذا ع‬ ‫تو ع ع‬ ‫ع‬
‫البححئئث عئئن الكيفيئئةم ‪ ،‬و هئئي عمحليئئةم عقليئئةم معقئئدة يسئئتلزّما القيئئاما بئئا‪-‬علئئى أكمحئئل وجئئه‪ -‬أن يكئئون‬
‫الق ئئائم ب ئئذلك عال ئئا باحث ئئا يتل ئئك وسا ئئائل البحح ئئث الادي ئئةم و العنوي ئئةم و النهجي ئئةم ‪ ،‬لك ئئي يس ئئتطيع أن‬
‫يغ ئئوصا فئ ئ أعمح ئئاق الظ ئئاهرة الدروسا ئئةم الطبحيعي ئئةم منه ئئا و البحشئ ئريةم ‪ ،‬لساتكش ئئاف خصائص ئئها و معرف ئئةم‬
‫خلفياتا و آثارها ‪ ،‬المر الذي يتثبحت قطعا أن ما ادعاه أركون باطل عار عن الصحةم تاما ‪.‬‬
‫و ثانيئئا إن زعمحئه بئأن معنئ العقئئل فئ القئئرآن يعنئ التأمئئل فئ الوجئئود مسئبحقا ‪ ،‬هئو زعئم باطئل و‬
‫مضئئحك ‪ ،‬لن القئئرآن الكري ئ دعئئا إل ئ اسائئتخداما العقئئل و الفكئئر و التئئدبر ف ئ الاضئئي و الاضئئر و‬
‫السئئتقبحل إلئ يئوما القيامئئةم ‪ .‬كمحئئا أنئئه حئئث علئئى التفكئئر و التئئدبر فئ القئئرآن و الطبحيعئئةم ‪ ،‬و النفئئس و‬
‫التمحع ‪ ،‬و اليات الدلةم علئى ذلئك كثية ‪ ،‬منهئا قئوله تعئال ‪} :‬أعفعلع يعئتع عدبئنتروعن الوتقئورآعن عولعئوو عكئاعن لمئون‬
‫‪238‬‬
‫معارك من أجل ‪ ،‬صا‪ ، 258 :‬هامش رقم ‪. 16 :‬‬
‫لعنلد عغ ولي الليله لععوعجتدواو لفيله اوختللعةفا عكثلةيا{ٍ ‪ -‬سائورة النسئاء‪ ، -82/‬و )) كتئاب أنزّلنئاه إليئك مبحئارك ‪،‬‬
‫ليدبروا آياته و ليتذكر أولو اللبحاب ((‪-‬ساورة صا ‪، -29/‬و )) فلينظر النسان ما خلق ‪ ،‬خلئئق مئئن‬
‫ل‬ ‫ل‬ ‫ل‬
‫مئئاء دافئئق ((‪-‬سائئورة الطئئارق‪ ، -5/‬و ‪}-‬عسائنتلريلهوم آعياتنعئئا لفئ اولفئعئاق عولفئ عأنتفسئلهوم عحنتئ يعئتعبحعئ ن ع‬
‫يمئ علئتوم أعنئهت‬
‫ك أعنئهت ععلعئئى تكئمل عشئوينء عشئلهيقد{ٍ‪ -‬سائئورة فصئئلت‪ ،-53/‬و )) و لتنظئئر نفئئس مئئا‬ ‫اولئيق أعوعلئ يوكئ ل‬
‫ف بلعربمئ ع‬ ‫ع عو ع‬
‫قدمت لغد ((‪ -‬ساورة الشر‪ ، -18/‬و )) ف أنفسكم أفل تتبحصرون ((‪ -‬ساورة الروما‪ ، -8/‬و ))إن‬
‫ف ذلئك ليئئات لقئوما يتفكئئرون ((‪-‬سائورة النحئل ‪ ، -11/‬و )) إنئا أنزّلنئاه قرآنئا عربيئا لعلكئم تعقلئئون‬
‫((‪-‬ساورة يوساف‪ ، -2/‬و )) و له اختلف الليئل و النهئار أفل تعقلئون ((‪-‬سائورة الؤممنئئون‪ ، -8/‬و‬
‫)) إن ف ذلك ليات لقوما يعقلون ((‪-‬ساورة العد‪. - 4/‬‬

‫و ثالثا إن زعمحه بأن كلمحةم عقل ف القرآن تعن التأمل ف الوجود ساابقا ‪ ،‬و ل تعن اساتكشاف‬
‫شيء مهول ف الستقبحل ‪ ،‬هو زعم باطل أيضا ‪ ،‬لن كل آيات التئئدبر و التعقئئل و التفقئئه و السئئي‬
‫ف الطبحيعةم و البححث عن الكيفيات ‪،‬و التدبر ف الاضي و الاضر و الستقبحل ‪ ،‬و النظئئر فئ النفئئس‬
‫و التمحع ‪ ،‬و التاريخ و الطبحيعةم ‪ ،‬كئان هئدفها اساتكشاف الهئول الغئائب عئن النسئان لكئي ينتفئع‬
‫به ف الدنيا و الخرة‪.‬‬
‫و أمئئا الطئئأ الخيئ – الرابئئع مئئن المحوعئئةم السادسائئةم‪ ، -‬فلئئه علقئئةم بالطئئأ السئئابق ‪ ،‬عيبخئ عنئئه‬
‫أركئون بقئوله ‪ )) :‬بالنسئبحةم لبحئئذور العقلنيئةم الوجئودة فئ القئرآن (( ‪ .‬و زعمحئئه هئئذا باطئل مئئردود عليئه ‪،‬‬
‫ينئئدرج ضئئمحن نظرتئئه التقزّييئئةم و التشئئويهيةم و التشئئكيكيةم فئ نظرتئئه إلئ القئئرآن الكريئ و تعئئامله معئئه ‪،‬‬
‫فهئئو عنئئدما اعئئتف بوجئئود عقلنيئئةم ف ئ القئئرآن و ل ئ يإحئئدها ‪ ،‬وصئئفها بأنئئا بئئذور للعقلنيئئةم ‪ ،‬فهئئي‬
‫ناقصةم بدائيةم‪ ،‬ل تصل مرحلةم النضج و التعرع‪ .‬و هذا زعم باطل ‪ ،‬ل يتعئبخ عئن مضئئمحون القئرآن ‪،‬و‬
‫إنا تيعبخ عن هوى أركون و مذهبحيته البحيتةم ‪ ،‬لن القرآن شاهد على بطلن زعمحه ‪ ،‬فهو العلم الطلق‬
‫‪ ،‬و الق البحيم ‪ ،‬و النور الساطع ‪ ،‬و البخهئئان الئدامغ ‪ ،‬قئال تعئال ‪ )) :‬قئد جئاءكم مئن الئ نئئور و‬
‫كتاب مبحيم ((‪-‬ساورة الائدة ‪ ، - 15/‬و ))يا أيها الناس قد جئاءكم الرسائول بالق مئن ربكئم ((‪-‬‬
‫سائئورة النسئئاء‪ ، -170/‬و )) لقئئد جئئاءك الئئق مئئن ربئئك ((‪-‬سائئورة يئئونس‪ ، - 94/‬و )) قئئل يأيهئئا‬
‫الناس قد جاءكم الق من ربكم ((‪-‬ساورة يونس ‪ ، -108/‬و )) يأيها الناس قد جاءكم برهان من‬
‫ربكم ‪،‬و أنزّلنا إليكم نورا مبحينا ((‪-‬ساورة ‪ ، -174‬و )) لئن اتبحعت أهواءهم من بعد ما جئئاءك مئئن‬
‫العلم إنك إذا لن الظاليم ((ساورةالبحقرة‪ . - 145/‬و الكتاب الذي تلك هي صفاته ل يكئئن إل أن‬
‫يكون علمحا مطلقا حاز كل صفات الكمحال من قوة البخهان و كمحئال العقلنيئةم و العلمحيئةم الصئحيحةم‬
‫‪،‬و قوة التأثي ودحض شبحهات الصوما ‪.‬‬
‫و القرآن الكريم قد أنشأ عقلنية علمية صحيحة و أكثر منها ‪ ،‬فأقامها على النقل‬
‫الصحيح‪-‬أي الوحي ‪، -‬و العقل الفطري البديهي الصريح ‪ ،‬و العلم الحقيقي‬
‫الصحيح ‪ ،‬و أبعدها كلية عن الهواء و الظنون و الخيالت ‪ ،‬كقوله تعالى ‪} :‬أولأ‬
‫ل{َ ‪-‬‬ ‫ك أكاأن أعرنهي أمرسيؤو و‬ ‫صأر أوارلفيأؤاأد يكلُل يأولئُذ أ‬ ‫ك بذذه ذعرلدم إذلن اللسرمأع أوارلبأ أ‬ ‫س لأ أ‬‫ف أما لأري أ‬ ‫تأرق ي‬
‫سورةا السراء‪ ، - 36/‬و )) إن كثيرا من الناس ليضلون بأهوائهم بغير علم (( –‬
‫س أولأقأرد أجاءيهم بمن لرببذهيم ارلهيأدىَ{َ‬ ‫سورةا ‪ ، -‬و } ذإن يأتلبذيعوأن إذلل الظللن أوأما تأرهأوىَ ا ر أ‬
‫لنفي ي‬
‫‪-‬سورةا النجم‪ ، -23/‬و ‪ ،‬و }أوأما لأيهم بذذه ذمرن ذعرلمم ذإن يأتلبذيعوأن إذلل الظللن أوإذلن الظللن أل‬
‫اذ بذأغريذر ذعرلمم‬ ‫س أمن ييأجاذديل ذفي ل‬ ‫ق أشريوئُا{َ‪ -‬سورةا النجم‪ -28/‬و }أوذمأن اللنا ذ‬ ‫ييرغذني ذمأن ارلأح ب‬
‫ب لُمذنيمر{َ‪ -‬سورةا الحمج‪ ، -8/‬هذا بالضافة إلى أن تلك العقلنية‬ ‫أوأل هيودىَ أوأل ذكأتا م‬
‫أقامها القرآن على التصور الصحيح للكون الخالي تماما من الشرك و الخرافة و‬
‫الكهانة ‪ ،‬و حث النسان على التدبر في الكون و اكتشاف سننه و تسخيره لصالحه ‪،‬‬
‫وفق منهجية علمية موضوعية تجريبية استقرائية ‪ ،‬قال تعالى ‪}- :‬أوأسلخأر لأيكم لما ذفي‬
‫ت للقأرومم يأتأفألكيروأن{َ سورةا‬ ‫ك ألأيا م‬ ‫ض أجذميوعا بمرنهي إذلن ذفي أذلذ أ‬ ‫ت أوأما ذفي ارلأرر ذ‬ ‫اللسأماأوا ذ‬
‫ك أكاأن‬ ‫صأر أوارلفيأؤاأد يكلُل يأولئُذ أ‬‫ك بذذه ذعرلدم إذلن اللسرمأع أوارلبأ أ‬ ‫س لأ أ‬ ‫ف أما لأري أ‬ ‫الجاثية‪ ،-13/‬و}أولأ تأرق ي‬
‫ك ارلقأأمأر أوأل‬ ‫س أينبأذغي لأأها أأن تيردذر أ‬ ‫ل{َ ‪ -‬سورةا السراء‪ ، - 36/‬و}أل اللشرم ي‬ ‫أعرنهي أمرسيؤو و‬
‫ق يكلل أشريمء‬ ‫ك يأرسبأيحوأن{َ ‪ -‬سورةا يممس‪ ،-40/‬و ‪ }-‬أوأخلأ أ‬ ‫ق النلأهاذر أويكلُل ذفي فألأ م‬ ‫الللرييل أسابذ ي‬
‫ت ‪،‬أوإذألى‬ ‫ف يخلذقأ ر‬‫فأقألدأرهي تأرقذديورا{َ ‪ -‬سورةا الفرقان‪ ،-2/‬و}أأفأأل أينظييروأن إذألى ا ر ذلبذذل أكري أ‬
‫ت{َ ‪-‬سورةا الغاشية‪ ، -18-17 /‬و}قيرل‬ ‫ف يسذطأح ر‬ ‫ض أكري أ‬ ‫ت‪،‬أوإذألى ارلأرر ذ‬ ‫ف يرفذأع ر‬ ‫اللسأماء أكري أ‬
‫اأ أعألى يكبل‬ ‫ئ النلرشأ أةاأ ارلذخأرةاأ إذلن ل‬ ‫اي يينذش ي‬ ‫ق ثيلم ل‬ ‫ف بأأدأأ ارلأخرل أ‬ ‫ض أفانظييروا أكري أ‬ ‫ذسييروا ذفي ارلأرر ذ‬
‫ض‬‫ت ذمن قأربلذيكرم يسنأدن فأذسييرورا ذفي الأرر ذ‬ ‫أشريمء قأذديدر{َ ‪ -‬سورةا العنكبوت‪ -20/‬و }قأرد أخلأ ر‬
‫ف أكاأن أعاقذبأةي ارليمأكلذذبيأن {َ ‪ -‬سورةا آل عمران‪ ،-137/‬هذا فضل عن‬ ‫أفارنظييرورا أكري أ‬
‫المجادلت و الردود القرآنية الدامغة على الكفار و شبهاتهم ‪ ،‬كرده على الملحدةا و‬
‫الدهريين في قوله تعالى ‪}- :‬أأرم يخلذيقوا ذمرن أغريذر أشريمء أأرم هييم ارلأخالذيقوأن{َ ‪ -‬سورةا الطور‪/‬‬
‫ت أونأرحأيا أوأما ييرهلذيكأنا إذلل اللدرهير أوأما لأيهم‬ ‫‪ ، -35‬و ‪}-‬أوأقايلوا أما ذهأي إذلل أحأياتيأنا اللُدرنأيا نأيمو ي‬
‫ك ذمرن ذعرلمم إذرن هيرم إذلل يأظيلُنوأن{َ ‪ -‬سورةا الجاثية‪ ،-24/‬فهؤلء ل علم لهم و ل حجة و‬ ‫بذأذلذ أ‬
‫ق أشريوئُا{َ‪-‬‬ ‫ل برهان فيما يزعمون ‪ ،‬إل إتباع الظن و )) أوإذلن الظللن أل ييرغذني ذمأن ارلأح ب‬
‫سورةا النجم‪ -28/‬كل هذه اليات –وغيرها كثير‪ -‬أغفلها أركون ‪،‬و زعم أن القرآن‬
‫فيه بذور العقلنية ‪ ،‬و كتم الحقيقة الناصعة الدامغة التي يتثبت أن عقلنية أركون و‬
‫معها عقلنية شيوخه ‪ ،‬ل تصل العقلنية التي أرساها القرآن الكريم ‪ ،‬و دعا إليها ‪.‬‬
‫لن عقلنية الغرب عقلنية قاصرةا مليئُة بالهواء و الظنون و الوهام في كثير من‬
‫جوانبها ‪ ،‬خاصة التي تتعلق بالسلم و أهله ‪ ،‬ليس هنا مجال إظهارها ‪ ،‬و إن كانت‬
‫انتقاداتنا لركون قد أظهرت طرفا منها ‪ ،‬و سيأتي ذكر طرف آخر فيما يأتي من‬
‫كتابنا هذا إن شاء ا تعالى ‪.‬‬
‫و مئئن أوهئئامه التعلقئئةم بالعقلنيئئةم الغربيئئةم ‪ ،‬إنئئه زعئئم أن إدخئئال العقلنيئئةم الغربيئئةم إلئ ئ السائئلما‬
‫سايؤمدي ف نايةم الطاف ‪ ،‬إل مراجعةم جذريةم لفاهيم الوحي ‪ ،‬و كلما ال و النئئص القئئدس‪ . 239‬و‬

‫‪239‬‬
‫السالما ‪ ،‬أوروبا ‪ ،‬صا‪. 78 :‬‬
‫قوله هذا وهم و تدليس ‪ ،‬لن العقلنيةم الغربيئئةم ليسئت غريبحئةم عئئن السائلما و السئلمحيم ‪ ،‬فقئئد طبحقهئئا‬
‫الغربيئئون ف ئ دراسائئاتم عئئن السائئلما منئئذ أكئئثر مئئن قرنيمئئ‪ ،‬و أخئئذها عنهئئم اللحئئدة و الشئئيوعيون و‬
‫العلمحانيون من أبناء السلمحيم و طبحقوها على السالما زمن التئئاد السئئوفيات و قبحلئئه و بعئئده ‪ ،‬و هئئم‬
‫مئئا يزّالئئون فئ هئئذا الطريئئق ‪ ،‬كئئأركون و أمثئئاله ‪ ،‬و مئئع ذلئئك فشئئلت تلئئك العقلنيئئةم الزّعومئئةم مئئن أن‬
‫تتثبحت مطاعنها ف القرآن ‪ ،‬الئذي مئا يئزّال شئاما يتحئدى العقلنيئةم الغربيئةم الزّعومئةم و العئال بأسائره‪ .‬و‬
‫قد رأينا ‪ -‬فيمحا تقدما من كتابنا هئذا‪ -‬كيئف تاوت شئبحهات أركئون و مزّاعمحئه الواحئدة تلئو الخئرى‬
‫‪ ،‬و ساتتهاوى لحقا باقي شبحهاته ‪ ،‬إن شاء ال تعال ‪.‬‬
‫و قئ ئئد بلئ ئئغ بئ ئئه الفتتئ ئئان بالعقلنيئ ئئةم الغربيئ ئئةم و الغئ ئ ئتار بئ ئئا إلئ ئ ئ الكلما بل علئ ئئم ‪ ،‬فتنبحئ ئئأ بئ ئئأن‬
‫)) الصراعات الائجةم الت حصلت بيمئ السئيحيةم الوروبيئةم و بيمئ العلئم الئديث ‪ ،‬سائوف تصئل مئع‬
‫السائئلما ‪ ،‬و ربئئا كنئئا قئئد أص ئبححنا علئئى أبوابئئا الن ((‪. 240‬و ق ئوله هئئذا هئئو نبحئئوءة أركونيئئةم وهيئئةم‬
‫تمضحكةم ‪ ،‬بناها على أسااس نظرته البحاطلةم إل الديان الئت ل يتفئرق فيهئا بيمئ الئدين الئق و الديئان‬
‫البحاطلئئةم ‪ ،‬بعنئ ئ أنئئه ل يتفئئرق بيمئ ئ السائئلما و الئئديانات الخئئرى ‪ ،‬فبحمحئئا أنئئه حئئدث صئ ئراع هائئئج فئ ئ‬
‫الغرب بيم السيحيةم و العلم الئديث ‪ ،‬فإنه سائيحدث نفئس الشئيء مئع السائلما و العلئم الئديث ‪،‬‬
‫و قوله هذا باطل مردود عليه ‪ ،‬لن ذلك لن يدث مع السالما ‪ ،‬ف ضوء العلم الصحيح و الفهئئم‬
‫الصحيح للسالما ‪ .‬مع العلم أن القرآن الكري و السنةم النبحويةم الصحيحةم الوافقةم له ‪ ،‬هئا منبحئئع العلئم‬
‫الصئ ئئحيح ‪ ،‬فيحتضئ ئئنانه ‪ ،‬و يئ ئئدعوان إليئ ئئه ‪ ،‬و تيوجهئ ئئانه الوجهئ ئئةم الصئ ئئحيحةم ‪ ،‬و ف ئ ئ القئ ئئرآن الكري ئ ئ‬
‫مساحات واساعةم جدا تتكلم عن العلم ‪ :‬موضوعا و منهجا و قانونا ‪.‬‬
‫و أمئئا المحوعئئةم الخية‪ -‬أي السئئابعةم مئئن أخطئئاء أركئئون التعلقئئةم بفهئئم القئئرآن‪ -‬فتتضئئمحن خسئئةم‬
‫أخطاء ‪ ،‬أولا إنه زعم أن ف القرآن بعد أساطوري ‪ ،‬و رمزّي لمحا فيه أهيةم كبخى حاسةم‪. 241‬‬
‫و ردا عليه أقول ‪ :‬أول إن مئا قاله عئن القئرآن هئو افئتاء عليئه ‪ ،‬و تريئف لئه ‪ ،‬لن القئرآن كلئه‬
‫علوما و حقائق ‪ ،‬لقوله تعال ‪ )) :‬قد جاءكم من ال نور و كتاب مبحيم ((‪-‬ساورة الائدة‪ ، -15/‬و‬
‫)) لقئئد جئئاءكم الئئق مئئن ربكئئم ((سائئورة يئئونس ‪، -94/‬و )) الئئذي أنئئزّل إليئئك مئئن ربئئك الئئق ((‪-‬‬
‫سائئورة الرعئئد‪ . - 1/‬و أمئئا الرمزّيئئةم فئ القئئرآن فهئئي أيضئئا حقئئائق و ليسئئت خرافئئات و ل أوهئئاما لنئئا‬
‫جزّء منه ‪ ،‬و قد قال سابححانه ‪ )) :‬طسم تلك آيات الكتاب الئبحيم (( –سائئورة الشئئعراء ‪، - 2-1/‬و‬
‫)) طس تلك آيات القرآن و كتاب مبحيم ((‪-‬ساورة النمحل‪ ، - 1/‬فالرمزّيةم ف القرآن حقائق و آيئئات‬
‫‪ ،‬و ليست خرافات إل عند أركون ‪.‬‬
‫و أما فيمحا يتعلق بالبحعد الساطوري الزّعوما ‪ ،‬فهو ادعاء باطل من أسااساه ‪ ،‬يرفضه القرآن الكري‬
‫‪240‬‬
‫نفس الصدر ‪ ،‬صا‪. 86 :‬‬
‫‪241‬‬
‫الفكر السالمي ‪ ،‬صا‪. 109 :‬‬
‫رفضا مطلقا ‪ ،‬كان على أركون أن يذكر لنا أمثلةم مئن هئذا البحعئد السائطوري الزّعئوما فئ القئرآن ‪ ،‬مئع‬
‫العلم أن الساطورة ف اللغةم العربيةم تعن الكايات البحاطلةم الت ل أصل لا‪ . 242‬لذا فمحن الرجئئح أنئئه‬
‫بقصد بالبحعد الساطوري الخبحار و القصص الت ذكرها القرآن الكري عئئن النبحيئئاء و القئواما السئئابقيم‬
‫‪ ،‬لذا وجدنا أركون يصف ما ذكره القرآن عن زيارة إبراهيم الليل –عليئئه السئئلما‪ -‬إلئ مكئةم مئئن أنئئا‬
‫تئئدخل ف ئ اليئئال السائئطوري‪ . 243‬و زعمحئئه هئئذا باطئئل ‪ ،‬يئئرده القئئرآن الكري ئ جلئئةم و تفصئئيل ‪ ،‬لن‬
‫القصئئص الئت فيئه ‪ ،‬وصئفها الئ تعئال بأنئا حئق ‪ ،‬كقئوله تعئال ‪ )) :‬نئن نقئص عليئئك نبحئأهم بئالق‬
‫((‪-‬ساورة الكهف‪ ، -13/‬و )) نن نقص عليك أحسن القصص ((‪-‬ساورة يوساف‪ ، - 3/‬و )) إن‬
‫هذا لو القصص الق ((‪ -‬ساورة آل عمحران‪ ، - 62/‬و )) تلك من أنبحاء الغيب نوحيها إليك (( –‬
‫ساورة هود‪ ، -49/‬و )) و الذي تأنزّل إليك من ربك الق ((ساورة الرعد‪. -1/‬‬
‫و أركون فيمحا زعمحه عن البحعد الساطوري ف القرآن ‪ ،‬هو يفتي عليه ‪ ،‬و يقرأه بواه و مذهبحيته ‪،‬‬
‫لكنئه مئع ذلئك وجئدناه فئ بعئض كتبحئه ‪ ،‬يعئتف بالقيقئةم القرآنيئةم ‪ ،‬عنئدما قال عئن القئرآن ‪ )) :‬هئو‬
‫الذي أقر بأفضئليةم القصئص علئى السائطورة كوسائيلةم لتقئدي التعئاليم الليةم التعاليئةم ‪ ،‬و العلئم الوثئوق‬
‫به كبحديل لسااطي الوليم ((‪ . 244‬و بذلك يكون أركون قد رد على أركون بنفسه ‪.‬‬
‫و أما الطأ الثان فيتعلق بنظرة أركون إلئ طريقئةم ترتيئب القئرآن و انسئجامه ‪ ،‬فزّعئم أن القئرآن‬
‫غي ئ منسئئجم ‪ ،‬و ل متجئئانس ف ئ تركيبحئئه و ترتيبحئئه ‪ ،‬عنئئدما قئئال ‪ )) :‬قئئد يبحئئدو مئئن غيئ ئ العقئئول أو‬
‫التمحل أن يكون الطاب القرآن متجانسا و منسجمحا ‪ ،‬خاصئئةم إذا مئئا علمحنئئا أنئئه اسائتمحر علئئى مئئدى‬
‫عشرين عاما ((‪ ، 245‬و )) طالا عاب عليه البحاحثون فوضاه ((‪. 246‬‬
‫و زعمه هذا باطل مردود عليه ‪ ،‬و افتراء على القرآن و طعن فيه ‪ ،‬لنه أول إن‬
‫القرآن نفسه ينقض ما زعمه أركون و يبطله ‪ ،‬و ذلك أن ا تعالى نص صراحة على‬
‫أن القرآن الكريم يمحكم مترابط البناء ‪ ،‬أسلوبا و تركيبا ‪ ،‬معنى و لفظا ‪ ،‬ل يأتيه‬
‫الباطل من بين يديه و ل من خلفه ‪ ،‬قال سبحانه ‪ )) :‬كتاب يأحكمت آياته ثم يفصلت‬
‫من لدن حكيم خبير ((‪-‬سورةا هود‪ ، -1/‬و )) كتاب يفصلت آياته قرآنا عربيا لقوم‬
‫يعلمون((‪-‬سورةا يفصلت‪ ، -3/‬و أنه كتاب }أل يأأرذتيذه ارلأباذطيل ذمن بأريذن يأأدريذه أوأل ذمرن أخرلفذذه‬
‫أتنذزيدل بمرن أحذكيمم أحذميمد{َ ‪ -‬سورةا فصلت‪. -42/‬‬
‫و ثانيا إن قوله بأن البحاحثيم عابوا على القرآن فوضاه ‪ ،‬هو قول فيئه تعمحيئم غيئ صئحيح ‪،‬‬
‫لن الذين قالوا ذلئئك فئ القئئرآن هئئم الفئتون التعصئبحون لئئذهبحياتم ‪ ،‬و التبحعئئون لهئوائهم‪ ،‬و إل فئإن‬
‫‪242‬‬
‫الرازي ‪ :‬متار الصحاح ‪ ،‬صا‪ . 197 :‬ابن هاديةم ‪ :‬القاموس الديد ‪ ،‬صا‪. 54 :‬‬
‫‪243‬‬
‫السالما ‪ ،‬أوروبا ‪ ،‬صا‪ . 75 ،73 :‬و نن سانرد على زعمحه هذا ف الفصل الثالث ‪ ،‬إن شاء ال تعال ‪.‬‬
‫‪244‬‬
‫القرآن ‪ ،‬صا‪. 6 :‬‬
‫‪245‬‬
‫نفس الرجع ‪ ،‬صا‪. 114 :‬‬
‫‪246‬‬
‫الفكر الصول ‪ ،‬صا‪. 86 :‬‬
‫كثيا من البحاحثيم –قديا و حديثا – بثوا ف تناساق القرآن و انسجامه ‪،‬و ترتيب ساوره و آياته ‪،‬و‬
‫أظه ئئروا ك ئئثيا م ئئن أسائ ئراره و إعج ئئازه و تاسا ئئكه ‪ ،‬كالس ئئيوطي فئ ئ أسائ ئرار ترتي ئئب الق ئئرآن ‪ ،‬و ممح ئئود‬
‫الكرمئئان فئ ئ أسائ ئرار التكئ ئرار فئ ئ القئئرآن ‪ ،‬و سائئيد قطئئب فئ ئ ظلل القئئرآن ‪ ،‬و فاضئئل السئئامرائي فئ ئ‬
‫لسئئاته البحيانيئئةم ‪ ،‬و ممحئئد الزّفئ ئزّاف فئ ئ كتئئابه التعريئئف بئئالقرآن و الئئديث ‪ .‬و قئئد أظهئئرت البححئئوث‬
‫الديثةم حول العجاز العئددي و الرقمحئي فئ القئرآن نتائئج باهرة و مذهلةم حئول البحنئاء الرقمحئي الكئم‬
‫الذي تبن عليه القرآن على مستوى ساوره و آياته ‪ ،‬و حروفه و معانيه‪. 247‬‬
‫و ثالثئئا ففيمحئئا يئئص طريقئئةم عئئرض القئئرآن لواضئئيعه ‪- ،‬و هئئي الئئت عابئئا أركئئون ‪ ، -‬فهئئي طريقئئةم‬
‫صحيحةم هادفةم مكمحئةم اختارهئئا الئ تعئال لكتئابه ‪ ،‬فهئو سائبححانه لئ يسئتخدما طريقئةم الوضئوع الواحئد‬
‫كمحا يفعل الؤملفون ‪ ،‬و إنا اساتخدما –فئ معظئم السئور‪ -‬طريقئةم تنئيوع الواضيع فئ السئورة الواحئدة ‪،‬‬
‫يكمحها موضوع موري واحد ‪ ،‬هو عبحادة ال سابححانه و تعال ‪ ،‬و ما يتصل با من إيان و كفئئر ‪،‬‬
‫و صئئلح و طلح ‪ .‬و هئئذه الطريقئئةم فيرقئئت اليئئات التعلقئئةم بوضئئوع واحئئد ‪ ،‬لن القصئئد الول مئئن‬
‫القرآن هو )) الدايةم ‪ ،‬و هئذه الدايةم تتأتى بتلوتئه و العتبحئار بئا سايسئرده مئن عظئات تتنمحئي العرفئةم‬
‫بال تعئال ‪ ،‬و ساننه فئ خلقئه ‪ ،‬و لحكمحئه فيمحئا يتشئيرع لئم مئن تشئريعات ‪ ،‬و لئو طئال سائرد اليئات‬
‫الئئت تتعلئئق بوضئئوع واحئئد ‪ ،‬و لسائئيمحا موضئئوع أحكئئاما العئئاملت ‪ ،‬لئيل القئئارئ لئئا ‪ ،‬أو غلئئب علئئى‬
‫قلبحه التفكر ف وقائعها ‪ ،‬فيفوت القصود الول منه ‪ ،‬و هو الدايةم (( ‪،‬و على هذه الطريقةم ساار ))‬
‫فئ سائئرد القصئئص ‪ ،‬فئئإنه قئئد يئئذكر قصئئةم مئئا فئ عئئدة مواضئئع ‪ ،‬و ل يسئئتوفيها فئ موضئئع واحئئد ‪ ،‬و‬
‫لكنه إذ يتفئيرق وقئائع القصئةم ‪ ،‬يكتفئي منهئا بئا هئو مئل العئبخة ‪ ،‬الناسائب لكئل موضئع ذتكئرت فيئه ((‬
‫‪. 248‬‬
‫و الطأ الثالث يتعلق بعدد ساور القرآن ‪ ،‬فإن أركئون عنئدما ذكئر أن سائورة التوبئةم الرتبحئةم فئ القئرآن‬
‫برقئئم ‪ ، 19 :‬ادعئئى أنئئا تتئئل ف ئ الواقئئع رقئئم ‪ 115 :‬حسئئب ال ئتتيب التئئاريي‪ . 249‬و هئئذا خطئئأ‬
‫واضئئح ‪ ،‬لن عئئدد سائئور القئئرآن ‪ 114‬سائئورة ‪ ،‬و ليئئس ‪ 115‬سائئورة ‪ ،‬ول نئئدري هئئل تعمحئئد أركئئون‬
‫ذلئئك علئئى عئئادته ‪ ،‬أما أخطئئأ فيئئه ‪ ،‬أما هئئو خطئئأ مئئن الئئتجم أما مئئن الناشئئر ؟ ‪،‬و إذا كئئان أركئئون‬
‫تعمحد ذلك فهو اعتداء على القرآن و على السالما و السلمحيم ‪.‬‬
‫و أما الطأ الرابع فيتعلق بكلمحةم ‪ :‬رب ف القرآن ‪ ،‬فزّعم أركون قائل ‪ )) :‬فئالواقع أن كلمحئةم رب‬

‫‪247‬‬
‫البححئئوث فئ هئئذا الئئال كئئثية ‪ ،‬منهئئا ‪ :‬عبحئئد الئئدائم كحيئئل ‪ :‬موسائئوعةم العجئئاز العئئددي ‪ .‬و احئئد ديئئدات ‪ :‬القئئرآن معجئئزّة‬
‫العج ئزّات ‪ .‬و عبحئئد الئئرزاق نوفئئل ‪ :‬العجئئاز العئئددي ف ئ القئئرآن ‪ .‬و أنظئئر فئ النئتنت ‪ :‬موقئئع مركئئزّ نئئون الئئذي يشئئرف عليئئه‬
‫البحاحث القدير بساما جرار ‪ .‬و موقع ‪ :‬موساوعةم العجاز العلمحي ف القرآن و السنةم ‪.‬‬
‫‪248‬‬
‫ممحد الزّفزّاف ‪ :‬التعريف بالقرآن و الديث ‪ ،‬صا‪. 133 :‬‬
‫‪249‬‬
‫الفكر الصول ‪ ،‬صا‪. 147 :‬‬
‫–أي السيد أو الول – ل ترد إل ف السور القرآنيةم الول أو البحكرة جدا ((‪ . 250‬و قوله هئئذا زعئئم‬
‫باطل بييم البحطلن ‪ ،‬يدل على أن أركون إما أنه ل يعي ما يقئول ‪ ،‬و إمئا أنئه يتعمحئد الوقئوع فئ مثئل‬
‫هذه الخطاء لاجات ف نفسه ‪ ،‬و إل فإن هذا أمر ل يصح الطأ فيه ‪ ،‬لن القرآن الكري شاهد‬
‫علئئى بطلنئئه بوضئئوح ‪ ،‬و ذلئئك أن كلمحئئةم ‪ :‬رب ‪ ،‬وردت ف ئ السئئور الكيئئةم و الدنيئئةم معئئا علئئى حئئد‬
‫ساواء ‪ ،‬ف آيات كثية جدا ‪ ،‬فمحن السور الكيةم ‪ :‬الفاتةم ‪ ، 2/‬و النعاما‪ ،162 ،71 ،45/‬و أما‬
‫الدنيةم فمحنها ‪ :‬البحقرة ‪ ، 131/‬و الائدة ‪ ،28/‬و الرعد ‪ ، 16/‬و الرحن ‪ ، 17/‬و الشر ‪، 16/‬‬
‫و آل عمحران ‪ ، 41 ، 40 ، 38 ، 36 ،35/‬و الحقاف ‪ ، 15/‬و النافقون ‪. 10/‬‬

‫و الطأ الخي – الامس من المحوعةم السابعةم و الخية‪ -‬يتعلق بزّعئم أركئون بئأن التصئيور‬
‫النقئئي لليئئان لئ ئ يئئدث زمئئن القئئرآن ‪،‬و إنئئا حئئدث بزّمئئن طويئئل علئئى أيئئدي الصئئوفيةم و العلمحئئاء ‪،‬‬
‫فتظئئافرت جهئئودهم لتلغئئي تارييئئةم الطئئاب القرآن ئ أو تحوهئئا مئوا ‪ ،‬و قئئدموا القئئرآن لكئئي)) تيتلئئى و‬
‫تيقرأ و تيعاش ‪ ،‬و كأنه الكلما البدي الوحى به من قبحل إله متعال ن ((‪. 251‬‬
‫ت‬
‫و قوله هذا زعم باطل ‪ ،‬و افتاء على القرآن و التاريخ معئا ‪ ،‬لنئه أول أن الذي حدد التصئور‬
‫الصحيح و النقي لليان هو القرآن الكري أول ‪ ،‬و السنةم النبحويةم الصئحيحةم ثانيئا ‪ ،‬فمحئن القئرآن قئوله‬
‫صئ ئعمحتد ‪،‬لئو ئ يعلئل ئود عوعلئو ئ تيولئع ئود ‪ ،‬عوعلئو ئ يعتكئئن لئن ئهت تكتفئ ئةوا أععحئ ئقد{ٍ‪-‬سائئورة‬
‫تعئئال ‪}- :‬قئتئول تهئ ئعو اللئن ئهت أععحئ ئقد ‪،‬اللئن ئهت ال ن‬
‫ت‬ ‫صي{ٍ ‪ -‬ساورة الشورى‪ ، -11/‬و}عقالع ل‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ل لل‬
‫س عكمحثوله عشويءق عوتهعو النسمحيتع البحع ت‬ ‫الخلصا‪، -4-1/‬و} لعوي ع‬
‫ل‬ ‫ل‬ ‫ل‬
‫ب آعمننا تقل نلو تتئوؤممنتوا عولعكن تقولتوا أعوسالعومحعنا عولعنمحا يعودتخلل اوللعياتن لف قتئتلوبلتكوم عولإن تتطيعتوا اللنهع عوعرتسائئولعهت‬ ‫اولعوععرا ت‬
‫عل يعللوتتكم مون أعوععمحاللتكوم عشويةئا إلنن اللنهع عغتفوقر نرلحيقم{ٍ ‪ -‬ساورة الجرات‪ ، -14/‬و}إلنعنا الوتمحوؤملمتنوعن النلذيعن‬
‫ت ععلعويلهئ ئوم آيعئئاتهت عزاعدتوئتهئ ئوم إلعيانةئئا عوععلعئئى عرمبئل ئوم يعئتعئعونكلتئئوعن{ٍ ‪ -‬سائئورة‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ل‬
‫ت قتئلتئئوبئتتهوم عوإلعذا تليئع ئ و‬
‫إلعذا ذتكئ ئعر اللئي ئهت عوجلئع ئ و‬
‫النفئئال‪. -2/‬و مئئن السئنةم قئوله عليئئه الصئئلة و السئئلما ‪ )) :‬ثلثئئةم مئئن كنئئا فيئئه وجئئد حلوة اليئئان‬
‫‪ ، 252(( ...‬و )) ذاق طعئم اليئئان مئن رضئئي بئال ربئئا و بحمحئئد رسائول و بالسائئلما دينئا ((‪ ، 253‬و‬
‫)) عجبحا لمر الؤممن ف‪ ،‬أمره كله خي ‪ ،‬فإن أصابته ساراء شكر فكان خيا لئئه و إن أصئئابته ضئراء‬
‫صئئبخ فكئئان خيا لئئه((‪ ،‬أو كمحئئا قئال عليئئه الصئئلة و السئئلما‪ ، 254‬و )) ل يتئؤممن أحئئدكم حئئت يئئب‬

‫‪250‬‬
‫نفس الرجع ‪ ،‬صا‪. 137 :‬‬
‫‪251‬‬
‫الفكر الصول ‪ ،‬صا‪. 146 :‬‬
‫‪252‬‬
‫‪.‬‬ ‫البحخاري‪ :‬الصحيح ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪. 14 :‬‬
‫‪253‬‬
‫مسلم ‪ :‬الصحيح ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪. . 62 :‬‬
‫‪254‬‬
‫نفس الصدر ‪ ،‬ج ‪ 4‬صا‪. . 2295 :‬‬
‫لخيه ما يب لنفسه((‪. 255‬‬

‫و ثانيا إن الذي ألغى تارييةم القرآن الكري و جعله صالا لكل زمان و مكان إل أن يرث ال‬
‫الرض و مئئن عليهئئا ‪ ،‬ليئئس الصئئوفيةم و ل العلمحئئاء السئئلمحون ‪ ،‬و إنئئا هئئو ال ئ سا ئبححانه تعئئال الئئذي‬
‫جعل دينه خالئدا يتحئدى االتارييئةم ‪ ،‬و يتصئف باللتارييئةم ‪ ،‬بفضئل أصئوله و تشئريعاته ‪،‬و مفئئاهيمحه‬
‫و إعجئئازا تئئه ‪ ،‬الئئت اخئئتق بئئا الزّمئئان و الكئئان و الغيئئب و الشئئهادة ‪ .‬و قئئد سا ئبحق أن رددنئئا علئئى‬
‫أركون ف هئذا الوضئوع و أبطلنئا مزّاعمحئه حئول حكايةم تارييئةم القئرآن ‪ ،‬و كنئا قد نقلنئا عنئه أنئه قئال‬
‫بئئأن القئئرآن هئئو الئئذي مئئا تئئارييته ‪ ،‬ث ئ هئئو الن قئئال خلف ذلئئك ‪ ،‬عنئئدما زعئئم أن السئئلمحيم هئئم‬
‫الذين موا تارييةم القرآن و جعلوه ل تارييا ! ‪.‬‬
‫و ثالثا إنه افتى على ال تعال و السلمحيم و التاريخ عندما زعم –بل ل دليل‪ -‬أن السلمحيم‬
‫هم الذين قدموا القئرآن لكئي تيتلئى و يتقئرأ و يتعئاش ‪ ،‬و كئأنه الكلما البئدي الئوحى بئه مئن قبحئل إلئه‬
‫ت‬
‫متعال ‪ ،‬و هذا كلما رجل يتعمحئد الفئتاء و التحريئف ‪ ،‬و إل فإن المئر واضئح وضئوح الشئمحس فئ‬
‫رابعةم النهار ‪ ،‬و ذلك أن القرآن أول ما نزّل على رساول ال نص على أنه كلما ال تعال الوحى به‬
‫ت‬
‫ك النئلذي عخلعئعق ‪ ،‬عخلعئعق اوللنعسئئاعن لم ئون ععلعئنق {ٍ‪ -‬سائئورة العلئئق‪ ،-2-1 /‬و‬ ‫إل ئ رسا ئوله ‪}:‬اقو ئعرأو لباوسا ئلم عربمئ ع‬
‫ب لمئعن اللنئله الوععلزّيئلزّ الوععلليئلم{ٍ‬ ‫ب لمن اللنله الوعلزّيلزّ اوللكيلم{ٍ )‪ (1‬ساورة الزّمر ‪ ،‬و }عتنلزّيل الولكتئعئا ل‬
‫ت‬ ‫ع ع‬
‫ل ل‬
‫}عتنلزّيتل الوكعتا ع‬
‫حيئنعئا إلعلئ لإبوئعرالهيئعم‬ ‫لل‬ ‫ك عكمحئا أعوحيئنعئا إلعلئ نتئونح والنبحليم ل‬
‫يمئ مئن بعئوعئده عوأعوو ع و‬ ‫ع ع‬ ‫حيئعنا إللعوي ع ع و ع و‬‫‪ -‬ساورة غافر‪ ، -2/‬و}إلننا أعوو ع و‬
‫ل ل‬ ‫وإل و ل‬
‫س عوعهاتروعن عوتسائلعويعمحاعن عوآتع وئيئنعئا عداتووعد عزبئتئوةرا{ٍ ‪-‬‬ ‫ب عوتيونت ع‬‫ب عوالعوساعبحاط عوعيعسى عوأعييو ع‬ ‫ساعيعل عوإووساعحعق عويعئوعتقو ع‬ ‫ع ع‬
‫ل‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ل‬
‫يم اوساتععجاعرعك فعأعجورهت عحنتئ يعوسئعمحعع عكلععما الليئه تثنئ أعبولوغئهت‬ ‫ساورة النساء‪ -163/‬و } ‪،‬عوإلون أععحقد معن الوتمحوشلرك ع‬
‫ك بلئأع ئنتهوم قع ئووقما لن يعئوعلعتمحئئوعن {ٍ ‪-‬سائئورة التوبئئةم‪ . -6 /‬و أمئئا السئئلمحون فمحنئئذ زمئئن النئئب –عليئئه‬ ‫ل‬
‫عمئأوعمنعهت عذلئ ع‬
‫الص ئئلة و الس ئئلما‪ -‬و م ئئا بع ئئده ‪ ،‬و ه ئئم يص ئئفون الق ئئرآن ب ئئأنه كت ئئاب الئ ئ ‪ ،‬و كلما الئ ئ تع ئئال ‪،‬‬
‫معتمحدين ف ذلك على القرآن و السنةم ‪ ،‬و ما كان عليه الصحابةم و التابعيم‪. 256‬‬

‫و ختاما لما ذكرناه ‪ ،‬يتبين أن من أسباب كثرةا أخطاء أركون‪ -‬في نظرته إلى‬
‫القرآن و تعامله معه‪ ،-‬أنه كان يفتقد إلى النزاهة العلمية في كثير مما قاله عن‬
‫القرآن ‪ ،‬و لم يكن ييفرق بينها و بين التعصب و التحريف ‪ ،‬فكان يمارس التدليس و‬
‫التزييف ‪ ،‬و الطعن في السلم باسم البحث العلمي الموضوعي ‪ ،‬في حين أن عمله‬
‫هذا ليس من العلم في شيء ‪.‬‬
‫و منهئئا تئئأثره السئئلب بالساتشئراق و ثقتئئه فيئئه ‪ ،‬و اعتمحئئاده شئبحه الكلئئي عليئئه ‪ ،‬فئ دراسائئاته عئئن‬
‫‪255‬‬
‫‪.‬‬ ‫البحخاري‪ :‬الصدر السابق ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪. 14 :‬‬
‫‪256‬‬
‫انظر مثل ‪ :‬البحخاري ‪ :‬الصحيح ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪ . 245 ، 54 ،53 :‬و مسلم ‪ :‬الصحيح ‪ ،‬ج ‪ 4‬صا‪ . 1847 :‬و النسائي‬
‫‪ :‬السنن ‪ ،‬ج ‪ 3‬صا‪. 58 :‬‬
‫السائئلما و تئئاريه و أهلئئه ‪ ،‬حئئت سائئيطرت عليئئه النظئئرة الس ئلبحيةم إل ئ السائئلما ‪ ،‬و أص ئبحح هئئه الكئئبخ‬
‫الطعن فيه ‪ ،‬و إثارة الشكوك و الشبحهات حوله ‪ ،‬بدعوى البححث ف اللمفكر فيه ‪ ،‬ذلك الاجس‬
‫الوهي الذي ملك عليه تفكيه ‪.‬‬
‫و منها أيضا قلةم زاده ف العلوما الشرعيةم ‪ ،‬و تاريخ الذهب السالميةم‪ ، 257‬مع عدما تكنئه‬
‫مئئن النهئئج العلمحئئي النقئئدي الشئئامل الصئئحيح ‪ ،‬رغئئم كئئثرة دعئئاويه باسائئتخداما النهئئج العلمحئئي الغربئ ئ‬
‫الزّعوما ‪ ،‬فوجدناه كثيا ما يعتمحد على الظنون و الهئواء و الوهئاما ‪ ،‬و يركئزّ علئئى إثئئارة الشئبحهات و‬
‫الشكوك بل مئبخر منطقئي و ل علمحئي ‪ ،‬فجاءت أباثه عئن القئرآن خاصئةم و السائلما عامئةم ‪ ،‬أباثئا‬
‫ظنيةم متحيزّة ‪ ،‬تفتقد إل الصالةم و البداع ‪ ،‬و القوة ف الجةم ‪ ،‬و الوضوعيةم ف الطرح ‪.‬‬
‫و أما بالنسبحةم إل الخطاء النهجيةم الت وقع فيها الابري ف نظرته إل القرآن ‪ ،‬و فهمحه له ‪،‬‬
‫و تعامله معه ‪ ،‬فسأذكرها ف ممحوعتيم ‪ ،‬الول تتضمحن ساتةم أخطاء ‪ ،‬أولا إنه جعل القرآن الكريئ‬
‫مئئن الئئوروث السائئلمي ‪ ،‬و هئئو أسااسائئه الك ئيون لئئه‪ . 258‬و خطئئأه هنئئا هئئو أنئئه ل ئ يفئئرق بيم ئ القئئرآن‬
‫ت‬
‫الكري ‪ ،‬و بيم ما أنتجه السلمحون من تئراث علمحئئي فئ متلئئف العلئوما ‪ ،‬لن مئئا أنتجئه السئلمحون هئو‬
‫نتئئاج بشئئري بغئئض النظئئر عئئن قيمحتئئه و أهيتئئه العلمحيئئةم ‪ ،‬أمئئا القئئرآن فهئئو كتئئاب الئ ئ تعئئال التضئئمحن‬
‫لكلمئئه سائ ئبححانه لفظئئا و معنئ ئ ‪ ،‬و ليئئس كلمئئا بشئ ئريا ‪ ،‬لئئذا فئئإن إدراجئئه مئئع الئئوروث السائئلمي‬
‫كجزّء منه هو خطأ فادح شرعا و عقل ‪ ،‬و افتاء على القرآن و القيقةم ‪.‬‬
‫و هو –أي القرآن‪ -‬إن كان هو الؤمساس و النشئ للحضارة السالميةم بتاثها الادي و العنوي‬
‫‪ ،‬فهو ليس من جنسها ‪ ،‬و ل ثرة لا ‪ ،‬و عليه فإن إدراجه فيها ‪ ،‬و عدما التمحييئزّ بينئه و بينهئا هئو‬
‫عمحل غي صحيح ‪ ،‬يؤمدي إل نزّع الصئئفةم الليئةم عنئئه ‪ ،‬و التسئئويةم بينئه و بيمئ أي عمحئئل بشئئري آخئئر‬
‫‪.‬‬
‫و كذلك السنة النبوية الصحيحة الموافقة للقرآن ‪ ،‬فهي ليست تراثا ‪ ،‬لنه و إن‬
‫كانت كلم بشر ‪ ،‬فإنها أيضا ليست كلم إنسان عادي ‪ ،‬و إنما هي كلم رسول ا –‬
‫عليه الصلةا و السلم‪ ، -‬الذي أمرنا ا تعالى بإتباعه و القتداء به‪ ،‬و جعل طاعته‬
‫ك لأ ييرؤذمينوأن أحتلأى ييأحبكيمو أ‬
‫ك‬ ‫شرطا للقبول و طريقا للسعادةا ‪ ،‬قال تعالى ‪}- :‬فألأ أوأربب أ‬
‫ت أوييأسلبيمورا تأرسذليوما{َ ‪ -‬سورةا‬ ‫ضري أ‬‫ذفيأما أشأجأر بأرينأهيرم ثيلم لأ يأذجيدورا ذفي أأنفيذسذهرم أحأروجا بملما قأ أ‬
‫اأ أوأريسولأهي فأقأرد أفاأز فأرووزا أعذظيوما{َ )‪ (71‬سورةا الحزاب ‪،‬‬ ‫النساء‪ -65/‬و}أوأمن ييذطرع ل‬
‫ك هييم ارلأفائذيزوأن {َ‪ -‬سورةا النممور‪-52/‬‬ ‫اأ أويأتلرقذه فأأ يرولأئُذ أ‬‫ش ل‬‫اأ أوأريسولأهي أويأرخ أ‬ ‫و }أوأمن ييذطذع ل‬
‫ظا{َ ‪ -‬سورةا‬ ‫اأ أوأمن تأأوللى فأأما أأررأسرلأنا أ‬
‫ك أعلأريذهرم أحذفي و‬ ‫طاأع ر‬ ‫و }لمرن ييذطذع اللريسوأل فأقأرد أأ أ‬
‫النساء‪ ،-80/‬و عليه فل يصح إدراج السنة النبوية الصحيحة ‪ ،‬ضمن الموروث‬

‫‪257‬‬
‫سايتضح ذلك أكثر ف الفصول التيةم ‪ ،‬إن شاء ال تعال ‪.‬‬
‫‪258‬‬
‫تكوين العقل العرب ‪ ،‬صا‪ . 66 :‬و العقل الخلقي العرب ‪ ،‬صا‪ . 104 :‬و التاث و الداثةم ‪ ،‬صا‪. 23 :‬‬
‫السلمي ‪ ،‬كما فعل الجابري‪ ، 259‬و أركون سابقا ‪ ،‬و بذلك ل يصح وصف دين‬
‫السلم بأنه تراث أو موروث حضاري ‪.‬‬
‫و أمئا الطئأ الثئان فيتمحثئل فئ أن الئابري نقئئل كلمئا للشئئاطب مفئئاده أنئئه يإئئب اللئئتزّاما باللسئان‬
‫العرب ف فهم القئرآن ‪ ،‬و يتراعئى فيئه أسائلوبم فئ التعئبحي ‪ ،‬و كئونم أمييمئ معئا ‪ ،‬و ل يإئوز تمحيلئه‬
‫ل‬
‫ث لفئ اولتميم ع‬
‫يمئ‬ ‫مئن العئان مئا ل يتناسائب مئع كئون العئرب أمئةم أميئةم ‪ ،‬لقئوله تعئال ‪}- :‬تهئعو النذي بعئععئ ع‬
‫ضئعلنل‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫لل‬
‫ب عواولوكعمحئةمع عولإن عكئئانتوا مئئن قعئوبحئتل لعفئئي ع‬
‫عرتسائوةل مونئتهئوم يعوئتئلئتئو ععلعويلهئوم آيئعئاته عويئتعزّمكيلهئوم عويئتععلمتمحتهئتم الوكتعئئا ع‬
‫يم{ٍ ‪ -‬ساورة المحعةم‪ ، -2/‬و عليه فإن الشريعةم أميةم أيضا ‪ .‬ث قال ‪ )) :‬و لا كان المر كذلك‬ ‫يمبحل ن‬
‫فيجئئب أن ل نلتمحئئس فئ القئئرآن و ل فئ الئئديث مئئا يئئرج عئئن مفهئوما العئئرب مئئن العلئوما و العئئارف‬
‫((‪. 260‬‬

‫و قوله هئذا أكثره باطئل ‪ ،‬يمحل بئداخله فكئرا مئدمرا للئدين ‪ ،‬لنئه أول إن هنئاك خطئأ كئبحيا فئ‬
‫فهم النصوصا الشرعيةم التعلقةم بذلك ‪ ،‬لن اليةم الت ذكرها الئئابري نقلهئئا ناقصئةم ‪ ،‬و هئي ‪ )) :‬هئو‬
‫الذي بعث ف المييم رساول منهم (( ‪ ،‬و القسم الناقص الذي ل يذكره ‪ ،‬نورده كامل ‪ ،‬و التمحثئئل‬
‫ب عواوللوكعمحئةمع‬ ‫ل‬ ‫لل‬ ‫ل‬
‫يمئ عرتسائوةل مونئتهئوم يعئوتئلتئو ععلعويلهئوم آيئعئاته عويئتعزّمكيلهئوم عويئتععلمتمحتهئتم الوكتعئا ع‬ ‫ث لف اولتميم ع‬ ‫ف ‪}:‬تهعو النذي بعئعع ع‬
‫ضئعلنل يمبحل ن‬ ‫ل‬ ‫ل‬
‫يمئ{ٍ ‪ -‬سائئورة المحعئةم‪، -2/‬و فئ آيئةم أخئرى )) ربنئا و ابعئث فيهئئم‬ ‫عولإن عكئئانتوا مئئن قعئوبحئتل لعفئي ع‬
‫رساول منهئم يتلئو عليهئم آياتئك ‪ ،‬و يعلمحهئم الكتئاب و الكمحةم و تيزّكيهئم إنئك أنئت العزّيئزّ الكيئم‬
‫ث لفيلهوم عرتساولة مون‬ ‫يم إلوذ بعئعع ع‬ ‫لل‬
‫((‪-‬البحقرة ‪ ، -129/‬و كذلك قوله تعال ‪}- :‬لععقود عمنن الليهت عععلى الوتمحؤممن ع‬
‫ض ئئلنل‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫لل‬ ‫ل‬
‫ب عواولوكعمحئ ئةمع عولإن عك ئئانتواو م ئئن قعئوبحئ ئتل لعف ئئي ع‬ ‫عأنتفسئ ئلهوم يعئوتئلتئئو ععلعويلهئ ئوم آيعئئاته عويئتعزّمكيلهئ ئوم عويئتععلمتمحتهئ ئتم الوكتع ئئا ع‬
‫يم{ٍ‪ -‬ساورة آل عمحران‪ .-164/‬فهئذه اليئئات واضئحات بينئات تمكمحئات ‪ ،‬فئ أن رسائالةم السائئلما‬ ‫يمبحل ن‬
‫جاءت لتخرج العئرب –و غيهئم‪ -‬مئن الظلمحئات إلئ النئور ‪ ،‬و تعلمحهئم الكتابةم و الكمحةم و تزّكيهئم‬
‫‪ ،‬و لئ ئ ت ئئأت لتبحقيه ئئم عل ئئى أميته ئئم و ج ئئاهليتهم ‪ ،‬و إل فل معنئ ئ و ل فائ ئئدة م ئئن مي ئئء السا ئئلما‬
‫أصل ‪.‬‬
‫و ما ينقض ما ادعاه الابري ‪ ،‬هو أنه قد صحت أحاديث كثية حث فيهئا رسائول ال‪-‬عليئه‬
‫الصئئلة و السئئلما‪ -‬علئئى طلئئب العلئئم و تعليمحئئه ‪ ،‬و الئئرصا عليئئه‪ . 261‬فهئئذه الحئئاديث لئ ئ تئئأت‬
‫لتكريس الميةم و إبقاء العرب على أميتهم ‪ ،‬و إنئئا جئئاءت لتخرجهئئم مئئن ظلمحئئات الهئئل و الاهليئئةم‬

‫‪259‬‬
‫تكوين العقل ‪ ،‬صا‪. 66 :‬‬
‫‪260‬‬
‫بنيةم العقل ‪ ،‬صا‪. 545 :‬‬
‫‪261‬‬
‫أنظر مثل ‪ :‬البحخاري ‪ :‬الصحيح ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪ . 41 :‬و أبئو داود ‪ :‬السئنن ‪ ،‬ج ‪ 2‬صا‪ . 341 :‬و التمئذي‪ :‬السئنن ‪ ،‬ج ‪5‬‬
‫صا‪ . 28 :‬و ابن ماجةم ‪ :‬السنن ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪. 81 :‬‬
‫‪ ،‬إل نور السالما و العلم ‪.‬‬
‫و ثانيا إنه با أن شريعةم السالما ل تأت للعرب المييم فقئط ‪ ،‬و إنئا جئاءت إلئ بنئ آدما كلهئم‬
‫مئئن أمييم ئ و متعلمحيم ئ ‪ ،‬فئئإنه ل يصئئح القئئول بئئأن ‪ :‬ش ئريعةم السائئلما أميئئةم ‪ ،‬لمئئةم أميئئةم ‪ .‬فهئئذا كلما‬
‫باطل و مضحك ‪ ،‬فيه طعن ف شريعةم ال تعال ‪ ،‬و وصف لئا بئا ل يليئق با ‪ ،‬لن مصئدرها هئو‬
‫القرآن الكري ‪ ،‬و هو كلما ال تعال ‪ ،‬و كلمه علم و نور و هدايةم ‪ ،‬فهئي شئريعةم ربانيئةم عالئةم ‪،‬و‬
‫ليست شريعةم أميةم ‪.‬‬

‫و ثالثا إنه ل توجد علقة حتمية بين لسان العرب ‪ ،‬و بين العلوم التي جاء بها‬
‫السلم ‪ ،‬فإذا كان القرآن جاء بلسان عربي يمبين ‪ ،‬فل يلزم أن ل يأتي إل بالعلوم و‬
‫المعارف التي كان يعرفها العرب آنذاك ‪ ،‬و إل فل فائدةا من مجيء السلم أصل ‪،‬‬
‫إذا كان ل يأتي بجديد ‪ ،‬و يترك العرب على ما كانوا عليه ‪ .‬لذا وجدنا ا تعالى يمن‬
‫على الناس بأن أرسل إليهم رسوله ‪ ،‬ليعلمهم الكتاب و الحكمة و يزكيهم ‪ .‬و هذا الذي‬
‫حدث في الواقع ‪ ،‬فقد جاء السلم بعلوم و عقائد ‪ ،‬و أخلق و تشريعات ‪ ،‬و مفاهيم‬
‫و تصورات ‪ ،‬لم يكن العرب يعرفونها ‪ ،‬فرفعهم ا بها ‪ ،‬و )) إن كانوا من قبل لفي‬
‫ضلل مبين ((‪-‬سورةا آل عمران ‪ ، - 164/‬و )) ما كنت تعلمها أنت و ل قومك من‬
‫قبل هذا ((‪ -‬سورةا هود‪. -49/‬‬
‫ل‬ ‫ل‬ ‫ل‬
‫و با أن ال تعال قال ‪}- :‬عسانتلريلهوم آعياتعنا لف اولعفاق عولف عأنتفسلهوم عحنت يعئتعبحعئ ن ع‬
‫يم علتوم أع ئنهت اولعئيق أععوعلوئ‬
‫ك أعنهت عععلى تكمل عشوينء عشئلهيقد{ٍ‪ -‬سائئورة فصئئلت‪، - -53/‬و بما أنه تحجدى عججالم الججن و‬ ‫يوك ل‬
‫ف بلعربم ع‬ ‫ع‬
‫النس على أن يأتوا بثل هذا القرآن ‪،‬و أكد على أنه لن يأتوا بثله حاضئرا و مسئتقبحل ‪ ،‬فئ قئوله ‪:‬‬
‫ل لل‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫نل ل‬
‫س عواولئين ععلئعئى عأن يعئأوتواو لبثوئلل عهئعذا الوتقئورآلن لع يعئأوتتوعن لبثولئه عولعئوو عكئئاعن بعئوع ت‬
‫ضئتهوم‬ ‫ل ل‬
‫‪}-‬قئتئل لئئن اوجتععمحععئت النئ ت‬
‫ب ممئنئا نعئنزّلونعئئا ععلعئئى ععوبح ئلدعنا فعئأوتواو‬
‫ض ظعلهيا{ٍ ‪ -‬سائئورة السا ئراء‪ ،-88/‬و قئئال ‪}- :‬ولإن تكنتتئم لف ئ ريوئ ن‬
‫و ع‬ ‫ع‬ ‫ة‬ ‫للبحعئوع ئ ن‬
‫يم{ٍ ‪-‬سائورة البحقئرة ‪-23/‬ئ ‪ ،‬ديل كئل‬ ‫بلسورةن ممن مثوللله وادعواو شهعداءتكم مئن دولن الليئله إلون تكونتئم ل ل‬
‫صئادق ع‬‫تو ع‬ ‫ت‬ ‫ع و ت تع‬ ‫تع‬
‫ذل ئئك عل ئئى أن فئ ئ الق ئئرآن الكريئ ئ علوم ئئا ك ئئثية و معجئ ئزّات ب ئئاهرة تتجل ئئى مس ئئتقبحل ‪ ،‬و ب ئئا يتحق ئئق‬
‫التحدي ‪ ،‬و تقوما الجةم علئى الئن و النئئس معئئا ‪ .‬و قئد تلئئى بعئض ذلئك فئ عصئرنا الئئال ‪ ،‬بئئا‬
‫اكتشفته العلوما الديثةم من إعجاز علمحي باهر ف القرآن الكري ‪.‬‬
‫و رابعا إن مقولةم الابري خطية جئدا علئى القئرآن و تعطلئه مئن داخلئه ‪ ،‬فهئي مئع أنئا تئالف‬
‫دين السالما بالضرورة ‪ ،‬فإنا تعن أن القرآن مكوما بعلوما و معارف العئئرب الئئذين نئئزّل فيهئئم ‪ ،‬و ل‬
‫توجئئد فيئئه علئوما جديئئدة خئئارج مئئا كئئان يعرفئئه هئئؤملء ‪ ،‬و مئئن ثئ فهئئو يبحقئئى مصئئورا فئ النئئاخ العرفئ‬
‫الذي نزّل فيه ‪ ،‬و غي قادر على مواكبحئةم التطئورات العلمحيئةم الئت حدثت بعئده ‪ ،‬حت قئال الئابري ‪:‬‬
‫)) فيجب أن ل نلتمحس ف القرآن و ل ف الديث ما يرج عن مفهوما العرب من العلئوما و العئئارف‬
‫(( ‪ ،‬و هكئئذا أوجئئب الئئابري علينئئا مئئا ل ئ يلزّمنئئا الشئئرع بئئه ‪ ،‬و ألزّمنئئا برأيئئه الئئذي هئئو تعطيئئل لئئدين‬
‫السائئلما و علئئومه ‪ ،‬و تقزّيئ ئ لئئه ‪ ،‬فهئئي مقولئئةم توصئئلنا فئ ئ النهايئئةم إلئ ئ تارييئئةم أركئئون الئئت تزّعئئم أن‬
‫السالما وليد ظروفه الزّمانيةم و الكانيةم ‪ ،‬مكوما با ل يكنه تاوزها ‪ ،‬و ها هو الابري يطرحهئئا مئئن‬
‫جديد بطريقته الاصةم اللتويةم البحيتةم ‪ ،‬رغم وضوح بطلنا و منافاتا لدين السالما بالضرورة ‪.‬‬
‫و أما الطأ الثالث فيتعلق بطرق الساتدلل ف القرآن الكري ‪ ،‬فقد زعم الابري أن القرآن ))‬
‫ل يقئئرر طريقئئةم معينئئةم ف ئ السائئتدلل ‪ ،‬و إنئئا يئئدعو إل ئ العتبحئئار ‪ ،‬و يضئئرب المثئئال للنئئاس ليتحئئرك‬
‫خيالم و عقولم ‪ ،‬و ينبحهها إل مسألةم معينةم ((‪. 262‬‬
‫و ردا عليه أقول ‪ :‬إن ف قوله هذا ما تيشي إل وجود تناقض و تدليس ‪ ،‬و ذلك أنه قال ‪ :‬إن‬
‫القئ ئئرآن ل يقئ ئئرر طريقئ ئئةم معين ئئةم فئ ئ السائ ئئتدلل ‪ ،‬مئ ئئا قئ ئئد يعنئ ئ أن القئ ئئرآن يقئ ئئرر أك ئئثر مئ ئئن طريقئ ئئةم فئ ئ‬
‫الساتدلل ‪ ،‬لكنه عاد و نفى ذلك ‪ ،‬عندما قرر أن القرآن يدعو إل العتبحار و ضرب المثئئال ‪ ،‬و‬
‫هي وساائل تنبحيه لتحريك خيال الناس و عقولم ‪ ،‬فقوله هذا ينفي وجود طرق اساتدلل فئ القئرآن ‪،‬‬
‫بعدما كان قوله الول يتمحل وجود أكثر من طريقةم ‪.‬‬
‫و ثانيا إن زعمحه بأن القرآن ل توجد فيه طرق اساتدلل ‪ ،‬و إنا فيه وساائل تنبحيه ‪ ،‬هو قول‬
‫غيئ ئ صئئحيح و مئئالف للقئئرآن ‪ ،‬لن الئ ئ تعئئال كمحئئا اسائئتخدما وسائئائل التنئ ئبحيه اسائئتخدما أيضئئا طئئرق‬
‫اساتدلل كثية جدا ‪ ،‬و هو قد أخبخنا أنه أقاما الجةم على عبحاده ‪ ،‬و أيد رساوله بالبخاهيم و اليات‬
‫البحينات ‪ ،‬كقوله تعال ‪ )) :‬لئل يكون للناس على ال حجئةم بعئئد الرسائئل ((‪-‬سائئورة النسئئاء‪، -165/‬‬
‫ل‬ ‫ل‬ ‫لل‬
‫يمئ{ٍ ‪ -‬سائورة النعئاما‪ ،-149/‬و )) يأيهئا الناس قد‬ ‫و }قتول فعلليه اولتنجةمت الوعبحالغعةمت فعئلعوو عشاء علئععداتكوم أعوجعع ع‬
‫جاءكم برهان من ربكم ((‪ -‬النساء ‪ ، -174/‬و )) الذين تياجون ف ال من بعد مئئا اسائئتجيب لئئه‬
‫حجتهئئم داحضئئةم ((‪-‬سائئورة الشئئورى ‪ ، -16‬و )) قئئد جئئاءكم بينئئةم مئئن ربكئئم و هئئدى و رحئئةم ((‪-‬‬
‫ساورة النعئاما‪ ، -167/‬و )) و أنزّلنئا آيئات بينئات ((‪-‬سائورة الادلئةم ‪ ، -15/‬و )) قئد جئاءكم مئن‬
‫ال نور و كتاب مبحيم ((‪ -‬ساورة البحقرة ‪ . -176/‬فهذه اليات هي دليل قاطع دامغ ‪ ،‬على أن ال‬
‫تعال أقاما الجةم على عبحاده ‪ ،‬و ل يكتف بتحريك خيئالم و عقئولم ‪ ،‬و بئا أنئه تعئال أقئاما عليهئم‬
‫حججئئه ‪ ،‬فهئئذا يسئئتلزّما حتمحئئا بئئأنه اسائئتخدما طرقئئا اسائئتدلليةم كئئثية ‪ ،‬لن كئئل حجئئةم إل و تتضئئمحن‬
‫طريقةم اساتدلليةم أو أكثر ‪.‬‬

‫و ثالثئئا إن فئ القئئرآن الكريئ طرقئئا اسائئتدلليةم كئئثية يسئئتخرجها مئئن يتئئدبره ‪ ،‬منهئئا اسائئتدلل الئ‬
‫تعئئال علئئى وجئئوده و صئئفاته و حكمحتئئه ‪ ،‬بلقئئه للكئئون عامئئةم و للنسئئان خاصئئةم ‪ ،‬و بإظهئئار بئئديع‬
‫صنعته و جيل كرمه ‪ ،‬كقوله تعال ‪ )) :‬هل مئئن خئئالق غيئ الئ يرزقكئئم مئئن السئئمحاء و الرض ((‪-‬‬
‫ساورة فاطر‪ ، -3/‬و )) أأنتم أشد خلقا أما السمحاء بناها ((‪-‬ساورة النازعئات ‪ ، -27/‬و )) قل هئل‬
‫‪262‬‬
‫بنيةم العقل العرب ‪ ،‬صا‪. 448 :‬‬
‫من شركائكم من يبحدأ اللق ث تيعيده ((‪-‬ساورة يونس‪ ، -34/‬و )) هذا خلق الئ فئأرون مئئاذا خلئق‬
‫الئئذين مئئن دونئئه ((‪-‬سائئورة لقمحئئان ‪ ، -11/‬و )) أما خلق ئوا السئئمحوات و الرض بئئل ل يوقنئئون ((‪-‬‬
‫ساورة الطور‪ ، . 36/‬و )) أفرأيتم ما تنون أأنتم تلقئونه أما نئن الئالقون ((‪-‬سائورة الواقعئةم ‪، -59/‬‬
‫و )) إن الذين تدعون من دون ال لن يلقوا ذبابا و لو اجتمحعوا له ((‪-‬ساورة الج‪. 73/‬‬
‫و منهئئا السائئتدلل علئئى صئئدق النبحيئئاء –عليهئئم السئئلما‪ -‬باليئئات و العجئزّات و الكتئئب الئئت‬
‫جاءوا با ‪ ،‬كقوله تعال ‪ )) :‬و تلك حجتنا أتيناها إبراهيم على قومه ((‪-‬ساورة النعئاما‪ ، 83/‬و ))‬
‫لقئئد جئئاءتم رسائئلهم بالبحينئئات فمحئئا كئئانوا ليؤممنئوا بئئا كئئذبوا مئئن قبحئئل ((‪-‬سائئورة العئراف‪ ، -101/‬و‬
‫)) جاءتم رسالهم بالبحينات و بالزّبر و بالكتاب الني ((‪-‬ساورة فاطر‪. - 21/‬‬
‫و منها الستدلل على صدق نبوةا رسول السلم ‪ ،‬بالقرآن الكرم ‪ ،‬فهو كتاب‬
‫عربي معجز‪ ،‬تحدىَ به ا تعالى العرب و العالم كله ‪ ،‬من النس و الجن معا ‪ ،‬فهو‬
‫معجزةا علمية مادية باقية خالدةا‪ ،‬إلى أن يرث ا الرض و من عليها ‪ ،‬ل يوجد‬
‫س أوارلذجلُن أعألى أأن يأأريتورا بذذمرثذل‬ ‫ت اذلن ي‬ ‫مثلها في العالم كله ‪ ،‬قال تعالى ‪}- :‬يقل للئُذذن ارجتأأمأع ذ‬
‫ظذهيورا{َ ‪ -‬سورةا السراء‪ -88/‬و ‪-‬‬ ‫ض أ‬ ‫ضهيرم لذبأرع م‬ ‫هأأذا ارلقيررآذن لأ يأأريتوأن بذذمرثلذذه أولأرو أكاأن بأرع ي‬
‫ب بملما نألزرلأنا أعألى أعربذدأنا فأأريتورا بذيسوأرمةا بمن بمرثلذذه أوارديعورا يشهأأداءيكم بمن‬ ‫}أوذإن يكنتيرم ذفي أرري م‬
‫صاذدذقيأن{َ ‪-‬سورةا البقرةا ‪. -23/‬‬ ‫اذ إذرن يكرنتيرم أ‬ ‫يدوذن ر‬
‫و منها أيضا الستدلل على صدق نبوةا رسول السلم ‪ ،‬من خلل شخصية محمد‬
‫عليه الصلةا و السلم ‪ ،‬فال تعالى خاطب قريش و من على شاكلتها ‪ ،‬بالمنطق و‬
‫التاريخ و أقام عليهم الحجة ‪ ،‬فقال لهم ‪ :‬إن هذا النبي الذي كذبتموه و رفضتم دينه و‬
‫دعوته ‪ ،‬ل دليل عندكم في تكذيبه ‪ ،‬لنكم تعرفونه معرفة جيدةا قبل النبوةا ‪ ،‬و هو‬
‫الصادق المين الذي ل تكذبونه ‪ ،‬و صاحب الخلق العظيم ‪ ،‬و هو المي الذي ل‬
‫يقرأ و ل يكتب و انتم تعلمون ذلك جيدا ‪ ،‬و مع ذلك تحداكم بكتاب معجز ‪،‬و أن‬
‫اي أما تألأروتيهي‬‫تكذيبكم له ل يقوم على أي برهان و ل حجة ‪ ،‬قال تعالى ‪}:‬يقل للرو أشاء ر‬
‫ت ذفييكرم يعيمورا بمن قأربلذذه أأفألأ تأرعقذيلوأن{َ ‪-‬سورةا يونس‪، -16/‬‬ ‫أعلأرييكرم أولأ أأردأرايكم بذذه فأقأرد لأبذرث ي‬
‫اذ‬‫ت ر‬ ‫ظالذذميأن ذبآَأيا ذ‬‫ك أولأذكلن ال ل‬ ‫ك اللذذي يأيقويلوأن فأإ ذنلهيرم لأ ييأكبذيبونأ أ‬ ‫و}قأرد نأرعلأيم إذنلهي لأيأرحيزني أ‬
‫ق أعذظيمم{َ ‪ -‬سورةا القلم‪ ،-4/‬و‬ ‫ك لأأعلى يخلي م‬ ‫يأرجأحيدوأن{َ ‪ -‬سورةا النعام‪ ، -33/‬و }أوإذنل أ‬
‫) أفآَذمينورا ذبارلذ أوأريسولذذه النلبذبي اليبمبي اللذذي ييرؤذمين ذبارلذ أوأكلذأماتذذه أواتلبذيعوهي لأأعلليكرم تأرهتأيدوأن{َ ‪-‬‬
‫ك إذوذا‬
‫طهي بذيأذمينذ أ‬‫ب أوأل تأيخ لُ‬
‫ت تأرتيلو ذمن قأربلذذه ذمن ذكأتا م‬ ‫سورةا العراف‪ ،-158/‬و}أوأما يكن أ‬
‫ب ارليمربذطيلوأن{َ ‪ -‬سورةا العنكبوت‪. -48/‬‬ ‫للررأتا أ‬
‫و منهئئا إقامئئةم الجئئةم العقليئئةم باسائئتخداما السائئتدلل العقلئئي الئئض ‪ ،‬كثقئوله تعئئال ‪ )) :‬أما خلقئوا‬
‫مئ ئئن غيئ ئ ش ئئيء أما هئ ئئم الئ ئئالقون ‪ ،‬أما خلقئ ئوا السئ ئئمحوات و الرض بئ ئئل ل يوقنئ ئئون ((‪-‬سائ ئئورة الطئ ئئور‪/‬‬
‫‪ ، -35‬و )) لو كان فيهمحا آلةم إل ال لفسئدتا ‪ ،‬فسئبححان الئ رب العئرش عمحئا يصئئفون ((‪-‬سائورة‬
‫النبحياء ‪ ، - 22/‬و )) و مئا اتئذ الئ مئن ولئد ‪ ،‬و مئا كئان معئه مئن إلئه ‪ ،‬إذا لذهب كئل إلئه بئا‬
‫خلق ‪ ،‬و لعل بعضهم على بعض ‪ ،‬سابححان ال عمحا يصفون ((‪-‬ساورة الؤممنون‪. - 91/‬‬
‫و منها أيضا الساتدلل بطريق الول و النفع ‪ ،‬و الصئلح و الضئئمحن ‪ ،‬فاليئان أحسئن مئن‬
‫الكفر‪ ،‬و النةم أحسن من النار ‪،‬و و اليان أضمحن للنسان مئن الكفئر ‪ ،‬كقئوله تعئال‪-‬علئى لسئان‬
‫يوساف‪ )) : -‬أأرباب متفرقون خي أما ال الواحد القهار ((‪-‬ساورة يوسائئف‪ ، -39/‬و )) مئئاذا عليهئئم‬
‫لئئو آمن ئوا بئئال و الي ئوما الخئئر ‪،‬و انفق ئوا مئئا رزقنئئاهم ((‪ -‬سائئورة النسئئاء‪ ، -39/‬و )) آل ئ خي ئ أمئئا‬
‫يشركون ((‪-‬ساورة النمحل‪ ، -59/‬و )) الدار الخرة خي للذين يتقون ‪ ،‬أفل تعقلون ((ساورة النعاما‪/‬‬
‫‪. -169‬‬
‫و منها إظهئار بعئض طئرق الساتدلل الت اساتخدمها النبحيئاء فئ مئادلتم لقئوامهم و إقامئةم‬
‫الجئئج العقليئئةم و الاديئئةم الدامغئئةم عليهئئم ‪ ،‬كمحئئا فعئئل إبراهيئئم‪ -‬عليئئه السئئلما – عنئئدما كسئئر أصئئناما‬
‫قومه و أبقى كبحيهم ‪ ،‬و قالوا له ‪ )) :‬أأنت فعلت هذا بألتنا يا إبراهيم (( ‪ ،‬قال لم ‪ )) :‬بل فعلئئه‬
‫كبحيهم هذا فاساألوهم إن كانوا ينطقون ‪ ،‬فرجعوا إل أنفسهم فقالوا إنكم أنتم الظئئالون ‪ ،‬ثئ تنكسئوا‬
‫على رؤوساهم ‪ ،‬لقد علمحت ما هؤملء ينطقون ((‪-‬ساورة النبحياء‪ . -65-62 /‬و كئذلك قئوله تعئئال‬
‫‪ )) :‬إنئئا تعبحئئدون مئئن دون الئ أوثانئئا و تلقئئون إفكئئا ((‪-‬سائئورة العنكبحئئوت‪ ، -17/‬و )) أتعبحئئدون مئئا‬
‫تنحتون ((‪-‬ساورة الصافات‪ ، -95/‬و )) إذ قال لبيه يا أبت ل تعبحد ما ل يسمحع و ل يتبحصر ((‪-‬‬
‫ساورة مري‪. -42/‬‬

‫و منها أيضا الستدلل بنقض المنطلق الفكري الذي ينطلق منه الكفار ‪ ،‬في بناء‬
‫أفكارهم و عقائدهم ‪ ،‬من ذلك أن ا تعالى حكى عن الدهريين و الملحدةا أنهم قالوا ‪:‬‬
‫ك ذمرن ذعرلمم إذرن‬
‫ت أونأرحأيا أوأما ييرهلذيكأنا إذلل اللدرهير أوأما لأيهم بذأذلذ أ‬
‫} أما ذهأي إذلل أحأياتيأنا اللُدرنأيا نأيمو ي‬
‫هيرم إذلل يأظيلُنوأن{َ ‪ -‬سورةا الجاثية‪ -24/‬فرد عليهم ا تعالى بقوله ‪ )) :‬و مالهم بذلك من‬
‫علم إن إل يظنون ((‪-‬سورةا الجاثية ‪ ، -24/‬فنقض دعواهم بأنهم لم ييؤسسوها على‬
‫أساس صحيح من العلم و المنطق‪ ،‬و إنما أقاموها على الظن ‪ ،‬و إن )) الظن ل ييغني‬
‫من الحق شيئُا ((‪-‬سورةا النجم‪ ، -28/‬و إنهم )) إن يتبعون إل الظن‪،‬و إن إل‬
‫يخرصون ((‪-‬سورةا النعام‪ . -116/‬و من ذلك أيضا قوله تعالى ‪ )) :‬و من الناس من‬
‫يجادل في ا بغير علم و ل هدىَ و ل كتاب منير ((‪-‬سورةا الحج‪ ، -8/‬فال تعالى‬
‫أبطل جدالهم و نقضه بأن ذكر أن هؤلء لم ييقيموا جدالهم على علم صحيح ‪ ،‬ول‬
‫على هداية ربانية ‪ ،‬و ل على كتاب رباني منير ‪.‬‬

‫و منها أن القرآن الكري دعا إل اساتخداما النهج الساتدلل التجريب لدراساةم الطبحيعةم و التاريئئخ‬
‫ل‬ ‫ل‬ ‫‪ ،‬كقوله تعال ‪} :‬قتول لسايتوا لف اولعور ل‬
‫ف بععدأع اولعولعق تثن اللنئهت تينشئتئ النوشئأععة اولخئعرعة إلنن اللنئهع‬
‫ض عفانظتتروا عكوي ع‬
‫ض‬‫ت لمئئن قعئوبحللتكئوم تسائنعقن فعلسئيتواو لفئ العور ل‬ ‫ن ل‬
‫ععلئعئى تكئمل عشئويء قعئديقر{ٍ ‪ -‬سائئورة العنكبحئئوت‪، -20/‬و}قعئود عخلعئ و‬
‫ل‬
‫يم {ٍ ‪ -‬سا ئئورة آل عمحئ ئران‪ ،-137/‬و )) ف ئئل سا ئئيوا فئ ئ الرض‬ ‫ف عك ئئاعن ععاقبحعئ ئةمت الوتمحعكئ ئنذبل ع‬
‫فعئئانوظتترواو عكويئ ئ ع‬
‫فانظروا كيف كان عاقبحةم الذين من قبحل ‪ ،‬كان أكئثرهم مشئئركيم ((‪-‬سائورة الئئروما‪ ، -42/‬فئئال تعئئال‬
‫دعا النسان إل السي ف الرض و النظر فيها ‪ ،‬و البححث عئن الكيفيئةم و الصئي معئئا ‪ ،‬لتيقيئم عليئئه‬
‫الجةم ‪ ،‬و لتيعرفه با يإهلئه مئن تاريئخ الطبحيعئةم و النسئان معئا ‪ ،‬و ليحثئه علئى اسائتغلل الطبحيعئةم الئت‬
‫سائئخرها لئئه ‪ .‬و ل شئئك أن هئئذا السئئي بئئا فيئئه مئئن نظئئر و بئئث و اعتبحئئار و اسائئتغلل و اسائئتنتاج‬
‫يتضمحن منهجا علمحيا اساتدلليا تريبحيا ‪ ،‬إذ بدونه ل يكن الوصول إل ما دعت إليه تلئئك اليئئات و‬
‫غيها ‪.‬‬
‫و بذلك يتبحيم أن ما زعمحه الابري من عدما وجود طرق اساتدلل ف القرآن الكري ‪ ،‬هو زعم‬
‫باطل ‪ .‬كمحا أنه تتوجد ف القرآن أيضا وساائل تنبحيه للعتبحئار و التئئدبر‪ ،‬علئئى مئا قئاله الئابري ‪ ،‬لكنهئا‬
‫مئن جهئةم أخئرى هئي أيضئا كئثيا مئئا تضئمحنت طرقئئا اسائتدلليةم عكئئس مئئا ادعئاه الئابري ‪ ،‬كالمثئئال‬
‫الئئت ذكرهئئا الئ ئ تعئئال فئ ئ كتئئابه ‪ ،‬و عيقئئب عليهئئا بقئ ئوله ‪ )) :‬و تلئئك المثئئال نضئئربا للنئئاس و مئئا‬
‫يعقلهئئا إل العئئالون ((‪-‬سائئورة العنكبحئئوت‪ . -43/‬فالثئئال عنئئدما يئتئذكر بطريقئئةم صئئحيحةم و ف ئ مكئئانه‬
‫الناساب ‪ ،‬يكون برهانا و حجةم ‪ ،‬و وسايلةم اساتدلل قويةم ‪.‬‬
‫و أمئا لئاذا أنكئر الئابري وجئود طئرق اساتدلل فئ القئرآن –علئى كثرتئا و تنوعهئا‪ ، -‬و سئاها‬
‫وسائائل تنئبحيه ؟ ‪ ،‬فالواب هئو أن الرجئل بئوقفه هئذا ‪ ،‬تيطئط و تيهئد لمئر خطيئ جئدا ‪ ،‬سانكشئف‬
‫عنه لحقا ‪ ،‬عندما نتناول مبححث تنظم العرفةم من هذا الفصل إن شاء ال تعال ‪.‬‬
‫و أما الطأ الرابع ‪ ،‬فيتعلق بوقف الئابري مئئن مسئألةم التفسئي العلمحئئي للقئئرآن الكريئ ‪ ،‬فهئو ل‬
‫تيؤميد ذلك ‪ ،‬و يرى أنه يإب علينا أن ل نلتمحس ف القرآن ‪ ،‬و ل ف الديث ما يرج عئئن معهئئود‬
‫العئئرب مئئن العل ئوما و العئئارف ‪ ،‬و أيئئد مئئوقفه بمحلئئةم اعتاضئئات و تفظئئات ‪ ،‬أولئئا إنئئه عنئئدما يقئئول‬
‫بعض الناس ‪ :‬إن ف القرآن ما اكتشفه العلم الديث ‪ .‬فإن هذا يطرح علينا تساؤلت ‪ ،‬منهئئا ‪ :‬أيئئن‬
‫كنتم قبحل الكتشاف ؟ ‪ ،‬و لاذا ل تكتشفوه أنتم‪ 263‬؟ ‪.‬‬
‫و ردا عليه أقول ‪ :‬أول إن التساؤليم ل يسان جوهر الوضوع ‪ ،‬و هو ‪ :‬هل يوجد إعجاز‬
‫علمحي ف القرآن أما ل ؟ ‪ ،‬نعم تيوجد إعجاز علمحئي فئ القئرآن الكريئ ‪ ،‬فهئو مليئء بئات الشئارات‬
‫صئنفت فئ ذلئك تمصئنفات كثية ‪ ،‬و تأنشئأت لئه هيئةم عاليئةم تتئوله ‪ .‬و بئا أن المئر‬ ‫العلمحيةم ‪،‬و قئد ت‬
‫كذلك و العجاز العلمحئئي فئ القئرآن أصئبحح حقيقئئةم ثابتئةم تمعئئتف بئا ‪ ،‬فل تيوجئد أي مئئبخر علمحئي و‬
‫ل شرعي و ل عقلي لرفض ذلك و إهاله ‪.‬‬
‫و ثانيا أن التساؤليم تيإاب عنهمحا بأن تلف السلمحيم العلمحئي ‪ ،‬و ضئعف مسئئاهتهم –أو‬
‫انع ئئدامها‪ -‬فئ ئ الكتش ئئافات العلمحي ئئةم الديث ئئةم ‪ ،‬ه ئئا السئ ئبحبحان فئ ئ ت ئئأخر الس ئئلمحيم م ئئن السا ئئتفادة م ئئن‬
‫الشارات العلمحيةم ف القرآن الكري قبحل أن يكتشفها غيهم ‪ .‬و هذا التخلف موضوع آخئر ‪ ،‬ل ينئع‬
‫‪263‬‬
‫الئئابري ‪ :‬بنيئئةم العقئئل ‪ ،‬صا‪ . 546 ، 545 :‬و الئئابري ‪ :‬القئئرآن و العلئوما الكونيئئةم ‪ ،‬جريئئدة التئئاد ‪ ،‬ركئئن وجهئئةم نظئئر ‪،‬‬
‫العدد ‪ 25 ، 10600 :‬جادى الول ‪ 13 ،‬يونيو ‪. 2004‬‬
‫مئئن الهتمحئئاما بالعجئئاز العلمحئئي فئ ئ القئئرآن ‪ ،‬و مئئع ذلئئك فقئئد ذكئئر بعئئض السئئلمحيم الختصئئيم فئ ئ‬
‫التفسئئي العلمحئئي فئ القئئرآن أنئئه اسائئتفاد مئئن بعئض الشئئارات العلمحيئةم فئ القئئرآن ‪ ،‬فتوصئئل بفضئئلها إلئ‬
‫الكشف عن حقائق ل تكن معروفةم‪.264‬‬
‫و العئتاض الثئئان مفئئاده أن العلئئم يتغيئ ‪ ،‬و قئئد تصئبحح حقيقئئةم اليئوما ليسئئت حقيقئئةم الغئئد ‪ ،‬لئئذا‬
‫فإن ربط القرآن بكشف من الكشوف )) ينطوي على مازفةم خطية ((‪ . 265‬و قوله هئئذا فيئئه حئئق و‬
‫باطئئل ‪ ،‬لنئئه أول إن العلئئم الئئديث فيئئه القئئائق و ش ئبحه القئئائق ‪ ،‬و النظريئئات و ش ئبحه النظريئئات ‪،‬‬
‫فعلئئى الفسئئر أن يعتمحئئد أسااسائئا علئئى القئئائق الثابتئئةم ‪ ،‬و إذا اسائئتعان بالنظريئئات فل يإئزّما بئئا ‪ ،‬و إنئئا‬
‫يإتهد حسب طاقته للوصول إل القيقةم أو القتاب منها ‪ ،‬وفق النهجيةم العلمحيةم الصحيحةم ‪.‬‬
‫و ثانيا إن المفسر لليات العلمية في القرآن هو مجتهد ‪ ،‬كغيره من المفسرين‬
‫المجتهدين ‪ ،‬فإن أصاب فله أجران ‪ ،‬و إن أخطأ فله أجر واحد ‪ ،‬و هو في تفسيره ل‬
‫يربط القرآن بالكشوف الحديثة ‪ ،‬و إنما ييفسره بها حسب اجتهاده ‪ ،‬و ل يترتب عن‬
‫ذلك أي ضرر على القرآن كنص مقدس محفوظ ‪ .‬فإذا أخطأ ذلك المفسر فهذا ليس‬
‫كارثة ‪ ،‬و ل حراما ‪ ،‬و ليس جديدا في تاريخ التفسير ‪ ،‬فالمفسرون منذ نزول القرآن‬
‫إلى يومنا هذا ‪ ،‬فيهم المصيب و فيهم اليمخطئ ‪ .‬و ا تعالى هو الذي أمرنا بتدبر‬
‫كتابه و فهمه و تفجير معانية ‪ ،‬كقوله تعالى ‪}- :‬أأفألأ يأتأأدبليروأن ارلقيررآأن أولأرو أكاأن ذمرن ذعنذد‬
‫اذ لأأوأجيدورا ذفيذه ارختذلأوفا أكذثيورا{َ ‪ -‬سورةا النساء‪ -82/‬و}أأفأأل يأتأأدبليروأن ارلقيررآأن أأرم‬ ‫أغريذر ر‬
‫ب أأرقأفاليأها{َ سورةا محمد‪،-24/‬و من يقرأ القرآن و يجتهد في تدبره و‬ ‫أعألى قييلو م‬
‫تفسيره ‪ ،‬ليس واجبا عليه أن ييصيب و أن ل ييخطئ ‪ ،‬بل عليه أن يجتهد و الجر آت‬
‫بإذن ا ‪.‬‬
‫و أتشئئي هنئئا إلئ أمئئر هئئاما جئئدا ‪ ،‬مفئئاده أنئئه ل يكئئن أن يئئدث تعئئارض بيمئ حقئئائق القئئرآن و‬
‫حقائق العلم ‪ ،‬فإذا ما حدث ذلك ‪ ،‬فإما أننئئا أخطأنئا فئ فهئم القئئرآن ‪ ،‬و إمئا أننئئا أخطأنئا فئ فهئم‬
‫القيقةم العلمحيةم ‪ ،‬و إما أن ما حسبحناه حقيقةم علمحيةم هو ليس كذلك ‪ ،‬و إنا هو مرد نظريةم ل يقم‬
‫الئئدليل العلمحئئي القئئاطع علئئى صئئدقها ‪ ،‬و إمئئا أننئئا أخطأنئئا ف ئ فهئئم المريئئن معئئا ‪ ،‬لنئئه ل يكئئن أن‬
‫يدث تعارض حقيقي بيم كتاب ال السطور‪ -‬القرآن‪ -‬و كتابه النظور –الكون‪. -‬‬
‫و أما اعتاضه الثالث فمحفاده أن القرآن بيان للناس ‪ ،‬ذكر مظاهر طبحيعيةم معروفةم لدي النئاس ‪،‬‬
‫و ل تتثر فيهم اشكالت ‪ ،‬كتصطح الرض ‪ ،‬و جريان الشمحس ‪ ،‬و هئذا فهئقم يقئوما علئى الشئاهدة‬
‫الظاهرة للشيء ‪ ،‬و هو يفي بالعتبحئار لطئرح السئؤمال الطلئوب ‪ ،‬و هئو ‪ :‬مئن خلق هئذا ؟ ‪ ،‬و ليئس‬

‫‪264‬‬
‫صرح بذلك العال اليولوجي زغلول النجار عندما فسر اليات العلمحيةم على قناة الشارقةم الفضائيةم ‪ ،‬فئ شئهر رمضئان ‪ ،‬مئن‬
‫السنوات الاضيةم القليلةم ‪ .‬و من يرجع إل أباثه فئ العجئاز العلمحئي ربئا يإئد ذلئك ‪ ،‬و هئي متئوفرة علئى شئبحكةم النئتنت فئ‬
‫موقع إسالميات ‪.‬‬
‫‪265‬‬
‫‪.‬‬
‫كيف حدث هذا النظاما‪ 266‬؟ ‪.‬‬
‫و قوله هذا غي صحيح ف معظمحه ‪ ،‬لنه أول أن ف القرآن مظاهر طبحيعيةم و بشريةم كثية جدا‬
‫تتجاوز ما كان يعرفه الناس زمن نزّول القرآن الكري ‪ ،‬فهو –أي القرآن‪ -‬قد اختق تاريخ الطبحيعةم و‬
‫النس ئئان و مسئئتقبحلهمحا ‪ ،‬و تكلئئم ع ئئن أعمحئئاق الرض و الس ئئمحاء ‪ ،‬و تكلئئم بالتفص ئئيل عئئن مراح ئئل‬
‫ل‬ ‫ل‬
‫تكيون النيم ف بطن أمه ‪ ،‬كقوله تعئال ‪} :‬أععوعلوئ يعئعر النئذيعن عكعفئتروا أعنن النسئعمحاعوات عواولعور ع‬
‫ض عكانعئتعئا عرتوئةقئئا‬
‫ها عوعجععولعنا لمعن الوعمحاء تكنل عشوينء عحلي أعفععل يئتوؤملمتنوعن{ٍ ساورة النبحياء‪ ، -30/‬و من أراد التوساع ف‬ ‫فعئعفتعئوقعنا تع‬
‫الوضوع فالكتب التخصصةم فيه كثية ‪.‬‬
‫و ثانيا إنه ليس في القرآن الكريم ‪ :‬من خلق هذا فقط ‪ ،‬و إنما فيه أيضا الدعوةا‬
‫إلى البحث عن الكيفية ‪ ،‬و السعي في الطبيعة لتسخيرها و النتفاع بها ‪،‬و شكر ا‬
‫تعالى عليها ‪ ،‬و هذا ل يتأتى إل بالبحث و الكشف عن السنن الكونية و الجتماعية ‪،‬‬
‫ت أوأما ذفي ارلأرر ذ‬
‫ض‬ ‫و توظيفها لخدمة النسان ‪ .‬قال تعالى ‪} :‬أوأسلخأر لأيكم لما ذفي اللسأماأوا ذ‬
‫ت للقأرومم يأتأفألكيروأن{َ سورةا الجاثية‪، -13/‬و }قيرل ذسييروا ذفي‬ ‫ك ألأيا م‬ ‫أجذميوعا بمرنهي إذلن ذفي أذلذ أ‬
‫اأ أعألى يكبل أشريمء‬ ‫اي يينذشيئ النلرشأ أةاأ ارلذخأرةاأ إذلن ل‬ ‫ف بأأدأأ ارلأخرل أ‬
‫ق ثيلم ل‬ ‫ض أفانظييروا أكري أ‬ ‫ارلأرر ذ‬
‫ت ‪،‬أوإذألى اللسأماء‬ ‫ف يخلذقأ ر‬‫قأذديدر{َ ‪ -‬سورةا العنكبوت‪ ،-20/‬و}أأفأأل أينظييروأن إذألى ا ر ذلبذذل أكري أ‬
‫ت ذمن‬ ‫ت{َ ‪-‬سورةا الغاشية‪ ،-18-17 /‬و }قأرد أخلأ ر‬ ‫ف يسذطأح ر‬ ‫ض أكري أ‬‫ت‪،‬أوإذألى ارلأرر ذ‬ ‫ف يرفذأع ر‬ ‫أكري أ‬
‫ف أكاأن أعاقذبأةي ارليمأكلذذبيأن {َ ‪ -‬سورةا آل‬ ‫ض أفارنظييرورا أكري أ‬ ‫قأربلذيكرم يسنأدن فأذسييرورا ذفي الأرر ذ‬
‫عمران‪. -137/‬‬
‫و العتراض الرابع مفاده أن أصحاب التفسير العلمي للقرآن يعتمدون على‬
‫تأويلت و أحيانا على تحليلت غير ناجحة في الغالب ‪ ،‬مع العلم أن هذه العمال‬
‫ليست ذات موضوع اليوم ‪ ،‬كالذي كان زمن طنطاوي جوهري في تفسيره‪ . 267‬و‬
‫قوله هذا ضعيف جدا ‪ ،‬لن أصحاب التفسير العلمي للقرآن من حقهم أن يجتهدوا كما‬
‫يجتهد غيرهم من المفسرين ‪ ،‬و قد تكون محاولتهم الضعيفة طريقا إلى الكشف عن‬
‫الصحيح المجهول ‪ ،‬مع العلم أن كل علم له ثوابت و حقائق ‪ ،‬و تأويلت و ظنيات ‪.‬و‬
‫موضوع العجاز العلمي في القرآن يقوم على حقائق كثيرةا جدا ل غبار عليها ‪ ،‬و‬
‫ب يجأفاء أوأألما أما أينفأيع‬‫وجود التأويلت الضعيفة ل يقدح في الصل ‪ ،‬فأما} اللزبأيد فأيأرذهأ ي‬
‫اي الأرمأثاأل{َ ‪ -‬سورةا الرعد‪. -17/‬‬ ‫ب ر‬ ‫ث ذفي الأرر ذ‬
‫ض أكأذلذ أ‬
‫ك يأ ر‬
‫ضذر ي‬ ‫س فأيأرميك ي‬
‫اللنا أ‬
‫و حالةم علم التفسي العلمحي للقرآن هي أحسن بكثي ما كانت عليئه زمئن طنطئاوي جئوهري ‪،‬‬
‫فقئئد اتسئئعت مئئالته ‪،‬و كئئثرت حقئئائقه ‪ ،‬و تئئوله أسائئاتذة متخصصئئون أكفئئاء ضئئمحن اليئيئئةم العاليئئةم‬
‫للعجاز العلمحي ف القرآن و السنةم ‪ .،‬و هو اليوما تيعد من الوسائئائل الدعويئئةم الامئئةم النافعئةم الفيئئدة فئ‬
‫الئئدعوة إلئ السائئلما بيمئ السئئلمحيم و غيهئئم ‪ ،‬و فئ الئئرد علئئى شئبحهات الستشئرقيم كئئأركون و أمثئئاله‬
‫الذين يطعنون ف أصالةم السالما و مصدريته ‪ ،‬و يزّعمحون أنه نسخةم ميرفةم عن التئئوراة و الناجيئئل ‪.‬‬
‫‪266‬‬
‫الابري ‪ :‬القرآن و العلوما الكونيةم ‪ ،‬جريدة التاد‪.‬‬
‫‪267‬‬
‫الابري‪ :‬القرآن و العلوما الكونيةم ‪ ،‬جريدة التاد‪.‬‬
‫و له أيضا دور كبحي ف مال مقارنةم الديان ‪ .‬و بذلك يتئبحيم أن توين الئابري مئن موضئئوع التفسئي‬
‫العلمحي للقرآن هو أمر غي صحيح ‪.‬‬
‫و أمئئا اعتاضئئه الئئامس فمحفئئاده أن دعئئاة التفسئئي العلمحئئي إذا كئئانوا يهئئدفون إل ئ إثبحئئات أن العلئئم‬
‫تيزّكي القرآن ‪ ،‬فهذا لسنا ف حاجةم إليه ‪ ،‬و ل كان القرآن ف حاجةم إليه ‪ ،‬إنا عمحليةم إيديولوجيئئةم ‪،‬‬
‫إذا قبحلناها و سالمحنا با ‪ ،‬فعلينا نقبحل توظيفا ايديولوجيا مارساه الساعيليون البحاطنيون فئ اساتخدامهم‬
‫لطبحيعيات الفلسفةم ف زمانم ف تأويلهم للقرآن ‪ ،‬و قولم أن مذهبحهم هو الصحيح يشئهد لئه القئرآن‬
‫و العلم مع أن العلم الديث يكم ببحطلن تلك الت سوها حقائق العلم‪. 268‬‬
‫و قوله هذا فيه أخطاء و تغليط و تدليس ‪ ،‬أول ليس عيبا أن يسعى دعاةا التفسير‬
‫العلمي إلى إثبات أن القرآن سبق العلم الحديث‪ ،‬و أن العلم اكتشف ما في القرآن ‪ ،‬و‬
‫ليس عيبا أن يزكي القرآن العلم ‪ ،‬و يزكي العلم القرآن ‪ ،‬لن العملية متكاملة ‪ ،‬فنفسر‬
‫كتاب ا المسطور بكتابه المنظور ‪ ،‬و العكس صحيح ‪ ،‬و قد قال سبحانه ‪- :‬‬
‫ك أأنلهي‬ ‫ق أأأولأرم يأرك ذ‬
‫ف بذأربب أ‬ ‫ق أوذفي أأنفيذسذهرم أحلتى يأتأبأيلأن لأهيرم أأنلهي ارلأح لُ‬
‫}أسنيذريذهرم آأياتذأنا ذفي ارلأفا ذ‬
‫أعألى يكبل أشريمء أشذهيدد{َ‪ -‬سورةا فصلت‪ ،-53/‬فبفضل هذه اليات الكونية يعرف كثير‬
‫من الناس أن القرآن حق ‪.‬‬
‫و إذا كئئان بعئئض النئئاس ليئئس فئ حاجئئةم إلئ أن يزّكئئي العلئئم القئئرآن ‪ ،‬و إلئ أن يزّكئئي القئئرآن‬
‫العلئئم ‪ ،‬فئئإن كئئثيا منهئئم – مئئن مسئئلمحيم و كفئئار‪ -‬ف ئ حاجئئةم ماسائئةم إل ئ ذلئئك ‪ ،‬لن ف ئ هئئؤملء ‪:‬‬
‫السئ ئئلم الضئ ئئعيف اليئ ئئان ‪ ،‬و اللحئ ئئد ‪ ،‬و النصئ ئران ‪ ،‬و اليهئ ئئودي ‪ ،‬و العلمحئ ئئان ‪ ،‬و الشئ ئئكاك ‪ ،‬و‬
‫الريض القلب و العقل ‪ ،‬فهؤملء كلهم جئاء القئرآن إليهئم عليئه أن تيئاطب كئل طائفئةم بئا يناسائبحها ‪،‬‬
‫و منها من ل تيقنعه إل التفسي العلمحي للقرآن لنه يقوما على الدليل العلمحي الادي اللمحوس‪.‬‬
‫و الشاهد على ذلك أن أركون مثل زعم أن )) الصراعات الائجةم الت حصلت بيم السيحيةم‬
‫و بيم ئ العلئئم الئئديث سائئوف تصئئل مئئع السائئلما أيضئئا ‪ ،‬و ربئئا كنئئا قئئد أص ئبححنا علئئى أبوابئئا الن‬
‫((‪ . 269‬فهذا الرجل‪ -‬و أمثئاله‪ -‬مئن ضئحايا التغريئب و العلمحانيةم ‪ ،‬لئو كئان يعتقئد أن القئرآن كتئاب‬
‫ال السطور ‪ ،‬و الكون كتابه النظور ‪ ،‬و أن كل منهمحا يزّكي الخر ‪ ،‬ما تنبحأ بده الرافئةم الئت ربئا‬
‫يقول با كثي من الناس ‪.‬‬
‫و ثانيا إن قوله بئأن ذلئك الفعئل هئو عمحليةم أيديولوجيئةم ‪ ،‬فهذا ل عيئب فيئه إذا كئانت العمحليةم‬
‫تقئوما علئئى أسائئس صئئحيحةم شئئرعا و علمحئئا و عقل ‪ ،‬و مئئن أجئئل الئئق ‪ .‬فمحئئا الئئانع مئئن أن نوظئئف‬
‫العجئئاز العلمحئئي ف ئ الئئدعوة إل ئ السائئلما و التعريئئف بئئه ‪ ،‬و الئئرد علئئى الطئئاعنيم فيئئه ؟ ‪ .‬و القئئرآن‬
‫الكري ذاته وصف نفسه مرارا بأن فيه آيات كثيات باهرات تدى با عئئال الئئن و النئس معئا ‪ ،‬و‬

‫‪268‬‬
‫نفسه ‪.‬‬
‫‪269‬‬
‫السالما ‪ ،‬أوروبا ‪ ،‬صا‪. 86 :‬‬
‫أيئئةم فائئئدة مئئن وجودهئئا إذا ل ئ نوظفهئئا لصئئال السائئلما و هدايئئةم البحش ئريةم ؟ ‪ ،‬و الئئابري نفسئئه سائئخر‬
‫ت عليها‪ -‬لدمةم مذهبحيته‪-‬أيديولوجيته‪ -‬الت عنوانا ‪ :‬نقد العقل العرب ‪ ،‬و هئئو قئئد‬ ‫كتبحه –الت أطلع ت‬
‫صيرح بذلك شخصيا ف كتابه ‪ :‬التاث و الداثةم ‪.‬‬
‫و ثالثئا إن مثئال السئاعيليةم البحاطنيئةم الئذي ذكئره الئابري ‪ ،‬هئو ل يصئلح لئئرد مئا يقئوما بئه دعئئاة‬
‫التفسي العلمحي للقرآن ‪ ،‬فئإذا كئان مئئن حئق أيئةم طائفئةم أن توظئئف مئئا تئراه صئالا لنشئئر مئئذهبحها فلهئا‬
‫أن تفعئئل ذلئئك‪ ،‬و السئئاعيليون فعلئوا ذلئئك انتصئئارا لئئذهبحهم ‪ ،‬و نئئن أنكرنئئا عليهئئم مئئذهبحهم البحاطئئل‬
‫الذي حرفوا به عقائد السائلما و شئريعته ‪،‬و طعنئوا بئه فئ الصئحابةم‪، 270‬و أدخلئوا فئ الدين مئا ليئس‬
‫منه ‪ .‬و لنم أقاموه على طبحيعيات فلسفةم اليونان الظنيةم التجريديةم الت ل يقم الدليل على صئئدقها‪-‬‬
‫ف ئ الغئئالب العئئم‪ ، -‬و قئئد جئئاء العلئئم الئئديث و أثبحئئت بطلن مئئا ظن ئوا أنئئه حقئئائق علئئى مئئا ذكئئره‬
‫ال ئئابري ‪ .‬لئئذا فل م ئئال للمحقارن ئئةم بيمئ ئ م ئئا يقئ ئوما ب ئئه أص ئئحاب التفس ئئي العلمح ئئي للق ئئرآن و م ئئا ق ئئاما ب ئئه‬
‫الساعيليةم البحاطنيةم ‪ ،‬فدعاة التفسي العلمحي للقرآن ينطلقون من الفهم الصحيح للسائئلما القئئائم علئئى‬
‫مكمحئئات الكتئئاب و السئئنةم الصئئحيحةم الوافقئئةم لئئه ‪ ،‬و علئئى مئئا أجئئع عليئئه الصئئحابةم و التئئابعيون مئئن‬
‫جهةم ‪ ،‬و على حقائق العلم الئئديث ‪ ،‬الئت ل مئال للمحقارنئةم بينهئا و بيمئ طبحيعيئات الفلسئفةم القديئئةم‬
‫الت قامت أسااساا على الظن و التجريد من جهةم أخرى ‪.‬‬

‫و ختاما لئذا الوضئوع أشئي هنئا إلئ أمئر هئاما جدا ‪ ،‬مفئاده أن الذين يرفضئون التفسئي العلمحئي‬
‫للقرآن ‪ ،‬هئم علئى أربعئةم أصئناف علئى مئا يبحئدو لئ ‪ :‬أولئا صئنف مئن السلمحيم الغيئورين علئى القئرآن‬
‫يتخوفون من حدوث آثار سا لبحيةم تسئيء إلئ القئرآن الكريئ مئن جئراء ذلئك التفسئي ‪ ،‬بسئبحب الطئأ ‪،‬‬
‫أو دخول غي الختصيم ف هذا الوضوع ‪.‬‬
‫و الصئئنف الثئئان هئئو مئئن غيئ السئلمحيم كئئاليهود و النصئئارى ‪ ،‬هئئؤملء ل يرحبحئئون بالتفسئئي العلمحئئي‬
‫للق ئئرآن ‪ ،‬لن ئئه يه ئئدد أدي ئئانم و مص ئئالهم ‪ ،‬و يكش ئئف ع ئئن زي ئئف ديان ئئاتم و عقائ ئئدهم و كتبحه ئئم‬
‫القدسائئةم عنئئد القارنئئةم بينهئئا و بيمئ العلئئم الئئديث مئئن جهئئةم ‪ ،‬و عنئئد القارنئئةم بينهئئا و بيمئ القئئرآن مئئن‬
‫جهئئةم أخئئرى ‪ ،‬المئئر الئئذي يئئؤمدي إلئ ئ قيئئاما الجئئج الدامغئئةم عليهئئم علئئى صئئدق نبحئئوة ممحئئد –عليئئه‬
‫الصئئلة و السئئلما‪ ، -‬و بطلن عقائئئدهم و كتبحهئئم ‪ .‬لئئذا فهئئم يتخوفئئون مئئن ذلئئك التفسئئي كئئثيا و‬
‫يرفضئونه ؛ لذا فهم يسئعون إلئ العمحئل علئى إبعئاد السلمحيم مئن هئذا الال بختلئف وسائائل الكئر و‬
‫الدس ‪،‬و التدليس و الغالطات و التخويفات من مغبحةم ذلك التفسي ‪.‬‬
‫و أمئئا الصئئنف الثئئالث فيتمحثئئل ف ئ بعئئض الفئئرق النحرفئئةم النتسئبحةم إل ئ السائئلما ‪ ،‬الئئت تطعئئن ف ئ‬
‫صئئحةم القئئرآن الكريئ و تزّعئئم أن الصئئحابةم حرفئئوه ‪ ،‬لئئذا فهئئي تسئئعى إلئ إبعئئاد السئئلمحيم عئئن التفسئئي‬
‫‪270‬‬
‫انظر ‪ :‬عبحد القاهر البحغدادي ‪ :‬الفرق بيم الفرق ‪ ،‬صا‪ ، 281 :‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫العلمحئي و الرقمحئي معئئا ‪ ،‬لنئئه يتثبحئئت بالدلئةم الدامغئةم بئأن القئئرآن الكريئ لئ يتعئئرض للتحريئف ‪ ،‬و أن‬
‫ال تعال قد حفظ كتابه على أيدي صحابةم نبحيه‪-‬عليه الصلة و السلما ‪.‬‬
‫و آخرها‪-‬أي الصئنف الرابئع‪ -‬يتمحثئل فئ اللحئدة و العلمحئانييم مئن أبنئاء السلمحيم و غيهئم ‪ ،‬و‬
‫هئئؤملء بئئا أنئئم تخص ئوما للئئدين عامئئةم و السائئلما خاصئئةم ‪ ،‬فئئإنم ل تيرحبحئئون بالتفسئئي العلمحئئي للقئئرآن‬
‫الكريئ ‪ ،‬لنئه ينقئض عليهئم فكرهئم و مئذاهبحهم ‪،‬و تيقيئم عليهئم الجئج العلمحيئةم الدامغئةم علئى صئدق‬
‫نبحوة ممحد –صلى ال عليه و سالم ‪ ،‬و ما يتتب عنها من التزّامات ‪.‬‬
‫و أما الطأ الامس فيتعلق بنظرة الابري إل دور الوحي –أي الكتاب و السنةم‪ -‬ف التصدي‬
‫للديان و الذاهب الخالفةم ‪ ،‬و علقته بالعقل ‪ ،‬فإنه عندما عرض قول العتزّلةم بئأن العقئل فبحئل ورود‬
‫السمحع –أي الوحي‪ ، -‬و أنم اساتخدموه ف الئرد علئى الطوائئف ‪ ،‬قئال ‪ :‬إنئم حاربوا هئؤملء بالعقئل‬
‫‪ ،‬و هل )) ينفع معهم الشرع ‪،‬و هم ل تيؤممنون به ؟ ((‪. 271‬‬
‫و قئوله هئئذا باطئئل شئئرعا و عقل ‪ ،‬لنئئه أول أن مقولئئةم العتزّلئئةم )) العقئئل قبحئئل ورود السئئمحع (( ‪،‬‬
‫هي مغالطةم ‪ ،‬اساتخدمها العتزّلةم اساتخداما خاطئا فئ جئدالم مئع مئالفيهم مئن السئلمحيم و غيهئئم ‪،‬‬
‫لنه ل يصبحح لا – أي القولةم‪ -‬مكان بعد ميء السالما ‪ ،‬و با أن العتزّلةم ظهروا بعده و ينتسبحون‬
‫إليئئه ‪ ،‬كئئان مئئن الئ ئواجب عليهئئم شئئرعا و عقل ‪ ،‬إبعئئاد تلئئك القولئئةم نائيئئا مئئن مئئذهبحهم ‪ ،‬و إقامئئةم‬
‫منهج عقلي يقوما ف أصوله و فروعه على الشرع الصحيح أول ‪ ،‬و على العقل الفطري الصئريح ثانيئئا‬
‫‪ ،‬و علئئى العلئئم الصئئحيح الشئئهود الئئرب ثالثئئا ‪ .‬لكئئن العتزّلئئةم لئ ئ يفعل ئوا ذلئئك و طبحق ئوا ف ئ القيقئئةم‬
‫مقولئئةم ‪ )):‬العقئئل بعئئد ورود الشئئرع ((‪ ،‬و ليئئس )) العقئئل قبحئل ورود الشئئرع ((‪،‬فخئئالفوا بئئذلك النقئئل و‬
‫العقل معا ‪.‬‬
‫و ثانيئا إن قئوله –أي الئابري‪ )) : -‬و هئئل ينفئئع معهئم الشئئرع و هئم ل تيؤممنئون بئه (( ‪ ،‬هئو‬
‫قئئول غيئ ئ ص ئئحيح فئ ئ معظئئم جئ ئوانبحه ‪ ،‬لن الش ئئرع جئئاء إلئ ئ كئئل النئئاس ‪ ،‬م ئئؤممنهم و كئئافرهم ‪ ،‬و‬
‫خاطب كئل الطوائئف علئى اختلفاتئا و تناقضئاتا بئا تيناسائبحها ‪ ،‬فهئو كلما الئ الئوجه إلئ النئس و‬
‫الئئن معئئا ‪ ،‬خئئاطبحهم جيعئئا بختلئئف الدلئئةم العقليئئةم و العلمحيئئةم و الوجدانيئئةم ‪ ،‬و أقئئاما عليهئئم حججئئه‬
‫البحالغةم الدامغةم ‪ .‬و بناء على ذلئك فمحئن اللزما شئرعا و عقل اسائتخداما أدلئةم القئرآن و براهينئه فئ الئرد‬
‫على الخالفيم ‪ ،‬ليس لنم تيؤممنون بالقرآن ‪ ،‬و إنا لنا أدلةم صحيحةم اساتخدمها ال تعال فئ الئئرد‬
‫عليهم و إقامةم الجةم عليهم ‪ ،‬كرده علئئى الئدهرييم و الئئوس‪ ،‬و اليهئئود و النصئارى ‪ ،‬و الشئركيم و‬
‫الصابئةم ‪ ،‬و غيهم من أهل الهواء ‪ ،‬و ف هذه الالةم ليس من حق الخالفيم أن يعتضئوا علينئا فئ‬
‫احتجاجنا بالقرآن ‪ ،‬و إنا عليهم أن يردوا على حججه و أدلته إن كانوا صادقيم ‪.‬‬
‫و ما يتؤميد ما قلناه ‪ ،‬أن القرآن الكري منذ بدايةم نزّوله خاطب كفار قريش و كل الناس ‪ ،‬و‬
‫‪271‬‬
‫العقل الخلقي ‪ ،‬صا‪. 116 :‬‬
‫هئئم ل تيؤممنئئون بئئه ‪ ،‬و ناقشئئهم و جئئادلم ‪،‬و رد علئئى انرافئئاتم و ضئئللتم ‪ .‬و قئئد أمئئر الئ تعئئال‬
‫رسا ئوله‪-‬عليئئه الصئئلة و السئئلما‪ -‬بجادلئئةم الكفئئار بئئالقرآن ‪ ،‬ف ئ ق ئوله سا ئبححانه ‪} :‬فععل تتلط ئلع الوعكئئافللريعن‬
‫عوعجاله ئودتهم بلئله لجعهئئاةدا عكبحلةيا{ٍ ‪ -‬سائئورة الفرقئئان‪ -52/‬فكئئان ثئئرة ذلئئك أن آمئئن بئئه كئئثي مئئن النئئاس ‪،‬‬
‫بسمحاعهم للقرآن و تدبره ‪ ،‬فالدال بالقرآن و الرد بئئه علئئى الخئئالفيم مطلئئوب شئئرعا و عقل ‪ ،‬علئئى‬
‫أن يتم ذلك ف إطار من الكمحةم و البحصية ‪ ،‬و حسن اختيار لليئات الناسائبحةم ‪ ،‬الئت يتطلبحهئا القئاما‬
‫و الئئال ‪ .‬فليئئس مئن الكمحئةم فئ شئيء أن أخئاطب الكئافر بآيئئات الصئئلة و الصئوما و الئئج ‪ ،‬لكئن‬
‫من الكمحةم –و من الواجب أيضا‪ -‬أن أخئاطبحه باليئئات التعلقئةم بالتوحيئد و إعجئاز القئئرآن و صئئدقه‬
‫‪ ،‬و تديه للنس و الن معا ‪ ،‬و غيها من الصائص الت تناساب ذلك الشخص ‪.‬‬

‫و بذلك يتبحيم أنه ل يصح عقل و ل شرعا ‪ ،‬أن يعتقد إنسان ما ‪ ،‬أن القرآن الكري هئو كلما‬
‫ال تعئال العجئزّ الئذي ل يئأتيه البحاطئل مئن بيمئ يديه و ل مئن خلفئه ‪ ،‬ثئ يزّعئم أنئه‪-‬أي القئرآن‪ -‬ل‬
‫ت‬
‫يصلح للجدال ‪ ،‬و عاجزّ عن الرد على الخالفيم من طوائف الكفار ‪ ،‬و يإئئب إبعئئاده مئئن مادلتنئئا‬
‫و ردودنئئا علئئى مالفينئئا ‪ ،‬فهئئذا كلما باطئئل و متنئئاقض ‪ ،‬و فيئئه جهئئل و افئتاء علئئى النقئئل و العقئئل‬
‫معئئا ‪ ،‬و فيئئه أيضئئا تعطيئئل للشئئرع ‪ ،‬و ل يصئئح أبئئدا أن يتقئئال أن كتئئاب الئ ل يصئئلح للئئرد بئئه علئئى‬
‫الخالفيم ‪.‬‬
‫و ثالثا إن ما قاله الابري هو مغالطةم تتضمحن أمرا خطيا ‪ ،‬و هي تندرج ضمحن مشئروعه الئذي‬
‫أنزّه ف إطار سالسلةم ‪ :‬نقد العقل العرب ‪ ،‬فسئابقا ذكرنئا أنئه زعئم أن القئرآن مكئوما بعئئارف و علئوما‬
‫التمحع الذي نزّل فيه ‪.‬و ذكرنا أيضا أنه نفئى وجئئود طئئرق اسائتدلل فئ القئرآن علئئى قوتئا و كثرتئا ‪،‬‬
‫و عئئارض التفسئئي العلمحئئي للقئئرآن علئئى ثبحئئوته و أهيتئئه ‪ ،‬و هئئا هئئو هنئئا يزّعئئم أنئئه ل ينبحغئئي اسائئتخداما‬
‫القرآن ف ردودنا على الكفار ‪ .‬و هذا كله يصب ف إطار تقزّي الشرع ‪ ،‬و تفريغه من عناصئئر القئئوة‬
‫فيه ‪ ،‬و إبعاده و ماصرته و تجيمحه ‪ ،‬و النتقاصا من دوره و مكانته ‪ ،‬انتصارا للقوميةم و العقلنيئئةم‬
‫العلمحانيتيم الزّعومتيم ‪ ،‬اللتيم يتبحناها الابري ‪ ،‬و سايتضح هذا أكثر ‪ ،‬لحقا إن شاء ال تعال ‪.‬‬
‫و أمئئا الطئئأ الخيئئ‪ -‬السئئادس مئئن المحوعئئةم الولئئ‪ ، -‬فيتعلئئق بنظئئرة الئئابري إلئ نظئئاما الكئئم فئ‬
‫السائئلما ‪ ،‬فئئادعى أن )) القئئرآن ل ئ يتعئئرض لسئئائل الكئئم و السياسائئةم ‪ ،‬و ل شئئكل الدولئئةم (( ‪ ،‬و‬
‫ليس هناك نظاما حكم شيرع له السالما ‪ ،‬و ل توجد نظريةم فئ الكئم نئص عليهئا القئرآن و السئنةم ‪،‬‬
‫و لكئئي توجئئد ل بئئد أن يئئدث إجئئاع بيم ئ العلمحئئاء السئئلمحيم ف ئ العصئئر الئئديث ‪ ،‬علئئى نظريئئةم ف ئ‬
‫الكم يتوافق عليها جيع السلمحيم ‪ ،‬لن إجاع المةم مصدر للتشريع ف السالما ((‪. 272‬‬
‫و ردا عليه أقول ‪ :‬إن حكمحه العاما الذي أصدره عن نظاما الكم ف القرآن غي صحيح ‪ ،‬و فيه‬
‫‪272‬‬
‫العقل السياساي العرب ‪ ،‬صا‪. 324 ، 310 ،308 :‬‬
‫تغليط و تدليس و إغفال لبحادئ الكم ف القرآن ‪ ،‬لن القرآن نص صراحةم علئى ثلثئةم أسائس هئي‬
‫أهم أساس نظاما الكم على الطلق ‪ ،‬يإب توفرها ف نظاما الكم السالمي الراشد العادل ‪ ،‬أولئئا‬
‫إن الكم ف السالما يص كل السئلمحيم علئى حئد سائواء ‪ ،‬و ليئئس خاصئا بفئئرد ‪ ،‬و ل مصئورا فئ‬
‫أسائئرة‪ ،‬و ل جاعئئةم ‪ ،‬و ل طائفئئةم مئئن السئئلمحيم ‪ ،‬و هئئذا مئئأخوذ مئئن ق ئوله تعئئال ‪} :‬يئعئا أعيئعهئئا النئلذيعن‬
‫آعمنتواو أعلطيعتواو الليهع عوأعلطيعتواو النرتساوعل عوأتوولل العوملر لمنتكوم فعلإن تعئنعئاعزوعتتوم لفئ عشئوينء فعئتريدوهت إلعلئ الليئله عوالنرتسائئولل لإن‬
‫ل‬ ‫ل‬
‫ل{ٍ ‪ -‬ساورة النسئاء‪ ، -59/‬فئأولو المئر هئم‬ ‫خيئقر عوأعوحعستن تعأولوي ة‬‫ك عو‬ ‫تكنتتوم تتئوؤملمتنوعن لبالليله عواوليعئووما اللخلر عذل ع‬
‫مئئن السئئلمحيم مطلقئئا ‪ ،‬لن اليئئةم قئئالت ص ئراحةم أن أول ئ المئئر مئئن السئئلمحيم ‪ ،‬مئئن دون تييئئزّ و ل‬
‫تديئئد‪ ،‬و كئئذلك قئ ئوله تعئئال ‪ } :‬عوأعومترتهئ ئوم تشئئوعرى بعوئيئنعئتهئ ئوم عولمنئئا عرعزقوئنعئئاتهوم تينلفتقئئوعن{ٍ ‪ -‬سائئورة الشئئورى‪/‬‬
‫‪ ،-38‬فالمر بيم السلمحيم مطلقا من دون تديد و ل تنصيص ‪.‬‬
‫و السااس الثان هو حق المةم ف اختيار من يكمحها ‪ ،‬و هذا مأخوذ من قوله تعال}عوعشالوورتهوم‬
‫ل‬ ‫ت فعئتعئعونك ئول ععلعئئى اللي ئله إلنن اللي ئهع تلي ئ ي‬
‫يم{ٍ ‪ -‬سائئورة آل عمح ئران‪ ، -159/‬و‬ ‫ب الوتمحتعئ ئعومكل ع‬ ‫لف ئ العوم ئلر فعئلإعذا عععزّوم ئ ع‬
‫} عوأعومترتهوم تشوعرى بعوئيئنعئتهئوم عولمنئا عرعزقوئنعئاتهوم تينلفتقئوعن{ٍ ‪ -‬سائورة الشئورى‪ ،-38/‬فمحئن الئذين تيشاورهم النب‪-‬‬
‫عليه الصلة و السلما‪ -‬؟ ‪ ،‬و من الذين أمرهم شورى بينهم ؟ ‪ ،‬هم الصحابةم ‪،‬و هم السلمحون‬
‫‪ ،‬و المةم كلها ‪ ،‬فهؤملء لم الق ف اختيار من يكمحهم ‪.‬‬
‫و الساس الثالث هو الشورىَ ‪ ،‬تمارسه المة – و هو من حقها‪ -‬كوسيلة‬
‫لختيار من يحكمها ‪ ،‬بالختيار الحر و الرضا ‪ ،‬لقوله تعالى ‪ } :‬أوأأرميرهيرم يشوأرىَ‬
‫بأرينأهيرم أوذملما أرأزرقأناهيرم يينفذيقوأن{َ ‪ -‬سورةا الشورىَ‪ ، -38/‬و }أوأشاذوررهيرم ذفي الأرمذر فأإ ذأذا‬
‫ب ارليمتأأوبكذليأن{َ ‪ -‬سورةا آل عمران‪ ،-159/‬فالمر يتم‬ ‫اأ ييذح لُ‬ ‫اذ إذلن ر‬ ‫ت فأتأأولكرل أعألى ر‬ ‫أعأزرم أ‬
‫بين المسلمين بالشورىَ ‪ ،‬و الشورىَ تتضمن حرية الختيار و الرضا ‪ .‬و إذا كان‬
‫الرسول‪-‬صلى ا عليه وسلم‪ -‬قد أمره ا تعالى بمشاورةا أصحابه ‪ ،‬و قد مارسها‬
‫فعل معهم على أرض الواقع ‪،‬كما هو ثابت من سيرته ‪ ،‬و هو النبي المعصوم ‪ ،‬فإن‬
‫غيره المر في حقه أوجب ‪ ،‬لكي ييمارس الشورىَ مع المة أو مع ممثليها ‪ ،‬و ل‬
‫ينفرد بالحكم و يتسلط به ‪.‬‬

‫و بئئذلك يكئئون السائئلما قئئد ش ئيرع لسااسائئيات نظئئاما الكئئم و تئئرك التغيات و التقنيئئات التطئئورة‬
‫للمحجتهدين يتعاملون معها وفق الصال الشرعيةم و الظروف اليطةم بم ‪ ،‬و هئئذا المئئر ظهئئرت بئوادره‬
‫مبحكئ ئرا ‪ ،‬زم ئئن الص ئئحابةم رض ئئي الئ ئ عنه ئئم ‪ ،‬و ذل ئئك أن طريق ئئةم اختي ئئارهم للخلف ئئاء الراش ئئدين الربع ئئةم‬
‫كانت فيها كثي من الختلفات ‪ ،‬لكنها كانت كلها ف إطار من الشورى و الريةم و الرضا ‪.‬‬
‫و ثانيئئا إن القئئرآن الكريئ ئ عنئئدما شئ ئيرع للحيئئاة كلهئئا ‪ ،‬فئ ئ مئئال العقائئئد ‪ ،‬و الخلق ‪ ،‬و‬
‫العبحادات و العاملت ‪ ،‬و التصورات و الفاهيم ‪ ،‬ل يسئتثن الئوانب السياسائئيةم منهئئا ؛ فهئي جئئزّء ل‬
‫يتجئزّأ مئئن الشئريعةم السائئلميةم ‪ ،‬و تشئريعاتا تشئئمحل كئئل جئوانب اليئاة دون اسائئتثناء ‪ ،‬لئذا فل يصئئح‬
‫القول بأن القرآن ل يشرع للحياة السياسايةم ‪ ،‬و قد كان رساول الئ –عليئئه الصئئلة و السئئلما‪ -‬يتئئول‬
‫كئل شئئؤمون اليئاة مئن ساياسائيةم و عسئكريةم و غيهئئا ‪ ،‬مئن دون تفريئئق بيمئ متلئف جئوانب اليئاة ‪ .‬و‬
‫بئئا أننئئا تمطئئالبحون شئئرعا بإتبحئئاعه‪-‬عليئئه الصئئلة و السئئلما‪ -‬فعلئئى الئئاكم السئئلم أن ينئئوبه فئ إدارة كئئل‬
‫شؤمون السلمحيم من دون اساتثناء ‪.‬‬
‫ص عليئه القئرآن مئن خلل السائس الثلثةم السئابقةم ‪ ،‬هئو مكئوما‬ ‫و ثالثا إن نظئاما الكئم الذي ن ي‬
‫بأسااسايات الشريعةم و مقاصدها ‪ ،‬فعلى الاكم السلم اللئئتزّاما بالشئئورى ‪ ،‬و العئئدل ‪ ،‬و الخئئوة ‪ ،‬و‬
‫التعئئاون علئئى الئبخ و التقئئوى ‪ ،‬و تطئبحيق الئئدود الشئئرعيةم ‪ ،‬و حايئئةم الثغئئور ‪ ،‬فالئئاكم فئ القئئرآن عليئئه‬
‫مهاما كثية جدا ‪ ،‬كلفه با ‪ ،‬و بناء على ذلك فل يصح القول بأن القرآن ل يتعرض لنظئئاما الكئئم‬
‫و مسائله ‪ ،‬فقد تعيرض له من خلل تنظيمحه العاما للحياة ‪ ،‬و نصه على ثلثةم أساس هئئي عمحئئاد أي‬
‫نظاما ساياساي راشد عادل من جهةم ‪ ،‬و حثه على الجتهاد ‪ ،‬و المر بئالعروف و النهئئي عئن النكئئر‬
‫‪ ،‬و الرصا على العمحل الصال من جهةم أخرى ‪.‬‬
‫و رابعا إن اقتاحه باجتمحاع علمحاء السلمحيم ليإاد نظريئةم إسائلميةم فئ الكئم ‪ ،‬تيإمحعئون عليهئا ‪،‬‬
‫هئئو أمئئر ل مئئبخر لئئه ‪ ،‬لثلثئئةم أمئئور ‪ ،‬أولئئا إن أصئئول الكئئم فئ السائئلما ومهئئامه‪ ،‬موجئئود بوضئئوح فئ‬
‫القرآن و السنةم ‪ .‬و ثانيها إن إجاعهم علئى ذلئك يتضئمحن طعنئا فئ السائلما ‪ ،‬بأنه نئاقص ‪ ،‬و أهئل‬
‫جانبحئئا هامئئا مئئن حيئئاة السئئلمحيم ‪ ،‬فجئئاءوا هئئم و أكمحلئ ئوا ذلئئك النقئئص ‪ ،‬و هئئذا أمئئر باطئئل ‪ ،‬لن‬
‫السالما نص فعل على نظاما الكم و مهامه ‪ ،‬و القرآن نئص صئراحةم علئى أن الئدين قئد اكتمحئل ‪،‬و‬
‫أن ال تعال أنزّل كتابه تبحيانا لكل شيء ‪.‬‬
‫و المئئر الثئئالث إن اقئ ئتاحه يكئئاد يكئئون مئئن السئئتحيل تقيقئئه علئئى أرض الواقئئع ‪ ،‬لن العلمحئئاء‬
‫العنييمئ بالجئئاع تنعهئئم مئئن تقيئئق ذلئئك ‪ ،‬ظروفهئئم الداخليئئةم و الارجيئئةم ‪ ،‬و انقسئئاماتم الذهبحيئئةم و‬
‫السياسائئيةم ‪ ،‬و تنئئاقض مصئئالهم الدينيئئةم و الدنيويئئةم ‪ .‬لكئئن مئئع ذلئئك يبحقئئى هئئذا القئتاح يمحئئل جانبحئئا‬
‫مفيئئدا ‪ ،‬إذا مئئا تعئئاون هئئؤملء علئئى طئئرح اقتاحئئات و حلئئول ‪ ،‬و آليئئات جديئئدة سائئعيا منهئئم لقامئئةم‬
‫نظاما حكم إسالمي أصيل معاصر ‪.‬‬
‫و خامسا إن ما تيؤميد ما قلته و ينفي ما ذهب إليه الابري ‪ ،‬إنه هو شخصيا قال كلما يتضمحن‬
‫نقضا لا نقلناه عنه ساابقا ‪ ،‬فقال ‪ )) :‬تلك هي العال الرئيسيةم للنمحوذج الذي يكن اساتخلصئئه مئئن‬
‫مرحلةم الدعوة المحديةم عن الاكم ف السالما ‪ ،‬إسالما عهد النبحئوة ‪ ،‬إنئه نئوذج مفتئوح بدون شئك ‪،‬‬
‫بعن أنه يقبحل إضافات كثية ‪ ،‬متلفةم و متبحاينةم ‪ ،‬و مع ذلك فإن اعتبحار هئذه العئال الربعئةم ‪ )) :‬و‬
‫أمرهئ ئئم شئ ئئورى بينهئ ئئم (( ‪ ،‬و )) شئ ئئاورهم ف ئ ئ المئ ئئر (( ‪ ،‬و )) أنتئ ئئم أدرى بشئ ئئؤمون دنيئ ئئاكم (( ‪ ،‬و‬
‫)) كلك ئئم راع ‪ ،‬و كلك ئئم مس ئئئول ع ئئن رعيت ئئه (( ‪ ،‬كضئ ئوابط موجه ئئةم ‪ ،‬أو كأص ئئول تأسايس ئئيةم يس ئئد‬
‫البحاب أماما جيع أنواع التسلط و السائتبحداد ((‪ . 273‬و هئئذا اعئتاف صئريح منئئه ‪ ،‬بوجئئود أسائئس نظئئاما‬
‫حكم ف السالما تمورس زمن النب‪-‬عليه الصلة و السلما‪ ، -‬و هو كفيل بإقامةم العدل و الريةم ف ئ‬
‫التمحع ‪ .‬لكنه مع ذلك سايعود بعد أربع صفحات من كتئئابه العقئئل السياسائئي العربئ و يقئئول ‪ )) :‬و‬
‫بعئئد فليئئس هنئئاك نظئئاما ف ئ الكئئم ش ئيرع لئئه السائئلما ((‪ . 274‬و نئئن قئئد أبطلنئئا زعمحئئه سائئابقا ‪ ،‬لكئئن‬
‫إصئراره هئئذا ينئدرج ضئئمحن مشئروعه الفكئئري الرامئي إلئ تقزّيئ السائلما و تجيمحئه ‪ ،‬فبحعئدما فعئئل ذلئك‬
‫معه من الناحيةم العلمحيةم ‪ ،‬هئا هئئو الن يفعئل معئئه نفئس الشئيء مئن الناحيئةم السياسائيةم ‪ ،‬ليشئله علمحيئا‬
‫و ساياسايا ‪ ،‬و يتكه عالةم على القوميةم العلمحانيةم ‪.‬‬
‫و أما المحوعةم الثانيةم فتتضمحن خسةم أخطاء تتعلق بنظرة الابري إل القرآن و فهمحه ‪ ،‬أولئئا إنئئه‬
‫قال ‪ :‬إن القرآن ذكر إن الرساالةم المحديةم الاتةم ‪ ،‬دعوة إل )) الناس كافةم ‪ ،‬و هي من جهةم أخئئرى‬
‫ل تريد إلغاء الديان السمحاويةم السابقةم ‪ ،‬بل تصحيح النراف الطارئ عليهئا ‪ ،‬و العئودة بالنئاس إلئ‬
‫الدين الصلي دين إبراهيم ((‪. 275‬‬
‫و قوله هذا فيه بعض الخطاء و الفوات ‪ ،‬منها ‪ :‬اساتخدامه لصئطلح الرسائالةم المحديةم ‪ ،‬و هئو‬
‫مصطلح عاما فيئه جئانب صئئحيح ‪ ،‬و آخئر مشئبحوه ‪ ،‬مئئع العلئئم أن القئئرآن لئ يسئتخدمه ‪ ،‬و لئ اعئثر‬
‫لئئه علئئى ذكئئر ف ئ التئئون الديثيئئةم ‪ ،‬لكئئن اسائئتخدمه كئئثي مئئن العلمحئئاء ‪ ،‬قئئديا و حئئديثا ‪ ،‬و الئئانب‬
‫الش ئبحوه منئئه هئئو أنئئه قئئد عيفهئئم منئئه بعئئض النئئاس مئئا يقصئئد بئئه الكفئئار ف ئ اسائئتخدامهم لئئه ‪ ،‬مئئن أن‬
‫الرسائئالةم المحديئئةم ‪ ،‬أو الئئدعوة المحديئئةم هئئي ديئئن بشئئري جئئاء بئئه ممحئئد ‪ ،‬فنتسئئب ذلئئك إليئئه ‪ ،‬فقيئئل ‪:‬‬
‫الدين المحدي ‪ ،‬و الدعوة المحديةم ‪ ،‬و الرساالةم المحديةم ‪.‬‬
‫و منها إنه استخدم مصطلح ‪ :‬الديان السماوية ‪ ،‬و هو مصطلح غير شرعي لفظا‬
‫و معنى ‪ ،‬و أما لفظا فلم يرد استخدامه في القرآن و ل في السنة حسب علمي ‪ .‬و أما‬
‫معنى فالسلم ينكره و ل ييقره ‪ ،‬لنه ل يعترف بتعدد دين ا تعالى ‪ ،‬فدينه واحد ‪،‬‬
‫لكنه يعترف بتعدد الرسالت اللهية آخرها الرسالة الخاتمة التي جاء بها محمد‬
‫رسول ا –عليه الصلةا و السلم‪ ، -‬فدين ا تعالى واحد ل يتعدد و ل يتبعض ‪،‬‬
‫صريأنا‬
‫ك أوأما أو ل‬‫صى بذذه ينووحا أواللذذي أأروأحريأنا إذلأري أ‬ ‫لقوله تعالى ‪} :‬أشأرأع لأيكم بمأن البديذن أما أو ل‬
‫بذذه إذربأراذهيأم أويموأسى أوذعيأسى أأرن أأذقييموا البديأن أوأل تأتأفألريقوا ذفيذه أكبيأر أعألى ارليمرشذرذكيأن أما‬
‫ب{َ ‪ -‬سورةا الشورىَ‪-13/‬‬ ‫تأرديعوهيرم إذلأريذه ل‬
‫اي يأرجتأذبي إذلأريذه أمن يأأشاء أويأرهذدي إذلأريذه أمن ييذني ي‬
‫اذ اذلرسلأيم {َ ‪-‬سورةا آل عمران‪ ، -19/‬و}أوأمن يأربتأذغ أغريأر اذلرسلأذم‬ ‫و}إذلن البديأن ذعنأد ر‬
‫ذديونا فأألن ييرقبأأل ذمرنهي أوهيأو ذفي الذخأرذةا ذمأن ارلأخاذسذريأن{َ ‪ -‬سورةا آل عمران‪-85/‬‬
‫و منها أيضا قوله ‪ )) :‬إن السالما ل يريد إلغاء الديان السمحاويةم (( ‪ ،‬فاساتخدامه لعبحارة )) ل‬

‫‪273‬‬
‫العقل السياساي ‪ ،‬صا‪. 320 .‬‬
‫‪274‬‬
‫نفس الرجع ‪ ،‬صا‪. 324 :‬‬
‫‪275‬‬
‫تكوين العقل ‪ ،‬صا‪. 129 :‬‬
‫يتريد إلغاء (( ‪ ،‬فيها التبحاس و عدما دقةم فئ التعئبحي ‪ ،‬تيفهئئم منهئئا مئا تيئئالف الشئئرع ‪ ،‬لن السائئلما بئئا‬
‫أنه هو الوحيد دين ال تعال ‪ ،‬و ل يقبحل دينا غيه ‪ ،‬فإنه جاء بالفعل للغاء و نسخ و إبطال كئئل‬
‫الئئديانات الئئت سائبحقته ‪ ،‬و الئئت ظهئئرت بعئئده ‪ ،‬مئئن دون اسائئتثناء لليهوديئئةم و ل للنص ئرانيةم بئئدعوى أن‬
‫يم لفئ نئعئالر‬ ‫ل‬
‫ب عوالوتمحوشئلرك ع‬ ‫أصئئلها الول سئئاوي ‪ ،‬لئئذا قئئال الئ تعئئال ‪} :‬إلنن النئلذين عكعفئروا لمئن أعوهئلل الولكتئعئا ل‬
‫ع ت و‬
‫ل‬ ‫ل‬ ‫لل ل‬
‫ك ته ئوم عش ئير الوعلبخينئةم{ٍ ‪ -‬سائئورة البحينئئةم‪ -6/‬و }لنعق ئود عكعف ئعر النئذيعن قعئئالتواو إلنن الليئهع‬ ‫عجعهنئعم عخال ئديعن فيعهئئا أتوولعئلئ ع‬
‫ل‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫عثالل ت ن ل ن‬
‫ب‬ ‫ث ثعلعثعةم عوعما مئون إللعئه إللن إللعئهق عواحئقد عولإن نلوئ عينتعئتهئواو ععنمحئئا يعئتقولئتئوعن لعيععمحنسئنن النئذيعن عكعفئترواو مونئتهئوم ععئعذا ق‬
‫أعلليقم{ٍ ‪ -‬ساورة الائدة‪ .-73/‬فلسالما إذاة قد ألغى و أبطل و نسخ كئل الديئان ‪ ،‬بئا فيها النصئرانيةم‬
‫و اليهوديةم ‪ ،-‬و ل وزن لمحا و ل اعتبحار ف ميزّان ال تعال من حيث القبحول و الصداقيةم و النجئئاة‬
‫ي ئوما القيامئئةم ‪ ،‬لكنئئه مئئع ذلئئك ل ئ يلئئغ حقهمحئئا ف ئ الوجئئود الئئدنيوي و ش ئيرع للمحسئئلمحيم تش ئريعات ف ئ‬
‫تعاملهم مع أتبحاع هاتيم الديانتيم ‪ ،‬مع تأكيد السالما على كفرهم ‪.‬‬
‫و الطأ الثان يتمحثل ف أن الابري ف نظرته لكل من السالما و الفلسفةم الساعيليةم لئ ينطلئئق‬
‫من القرآن وفق منهج صحيح للفهم ‪ ،‬و ذلك عندما قال ‪ :‬إن الفلسفةم الساعيليةم ل )) تكن تقف‬
‫ضئئد السائئلما ‪ ،‬و إنئئا كئئانت تقئئدما فهمحئئا خاصئئا يعتئئبخ الصئئورة البحيانيئئةم ظئئاهرا وراءه بئئاطن ‪ ،‬و لكئئن‬
‫مضمحون البحاطن الذي تقدمه الفلسفةم الساعيليةم مئا كئان يكئن التوصئل إليئه بئدون توظيئف واسائع ‪،‬‬
‫و واساع جدا للفلسفةم الدينيةم الرمسيةم ((‪. 276‬‬
‫و قوله هذا فيئه ثلثةم أخطئاء جسيمحةم ‪ ،‬أولئا إنئه فئ نظرتئه إلئ السائلما لئ ينطلئق مئن مكمحئات‬
‫القئئرآن و السئئنةم الصئئحيحةم الوافقئئةم لئئه ‪ .‬و ثانيهئئا إنئئه ف ئ نظرتئئه إل ئ الفلسئئفةم السئئاعيليةم البحاطنيئئةم لئ ئ‬
‫يعرضئ ئئها علئ ئئى مكمحئ ئئات القئ ئئرآن و السئ ئئنةم الصئ ئئحيحةم الوافقئ ئئةم لئ ئئه ‪ .‬و ثالثهئ ئئا إنئ ئئه ادعئ ئئى أن الفلسئ ئئفةم‬
‫الساعيليةم ل تقف ضد السالما ‪ ،‬و إنا قدمت فهمحا خاصا له ‪ .‬و هذا زعم باطل جلةم و تفصيل‬
‫‪ ،‬فئئأي إسائئلما يريئئد ؟ ‪ ،‬فئئإذا كئئان يقصئئد السائئلما القئئائم علئئى مكمحئئات القئئرآن الكريئ ئ ‪ ،‬و السئئنةم‬
‫النبحويةم الوافقةم له ‪ ،‬و على ما كان عليه الصحابةم الذين زكاهم القئئرآن الكريئ و شئئهد لئئم باليئئان و‬
‫العمحل الصال ‪ ،‬فهذا السائئلما يرفئئض تلئئك الفلسئفةم السئاعيليةم البحاطنيئةم الزّعومئئةم رفضئا مطلقئا ‪ ،‬و ل‬
‫يعتبخها فهمحا خاصا له ‪ ،‬و إنا يعتبخها ضللةم من ضللت أهل الهواء ‪.‬‬
‫و أما إذا كان يقصد السالما الذي ل وجود له ف القرآن و ل ف السنةم الوافقةم له ‪ ،‬و هو‬
‫الئئذي زعمحتئئه الفلسئئفةم السئئاعيليةم البحاطنيئئةم ‪ ،‬فهئئذا السائئلما هئئو الئئذي يتفئئق معهئئا ‪ ،‬لكئئن مئئن الطئئأ‬
‫الفئ ئئادح‪-‬شئ ئئرعا و عقل‪ -‬تس ئئمحيته إسا ئئلما ‪ ،‬لن السا ئئلما الصئ ئئحيح يرف ئئض تل ئئك الفلسئ ئئفةم بإسائ ئئلمها‬
‫الزّيئئف جلئئةم و تفصئئيل ‪ .‬و كئئل مئئن أطلئئع – بوضئئوعيةم و حياديئئةم‪ -‬علئئى خرافئئات السئئاعيليةم فئ ئ‬
‫ت‬

‫‪276‬‬
‫نفس الرجع ‪ ،‬صا‪. 211 :‬‬
‫أئمحتهم و تأويلتم ‪ ،‬و تشريعاتم و مئوقفهم مئن الصئحابةم‪ ، 277‬فإنه سائيحكم بئالقطع بأن مئا عليئه‬
‫هئئؤملء ليئئس إسائئلما ‪،‬و إنئئم علئئى ضئئلل ‪ .‬و مئئا تيؤميئئد ذلئئك أن الئئابري نفسئئه اعئئتف ص ئراحةم بئئأن‬
‫الفلسئئفةم السئئاعيليةم البحاطنيئئةم اسائئتقت فكرهئئا مئئن خئئارج السائئلما ‪ ،‬كفكئئرة البحئئاطن الئئت أخئئذتا مئئن‬
‫الفلسفةم الدينيةم القديةم العروفةم بالرمسيةم ‪،‬و أقامت عليها قلسفتها‪. 278‬‬
‫و أمئا الطئأ الثالث فيتعلئق بوضئئوع الكئم و التشئابه فئ القئرآن ‪ ،‬فقئال الئابري ‪ )) :‬صئحيح أن‬
‫القئئرآن يتشئئي إل ئ أن فيئئه آيئئات مكمحئئات ل لتبحئئس فيهئئا ف ئ عبحارتئئا ‪ ،‬و بالتئئال ل تقبحئئل التأويئئل ‪ ،‬و‬
‫آيات أخرى متشابات قد يلتبحس معناها على الناس ‪ ،‬و كذلك أمئئر بإتبحئاع الكمحئات الشئيء الئذي‬
‫يعنئ ئ رد التش ئئابه إلئ ئ الك ئئم ‪ ،‬و لك ئئن الق ئئرآن لئ ئ تيعيمئ ئ بالسا ئئم الي ئئات الكمح ئئات ب ئئل ت ئئرك ذل ئئك‬
‫لجتهئئاد النئئاس ‪ ،‬فقئئد صئئار فئ المكئئان أن يتئئار كئئل طئئرف نوعئئا معينئئا مئئن اليئئات و يإعلهئئا مئئن‬
‫الكمحات يرد إليها ما يقرر ف الظاهر معن مالفا ((‪. 279‬‬
‫و قوله هذا غي صحيح ‪،‬و خطي جدا يتضمحن باطل كثيا ‪ ،‬لنه أول إن آيات الكئم و‬
‫التشئئابه لئ تقئئل أن مقيئئاس التمحييئئزّ بينهئئا متوكئئا إلئ اجتهئئادات النئئاس ‪ ،‬مئئا يعنئ أنئئه فئ مقئئدور كئئل‬
‫إنسان أن يتار ما يتوافق مع هواه ‪ ،‬ثئ يزّعئم أن اجتهئاده أداه إلئ ذلئك ‪ .‬و إنئا نصئت علئى وجئود‬
‫الكئئم و التشئئابه معئئا علئئى أن الكئئم هئئو الصئئل و السائئاس ‪ ،‬و الئئذي تترجئئع إليئئه التشئئابات ‪ ،‬و‬
‫من يالف ذلك فهو من الذين ف قلوبم زيغ ‪ .‬و با أن ال تعال نص علئئى وجئئوب إتبحئئاع القئئرآن ‪،‬‬
‫الذي هو بلسان عرب تمبحيم ‪ ،‬و آيات بينات ‪ ،‬و نى عئن إتبحئاع الهئواء و الظنئون ‪ ،‬ديل كئل ذلئك‬
‫علئئى أن مقيئاس التمحييئزّ و التفريئئق بيمئ الكئم و التشئئابه ليئئس مقياسائا اجتهاديئا خارجيئا ‪ ،‬و إنئا هئئو‬
‫ل‬
‫مقي ئئاس قرآنئ ئ داخل ئئي‪ ،‬نعرف ئئه بإتبح ئئاع الكت ئئاب و الس ئئنةم ‪ ،‬لن الئ ئ تع ئئال يق ئئول ‪}- :‬عوعم ئئن يتطئ ئوع اللنئ ئهع‬
‫ش اللنئهع عويعئتنئوقئله‬ ‫ل‬ ‫ل‬
‫عوعرتساولعهت فعئعقود عفاعز فعئووةزا ععظيةمحئا{ٍ )‪ (71‬سائورة الحئزّاب ‪ ،‬و }عوعمئن يتطئلع اللنئهع عوعرتسائئولعهت عوعيوئ ع‬
‫ع الليئ ئهع عوعم ئئن تعئ ئعونل فععمح ئئا‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫فعأتوولعئلئ ئ ع‬
‫ك تهئ ئتم الوعف ئئائتزّوعن {ٍ‪ -‬سا ئئورة النئ ئئور‪ -52/‬و}نمئ ئون يتطئ ئلع النرتسا ئئوعل فعئعقئ ئود أعطعئئا ع‬
‫ص اللنئهع عوعرتسائئولعهت فعئلإنن لعئهت نئعئاعر عجعهنئعم‬ ‫أعورعسا ئولعناعك ععلعويله ئوم عحلفيظئةئا{ٍ ‪ -‬سائئورة النسئئاء‪ ، -80/‬و } عوعمئئن يعئوع ئ ل‬
‫عخالللديعن لفيعها أعبعةدا{ٍ ‪ -‬ساورة الن‪،-23/‬و هو مقياس يقوما على جلةم ضوابط داخليةم شرعيةم ‪:‬‬
‫أولها الوضوح و الحكام ‪ ،‬لن ا تعالى وصف القرآن بأنه عربي مبين ‪،‬و أن‬
‫)) منه آيات محكمات هن أم الكتاب (( ‪ ،‬و اليات من هذا النوع واضحة مفهومة‬
‫محكمة المعنى ل تقبل التأويل ‪ ،‬و هي كثيرةا جدا في القرآن ‪ ،‬كقوله تعالى ‪}- :‬لُمأحلمدد‬
‫‪277‬‬
‫أنظر مثل ‪ :‬عبحد القاهر البحغدادي‪ :‬الفرق بيم الفرق ‪ ،‬صا‪ . 286 ،285 ،281 :‬و الشهرساتان‪ :‬اللل و النحل ‪ ،‬ج ‪1‬‬
‫صا‪ . 226 :‬و الذهب ‪ :‬السي ‪ ،‬ج ‪ 15‬صا‪. 151 :‬‬

‫‪278‬‬
‫تكوين العقل ‪ ،‬صا‪. 211 :‬‬
‫‪279‬‬
‫العقل الخلقي العرب ‪ ،‬صا‪. 82 :‬‬
‫اذ أواللذذيأن أمأعهي أأذشلداء أعألى ارليكلفاذر يرأحأماء بأرينأهيرم تأأراهيرم يرلكوعا يسلجودا يأربتأيغوأن‬ ‫لريسويل ل‬
‫ك أمثأليهيرم ذفي التلروأراذةا‬ ‫ضأواونا ذسيأماهيرم ذفي يويجوذهذهم بمرن أأثأذر اللُسيجوذد أذلذ أ‬ ‫اذ أوذر ر‬ ‫ضول بمأن ل‬ ‫فأ ر‬
‫ب‬‫ظ أفارستأأوىَ أعألى يسوقذذه ييرعذج ي‬ ‫ع أأرخأرأج أش ر‬
‫طأ أهي أفآَأزأرهي أفارستأرغلأ أ‬ ‫أوأمثأليهيرم ذفي ا ر ذلنذجيذل أكأزرر م‬
‫ت ذمرنيهم لمرغفذأرةاو أوأأرجورا‬ ‫صالذأحا ذ‬ ‫اي اللذذيأن آأمينوا أوأعذميلوا ال ل‬ ‫ظ بذذهيم ارليكلفاأر أوأعأد ل‬ ‫اللُزلراأع لذيأذغي أ‬
‫صأميد ‪،‬لرم يألذرد أولأرم ييولأرد ‪ ،‬أولأرم‬‫اي ال ل‬ ‫اي أأأحدد ‪ ،‬ل‬ ‫أعذظيوما{َ ‪ -‬سورةا الفتح‪ ، -29/‬و‪}-‬قيرل هيأو ل‬
‫اي أعذن ارليمرؤذمذنيأن إذرذ ييأبايذيعونأ أ‬
‫ك‬ ‫ضأي ل‬ ‫يأيكن للهي يكفيووا أأأحدد{َ‪-‬سورةا الخلصا‪ -4-1/‬و }لأقأرد أر ذ‬
‫ت اللشأجأرذةا فأأعلذأم أما ذفي قييلوبذذهرم فأأأنأزأل اللسذكينأةأ أعلأريذهرم أوأأأثابأهيرم فأرتوحا قأذريوبا{َ‪ -‬سورةا‬ ‫تأرح أ‬
‫ي‬
‫اأ أوأأذطييعورا اللريسوأل أوأروذلي الأرمذر ذمنيكرم‬ ‫الفتح ‪ ، -18/‬و}أيا أألُيأها اللذذيأن آأمينورا أأذطييعورا ر‬
‫ك‬‫اذ أواللريسوذل ذإن يكنتيرم تيرؤذمينوأن ذبارلذ أوارليأروذم الذخذر أذلذ أ‬ ‫فأذإن تأأناأزرعتيرم ذفي أشريمء فأيرلُدوهي إذألى ر‬
‫ل{َ ‪ -‬سورةا النساء‪،-59/‬و قد يقول بعض الناس أن قوله تعالى ‪:‬‬ ‫أخريدر أوأأرحأسين تأأرذوي و‬
‫)) و أولي المر منكم (( ‪ ،‬متشابه و غير محكم ‪ ،‬فنقول ‪ :‬بل هو محكم لن الية‬
‫عامة تشمل كل مسلم تولى أمرا من أمور المسلمين ‪ ،‬و تصدق عليهم كلهم ‪ .‬و أما‬
‫يقوله بعض أهل الهواء و الضلل ‪ ،‬من أن معنى )) و أولي المر منكم (( هو آل‬
‫البيت ‪ ،‬فنقول له ‪ :‬هذا كذب لن الية صريحة في أنها تعني أولي المر من‬
‫المسلمين مطلقا من دون تخصيص ‪ ،‬لذا فل يصح تخصيصها بمثل تلك الهواء و‬
‫الظنون و الكاذيب ‪ ،‬و هذا أمر وضح بطلنه شرعا و عقل ‪.‬و الجابري ذكر أن‬
‫معنى )) آيات محكمات ((‪ ،‬هو عباراتها التي ل يلبس فيها ‪ ،‬التي ل تقبل التأويل ‪،‬‬
‫فإذا كانت ل تقبل التأويل ‪ ،‬فهي ل يمكن تأويلها ‪ ،‬و ل يصح إخضاعها لجتهادات‬
‫الناس الذين ييؤولونها حسب أهوائهم و مصالحهم ‪ ،‬و إذا فعلوا ذلك ‪ ،‬فهو عمل‬
‫مرفوض شرعا و عقل ‪.‬‬
‫و الضئئابط الئئداخلي الثئئان هئئو تفسئئي القئئرآن بئئالقرآن ‪ ،‬و ذلئئك بئئرد التشئئابه إلئ الكئئم ‪ ،‬لئئذلك‬
‫سى ال تعال الكمحات بأنن أما الكتاب ‪ ،‬بعن أنا الصل الذي تيرجع إليه مئئن جهئئةم ‪ ،‬و ذما الئ‬
‫تعئئال مرضئئى القلئئوب الزّائغيم ئ الئئذين يتبحعئئون متشئئابه الكتئئاب ابتغئئاء الفتنئئةم و التلعئئب بئئه مئئن جهئئةم‬
‫أخرى ‪ ،‬كمحا أنه سابححانه أمرنا إذا تنازعنا ف شيء أن نرده إليه أول ‪ ،‬ث إل رساوله ثانيا ‪.‬‬
‫و الضابط الثالث هو عدم الوقوع في الخطأ و التناقض و الختلف في تفسيرنا‬
‫للقرآن الكريم ‪ ،‬فإذا حدث شيء من ذلك في فهمنا للقرآن درل ذلك على أن فهمنا له‬
‫اذ‬ ‫ليس صحيحا ‪ ،‬بدليل قوله تعالى ‪}:‬أأفألأ يأتأأدبليروأن ارلقيررآأن أولأرو أكاأن ذمرن ذعنذد أغريذر ر‬
‫لأأوأجيدورا ذفيذه ارختذلأوفا أكذثيورا{َ ‪ -‬سورةا النساء‪، -82/‬و)) كتاب يأحكمت آياته ثم يفصلت‬
‫من لدن حكيم خبير((‪-‬سورةا هود‪ ، -1/‬و أنه كتاب ‪}-‬أل يأأرذتيذه ارلأباذطيل ذمن بأريذن يأأدريذه أوأل‬
‫ذمرن أخرلفذذه أتنذزيدل بمرن أحذكيمم أحذميمد{َ ‪ -‬سورةا فصلت‪ ،-42/‬و المقياس الذي تبناه الجابري‬
‫يوقع بالضرورةا في التناقضات و الختلفات و يجعل القرآن نهبا لكل من هب و دب‬
‫‪ ،‬ل محكمات فيه و ل متشابهات ‪ ،‬و إنما الهواء هي المقاييس ‪ ،‬و هذا يتناقض مع‬
‫القرآن الكريم المحكم ‪ ،‬المر الذي يدل على أن ما زعمه الجابري غير صحيح ‪.‬‬
‫و الضابط الامس هو فهم القرآن بالسنةم النبحويةم الصئحيحةم الوافقئةم و الفسئرة لئه ‪ ،‬و هئذا أمئر‬
‫معروف من دين السالما بالضرورة ‪ ،‬فقد نص القئئرآن الكريئ مئرارا و تكئرارا علئى وجئئوب إتبحئئاع السئنةم‬
‫الت هي الفسرة و البحينةم للقئئرآن الكريئ ‪ ،‬مكمحئئه و متشئابه ‪ ،‬و ليسئت اجتهئادات النئاس كمحئا زعئم‬
‫الابري ‪.‬‬
‫و الضابط السادس هو فهم القرآن من خلل ما أجمع عليه الصحابة –رضي ا‬
‫عنهم‪ ، -‬في التزامهم بالقرآن و فهمهم له ‪ ،‬لنهم هم الذين عاصروا نزول الوحي ‪ ،‬و‬
‫أخذوا تطبيقاته من الرسول‪-‬عليه الصلةا و السلم ‪ ،-‬فهم المطبق الثاني للسلم بعد‬
‫رسول ا ‪ ،‬و هذا المبدأ الذي ذكرناه كضابط لتمييز المحكم من المتشابه ‪ ،‬نص عليه‬
‫ق اللريسوأل ذمن بأرعذد أما تأبأيلأن لأهي ارلهيأدىَ‬ ‫القرآن صراحة ‪ ،‬في قوله تعالى ‪}- :‬أوأمن ييأشاقذ ذ‬
‫صيورا{َ ‪ -‬سورةا‬ ‫ت أم ذ‬ ‫صلذذه أجهأنلأم أوأساء ر‬ ‫سهبيهل اؤلنمؤؤهمهنيون ننووللهه أما تأأوللى أوني ر‬ ‫وويوتتبهؤع وغؤيور و‬
‫صاذر أواللذذيأن اتلبأيعويهم‬ ‫لن أ‬ ‫النساء‪ ، -115/‬و}أواللسابذيقوأن الألويلوأن ذمأن ارليمأهاذجذريأن أوا أ‬
‫ت تأرجذري تأرحتأأها الأرنأهاير أخالذذديأن‬ ‫ضورا أعرنهي أوأأأعلد لأهيرم أجلنا م‬
‫اي أعرنهيرم أوأر ي‬ ‫ضأي ر‬ ‫بذإ ذرحأسامن لر ذ‬
‫ك ارلفأرويز ارلأعذظييم{َ ‪ -‬سورةا التوبة‪-100/‬‬ ‫ذفيأها أأبأودا أذلذ أ‬
‫و الضابط الخي‪-‬أي الامس‪ -‬هو الفهم الصحيح للقرآن القائم على ثئوابت الشئئرع و مقاصئئده‬
‫‪،‬و على صريح العقئول و العلئم الصئحيح ‪ ،‬قئال تعئال ‪}- :‬أعفعلع يعئتعئعدبئنتروعن الوتقئورآعن عولعئوو عكئاعن لمئون لعنئلد‬
‫ب عأنعزّلونعئئاهت إللعويئ ع‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫لل ل‬ ‫ل‬
‫ك تمبحعئئاعرقك لميعئندبئنتروا‬ ‫عغ وليئ الليئه لععوعجئتدواو فيئه اوختلعفئةئا عكثةيا{ٍ ‪ -‬سائئورة النسئئاء‪ ، -82/‬و}كتعئئا ق‬
‫ب{ٍ ‪ -‬سائئورة صا‪ ،- 29/‬و}عسائنتلريلهوم آعياتلنعئئا لفئ اولفئعئالق عولفئ عأنتفلسئلهوم عحنتئ‬ ‫آيئئاتلله ولليتعئعذنكر أتولتئوا اولعلوبحئئا ل‬
‫ع‬ ‫ع عع ع و‬
‫ك أعنهت ععلئعئى تكئمل عشئوينء عشئلهيقد{ٍ‪ -‬سائئورة فصئئلت‪ -53/‬و بعنئ آخئئر‬ ‫يم علتم أعنهت اوليق أعوعل يوك ل‬
‫ف بلعربم ع‬ ‫ع عو ع‬ ‫يعئتعبحعئ ن ع و‬
‫نفه ئئم الق ئئرآن بن ئئاء عل ئئى ممحك ئئاته و ثئ ئوابته و مقاص ئئده ‪ ،‬و ب ئئدائه العق ئئول ‪ ،‬و ص ئئحيح العلئ ئوما عل ئئى‬
‫اختلف مالتا ‪.‬‬

‫و ثانيا إن ما ذهب إليه الابري فيمحا يص مقياس معرفةم الكئم مئن التشئابه هئو نفئس النهج‬
‫الذي ذمه القرآن الكري ف قوله تعلى ‪ )) :‬و تأخر متشابات ‪ ،‬فأما الذين ف قلوبم زيئغ فيتبحعئئون مئا‬
‫تشابه منه ((‪ ،‬فالابري وقع ف الظور الذي حيذر منه القرآن ‪ ،‬لنئئه لئ ينظئئر إلئ القئئرآن مئئن خلل‬
‫مكوناته و قواعده الداخليةم الشاملةم ‪ ،‬و ل يفرق بيم الفهم الصحيح للقئئرآن ‪ ،‬و بيمئ التأويئئل البحاطئئل‬
‫الذي يرفضه القرآن ‪ ،‬فليس كل فهئم للقئئرآن يتعئد صئحيحا ‪ ،‬فئالقرآن ميئزّ بيمئ قراءتيمئ ‪ ،‬واحئئدة تقئرأ‬
‫الق ئئرآن م ئئن داخلئئه حس ئئب الضئ ئوابط الش ئئرعيةم الئئت ذكرناه ئئا ‪ ،‬و أخئئرى تقئ ئرأه قئ ئراءة خارجيئئةم انتقائيئئةم‬
‫معتمحدة على التشابه حسب أهوائها و مصالها ‪.‬‬
‫و ثالثا إن ما يدل على بطلن مقياس الابري و تافته ‪ ،‬أمران ‪ :‬الول إن القرآن نص مرارا على‬
‫وجوب إتبحاعه و حيذر من مالفته إتبحاعا للهواء و الظنون ‪ ،‬لكن مقيئئاس الئئابري عكئئس المئئر تامئئا‬
‫فجعئئل القئئرآن تابعئئا لجتهئئادات النئئاس يسئئتجيب لئئم فيهئئا كيفمحئئا فهمحئئوه ‪ ،‬و ل شئئك أن هئئذا أمئئر‬
‫باطل شرعا و عقل ‪ .‬و المر الثان هو أن القرآن نئص علئى أنئه كتئئاب مكئم ل يئأتيه البحاطئل مئئن‬
‫بيم يديه و ل من خلفه ‪ ،‬و أنه حبحئل الئ الئتيم ‪ ،‬لكئن مقيئئاس الئابري قلئب كئئل ذلئك ‪ ،‬و جعلئه‬
‫فاقدا لتلك الصئائص ‪ ،‬تابعئئا لجتهئادات النئاس يسئتجيب لهئوائهم و مصئئالهم و تناقضئئاتم كمحئا‬
‫يتريدون ‪ ،‬و هذه نتيجئةم خطية مئدمرة للدين ‪ ،‬يرفضئها السائلما جلئةم و تفصئيل ‪ ،‬فئديل ذلئك علئى‬
‫أن مقياس الابري ف فهم الكم و التشابه غي صحيح مالف للشرع ‪.‬‬
‫و أما الطأ الرابع فيتعلق بسبحب تري القرآن للخمحر ‪ ،‬فادعى الابري أن فئ القئرآن نئص أمئر‬
‫باجتناب المحر و حيرمه من دون )) بيئان البخر أو البحاعث ‪ ،‬أو العلئةم أو الكمحئةم ‪ ،‬مئن هئذا التحريئ‬
‫(( ‪ ،‬و إنا الفقيه هو الذي بث عن العلةم ‪ ،‬و هو السكر معتمحدا على الظن القوي‪. 280‬‬
‫وقوله هذا خطأ فادح فاحش ل يجوز الوقوع فيه ‪ ،‬و افتراء على القرآن و السنة‬
‫معا ‪ ،‬لنه أول أن القرآن الكريم –في تحريمه للخمر‪ -‬تناوله في ثلث مراحل ‪ ،‬في‬
‫صل في التعليل و الحكمة ‪ ،‬ففي المرةا الولى‬ ‫كل مرةا يذكر التعليل ‪ ،‬و في آخرها ف ر‬
‫قال تعالى ‪ )) :‬يسألونك عن الخمر و الميسر ‪ ،‬قل فيهما إثم كبير و منافع للناس ‪ ،‬و‬
‫إثمهما أكبر من نفعهما ((‪-‬سورةا البقرةا‪ . -219/‬و في المرةا الثانية قال تعالى ‪:‬‬
‫)) يأيها الذين آمنوا ل تقربوا الصلةا و أنتم سكارىَ حتى تعلموا ما تقولون ((‪ -‬سورةا‬
‫النساء‪. - 85/‬و في المرةا الخيرةا‪-‬أي الثالثة‪ -‬التي يحررم فيها الخمر نهائيا ‪ ،‬قال فيها‬
‫س بمرن أعأمذل‬ ‫ب أوالأرزلأيم ذررج د‬ ‫صا ي‬ ‫لن أ‬ ‫تعالى ‪}- :‬أيا أألُيأها اللذذيأن آأمينورا إذنلأما ارلأخرمير أوارلأمريذسير أوا أ‬
‫طاذن أفارجتأنذيبوهي لأأعلليكرم تيرفلذيحوأن{َ ‪ -‬سورةا المائدةا ‪. -90/‬‬ ‫اللشري أ‬
‫و ثانيئئا إن علئئةم تري ئ المحئئر موجئئودة أيضئئا ف ئ السئئنةم النبحويئئةم الصئئحيحةم ‪ ،‬و ليسئئت هئئي مئئن إبئئداع‬
‫الفقهاء كمحا زعم الابري ‪ ،‬فقد صح الديث أن رساول ال –عليه الصلة و السئلما‪ -‬قئال ‪ )) :‬مئئا‬
‫أساكر كثيه فقليله حراما ((‪ ، 281‬فالئئديث نئص صئراحةم علئئى علئةم التحريئ ‪ ،‬و هئئي السئكر ‪ ،‬و مئن‬
‫قبحلئه القئرآن الكريئ الئذي فصئل فئ التعليئل و الكمحئةم ‪ .‬فكيئئف غئاب هئذا عئن الئابري ؟ ! ‪ ،‬و هئل‬
‫نساه أما تناسااه ؟ ‪ ،‬يبحدو ل أنه تعيمحد إغفال ذلك لنفي تعليل الشرع لفعال ال تعئئال و أحكئئامه ‪،‬‬
‫تهيدا إل الوصول إل نفي القياس الفقهي ‪ ،‬الذي سائئنتناوله فئ مبححئئث الفقئئه مئئن هئئذا الفصئئل ‪ ،‬و‬
‫ال أعلم بالصواب ‪.‬‬
‫و أما الطأ الخي‪-‬الامس من المحوعئةم الثانيئةم‪ -‬فيتعلئق بسكوت الئابري عئن بعئض الخطئاء‬
‫ف ئ فهئئم القئئرآن الكري ئ ‪ ،‬نقلهئئا عئئن القاضئئي النعمحئئان السئئاعيلي )ت ‪351‬أو ‪363‬ه ( ‪ ،‬أولئئا إنئئه‬
‫نقئئل عنئئه قئ ئوله تعئئال ‪} :‬يعئئا أع ئيعهئئا الئنئلذيعن آعمنئت ئواو أعلطيعتئ ئواو اللئي ئهع عوأعلطيعتئ ئواو النرتسائئوعل عوأتووللئ ئ العومئ ئلر لمنتكئ ئوم فئع ئلإن‬
‫ل‬ ‫ل‬ ‫ن‬
‫خي ئقر عوأعوحعس ئتن‬‫ك عو‬ ‫تعئنعئئاعزوعتتوم لف ئ عش ئويء فع ئتريدوهت إلعل ئ الليئله عوالنرتسائئولل لإن تكنتتئوم ئتوؤملمنتئئوعن بئلئالليله عواوليع ئووما اللخ ئلر ذعل ئ ع‬
‫ل{ٍ ‪ -‬سائئورة النسئئاء‪ ، -59/‬ففسئئر )) أولئ المئئر منكئئم (( بعنئ أئمحئئةم الشئئيعةم الزّعئئوميم الئئذين‬ ‫تعئأولوي ة‬
‫تيؤممن بم الساعيليةم‪ . 282‬و تفسيه هذا باطل شرعا و عقل ‪ ،‬لن اليةم واضئحةم وضئوح الشئمحس ‪،‬‬
‫‪280‬‬
‫بنيةم العقل العرب ‪ ،‬صا‪. 139 :‬‬
‫‪281‬‬
‫أبو داود ‪ :‬السنن ‪ ،‬ج ‪ 2‬صا‪ . 352 :‬و اللبحان ‪ :‬صحيح ابن ماجةم ‪ ،‬ج ‪ 2‬صا‪. 245 :‬‬
‫‪282‬‬
‫بنيةم العقل ‪ ،‬صا‪. 321 :‬‬
‫ل تتوجئئد فيهئئا أيئئةم إشئئارة فريبحئئةم و ل بعيئئدة ‪ ،‬تتشئئي إلئ مئئا زعمحئئه القاضئئي النعمحئئان ‪ ،‬و إنئئا هئئي تشئئي‬
‫إل أن أول المر هم من يتولون أمور السلمحيم مطلقئئا مئئن دون تديئئد ‪ ،‬و اليئةم قئالت ‪ )) :‬منكئئم‬
‫(( ‪ ،‬أي م ئئن الس ئئلمحيم عام ئئةم ‪،‬و الس ئئاعيليون يزّعمح ئئون أن أئمحته ئئم م ئئن آل الئ ئبحيت العل ئئوي ‪ ،‬و ه ئئذا‬
‫الرجل‪-‬أي النعمحان‪ -‬ل يستنطق اليةم ‪ ،‬و ل فسرها بآيات قرآنيةم أخئرى ‪،‬و إنئئا قرآهئا بئواه و فرضئه‬
‫عليها ‪ ،‬بناء على خلفياته الذهبحيةم ‪ ،‬و هذه الطريقةم ف التفسي يرفضها الشرع ‪ ،‬و ليسئت مئن العلئئم‬
‫ف شيء ‪ ،‬بل هي الوى بعينه ‪ .‬و مع ذلك ساكت الابري عن الرجل و تفسيه ‪.‬‬
‫و ثانيها إنه نقل عئن القاضئي النعمحئان قئوله تعئال ‪ )) :‬فاسائألوا أهئل الئذكر إن كنتئم ل تعلمحئون‬
‫ف أععذاعتئواو بلئله عولعئوو عريدوهت إلعلئ النرتسائولل‬ ‫((‪-‬ساورة النحل‪ ، -43/‬و‪}-‬وإلعذا جاءهم أعمر من العملن أعلو اولئو ل‬
‫عو‬ ‫ع ع ت و وق ع و‬
‫عوإلعل أتوولل العوملر لمونئتهوم لعععللعمحهت النلذيعن يعوسعتنبحلتطونعهت لمونئتهئوم عولعئوولع فع و‬
‫ضئتل الليئله ععلعويتكئوم عوعروحعتتئهت لعتنئبحعئوعتتئتم النش ويعطاعن‬
‫ل{ٍ ‪ -‬ساورة النساء‪ ، -83/‬ففسر )) أهل الذكر(( ‪ ،‬و أول المر(( ‪ ،‬و )) الئذين يسئئتنبحطونه‬ ‫إللن قعللي ة‬
‫(( ‪ ،‬بأنم أئمحةم الساعيليةم‪ . 283‬و زعمحه هذا باطئل هئو أيضئا ‪ ،‬ل دليئل عليئه مئن تلئك اليتيم ‪ ،‬و‬
‫ل مئئن آيئئات القئئرآن الخئئرى ‪ ،‬و إنئئا قرأهئئا ب ئواه و خلفيئئاته الذهبحيئئةم غي ئ الشئئرعيةم ‪ .‬فاليئئةم الولئ ئ‬
‫تكلمحت عن أهل الذكر من السلمحيم مطلقا ‪ ،‬و هم أهل العلم و العرفئةم ‪ ،‬و الئبخة و الدرايئئةم ‪ ،‬مئئن‬
‫دون أي تديد ل بإشارة قريبحةم و ل بعيدة إل ما زعمحه القاضي النعمحان ‪.‬‬
‫و أما اليةم الثانيةم فهي أيضا ل تشئي مطلقئئا إلئ مئئا ادعئاه النعمحئئان ‪ ،‬و إنئئا فيهئا مئئا تيئالف مئا‬
‫زعمحئئه ‪ ،‬بئئدليل الشئئاهدين التييمئ ئ ‪ ،‬الولئ ئ إن اليئئةم أشئئارت إل ئ وجئئود جاعئئةم مئئن أولئ ئ المئئر زمئئن‬
‫النب‪-‬عليه الصلة و السلما‪ -‬وبعده ‪ ،‬و هذا يعن أنم أنئاس مئن السلمحيم ‪ ،‬يتولئون بعض أمئورهم‬
‫‪ ،‬ف حياة رساول ال و بعده ‪ .‬و هذا تيالف ما يزّعمحه الشئيعةم الماميئةم مئن أن أئمحتهئئم كالنبحيئئاء فئ‬
‫الكانئئةم و الطاعئئةم ‪ ،‬و ل يتولئئون المامئئةم ف ئ وقئئت واحئئد‪ . 284‬و عليئئه فئئإن علئئي بئئن أب ئ طئئالب ل‬
‫يتول المامةم إل بعد وفاة النب –عليه الصلة و السلما‪ ، -‬لكن اليةم أشارت إلئ وجئود أولئ المئر‬
‫زمن رساول ال ‪.‬‬
‫و الشئئاهد الثئئان مفئئاده أن اليئئةم ذكئئرت أن أولئ ئ المئئر يسئئتنبحطون الحكئئاما الشئئرعيةم اسائئتنبحاطا ‪،‬‬
‫بالجتهاد و النظر ‪ ،‬حسب ظروفهم و قدراتم العلمحيةم ‪ ،‬كغيهئم مئئن النئاس ‪ ،‬و هئذا يتنئاف مئع مئا‬
‫يزّعمحئئه الشئئيعةم الماميئئةم بئئأن أئمحتهئئم معصئئومون مئئن الطئئأ ‪ ،‬و يعلمحئئون مئئا كئئان و مئئا سائئيكون ‪ ،‬و‬
‫‪283‬‬
‫نفس الرجع ‪ ،‬صا‪. 323 :‬‬
‫‪284‬‬
‫أنظئئر مثل ‪ :‬عبحئئد القئئاهر البحغئئدادي‪ :‬الفئئرق بيم ئ الفئئرق ‪ ،‬صا‪ 281 :‬و مئئا بعئئدها ‪ .‬و الشهرسائئتان ‪ :‬اللئئل و النحئئل ‪ ،‬ج ‪1‬‬
‫صا‪ . 226 :‬و ممحئ ئئد بئ ئئن يعقئ ئئوب الكلين ئ ئ ‪ :‬الكئ ئئاف ‪،‬ط ‪ ، 3‬دار الكت ئئب السا ئئلميةم ‪ ،‬طهئ ئران ‪1328 ،‬ه ج ‪ 1‬صا ‪:‬‬
‫‪%18‬ر‪ . 258 ،187 ،‬إحسئئان إلئئي ظهيئ ‪ :‬الشئئيعةم و السئئنةم ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬دار الصئئحوة ‪ ،‬القئئاهرة ‪ ، 1986 ،‬صا‪،42 :‬‬
‫‪ 49‬و مئئا بعئئدها ‪ ، .‬صا‪ . :‬و الشئئيعةم و التشئئيع فرقئئا و تاريئئا ‪ ،‬ط ‪ ، 4‬ترجئئان السئئنةم ‪ ،‬باكسئئتان ‪1405 ،‬ه ‪ ،‬صا‪:‬‬
‫‪ 332‬و ما بعدها ‪ ، ,‬صا‪. :‬‬
‫تيلهمحون العلم إلاما ‪ ،‬فهم كالنبحياء ل يتلفون عنهئم إل فئ السائم‪ . 285‬فمحئن كئانت هئذه صئفاته‬
‫ليئئس ف ئ حاجئئةم أصئئل إل ئ اسائئتنبحاط العل ئوما ‪ ،‬فهئئو كالرسائئول ‪ ،‬و عليئئه فاليئئةم ل تئئص هئئؤملء الئمحئئةم‬
‫الزّعئئوميم ‪ ،‬و إنئئا تئئص أول ئ المئئر مئئن السئئلمحيم مطلقئئا ‪ ،‬لئئذا نس ئبحت إليهئئم اليئئةم السائئتنبحاط و ل ئ‬
‫تنسبحه إل النب –صلى ال عليه و سائلم‪ . -‬و هئئذه الخطئئاء و التدليسئات سائكت عنهئا الئابري ‪،‬و‬
‫ل تيعقب عليها ! ! ‪.‬‬
‫و ختاما لخطاء الابري النهجيةم ف نظرته إل القرآن و فهمحه له ‪ ،‬و تعامله معه ‪ ،‬يتبحيم أنه وقع‬
‫ف ئ أخطئئاء كئئثية ‪ ،‬ذكرنئئاه مفصئئلةم ‪ ،‬وقئئع فيهئئا لسا ئبحاب عديئئدة ‪ ،‬منهئئا غيئئاب النظئئرة الصئئحيحةم و‬
‫الشاملةم لدين السالما ‪ .‬و تأثره السئلب بالفلسئفةم الرسائطيةم و علئم الكلما ‪ .‬و انتصئاره لئذهبحيته علئى‬
‫حساب القيقةم القرآنيةم ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬الخأطاء المنهجية المتعلقة بالشريعة و الفقه ‪:‬‬
‫وقع البحاحثان ممحد أركئون و ممحئد عابئد الئابري فئ أخطئاء منهجيئةم كثية ‪ ،‬تتعلئق بالنظرة إلئ‬
‫الشئ ئريعةم و الفقئئه السائئلمي ‪ ،‬و موقفهمحئئا مئئن بعئئض مسئئائل الشئ ئريعةم و الفقئئه و أصئ ئوله ‪ ،‬فبحالنسئ ئبحةم‬
‫لركون فسأذكر تسعةم من أخطائه ‪ ،‬أولا إنئئه شئكك فئ الصئفةم الليئةم للشئريعةم السائئلميةم ‪ ،‬و نفاهئا‬
‫حيمئ ئ قئئال ‪ )) :‬كئئان السئئلمحون قئئد تلقئ ئوا هئئذه القئ ئوانيم و تثلوهئئا و عاشئئوها ‪ ،‬و كأنئئا ذات أصئئل‬
‫إلي(( ‪ ،‬و )) كيف حصل أن اقتنع ملييم البحشر أن الشريعةم ذات أصل إلي (( ‪ ،‬ث انتهى أركئئون‬
‫‪.‬‬ ‫‪286‬‬
‫إل أن الشريعةم تشيكلت تدريإيا بفضل مارساات القضاة و اجتهادات العلمحاء‬
‫و قوله هذا باطل مردود عليه ‪ ،‬و افتاء على الشرع و القيقةم معئا ‪ ،‬لنئه أول لئ يتفئيرق بيمئ‬
‫الشريعةم و الفقه ‪ ،‬ف حيم أن الفرق بينهمحا واضح كالفرق بيم السمحاء و الرض ‪ ،‬لن الشريعةم هي‬
‫كلما ال تعال و سانةم رساوله‪-‬عليه الصلة و السلما‪ ، -‬و بعن آخر إنا تتمحثل ف كل ما جاء ف ئ‬
‫القئئرآن و السئنةم الصئئحيحةم ‪ ،‬مئئن عقائئد و أخلق ‪ ،‬و أحكئاما و معئئاملت ‪ ،‬و تصئئورات و مفئاهيم‬
‫ل‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫‪287‬‬
‫‪ .‬قئال تعئال ‪} :‬لتكئلل عجععولنعئا منتك وم شئورععةمة عومونئعهاةجئا عولعئوو عشاء الليئهت‬ ‫‪ ،‬و أخبحار النبحيئاء و أقئوامهم‬
‫جيةعئا فعئيتئنعبحمئتتكئئم لبعئا‬‫ت إلعلئ الئ مرلجعتكئم عل‬ ‫علعلعتكم أتنمةمة والحعدة ولعلكن لميبحئلتوتكم لف مآ آعتاتكم عفاساتبحلتقوا الي ئرا ل‬
‫وع‬
‫عو ت و‬ ‫عو ع‬ ‫عو ع و ع‬ ‫ع‬ ‫عع و ع‬
‫تكنتتئوم فليئله عتوتعلتفئئوعن{ٍ ‪ -‬سائورة الائئدة‪ ، -48/‬و}تثنئ عجععولنئعئاعك ععلئعئى عشئلريععةم مئعن اولعومئلر عفاتنبحلوععهئا عوعل تعئتنبحلئوع‬
‫ن‬ ‫ل‬
‫أعوهعواء النلذيعن عل يعئوعلعتمحوعن{ٍ ‪ -‬سائورة الاثيةم‪ . 18/‬و أمئا الفقئه فهئو مئا أنتجئه العلمحئاء مئن اجتهئادات و‬
‫اختيارات من خلل تدبرهم ف الشريعةم و اساتنبحاط أحكامها ؛ فمحئئا صئيح منهئئا فهئئو موافئئق للشئريعةم ‪،‬‬
‫و ما خالفها فليس منها ‪ ،‬و يبحقى كل من النوعيم ضمحن دائرة الفقه السالمي ‪.‬‬
‫‪285‬‬
‫نفس الصادر و الراجع السابقةم ‪.‬‬
‫‪286‬‬
‫تارييةم الفكر العرب ‪ ،‬صا‪. 297 ،296 :‬‬
‫‪287‬‬
‫عمحر ساليمحان الشقر ‪ :‬تاريخ الفقه السالمي ‪ ،‬قصر الكتاب ‪ ،‬البحليدة الزّائر ‪ ،‬صا‪ 14 :‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫مع العلم أن الفقه السالمي ليئس كلئئه اجتهئئادات ‪ ،‬بئل أصئوله و أبئوابه الفقهيئةم هئي نصئئوصا‬
‫شرعيةم مأخوذة مبحاشرة من الكتاب و السنةم ‪ .‬و بنئاء علئى ذلئئك فإننئا نقئئول ‪ :‬إن الشئريعةم التمحثلئةم فئ‬
‫القئرآن و السنةم الصئحيحةم الوافقةم لئه ‪ ،‬هئي شئريعةم إليئةم خالصئةم ‪ ،‬و أن الفقئه السائلمي تمكئيون مئن‬
‫ثلثئئةم أقسئئاما ‪ :‬أولئئا أصئئول البئواب الفقهيئئةم ‪ ،‬كئئالواريث و القصئئاصا ‪ ،‬و الصئئلة ‪ ،‬و الزّكئئاة ‪ ،‬هئئي‬
‫إليةم أيضا ‪ ،‬لنا أصول مأخوذة من الشرع ‪ ،‬ل دخل للجتهاد ف تكوينها ‪ .‬و القسم الثان يتمحثل‬
‫فئ الجتهئاد الصئئائب ‪ ،‬و هئئذا ليئس إليئئا ‪ ،‬و إنئئا هئو موافئق للشئريعةم ‪ ،‬فتيؤمخئذ بئه لجئل ذلئئك ‪ .‬و‬
‫القسم الثالث يتمحثل ف الجتهاد غي الصائب ‪ ،‬فل تيؤمخذ به ‪ ،‬لنئئه ل يتوافئئق الشئريعةم ‪ ،‬لكنئئه يبحقئئى‬
‫منتمحيا إل الفقه السالمي‪.288‬‬
‫و ثانيا إن الشريعةم السالميةم ليست كمحا زعم أركون بأنا ليست ذات أصل إلي ‪ ،‬و إنا هي‬
‫إليئئةم ربانيئئةم الصئئفةم أصئئول و فروعئئا ‪ ،‬لنئئا هئئي نفسئئها كلما الئ تعئئال ‪ ،‬و سائئنةم رسائوله الصئئحيحةم ‪،‬‬
‫صبحئغعةمة عوعونئتن لعئهت ععابلئدوعن{ٍ ‪-‬سائورة البحقئرة‪، -138/‬‬ ‫ل ل‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ل‬
‫صبحئغعةمع الليئه عوعمئون أعوحعسئتن مئعن الليئه و‬ ‫لقوله تعال ‪ }- :‬و‬
‫ب لمئ ئعن اللنئ ئله الوععلزّيئ ئلزّ‬‫ب لمئ ئن اللنئ ئله الوعلزّيئ ئلزّ اوللكيئ ئلم{ٍ )‪ (1‬سا ئئورة الزّم ئئر ‪ ،‬و }عتنلزّيئ ئل الولكتع ئئا ل‬
‫ت‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬
‫و}عتنلزّيئ ئل الولكتع ئئا ل‬
‫ت‬
‫الوععلليئ ئلم{ٍ ‪ -‬سا ئئورة غ ئئافر‪}-2/‬تثنئ ئ عجععولنع ئئاعك ععلع ئئى عشئ ئريععةم مئ ئعن اولعومئ ئر عفاتنبحوععه ئئا عوعل تعئتنبحئ ئوع أعوهئ ئعواء الئ ئذيعن عل‬
‫ل‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ن‬ ‫ل‬
‫ع الليهع عوعمن تعئ عونل فععمحئا أعورعسائولعناعك ععلعويلهئوم‬ ‫ل‬
‫يعئوعلعتمحوعن{ٍ ‪ -‬ساورة الاثيةم‪ ، 18/‬و }نمون يتطلع النرتساوعل فعئعقود أععطا ع‬
‫تئ ئ تيعمكتمحئئوعك لفيعمحئئا عش ئعجعر بعوئيئنعئته ئوم تثئنئ لع‬ ‫ل‬
‫ك لع يئتوؤممنتئئوعن عح نع‬ ‫عحفيظةئئا{ٍ ‪ -‬سائئورة النسئئاء‪ ،-80/‬و}فعلع عوعربئمئ ع‬
‫ل‬
‫ت عويتعسئلمتمحواو تعوسئلليةمحا{ٍ ‪ -‬سائئورة النسئئاء‪ ، -65/‬فئئأركون قئئد افئئتى‬ ‫ل‬
‫عليإئتدواو لفئ عأنتفسئلهوم عحعرةجئئا ممئنئا قع ع‬
‫ضئوي ع‬
‫علئئى القئئرآن و السئئنةم و علئئى السئئلمحيم و التاريئئخ عنئئدما زعئئم ذلئئك الزّعئئم البحاطئئل ‪ ،‬لقلئئةم علمحئئه ‪ ،‬و‬
‫شدة تعصبحه على السالما و السلمحيم ‪.‬‬
‫و الطأ الثان هو أن أركون زعم أن الروايةم السنيةم الرسيةم ف نشأة الشريعةم ما هي إل وهم‬
‫‪ ،‬و أن روايتهئ ئئا مئ ئئن أن الشئ ئريعةم تكئ ئئونت تئ ئئدريإيا عئ ئئبخ ثلثئ ئئةم قئ ئئرون علئ ئئى أيئ ئئدي القضئ ئئاة و العلمحئ ئئاء‬
‫التهئ ئئدين ‪ ،‬مسئ ئئتنبحطيم أحكئ ئئامهم مئ ئئن القئ ئئرآن ‪ ،‬ثئ ئ تمحعئ ئئت النصئ ئئوصا الفقهيئ ئئةم –القضئ ئئائيةم مكونئ ئئةم‬
‫الذاهب الربعةم العروفةم ‪ ،‬ما هي‪-‬عند أركون‪ -‬إل روايةم وهيئةم مالفئةم لئا حئدث فئ الواقئع حسئب مئا‬
‫أثبحته الستشرقون ‪ ،‬كجولد تزّهي ‪ ،‬و شاخت ‪ ،‬إذ كانت الروايةم الرسيةم تدف إلئ )) إصئبحاغا الصئئفةم‬
‫الليةم على قانون تأنزّ داخل التمحعات السالميةم ‪ ،‬و بشكل وضعي كامل((‪. 289‬‬
‫و زعمحه هذا يتضمحن أباطيل و مغالطات ‪ ،‬لنه أول أنه زعم بأنه يذكر الروايةم السنيةم الرسيةم ف‬

‫‪288‬‬
‫نفسه ‪ ،‬صا‪ 14 :‬و ما بعدها ‪ .‬و خصائص الشريعةم السالميةم ‪ ،‬قصر الكتاب ‪ ،‬البحليئدة ‪ ،‬الزّائئر ‪ ،‬صا‪ 11 :‬و ما بعئدها‬
‫‪.‬‬
‫‪289‬‬
‫تارييةم الفكر ‪ ،‬صا‪. 297 ،296 :‬‬
‫نشأة الشريعةم ‪ ،‬و هي الت ذكرناه عنه ‪ ،‬و هي ف القيقةم ل تثل الروايةم الرسيةم السنيةم ‪ ،‬لن الروايةم‬
‫السنيةم فيرقت بيم الشريعةم الليةم ‪ ،‬و بيم الفقه السالمي ‪ ،‬فهي لئ تقئل أن الشئريعةم تكئيونت تئدريإيا‬
‫ع ئئبخ ثلث ئئةم قئ ئئرون ‪ ،‬و إنئ ئئا ق ئئالت إن الشئ ئريعةم متمحثل ئئةم فئ ئ الكت ئئاب و الس ئئنةم الص ئئحيحةم ‪،‬و إن الفقئ ئئه‬
‫السالمي هو الذي تكون تدريإيا عبخ ثلثةم قرون‪. 290‬‬
‫و ثانيا إنه قال ‪ :‬إن الروايةم السنيةم الرسيةم قالت أن القضاة اساتنبحطوا أحكامهم من القئئرآن ‪ ،‬فكئئان‬
‫الكم النهائي مستنبحطا بشكل أو بآخر من القئرآن ‪ ،‬ثئ تمحعئت تلئك الحكئاما فئ الئذاهب العروفئةم‬
‫عئئبخ ثلثئئةم قئئرون‪ . 291‬و ق ئوله هئئذا ل يثئئل إل جانبحئئا مئئن القيقئئةم فقئئط ‪ ،‬التمحثئئل ف ئ اعتمحئئاد القضئئاة‬
‫على القرآن ‪ ،‬لكنه ل يذكر القيقةم كاملةم الت ذكرتا الروايةم السنيةم ‪ ،‬و هي أن القضاة و الفقهاء ‪،‬‬
‫كمحئئا اعتمحئئدوا علئئى القئئرآن ‪ ،‬اعتمحئئدوا أيضئئا علئئى السئئنةم النبحويئئةم ثانيئئا ‪ ،‬و علئئى الجتهئئاد و ال ئرأي و‬
‫القي ئئاس ثالث ئئا‪ . 292‬و ب ئئذلك يتئ ئبحيم أ‪ ،‬أرك ئئون لئ ئ يك ئئن أمين ئئا فئ ئ نقل ئئه للرواي ئئةم الس ئئنيةم فئ ئ نش ئئأة الفق ئئه‬
‫السالمي ‪ ،‬و ليس الشريعةم كمحا زعم هو ‪ ،‬كمحا أنه ل تيوثق معلوماته عن الروايةم الئئت زعئئم أنئئه تثئئل‬
‫الروايةم السنيةم الرسيةم ‪.‬‬
‫و ثالثا إن قوله بأن الروايةم الرسيةم –الت ذكرها هو‪ -‬أضفت على القئانون الئذي أنئزّه السئلمحون‬
‫الصفةم الليةم ‪ ،‬هو زعم باطل ‪ ،‬لن علمحاء أهئئل السئنةم فيرقئوا منئئذ البحدايئةم بيمئ الشئريعةم الليئةم التمحثلئةم‬
‫ف الكتاب و السنةم الصحيحةم ‪ ،‬و بيم اجتهئادات العلمحئاء الئت كئونت فيمحئا بعئد الئذاهب الفقهيئةم ‪.‬‬
‫و هئئذه الئئذاهب لئ يزّعئئم مؤمساسئئوها بئئأنه إليهئئةم ‪ ،‬و إنئئا قئئالوا صئراحةم ‪ :‬إنئئا اجتهئئاداتم و آراؤهئئم ‪،‬‬
‫تتمحئئل الطئئأ و الصئواب ‪ ،‬و نئوا النئاس عئئن تقليئئدهم ‪ ،‬و حثئوا أهئئل العلئئم علئئى الجتهئئاد و طلئئب‬
‫‪293‬‬
‫الدليل ‪.‬‬
‫و رابعئئا إن قئ ئوله ‪ :‬إن القئئانون‪-‬أي الفقئئه‪ -‬أتنئئزّ )) داخئئل التمحعئئات السائئلميةم بشئئكل وضئئعي‬
‫كامئئل (( ‪ ،‬هئئو قئئول مبحئئالغ فيئئه ‪ ،‬و يتضئئمحن خطئئأ واضئئحا ‪ ،‬لن الفقئئه السائئلمي ليئئس كلئئه إنتاجئئا‬
‫بشريا أنتجه العلمحاء السلمحون ‪ ،‬و إنا هو يتكون مئن قسئمحيم‪ :‬قسئم إلئي ‪ ،‬و آخئر بشئري قئاما علئى‬
‫اللي ‪ ،‬فالفقه السالمي ليئس كلئه اجتهئادات و اختيارات تقئوما علئى الئرأي و القيئاس ‪ ،‬و إنئا فيئه‬
‫أصول و أحكاما مأخوذة من الشئريعةم مبحاشئرة ‪ ،‬و هئي الئت تثل الئانب اللئي ‪ .‬و فيئه الجتهئادات‬

‫‪290‬‬
‫الشقر ‪ :‬تاريخ الفقه السائلمي ‪ ،‬صا‪ 14 :‬و ما بعئدها ‪ .‬و الئدخل إلئ دراسائةم الئدارس و الئذاهب الفقهيئةم ‪ ،‬ط ‪ ، 2‬دار‬
‫النفائس ‪ ،‬الردن ‪ ، 1998 ،‬صا‪ 11 :‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫‪291‬‬
‫تارييةم الفكر ‪ ،‬صا‪. 296 :‬‬
‫‪292‬‬
‫الشقر ‪ :‬تاريخ الفقه السالمي ‪ ،‬صا‪ 71 :‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫‪293‬‬
‫أنظئئر مثل ‪ :‬ولئ الئ الئدهلوي ‪:‬النصئئاف فئ بيئئان أسائبحاب الختلف ‪ ،‬دار النفئائس ‪ ،‬بيوت ‪ ،1983 ،‬صا‪ 27 :‬و مئا‬
‫بعدها‬
‫و الختيارات الت هي تثل الانب البحشري من ذلئك الفقئه ‪ .‬مئع العلئم أن الفقئه السائلمي ل يكئن‬
‫أن يشمحل الشريعةم السالميةم كلها ‪ ،‬لنا أوساع منه بكثي ‪.‬‬
‫و أما الطأ الثالث فزّعم فيه أركون أن مبحادئ أصول الفقه الربعةم الت حددها الشافعي ف كتابه‬
‫الرساالةم ‪ ،‬و هي ‪ :‬القرآن و الديث‪ ،‬و الجاع ‪ ،‬و القياس ‪ ،‬ظهرت متئأخرة عئن القئانون )) الئدعو‬
‫إسالميا ‪ ،‬فأدت هذه البحادئ الربعةم إل ضبحط و تقديس القانون ((‪. 294‬‬
‫و قوله هذا غي صحيح ف معظمحه ‪ ،‬لنئه أول أن أصئئول الفقئئه لئ تظهئر متئأخرة ‪ ،‬لن أصئلها‬
‫ف القئرآن و السنةم ‪ ،‬و الشئافعي لئ يكتشئفها و ل أبئدعها ‪ ،‬و ل أختعهئا ‪ ،‬و إنئا دونئا و قعئدها‬
‫ف كتابه الرساالةم ‪ ،‬لكنها كانت موجودة و معروفةم لدى الصحابةم و التئئابعيم ‪ ،‬و مدونئئةم فئ الكتئئاب‬
‫و السنةم ‪ ،‬فقد نص القرآن الكري على الصدرييم السااساييم ف آيات كثية جدا ‪ ،‬و ها ‪ :‬الكتاب‬
‫و السئئنةم ‪ ،‬قئئال تعئئال ‪} :‬يئعئا أعيئعهئئا النئلذيعن آعمنتئواو أعلطيعت ئواو الليئهع عوأعلطيعت ئواو النرتسائئوعل عوأتووللئ ئ العوم ئلر لمنتك ئوم فعئلإن‬
‫ل‬ ‫ل‬ ‫ن‬
‫خي ئقر عوأعوحعس ئتن‬ ‫ك عو‬ ‫تعئنعئئاعزوعتتوم لف ئ عش ئويء فع ئتريدوهت إلعل ئ الليئله عوالنرتسائئولل لإن تكنتتئوم تتئوؤملمنتئئوعن بئلئالليله عواوليع ئووما اللخ ئلر عذل ئ ع‬
‫ع الليئهع عوعمئن تعئعونل فععمحئئا أعورعسائولعناعك ععلعويلهئوم‬ ‫ل‬ ‫تعأولوي ة‬
‫ل{ٍ ‪ -‬سائئورة النسئاء‪ ،-59/‬و }نمئون يتطئلع النرتسائوعل فعئعقئود أعطئعئا ع‬
‫ل‬
‫عحفيةظا{ٍ ‪ -‬ساورة النساء‪ ،-80/‬و ‪ }-‬عوعما آعتاتكتم النرتساوتل فعتختذوهت عوعما نعئعهئئاتكوم ععونئهت فئعئانتعئتهوا عواتنئتقئوا اللنئهع‬
‫ل‬ ‫ل ل ل‬
‫ب عأنعزّلونعئاهت‬
‫ص علئئى الجتهئئاد فئ قئوله تعئال ‪} :‬كتعئا ق‬ ‫إلنن اللنهع عشديتد الوععقاب{ٍ ‪ -‬ساورة الشئئر‪ -7/‬و نئ ي‬
‫ك مبحارقك لميندبئنروا آيئاتلله ولليتعئعذنكر أتولتئوا اولعلوبحا ل‬
‫ب{ٍ ‪ -‬سائورة صا‪ ،- 29/‬و }أعفعلع يعئتع عدبئنتروعن الوتقئورآعن عولعئوو‬ ‫ع‬ ‫إللعوي ع تع ع ع ت ع ع ع ع و‬
‫عكئئاعن لمئون لعنئلد عغ وليئ الليئله لععوعجئتدواو فليئله اوختللعفةئا عكثلةيا{ٍ ‪ -‬سائئورة النسئئاء‪ ،-82/‬و}عوإلعذا عجئئاءتهوم أعومئقر مئعن‬
‫ف أععذاعتواو بلله عولعوو عريدوهت إلعل النرتساولل عوإلعل أتووللئ العومئلر لمونئتهئوم لعععللعمحئهت النلذيعن يعوسئعتنبحلتطونعهت لمونئتهئوم‬ ‫العملن أعلو اولو ل‬
‫عو‬ ‫و‬
‫ل{ٍ ‪ -‬ساورة النساء‪ ،-83/‬و الجتهاد يندرج‬ ‫ضتل الليله ععلعويتكوم عوعروحعتتهت لعتنئبحعئوعتتتم النشويعطاعن إللن قعللي ة‬ ‫عولعوولع فع و‬
‫فيه الجاع و القياس ‪ ،‬لن كل منهمحا ضئئرب مئئن الجتهئئاد ‪ .‬و كئئذلك السئئنةم النبحويئئةم ‪ ،‬فهئئي أيضئئا‬
‫نصئئت علئئى الجتهئئاد و الجئئاع ‪ ،‬ف ئ قئئول النئئب –عليئئه الصئئلة و السئئلما‪ )) : -‬إذا حكئئم الئئاكم‬
‫فاجتهد فأصاب ‪ ،‬فله أجران ‪ ،‬و إذا حكئئم فأخطئأ فلئه أجئر واحئئد ((‪ ، 295‬و )) إن أمئئت ل تتمحئئع‬
‫على ضلل ((‪ . 296‬و كذلك الال بالنسبحةم الصئحابةم –رضئي الئ عنهئم‪ ، -‬فإنم هئم أيضئا مارسائوا‬
‫الجتهئئاد قياسائئا زمئئن النئئب‪ -‬عليئئه الصئئلة و السئئلما‪ ، -‬و مارسائئوه قياسائئا و إجاعئئا فئ عصئئر اللفئئةم‬
‫الراش ئئدة‪ . 297‬و بنئئاء عل ئئى ذل ئئك ف ئئإن أص ئئول الفق ئئه ك ئئانت أسائ ئبحق فئ ئ الظه ئئور م ئئن الفق ئئه السا ئئلمي‬
‫الجتهادي ‪ ،‬لكن فقه الشريعةم ظهر مع أصول الفقه ف وقت واحد ‪ ،‬مصدرها الكتاب و السنةم ‪.‬‬

‫‪294‬‬
‫تارييةم الفكر ‪ ،‬صا‪. 297 :‬‬
‫‪295‬‬
‫التمذي ‪ :‬السنن ‪ ،‬ج ‪ 3‬صا‪. . 615 :‬‬
‫‪296‬‬
‫اللبحان‪ :‬السلسلةم الصحيحةم ‪ ،‬ج ‪ 3‬صا‪. . 319 :‬‬
‫‪297‬‬
‫الشقر ‪ :‬تاريخ الفقه السالمي ‪ ،‬صا‪ ، 71 :‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫و ثانيا إن الفقه – القانون حسب أركون‪ -‬هو إسلمي فعل و قطعا ‪ ،‬و ليس كما‬
‫زعم أركون بأنه القانون )) المدعو إسلميا (( ‪ ،‬لن هذا الفقه هو إسلمي إلهي‬
‫الصول ‪ ،‬مصدره الكتاب و السنة الصحيحة ‪ ،‬و قد صدق ابن حزم‪ -‬على ما نقله‬
‫عنه الشاطبي‪ -‬عندما قال ‪ )) :‬كل أبواب الفقه ليس منها باب إل و له أصل في الكتاب‬
‫و السنة ‪ ،‬نعلمه و الحمد ل ‪ ،‬حاشا القراض ‪ ،‬فما وجدنا له أصل (( ‪ ،‬فعرقب عليه‬
‫الشاطبي بقوله ‪ )) :‬و أنت تعلم أن القراض نوع من أنواع التجارةا ‪ ،‬و أصل التجارةا‬
‫في القرآن ثابت ‪ ،‬و بين ذلك إقراره عليه السلم ‪ ،‬و عمل الصحابة به ((‪. 298‬‬
‫و هئئو أيضئئا فقئئه أنتجئئه علمحئئاء السائئلما و السئئلمحيم ‪ ،‬فهئئو بئئذا يتصئئف بصئئفتيم ‪ ،‬الول ئ صئئفةم‬
‫إسائئلميةم إليئئةم ‪ ،‬و الثئئان صئئفةم إسائئلميةم بشئريةم ‪ ،‬و بئئذلك يكئئون هئئذا الفقئئه إسائئلميا خالصئئا ‪ ،‬علئئى‬
‫رغم أنف أركون و أمثاله الذين يتعمحدون تريف الشرع و التاريخ ‪.‬‬
‫و ثانيئئا إن قئوله بئئأ أصئئول الفقئئه أدت إلئ تقئئديس القئئانون السائئلمي ‪ .‬هئئو قئئول فيئئه تغليئئط و‬
‫افتاء ‪ ،‬لن مسألةم التقديس ل تكئن تشئمحل عنئئد أهئل السئنةم –فئ القئئرون الثلثئةم الولئئ‪ -‬اجتهئئادات‬
‫الفقهئئاء ‪ ،‬و إنئئا كئئانت خاصئئةم بالش ئريعةم فقئئط‪ ، 299‬لنئئا كلما ال ئ تعئئال ‪ ،‬و سائئنةم رسا ئوله‪-‬عليئئه‬
‫الصلة و السلما ‪ ، -‬فشريعةم ال مقدساةم بذاتا ‪.‬‬
‫و أما الطئأ الرابئع فيتمحثل فئ زعئم أركئون بأن أصئول الفقئه الربعئةم غيئ قابلئةم للتطئبحيق ‪ ،‬لن قئراءة‬
‫القرآن كانت قد أثارت اختلفا تفسييا كئبحيا ‪ ،‬و لن الئديث مئئا هئو إل اختلقئا مسئتمحرا‪ ، 300‬لئ‬
‫يصئئح منئئه إل القليئئل ‪ ،‬الئئذي يصئئعب تديئئده و حصئئره ‪ ،‬و لن الجئئاع مئئا هئئو إل مبحئئدأ نظئئري لئ‬
‫يدث ف الواقع إل قليل‪. 301‬‬
‫و زعمحه هئذا غيئ صئحيح فئ معظمحئه ‪ ،‬لنئه أول إن هئذه الصئول فئ القيقئةم ليسئت أربعئةم ‪ ،‬و‬
‫إنا هي اثنان فقط ‪ ،‬لن كل من الجاع و القيئئاس يرجعئان إلئ الجتهئاد ‪ ،‬الئذي هئئو بئدوره يرجئع‬
‫إل الشرع الذي أقره ‪ ،‬و حث عليه ‪ ،‬و حت السنةم النبحويةم ‪ ،‬فهي و إن كئانت منفصئلةم عئن القئرآن‬
‫‪ ،‬فشرعيتها مأخوذة من القرآن الكري ‪ ،‬الذي هو مصدر الصادر ‪.‬‬
‫و ثانيا إن زعمحه بأن هذه الصول ل تطبحق على أرض الواقع ‪ ،‬فهو افتاء مكشوف ‪ ،‬فهي قد‬
‫طتبحقئئت فعل زمئئن رسائئول الئئ‪-‬عليئئه الصئئلة و السئئلما ‪، -‬و صئئحابته الك ئراما ‪ ،‬و مئئن بعئئدهم ‪ ،‬إل ئ‬
‫يومنئا هئذا ‪ ،‬و هئذا الذي قلناه معئروف بالضئرورة مئن ديئن السائلما و تئاريه ‪ ،‬و مئا الئتاث الفقهئي‬
‫الضخم التنوع الذي ورثناه عن أجدادنا إل دليل دامغ على تطبحيق تلك الصول الفقهيةم ‪.‬‬
‫‪298‬‬
‫الشاطب ‪ :‬الوافقات ‪ ،‬حققه عبحد ال دراز ‪ ،‬دار العرفةم ‪ ،‬بيوت ‪ ،‬ج ‪ 3‬صا‪. 371 :‬‬
‫‪299‬‬
‫أنظئ ئئر مثل ‪ :‬الئ ئئدهلوي ‪ :‬النصئ ئئاف ‪ ،‬صا‪ 97 :‬و مئ ئئا بعئ ئئدها ‪ .‬و الشئ ئئقر ‪ :‬تاريئ ئئخ الفقئ ئئه ‪ ،‬صا‪ 14 :‬و مئ ئئا بعئ ئئدها ‪ .‬و‬
‫خصائص الشريعةم السالميةم ‪ ،‬صا‪. 35 ، 11 :‬‬
‫‪300‬‬
‫سانرد على زعمحه هذا ف الفصل الثالث ‪ ،‬إن شاء ال تعال‪.‬‬
‫‪301‬‬
‫تارييةم الفكر ‪ ،‬صا‪. 298 ، 297 :‬‬
‫و ثالثا إن تذرعه بالقراءات القرآنيةم ‪ ،‬هو تئذرع فئ غيئ ملئه ‪ ،‬لن تلئك القئراءات القرآنيئةم التئواترة‬
‫ليست متناقضةم ‪ ،‬و هي مدودة سائاعدت علئى إثئراء العئان ل علئئى تناقضئئها‪ . 302‬و أمئئا الحئاديث‬
‫فقئئد تحقئئق قسئئم كئبحي منهئئا ‪ ،‬بطريقئئةم علمحيئةم غايئةم فئ الدقئئةم ‪ ،‬علئئى مسئتوى السائئانيد و التئئون معئئا ‪،‬‬
‫كئ ئئالت نئ ئئدها فئ ئ الصئ ئئحيحيم ‪ ،‬و هئ ئئي –أي هئ ئئذه الحئ ئئاديث – عامئ ئئل جئ ئئع ل عامئ ئئل تفريئ ئئق إذا‬
‫اسائ ئ ئئتخدمت بطريقئ ئ ئئةم صئ ئ ئئحيحةم ‪ ،‬فكئ ئ ئئثي مئ ئ ئئن السئ ئ ئئائل الفقهيئ ئ ئئةم الختلئ ئ ئئف فيهئ ئ ئئا تلهئ ئ ئئا الحئ ئ ئئاديث‬
‫الصحيحةم‪. 303‬‬
‫و الطأ الامس مفئاده أن الئابري قئال ‪ :‬بئا أنئه تيوجئئد اختلف فئ أصئول الفقئه بيمئ السئنةم و‬
‫الشيعةم ‪ ،‬كمحا هو الال ف الديث النبحوي ‪ ،‬إذ لكئئل طائفئئةم أحاديثهئئا النبحويئئةم ‪ ،‬مئئا يعنئ أن الشئريعةم‬
‫الت يتحدث عنها السلمحون ليست ذات أصول واحدة ‪ ،‬بعن أنا متعددة‪. 304‬‬
‫و ردا عليه أقول ‪ :‬إن الشريعةم السالميةم واحدة مصدرا و أصول ‪ ،‬مصدرها السااساي الوحيد هو‬
‫القرآن الكري ‪ ،‬و مصدرها الثانوي الوحيد ‪ ،‬هو السنةم النبحويةم الصحيحةم الوافقةم للقرآن ‪ .‬و أما تعدد‬
‫الكتب الديثيئةم عنئد الفئرق السائلميةم ‪ ،‬مئن سانةم و خئوارج و شيعةم ‪ ،‬فس بحبحها اللفئات السياسائيةم و‬
‫الطائفيئئةم و العقديئئةم الئئت وقعئئت بيمئ ئ السئئلمحيم ‪ ،‬فئ ئ القئئرون الربعئئةم الجريئئةم الولئ ئ ‪ ،‬مئئا أدى بأهئئل‬
‫الهواء و الصال الدنيويةم من الفرق النحرفةم – وغيها‪ -‬إل الكذب على رساول ال‪-‬عليه الصلة و‬
‫السلما‪، -‬و أصحابه ‪ ،‬و تأسايس مذاهب باطلةم اعتمحادا على الحئئاديث الكذوبئئةم‪ . 305‬و بنئئاء علئئى‬
‫ذلك فل يصح الزّعم بوجود أكثر من شريعةم ف دين السالما ‪ ،‬لن ذلك القسئم الكئئذوب ل يصئح‬
‫إلئئاقه بالسائئلما ‪ .‬و أمئئا ميزّاننئئا فئ ذلئئك فهئئو أن ل نقبحئئل مئئن تلئئك الحئئاديث إل مئئا كئئان موافقئئا‬
‫للقرآن الكري ظئئاهرا و باطنئئا ‪ ،‬و مققئئا إسائنادا و متنئئا ‪ ،‬و موافقئئا لئا كئئان عليئه الصئئحابةم و تئابعيهم‬
‫بإحسان ‪.‬‬
‫و أمئئا الطئئأ السئئادس فيتمحثئئل فئ زعئئم أركئئون بئئأن أصئئول الفقئئه الربعئئةم كئئانت هئئي )) اليلئئةم‬
‫الكبخى الت أتاحت شيوع ذلك الوهم الكبحي بأن الشريعةم ذات أصل إلي (( ‪ .‬و قال عن الجاع ‪:‬‬
‫)) لكن أي إجاع ؟ ‪ ،‬هل هو إجاع المةم كلها ‪ ،‬أما إجاع الفقهاء فحسب ‪ ،‬و فقهاء أي زمئئن ؟‬
‫‪ ،‬و أيةم مدينةم ؟ ((‪. 306‬‬
‫و ق ئوله هئئذا هئئو الئئوهم الك ئبحي ‪ ،‬و الغالطئئةم الكشئئوفةم ‪ ،‬و الف ئتاء علئئى الشئئرع و السئئلمحيم و‬

‫‪302‬‬
‫أنظر مثل ‪ :‬صبححي الصال ‪ :‬مبحاحث ف علوما القرآن ‪ ،‬دار العلم للمحلييم ‪ ،‬بيوت ‪ ،‬صا ‪ 247 :‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫‪303‬‬
‫راجع مثل ‪ :‬فقه السنةم لسيد ساابق ‪ ،‬تد فيه ناذج كثية ما قلناه ‪.‬‬
‫‪304‬‬
‫تارييةم الفكر ‪ ،‬صا‪. 298 ، 297 :‬‬
‫‪305‬‬
‫أنظر مثل كتابنا ‪ :‬مدرساةم الكذابيم ف روايةم التاريخ السالمي و تدوينه ‪ ،‬دار البحلغا ‪ ،‬الزّائر ‪. 2003 ،‬‬
‫‪306‬‬
‫تارييةم الفكر العرب السالمي ‪ ،‬صا‪. 297 :‬‬
‫التاريخ ‪ ،‬لنه أول أن أصول الفقه ليست حيلةم و ل وها ‪ ،‬و إنا هي حقيقةم ثابتةم شئرعا و تاريئا ‪،‬‬
‫و قد سابحق أن أثبحتنا ذلك ‪ .‬و بينا أن هذا الرجل –أي أركون‪ -‬ل تيفرق بيم الشريعةم الليةم ‪ ،‬و بيمئ‬
‫الفقه الجتهادي ‪ ،‬إما لهله بالشرع ‪ ،‬و إما أنه يتعمحد ذلك تعصبحا و كيدا ‪ ،‬و إما للمريئئن معئئا ‪.‬‬
‫و قئئد سائبحق أن أثبحتنئئا بالدلئئةم القاطعئئةم بئئأن الشئريعةم إليئئةم خالصئئةم ‪ ،‬و أن الفقئئه السائئلمي يتكئئون مئئن‬
‫قسم إلي ‪ ،‬و آخر بشري ‪ ،‬لكن هئذا الرجئئل ‪ ،‬يكئرر هئذه الفئتاءات ربئا لتيقنئع بئا نفسئه و أمثئاله‬
‫من جهةم ‪ ،‬و يدلس و تيغالط القراء من جهةم أخرى ‪.‬‬
‫و ثانيا إن اعتاضه على الجاع بتلك العتاضات الت نقلناها عنه ‪ ،‬ما هو إل اعتاض باطل‬
‫‪ ،‬لن الشرع عندما أقئر مبحئدأ الجئاع كئان حكيمحئا مراعيئا للتطئورات السئتقبحليةم ‪ ،‬فهئو أقئر البحئدأ ‪ ،‬و‬
‫ترك تطبحيقه حسب ظروف السلمحيم ‪ ،‬يستخدمونه حسب أحوالم و قدراتم ‪ ،‬لذا ليس من الكمحةم‬
‫تصيص الجئاع بالمةم كلهئا أو ببحعضئها ‪ ،‬أو بفئةم منهئا ‪ ،‬لكئي يبحقئى الجئاع صئالا لكئل زمئان و‬
‫مكئئان ‪ ،‬و علئئى السئئلمحيم الجتهئئاد ف ئ تط ئبحيقه ‪ ،‬و ليئئس بالضئئرورة أن يكئئون إجئئاعهم كليئئا ‪ ،‬فقئئد‬
‫يصئئح إجئئاعهم بالغلبحيئئةم ‪ ،‬كمحئئا أجئئع غالبحيئئةم الصئئحابةم علئئى تقئئدي عثمحئئان علئئى علئئي – رضئئي ال ئ‬
‫عنهمحئئا‪ -‬فئ اللفئئةم ‪ .‬و بئئذلك يبحقئئى الجئئاع مبحئئدأ شئئرعيا صئئالا للتطئبحيق فئ كئئل الحئوال‪ ،‬متحئئديا‬
‫أوهاما أركون و تارييته الزّعومةم حول السالما ‪.‬‬
‫و الطأ السابع يتمحثئل فئ قئوله عئن السنةم النبحويئةم ‪ )) :‬إن السنةم الئت أبتكرهئا ممحئد ‪ ،‬قئد راحئت‬
‫تفرض نفسها بصئئعوبةم ((‪ . 307‬و قئوله هئئذا افئتاء علئى الئ و رسائوله و التاريئخ ‪ ،‬لنئه أول أن القئرآن‬
‫الكري أكد مرارا على أن ممحدا رساول ال –عليه الصئئلة و السئئلما‪ ، -‬تئئب طئئاعته ‪ ،‬و مئئن أطئئاعه‬
‫فقد أطاع الئ ‪ ،‬و مئن ثئ فإن سائنته ليسئت ابتكئارا منئه ‪ ،‬و إنئا هئي وحئي و سائلوكيات أمرنئا الشئرع‬
‫بإتبحاعهئا ‪ .‬و أمئا اف تاءه علئى الرسائول –صئلى الئ عليئه وسائلم‪ -‬فئإن رسائول الئ كئان علئى يقيمئ تئاما‬
‫مطلق بأنه رساول ال ‪ ،‬يبحلغ رساالته ‪ ،‬و أن سانته ليست ابتكارا من عنده ‪ ،‬و إنا هئئي أمئر مئن عنئد‬
‫ال ‪ ،‬و تطبحيق عمحلي لشرعه تعال ‪ .‬فجاء أركون و كيذبه ‪،‬و اتمحه بئأنه ابتكئر السنةم مئن عنئد نفسئه‬
‫‪ ،‬من دون أن تيقدما أركون دليل شرعيا و ل عقليا ‪.‬‬
‫و أما افتراؤه على التاريخ ‪ ،‬فهو شاهد على أن محمدا‪-‬عليه الصلةا و السلم‪-‬‬
‫كان رسول ا حقا ‪ ،‬إلى البشرية جمعاء ‪ ،‬آمن به من آمن ‪ ،‬و كفر به آخرون ‪ ،‬قال‬
‫ت ر‬
‫اذ‬ ‫ك أولأذكلن ال ل‬
‫ظالذذميأن ذبآَأيا ذ‬ ‫ك اللذذي يأيقويلوأن فأإ ذنلهيرم لأ ييأكبذيبونأ أ‬
‫تعالى ‪}- :‬قأرد نأرعلأيم إذنلهي لأيأرحيزني أ‬
‫يأرجأحيدوأن{َ ‪ -‬سورةا النعام‪ .-33/‬و قد آمن به الصحابة و بايعوه على الموت في سبيل‬
‫ا تعالى ‪ ،‬و ضربوا أروع المثلة في التحية و الجهاد و الخلصا ‪ ،‬فكان ذلك‬
‫شاهدا تاريخيا على أن محمدا لم يبتكر السنة من عنده ‪ ،‬و إنما كان رسول ا برلغ‬
‫رسالته الخاتمة ‪.‬‬

‫‪307‬‬
‫الفكر السالمي ‪ ،‬صا‪. 22 :‬‬
‫و ثانيا إن قوله ‪ )) :‬إن السنةم الت ابتكرها ممحد (( ‪ ،‬هو قول ل يقوله مسلم ‪ ،‬فإذا كان هذا‬
‫الرجئئل‪-‬أي أركئئون‪ -‬ل بئئدين بالسائئلما ‪ ،‬فليكئئن شئئجاعا و تيعلئئن صئراحةم أنئئه ل يئتئؤممن بئئه ‪ ،‬كمحئئا هئئو‬
‫حال الكافرين به ‪ ،‬و بئذلك يكئئون المئئر واضئئحا ‪ ،‬و ل يكئون لزّعمحئئه أي قيمحئةم ‪ ،‬فهئي كلمحئةم كفئر‬
‫قالا كافر ‪ .‬و ما ذا ننتظر من كافر ف موقفه من السالما ؟؟ ‪ .‬و أما و أنه يمحل اسام السلمحيم ‪،‬‬
‫و يقول أنه منهم و ينتمحي إليهم‪ ، 308‬و يسعى إل تديد الفكئر السائلمي ‪ ،‬فل نقبحئل منئه ذلئك ‪،‬‬
‫لن ما قاله هوطعن صريح فئ السائئلما ‪ ،‬و مئا عليئئه إل أن يكئون شئجاعا موضئئوعيا و يكشئئف عئن‬
‫شخصيته بصراحةم ليعرفه الناس على حقيقته ‪ ،‬و يضعونه فئ الكئئان الناسائئب لئئه ‪ ،‬لن الطريئئق الئئذي‬
‫اتبحعه ل هو بطريق الؤممنيم ‪ ،‬و ل هو بطريق الكفار‪.‬‬
‫و أما الطأ الثامن فيتمحثل ف زعم أركون بأن النصئئوصا التأسايسئيةم الولئ تتمحثئئل فئ القئرآن ‪،‬‬
‫ث )) تأضيف إليها الديث لحقا بعد أن ترفع إل مرتبحتها (( ‪ ،‬أي إل نصوصا القئئرآن‪ . 309‬و قئوله‬
‫هئذا زعئم باطئل و افئتاء مفضئئوح ‪ ،‬و تريئئف تمتعمحئئد ‪ ،‬لنئه أول أن السئنةم النبحويئئةم هئي الصئئدر الثئان‬
‫لئئدين السائئلما ‪ ،‬ظهئئرت بظهئئوره ‪ ،‬و قئئد نئئص القئئرآن الكري ئ علئئى ذلئئك ف ئ آيئئات كئئثية جئئدا ‪ ،‬و‬
‫كانت منذ بدايةم الوحي هي الفسرة للقئرآن ‪ ،‬و البحينةم لئه ‪ ،‬و التطئبحيق العمحلئي لئه أيضئا ‪ ،‬قال تعئال‬
‫تئ ئ تيعمكتمح ئئوعك لفيعمح ئئا عشئ ئعجعر بعوئيئنعئتهئ ئوم تثئن ئ لع عليإئ ئتدواو لفئ ئ عأنتفلسئ ئلهوم عحعرةج ئئا ممنئئا‬ ‫ل‬
‫ك لع يئتوؤممنتئئوعن عح نع‬ ‫‪}- :‬فعلع عوعربئم ئ ع‬
‫ع الليهع عوعمن تعئعونل فععمحا‬ ‫ل‬ ‫ل‬
‫ت عويتعسلمتمحواو تعوسليةمحا{ٍ ‪ -‬ساورة النساء‪ ، -65/‬و}نمون يتطلع النرتساوعل فعئعقود أععطا ع‬ ‫ضوي ع‬
‫قع ع‬
‫يمئ لللنئالس عمئا نتئمزّعل إللعويلهئوم‬ ‫ل‬ ‫ل‬
‫أعورعساولعناعك ععلعويلهوم عحفيةظا{ٍ ‪ -‬ساورة النساء‪ ، -80/‬و} عوعأنعزّلونعئا إللعويئ ع‬
‫ك الئمذوكعر لتتبحعئ م ع‬
‫عولعععلنتهئوم يعئتعئعفنكئتروعن {ٍ ‪ -‬سائورة النحئئل‪ ،-44/‬و } عوعمئئا آتعئاتكتم النرتسائئوتل فعتخئتذوهت عوعمئا نعئعهئاتكوم ععونئهت فعئانتعئتهوا‬
‫ب{ٍ ‪ -‬سائورة الشئر‪ ، -7/‬و بئذلك يتئبحيم أن السنةم أصئل أصئيل فئ‬ ‫واتنئتقوا اللنهع إلنن اللنئهع عشئلديتد الوعلعقئا ل‬
‫ع‬
‫السالما ‪،‬و ليست أمرا طارئا عليه كمحا زعم أركون ‪.‬‬

‫و ثانيا إن السنةم النبحويةم ل تكن غربيةم ف عصئئر النبحئئوة و اللفئةم الراشئدة ‪ ،‬لنئئا مئن ضئئروريات‬
‫دين السالما ‪ ،‬ظهرت معه و اكتمحلئت باكتمحاله ‪ ،‬فلمحئا توقئف الئوحي بوفئاة رسائول ال‪-‬عليئه الصئلة‬
‫و السلما‪ ، -‬توقفت معه السنةم النبحويةم ‪ .‬و قئد كئان السئلمحون زمئئن رسائول الئ و صئحابته فئ حاجئةم‬
‫ماساةم إل السنةم النبحويئئةم ‪ ،‬فل إسائئلما دون سائنةم ‪ ،‬لئذا لئا تئئوف النئب‪-‬عليئئه الصئلة و السئلما‪ ، -‬اعتنئ‬
‫با الصحابةم و رجعوا إليها عندما ل يإدوا نصا ف القرآن ف السائل الستجدة ‪ .‬مع العلئئم أن السئئنةم‬
‫النبحويةم كانت مطبحقةم بينهم فيمحا يتعلق بالعبحئئادات ‪ ،‬و العئئاملت الئت بينهئا رسائئول الئ ‪ ،‬و أمئر بئا ‪،‬‬

‫‪308‬‬
‫سايأت التطرق لذلك و توثيقه ف الفصل الامس إن شاء ال تعال ‪.‬‬
‫‪309‬‬
‫الفكر الصول ‪ ،‬صا‪. 68 :‬‬
‫‪310‬‬
‫و حث عليها ‪ ،‬و ندب إليها ‪.‬‬
‫و كلمنئئا هئئذا الئئذي ذكرنئئاه هئئو مئئن القئئائق التارييئئةم الثابتئئةم ‪ ،‬و مئئن الضئئروريات النطقيئئةم التعلقئئةم‬
‫بدين السائلما ‪ ،‬لنئه إذا ذتكئر القئرآن ‪ ،‬فل بئد أن توجئد السنةم ‪ ،‬و إذا ذكئر رسائول الئ ‪ ،‬فلبئد أن‬
‫توجد السنةم ‪ ،‬و إذا قيل ‪ :‬الصحابةم ‪ ،‬فلبد أن توجد السنةم ‪ ،‬لكن مع هئئذا كلئئه فئئإن أركئئون التبحئئع‬
‫لواه ‪ ،‬تيغمحض عينيه ‪ ،‬و يغلق عقله ‪ ،‬يصم أذنيه ‪ ،‬و يزّعم الزّاعم الضحكةم ‪ ،‬الت ل سائند لئا مئن‬
‫الشرع ‪ ،‬و ل من العقل ‪ ،‬و ل من التاريخ ‪ ،‬و إذا ل تستح فاصنع ما شئت !! ‪.‬‬
‫و أما الطأ الخي –أي التاساع‪ -‬فمحفاده أن أركون زعم بئأن النظريئةم السنيةم فرضئت بالقوة‬
‫)) فكئئرة أن كئئل الصئئحابةم معصئئومون ف ئ شئئهاداتم و روايئئاتم ((‪ ،‬و أنئئم )) نقل ئوا بئئرصا و أمانئئةم‬
‫كليةم النصوصا الصحيحةم و الوقائع التارييةم التعلقةم ببحعثةم ممحد ((‪. 311‬‬
‫و قئوله هئئذا يتضئئمحن كئئذبا مفضئئوحا ‪ ،‬و جهل كئبحيا بالئئدين ‪ ،‬و تعمحئئدا فئ التحريئئف ‪ ،‬لنئئه‬
‫أول افتى على أهل السنةم فيمحا ادعاه عليهم ‪ ،‬و نسبحه إليهم ‪ ،‬لن القيقةم هي أنم ل يقولوا ذلئئك‬
‫‪ ،‬و نصوا على أن العصمحةم ليست لحد إل للنبحياء ‪-،‬عليهم السلما‪ ، -‬و قالوا ‪ :‬إن الصحابةم غيئ‬
‫معصوميم ‪ ،‬و ليست العصمحةم إل للمةم إذا أجعت على أمر ما‪ . 312‬و هم الذين رووا أن الرساول‪-‬‬
‫صلى ال عليه وسائلم‪ -‬قئال ‪ )) :‬كئل بنئ آدما خطئاء ‪ ،‬و خيئ الطئائيم التوابئون ((‪ ، 313‬و قئد أمرنئا‬
‫القرآن بالرد إل ال و رساوله عند الختلف ‪ ،‬قال تعال ‪}:‬يعئا أعيئعهئئا النئلذيعن آعمنتئواو أعلطيعتئواو الليئهع عوأعلطيعتئواو‬
‫النرتساوعل عوأتوولل العوملر لمنتكوم فعلإن تعئعناعزوعتتوم لف عشوينء فعئتريدوهت إلعل الليله عوالنرتسائئولل لإن تكنتتئوم تئوؤملمنئتئوعن بئلئالليله عواوليع ئوولما‬
‫ل‬
‫ل{ٍ ‪ -‬ساورة النساء‪ ، -59/‬فلو كان الصحابةم معصوميم ‪ ،‬لمرنئئا الئ‬ ‫خيئقر عوأعوحعستن تعأولوي ة‬
‫ك عو‬‫اللخلر عذل ع‬
‫بالرد إليهم ‪ ،‬و لتحولوا كلهم إل أنبحياء ‪ ،‬و هذا كلما باطئئل مئئالف لئئدين السائئلما بالضئئرورة ‪ .‬كمحئئا‬
‫أن هنئئاك فرقئئا كئ ئبحيا بيمئ ئ عصئئمحةم المئئةم عنئئد إجاعهئئا علئئى أمئئر مئئا ‪ ،‬و بيمئ ئ عصئئمحةم الفئ ئراد ‪ ،‬فئئإن‬
‫عصمحتهم – أي الفراد ‪ ،‬كمحا هو حال أئمحئةم الشئيعةم‪ -‬تعنئ وجئوب طئاعتهم فئ كئئل مئا يقولئئون ‪،‬و‬
‫تولم إل أنبحياء ‪ ،‬و إن اختلف اسهم ‪ .‬و أما عصئئمحةم المئئةم فئالمر فيهئا متلئف تامئئا ‪ ،‬فالمئةم هئئي‬
‫شخص اعتبحاري فقط ‪ ،‬ليست شخصئا حقيقيئا ‪ ،‬و عصئمحتها تكمحئن فئ المئر الئذي أجعئت عليئه ‪،‬‬
‫م ئئع العل ئئم أن إجاعه ئئا ن ئئادر ال ئئدوث ‪ ،‬ل ئئذلك ك ئئان اختلف الص ئئحابةم فئ ئ م ئئال العل ئئم أك ئئثر م ئئن‬
‫‪310‬‬
‫أنظئئر مثل ‪ :‬ممحئئد عجئاج الطيئب ‪ ،‬السئنةم قبحئل التئئدوين ‪ ،‬مكتبحئةم وهبحئئةم ‪ ،‬القئاهرة ‪ ،‬صا‪ ، 29 :‬و مئا بعئدها ‪ ،‬و ‪75‬و مئا‬
‫بعدها ‪.‬‬
‫‪311‬‬
‫الفكر السالمي ‪ ،‬صا‪. 174 :‬‬
‫‪312‬‬
‫أنظئئر مثل ‪ :‬ابئئن تيمحيئئةم ‪ :‬ممحئئوع الفتئئاوى ‪ ،‬ج ‪ . 377 ، 24‬و منهئئاج السئئنةم النبحويئئةم ‪ ،‬ج ‪ 3‬صا‪ . 408 :‬و البحئئاقلن ‪:‬‬
‫تهيد الوائل و تلخيص الدلئل ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬مؤمساسةم الكتب الثقافيةم ‪ ،‬بيوت ‪ ، 1987 ،‬صا‪ . 476 :‬ابئن حئزّما ‪ :‬الفصئل‬
‫ف اللل و الهواء و النحل ‪،‬مكتبحةم الاني‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬دت ‪ ،‬ج ‪ 3‬صا‪. 137 :‬‬
‫‪313‬‬
‫اللبحان‪ :‬صحيح ابن ماجةم ‪ ،‬ج ‪ 2‬صا‪. 418 :‬‬
‫إجئئاعهم عليئئه‪ . 314‬كمحئئا أن إجاعهئئا –أي المئئةم‪ -‬علئئى أمئئر مئئا ل يعنئ عصئئمحةم أفرادهئئا ‪ ،‬و ل هئئي‬
‫معصومةم دائمحا ‪ ،‬و إنا هي معصومةم ف المر الئذي أجعئئت عليئه فقئط ‪ .‬و قئد قئال بعئض الصئحابةم‬
‫–عنئدما تسائئل عئن مسئألةم‪ )) : -‬أقئول فيهئا برأيئي ‪ ،‬فئإن يكئن صئوابا فمحئن الئ ‪ ،‬و إن يكئن خطئأ ‪،‬‬
‫فمحن و من الشيطان ‪ ،‬و ال و رساوله بريئان منه ((‪. 315‬‬
‫و ثانيئئا إن أركئئون ل يعئئرف الفئئرق بيمئ العصئئمحةم و العدالئةم ‪ ،‬أو أنئئه ل يريئئد التفريئئق بينهمحئئا ‪ ،‬لن‬
‫العصمحةم تعن عدما الوقوع ف الخطاء و الذنوب ‪ ،‬و أمئئا العدالئةم فتعنئ أن يكئئون السئلم بالغئئا عئئاقل‬
‫سائئليمحا مئئن أسائبحاب الفسئئق و خئوارق الئئروءة‪. 316‬و أهئئل السئئنةم ل يقولئئون بعصئئمحةم الصئئحابةم ‪ ،‬و إنئئا‬
‫يقولئئون بعئئدالتهم ‪ ،‬فهئئم كغيهئئم مئئن النئئاس لئئم أخطئئاء و ذنئئوب ‪ ،‬لكنهئئم مئئع ذلئئك فهئئم عئئدول‬
‫زكئئاهم الئ ئ تعئئال و رسا ئوله –عليئئه الصئئلة و السئئلما‪ ، -‬و هئئم متهئئدون معئئذورون ف ئ أخطئئائهم و‬
‫اجتهادا تم‪. 317‬‬
‫و ثالثا إن تشكيكه ف عدالةم الصحابةم ‪ ،‬فئ نقلهئم سائية رسائول الئ و سانته ‪ ،‬هئو أمئر باطئل‬
‫شرعا و عقل ‪ ،‬لن الصحابةم هم الذين زكاهم ال تعئئال ‪ ،‬و شئئهد لئئم باليئئان و العمحئئل الصئئال و‬
‫ل ل‬
‫الفضئئليةم ‪ ،‬و وعئئدهم بالنصئئر و تقئئق علئئى أيئئديهم ‪ ،‬قئئال تعئئال ‪}:‬يمعنمح ئقد نرتسائئوتل اللن ئه عوالنئذيعن عمعع ئهت‬
‫ضئ ئعواةنا لسائئيعمحاتهوم لفئ ئ‬‫ضئ ئةل مئ ئعن اللئن ئله عولر و‬
‫أعلشئ ئنداء ععلعئئى الوتكنفئئالر ترعحعئئاء بعوئيئنعئتهئ ئوم تعئعراتهئ ئوم ترنكةعئئا تسائ ئنجةدا يعئوبحتعئغتئئوعن فع و‬
‫ل‬ ‫ل‬ ‫ل ل‬ ‫ل‬
‫ك عمثعئلتتهئ ئوم لفئ ئ التنئ ئووعراة عوعمثعئلتتهئ ئوم لفئ ئ اوللنيئ ئلل عكئ ئعزّورنع أعوخئ ئعرعج عشئ ئطوأعهت فعئئآعزعرهت‬ ‫توتج ئئوهلهم مئ ئون أعثئع ئلر اليسئ ئتجود عذلئ ئ ع‬
‫ظ لبلئ ئتم الوتكنفئ ئئاعر عوععئ ئعد اللنئ ئهت النئ ئلذيعن آعمنتئ ئوا عوععلمحلتئ ئوا‬‫ع لليعغليئ ئ ع‬‫ب الئ ئيزّنرا ع‬
‫لل ل‬
‫ظ عفاوسائ ئئتعئعوى ععلعئ ئئى تسائ ئئوقه يئتوعجئ ئ ت‬‫عفاوسائ ئئتعئوغلع ع‬
‫يم إلوذ‬ ‫لل‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫صئئا ل ل ل‬
‫لات مونئتهئئم نموغفئعرة عوأعوجئةرا ععظيةمحئئا{ٍ ‪ -‬سائئورة الفتئئح‪ ، -29/‬و}لععقئود عرضئعي اللنئهت ععئلن الوتمحئوؤممن ع‬ ‫ال ن ع‬
‫ت النشعجعرلة فعئععللعم عما لف قتئلتئولبلوم فعئعأنعزّعل النسئلكينعةمع ععلعويلهئوم عوأعثئعئابعئتهوم فعئوتةحئئا قعلريبحئةئا{ٍ‪ -‬سائورة الفتئح‬ ‫ك عوت ع‬ ‫يئتعبحايلتعونع ع‬
‫ف‬ ‫ض عكعمحا اوسا تعوخلع ع‬ ‫ت لعيعوس تعوخللعفنئتهم لفئ اولعور ل‬ ‫صئاللا ل‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ل‬
‫‪ ،-18/‬و }عوععئعد اللنئهت النئذيعن آعمنتئوا منتك وم عوععمحلتئوا ال ن ع‬
‫ضئئى علئتوم عولعيتبحعئمدلعنئتهم مئن بعئوعئلد عخئووفللهوم أعومنةئا يعئوعبحتئتدونعلن عل‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ل ل ل‬
‫النذيعن من قعئوبحللهوم عولعيتعمحمكنعنن علئتوم دينعئتهئتم النئذي اورتع ع‬
‫ك تهئتم الوعفالسائتقوعن{ٍ ‪ -‬سائورة الن ئئور‪ ،-55/‬و }عوالنسئابلتقوعن‬ ‫ل‬
‫ك فعأتوولعئلئ ع‬ ‫يتوشلرتكوعن لب عشويةئا عوعمئن عكعفئعر بعئوعئعد عذلئ ع‬
‫ل‬ ‫ل‬ ‫ل‬
‫ض ئواو ععون ئهت عوأععع ئند عل ئتوم‬‫صئئالر عوالنئذيعن اتنئبحعئعتئئوتهم بللإوحعسئئانن نرلض ئعي الليئهت ععونئته ئوم عوعر ت‬ ‫العنولئتئوعن م ئعن الوتمحعهئئاجلريعن عواعلن ع‬
‫ك الوعفئووتز الوععلظيئتم{ٍ ‪ -‬سائئورة التوبئئةم‪ .-100/‬و لنئئم‬ ‫ل‬ ‫لل ل‬ ‫ج ئنئا ن‬
‫ت عوتئلري عوتتعئعهئئا العنوئعهئئاتر عخالئديعن فيعهئئا أعبعئةدا عذلئ ع‬ ‫ع‬

‫‪314‬‬
‫راجع مثل كتب التفسي ‪ ،‬و الفقه ‪ ،‬فسئتجد أمثلئةم كئثية ‪ ،‬منهئا ‪ :‬فقئه السئنةم لسئيد سائابق ‪ .‬و تفسئي القئرآن العظيئم لبئن‬
‫كثي ‪.‬‬
‫‪315‬‬
‫ابن كثي ‪ :‬البحدايةم ‪ ،‬ج ‪ 6‬صا‪ .74 :‬و أحد بن حنبحل ‪ :‬السند ‪ ،‬ج ‪ 4‬صا‪. 279 :‬‬
‫‪316‬‬
‫ممحود الطحان ‪ :‬تيسي مصطلح الديث ‪ ،‬مكتبحةم رحاب ‪ ،‬الزّائر ‪ ،‬صا‪. 145 :‬‬
‫‪317‬‬
‫ابن تيمحيةم ‪ :‬ممحئوع الفتئاوى ‪ ،‬ج ‪ 8‬صا‪، 514 :‬ج ‪ 27‬صا‪ . 477 :‬و صئديق حسئن خان القنئوجي ‪ :‬قطف الثمحئر ‪ ،‬ط‬
‫‪ ،2‬دار الماما مالك ‪ ، 1414 ،‬صا‪. 97 :‬‬
‫أيضا هم الذين آمنوا بالرساول‪-‬عليه الصلة و السلما‪، -‬و جاهدوا بئأموالم و أنفسئئهم فئ سائبحيل الئ‬
‫‪ ،‬فئئإذا لئ ينقئئل هئئؤملء أخبحئئار رسائئول الئ و سائئنته بأمانئئةم كاملئئةم ‪ ،‬فمحئئن الئئذي ينقلهئئا إلينئئا إذا ة ؟ ؟ ‪.‬‬
‫فهل ينقلها إلينا اليهود و النصارى و الشركون ؟ ! ‪.‬‬

‫و ختاما لا ذكرناه ‪ ،‬يتبحيم أن كل شبحهات أركون و اعتاضاته حول الشريعةم و ما يتعلق بئا ‪،‬‬
‫كانت أوهامئئا و أباطيئئل ‪ ،‬افتاهئا علئى السائئلما و السئلمحيم ‪ ،‬أخئئذ معظمحهئا عئن شئيوخه الستشئئرقيم‬
‫باعتافه هو شخصيا‪. 318‬‬
‫و أما بالنسبحةم لمحد عابد الابري فهو أيضا وقع ف أخطاء تتعلق بالشريعةم و الفقه و أصوله ‪،‬‬
‫ساأذكر منها أحد عشر خطأ ‪ ،‬أولا إنه بالغ ف تقزّي مئئا قئدمه الجئئاع للمحسئئلمحيم زمئئن الصئئحابةم ‪،‬و‬
‫أنه أدى إل تييع فكرة الجاع و اساتبحداده بعقول الفقهاء‪. 319‬‬
‫و ردا عليه أقول ‪ :‬أول إن الجاعات القليلةم الت حئدثت زمئن الصئحابةم ‪ ،‬كإجئاعهم بأن النئب‪-‬‬
‫عليه الصلة و السلما‪ -‬ل يوصا لحد من بعده باللفةم ‪ ،‬و إجاعهم على جع القئئرآن الكريئ ‪ ،‬و‬
‫بيعتهئئم لبئ بكئئر ‪ ،‬و عمحئئر ابئئن الطئئاب‪ ،‬و عنثمحئئان –رضئئي الئ عنهئئم‪ ، -‬و إجئئاعهم علئئى توحيئئد‬
‫الصحف ‪ ،‬هي إجاعات لا أهيةم كبخى ‪ ،‬ل تيدانيها أي إجاع آخر على الطلق ‪ ،‬لنا هي الت‬
‫حفظ بها ال تعال دينه ‪ ،‬مصداقا لقوله تعئال ‪}- :‬إلنئا عونئتن نعئنزّلونعئا الئمذوكعر عوإلنئا لعئهت علعئافلتظوعن{ٍ ‪ -‬سائورة‬
‫الجئئر‪ ، -9/‬و هئئي مئئن الت ئواترات –بعئئد القئئرآن و السئئنةم الت ئواترة‪ -‬الئئت تتحطئئم عنئئدها أباطيئئل و‬
‫خرافات أهل الهواء و الضلل الذين يطعنون ف السالما و الصئئحابةم ‪ .‬و لئئو لئ يكئئن لبحئئدأ الجئئاع‬
‫إل هئئذا الئئدور الئئاما ‪ ،‬لكئئان قئئد أدى مئئا عليئئه علئئى أكمحئئل وجئئه ‪ ،‬و قئيدما للمئئةم عمحل ربئئا ل يئتئدانيه‬
‫عمحل آخر ‪.‬‬
‫و ثانيا إن الجاع مبحدأ أقره الشرع ‪ ،‬و هو ضرب مئن الجتهئاد القئائم علئى العلئم و العمحئل‬
‫‪،‬و قلةم حدوثه ل تقدح فيه ‪ ،‬لن هذه القلةم دليل على اليويةم و الرونةم ‪ ،‬و تعئئدد وجهئات النظئئر و‬
‫احتامهئئا زمئئن الصئئحابةم ‪ ،‬المئئر الئئذي يعن ئ أن مئئا زعمحئئه الئئابري مئئن تضئئخيم لسئئلطةم الجئئاع ‪ ،‬و‬
‫بالتئئال سائئلطةم السئئلف هئئو زعئئم مبحئئالغ فيئئه جئئدا ‪ ،‬جعئئل مئئن البحئئةم الصئئغية قبحئئةم ك ئبحية ‪ .‬علمحئئا بئئأن‬
‫الشرع عندما شيرع الجاع ل يإعله سالطةم مستقلةم ‪ ،‬و إنئا هئو تئابع لئه ‪ ،‬قال تعئال‪ }-‬فعئلإن تعئعناعزوعتتوم‬
‫ل‬ ‫ل‬ ‫ن‬
‫ل{ٍ ‪-‬‬ ‫خي ئقر عوأعوحعسئتن تعأولوي ة‬ ‫لف عشويء فعئتريدوهت إلعلئ الليئله عوالنرتسائولل لإن تكنتتئوم تئوؤملمنتئوعن بلئالليله عواوليعئ ووما اللخئلر عذلئ ع‬
‫ك عو‬
‫سائئورة النسئئاء‪ ، :-59/‬و جئئاء فئ الئئديث )) ل طاعئئةم لخلئئوق فئ معصئئيةم الئئالق (( ‪ . 320‬و عليئئه‬

‫‪318‬‬
‫أنظر مثل ‪ :‬تارييةم الفكر ‪ ،‬صا‪ 297 :‬ز و سايأت ذكر ناذج كثية فيمحا سايأت من كتابنا هذا ‪ ،‬إن شاء ال تعال ‪.‬‬
‫‪319‬‬
‫بنيةم العقل العرب ‪ ،‬صا‪. 135 :‬‬
‫‪320‬‬
‫البان ‪ :‬الامع الصغي و زياداته ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪. . 114 :‬‬
‫ف ئئإن الج ئئاع لي ئئس سا ئئلطةم مس ئئلطةم عل ئئى الس ئئلمحيم ‪ ،‬كمح ئئا صئ ئيوره ال ئئابري ‪ ،‬و إن ئئا ه ئئو ض ئئرب م ئئن‬
‫الجتهئئاد يقئوما علئئى الئئدليل ‪ ،‬مئئع العلئئم أنئئه مئئن العئئروف فئ الصئئول أنئئه ل اجتهئئاد و ل إجئئاع مئئع‬
‫النص ‪.‬‬

‫و الطئئأ الثئئان يتعلئئق بإجئئاع الصئئحابةم أيضئئا ‪ ،‬و ذلئئك أن الئئابري عنئئدما عئئرض موقئئف القاضئئي‬
‫النعمحان الشيعي الساعيلي ‪ ،‬من إجئاع الصئحابةم ‪ ،‬ذكئر مئوقفه و ساكت عئن أخطئائه ‪ ،‬و زعئم أنئه‬
‫–أي النعمحان‪ -‬أبطل أصول أهل السنةم ‪ .‬كقوله )) كيف يإوز القتداء بالصئئحابةم فئ كئئل مئئا يقولئئونه‬
‫و يفعلونه ‪ ،‬و يأمرونه و ينهون عنه (( ‪ ،‬و هؤملء الذين زعمحوا أنم أصحاب الرساول ‪ ،‬قد )) تفرقئوا‬
‫من بعده ‪ ،‬و تاجزّوا ‪ ،‬و اقتتلوا ‪ ،‬فقتل بعضهم بعضا ((‪. 321‬‬
‫و قئوله هئئذا يتضئئمحن أوهامئئا و أباطيئئل سائئكت عنهئئا الئئابري ‪ ،‬لنئئه أول أن النعمحئئان كئئذب علئئى‬
‫السئئنييم عنئئدما زعئئم أنئئم يئئرون القتئئداء بالصئئحابةم ف ئ كئئل مئئا يقولئئونه و يفعلئئونه و يئئأمرونه ‪ ،‬فهئئذا‬
‫بتان كبحي‪ ،‬لن الشيعةم الماميةم هئم الذين يعبحئدون أئمحتهئم باعتقئاد العصئمحةم فيهئم ‪ ،‬و باتاذ أقئوالم‬
‫و أفعالم شرعا واجب إتبحاعه‪ ،‬و أما أهل السنةم فل يعتقدون العصمحةم إل ف رساول ال‪-‬عليه الصلة‬
‫و السلما‪ ، -‬و الصحابةم ليسوا بعصوميم ‪ ،‬فهم يطئون و تيصيبحون كغيهم من الناس‪. 322‬‬
‫و ثانيا إن الصحابة ليسوا هم الذين زعموا أنهم أصحاب رسول ا‪-‬عليه الصلةا و‬
‫السلم‪ ، -‬و إنما ا تعالى هو الذي شهد لهم بالصحبة و اليمان و العمل الصالح ‪ ،‬و‬
‫اذ أواللذذيأن أمأعهي أأذشلداء أعألى ارليكلفاذر‬ ‫التمكين في الرض ‪ ،‬قال تعالى ‪}- :‬لُمأحلمدد لريسويل ل‬
‫ضأواونا ذسيأماهيرم ذفي يويجوذهذهم‬ ‫اذ أوذر ر‬‫ضول بمأن ل‬ ‫يرأحأماء بأرينأهيرم تأأراهيرم يرلكوعا يسلجودا يأربتأيغوأن فأ ر‬
‫ع أأرخأرأج أش ر‬
‫طأ أهي أفآَأزأرهي‬ ‫ك أمثأليهيرم ذفي التلروأراذةا أوأمثأليهيرم ذفي ا ر ذلنذجيذل أكأزرر م‬ ‫بمرن أأثأذر اللُسيجوذد أذلذ أ‬
‫اي اللذذيأن آأمينوا‬ ‫ب اللُزلراأع لذيأذغيظأ بذذهيم ارليكلفاأر أوأعأد ل‬ ‫ظ أفارستأأوىَ أعألى يسوقذذه ييرعذج ي‬ ‫أفارستأرغلأ أ‬
‫ضأي‬ ‫ت ذمرنيهم لمرغفذأرةاو أوأأرجورا أعذظيوما{َ ‪ -‬سورةا الفتح‪ ، -29/‬و}لأقأرد أر ذ‬ ‫صالذأحا ذ‬ ‫أوأعذميلوا ال ل‬
‫ت اللشأجأرذةا فأأعلذأم أما ذفي قييلوبذذهرم فأأأنأزأل اللسذكينأةأ أعلأريذهرم‬ ‫ك تأرح أ‬‫اي أعذن ارليمرؤذمذنيأن إذرذ ييأبايذيعونأ أ‬ ‫ل‬
‫اي اللذذيأن آأمينوا ذمنيكرم أوأعذميلوا‬ ‫أوأأأثابأهيرم فأرتوحا قأذريوبا{َ‪ -‬سورةا الفتح ‪ ، -18/‬و }أوأعأد ل‬
‫ف اللذذيأن ذمن قأربلذذهرم أولأييأمبكنألن لأهيرم ذدينأهييم‬‫ض أكأما ارستأرخلأ أ‬ ‫ت لأيأرستأرخلذفأنليهم ذفي ارلأرر ذ‬ ‫صالذأحا ذ‬ ‫ال ل‬
‫ضى لأهيرم أولأييبأبدلأنليهم بمن بأرعذد أخروفذذهرم أأرمونا يأرعبييدونأذني أل ييرشذريكوأن ذبي أشريوئُا أوأمن‬ ‫اللذذي اررتأ أ‬
‫ك هييم ارلأفاذسيقوأن{َ ‪ -‬سورةا النممور‪ -55/‬و}أواللسابذيقوأن الألويلوأن ذمأن‬ ‫ك فأأ يرولأئُذ أ‬
‫أكفأأر بأرعأد أذلذ أ‬
‫ضورا أعرنهي أوأأأعلد لأهيرم‬ ‫اي أعرنهيرم أوأر ي‬ ‫ضأي ر‬ ‫صاذر أواللذذيأن اتلبأيعويهم بذإ ذرحأسامن لر ذ‬ ‫لن أ‬ ‫ارليمأهاذجذريأن أوا أ‬
‫ك ارلفأرويز ارلأعذظييم{َ ‪ -‬سورةا التوبة‪/‬‬ ‫ت تأرجذري تأرحتأأها الأرنأهاير أخالذذديأن ذفيأها أأبأودا أذلذ أ‬ ‫أجلنا م‬
‫‪. -100‬‬
‫و أمئئا تفرقهئئم و اختلفهئئم فهئئم كمحئئا حئئدث فيهئئم ذلئئك ‪ ،‬فقئئد حئئدث فيهئئم خلفئئه أيضئئا ‪،‬‬
‫فئاتفقوا علئئى أمئئور كئئثية ‪،‬و تعئئاونوا عليهئئا ‪ ،‬و أقئئاموا دولئئةم العئئدل ‪ ،‬و فتحئوا العئئال ‪،‬و قوضئوا دولئئت‬
‫‪321‬‬
‫بنيةم العقل ‪ ،‬صا‪. 322 :‬‬
‫‪322‬‬
‫سابحق توثيق ذلك ‪ ،‬عندما رددنا على أركون ف مسألةم العصمحةم ‪.‬‬
‫الفئئرس و الئئروما ‪ ،‬و نشئئروا السائئلما ‪ ،‬و تقئئق وعئئد الئ تعئئال علئئى أيئئديهم ‪ ،‬عنئئدما قئئال ‪}- :‬عوععئعد‬
‫ف النئلذيعن لمئئن قعئوبحلللهئوم‬ ‫ض عكعمحئئا اوسائتعوخلع ع‬ ‫ت لعيعوسئتعوخللعفنئتهم لفئ اولعور ل‬ ‫صئئاللا ل‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ل‬
‫اللنئهت النئذيعن آعمنتئوا منتكئوم عوععمحلتئوا ال ن ع‬
‫ضئى علئتوم عولعيتبحعئمدلعنئتهم مئن بعئوعئلد عخئووفللهوم أعومنةئا يعئوعبحتئتدونعلن عل يتوشئلرتكوعن لبئ عش ويةئا‬ ‫ل‬ ‫ل‬
‫عولعيتعمحمكنعنن علتوم دينعئتهتم النذي اورتع ع‬
‫ك تهتم الوعفالساتقوعن{ٍ ‪ -‬سائئورة الن ئئور‪ ،-55/‬فئديل ذلئك علئئى أنئئم كئانوا علئئى‬ ‫ل‬
‫ك فعأتوولعئل ع‬
‫عوعمن عكعفعر بعئوععد عذل ع‬
‫الصراط الستقيم ‪،‬و أن ال تعال رضي ال ‪ ،‬و شهد لم باليان و العمحل الصال ‪.‬‬
‫و ثالثئا إن مسئألةم مئا حئدث بيمئ الصئحابةم مئن اقتتئال ‪ ،‬هئو أمئر بئالغ فيئه النعمحئان الشيعي لن‬
‫الغالبحيةم العظمحى من الصحابةم ل تشارك فيه ‪ ،‬و الذين شاركوا فيه كانوا متهدين طالبحيم للحق‪. 323‬‬
‫و مع ذلك كانوا مؤممنيم ‪ ،‬لن ال تعال أخبخنا بإمكانيةم اقتتئال الئؤممنيم ‪ ،‬و وصئفهم بئأنم إخئوة و‬
‫ص ئللتحوا بعوئيئنعئتهعمحئئا فعئلإن‬ ‫لل‬ ‫ل ل ل‬
‫أمئئر بالصئئلح بينهئئم ‪ ،‬قئئال سا ئبححانه ‪}- :‬عولإن عطائعفتعئئان م ئعن الوتمح ئوؤممن ع‬
‫يم اقوئعتتعئلتئوا فعأع و‬
‫صئللتحوا بعوئيئنعئتهعمحئئا‬ ‫ت فعأع و‬
‫ل‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ل‬
‫ها ععلعئى اولتوخئعرى فعئعقئاتلتوا النلتئ تعئوبحغئي عحنتئ تعفيئءع إلعلئ أعومئلر اللنئه فعئلإن فعئاء و‬ ‫ت إلوحئعدا تع‬
‫بعئغعئ و‬
‫يم {ٍ ‪ -‬ساورة الجرات‪ ، -9/‬و بناء على ذلك فإن اختلف‬ ‫لل‬ ‫لبالوععودلل عوأعقولسطتوا إلنن اللنهع تلي ي‬
‫ب الوتمحوقسط ع‬
‫الصئئحابةم ل ينئئع مئئن القتئئداء بئئم فئ الئئتزّامهم بالشئئرع ‪ ،‬و فيمحئئا أجعئوا عليئئه ‪ ،‬بئئل الئ تعئئال يأمرنئئا‬
‫يم نتئعولمله‬ ‫لل‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ل‬
‫غي ئعر عسائلبحيلل الوتمحئوؤممن ع‬
‫يمئ لعئهت اولئتعدى عويعئتنبحلئوع عو‬ ‫بذلك ف قوله ‪}- :‬عوعمن يتعشاقلق النرتساوعل من بعئوعئد عمئا تعئبحعئ ن ع‬
‫ص ئةيا{ٍ ‪ -‬سائئورة النسئئاء‪ ، -115/‬و بئئا أن الشئئرع قئئد شئئهد لئئم‬ ‫تمل‬ ‫مئئا تعئ ئونل ونت ل ل‬
‫ص ئله عجعهن ئعم عوعسائئاء و ع‬ ‫ع ع ع و‬
‫باليئئان و العمحئئل الصئئال ‪ ،‬و تقئئق وعئئده علئئى أيئئديهم ‪ ،‬فئئإن اليئئةم تشئئمحلهم قبحئئل غيهئئم ف ئ أمرهئئا‬
‫بإتبحاع سابحيل الؤممنيم ‪.‬‬

‫و أما الطأ الثالث فيتعلق بنظرة الابري إل مسألةم تعليل الحكاما الشرعيةم و الفعال الليئةم ‪،‬‬
‫و تفسئئيه لئئا ‪ ،‬فزّعئئم الئئابري أنئئا مسئئألةم توقئئع فئ ئ إشئئكال ل يقبحئئل حل ‪ ،‬و اليئئات القرآنيئئةم فيئئه‬
‫متضاربةم ‪ ،‬فإذا قلنا ‪ :‬أفعال ال تمعللةم صادرة عن علةم ‪ ،‬فهذا عيم الشكال ‪ ،‬لنه يعنئ أن )) إرادة‬
‫ال ئ ليسئئت حئئرة حريئئةم مطلقئئةم ‪ ،‬بئئل هئئي موجهئئةم لئئدوافع و اعتبحئئارات ‪ ،‬أو ب ئواعث و أغ ئراض ‪ ...‬مئئا‬
‫يتناف مع الكمحال الطلق ‪ ،‬الذي يتصف به ال (( ‪ ،‬هذا بالضافةم إل أن )) هناك آيئات فئ القئئرآن‬
‫تفيد أن ال ل يصدر ف أفعاله عن أيةم دوافع مهمحا كانت ‪ ،‬و أنئه ل يتسئأل عمحئا يفعئل ‪ ،‬و بالتال‬
‫فأفعاله غي تمعللةم إطلقا ((‪. 324‬‬
‫و إذا كانت فرضيةم أن أفعاله تمعللةم انتهت بنا إل أنا غي تمعللةم ‪ ،‬فهذا يعن أنا ل ترمي إل‬
‫أي هدف ‪ ،‬و ل تصدر عن أي حكمحةم ‪ ،‬ما يعن أيضا أنا أفعال عشوائيةم عبحثيئئةم ‪ ،‬و هئئي صئئفات‬
‫تناقض فكرة الكمحال اللي ‪ ،‬هذا فضل على أن ال وصف نفسه ف القئرآن بئأنه ل يفعئل العبحئئث ‪،‬‬
‫‪323‬‬
‫أنظر كتابنا ‪ :‬الصحابةم العتزّلون للفتنةم الكبخى ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬دار البحلغا ‪ ،‬الزّائر ‪. 2003 ،‬‬
‫‪324‬‬
‫بنيةم العقل ‪ ،‬صا‪. 159 :‬‬
‫و بذلك نصل إل القول ‪ )) :‬إن أفعاله ل يكن أن تكئئون غيئ تمعللئةم (( ‪ ،‬عكئئس مئئا سائبحق تقريئئره ‪،‬‬
‫و بذلك نكون إذا عللنا الفعال و الحكاما نكون انتهينا إل أنا غي تمعللئئةم ‪ ،‬و إذا قلنئئا ‪ :‬إنئئا غيئ‬
‫تمعللةم انتهينا إل أنا تمعللةم ‪ ،‬و هذا تناقض‪. 325‬‬
‫و تحليله هذا غير صحيح ‪ ،‬و يتضمن مغالطة و خطأ في فهم القرآن الكريم ‪ ،‬لنه‬
‫أول إن القرآن الكريم ل يوجد فيه أي تناقض في مسألة تعليل أحكام ا تعالى و‬
‫أفعاله ‪ ،‬فهي يمعللة عل أساس حكمته و كماله و غناه ‪،‬و قدرته و إرادته المطلقتين ‪،‬‬
‫و ليست معللة عن نقص و حاجة ‪ ،‬فالقرآن الكريم مليء باليات التي يتثبت أن أفعال‬
‫ا تعالى و أحكامه كلها ذحكم و مصالح و منافع ضمن الرادةا اللهية الحكيمة الغنية‬
‫ك لذرلأملأئذأكذة إذبني أجاذعدل ذفي‬ ‫المطلقة البعيدةا عن العبث ‪ ،‬قال تعالى ‪}- :‬أوإذرذ أقاأل أرلُب أ‬
‫ك البدأماء أونأرحين نيأسببيح بذأحرمذد أ‬
‫ك‬ ‫ض أخذليفأةو أقايلورا أأتأرجأعيل ذفيأها أمن ييرفذسيد ذفيأها أويأرسفذ ي‬ ‫الأرر ذ‬
‫ت ارلذجلن‬ ‫ك أقاأل إذبني أأرعلأيم أما لأ تأرعلأيموأن {َ ‪ -‬سورةا البقرةا‪ ، -30/‬و}أوأما أخلأرق ي‬ ‫س لأ أ‬ ‫أونيقأبد ي‬
‫اأ هيأو‬ ‫طذعيموذن‪ ،‬إذلن ل‬ ‫ق أوأما أيذرييد أأن يي ر‬ ‫س إذلل لذيأرعبييدوذن ‪ ،‬أما أيذرييد ذمرنيهم بمن بررز م‬ ‫أوا ر ذلن أ‬
‫ق يكلل أشريمء فأقألدأرهي‬ ‫ق يذو ارلقيلوذةا ارلأمذتيين {َ‪ -‬سورةا الذاريات ‪ ،-58-56‬و} أوأخلأ أ‬ ‫اللرلزا ي‬
‫تأرقذديورا{َ ‪ -‬سورةا الفرقان‪ ، -2/‬و ‪}-‬أأفأأحذسربتيرم أأنلأما أخلأرقأنايكرم أعبأوثا أوأأنليكرم إذلأريأنا أل تيررأجيعوأن{َ‬
‫اي أعألى بأأشمر‬ ‫ق قأردذرذه إذرذ أقايلورا أما أأنأزأل ر‬‫اأ أح ل‬ ‫‪ -‬سورةا المؤمنون‪ ،-115/‬و}أوأما قأأديرورا ر‬
‫ب اللذذي أجاء بذذه يموأسى ينوورا أوهيودىَ بلللنا ذ‬
‫س تأرجأعيلونأهي‬ ‫بمن أشريمء قيرل أمرن أأنأزأل ارلذكأتا أ‬
‫اي ثيلم أذررهيرم‬ ‫س تيربيدونأأها أوتيرخيفوأن أكذثيورا أويعلبرميتم لما لأرم تأرعلأيمورا أأنتيرم أولأ آأبايؤيكرم قيذل ر‬ ‫قأأراذطي أ‬
‫ضذهرم يأرلأعيبوأن{َ ‪ -‬سورةا النعام‪ ، -91/‬و }أوأأررأسرلأنا البرأياأح لأأواقذأح فأأأنأزرلأنا ذمأن‬ ‫ذفي أخرو ذ‬
‫اللسأماء أماء فأأ أرسقأريأنايكيموهي أوأما أأنتيرم لأهي بذأخاذزذنيأن{َ ‪ -‬سورةا الحجر‪ ،-22/‬و}أوأجأعرلأنا ذمأن‬
‫ارلأماء يكلل أشريمء أحلي أأفأأل ييرؤذمينوأن{َ ‪ -‬سورةا النبياء‪ ،-30/‬و )) و حرم الخبائث ((‪-‬‬
‫س بمرن‬ ‫ب أوالأرزلأيم ذررج د‬ ‫صا ي‬ ‫لن أ‬‫سورةا ‪ -‬و‪}-‬أيا أألُيأها اللذذيأن آأمينورا إذنلأما ارلأخرمير أوارلأمريذسير أوا أ‬
‫طاذن أفارجتأنذيبوهي لأأعلليكرم تيرفلذيحوأن{َ ‪ -‬سورةا المائدةا ‪. -90/‬‬ ‫أعأمذل اللشري أ‬

‫و ثانيا إن التناقض الذي توهه الابري ل حقيقةم له أصل ف القئئرآن و ل فئ العقئئل ‪ ،‬لنئئه بئئا‬
‫أن الئ تعئال تمتصئف بصئفات الكمحئال الطلئق ‪ ،‬و ل يتصئف بأيئةم صئفةم نقص ‪ ،‬فإنه سائبححانه خلق‬
‫العئئال عئئن كمحئئال ل عئئن نقئئص ‪ ،‬فبحمحئئا أنئئه غنئ تمطلئئق ‪ ،‬فل يصئئح أصئئل افئتاض حكايئئةم الاجئئةم و‬
‫البحئواعث فئ أفعئئال الئ و أحكئئامه ‪ . ،‬و بئئا أنئئه أيضئئا حكيئئم خئبحي فل يصئئح أصئئل افئتاض حكايئئةم‬
‫العشوائيةم و العبحثيةم ف أفعاله و أحكامه ‪ .‬و أما قوله تعال ‪}- :‬عل يتوسأعتل ععنمحا يعئوفععتل عوتهوم يتوسأعتلوعن{ٍ‬
‫‪-‬ساورة النبحياء‪ -23/‬فهو دليل على طلقةم الرادة الليةم الت تفعل ما تريد عئئن حكمحئئةم و غنئ ‪ ،‬ل‬
‫عن قهر و حاجةم و عبحثيةم ‪ .‬و عليه فإننا إذا قلنا ‪ :‬إن أفعال ال تعال تمعللئةم فل يتئؤمدي ذلئئك مطلقئئا‬
‫إل ما توهه الابري ‪ ،‬فهي معللةم عن حكمحةم و إرادة و كمحال و غن ‪ ،‬و ليست تمعللةم عن ضعف‬
‫و نقص و حاجةم ‪ ،‬و هذا الذي قلناه يشهد له القرآن و تيؤمكده ف آيات كثية جدا ‪.‬‬

‫‪325‬‬
‫نفسه ‪ ،‬صا‪. 159 :‬‬
‫و ثالثا إن الابري عرض مسألةم تعليل أحكاما الشرع بطريقئةم غيئ صئئحيحةم ‪ ،‬تناولئئا كأنئا مقارنئئةم‬
‫بيم ئ ملئئوق و ملئئوق مثلئئه ‪ ،‬و هئئذا خطئئأ منهجئئي فئئادح ‪ ،‬فمحئئن أيئئن لئئه أن ال ئ تعئئال إذا قلنئئا ‪ :‬إن‬
‫أفعاله و أحكامه تمعللةم ‪ ،‬قال هو‪ :‬كان فيهئا خاضئعا لئدوافع و بئواعث و أعئراض ؟ ! ‪ ،‬إنئئه ليئس لئه‬
‫فئ ذلئئك دليئئل مئئن الشئئرع و ل مئئن العقئئل ‪ ،‬و إنئئا أخطئئأ فئ ذلئئك لنئئه قئئاس الئئالق بئئالخلوق ‪ ،‬و‬
‫صئتي{ٍ ‪ -‬سائئورة الشئئورى‪،-11/‬‬ ‫نسئئي أو تناسائئى أن الئ تعئئال ‪ }:‬لعيئس عكلمحثوللئله عشئيء وهئو النسئلمحيع البح ل‬
‫ت ع‬ ‫و ق عتع‬ ‫و ع‬
‫صعمحتد ‪،‬لو يعلود عوعلو تيولعئود ‪ ،‬عوعلوئ يعتكئن لنئهت تكتفئةوا أععحئقد{ٍ‪-‬سائورة الخلصا‪-1/‬‬ ‫ل‬ ‫و}قتول تهعو اللنهت أععحقد ‪،‬اللنهت ال ن‬
‫س إلنل لليعئوعبحتتدولن ‪ ،‬عما أتلريئتد لمونئتهئم مئن مروزنق‬ ‫‪ ، -4‬و أنه سابححانه عندما قال ‪}:‬عوعما عخلعوق ت ل ل‬
‫ت اولنن عواولن ع‬
‫ل ل‬ ‫ل ل‬
‫يم ئ {ٍ‪ -‬سائئورة الئئذاريات ‪ ،-58-56‬عيقئئب‬ ‫عوعمئئا أتلري ئتد عأن يتطوعتمحئئون‪ ،‬إلنن اللنئهع ته ئعو ال ئنرنزاتق تذو الوتق ئنوة الوعمحت ت‬
‫وراء ذلك مبحاشرة بقوله‪ } :‬ما أتلريتد لمونئهم ممن مروزنق وما أتلريتد عأن يطوعلمحولن‪ ،‬إلنن اللنه هو الئنرنزاتق تذو الوتقئنوةل‬
‫ع تع‬ ‫ت ت‬ ‫عع‬ ‫ت‬ ‫ع‬
‫يم {ٍ‪ ، -‬فهو سابححانه خلق النسان لغايةم و حكمحةم و ليئس عئن حاجئةم و نقئص ‪ ،‬و ل لعبحئئث‬ ‫ل‬
‫الوعمحت ت‬
‫‪ ،‬لذا نبحه هذا النسان و حذره من أن يتصور أن الئ فئ حاجئةم إلئ خلقئه و عبحئادته لئه ‪ ،‬وإنئا فعئل‬
‫ذلك لكم و مصال ربانيةم عن كمحال تمطلق و حكمحةم بالغةم ‪ .‬و بذلك يتبحيم أن اعتاضات الئئابري‬
‫ليست منطقيةم و ل شرعيةم ‪ ،‬و ف غي ملها ‪ ،‬ل تتتصيور إل ف جنب الخلوق العاجزّ ‪.‬‬
‫و الطئأ الرابئع يتعلئق هئو أيضئا بسئألةم الكمحةم و التعليل ‪ ،‬ادعى فيئه الئابري أن الشئاعرة و‬
‫أهئئل السئئنةم قبحلهئئم أنكئئروا الس ئبحبحيةم و التعليئئل‪ . 326‬و ق ئوله هئئذا غي ئ صئئحيح علئئى إطلقئئه ‪ ،‬لن فيئئه‬
‫خطأ واضحا ‪ ،‬ف تعمحيم حكمحئه علئئى أهئل السئنةم كلهئئم و إلئاقهم بالشئاعرة ‪ ،‬و الصئحيح هئئو أن‬
‫أبا السن الشعري و أتبحاعه هم الذين أنكروا الكمحةم و التعليل ف أحكاما ال و أفعاله‪. 327‬‬
‫و أمئئا أهئئل السئئنةم فئئأكثرهم اثبحت ئوا الكمحئئةم و التعليئئل كأئمحئئةم السئئلف ‪ ،‬و جهئئور الفقهئئاء ‪،‬‬
‫كئئالفقيهيم الشئئافعييم اب ئ بكئئر القفئئال و أب ئ علئئي بئئن أب ئ هريئئرة ‪ ،‬و الفقيهيم ئ النبحلييم ئ أبئ السئئن‬
‫التمحيمحي ‪،‬و أب الطاب الكلوذان‪ . 328‬و قد ذكر ابن قيئئم الوزيئئةم أن إثبحئئات الكمحئةم و التعليئل هئئو‬
‫قئئول جهئئور أهئئل السائئلما ‪،‬و أكئئثر طوائئئف النظئئار و الفقهئئاء قاطبحئئةم ‪ ،‬إل مئئن تئئرك الفقئئه و تكلئئم‬
‫بأصول النفاة‪. 329‬‬

‫و الطأ الئامس يتعلئق بنظئرة الئابري إلئ القيئاس الفقهئي و مئوقفه منئه و مئا ذكئره عنئه ‪ ،‬فقئد‬

‫‪326‬‬
‫نفس الرجع ‪ ،‬صا‪. 205 ، 161 ، 160 :‬‬
‫‪327‬‬
‫ابن تيمحيةم ‪ :‬ممحوع الفتاوى ‪ ،‬ج ‪ 8‬صا‪ ، 467 ، 377 :‬ج ‪ 9‬صا‪ . 287 :‬و دقائق التفسي ‪ ،‬ج ‪ 2‬صا‪. 109 :‬‬
‫‪328‬‬
‫ابئئن تيمحيئئةم ‪ :‬منهئئاج السئئنةم ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪ . 144 :‬و ممحئئوع الفتئئاوى ‪ ،‬ج ‪ 16‬صا‪ . 498 :‬و دقئئائق التفسئئي ‪ ،‬ج ‪ 2‬صا‪:‬‬
‫‪. 110‬‬
‫‪329‬‬
‫ابن قيم الوزيةم ‪ :‬شفاء العليل ‪ ،‬دار الفكر ‪ ،‬بيوت ‪ ،1978 ،‬صا ‪. 206 :‬‬
‫ادعئى أن العلمحئئاء القئئائليم بالقيئئاس ‪ ،‬أقئئاموا مشئئروعيته علئئى أسائئاس مارسائئةم الصئئحابةم لئئه ‪ ،‬و إجئئاعهم‬
‫على الكم بالرأي و الجتهاد ف كل واقعةم وقعت لم‪. 330‬‬
‫و قوله هذا فيه خطأ واضح ‪ ،‬هو أن الفقهاء القائليم بالقياس ل تيقيمحوا مشروعيته على مارسائئةم‬
‫الصحابةم له فقط ‪ ،‬و إنا أقاموه أول على الكتاب و السنةم ‪ ،‬و احتجوا له بآيئات و أحئاديث كئثية‬
‫ل‬ ‫‪ ،‬كقئوله تعئئال ‪ } :‬إلنن لفئ عذللئ ع ل‬
‫ك‬‫صئئالر{ٍ ‪ -‬سائئورة آل عمحئران‪، -13/‬و }إلنن لفئ عذلئ ع‬ ‫ك لععوبح ئعرة نلتووللئ العبو ع‬
‫لععلبحئرة لممحن عيوشى{ٍ‪ -‬ساورة النازعات‪ ، -26/‬و}وإلعذا جاءهم أعمر من العملن أعلو اولو ل‬
‫ف أععذاعتواو بلئله عولعئوو‬ ‫عو‬ ‫ع ع ت و وق ع و‬ ‫ع‬ ‫وع ع‬
‫ل‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ل‬
‫عريدوهت إلعل النرتساولل عوإلعل أتوولل العوملر مونئتهئوم لعععلعمحئهت النئذيعن يعوس عتنبحلتطونعهت مونئتهئوم عولعئوولع فع و‬
‫ضئتل الليئه ععلعويتكئوم عوعروحعتتئهت‬
‫ل{ٍ ‪ -‬سائ ئئورة النسئ ئئاء‪ ،-83/‬و حئ ئئديث النئ ئئب‪-‬عليئ ئئه الصئ ئئلة و السئ ئئلما‪-‬‬ ‫لعتنئبحعئوعتتئ ئتم النش ئ ئويعطاعن إللن قعللي ة‬
‫)) )) إذا حكم الاكم فاجتهد فأصاب ‪ ،‬فله أجران ‪ ،‬و إذا حكم فأخطأ فله أجئئر واحئئد ((‪ 331‬و‬
‫لي ئئس هن ئئا م ئئال اساتقص ئئائها ‪ ،‬فق ئئد ذك ئئر بعض ئئها الوف ئئق ب ئئن قدام ئئةم القدسا ئئي فئ ئ روض ئئةم الن ئئاظر ‪ ،‬و‬
‫السبحكي ف الباج ف شرح النهاج ‪ ،‬و الشوكان ف إرشاد الفحول‪. 332‬‬

‫و قال أيضا –أي الابري‪ -‬إن القياس الفقهي كان من السلطات الت قيدت العقل العرب ‪ ،‬و‬
‫كان عقبحةم ف طريقه‪ .333‬و قوله هذا غي صحيح علئى إطلقئه ‪ ،‬لن القيئاس الفقهئي هئو ضئرب مئن‬
‫ضروب الجتهئئاد الئذي أجئازه الشئئرع و حئث عليئئه ‪ ،‬فئإذا اسائتخدما بطريقئئةم صئئحيحةم ‪ ،‬و بعنئ آخئئر‬
‫إذا كئئان قياسائئا جليئئا صئئحيحا ‪ ،‬فهئئو وسائئيلةم مئئن وسائئائل معرفئئةم الحكئئاما الشئئرعيةم ‪ ،‬و إنتئئاج العرفئئةم‬
‫الصحيحةم ‪ ،‬و عدما اساتخدامه تيوقعنا ف أخطاء فادحةم و تمضحكةم ‪ ،‬و الشواهد على ذلك كئئثية ‪،‬‬
‫منها ‪:‬‬
‫إذا قلنا ‪ :‬با أن ال تعال حرما على البن أن ينهر والديه ‪ ،‬فإنه يئرما عليئئه أيضئئا لعنهمحئئا ‪ ،‬كئئان‬
‫هذا قياساا صحيحا ‪ ،‬لكننا إذا أنكرناه نكون قد خالفنئا الشئئرع و العقئئل ‪ ،‬و أضئحكنا النئاس علينئا‬
‫‪.‬‬
‫و الشئئاهد الثئئان هئئو ‪ :‬إذا قئئال طئبحيب لريئئض مئئا ‪ :‬ل تأخئئذ دما هئئذا الرجئئل ‪ ،‬لنئئه يمحئئل مئئرض‬
‫الدز ‪ .‬ث ئ قلنئئا نئئن ‪ :‬يإئئب علئئى هئئذا الريئئض أن ل يأخئئذ الئئدما مئئن أنئئاس آخريئئن يمحلئئون مئئرض‬
‫الدز ‪ .‬فقياسانا يكون صحيحا خالصا ‪ ،‬أما إذا أنكرناه فنكئون قئد أخطأنئا خطئأ فادحا و أضئحكنا‬

‫‪330‬‬
‫ببحنيةم العقل ‪ ،‬صا‪. 140 :‬‬
‫‪331‬‬
‫التمذي ‪ :‬السنن ‪ ،‬ج ‪ 3‬صا‪. . 615 :‬‬
‫‪332‬‬
‫أنظئئر ‪ :‬روضئئةم النئئاظر ‪ ،‬ط ‪ ، 2‬جامعئئةم المئئاما ممحئئد بئئن سائئعود ‪ ،‬الريئئاض ‪ ،1399 ،‬صا‪ 85 :‬و مئئا بعئئدها ‪ .‬و إرشئئاد‬
‫الفحول ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬دار الفكر ‪ ،‬بيوت ‪ ، 1992 ،‬ج ‪ 1‬صا‪ 296 :‬و ما بعئدها ‪ .‬و الباج ‪،‬ط ‪ ، 1‬دار الكتئب العلمحيئةم‬
‫‪ ،‬بيوت ‪ ،1404 ،‬ج ‪ 3‬صا‪ 9 :‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫‪333‬‬
‫بنيةم العقل ‪ ،‬صا‪. 570 ، 569 ، 567 :‬‬
‫الناس على عقولنا ‪.‬‬
‫و الشئئاهد الثئالث مفئئاده أننئا إذا قلنئا ‪ :‬إن الشئئرع حئرما المحئر و النصئاب و الزلما لنئا رجئئس‬
‫من عمحل الشيطان ‪ .‬ث قلنا ‪ :‬إن كل شيء ثتبحت أنه رجس من عمحل الشيطان ‪ ،‬فهئئو حئراما ‪ .‬يكئئون‬
‫قياسانا هذا صحيحا ‪ ،‬لكننا إذا قررنا خلفه نكون قد أخطأنا ‪.‬‬
‫و الشاهد الخي – أي الرابع‪ -‬هو أننا إذا قلنا ‪ :‬المحر تحرما لنه تيذهب العقئل و المئوال ‪،‬‬
‫و تييرب البحيوت ‪ ،‬و تيفسد التمحع ‪ ،‬و قياساا على ذلك قلنا ‪ :‬إن الخدرات هي أيضا حراما مع أنا‬
‫ل تئذكر فئ الشئرع ‪ ،‬لنئا تفعئل مئا يفعلئه المحئر و أكثر مئن ذلئك ‪ ،‬كئان قياسائنا صئحيحا ل شئك‬
‫فيه ‪ .‬لكننا إذا قلنا ‪ :‬إنا حلل أو مبحاحةم بدعوى أنا ل تذكر بعينها ف الشرع ‪ ،‬نكئئون قئئد أخطأنئئا‬
‫‪ ،‬و خالفنا حكمحةم الشرع و العقل معا ‪.‬‬
‫و عنئئدما ذكئئر الئئابري أن النكريئئن للقيئئاس ذكئئروا أن فئ الشئئرع أمئئورا لئ يعرفئوا لئئا تعليل و ل‬
‫قياساا قال ‪ :‬إنه ل مناصا )) من أحد الوقفيم ‪ ،‬إما التخلص مئئن إشئئكاليةم التعليئل بئئتك القيئئاس ‪ ،‬و‬
‫إمئ ئ ئئا التمحسئ ئ ئئك بالقيئ ئ ئئاس مئ ئ ئئع الحتفئ ئ ئئاظ بإشئ ئ ئئكاليةم التعليئ ئ ئئل دون حئ ئ ئئل (( ‪ ،‬و إمئ ئ ئئا تاوزهئ ئ ئئا – أي‬
‫الشئئكاليةم‪ ، -‬فيتطلئئب المئئر إعئئادة تأسائئيس الصئئول علئئى طريقئئةم الشئئاطب فئ بنئئاء الحكئئاما الفقهيئئةم‬
‫على مقاصد الشريعةم و ليس على مرد التعليل‪. 334‬‬
‫و ردا عليئئه أقئئول ‪ :‬أول إن مسئئألةم التعليئئل سائبحق أن تناولناهئئا و أثبحتنئئا أن التعليئئل حقيقئئةم شئئرعيةم و‬
‫كونيئةم ثابتئةم ‪ ،‬و مئئن ثئ فل يصئئح دعئئوى النكريئئن للقيئئاس و التعليئئل بئأنه توجئئد أحكئئاما شئئرعيةم غيئ‬
‫تمعللئئةم ‪ ،‬لنئئه بئئا أن الئ تعئئال أخبخنئئا فئ كتئئابه العزّيئئزّ الكيئئم ‪ ،‬بئئأنه سائبححانه حكيئئم عليئئم ‪ ،‬لطيئئف‬
‫قدير ‪ ،‬بديع مريد ‪ ،‬فعال لا يريد ‪ ،‬و له تمطلق صفات الكمحال ‪ ،‬فأفعاله تعال كلها لحكم بالغئئةم ‪،‬‬
‫ل{ٍ‪ -‬سائئورة‬ ‫و مصئئال نافعئئةم ‪ ،‬نعئئرف بعضئئها ‪ ،‬و نهئئل معظمحهئئا ‪ ،‬و} عوعمئئا تأولتيتتئئم مئئن الوعلول ئلم إللن قعللي ة‬
‫ب لزودلن ئ لعولةمحئئا{ٍ ‪ -‬سائئورة ط ئئه‪ .-114/‬فئئإذا ل ئ نعئئرف لمئئر مئئا وجهئئا ف ئ‬ ‫السا ئراء‪ ، -85/‬و}عوقئتئل نر م‬
‫التعليئئل و الكمحئئةم ‪ ،‬فئئذلك مئئرده إل ئ ‪ :‬إمئئا أننئئا ل ئ نفهئئم النئئص فهمحئئا صئئحيحا ‪ .‬و إمئئا أن النئئص‬
‫يتناول أمرا ل تيدركه العقل ‪ ،‬فهو فوق طاقته ‪ .‬و إما أن النص ل يصئل النسئان إلئ فهمحئه بعئد ‪ .‬و‬
‫إما أن النص الديثي الذي ناول فهم ليس صحيحا ‪.‬‬
‫و ثانيئئا إن إشئئكاليةم التعليئئل الئئت توههئئا الئئابري سا ئبحق أن ناقشئئناه فيهئئا و أثبحتنئئا أنئئا وهئئم ‪ ،‬ل‬
‫حقيقةم لا ف الشئرع و ل فئ العقئل معئا ‪ .‬مئا يعنئ أن اقئتاحه الذي اقئتحه للتخلص مئن الشئكاليةم‬
‫الزّعومةم ‪ ،‬ل حاجةم لنا فيه ‪ ،‬و غي مطلوب أصل ‪ .‬لنئه ل تنئاقض بيمئ التعليئل و القيئاس الصئحيح‬
‫‪ ،‬و مقاصد الشريعةم و من ثئ فل حاجئةم أصئل إلئ إعئادة تأسائيس الصئول ‪ ،‬علئى القاصئد ‪ ،‬لنئا‬
‫هئئي فئ ئ الصئئل موجئئودة فئ ئ الشئئرع ‪ ،‬و تقئ ئوما أسااسائئا علئئى الكمحئئةم و التعليئئل اللئئذين يقئ ئوما عليهمحئئا‬
‫‪334‬‬
‫بنيةم العقل ‪. 163 ،‬‬
‫موضوعا القياس الصحيح ‪ ،‬و مقاصد الشريعةم ‪ ،‬فل قياس و ل مقاصد دون حكمحةم و تعليل ‪.‬‬
‫و بذلك يتبحيم أن طعن الابري ف القيئاس الشئئرعي مطلقئئا هئئو طعئئن فئ غيئ ملئئه ‪ ،‬كئان عليئئه‬
‫أن ل تيعمحئئم حكمحئئه ‪ ،‬و يتف ئيرق بيم ئ القيئئاس اللئئي الصئئحيح ‪ ،‬النتئئج البحئئدع ‪ ،‬و بيم ئ القيئئاس الفسئئد‬
‫للشرع و العقل معا ‪ .‬لكنه ل يفعل ذلك ليصل إل ما تيطط و تيهد له ‪ ،‬من إنكئئار القيئئاس مطلقئئا‬
‫‪ ،‬و النتصار لبن جزّما الظاهري و مدرساته ‪ ،‬ليوظف ذلك ف مشروعه الذي يدعو إليه‪. 335‬‬

‫و أما الطأ السادس فيتعلق بوضوع مقاصد الشريعةم ‪ ،‬فقد زعم الابري أن فكر أب إساحاق‬
‫الشاطب )ت ‪790‬ه( ‪ ،‬الذي أقامه على مفهوما مقاصد الشريعةم و كلياتا ‪ ،‬و على الطرقئئةم التكيبحيئئةم‬
‫‪ ،‬هئئي عناصئئر لئ يكئئن لئئا حضئئور تأسايسئئي قبحئئل الشئئاطب ‪ ،‬و )) ل أي نئئوع مئئن الضئئور فئ حقئئل‬
‫العرف ئئةم البحيئ ئئان((‪ ، 336‬ثئ ئ ادع ئئى أن مفهئ ئوما الكلئ ئئي ك ئئان غائبحئ ئئا تام ئئا م ئئن الق ئئل العرفئ ئ البحي ئئان قبح ئئل‬
‫الشاطب‪. 337‬‬
‫و ردا عليه أقول ‪ :‬أول فبحالنسبحةم لا قاله عن مفهوما القاصد و الصال فئ الشئريعةم ‪ ،‬فهئو قئول‬
‫غيئ صئئحيح ‪ ،‬لنئئه قئئد سائبحق الشئئاطب علمحئئاء كئئثيون ‪ ،‬أشئئاروا إلئ موضئئوع القاصئئد و الصئئال ‪ ،‬و‬
‫بعض ئئهم ذك ئئره مئ ئرارا ‪ ،‬و توسا ئئع في ئئه ‪ ،‬أذك ئئر منه ئئم تس ئئعةم علمح ئئاء ‪ ،‬أول ئئم أب ئئو بك ئئر الص ئئاصا )ت‬
‫يمئ لعتكئوم عويعئوهئلديعتكوم تسائنععن النئلذيعن لمئن قعئوبحللتكئوم‬ ‫ل‬
‫‪370‬ه ( ‪ ،‬فإنه عندما فيسر قوله تعال ‪}- :‬يتلريتد الليئهت ليتبحعئ م ع‬
‫ب ععلعويتكئوم عوالليئهت ععلليئقم عحلكيئقم{ٍ ‪ -‬سائئورة النسئئاء‪ ، -26/‬ذكئئر أن هنئئاك رأيئئا يئئرى أن معنئ ذلئئك‬ ‫عويعئتئتئو ع‬
‫هو )) بيان ما لكم فيئه مئن الصئلحةم ‪ ،‬كمحا بينئه لئم ‪ ،‬و إن كئانت العبحئادات و الشئرائع متلفئةم فئ‬
‫نفسها ‪ ،‬فإنا متفقةم ف باب الصال ((‪. 338‬‬
‫و ثانيهم أبو العال الوين إماما الرميم )ت ‪478‬ه( ‪ ،‬فإنه قئال ‪ )) :‬و مئئن قئال و الالئةم هئئذه‬
‫‪ ،‬ل أثئئر لئئذا الختصئئاصا ‪ ،‬و أنئئا هئئو أمئئر وقئئائي ‪ ،‬فقئئد نئئادى علئئى نفسئئه بالهئئل بقاصئئد الشئريعةم‬
‫‪،‬و قضايا مقاصد الخاطبحيم‪ ،‬فيمحا تيؤممرون به و تينهون عنه (( ‪ ،‬و قال ‪ )) :‬و لا تقق تيزّ الصئئول‬
‫بواصئئها ‪ ،‬و تيزّهئئا بقاصئئدها ‪،‬و صئئارت القواعئئد كلهئئا ف ئ التكليئئف تئئت ربقئئةم واحئئدة ((‪ ،‬و قئئد‬
‫كرر الوين عبحارة مقاصد الشرع مرارا‪. 339‬‬

‫‪335‬‬
‫سايتبحيم ذلك لحقا ف مبححث قادما من هذا الفصل ‪ ،‬إن شاء ال تعال ‪.‬‬
‫‪336‬‬
‫يقصد بالقل العرف البحيان ‪ :‬علوما الشريعةم ‪ ،‬و اللغةم و الدب ‪ ،‬و علم الكلما ‪.‬‬
‫‪337‬‬
‫بنيةم العقل ‪ ،‬صا‪. 547 :‬‬
‫‪338‬‬
‫الصاصا ‪ :‬أحكاما القرآن ‪ ،‬دار إحياء التاث العرب ‪ ،‬بيوت ‪ ،1405 ،‬ج ‪ 3‬صا‪. 126 :‬‬
‫‪339‬‬
‫الوين ‪ :‬البخهان ف أصول الفقه ‪ ،‬ط ‪ ، 4‬دار الوفئاء ‪ ،‬مصر ‪ ، 1418 ،‬ج ‪ 1‬صا‪ ، 206 ، 133 :‬ج ‪ 2‬صا‪، 24 :‬‬
‫‪. 688 ، 590‬‬
‫و الثئالث هئو حجئةم السائلما أبئو حامئد الغزّالئ )ت ‪505‬ه( ‪ ،‬قئال ‪ )) :‬لنئا رددنئا الصلحةم إلئ‬
‫حفئئظ مقاصئئد الشئئرع ‪ ،‬و مقاصئئد الشئئرع تتعئئرف بالكتئئاب و السئئنةم و الجئئاع ((‪ . 340‬و الرابئئع هئئو‬
‫الفقيه إبراهيم بن عبحد الصمحد الالكي التنوخي)ت بعد‪526:‬ه( ‪ ،‬صينف كتابا ساه ‪ :‬النوار البحديعةم‬
‫إل ئ اسا ئرار الش ئريعةم‪ ، 341‬و عن ئوانه شئئاهد علئئى أن م ئؤملفه كئئان لئئه تص ئيور‪ -‬علئئى القئئل‪ -‬عئئن لحكئئم‬
‫الشريعةم و أسارارها و غاياتا المحيدة النافعةم ‪.‬‬
‫و الامس هو الفقيه علء الدين الكاساان )ت ‪587‬ه( ‪ ،‬قال ف كتابه بدائع الصنائع ‪ )) :‬لن‬
‫شرف النكاح و خطره ‪ ،‬لا يتعلق به من القاصئد الدينيئةم و الدنيويئةم ((‪ . 342‬و السئادس هئو الفسئر‬
‫أبئئو عبحئئد ال ئ القرطئئب )ت ‪671‬ه ( ‪ ،‬فئئإنه قئئال ف ئ تفسئئيه ‪ )) :‬هئئذا قئئول مئئن خفئئي عليئئه مقاصئئد‬
‫الشريعةم ((‪. 343‬‬
‫و السابع هو شيخ السالما ابن تيمحيئةم )ت ‪728‬ه( ‪ ،‬لئه أقئوال كثية جئدا فئ مقاصئد الشئريعةم و‬
‫أسائ ئرارها ‪ ،‬منهئئا قئ ئوله ‪ )) :‬إن الشئ ئريعةم جئئاءت بتحصئئيل الصئئال و تكمحيلهئئا ‪ ،‬و تعطيئئل الفاسائئد و‬
‫تقليلها (( ‪ ،‬و قد كرر هئذا فئ مواضئئع كئثية مئئن مصئنفاته‪ . 344‬منهئا قئوله ‪ )) :‬و مئن تأمئل أصئول‬
‫الش ئريعةم و مقاصئئدها ‪ ،‬ت ئبحيم لئئه أن هئئذا القئئول هئئو الص ئواب (( ‪،‬و نئئص علئئى ان الش ئريعةم اشئئتمحلت‬
‫على الصال و الاسان ‪،‬و القاصد الت للعبحاد ف معاشهم و معادهم‪. 345‬‬
‫و الثامن هو الفقيئه القئق ابئن قيئم الوزيئةم )ت ‪751‬ه( ‪ ،‬فهئو أيضئا لئه أقئوال كثية عئن أسائرار‬
‫الش ئريعةم و مقاصئئدها و لحكمحهئئا ‪ ،‬نئئدها مبحثوثئئةم ف ئ مصئئنفاته ‪ ،‬مئئن ذلئئك قئ ئوله ‪ )) :‬و هئئذه أسائ ئرار‬
‫يعرفها من له لالتفات إل أسارار الشريعةم ‪ ،‬و مقاصدها و لحكمحها (( ‪،‬و قئوله ‪ )) :‬إذا تئئأملت أصئئول‬
‫الشريعةم و قواعدها ‪،‬و ما اشتمحلت عليه من الصئئال و درء الفاسائئد(( ‪. 346‬و قئوله أيضئئا ‪ )) :‬و هئذه‬
‫الواضئئع و أمثالئئا ل تتمحلهئئا إل العقئئول الواسائئعةم الئئت لئئا إشئراف علئئى أسائرار الشئريعةم و مقاصئئدها و‬
‫لحكمحها ((‪. 347‬‬
‫و آخرهم –أي التاساع‪ -‬الفقيه الصئول العئزّ بن عبحئد السئلما)ت ‪660‬ه( ‪ ،‬و هئو مئن علمحئاء‬
‫‪340‬‬
‫أبو حامد الغزّال ‪ :‬الستصفى ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬دار الكتب العلمحيةم ‪ ،‬بيوت ‪ ، 1414 ،‬صا‪. 179 :‬‬
‫‪341‬‬
‫ابن فرحون ‪ :‬الديبحاج الذهب ‪ ،‬دار الكتب العلمحيةم ‪ ،‬بيوت ‪ ،‬د ت ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪. 87 :‬‬
‫‪342‬‬
‫علء الدين الكاساان‪ :‬بدائع الصنائع ‪ ،‬ط ‪ ، 2‬دار الكتاب العرب ‪ ،‬بيوت ‪ ، 1982 ،‬ج ‪ 3‬صا‪. 97 :‬‬
‫‪343‬‬
‫القرطب ‪ :‬تفسي القرطب ‪ ،‬ط ‪ ، 2‬دار الشعب ‪ ،‬القاهرة ‪1372 ،‬هج ‪ 7‬صا‪. 189 :‬‬
‫‪344‬‬
‫انظر مثل ‪ :‬ممحوع الفتاوى ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪ ، 265 :‬ج ‪ 15‬صا‪ ، 312 :‬ج ‪ 20‬صا‪ ، 48 :‬ج ‪ 30‬صا‪ . 136 :‬و منهاج‬
‫السنةم ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪. 551 :‬‬
‫‪345‬‬
‫ممحوع الفتاوى ن ج ‪ 8‬صا‪ 179 :‬ن ج ‪ 33‬صا‪. 103 :‬‬
‫‪346‬‬
‫زاد العاد ف هدى خي العبحاد ‪ ،‬ط ‪ ،14‬مؤمساسةم الرساالةم ‪ ،‬بيوت ‪ ،1986 ،‬ج ‪ 1‬صا‪. 216 :‬‬
‫‪347‬‬
‫أعلما الوقعيم ‪ ،‬دار اليل بيوت ‪ ، 1973 ،‬ج ‪ 4‬صا‪. 112 :‬‬
‫القئئرن السئئابع الجئئري ‪ ،‬تركنئئاه فئ الخيئ لهيئئةم مئئا قئئاما بئئه فئ علئئم مقاصئئد الشئريعةم ومصئئالها ‪ ،‬و‬
‫لعتاف الابري بذلك ‪ ،‬ليد الابري على نفسه ‪ ،‬فإنه ذكر ف كتابه العقئل الخلقئي أن للعئزّ بن‬
‫عبحئئد السئئلما ‪ ،‬كتبحئئا بناهئئا علئئى فكئئرة القاصئئد ‪ ،‬ث ئ أكئئد علئئى أن العئئزّ هئئو )) أحئئد أقطئئاب مدرسائئةم‬
‫القاصد ‪ ،‬ف الفكر السالمي ‪ ،‬إن ل يكن الؤمساس الفعلي لا ‪ ،‬فقد عاش قبحل الشاطب بنحو قئرن‬
‫و ثلئئث قئئرن مئئن الزّمئئان ((‪. 348‬و نقئئل أيضئئا أقئوال لبئئن تيمحيئئةم تتعلئئق بقاصئئد الشئريعةم و مصئئالها ‪،‬‬
‫منهئئا ق ئوله ‪ )) :‬الصئئال هئئي الئئت تترجئئح ‪ ،‬و الهئئم ف ئ هئئذا البحئئاب معرفئئةم الصئئلح ((‪،‬و علئئى )) أن‬
‫الواجب تصيل الصال ‪ ،‬و تكمحيلها ‪ ،‬و تبحطيل الفاساد و تقليلها ‪. 349(( ...‬‬
‫و بذلك يتبحيم أن ما ادعاه الابري من أنه لئ يكئن للفكئر القاصئدي حضئور قبحئل الشئاطب ‪ ،‬هئو‬
‫ادعاء غي صئحيح ‪ ،‬نقضئه الئابري بنفسئه ‪ ،‬عنئدما اعئتف صئراحةم أن العئزّ بئن عبحئد السئلما ‪ ،‬أحئد‬
‫أقطاب الفكئر القاصئئدي ‪ ،‬إن لئ يكئن هئئو مؤمساسئئه ‪ .‬لكئن الغريئب فئ المئئر أن الئابري أبقئى علئى‬
‫هئئذا التنئئاقض قائمحئئا فئ كتئئابيه ‪ :‬بنيئئةم العقئئل ‪ ،‬و العقئئل الخلقئئي ‪ ،‬فالطبحعئئةم الئئت عنئئدي مئئن كتئئاب‬
‫بنيةم العقئل ‪ ،‬هئي الطبحعئةم السئابعةم الصئادرة فئ نوفمحئبخ ‪ ، 2004‬عئن مركئزّ دراسائات الوحئدة العربيئةم ‪،‬‬
‫بئ ئبحيوت ‪ ،‬و الطبحع ئئةم ال ئئت عن ئئدي م ئئن كت ئئابه العق ئئل الخلق ئئي العربئ ئ ‪ ،‬و ه ئئي الثاني ئئةم الص ئئادرة سا ئئنةم‬
‫‪ ، 2001‬عئئن الركئئزّ الثقئئاف العربئ ئ بئئالغرب ‪ ،‬المئئر الئئذي يعنئ ئ أن طبحعئئةم بنيئئةم العقئئل السئئابعةم قئئد‬
‫صدرت بعد صدور الطبحعةم الثانيةم من العقل الخلقي بأكثر من عئئاميم ! ‪ .‬فئئالفروض أنئئه كئئان عليئئه‬
‫أن يتزّيل هذا التناقض إذا كان قد تنبحه إليه ‪.‬‬
‫و ربا قيقال أن الابري عندما قال ما ذكره ف كتابه بنيةم العقئل ‪ ،‬لئ يكئئن علئئى علئئم بئا قئاما بئه‬
‫ابن عبحئد السئلما ‪ ،‬و ابئن تيمحيئةم ‪ ،‬و ابن قيم الوزيئةم ‪ ،‬و هئذا لئه وجئه مئن الصئحةم ‪ ،‬لكئن الفئروض‬
‫أنئئه كئئان عليئئه أن ل تيإئئازف و يصئئدر ذلئئك الكئئم القطعئئي ‪ ،‬فهئئو مسئئئول عنئئه ‪ ،‬حئئت أنئئه عنئئدما‬
‫اطلع علي ما كتبحه هؤملء ‪ ،‬فإنه ل تيغيه !! ‪.‬‬
‫و أما بالنسبحةم لا قاله عئئن مفهئوما كليئئات الشئريعةم مئن أنئه كئان غائبحئئا تامئا ‪ ،‬عئئن القئئل السئمحى‬
‫ة‬
‫بئئالعرف البحي ئئان قبح ئئل الش ئئاطب ‪ ،‬فه ئئو ق ئئول غيئ ئ ص ئئحيح أيض ئئا ‪ ،‬فق ئئد أش ئئار إلي ئئه علمح ئئاء كئئثيون فئ ئ‬
‫مصئئنفاتم ‪ ،‬منهئئم ‪ :‬أبئئو العئئال الئئوين‪ ،‬فقئئد قئئال ف ئ كتئئابه البخهئئان ‪ )) :‬و لكنئئه تينظئئر ف ئ كليئئات‬
‫الشرع ‪ ،‬و مصالها العامةم (( ‪ ،‬و قال ‪ )) :‬و القول فيمحا يإئئوز و تيتنئئع مئئن كليئئات الشئرائع (( ‪ ،‬و‬
‫)) ث التعلق بالمثلةم و الكلما ف بناء القواعد و الكليات ((‪. 350‬‬
‫و ثئئانيهم أبئئو حامئئد الغزّال ئ ‪ ،‬فقئئد قئئرر أن كليئئات الشئريعةم يعئئود ظهورهئئا إلئ زمئئن الصئئحابةم‬
‫‪348‬‬
‫العقل الخلقي العرب ‪ ،‬صا‪. 599 ، 596 :‬‬
‫‪349‬‬
‫نفس الرجع ‪ ،‬صا‪. 617 :‬‬
‫‪350‬‬
‫ج ‪ 1‬صا‪ ، 248 ، 78 :‬ج ‪ 2‬صا‪. 875 :‬‬
‫عنئئدما قئئال ‪ )) :‬و أمئئا الصئئحابةم ل ئ يكئئثر بثهئئم ‪ ،‬و ل ئ يطئئل ف ئ الفئئروع نظرهئئم ‪ ...‬فئئإنم اشئئتغلوا‬
‫بتقعيد القواعد ‪ ،‬و ضبحط أركان الشريعةم و تأسايس كلياتا ((‪. 351‬‬
‫و الثالث هو الصول الفسر فخر الدين الرازي )ت ‪606‬ه( ‪ ،‬فقد قال فئ كتئابه الصئول ‪:‬‬
‫)) و إن ئئا يك ئئون بالتنص ئئيص عل ئئى كلي ئئات الحك ئئاما((‪ . 352‬و الراب ئئع ه ئئو الفقي ئئه أب ئئو الن ئئاقب ممح ئئود‬
‫الزّنئ ئئان الشئ ئئافعي)ت ‪656‬ه( ‪ ،‬فئ ئئإنه قئ ئئال ‪ )):‬قئ ئئد تقئ ئئرر ف ئ ئ كليئ ئئات الشئ ئئرع أن الصئ ئئلة مشئ ئئروعةم‬
‫للخشوع ((‪. 353‬‬

‫و الامس هو الفقيه ابن دقيق العيد )ت ‪702‬ه( ‪ ،‬فإنه قال ‪ )) :‬و غايةم ما ف البحاب أن يكون‬
‫الشئ ئئرع أخئ ئئرج بعئ ئئض الزّئيئ ئئات عئ ئئن الكليئ ئئات لصئ ئئلحةم تصئ ئئها ‪ ،‬أو تعبحئ ئئدا يإئ ئئب إتبحئ ئئاعه ((‪ . 354‬و‬
‫السادس هو تقي الدين بن تيمحيةم ‪ ،‬فإنه عندما رد على ابن الطر الشيعي ‪ ،‬قال ‪ )):‬فإن النب يكئئون‬
‫قد نص على كليات الشريعةم الت لبد منها ‪ ،‬أو ترك منها ما يتاج إل القياس (( ‪ ،‬و قال أيضا ‪:‬‬
‫)) و منهم من يقول ‪ :‬النصوصا قد انتظمحت جيع كليات الشريعةم ‪ ،‬فل حاجةم للقياس ((‪. 355‬‬
‫و السئئابع هئئو ابئئن قيئئم الوزيئئةم ‪ ،‬فئئإنه نئئص علئئى أن القاضئئي إذا ل ئ يكئئن فقيئئه )) النفئئس ف ئ‬
‫المئارات و دلئئل الئال ‪ ،‬كفقهئه فئ كليئات الحكئاما ضئييع القئوق (( ‪ ،‬و قئال أيضئا ‪ )) :‬و مئن‬
‫نظئئر فئ كليئئات الشئرائع و مئئا فيهئئا مئئن السائئتحبحاب و الزّواجئئر عئئن الفئواحش و الوبقئئات ((‪ . 356‬و‬
‫آخرهم الفقيه علئئي بئن عبحئئد الكئاف التسئبحكي )ت ‪756‬ه( ‪ ،‬قئال فئ كتئابه البئئاج ‪ )) :‬إن الشئريعةم‬
‫التئ ئئأخرة قئ ئئد تنسئ ئئخ بعئ ئئض الحكئ ئئاما ‪ ،‬أمئ ئئا كلهئ ئئا فل ‪ ،‬لن قواعئ ئئد العقائئ ئئد لئ ئ تتنسئ ئئخ ‪ ،‬و كئ ئئذلك‬
‫الكليات المحس ((‪. 357‬‬
‫و أشي هنا إل أمر هاما جدا ‪ ،‬مفاده أن قواعد الشريعةم و كلياتا ‪ ،‬تنيبحه إليها السئلمحون مبحكئرا‬
‫‪ ،‬على ما أشار إليه أبو حامئد الغزّالئ ‪ ،‬أخئذوها مئن اليئات و الحئاديث الامعئةم ‪ ،‬كقئوله تعئال ‪:‬‬
‫)) فمحن يعمحل مثقئال ذرة خيا يئئره ‪ ،‬ومئئن يعمحئل مثقئال ذرة شئرا يئره ((‪-‬سائورة القارعئئةم‪ ، -5/‬و قئوله‬

‫‪351‬‬
‫الغزّال‪ :‬النخول ف تعليقات الصول ‪ ،‬ط ‪ ، 2‬دار الفكر ‪ ،‬دمشق ‪1400 ،‬ه‪ ،‬صا ‪. 495 :‬‬
‫‪352‬‬
‫الصول ف علم الصول ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬جامعةم الماما ممحد بن ساعود‪ ،‬الرياض ‪ ، 1400 ،‬ج ‪ 5‬صا‪. 61 :‬‬
‫‪353‬‬
‫ممحد الزّنان‪ :‬تريج الفروع على الصول‪ ،‬ط ‪ ، 2‬مؤمساسةم الرساالةم ‪ ،‬بيوت ‪ ، 1398 ،‬صا‪. 320 :‬‬
‫‪354‬‬
‫ابن دقيق العيد ‪ :‬شرح عمحدة الحكاما ‪ ،‬دار الكتب العلمحيةم ‪ ،‬بيوت ‪ ، ،‬ج ‪ 3‬صا‪. 105 :‬‬
‫‪355‬‬
‫منهاج السنةم ‪ ،‬ج ‪ 6‬صا‪. 411 ، 410 :‬‬
‫‪356‬‬
‫ابن قيم الوزيةم ‪ :‬بدائع الفوائد ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬مكتبحةم نزّار البحاز‪ ،‬مكئةم الكرمئةم ‪ ، 1996 ،‬ج ‪ 3‬صا‪ . 634 :‬و شئفاء العليئل ‪،‬‬
‫صا‪. 123 :‬‬
‫‪357‬‬
‫ج ‪ 2‬صا‪. 121 :‬‬
‫عليه الصلة و السلما ‪ )):‬إنا العمحال بالنيئات ((‪ ، 358‬و )) ل ضئرر و ل ضئرار((‪ . 359‬فكئان ثئرة‬
‫ذل ئئك أن ص ئئنف الفقه ئئاء كتبح ئئا فئ ئ قواع ئئد الفق ئئه و كلي ئئاته ‪ ،‬قبح ئئل أن يتؤمل ئئف الش ئئاطب )ت ‪790‬ه(‬
‫موافقئئاته بزّمئئن طويئئل ‪ ،‬منهئئم ‪ :‬أبئئو طئئاهر الئئدباس النفئئي ‪ ،‬صئئنف كتابئئا فئ تلئئك القواعئئد جئئع فيئئه‬
‫عشر قواعد ‪.‬و صنف أبو زيد الدبوساي النفئئي )ت ‪430‬ه( كتابئئا سئاه ‪ :‬تأسائيس النظئئر ‪ ،‬جئئع فيئئه‬
‫‪ 86‬قاعئ ئئدة فقهيئ ئئةم‪ . 360‬و صئ ئئنف ممحئ ئئود الزّنئ ئئان )ت ‪656‬ه( كتابئ ئئا عنئ ئوانه ‪ :‬تريئ ئئج الفئ ئئروع علئ ئئى‬
‫الصول‪.‬و ألف العزّ بن عبحد السلما كتابا ساه ‪ :‬قواعد الحكاما فئ مصئال النئاما ‪.‬و صئنف النجئم‬
‫الطوف النبحلي)ت ‪710‬ه( كتابيم ها ‪ :‬القواعد الكبخى ‪،‬و القواعد الصغرى‪. 361‬‬
‫و الطئأ السئابع يتعلئق بوضئئوع الخلق ‪ ،‬فإنه ‪-‬أي الئابري‪ -‬زعئم أن الئدين فئ السائلما ليئس‬
‫أسااس الخلق ‪ ،‬ث عئاد و قال ‪ :‬إن الئذين ل يقبحلئون هئذه العبحئارة ‪ ،‬يقبحلئون القئول ‪ )) :‬بأن الدين‬
‫ف السالما ليس وحده أسااس الخلق ‪ ،‬ليس وحده مصدر الكم الخلقي ((‪. 362‬‬
‫و ردا عليه أقول ‪ :‬أول إن زعمحه بأن دين السالما ليئس هئو أسائئاس الخلق ‪ ،‬هئئو افئتاء‬
‫على الشرع و القيقةم معا ‪ ،‬لسبحب منطقي واضح ‪ ،‬هو أنه با أن أخلق السالما مصدرها الكتاب‬
‫و السنةم ‪ ،‬فإن هذا يقتضي بالضرورة أنا أخلق قائمحةم على السائلما ‪ ،‬أصئئول و فروعئا ‪ .،‬و بئا أنئا‬
‫–أي أخلق السالما‪ -‬هئي جئزّء مئن الشئريعةم السائلميةم الت مصئدرها القئرآن و السنةم ‪ ،‬فئإن ذلئك‬
‫يقتضي بالضرورة أن كل من الخلق و باقي مكونات الشئريعةم مصئدرها واحئد ‪ ،‬هئو ديئن السائلما‬
‫‪.‬‬
‫و ثانيا إن قوله الثاني هو نقض لقوله الول تقريبا ‪ ،‬لن هناك فرقا كبيرا بين‬
‫القولين ‪ ،‬و مع ذلك فإن القول الثاني هو أيضا غير صحيح شرعا ‪ ،‬لن العقل في‬
‫الحقيقة ل يصح له أن يتقدم على دين ا ‪ ،‬و ل ييساويه ‪ ،‬و ل ييزاحمه ‪ ،‬و ل يكون‬
‫ندا له ‪ ،‬و ل يقوم بدوره ‪ ،‬فالسلم هو وحده مصدر الخلق ‪ ،‬أصول و فروعا ‪ .‬و‬
‫أما العقل فليس مصدرا للتشريع في السلم ‪ ،‬و إذا مارسه فيكون اجتهادا ‪ ،‬و هو‬
‫مبدأ أجازه الشرع و حث عليه في مجاله المناسب ‪ ،‬بأن يكون قائما على أساس من‬
‫الشرع و غاياته و مقاصده ‪ ،‬و بذلك يكون دين السلم هو أساس الخلق تشريعا و‬
‫اجتهادا ‪ .‬و هذا ليس تضييقا على العقل ‪ ،‬و ل طعنا فيه ‪ ،‬و إنما هو الوضع الصحيح‬
‫الذي اختاره ا تعالى للعقل ‪ ،‬الذي مجاله الحقيقي فهم النصوصا ‪،‬و الجتهاد في‬
‫العبادات ‪ ،‬و الدعوةا إلى ا تعالى ‪ ،‬و السعي لكتشاف قوانين الطبيعة و تسخيرها‬

‫‪358‬‬
‫‪.‬‬ ‫البحخاري‪ :‬الصحيح ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪. 3 ،1 :‬‬
‫‪359‬‬
‫‪.‬‬ ‫اللبحان‪ :‬صحيح الامع الصغي ‪ ،‬ج ‪1‬صا ‪1348 :‬‬
‫‪360‬‬
‫الشقر ‪ :‬تاريخ الفقه السالمي ‪ ،‬صا‪. 134 .‬‬
‫‪361‬‬
‫نفسه ‪ ،‬صا‪. 134 :‬‬
‫‪362‬‬
‫العقل الخلقي ‪ ،‬صا‪. 103 :‬‬
‫ت أوأما ذفي ارلأرر ذ‬
‫ض أجذميوعا‬ ‫لخير البشرية ‪ ،‬قال تعالى ‪}- :‬أوأسلخأر لأيكم لما ذفي اللسأماأوا ذ‬
‫ت للقأرومم يأتأفألكيروأن{َ سورةا الجاثية‪. -13/‬‬ ‫بمرنهي إذلن ذفي أذلذ أ‬
‫ك ألأيا م‬

‫و ثالثا إنه يجب التفريق بين قولنا ‪ :‬أخلق السلم تتوافق مع العقل و الفطرةا‪ .‬و‬
‫بين قولنا ‪ :‬إن أخلق السلم أساسها العقل ‪ .‬فالقول الول صحيح ‪،‬و الثاني ليس‬
‫صحيحا ‪ ،‬يرفضه السلم رفضا مطلقا ‪ ،‬لنه تحريف له ‪ ،‬و طعن فيه ‪ ،‬و إنكار‬
‫لخصوصياته ‪ ،‬لن السلم دين إلهي ‪،‬و ليس تشريعا أرضيا و ل دينا بشريا ‪ ،‬حتى‬
‫يقال ‪ :‬إن أخلقه أساسها العقل ! ‪.‬لذا فإن دعوىَ الجابري تتضمن تأليها للعقل و‬
‫الهوىَ و تقديسهما باسم الخلق‪ .‬و قولنا هذا الذي ذكرناه ردا على الجابري ‪ ،‬هو من‬
‫ضروريات دين السلم ‪ ،‬تشهد له نصوصا شرعية كثيرةا ‪ ،‬منها قوله تعالى ‪ ) :‬إذذن‬
‫صذليأن{َ )‪ (57‬سورةا النعام ‪ ،‬و } إذذن ارليحركيم إذلل‬ ‫ق أوهيأو أخريير ارلأفا ذ‬ ‫ص ارلأح ل‬ ‫ارليحركيم إذلل ذرلذ يأقي لُ‬
‫س لأ يأرعلأيموأن{َ ‪ -‬سورةا‬ ‫ك البديين ارلقأيبيم أولأذكلن أأركثأأر اللنا ذ‬ ‫ذرلذ أأأمأر أألل تأرعبييدورا إذلل إذلياهي أذلذ أ‬
‫ق أوأما‬ ‫س إذلل لذيأرعبييدوذن ‪ ،‬أما أيذرييد ذمرنيهم بمن بررز م‬ ‫ت ارلذجلن أوا ر ذلن أ‬ ‫يوسف‪ -40/‬و}أوأما أخلأرق ي‬
‫ق يذو ارلقيلوذةا ارلأمذتيين {َ‪ -‬سورةا الذاريات ‪ ،-58-56‬و‬ ‫اأ هيأو اللرلزا ي‬ ‫طذعيموذن‪ ،‬إذلن ل‬ ‫أيذرييد أأن يي ر‬
‫طذعيموذن‪،‬‬ ‫ق أوأما أيذرييد أأن يي ر‬‫س إذلل لذيأرعبييدوذن ‪ ،‬أما أيذرييد ذمرنيهم بمن بررز م‬ ‫ت ارلذجلن أوا ر ذلن أ‬ ‫}أوأما أخلأرق ي‬
‫ك أعألى‬ ‫ق يذو ارلقيلوذةا ارلأمذتيين {َ‪ -‬سورةا الذاريات ‪ ،-58-56‬و }ثيلم أجأعرلأنا أ‬ ‫اأ هيأو اللرلزا ي‬ ‫إذلن ل‬
‫أشذريأعمة بمأن ارلأرمذر أفاتلبذرعأها أوأل تأتلبذرع أأرهأواء اللذذيأن أل يأرعلأيموأن{َ ‪ -‬سورةا الجاثية‪ - 18/‬و‬
‫صأراذطي يمرستأذقيوما أفاتلبذيعوهي أولأ تأتلبذيعورا اللُسبيأل فأتأفألر أ‬
‫ق بذيكرم أعن أسذبيلذذه أذلذيكرم‬ ‫}أوأألن هأأذا ذ‬
‫صايكم بذذه لأأعلليكرم تأتليقوأن{َ ‪ -‬سورةا النعام‪. -153/‬‬ ‫أو ل‬
‫و الطأ الثامن هو أيضا يتعلق بوضوع العقل أسااس الخلق ‪ ،‬فزّعم الئئابري أن هنئئاك إجاعئئا‬
‫فئ الثقافئةم العربيئئةم علئئى اعتبحئار العقئل أسااسائا للخلق ‪ ،‬و هئذا الجئئاع تيؤمساسئه العنئ اللغئئوي لكلمحئةم‬
‫عقل‪.363‬‬
‫و زعمحه هذا غي صئحيح فئ معظمحئه ‪ ،‬لنئه أول أن الثقافئةم الئت ادعى أنئه حئدث فيها إجئاع‬
‫هي نفسها تنقض دعواه ‪ ،‬و ذلك أن الثقافةم الت ساها عربيةم ‪ ،‬هي ف أسااساها ثقافةم إسالميةم تق ئوما‬
‫أسااساا على ديئن السائئلما ‪ ،‬و بئا أن ديئن السائئلما ينقئض دعئوى الئئابري نقضئا ‪ ،‬علئئى مئا سائبحق أن‬
‫بينئئاه ‪ ،‬فئئإن ذلئئك الجئئاع الزّع ئوما ل وجئئود لئئه ف ئ التاريئئخ السائئلمي ‪ ،‬و كئئان عليئئه أن تيوثئئق دع ئواه‬
‫ليدلنا على الصادر الت اعتمحد عليها ‪،‬أو على القدمات النطقيةم الئت تعئئل مئئا ذهئئب إليئئه اسائتنتاجا‬
‫منطقيا صحيحا ‪.‬‬

‫و ثانيا إن الابري نفسه نقض‪-‬تقريبحا‪ -‬زعمحه هذا ‪ ،‬عندما قال ‪-‬ف وموضع لحق من كتابه‪-‬‬
‫‪364‬‬
‫‪ )) :‬العتاف بالعقل كأسائئاس للخلق فئ الثقافئةم العربيئئةم قئائم بئئا يتشئبحه الجئئاع ‪ ،‬و هئذا أكيئئد‬

‫‪363‬‬
‫العقل الخلقي ‪ ،‬صا‪. 104 :‬‬
‫‪364‬‬
‫نفس الرجع ‪ ،‬صا‪. 122 :‬‬
‫(( ‪.‬و قئوله هئئذا يتلئئف عئئن الول الئئذي نئئص علئئى حئئدوث الجئئاع ‪ ،‬و الثئئان الئئذي فيئئه بئئا يتشئبحه‬
‫الجئئاع ‪ .‬و مئع ذلئك فئإن القئئول الثئان صئحيحه هئئو عكسئه ‪ ،‬بعنئ أنئه هنئئاك مئا يتشئبحه الجئاع فئ‬
‫الثقافةم السالميةم على أن السالما هو أسااس الخلق ل العقل ‪ ،‬بدليل العطييم التييم ‪ :‬أولمحا أن‬
‫م ئئا ادع ئئاه ال ئئابري ل يص ئئدق إل عل ئئى الفلسا ئئفةم و العتزّل ئئةم ال ئئذين ب ئئالغوا فئ ئ اسا ئئتخداما العق ئئل عل ئئى‬
‫حساب الشريعةم‪ -‬خلل العصر السالمي‪ ، -‬و هذان التياران كانا ضعيفيم بالقارنةم إلئ تيئئار علمحئئاء‬
‫الشريعةم‪.‬‬
‫و العطى الثان يتمحثل فئ أن الثقافئةم السائلميةم‪-‬سئاها الئابري عربيئةم‪ -‬كانت هئي الهيمحنئةم علئى‬
‫اليئئاة العلمحيئئةم ف ئ العصئئر السائئلمي ‪ ،‬و هئئي الئئرك السااسائئي الفاعئئل ف ئ التمحئئع و الدولئئةم ‪ ،‬لسئئب‬
‫واحد هو أن تلك الثقافةم كئانت تقئوما علئى ديئن السائلما و علئومه و تراثئه ‪ ،‬و بئا أن المئر كئذلك‬
‫‪ ،‬فل يكن أن تكون الخلق ف الثقافةم السالميةم تقوما على العقل ‪.‬‬
‫و الطئأ التاسائع يتعلئق هئو أيضئا بسئألةم العقئل أسائاس الخلق ‪ ،‬فزّعئم الئابري أن القئول‬
‫بأن العقل أسااس الخلق فئ الئوروث السائلمي يئدعمحه القئرآن الذي دعئا إلئ العتبحئار و انتقئد‪-‬ف‬
‫آيئئات كئئثية – الئئذين ل يسئئتعمحلون عقئئولم للتمحييئئزّ بيمئ ئ الئئق و البحاطئئل ‪ ،‬و بيمئ ئ اليئ ئ و الشئئر ‪،‬‬
‫كقوله تعال ‪} :‬عوإلعذا لقيعل علتتم اتنبحلعتوا عما عأنعزّعل الليهت عقالتواو بعول نعئتنبحلتع عما أعلو ع وفيئعنا ععلعويله آعباءعنا أععولعوو عكئئاعن آبئعئاتؤتهوم‬
‫لع يعئوعلقتلوعن عشويئاة عولع يعئوهتعتدوعن{ٍ ‪ -‬ساورة البحقرة‪ -170/‬و}عوعمثعتل النلذيعن عكعفترواو عكعمحثعلل النئلذي يعئونعلئتق لبئعئا لع‬
‫ص ئيم بتوك ئقم عتومح ئقي فعئته ئوم لع يعئوعلقلتئئوعن {ٍ ‪ -‬سائئورة البحقئئرة‪ ، -171/‬و منهئئا أيضئئا‬ ‫ل‬
‫يعوس ئعمحتع إللن تدععئئاء عون ئعداء ت‬
‫ب لن‬ ‫تئئأنيب ال ئ تعئئال للمحشئئركيم لكئئونم ل ييئئزّون بيم ئ الئئق و البحاطئئل ‪ ،‬كق ئوله تعئئال‪ } :‬عل ئتوم قتئلتئئو ق‬
‫صئ ئتروعن لبئعئا عوعلئ ئتوم آعذاقن لن يعوسئ ئعمحتعوعن لبئعئا أتوولعئئل ئ ع‬ ‫يمئ ئ لن يئبح ل‬ ‫ل‬
‫ك عكالعنوئععئئالما بعئول تهئ ئوم أع ع‬
‫ضئ ئيل‬ ‫يعئوفعقتهئئوعن بئعئا عوعلئ ئتوم أعوع ت ق تو‬
‫ك ته ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئتم الو عغئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئافلتلوعن{ٍ ‪ -‬سائ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئورة الع ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئراف‪ -179/‬ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ‪.‬‬
‫أتوولعلئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ع‬

‫و ردا عليئئه أقئئول ‪ :‬إن احتجئئاجه بئئذه اليئئات ليئئس فئ ملئئه ‪ ،‬و إخئراج لئئا عئئن موضئئوعها و‬
‫سائئياقها ‪ ،‬لنئئه اسائئتخدمها بطريقئئةم ملتويئئةم للوصئئول إل ئ مئئا يتريئئده ‪ ،‬و ذلئئك أن ال ئ تعئئال أنكئئر علئئى‬
‫الكفئار تعطيئل عقئئولم ‪ ،‬و دعئئاهم إلئ اسائتخدامها اسائتخداما صئئحيحا لتئدلم علئى ربئم و توصئئلهم‬
‫إلئ اليئئان بئئه ‪ ،‬و اللئئتزّاما بشئريعته فئ الخلق و العقائئئد ‪ ،‬و العئئاملت و العبحئئادات ‪ ،‬و فئ كئئل‬
‫جوانب الياة ‪ .‬فجاء الئابري و أخرجهئا مئن موضئوعها و سائياقها ‪ ،‬و أهئدافها ‪ ،‬و زعئم أنئا دعئوة‬
‫إلئ ئ ات ئئاذ العق ئئل أسا ئئاس الخلق ‪ ،‬و ه ئئذا تري ئئف لتل ئئك الي ئئات ‪ ،‬ف ئئال تع ئئال دع ئئا الكف ئئار بتل ئئك‬
‫اليات إل اساتخداما عقولهم لتيؤممنوا به و يعبحدوه ‪ ،‬و الابري اساتخدمها ليتبحعد الناس عئئن ربئئم ‪ ،‬و‬
‫يتخئئذوا عقئئولم ‪ ،‬مصئئدرا للتشئ ئريع الخلقئئي ‪ ،‬بئئدل مئئن التشئ ئريع الخلقئئي الربئئان ‪ .‬و عجبحئئا مئئن‬
‫الئئابري مئا فعئئل ! ‪ ،‬فحئت الئانب الخلقئي الئذي هئئو مئئن أخئص خصئئائص السائلما ‪ ،‬عمحئئل علئئى‬
‫إبعاده منه ‪ ،‬لتكوين أخلق ل دينيةم ‪.‬‬
‫و الطأ العاشر يتعلق هو أيضا بسألةم العقل أسائاس الخلق ‪ ،‬فزّعئم الئابري أن مئا تيؤميئد ذلئك‬
‫أن هنئ ئئاك أحئ ئئاديث ترويه ئئا كتئ ئئب الدب و الخلق ‪ ،‬تتعل ئئق بالعقئ ئئل ‪ ،‬و مهمح ئئا تكئ ئئن درج ئئةم هئ ئئذه‬
‫الحئئاديث فئئإن مضئئمحونا العئئاما ل يتنئئاقض مئئع مئئا ورد ف ئ القئئرآن ‪ ،‬كمحئئا أن الكثئئار منهئئا )) معنئئاه‬
‫اع ئتاف النتمحيم ئ إل ئ الئئوروث السائئلمي الئئالص ‪ ،‬بكئئون العقئئل أسائئاس الخلق فعل ‪ ،‬و هئئذا مئئا‬
‫يهمحنا ((‪. 365‬‬
‫و قئوله هئئذا غيئ صئئحيح ‪ ،‬لنئئه أول أن الحئئاديث الئئت ذكرهئئا و التعلقئئةم بالعقئئل ‪ ،‬قئئد نئئص‬
‫نقاد الديث على أنا كلها موضوعةم‪-‬أي مكذوبةم‪ ، -‬و ل يصح منها حئئديث‪ . 366‬و مئئن ثئ فل‬
‫يصح العتمحاد عليها أصل ‪ . ،‬كمحا أن الطريقةم الت اتبحعها الابري ف حكمحه على تلك الحئئاديث‪-‬‬
‫‪ ،‬ليسئئت طريقئئةم صئئحيحةم ‪ ،‬لتمحييئئزّ صئئحيح الحئئاديث مئئن سائئقيمحها ‪ ،‬لن تقيقهئئا يتئئم وفئئق منهجيئئةم‬
‫نتقئئاد الئئديث الئئت تمحئئع بيمئ نقئئد السائئانيد و التئئون معئئا ‪ ،‬و ليئئس بالعتمحئئاد علئئى الكئئثرة و القلئئةم ‪،‬‬
‫لن الئئذين كئئذبوا أحئئاديث العقئئل و غيهئئا ‪ ،‬كئئان كئئثيا منهئئم متخصصئئا ف ئ الكئئذب متفننئئا فيئئه ‪،‬‬
‫فيجعئل للحئديث الواحئد الكئذوب طرقئا و متونئا كثية ‪ ،‬لتضئليل النئاس و التئدليس عليهئم‪ . 367‬لئذا‬
‫فل يصح ما زعمحه الابري بأن كثرة تلك الحاديث تؤميد ما ذهب إليه ‪.‬‬
‫و ثانيئئا إن قئوله بئئأن مئئا يتشئئي إلئ صئئحةم أحئئاديث العقئئل ‪ ،‬هئئو أنئئا تتفئئق مئئع القئئرآن ‪ ،‬فهئئو قئئول‬
‫باطل ‪ ،‬لن القرآن ينقض دعوى العقل أسااس الخلق ف السائئلما ‪ ،‬و هئئي تتنئاف معئئه بالضئئرورة ‪،‬‬
‫لن السائئلما ديئئن ال ئ ‪ ،‬و الخلق جئئزّء منئئه ‪ ،‬و هئئذا يعن ئ بالضئئرورة أن أخلق السائئلما أسااسائئها‬
‫ديئئن الئ تعئئال مصئئدرا و تشئريعا ‪ .‬و قئئد سائبحق أن ناقشئئنا الئئابري فئ هئئذا الوضئئوع ‪ ،‬و نقضئئنا عليئئه‬
‫دعواه ‪.‬‬
‫و الطئئأ الئئادي عشئئر – و هئئو الخيئئ‪ -‬يتعلئئق هئئو أيضئئا بسئئألةم العقئئل أسائئاس الخلق فئ ئ‬
‫السائلما ‪ ،‬فزّعئئم الئابري أن )) كئون العقئئل تييئئزّ بيمئ السئن و القبحيئح بصئورة بديهيئةم ‪ ،‬الشئئيء الئذي‬
‫يإعئئل منئئه أسائئاس الخلق يقتضئئيه الشئئرع نفسئئه ‪ ،‬باعتبحئئار أن الكلئئف بئئأداء الواجبحئئات الدينيئئةم مئئن‬
‫صئلة و زكئاة و صئياما ‪ ...‬و اجتنئاب النئواهي ‪ ،‬و الوقئوع بالتال تئت طائلةم السئؤموليةم ‪،‬و اساحقاق‬

‫‪365‬‬
‫نفس الرجع ‪ ،‬صا‪. 111 :‬‬
‫‪366‬‬
‫ابن تيمحيةم ‪ :‬بغيةم الرتاد ف الرد على الفلسافةم و القرامطةم ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬مكتبحئئةم العلئوما و الكئئم ‪ ،‬د ما ن ‪. 247 ، 1408 ،‬‬
‫و اللبحان ‪ :‬السلسلةم الضعيفةم ‪ ،‬ج ‪ 5‬صا‪ ، 398 :‬رقم ‪. 2379 :‬‬
‫‪367‬‬
‫للتوساع ف ذلك أنظر كتابنا ‪ :‬مدرساةم الكذابيم ف روايةم التاريخ السالمي و تدوينه ن ط ‪ ، 1‬دار البحلغا ‪ ،‬الزّائر ‪2003‬‬
‫‪.‬‬
‫الثواب و العقاب ‪ ...‬يإب أن يكون عاقل بالغا ((‪. 368‬‬
‫و قوله هئذا كئأقواله السئابقةم يندرج فئ خانةم التغليئط و الحتيال علئى الشئرع و العقئل معئا ‪ ،‬لن‬
‫قدرة العقل على التمحييئزّ بيمئ كئثي مئن أنئواع التسئن و القبحئح بالبحديهئةم ‪ ،‬ل يعنئ بالضئرورة مئا ادعئاه‬
‫الئئابري مئئن أن الشئئرع يقتضئئي بئئأن يكئئون العقئئل أسااسائئا للخلق ؛ لنئئه يإئئب الرجئئوع إلئ ئ الشئئرع‬
‫نفسه ‪ ،‬لعرفةم مئا يطلبحئه منئا و يأمرنئا بئه‪ .‬و نئن إذا رجعنئا إليئه وجئدناه تيعلئن صئراحةم بئأن الئ تعئال‬
‫أعطى للنسئان عقل ليمحيئزّ بئه بيمئ اليئ و الشئر ‪ ،‬و بيمئ اليئان و الكفئر ‪ ،‬و بيمئ النةم و النئار ‪،‬‬
‫كل ذلك لكي يؤممن هئئذا النسئان بربئئه حئق اليئان ‪ ،‬و يعبحئئده العبحوديئةم الصئئحيحةم ‪ ،‬و يلئتزّما بشئئرعه‬
‫س إلنل لليعئوعبحتتدولن ‪ ،‬عمئئا أتلريئتد لمونئتهئئم مئن مروزنق عوعمئئا أتلريئتد‬ ‫ف كل جوانب الياة ‪ ،‬و} عما عخلعوق ت ل ل‬
‫ت اولنن عواولن ع‬
‫ل ل‬ ‫ل ل‬
‫صلعلت‬ ‫يم {ٍ‪ -‬ساورة الذاريات ‪ ، -58-56‬و }قتول إلنن ع‬ ‫عأن يتطوعتمحون‪ ،‬إلنن اللنهع تهعو النرنزاتق تذو الوتقنوة الوعمحت ت‬
‫ص ئلر ‪،‬إلنن اوللنعسئئاعن لعلفئئي‬‫يم{ٍ ‪ -‬سائئورة النعئئاما‪ ،-162/‬و}عوالوعع و‬
‫ل‬ ‫ي عوعمعئئالت لللي ئله عر م‬
‫ب الوععئئالعمح ع‬
‫ل‬
‫عونتتس ئكي عوعوميعئئا ع‬
‫صووا لبال ن‬ ‫صا ل ل‬ ‫ل‬ ‫ل ل‬
‫ص ولبخ{ٍ ‪-‬ساورة العصر‪ ،3-1/‬فئال‬ ‫صووا لباولعمق عوتعئعوا ع‬
‫لات عوتعئعوا ع‬ ‫تخوسنر ‪،‬إنل النذيعن آعمنتوا عوععمحلتوا ال ن ع‬
‫تعال أعطئى للنسئان العقئل ليئس ليتخئذه تمشئرعا و إلئا ‪ ،‬و ل ليكئون نئدا و مزّاحئا منافسئا لئه ‪ ،‬و‬
‫ل ليتقئئدما عليئئه ‪ ،‬و إنئئا أعطئئاه العقئئل ليكئئون عبحئئدا عئئاقل مؤممنئئا بربئئه مطيعئئا لئئه ظئئاهرا و باطنئئا ‪ ،‬ف ئ‬
‫عقائئئده و أخلقئئه ‪ ،‬و ساياسائئته و اقتصئئاده ‪ ،‬وفئ ئ كئئل أحئ ئواله ‪ .‬و بنئئاء علئئى ذلئئك فئئإن مئئا زعمحئئه‬
‫الابري من أن مبحدأ العقل أسااس الخلق هئو مئن مقتضئيات الشئرع ‪ ،‬هئو زعئم باطئل ‪ ،‬صئوابه هئو‬
‫‪ :‬إن من مقتضيات الشرع نقض دعوى الابري و إبطالا ‪.‬‬
‫و يتبحيم من مناقشتنا لدعوى الابري‪ :‬العقل أسااس الخلق ف السالما ‪ ،‬أنه كان تمصرا على‬
‫دعواه ‪ ،‬ل يتك وسايلةم إل اساتخدمها لثبحاتا ‪ ،‬و قئد ناقشئناه فيهئا ‪ ،‬و نقضئئناها عليئئه ‪ ،‬لنئئه أدعئئى‬
‫أم ئرا معروفئئا بطلنئئه بالضئئرورة مئئن ديئئن السائئلما ‪ .‬و مئئع ذلئئك ظئئل مص ئرا علئئى دع ئواه ليصئئل إل ئ مئئا‬
‫خطط له ف مشروعه القومي العلمحئان ‪ ،‬مئئن تجيئم للشئئرع و تقزّيئ لئه ‪ ،‬و مزّاحتئه و التقئدما عليئه ‪،‬‬
‫و تفريغئئه مئئن متئواه ‪ ،‬حئئت فئ مئئال الخلق الئئذي هئئو مئئن أخئئص خصئئائص السائئلما ‪ ،‬ليصئئل فئ‬
‫النهايةم إل إقامةم فلسفةم تقوما على الوى و الغليفئئةم بئدعاوى العقئئل و العقلنيئةم ‪،‬و القوميئئةم و العلمحانيئةم‬
‫‪.‬‬
‫و ختامئئا لئئذا البححئئث يت ئبحيم أنئئه كئئانت لكئئل مئئن ممحئئد أركئئون و ممحئئد عابئئد الئئابري أخطئئاء‬
‫منهجيئةم كئثية تتعلئئق بالشئريعةم و الفقئئه و أصئوله ‪ ،‬ذكرنئئا منهئا طائفئةم متنوعئةم ‪ ،‬تئبحيم منهئئا أن أخطئئاء‬
‫الرجليم كانت –ف الغالب‪ -‬ذات خلفيات مذهبحيةم ترمي إل تقيق أهداف تمسطرة سالفا ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬الخأطاء المنهجية المتعلقة بعلم الكلما و أصولا الدين ‪:‬‬
‫و قع كل من ممحد أركون ‪ ،‬و ممحد عابد الئابري فئ أخطئاء منهجيةم متنوعئةم ‪ ،‬تتعلئق بنظرتمحا‬
‫‪368‬‬
‫العقل الخلقي ‪ ،‬صا‪. 113 :‬‬
‫إل قضايا من علم الكلما و أصول الدين ‪ ،‬و موقفهمحاا منها ‪ ،‬فبحخصوصا أركئون فلم أعئثر لئه علئى‬
‫ت‬ ‫أخطئئاء كئئثية فئ هئئذا الئئال ‪ ،‬لنئئه ليئئس مئئن اختصاصئئه ‪ ،‬و لئ يركئئزّ عليئئه فئ مؤملفئئاته‪-‬الئئت أطلعئ ت‬
‫عليها‪ -‬؛ عكس الابري الذي عكتثرت أخطاؤه فئ هئئذا الئال ‪ ،‬الئت سائنتناولا فئ موضئئعها الخصئئص‬
‫لا من مبححثنا هذا ‪ ،‬إن شاء ال تعال ‪.‬‬
‫و سائئأذكر مئئن أخطئئاء أركئئون أربعئئةم ‪ ،‬أولئئا إنئئه زعئئم أن علئئم أتصئئول الئئدين ‪ ،‬تدشئئن مئئن قلبحئئل أب ئ‬
‫السئئن الشئئعري )ت ‪324‬ه( ‪ ،‬و أب ئ منصئئور عبحئئد القئئاهر البحغئئدادي)ت ‪429‬ه(‪.369‬و ق ئوله هئئذا‬
‫غي صحيح تاما ‪ ،‬لن علم أصول الئدين موجئودة أصئوله و فروعئه فئ القئرآن الكريئ بأكمحئل وجئه و‬
‫أوفاه ‪ ،‬ساواء فيمحا يتلق بال وصفاته ‪ ،‬أو بلق الكون و نايته ‪ ،‬أو باليئئان و الكفئئر ‪ ،‬أو بالرسائئل‬
‫و دعواتم ‪ .‬كمحا أنه –أي علم أصول الدين‪ -‬قد تدشن فعليا علئئى أيئئدي أهئئل العلئم فئ القئئرن الثئان‬
‫الجئئري بظهئئور الطوائئئف الذهبحيئئةم و الفكريئئةم ‪ ،‬كالعتزّلئئةم ‪ ،‬و الهمحيئئةم ‪ ،‬و الشئبحهةم ‪ ،‬و أهئئل السئئنةم ‪،‬‬
‫ث أزدهئر أكئثر فئ القئرن الثئالث الجئري عنئدما اشتد النئزّاع الفكئري حئول مسئائل العقيئدة ‪ ،‬كقضئيةم‬
‫خلئئق القئئرآن ‪ ،‬و صئئفات ال ئ تعئئال ‪ ،‬المئئر الئئذي أدى إلئ كئئثرة الؤملفئئات ف ئ علئئم أصئئول الئئدين ‪،‬‬
‫فصئ ئئنف العتزّلئ ئئةم كتبحئ ئئا ‪ ،‬منهئ ئئا ‪ :‬كتئ ئئاب الجئ ئئج ‪ ،‬و كتئ ئئاب الق ئ ئوالب‪،‬و كتئ ئئاب الع ئ ئراض ‪ ،‬و هئ ئئي‬
‫للمحتكلم أب الذيل العلف العتزّل)ت ‪226‬أو ‪235‬ه(‪ ،370‬و ألف أهل السئئنةم مصئئنفات أصئوليةم ‪،‬‬
‫منهئئا ‪ :‬الئئرد علئئى الزّنادقئئةم و الهمحيئئةم لحئئد بئئن حنبحئئل ‪ ،‬و كتئئاب خلئئق أفعئئال العبحئئاد للبحخئئاري ‪ ،‬و‬
‫تأويئ ئئل متلئ ئئف الئ ئئديث لبئ ئئن قتيبحئ ئئةم ‪ ،‬و كتئ ئئاب الئ ئئرد علئ ئئى الهمحيئ ئئةم لبئ ئ سائ ئئعيد الئ ئئدارمي ‪ ،‬و هئ ئئذه‬
‫الصئئنفات كلهئئا مطبحوعئئةم و متداولئئةم بيم ئ أهئئل العلئئم ‪ ،‬و هئئي قئئد تألفئئت قبحئئل أن يتصئئنف أبئئو السئئن‬
‫الشئ ئئعري كتبحئ ئئه علئ ئئى مئ ئئذهب أهئ ئئل السئ ئئنةم‪ ،‬عنئ ئئدما كئ ئئان ببحغئ ئئداد ف ئ ئ الربئ ئئع الول مئ ئئن القئ ئئرن الرابئ ئئع‬
‫الجري‪. 371‬‬
‫كمحا أن قوله بأن الشعري و أب منصور قد دشنا علم أصول الدين ‪ ،‬هئئو كلما غيئ علمحئئي ‪،‬‬
‫و ل معن له ‪ ،‬لنه إذا سايلمحنا جدل بأن الشعري هو الذي ديشئن علئم أصئول الدين – و هئو أمئر‬
‫غيئ صئئحيح‪ ، -‬فهئئذا يعنئ أن المئئر قئئد تيئ و تانتهئئي منئئه ‪ ،‬فمحئئا الئئذي فعلئئه أبئئو منصئئور البحغئئدادي ؟‬
‫! ‪ ،‬فهل أعاد تدشينه من جديد ؟ ! ‪ ،‬و باذا ‪ ،‬و على أي أسااس ؟ ‪.‬‬
‫و إذا سائئلمحنا مئئرة أخئئرى بزّعمحئئه –و هئئو غيئ صئئحيح‪ -‬بئئأن الرجليمئ دشئئنا علئئم أصئئول الئئدين ‪،‬‬
‫فئئأين التكلمحئئون الكبحئئار الئئذين عاشئ ئوا فئ ئ الفئئتة بيمئ ئ الشئئعري التئئوف سائئنةم ‪324‬ه ‪ ،‬و أبئ ئ منصئئور‬
‫ت‬
‫التئئوف سائئنةم ‪429‬ه ؟ ‪ ،‬و مئئا هئئي أعمحئئالم العلمحيئئةم ؟ ‪ ،‬و منهئئم ‪ :‬أبئئو عبحئئدال بئئن ماهئئد صئئاحب‬
‫ت‬
‫‪369‬‬
‫الفكر الصول و اساتحالةم التأصيل ‪ ،‬صا‪. 129 :‬‬
‫‪370‬‬
‫عبحد القاهر البحغدادي ‪ :‬الفرق بيم الفرق ‪ ،‬صا‪. 132 ، 124 ، 123 :‬‬
‫‪371‬‬
‫ابن العمحاد النبحلي ‪ :‬شذرات الذهب ‪ ،‬ج ‪ 4‬صا‪ 130 :‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫الش ئ ئئعري ‪ ،‬و أب ئ ئئو عبح ئ ئئد الئ ئ ئ ب ئ ئئن حام ئ ئئد النبحل ئ ئئي البحغ ئ ئئدادي)ت ‪403‬ه( ‪ ،‬و أب ئ ئئو بك ئ ئئر البح ئ ئئاقلن‬
‫الشعري‪) 372‬ت ‪403‬ه( ‪ .‬فلمحاذا أغفلهم أركون ؟ ‪.‬‬
‫و الطأ الثان يتمحثل ف أنه‪-‬أي أركون‪ -‬عندما ذكر حديثا ف العقل‪-‬ل تيوثقه‪ -‬و زعم أن كئئل‬
‫الفكئر السائلمي تأسائس وتطئور علئى )) قاعئدة اليئان التمحثئل بالصئل اللئي للعقئل ((‪ . 373‬و قئوله‬
‫هذا غي صحيح ف معظمحه ‪ ،‬و ل يصدق إل على الفلسائئفةم السئئلمحيم الشئئائيم التئئابعيم لرسائئطو و‬
‫من تأثر بم ‪ ،‬لكنه ل يصئدق علئى عمحئوما علمحئاء أهئل السنةم ‪ ،‬فهئم لئ يقولئوا بئذلك ‪ ،‬خاصئةم أهئل‬
‫الديث الذين بينوا أن كل أحاديث العقل مكذوبةم ل يصح منهئا حئديث ‪ ،‬و العقئئل عنئدهم عئئرض‬
‫ملوق غريزّي ف النسان ‪. 374‬‬

‫و أمئئا الطئئأ الثئئالث فيتمحثئئل فئ أنئئه‪-‬أي أركئئون‪ -‬عنئئدما أشئئار إلئ الصئراع الئئذي حئئدث بيمئ‬
‫العتزّلئئةم و النابلئئةم ‪ ،‬وصئئف موقئئف العتزّلئئةم بئئأنه ل مؤمسائئطر – أي عقلنئ ل أتسائئطوري‪ ، -‬و وصئئف‬
‫موقف النابلةم بأنه موقف إيان أو تسليمحي‪. 375‬‬
‫و قوله هذا يتضمحن أخطئاء و مبحالغئات ‪ ،‬لنئه أول أن وصئفه لفكئر العتزّلئةم بأنه غيئ تمؤمسائطر ‪،‬‬
‫بعن أنه عقلن ‪ ،‬هو وصف غي صحيح ف معظمحه ‪ ،‬لن العتزّلةم ‪ ،‬ل تيقيمحئوا معظئئم أصئئولم علئئى‬
‫العقئئل الصئئحيح الصئ ئريح ‪ ،‬و ل علئئى النقئئل الصئئحيح ‪ ،‬و إنئئا أقئئاموه علئئى ظنئئون و تريئئدات ‪ ،‬و‬
‫خاضوا ف أمور بعقولم الئدودة فئ مواضئيع قئال فيهئا الشئرع كلمحتئئه النهائيئةم ‪ ،‬كإثبحئات الصئفات لئ‬
‫تعئئال ‪ ،‬و تقئئدي الشئئرع علئئى العقئئل‪ ،‬و هئئم نفئوا الرؤيئئةم و كئئثيا مئئن الصئئفات ‪ ،‬و خاضئوا فئ مئئا ل‬
‫تيدركه العقل‪ ، 376‬و هذا خطأ منهجي كبحي‪ ،‬فليئئس مئن العقئل أن يئوض العقئل فئ أمئئور ل يتئدركها‬
‫‪ ،‬و أن يتقئئدما العقئئل علئئى الشئئرع ‪،‬أو يتسئئاويه أو يتزّاحئئه‪ .‬تلئئك هئئي بعئئض ج ئوانب عقلنيئئةم العتزّلئئةم‬
‫الزّعومئئةم ‪ ،‬الئئت زعئئم أركئئون بأنئئا غي ئ تمؤمسائئطرة ‪ ،‬و هئئي ف ئ القيقئئةم كئئثيا مئئا قئئامت علئئى الظنئئون و‬
‫الوهاما و تأويل الشرع ‪.‬‬

‫‪372‬‬
‫نفس الصدر ‪ ،‬ج ‪ 5‬صا‪. 21 ، 20 ، 17 :‬‬
‫‪373‬‬
‫تارييةم الفكر ‪ ،‬صا‪. 65 :‬‬
‫‪374‬‬
‫ابئئن تيمحيئئةم ‪ :‬درء تعئئارض العقئئل و النقئئل‪ ،‬حققئئه رشئئاد سائئال ‪ ،‬دار الكنئئوز ‪ ،‬الريئئاض ‪ ، 1391 ،‬ج ‪ 1‬صا‪ ، 50 :‬ج ‪2‬‬
‫صا‪ . 331 :‬و الئ ئئرد علئ ئئى النطقييم ئ ئ ‪ ،‬دار العرفئ ئئةم ‪ ،‬بيئئوت ‪ ،‬صا‪ . 196 :‬ال ئئارث الاسا ئئب‪ :‬مائي ئئةم العق ئئل ‪ ،‬ط ‪ ، 2‬دار‬
‫الكندي ‪ ،‬بيوت ‪ ،‬صا‪ . 205 :‬ابن قيم الوزيةم ‪ :‬نقد النقول ‪ ،‬صا‪ . 60 :‬اللبحان ‪ :‬الضعيفةم ‪ ،‬ج ‪ 5‬صا‪. 398 :‬‬
‫‪375‬‬
‫الفكر السالمي ‪ ،‬صا‪. 188 :‬‬
‫‪376‬‬
‫أنظر مثل ‪ :‬القاضي عبحد البحار العتزّل‪ :‬شرح الصول المحسةم ‪ ،‬الزّائر ‪ ،‬موفم للنشر ‪ ، 1990 ،‬ج ‪: 1‬صا‪ ، 120 :‬و‬
‫ما بعدها ‪ ،‬و الشهرساتان‪ :‬اللل و النحل ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪. 75 :‬‬
‫و ثانيا إن النابلةم‪ -‬و معهم أهل الديث‪ -‬ل تيقيمحوا فكرهم على مرد التسليم بل دليل ‪ ،‬و‬
‫إنئئا هئئو تسئئليم أقئئاموه علئئى النقئئل الصئئحيح ‪ ،‬و العقئئل البحئئديهي الص ئريح ‪ ،‬و احتج ئوا لئئه بختلئئف‬
‫الدلئةم الشئرعيةم و العقليةم معئا ‪ .‬و مئن يطلئع علئى رسائالةم الئرد علئى الزّنادقئةم لحئد بئن حنبحل يتبحيم لئه‬
‫يقينئئا بئأن الرجئئل كئئان ملمحئا بقئئالت عصئئره ‪ ،‬متمحكنئا مئئن منهئئج الئئرد الشئئرعي العقلئئي ‪ ،‬قئئوي الجئةم‬
‫دامئئغ البخهئئان ‪ .،‬و قئئد سائئار علئئى نجئئه كئئثي مئئن النابلئئةم و أهئئل الئئديث ‪ ،‬كمحئئا فعئئل أبئئو سائئعيد‬
‫ال ئئدارمي فئ ئ ال ئئرد عل ئئى الهمحي ئئةم ‪ ،‬و اب ئئن خزّي ئئةم)ت ‪311‬ه( ‪ ،‬فئ ئ كت ئئاب التوحي ئئد ‪ ،‬و اب ئئن عقي ئئل‬
‫البحغدادي )‪513‬ه( ‪ ،‬ف كتابيه ‪ :‬النتصار لهل الديث ‪ ،‬و الئئرد علئئى الشئئاعرة التعئزّال ‪ ،‬و منهئئم‬
‫أيضئ ئ ئئا ‪ :‬الوفئ ئ ئئق بئ ئ ئئن قدامئ ئ ئئةم القدسائ ئ ئئي)ت ‪620‬ه( فئ ئ ئ كتئ ئ ئئابيه ‪ :‬البخهئ ئ ئئان فئ ئ ئ بئ ئ ئئان القئ ئ ئئرآن ‪ ،‬و ذما‬
‫التأويئئل‪.377‬و بلغئئت هئئذه الدرسائئةم أوجهئئا علئئى يئئد شئئيخ السائئلما بئئن تيمحيئئةم )ت ‪728‬ه(‪،‬و تلمئئذته‬
‫كالذهب)ت ‪748‬ه( ‪ ،‬و ابن القيم) ‪751‬ه( ‪،‬و مصنفات هؤملء معروفئةم و متداولئةم بيمئ أهئل العلئم‬
‫ف عصرنا الال ‪.‬‬
‫و أما زعمحه بأن النابلةم يقولون ‪ :‬ينبحغي أن نتلقى القئرآن بل كيئف‪ ،‬بعنئ دون أن نسئأل ‪ :‬كيئف‬
‫نفهمحئئه ‪ ،‬؟ ‪ ،‬و كيئئف نفسئئره ؟ ‪ ،‬لنئئه ليئئس ف ئ حاجئئةم إل ئ تفسئئي أو تأويئئل ‪،‬و علينئئا أن نتلقئئاه و‬
‫نتشئيربه داخليئئا‪ . 378‬فهئئو افئتاء علئئى الق ئوما ‪ ،‬لن النابلئئةم و أهئئل الئئديث يقولئئون ‪ :‬بل كيئئف فيمحئئا‬
‫يص صفات ال تعئال ‪ ،‬و يقولئون ‪ :‬يإئب إثبحئات كئل الصئفات الئواردة فئ الشئرع بل تكييئف‪،‬و ل‬
‫تش ئبحيه ‪ ،‬و ل تسئئيم ‪ ،‬ول تأويئئل ‪ ،‬و ل تعطيئئل‪ . 379‬لكنهئئم ل ئ يقول ئوا مئئا زعمحئئه أركئئون ‪ ،‬و كئئان‬
‫عليه أن تيوثقه لكي نتثبحت منه ‪ ،‬و كيف يقولون ذلك ‪ ،‬و القئئرآن يثهئئم علئئى تئئدبر القئئرآن و فهمحئئه‬
‫ل‬ ‫‪ ،‬؟ ‪ ،‬قئئال تعئئال ‪} :‬أعفععل يئتعئعدبئنروعن الوتق ئرآعن أعوما ععلعئئى قتئلتئئو ن‬
‫ب‬‫ب أعقوئعفاتلئعئا{ٍ سائئورة ممحئئد‪ ، -24/‬و}كتعئئا ق‬ ‫و‬ ‫ع ت‬
‫ل‬
‫ك تمعبحاعرقك لميعندبئنتروا آعياتلله عوليعتععذنكعر أتوولتوا اولعلوعبحاب{ٍ ‪ -‬ساورة صا‪ ، - 29/‬و هئم لئو لئ يتئدبروا‬
‫ل‬ ‫عأنعزّلوعناهت إللعوي ع‬
‫القرآن و يفهمحوه ما أخرجوا كنوزه ف مؤملفاتم التفسييةم ‪ ،‬التقدمةم منها و التأخرة‪. 380‬‬
‫و أمئئا الطئئأ الخي ئ – أي الرابئئع‪ ، -‬فيتعلئئق بوضئئوع صئئفات ال ئ تعئئال ‪ ،‬فقئئد زعئئم أركئئون أنئئه‬
‫توجد ف القرآن كلمحات تتؤمدي إل )) تفسيات تسيمحيةم ‪ ،‬أو تشبحيهيةم ‪ ،‬من مثل )) ث اسائتوى علئى‬
‫العئئرش (( ‪ ،‬و )) عليئئم بئئالقلم (( ‪ ،‬و )) إنئئه سئئيع عليئئم (( ‪ ،‬تتؤمخئئذ علئئى حرفيتهئئا مئئن قبحئئل التفسئئي‬
‫‪377‬‬
‫للتوساع ف هذا الوضوع ‪ ،‬أنظر كتابنا ‪ :‬الزمةم العقيديةم بيم الشاعرة و أهل الديث ‪ ،‬صا‪ 148 :‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫‪378‬‬
‫السالما ‪ ،‬أوروبا ‪ ،‬صا‪. 188 :‬‬
‫‪379‬‬
‫أنظر كتابنا ‪ :‬الزمةم العقيديةم ‪ ،‬صا‪ 8 :‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫‪380‬‬
‫أنظر " أبو السيم بن أب يعلى ‪ :‬طبحقات النابلةم ‪ ،‬ج ‪ 2‬صا‪ . 120 ، 106 ، 55 ، 51 :‬و من تفاسايهم العروفةم و‬
‫الطبحوعةم و التداولئةم بيمئ أهئل العئم ‪ :‬زاد السئي فئ علئم التنفسئي لبئن الئوزي ‪ .‬و التفسئي الكئبحي‪ ،‬و دقائق التفسئي ‪ ،‬و هئا‬
‫لبن تيمحيةم ‪ .‬و التفسي القيم لبن القيم ‪.‬‬
‫السالمي التقليدي ((‪ 381‬و قوله هذا خطأ من وجهيم ‪:‬‬
‫الول إنئئه زعئئم بئأن فئ القئرآن كلمحئات تتئؤمدي إلئ تفسئيات تسئيمحيةم او تشئبحيهيةم ‪،‬و هئو زعئم‬
‫باطل ‪ ،‬و جهل بنهج فهم القرآن و تفسئئيه ‪ ،‬أو هئئو تاهئل لئئه ‪ ،‬لن القئئرآن تيفسئئر بعضئئه بعضئئا ‪،‬‬
‫و يإب فهمحه بذلك النهج ‪ ،‬فمحسألةم صفات ال تعال ‪ ،‬يإب النظر إليهئئا مئئن خلل ثلثئةم آيئئات ‪،‬‬
‫صئتي{ٍ ‪ -‬سائورة الشئورى‪ ، -11/‬و}قتول تهئعو‬ ‫هي قوله تعئال ‪ }:‬لعيئس عكلمحثوللئله عشئيء وهئو النسئلمحيع البح ل‬
‫ت ع‬ ‫و ق عتع‬ ‫و ع‬
‫ل‬
‫صعمحتد ‪،‬لو يعلود عوعلو تيولعود ‪ ،‬عوعلو يعتكن لنهت تكتفةوا أععحقد{ٍ‪-‬سائورة الخلصا‪ ،-4-1/‬و}فعلع‬ ‫اللنهت أععحقد ‪،‬اللنهت ال ن‬
‫ضلربتواو للليئله العومثعئاعل إلنن الليئهع يعئوعلعئتم عوعأنتتئوم لع تعئوعلعتمحئوعن{ٍ ‪ -‬سائورة النحئل‪ ،-74/‬فإذا قلنا ‪ :‬إن الئ تعئال‬
‫تع و‬
‫سئئيع بصئئي ‪ ،‬فسئئمحعه و بصئئره ل يتش ئبحاهان سئئع و بصئئر ملوقئئاته مطلقئئا ‪ ،‬و إن جئئع بينهئئم السائئم‬
‫الشتك ‪ .‬و إذا قلنا ‪ :‬ال اساتوى على العئئرش ‪ ، ،‬فهئذا السائتواء ل يتشئبحه اسائئتواء الخلئئوقيم نائيئئا ‪،‬‬
‫إل ف السام ‪ ،‬لن اختلف الذات يستلزّما حتمحا اختلف الصفات ‪ ،‬و بئئذلك يصئبحح إثبحاتنئئا لئئذات‬
‫الئ ئ تعئئال و صئئفاته ‪ ،‬هئئو إثبحئئات وجئئود ل إثبحئئات تكنئئه و كيفيئئةم ؛ و يتقئئال نفئئس الشئئيء فئ ئ بئئاقي‬
‫الصئفات الئت ثبحتئت فئ الشئرع ‪ ،‬و بئذلك ل تيوجئد أي تشبحيه و ل تسئم فئ آيئات القئرآن الكريئ ‪،‬‬
‫عكس ما ادعاه أركون ‪.‬‬
‫و الوجه الثان إنئئه زعئئم أن التفسئي السائئلمي التقليئدي يأخئذ آيئئات الصئئفات‪ -‬الئت سئاها أركئون‬
‫تسئئيمحيةم – علئئى حرفيتهئئا ‪ ،‬و هئئذا زعئئم باطئئل ‪ ،‬و افئتاء علئئى السئئلف و أهئئل الئئديث معئئا ‪ ،‬لن‬
‫هؤملء صيرحوا مرارا أن صفات ال يإب إثبحاتا كلها و ل )) يتعرضوا لا برد و ل تأويل ‪ ،‬بل أنكئئروا‬
‫على من تأولا ‪ ،‬مع اتفاقهم على أنئا ل تتشبحه نتعئوت الخلئوقيم ‪ ،‬وأن الئ تعئال ليئس كمحثلئه شئيء‬
‫‪ ،‬و ل تنبحغئئي النئئاظرة و ل التنئئازع فيهئئا ‪ ،‬فئئإن ذلئئك مولئئةم للئئرد علئئى الئ و رسائوله ‪ ،‬أو حومئئا علئئى‬
‫التكييف أو التعطيل ((‪ . 382‬و كان الشافعي يقول ‪ :‬إن الصفات نتثبحتها ل تعال ‪ ،‬و هئئي ل تئئدرك‬
‫حقيقتهئئا بئئالفكر و الرويئئةم ‪ ،‬و ننفئئي عنهئئا التشئبحيه كمحئئا نفاهئئا الئ تعئئال عئئن نفسئئه ‪ ،‬فئ قئوله تعئئال‬
‫)) ليئئس كمحثلئئه شئئيء و هئئو السئئمحيع البحصئئي ((‪ -383‬سائئورة الشئئورى‪ . -11/‬و أمئئا مئئا يتئئروى عئئن‬
‫السئلف بئأن صئفات الئ تعئئال تئئر كمحئا جئاءت ‪ ،‬فليئئس القصئود أنئئه تتؤمخئذ علئئى حرفيتهئئا كمحئا زعئم‬
‫أركون ‪ ،‬و إنا القصود أنا تتثبحت كمحا جاءت من دون تأويل و ل تعطيل ‪،‬و ل نفئئي و ل تشئبحيه ‪،‬‬
‫ول تسيم و ل تكييف‪. 384‬‬

‫‪381‬‬
‫أركون ‪ :‬القرآن ‪. 33 ،‬‬
‫‪382‬‬
‫الذهب ‪ :‬السي ‪ ،‬ج ‪ 11‬صا‪. 376 :‬‬
‫‪383‬‬
‫نفس الصدر ‪ ،‬ج ‪ 10‬صا‪. 80 :‬‬
‫‪384‬‬
‫أنظر كتابنا ‪ :‬الزمةم العقيديةم ‪ ،‬صا‪ 8 :‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫و أما بالنسبة إلى أخطاء الجابري المنهجية المتعلقة بعلم الكلم و أصول الدين ‪،‬‬
‫فهي كثيرةا و متنوعة ‪ ،‬أذكر منا طائفة في مجموعتين ‪ ،‬الولى تتعلق بالقضاء و‬
‫القدر ‪ ،‬و صفات ا تعالى ‪ ،‬و تتضمن خمسة أخطاء ‪ ،‬أولها إن الجابري يرىَ أن‬
‫آيات القرآن متعارضة فيما يخص مسألة القضاء و القدر ‪ ،‬فمنها آيات تفيد الختيار ‪،‬‬
‫كقوله تعالى ‪} :‬إذلنا هأأدريأناهي اللسذبيأل إذلما أشاذكورا أوإذلما أكيفوورا{َ ‪ -‬سورةا النسان‪،-3/‬‬
‫اأ أغنذلُي أحذميدد{َ ‪-‬سورةا لقمان‪ -12/‬و‬ ‫و}أوأمن يأرشيكرر فأإ ذنلأما يأرشيكير لذنأرفذسذه أوأمن أكفأأر فأإ ذلن ل‬
‫ضلذرل فأأ يرولأئُذ أ‬
‫ك‬ ‫اي فأهيأو ارليمرهتأذدي أوأمن يي ر‬
‫منها آيات تفيد الجبر ‪ ،‬كقوله تعالى ‪} :‬أمن يأرهذد ر‬
‫اي أوذمرنيهم لمرن أحقل ر‬
‫ت‬ ‫هييم ارلأخاذسيروأن{َ ‪-‬سورةا العراف‪ ، -178/‬و} فأذمرنيهم لمرن هأأدىَ ر‬
‫ضللأية{َ ‪ -‬سورةا النحل‪.385-36/‬‬ ‫أعلأريذه ال ل‬

‫و فهمحئئه هئئذا‪-‬ليئئات الئئبخ و الختيئئار‪ -‬غيئ صئئحيح ‪ ،‬لنئئه أول يئئالف مئئا نئئص عليئئه القئئرآن‬
‫صراحةم من أنه كتاب تمكم غي متناقض ل يأتيه البحاطل من بيم يديه و ل من خلفئه ‪ ،‬لقئوله تعئال‬
‫‪ :‬كتاب تأحكمحت آياته ث تفصلت من لئدن حكيئئم خئبحي((‪-‬سائئورة هئود ‪ ، -1‬و أنئه كتئئاب}عل يعئأولتيله‬
‫حيئند{ٍ ‪ -‬سائئورة فصئئلت‪ ، -42/‬و عليئئه فل‬ ‫يمئ يئعديله وعل لمئن خوللفئله عتنلزّيئل مئن حلكيئنم عل‬
‫ق و ع‬
‫ل ل‬
‫الوعبحاطئتل مئئن بعئ و ل ع و ع و ع‬
‫يصئئح شئئرعا و ل عقل القئئول بئئأن آيئئات القئئرآن متناقضئئةم فيمحئئا بينهئئا ‪ .‬نعئئم قئئد تكئئون متعارضئئةم ف ئ‬
‫عقول بعض الناس ‪ ،‬لكنها فئ القيقئةم ليسئت متعارضئةم أصئل فئ كتئاب الئ تعئال ‪ ،‬و مئا علينا إل‬
‫البححئئث و التئئدبر فيهئئا ‪ ،‬لئئل إشئئكالتا التعوهئئةم ‪ ،‬مئئن خلل الفهئئم الصئئحيح لئئا ‪ ،‬بتفسئئي القئئرآن‬
‫ت‬
‫بالقرآن ‪،‬و بالسنةم النبحويةم ‪ ،‬و با أجع عليه الصحابةم ‪ ،‬و با صيح ف بدائه العقول و العلم الصحيح‬
‫‪.‬‬

‫و ثانيا إننا إذا انطلقنا مئن ذلئك الفهئم ‪ ،‬يتئبحيم لنئا جليا أنئه ل تيوجئد أي تنئاقض ‪ ،‬بيمئ آيئات‬
‫ص علئئى أن ال ئ تعئئال خلئئق كئئل شئئيء و قئيدره‬ ‫الئئبخ و الختيئئار ‪ ،‬فهئئي علئئى ثلثئئةم أنئواع ‪ ،‬أولئئا نئ ي‬
‫تقئديرا ‪ ،‬كقئوله تعئال ‪ }- :‬عوعخلعئعق تكئنل عشئينء فعئعقئندعرهت تعئوقئلديةرا{ٍ ‪ -‬سائورة الفرقئان‪ ، -2/‬و}عونعئوفئ ن‬
‫س عوعمئا‬ ‫و‬
‫ب عمئن عدنسائاعها{ٍ ‪-‬سائورة الشئمحس‪/‬‬ ‫عسا نواعها ‪ ،‬فعأعولععمحعهئا فتتجوعرعهئا عوتعئوقعواعهئا ‪،‬قعئود أعفوئلعئعح عمئن عزنكاعهئا ‪ ،‬عوقعئود عخئا ع‬
‫‪ ،-10-7‬و عليه فإن النسان –مثل‪ -‬ليس له إي اختيار ف خلق نفسه ‪ ،‬و ل ف اختيئار والئديه‬
‫و جنسه ‪ ،‬و ليس هو الذي جعل نفسه تمسيا ف جوانب من ذاته ‪ ،‬و تميا فئ جئوانب أخئئرى مئئن‬
‫نفسه‪.‬‬

‫و النوع الثاني‪ -‬من تلك اليات‪ -‬أنص صراحة على أن النسان له اختيار و حرية‬
‫التصرف ‪ ،‬و مسئُول عن أعماله و سييحاسب عليها ‪ ،‬فيما يتعلق بالجانب الختياري‬
‫من نفسه الذي هو يحر فيه ‪ ،‬كقوله تعالى ‪ )) :‬قد أفلح من زكاها ‪،‬و قد خاب من دساها‬
‫‪385‬‬
‫العقل الخلقي ‪ ،‬صا‪ . 86 ، 82 ،81 :‬بنيةم العقل ‪ ،‬صا‪. 535 :‬‬
‫ت أرذهينأدة{َ‪ -‬سورةا المدثر‪ ، -38/‬و‬ ‫س بذأما أكأسبأ ر‬ ‫(( –سورةا الشمس‪ ، - 10-9/‬و}يكلُل نأرف م‬
‫ق ذبارليحرسأنى ‪ ،‬فأأسنييأبسيرهي لذرلييرسأرىَ أوأألما أمن بأذخأل أوارستأرغأنى ‪،‬‬ ‫صلد أ‬‫طى أواتلأقى أو أ‬ ‫}فأأ ألما أمن أأرع أ‬
‫فأأسنييأبسيرهي لذرليعرسأرىَ{َ ‪-‬سورةا الليل‪. -10-5/‬‬
‫ص على أن الانب الختياري ف النسان ‪ ،‬ليئس هئو‬ ‫و النوع الثالث –من تلك اليات‪ -‬نع ع‬
‫فيئئه حئ ئرا حريئئةم تامئئةم ‪ ،‬يتصئ ئيرف فيئئه كمحئئا يتريئئد ‪ ،‬و إنئئا هئئو فيئئه تمكئئم بئئالرادة و الشئئيئةم الليئئةم ‪،‬‬
‫فالنسان قئد يتريئد أمئرا ‪ ،‬و الئ تعئال قئد يتريئده أيضئا فتتفئق الرادتئان ‪ ،‬فيتحقئق فئ الواقئع بإرادة و‬
‫مشيئةم منه سابححانه‪ .‬لكن ذلك النسان قد يتريد أمرا ما ‪ ،‬ال تعال ل يتريده ‪ ،‬فتختلف الرادتان و‬
‫ل يتحقئ ئئق إل مئ ئئا أراده ال ئ ئ ‪ .‬لن إرادة النسئ ئئان مئ ئئدودة و مكومئ ئئةم بئ ئئالرادة الليئ ئئةم الطلقئ ئئةم‪،‬و ل‬
‫تستطيع أن تفعل كل مئا تريئده مئن الفعئال التعلقئةم بالئانب الختيئاري ‪ ،‬لذا قال سائبححانه ‪} :‬للعمحئن‬
‫يم{ٍ‪-‬سائورة التكئئوير‪، -29-28 /‬‬ ‫ل‬
‫ب الوععئالعمح ع‬‫عشئاء لمنتكئوم عأن يعوسئتعلقيعم ‪،‬عوعمئا تععشئاتؤوعن إلنل عأن يععشئاء اللنئهت عر ي‬
‫ك عل تعئوهئلدي عمئون‬‫و مثئال ذلئك مسئألةم الدايةم ‪ ،‬فالنسئان ل يلكهئا لنئا بيد الئ تعئال لقئوله ‪} :‬إل ئن ع‬
‫ت عولعلكئ ئنن اللئن ئهع يعئوهئ ئلدي عمئئن يععشئئاء عوتهئ ئعو أعوعلئع ئتم لبالوتمحوهتعئ ئلديعن{ٍ ‪-‬سائئورة القصئئص‪ ،-56/‬لكنئئه –أي‬ ‫أعوحبحعوبحئ ئ ع‬
‫النسئئان‪ -‬يسئئتطيع الخئئذ بأسائ ئبحاب الدايئئةم و وسائئائلها الؤمديئئةم إليهئئا ‪ ،‬بعنئ ئ أنئئه يسئئتطيع أن يسئئعى‬
‫للوصول إليها ‪ ،‬فإذا أخلص نيته ل تعال ‪ ،‬و التزّما بشئرعه ظئاهرا و باطنئا ‪ ،‬سايصئل إليهئا ‪،‬و تيكرمئه‬
‫ال با ‪ ،‬لنه سابححانه هو الذي وعئئده بئا ‪ ،‬و الئ ل تيلئف العئئاد ‪ .‬و بئذلك يتئبحيم أن الدايئةم فعل‬
‫هئئي بيئئد الئ تعئئال ‪ ،‬يتكئرما بئئا عبحئئاده الخلصئئيم اللئئتزّميم بشئئرعه ‪ . ،‬فلئئو كئئان النسئئان يلئئك الدايئئةم‬
‫لنحه ئئا لنفس ئئه م ئئن دون عمح ئئل ‪ ،‬أو قبح ئئل اكتمح ئئال ش ئئروطها ‪ ،‬لكن ئئه م ئئع ذل ئئك يكن ئئه الوص ئئول إليه ئئا‬
‫باختياره و حريته ‪،‬إذا سالك الطريئق الصئحيح الوصئل إليهئا ‪ .‬و بئذلك نكئون قئد جعنئا بيمئ اليئات‬
‫القرآنيةم الت زعم الابري أنا متعارضةم ‪ ،‬و دفعنا عنها التعارض التيوهم ف فهمحها ‪ ،‬و لئ المحئئد أول‬
‫ت‬
‫و أخيا ‪.‬‬
‫و أما الطأ الثان فيتمحثل ف أن الابري قال‪ :‬إن أهل السنةم تيسكوا ببحدأ )) ل فاعل إل ال ‪،‬‬
‫كئئرد فعئئل لنفئئي العتزّلئئةم للقضئئاء و القئئدر ‪ ،‬و قئئالوا أيضئئا بئئالثواب و العقئئاب ‪ ،‬الئئذي يعنئ العئتاف‬
‫بسؤموليةم النسان ‪ ،‬لنه بدونا تسئقط الئدود و التكئاليف أصئل ‪ ،‬و يصبحح الفقئه غيئ ذي موضئوع‬
‫‪ ،‬و هنئئا قئئامت أزمئئةم قييئئم ‪ :‬كيئئف نتفئئظ بالقضئئاء و القئئدر ‪ ،‬و هئئو قيمحئئةم دينيئئةم أسااسائئيةم ‪ ،‬و بيمئ ئ‬
‫السؤموليةم البحشريةم ‪ ،‬الت بدونا ل يبحقى لوامر ال و نواهيه ‪ ،‬و ل لثوابه و عقابه معن ((‪. 386‬‬
‫و قئوله هئئذا غيئ صئئحيح فئ معظمحئئه ‪ ،‬و ل توجئئد أزمئئةم قيئئم فئ الئئذهب الصئئحيح أصئئل ‪،‬‬
‫لنئئه أول ل ئ يفئ ئيرق‪-‬أي الئئابري‪ -‬بيمئ ئ أهئئل السئئنةم قبحئئل انتشئئار الئئذهب الشئئعري و بعئئده‪ ، 387‬لن‬
‫‪386‬‬
‫العقل الخلقي العرب ‪ ،‬صا‪. 86 :‬‬
‫‪387‬‬
‫انتشئئر الئئذهب الشئئعري انتشئئارا واسائئعا فئ ئ القئئرن الئئامس الجئئري و مئئا بئئده ‪ ،‬و للتوسائئع ف ئ ذلئئك أنظئئر كتابنئئا ‪ :‬الزمئئةم‬
‫العقيديةم بيم ألشاعرة و أهل الديث ‪ ،‬صا‪ 12 :‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫الئئذهب السئئن كئئان مئئذهبحا تمهيمحنئئا يثئئل غالبحيئئةم السئئلمحيم ‪ ،‬قبحئئل انتشئئار الشئئعريةم ‪ ،‬فلمحئئا انتشئئرت‬
‫انقسئئم أهئئل السئئنةم إل ئ طئئائفتيم ‪ ،‬الول ئ تثئئل السئئنةم السئئلف ‪ ،‬و هئئم أهئئل الئئديث و النابلئئةم ‪ ،‬و‬
‫الثانيةم تثئل السنةم اللئف ‪ ،‬و هئم الشئاعرة و الاتريديئةم‪ . 388‬و الفئتة الئت ظهئر فيها العتزّلئةم و كئان‬
‫لئم فيهئا نفئوذ و نشئاط قئوييم ‪ ،‬كئئان فيهئا أهئئل السئنةم جاعئئةم واحئئدة فكئرا و طائفئئةم ‪ ،‬لكئن الئابري‬
‫يتكلئئم عئئن هئئذه الفئئتة ‪ ،‬و ينسئئب إلئ ئ أهئئل السئئنةم فكئئر الشئئعري الئئذي مئئازال لئ ئ يظهئئر بعئئد‪،‬ولئ ئ‬
‫يعتقئئدونه أصئئل ‪ .‬لئئذا فهئئم ل ئ يقول ئوا بكسئئب الشئئعري ‪ ،‬و ل بنفيئئه للحكمحئئةم و التعليئئل ‪ ،‬الئئت بن ئ‬
‫عليها الشعري الكسب و نفي التأثي‪. 389‬المر الذي يعنئ أن قئول الئابري بئأن أهئل السنةم قالوا ‪:‬‬
‫)) ل فاعل إل ال (( هو قول ل يصح نسبحته إل أهل السنةم‪-،‬قبحل انقسامهم‪ ، -‬لكنه يصدق علئئى‬
‫الشاعرة بعد أنقساما السنييم على أنفسهم ‪ .‬فأهل السنةم –قبحئئل انقسئئامهم‪ -‬لئ يقولئوا ‪ :‬ل فاعئئل إل‬
‫الئ ئ ‪ ،‬و إنئئا قئئالوا ‪ :‬ل خئئالق إل الئ ئ ‪ ،‬و أثبحتئ ئوا للنئئاس أفعئئالم و أعمحئئالم الخلوقئئةم ‪ ،‬و ميئئزّوا بيمئ ئ‬
‫أعمحالم الضطراريةم ‪ ،‬و أعمحالم الختياريةم السؤموليم عنها‪. 390‬‬
‫و ثانيا إن أزمةم القيم التويهةم ل وجود لا أصل ‪ ،‬فئ ديئن السائلما ‪ ،‬و ل فئ مئذهب السئنةم‪-‬قبحل‬
‫ت‬
‫انقسامه‪ ، -‬لن موضوع إثبحات القضاء و القدر ف حقيقته الشرعيةم‪ ،‬ل علقةم له مطلقا بسألةم الئئبخ‬
‫و الختيار كمحا توهها العتزّلةم و التأثرون بم‪ .‬لن الذهب السن يتثبحت للنسان اختياره و مسؤموليته‬
‫‪ ،‬و قدرته على التأثي ف إطار من القضاء و القدر الذي يعن أن ال تعال قضى و قيدر ف ئ الزل‬
‫كل ما سايخلقه ‪ ،‬و ما سايحدث ف الستقبحل ‪ ،‬با فيهئا أفعئال البحشئر الت سائيفعلونا مئن دون إكئراه‬
‫لم ‪ ،‬فعل ذلك بإرادته و مشيئته ‪،‬و قدرته و علمحه ‪ ،‬و حكمحتئه و عئدله سابححانه و تعئال ‪ ،‬و بنئاء‬
‫على ذلك فإن سائبحق علئم الئ تعئال لكئل مئا سائيحدث مستقبحل ‪ ،‬بئا فيهئا أفعئال النسئان ‪ ،‬فئإنه ل‬
‫يسئئتلزّما الجبحئئار و الك ئراه و الظلئئم ‪ ،‬و هئئذا الئئذي ل ئ يفهمحئئه العتزّلئئةم و الوافقئئون لئئم ‪ ،‬أو أنئئم ل ئ‬
‫يتريدوا فهمحئئه ‪ .‬لن القضئئاء و القئدر ‪ ،‬هئو مئن ضئئروريات الربوبيئةم و كمحالتئئا ‪ ،‬فئالله الئذي ل يعلئم‬
‫ماذا سايحدث مستقبحل ليس بإله ‪ ،‬كمحا أن علمحه بذلك ل تيعد أبدا ظلمحا و ل إكراها ‪ ،‬و إنئئا هئئو‬
‫كشف لتجب الغيب ‪.‬‬
‫و لتوضئئيح المئئر أكئئثر ‪ ،‬أذكئئر مثئئال رائعئئا لفهئئم العلقئئةم بيمئ قضئئاء الئ و قئئدره ‪ ،‬وبيمئ أفعئئال‬
‫النسان و حريته‪ ،‬و مفاده أنه لا انتشر الطاعون زمئن الليفئةم عمحئئر بئن الطئاب‪-‬رضئئي الئ عنئه‪، -‬‬
‫و امتنع من دخول البحلد الذي انتشر فيه ‪ ،‬قال له أحد السلمحيم ‪ )) :‬أتفئئر مئئن قئئدر الئ ؟ ‪ ،‬قئئال ‪:‬‬

‫‪388‬‬
‫نفسه ‪ ،‬صا‪ 12 :‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫‪389‬‬
‫ابن تيمحيةم ‪ :‬ممحوع الفتاوى ‪ ،‬ج ‪ 8‬صا‪ ، 467 ، 377 :‬ج ‪ 9‬صا‪ . 287 :‬و دقائق التفسي ‪ ،‬ج ‪ 2‬صا‪. 109 :‬‬
‫‪390‬‬
‫انظئر مثئئل ‪ :‬البحخئئاري ‪ :‬خلئئق أفعئال العبحئاد ‪ ،‬صا‪ . 113 :‬و ابئئن تيمحيئئةم ‪ :‬ممحئئوع الفتئئاوى ‪ ،‬ج ‪ 8‬صا‪ . 394 :‬و ابئن قيئم‬
‫الوزيةم ‪ :‬الصواعق الرسالةم ‪ ،‬ج ‪ 4‬صا‪. 1584 :‬‬
‫ل‬
‫ت إن كان لك إبل هبحطت واديا له عتئدوتان ‪ ،‬إحئداها خصئبحةم ‪،‬‬ ‫أعفر من قدر ال إل قدر ال ‪ ،‬أرأي ع‬
‫و أخئئرى جئئدباء ‪،‬أليئئس إن رعيئئت الصئبحةم رعيتهئئا بقئئدر الئ ‪ ،‬و إن رعيئئت الدبئئةم رعيتهئئا بقئئدر الئ‬
‫((‪ . 391‬و هئئذا مثئئال عمحلئئي و نظئئري رائئئع للفهئئم الصئئحيح للعلقئئةم بيمئ ئ القضئئاء و القئئدر و أفعئئال‬
‫النسان ‪.‬‬
‫و ثالثئئا إن نفئئي القضئئاء و القئئدر هئئو الئئذي يئتئثي مشئئكلةم عويصئئةم ل حئئل لئئا ‪،‬و ل تنفئئع مهئئا‬
‫الزّعبحلت الوفاء ‪ .‬لن نفي ذلك يعن نسئبحةم الهئل إلئ الئ تعئال ‪ ،‬بأنه ل يعلئم الغيئب الستقبحلي‬
‫‪ ،‬و هذا يتناف تاما مع صفات ال الالق و كمحاله‪ ،‬المر الذي يعن تسويته بلقئئه ‪ ،‬فالنسئئان هئو‬
‫الئئذي ل يعلئئم الغيئئب ‪ ،‬و ل يعلئئم بالشئئيء إل بعئئد حئئدوثه ‪ ،‬بئئل و أكئئثر مئئن ذلئئك ‪ ،‬فقئئد أص ئبحح‬
‫النسئئان‪-‬بنئئاء علئئى تصئ ئيورهم‪ -‬أحسئئن مئئن خئئالقه ‪ ،‬لنئئه –أي النسئئان‪ -‬إذا لئ ئ يعلئئم الغيئئب فهئئو‬
‫ملئ ئئوق يتناسائ ئئب ذلئ ئئك مئ ئئع لخلقتئ ئئه ‪ ،‬أمئ ئئا الئ ئ تعئ ئئال فل يصئ ئئح عقل و ل شئ ئئرعا نسئ ئبحته إلئ ئ الهئ ئئل‬
‫بالستقبحل ‪.‬‬
‫بل و أكثر من ذلك ‪ ،‬فإن النسان يستطيع أن يقرأ الستقبحل و يتنبحئأ بئه ‪ ،‬و يعلئم بالحتمحئال مئا‬
‫ذا سايحدث ف الستقبحل ‪ ،‬بنسبحةم ناح عاليةم ف كثي من الحيان ‪ .‬لكن الله فئ تصئور تنفئئاة القئدر‬
‫ل يعلئم الغيئب إل بعئد حدوث الفعئل ‪ ،‬فيكئون الخلئوق أحسن حئال مئن خالقه ‪،‬و هئذا بل شئك‬
‫هو من الباطيل الت أوصلنا إليها نفي العتزّلةم للقضاء و القدر ‪.‬‬
‫و رابعئئا إن نفئئي القضئئاء و القئئدر ‪ ،‬يئتئثي مشئئكلةم أخئئرى ‪ ،‬تتمحثئئل ف ئ التصئئادما مئئع نتصئئوصا الشئئرع‬
‫جلئةم و تفصئئيل ‪ ،‬فهئي –أي النصئئوصا‪ -‬قئد نصئئت صئراحةم‪ -‬فئ آيئئات كئثية – علئئى أن الئ تعئئال‬
‫عئال الغيئئب و الشئئهادة ‪ ،‬و أنئئه يعلئم مئئا كئان و مئئا سائيكون ‪ ،‬و أنئئه أعطئى للنسئئان الريئئةم الكافيئةم‬
‫للقيئئاما بعمحئئارة الرض‪ ،‬و أنئئه سايحاسا ئبحه عئئن أعمحئئاله ‪ ،‬ف ئ إطئئار مئئن العئئدل و الرحئئةم ‪ ،‬و الكمحئئةم و‬
‫الحسئ ئئان ‪ ،‬و أنئ ئئه تعئ ئئال ليئ ئئس بظلما للعبحيئ ئئد ‪ ،‬قئ ئئال سائ ئ ئبححانه ‪} :‬ععئ ئئاللت الوغعويئ ئ ئ ل‬
‫ب عوالنشئ ئ ئعهاعدةل الوعكبحليتئ ئ ئ‬
‫ب{ٍ ‪-‬‬ ‫الومحتعئعالل{ٍ ‪-‬ساورة الرعد‪ ،-9/‬و }أععل يئوعلعمحواو أعنن الليهع يئوعلعم لسانرتهم وعونواتهم وأعنن الليئهع ععلنما الوغتيئئو ل‬
‫ت ت‬ ‫و ع ع و ع‬ ‫ع ت‬ ‫وع ت‬ ‫تع‬
‫ك أععح ئةدا{ٍ ‪ -‬سائئورة الكهئئف‪ ، -49/‬فهئئذه اليئئات‪-‬و غيهئئا‪-‬‬ ‫ل‬
‫سائئورة التوبئئةم‪ ،-78/‬و }عوعل يعظول ئتم عربيئ ع‬
‫تنقئئض مزّاعئئم نتفئئاة القضئئاء و القئئدر مئئن أسااسائئها ‪ ،‬فهئل نئئتك كتئئاب الئ تعئئال ‪ ،‬و نأخئئذ بأوهئئاما و‬
‫ظنون العتزّلةم ف نفيهم للقضاء و القدر ؟ ! ‪.‬‬
‫و الطأ الثالث يتعلق هو أيضا بسألةم القضاء و القئدر ‪ ،‬فقئد زعئئم الئئابري أن القئئول بعلئئم الئ‬
‫الزل ‪ ،‬و حريةم النسان و اختياره ‪ ،‬هئو فعل تنئاقض ‪ ،‬لن )) القئول بئأن لئ علمحئا قئديا يلئزّما عنئه‬
‫إن ال يعلم ذلك مئن الزل كئل شيء بئا فئ ذلئك الفعئال الئت سايأتيها النسئان ‪ ،‬و إذا كئان الئ‬
‫يعلئئم ذلئئك منئئذ الزل فئئإن علمحئئه يتحئئول ف ئ هئئذه الالئئةم إل ئ نئئوع مئئن البخيئئةم ‪ ،‬و سائئيؤمول المئئر ف ئ‬
‫‪391‬‬
‫البحخاري ‪ :‬الصحيح ‪ ،‬ج ‪ 5‬صا‪ ، 2163 :‬رقم ‪ . 5397 :‬و مسلم ‪ :‬الصحيح ‪ ،‬ج ‪ 4‬صا‪ ، 1740 :‬رقم ‪. 2219‬‬
‫النهايئئةم ‪ ،‬إلئ ئ القئئول إنئئه تعئئال ق ئيدر بسئئابق علمحئئه علئئى النسئئان أفعئئاله و إذا كئئان المئئر كئئذلك ‪،‬‬
‫فلمحاذا يأمره بأشياء و ينهاه عن أشياء و هو يعلم منئئذ الزل مئئا سائئيفعل ؟ ‪ ،‬و واضئئح إذاة أن القئئول‬
‫بالعلم الزل ف ميدان اللي يلزّما عنه القول بالبخ و الضطرار ف ميدان البحشري ((‪. 392‬‬
‫و ردا عليئئه أقئئول ‪ :‬أول إننئ ل أدري هئئل الئئابري ل يفهئئم ‪ ،‬أما أنئئه ل يتريئئد أن يفهئئم بئئأنه ل‬
‫تيوجد أي تناقض بيم علم ال الزل و القول بريةم النسان و اختياره ف الال الختئئار فيئئه ؟ ‪ ،‬لن‬
‫ت‬
‫سابحق العلم ل يلزّما الجبحار بالضرورة ‪ ،‬فبحمحا أن ال تعال عال الغيب و الشهادة ‪ ،‬و علما الغيوب ‪،‬‬
‫فعلمحه با سايحدث قبحل خلقئه للعئال هئو مئن ضئروريات ألئوهيته و كمحالئا ‪ ،‬و ل يكئن تتصئيور إلئه ل‬
‫يلعئم الغيئب ‪ ،‬و مئن زعئم عكئس ذلئك فهئو واهئم مئالف للنقئل و العقئل معئا ‪ ،‬فعلمحئه للئا سايحدث‬
‫هئئو علئئم انكشئئاف ل علئئم جئبخ و ل قهئئر فيمحئئا يتعلئئق بأفعئئال النسئئان الختياريئئةم ‪ ،‬و بئئا أن علمحئئه‬
‫بذلك هو علم كمحال و انكشاف ل علم جبخ و قهئر ‪ ،‬فإن التنئاقض الئذي ذكئره الئابري ل وجئود‬
‫له أصل ف علم ال تعال ‪.‬‬
‫و حت ف علم النسان يكن تصيور ذلئك ‪ ،‬و مثئاله إذا قال العلئم ‪ :‬هئذا التلمحيئذ ساينجح ‪،‬و‬
‫التلمحيئئذ الفلنئ ئ ل ينجئئح ‪ ،‬بئئدون أن يعلمحهمحئئا بئئذلك لكئئي ل يتئئؤمثر فيهمحئئا بكلمئئه ‪،‬و أدى واجبحئئه‬
‫ك ئئامل تاههمح ئئا ‪ ،‬ثئ ئ بع ئئد الختبحئئار تق ئئق م ئئا قئئاله السا ئئتاذ ‪ ،‬فنجئئح الول و رسا ئئب الث ئئان ‪ ،‬فه ئئل‬
‫الساتاذ هو السبحب فيمحا حدث ؟ و هل علمحه التوقع هو السبحب ف ذلك ؟ ‪ ،‬طبحعا ل ‪ ،‬لن كل‬
‫ما فعله الساتاذ أنه تنبحأ بثقئةم بنئاء علئئى العطيئئات الئت يعرفهئئا عئئن التلمحيئذين ‪ ،‬فئالول كئئان متهئئدا ‪،‬‬
‫و الثان كان كسول ‪ ،‬فتنبحأ بنجئئاح الول‪ ،‬و تنبحئئأ برسائوب الثئان ‪ ،‬فتحقئئق مئا تئئوقعه ‪ ،‬و لئ يتئدخل‬
‫علمحئئه الس ئبحق التوقئئع ف ئ الرسائئوب و ل ف ئ النجئئاح ‪ ،‬و مئئن ث ئ فل يصئئح أن يرفئئع ولئ ئ أمئئر التلمحيئئذ‬
‫الكسول دعوى قضائيةم ضد الساتاذ بتهمحةم أنه تسبحب ف رساوب ابنه لنه كان يعلم ذلك تمسبحقا !‬
‫‪ .‬فالعلم السبحق إذا ل يلزّما جبخا و ل قهرا ‪ ،‬و إذا كان ذلك جائزّا ف حق البحشر ‪ ،‬فال تعئئال أولئ‬
‫ت‬
‫بأن يكون علما الغيوب من دون أكراه و ل جبخ و ل ظلم للعبحاد ‪.‬‬
‫و ثانيا إن قوله )) فلماذا يأمره بأشياء و ينهاه عن أشياء ‪،‬و هو يعلم منذ الزل ‪،‬‬
‫ما سيفعل (( ‪ ،‬فهو اعتراض ل يصح ‪ ،‬لن ا تعالى عالم عادل حكيم ‪ ،‬أفعاله كلها‬
‫ل تخرج عن العدل و الحكمة و الحسان و الرحمة ‪ ،‬و عليه فإن من كمال عدله و‬
‫رحمته ‪ ،‬و إقامة حجته على عبده ‪ ،‬فقضى سبحانه بأن ييخرج سابق علمه إلى‬
‫الواقع ‪ ،‬فخلق الكون و من فيه ‪ ،‬و حرمل النسان المانة ‪ ،‬ليعيش تجربة الخلفة في‬
‫الرض بنفسه ‪ ،‬لييقيم عليه الحجة ‪،‬و ل يبقى له أي يعذر فيما بعد ‪ .‬لذا قال تعالى ‪:‬‬
‫اي أعذزيوزا‬ ‫اذ يحلجةد بأرعأد اللُريسذل أوأكاأن ر‬
‫س أعألى ر‬
‫}لُريسلو لُمبأبشذريأن أويمنذذذريأن لذئُألل يأيكوأن ذلللنا ذ‬
‫أحذكيوما {َ‪ -‬سورةا النساء‪-165/‬‬

‫‪392‬‬
‫التاث و الداثةم ‪ ،‬صا‪. 58 :‬‬
‫‪ ،‬و ما يشهد لا قلناه ‪ ،‬أن ال تعال أخبخنا أن يوما القيامةم أن بعض النئاس تينكئئرون جرائمحهئئم الئئت‬
‫ل‬
‫ف عكئ ئعذبتواو ععلعئئى عأنتفسئ ئلهوم عو ع‬
‫ضئ ئنل ععونئته ئئم نم ئئا عك ئئانتواو‬ ‫ارتكبحوه ئئا فئ ئ ال ئئدنيا ‪ ،‬فق ئئال سائ ئبححانه ‪} :‬انظئت ئور عكويئ ئ ع‬
‫يعئوفتعئ ئتروعن{ٍ ‪ -‬سائئورة النعئئاما‪-24/‬ئ ‪ ،‬فئئال تعئئال عنئئدما خلئئق النسئئان و هئئو يعلئئم مئئا سائئيفعله هئئذا‬
‫الخلوق الر ‪ ،‬كان عادل حكيمحا رحيمحا ‪ ،‬ليقطع كل أعذار النسئئان ‪ .‬و مئئع ذلئئك فئئإنه سائبححانه‬
‫لو حاساب الناس بناء على ساابق علمحه با سائيفعلونه الرض مئئن دون أن يلقهئئم و يسئئتخلفهم فيهئا‬
‫‪ ،‬لكان عادل رحيمحا ‪ ،‬حكيمحا معهم ‪ ،‬لكنه مع ذلك شاء سابححانه أن تيرج ساابق علمحئئه الزلئ إلئ‬
‫واقع ملوق ليتحمحل النسان المانةم الت تكلف با ‪.‬‬
‫و ثالثا إن القول بالتناقض بين إثبات العلم الزلي ل ‪ ،‬و القول بحرية النسان و‬
‫اختياره ‪ ،‬هو طعن في القرآن الكريم ‪ ،‬الذي أثبت المرين معا في آيات كثيرةا جدا ‪،‬‬
‫فلو كان المر فيه تناقض كما زعم الجابري ما أثبت القرآن ذلك ‪ ،‬و هو كتاب ا‬
‫تعالى اليمحكم الذي ل يأتيه الباطل من بين يديه و ل من خلفه ‪ ،‬و هو اليمنزه عن‬
‫التعارض و التناقض ‪.‬‬
‫و أما اخطأ الرابع –من المحوعةم الول‪ ، -‬فيتعلق بتشابه القرآن ‪ ،‬فقال الابري ‪ :‬إن مئن‬
‫متشئئابه القئئرآن هئئو اليئئات الئئت تتفيئئد التش ئبحيه ظاهريئئا‪ . 393‬و ق ئوله هئئذا غي ئ صئئحيح مئئن وجهيمئ ئ ‪،‬‬
‫أولمحا إنه ل يصح أن تيقال أن ف القرآن آيات تتفيد التشبحيه ‪ ،‬لنه من الفروض أن ننظئئر إلئ آيئئات‬
‫س‬ ‫الصفات مئن خلل قواعئد التنزّيئه ‪ ،‬الئت ذكرهئا الئ تعئال فئ القئرآن ‪ ،‬و هئي قئوله تعئال ‪ }- :‬لعويئ ع‬
‫صئعمحتد ‪،‬لوئ‬ ‫صئتي{ٍ ‪ -‬سائورة الشئورى‪ ، -11/‬و}قتول تهئعو اللنئهت أععحئقد ‪،‬اللنئهت ال ن‬ ‫عكلمحثوللله عشيء وهو النسئلمحيع البح ل‬
‫ت ع‬ ‫و ق عتع‬
‫ضئلربتواو للليئله العومثئعئاعل إلنن‬
‫يعللئود عوعلوئ تيولعئود ‪ ،‬عوعلوئ يعتكئئن لنئهت تكتفئةوا أععحئقد{ٍ‪-‬سائئورة الخلصا‪ ، -4-1/‬و}فعلع تع و‬
‫الليئهع يعئوعلعئتم عوعأنتتئوم لع تعئوعلعتمحئئوعن{ٍ ‪ -‬سائئورة النحئئل‪ ، -74/‬فئئالفروض علئئى قئئارئ القئئرآن عنئئدما يسئئمحع‬
‫اليئئات التعلقئئةم بالصئئفات ينظئئر إليهئئا مئئن خلل تلئئك القواعئئد التنزّيهيئئةم ‪ .‬فعنئئدما يسئئمحع‪-‬مثل‪ -‬ق ئوله‬
‫تعلى ‪ )) :‬بل يداه مبحسوطتان ((‪-‬ساورة الائئدة‪ ، - 64/‬ل تيشبحهه بأيئدي الخلوقئات ‪،‬و ل يقئول ‪:‬‬
‫س عكلمحثوللئله عشئويءق عوتهئعو النسئلمحيتع‬ ‫كيئئف هئئي ؟ ‪ ،‬و إنئئا يقرأهئئا فئ إطارآيئئات التنزّيئئه كقئوله تعئئال ‪ } :‬لعويئ ع‬
‫صئتي{ٍ ‪ -‬سائئورة الشئئورى‪ ، -11/‬و بئئذلك تترفئئع كئئل الشئئكالت و التسئئاؤلت الئئت ربئئا قئئد تطئئر‬ ‫البح ل‬
‫ع‬
‫على عقول بعض الناس ‪ ،‬و من ث فل يصح القول بأن تلك الصفات تفيد التشبحيه ‪.‬‬
‫و ثانيهمحا إن آيات الصئئفات فئ القئئرآن ليسئئت مئئن التشئابه ‪ ،‬فهئي واضئحةم وضئوح الشئمحس ‪،‬‬
‫مئئن أنئئا صئئفات لئ تعئئال وصئئف بئئا نفسئئه ‪ ،‬يإئئب إثبحاتئئا لئئه فئ إطئئار مئئن التنزّيئئه ‪ ،‬بل تشئبحيه و ل‬
‫تسئئيم ‪ ،‬و ل تعطيئئل و ل تأويئئل ‪ ،‬مئئن دون أيئئةم ماولئئةم لعرفئئةم تكنههئئا ‪ .‬لن مئئا قمحنئئا بئئه هئئو إثبحئئات‬
‫وجئئود ل إثبحئئات تكنئئه و كيفيئئةم ‪ ،‬و أمئئر كهئئذا ل يصئئح وصئئفه بئئأنه مئئن التشئئابه ‪ ،‬لن التشئئابه هئئو‬
‫ذلك المر الذي معنئاه غيئ تمئدد‪،‬و يتمحئل عئدة معئان ‪ ،‬و هئذا ل يصئدق علئى آيئات الصئفات فئ‬
‫‪393‬‬
‫بنيةم العقل ‪ ،‬صا‪. 59 :‬‬
‫القرآن ‪ ،‬كالسمحع و البحصر ‪ ،‬و الوجه ‪ ،‬و الكلما ‪ ،‬فهي صفات حقيقيةم تليق بال تعال ‪.‬‬
‫و أما الطأ الخي‪-‬أي الامس – فيتعلق هئو أيضئئا بسئئألةم صئفات الئ تعئئال ‪ ،‬و يتمحثئئل فئ‬
‫ساكوت الابري عئن أخطئاء العتزّلئةم و الهئم بن صئفوان و تبخيريهئا ‪ .‬أذكئر منهئا أربعئةم أمثلئةم ‪ ،‬الول‬
‫مفئاده أن الئابري قئال ‪ :‬إن جهئم بئن صئفوان يقئول ‪ )) :‬ل يإئوز أن تيوصئف البحارئ بصئفةم تيوصئف‬
‫با خلقه ‪ ،‬لن ذلك يقتضي تشبحيها ‪ ،‬فنفى كونه حيا عالا ‪ ،‬و أثبحت كونه قادرا فاعل خالقا لنئئه‬
‫ل تيوصف بشيء من خلقه بالقدرة و الفعل و اللق (( ‪ ،‬ث قال الابري ‪ :‬إن ذلك يإئئب أن تيفهئئم‬
‫على ضوء قول جهم ‪ )) :‬إن ال ل يإوز أن يعلم الشيء قبحل خلقه (( ‪ ،‬و قوله ‪ )) :‬ل تيقال ‪ :‬إن‬
‫ال ل يزّل عالا بالشياء قبحل أن تكون ((‪. 394‬‬
‫و هذه الزّاعم الت نقلهئا الئابري عئن الهئم ‪ ،‬هئي قئول علئى الئ بل علئم ‪ ،‬و افئتاء عليئه ‪،‬‬
‫و كئئذب علئئى العقئئل و العلئئم معئئا ‪ .‬لنئئه أول عزععئئم بئئأنه ل يإئئوز أن تيوصئئف ال ئ بصئئفةم تيوصئئف بئئا‬
‫خلق ئئه ‪ ،‬ب ئئدعوى أن ذل ئئك يقتض ئئي التشئ ئبحيه حس ئئب زعمح ئئه ‪ .‬و ه ئئذا كلما باط ئئل م ئئن أسااسا ئئه ‪ ،‬لن‬
‫الص ئواب هئئو أن نقئئول ‪ :‬ل يإئئوز أن نتش ئيبحه صئئفات ال ئ تعئئال بصئئفات ملوقئئاته‪ ،‬و ليئئس كمحئئا زعئئم‬
‫الهم‪ -‬على ما نقله الئئابري‪ ، -‬و الفئرق بيمئ الفهئوميم واضئئح حاسائم ل مئئال للمحقارنئئةم بينهمحئا ؛ و‬
‫مفهوما جهم بن صفوان هو السبحب ف انرافه و أخطائه و متناقضاته ‪،‬و الدليل على بطلن مفهئئومه‬
‫بعدما اتصاف الالق و الخلوق بصفات لا مسمحى واحد ‪ ،‬هئو أن هئذا الفهئوما و التعريئف ل يكئن‬
‫اللئئتزّاما بئئه ف ئ التفريئئق بيم ئ صئئفات الئئالق و الخلئئوق ‪ ،‬فهنئئاك صئئفات تمحعهمحئئا ف ئ العن ئ و السائئم‬
‫بالضئ ئئروة –مئ ئئع اختلف المحاثلئ ئئةم‪ ، -‬منهئ ئئا صئ ئئفتا الوجئ ئئود و اليئ ئئاة ‪ ،‬فالنسئ ئئان موصئ ئئوف بئ ئئالوجود‬
‫كمحوجود و متصف بالياة ككائن حي ‪ ،‬و ال تعال بالضئرورة لئه وجئود بئا أنئه موجئود ‪ ،‬و بئا أنئه‬
‫هئو الئالق فبحالضئرورة أنئه حئي ‪ ،‬لن اليئت ل يلئق و ل قئدرة لئه ‪،‬و هئل تيتصئيور فئ العقئل و العلئم‬
‫أن خالق هئا الكئئون العجيئب ليئئس حيئا و ل عالئا ‪،‬و ل حكيمحئا و ل سئيعا و ل موجئئودا‪ ...‬؟ ! ‪.‬‬
‫و بناء على زعم الهم فإنه يستلزّما نفي أثبحات الوجود لئ و اليئاة و القئدرة ‪ ،‬بعنئ أنئه غيئ موجئئود‬
‫أصل ‪ ،‬و هذا أمر باطل شرعا و عقل ‪ ،‬لكنه يستلزّمه زعم الهم اساتلزّاما ضروريا ‪.‬‬
‫و ثانيا إن ما نقله الابري عن الهم بن صفوان فيه تناقض صارخ ‪ ،‬يتمحثل ف أنه نفى كون‬
‫ال ئ حيئئا عالئئا ‪ ،‬لكئئي ل تيوصئئف بصئئفةم يتصئئف بئئا الخلئئوق ‪ ،‬ث ئ أنئئه أثبحئئت مئئن جهئئةم أخئئرى كئئونه‬
‫تعال قادرا فاعل ‪ ،‬و هذا تناقض لنه وصف ال تعال بصفتيم يتصف بمحا النسان هو أيضئئا ‪ ،‬و‬
‫ها ‪ :‬القدرة و الفعل ‪ ،‬فالنسان قادر و فاعل بل شك ‪ ،‬فله القدرة و الفاعليئةم فئ العمحئل و التغييئ‬
‫‪،‬و هذا الذي يزّعم الهمحيئةم و العتزّلئةم بأنم يدعون إليئه فئ مقئاومتهم للجبخيئةم الت قئال با المويئون‬

‫‪394‬‬
‫العقل السياساي ‪ ،‬صا‪. 272-271 :‬‬
‫على ما ذكره عنهم الابري‪. 395‬‬
‫و أما زعم الهم‪-‬على ما نقله الابري‪ -‬بأنه )) ل تيوصف بشيء من خلقه بالقئدرة و الفعئل‬
‫((‪ ،‬فهذا حديث خرافةم ‪ ،‬يضئحك بئه علئى نفسئه و علئى الناس ‪ ،‬لن كلمئه هئذا الذي يإئادل بئه‬
‫يتضئئمحن قئئدرة و فعل ‪ ،‬و هئئو كلما تمئئالف للنقئئل و العقئئل و الواقئئع ‪ ،‬يتغئئالط بئئه و يئئدلس بئئه علئئى‬
‫الناس ‪ ،‬و يتسلط به عليهم ليضئللهم و تيريوج بينهئم أوهئامه ‪ .‬و إل فئإن كئل إنسئان يإئد فئ نفسئه‬
‫إحساساا يقينيا بأنه حي قادر فاعل ‪.‬‬
‫و ثالثا إن قول الابري بأنه يإب فهم قول الهم على ضوء قوله ‪ )) :‬إن ال ل يإوز أن يعلم‬
‫الشيء قبحل خلقه (( ‪،‬و )) ل تيقال ‪ :‬إن ال ل يزّل عالا بالشياء قبحل أن تكون ((‪ ،‬هو قول باطئئل‬
‫مئئردود علئئى صئئاحبحه ‪ ،‬و اف ئتاء علئئى ال ئ تعئئال ‪ ،‬ل دليئئل عليئئه مئئن الشئئرع و ل مئئن العقئئل ‪ ،‬و ل‬
‫يصئئح التسئئليم لئئه بئئه ‪ ،‬و قئئد سائبحق أن ناقشئئنا هئئذا الوضئئوع و بينئئا بطلنئئه ‪ ،‬و أثبحتنئئا أن صئئفةم العلئئم‬
‫الزل هي من مقتضيات اللوهيةم و كمحالا ‪،‬و أن سابحق العلم الزل ل يستلزّما البخ و ل القهر ‪.‬‬
‫مع العلم بأن ما يزّعمحه الهم بن صفوان ما هو إل تشبحيه ل بلقه‪ ،‬رغم أنئه يزّعئم أنئه يتريئد‬
‫التنزّيه ‪ ،‬لن الذي ل يعلم الشياء قبحل حدوثها ‪ ،‬هو النسئئان الخلئئوق ‪ ،‬و إذا كئئان الئ هئئو أيضئئا‬
‫ل يعلمحها قبحل حئدوثها حسئئب زعئم الهئم ‪ ،‬فهئذا يعنئ التسئئويةم بيمئ الئالق و الخلئوق فئ وصئفهمحا‬
‫بالهل و عدما علم الغيب ‪،‬و هذا هو التشبحيه بعينيه ‪ ،‬و التعطيل بذاته ‪ ،‬فإله الهمحيئئةم ميئئت جاهئئل‬
‫‪ ،‬عاجزّ تمعطل ‪ ،‬يتشبحه المحادات !! ‪.‬‬
‫و أما الثال الثان فيتمحثل ف أن الابري عندما عرض موقف الهم بن صئفوان مئن الصئفات و‬
‫نفيه لا ‪ ،‬و ما يتعلق بئا مئن جبخ و اختيار ‪ ،‬قئال ‪ :‬إنئه يإئب فهم نظريتئه حسئب ظروفئه السياسايةم‬
‫ف مواجهته للموييم ‪ ،‬الذين قالوا بالبخ فئ حكمحهئئم للنئاس ‪ ،‬فجئاء موقئئف الهئئم رد فعئئل لئئؤملء ‪،‬‬
‫فقئئال بالقئئدر و نفئئى صئئفةم العلئئم و اليئئاة و غيهئئا ‪ ،‬لئئذا فئئإن فهئئم تلئئك الثئئار فئ إطارهئئا السياسائئي‬
‫يتزّيل عنها ما يبخر وصفها بالتعطيل ((‪. 396‬‬
‫و تبخيره هذا ف غي مله ‪،‬و ل يرفع الطأ عن الهم ف نظرته إل الصفات و القدر ‪ ،‬لنه أول‬
‫إن ما فعله الهم ف معارضته للموييم هو أنه رد خطا بطأ ‪ ،‬فهم قالوا بئئالبخ و حكمحئوا النئئاس بئئه‬
‫‪ ،‬و احتجئوا بآيئئات فهمحوهئئا حسئئب مصئئالهم و أهئوائهم ‪ ،‬و أيولئوا مئئا تيالفهئئا أو تناسائئوها ‪ ،‬و هئئو‬
‫أصحابه ارتكبحوا نفس الطأ ‪ ،‬عندما تطيرفوا ف موقفهم من مسألت البخ و القدر معئئا ‪ ،‬فنفئوا الولئ‬
‫‪ ،‬و ق ئئالوا بالثاني ئئةم تطرف ئئا‪ ، 397‬و تس ئئكوا بالي ئئات القرآني ئئةم ال ئئت تواف ئئق فكره ئئم و أهئ ئواءهم ‪،‬و أيولئ ئوا‬
‫‪395‬‬
‫نفسه ‪ ،‬صا‪. 272 ، 271 :‬‬
‫‪396‬‬
‫نفسه ‪ ،‬صا‪. 271 :‬‬
‫‪397‬‬
‫من العروف ف كتب القالت أن الهم قال بالبخ ‪ ،‬لكن الابري خالف ذلك و جعله من القدريةم و عليه فننحن نناقشه‬
‫اليئئات الئئت تالفهئئا أو أغفلوهئئا ‪ .‬و كئئل منهمحئئا أخطئئأ ف ئ مئئوقفه مئئن مسئئألةم القضئئاء و القئئدر ‪ ،‬و‬
‫حريةم النسان ‪ ،‬و ل يتخذ الوقف الصحيح منها ‪ ،‬و هذا أمر قد سابحق أن ناقشناه و بيناه ‪.‬‬
‫و ثانيا إن العلم فوق السياساةم ‪ ،‬و الطأ هو الطأ ‪ ،‬و القيقةم العلمحيةم فوق الظروف السياسايةم‬
‫و الجتمحاعيةم و القتصاديةم ‪ ،‬و هذا ل يلتزّما به البخيون و ل القدريون ‪ ،‬فكل منهمحئئا ركئئب رأسائئه و‬
‫هئواه ‪ ،‬و اتبحئئع ظنئئونه و أوهئئامه ‪ ،‬و جعئئل كلما الئ و رسائوله وراء ظهئئره ‪ ،‬و افئئتى عليهمحئئا و علئئى‬
‫النئئاس ‪ .‬و بنئئاء علئئى ذلئئك فئئإن الئئبخرات الئئت ذكرهئئا الئئابري فئ مئئوقفه مئئن الهئئم ‪ ،‬هئئي غيئ مقبحولئئةم‬
‫شرعا ‪ ،‬و ل عقل ‪ ،‬و ل علمحا ‪.‬‬
‫و أما الثال الثالث فيتمحثل ف أن الابري ذكر أخطاء للمحعتزّل واصل بن عطاء و أصئئحابه ‪ ،‬فئ‬
‫نفي صفات ال تعئال و إثبحئات القئدر ‪ ،‬و سائكت عنهئا و بررهئا كمحا فعئل مئع الهئم بن صئفوان ‪،‬‬
‫فقئئال ‪ :‬إن واصئئل بئئن عطئئاء تكلئئم فئ الصئئفات و قئئال ‪ )) :‬إن الئ ل تيوصئئف بئئالعلم و القئئدرة ‪ ،‬و‬
‫الرادة و الياة ‪ ،‬كمحا تيوصف البحشر ‪ ،‬على نو ما رأيناه عند الهم بن صئئفوان ‪ ،‬و نفئئي الصئئفات‬
‫‪ ،‬و هئئي تئئؤمول كلهئئا إل ئ صئئفةم العلئئم ‪ ،‬مئئن مقتضئئيات القئئول بريئئةم الرادة ‪،‬و الث ئواب و العقئئاب ‪،‬‬
‫كمحئئا رأينئئا عنئئد جهئئم كئئذلك ‪.‬و هئئذا مئئا سائ ئتيطلق عليئئه فيمحئئا بعئئد مصئئطلح ‪ :‬التوحيئئد و العئئدل ‪،‬‬
‫التوحيئئد معنئئاه تنزّيئئه ال ئ مئئن الصئئفات الئئت تتطلئئق علئئى البحشئئر ((‪ . 398‬و معن ئ ذلئئك عنئئد واصئئل بئئن‬
‫عطاء ‪ ،‬أن )) ذات ال و صفاته شيء واحد ‪ ،‬فل يإوز الفصل بينهمحا كمحئئا هئئو الئئال فئ النسئئان‬
‫و صفاته ‪ ،‬لن ذلك تيؤمدي إل القول بتعدد القئئدماء ‪ :‬الئذات و الصئئفات و هئئذا شئئرك ‪ ،‬فئ حيمئ‬
‫أن السالما هو دين التوحيد ‪ ،‬و التوحيد يقتضي عدما فصل صفات ال عن ذاته ((‪. 399‬‬
‫و قوله هذا فيه أباطيل و مغالطات ‪ ،‬سابحق الرد عليها فيمحا ذكرناه عن مسئألةم الصئفات عامئةم ‪،‬‬
‫و عن الهم بن صفوان خاصئئةم ‪ ،‬و لكننئا مئئع ذلئئك نقئئول ‪ :‬أول ليئس صئحيحا أن نفئي صئئفةم العلئم‬
‫من مقتضيات القول بريةم الرادة ‪ ،‬و الثواب و العقاب ‪ ،‬لن سابحق العلم ل يستلزّما الكراه و القهر‬
‫و الجبحار ‪ ،‬و إنا هو من ضروريات اللوهيةم و كمحالتا ‪ ،‬و هذا أمر سابحقت مناقشته و تبحيانه ‪.‬‬
‫و ثالثا إن قول الابري بأن التوحيد معناه تنزّيئه الئ تعئال مئن الصئفات الت تتطلئق علئى البحشئر ‪،‬‬
‫هو قول يتمحل معنييم ‪ ،‬الول إن التوحيد الذي يقصئئده هئئو عئئدما تشئبحيه صئفات الئ تعئئال بصئئفات‬
‫ملوقاته ‪ ،‬و هذا معن صحيح موافق للشرع و العقل معا ‪ ،‬لكنه احتمحئال بعيئد جدا عئن النص ‪ ،‬و‬
‫ل يكئئاد يتمحلئئه ‪ .‬هئئذا فضئئل علئئى أن التوحيئئد عنئئد العتزّلئئةم هئئو نفئئي الصئئفات كمحئئا سائبحق أن ذكرنئئاه‬
‫مرارا ‪ .‬و العن الثان يعن أن التوحيئد معنئاه عئدما وصئف الئ تعئال بصئفات تتطلئق علئى الخلئوقيم ‪،‬‬

‫بناء على ما ذهب إليه ‪.‬‬


‫‪398‬‬
‫العقل السياساي ‪ ،‬صا‪. 276 :‬‬
‫‪399‬‬
‫العقل الخلقي ‪ ،‬صا‪. 83 ، 82 :‬‬
‫و منهئئم البحشئئر ‪ ،‬و هئئذا هئئو العن ئ الظئئاهر و الفه ئوما مئئن كلما الئئابري ‪ ،‬و الئئذي ل يكئئاد يتمحئئل‬
‫معن آخر ‪ ،‬و هذا هو الذي يتفق معه موقف العتزّلةم ف نفيهم لصفات ال تعال ‪.‬‬
‫و علئى العنئ الثئان يكئون كلما الئابري باطل شئرعا و عقل ‪ ،‬فأمئا شئرعا فئإن الئ تعئال‬
‫وصف نفسه ف القرآن الكري ‪ ،‬بصفات كثية ‪ ،‬تتطلق أيضا على النسان ‪ ،‬كالسمحع و البحصر ‪ ،‬و‬
‫العلم و الياة ‪ ،‬و الرادة و القدرة ‪ ،‬و الكلما و الكمحةم ‪ ،‬لكنئه سائبححانه مئالف فئ ذاتئه و صئفاته‬
‫صتي{ٍ ‪ -‬ساورة الشورى‪، -11/‬‬ ‫لكل ملوقاته ‪ ،‬لقوله تعال ‪ }- :‬لعيس عكلمحثوللله عشيء وهو النسلمحيع البح ل‬
‫ت ع‬ ‫و ق عتع‬ ‫و ع‬
‫و )) ل يكن له كفؤما أحد ((‪ .‬و أما عقل فبحمحا أن ال تعال موجود فل بد له من صئئفات تليئئق بئئه‬
‫‪ ،‬لن لكئئل موجئئود لبئئد لئئه مئئن صئئفات تناسائئب ذاتئئه ‪،‬و ليئئس إل العئئدوما الئئذي ل صئئفات لئئه لنئئه‬
‫غي موجود أصل ‪ ،‬فكيف تكون له صفات ؟ ! ‪ .‬و بناء على ذلك فإن الئ تعئئال لبئئد أن يتصئئف‬
‫بصفات الكمحال الطلق ‪ ،‬و ل يكن أن يكون خالقا لذا العال إل إذا كان حيا مريدا ‪ ،‬قادرا عالئا‬
‫ت‬
‫‪ ،‬حكيمحئئا رزاقئئا ‪ ،‬عظيمحئئا بئئديعا ‪ ،‬سئئيعا بصئيا ‪ ...‬و هئئذه الصئئفات معظمحهئئا يتصئئف بئئا النسئئان ‪،‬‬
‫اسا و معن ‪ ،‬لكنها تناساب ذاته الخلوقةم الناقصةم ‪ ،‬و ل تتشبحه تمطلقئا صئفات الئ تعئال مئن حيئث‬
‫الكنه و الكيفيةم ‪ ،‬لكنها تشبحهها من حيث السام فقط ‪ ،‬و عليه فإن زعم الئابري مئن أن تنزّيئه الئ‬
‫هو عدما وصفه بالصفات الت تتطلق على البحشر ‪ ،‬هو زعئم باطئل ‪ ،‬و هئل يصئح فئ العقئل أن ننفئي‬
‫ع ئئن الئ ئ تع ئئال اتص ئئافه بص ئئفات الكمح ئئال ك ئئالعلم ‪ ،‬و الرادة ‪ ،‬و الي ئئاة ‪ ،‬و الس ئئمحع ‪ ،‬ب ئئدعوى أن‬
‫النسان يتصف هو أيضا بتلك الصفات ؟ ! ‪.‬‬

‫و ثالثا إن قوله الخي الذي عيقب به على واصل بن عطاء ‪ ،‬هو تغليئط و اساتغفال للقئارئ ‪،‬‬
‫لن الشرع ل يفصل بيم ذات ال و صفاته ‪ ،‬و ل قال أهل السئنةم بئذلك‪ . 400‬و عليئئه فئإن زعمحئئه‬
‫بئئأن ذلئئك الفصئئل يئتئؤمدي إل ئ تعئئدد القئئدماء ف ئ الئئذات و الصئئفات هئئو زعئئم غي ئ وارد أصئئل ‪ ،‬لن‬
‫التعدد يكون بالذوات ل بالصفات ‪.‬‬
‫مئئع العلئئم أن الصئواب ليئئس كمحئئا أراد أن يقئوله هئئو ‪ ،‬مئئن أن إثبحئئات الصئئفات يئتئؤمدي إلئ تعئئدد‬
‫القئئدماء ‪ ،‬فهئئذا زعئئم باطئئل و تغليئئط و اسائئتغفال للقئئارئ ‪ ،‬لن الصئواب هئئو أن إثبحئئات الصئئفات لئ‬
‫تعال ل تيؤمدي مطلقا إل تعدد الذوات و القدماء ‪ ،‬فال تعال وصف نفسه بصفات كئثية ‪ ،‬و هئئو‬
‫واحئئد أحئئد فئ ذاتئئه و صئئفاته ‪ ،‬متصئئف بصئئفات الكمحئئال و هئئي غيئ منفصئئلةم عنئئه‪ ،‬فإثبحاتئئا ل يعنئ‬
‫فصلها عن ذاته تعال ‪ ،‬و إنا يعن إثبحاتا له على ما يليق به ‪،‬و عدما نفيها عنه ‪ ،‬عكئئس مئئا يزّعمحئئه‬
‫واصل بن عطاء و العتزّلةم الذين يغالطون الناس و أنفسهم ‪ ،‬فينفون صفات ال تعال ‪،‬و يعطلونا ‪،‬‬
‫ث يزّعمحون أنم ل يفصلون بيم ذات ال وصفاته ‪ ،‬فأي صفات بقيت لكي يزّعمحوا ذلك ؟ ! ‪.‬‬
‫‪400‬‬
‫ابن أب العزّ النفي ‪ :‬شرح العقيدة الطحاويةم ‪ ،‬صا‪. 126 ،125 :‬‬
‫و أما قوله‪-‬أي الئئابري‪ -‬بئأنه ل يإئئوز الفصئل بيمئ ذات الئ و صئئفاته ‪ ،‬كمحئا هئو الئئال فئ‬
‫النسئئان و ذاتئئه ‪ ،‬فهئئو مثئئال غي ئ صئئحيح ‪ ،‬لن النسئئان كفئئرد و ليئئس كجنئئس ‪ ،‬ليسئئت صئئفاته‬
‫للقيئةم منفصئئلةم عئئن ذاتئئه ‪ ،‬فهئئي تابعئئةم للئئذات بئئا يليئق بصئئاحبحها ‪ ،‬فعنئئدما نقئئول ‪ :‬إن هئئذا النسئئان‬ ‫اع‬
‫تمتصئئف بصئئفات عخلقيئئةم جيلئئةم ‪ ،‬ل يعنئ ئ ذلئئك أنئئا منفصئئلةم عنئئه ‪ ،‬و أنئئه تمتعئئدد الئئذوات ‪ ،‬و إنئئا‬
‫القصود أن ذاته متصفةم بتلك الصفات ‪ .‬مع العلم أن القارنةم بيم ذات ال تعئئال و صئئفاته ‪ ،‬و بيمئ‬
‫النسئئان وصئئفاته ‪ ،‬ل تصئئح أصئئل ‪ ،‬لن ال ئ هئئو الئئالق الزل ئ الواحئئد ف ئ ذاتئئه و صئئفاته ‪ .‬لكئئن‬
‫النسان كجنس هو الخلوق الادث التعدد الذوات و الصفات ‪.‬‬
‫و أما الثال الرابع –و هو الخي‪ -‬فيتعلق بسكوت الابري عن شبحهةم الهم بن صفوان‬
‫‪ ،‬ف نفيه لعلم ال و شرحه لكلمه بشبحهةم أخرى ‪ .‬فالشبحهةم الولئ زعئئم فيهئا الهئم بئأنه )) ل يإئوز‬
‫أن يعلئئم الئ الشئئيء قبحئئل خلقئئه ‪ ،‬لنئئه لئئو علئئم ثئ خلئئق ‪ ،‬عأبقئئي علمحئئه علئئى مئئا كئئان أما لئ يبحئئق ؟ ‪،‬‬
‫فإن بقي فهئئو جهئل ‪،‬فئإن العلئئم بئأن سائيوجد غيئ العلئئم بئأن قئد توجئد ‪ ،‬و إن لئ يبحئق فقئد تغيئ ‪ ،‬و‬
‫التغيئ ملئئوق ليئئس بقئئدي (( ‪ ،‬ثئ شئئرح الئئابري كلما الهئئم بئئأنه يريئئد أن يتنئئزّه الئ مئئن الهئئل ‪ ،‬فئ‬
‫حالةم إذا تغي الشيء العلوما ‪ ،‬و ل يتغي علمحه ‪ ،‬و أنه يتريد أن تينزّه الئ مئن النقئص فئ حالةم إذا مئا‬
‫تغي علم ال بتغي الشيء العلوما ‪ .‬ث أكد علئى أن )) تنزّيئه الئ مئن الهئل و النقئئص يقتضئئي القئول‬
‫أن ل يإوز أن يعلم الشيء قبحل خلقه له ‪ ،‬و إنا يعلمحه حيم خلقه ((‪. 401‬‬
‫و ردا عليه أقول ‪ :‬أول إن ما نقله الجابري عن الجهم هو كلم جاهل بال تعالى‬
‫و صفاته ‪ ،‬لن العلم الذي تصروره هو علم النسان الجاهل الناقص ‪ ،‬الذي يتصف‬
‫علمه بالزيادةا و النقصان و التغير ‪،‬حسب معلومات النسان ‪ .‬أما ا تعالى و هو‬
‫الخالق الزلي العظيم علم الغيوب ‪ ،‬الذي ليس كمثله شيء ن و هو السميع البصير‬
‫الذي يعلم السر و أخفى ‪ ،‬فإن علمه كامل مطلق ل يتصف أبدا بالزيادةا و ل بالنقصان‬
‫‪ ،‬لن هذا هو الذي دل عليه الشرع ‪ ،‬و يليق بال تعالى ‪ .‬مما يعني أن الشبهة التي‬
‫أوردها الجهم ل معنى لها ‪ ،‬و ل يصح نسبتها إلى ا تعالى أصل ‪ .‬فبما أن علم ا‬
‫كامل مطلق فهو ل يتأثر مطلقا بأحوال النسان ‪،‬و ل بما يجري في الكون بأسره ‪،‬‬
‫فعلمه سبحانه غير مرتبط بحوادث المخلوقات أصل ‪ ،‬فو صفة أزلية مطلقة ‪ ،‬تليق به‬
‫سبحانه ‪ ،‬و ل يصح أصل القول بأن ذاته و صفاته عرضة للحوادث ‪ ،‬لن الحوادث‬
‫تتعلق بالمخلوقات ‪ ،‬و ل تتعلق برب المخلوقات الحي الذي ل يموت ‪ ،‬قال سبحانه ‪:‬‬
‫ظاذهير أوارلأباذطين أوهيأو بذيكبل أشريمء أعذليدم{َ ‪-‬سورةا الحديد‪ ،-3/‬و‬ ‫}هيأو ارلألويل أوارلذخير أوال ل‬
‫ت أوأسببرح بذأحرمذدذه أوأكأفى بذذه بذيذينو ذ‬
‫ب ذعأباذدذه أخذبيورا{َ ‪-‬‬ ‫}أوتأأولكرل أعألى ارلأحبي اللذذي أل يأيمو ي‬
‫ت أوأل ذفي‬ ‫ب أعرنهي ذمرثأقايل أذلرمةا ذفي اللسأماأوا ذ‬ ‫ب أل يأرعيز ي‬ ‫سورةا الفرقان‪ ،-58/‬و} أعالذذم ارلأغري ذ‬
‫ا ي لأ‬‫ب لُمذبيمن{َ ‪ -‬سورةا سبأ‪ -3/‬و } ر‬ ‫ك أوأل أأركبأير إذلل ذفي ذكأتا م‬ ‫صأغير ذمن أذلذ أ‬ ‫ض أوأل أأ ر‬‫ارلأرر ذ‬
‫ض أمن‬ ‫ت أوأما ذفي الأرر ذ‬ ‫إذلأهأ إذلل هيأو ارلأحلُي ارلقألُيويم لأ تأأريخيذهي ذسنأةد أولأ نأرودم للهي أما ذفي اللسأماأوا ذ‬

‫‪401‬‬
‫العقل السياساي ‪ ،‬صا‪. 272 :‬‬
‫طوأن بذأشريمء بمرن‬ ‫أذا اللذذي يأرشفأيع ذعرنأدهي إذلل بذإ ذرذنذذه يأرعلأيم أما بأريأن أأريذديذهرم أوأما أخرلفأهيرم أولأ ييذحي ي‬
‫ض أولأ يأيؤويدهي ذحرفظيهيأما أوهيأو ارلأعلذلُي‬ ‫ت أوالأرر أ‬ ‫ذعرلذمذه إذلل بذأما أشاء أوذسأع يكررذسلُيهي اللسأماأوا ذ‬
‫ارلأعذظييم{َ‪ -‬سورةا البقرةا‪. -255/‬‬
‫و أمئئا تعليئئق الئئابري فئ شئئرحه لقولئئةم الهئئم ‪ ،‬فهئئو غيئ صئئحيح ‪ ،‬لن تنزّيئئه ال ئ تعئئال مئئن‬
‫الهل و النقص ل يقتضي نفي علم ال بالغيب ‪ ،‬و إنا نفيئئه هئئو الئئذي يقتضئئي الهئئل و النقئئص ‪،‬‬
‫لنه ل يصح ف الشرع و ل فئ العقئئل وصئئف الئ تعئئال بعئئدما العلئم الزلئ ‪ ،‬و اللئه الئذي ل يعلئئم‬
‫الغيئئب ليئئس إلئئه و ل ربئئا ‪ .‬كمحئئا أن زعمحئئه بئئأن ال ئ يعلئئم حيم ئ اللئئق هئئو قئئول علئئى ال ئ بل علئئم و‬
‫افتاء عليه ‪ ،‬و جهل به و بصفاته ‪ ،‬و إنكار لا ثبحت ف الشرع ‪ ،‬و تسويةم ل بالنسئئان ‪ ،‬و تشئبحيه‬
‫لئئه بئئه ‪ ،‬لن علئئم النسئئان هئئو الئئذي يئئدث أثنئئاء الفعئئل أو بعئئده ‪ .‬و لئئو كئئان ال ئ تعئئال ل يعلئئم‬
‫الغيئئب مئئا أخبخنئئا عئئن تفاصئئيل كئثية عمحئئا سائئيحدث يئوما القيامئئةم ‪ .‬و ل أخئئبخ الصئئحابةم بئئأنه سائيمحكن‬
‫لئئم ف ئ الرض و قئئد تقئئق ذلئئك فعل ‪ .‬و ل أخبخنئئا بئئأن الئئروما الئئذين هزّمهئئم الفئئرس ساينتصئئرون ف ئ‬
‫بضع سانيم ‪ .‬و ل أخبخنا بأنه سايمحكن لدينه ف الرض ‪ ،‬و قد تقق ذلك فعل ‪.‬‬
‫و أما الشبحهةم الثانيةم فإن الابري خيلط فيها حقا و باطل ‪ ،‬و ناقض فيها نفسه با قاله ف‬
‫الشئبحهتيم ‪ ،‬و مفادهئئا أنئئه قئئال‪-‬لتوضئئيح شئبحهةم الهئئم‪ )) : -‬إذا كئئان الئ يعلئئم مئئا سائئيفعله المويئئون‬
‫قبحئئل أن يلقهئئم ‪،‬و قبحئئل أن يغتصئ ئبحوا الك ئئم بئئالقوة ‪ ،‬فإننئئا سائئنكون أمئئاما احتمح ئئاليم ‪ :‬إم ئئا أن علمح ئئه‬
‫سايبحقى كمحا كان عندما هاجوا الكعبحةم مثل ‪ ،‬و ف هذه الالةم إما أن نقول ‪ :‬إن ال هئئو الئئذي أراد‬
‫منهم ذلك قبحل أن يفعلوه ‪ ،‬فيكون هو الذي حتمحه عليهم ‪ ،‬و هئذا غيئ معقئئول و ل يإئئوز ‪ .‬و إمئا‬
‫أن يكونوا قد فعلئوا مئا فعلئوا مئن تلقئاء أنفسئهم و بحض إرادتئم ‪ ،‬و فئ هئذه الالةم نتسئاءل ‪ :‬هئل‬
‫علئئم الئ هئئذا الئئذي فعلئئوه أما ل ؟ ‪،‬فئئإذا علمحئئه فسئئيكون علمحئئا تمضئئافا إلئ علمحئئه السئئابق ‪ ،‬و هئئذا ل‬
‫يإوز لن علمحئه كامئل ل يتمحئل الضئافةم ‪ ،‬و أمئا إذا قلنئا ‪ :‬إنئه لئ يعلمحئه ‪ ،‬فإننئا سائنكون قئد أضئفنا‬
‫إليه الهل ‪ .‬و إذاة فالل العقول الئذي ل يإئر إلئ تناقضئات و نقئائض مثئل تلئك ‪ ،‬هئو أن نقئول ‪:‬‬
‫إن ال ئ خلئئق العئئال بئئا فيئئه النسئئان ‪ ،‬و أن المئئور تئئري فئ العئئال حسئئب سائئنن و قئوانيم ‪ ،‬قئئدرها‬
‫تقديرا ‪ ،‬كحركةم الفلك مثل ‪ .‬أماالنسان فقئد خلئق لئه أو فيئه ‪ ،‬قدرة با يعقئل ‪ ،‬و إرادة و اختيئارا‬
‫؛ وأكثر من ذلك بييم له بواساطةم الرسائل و عئن طريئق العقئل سابحيل اليئ و سابحيل الشئر ‪ ،‬و النسئان‬
‫هئئو الئئذي يتئئار هئئذه أو تلئئك ‪ ،‬فيفعئئل هئئذا أو ذاك ‪ ،‬هنئئا حيمئ ئ الفعئئل يتئئدخل علئئم الئ ئ ليحكئئم‬
‫بالسن أو القبحح ‪ ،‬بالثواب أو بالعقاب ((‪. 402‬‬
‫و تعقيبحئئا عليئئه أقئئول ‪ :‬أول إن علئئم الئ تعئئال ل يصئئح وصئئفه بالزّيئئادة و ل بالنقصئئان ‪ ،‬فهئئو علئئم‬
‫كامل شامل أزل ‪ ،‬ل يصح فيه افتاض ما افتضه الابري‪ ،‬و إن كان هئئو نفسئئه اعئئتف فئ النهايئةم‬

‫‪402‬‬
‫العقل السياساي ‪ ،‬صا‪. 272 :‬‬
‫بأن علم ال كامل ل يتمحل الضافةم ‪ .‬كمحا أن قضيةم الموييم ‪ ،‬لئ يطرحهئا بطريقئةم صئحيحةم ‪ ،‬لن‬
‫ما فعله المويون كان بئإرادة و مشئيئةم مئن الئ تعئئال مئئن دون أن تيتمحئئه عليهئئم ‪ ،‬ول رضئئي بئه و ل‬
‫أحبحئئه ‪ ،‬لن سائ ئبحق العلئئم ل يسئئتلزّما إجبحئئارا و إكراهئئا و ل قهئ ئرا ‪،‬و ل حبحئئا و ل رضئئى ‪ .‬و كئئل مئئا‬
‫يدث ف الكون هو بإرادة و مشيئةم من ال و بقدر منه ‪ ،‬فل يدث ف الكون ما ل يتريده ‪ ،‬لكنئئه‬
‫يدث فيه ما تيبحه و يرضاه ‪ ،‬و ما ل تيبحه و ل يرضاه ‪ ،‬فل بد من التفريق بيم الرادة و الشئئيئةم و‬
‫بيم ئ البحئئةم و الرضئئا ‪ ،‬و قئئد فعئئل ال ئ ذلئئك للكئئم بالغئئةم ‪ ،‬منهئئا ‪ :‬ابتلء النسئئان و اختبحئئاره ف ئ هئئذه‬
‫الدنيا ‪ ،‬فلو أن ال تيعاقب كئل مئرما فئ الئدنيا ‪،‬و تيإئازي كئل تمسئن فيهئا أيضئئا ‪ ،‬فل معنئ لرسائئال‬
‫الرسال ‪،‬و إنزّال الكتب ‪ ،‬و ابتلء النئاس بعضئهم ببحعئض ‪ ،‬و ل فائئدة مئئن خلئق النئةم و النئار أصئئل‬
‫‪.‬‬
‫و لذلك كان ما فعله الحجاج بن يوسف في ضربه للكعبة الشريفة ‪ ،‬هو عمل ل‬
‫يرضاه ا و ل يحبه ‪ ،‬لكنه يدخل في مشيئُته و قدره ‪ ،‬و هذا أمر من ضروريات‬
‫الربوبية و كمالتها ‪ .‬فال تعالى ل يرضي لعباده الكفر ‪ ،‬لكن الكفر موجود و هو‬
‫الغالب على بني آدم ‪ ،‬و هو سبحانه ل يحب الظلم و الفسوق و العصيان ‪ ،‬لكن‬
‫الرض تموج بذلك ‪ .‬فهو سبحانه خالق كل شيء بإرادته و مشيئُته ‪،‬و قدرته و‬
‫ضهي لأيكرم أوأل تأذزير‬ ‫ضى لذذعأباذدذه ارليكرفأر أوذإن تأرشيكيروا يأرر أ‬ ‫حكمته ‪ ،‬قال تعالى ‪} :‬أوأل يأرر أ‬
‫أواذزأرةاد ذورزأر أيرخأرىَ ثيلم إذألى أرببيكم لمررذجيعيكرم فأيينأببئُييكم بذأما يكنتيرم تأرعأميلوأن إذنلهي أعذليدم بذأذا ذ‬
‫ت‬
‫س‬‫اي لأهأأدىَ اللنا أ‬ ‫س اللذذيأن آأمينورا أأن للرو يأأشاء ر‬ ‫صيدوذر{َ ‪ -‬سورةا الزمر‪ ، ،-7/‬و} أأفألأرم يأريأ أ ذ‬ ‫ال لُ‬
‫ب ارليمتأطأهبذريأن{َ ‪ -‬سورةا‬ ‫ب التللواذبيأن أوييذح لُ‬ ‫اأ ييذح لُ‬ ‫أجذميوعا {َ ‪ -‬سورةا الرعد‪ -31/‬و ) إذلن ر‬
‫ب ارلأكافذذريأن{َ ‪-‬سورةا الروم‪ ، -45/‬و } إذنلهي أل ييذح لُ‬
‫ب‬ ‫البقرةا‪ ، -222/‬و} إذنلهي أل ييذح لُ‬
‫ب يكلل يمرخأتامل فأيخومر{َ ‪ -‬سورةا‬ ‫اأ أل ييذح لُ‬ ‫ظالذذميأن{َ ‪ -‬سورةا الشورىَ‪، -40 /‬و }إذلن ل‬ ‫ال ل‬
‫لقمان‪. -18/‬‬
‫و ثانيا إن كل ما حدث على أيدي الموييم –حسب مثال الابري‪ -‬ت بإرادة مئن الئ و‬
‫مشيئته ‪ ،‬و علمحه و قدرته و حكمحته من جهةم ‪ ،‬و باختيار من الموييم و عن وعئئي منهئئم ‪ ،‬و مئئن‬
‫دون إكراه و ل إجبحار ‪ ،‬ول رضى من الئ ول حئب منئه ‪ ،‬مئن جهئةم أخئرى ‪ .‬و هئذا المئر الشئرعي‬
‫النطقي الواضح ‪ ،‬هو الذي ل يفهمحه الابري أو ل تيرد فهمحه رباللفيات مذهبحيةم مبحيتةم ‪.‬‬
‫و أمئئا قئوله ‪ :‬إن الئ تعئئال خلئئق الكئئون بئئا فيئئه النسئئان ‪ ،‬وفئئق سائنن و قئوانيم قئئدرها تقئئديرا ‪،‬‬
‫عليها سايي الكون ‪ ،‬فهو كلما صحيح موافق للقرآن الكري ‪ ،‬و لذهب أهل السنةم ‪ ،‬الذين يعتقدون‬
‫أن ال تعال قبحل أن يلق العال قيدر مقاديره تقديرا ‪ ،‬بعلمحئه و لحكمحتئه ‪،‬و عنئدما خلقئئه جعلئه يسئي‬
‫وفق ما قدره له ف ساابق علمحه الزل‪. 403‬‬
‫لكئئن الئئابري أخطئئأ عنئئدما اسائئتثن أفعئئال النسئئان مئئن ذلئئك التقئئدير السئبحق ‪ ،‬عنئئدما قئئال ‪:‬‬

‫‪403‬‬
‫صديق حسن خان ‪ :‬قطف الثمحر من عقيدة أهل الثر ‪ ،‬صا‪ 84 :‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫)) حيم ئ الفعئئل يتئئدخل علئئم ال ئ (( ‪ ،‬و هئئو ادعئئاء ل دليئئل عليئئه مئئن الشئئرع و ل مئئن العقئئل ‪ ،‬بئئل‬
‫الشئئرع يرفضئئه رفضئئا ‪ ،‬و ينقضئئه نقضئئا ‪ .‬وأمئئا إذا كئئان يتعلئئق بسئئألةم الئئبخ و الختيئئار الئئت سائبحقت‬
‫مناقشتها ‪ ،‬فقد بينا أن سابحق العلم اللي الغيب الزل ل يستلزّما البخ و الكراه ‪،‬و ل ينئئع النسئئان‬
‫من مارساةم حريته و أعمحاله ‪ ،‬و تمحل مسؤمولياته ‪.‬‬
‫و هو أيضا قد اعتف بأمرين خطيين نقض بمحا ما بناه نقضا ‪ ،‬أولمحا إنه أقر بأن علئئم الئ‬
‫كامل ل يتمحل الضافةم ‪ .‬و ثانيهمحا إنه اعتف بأن الل العقول بالنسبحةم للق العال با فيه النسان‬
‫‪ ،‬هئئو القئئول ‪ :‬إن الئ خلئئق الكئئون )) وفئئق سائئنن و قئوانيم قئيدرها تقئئديرا ‪ ،‬كحركئئةم الفلئئك مثل ((‪-‬‬
‫سائئورة ‪ ، -‬و هئئذا يعنئ أن الئ تعئئال يعلئئم الغيئئب الزلئ ‪ ،‬لنئئه لئئو لئ يكئئن كئئذلك ‪ ،‬مئئا اسائئتطاع‬
‫يققئئدر خلئئق العئئال تقئئديرا مسئئتقبحليا ‪ .‬و مئئن ثئ فل يصئئح شئئرعا و ل عقل اسائئتثناء النسئئان مئئن هئئذا‬
‫التقئئدير السئئتقبحلي القئئائم علئئى العلئئم ‪ .‬كمحئئا أن اعئ ئتافه بئئذين المريئئن هئئو نقئئض لنظريئئةم الهمحيئئةم و‬
‫العتزّلةم ف نفي القضاء و القدر و العلم ‪ ،‬الت دافع عنها الابري مرارا و تكرارا ‪.‬‬
‫و إذا كان الابري كثيا ما ساكت عن أخطاء الهمحيةم و العتزّلةم ‪،‬و برر آراءهم و دافع‬
‫عنهئئا ‪ ،‬فئئإنه لئ ئ يفعئئل ذلئئك مئئع أهئئل السئئنةم ‪ ،‬فقئئد حئئرصا علئئى انتقئئادهم ‪،‬و تمحيئئل أقئ ئوالم مئئا ل‬
‫تتمحله ‪ ،‬و قد يتقئيولم‪-‬أحيانئا‪ -‬مئا لئ يقولئوه ‪ .‬مئن ذلئك إنئه عنئدما تعئيرض لسئألةم مرتكئب الكبحية ‪،‬‬
‫ذكر أن أهل السنةم قالوا ‪ :‬إنه فاساق ل تيرجه فسقه مئئن كئونه مؤممنئئا ‪ ،‬مئئا داما يئؤممن بئال و رسائئله و‬
‫كتبحه ‪ .‬و بعنئ آخئر إنئه مئؤممن عئاصا إن شاء الئ غفئر لئه ‪ .‬ثئ انتقئد السنييم فئ ذلئك و قال ‪ :‬إن‬
‫فيه إدانةم خفيفةم للموييم ‪،‬و ينطوي أيضا على التساهل ف مسألةم الوعد و الوعيئئد ‪ ،‬و ذلئئك أنئئه ))‬
‫إذا كان ال سايغفر للمحؤممن العاصي ‪ ،‬فمحعن هذا أنه سايخلف وعيده ‪ ،‬علمحئا بأن الئ توعئد مرتكئب‬
‫الكبحائر بالعقاب الشديد ((‪. 404‬‬

‫و أقول ‪ :‬إنه ذكر أن أهل السنة قالوا ‪ :‬إن مرتكب الكبيرةا مؤمن عاصا ‪ ،‬إن شاء‬
‫ا عفر له ‪ ،‬ثم عاد و قال – في انتقاده للسنيين‪ )) : -‬إنه إذاكان ا سيغفر للمؤمن‬
‫العاصي ‪ ، (( ...‬فقوله هذا ييخالف ما ذكره قبل ذلك ‪ ،‬فهناك فرق كبير بين ‪ :‬إن‬
‫المؤمن العاصي في حكم ا إن شاء عذبه و إن شاء غفر له ‪ ،‬و بين قوله ‪ )) :‬إذا‬
‫كان ا سيغفر للمؤمن العاصي ((‪ ،‬فأهل السنة لم يقولوا ‪ :‬إن ا سيغفر لمرتكب‬
‫الكبيرةا ‪ ،‬و إنما قالوا ‪ :‬إنه ل يخلد في النار ‪ .‬و هذا يعني أنه يستحق دخول النار‬
‫بذنوبه ‪ ،‬من دون الخلود فيه ‪ ،‬و مع ذلك فإن ا تعالى ربما يغفر له قبل دخولها ‪،‬‬
‫علما بأن كثيرا من النصوصا ذكرت أن صاحب الذنوب يدخل النار إذا كانت ذنوبه‬
‫أكثر من حسناته‪ ، 405‬و هذا معروف من دين السلم بالضرورةا ‪ ،‬كقوله تعال ‪:‬‬
‫‪404‬‬
‫العقل السياساي ‪ ،‬صا‪. 274 :‬‬
‫‪405‬‬
‫انظر ‪ :‬صديق حسن خان ‪ ،‬قطف الثمحر ‪ ،‬صا‪ . 132 :‬و ابن أب العزّ النفي ‪ :‬شئئرح العقيئئدة الطحاويئةم ‪ ،‬صا‪ 316 :‬و‬
‫ما بعئدها ‪ .‬و ابئن قيئم الوزيئئةم ‪ :‬طريئق الجرتيمئ و بئاب السئعادتيم ‪ ،‬ط ‪ ، 2‬دار ابئن القيئم ‪ ،‬الئدماما ‪ ، . 1994 ،‬صا‪:‬‬
‫ك اللذذيأن أخذسيروا أأنفيأسهيرم ذفي أجهأنلأم أخالذيدوأن{َ سورةا‬ ‫ت أمأواذزينيهي فأأ يرولأئُذ أ‬ ‫}أوأمرن أخفل ر‬
‫ك هييم ارليمرفلذيحوأن{َ ‪-‬‬ ‫ت أمأواذزينيهي فأأ يرولأئُذ أ‬ ‫المؤمنون ‪،-103/‬و }أوارلأورزين يأروأمئُذمذ ارلأح لُ‬
‫ق فأأمن ثأقيلأ ر‬
‫سورةا العراف‪. -8/‬‬
‫و أم ئئا المحوع ئئةم الثاني ئئةم – م ئئن الخط ئئاء النهجي ئئةم‪ -‬التعلق ئئةم بعل ئئم الكلما و أص ئئول ال ئئدين ‪،‬‬
‫فتتضمحن ساتةم أخطاء متنوعةم ‪ ،‬أولا إنه‪-‬أي الئابري‪ -‬قال ‪ :‬إن الشيعةم كلهئم قالوا بأن المامئةم بعئد‬
‫النب‪-‬عليه الصلة و السلما‪-‬كانت من حق علي بن أب طالب‪ -‬رضي الئ عنئئه‪ ، -‬مئئا عئئدا الشئئيعةم‬
‫الزّيديةم الذين يعتفون بلفةم أب بكر و عمحر‪-‬رضي ال عنهمحا‪. 406-‬‬
‫و قوله هذا يتضمحن خطئأ يتعلئق بوقئف الزّيديئةم مئن المامئةم ‪ ،‬و هئو أنئه ليئس كئل الزّيديةم قئالوا‬
‫بصئئحةم خلفئئةم أبئ بكئئر و عمحئئر ‪،‬و ذلئئك أن الزّيديئئةم تتكئئون مئئن ثلث فئئرق ‪ ،‬هئئي ‪ :‬السئئليمحانيةم ‪ ،‬و‬
‫البحتيةم ‪ ،‬و الاروديئةم ‪ ،‬فئالول و الثانيئةم قالتئا ‪ :‬إن المامئةم شئئورى بيمئ السئلمحيم ‪ ،‬و أثبحتتئا إمامئةم أبئ‬
‫بكر و عمحر ؛ لكن الثالثةم خالفتهمحا ‪ ،‬و ادعت أن اللفةم لعلي بن أب طئئالب بالوصئئف ل بالسائئم‬
‫‪ ،‬بعد النب‪-‬عليه الصلة و السئئلما‪ ، -‬و كفئئرت الصئئحابةم لئئتكهم بيعئةم علئئي حسئئب زعمحهئئا‪ . 407‬و‬
‫موقفها هذا ينقض التعمحيم الذي أصدره الابري ‪،‬عن موقف الزّيديةم من المامةم ‪.‬‬
‫و الطأ الثان يتمحثل ف أن الابري نقل عن التكلم أب بكر البحاقلن)ت ‪403‬ه( ‪ ،‬إنه قال ‪:‬‬
‫)) ما ل دليل عليه يإب نفيه (( ‪ ،‬ث عقب عليه بقوله ‪ :‬إن هذا البحدأ يقضي )) بإبطئال كئل شيء‬
‫فئ الغئائب ليئس عليئه دليئئل مئن الشئئاهد ‪ ،‬و واضئئح أن هئذا البحئئدأ هئئو مئئن الطئئورة بكئئان ‪ ،‬بالنسئبحةم‬
‫لقضايا علم الكلما ‪ .‬ذلئك لنئه يربئط عئال الغيئب ‪ ،‬عئال اللوهيئةم ‪ ،‬و البحعئث و السئاب ‪ ...‬بعال‬
‫الشئئهادة ‪ :‬الطبحيعئئةم و النسئئان ‪ ،‬ربئئط معلئئول بعلئئةم ‪ ،‬أو علئئى القئئل ربئئط مشئئروط بشئئرطه ‪ ،‬بيئئث‬
‫يتصبحح عال الشهادة شئرطا فئ وجئود عئال الغيئب ‪ ،‬و ذلئك مئا يئس الدين نفسئه كعقيئدة ‪ ،‬و ليئس‬
‫وساائل الدفاع عنه ((‪.408‬‬
‫و قوله هذا يتضمحن أخطاء و مبحالغات ‪ ،‬لنه أول إن كلما البحاقلن صحيح ل مطعن فيه‬
‫ك‬ ‫س لعئ ع‬‫ف عمئا لعويئ ع‬‫‪ ،‬و هو تعبحي عن مبحدأ شرعي ‪ ،‬تمستنتج من القرآن الكري ‪ ،‬كقوله تعئال‪} :‬عولع تعئوقئ ت‬
‫ك عكاعن ععونهت عموستؤموةل{ٍ ‪ -‬ساورة الساراء‪ ، - 36/‬و )) قئئل‬ ‫صعر عوالوتفعؤماعد تكيل أتولئل ع‬ ‫ل ل‬
‫بله عولقم إلنن النسومحعع عوالوبحع ع‬
‫‪ 568‬و ما بعدها ‪.‬‬

‫‪406‬‬
‫العقل السياساي ‪ ،‬صا‪. 246 :‬‬
‫‪407‬‬
‫أنظئئر مثل ‪ :‬أبئئو السئئن الشئئعري ‪ :‬مقئئالت السائئلمييم ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪ . 18 :‬و ابئئن حئزّما ‪ :‬الفصئئل فئ اللئئل و الهئواء و‬
‫النحئ ئئل ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪ . 455 :‬و الشهرسائ ئئتان ‪ :‬اللئ ئئل و النحئ ئئل ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪ . 184 :‬و عبح ئئد الق ئئاهر البحغ ئئدادي ‪ :‬الف ئئرق بيمئ ئ‬
‫الفئئرق ‪ ،‬صا‪ 30 :‬و مئئا بعئئدها ‪ .‬و أقئئول ‪ :‬إننئ ئ لئ ئ أتكئئن مئئن الصئئول علئئى كتئئب الزّيديئئةم ‪ ،‬لككن ئ اعتمحئئد علئئى مصئئادر‬
‫متخصصةم ف الفرق و القالت ‪.‬‬
‫‪408‬‬
‫بنيةم العقل ‪ ،‬صا‪. 443-442 :‬‬
‫هئئاتوا برهئئانكم إن كنتئئم صئئادقيم ((‪-‬سائئورة البحقئئرة‪ ، - 111/‬و } لإن يعئتنبحلعتئئوعن إلنل الظنئنن عوعمئئا تعئوه ئعوى‬
‫س عولععقود عجاءتهم ممن نرمبلتم اولتعدى{ٍ ‪-‬ساورة النجم‪ ، -23/‬و ‪}-‬عولمعن الننالس عمن تعيإالدتل لف اللنله‬ ‫او علنتف ت‬
‫ب يمنلنيئئ{ٍ‪ -‬سائئورة الئئج‪ . -8/‬و البحئئاقلن لئ يكئئن يقصئئد مئئا ذهئئب إليئئه‬ ‫بلغع وليئ لعولئنم وعل تهئةدى وعل كلتئعئا ن‬
‫ع‬ ‫ع‬
‫‪409‬‬
‫الابري ‪ ،‬لن تراث الرجل‪-‬أي البحاقلن‪ -‬يشئهد علئى أنئه لئ يكئن يقصئد مئا ذهئب إليئه الئابري‬
‫‪.‬‬
‫و ثانيئا إن الئابري حيئل كلما البحاقلن مئا ل يتمحلئه ‪ ،‬و جيعئده تعيئدا بل دليئل ‪ ،‬و حئيوله‬
‫من حبحةم صغية إل قبحئةم كئبحي ‪ ،‬لن البحئاقلن قئال ‪ )) :‬مئئا ل دليئئل عليئه يإئب نفيئئه ((‪ ،‬مئن دون أن‬
‫تيئئدد مصئئدر هئئذا الئئدليل ‪ ،‬و إنئئا الئئابري هئئو الئئذي حئئدده و حصئئره ف ئ الشئئاهد الئئادي ‪ ،‬و هئئذا‬
‫تريف للنص و توجيه له بطريقةم غي صحيحةم ‪ ،‬علمحئا بئأن مصئئادر الدلئةم ثلثئةم ‪ ،‬هئي ‪ :‬الشئرع ‪ ،‬و‬
‫العقل ‪ ،‬و الشاهدة الاديةم ‪،‬و هذه الصادر يقول با أبو بكر البحاقلن ‪ ،‬كغيه مئئن علمحئئاء السئئلمحيم‬
‫‪ ،‬و مؤملفئئاته الئئت وصئئلتنا تشئئهد علئئى ذلئئك‪ . 410‬فعمحئئل الئئابري هئئو اعتئئداء علئئى كلما الرجئئل ‪ ،‬و‬
‫إخئراج لئئه مئئن إطئئاره العرفئ و الزّمئئان الئئذي قيئئل فيئئه ‪ .‬علمحئئا بئئأن مئئا ذهئئب إليئئه الئئابري هئئو جئئانب‬
‫تتض ئئمحنه مقول ئئةم البح ئئاقلن ‪ ،‬و لي ئئس حصئ ئرا ل ئئا ‪ ،‬فج ئئاء ه ئئو و جع ئئل ال ئئزّء كل ‪ ،‬و أبع ئئد الئ ئوانب‬
‫الخئئرى ‪ .‬فالبحئئاقلن قئئال ‪ )) :‬مئئا ل دليئئل عليئئه يإئئب نفيئئه (( ‪،‬و الئئابري جعلهئئا تقئئول ‪ )) :‬مئئا ل‬
‫دليل عليه من الشاهدة السوساةم يإب نفيه (( ‪ ،‬فتأمل ! ‪ .‬فمحقولةم البحاقلن فيها اشئتاط للئئدليل مئئن‬
‫دون تديد لصدره ‪ ،‬و الثانيةم فيها اشتاط للئدليل مئع تديئئد مصئدره ‪ ،‬التمحثئل فئ الشئئاهد الئادي ‪،‬‬
‫ما يعن أن مقولةم الابري ل تنطبحق على مقولةم البحاقلن إل بنسبحةم الثلث دون الثلثيم البحاقييم ‪.‬‬
‫و ثالثا إنه حت إذا سالمحنا‪-‬جدل‪ -‬با ذهب إليه الابري ف تفسيه لقولةم البحاقلن ‪ ،‬فإن‬
‫أدلئئةم عئئال الشئئهادة ل تتشئئكل أي خطئئر علئئى ديئئن السائئلما ‪ ،‬إذا اتسائئتخدمت بطريقئئةم صئئحيحةم ‪ ،‬و‬
‫توضئئعت فئ مكانئئا الناسائئب ‪ ،‬لن العقئئل و العلئئم إن لئ يتثبحتئئا الئئدين فإنمحئئا لئئن يسئئتطيعا نفيئئه ‪ .‬هئئذا‬
‫فضئل علئى أن العلئم الئديث أثبحئت بالدلةم الصئحيحةم الدامغئةم بأنه ل يصئح القئول بئأن مئا ل تتدركه‬
‫الئواس ل وجئئود لئئه ‪ ،‬فهئئذه مقولئئةم أصئبححت خرافئئةم مئئن خرافئئات تاريئئخ الفكئئر النسئئان ‪ ،‬لن العلئئم‬
‫الئئديث أثبحئئت وجئئود عئوال غيئ مرئيئئةم لئ يكئئن النسئئان يراهئئا و ل يعرفهئئا‪ ،‬و هئئي اليئوما مئئن حقئئائق‬
‫العلئئم الكئئبخى الئئت ل تئتئرى ‪ ،‬كعئئال الئئذرة ‪ ،‬و الاذبيئئةم ‪ ،‬و عئئال الراثيئئم و الفيوسائئات ‪ .‬علمحئئا بئئأن‬
‫القرآن الكري نفسه يدخل ف عال الشئئهادة السئئوس ‪ ،‬فهئئو دليئئل علمحئئي مئادي دامئئغ تمعجئزّ ‪،‬شئاهد‬
‫على صدق نبحوة ممحد رساول ال‪ -‬عليه الصلة و السلما‪ ، -‬فإذا اساتشهد به السئئلم فهئئو يستشئئهد‬
‫بئدليل مئادي ملمحئئوس ‪ .‬و أمئئا فيمحئا يئص وجئئود الئ سائبححانه و تعئال ‪ ،‬فالئئدليل علئى وجئئوده دليلن‬
‫‪409‬‬
‫‪.‬‬ ‫أنظر مثل ‪ :‬البحاقلن ‪ :‬كتاب تهيد الوائل و تلخيص الدلئل‬
‫‪410‬‬
‫أنظر ‪ :‬نفسه ‪.‬‬
‫ماديئئان تمشئئاهدان ملمحوسائئان ‪ ،‬هئئا ‪ :‬كتئئاب ال ئ النظئئور ‪ ،‬و هئئو الكئئون و مئئا فيئئه مئئن ملوقئئات‪ ،‬و‬
‫كتابه السطور ‪ ،‬و هو القرآن الكري ‪ ،‬و الكتابان تمعجزّان يشهدان على وجود ال تعال ‪.‬‬
‫و أما الطأ الثئالث فيتعلئئق بوضئئوع الئوارق عنئد ابئن خلئدون و مئئوقفه منهئئا ‪ ،‬فقئئال الئابري ‪:‬‬
‫قئئرر ابئئن خلئئدون أن )) خئئرق العئئادة كئئان زمئئن النئئب فقئئط ‪ ،‬أمئئا بعئئد ذلئئك فقئئد ‪ :‬ذهبحئئت الئوارق و‬
‫صئئار الكئئم للعئئادة كمحئئا كئئان ‪ ،‬أي صئئارت الق ئوانيم الطبحيعيئئةم مطئئردة ف ئ مئئال الطبحيعئئةم و الق ئوانيم‬
‫الجتمحاعيةم تمطردة ف مال العمحران ‪ ...‬و لنقل ف مال الشريعةم أيضا ((‪. 411‬‬
‫و قوله هذا فيه خطئأ فئ النقئل و الفهئم ‪،‬و تقويئل للرجئل مئا لئ يقلئه و مئال يعتقئده ‪ ،‬لنئه أول‬
‫إن ابن خلدون ل يقل أبدا أن الوراق كانت زمن النب‪-‬عليه الصلة و السم‪ -‬فقط ‪ ،‬ثئ ذهبحئئت و‬
‫صارت كالعادة ‪ ،‬و إنا قال ‪ :‬إن ف زمن رساول ال ذهبحت العصئبحيةم ‪،‬و كئئان الهئئاد و الئدين قائمحئئا‬
‫حاكمحئئا ‪ ،‬و )) العئئادة معزّولئئةم ‪ ،‬حئئت إذا انقطئئع أمئئر النبحئئوة و ال ئوارق الهولئئةم ‪ ،‬تراجئئع الكئئم بعئئض‬
‫ت‬
‫الشيء للعوائد ((‪. 412‬و نفس العن قئاله فئ النص الذي نقلئه عنئه الئابري ‪ ،‬فئذكر فيئه ابن خلدون‬
‫أنئئه لئئا ذهئئب زمئئن النئئب‪-‬عليئئه الصئئلة و السئئلما‪ ، -‬و تئوالت القئئرون انصئئر الئئدد النبحئئوي ‪ ،‬بئئذهاب‬
‫العج ئزّات النبحويئئةم ‪ ،‬و ت ئولت تلئئك الصئئيغةم قليل قليل ‪،‬و )) ذهبحئئت ال ئوارق ‪،‬و صئئار الكئئم للعئئادة‬
‫كمحا كان ‪ ،‬فتاعتبخ أمر العصبحيةم و ماري العوائد ‪ ،‬فيمحا ينشأ عنها مئن الصئال و الفاسائد ((‪ . 413‬و‬
‫قئئال أيضئئا ‪ )) :‬عنئئدما نسئئي النئئاس شئئأن النبحئئوة و الئ ئوارق ‪ ،‬و رجعئ ئوا إلئ ئ أمئئر العصئ ئبحيةم و التغئئالب‬
‫((‪. 414‬‬
‫فهئذه القئوال شئاهدة علئى عكئئس مئئا ادعئاه الئابري ‪ ،‬فقئيوله مئئا لئ يقئئل ‪ ،‬و نقئئل كلمئه نقل‬
‫ناقصئئا مبحتئئورا ‪ ،‬ل نئئدري أتعمحئئد فئ ذلئئك ‪ ،‬أما ل ؟ ‪ ،‬فئئابن خلئئدون لئ يقئئل أبئئدا أن الئوارق كئئانت‬
‫خاصةم بزّمن الرساول‪-‬صلى ال عليئئه وسائئلم‪ -‬يئ تئئوقفت بعئئده ‪ .‬كمحئا أنئئه لئ يقصئد بعبحئئارة ‪ :‬العئادة ‪،‬‬
‫ما قصده الابري ‪ ،‬فالعادة كمحا ذكرها ابن خلدون قصد با العادات و التقاليد العصبحيةم الت كئئانت‬
‫سائئائدة زمئئن الاهليئئةم التعلقئئةم بئئالكم ‪ ،‬فلمحئئا ضئئعف التئئدين ‪،‬و تطئئاول الزّمئئن عئئادت بعئئض العوائئئد‬
‫التعلقئئةم بالعصئ ئبحيةم إلئ ئ الظهئئور مئئن جديئئد ‪ ،‬و هئئذا قئئاله ابئئن خلئئدون صئ ئراحةم ‪ .‬و أمئئا الئئابري فقئئد‬
‫أعطى لعنئ العئادة مفهومئا فكريئا عمحيقئا ‪ ،‬معنئاه السنن و القئوانيم و النئواميس الت تكئم الطبحيعئةم و‬
‫العمحران البحشري ‪ ،‬و حت الشريعةم ‪ .‬و هذا كلما ل يقله ابن خلئدون و مئئا قصئئده باسائئتخدامه لعبحئئارة‬
‫العادة الت نقلناها عنه آنفا ‪.‬‬

‫‪411‬‬
‫بنيةم العقل ‪ ،‬صا‪. 551 :‬‬
‫‪412‬‬
‫ابن خلدون ‪ :‬تاريخ العبخ و ديوان البحتدأ و البخ ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪. 216 :‬‬
‫‪413‬‬
‫ابن خلدون ‪ :‬القدمةم ‪ ،‬صا‪. 167 :‬‬
‫‪414‬‬
‫العبخ ‪ ،‬ج ‪ 3‬صا‪. 4 :‬‬
‫و ثانيا إن ما يتبحئت خطئأ الئابري فيمحئا نقلئه عنئه ‪ ،‬أن ابئن خلئدون نفسئه كئان يئؤممن بئدوث‬
‫الوارق على أيدي تأناس عاشوا بعد رساول ال‪-‬عليه الصلة و السلما‪ ،-‬فمحن ذلئئك أنئئه قئئال ‪ )) :‬و‬
‫عنئئد ظهئئور الغلة مئئن الصئئوفيةم ‪،‬و جنئئوحهم إلئ ئ كشئئف حجئئاب الئئس ‪ ،‬و ظهئئور الئ ئوارق علئئى‬
‫أيديهم ‪،‬و التصرفات ف عال العناصر ((‪. 415‬‬
‫و الشاهد الثان هئو أنئه عنئدما تكليئم عئن الكيمحيئائييم قئال ‪ )) :‬إنئا هئو مئن منحئى كلمهئم فئ‬
‫المور السحريةم ‪،‬و ساائر الوارق ‪،‬و مئا كئئان مئن أمئئر اللج و غيه ((‪ . 416‬و الشئئاهد الثئالث هئئو‬
‫إنه عندما تكيلم عن بعض أولياء الغرب السالمي و أعيانه ‪ ،‬قئال ‪ )) :‬و أمئئا وقئئوع الئوارق فيهئئم ‪،‬‬
‫و ظهور الكامليم ف النوع النسان من أشخاصهم ‪ ،‬فقد كان فيهم من الولياء ((‪. 417‬‬
‫و الشئئاهد الرابئئع‪ -‬و هئئو الخيئئ‪ ، -‬فئئإن ابئئن خلئئدون قئئال ‪ :‬إن الصئئوفيةم لئئم واقعئئات تيئئبخون فيهئئا‬
‫بالغيبحئئات قبحئئل وقوعهئئا ‪ ،‬و يئئتقون بمحمحهئئم و قلئئوى أنفسئئهم فئ الوجئئودات ‪ ،‬السئئفليةم و تصئئي طئئوع‬
‫إرادتم‪. 418‬‬
‫فهذه أقوال ابئن خلئدون نفسئه تنقئض مئا ادعاه الئابري فئ حقئه ‪ ،‬و هئي شئاهدة علئى خطئأ‬
‫الئئابري ف ئ النقئئل و الفهئئم ‪،‬و تقويئئل ابئئن خلئئدون مئئا ل ئ يقلئئه ‪ .‬فهئئل تعيمحئئد ف ئ ذلئئك أما أخطئئأ ؟ ‪،‬‬
‫يبحدو ل أنه تعيمحد ذلك ‪ ،‬لن المر واضح وضوح الشمحس ف رابعةم النهئئار ‪ ،‬فعئئل ذلئئك انطلقئئا مئئن‬
‫خلفيته الذهبحيةم لدمةم مشروعه الفكري ‪.‬‬
‫و أما الطأ الرابع فيتمحثل ف قول الابري بأن العتزّلةم اسائتخدموا مبحئئدأ ‪ :‬العقئل قبحئل ورود الشئرع‬
‫‪ .‬فئ ئ ج ئئدالم لغيئ ئ الس ئئلمحيم ‪ ،‬لن ئئم ج ئئادلوا فئ ئ أول أمره ئئم المحاع ئئات ال ئئت لئ ئ تك ئئن أسا ئئلمحت ‪،‬‬
‫كالانويةم الت كانت تنشر عقائدها ‪،‬و تطعن ف السالما‪. 419‬‬
‫و ردا عليه أقول ‪ :‬أول يإب أن ل يغيئب عنئا أن العتزّلئةم عنئدما قئالوا بئذلك البحئدأ ‪ ،‬هئو مغالطةم‬
‫منهم ‪،‬و قد سابحق أن أن ناقشنا مبحدأهم هذا ‪ .‬و حقيقةم قئئولم التقئدما بيمئ يئدي الئ و رسائوله‪ ،‬لن‬
‫مبحدأهم هذا ل يصح شرعا و ل عقل ‪ -‬ف ميزّان العقل الؤممن‪ -‬بعدما ظهئئر السائئلما ‪،‬و أظهئره الئ‬
‫على الدين كله ‪ ،‬فكان من الواجب عليهم اللتزّاما بئئه فئ كئئل أحئوالم مئع السئلمحيم و غيهئم ‪ ،‬إن‬
‫كانوا حقا عقلنييم منطقييم مع ال و أنفسهم ‪.‬‬
‫و أما قوله بان العتزّلةم اساتخدموا مبحدأهم لادلةم غي السلمحيم ‪ ،‬فهو قول غي صحيح ف معظمحه‬

‫‪415‬‬
‫القدمةم ‪ ،‬صا‪. 413 :‬‬
‫‪416‬‬
‫نفس الصدر ‪ ،‬صا‪. 453 :‬‬
‫‪417‬‬
‫العبخ ‪ ،‬ج ‪ 6‬صا‪. 105 :‬‬
‫‪418‬‬
‫القدمةم ‪ ،‬صا‪. 388 ، 372 ، 88 :‬‬
‫‪419‬‬
‫العقل الخلقي ‪ ،‬صا‪. 116 :‬‬
‫‪ ،‬لن العتزّلئئةم اسائئتخدموا مبحئئدأهم لت ئبخير مئئوقفهم مئئن الشئئرع نفسئئه ‪ ،‬و ال ئ تعئئال يقئئول ‪} :‬يعئئا أعيئعهئئا‬
‫يمئ ئ يئعئعدلي اللئن ئله عوعرتسائئوللله عواتنئتقئ ئوا اللئن ئهع إلنن اللئن ئهع علسئئيقع ععلليئ ئقم{ٍ ‪ -‬سائئورة الجئ ئرات‪/‬‬ ‫ل‬
‫الئنئذيعن آعمنئت ئوا عل تتئعقئ ئمدتموا بعئ و ع‬
‫‪. -1‬كمح ئئا أن ئئم اسا ئئتخدموه لتأوي ئئل النص ئئوصا و توجيهه ئئا لدم ئئةم أص ئئولم ‪ ،‬فئ ئ مس ئئائل الص ئئفات و‬
‫القضاء و القدر و الرؤيةم‪. 420‬‬
‫و ثانيا إن قوله بأن العتزّلةم جادلوا ف أول أمرهم غي السلمحيم ‪ ،‬هو قئول غيئ صئئحيح ‪ ،‬و إنئا‬
‫الصئئحيح هئئو عكئئس ذلئئك ‪ ،‬فئئإنم جئئادلوا السئئلمحيم قبحئئل غيهئئم ‪ ،‬لن ظهئئورهم نفسئئه كئئان بسئبحب‬
‫اللف ئئات العقديئئةم بيمئ ئ السئئلمحيم أنفس ئئهم ‪ ،‬فهئئم الئئذين خرجئ ئوا م ئئن حلق ئئةم الس ئئن البحص ئئري بسئ ئبحب‬
‫الختلف ف مسألةم مرتكب الكبحية ‪ ،‬ث دخلوا ف مادلت مع متلئئف الفئئرق السائئلميةم فئ مسئئائل‬
‫‪ :‬ال ئئبخ و الختي ئئار ‪ ،‬و القض ئئاء و الق ئئدر ‪ ،‬و الص ئئفات اللي ئئةم ‪ ،‬و المام ئئةم ‪ ،‬و ه ئئذا الم ئئر ذك ئئره‬
‫الئئابري نفسئئه مئرارا فئ بعئئض كتبحئئه‪ . 421‬و نئئن إذا تفحصئئنا كتئئاب شئئرح الصئئول المحسئئةم للقاضئئي‬
‫عبحئئد اليئئار نئئده موجهئئا ف ئ معظمحئئه للئئرد علئئى الفئئرق السائئلميةم الخالفئئةم للمحعتزّلئئةم ‪ ،‬و هئئذا أمئئر ل‬
‫يتاج إل توثيق ‪.‬‬
‫و أما الطأ الامس فيتعلق بسألةم الوعد و الوعيد ‪ ،‬فذكر الابري أن العتزّلةم قالوا ‪ :‬إن الئ ل‬
‫يلف وعده و ل وعيده ‪ ،‬فلبد أن )) تيإئئزّي السئئن بئالثواب الئذي وعئئده و تيإئزّي السئئيء بالعقئئاب‬
‫الئئذي نئئص عليئئه ‪ ،‬فل تيعقئئل عنئئدهم أن يئتئدخل ال ئ الكئئافر النئئةم ‪ ،‬و ل الئئؤممن النئئار ‪ ،‬بينمحئئا قئئال‬
‫غيهم من أهل السنةم ‪ :‬إن ال يفعل ما يشاء ((‪. 422‬‬
‫و قئوله هئئذا فيئئه تغليئئط و افئتاء علئئى أهئئل السئئنةم ‪ ،‬لن السئئنييم قئئالوا ‪ :‬إن الئ تعئئال يفعئئل مئئا‬
‫يشئئاء ‪ ،‬ليئئس فيمحئئا يئئص الوعئئد و الوعيئئد مطلقئئا ‪ ،‬و إنئئا قئئالوا ذلئئك بصئئفةم عامئئةم ‪ ،‬ردا علئئى العتزّلئئةم‬
‫الئئذين أوجبحئوا علئئى الئ فعئئل الصئئلح و الصئئلح ‪ .‬فقئئال أهئئل السئئنةم ‪ :‬إن الئ فعئئال لئئا يتريئئد ‪ ،‬و ل‬
‫يئتئوجب عليئئه أحئئد شئئيئا ‪ ،‬إل مئئا أوجبحئئه هئئو علئئى نفسئئه ‪ ،‬بئئإرادته و مشئئيئته ‪،‬و عئئدله و حكمحتئئه ‪،‬و‬
‫رحته و لطفه‪. 423‬‬

‫و أما فيمحا يص مسألةم الوعد و الوعيد ‪ ،‬فأهل السنةم اتفقوا على خلود الكفار فئ النار ‪ ،‬و‬
‫أن أي إنسان لقي ربه كافرا به عيذبه و ل يغفر له ‪ .‬لكنهم قالوا ‪ :‬إن مرتكب الكبحية مئئن السئئلمحيم‬

‫‪420‬‬
‫مثال ذلك تأويل القاضي عبحد البحار لصفةم العلم و الرؤيةم ‪ ،‬أنظر شرح الصول المحسئةم ج ‪ 1‬صا ‪ ، 133 :‬و مئا بعئئدها‬
‫‪ ،‬و ‪ 161‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫‪421‬‬
‫أنظر ‪ :‬العقل الخلقي ‪ ،‬صا‪ , 113 :‬ما بعدها ‪ .‬و العقل السياساي ‪ ،‬صا‪ 274 :‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫‪422‬‬
‫التاث و الداثةم ‪ ،‬صا‪. 57 :‬‬
‫‪423‬‬
‫أنظر مثل ‪ :‬ابن قيم الوزيةم ‪ :‬مفتاح دار السعادة ‪ ،‬دار الكتب اعلمحيةم ‪ ،‬بيوت ‪ ،‬د ت ‪ ،‬ج ‪ 2‬صا‪ 51 :‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫أمره إل ال تعال ‪ ،‬إن شاء غفر له ‪ ،‬و إن شاء عيذبه ‪ ،‬مع أنه يستحق الوعيد ‪ ،‬و إن دخل النار‬
‫فل تيلئئد فيهئئا ‪ .‬و قئئالوا أيضئئا ‪ :‬إن هنئئاك نصوصئئا كئئثية أشئئارت إلئ ئ دخئئول مرتكئئب الك ئبحية النئئار‬
‫فعل‪. 424‬‬
‫و الطأ الخي –السادس من المحوعةم الثانيةم‪ ، -‬يتعلق بسألةم تقبحيح العقل للشياء و تسينها‬
‫‪ ،‬فذكر الابري أن العتزّلةم قالوا بقدرة العقل على التحسيم و التقبحيئح ‪ ،‬و توسائع فئ شئرح مئئوقفهم ‪،‬‬
‫ث ئ قئئال ‪ )) :‬و أمئئا أهئئل السئئنةم فقئئد كئئانت آراؤهئئم ف ئ هئئذه السئئألةم و ف ئ غيهئئا ‪ ،‬عبحئئارة عئئن ردود‬
‫صئئريةم أو ضئئمحنيةم علئئى أراء العتزّلئئةم (( ‪ ،‬ث ئ ذكئئر أن الشئئاعرة قئئالوا خلف مئئا ذهئئب إليئئه العتزّلئئةم ‪،‬‬
‫بعن أنه ل مال للعقل ف التقبحيح و التحسيم ‪،‬و إنا ذلك للنقل وحده‪. 425‬‬
‫و قوله هذا يتضمحن خطأين يتمحثلن ف التعمحيئم و الغفئال ‪ ،‬فأمئئا التعمحيئم فئإنه ذكئئر أهئل السئنةم‬
‫عامئئةم دون تفريئئق بينهئئم ‪ ،‬لن أهئئل السئئنةم ليسئ ئوا علئئى رأي واحئئد فئ ئ مسئئألةم التحسئئيم و التقبحيئئح ‪،‬‬
‫فمحنهم من قال بأن العقل تييسن و تيقيبحح ‪ ،‬و منهم من خالف ذلك‪ . 426‬و أمئئا الغفئئال فئئإنه‪-‬أي‬
‫الئئابري‪ -‬أغفئئل الطائفئئةم السئئنيةم الئئت قئئالت بالتحسئئيم و التقبحيئئح العقلييمئ مئئن جهئئةم ‪ ،‬و ذكئئر الطائفئئةم‬
‫السنيةم الخئرى الئت قالت بعكئس ذلئك ‪ ،‬كالشئاعرة و مئن وافقهئم مئن الئذاهب السنيةم الربعئةم مئن‬
‫جهةم ثانيةم ‪ .‬و الذين أغفلهم هم أهل الديث و من وافقهم من الالكيةم و الشافعيةم و النابلئةم‪،.427‬‬
‫الذين قالوا بالتحسيم و التقبحيح العقلييم ‪ ،‬كأب بكئر القفئال ‪،‬و أبئ علئي بن أبئ هريئرة الشئافعييم ‪،‬‬
‫و أبئ ئ ئ السئ ئئن التمحيمحئ ئئي ‪،‬و أبئ ئ ئ الطئ ئئاب الكلئ ئئوذان ‪ ،‬و ابئ ئئن تيمحيئ ئئةم ‪ ،‬و ابئ ئئن القيئ ئئم ‪،‬و هئ ئئم مئ ئئن‬
‫النابلةم‪. 428‬‬
‫و يتبحيم ما ذكرناه‪ -‬ف مبححثنا هذا‪ -‬أن البحاحثييم أركون و الابري ‪ ،‬كانت لمحا أخطاء كثية‬
‫تتعلئئق بعلئئم الكلما و أصئئول الئئدين ‪ ،‬معظمحهئئا هئئي مئئن أخطئئاء الئئابري ‪ .‬وقئئد ناقشئئناها فيمحئئا أخطئئآ‬
‫فيه ‪،‬و بينا وجه الصواب ف ذلك ‪ .‬وكانت أخطاؤها –فئ الغئالب ‪ -‬أخطئاء منهجيةم ذات خلفيئات‬
‫فكريةم مذهبحيةم موجهةم ‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬الخأطاء المنهجية المتعلقة بالفلسفة و المفاهيم و المصطلحات ‪:‬‬
‫‪424‬‬
‫أنظر مثل ‪ :‬ابن تيمحيةم ‪ :‬ممحوع الفتاوى ‪ ،‬ج ‪ 8‬صا‪ ، 270 :‬ج ‪ 14‬صا‪ . 498 :‬و ابن القيم ‪ :‬طريق الجرتيمئ ‪ ،‬ج ‪1‬‬
‫صا‪ ، 568 :‬و مئئا بعئئدها ‪ .‬و ابئئن أبئ ئ العئئزّ النفئئي ‪ :‬شئئرح العقيئئدة الطحاويئئةم ‪ ،‬صا‪ ، 316 :‬و مئئا بعئئدها ‪ . 369 ،‬و‬
‫الللكائي ‪ :‬اعتقاد أهل السنةم ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪. 162 :‬‬
‫‪425‬‬
‫العقل الخلقي ‪ ،‬صا‪ 114 :‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫‪426‬‬
‫ابن تيمحيةم ‪ :‬ممحوع الفتاوى ‪ ،‬ج ‪ 8‬صا‪. 90 :‬‬
‫‪427‬‬
‫نفسه ‪ ،‬ج ‪ 8‬صا‪. 90 :‬‬
‫‪428‬‬
‫ابن تيمحيةم ‪ :‬منهاج السئنةم ج ‪ 1‬صا‪ . 144 :‬و ممحئوع الفتئاوى ‪ ،‬ج ‪ 8‬صا‪ . 90 :‬و ابئن قيئم الوزيئئةم ‪ :‬الصئواعق الرسائلةم ‪،‬‬
‫ج ‪ 4‬صا‪. 1450 :‬‬
‫و قئئع كئئل مئئن ممحئئد أركئئون ‪ ،‬وممحئئد عابئئد الئئابري ‪ ،‬فئ ئ أخطئئاء منهجيئئةم تتعلئئق بالفلسئئفةم و‬
‫الفاهيم و الصطلحات ‪ ،‬معظمحها هي من أخطاء الابري ‪ ،‬فبحالنسبحةم لركون أذكر من أخطائه اثنيم ئ‬
‫‪ ،‬أولمحئئا إنئئه قئئال ‪ :‬إن السائئلما الرسئئي حئئال دون نئئوض الفلسئئفةم ‪ ،‬و حئئدثت منافسئئةم بيمئ الفقهئئاء‬
‫ح ئراس الدولئئةم ‪ ،‬الئئذين يئتئبخرون أعمحالئئا ‪،‬و يضئئمحنون تط ئبحيق الش ئريعةم ‪ ،‬و بيم ئ التأمئئل الفلسئئفي الئئذي‬
‫كئ ئ ئ ئئان ينتقئ ئ ئ ئئد أشئ ئ ئ ئئياء أسااسائ ئ ئ ئئيةم تئ ئ ئ ئئص تفسئ ئ ئ ئئي النصئ ئ ئ ئئوصا ‪،‬و تعظيئ ئ ئ ئئم المئ ئ ئ ئئور الدنيويئ ئ ئ ئئةم (( ‪. 429‬‬
‫و ق ئوله هئئذا يتضئئمحن أخطئئاء و مغالطئئات ‪ ،‬لنئئه أول ليئئس صئئحيحا أن كئئل الئئدول –السائئلما‬
‫الرسئئي حسئئب أركئئون‪ -‬ف ئ العصئئر السائئلمي ‪ ،‬حئئالت دون نئئوض الفلسئئفةم ‪ ،‬فقئئد توجئئدت دول و‬
‫خلفاء و ملوك و أمراء شيجعوا الفلسفةم ماديا و معنويا ‪ ،‬و كان بعضهم فلسافةم ‪ ،‬فمحئئن الئئدول الئئت‬
‫شجعت الفلسفةم ‪ :‬الدولةم العبحاسائئيةم زمئئن هئئارون الرشئئيد)ت ‪293‬ه( ‪ ،‬و الئئأمون )ت ‪218‬ه ‪ ، 9‬و‬
‫العتصئ ئ ئئم)ت ‪ 227‬ه( ‪،‬و الواث ئ ئئق )ت ‪232‬ه ( ‪.‬و الدول ئ ئئةم البحويهي ئ ئئةم )‪447-334‬ه( ‪ ،‬و الدولئ ئ ئئةم‬
‫العبحيديئئةم السئئاعيليةم)‪567-297‬ه( ‪،‬و الدولئئةم الغلبحيئئةم زمئئن إبراهيئئم بئئن الغلئئب )ت ‪289‬ه( ‪ ،‬و‬
‫الدولئئةم المويئئةم بالنئئدلس زمئئن الليفئةم عبحئئد الرحئئن بئئن الكئئم)ت ‪239‬ه( ‪،‬و سائئلطنةم بلد الئئروما زمئئن‬
‫اللئئك ركئئن الئئدين قلئئج )ت ‪600‬ه( ‪،‬و دولئئةم الغئئول زمئئن الئئوزير النصئئي الطوسائئي)ت ‪672‬ه(‪. 430‬‬
‫و ثانيا إنه ليس الفقهاء فقط هم الذين كانوا حراساا للدول القائمحةم خلل العصئر السائلمي‬
‫‪ ،‬و إنئئا كئئثيا مئئن الفلسائئفةم هئئم أيضئئا كئئانوا حراسائئا للئئدول الئئت عاصئئروها أو عاشئ ئوا فئ ئ كنفهئئا ‪،‬‬
‫فخئئدموها و ديعمحوهئئا ‪،‬و اسائئتفادوا منهئئا ف ئ نشئئر الفلسئئفةم و التمحكيم ئ لئئا ‪ ،‬منهئئم ‪ :‬الفلسائئفةم الئئذين‬
‫تولئوا ترجئئةم العلئوما القديئةم إلئ اللغئةم العربيئةم زمئئن الدولئةم العبحاسائئيةم ‪ ،‬كيوحنئا بئن ماسائئويه ‪ ،‬و حنيمئ بئن‬
‫إساحاق ‪ ،‬و إساحاق بن حنيم ‪ ،‬و ثابت بن قرة الصابئ ‪،‬و ييح بن البحطريئئق‪ . 431‬و منهئئم أيضئئا ‪:‬‬
‫يعقئ ئئوب الكنئ ئئدي‪ ،‬و الئ ئئوزير أبئ ئئو الفضئ ئئل بئ ئئن العمحيئ ئئد )ت ‪360‬ه( ‪،‬و الشئ ئئاعر الضئ ئئال ابئ ئئن هئ ئئانئ‬
‫الندلس ئئي)ت ‪362‬ه( ‪ ،‬و أب ئئو عل ئئي ب ئئن سائئينا )ت ‪428‬ه( ‪،‬و اب ئئن رش ئئد الفي ئئد)ت ‪595‬ه(‪ ،‬و‬
‫قاضئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئي القضئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئاة رافئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئع الئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئدين اليلئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئي)ت ‪642‬ه(‪. 432‬‬

‫‪429‬‬
‫تارييةم الفكر العرب السالمي ‪ ،‬صا‪. 298 :‬‬
‫‪430‬‬
‫أنظئئر ‪ :‬ابئئن النئئدي ‪ :‬الفهرسائئت ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪ . 139 :‬و السئئيوطي‪ :‬تاريئئخ اللفئئاء ‪ ،‬صا‪ . 522 ،306 :‬و ابئئن كئئثي ‪ :‬ج‬
‫‪ 13‬صا‪ . 37 :‬و ابن تيمحيةم ‪ :‬ممحوع الفتوى ‪ ،‬ج ‪ 13‬صا‪ . 207 :‬و ابن القيئم ‪ :‬إغاثئةم اللهفئان ‪ ،‬صا‪ . 196 ،170 :‬و‬
‫إبراهيئئم التهئئامي‪ :‬جهئئود علمحئئاء الغئئرب ف ئ الئئدفاع ‪ ،‬صا‪ . 627 ،623 :‬و أركئئون ‪ :‬معئئارك مئئن أجئئل النسئئنةم ‪ ،‬صا‪،61 :‬‬
‫‪. 62‬‬
‫‪431‬‬
‫ابن الندي ‪ :‬الفهرسائ ج ‪ 1‬صا‪ . 139 :‬و ابن أب أصيبحعةم ‪ :‬عيون النبحاء ف طبحقات الطبحاء ‪ ،‬حققه نزّار رضا ‪ ،‬دار مكتبحةم‬
‫الياة ‪،‬بيوت ‪ ،‬د ت ‪ ،‬صا‪. 295 ، 226 :‬‬
‫‪432‬‬
‫الذهب ‪ :‬السي ‪ ،‬ج ‪ 16‬صا‪ . 137 :‬و العبخ ف خبخ مئن غئئبخ ‪ ،‬ج ‪ 2‬صا‪ . 335 ، 334 :‬و ابئئن النئدي ‪ :‬الفهرسائت ‪،‬‬
‫ج ‪ 1‬صا‪ . 358 :‬و ابن العمحاد النبحلي ‪ :‬شذرات الذهب ‪ ،‬ج ‪ 4‬صا‪ ،318 :‬ج ‪ 5‬صا‪. 134 :‬‬
‫و ثالثا إن الفلسفةم الت دافع عنها أركون ل تكن كمحا زعم ‪ ،‬فقد كان الغالب عليها الضلل و‬
‫النلل و السلبحيةم ‪ ،‬بنطقها الرساطي العقيم‪ ،‬و إلياتا الظنيةم الخالفةم للشرع و العقل معئئا‪ ،‬كقولئئا‬
‫بأزليئئةم الكئئون ‪ ،‬و نفيهئئا للصئئفات الليئئةم ‪،‬و قولئئا بالعقئئل الفعئئال و العقئئول العشئئرة‪ . 433‬فأص ئبححت‬
‫هذه الفلسفةم خطئرا علئى السائلما و السئلمحيم‪،‬و العقئل و العلئم معئا ‪ ،‬مئا حتيئم علئى علمحئاء السائلما‬
‫التصدي لا ‪ ،‬لنقاذ الدين و العقل و العلئم ‪ ،‬مئن براثن هئذه الفلسئفةم الترافيةم العقيمحةم الئدمرة للفئرد‬
‫و التمحع فكرا و سالوكا ‪ .‬هذه الفلسفةم هي الت دافع عنها أركون و زعئئم أنئئا كئئانت تئئارس النقئئد و‬
‫التأمئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئل الفلسئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئفي ! ‪.‬‬
‫و أمئ ئئا الطئ ئئأ الثئ ئئان فمحفئ ئئاده أن أركئ ئئون زعئ ئئم أن الدراسائ ئئات النقديئ ئئةم الفلسئ ئئفيةم و الجتمحاعيئ ئئةم‬
‫التفكيكيئئةم الديثئئةم ‪ ،‬قضئئت علئئى الفكئئرة القديئئةم الئئت تئئؤميمن قاعئئدة دينيئئةم أو عقلنيئئةم للشئئياء تئئؤممن‬
‫للنسان طمحأنينته ‪ .‬ث ادعى أنه بناء على الظروف الاليةم الت نعيشها ‪ ،‬ف ظل النزّعةم الاديةم النفعيةم‬
‫الئئت تتحكئئم بأنظمحئئةم القيئئم غيئ السئئتقرة‪ ،‬أصئبحح يسئئتحيل ))علينئئا الن أن نؤمسائئس لهوتئئا معينئئا ‪ ،‬أو‬
‫فلسئئفةم تمعينئئةم ‪ ،‬أو أخلقئئا معينئئةم ‪ ،‬أو ساياسائئةم معينئئةم علئئى قاعئئدة العهئئد النطلئئوجي الثئئابت الئئدائم‬
‫((‪. 434‬‬
‫و ردا عليئئه أقئئول ‪ :‬إنئئه صئئحيح بئئأن كئئثيا مئئن البئئاث العلمحيئئةم أثبحتئئت علئئى مسئئتوى الطبحيعئئةم و‬
‫النسان ‪ ،‬بطلن كثي من العقائئد و الئذاهب و الفكار القديئةم منهئا و الديئدة ‪ ،‬لكنهئا لئ تقئض‬
‫على كل ما كان يعتقده النسئان ‪ ،‬مئن عقائئئد و أفكئار ‪ .‬كمحئا أنئئا‪ -‬أي البئاث العلمحيئةم الديثئةم‪-‬‬
‫أثبحتئئت حقئئائق علمحيئئةم كئئثية كئئانت ف ئ خدمئئةم الئئدين و دعمحتئئه بقئئوة ‪ ،‬كإثبحئئات حئئدوث الكئئون ‪ ،‬و‬
‫إمكانيةم نايته‪ . 435‬و أثبحتت أيضا العجاز العلمحي البحاهر ف القرآن الكري ‪،‬و صحةم ما جاء فيه من‬
‫حقئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئائق فئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ متلئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئف العلئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئوما الديثئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئةم‪. 436‬‬
‫كمحا أنا –أي الباث الديثةم‪ -‬و إن كانت قد وجهت ضربات قويةم و دامغةم للديان البحاطلةم‬
‫و الرفئئةم ‪ ،‬فإنئئا مئع ذلئك لئ تقئض عليهئئا علئئى مسئتوى المحارسائئةم العمحليئةم ‪ ،‬فهئي مئا تئزّال قائمحئةم ‪ ،‬و‬
‫تئئؤمدي وظيفتهئئا ف ئ متمحعاتئئا ‪ ،‬و مئئا ت ئزّال تئئوفر الطمحأنينئئةم لعتنقيهئئا ‪ ،‬و هئئم يتضئئحون مئئن أجلهئئا ‪،‬و‬
‫يوت ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئون فئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ سائ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئبحيلها ‪ ،‬كح ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئال اليه ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئود و النص ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئاري و الن ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئدوس ‪.‬‬
‫و ثانيئا إن قئوله بأنه أصئبحح‪ -‬فئ عصئرنا الئال‪ -‬يستحيل علينئا تأسائيس لهئوت أو فلسئفةم أو‬

‫‪433‬‬
‫سايأت توثيق ذلك عندما نتكلم عن أخطاء الابري التعلقةم بالفلسفةم ‪.‬‬
‫‪434‬‬
‫معارك من أجل النسنةم ‪ ،‬صا‪. 36 :‬‬
‫‪435‬‬
‫أنظئئر مثل ‪ :‬عبحئئد المحيئئد سئئاحةم ‪ :‬فئ أعمحئئاق الفضئئاء ‪ ،‬دار الشئئروق ‪ ،‬القئئاهرة ‪ ،1980 ،‬صا ‪ 71:‬و مئئا بعئئدها ‪ 84 ،‬و‬
‫ما بعدها ‪.‬‬
‫‪436‬‬
‫أنظر مثل ‪ :‬موريس بوكاي ‪ :‬دراساةم الكتب القدساةم على ضوء العلوما الديثةم ‪.‬‬
‫أخلق ‪ ،‬أو ساياساةم ‪ ،‬تقوما على الثبحات و تتصف بالدواما ‪ ،‬فهو زعم تمبحالغ فيه جدا ‪ .‬لن التغيات‬
‫الت حدثت ل تقض علئى كئل الثئوابت ‪ ،‬و إنئا قضئت علئى بعضئها ‪ ،‬و حافظت علئى أخئرى ‪ ،‬و‬
‫جئئاءت بث ئوابت جديئئدة ‪ ،‬تضئئاف إل ئ الث ئوابت القديئئةم ‪ ،‬الطبحيعيئئةم منهئئا و البحش ئريةم ‪ .‬و مثئئال ذلئئك ‪:‬‬
‫دين السالما ‪ ،‬فرغم ما تعيرض له من أخطار عسكريةم و ساياسايةم و فكريةم ‪ ،‬فإنه ما يزّال ثابتا شاما‬
‫بأصئ ئوله و فروع ئئه و مرونت ئئه ‪ ،‬ال ئئت مكنت ئئه م ئئن التعام ئئل اليإ ئئاب م ئئع التغيئات الديث ئئةم ‪ ،‬جامع ئئا بيمئ ئ‬
‫الص ئ ئ ئ ئ ئئالةم و العاص ئ ئ ئ ئ ئئرة الص ئ ئ ئ ئ ئئحيحةم ‪،‬و ه ئ ئ ئ ئ ئئذه حقيق ئ ئ ئ ئ ئئةم ل ينكره ئ ئ ئ ئ ئئا إل مك ئ ئ ئ ئ ئئابر تمتعص ئ ئ ئ ئ ئئب ‪.‬‬
‫و هو –أي أركون‪ -‬نسي أو تناساى بأنه قدما لنا فكره‪-‬ف عال التغيات‪ -‬علئئى أنئئه حقيقئئةم ثابتئةم‬
‫‪ ،‬و هو منذ أكثر من ثلثيم سانةم يسعى جاهئئدا لتحقيئئق مشئئروعه الفكئئري الئئذي موضئئوعه السااسائئي‬
‫‪ :‬نقئئد العقئئل السائئلمي ‪ .‬فئإذا كئئان كئئل شئيء تمتغيئ فل ثبحئئات و ل اسائتقرار و ل طمحأنينئةم دائمحئةم ‪،‬‬
‫فلمحاذا هو إذاة يإهئد نفسئه هئذا الجهئاد كلئه ؟ ‪ ،‬و مئاذا عساه أن يتقئدما لنئا ؟ ‪ ،‬أيتقئدما لنئا الثئوابت‬
‫أما التغيات ‪ ،‬القئئائق أو الوهئئاما ؟ ‪،‬و هئئل يئتئوفر لنئئا الطمحأنينئئةم أما القلئئق ؟ ‪ .‬و هئئل توجئئد حقئئائق‬
‫لكئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئي يتقئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئدمها لنئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئا ‪،‬و هئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئو يقئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئول بعكئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئس ذلئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئك ؟ ‪.‬‬

‫و أما بالنسبحةم للجابري فإن أخطاءه النهجيةم التعقلةم بالفلسفةم و الفاهيم و الصطلحات كثية‬
‫‪ ،‬أذكرها ف ممحوعتيم ‪ ،‬الول تتضمحن أخطاء تتعلق بتنظم العرفةم حسب تقسيم الابري ‪ ،‬و هئئي ‪:‬‬
‫نظئاما البحيئان ‪ ،‬و نظئاما البخهئان ‪ ،‬و نظئاما العرفئان ‪ ،‬ففيمحئا يئص الول فهئو عنئد الئابري نظئاما معرفئ‬
‫لغئوي واحئد عربئ أصئيل ‪ ،‬يقئوما أسااسائا علئى ‪ :‬مبحئدأ النفصئئال ‪ ،‬بعنئ عئدما الئتابط فئ الطبحيعئةم ‪ .‬و‬
‫مبحئئدأ التجئئويزّ ‪ ،‬بعنئ ئ غيئئاب السئ ئبحبحيةم و عئئدما الحتكئئاما إليهئئا ‪ .‬و منهئئج القيئئاس الشئئرعي ‪.‬و مبحئئدأ‬
‫الساتدلل بالشاهد علئئى الغئئائب‪ . 437‬و هئو نظئئاما يعتمحئئد علئئى البحيئئان الئذي تمحلئئه اللغئةم العربيئةم ‪ ،‬و‬
‫قئئد قننتئئه علئوما اللغئئةم و البحلغئئةم ‪،‬و علئوما الئئدين و علئئم الكلما ‪،‬و هئئذه العلئوما هئئي الئئت يتكئئون منهئئا‬
‫ه ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئذا النظ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئاما‪. 438‬‬
‫و قئوله هئئذا يتضئئمحن أخطئئاء و مغالطئئات ‪ ،‬أول إنئئه أخطئئأ خطئئأ فادحئئا عنئئدما ألئئق علئوما ديئئن‬
‫السائئلما باجتهئئادات الفقهئئاء و مقئئالت التكلمحيمئ و علئوما اللغئئةم العربيئئةم ‪ ،‬و أطلئئق عليهئئا كلهئئا اسئئا‬
‫واحئئدا سئئاه ‪ :‬نظئئاما البحيئئان ‪ ،‬و عمحلئئه هئئذا ل يصئئح شئئرعا و ل عقل ‪ ،‬لن علئوما السائئلما –الصئئرفةم‬
‫– هي علوما ربانيةم إليةم مصئئدرها القئرآن الكريئ ‪ ،‬و السئنةم الصئئحيحةم الوافقئةم لئئه‪ ،‬و هئئي علئوما قائمحئةم‬
‫بئئذاتا تتعلئئق بالعقائئئد و الخلق ‪ ،‬و الفقئئه و أصئ ئوله‪ ،‬و العمحئ ئران البحشئئري ‪ ،‬و طبحيعيئئات الكئئون و‬
‫مفاهيمحه ‪ ،‬و أخبحئار النبحيئاء و أقئوامهم ‪ ،‬و أخبحئار يئوما القيامئةم و حئوادثه ‪ ،‬فهذه كلهئا علئوما ربانيةم‬
‫‪437‬‬
‫تكوين العقل العرب ‪ ،‬صا‪ . 328 :‬و التاث و الداثةم ‪ ،‬صا‪. 309 ،142 :‬‬
‫‪438‬‬
‫تكوين العقل ‪ ،‬صا‪. 328 ، 244 :‬‬
‫مضةم ل دخل للبحشر فيها ‪ ،‬المر تيوجب أن تتسمحي باسها الشرعي نظاما و أصئئول و فروعئئا ‪ ،‬و ل‬
‫تتلحق بأيةم علوما بشريةم ‪ .‬كمحا أنه يإب تييزّها أيضئئا عئئن اجتهئادات علمحئاء السائئلما فئ متلئف العلئوما‬
‫‪ ،‬الت هي جهود بشريةم لفهم الوحي و تطبحيقه ‪ ،‬و ل ترقى أبدا إل مكانةم علوما السالما ‪ ،‬الت هي‬
‫علئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئوما ال ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئوحي ‪.‬‬
‫كمحئئا أنئئا –أي علئوما السائئلما – ليسئئت نظامئئا لغويئئا بيانيئئا كمحئئا ادعئئى الئئابري ‪ ،‬فليسئئت اللغئئةم‬
‫فيهئئا إل مئئرد وسائئيلةم للفهئئم فقئئط ‪ ،‬لن عل ئوما السائئلما هئئي عل ئوما ربانيئئةم إليئئةم الصئئدر ‪ ،‬يثئئل فيهئئا‬
‫الانب اللغوي البحيان جانبحا من جوانبحها الكثية ‪ .‬كمحا أن عبحارة ‪ :‬البحيان ل تعن ف الشرع مئئرد اللغئئةم‬
‫كمحئئا صئئورها الئئابري ف ئ نظئئاما البحيئئان الزّع ئوما ‪ ،‬و إنئئا لئئا معئئان أخئئري نئئص عليهئئا القئئرآن الكري ئ ‪،‬‬
‫كق ئوله تعئئال ‪ )) :‬و بينئئات مئئن الئئدى و الفرقئئان ((‪-‬سائئورة البحقئئرة‪ ،-185/‬و )) ذلئئك بئئأنه كئئانت‬
‫تأتيهم رسالهم بالبحينات (( –التغابن ‪ ، -6/‬و)) ما تفرق الذين أوتوا الكتاب إل من بعد ما جاءتم‬
‫البحينئئةم ((‪-‬سائئورة البحينئئةم‪ ، -4/‬و )) و لقئئد أنزّلنئئا إليئئك آيئئات بينئئات ((‪-‬سائئورة البحقئئرة‪ ، - 99/‬فعلئوما‬
‫السالما ليست بيانا بعن اللغةم و الكلما و اللفاظ و العبحارات فقط ‪ ،‬فهذا جانب واحد يثل اللغةم‬
‫كوسائئيلةم للفهئئم فقئئط ‪ ،‬و إنئئا هئئي أعظئئم مئئن ذلئئك بكئئثي ‪ ،‬فهئئي كلما الئ تعئئال ‪،‬و كلما رسائوله‪-‬‬
‫عليه الصلة و السلما ‪، -‬و هي كلهئئا علئوما و حقئئائق ‪ ،‬بيئان و بينئئات ‪ ،‬هدايئةم و أنئوار ‪ ،‬حجئج‬
‫و آيات ‪ ،‬براهيم و دلئل ‪ ،‬لقوله تعال ‪ )):‬قل فللئه الجةم البحالغئةم ((‪ -‬سائورة النعئاما‪ ، - 149/‬و‬
‫))قئئل يأيهئئا النئئاس قئئد جئئاءكم برهئئان مئئن ربكئئم ((سائئورة النسئئاء‪ ،- 147/‬و)) فقئئد جئئاءكم بينئئةم مئئن‬
‫ربكم و هدى و رحةم ((‪-‬ساورة النعاما ‪ ، - 157/‬و )) لقد أنزّلنا إليك آيات بينئات ‪،‬و مئئا يكفئئر‬
‫بئئا إل الفاسائئقون ((‪-‬سائئورة البحقئئرة‪ ،- 99/‬و )) قئئد جئئاءكم مئئن ال ئ نئئور و كتئئاب تمني ئ (( –سائئورة‬
‫الائئئدة‪، - 15/‬و )) لئئئن اتبحعئئت أهئ ئواءهم مئئن بعئئد مئئا جئئاءك مئئن العلئئم ((‪-‬سائئورة القئئرة‪،- 145/‬‬
‫فعلوما هذه صفاتا ل يصح أبدا إلاقها بأي نظاما من نتظئم البحشئر ‪ ،‬فهئي علئوما ربانيئةم ل تئدانيها أيئةم‬
‫علوما أخئرى ‪ ،‬لكئن الئابري ألقهئا بعلئوما اللغئةم و اجتهئادات الفقهئاء و مقئالت التكلمحيمئ ‪ ،‬فقيزّمهئا‬
‫و ميعها ‪ ،‬و أذهب خصائصها ‪ .‬و هو قد ناقض نفسه ف هذا العمحئل ‪ ،‬عنئدما ذكئر أنئه اعتمحئد فئ‬
‫تصنيفه للعلوما على تبنيتها الداخليةم ف الثقافةم العربيةم ‪ ،‬لكنه عندما تكيلم على علوما السائئلما ‪ ،‬سئئاها‬
‫علوما البحيان ‪ ،‬و ألقهئا بعلئوما اللغةم و علئم الكلما‪، 439‬و لئ يعتمحئد علئى بنيتهئا الداخليئةم‪ ،‬رغئم أنئا‬
‫تتلف عنها اختلفا جذريا ‪ ،‬فهي علئوما الئئوحي ‪ ،‬و الخئئرى مئئن علئوما البحشئر ‪ ،‬فهئئو إذاة قئد خئالف‬
‫مئ ئ ئئا قئ ئ ئئاله و لئ ئ ئ ئ يلئ ئ ئئتزّما بئ ئ ئئه ‪ ،‬و لئ ئ ئ ئ يضئ ئ ئئع علئ ئ ئ ئوما السائ ئ ئئلما فئ ئ ئ ئ مكانئ ئ ئئا الصئ ئ ئئحيح اللئئ ئ ئئق بئ ئ ئئا ‪.‬‬
‫و ثانيئئا إن ق ئوله بئئأن اللغئئةم العربيئئةم تمحئئل الطئئاب البحيئئان ‪ ،‬فهئئو كلما فيئئه تغليئئط ‪ ،‬لن هئئذه‬
‫الاصئئيةم ليسئئت خاصئئةم باللغئئةم العربيئئةم و ل بئئا سئاه الئئابري نظئئاما البحيئئان ‪ ،‬فكئئل شئئعوب العئئال تمحئل‬
‫‪439‬‬
‫تكوين العقل‪ ،‬صا‪ . 329 :‬و بنيةم العقل ‪ ،‬صا‪. 565 :‬‬
‫لتغ ئئاتم تنظعمحه ئئم العرفي ئئةم فئ ئ العقائ ئئد وال ئئذاهب ‪ ،‬و الخلق و السئئلوكيات الخ ئئرى ‪ ،‬فلغ ئئات البحش ئئر‬
‫كلهئ ئئا وسائ ئئائل تتئ ئئؤمدي دورا تمتشئ ئئابا ‪ ،‬ليئ ئئس كمحئ ئئا يتريئ ئئد الئ ئئابري أن تيوهنئ ئئا بئ ئئه ‪ ،‬و تيغالطنئ ئئا فيئ ئئه ‪.‬‬
‫كمحا أن قوله بأن السلطةم الرجعيئةم الولئ والسااسائيةم الت حكمحئت البحيئان العربئ هئي سائلطةم اللغةم‬
‫العربيئئةم‪ . 440‬هئئو قئئول غيئ صئئحيح علئئى إطلقئئه ‪ ،‬فل يصئئدق علئئى علئوما السائئلما ‪ ،‬لنئئا علئوما ل‬
‫تثل فيها اللغئةم العربيئةم إل وسائيلةم للفهئم و التوضئيح فقئط ‪ ،‬لقئوله تعئال ‪ )) :‬و مئا أرسائلنا مئن رسائول‬
‫إل بلسئئان لي ئبحيم لئئم ((‪-‬سائئورة إبراهيئئم‪-4 /‬ئ ‪ ،‬فعل ئوما السائئلما هئئي وحئئي تتفهئئم بئئالقرآن نفسئئه ‪ ،‬و‬
‫السنةم النبحويئئةم الصئئحيحةم ‪ ،‬فئالوحي هئئو الئذي يتحكئم فئ اللغئةم و ليئئس العكئس ‪ .‬مئئع العلئئم أن الئدور‬
‫الذي تقوما به اللغةم العربيةم ف العلوما السالميةم ‪ ،‬و اللغويةم و الدبيةم و الكلميةم ‪ ،‬ليس خاصئئا بئئا ‪،‬‬
‫فنفس الدور تقئوما بئه كئل لغئات العئال فئ العلئوما الئت تسئتخدما فيهئا ‪ ،‬و عليئه فل يصئح حصئر دور‬
‫اللغئئةم ف ئ النظئئاما الئئذي سئئاه الئئابري بنظئئاما البحيئئان ‪ ،‬فهئئذا الئئدور موجئئود ف ئ كئئل أنظمحئئةم العرفئئةم دون‬
‫اسا ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئتثناء ‪.‬‬
‫و مئئا تيؤمكئئد مئئا قلنئاه أن الئئابري نفسئئه اعئئتف بئذلك عنئئدما قئئال ‪ :‬إن كل مئئن البحيئئان السئن ‪ ،‬و‬
‫العرفان الشيعي و الصوف ‪ ،‬تأساسا معا باعتمحاد )) القرآن و الئئديث أول و قبحئل كئل شئيء ((‪. 441‬‬
‫فاللغئ ئئةم واحئ ئئدة ‪،‬و الصئ ئئدر واحئ ئئد أيضئ ئئا ‪ ،‬لكئ ئئن النظئ ئئاميم متلفيمئ ئ اختلفئ ئئا كئ ئبحيا بئ ئئاعتاف الئ ئئابري‬
‫نفسئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئه‪. 442‬‬
‫و أما زعئم الئابري بئأن نظئاما البحيئان اسائتوحى فكئره مئن لغةم العئرب و بيئتهئم الصئحراويةم‪. 443‬‬
‫فذلك ل يصدق على علوما السائلما ‪ ،‬و ل يصئئدق علئئى العلئوما الخئرى إل جزّئيئا ‪ ،‬فبحالنسئبحةم لعلئوما‬
‫السالما ‪ ،‬فإن مصدرها هو القرآن الكري ‪ ،‬و هو قد تئاوز بلغتئه الظئروف الطبحيعيئةم و الجتمحاعيةم و‬
‫القتصئ ئئاديةم الصئ ئئحراويةم ‪ ،‬تاوزهئ ئئا بلغتئ ئئه و مواضئ ئئيعه التنوعئ ئئةم ال ئئت تناولئ ئئا ‪،‬و ال ئئت تتعلئ ئئق بالعقائئ ئئد و‬
‫الخلق ‪ ،‬و الشرائع و التاريئخ ‪ ،‬و الفئاهيم و التصئورات ‪،‬و الطبحيعيئات و الليئات ‪ ،‬فلغئةم القئرآن‬
‫تاوزت لغةم الصحراء ‪ ،‬فهي لغةم دين وعلوما و حضئارة ‪ .‬و أمئا بالنسئبحةم للفقئه و علئوما اللغةم ‪ ،‬فهي‬
‫ل تد مصدريتها اللغويةم النهائيةم و السااسايةم إل ف القرآن الكري أول ثئ فئ السئئنةم النبحويئئةم الصئئحيحةم‬
‫ثانيئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئا ‪ ،‬و فئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ كلما العئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئرب ثالثئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئا ‪.‬‬
‫و ثالثا إن المبادئ التي ادعى الجابري أن نظام البيان يقوم عليها ‪ ،‬فليس المر كما‬
‫ادعى ‪ ،‬فبعضها صحيح ينطبق على علوم السلم ‪ ،‬و بعضها الخر غير صحيح ل‬
‫ينطبق عليها ‪ ،‬فمبدأ النفصال –عدم الترابط في الطبيعة‪ -‬ل مكان له في علوم‬
‫‪440‬‬
‫بنيةم العقل ‪ ،‬صا‪. 241 :‬‬
‫‪441‬‬
‫بنيةم العقل ‪ ،‬صا‪. 415 :‬‬
‫‪442‬‬
‫أنظر ما كتبحه الابري عن نظامي البحيان و العرفان ف كتابيه ‪ :‬تكوين العقل العرب ‪،‬و بنيةم العقل العرب ‪.‬‬
‫‪443‬‬
‫بنيةم العقل ‪ ،‬صا‪. 242 :‬‬
‫السلم ‪ ،‬لن القرآن الكريم نص في عشرات اليات على أن الكون يمحكم مترابط‬
‫ق يكلل أشريمء فأقألدأرهي‬ ‫يمقردر بوسنن ل اضطراب فيها و ل خلل ‪ ،‬كقوله تعالى ‪ }:‬أوأخلأ أ‬
‫اذ اللذذي أأرتقأأن يكلل أشريمء إذنلهي أخذبيدر بذأما تأرفأعيلوأن{َ‬ ‫صرنأع ل‬‫تأرقذديورا{َ ‪ -‬سورةا الفرقان‪ ،-2/‬و } ي‬
‫ق النلأهاذر‬‫ك ارلقأأمأر أوأل الللرييل أسابذ ي‬‫س أينبأذغي لأأها أأن تيردذر أ‬
‫‪ -‬سورةا النمل‪، --88/‬و}أل اللشرم ي‬
‫ض أمأدردأناأها أوأأرلقأريأنا ذفيأها أرأواذسأي‬‫ك يأرسبأيحوأن{َ ‪ -‬سورةا يممس‪ ،-40/‬و}أوالأرر أ‬ ‫أويكلُل ذفي فألأ م‬
‫أوأأنبأرتأنا ذفيأها ذمن يكبل أشريمء لمرويزومن{َ ‪ -‬سورةا الحجر‪. -19/‬‬

‫و أما البحدأ الثان ‪،‬و هو مبحدأ التجويزّ ‪ ،‬الذي يعن إبعاد السبحبحيةم و العليةم ‪ ،‬فهو أيضا مبحئدأ ل‬
‫مكئان لئئه فئ علئوما السائلما ‪ ،‬لن القئرآن الكريئ نئص فئ آيئات كئثية جئدا علئئى أن الئ تعئال خلئق‬
‫العئئال وفئئق أسائبحاب و لحكئئم و تسائنن ثابتئئةم ل تتغيئ إل بئئإذنه تعئئال ‪ ،‬مئئا يعنئ أن مبحئئدأ التجئئويزّ ليئئس‬
‫مبحدأ إسالميا ‪ ،‬قال تعال ‪ )) :‬الذي خلق كل شيء فقدره تقديرا ((‪-‬ساورة ‪ ، -‬و‪}-‬عوأعورعسائولعنا المريئعئاعح‬
‫ل ل‬ ‫ل‬ ‫ل‬
‫يم{ٍ ‪ -‬سائورة الجئر‪ ،-22/‬و }عوعجععولنعئا‬ ‫لععواقعح فععأنعزّلونعئا مئعن النسئعمحاء عمئاء فعأعوسائ ع وقيئعناتكتمحوهت عوعمئا عأنتتئوم لعئهت بعئالزن ع‬
‫لمئعن الوعمحئئاء تكئنل عشئوينء عحئلي أعفععل يئتوؤملمنئتئوعن{ٍ ‪ -‬سائورة النبحيئاء‪ ،-30/‬و مبحئئدأ السئبحبحيةم يقئوما أسااسائا علئى‬
‫مبحئئدأ عئئدما النفصئئال النئئف الئئذكر ‪ ،‬و هئئا مبحئئدآن مئئن مبحئئادئ بنئئاء الكئئون نئئص عليهمحئئا القئئرآن ف ئ‬
‫آيات كثية جدا ‪ ،‬ما يعن أن ما ادعاه الابري ل يصدق على علوما السالما ‪ ،‬و إنا يصدق علئئى‬
‫ك ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئثي م ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئن التكلمحيمئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ الن ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئافيم للسئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئبحبحيةم و الكمح ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئةم و التعلي ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئل ‪.‬‬
‫و أما مبدأ القياس فهو مبدأ أقره الشرع ‪ ،‬إذا كان قياسا جليا صحيحا ‪ ،‬مارسه‬
‫الفقهاء قديما و حديثا ‪ ،‬و هو يقوم أساسا على العلية و قياس التمثيل ‪ ،‬و ييمارسه‬
‫أهل العلم في مختلف تخصصاتهم بناء على المماثلة الصحيحة من عدمها ‪ ،‬عكس ما‬
‫ييريد الجابري أن ييوهمنا به ‪ ،‬في هجومه على القياس و الحط من قيمته ‪،‬و قد سبق‬
‫أن تناولنا هذا الموضوع في المبحث المتعلق بالخطاء المنهجية في الشريعة و الفقه‬
‫و أصوله‪ .‬كما أن الجابري ييغالط كثيرا في انتصاره للقياس الرسطي و حطه على‬
‫القياس الفقهي ‪ ،‬و ينسى أن المنطق الرسطي نفسه يقوم على قياس المماثلة الذي شن‬
‫عليه الجابري حربا ل هوادةا فيها ‪ ،‬في انتقاده للقياس الفقهي ‪،‬و انتصاره للبرهان‪. 444‬‬
‫فعندما يقول المنطق الرسطي‪ :‬كل إنسان فان ‪ ،‬و عمر إنسان ‪ ،‬فعمر فان ‪ .‬يكون قد‬
‫استخدم قياس المماثلة ‪ ،‬فهناك مماثلة بين ‪ :‬كل إنسان ‪ ،‬و عمر إنسان ‪ ،‬فهي مماثلة‬
‫في النسانية ‪ .‬و توجد مماثلة أخرىَ في الفناء ‪ ،‬الذي يشمل كل الناس ‪ ،‬و منهم عمر‬
‫الذي يفنى مثلهم ‪.‬‬
‫و أما مبحدأ الساتدلل بالشاهد على الغئائب ‪ ،‬فهئو مبحئدأ صئحيح شئرعا و عقل ‪ ،‬و لئه مكانئةم‬
‫هامةم ف علوما السالما ‪ ،‬و ف علوما أخرى ‪ ،‬لكن الابري بالغ ف الجوما عليه و الط مئئن قيمحتئئه ‪،‬‬
‫انطلقئئا مئئن خلفيئئاته الذهبحيئئةم الئئدفوع بئئا‪ . 445‬فأمئئا صئئحته شئئرعا ‪ ،‬فئئإن الئ تعئئال أمرنئئا و حثنئئا فئ‬

‫‪444‬‬
‫ذكر ذلك مرارا ف كتابيه تكوين العقل ‪ ،‬و بنيةم العقل ‪.‬‬
‫‪445‬‬
‫أنظر مثل ‪ :‬بنيةم العقل ‪ ،‬صا‪ . 308 :‬و سايتب ذلك جليا ف نايةم هذا الفصل ‪ ،‬بول ال تعال ‪.‬‬
‫آيئئات كئثية علئئى السئيي فئ الرض لعرفئئةم أخبحئئار الاضئئيم و العتبحئئار بئئا ‪ ،‬و هئئذا السئيي هئئو أسائلوب‬
‫من أسااليب الساتدلل ف القرآن الكري ‪ ،‬يقوما على البححث عن العلل و اللفيئئات ‪،‬و الثئئار الاديئئةم‬
‫‪ ،‬لعرفئئةم عاقبحئئةم الكئئذبيم و العتبحئئار بئئم ‪ ،‬بنئئاء علئئى السائئتدلل بالشئئاهد علئئى الغئئائب ‪ ،‬عئئن طريئئق‬
‫العتمحئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئاد علئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئى الثئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئار الاديئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئةم ا لشئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئاهدة لعرفئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئةم الاضئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئي الهئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئول ‪.‬‬
‫ت‬
‫و أمئئا عقل و علمحئئا ‪ ،‬فئئإن الهئئول يتعئئرف بئئالعلوما و ليئئس بئئالهول مثلئئه ‪ ،‬و علئئم التاريئئخ ‪،‬و‬
‫علئ ئئم الث ئئار ‪ ،‬و علئ ئئم اليولوجيئ ئئا ‪،‬و عل ئئم التاري ئئخ الطئ ئبحيعي للك ئئون ‪ ،‬كلهئ ئئا علئ ئوما تقئ ئوما علئ ئئى مبح ئئدأ‬
‫السائ ئئتدلل بالشئ ئئاهد علئ ئئى الغئ ئئائب ‪ ،‬لن الاضئ ئئر الئ ئئادي الشئ ئئاهد هئ ئئو مفتئ ئئاح الاضئ ئئي الغئ ئئائب ‪.‬‬
‫ت‬
‫و أمئئا اسائئتخداما هئئذا البحئئدأ – السائئتدلل بالشئئاهد علئئى الغئئائب – فئ مسئئائل العقيئئدة التعلقئئةم‬
‫بال تعال و صفاته و ملئكته ‪ ،‬و في متلف القضايا الغيبحيةم الخئرى ‪ ،‬فهئو أمئر أقئره الشئرع ‪،‬و لئه‬
‫مكانته ف علوما السائلما‪ -‬علئوما الكتئاب و السنةم‪ ، -‬لكنئه ل يتسئتخدما بنفئس الطريقئةم الت تيستخدما‬
‫با فئ تاريئخ الكئون و النسئان ‪ ،‬و إنئا يتسئتخدما بطريقئةم تناسائب الوضئوع ‪ ،‬بنئاء علئى قئوله تعئال ‪:‬‬
‫ل‬ ‫ل‬ ‫ل لل‬
‫س عكمحثولئ ئه عشئ ئويءق عوتهئ ئعو النسئ ئمحيتع البحعصئ ئتي{ٍ ‪ -‬سائئورة الشئئورى‪، -11/‬و }قئتئول تهئ ئعو اللئن ئهت أععحئ ئقد ‪،‬اللئن ئهت‬ ‫} لعويئ ئ ع‬
‫صعمحتد ‪،‬لو يعللود عوعلو تيولعود ‪ ،‬عوعلو يعتكن لنهت تكتفةوا أععحقد{ٍ‪-‬ساورة الخلصا‪ ، ، -4-1/‬و } تعئوعلعتم عمئئا لفئ‬ ‫ال ن‬
‫ب{ٍ ‪ -‬سائ ئئورة الائئ ئئدة‪ .-11/‬فعنئ ئئدما نتثبحئ ئئت‬ ‫ت ععلنما الوغتيئ ئئو ل‬
‫ك أعنئ ئ ع ت ت‬ ‫ك إلنئ ئ ع‬ ‫نعئوفلسئ ئئي عولع أعوعلعئ ئتم عمئ ئئا لفئ ئ نعئوفلسئ ئ ع‬
‫للنسئئان صئئفات السئئمحع و البحصئئر و العلئئم و اليئئاة و القئئدرة ‪ ...‬نتثبحتهئئا أيضئئا لئ تعئئال علئئى أسائئاس‬
‫أنا صفات حسن ل تشبحه صفات الخلوقيم إل ف السام ‪ ،‬لنه تعئئال ليئئس كمحثلئئه شئئيء ‪ ،‬فنحئئن‬
‫هن ئئا اسا ئئتخدمنا مبح ئئدأ السا ئئتدلل بالش ئئاهد عل ئئى الغ ئئائب ال ئئذي ل نئ ئراه ‪ ،‬بن ئئاء عل ئئى ع ئئدما المحاثل ئئةم ‪،‬‬
‫فئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئالكون ال عشئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئاعهد دليئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئل علئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئى خئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئالقه الئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئذي ل ن ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئراه بأبصئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئارنا ‪.‬‬
‫ت‬
‫و يتئبحيم مئئا ذكرنئاه أن إلئاق الئابري لعلئوما السائلما بئا سئاه نظئئاما البحيئئان و علئئومه ‪ ،‬هئو عمحئل‬
‫باطئئل شئئرعا و عقل ‪ ،‬لئئه خلفيئئات مذهبحيئئةم تمبحيتئئةم ‪ ،‬ترتبحئئت عنئئه نتائئئج خطية ‪ ،‬منهئئا ‪ :‬التسئئويةم بيم ئ‬
‫علوما الوحي و علوما البحشر ‪ .‬و طمحس أهم خصائص علئوما السائلما و هئي الربانيةم ‪ ،‬و وصئفها بأنئا‬
‫مرد لغةم و كلما و عبحارات ‪ ،‬تفتقد إل الئدليل و الجئئةم و البخهئئان ‪ ،‬فليسئئت علومئئا و ل حقئئائق ‪.‬‬
‫و عمحلئئه هئئذا هئئو تريئئف للشئئرع و اعتئئداء عليئئه ‪ ،‬و تغليئئط للقئ ئراء و تئئدليس عليهئئم ‪،‬و هئئو عمحئئل‬
‫يرفضه السالما جلةم و تفصيل ‪ ،‬لن علومه حقائق مطلقةم ‪ ،‬و صئفها الئ تعئال بأنئا نئور و بيان ‪،‬‬
‫هئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئدي و برهئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئان ‪ ،‬حجئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئج و آيئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئات ‪.‬‬
‫و أمئئا النظئئاما العرف ئ الثئئان الئئذي سئئاه الئئابري ‪ :‬نظئئاما البخهئئان ‪ ،‬فهئئو أيضئئا يتضئئمحن أخطئئاء‬
‫منهجيةم وقع فيها الابري فئ نظرتئه إلئ هئذا النظئاما و مئوقفه منئه ‪ ،‬فوصئفه بئأنه نظئاما برهئان عقلنئ‬
‫يونئئان الصئئل ‪ ،‬يعئئود إلئ بدايئئةم الفلسئئفةم و التفكيئ العلمحئئي فئ اليونئئان قبحئئل أرسائئطو بثلثئئةم قئئرون ‪ ،‬و‬
‫هو نظاما يكفي نفسئه بنفسئه ‪ ،‬قئاما علئى البخهئان القئائم علئى طبحيعيئات أرسائطو و إليئاته ‪ ،‬و منهجئه‬
‫يقئ ئوما عل ئئى اللحظ ئئةم و التجرب ئئةم ‪ ،‬و السا ئئتنتاج العقل ئئي ‪،‬و يتك ئئون م ئئن ع ئئدة علئ ئوما ‪ ،‬ك ئئالنطق ‪ ،‬و‬
‫الطبحيعيئئات و الليئئات‪.‬و البخهئئان عنئئد الئئابري و العتئئبخ عنئئده ‪ ،‬هئئو ذلئئك البخهئئان الئئذي )) يقتضئئي‬
‫ت‬
‫النطلق من مبحادئ و أصول يقينيةم ‪،‬و النظئر فيمحئا يلئزّما عنهئا مئئن نتائئئج ‪ ،‬لزّومئئا ظروريئا يفرضئئه ربئط‬
‫الس ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئبحبحات بأسا ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئبحابا ((‪. 446‬‬
‫و كلمه هذا يتضمحن أخطاء و مغالطات ‪ ،‬لنه أول ل يصح أن تيقال أن نظاما البخهان تيونان‬
‫الصل ‪ ،‬لنه با أن العلئم قد توجئد قبحل حضئارة اليونئان بقئرون كئثية ‪ ،‬و العلئم هئو القيقئةم ‪ ،‬و ل‬
‫حقيقئئةم دون برهئئان ‪ ،‬فهئئذا يعنئ ئ أن البخهئئان قئئد عرفئئه النسئئان قئئديا فئ ئ حضئئارات السئئومرييم ‪ ،‬و‬
‫الشورييم و الفراعنةم ‪ ،‬قبحل أن تعرفئه الضئارة اليونانيةم التئأخرة عئن تلئك الضئارات الت توصئلت إلئ‬
‫حقائق علمحيةم كثية ‪ ،‬ف مال الطب و الندساةم و الفلئك ‪،‬و غيهئا مئن العلئوما ‪ ،‬توصئلت إلئ ذلئك‬
‫بفضئ ئ ئ ئئل منهجهئ ئ ئ ئئا العلمحئ ئ ئ ئئي القئ ئ ئ ئئائم علئ ئ ئ ئئى اللحظئ ئ ئ ئئةم و التجربئ ئ ئ ئئةم ‪ ،‬و التأمئ ئ ئ ئئل و السائ ئ ئ ئئتنتاج‪. 447‬‬
‫و ربا تيقال ‪ :‬إن تلك الضارات أي القديةم‪ -‬مزّجت القيقةم باليال ‪ ،‬و العلم بالسااطي‬
‫‪ ،‬خلفئ ئئا لضئ ئئارة اليونئ ئئان ‪ .‬و هئ ئئذا اع ئ ئتاض ل يصئ ئئح مطلقئ ئئا ‪ ،‬لن كئ ئئل حضئ ئئارات العئ ئئال –دون‬
‫اسائئتثناء‪ -‬مزّجئئت القيقئئةم باليئئال ‪ ،‬و العلئئم بالرافئئةم ‪ ،‬مئئع اختلف درجئئات الئئزّج ‪ .‬و ربئئا كئئانت‬
‫حضئئارة اليونئئان هئئي مئئن أكئئثر الضئئارات أسائئطوريةم ف ئ التاريئئخ ‪ ،‬فهئئي معروفئئةم بكئئثرة آلتهئئا ‪،‬و شئئدة‬
‫صراعها فيمحا بينها من جهةم ‪ ،‬و فيمحا بينها و بيم النسان اليونان من جهةم أخرى ‪ .‬و ف فلسافتها‬
‫من قال بكثي من السااطي باسام العلم و النطق ‪ ،‬كمحا هو حال أرساطو ‪ ،‬ففي إلياته و طبحيعيئئاته‬
‫كئئثي مئئن الوهئئاما و الظنئئون السائئاطي‪ . 448‬و حئئت الضئئارة الديثئئةم تتضئئمحن فئ ئ فكرهئئا كئئثيا مئئن‬
‫الوهئئاما الرافئئات الغلفئئةم بئئالعلم و النطئئق ‪ ،‬كخرافئئةم اللئئاد ‪ ،‬و الداروينيئئةم ‪ ،‬و الصئئدفةم ‪ ،‬و الاديئئةم‬
‫التارييئ ئ ئئةم ‪ ،‬و الاديئ ئ ئئةم الدليئ ئ ئئةم فئ ئ ئ ئ الاركسئ ئ ئئيةم ‪ ،‬و نظريئ ئ ئئةم الحئ ئ ئ ئوال الثلث فئ ئ ئ ئ علئ ئ ئئم الجتمحئ ئ ئئاع‪.‬‬
‫و ثانيا إنه يجب علينا أن ل يغيب عنا أن النبياء –عليهم السلم‪ -‬كان لهم دور‬
‫كبير في تعليم الناس التفكير العلمي الصحيح‪ ،‬الموافق للشرع الصحيح ‪ ،‬و العقل‬
‫البديهي الصريح‪ ،‬و العلم المحسوس الصحيح ‪ ،‬قبل أن تظهر حضارةا اليونان‬
‫بعشرات القرون ‪ ،‬و قد ذكر لنا القرآن الكريم ‪ ،‬نماذج مما كان يدور بين النبياء و‬
‫أقوامهم من مجادلت و مناقشات ‪ ،‬كان فيها منهج النبياء منهجا علميا قويا دامغا ‪،‬‬
‫قام على البرهان القائم على اليقينيات و القطعيات العقلية و الحسية معا ‪ ،‬ليصل‬
‫بالمكذبين إلى نتائج حاسمة دامغة ‪ ،‬و ييقيم عليهم الحجة البالغة ‪ ،‬و البرهان الساطع ‪،‬‬
‫عن طريق ربط المعلولت بعللها ‪ ،‬و النتائج بمقدماتها ‪،‬و عن طرق مخاطبة العقول‬
‫‪446‬‬
‫تكوين العرب ‪ ،‬صا‪ . 329 ،244 :‬و بنيةم العقل ‪ ،‬صا‪ . 416 ، 384 :‬و التاث و الداثةم ‪ ،‬صا‪.204 ، 142 :‬‬
‫‪447‬‬
‫أنظئئر مثل ‪ :‬دافيئئد برجئئان‪ :‬الكئئون ‪ ،‬ترجئئةم نزّيئئه الكيئئم ‪ ،‬سالسئئلةم ل يئئف ‪ ،‬دار التجئئةم بيوت ‪،‬دت ‪ ،‬صا‪، 12 ، 8 :‬‬
‫‪. 287‬‬
‫‪448‬‬
‫سانذكر بعضها قريبحا ‪ ،‬إن شاء ال تعال ‪.‬‬
‫ك أفاذطذر اللسأماأوا ذ‬
‫ت‬ ‫ت يريسليهيرم أأذفي ر‬
‫اذ أش لُ‬ ‫و القلوب معا ‪ .‬فمن ذلك قوله تعالى ‪}- :‬أقالأ ر‬
‫ض يأرديعويكرم لذيأرغفذأر لأيكم بمن يذينوبذيكرم أوييأؤبخأريكرم إذألى أأأجمل لُمأسورمى {َ ‪ -‬سورةا إبراهيم‪/‬‬ ‫أوالأرر ذ‬
‫اي ارلأواذحيد ارلقألهاير {َ‪ -‬سورةا‬ ‫ب لُمتأفأبريقوأن أخريدر أأذم ر‬
‫صاذحبأذي البسرجذن أأأأررأبا د‬ ‫‪، -10‬و }أيا أ‬
‫يوسف‪ ،-39/‬و }أأتأرديعوأن بأرعول أوتأأذيروأن أأرحأسأن ارلأخالذذقيأن{َ ‪ -‬سورةا الصافات‪/‬‬
‫صير أوأل ييرغذني أعن أ‬
‫ك أشريوئُا{َ‪-‬‬ ‫‪،-125‬و}إذرذ أقاأل ذلأذبيذه أيا أأبأ ذ‬
‫ت لذأم تأرعبييد أما أل يأرسأميع أوأل ييرب ذ‬
‫ف أخلأ أ‬
‫ق‬ ‫سورةا مريم‪ ،-42/‬و قول نوح –عليه السلم –في جداله لقومه ‪}- :‬أألأرم تأأرروا أكري أ‬
‫ت ذطأباوقا{َ ‪ -‬سورةا نوح‪. -15/‬‬ ‫ل‬
‫اي أسربأع أسأماأوا م‬

‫و ثالثئئا إن الئئابري بئئالغ فئ مئئدح فلسئئفةم أرسائئطو ‪ ،‬الئئت سئئاها البخهئئان و أطنئئب فئ تعظيمحهئئا ‪،‬‬
‫عندما وصفها بأنا عقلنيةم و علمحيةم و تريبحيةم ‪ ،‬و ساكت عن أخطائها و نقائصها ‪ ،‬و أسااطيها و‬
‫أوهامهئئا الكئئثية و التنوعئئةم ‪ ،‬و سائئأذكر منهئئا أمثلئئةم مئئن كتئئب الئئابري نفسئئه‪ ،‬أولئئا إن أرسائئطو كئئان‬
‫يقول بأزليةم الكون و قدمه ‪ ،‬بعن أنه غي ملوق‪ . 449‬و قوله هذا زعئئم باطئئل ‪ ،‬و رجئئم بئالغيب ‪،‬‬
‫و قئئول بل علئئم ‪ ،‬ينكئئره القئئرآن الكريئ الئئذي نئئص فئ آيئئات كئئثية علئئى خلئق الكئئون و حئئدوثه ‪،‬و‬
‫يتبحطلئ ئ ئئه أيضئ ئ ئئا العلئ ئ ئئم الئ ئ ئئديث الئ ئ ئئذي قئ ئ ئئال بئ ئ ئئدوث الكئ ئ ئئون ‪ ،‬و حئ ئ ئئدد لئ ئ ئئه عمحئ ئ ئرا تقريبحيئ ئ ئئا‪. 450‬‬
‫و الثال الثئان زعئم فيئه أرسائئطو أن الجئراما السئمحويةم الزليئةم الركئةم ‪ ،‬لبئد أن تكئون مادتئئا تتلئف‬
‫عن مادة الجساما الرضيةم التغية ‪،‬باساتمحرار‪ . 451‬و زعمحه هئئذا هئئو أيضئا باطئئل ‪ ،‬و رجئئم بئالغيب ‪،‬‬
‫و قئئول بل علئئم ‪ ،‬لن العئئال كلئئه ملئئوق ‪ ،‬ليئئس فيئئه شئئيء أزلئ ئ ‪،‬و أجرامئئه و نئئومه و كئ ئواكبحه ‪،‬‬
‫مكوناتا متشابةم العناصر ‪ ،‬مئن حيئث تركيبحهئا الكيمحيئائي ‪ ،‬لن مادتئا الصئليةم الولئ واحئدة ‪ ،‬بنئاء‬
‫علئ ئئى مئ ئئا ذكئ ئئره القئ ئئرآن الكريئ ئ و العلئ ئئم الئ ئئديث ‪ ،‬فئ ئئال تعئ ئئال يقئ ئئول ‪} :‬أععوعلوئ ئ يعئ ئعر النئ ئلذيعن عكعفئ ئتروا أعنن‬
‫ض عكانعئتئع ئئا عرتوئةقئ ئئا فعئعفتعئوقعناتهئع ئئا عوعجععولنئع ئئا لمئ ئعن الوعمحئ ئئاء تكئ ئنل عشئ ئوينء عحئ ئلي أعفععل يئتوؤملمنئت ئئوعن{ٍ سائ ئئورة‬ ‫ل‬
‫النسئ ئعمحاعوات عواولعور ع‬
‫النبحيئئاء‪ ،-30/‬و العلئئم الئئديث يقئئول بئئذلك أيضئئا ‪ ،‬بنئئاء علئئى نظريئئةم النفجئئار العظيئئم ‪ ،‬و علئئى‬
‫البئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئاث العلمحيئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئةم الئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئت أثبحتئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئت التشئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئابه ف ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ البحنئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئاء الكيمحيئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئائي للنج ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئوما‪. 452‬‬
‫‪453‬‬
‫و الثال الثالث زعم فيه أرساطو أن حرارة الكواكب و ضوئها يتولدان من احتكاكها بالواء‬
‫‪ .‬و قوله هذا زعم باطل ‪،‬و رجم بالغيب ‪ ،‬و قول بل علم ‪ ،‬لن مصدر حرارة الكواكب و ضئئوئها‬
‫ليئ ئئس كمحئ ئئا زعئ ئئم أرسائ ئئطو ‪ ،‬و إنئ ئئا مصئ ئئدرها هئ ئئي النجئ ئوما ‪ ،‬الئ ئئت هئ ئئي كتئ ئئل ملتهبحئ ئئةم شئ ئئديدة الئ ئرارة‬

‫‪449‬‬
‫بنيةم العقل ‪ ،‬صا‪ . 407 :‬و ابن تيمحيةم ‪ :‬درء تعارض العقل و النقل ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪. 397 :‬‬
‫‪450‬‬
‫عبحد المحيد ساحةم ‪ :‬ف أعمحاق الفضاء ‪ ،‬صا‪ 71 :‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫‪451‬‬
‫بنيةم العقل ‪ ،‬صا‪. 407 :‬‬
‫‪452‬‬
‫عبحئد المحيئد سئاحةم ‪ :‬الرجئع السئابق ‪ ،‬صا‪ . 71 ، 64 :‬و عبحئد العليئم عبحئد الرحئن خضئر ‪ :‬الظئواهر الغرافيئةم بيمئ العلئم و‬
‫القرآن ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬الدار السعوديةم ‪ ،‬الرياض ‪ ، 1984 ،‬صا‪ 59 :‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫‪453‬‬
‫بنيةم العقل ‪ ،‬صا‪. 407 :‬‬
‫كالشئئمحس مثل ‪ ،‬الئئت تتقئئدر حرارتئئا سائئطحها ب ‪ 6 :‬ألف درجئئةم مئويئئةم ‪ ،‬و تتقئئدر حئرارة جوفهئئا ‪،‬‬
‫بئئاللييم مئئن الئئدرجات الئويئئةم ‪ ،‬و منهئئا ‪ -‬أي الشئئمحس‪ -‬يسئئتمحد كوكبحنئئا الضئئوء و الئرارة معئئا‪. 454‬‬
‫و الثال الرابع زعم فيه أرساطو أن الجساما السمحاويةم ل تتق ‪ ،‬لنا تدور باساتمحرار ف أفلكها‬
‫‪،‬و مفعئئول الحئتاق التولئئد عئئن الحتكئئاك يقئئع علئئى الئواء القريئئب منهئئا ‪ ،‬خاصئئةم الئواء القريئئب مئئن‬
‫الشئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئمحس ‪ ،‬الئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئذي يئت ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئؤمدي احئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئتاقه‪-‬بالحتكئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئاك‪ -‬إل ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ حرارتئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئا و ضئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئوئها‪. 455‬‬
‫و قوله هذا غي صحيح ‪ ،‬ورجم بالغيب ‪ ،‬و قول بل علم ‪ ،‬فكيف سح لنفسه أن يقول ذلك‬
‫بل دليل عقلي و ل مادي ‪ ،‬و ل يكن له ف ذلك إل الطن و الازفةم ؟ ‪ ،‬فقوله باطئئل مئئن أسااسائئه‬
‫‪ ،‬لن الجسئاما السئمحاويةم كئالنجوما مثل ‪ ،‬هئي أجئراما ملتهبحئةم حرارتئئا ذاتيئةم ‪ ،‬أثبحئئت العلئئم أنئئا ملوقئئةم‬
‫كبحئئاقي العئئال ‪ ،‬و سائئائرة إل ئ طريئئق الئئوت و النئئدثار ‪ ،‬منهئئا الشئئمحس الئئت هئئي ف ئ طريئئق اسائئتهلك‬
‫طاقته ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئا الداخلي ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئةم اللتهبح ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئةم‪. 456‬‬
‫و الثال الئامس زعئم فيئه أرسائطو أن النجئوما الئت تقئع خارج الكئواكب السئيارة السبحعةم ‪ ،‬هئي‬
‫كئواكب ثابتئئةم‪ . 457‬و قئوله هئئذا غيصئئحيح ‪ ،‬و كلما بل علئئم ‪ ،‬و رجئئم بئالغيب ‪ ،‬لن كئئل مئئا فئ‬
‫الكون من أجساما و كواكب ‪ ،‬و نئوما و مئرات ‪ ،‬هئئو فئ حركئةم دائمحئةم منتظمحئةم ضئئمحن حركئةم الكئئون‬
‫فئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ اتس ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئاعه و ت ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئدده‪. 458‬‬
‫و الثئئال السئئادس قئئال فيئئه أرسائئطو أن الرض ثابتئئةم ‪ ،‬يتعئئاقب عليهئئا الليئئل و النهئئار ‪،‬و الفصئئول‬
‫الربعةم ‪ ،‬بسبحب الفلك اليط با‪ . 459‬و قوله هذا غي علمحي ‪،‬و ليس صحيحا ‪ ،‬لن مسألةم دوران‬
‫الرض حول نفسها و الشمحس أصبححت من القائق العلمحيةم الثابتئةم السئومةم ‪ ،‬و هئي بدورانا حئول‬
‫نفسها يتعاقب الليل و النهار ‪ ،‬و بدورانا حول الشئمحس تتعئاقب الفصئول الربعئةم مئرة فئ السئنةم ‪ .‬و‬
‫هئئذه حقئئائق علمحيئئةم ثابتئئةم ل تتئئاج إل ئ توثيئئق ‪،‬و هئئي شئئاهدة أيضئئا علئئى خطئئأ مئئا ادعئئاه أرسائئطو ‪.‬‬
‫و الثئئال السئئابع‪-‬و هئئو الخيئئ‪ -‬زعئئم فيئئه أرسائئطو أنئئه ليئئس للك ئواكب حركئئةم خاصئئةم بئئا حئئول‬
‫نفسئئها ‪،‬و ل حئئول غيهئئا‪. 460‬و كلمئئه هئئذا غيئ صئئحيح ‪ ،‬و رجئئم بئئالغيب ‪ ،‬و قئئول بل علئئم ‪،‬‬
‫يدل على أن أرساطو ل يتما عقله و ل علمحئه ‪ ،‬عنئدما تكلئم فئ أمئور غيبحيةم ل تيكنئه إدراكهئا عقل‬
‫‪454‬‬
‫عبحد المحيد ساحةم ‪ :‬الرجع السابق ‪ ،‬صا‪. 48 ، 47 ، 25 :‬‬
‫‪455‬‬
‫بنيةم العقل ‪ ،‬صا‪. 407 :‬‬
‫‪456‬‬
‫أنظر ‪ :‬عبحد العليم عبحد الرحن خضر الرجع السابق ‪ ،‬صا ‪ 128 :‬و ما بعدها ‪ .‬و عبحد المحيد ساحةم ‪ :‬الرجع السابق ‪: ،‬‬
‫‪ 47‬و ما بعدها ‪ ،‬و ‪ 74‬و ما بعدها ‪ .‬و دافيد برجامين ‪ :‬الكون ‪ ،‬صا‪ 128 :‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫‪457‬‬
‫بنيةم العقل ‪ ،‬صا‪. 407 :‬‬
‫‪458‬‬
‫عبحد العليم عبحد الرحن ‪ :‬الرجع السابق ‪ ،‬صا‪ 101 :‬و ما بعدها ‪ .‬و عبحد المحيد ساحةم ‪ :‬الرجع السابق ‪ ،‬صا‪. 70 :‬‬
‫‪459‬‬
‫بنيةم العقل ‪ ،‬صا‪. 407 :‬‬
‫‪460‬‬
‫بنيةم العقل ‪ ،‬صا‪. 408 :‬‬
‫و ل مشاهدة ‪ ،‬علمحا بأن الثابت علمحيا هو عكس ما ادعاه أرسائئطو ‪ .‬لن الكئواكب السئئيارة مثل ‪،‬‬
‫كلهئئا تئئدور حئئول نفسئئها و حئئول الشئئمحس‪ . 461‬و قئئد أشئئار القئئرآن الكري ئ إل ئ حركئئةم الك ئواكب و‬
‫النجوما و الكون بأساره ‪ ،‬قبحل العلم الديث بقئرون عديئدة ‪ ،‬و فئ زمئن كئانت فيئه طبحيعيئات أرسائطو‬
‫س عينبحعغلئي علئعئا عأن‬ ‫هي الهيمحنةم على الفلسافةم و علمحئئاء الطبحيعئةم ‪ ،‬فمحئئن ذلئك قئوله تعئال ‪}- :‬عل النشئومح ت‬
‫ك يعوس بحعتحوعن{ٍ ‪ -‬سائورة ي ئئس‪ ، -40/‬و ))و السئمحاء‬ ‫تودلرعك الوعقمحئر وعل اللنيئل ساابلق النئهئالر وتكئلي لفئ فعئلعئ ن‬
‫عع ع و ت ع ت ع ع‬
‫بنيناهئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئا بأيئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئد وإنئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئا لوسائ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئعون ((‪-‬سائ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئورة ‪. -‬‬
‫و نكتفي بتلك المثلةم ‪ ،‬لن أخطاء أرساطو العلمحيةم كثية جدا‪، 462‬و الت ذكرناها هي كافيةم‬
‫لقامةم الدليل الدامغ على أن فلسفةم أرساطو ليست كمحا زعم الابري بأنا علمحيةم برهانيئئةم تريبحيئئةم ‪ ،‬و‬
‫إنا هي فلسفةم فيها الطأ و الصواب ‪ ،‬و القيقةم و اليال ‪ ،‬و العلم و الوهاما ‪ ،‬و أن صاحبحها ل‬
‫يكن علمحيا و ل برهانيا و ل تريبحيا ف كئل مئا قئاله ‪ .‬فقئد أثبحتنا أنئه تكلئم فئ أمئور غيبحيةم ل تيكنئه‬
‫إدراكها و ل مشاهدتا ‪ ،‬تكلئئم فيهئا بل علئئم و ل برهئان ‪ ،‬و ل هئئي مئا يتسئتنبحط بالتأمئئل الصئئحيح‬
‫و السائ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئتنتاج النطقئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئي ‪.‬‬
‫و ربئئا يقئئول بعئئض النئئاس ‪ :‬إنئئه ل يصئئح أن ننتقئئد أرسائئطو ف ئ آرائئئه العلمحيئئةم التعلقئئةم بالطبحيعئئةم ‪،‬‬
‫باحتكامنئئا إلئ العلئوما الديثئئةم العاصئئرة ‪ ،‬لن الرجئئل تكلئئم فئ ذلئئك بنئئاء علئئى علئوما عصئئره ‪ .‬و هئئذا‬
‫اعئ ئتاض صئئحيح كتئ ئبخير و اعتئئذار مئئن جهئئةم ‪ ،‬لكنئئه خطئئأ مئئن جهئئةم أخئئرى ‪ ،‬لن أرسائئطو وقئئع فئ ئ‬
‫خطئئأين ‪ ،‬الول إنئئه أخطئئأ فئ ئ أرائئئه التعلقئئةم بالطبحيعئئةم ‪ ،‬الئئت ذكرنئئا أمثلئئةم منهئئا ‪ .‬و هئئذا النئئوع مئئن‬
‫الخطاء من الواجب و من حقنا أيضا أن نتنبحه و تنشي إليه ‪ ،‬لن أرسائئطو أخطئأ فيمحئئا ذهئب إليئئه ‪.‬‬
‫و أما الطأ الثان فهو خطأ جسيم ‪ ،‬يتعلق بنهج البححث و التفكي ‪ ،‬و الساتدلل البخهان ‪،‬‬
‫و ذلك أن أرساطو خاض ف غيبحيات ل يدركها عقل و ل مشاهدة علمحيئةم صئئحيحةم ‪ ،‬و تكلئئم فيهئا‬
‫بل علم و ل برهان ‪ ،‬و إنا خاض فيها بئالظن و الرجئم بالغيب و الازفئات ‪ ،‬و بئا أنئه فعئل ذلئك‬
‫فمحئئن حقنئئا أن ننتقئئده و ناسا ئبحه فيمحئئا ذهئئب إليئئه ‪ .‬لنئئه لئ ئ ي ئتما عقلئئه و ل علمحئئه ‪ ،‬ول غيه مئئن‬
‫الناس ‪ .‬فالطأ الثان هذا هو خطأ منهجي يتعلق بصئمحيم النهئج العلمحئي و مكونئاته ‪ ،‬و ليئس خطئأ‬
‫فئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ تطئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئبحيق النه ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئج ‪.‬‬
‫و أما بالنسبحةم لخطاء أرساطو التعلقةم بفلسفته الليةم – ما وراء الطبحيعئةم‪ -‬فهئي كئثية أيضئئا ‪،‬‬
‫و أبعئئد مئئا تكئئون عئئن النهئئج العلمحئئي البخهئئان ‪ ،‬الئئذي ادعئئاه الئئابري فئ وصئئفه لفلسئئفةم أرسائئطو الئئت‬
‫ساها نظاما البخهان حسب زعمحه ‪ .‬و ساأذكر منها مثاليم ‪ ،‬أولمحا يتعلق بئال تعئال و صئفاته ‪ ،‬فئال‬

‫‪461‬‬
‫عبحد المحيد ساحةم ‪ :‬ف أعمحاق الفضاء ‪ ،‬صا‪ 27 :‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫‪462‬‬
‫أنظر مثل ‪ :‬بنيةم العقل ‪ ،‬صا‪ ، 407 :‬و ما بعدها ‪ ،‬فقد ذكرها الابري و سائكت عنهئا ‪ .‬و الشهرسائتان ‪ :‬اللئل و النحئل‬
‫‪ ،‬ج ‪ 2‬صا‪. 458 ، 457 :‬‬
‫عنئئد أرسائئطو و أصئئحابه هئئو علئئةم غائيئئةم ل فاعلئئةم ‪ ،‬ل ئ يتبحئئدع الفلك و ل حركتهئئا ‪ ،‬لكنئئه شئئرط ف ئ‬
‫حصول حركتها ‪ ،‬و هئو تيئرك الفلئك ليتشبحه بئه ‪ ،‬كتحريئك العشئوق للعاشئق ‪ ،‬و الئ عنئدهم )) ل‬
‫يفعل شيئا ‪ ،‬و ل يتريد شيئا ‪،‬و ل يعلم شيئا ‪ ،‬و ل يلق شيئا (( ‪،‬و موضوعه الوحيد تعيقل ذاته ‪.‬‬
‫و زعئئم أرسائئطو أ‪ ،‬ال ئ إذا كئئان يتمحتئئع باللئئذة السئئرمديةم الئئت ل ننالئئا نئئن إل أحيانئئا ‪ ،‬فهئئذا )) أمئئر‬
‫عجئئب ‪،‬و إذا كئئانت لئئذته أكئئبخ و أعظئئم ‪ ،‬فهئئذا أعجئئب ‪ ،‬و الواقئئع أن لئئه اللئئذة الكئئبخى ((‪. 463‬‬
‫و تعليقا عليه أقول ‪ :‬إن أقواله هذه عن ال تعال ‪ ،‬هي رجم بالغيب ‪ ،‬و قول على ال بل علئئم‬
‫‪ ،‬ليس له فيها دليل من العقل الصريح و ل من العلم الصحيح ‪ ،‬فالرجل يتكلم و ل يعئي مئئا يقئول‬
‫‪ ،‬و نن ل نناقشه ف أوهامه ‪ ،‬لنه ليس من العقل و ل مئن العلئم أن نناقشئه فيهئا ‪ ،‬و إنئا نطئالبحه‬
‫بالبخهان الذي ادعى الابري بأنه خاصا بفلسفةم أرساطو ‪ ،‬و لن يإد برهانا تيوصله إل مزّاعمحه الوهيئئةم‬
‫‪ ،‬لن أرسائطو تكلئم عئن أشئياء غيبحيةم ل يكئن معرفتهئا إل مئن طريقيمئ ‪ ،‬أولمحئا كتئاب منيئ مئن الئ‬
‫تعال الكري ‪،‬و ثانيهمحا قول من رسائئول كريئ ‪ ،‬و هئذان الطريقئان ل يتئوفران عنئئد أرسائطو فئ مزّاعمحئئه‬
‫‪ ،‬م ئئا يعنئ ئ أن مق ئئالته م ئئا ه ئئي إل خي ئئالت و ظن ئئون و أهئ ئواء ‪ ،‬ل ت ئئت إلئ ئ البخه ئئان ‪ ،‬و ل إلئ ئ‬
‫العقلنيةم ‪ ،‬و ل إل العلمحيةم ‪ ،‬و ل إل التجريبحيةم بصلةم ‪ ،‬الت زعم الابري أنا من خصئئائص فلسئئفةم‬
‫أرسائ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئطو ‪.‬‬
‫كمحا أن أرساطو –فيمحا ادعاه‪ -‬ل يتما عقله ول علمحه ‪ ،‬و ل تلمذته و ل من جاء بعده ‪،‬‬
‫فمحن الذي أخبخه أن ال تعال ل يلق العال ‪ ،‬و أنئئه ل يعلئم ‪ ،‬و ل يريئد و ل يفعئئل شئيئا ‪ ،‬و أنئه‬
‫يتمحتئئع و يلتئئذ باللئئذة الكئئبخى ؟ ‪ .‬هئئذه الظنئئون و الوهئئاما ل سائئند لئئا مئئن العقئئل و ل مئئن العلئئم ‪،‬‬
‫س عولععقئود عجئئاءتهم مئئن نرمبلئتم‬ ‫يصئئدق علئئى قائلهئئا قئوله تعئئال ‪ } :‬إن يعئتنبحعتئئوعن إل الظئنن عوعمئئا تعئوهئعوى او علنتفئ ت‬
‫ل ل لن ن‬
‫اولتعدى{ٍ ‪-‬ساورة النجم‪ ، -23/‬فتلك الزّاعم ما هي إل أوهاما و ظنئون ‪ ،‬خئدع بئا أرسائطو نفسئه و‬
‫أتبحئئاعه مئئن جهئئةم ‪ ،‬و دلئئت علئئى أنئئه لئ يكئئن هئئو و أصئئحابه فئ مسئئتوى العلئئم و البخهئئان مئئن جهئئةم‬
‫أخرى ‪ ،‬حت أن شيخ السالما ابن تيمحيةم وصف الرساطييم بأنم من )) أجهل الناس ‪ ،‬و أضلهم ‪،‬‬
‫و أشئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئبحههم بالبحه ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئائم م ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئن اليئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئوان ((‪. 464‬‬
‫و أمئئا الثئال الثئان فيتعلئق بئالعقول ‪ ،‬و هئي عشئئرة عنئئد أرسائطو و أتبحئاعه الشئئائيم ‪ ،‬أولئئا‬
‫العقل الفعال ‪ ،‬و هو أول ما صدر عن ال حسئب زعمحهئم ‪ ،‬ومفئارق للمحئادة غيئ مئزّوج بئا ‪ ،‬و ل‬
‫يوت ‪ ،‬و هو إلي الوهر تمبحدع كل ما تت فلك القمحئر‪ . 465‬و أمئا العقئول التسئعةم التبحقيئةم ‪ ،‬فهئي‬

‫‪463‬‬
‫بنيةم العقل ‪ ،‬صا‪ . 413 ، 412 :‬و ابن تيمحيةم ‪ :‬درء التعارض بيم النقل و العقئل ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪ . 397 :‬و ممحئوع الفتئاوى‬
‫‪ ،‬ج ‪ 18‬صا‪ . 230 :‬و رساالةم ف تقيق الشكر ‪ ،‬صا ‪. 104 :‬‬
‫‪464‬‬
‫درء التعارض ‪ ،‬ج ‪ 5‬صا‪. 65 :‬‬
‫‪465‬‬
‫بنيةم العقل ‪ ،‬صا‪ . 410 :‬و الشهرساتان ‪ :‬اللل و النحل ‪ ،‬ج ‪ 2‬صا‪ . 449 :‬و ابن تيمحيةم ‪ :‬ممحوع الفتئاوى ‪ ،‬ج ‪ 9‬صا‪:‬‬
‫جئ ئ ئواهر قائمحئ ئئةم بنفسئ ئئها ‪ ،‬و مئ ئئدبرات النفئ ئئوس ‪ .‬و زعئ ئئم الشئ ئئاؤون – أي الرسائ ئئطيون‪ -‬فئ ئ ئ العصئ ئئر‬
‫السالمي بأن العقول العشرة هي اللئكةم ‪ ،‬تتصئف بالقئئدما و الزليئئةم‪.‬و العقئل فئ النسئان هئئو أيضئا‬
‫جئ ئئوهر قئ ئئائم بنفسئ ئئه ‪ ،‬و لئ ئئه طئ ئئابع إلئ ئئي ‪ ،‬حئ ئئت أن أرسائ ئئطو وصئ ئئفه بئ ئئأنه )) هئ ئئو الئ ئ فينئ ئئا ((‪. 466‬‬
‫و هذه القوال هي أيضا رجم بالغيب ‪ ،‬و قول بل علم ‪ ،‬و خوض ف غيبحيات ل يعلمحها إل‬
‫ال تعال ‪،‬و ل دليل عليها من العقل و ل من العلم ‪.‬و هئي تندرج فئ إطئار السائاطي و الوهئاما ‪،‬‬
‫و الهواء و الظنون ‪ ،‬يرفضها دين السالما جلةم و تفصئئيل ‪ ،‬و ل وزن لئئا فئ ميئزّان العلئئم و العقئئل‬
‫و البخه ئ ئ ئ ئئان ال ئ ئ ئ ئئذي زع ئ ئ ئ ئئم ال ئ ئ ئ ئئابري أن فلس ئ ئ ئ ئئفةم أرسا ئ ئ ئ ئئطو أق ئ ئ ئ ئئامته و تنتمح ئ ئ ئ ئئي إلي ئ ئ ئ ئئه ‪.‬‬
‫و رابعا إن منطق أرساطو الذي قاما عليه البخهان الزّعوما ‪ ،‬هو منطق عقيم ‪ ،‬ل توليد فيه و ل‬
‫إبداع ‪ ،‬كان وبال على العقل البحشري طيلةم قرون عديدة ‪،‬فأضئره أكئثر مئا نفعئه‪ ،‬ثئ تليئص منئه أهئل‬
‫العلئئم نائيئئا تقريبحئئا ف ئ وقتنئئا الاضئئر ‪ ،‬فل مكانئئةم لئئه ف ئ مناهئئج البححئئوث التطبحيقيئئةم الطبحيعيئئةم منهئئا و‬
‫النسانيةم معا ‪ .‬فهو منطق ل يتاج إليه الذكي و ل ينتفع به الغئب ‪،‬و ل إنتئاج فيئه و ل إبئداع ‪ ،‬و‬
‫هئئذه القيقئئةم اعئئتف بئئا الئئابري نفسئئه ‪ ،‬فئئإنه مئئع مبحئئالغته ف ئ مئئدح نظئئاما البخهئئان و تعظيمحئئه ‪ ،‬فئئإنه‬
‫وصئئف منطئئق أرسائئطو‪ -‬الئئذي يقئوما عليئئه نظئئاما البخهئئان‪ -‬بئئأنه )) منطئئق عقيئئم ‪ ،‬إذا مئئا حاكمحنئئاه مئئن‬
‫النظئئور العاصئئر للمحعرفئئةم ‪ ...‬فئئالنطق الرسائئطي عقيئئم فعل و غي ئ صئئارما ‪ ،‬إذا قيئئس بقئئاييس إنتئئاج‬
‫العرفئئةم و اختبحارهئئا ف ئ زماننئئا‪ ،‬لكنئئه لئ يكئئن كئئذلك فئ زمئئانه لقئئد كئئان سائئلحا عقليئئا ضئئد أشئئكال‬
‫المحارسائ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئات اللعقليئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئةم و السوفسئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئطائيةم ((‪. 467‬‬
‫و أما دفاعه عنه ‪ ،‬فهو دفاع ضعيف جدا ‪ ،‬و ل مبخر له ‪ ،‬و يتضمحن تناقضا مئع نقئده السئابق‬
‫له ‪ ،‬لن القيقةم هي أن ذلئك النطئق كئان عقيمحئا تمعيقئا للتفكيئ الفطئري السليم و العلمحئي التجريئب‬
‫البح ئئدع ‪ ،‬و إيإابي ئئاته القليل ئئةم ل تغنئ ئ و ل تيس ئئمحن م ئئن ج ئئوع ‪ ،‬و يك ئئن السا ئئتغناء عنه ئئا كلي ئئةم ه ئئي‬
‫ومنطقها ‪ ،‬بالعتمحاد على العقل الفطري الطبحيعي فئ النسئئان ‪ .‬و أرسائئطو نفسئه لئ ينعئئه منطقئئه مئئن‬
‫الغئراق فئ كئثرة الخطئئاء و الوهئاما ‪ ،‬و اليئالت و الرافئات ‪،‬الئئت ل دليئئل عليهئا مئئن العقئئل و‬
‫ل من العلم ‪ .‬علمحا بأن علمحئاء السائئلما قئد رفضئئوه – أي النطئق الرسائطي‪ -‬منئئذ البحدايئةم ‪ ،‬و أقئاموا‬
‫الدليل العمحلي على عقمحه و عدما ضروريته ‪ ،‬بتكهم له و تفئوقهم فئ العلئوما بئدونه مئئن جهئةم ‪،‬و أقئاما‬
‫بعضهم الدليل العلمحئي علئى بطلنئه كئابن تيمحيئةم ‪،‬و ابن القيئم الوزيئةم ‪ ،‬و السيوطي ‪،‬و غيهئم مئن‬

‫‪ . 104‬و جورج طرابيشي ‪ :‬وحدة العقل العرب السالمي ‪ ،‬ط ‪ ، 2‬دار الساقي ‪ ،‬بيوت ‪ ،2002 ،‬صا‪. 95 ،92 :‬‬
‫‪466‬‬
‫الشهرسا ئئتان ‪ :‬الل ئئل و النح ئئل ‪ ،‬ج ‪ 2‬صا‪ . 450 ، 449 :‬و اب ئئن تيمحي ئئةم ‪ :‬ممح ئئوع الفت ئئاوى ‪ ،‬ج ‪ 9‬صا‪ . 104 :‬و درء‬
‫التعارض ‪ ،‬ج ‪ 4‬صا‪ . 205 :‬و جورج طرابيشي ‪ :‬الرجع السابق ‪ ،‬صا‪. 92 :‬‬

‫‪467‬‬
‫التاث و الداثةم ‪ ،‬صا‪. 136 :‬‬
‫جه ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئةم أخ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئرى‪. 468‬‬
‫و أشي ف هذا القاما إل خطأ فادح ردده الابري مرارا ‪ ،‬مفاده أن الليفةم الأمون و ابن‬
‫حزّما و ابن رشد و ابن خلدون و الشاطب كانوا يسعون إلئ تأسائيس البحيئئان علئئى البخهئئان‪ . 469‬و بئا‬
‫أن البحيئئان –عنئئد الئئابري‪ -‬يشئئمحل علئوما السائئلما و اللغئئةم ‪،‬و الفقئئه و علئئم الكلما ‪ ،‬و البخهئئان يعنئ‬
‫فلسفةم أرساطو‪ ،‬فمحعن ذلك أن علوما السالما الضةم ‪،‬و بعن آخر علوما الكتاب و السئئنةم الصئئحيحةم‬
‫‪ ،‬هئئي مئئن البحيئئان الئئذي هئئو مئئرد أقئوال و ألفئئاظ ل برهئئان فيهئئا و ل دليئئل‪ ،‬فهئئي إذاة تتئئاج إلئ مئئن‬
‫تيبخهنهئئا لثبحئئات صئئحتها ‪ ،‬و مئئن ث ئ فهئئي تتئئاج إل ئ نظئئاما البخهئئان لتيبخهنهئئا حسئئب زعئئم الئئابري ‪.‬‬
‫و زعمحئه هئا باطئل مئئن أسااسائه ‪ ،‬مئئردود علئئى أصئحابه ‪ ،‬لن علئوما السائئلما هئئي علئوما ربانيئةم‬
‫تمبخهنةم بذاتا ‪ .‬و لن البخهان الرساطي الزّعزّما هو نفسه يتاج إل البخهان للبخهنه على صدقه ‪ ،‬فهئئو‬
‫نظئئاما خليئئط مئئن الئئق و البحاطئئل ‪ ،‬و الهئواء و الظنئئون ‪،‬و الوهئئاما ‪ ،‬و قئئد أقمحنئئا الئئدليل علئئى ذلئئك‬
‫آنفئئا ‪ .‬و عليئئه فل يصئئح شئئرعا و ل عقل الزّعئئم بئئأن علئ ئوما السائئلما كئئانت فئ ئ حاجئئةم إلئ ئ إعئئادة‬
‫التأسائئيس علئئى برهئئان اليونئئان ‪ ،‬و الص ئواب هئئو أن عل ئوما السائئلما كئئانت ف ئ حاجئئةم ماسائئةم إل ئ مئئن‬
‫يقرأها من داخلها بنهاجها الشرعي العلمحي التعدد الطرق الساتدلليةم ‪ ،‬يقرؤها بعقل واع تمتفتح ‪ ،‬و‬
‫بقلئئب صئئادق خاشئئع ‪ .‬و لئ تكئئن تلئئك العلئوما فئ حاجئئةم مطلقئئا إلئ شقشئئقات و ألعيئئب و أوهئئاما‬
‫التكلمحيمئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ و الفلسائ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئفةم ‪ ،‬و ل إلئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ش ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئطحات الص ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئوفيةم و خي ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئالتم ‪.‬‬
‫و ختامئئا لوضئئوع نظئئاما البخهئئان الزّعئوما أشئئي هنئئا إلئ ثلثئئةم أمئئور تتعلئئق بئئه ‪ ،‬أولئئا يتعلئئق بقئئول‬
‫للجابري وصف فيه أرساطو بأنه هو الذي تسمحت ف تفكيه أعلى مراتب العقلنيةم‪ .470‬و قوله هئئذا‬
‫كلما غي ئ علمحئئي ‪ ،‬و هئئو زعئئم باطئئل و تمضئئحك ‪ ،‬لن فكئئر أرسائئطو إذا كئئان فيئئه جئئانب عقلن ئ‬
‫علمحي ف فلسفته ‪ ،‬كمحا هو حال فلسافةم آخرين ‪ ،‬فإن ف فكره جوانب كئثية مليئةم بالخطئاء ‪،‬و‬
‫ليسئئت مئئن العلئئم فئ ئ شئئيء ‪ ،‬و إنئئا هئئي ظنئئون و أوهئئاما و خيئئالت و أسائئاطي تتعلئئق بطبحيعيئئاته و‬
‫إلياته ‪ ،‬ل يتما فيها عقله و ل علمحه و ل غيه ‪،‬و قد سائبحق أن ذكرنئا طرفئئا مئئن أخطئئائه و تخرافئئاته‬
‫‪.‬‬
‫و المر الثان يتعلق بقول للجابري قال فيه ‪ )) :‬لبد أن يكون القارئ اللم بفكر أرساطو ‪ ،‬قد‬
‫ت‬
‫لحئئظ أننئئا تعاملنئئا مئئع النطئئق الرسائئطي بوصئئفه منهجئئا ‪،‬و ليئئس بوصئئفه منطقئئا صئئوريا ‪ .‬كمحئئا تعاملنئئا‬
‫مئ ئئع فلسئ ئئفته بوصئ ئئفها رؤيئ ئئةم للعئ ئئال ‪،‬و ليئ ئئس بوصئ ئئفها قضئ ئئايا ميتافيزّيقيئ ئئةم ‪،‬و هئ ئئذا مئ ئئا قصئ ئئدناه قصئ ئئدا‬

‫‪468‬‬
‫أنظر ‪ :‬ممحود يعقوب ‪ :‬ابن تيمحيةم و النطق الرساطي ‪ ،‬ديوان الطبحوعات الامعيةم ‪ ،‬الزّائر ‪ ،‬صا‪. 230 ، 23 :‬‬
‫‪469‬‬
‫تكوين العقل ‪ ،‬صا‪ . 256 ، 254 :‬و بنيةم العقل العرب ‪ ،‬صا‪. 567 ، 557 :‬‬
‫‪470‬‬
‫التاث و الداثةم ‪ ،‬صا‪. 136 :‬‬
‫((‪. 471‬‬
‫و قئ ئوله هئئذا يتضئئمحن تغليطئئا و ماولئئةم للتمحلئئص و الئئروب مئئا قئئاله فئ ئ مئئدح فلسئئفته أرسائئطو و‬
‫تعظيمحهئئا ‪،‬و سائئكوته عئئن أخطائهئئا و نقائصئئها و انرافاتئئا النهجيئئةم ‪ .‬لن النتقئئادات الئئت وجهناهئئا‬
‫لنظاما البخهان‪-‬أي فلسفةم أرساطو‪ -‬هي ف الصل أخطاء علمحيةم تتعلق بالنهج أكثر ما تتعلق بتطبحيقه‬
‫و اللتزّاما به ‪ ،‬فالنطق الصوري‪-‬أي الرساطي‪ -‬ف أصئئله منهئج نئاقص عقيئئم ‪ ،‬تمعيئئق للفكئئر الطئبحيعي‬
‫‪ ،‬غيئ ضئروري للفكئئر النسئئان ‪.‬كمحئا أن معظئئم أخطئاء أرسائطو العلمحيئةم التعلقئئةم بطبحيعيئئاته و إليئئاته ‪،‬‬
‫أسائبحابا القيقيةم و العمحيقئةم هئي أخطئاء منهجيةم مضئةم تتعلئق بنهئج التفكيئ نفسئه ‪ ،‬الذي خاض بئه‬
‫أرسا ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئطو ماهي ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئل الغي ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئب بل دلي ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئل ص ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئحيح م ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئن العق ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئل و ل م ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئن العل ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئم ‪.‬‬
‫و المر الثئالث مفئاده أن نظئرة الئابري إلئ مئا سئاه بنظئامي البخهئان و البحيئان و انتقئاده لئذا‬
‫الخيئ ‪ ،‬هئي نظئرة ليسئت جديئدة مئن حيئث الصئل ‪ ،‬فقئد ورثهئا عئن سالفه مئن الفلسائفةم الشئائيم‬
‫وساايرهم فيها ‪ ،‬فهم قد سابحقوه إل تلك النظرة ‪ ،‬فحكى عنهم ابن قيم الوزيئئةم ‪ ،‬بق ئوله‪ )) :‬ويظن‬
‫جهال المنطقيين و فروخا اليونان أن الشريعة خطاب للجمهممور ول احتجماج فيهمما ‪ ،‬و‬
‫أن النبياء دعوا الجمهور بطريممق الخطابممة ‪ ،‬والحجممج للخممواصا وهممم أهممل البرهممان‬
‫يعنون نفوسهم ومن سلك طريقتهم ‪ ،‬وكل هذا من جهلهم بالشريعة والقرآن فإن القرآن‬
‫مملوء من الحجج والدلمة والمبراهين فمي مسمائل التوحيمد وإثبمات الصمانع ‪ ،‬والمعماد‬
‫وإرسمممممممممممممممممال الرسمممممممممممممممممل ‪ ،‬وحمممممممممممممممممدوث العمممممممممممممممممالم ((‪. 472‬‬
‫و أمئئا النظئئاما العرفئ الثئئالث الئئذي سئئاه الئئابري بنظئئاما العرفئئان ‪ ،‬فهئئو –كمحئئا وصئئفه الئئابري‪-‬‬
‫نظ ئئاما فارسا ئئي هرمس ئئي الص ئئل يقئ ئوما أسا ئئاس عل ئئى الكش ئئف و الوص ئئال و التج ئئاذب و ال ئئدفع عل ئئى‬
‫مسئ ئئتوى الوجئ ئئدان و العاطفئ ئئةم ‪ ،‬تتمحثئ ئئل مكونئ ئئاته ف ئ ئ ‪ :‬التص ئ ئيوف ‪ ،‬و الفكئ ئئر الشئ ئئيعي ‪ ،‬و الفلسئ ئئفةم‬
‫الساعيليةم ‪ ،‬و التفسي البحاطن ‪ ،‬و الفلسفةم الشئراقيةم ‪ ،‬و الكيمحيئاء القديئةم ‪ ،‬و السئحر و الطلسائم‬
‫و التنجيئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئم‪.473‬‬
‫و أقول ‪ :‬إن انتقادات الابري لذا النظاما العرف كانت صحيحةم ف معظمحها ‪ ،‬لنه نظاما يفتقد‬
‫إلئ النهئئج العلمحئئي الوضئئوعي القئئائم علئئى النقئئل الصئئحيح ‪ ،‬و العقئئل الصئريح ‪ ،‬و العلئئم الصئئحيح ‪،‬‬
‫لئئذا كئئان نظامئئا غيئ ئ صئئحيح فئ ئ منطلقئئه و معظئئم جئ ئوانبحه ‪ ،‬قئئاما أسااسائئا علئئى الظنئئون و الهئ ئواء ‪،‬‬
‫العاطفةم و الوجدان ‪ ،‬و السحر و الرافةم ‪ .‬لكن الذي غاب على الابري أن ف هئئذا النظئئاما طائفئئةم‬
‫و هئئي الصئئوفيةم ريكئئزّت علئئى جئئانب مئئن النسئئان ل يصئئح إغفئئاله ‪ ،‬و يإئئب الهتمحئئاما بئئه ‪ ،‬و هئئو‬
‫الانب القلب العئاطفي الوجئدان ‪ ،‬فهئذا الئانب لبئد مئئن الهتمحئاما بئئه و تربيتئئه كاهتمحامنئئا بالعقئل و‬
‫‪471‬‬
‫بنيةم العقل ‪ ،‬صا‪. 413 :‬‬
‫‪472‬‬
‫مفتاح دار السعادة ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪. 145 :‬‬
‫‪473‬‬
‫تكوين العقل العرب ‪ . 329 ،‬و التاث و الداثةم ‪ ،‬صا‪. 142 :‬‬
‫السئئم ‪ ،‬و ربئئا كئئان أولئ ئ منهمحئئا فئ ئ كئئثي مئئن الحيئئان‪ .‬لكئئن الطئئأ الئئذي وقئئع فيئئه العرفئئانيون و‬
‫الابري يتمحثل فيمحئا يأت ‪ ،‬فالعرفئانيون اهتمحئوا بالعاطفئةم و اليئال و جعلوهئا مصئدرا لنتئاج العرفئةم ‪،‬‬
‫و أهل ئوا النقئئل و العقئئل معئئا ‪ ،‬فأص ئبحح نظئئامهم يفتقئئد إل ئ السائئتدلليةم العلمحيئئةم الصئئحيحةم ‪ ،‬و ليئئس‬
‫قئ ئ ئ ئ ئ ئئادرا عليهئ ئ ئ ئ ئ ئئا بفئ ئ ئ ئ ئ ئئرده ‪ .‬فلمحئ ئ ئ ئ ئ ئئا أهلئ ئ ئ ئ ئ ئوا النقئ ئ ئ ئ ئ ئئل و العقئ ئ ئ ئ ئ ئئل و العلئ ئ ئ ئ ئ ئئم ضئ ئ ئ ئ ئ ئئلوا و أضئ ئ ئ ئ ئ ئئلوا‪. 474‬‬
‫و الابري أخطأ عندما رفض نظاما العرفان جلةم و تفصيل ‪ ،‬و ل تييزّ بيم الانب الصحيح ‪،‬و‬
‫الئوانب البحاطلئةم منئه ‪ ،‬مئئن حيئئث النطلئئق و السائاس ؛ أمئا مئئن حيئئث النهئج الئذي كئئان خاضئئعا لئئه‬
‫نظئئاما العرفئئان ‪ ،‬فكئئان منهجئئا غيئ صئئحيح‪ ،‬كمحئئا أشئئار إلئ ذلئئك الئئابري فئ انتقئئاداته لئئذا النظئئاما ‪.‬‬
‫لكئئن الئئابري مئئن جهئئةم أخئئرى ل ئ يضئئع النهئئج الصئئحيح للتعامئئل مئئع الئئانب الصئئحيح مئئن العرفئئان‬
‫الئئذي أغفلئئه الئئابري انتصئئارا لئئا سئئاه نطئئاما البخهئئان ‪ .‬و أمئئا نئئن فنعتقئئد أن الئئانب الوجئئدان مئئن‬
‫النسئان يإئب إخراجئه مئن نظئاما العرفئان كليةم ‪ ،‬و إرجئاعه للشئرع الذي هئو ديئن كامئل شامل تيربئ‬
‫ل‬
‫يمئ عرتسائوةل مونئتهئوم يعئوتئلئتئو‬ ‫ث لفئ اولتميم ع‬ ‫النسئئان عقل و وجئئدانا و جسئئمحا ‪ ،‬قئئال تعئئال ‪}- :‬تهئعو النئذي بعئععئ ع‬
‫ضئ ئعلنل يمبحل ن‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫لل‬
‫يمئئ{ٍ ‪ -‬سائئورة‬ ‫ب عواولوكعمحئ ئةمع عولإن عكئئانتوا مئئن قعئوبحئ ئتل لعفئئي ع‬ ‫ععلعويلهئ ئوم آيعئئاته عويئتعزّمكيلهئ ئوم عويئتععلمتمحتهئ ئتم الوكتعئئا ع‬
‫ل‬ ‫المحعةم‪ -2/‬و } وتكلتواو عواوشئعربتواو عولع توسئلرفتواو إل ئنهت لع تليئ ي‬
‫يم{ٍ ‪ -‬سائورة العئراف‪ -31/‬و }عوعمئا‬ ‫ب الوتمحوسئلرف ع‬
‫س إلنل لليعئوعبحتتدولن ‪ ،‬عما أتلريتد لمونئتهم ممن مروزنق عوعما أتلريئتد عأن يتطوعلتمحئولن‪ ،‬إلنن اللنئهع تهئعو الئنرنزاتق‬ ‫عخلعوق ت ل ل‬
‫ت اولنن عواولن ع‬
‫ب‬‫ي عوعمعئالت للليئله عر م‬ ‫ل‬
‫صئلعت عونتتسئكي عوعوميعئا ع‬
‫يم {ٍ‪ -‬ساورة الئذاريات ‪ ،-58-56‬و }قتئل إلنن ع ل‬
‫و‬
‫ل ل‬
‫تذو الوتقنوة الوعمحت ت‬
‫يم{ٍ ‪ -‬سائئورة النعئئاما‪ ،-162/‬و أمئئا بئئاقي نظئئاما العرفئئان فل قيمحئئةم لئئه شئئرعا و ل عقل و ل‬ ‫ل‬
‫الوععئئالعمح ع‬
‫علمحئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئا ‪،‬و يإئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئب تئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئذير النئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئاس منئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئه ‪.‬‬
‫و ختاما لوضوع تنظم إنتاج العرفةم ‪ ،‬أشي هنا إل أمرين هاميم ‪ ،‬الول هو أن التمحع السالمي‬
‫ف ئ القئئرن الثئئان الجئئري و مئئا بعئئده ل ئ يكئئن مضئئطرا و ل ف ئ حاجئئةم ماسائئةم إل ئ نظئئاما البخهئئان –أي‬
‫فلسفةم أرساطو‪،-‬و ل إل نظئئاما العرفئئان علئى حئد تعئبحي الئابري ‪ ،‬لكئئن طئائفتيم مئئن السئلمحيم انرفتئئا‬
‫عئئن السائئلما ‪ ،‬فواحئئدة تبحنئئت فلسئئفةم اليونئئان ‪ ،‬و الخئئرى تبحنئئت فلسئئفةم العرفئئان‪ ،‬فسئئاهتا ف ئ إفسئئاد‬
‫الفكئئر و تريبحئئه لهئئداف و خلفيئئات مذهبحيئئةم كئئثية ‪ ،‬أشئئار الئئابري إلئ ئ بعضئئها‪ . 475‬و بنئئاء علئئى‬
‫ذلك فإن السالما كدين و نظاما معرف ل يكن مطلقا فئ حاجئةم إلئ نظئئاما آخئر مئن خئارجه ‪ ،‬و ل‬
‫السئ ئ ئ ئ ئ ئئلمحون اللئ ئ ئ ئ ئ ئئتزّمون بئ ئ ئ ئ ئ ئئدينهم الفئ ئ ئ ئ ئ ئئاهون لئ ئ ئ ئ ئ ئئه ‪ ،‬كئ ئ ئ ئ ئ ئئانوا فئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ حاجئ ئ ئ ئ ئ ئئةم إليئ ئ ئ ئ ئ ئئه هئ ئ ئ ئ ئ ئئم أيضئ ئ ئ ئ ئ ئئا‪.‬‬
‫و أما المر الثان فهو أن منطق أرساطو الذي بالغ الابري ف مدحه و الدفاع عنه ‪ ،‬ل يكن‬
‫السالما ف حاجةم إليه مطلقا ‪ ،‬لنئه دين كامئل شئامل يقئوما علئى منطئق شئرعي عقلئي علمحئي فطئري‬
‫طبحيعي ‪ ،‬عكس منطق اليونان الناقص القاصر العقيئئم ‪ ،‬الئذي لئ يكئئن السائلما فئ حاجئةم إليئه أصئئل‬
‫‪474‬‬
‫أنظر مثل انتقادات ابن الوزي للصوفيةم و الشيعةم ف كتابه تلبحيس إبليس ‪.‬‬
‫‪475‬‬
‫أنظر ‪ :‬تكوين العقل ‪ ،‬صا‪ 179 :‬و ما بعدها ‪ 227 ،‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫و لنه أيضا مالف للسالما و ل يتفق معه أصول و ل فروعا ‪ ،‬لنئه منطئق قئاما فئ أصئوله و فروعئه‬
‫علئ ئ ئئى فلسئ ئ ئئفةم اليونئ ئ ئئان الوثنيئ ئ ئئةم السائ ئ ئئطوريةم ‪ ،‬و هئ ئ ئئذا أمئ ئ ئئر اعئ ئ ئئتف بئ ئ ئئه الئ ئ ئئابري ص ئ ئ ئراحةم‪. 476‬‬
‫و أما المحوعةم الثانيةم –من أخطئاء الئابري النهجيةم‪ -‬التعلقئةم بالفلسئفةم و الفئاهيم ‪ ،‬فتتضئمحن‬
‫خسئئةم أخطئئاء ‪ ،‬أولئئا يتمحثئئل ف ئ أن الئئابري قئئال ‪ )) :‬إن العطيئئات التارييئئةم الئئت نتئئوفر عليهئئا الي ئوما‬
‫تضئئطرنا إلئ العئتاف للعئئرب و اليونئئان و الوروبييمئ بئئأنم وحئئدهم مارسائوا التفكيئ النظئئري العقلنئ‬
‫‪477‬‬
‫بالشكل الذي سح بقياما معرفةم علمحيةم أو فلسفيةم أو تشريعيةم منفصئلةم عئن السائطورة و الرافئةم ((‬
‫‪.‬‬
‫و ق ئوله هئئذا غي ئ صئئحيح ‪ ،‬لن السائئطورة و مئئا يتصئئل بئئا مئئن أوهئئاما و ظنئئون و خيئئالت ل ئ‬
‫تنفصل عن التفكي النظري العقلن ‪ ،‬عند اليونان ‪،‬و ل عند العرب ‪ ،‬و ل عنئئد الوروبييمئ ‪ ،‬و إن‬
‫ضاق مالئا و اتسع مئن أمئةم إلئ أخئرى ‪ ،‬و مئن طائفئةم إلئ أخئرى ‪ ،‬و مئن زمئان إلئ آخئر ‪ ،‬و مئن‬
‫مذهب إل آخر ‪ ،‬فاليونان مثل كان تفكيهم الساطوري الراف جزّءا كبحيا ل يتجئزّأ مئئن تفكيهئئم‬
‫العلمحئئي ‪ ،‬و هئئذا معئئروف و ثئئابت عنهئئم ‪ ،‬فئئأفلطون و أرسائئطو و أفلئئوطيم يتقئئال أنئئم هئئم الئئذين‬
‫اقئئتحوا علئئى قئئومهم ديانئئةم تألوهيئئةم الك ئواكب التنزّيهيئئةم‪-‬حسئئب اعتقئئادهم‪ -‬بئئدل مئئن ديئئانتهم الش ئعبحيةم‬
‫اليونانيةم التشبحيهيةم‪، 478‬و أرساطو كان يقول بالطبحيعةم الليةم للعقول و الجراما السمحاويةم الزليةم‪. 479‬‬
‫و أرساطو و أتبحاعه قالوا برافات كثية ‪ ،‬ل دليل لم فيها من العقل و ل من العلم ‪ ،‬كقولم‬
‫بئئالعقول العش ئئرة ‪ ،‬و وص ئئفهم لئ ئ تعئئال بئئالعجزّ و عئئدما العلئئم ‪ ،‬و قئئولم بق ئئدما الع ئئال ‪ ،‬و الطبحيعئئةم‬
‫الليئئةم للعقئئل‪ . 480‬و الئئابري نفسئئه نئئاقض مئئا قئئاله عنئئدما قئئال ‪ :‬إن الفلسئئفةم اليونانيئئةم برمتهئئا تئئد‬
‫أصولا و فصولا ف السااطي الغريقيةم ‪.‬و قال أيضئا ‪ :‬إن منطق أرسائطو ملتحئم التحامئا عضئويا مئع‬
‫إليات أرسائطو‪ . 481‬و بئا أن إليئات أرسائطو كئثية السائاطي و الهئواء و الوهئاما ‪ ،‬فمحنطقئئه تملتحئئم‬
‫بئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئذلك ‪.‬‬
‫و أمئئا السئئلمحون – سئئاهم الئئابري العئئرب‪ -‬خلل العصئئر السائئلمي ‪ ،‬ففكرهئئم العلمحئئي‬
‫ك ئئانت في ئئه ك ئئثي م ئئن السا ئئاطي و الوه ئئاما و الظن ئئون و الي ئئالت‪ ،‬فالفلسا ئئفةم منه ئئم ورثئ ئوا أسا ئئاطي‬

‫‪476‬‬
‫التاث و الداثةم ‪ ،‬صا‪. 312 ،172 :‬‬
‫‪477‬‬
‫تكوين العقل العرب ‪ ،‬صا‪. 17 :‬‬
‫‪478‬‬
‫جورج طرابيشي ‪ :‬العقل الستقيل ‪ ،‬صا‪. 126 :‬‬
‫‪479‬‬
‫علئئي أبئو ريئئان ‪ :‬تاريئخ الفكئر الفلسئفي ‪ :‬أرسائطو و الئئدارس التئئأخرة ‪ ،‬دار العرفئةم الامعيئئةم ‪ ،‬السائكندريةم ‪ ، 1990 ،‬صا‪:‬‬
‫‪. 201 ، 191 ، 157‬‬
‫‪480‬‬
‫سابحق توثيق ذلك ‪.‬‬
‫‪481‬‬
‫التاث و الداثةم ‪ ،‬صا‪. 312 ، 172 :‬‬
‫الفلسئئفةم اليونانيئئةم عامئئةم و الشئئائيةم خاصئئةم ‪ ،‬و زادوا فيهئئا مئئن خرافئئاتم ‪ ،‬كقئئولم بئئأن العقئئول العشئئرة‬
‫هئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئي اللئكئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئةم ‪ ،‬و قئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئولم بنظريئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئةم الفيئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئض‪. 482‬‬
‫و أما الصئوفيةم و الشئيعةم فتتعئد السائاطي مئن الكونئات السااسايةم لفكرهئم و مئذاهبحهم ‪ ،‬و هئذا‬
‫بئئاعتاف الئئابري نفسئئه‪ . 483‬و كئئذلك التكلمحئئون ‪ ،‬فالعتزّلئئةم منهئئه –مثل – لئئم خرافئئات و أوهئئاما‬
‫تتفق مع مذهبحهم ‪ ،‬كنفيهم لصئفات الئ تعئال ‪،‬و زعمحهئم بعئدما قيئاما الصئفات الختياريئةم بئذات الئ‬
‫سائ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئبححانه ‪ ،‬و نفيهئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئم للقضئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئاء و القئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئدر‪. 484‬‬
‫و أما الوروبيون ‪ ،‬فهم عندما كسروا سالطان الكنيسةم ‪،‬و انقلبحئوا علئى طبحيعيئات أرسائطو و منطقئه‬
‫‪ ،‬تلصئ ئوا م ئئن السا ئئاطي و الراف ئئات ال ئئت ك ئئانت تيمح ئئن عل ئئى الوروبييمئ ئ فئ ئ العص ئئور الوسا ئئطى ‪ ،‬و‬
‫اختعوا أسااطي و أوهاما جديدة ف العصر الديث ف ظل الثئئورة العلمحيئةم ‪ ،‬و ألبحسئئوها ثئئوب العلئئم و‬
‫العقلنيةم ‪ ،‬و أدخلوها فئ منهئج البححئث العلمحئي الساتقرائي التجريئب عنئدهم ‪ ،‬كقئولم باللئاد ‪ ،‬و‬
‫الصدفةم ‪ ،‬و الداروينيةم ‪،‬و الاديةم الدليةم ‪ ،‬و الاديةم التارييةم ‪ .‬و أما الذين يدينون منهئئم بالنصئرانيةم ‪،‬‬
‫فهئ ئ ئ ئ ئ ئئم أيضئ ئ ئ ئ ئ ئئا لئ ئ ئ ئ ئ ئئم خرافئ ئ ئ ئ ئ ئئاتم ‪ ،‬كخرافئ ئ ئ ئ ئ ئئةم الثئ ئ ئ ئ ئ ئئالوث ‪ :‬الب ‪،‬و البئ ئ ئ ئ ئ ئئن ‪،‬و روح القئ ئ ئ ئ ئ ئئدس ‪.‬‬
‫و الطأ الثان يتمحثل ف ساكوت الابري عن أخطاء وقع فيها الفيلسوف أبو نصر الفاراب )ت‬
‫ق‪5 :‬ه ( ‪ ،‬أذكر منها ثلثةم ناذج ‪ ،‬أولئا يتمحثئل فئ أن الئابري نقئل عئن الفئاراب بئأنه قال ‪ )) :‬إن‬
‫مرتبحئةم الفيلسئوف تفئئوق مرتبحئئةم النئب ‪ ،‬باعتبحئار أن الفيلسئوف يتلقئئى القئئائق مئن العقئل الفعئئال بعقلئه ‪،‬‬
‫ف حيم يتلقى النب ذلك بخيلته بواساطةم العقل الفعال أيضا ‪ ،‬الذي هو واسائئطةم بيمئ الئ و النسئئان‬
‫((‪. 485‬‬
‫و قئوله هئذا غيئ صئئحيح ‪ ،‬و رجئم بئالغيب ‪ ،‬و قئئول علئى الئ بل علئئم ‪ ،‬و افئتاء علئى الشئئرع و‬
‫العقئئل معئئا ‪ ،‬و مئئع ذلئئك سائئكت عنئئه الئئابري ناقئئد العقئئل العرب ئ ! ‪ .‬أول إنئئه ل مئئال للمحقارنئئةم بيمئ‬
‫النب و الفيلسوف أصل ‪ ،‬فئالفكرة باطلئةم مئئن أسااسائها ‪ ،‬لن النئب يتلئف عئئن البحشئئر بئالوحي ‪ ،‬قئال‬
‫ل أعنعنا إلعلتتكوم إللعئهق عوالحئقد فععمحئن عكئاعن يعئورتجئو للعقئاء عربمئله فعئوليعئوععمحئول‬ ‫تعال ‪}- :‬قتول إلنعنا أععنا بععشقر مثوئلتتكوم تيوعحى إل عن‬
‫لا عوعل يتوشئلروك بلعلبحئعئاعدةل عربمئله أععحئةدا{ٍ ‪ -‬سائئورة الكهئئف‪ -110/‬فهئئو نئئب يتلقئئى الئئوحي مئئن الئ‬ ‫عمحةل ل‬
‫صئئا ة‬ ‫عع ع‬
‫تعئئال بواسائئطةم الئئروح الميمئ ئ ‪ .‬و أمئئا الفيلسئئوف فهئئو ‪ ،‬ليئئس نبحيئئا و ل ملكئئا ‪ ،‬و إنئئا هئئو إنسئئان‬
‫عئئادي ل يتلئئف عئئن عامئئةم النئئاس فئ شئئيء ‪ ،‬لكنئئه اسائئتخدما حواسائئه و عقلئئه فئ البححئئث كغيه مئئن‬

‫‪482‬‬
‫ابن تيمحيئةم ‪ :‬ممحئئوع الفتئاوى ‪ ،‬ج ‪ 9‬صا‪ . 104 :‬منهئئاج السئئنةم ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪ . 342 ،341 :‬و درء التعئارض ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪:‬‬
‫‪ . 228‬و الشهرساتان ‪ :‬اللل و النحل ‪ ،‬ج ‪ 2‬صا‪. 172 :‬‬
‫‪483‬‬
‫أنظر ‪ :‬تكوين العقل العرب ‪ ،‬صا‪ 179 :‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫‪484‬‬
‫سابحق توثيق ذلك ‪.‬‬
‫‪485‬‬
‫بنيةم العقل ‪ ،‬صا‪. 452 :‬‬
‫طوائف العلمحاء ‪ ،‬و وساائله ف بثه و دراساته ‪ ،‬كلها نسبحيةم ‪ ،‬و من ث فهو ل يتلف عن غيه مئئن‬
‫العلمحئئاء م ئئن حي ئئث الوسا ئئائل و القئئدرات ‪ ،‬و ل يكئئن أن يص ئئل النبحيئئاء العص ئئوميم فئ ئ مك ئئانتهم و‬
‫علمحه ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئم ‪.‬‬
‫و ثانيئا إن حكايةم العقئل الفعئال الئذي زعمحئه الفئاراب ‪ ،‬هئو خرافئةم و وهئم و خيال ‪ ،‬أخئذها‬
‫الفئئاراب عئئن سائئلفه مئئن الشئئائيم بالعتمحئئاد علئئى الظئئن و اليئئال فئ كئئثي مئئن السئئائل الطبحيعيئئةم و‬
‫الليةم ‪ ،‬باسام العلم و النطق ‪ ،‬بل دليل مئئن النقئل الصئحيح ‪ ،‬و ل مئن العقئل الصئريح ‪ ،‬و ل مئن‬
‫العلم الصحيح ‪ .‬و نن إذا سالمحنا –جدل‪ -‬بوجود هذا العقل الفعال الزّعوما ‪ ،‬فلمحئاذا ل يدركه كئل‬
‫الناس و يتعرفون عليه ‪ ،‬أو على القل كل أهل العلم ؟ ! ‪ ،‬فيصبححون كلهئئم فلسائفةم يتفوقئون علئئى‬
‫النبحياء حسب زعم الفاراب ‪ .‬و إذا كان الفلسافةم يأخذون علومهم من العقل الفعال بواساطةم العقئئل‬
‫‪ ،‬فلمحاذا فلسفتهم مليئةم بالخطاء العلمحيةم ‪ ،‬و الرافات ‪،‬و الوهئئاما و الظنئئون ‪ ،‬كمحئا سائبحق أن بيننئاه‬
‫فيمح ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئا ي ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئص فلس ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئفةم أرسا ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئطو ؟ ! ‪.‬‬
‫و ف مقابل ذلك ند النبحياء‪-‬عليهم السلما‪ -‬أدلةم صدقهم دامغةم ل أخطاء فيها و ل خرافات‬
‫‪ ،‬أيدهم ال تعال بختلف الدلئل و اليات و الئبخاهيم ‪ ،‬خئاتهم ممحئئد رسائول الئ‪-‬عليئه الصئئلة و‬
‫السئئلما‪ -‬الئئذي أيئئده الئ تعئئال بعجئئزّة علمحيئئةم خالئئدة تئئدى الئ بئئا عئئال الئئن و النئئس معئئا ‪ ،‬منئئذ‬
‫أك ئئثر م ئئن ‪ 14‬قرن ئئا ‪ ،‬لئ ئ يس ئئتطع أح ئئد ال ئئرد علي ئئه ‪،‬و ل توج ئئد في ئئه خط ئئأ علمح ئئي واح ئئد‪ ،‬و تض ئئمحن‬
‫معجزّات علمحيةم مذهلةم ف متلف مالت العلئوما ‪ .‬و هئذا خلف مئئا وجئدناه فئ فلسئفةم أرسائطو الئت‬
‫تزّعئئم العقئئل الفعئئال ‪ ،‬فقئئد وجئئدنا فيهئئا أخطئئاء علمحيئئةم و منهجيئئةم كئئثية تتعلئئق بطبحيعيئئاته و إليئئاته ‪،‬‬
‫ذكرن ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئا منه ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئا طرف ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئا فيمح ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئا تق ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئدما آنف ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئا ‪.‬‬
‫و أمئئا الثئئال الثئئان –الئئذي نقلئئه الئئابري و سائئكت عنئئه‪ -‬فمحفئئاده أن الفئئاراب انتهئئى مئئن عرضئئه‬
‫الفلسئئفي البخهئئان إلئ القئئول بئئأن الفلسئئفةم أسائبحق مئئن اللئئةم‪ -‬أي السائئلما‪، -‬و مئئن ثئ فئئإن اللئئةم تابعئئةم‬
‫للفلس ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئفةم‪. 486‬‬
‫هذه النتيجةم عيدها الابري نتيجةم برهانيةم ‪ ،‬و هي ف القيقةم ظن و وهم ‪،‬و افتاء على الشرع و‬
‫العقل معا ‪ ،‬ليس له فيمحا زعمحئه دليئل صئحيح ‪ ،‬لنئه أول أن ديئن السائلما ليئس جديئدا ‪ ،‬فهئو ديئن‬
‫ال تعال ف الرض و السمحاء ‪ ،‬قبحل أن تيلق النسان ‪ ،‬عبحدته بئه اللئكئةم و الئن ‪ ،‬قال سائبححانه‬
‫س إلنل‬ ‫‪}- :‬إلنن الئ ئمديعن لعنئ ئعد الليئ ئله اللوسائ ئلعتما{ٍ ‪-‬سا ئئورة آل عمحئ ئران‪ ، -19/‬و}عوعم ئئا عخلعوقئ ئ ت ل ل‬
‫ت اولئ ئنن عواولنئ ئ ع‬
‫ل ل‬ ‫ل ل‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ل‬
‫يم ئ {ٍ‪-‬‬ ‫ليعئوعبحتئتدون ‪ ،‬عمئئا أتلري ئتد مونئتهئئم مئئن مروزق عوعمئئا أتلري ئتد عأن يتطوعتمحئئون‪ ،‬إلنن اللنئهع ته ئعو ال ئنرنزاتق تذو الوتق ئنوة الوعمحت ت‬
‫ل‬ ‫سائئورة الئئذاريات ‪ -58-56‬و }عشئ ئرع لعتكئئم مئ ئن الئ ئمديلن مئئا و ن ل‬
‫ك عوعمئئا‬ ‫حيئنعئئا إللعويئ ئ ع‬ ‫صئئى بئلئه تنوةحئئا عوالئنئذي أعوو ع و‬ ‫ع ع‬ ‫ع‬ ‫عع‬
‫ل‬ ‫لل‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ون ل ل‬
‫يم عمئئا تعئودتعوتهوم‬ ‫صئ وئيئعنا بلئه لإبوئعراهيئعم عوتموعسائئى عوعيعسئئى أعون أعقيتمحئوا الئمديعن عوعل تعئتعئعفنرقتئوا فيئه عكبحت ئعر ععلئعئى الوتمحوشئلرك ع‬ ‫ع‬
‫‪486‬‬
‫بنيةم العقل العرب ‪ ،‬صا‪. 424 :‬‬
‫ل‬ ‫ل لل‬ ‫لل‬ ‫لل‬
‫ب{ٍ ‪ -‬ساورة الشورى‪ . -13/‬فالسالما الذي جئئاء‬ ‫إلعويه اللنهت عويإتعلب إلعويه عمن يععشاء عويعئوهدي إلعويه عمن يتني ت‬
‫بئئه ممحئئد –عليئئه الصئئلة و السئئلما‪ -‬هئئو نسئئخةم جديئئدة للئئدين الواحئئد ‪ ،‬الئئذي هئئو السائئلما ‪ ،‬و قئئد‬
‫كئئان أول بشئئر علئئى الرض مسئئلمحا نبحيئئا‪ ،‬و هئئو آدما عليئئه السئئلما‪ ، -‬فزّعئئم الفئئاراب بتقئئدما الفلسئئفةم‬
‫علئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئى الئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئدين ‪ ،‬هئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئو زعئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئم باطئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئل مئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئن أسااسائ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئه ‪.‬‬

‫و ثانيا إننا إذا نظرنا إل السألةم من الناحيةم التارييةم الضةم ‪ ،‬فإنه ليس للفاراب دليل فيمحا زعمحه‬
‫مئئن أن الفلسئئفةم أسا ئبحق مئئن الئئدين ‪ ،‬لنئئه ليئئس لئئه دليئئل تئئاريي و ل عقلئئي يتثبحئئت مئئا ادعئئاه ‪ ،‬لن‬
‫القضيةم كلها رجم بالغيب ‪،‬و هي تتمحئل ثلثئةم احتمحئالت ‪ ،‬هئي ‪ :‬إمئا أن يكئون الدين هئو السائبحق‬
‫‪،‬و إمئئا أن يكئئون التفلسئئف هئئو السائبحق ‪ ،‬و إمئئا أنمحئئا ظهئرا فئ وقئئت واحئئد ‪ .‬كئئان علئئى الفئئاراب أن‬
‫تيقدما الدليل ليجح ما زعمحه ‪،‬و إن كان الحتمحال الول هئو الصئحيح لنئه يتفئق مئع السائلما ‪ ،‬و‬
‫لن النس ئ ئ ئ ئ ئ ئئان الول ل ش ئ ئ ئ ئ ئ ئئك أن ئ ئ ئ ئ ئ ئئه ك ئ ئ ئ ئ ئ ئئان يع ئ ئ ئ ئ ئ ئئرف خ ئ ئ ئ ئ ئ ئئالقه ‪،‬و ه ئ ئ ئ ئ ئ ئئذا أسا ئ ئ ئ ئ ئ ئئاس الت ئ ئ ئ ئ ئ ئئدين ‪.‬‬
‫و أما زعمحئئه بئأن اللئةم –أي السائلما‪ -‬تابعئةم للفلسئفةم لنئئا أسائبحق مئئن ملئةم ديئن السائلما ‪ ،‬فهئذا‬
‫زعم باطل ل دليل عليه من الشرع و ل من العقل ‪ ،‬و ل من التاريخ ‪ ،‬و الثابت أن دين ال الئذي‬
‫هو السالما كان أسابحق ف الظهور من الفلسئفةم ‪ ،‬علمحئا بأن التابعيئةم فئ القيقئةم ل تتعلئق بالتقئدما فئ‬
‫الظهور و ل بالتئأخر فيئه ‪ ،‬و إنئا تتعلئق بئالق و البحاطئل ‪،‬و بالقائئل ‪ ،‬فبحمحئا أن السائلما هئو الدين‬
‫ال ئئق ‪ ،‬و ه ئئو دي ئئن الئ ئ تع ئئال ال ئئذي أمرن ئئا باتبح ئئاعه ‪ ،‬و ل يرض ئئى م ئئن البحش ئئر غيئه ‪ ،‬فه ئئذا يس ئئتلزّما‬
‫بالضئئرورة إتبحئئاعه مئئن كئئل النئئاس مئئن فلسائئفةم و علمحئئاء و عئ ئواما ‪ ،‬و غيهئئم مئئن بنئ ئ آدما‪ .‬و بئئذلك‬
‫تسقط مزّاعم الفئاراب ‪ ،‬الئت هئي ليسئت مئن النقئل ‪ ،‬و ل مئن العقئل و ل مئن العلئم فئ شيء ‪.‬‬
‫و أما الثال الخي‪ -‬الثئالث الئذي سائكت عنئه الئئابري‪ -‬فمحفئئاده أن الفئئاراب زعئم أن الفلسئئفةم‬
‫هي الت تتعطي البخاهيم لا فئ اللئةم‪-‬أي دين السائلما‪ ، -‬لن )) الراء النظريئةم الت فئ اللةم ‪ ،‬و الئت‬
‫تتؤمخ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئذ فيه ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئا بل براهيمئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ‪ ،‬و إن ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئا ت ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئد براهينه ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئا فئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ الفلس ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئفةم النظري ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئةم ((‪. 487‬‬
‫و قئوله هئئذا غيئ صئئحيح ‪ ،‬لنئئه أول ليئئس صئئحيحا أن الفلسئئفةم الزّعومئئةم هئئي الئئت تعطئئي‬
‫الئ ئبخاهيم علئئى صئئدق ديئئن السائئلما ‪ ،‬لن السائئلما بئئذاته برهئئان كئ ئبحي ‪ ،‬يضئئم عئئددا ل تيصئئى مئئن‬
‫اليات و الجج‪ ،‬و البخاهيم و الدلئل ‪ ،‬على صدقه ‪ ،‬و أنئه ديئن الئ الالد ‪ ،‬و قد أثبحئت صئدقه‬
‫‪ ،‬و صئحته ‪ ،‬و رد علئى تمنكريئه زمئن رسائول الئ –عليئه الصئلة و السئلما‪، -‬و مئا بعئده ‪ ،‬مئن دون‬
‫فلسئفةم اليونئان و ل غيهئئا ‪ ،‬و مئن قبحئل أن يعرفهئا السئلمحون بئأكثر مئن ‪ 150‬سائنةم ‪ ،‬لئذا وصئئفه الئ‬
‫تعال ف آيات كثية ‪ ،‬بأنه علم وحق ‪ ،‬و هدي و نور ‪،‬و برهان و بيان ‪،‬و آيات و حجئج ‪ .‬و‬
‫من كانت هذه صفاته فل يتاج أبدا إل فلسفةم اليونان ول إل غيها من الفلسئئفات و الئئذاهب ‪،‬‬
‫‪487‬‬
‫بينيةم العقل ‪ ،‬صا‪. 453 :‬‬
‫لكئ ئ ئ ئ ئئي تيقيئ ئ ئ ئ ئئم الجئ ئ ئ ئ ئئج و الئ ئ ئ ئ ئ ئبخاهيم علئ ئ ئ ئ ئئى صئ ئ ئ ئ ئئدقه ‪ ،‬فهئ ئ ئ ئ ئئو برهئ ئ ئ ئ ئئان بنفسئ ئ ئ ئ ئئه غنئ ئ ئ ئ ئ ئ بئ ئ ئ ئ ئئذاته ‪.‬‬
‫و أمئئا زعمحئئه بئئأن الراء النظريئئةم الئئت فئ ئ اللئئةم تتوجئئد بل براهيمئ ئ ‪ ،‬فهئئو زعئئم باطئئل ‪ ،‬لن ديئئن‬
‫السا ئئلما لي ئئس آراء ‪ ،‬و إن ئئا ه ئئو كلما الئ ئ تع ئئال ‪،‬و كلما رسائ ئوله علي ئئه الص ئئلة و الس ئئلما ‪ .‬و لن‬
‫النص الشرعي الذي هو من القرآن و السنةم الصحيحةم الوافقئةم لئه ‪ ،‬هئو دليئل بئذاته ‪،‬و ل يتئاج إلئ‬
‫برهان من خارجه ‪ ،‬لن ال و رساوله ل يقئئولن إل الئق ‪ .‬وإنئا أقئوال الفلسائئفةم هئي الئت تتئئاج إلئ‬
‫م ئئن تيبخهنه ئئا ‪ ،‬لن ئئا أفك ئئار بشئ ئريةم ظني ئئةم تتض ئئمحن ال ئئق و البحاط ئئل ‪ ،‬و الظ ئئن و ال ئئوى ‪ ،‬و ال ئئوهم و‬
‫الرافئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئةم‪.‬‬
‫و ثانيئئا إن مئئا ذكرنئئاه ل ينفئئي بئئأن للعقئئل السئئلم مئئال واسائئعا للئئدفاع عئئن ديئئن السائئلما و‬
‫التعريف به و نشره ‪ ،‬لن عمحله هذا ليس إيإادا للئبخاهيم مئئن العئئدما ‪ ،‬لن السائئلما يمحئئل براهينئئه فئ‬
‫ذاته ‪ ،‬و إنا هو إخراج لبخاهيم السالما و شرح لئا و تعريئف بئا ‪ ،‬باسائتخداما كئل الوسائائل الشئرعيةم‬
‫و الفي ئئدة المحكن ئئةم ‪ ،‬ب ئئا فئ ئ ذل ئئك اسا ئئتخداما براهيمئ ئ العلئ ئوما الديث ئئةم ‪ ،‬لن الش ئئرع ح ئئث عليه ئئا و‬
‫تمستخدمةم ف القرآن الكري ‪ ،‬و بذلك نوظف براهيم كتاب ال النظور ‪ ،‬لدمةم كتاب ال السئئطور‬
‫‪ ،‬لنئ ئ ئ ئئه ل تنئ ئ ئ ئئاقض بيمئ ئ ئ ئ ئ الكتئ ئ ئ ئئابيم ‪ ،‬فئ ئ ئ ئئالول مئ ئ ئ ئئن كلما الئ ئ ئ ئ ئ ‪ ،‬و الثئ ئ ئ ئئان مئ ئ ئ ئئن خلئ ئ ئ ئئق الئ ئ ئ ئ ئ ‪.‬‬
‫و أمئئا الطئئأ الثئئالث‪ -‬مئئن المحوعئئةم الثانيئئةم‪ -‬فيتعلئئق باسائئتخداما الئئابري لبحعئئض الصئئطلحات‬
‫القوميئئةم العربيئئةم الديثئئةم و إسائئقاطها علئئى أمئئور ليسئئت منهئئا ‪،‬و ل تنطبحئئق عليهئئا ‪ ،‬منهئئا ‪ :‬مصئئطلح‬
‫الفكر الدين العرب ‪ ،‬أطلقه على الكتاب و السنةم ‪ .‬و مصطلح ‪ :‬الثقافةم العربيئئةم ‪ ،‬أطلقئئه علئئى الفقئئه‬
‫السالمي ‪ ،‬و ما أنتجه السلمحون من علوما و تراث ‪ ،‬و جعله الطار الذي تشكل فيه العقل العرب‬
‫و ترع ئ ئ ئئرع في ئ ئ ئئه ‪،‬و ه ئ ئ ئئو أيض ئ ئ ئئا الط ئ ئ ئئار الرجع ئ ئ ئئي الرئيس ئ ئ ئئي ال ئ ئ ئئذي تش ئ ئ ئئكل في ئ ئ ئئه ه ئ ئ ئئذا العق ئ ئ ئئل‪.488‬‬
‫و تعقيبحئئا عليئئه أقئئول ‪ :‬إن اسائتخدامه للمحصئئطلحات القوميئئةم الديثئةم و إطلقهئئا علئئى مصئئطلحات‬
‫إسائئلميةم قديئئةم ‪ ،‬هئئو تريئئف تمتعمحئئد للتاريئئخ ‪ ،‬مرفئئوض شئئرعا و عقل و تاريئئا ‪ ،‬مئئن جهئئةم ‪ ،‬و هئئو‬
‫طمحئئس لئئدين السائئلما و علئئومه و تراثئئه و تاريئئخ أهلئئه مئئن جهئئةم أخئئرى ‪ ،‬لن ديئئن السائئلما هئئو ديئئن‬
‫ال تعال ف الرض و السمحاء ‪ ،‬ليس دينا عربيا و ل دينا أعجمحيئا ‪ ،‬و علئئومه هئئي علئوما إسائئلميةم ‪،‬‬
‫و شرعيةم ‪ ،‬و ربانيةم ‪ ،‬و هي علوما الوحي ‪ ،‬و علوما الكتاب و السنةم الصئئحيحةم ‪ ،‬و ليسئئت علومئئا‬
‫عربيةم ‪ ،‬كمحا زعم الابري ‪ ،‬لن دين السالما ل تيعرف باللغةم الت يكتب با ‪ ،‬و إنا تيعرف بالسائم‬
‫الذي سئاه الئ تعئال بئه ‪،‬و بالبحئادئ الئت يمحلهئا ‪ ،‬لذا كئان دين كئل النبحيئاء‪ -‬مئع اختلف لغئاتم‬
‫– واحئئد اسئئه السائئلما ‪ ،‬و بنئئاء علئئى ذلئئك فل يصئئح مطلقئئا تسئئمحيةم ديئئن السائئلما بئئالفكر الئئدين‬
‫العرب ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ‪ ،‬فهئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئي تسئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئمحيةم فيهئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئا طمحئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئس لقيقئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئةم السائ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئلما الربانيئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئةم العاليئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئةم ‪.‬‬
‫و أما مصطلح الثقافةم العربيةم ‪ ،‬الذي كان هو الطار الرجعي للعقل العرب الزّعوما ‪ ،‬فهو وهم‬
‫‪488‬‬
‫تكوين العقل ‪ ،‬صا‪. 134 ، 102 ، 95 ، 67 :‬‬
‫مئئن أوهئئاما الئئابري ‪ ،‬الئئت أطلقهئئا علئئى عصئئر كئئانت فيئئه الثقافئئةم‪-‬بإيإابياتئئا و سائلبحياتا‪ -‬تقئوما أسااسائئا‬
‫على الكتئاب و السئنةم ‪ ،‬و علئى مئا أنتجئه السئلمحون مئن فقئه و علئوما أخئرى ‪ ،‬و فئ ظئل تحكئم قاما‬
‫أسااساا على الشريعةم السائلميةم طيلئةم العصئئر السائلمي ‪ ،‬فهئذه العطيئات تبحطئئل حكايئةم الثقافئةم العربيئةم‬
‫الزّعومئئةم مئئن أصئئلها ‪ .‬لن هئئذا الصئئطلح –أي الثقافئئةم العربيئئةم‪ -‬حئئديث النشئئأة ظهئئر منئئذ نئئو ‪150‬‬
‫سانةم أو أقل ‪ ،‬اساتخدمه القوميئئون العئرب لهئدافهم القوميئةم ‪ ،‬فشئوهوا بئه السائئلما و تاريئخ أهلئه ‪ ،‬و‬
‫اف ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئتوا ب ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئه عل ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئى ال ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئدين و التاري ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئخ مع ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئا ‪.‬‬
‫و الطأ الرابع يتعلق باللغةم و علقتهئئا بالتصئورات و العقائئئد ‪،‬و أذكئئر لتوضئيح ذلئك مثئاليم ‪،‬‬
‫أولمحا زعم فيه الابري أن دراساات حديثةم أكدت على أن اللغئةم –أي لغئةم‪ )) -‬تتئدد أو علئى القئئل‬
‫تتسئئاهم مسئئاهةم أسااسائئيةم فئ تديئئد نظئئرة النسئئان إلئ الكئئون و تصئيوره لئئه ككئئل و كئئأجزّاء ((‪. 489‬‬
‫و قوله غي صحيح تاما أو بنسبحةم ‪ ، 100/ 99‬لنئئه أول إذا كئئان النسئئان يتئأثر بلغتئئه و يتئؤمثر‬
‫فيهئئا هئئو أيضئئا ‪ ،‬فكلما الئئابري غيئ ئ صئئحيح فئ ئ الئئال الئئذي حئئدده ‪ ،‬و هئئو نظئئرة النسئئان إلئ ئ‬
‫الكون و تصيوره ‪ ،‬لن هذه الال تدده الديان و العقائد و الذاهب على اختلفاتا و تناقضاتا ‪،‬‬
‫و عليها بن النسان‪-‬قديا و حديثا‪ -‬نظرته إلئ الئ و الكئئون ‪ ،‬و النسئان و اليئاة ‪ .‬و بعنئ آخئر‬
‫إنا هئي الت تتيئب النسئان علئى السائئلةم الزليئةم العروفئةم ‪ ،‬و هئي ‪ :‬مئن أيئن ؟ ‪ ،‬و إلئ أيئن ؟ ‪ ،‬و‬
‫لاذا ؟ ‪،‬و على ضوء الجابةم عليها يبحن النسان حياته ف هذه الياة الدنيا ‪ ،‬و ليست اللغئئات هئئي‬
‫الئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئت تتيبحئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئه علئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئى تلئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئك السائ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئئلةم ‪.‬‬
‫و أما عن كيفيةم نشأة تلك الديان و العقائد و الذاهب ‪ ،‬فهي أيضا غي متعلقةم باللغات ‪ ،‬و‬
‫ليست هي الت أنشأتا ‪ .‬لن الدين إذا كان دينا ربانيا صحيحا ‪ ،‬فال تعال هو واضعه و مشئيرعه‬
‫‪ ،‬و أما الديان و العقائد و الذاهب الرضيةم ‪ ،‬فهي من وضع البحشر ‪ ،‬تابعةم لؤمساسئيها ‪ ،‬بنئاء علئى‬
‫نظرتئم إلئ الئ تعئال ‪ ،‬و الكئون و اليئاة و النسئان ‪ .‬فهئذه النطلقئات هئي الت تتئدد أصئول تلئك‬
‫الديئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئان و العقائئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئد و الئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئذاهب و فروعهئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئا ‪ ،‬و ليسئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئت اللغئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئات ‪.‬‬
‫و ثانيا إن المثلةم على صحةم ما قلناه ‪ ،‬و على خطئأ مئا ذهئب إليئه الئابري ‪ ،‬هئي كثية جئدا ‪،‬‬
‫منهئئا ‪ :‬إن العئئرب فئ الاهليئئةم كئئانت اللغئئةم العربيئئةم مئئن أهئئم الروابئئط الئئت تمحعهئئم ‪ ،‬لكنهئئم مئئع ذلئئك‬
‫كانوا متلفيم ف عقائدهم ‪ ،‬فكان فيهئئم ‪ :‬الئئوثن ‪ ،‬و اليهئئودي ‪ ،‬و النصئران ‪ ،‬و الئدهري ‪ .‬و منهئئا‬
‫إن النئاس فئ العصئئر السائلمي كئئانت اللغئةم العربيئةم هئئي السئائدة بينهئم ‪ ،‬لكنهئم كئانوا منقسئمحيم فئ‬
‫عقائهم و مذاهبحهم ‪ ،‬فمحئع غلبحئةم السائلما عليهئم ‪ ،‬فقئد كئان فيهئم اليهئود ‪ ،‬و النصئارى ‪ ،‬و الئوس‬
‫‪ ،‬و الصئئابئةم ‪ ،‬و النئئدوس ‪ .‬و أمئئا علئئى مسئئتوى الئئذاهب بيمئ السئئلمحيم ‪ ،‬فقئئد كئئانوا منقسئئمحيم إلئ‬
‫عشئرات الئئذاهب علئئى مسئئتوى الصئئول و الفئئروع ‪ ،‬و قئئد ذكرتئئم كتئئب القئئالت و اللئئل و النحئئل‬
‫‪489‬‬
‫تكوين العقل العرب ‪ ،‬صا‪. 72 :‬‬
‫بالتفصئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئيل ‪.‬‬
‫ومنها أيضا حال دولئةم لبحنئان العاصئرة ‪ ،‬فهئي مئع أنئا دولئةم عربيئةم ‪ ،‬و اللغةم العربيئةم فيهئا هئي‬
‫لغئئةم البحلئئد ‪،‬فئئإن متمحعهئئا تمتمحئئع تمتعئئدد الديئئان و الئئذاهب و الطوائئئف ‪ ،‬كئئثي الفتئ و الصئراعات و‬
‫التناقضئات ‪ .‬فئأين دور اللغةم الزّعئوما فئ تديئد نظئرة النسئان إلئ الئ و الكئون ‪،‬و اليئاة و النسئان‬
‫فئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ دول ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئةم لبحن ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئان ؟ ! ‪.‬‬
‫و أمئئا اساتشئئهاد الئئابري ببحعئئض الدراسائئات الديثئئةم ‪ ،‬فيمحئئا ذهئئب إليئئه ‪ ،‬فهئئي دراسائئات غيئ موفقئئةم‬
‫فيمحا ذهبحت إليه ‪،‬و مبحالغةم فيمحئا قالته ‪ ،‬لننئا ل نئتك حقئائق الواقئع الدامغئةم الشئاهدة ‪ ،‬و نتبحئع تلئك‬
‫ت‬
‫الدراساات الت بدو أنا كانت مدفوعةم بلفيات مذهبحيةم عرقيةم قوميةم ‪ ،‬عنصريةم متعصبحةم ‪ ،‬مئئا أوصئلها‬
‫إل ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ البحالغئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئةم بتحويئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئل البحئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئةم الصئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئغية إل ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ قبحئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئةم ك ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئبحية ‪.‬‬
‫و أما الثال الثان فقال فيه الابري ‪ :‬إن اللغةم ليست مرد أداة للفكئر ‪ ،‬بئل هئي أيضئا قالب لئه‬
‫‪ .‬ث ذكر قول للبحاحث اللئان هئردر)ت ‪1803‬ما ( ‪ ،‬يقئول فيئه ‪ )) :‬إن كئل أمئةم تتكلئم كمحا تفكئر‬
‫‪ ،‬و تفكئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئر كمحئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئا تتكلئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئم ((‪. 490‬‬
‫و ردا عليئئه أقئئول ‪ :‬أول صئئحيح أن النسئئان يتفاعئئل مئئع لغتئئه تئئأثيا و تئئأثرا فئ مئئال‬
‫مدود ‪ ،‬لكنها مئع ذلئك تبحقئى فئ الصئل أنئا مئرد وسائيلةم للفكئر و التفئاهم بيمئ الناس ‪ ،‬و آيئةم مئن‬
‫ضئيل الليئهت عمئئن‬ ‫آيات ال تعال ‪ ،‬لقوله سابححانه ‪} :‬وما أعرساولعنا لمن نرساونل إللن بلللسالن قعئولمله لليبحئميمئ علئم فعئي ل‬
‫ع و تع ع ت و ت‬ ‫ت‬ ‫عع و ع‬
‫ت‬‫يعشئئاء ويئه ئلدي مئئن يعشئئاء وه ئو الوعلزّي ئزّ اوللكي ئم {ٍ )‪ (4‬سائئورة إبراهيئئم ‪ ،‬و}ولم ئن آيئئاتلله خول ئق النس ئمحاوا ل‬
‫ع و ع ع ت عع‬ ‫ع ع عت ع ع ت ع ت‬ ‫ع عع و‬
‫ن لل‬ ‫ل‬
‫ف أعلولسنعتلتكوم عوأعلوعوانلتكوم إلنن لف عذل ع‬ ‫ض عواوختلعل ت‬
‫يم{ٍ ‪ -‬سائورة الئروما‪ ،-22/‬فئذلك هئو‬ ‫ك علعيات لمولععئالمح ع‬ ‫عواولعور ل‬
‫دورها ‪ ،‬و ل دخل لا ف تديد نظرة النسئان إلئ الئ و الكئئون ‪،‬و اليئاة و النسئان ‪،‬و مئا يئتتب‬
‫ع ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئن ذل ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئك م ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئن سا ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئلوكيات ‪ ،‬و ه ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئذا أم ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئر سائ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئبحقت البخهن ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئةم علي ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئه ‪.‬‬
‫و ثانيا إن قول اللان هردر ليس صئحيحا ‪ ،‬و الصئواب هئو ‪ :‬إن النسئان تيفكئر بناء علئى مئا‬
‫يعتقئئده ‪،‬و يتكلئئم بنئئاء علئئى مئئا يعتقئئده أيضئئا ‪،‬وليئئس بنئئاء علئئى لغتئئه الئئت يتكلئئم بئئا‪ .‬لن مئئا يعتقئئد‬
‫النسئئان هئئو الئئذي يتحكئئم فئ ئ سائئلوكياته ‪ :‬تفكيا ‪،‬و عمحل ‪ ،‬و تكلمحئئا ‪،‬و ليسئئت اللغئئةم هئئي الئئت‬
‫تتحكئئم ف ئ ذلئئك ‪ .‬و الئئدليل علئئى ذلئئك أن هنئئاك أمثلئئةم كئئثية ‪ ،‬تثبحئئت وجئئود وحئئدة ف ئ التفكي ئ و‬
‫التصئ ئئورات و العقائئ ئئد ‪ ،‬مئ ئئع تعئ ئئدد اللغئ ئئات ‪ .‬كمحئ ئئا أنئ ئئا تثبحئ ئئت أيضئ ئئا وجئ ئئود اختلف فئ ئ التفكيئ ئ و‬
‫التصورات و العقائد ‪ ،‬مع وحدة اللغئةم ‪ .‬فأمئئةم السائلما‪-‬مثل‪ -‬لغاتئا متعئددة ‪،‬و عقائئئدها و تصئئوراتا‬
‫‪ ،‬و عبحاداتا و أخلقها واحدة ‪ .‬و أمةم العرب لسانا واحد ‪،‬و أديانا و مذاهبحها متعددة و متناقضةم‬
‫‪.‬‬
‫و أمئئا الئئذين قئئالوا بئئأن اللغئئةم هئئي الئئت تئئدد تفكيئ النسئئان فئ نظرتئئه إلئ الئ و الكئئون ‪ ،‬و‬
‫‪490‬‬
‫تكوين العقل العرب ‪ ،‬صا‪. 73 :‬‬
‫النسان و الياة ‪ ،‬و أنه تيفكر انطلقا منها ‪ ،‬فسئبحب ذلئئك ليئئس لن اللغئةم تفعئئل ذلئئك فئ الواقئئع ‪،‬‬
‫و حددت لم عقائدهم و تصوراتم ‪ ،‬و إنا هم الذين اعتقدوا أنا تفعل ذلئئك ‪ .‬فئئأخرجوا اللغئةم مئئن‬
‫كونا وسايلةم إلئ عقيئدة ‪ ،‬تتحكئم‪-‬حسئب زعمحهئم‪ -‬فئ تصئوراتم و عقائئدهم ‪ ،‬فعبحئدوها و قيدسائوها‬
‫ضئلنهت اللنئهت ععلئعئى‬ ‫ت عمئلن انتعئعذ إلعلئعهت عهئعواهت عوأع ع‬ ‫‪ ،‬و ضئئحوا مئئن أجلهئئا ‪ ،‬فصئئدق عليهئئم قئوله تعئئال ‪} :‬أعفعئعرأعيوئ ع‬
‫ص ئلرله لغعشئئاعوة فععمحئئن يعئوه ئلديله لمئئن بعئوع ئلد اللنئله أعفععل تعئعذنكتروعن{ٍ ‪-‬‬ ‫لل ل‬
‫عول ئنم عوعختعئعم ععلعئئى عسوئعه عوقعئولبحلئه عوعجعع ئعل ععلعئئى بع ع‬
‫ل‬
‫ساورة الاثيةم‪ . -23/‬و الدليل الادي على أنم يعبحدون أهواءهم و أنم على خطأ فيمحا ذهبحئوا إليئئه ‪،‬‬
‫هو أن الئذين تيئئالفوهم فئ ذلئك لئ يقولئوا بقئئولم ‪ ،‬و تصئدوا للئرد عليهئئم ‪ ،‬فلئئو كئانت اللغئةم هئي‬
‫الئئت تتحكئئم ف ئ تفكيهئئم و عقائئئدهم لقئئالوا بقئئولم ‪ ،‬و مئئا ردوا عليهئئم ‪ .‬و بنئئاء علئئى ذلئئك فئئإن‬
‫مقدساي اللغةم ليست اللغةم بذاتا هي الئت جعلتهئم يقولئون بئا ذهبحئوا إليئه ‪ ،‬و إنئا تمعتقئدهم فيهئا هئو‬
‫الئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئذي أوصئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئلهم إل ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ذلئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئك القئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئول ‪.‬‬

‫و أما الطأ الخي –الامس من المحوعةم الثانيةم‪ -‬فيتمحثل ف اساتخداما الابري لصطلحات غي‬
‫دقيقةم تتمحل أكثر من معن ‪ ،‬و فيها تئويه و إيهئاما بئالنقص ‪ ،‬و تغليئط فئ الفهئم ‪ ،‬كئان فيهئا علئى‬
‫الئئابري أن يتفئئادى ذلئئك باسائئتخداما الصئئطلحات ف ئ مكانئئا الناسائئب بدقئئةم ‪ ،‬قمحئئن ذلئئك ‪ ،‬ق ئوله ‪:‬‬
‫التيارات البحاطنيةم فئ السائلما‪ . 491‬فقئوله هئذا يعنئ أن فئ دين السائلما تيئارات باطنيئةم ‪ ،‬و هئذا غيئ‬
‫صحيح تاما ‪ ،‬لن السالما ل توجد فيه باطنيئةم أصئئل ‪ .‬و الئئابري أراد أن يقئئول ‪ :‬التيئئارات البحاطنيئةم‬
‫ف ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ التاريئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئخ السائ ئ ئ ئ ئ ئ ئئلمي ‪ ،‬أو ف ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ تاريئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئخ السائ ئ ئ ئ ئ ئ ئئلما ‪ ،‬أو ف ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ العصئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئر السائ ئ ئ ئ ئ ئ ئئلمي ‪.‬‬
‫و منها ‪ ،‬قوله ‪ )) :‬عامل السلطةم و طبحيعتها الساتبحداديةم ف السالما ((‪ . 492‬و هئئذا قئئول غيئ‬
‫صحيح ‪،‬و خطي جدا ‪ ،‬يتضمحن طعنا ف السالما ‪ ،‬مع أنه –أي السائئلما‪ -‬ليئئس فيئئه اسائتبحداد و ل‬
‫طغي ئئان ‪،‬و ه ئئو كل ئئه ع ئئدل و رح ئئةم ‪ ،‬و ق ئئد طتبح ئئق زم ئئن الن ئئب‪-‬علي ئئه الص ئئلة و الس ئئلما ‪،-‬و اللف ئئةم‬
‫الراشدة أحسن تطبحيق ‪ ،‬ث اختل الوضع و انتشر الظلم بعد ذلك ‪ .‬و الابري أراد أن يقول ‪ :‬عامئئل‬
‫السئئلطةم و طبحيعتهئئا السائتبحداديةم بعئئد اللفئئةم الراشئئدة ‪ ،‬أول زمئئن الئئدولتيم المويئئةم و العبحاسائئيةم ‪ ،‬و مئئا‬
‫بعئ ئ ئ ئ ئ ئئدها ‪ ،‬أو خلل العصئ ئ ئ ئ ئ ئئر السائ ئ ئ ئ ئ ئئلمي منئ ئ ئ ئ ئ ئئذ قيئ ئ ئ ئ ئ ئئاما الدولئ ئ ئ ئ ئ ئئةم المويئ ئ ئ ئ ئ ئئةم و مئ ئ ئ ئ ئ ئئا بعئ ئ ئ ئ ئ ئئدها ‪.‬‬
‫و منها أيضا ‪ ،‬قوله ‪ )) :‬تتعلق بالفكر الفلسفي ف السالما ((‪ . 493‬و قوله هذا غيئ صئحيح‬
‫‪ ،‬لنئئه ل تيوجئئد فئ السائئلما فكئئر فلسئئفي ‪ ،‬لن ديئئن السائئلما وحئئي ‪ ،‬إمئئا أنئئه كلما الئ تعئئال ‪ ،‬و‬
‫إمئئا أنئئه كلما رسائوله –صئئلى الئ عليئئه وسائئلم‪ ، -‬أمئئا الفكئئر الفلسئئفي فهئئو كلما بشئئري ‪ ،‬لئئذا كئئان‬

‫‪491‬‬
‫تكوين العقل ‪ ،‬صا‪. 157 :‬‬
‫‪492‬‬
‫نفس الرجع ‪ ،‬صا‪. 103 :‬‬
‫‪493‬‬
‫نفس الرجع ‪ ،‬صا‪. 63 :‬‬
‫عليئئه أن يقئئول ‪ :‬الفكئئر الفلسئئفي ف ئ التاريئئخ السائئلمي ‪ ،‬أو ف ئ العصئئر السائئلمي ‪ ،‬أو ف ئ الضئئارة‬
‫السائ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئلميةم ‪ ،‬أو الفكئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئر الفلسئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئفي عنئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئد السئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئلمحيم ‪ ،‬أو ف ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ تاريئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئخ السئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئلمحيم ‪.‬‬
‫و تيستنتج ما ذكرناه ف مبححثنا هذا أنه كانت للجابري‪ 494‬أخطاء منهجيئئةم كئثية ‪ ،‬تتعلئئق بنتظئئم‬
‫إنتئئاج العرفئئةم ‪ ،‬و قضئئايا فلسئئفيةم و فكريئئةم أخئئرى ‪ ،‬ذكرنئئا طائفئئةم منهئئا كنمحئئاذج مئئن بئئاب التمحثيئئل ل‬
‫الصر ؛ تبحيم من خللا أنه كان متعصبحا للفلسفةم الرساطيةم سااكتا عن أخطائها ‪ ،‬مدفوعا بلفيئئات‬
‫مذهبحي ئئةم و قوميئ ئئةم أوقعت ئئه فئ ئ أخط ئئاء ك ئئثية ‪ ،‬فئ ئ م ئئوقفه م ئئن علئ ئوما السا ئئلما ‪ ،‬و فلسئ ئئفةم اليونئ ئئان ‪.‬‬
‫خأامسج ججا ‪ :‬أخأطج ججاء الجج ججابري فج ججي نظرتج ججه إلج ججى المدرسج ججة المغربيج ججة الندلسج ججية و أهج ججل الحج ججديث ‪:‬‬
‫وقئئع الئئابري فئ أخطئئاء كئئثية تتعلئئق بنظرتئئه إلئ الدرسائئةم الغربيئئةم و الندلسئئيةم ‪ ،‬و مدرسائئةم أهئئل‬
‫الئئديث ‪ ،‬و مئئوقفه منهمحئئا ‪ ،‬فبحخصئئوصا الدرسائئةم الولئ ئ فئئإنه انتصئئر لئئا انتصئئارا كئ ئبحيا ‪ ،‬و بقئئوة و‬
‫حاس‪ ،‬علئى مسئتوى رجالئا و مشئروعها الفكئري‪ ،‬فرجالئا هئم ‪ :‬ابن حئزّما الظئاهري)ت ‪456‬ه(‪ ،‬و‬
‫ابئئن رشئئد الفيئئد )ت ‪595‬ه( ‪ ،‬و أبئئو إسائئحاق الشئئاطب)ت ‪795‬ه( ‪ ،‬و ابئئن خلئئدون)ت ‪808‬ه‬
‫( ‪ .‬و أمئئا مشئئروعها الفكئئري–حسئئب مئئا قئئاله الئئابري‪ -‬فيقئ ئوما علئئى السائئس التيئئةم ‪ :‬نقئئد القيئئاس‬
‫الفقهي و الصوف معا ‪ ،‬نقد فكرة التجويزّ ‪ ،‬القول ببحدأ السبحبحيةم و اطراد الوادث ‪ ،‬نقد فكرة العادة‬
‫و النكار على منكري الطبحائع ‪ ،‬نقد فكرة إمكان الكرامات و العرفان الصوف ‪ ،‬القول بالقاصئئد فئ‬
‫الشئ ئريعةم السا ئئلميةم ‪ ،‬التح ئئرر م ئئن سا ئئلطةم الس ئئلف التجس ئئدة فئ ئ الروي ئئات و الج ئئاع ‪ ،‬ط ئئرح مفهئ ئوما‬
‫السا ئئتقراء و السا ئئتنتاج –أي منط ئئق أرسا ئئطو‪ ، -‬ط ئئرح مش ئئروع فك ئئري نق ئئدي عقلنئ ئ ‪ ،‬تي ئئزّ بوح ئئدة‬
‫التفكي ئ بيم ئ أقطئئابه ‪ ،‬فكئئان مشئئروعهم بئئديل عقلنيئئا قئئاما علئئى مفئئاهيم هئئي نفسئئها الئئت قئئاما عليهئئا‬
‫الفكئ ئ ئ ئ ئ ئئر الئ ئ ئ ئ ئ ئئديث ف ئ ئ ئ ئ ئ ئ أوروبئ ئ ئ ئ ئ ئئا‪ ،‬و ل زالئ ئ ئ ئ ئ ئئت تتؤمسائ ئ ئ ئ ئ ئئس الفكئ ئ ئ ئ ئ ئئر العلمحئ ئ ئ ئ ئ ئئي إل ئ ئ ئ ئ ئ ئ الي ئ ئ ئ ئ ئ ئوما‪. 495‬‬
‫و قوله هئذا يتضئمحن أخطئاء و مغالطئات كثية ‪ ،‬لنئه أول أن مئا قئاله عئن هئؤملء مئن نقئدهم‬
‫للقياس و رفضهم له ‪ ،‬هو أمر غي صحيح ‪ ،‬و ل يصدق إل على ابن حزّما فقط ‪ ،‬و أما الخئئرون‬
‫فل يص ئئدق عليه ئئم ‪ ،‬ف ئئابن رش ئئد ق ئئال بالقي ئئاس الفقه ئئي ‪ ،‬و خ ئئالف الظاهري ئئةم و رد عليه ئئم بال ئئدليل‬
‫العقلئئي ‪ ،‬لن )) الوقئئائع بيمئ ئ أشئئخاصا الناسائئي غيئ ئ متناهيئئةم ‪ ،‬و النصئئوصا متناهيئئةم ‪ ،‬و القئ ئرارات‬
‫متناهيئئةم ‪ ،‬و مئئال أن تيقابئئل مئئا ل تيتنئئاهى بئئا تيتنئئاهى ((‪ . 496‬و أمئئا الشئئاطب و ابئئن خلئئدون فهمحئئا‬
‫أيضئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئا قئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئال بالقيئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئاس و احتجئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئا بئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئه فئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ مواضئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئع كئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئثية فيمحئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئا كتبحئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئاه‪. 497‬‬

‫‪494‬‬
‫لننا خصصنا معظم هذا البححث لخطاء الابري ‪ ،‬و ل نعثر لركون على أخطاء كثية ف مئال الفلسئفةم ‪ ،‬لنئه لئ يئض‬
‫فيها ‪ ،‬كمحا فعل الابري ‪.‬‬
‫‪495‬‬
‫بنيةم العقل العرب ‪ ،‬صا‪. 567 ، 564 ،558 ،552 :‬‬
‫‪496‬‬
‫ابن رشد الفيد ‪ :‬بدايةم التهد و نايةم القتصد‪،‬دار الفكر ‪ ،‬بيوت ‪ ،‬دت ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪. 3 :‬‬
‫‪497‬‬
‫ابن خلدون ‪ :‬القدمةم ‪ ،‬صا‪ . 454 ، 453 ، 219 :‬الشاطب ‪ :‬العتصاما ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪494 ، 493 ، 390 ، 348 :‬‬
‫و ثانيا إن ما قاله عن موقف هؤملء من التحرر من سالطةم السلف ‪ ،‬هو قول غيئ صئحيح ‪ ،‬و‬
‫في ئئه التبح ئئاس ‪ ،‬لن ه ئئؤملء لئ ئ يرفضئ ئوا مبحئئدأ الجئئاع و ل أنك ئئروا حئئدوثه ‪ ،‬و ك ئئانت لقئ ئوال السئئلف‬
‫عندهم مكانةم و اعتبحار ‪ ،‬فابن حزّما الذي ادعى الابري أنه كان )) ضد سالطةم السلف مهمحا كان‬
‫هئئذا السئئلف (( ‪ ،‬فكئئان ثئئورة عليهئئم‪ . 498‬هئئو ادعئئاء مئئالف للحقيقئئةم ‪ ،‬لنئئه إذا كئئان ابئئن حئزّما قئئد‬
‫دعا إل الجتهاد ‪،‬و حرما التقليد‪ ، 499‬فإنه كان أيضا يأخذ بئرأي السئئلف و يتئئج بئئه ‪ ،‬و قئئد فعئئل‬
‫ذلئئك كئئثيا فئ ئ كتئئابه الحلئئى‪ . 500‬و أمئئا ابئئن رشئئد و الشئئاطب و ابئئن خلئئدون ‪ ،‬فهئئم أيضئئا قئئالوا‬
‫ت‬
‫بإجئاع السلف ‪ ،‬و جعلئوه مئن الدلةم الشئرعيةم ‪ ،‬و احتجئوا بئه ‪ ،‬و بأقوال السلف فئ مواضئع كثية‬
‫فئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ بعئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئض مص ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئنفاتم‪. 501‬‬
‫و ثالثا إن موضوع مقاصد السريعةم ليس خاصا بذه الدرساةم الت ساها الابري بالغربيئئةم الندلسئيةم‬
‫‪ ،‬فإنه قد سابحق أن تطرقنا إل هذا الوضوع ‪ ،‬و أثبحتنا بالدلئئةم و الشئواهد التنوعئئةم أن مقاصئئد الشئريعةم‬
‫تكلئئم فيهئئا علمحئئاء كئئثيون قبحئئل الشئئاطب‪ ،‬و ل هئئي مئئن مبحتكراتئئه ‪،‬و ل هئئي مئئن مبحتك ئرات علمحئئاء‬
‫الغئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئرب أيضئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئا ‪.‬‬
‫و أما مسئألةم القئول بالسئبحبحيةم و اطئراد الئوادث ‪،‬و إثبحئات الطبحئائع فئ الطبحيعةم ‪ ،‬فإن المئر ليئس‬
‫كمحا قاله الابري ‪ ،‬لن هذه الدرساةم‪ -‬الغربيةم الندلسئيةم‪ -‬لئ يتفئق مثلوهئا علئى القئول بذلك ‪ .‬فابن‬
‫حزّما الذي ذكر الابري بأنه حل بشدة على الشاعرة ف إنكارهم للطبحائع ‪ ،‬و السبحبحيةم ف أفعال الئ‬
‫تعال و ملوقاته‪ ، 502‬ل يئذكر أيضئا أن هئذا الرجئل‪ -‬أي ابن حئزّما‪ -‬متنئاقض مئع نفسئه ‪ ،‬فئ مئوقفه‬
‫م ئئن ه ئئذه الس ئئألةم ‪ ،‬لن ئئه ق ئئال أيض ئئا )) و اعل ئئم أن السائ ئبحاب كله ئئا منفي ئئةم ع ئئن أفع ئئال الئ ئ تع ئئال و‬
‫أحكامه ‪ ،‬حاشا ما نص تعال عليه أو رسائوله ((‪ . 503‬و هئئو هنئا متنئاقض مئئع نفسئه مرتيمئ ‪ ،‬الولئ‬
‫عنئئدما انتقئئد الشئئاعرة ف ئ إنكئئارهم للطبحئئائع و الس ئبحبحيةم ‪ ،‬ث ئ و هئئو هنئئا يقئئول برأيهئئم‪ .‬و الئئرة الثانيئئةم‬
‫عندما أكد على أن السابحاب كلها منتفيةم عن أفعال ال و أحكئامه ‪ ،‬ثئ يستثن منهئا مئا نئص عليئه‬
‫الشئرع مئئن تلئئك السائبحاب ‪ ،‬مئا يعنئ أنئه اعئئتف بئأن السائبحاب موجئئودة فئ أفعئال الئ و أحكئامه ‪.‬‬
‫و كذلك الشاطب ‪ ،‬فهو ل يكن يتثبحت السبحبحيةم و ل الطبحئائع ‪ ،‬عكئس مئا ادعئاه الئابري ‪ ،‬فهئو‬
‫‪ .‬و الوافقات ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪. 173 ، 90 ، 89 :‬‬
‫‪498‬‬
‫بنيةم العقل ‪ ،‬صا‪. 569 :‬‬
‫‪499‬‬
‫نفسه ‪ ،‬صا‪. 569 :‬‬
‫‪500‬‬
‫أنظر ‪ :‬اللى ‪ ،‬دار الفاق الديدة ‪ ، ،‬بيوت دت ‪ ،‬ج ‪ 2‬صا‪ ، 53 ،50 ،47 ، 6 :‬ج ‪ 3‬صا‪. 189 :‬‬
‫‪501‬‬
‫أنظئئر ‪ :‬ابئئن رشئئد ‪ :‬بدايئئةم التهئئد ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪ . 196 ، 76 ، 10 ،7 :‬و ابنخلئئدون ‪ :‬القدمئئةم ‪ ،‬صا‪، 263 ،192 :‬‬
‫‪ . 264‬و الشاطب ‪ :‬الوافقات ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪ ، 110:‬ج ‪ 2‬صا‪ ، 246 :‬ج ‪ 3‬صا‪. 42 :‬‬
‫‪502‬‬
‫بنيةم العقل ‪ ،‬صا‪. 521 :‬‬
‫‪503‬‬
‫الحكاما ف أصول الحكاما ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬دار الديث ‪ ،‬القاهرة ‪ ، 1404 ،‬ج ‪ 8‬صا‪. 566 :‬‬
‫–أي الشاطب‪ -‬كان علئى مئذهب الشئعريةم فئ نفئي السئبحبحيةم و طبحئائع الشئياء و خصائصئها ‪ ،‬و قئد‬
‫تطرق لذه السألةم ف كتابه الوافقات ‪ ،‬و أعلئن صئراحةم نفيئئه لئئا ‪ ،‬و حئاول الئدفاع عئئن وجهئةم نظئره‬
‫باسائ ئ ئ ئئتخداما التأويئ ئ ئ ئئل ‪ ،‬و تفسئ ئ ئ ئئي النصئ ئ ئ ئئوصا علئ ئ ئ ئئى مئ ئ ئ ئئذهبحه ‪ ،‬لكنئ ئ ئ ئئه لئ ئ ئ ئ تيوفئ ئ ئ ئئق فئ ئ ئ ئ ذلئ ئ ئ ئئك‪. 504‬‬
‫و رابعئئا إن قئ ئوله بئئأن هئئؤملء أخئئذوا ببحئئدأ السائئتنتاج ‪،‬و هئئو النطئئق الرسائئطي ‪ ،‬هئئو قئئول ليئئس‬
‫ص ئئحيحا عل ئئى إطلق ئئه ‪ ،‬لن الم ئئر في ئئه كلما آخ ئئر ك ئئان عل ئئى ال ئئابري أن يتش ئئي إلي ئئه ‪ ،‬و ه ئئو أن‬
‫الشاطب كان متحفظا فئ مئوقفه مئن النطئق الصئوري و انتقئده ‪ ،‬فئذكر‪-‬أي الشئاطب‪ -‬أن اساتخدامه‬
‫لعبحئئارة القئئدمتيم ل يعن ئ مئئا يريئئده الناطقئئةم ‪ ،‬و أعلئئن ص ئراحةم أن اسائئتخداما منطئئق آرسائئطو يتنئئاف مئئع‬
‫ضل طريقةم العرب فئ الخاطبحئةم علئى ذلئك النطئق ‪ .‬و نئص صئراحةم علئى أنئه‬ ‫الشريعةم و البحديهةم ‪ ،‬و ف ي‬
‫ل يلئئتزّما طريقئئةم أهئئل النطئئق فئ تقريئئر القضئئايا الشئئرعيةم ‪ ،‬لنئئه )) ل احتيئئاج إلئ ضئوابط النطئئق ‪ ،‬فئ‬
‫تصيل الراد ف الطالب الشرعيةم ‪ . (( ،‬مع العلم أنه‪ -‬أي الشاطب‪ -‬قد ذما الفلسائئفةم و اسائتهجن‬
‫منهئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئاجهم و ازدراه‪ . 505‬فهئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئذا كلما خطي ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ جئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئدا سائ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئكت عنئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئه الئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئابري ‪.‬‬
‫و أمئئا ق ئوله بئئأن هئئذه الدرسائئةم تبحنئئت أيضئئا مبحئئدأ السائئتقراء منهجئئا ‪ ،‬فهئئو كلما غي ئ صئئحيح ف ئ‬
‫معظمحه ‪ ،‬لن هئذه الدرسائةم هئي مدرسائةم أرسائطيةم مشئائيةم صئوريةم النطئق‪ ، 506‬ل يصح أن يتقئال أنئا‬
‫اسائئتقرائيةم النهئئج أيضئئا ‪ ،‬لن أرسائئطو أهئئل السائئتقراء مئئن منطقئئه ‪ ،‬و كئئان تصئئوره لئئه سائئاذجا ‪ ،‬و‬
‫يعتقد أنئئه يتسئتخدما مئع الصئئغار ‪ ،‬و أمئا الكبحئار التخصصئئون ‪ ،‬فيتسئتخدما معهئئم النطئق الصئوري‪.507‬‬
‫و يؤميد ذلك أن ابن حزّما الذي قال عنه الابري بأنه أخذ بالساتقراء‪ ،508‬نص صراحةم على أنه‬
‫ل يأخئذ بالساتقراء ‪،‬و هئاجه كمحا هئاجم القيئاس الفقهئي ‪ ،‬و أفئرد لئذلك مبححثا فئ كتئابه التقريئب‬
‫لد النطئق‪ . 509‬و أمئا ابئن رشئد فئأغلب الظئن أنئه كئان مهمحل للساتقراء علئى طريقئةم سائلفه أرسائطو‬
‫‪،‬و هئئو قئئد ذكئئر صئراحةم تعظيمحئئه للمحنطئئق الصئئوري‪ ، 510‬حئئت أن ابئئن قيئئم الوزيئئةم ‪ ،‬أطلئئق علئئى ابئئن‬
‫رشئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئد بئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئأنه ‪ :‬أسائ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئي منط ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئق اليونئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئان‪. 511‬‬
‫و أما الشئاطب و ابن خلدون فئأغلب الظئن أنمحئا قئال بالساتقراء و أخئذا بئه ‪ ،‬لنمحئا فقيهئان‬

‫‪504‬‬
‫الوافقات ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪. 196 :‬‬
‫‪505‬‬
‫اموافقات ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪ ، 52 . 51 :‬ج ‪ 4‬صا‪.339 ، 338 ، 337 :‬‬
‫‪506‬‬
‫أنظر ‪ :‬بنيةم العقل ‪ ،‬صا‪ ، 529 ،526 :‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫‪507‬‬
‫ماهر عبحد القادر ‪ :‬النطق و مناهج البححث ‪ ،‬دار النهضةم العربيةم ‪ ،‬بيوت ‪ ،1985 ،‬صا‪146 ، 144 ، 18 :‬‬
‫‪508‬‬
‫بنيةم العقل ‪ ،‬صا‪. 640 ،567 :‬‬
‫‪509‬‬
‫التقريب لد النطق ‪ ،‬حققه إحسان عبحاس‪ ،‬دار مكتبحةم الياة ‪ ،‬بيوت ‪ ،‬صا‪. 163 :‬‬
‫‪510‬‬
‫ابن رشد ‪ :‬تافت التهافت ‪ ،‬الكتبحةم العصريةم ‪ ،‬بيوت ‪ ، 2006 ،‬صا‪. 235 :‬‬
‫‪511‬‬
‫مفتاح دار السعادة ج ‪ 1‬صا ‪. 153 :‬‬
‫‪،‬و ليسئئا فيلسئئوفيم أرسائئطييم ‪ .‬و أشئئي هنئئا أيضئئا إل ئ أن الئئابري عنئئدما تع ئيرض لنطئئق أرسائئطو ف ئ‬
‫كتئئابه بنيئئةم العقئئل العربئ ئ ‪ ،‬مئئدحه و ل ئ ينتقئئده‪ . 512‬لكنئئه انتقئئده ف ئ كتئئاب ال ئتاث و الداثئئةم ‪ ،‬و‬
‫وصئئفه بئأنه عقيئئم ل ينتئئج‪ ،‬و ل يصئئلح للعلئئم التجريئئب‪ . 513‬و هئئو عنئئدما شئئرح منطئق أرسائئطو فئ‬
‫كتابه بنيةم العقل مدحه ول ينتقده بأنه أهل الساتقراء ‪ .‬لكنه ف موضع آخر من نفس الكتاب مدح‬
‫السائئتقراء و أعلئئى مئئن شئئأنه ‪ ،‬بقئوله ‪ )) :‬و ذلئئك بواسائئطةم السائئتقراء ‪ ،‬فإنئئا لعمحئئري الطريقئئةم العلمحيئئةم‬
‫حقئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئا ((‪. 514‬‬
‫و خامس ئئا إن ق ئئول ال ئئابري ب ئئأن الدرسا ئئةم الغربي ئئةم الندلس ئئيةم نق ئئدت العرف ئئان الص ئئوف ‪،‬و أنك ئئرت‬
‫الكرامات و الوارق ‪ ،‬هو قول يصدق على كل مثلي هذه الدرساةم ‪ ،‬فهو إن صئئدق علئئى ابئن حئزّما‬
‫و ابن رشد ‪ ،‬فإنه ل يصدق على ابئئن خلئئدون و الشئئاطب ‪ ،‬فئابن خلئئدون قئال بكرامئئات الصئئوفيةم ‪،‬‬
‫و زعئم بأن لئم واقعئات تيئبخون فيهئا بالغيب ‪ ،‬و لئم تصئرف فئ الئوادث السئفليةم‪ . 515‬و الشئاطب‬
‫ه ئئو أيض ئئا م ئئدح الص ئئوفيةم و أثنئ ئ عليه ئئم ‪،‬و اع ئئتف ب ئئأحوالم و أق ئئر بكرام ئئاتم و خئ ئوارقهم‪. 516‬‬
‫و بئئذلك يت ئبحيم مئئا ذكرنئئاه ‪ ،‬أن زعئئم الئئابري بئئأن الدرسائئةم الغربيئئةم الندلسئئيةم كئئانت تتمحتئئع‬
‫بوحدة فكريةم بيمئ جيئع مثليهئا جعتهئم تلئك البحادئ الت ذكرناهئا ‪ ،‬هئو زعئم غيئ صئحيح ‪ ،‬إذ تئبحيم‬
‫بالدلةم الدامغةم بأن هؤملء ل يتفقوا علئى أي مبحئدأ مئن مبحئادئ تلئك الدرسائةم الزّعومئةم ‪ ،‬مئا يعنئ أنئا‬
‫مدرسائئةم وهيئئةم ‪ ،‬تقئوما علئئى مشئئروع فكئئري تمتئعوهم تملفئئق ‪،‬و تمرقئئع تمتنئئاقض ‪ ،‬و متنئئافر متنئئاثر‪ ،‬غيئ‬
‫تمنسئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئجم ‪ ،‬يفتقئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئد إلئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ التوثيئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئق و الصئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئحةم ‪ ،‬و القئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئوة و الحكئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئاما ‪.‬‬
‫و أشي ف هذا القاما إل أربعةم أمور هامةم ‪ ،‬أولا يتعلق بسكوت الابري عن أخطاء و نقائص‬
‫و سا ئلبحيات مثلئئي مدرسائئته الئئت يتبحشئئر بئئا ‪ ،‬ففيمحئئا يتعلئئق بئئابن ح ئزّما أذكئئر علئئى ذلئئك مثئئاليم ‪ ،‬الول‬
‫يتمحثئئل فئ أن الئئابري ذكئئر قئئول لبئئن حئزّما يقئئول فيئئه ‪ :‬إن كتئئب )) أرسائئطو فئ النطئئق و الطبحيعيئئات‬
‫كلها ساالةم مفيدة دالةم على توحيد ال عزّ وجئئل و قئدرته ((‪ . 517‬و قئوله هئذا يتضئئمحن أخطئئاء كئثية‬
‫سائئكت عنهئئا الئئابري ‪ ،‬منهئئا أن ابئئن ح ئزّما أصئئدر حكمحئئا عامئئا علئئى مؤملفئئات أرسائئطو ف ئ النطئئق و‬
‫الطبحيعةم بأنا ساالةم دالةم على التوحيد ‪ ،‬و هذا غي صحيح ‪ ،‬و الابري يعرف ذلك بل شئئك ‪ ،‬لنئئه‬
‫هئ ئ ئ ئ ئئو نفسئ ئ ئ ئ ئئه اعئ ئ ئ ئ ئئتف ب ئ ئ ئ ئئأن منطئ ئ ئ ئ ئئق أرسائ ئ ئ ئ ئئطو عقيئ ئ ئ ئ ئئم ل تينتئ ئ ئ ئ ئئج معرفئ ئ ئ ئ ئئةم فئ ئ ئ ئ ئ العلئ ئ ئ ئ ئئم التجريئ ئ ئ ئ ئئب ‪.‬‬

‫‪512‬‬
‫صا‪ 415 :‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫‪513‬‬
‫صا ‪. 136 :‬‬
‫‪514‬‬
‫بنيةم العقل ‪ ،‬صا‪ , 415 :‬ما بعدها ‪. 547 ،‬‬
‫‪515‬‬
‫القدمةم ‪ ،‬صا‪. 388 ، 372 ، 88 :‬‬
‫‪516‬‬
‫الوافقات‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪ ، 354 ،338 :‬ج ‪ 2‬صا‪ ، 296 ، 276 :‬ج ‪ 3‬صا‪. 239 :‬‬
‫‪517‬‬
‫بنيةم العقل ‪ ،‬صا‪. 522 :‬‬
‫كمحا أنه ليس صحيحا بأن كل كتب أرساطو ف الطبحيعيات ساالةم مفيدة ‪ ،‬و إنا هئئي كتئئب فيهئا‬
‫الطأ و الصواب ‪ ،‬و مليئةم أيضا بالوهاما و السااطي ‪ ،‬على ما سابحق أن بيناه فيمحا تقدما ‪ ،‬و ذكرنا‬
‫أيض ئ ئ ئ ئئا أن ال ئ ئ ئ ئئابري ه ئ ئ ئ ئئو نفس ئ ئ ئ ئئه ذك ئ ئ ئ ئئر أخط ئ ئ ئ ئئاء لرسا ئ ئ ئ ئئطو فئ ئ ئ ئ ئ الطبحيعي ئ ئ ئ ئئات و سا ئ ئ ئ ئئكت عنه ئ ئ ئ ئئا‪.‬‬
‫و من أخطائه أيضا أنه زعم أن كتب أرساطو دالةم على توحيئد الئ و قدرته ‪ ،‬و هئذا كلما غيئ‬
‫صحيح ف معظمحئه ‪ ،‬لن طبحيعيئات أرسائطو مبحنيةم علئى إليئات أسائطوريةم ‪ ،‬فيمحئا يتعلئق بئال و العقئول‬
‫العشرة ‪ ،‬و التوحيد عند أرساطو هو الكفر بعينه ف ديئن السائئلما ‪ ،‬لن الئ عنئئده علئئةم غائيئةم للكئئون‬
‫ليسئئت فاعلئئةم لئئه ‪ ،‬فل يتريئئد و ل يعلئئم و ل يلئئق شئئيئا ‪ ،‬المئئر الئئذي جعئئل ابئئن تيمحيئئةم يصئئف مئئن‬
‫يقئئول بئ ئرأي أرسائئطو فئ ئ الئ ئ بئئأنه مئئن )) أجهئئل النئئاس و أضئئلهم ‪ ،‬و أشئ ئبحههم بالبحهئئائم مئئن اليئ ئوان‬
‫((‪. 518‬‬
‫و أمئا الثال الثئان فيتمحثئل فئ أن الئابري عنئدما تعئرض لوقئف الشئاعرة و العتزّلئةم فئ قئولم بعئدما‬
‫تقبحيئح العقئل و تسئينه للشئياء ‪،‬و انتقئدهم فيئه‪، 519‬و هئئم مئن الدرسائةم الئت سئاها الئابري البحيئان ‪.‬‬
‫ساكت عن موقف ابن جزّما الذي وافق العتزّلةم و الشاعرة فيمحا قئئالوا بئئه ‪ ،‬و هئئو مئئن مدرسائئةم البخهئئان‬
‫الزّعومةم الت ينتصر لا الابري ‪ .‬فابن حزّما أنكر صراحةم التحسئيم و التقبحيئح العقلييمئ ‪،‬و أرجئع ذلئك‬
‫إل الشرع وحده‪ . 520‬فكان على الابري أن تيشي إل ذلك ‪ ،‬لن هذه القضيةم لئئا أهيتهئئا فئ نظئئاما‬
‫البخهان الابري الزّعوما ‪ ،‬خاصةم و أن الابري قد قال بأن ابن حزّما قاما بنقد شامل للبحيئئان و العرفئئان‬
‫مع ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئا لع ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئادة التأسا ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئيس‪. 521‬‬
‫و أما فيمحا يتعلق بابن رشد ‪ ،‬فإن الابري قد بالغ ف مئدح الرجئئل ‪ ،‬و سائكت عئن أخطئائه و‬
‫سالبحياته ‪،‬و أحيانا تيبخرها تبخيرا ضعيفا جدا ‪ ،‬كمحوقفه من مبحالغةم ابن رشد ف تعظيمحه لرسائئطو و‬
‫فلسفته‪ . 522‬و ما كان له أن يفعل ذلك ‪ ،‬لن البححث العلمحي الوضوعي اليادي يفرض عليئئه أن‬
‫يع ئ ئئرض فك ئ ئئر الرج ئ ئئل عل ئ ئئى حقيقت ئ ئئه ‪ ،‬بئ ئ ئئا ل ئ ئئه و مئ ئ ئئا علي ئ ئئه ‪ ،‬و ينق ئ ئئده نقئ ئ ئئدا علمحيئ ئ ئئا حيادي ئ ئئا ‪.‬‬
‫و أمئئا بالنسئبحةم للشئئاطب ‪ ،‬فمحئئن مئواقفه الئئت سائئكت عنهئئا الئئابري موقفئئان ‪ ،‬أولمحئئا إن الشئئاطب‬
‫كئئان علئئى طريقئئةم الشئئعريةم ف ئ نفئئي الس ئبحبحيةم و القئئول بعئئدما التحسئئيم و التقبحيئئح العقلييم ئ‪ .523‬و مئئع‬

‫‪518‬‬
‫درء التعارض ن ج ‪ 5‬صا‪. 63 :‬‬
‫‪519‬‬
‫العقل الخلقي ‪ 115 ،‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫‪520‬‬
‫الفصل ف اللل و الهواء النحل ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪ ، 68 :‬ج ‪ 3‬صا‪. 65 ، 63 :‬‬
‫‪521‬‬
‫بنيةم العقل ‪ ،‬صا‪. 527 :‬‬
‫‪522‬‬
‫الئئابري ‪ :‬ابئئن رشئئد ‪ :‬سائئية و فكئئر ‪ ،‬مركئئزّ دراسائئات الوحئئدة العربيئئةم ‪ ، 2001 ،‬صا‪ 171 :‬و مئئا بعئئدها ‪ .‬و هئئذا الكتئئاب‬
‫تصلت عليه بعدما أنيت الدراساةم و أرسالتها إل النشر فاساتفدت به هنا ‪.‬‬
‫‪523‬‬
‫الوافقات ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪. 87 :‬‬
‫ذلئئك ألقئئه الئئابري بئئا سئئاه نظئئاما البخهئئان ‪ ،‬و لئ تيلحقئئه بالبحيئئانييم الئئذين قئئالوا بئئذلك حسئئب نظئئرة‬
‫الابري إليهم ‪ .‬كمحئا أننئ لئ أعئثر لئه علئى أي انتقئاد وجهئئه للشئاطب فيمحئا يئص هئئذين الوضئئعيم ‪.‬‬
‫و ثانيهمحا يتعلق برد الشاطب على ابن رشد ‪ ،‬عنئدما زعئم –أي ابن رشئد‪ -‬بأن علئوما الفلسئفةم‬
‫مطلوبةم )) إذ ل تيفهم القصود من الشريعةم على القيقةم إل با (( ‪ ،‬فأنكر عليئه الشئاطب زعمحئه هئذا‬
‫‪ ،‬بقئ ئوله ‪ )) :‬و لئئو قئئال قائئئل ‪ :‬إن المئئر بالضئئد مئئا قئئال ‪ ،‬لئئا بعئعتئئد فئ ئ العارضئئةم (( ‪ ،‬ثئ ئ رد عليئئه‬
‫مستش ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئهدا ب ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئأحوال الس ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئلف فئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ فهمحه ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئم للشئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئريعةم دون فلس ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئفةم اليون ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئان‪. 524‬‬
‫فهذا الختلف السااساي بيم الرجليم دليل قوي على غياب النسجاما و وحدة الفكر بينهمحئا ‪،‬‬
‫و أنمحئئا ينتمحيئئان إلئ مدرسائئتيم فكريئئتيم متلفئئتيم ‪ ،‬و ليئئس كمحئئا زعئئم الئئابري بأنمحئئا يكونئئان مدرسائئةم‬
‫واحدة ‪،‬و الذي ينقض ذلك هو الذي بيناه ‪ ،‬و ساكت عنه الابري ‪ ،‬و ما كان له أن يفعل ذلك‬
‫‪.‬‬
‫و أمئئا المئئر الثئئان فيتعلئئق بشئئروع ابئئن ح ئزّما ‪ ،‬فقئئد ادعئئى الئئابري أن ابئئن ح ئزّما كئئان يهئئدف‬
‫بشروعه إل تأسايس البحيان علئى البخهئان‪ . 525‬و زعمحئه هئذا ينقضئه مئا نقلئه هئو شخصئيا مئن أن ابن‬
‫ح ئزّما قئئال ف ئ كتئئابه الفصئئل ف ئ اللئئل و اله ئواء و النحئئل ‪)) :‬و اعلمح ئوا أن ديئئن ال ئ تعئئال ظئئاهر ل‬
‫باطن فيه ‪ ،‬و جهر ل سار تته ‪ ،‬كله برهان ل مسامةم فيه ((‪ . 526‬فبحمحا أن دين ال كله برهئئان ‪،‬‬
‫فهئئو ليئئس بيانئئا بئئالعن الئئابري ‪ ،‬و مئئن ثئ ل يتئئاج إلئ برهئئان مئئن خئئارجه ‪ ،‬و هئئل يتئئاج البخهئئان‬
‫اللي إل برهان بشري ؟؟ ‪ .‬و بئا أن ديئن الئ كلئه برهئان عنئد ابن حئزّما ‪ ،‬فل يصئح أن يتقئال بئأن‬
‫ابئئن ح ئزّما كئئان يسئئعى إلئ تأسائئيس البحيئئان علئئى برهئئان فلسئئفةم اليونئئان ‪،‬و إن كئئان يتريئئد ذلئئك فعل ‪،‬‬
‫فه ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئو متن ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئاقض م ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئع نفس ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئه ‪.‬‬
‫و المئئر الثئئالث يتعلئئق بشئئروع الشئئاطب ‪ ،‬فقئئد ادعئئى الئئابري أن الشئئاطب هئئو أيضئئا كئئان‬
‫يهئئدف إلئ تأسائئيس البحيئئان علئئى البخهئئان‪ ،527‬بعن ئ تأسايسئئه علئئى منطئئق أرسائئطو ‪ .‬و زعمحئئه هئئذا غي ئ‬
‫ص صئراحةم علئئى أن )) البخهئئان قئئائم علئئى البحيئئان ‪ ،‬و أن‬ ‫صئئحيح ‪ ،‬ينقضئئه الشئئاطب بنفسئئه ‪ ،‬فئئإنه نئ ي‬
‫الئئدين قئئد اكتمحئئل قبحئئل مئئوت الرسائئول ((‪-‬عليئئه الصئئلة و السئئلما‪ ، -‬و أن ال ئ تعئئال )) أنئئزّل القئئرآن‬
‫برهانا ف نفسئه علئى صئحةم مئا فيئه ((‪ . 528‬فدين السائلما عنئد الشئاطب براهئان بئذاته ل يتئاج إلئ‬
‫برهان اليونان ‪،‬و ل إل عرفان الصوفيةم و الشيعةم ‪ ،‬و ل إل كلما التكلمحيم ‪ .‬و كلمه هذا ينسئف‬

‫‪524‬‬
‫نفس الصدر ‪ ،‬ج ‪ 3‬صا‪. 376 ، 328 :‬‬
‫‪525‬‬
‫بنيةم العقل ‪ ،‬صا‪. 567 :‬‬
‫‪526‬‬
‫تكوين العقل ‪ ،‬صا‪. 293 :‬‬
‫‪527‬‬
‫بنيةم العقل ‪ ،‬صا‪. 567 ، 547 :‬‬
‫‪528‬‬
‫الوافقات ‪ ،‬ج ‪ 3‬صا‪. 377 ، 90 :‬‬
‫جانبحا كبحيا من مشروع الابري الزّعوما ‪.‬فلمحاذا أغفل الابري ما قاله الشاطب ؟ ‪ ،‬فهل ل يتنبحه إليئئه‬
‫أما أنئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئه سائ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئكت عنئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئه ؟ ‪.‬‬
‫و أمئئا المئئر الرابئئع‪ -‬و هئئو الخيئئ‪ ، -‬فيتعلئئق بأهيئئةم مئئا جئئاءت بئئه الدرسائئةم الغربيئئةم الندلسئئيةم ‪،‬‬
‫فئئأدعى الئئابري أن الشئئروع الئئذي قئئدمته الدرسائئةم الزّميئئةم و الرشئئديةم ‪،‬و اللدونيئئةم و الشئئاطبحيةم ‪ ،‬قئئاما‬
‫على تأساس علمحيةم عقلنيةم ‪ ،‬هي نفسها الت قاما عليها الفكئئر الئئديث فئ أوروبئئا ‪،‬و مئئا تئزّال تتؤمسائئس‬
‫التفكيئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ العلمحئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئي إلئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ اليئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئوما‪. 529‬‬
‫و ق ئوله هئئذا فيئئه حئئق و باطئئل ‪ ،‬لنئئه سا ئبحق أن ناقشئئنا أسائئس هئئذه الدرسائئةم الزّعومئئةم ‪ ،‬و بينئئا أن‬
‫مثليهئئا لئ ئ يتفقئ ئوا كلهئئم علئئى أي مبحئئدأ مئئن البحئئادئ الئئت قئئال الئئابري أنئئا تقئ ئوما عليهئئا مدرسائئتهم ‪،‬‬
‫فمحنهم من قال بالساتقراء ‪ ،‬و منهم من نفاه ‪ ،‬و منهئئم مئئن قئال بالسئبحبحيةم ‪ ،‬و منهئئم مئئن نفاهئا ‪ ،‬و‬
‫منهئئم مئئن قئئال بالكرامئئات ‪ ،‬و منهئئم مئئن أنكرهئئا ‪...‬إلئ ‪ .‬كمحئئا أن مبحئئادئ هئئذه الدرسائئةم ليسئئت هئئي‬
‫نفسها الت قاما عليها الفكر الوروبئ الئئديث ‪ ،‬و ليسئئت هئئي الئت أساسئت الفكئر العلمحئئي الئئديث‪،‬‬
‫لن مدسارساةم الابري هي ف أصلها أرساطيةم مشائيةم ‪ ،‬بناء علئى أعمحئال ابئن رشئد الفلسئفيةم ‪ ،‬و هئي‬
‫ليسئت اسائتقرائيةم تريبحيئةم ‪. ،‬و نئن نعلئم أن العلئئم الئئديث بأوروبئئا قئاما أسااسائئا علئئى أنقئئاض طبحيعيئئات‬
‫أرسائطو و منطقئه ‪ ،‬فمحئا هئئو العمحئل اليإئاب البحاشئر الئذي قئدمته لئه الدرسائةم الابريئةم الزّعومئئةم ؟ ‪ ،‬مئع‬
‫العلئم أن الدرسائةم الغربيئةم الندلسئيةم الابريئةم ‪ ،‬إذا نزّعنئا منهئا فلسئفةم أرسائطو انئارت مئن أسااسائها ‪ ،‬و‬
‫هئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئي بالفعئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئل منهئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئارة ‪ ،‬بكئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئم أن فلسئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئفةم أرسائ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئطو باطلئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئةم ف ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ معظمحهئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئا ‪.‬‬
‫و أما بالنسبحةم لوقف الابري من أهل الديث ‪ ،‬فئإنه أخطئأ فئ حقهئم مئئن جئانبحيم ‪ ،‬أولمحئا‬
‫إنه أغفلهم إغفال تاما كمحدرساةم فكريةم سانيةم قائمحةم بذاتا و أصولا ‪ ،‬و فروعها و تراثها ‪ ،‬فلئئم يإعئئل‬
‫لا مكانا متمحيزّا ف النظم العرفيةم الت ذكرها ‪ ،‬و ل ميزّها فئ النظئاما الئذي سئاه البحيئان ‪ ،‬وأدخئل فيئه‬
‫العتزّلةم و الشاعرة ‪،‬و أهل اللغةم ‪ ،‬فهئو و إن كئان ألقهئم بئه ‪ ،‬فلئم تييزّهئم فيئه كمحئا ميئزّ غيهئم‪.‬‬
‫و الانب الثان هو أنه أغفلهئم أيضئا إغفئال شبحه تئاما تقريبحئا ‪ ،‬علئى مسئتوى علمحئائهم ‪ ،‬و‬
‫جاعتهم ‪،‬و فكرهم‪ .‬فكان نادرا ما يئذكر بعئض علمحئائهم ‪ ،‬كئئابن تيمحيئةم مثل ‪ ،‬كئان يئئذكرهم عنئئدما‬
‫يستدعي سائياق الكلما ذلئئك ‪ ،‬فيكئون ذكئئره لئم عرضئئيا تمقتضئبحا‪ . 530‬و أمئئا إغفئاله لئم كجمحاعئةم و‬
‫طائفئئةم ‪ ،‬فئئإنه عنئئدما تكلئئم عئئن أهئئل السئئنةم فئ العصئئر العبحاسائئي قئئال ‪ )) :‬بئئل أيضئئا لئئدي أهئئل السئئنةم‬
‫أنفسئهم ‪ ،‬تمعتزّلئةم و أشئاعرة ((‪ . 531‬و قئوله هئذا يتضئمحن ثلثةم أخطئاء ‪ ،‬أولئا إنئه أدخئل العتزّلئةم فئ‬
‫أهئل السئنةم ‪ ،‬و هئئم ليسئوا منهئئم ‪ .‬و ثانيهئا إنئه جعئل الشئئاعرة مئئن أهئل السئنةم زمئن العصئر العبحاسائي‬
‫‪529‬‬
‫بنيةم العقل العرب ‪ ،‬صا‪. 564 :‬‬
‫‪530‬‬
‫سانفصل ذلك ‪ ،‬و نوثقه قريبحا ‪.‬‬
‫‪531‬‬
‫العقل السياساي ‪ ،‬صا‪. 303 :‬‬
‫دون أن يدده زمنيا ‪ ،‬لن الشاعرة ل يكن لم وجئئود فئ العصئئر العبحاسائئي الول )‪ 232-132‬ه(‬
‫‪ ،‬و ل كئئان لئئم وجئئود جئئاعي فئ ئ عصئئر التئ ئراك) ‪322-232‬ه( ‪ ،‬و لئ ئ يكئئن لئئم نفئئوذ إل فئ ئ‬
‫النصئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئف الثئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئان مئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئن القئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئرن الئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئامس الجئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئري و مئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئا بعئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئده‪. 532‬‬
‫و الطأ الثان هو أنه‪-‬أي الابري‪ -‬لئ يئذكر أهئل الئديث مئن بيمئ أهئل السئنةم ‪ ،‬رغئم أنئم‬
‫كئئانوا يثلئئون قطئئب أهئئل السئئنةم ‪ ،‬فئ القئئرن الثئئان و الثئالث و الرابئئع للهجئئرة ‪ ،‬و كئئان علمحئئاؤهم هئئم‬
‫أعلما السلمحيم كالماما مالئك ‪ ،‬و الليئث بئن سائئعد ‪ ،‬و الشئئافعي ‪ ،‬و أحئد بئن حنبحئل ‪ ،‬و إسائحاق‬
‫بئئن راهئئويه ‪ ،‬و البحخئئاري ‪ ،‬و مسئئلم ‪ ،‬و ابئئن قتيبحئئةم ‪ ،‬و ابئئن خزّيئئةم ‪ ،‬و الطئئبخي ‪ ،‬و غيهئئم كئئثي ‪.‬‬
‫كمحا أنه أغفلهم كطائفةم صاحبحةم مذهب تمتمحيزّ ‪ ،‬فلم يهتم بأصولم ‪،‬و ل بواقفهم العلمحيةم‬
‫من قضايا عصرهم ‪ ،‬و أدرجهم‪ -‬من دون أن يذكرهم‪ -‬مع الذين ساهم أهئئل البحيئئان ‪ ،‬عنئئدما ادعئى‬
‫أن جيئع الفكريئن البحيئانييم ‪ ،‬كئانت تئؤمطرهم الرؤيئةم البحيانيةم الت شئيدها التكلمحئون‪ . 533‬و زعمحئه هئذا‬
‫غيئ ئ صئئحيح بالنسئ ئبحةم لهئئل الئئديث ‪ ،‬فهئئو ل يصئئدق عليهئئم ‪ ،‬لنئئم كئئانوا معارض ئئيم للمحعتزّلئئةم و‬
‫أمثئ ئئالم منئ ئئذ البحدايئ ئئةم ‪ ،‬معارضئ ئئةم عقائديئ ئئةم منهجيئ ئئةم ‪ ،‬و ردوا عليهئ ئئم بنهئ ئئج مغئ ئئاير لنهجهئ ئئم ‪ ،‬مغئ ئئايرة‬
‫أسااسائئيةم ‪ ،‬الئئذي مئئن أساسئئه ‪ :‬تقئئدي الشئئرع علئئى العقئئل مئئع عئئدما إهئئال العقئئل و وضئئعه ف ئ مكئئانه‬
‫الناسائ ئئب ‪ .‬و العتمحئ ئئاد علئ ئئى الكتئ ئئاب بل تأويئ ئئل صئ ئئوف و ل شئ ئئيعي ‪ ،‬و بل تأويئ ئئل كلمئ ئئي و ل‬
‫فلسئئفي ‪،‬و فهمحهمحئئا مئئن داخلهمحئئا ‪،‬و بئئا أجئئع عليئئه الصئئحابةم و التئئابعيم ‪ .‬و إثبحئئات كئئل الصئئفات‬
‫الليةم الت أثبحتها الشرع ‪ ،‬بل تأويل و ل تعطيل ‪،‬و بل تسيم و ل تشبحيه و ل تكييف ‪،‬و إنا هئئو‬
‫الثبحئئات و التنزّيئئه ‪ .‬و تبحن ئ منهئئج شئئرعي عقلئئي علمحئئي ف ئ مسئئائل العقيئئدة و الفئئاهيم و التصئئورات‬
‫للرد على مالفي أهل السنةم ‪ ،‬يقوما على ‪ :‬نقد منهج التكلمحيم و إبطاله شئرعا وعقل ‪ .‬و الحتكئاما‬
‫إل منطق العقئئل و اليئان فئ اسائتخداما المثلئةم النظريئئةم و الواقعيئةم فئ الئئرد علئئى الخئئالفيم ‪ .‬و إظهئار‬
‫مغالطات كثي التكلمحيم ف تعاملهم مع الشرع والعقول ‪ .‬و قئد طبحئق هئذا النهئج أعلما أهئل السئنةم‬
‫ف القرن الثالث الجري و ما بعده ‪ ،‬كأحد بن حنبحل ف كتابه الرد على الزّنادقةم ‪ ،‬و البحخئئاري فئ‬
‫خلق أفعال العبحاد و الرد على الهمحيةم ‪ ،‬و ابئن قتيبحئةم فئ تأويئئل متلئئف الئئديث ‪ ،‬و الئدارمي فئ الئرد‬
‫علئئى الهمحيئئةم ‪ ،‬و الطئئبخي ف ئ التبحصئئي ف ئ الئئدين ‪ ،‬و غيهئئم كئئثي‪ . 534‬فهئئذه السائئس –و غيهئئا‪-‬‬
‫‪532‬‬
‫أنظر كتابنا ‪ :‬الزمةم العقيديةم بيم الشاعرة و أهل الديث ‪ ،‬صا‪ 13 :‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫‪533‬‬
‫بنيةم العقل ‪ ،‬صا‪. 549 :‬‬
‫‪534‬‬
‫اللل ‪ :‬السنةم ‪ ،‬ط ‪ ،2‬دار الرايةم ‪ ،‬الرياض ‪ ، 1415 ،‬ج ‪ 1‬صا‪ . 559 ، 547 :‬و الدارمي ‪ :‬الرد على الهمحيئئةم ط‬
‫‪ ،2‬دار ابن الثي الكويت ‪ ،1995 ،‬صا‪، 139 ،138 ، 67 ،47 ، 46 ،45 ، 44 ،34 ، 33 ،22 ، 18 :‬‬
‫‪ . ، 154 ،153‬و ابن قتيبحةم ‪ :‬تأويل متلف الديث ‪ ،‬صا‪ . 252 ، 84-83 :‬عبحد ال بن أحد بئن حنبحئل ‪ :‬السئنةم‪ ،‬ط‬
‫‪ ،2‬دار الكتب العلمحيةم بيوت‪ ،‬صا‪ . 13 :‬الطيب البحغئدادي‪ :‬تاريئخ بغئداد ‪ ،‬ج ‪ 7‬صا‪ . 64 :‬ابئن خزّيئةم ‪ :‬كتئاب التوحيئد‪،‬‬
‫ط ‪ ،6‬شركةم الرياض‪ ، 1418 ،‬صا‪ . 258-257 ، 135 ، 94 ،59 ،58 :‬و الطبخي ‪ :‬التبحصي ف الدين ‪ ،‬ط ‪ ،1‬دار‬
‫شواهد دامغةم على أن أهل الديث منذ القرن الثان و مئا بعئده كئانوا يثلئون مدرسائةم فكريئةم و حركيةم‬
‫‪ ،‬ل ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئم منه ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئج عق ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئدي يمغ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئاير لنه ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئج العتزّل ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئةم و الت ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئأثرين ب ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئم ‪.‬‬
‫و أمئئا بالنس ئبحةم ل ئواقفهم العلمحيئئةم مئئن قضئئايا عصئئرهم ‪ ،‬فئئإن الئئابري أغفلهئئم أيضئئا عنئئدما تع ئيرض‬
‫لوضوع السبحبحيةم ‪ ،‬ذكر أن العتزّلةم و الشاعرة ‪ ،‬و أهل السنةم قبحلهم أنكئرو السئبحبحيةم‪ . 535‬فلم يئذكرهم‬
‫–أي أهل الديث‪ -‬باسهم ‪ ،‬و أخطأ ف تعمحيم حكمحه على السنييم كلهم ‪ ،‬لن أهئئل الئئديث و‬
‫السئئنييم عامئئةم ل ئ ينف ئوا الس ئبحبحيةم ‪ ،‬و اثبحت ئوا الكمحئئةم و التعليئئل‪ ،‬و السا ئبحاب و الطبحئئائع ‪ ،‬و أمئئا الئئذين‬
‫نفوهئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئا فهئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئم الشئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئاعرة‪. 536‬‬
‫و عندما تطرق لوضوع القضاء و القدر ‪ ،‬و خلق أفعال العبحاد ‪ ،‬ذكر موقف العتزّلةم ‪ ،‬و أهل‬
‫السئئنةم الئئذين مثلهئئم أبئئو السئئن الشئئعري ‪ ،‬فنسئئب مئئوقفهم إليئئه‪ ، 537‬و أغفئئل ذكئئر أهئئل الئئديث ‪،‬‬
‫الئئذين تيئئزّوا بئئوقفهم قبحئئل الشئئعري و بعئئده ‪ ،‬و قئئالوا ‪ :‬إن كئئل شئئيء بقئئدر ‪ ،‬و أن أفعئئال العبحئئاد‬
‫ملوقئئةم لئ ئ ‪ ،‬و أعمحئئالم واقعئئةم باختيئئارهم و إرادتئئم ‪،‬و هئئي أفعئئال حقيقئئةم ‪ ،‬فخئئالفوا بئئا العتزّلئئةم و‬
‫الش ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئاعرة مع ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئا‪. 538‬‬
‫و عندما تعرض لسألةم التقبحيح و التحسيم ‪ ،‬و موقف العتزّلئةم و الشئاعرة منهئا ‪ ،‬أغفئل موقئف‬
‫أهئل الئديث منهئا‪ . 539‬و هئم قئد قالوا بالتحسئيم و التقبحيح العقلييمئ ‪ ،‬فخالفوا الشئاعرة ‪،‬و وافقئوا‬
‫العتزّل ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئةم فئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ذل ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئك‪. 540‬‬
‫كمحا أنه –أي الابري‪ -‬أغفل كثيا من العمحال العلمحيةم القيمحةم الت أنزّها علمحاء أهل الئديث‬
‫التئئأخرين ‪ ،‬فئ ئ الئئرد علئئى مئئالفيهم ‪،‬و لئ ئ يتوليهئئا الهتمحئئاما الئئذي تسئئتحقه ‪ .‬فمحئئن هئئؤملء ‪ :‬هبحئئةم الئ ئ‬
‫الللكئئائي)ت ‪418‬ه( ‪ ،‬لئئه كتئئاب شئئرح أصئئول اعتقئئاد أهئئل السئئنةم ‪ ،.‬و أبئئو نصئئر السئئجزّي )ت‬

‫العاص ئئمحةم الري ئئاض ‪ ،1996 ،‬صا‪ . 212 ، 147 :‬و اب ئئن قي ئئم الوزي ئئةم ‪ :‬اجتمحئئاع اليئئوش السائئلميةم ‪ ،‬صا‪، 98 ،96 :‬‬
‫‪ . 100-99‬البحخاري ‪ :‬خلق أفعال العبحاد ‪ ،‬دار الشهاب ‪ ،‬الزّائر ‪ ،‬دت ‪ ،‬صا‪ . 17 ، 16 :‬ابن تيمحيئئةم ‪ :‬درء التعئئارض ‪،‬‬
‫ج ‪ 1‬صا‪ ، 356 :‬ج ‪ 2‬صا‪. 163 :‬‬
‫‪535‬‬
‫بنيةم العقل العرب ‪ ،‬صا ‪. 205 :‬‬
‫‪536‬‬
‫ابن تيمحيةم ‪ :‬ممحوع الفتاوى ‪ ،‬ج ‪ 4‬صا‪ ،192 :‬ج ‪ 8‬صا‪ ، 467 :‬ج ‪ 9‬صا‪ . 287 :‬و ابن القيم ‪ :‬شفاء العليل ‪ ،‬صا‪:‬‬
‫‪. 206 ،188‬‬
‫‪537‬‬
‫العقل الخلقي العرب ‪ ،‬صا‪. 83 :‬‬
‫‪538‬‬
‫أنظئئر مثل ‪ :‬الللكئئائي ‪ :‬اعتقئئاد أهئئل السئئنةم ‪ ،‬ج ‪ 2‬صا‪ . 535 ، 334 :‬و ابئئن القيئئم ‪ :‬الص ئواعق الرسائئلةم ‪ ،‬ج ‪ 2‬صا‪:‬‬
‫‪ . 724‬و ابئئن أبئ ئ العئئزّ النفئئي ‪ :‬شئئرح العقيئئدة الطحاويئئةم ‪ ،‬صا‪ . 436 ، 249 :‬وأبئئو بكئئر السئئاعيلي ‪ :‬اعتقئئاد أئمحئئةم‬
‫الديث ‪ ،‬صا‪. 60 :‬‬
‫‪539‬‬
‫العقل الخلقي ‪ ،‬صا‪ 95 ،94 ،93 :‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫‪540‬‬
‫ابئن تيمحيئةم ‪ :‬ممحئوع الفتئاوى ‪ ،‬ج ‪ 8‬صا‪ . 90 :‬و منهئاج السئنةم ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪ . 144 :‬و ابئن القيئم ‪ :‬الصئواعق الرسائلةم ‪ ،‬ج‬
‫‪ 4‬صا‪. 1450 :‬‬
‫‪444‬ه( له رساالةم ف الرف و الصوت ‪ ،‬و أبو الوفاء بن عقيل له كتاب الرد على الشئئاعرة العئزّال‬
‫‪ ،‬و الوفئئق بئئن قامئئةم القدسائئي )ت ‪620‬ه( لئئه كتئئاب منئئاظرة ف ئ القئئرآن ‪ ،‬و ذما التأويئئل ‪ ،‬و تقئئي‬
‫الدين بن تيمحيةم له كتئب كثية فئ مئذهب أهئل الئديث و أهئل السئنةم و الئرد علئى مئالفيهم منهئا ‪:‬‬
‫منهئاج السئنةم النبحويئةم ‪ ،‬و درء تعئارض العقئل و النقئل ‪،‬و الئئرد علئئى النطقييمئ ‪.‬و منهئئم أيضئئا ابئن قيئم‬
‫الوزيةم ‪ ،‬له كتاب اجتمحاع اليوش السالميةم على غزّو الهمحيةم و العطلةم ‪ ،‬و الصواعق الرسالةم على‬
‫الهمحي ئئةم و العطل ئئةم‪ ، 541‬و ك ئئل ه ئئذه الكت ئئب ال ئئت ذكرناه ئئا مطبحوع ئئةم و متداول ئئةم بيمئ ئ أه ئئل العل ئئم ‪.‬‬

‫و أشي هنا إل أن الشيخ تقي الدين بن تيمحيةم ‪ ،‬هو من أكثر علمحاء أهل الئديث و النابلةم مئن‬
‫ص ئئنف مص ئئنفات ك ئئثية فئ ئ نق ئئد ال ئئذاهب و الطوائ ئئف السا ئئلميةم ‪ ،‬و ق ئئد تي ئئزّت مؤملف ئئاته بال ئئدة و‬
‫البتكئئار ‪ ،‬و التوليئئد و العمحئئق ‪ ،‬و اللئئتزّاما بالنقئئل الصئئحيح و العقئئل الصئريح ‪ ،‬علئئى منهئئاج السئئلف‬
‫الصئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئال ‪.‬‬
‫لكئئن الئئابري ل ئ يهتئئم ب ئتاث ابئئن تيمحيئئةم و ل بفكئئره إل نئئادرا ‪ ،‬و ل ئ يتئوليه مئئا يسئئتحق مئئن‬
‫اهتمحاما ‪ ،‬رغم العلقات القويةم بيم فكر ابن تيمحيةم‪،‬و بيم الوضوعات الفكريةم الت تطرق إليها الابري‬
‫‪ ،‬فهو ف الفصل الثان من القسم الرابع ‪-‬من كتابه بنيةم العقل‪ -‬الئئذي خصصئئه لشئئروع إعئئادة البحنئئاء‬
‫أفرد مساحات واساعةم لعلما مدرساته ‪ ،‬فابن حزّما تناول فكره ‪ ،‬من صئئفحةم‪ 514 :‬إلئ ‪ ، 528‬و‬
‫ابن رشد من صفحةم ‪ 529 :‬إل ‪ ، 536‬و الشاطب من صفحةم‪ 538 :‬إل ‪ ، 547‬لكنه ل تيفرد‬
‫لبن تيمحيئةم مكانئئا كالئئذي أفئرده لئؤملء ‪ ،‬و إنئئا خصئص صئفحةم و نصئئف ليتشئي إلئ العلقئةم الفكريئةم‬
‫الئ ئ ئ ئ ئئت تربئ ئ ئ ئ ئئط بيم ئ ئ ئ ئ ئ ابئ ئ ئ ئ ئئن ح ئ ئ ئ ئ ئزّما و ابئ ئ ئ ئ ئئن تيمحيئ ئ ئ ئ ئئةم ‪ ،‬و بيم ئ ئ ئ ئ ئ ابئ ئ ئ ئ ئئن رشئ ئ ئ ئ ئئد و ابئ ئ ئ ئ ئئن تيمحيئ ئ ئ ئ ئئةم‪. 542‬‬
‫و ف الفصل الثان عشر من كتابه تكوين العقل العرب ‪ ،‬أفرد لبن حزّما ‪ 4‬صفحات ‪ ،‬و لبن‬
‫تومرت و ابن باجةم لكل منهمحئا ‪3‬صئفحات ‪ ،‬و لبئن رشئئد ‪8‬صئفحات ‪ ،‬ولبئئن تيمحيئةم ثلئث صئئفحةم‬
‫ضئئم ‪ 6‬أسائئطر‪ . 543‬و عنئئدما تع ئيرض لوضئئوع النطئئق الرسائئطي ف ئ كتئئابه تكئئوين العقئئل ‪ ،‬أشئئار ف ئ‬
‫سائئطر واحئئد إلئ أن ابئئن تيمحيئئةم نقئئد ذلئئك النطئئق‪ . 544‬و عنئئدما تعئئرض بتوسائئع لنفئئس موضئئوع النطئئق‬
‫الرساطي ‪ ،‬شرحا و مدحا‪ ، 545‬ل تيصص لعمحل ابن تيمحيةم فئ نقئده مكانئا ‪ ،‬رغئم أهيئةم مئا قاما بئه‬
‫ابئئن تيمحيئئةم فئ نقئئض منطئئق أرسائئطو ‪ .‬و قئئد أظهئئرت دراسائئات متخصصئئةم أن عمحئئل ابئئن تيمحيئئةم للمحنطئئق‬

‫‪541‬‬
‫عن الكتب الت ذكرناها أنظر ‪ :‬الزمةم العقيديةم بيم الشاعرة و أهل الديث ‪ ،‬صا‪ 148 :‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫‪542‬‬
‫بنيةم العقل ‪ ،‬صا‪. 537-536 :‬‬
‫‪543‬‬
‫تكوين العقل العرب ‪ ،‬صا‪. 322 ، 319 -312 ،311-309 ، 9-3-307 ،306 -293 :‬‬
‫‪544‬‬
‫صا‪. 254 :‬‬
‫‪545‬‬
‫بنيةم العقل ‪ ،‬صا‪ 415 :‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫الصوري ‪ ،‬كان نقدا علمحيا عمحيقا شامل ‪ ،‬ل يتسبحق إليئه بذلك النهج ‪،‬و بتلئك الكيفيئةم‪ . 546‬و فئ‬
‫الفصئئل العش ئرين مئئن كتئئابه العقئئل الخلقئئي خصئئص مطلبحئئا عئئرض فيئئه كتئئاب السياسائئةم الشئئرعيةم ف ئ‬
‫إص ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئلح الراع ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئي و الرعي ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئةم ‪ ،‬لب ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئن تيمحي ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئةم ‪ ،‬عرض ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئه فئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ‪ 3‬ص ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئفحات‪. 547‬‬
‫و أشي هنا إل أمرين هاميم ‪ ،‬أولمحا إن الابري أغفل انتقادات ابن تيمحيئةم الكثية الت وجههئا‬
‫لبن حزّما و ابن رشد معا ‪ ،‬منها إنه انتقئد ابئن حئزّما فئ عئدة مواضئع مئن مؤملفئئاته‪ ،. 548‬فانتقئده فئ‬
‫إنكئئاره للقيئئاس ‪ ،‬و مبحئئالغته فئ الخئئذ بالظئئاهر ‪ ،‬و فئ نفيئئه لصئئفات الئ تعئئال ‪ ،‬و وصئئفه بئئأنه مئئن‬
‫ض ئئل م ئئذهب الش ئئعري عل ئئى‬ ‫النف ئئاة الخلطيمئ ئ الض ئئطربيم ال ئئذين فئ ئ كلمه ئئم ال ئئق و البحاط ئئل ‪ .‬و ف ي‬
‫ت‬
‫مئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئذهب ابئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئن ح ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئزّما ف ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ مئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئال الصئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئفات الليئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئةم‪. 549‬‬
‫كمحا أنئه انتقئد ابن رشئد انتقئادا لذعئا فئ مواضئع كثية مئن مصئنفاته ‪ ،‬انتقئده فيها أكئثر مئا‬
‫انتقد ابن حزّما ‪ .‬فذكر ابن تيمحيةم أن ابن رشئد ييل إلئ باطنيئةم الفلسائفةم ‪ ،‬و أنئه أسائوأ مئن العتزّلئةم ‪،‬‬
‫ف صفات ال تعال‪ .‬و أنه من الهمحيةم تنفاة الصفات ‪،‬و ف كلمه و أصحابه الشائيم خطئأ كئثي‬
‫‪،‬و تقصئئي عظيئئم ‪ ،‬فيئئه مئئن التنئئاقض مئئا ل تيصئئى ‪ ،‬و كئئان تيفئئي عكئئس مئئا تيظهئئر ‪ ،‬متذبئئذبا ف ئ‬
‫مسئئألت العئئاد و أزليئئةم الكئئون ‪ ،‬و قئئد ييئئل إل ئ القئئول بقئئدمه‪ .‬و كئئان فيئئه تعصئئب مفئئرط للفلسائئفةم‬
‫بالبحاطل ‪ ،‬مع عدما معرفته بتحقيق مذاهبحهم ‪ .‬و كان دائم التعصب لرساطو مغاليا ف تعظيمحئئه‪. 550‬‬
‫و هذه النتقئادات كئان علئى الئابري أن يعرضئها ‪ ،‬و يتعامئل معهئا بوضئئوعيةم ‪ ،‬و ل يسكت عنهئا‬
‫‪ ،‬لنئئا انتقئئادات خطية تقئئوض جانبحئئا ك ئبحيا مئئن مشئئروع الئئابري الئئذي تثئيئل فيئئه الرشئئديةم قتطبحئئه ‪.‬‬
‫و أما المر الثان فيتمحثل ف أن الابري أدعى أن ابئن تيمحيئةم فئ نضئاله اسائتلهم ظاهريئئةم ابئن حئزّما‬
‫‪،‬و طريقةم ابن رشد الت اقتحها ف كتئئابه الكشئف عئئن مناهئج الدلئةم‪ . 551‬و قئوله هئئذا غيئ صئحيح‬

‫‪546‬‬
‫أنظر ‪ :‬ساامي النشار ‪ :‬مناهج البححث عند مفكري السالما ‪،‬دار النهضةم العربيةم ‪ ،‬بيوت‪،1984 ،‬صا‪ 187 :‬و ما بعئدها‬
‫‪ .‬و ممحئئد حسئئن الزّيئئن‪ : :‬منطئئق ابئئن تيمحيئئةم ‪ ،‬ط ‪ ،1‬الكتئئب السائئلمي‪ ، ،‬بيوت ‪ ،‬صا‪ 43:‬و مئئا بعئئدها ‪ .‬و ممحئئود‬
‫يعقوب ‪ :‬ابن تيمحيةم و النطق الرساطي ‪،‬أنظر مثل صا‪ 35 :‬و ما بعدها‪. .‬‬
‫‪547‬‬
‫صا ‪. 618-616 :‬‬
‫‪548‬‬
‫لكنئئه مئئع ذلئئك كئئان ابئئن تيمحيئئةم يعئئتف لبئئن ح ئزّما بالص ئواب و الفضئئل ف ئ السئئائل الئئت يتصئئيب فيهئئا ‪ ،‬أنظئئر مثل ‪ :‬دقئئائق‬
‫للينئد‪ ،‬ط ‪ ، 2‬مؤمساسئةم علئوما القئرآن ‪ ،‬دمشئق ‪ ، 1404،‬ج ‪ 2‬صا‪ . 169 :‬ممحئئوع الفتئاوى ‪ ،‬ج‬ ‫التفسئي ‪ ،‬حققئه السئيد ا ت‬
‫‪ 26‬صا‪ ، 80 :‬ج ‪ 33‬صا‪ . 15 :‬و درء التعارض ‪ ،‬ج ‪ 3‬صا‪. 34 :‬‬
‫‪549‬‬
‫أنظ ئئر مثل ‪ :‬ممح ئئوع الفت ئئاوى ‪ ،‬ج ‪ 26‬صا‪ . 80 :‬و الفت ئئاوى الك ئئبخى ‪ ،‬ج ‪ 2‬صا‪ . 380 :‬و درء التعئئارض ‪ ،‬ج ‪ 3‬صا‪:‬‬
‫‪ ، 34 ، 24‬ج ‪ 4‬صا‪. 133 :‬‬

‫‪550‬‬
‫درء التعارض ‪ ،‬ج ‪1‬صا‪ ،85 :‬ج ‪ 3‬صا‪ ، 837 ، 221 :‬ج ‪ 5‬صا‪ ، 206 :‬ج ‪ 9‬صا‪ . 197 :‬و ممحوع الفتاوى ‪،‬‬
‫ج ‪ 4‬صا‪ ، 164 :‬ج ‪ 6‬صا‪ . 518 :‬و مناهج السنةم ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪. 356 :‬‬
‫‪551‬‬
‫تكوين العقل ‪ ،‬صا‪. 322 :‬‬
‫‪ ،‬فمحع أن ابن تيمحيةم قد اساتفاد ما كتبحئه العلمحئاء مئن قبحلئه ‪ ،‬كالبحئاقلن ‪ ،‬و القاضئي أبئ يعلئى الفئراء‬
‫‪ ،‬و ابئئن حئزّما ‪ ،‬و ابئئن رشئئد ‪،‬و ابئئن الئئوزي ‪ ،‬فئئإن منهجئئه الفكئئري يتلئئف اختلفئئا كئبحيا مئئع ابئئن‬
‫حزّما ‪ ،‬و جذريا مع ابن رشد ‪ ،‬لن منهج ابن تيمحيةم هو منهج أهل الديث و النابلةم الذي ذكرنئاه‬
‫سائابقا‪،‬و هئئو قئئد صئيرح بئئأنه علئئى ذلئئك النهئئج عشئرات الئرات فئ مصئئنفاته ‪،‬و ربئئا مئئئات الئرات ‪ .‬و‬
‫هو تيالف ابن حزّما ف الصفات و الظاهريةم ‪ ،‬و ف موقفه مئن فلسئئفةم أرسائئطو و منطقئئه‪ ،‬و قئد سائبحق‬
‫أن ذكرنا طرفا من انتقاداته لئه‪ .‬و أمئا بينئه و بيمئ ابئن رشئد فل مئال للمحقارنئةم بيمئ الرجليمئ منهجئا و‬
‫تفكيا و سالوكا ‪،‬و النتقادات اللذعةم الت وجهه إليه ‪،‬و أشرنا إليها آنفا شاهدة علئئى مئا أقئول ‪ ،‬و‬
‫علئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئى مئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئدىعمحق الئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئوة بيمئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ الرجليمئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ‪.‬‬
‫و أشئئي فئ هئئذا القئئاما إلئ أن الئئابري لئ يكتئئف بإغفئئال أهئئل الئئديث كمحدرسائئةم مسئئتقلةم‬
‫بفكرهئئا و رجالتئئا و تراثهئئا‪ ،‬و إنئئا ألقهئئم أيضئئا بالئئذين سئئاهم البحيئئانييم ‪ ،‬و عمحئئم عليهئئم أحكئئامه‬
‫الئ ئئت أصئ ئئدرها عليهئ ئئم ‪ .‬ل ئئذا وجئ ئئدناه يقئ ئئول بئ ئئأن ابئ ئئن تيمحيئ ئئةم ناضئ ئئل مئ ئئن أجئ ئئل البحيئ ئئان باسائ ئئم الئ ئئذهب‬
‫النبحلي‪ . 552‬و قوله غي صحيح ‪ ،‬لن ابن تيمحيةم و أهئل الئديث لئ يإاهئدوا مئن أجئل ذلئك البحيئان‬
‫‪،‬و إنئئا جاهئئدوا مئئن أجئئل نظئئاما آخئئر ‪ ،‬كئئان الئئابري قئئد أغفلئئه عنئئدما ألقئئه باليئئان ‪،‬و القيقئئةم أنئئم‬
‫جاهئئدوا مئئن أجئئل نظئئاما الئئوحي ‪ ،‬الئئذي هئئو نظئئاما الكتئئاب و السئئنةم الصئئحيحةم ‪ ،‬و ل ئ تيإاهئئدوا مئئن‬
‫أجئل ذلئك البحيئان الزّعئوما ‪ ،‬و كيئف تيإاهئدون مئن أجلئه ؟ ‪ ،‬و هئم قئد خاضئوا صئراعا طئويل متعئدد‬
‫البحهئئات فئ مقاومئئةم العناصئئر الئئت قئئال الئئابري أنئئا كئئانت تثئئل نظئئاما البحيئئان و العرفئئان و البخهئئان ‪،‬‬
‫إنم قاوموا العتزّلئةم ‪ ،‬و الشئيعةم ‪ ،‬و الصئوفيةم ‪ ،‬و الشئاعرة ‪ ،‬و الفلسائفةم ‪ ،‬مئن أجئل نظئاما الئوحي ‪،‬‬
‫القئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئائم علئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئى الكتئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئاب و السئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئنةم الصئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئحيحةم الوافقئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئةم لئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئه‪. 553‬‬

‫و أمئئا لئئاذا أغفئئل الئئابري مدرسائئةم أهئئل الئئديث كمحدرسائئةم فاعلئئةم مسئئتقلةم بئئذاتا و رجالتئئا و‬
‫تراثها ‪ ،‬فيبحدو لئ أنئئه فعئئل ذلئك لمريئن هئئاميم ‪ ،‬أولمحئا إن مدرسائةم أهئل الئديث كئئانت تثئل نظامئا‬
‫رابعا مغايرا للنظم الثلثةم الت ذكرها ‪ ،‬و اساتقلليتها هذه تتفسد عليه حساباته الذهبحيةم البحيتةم سائئلفا ‪.‬‬
‫و ثانيهمحا إن الصائص اليإابيةم الت نسبحها الابري إل الدرساةم الغربيةم الندلسيةم و افتخر با‬
‫‪ ،‬هي ف الصل خصائص موجودة أصل ف مدرساةم أهل الديث ‪ ،‬الت تتصئف بتلئك الصئائص و‬
‫بأكثر منها‪ ،‬كقولم بالتقبحيح و التحسيم العقلييم ‪ ،‬و إثبحاتم للسبحبحيةم و الكمحةم و التعليل ‪ ،‬و قولم‬
‫بريةم النسان و مسؤموليته عن أفعئئاله فئ إطئار إثبحئئات القضئاء و القئئدر ‪ ،‬و قئئولم بالسائتقراء كمحنهئئج‬

‫‪552‬‬
‫نفسه ‪ ،‬صا‪. 322 :‬‬
‫‪553‬‬
‫للتوساع ف الطلع على ما قئاما بئه أهئل الئديث فئ النتصئار لئذهبحهم و مقاومئةم معارضئيهم أنظئر مثل كتابينئا ‪ :‬صئفحات‬
‫من تاريخ أهل السنةم و المحاعةم ببحغداد ‪ .‬و و الزمةم العقيديةم بيم الشاعرة و أهل الديث ‪.‬‬
‫للبححئئث العلمحئئي ‪ ،‬و جعهئئم بيمئ النقئئل الصئئحيح و العقئئل الصئريح ‪ ،‬و دعئئوتم إلئ الجتهئئاد و نبحئئذ‬
‫التقليد الذهب‪ . 554‬فهذه الصائص‪ -‬وغيها‪ -‬الئت تتمحيئزّ با مدرسائةم أهئل الئديث ‪ ،‬لئو اعئتف بئا‬
‫الابري فإنا ساتنقض عليه مشروعه الفكري الذي ادعئى أن مدرسائته الغربيئئةم الندلسئيةم انفئئردت بئا ‪،‬‬
‫و الئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ تعئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئال أعلئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئم بالصئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئواب ‪.‬‬
‫و ختاما لذا الفصل‪-‬أي الثان‪ -‬يتب ما ذكرناه ‪ ،‬أن البحاحثييم ممحد أركون و ممحد عابد‬
‫الئئابري قئئد وقعئئا ف ئ أخطئئاء منهجيئئةم كئئثية تتعلئئق بنظرتيهمحئئا و موقفيهمحئئا مئئن قضئئايا تتعلئئق بئئالقرآن‬
‫الكريئ ئ و الشئ ئريعةم و الققئئه ‪ ،‬و علئئم الكلما و أصئئول الئئدين ‪ ،‬و الفلسئئفةم و مئئا يتصئئل بئئا ‪ ،‬و قئئد‬
‫ذكرنا على ذلك أمثلةم كثية جدا ‪ .‬تبحيم منها أنا ل تكن أخطاء ف العلومات فقط ‪ ،‬و إنا كئئانت‬
‫أخط ئئاء منهجي ئئةم فئ ئ السا ئئاس ‪ ،‬ذات خلفي ئئات مذهبحي ئئةم متعصئ ئبحةم فئ ئ معظمحه ئئا ‪ ،‬أوقع ئئت الرجليمئ ئ فئ ئ‬
‫أخط ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئاء فادح ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئةم ‪.‬‬

‫‪554‬‬
‫سابحق توثيق ذلك ‪.‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫الخأطاء التاريخية المتعلقة بالقرآن و الشريعة و علوما أخأرى‬

‫أول ‪ :‬الخأطاء التاريخية المتعلقة بالقرآن الكريم ‪.‬‬


‫ثانيا ‪ :‬الخأطاء التاريخية المتعلقة بالشريعة و السنة و السيرة ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬الخأطاء التاريخية المتعلقة بنشأة الثقافة و العلوما و تطورها ‪.‬‬

‫‪...................................................................................‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫الخأطاء التاريخية المتعلقة بالقرآن و الشريعة و علوما أخأرى‬
‫و قع البحاحثان ممحد أركون و ممحد عابد الابري ‪ ،‬ف أخطاء تارييةم كثية ‪ ،‬تتعلق بالقرآن و‬
‫الشريعةم ‪،‬و السنةم و السية النبحويتيم ‪ ،‬ونشأة الثقافةم و العلوما و تطورها خلل العصر السالمي ‪،‬‬
‫كان فيها أركون أكثر خطأ و خطرا من الابري ‪.‬‬
‫أول ‪ :‬الخأطاء التاريخية المتعلقة بالقرآن الكريم ‪:‬‬
‫ت على أخطاء تارييةم كثية تتعلق بالقرآن الكري ‪ ،‬وقع فيها ممحد أركون ‪ ،‬ليس من‬ ‫لقد عثر ت‬
‫بينها ما يص الابري‪ ، 555‬لذا سانفرد مبححثنا هذا لخطاء أركون ‪ ،‬الت منها قوله ‪ )) :‬صحيح‬
‫أن النب كان قد أمر بكتابةم بعض اليات ف حياته ((‪ . 556‬و زعم أيضا ‪ :‬إنه يطيب )) للتاث‬
‫النقول أن يذكر أنه ف حالت معينةم ‪ ،‬فإن بعض السور قد تساجل كتابةم فورا على جلود اليوانات‬
‫‪ ،‬و أوراق النخيل ‪ ،‬أو العظاما السطحةم ((‪. 557‬‬
‫و قوله هذا زعم باطل مردود عليه ‪ ،‬و افتاء تمتعمحد ل دليل له فيه ‪ ،‬تنقضه الشواهد التارييةم‬
‫الصحيحةم و الضعيفةم معا ‪ ،‬أولا من القرآن الكري ‪ ،‬و مفاده أن ال تعال يقول‪}- :‬إلننا عونتن نعئنزّلوعنا‬
‫لافلتظوعن{ٍ ‪ -‬ساورة الجر‪ ، -9/‬فال تعال تكفل بفظ كتابه ‪ ،‬و من مظاهر ذلك‬ ‫ل‬
‫المذوكعر عوإننا لعهت عع‬
‫‪ ،‬حفظه ف الصدور و تدوينه ف الكتب ‪ .‬كمحا أنه سابححانه كثيا ما وصف القرآن الكري بأنه‬
‫ل‬ ‫ك الولكعتاب لع ري ل ل‬ ‫ل‬
‫يم{ٍ ‪ -‬ساورة البحقرة‪ ،-2/‬و}عوعأنعزّلوعنا إللعوي ع‬
‫ك‬ ‫ب فيه تهةدى لمولتمحتنق ع‬ ‫ت عو ع‬ ‫كتاب ‪ ،‬كقوله ‪} :‬عذل ع‬
‫ب عوتمعهويلمحةنا ععلعويله {ٍ ‪ -‬ساورة الائد‪ ، -48/‬و ليكون‬ ‫يم يعديوله لمن الولكعتا ل‬
‫ع‬ ‫صمدةقا لمعمحا بعئ و ع ع‬‫ب لباولعمق تم ع‬
‫ل‬
‫الوكعتا ع‬
‫القرآن كتابا كمحا وصفه ال تعال لبد أن تيدون ف كتاب ‪ .‬و با أن ال تعال وصف كتابه بأنه‬
‫)) كتاب تأحكمحت آياته ث تفصلت من لدن حكيم خبحي((‪-‬ساورة هود ‪ ،-1‬و‪}-‬عل يعأولتيله الوعبحالطتل‬
‫حيند{ٍ ‪ -‬ساورة فصلت‪} ، -42/‬وعأنزّلوعنا إللعي ع ل‬ ‫يم يعديله وعل لمن خوللفله عتنلزّيل من حلكينم عل‬ ‫ل‬
‫ب‬‫ك الوكعتا ع‬ ‫عع و‬ ‫ق و ع‬ ‫من بعئ و ل ع و ع و ع‬
‫ب عوتمعهويلمحةنا ععلعويله {ٍ ‪ -‬ساورة الائد‪ ، -48/‬فهذا يستلزّما أنه‬ ‫يم يعديوله لمن الولكعتا ل‬
‫ع‬ ‫لباولعمق تم ع‬
‫صمدةقا لمعمحا بعئ و ع ع‬
‫ليكون مكمحا ل يأتيه البحاطل أبدا ‪ ،‬فلبد أن يكون مفوظا ف الصدور و مدونا و مرتبحا ف السطور‬
‫‪ .‬و بصفةم عامةم فإن الفظ الكامل للقرآن الكري الذي توله ال تعال بنفسه ‪ ،‬ل يتم ف الواقع‬
‫حقيقةم ‪ ،‬و بطريقةم صحيحةم كاملةم مأمونةم كمحا وعد ال تعال ‪ ،‬إل بفظه ف الصدور و تدوينه‬
‫ف الكتب ‪ ،‬و با أن ال تول ذلك و وعده الق ‪ ،‬فهذا يعن بالضرورة أن القرآن الكري قد تحفظ‬

‫‪555‬‬
‫إل خطأ واحدا يتعلق بتاريخ القرآن وافق فيه أركون ‪ ،‬سانذكره ل حقا من هذا البححث ‪ ،‬إن شاء ال تعال ‪.‬‬
‫‪556‬‬
‫الفكر السالمي ‪ ،‬صا‪. 190 :‬‬
‫‪557‬‬
‫تارييةم الفكر ‪ ،‬صا‪. 288 :‬‬
‫و تديون بالفعل وفق الطريقةم الت ذكرناها ‪ ،‬ول المحد‪.‬‬

‫و الشاهد الثان يتمحثل ف حرصا رساول ال‪-‬عليه الصلة و السلما‪ -‬على تدوين الوحي و‬
‫التزّامه به ‪ ،‬فقد صح الديث أن الصحاب زيد بن ثابت كاتب الوحي‪-‬رضي ال عنه‪ -‬قال ‪:‬‬
‫ت الوحي((‬ ‫ت جار رساول ال –صلى ال عليه وسالم‪ ، -‬فكان إذا نزّل الوحي أرسال إ ي‬
‫ل فكتبح ت‬ ‫)) كن ت‬
‫‪ . 558‬فهذا شاهد حديثي تاريي صحيح على أن النب‪-‬عليه الصلة و السلما‪ -‬كان حريصا ملتزّما‬
‫بتدوين القرآن الكري كلمحا نزّل عليه ‪ ،‬و ليس كمحا زعم أركون بأن النب كان قد أمر بكتابةم بعض‬
‫اليات ‪.‬‬
‫و الشاهد الثالث مفاده أنه صيح البخ بأن كاتب الوحي الصحاب زيد بن ثابت قال ‪ )) :‬كنا‬
‫عند رساول ال نتؤملف القرآن من الرقاع‪ . 559((...‬فهذا يعن أن القرآن كان مكتوبا بيم أيديهم ف‬
‫الوراق و القراطيس و اللود‪ ،‬و كان الصحابةم يترتبحون تساوره و آياته‪ . 560‬و واضح أيضا أن‬
‫الصحاب يقصد القرآن كله و ليس بعضه ‪ ،‬لنه ل يقل ‪ :‬كنا نؤملف بعض القرآن ‪ ،‬أو آيات و‬
‫ساور منه ‪ ،‬و إنا قال ‪ :‬كنا نؤملف القرآن ‪ .‬كمحا أنه ل معن من القياما بذلك العمحل من أجل ترتيب‬
‫بعض القرآن ‪ ،‬و ليس كله ‪ .‬و با أنه قال ‪:‬كنا نتؤملف‪ -‬أي نترتب‪ -‬القرآن من الرقاع ‪ ،‬فهذا يعن‬
‫بالضرورة أن القرآن كان مكتوبا يمدونا بيم أيديهم ‪.‬‬
‫و أما الشاهد الرابع فمحفاده أنه صيح البخ أن الصحاب عبحد ال بن عبحاس –رضي ال عنه‪ -‬قال‬
‫‪ )) :‬كانت الصاحف ل تبحاع ‪ ،‬كان الرجل يأت بورقه عند النب‪-‬صلى ال عليه وسالم‪ -‬فيقوما‬
‫الرجل فيحتسب فيكتب ‪ ،‬ث يقوما آخر فيكتب‪ ،‬حت يفرغا من الصحف((‪ . 561‬فهذه الروايةم تثبحت‬
‫أن القرآن الكري كان مكتوبا كله –أي الذي نزّل‪ ، -‬و أن الصحابةم كانوا حريصيم على تدوينه ‪،‬‬
‫و أن الصاحف كانت منتشرة بينهم ‪.‬‬
‫و الشاهد الامس مفاده أن عثمحان بن عفان – رضي ال عنه‪ -‬قال ‪ :‬كان ما يأت عليه‬

‫‪558‬‬
‫الئديث صئححه اليثمحئي فئ ممحئع الزّوائئد ‪ ،‬ج ‪ 8‬صا‪ . 578 :‬ابئن أبئ داود ‪ :‬الصاحف ‪ ،‬دار الكتئب العلمحيئةم ‪ ،‬بيوت‬
‫‪ ، 1995 ،‬صا‪. 3 :‬‬
‫‪559‬‬
‫أحئئد بئئن حنبحئئل ‪ :‬السئئتند ‪ ،‬ج ‪ 5‬صا‪ . 184 :‬و الئئاكم ‪ :‬السئئتدرك علئئى الصئئحيحيم ‪ ،‬دار الكتئئب العلمحيئئةم ‪ ،‬بيوت ‪،‬‬
‫‪ ، 1990‬ج ‪ 2‬صا‪ . 249 :‬و اللبحان ‪ :‬صحيح التمذي ‪ ،‬ج ‪ 3‬صا‪ ، 254 :‬رقم ‪. 3099 :‬‬
‫‪560‬‬
‫ابن حجر ‪ :‬فتح البحاري ‪ ،‬دار العرفةم ‪ ،‬بيوت ‪ ، 1379 ،‬ج ‪ 9‬صا‪. 11 :‬‬
‫‪561‬‬
‫الديث رواه البحيهقي ف السنن الكئبخى ‪ ،‬ج ‪ 6‬صا‪ . 16 :‬و رجئال الئديث هئم ‪ :‬ممحئد بئن عبحئد الئ بئن بزّيئع ‪ ،‬و الفصئل‬
‫بن العلء البحصري ‪ ،‬و جعفر الصادق ‪ ،‬و والئده ممحئد البحئاقر ‪ ،‬و علئي بئن السئيم زيئن العابئدين ‪ ،‬و ابئن عبحئاس ‪ .‬و هئؤملء‬
‫كلهم ثقات ‪ ،‬فالساناد صحيح ‪ ،‬و عن الثلثةم الوليم أنظر ‪ :‬ابن حجر ‪ :‬تذيب التهذيب ‪ ،‬ط ‪ ،1‬دار الفكر ‪ ،‬بيوت ‪،‬‬
‫‪ ،1984‬ج ‪ 1‬صا‪ . 486 :‬و أبو الجاج الزّي ‪ :‬تذيب الكمحئال ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬مؤمساسئةم الرسائالةم ‪ ،‬بيوت ‪ ، ، 1980 ،‬ج‬
‫‪ 23‬صا‪ . 243 :‬و أما البحاقون فهم ثقات معرفون ‪.‬‬
‫الزّمان أنه عليه الصلة و السلما كانت تنزّل عليه السور ذوات العدد‪ ،‬فكان إذا نزّل عليه الشيء‬
‫دعا من كان يكتب ‪ ،‬فيقول ‪ :‬ضعوا هؤملء اليات ف السور الت تذكر كذا و كذا ((‪. 562‬‬
‫فالديث شاهد على حرصا رساول ال على كتابةم القرآن و وضع آياته ف مكانا الناساب ‪.‬‬
‫و الشاهد السادس يتمحثل ف حديث صحيح بقول فيه النب –عليه الصلة و السلما‪ )) : -‬ل‬
‫تكتبحوا عن شيئا غي القرآن ‪،‬و من كتب عن غي القرآن فليمححه ((‪ . 563‬فهذا الديث يتضمحن‬
‫اعتافا بأن القرآن كان مكتوبا ‪ ،‬و فيه أمر من النب‪-‬عليه الصلة و السلما‪ -‬بكتابةم القرآن ‪ ،‬و‬
‫حرصا منه على اللتزّاما بكتابته ‪،‬و الشراف عليه و متابعته‪ .‬كمحا أنه –عليه الصلة و السلما‪ -‬ل‬
‫يقل بعض القرآن ‪ ،‬و إنا قال القرآن مطلقا ‪.‬‬
‫و أما الشاهد السابع فيتعلق باهتمحاما النب‪-‬صلى ال عليه وسالم‪ -‬بكتابةم القرآن و حرصه‬
‫عليه ‪ ،‬منذ العهد الكي و ما بعده ‪ ،‬و المثلةم التيةم تثبحت ذلك ‪ .‬أولا إنه كان لرساول ال تكتاب‬
‫وحي ف العهد الكي ‪ ،‬مهم ‪ :‬عبحد ال بن ساعد بن أب سارح ‪ ،‬و أبو بكر الصديق‪ ،‬و عمحر بن‬
‫الطاب ‪ ،‬و عثمحان بن عفان‪-‬رضي ال عنهم‪ . 564‬فلو ل يكن رساول ال تيدون القرآن و يرصا‬
‫على تدوينه ‪ ،‬ما اتذ تكتابا للوحي منذ العهد الكي ‪ -‬مرحلةم الضعف و النةم‪ ، -‬و لكتفى بفظه‬
‫ف الصدور ‪ ،‬و با أنه ل يكتف بذلك و اتذ كتابا للوحي دل ذلك على أنه كان تيدون القرآن و‬
‫حريصا على تدوينه منذ الرحلةم الكيةم ‪.‬‬
‫و الثال الثان يتمحثل ف حادثةم إسالما عمحر بن الطاب ‪ ،‬فإنه وجد صحيفةم عند أخته مكتوبا‬
‫فيها بعض ساور القرآن الكري ‪ ،‬فقرأها و كانت سابحبحا ف إسالمه‪ . 565‬فهذه الادثةم تتشي إل أن‬
‫القرآن كان تيكتب منذ العهد الكي ‪ ،‬وأن الصحابةم الوائل كانوا يهتمحون بذلك ‪.‬‬
‫و الثال الثالث يتمحثل ف أن رساول ال‪-‬عليه الصلة و السلما‪ -‬عندما هاجر إل الدينةم مع‬
‫أب بكر الصديق –رضي ال عنه‪ ، -‬أخذ معه أدوات الكتابةم ‪ ،‬من قلم و رقاع ‪ ،‬و عندما أدركهم‬
‫ساراقةم بن مالك ف مطاردته لمحا ‪ ،‬و أراد ساراقةم الرجوع ‪ ،‬ساال رساول ال بأن يكتب له كتابا ‪،‬‬
‫فأمر النب عامر بن فهية بأن يكتب له ذلك ‪ ،‬فكتب له ما أراد‪ . 566‬فهذه الادثةم دليل على أن‬
‫رساول ال كان حريصا على تدوين القرآن عند نزّوله ‪ ،‬حت و إن كان مهاجرا فارا بدينه من‬
‫الكفار ‪ ،‬لنه ل يمحل معه أدوات الكتابةم إل ليدون القرآن ف أي مكان نزّل عليه ‪.‬‬

‫‪562‬‬
‫الديث صححه التمذي ‪ ،‬السنن ‪ ،‬ج ‪ 5‬صا‪ ، 372 :‬رقم ‪. 3086 :‬‬
‫‪563‬‬
‫مسلم ‪ :‬الصحيح ‪ ،‬ج ‪ 4‬صا‪ ، 2298 :‬رقم ‪. 3004 :‬‬
‫‪564‬‬
‫ابن حجر ‪ :‬فتح البحارئ ‪ ،‬ج ‪ 9‬صا‪ . 22 :‬و ابن كثي ‪ :‬البحدايةم ‪ ،‬ج ‪ 5‬صا‪. 340 ،339 :‬‬
‫‪565‬‬
‫ابن ساعد ‪ :‬الطبحقات الكبخى ‪ ،‬دار صادر ‪ ،‬بيوت ‪ ،‬ج ‪ 3‬صا‪. 267 :‬‬
‫‪566‬‬
‫البحخاري‪ :‬الصحيح ‪ ،‬ج ‪ 12‬صا‪ ، 249 :‬رقم ‪3616 :‬‬
‫و الثال الثالث يتمحثل ف أن الصحاب رافع بن مالك النصاري –رضي ال عنه‪ ، -‬عندما لقي‬
‫رساول ال‪-‬صلى ال عليه وسالم‪ -‬بالعقبحةم أعطاه ما تأنزّل عليه من القرآن ف العشر سانيم الت خلت‬
‫‪ ،‬فقدما به رافع إل الدينةم‪ . 567‬فهذا البخ شاهد على أن القرآن الذي كان قد نزّل على رساول ال‬
‫‪ ،‬كان مكتوبا ‪ ،‬لنه لو ل يكن تمدونا فل معن أن تيعطيه له الرساول ليأخذه معه إل الدينةم ‪ ،‬و‬
‫ما ذا تيعطيه ‪ ،‬و الفوظ ل تيعطى ؟ ‪ ،‬كمحا أن رافعا ليس ف مقدوره أن يفظ القرآن كله ف مدة‬
‫بيعةم العقبحةم القصية ‪ .‬و لاذا تيتعب نفسه لفظه ف هذه الديةم القصية ‪ ،‬و رساول ال و الصحابةم‬
‫الوائل يفظونه ‪،‬و هم ساتيهاجرون إل الدينةم قريبحا ؟ ‪ ،‬فكان يكفيه حفظ بعض السور أو كتابتها‬
‫و يأخذها معه ريثمحا يأت هؤملء ‪ .‬و بناء على ذلك فإن معن ‪ :‬أعطاه ما تأزل عليه ‪ ،‬هو أن النب‬
‫–عليه الصلة و السلما‪ -‬أعطاه كل ما تأنزّل عليه من القرآن مكتوبا تمدونا ‪.‬‬
‫و الثال الخي‪-‬أي الرابع‪ -‬مفاده أنه لا تجع القرآن كله ف بدايةم عهد أب بكر الصديق ‪ ،‬من‬
‫الرقاع و القراطيس و العظاما ‪ ،‬ل يدث أي إشكال فيمحا يص القرآن الكي‪ . 568‬ما يعن أنه كان‬
‫مكتوبا منذ الرحلةم الكيةم ‪ ،‬أو أنه تدون من جديد أيضا ‪ ،‬أو أن المرين حدثا معا ‪.‬‬
‫و أما الشاهد الثامن فمحفاده أنه لا تجع القرآن ف بدايةم خلفةم أب بكر‪-‬رضي ال عنه‪ ، -‬تجع‬
‫كله اعتمحادا على الفوظ و الكتوب معا ‪ ،‬و ل يدث أي نقص ف القرآن الدون‪ . 569‬المر‬
‫ت‬
‫الذي يعن أنه لا تتوف الرساول‪-‬عليه الصلة و السلما‪ -‬ترك القرآن كله مكتوبا مفوظا ‪.‬‬
‫‪570‬‬
‫و الشاهد التاساع يتمحثل ف أنه ل تيوجد ف أمهات كتب الديث و القرآن و التاريخ‬
‫دليل تيناقض ما ذكرناه ‪ ،‬يقول بأن رساول ال‪-‬عليه الصلة و السلما‪ -‬كان يكتب بعض القرآن و‬
‫يتك بعضه ‪ ،‬على ما ادعاه أركون ‪ ،‬و نن نتحداه بأن يأت لنا بدليل تمعتبخ تيؤميد ما ادعاه ‪.‬‬
‫و الشاهد العاشر يتمحثل ف كثرة تكتاب الوحي ‪ ،‬فقد اتذ النب‪-‬عليه الصلة و السلما‪-‬‬
‫تكتابا كثيين ليكتبحوا له الوحي ‪ ،‬أشهرهم ‪ :‬زيد بن ثابت ‪ ،‬و تأب بن كعب ‪ ،‬و اللفاء الربعةم ‪،‬‬
‫و أبان بن ساعيد بن العاصا ‪ ،‬و عثمحان بن خالد بن ساعيد ‪ ،‬و عبحد ال بن الرقم ‪ ،‬و عبحد ال‬
‫بن رواحةم ‪ ،‬و قد تقدر عددهم الجال بأربعيم كاتبحا‪ . 571‬فهذا العدد الكبحي دليل قاطع على‬
‫حرصا رساول ال على تدوين القرآن كله ‪ ،‬فعندما يغيب واحد أو بعضهم يلفهم الاضرون ‪ ،‬و لو‬

‫‪567‬‬
‫ابن حجر ‪ :‬الصابةم ف معرفةم الصحابةم ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬دار اليل ‪ ،‬بيوت ‪ ، 1412 ،‬ج ‪ 2‬صا‪. 444 :‬‬
‫‪568‬‬
‫سايأت توثيق ذلك لحقا ‪.‬‬
‫‪569‬‬
‫سانوثق ذلك قريبحا ‪.‬‬
‫‪570‬‬
‫القصود كتب أهل السنةم العتبخة ‪ ،‬الت أطلعت عليه ‪ ،‬و هي كثية جدا ‪.‬‬
‫‪571‬‬
‫اب ئئن ك ئئثي ‪ :‬البحداي ئئةم ‪ ،‬ج ‪ 5‬صا‪ ، 339 :‬و م ئئا بع ئئدها ‪ .‬و اب ئئن حجئئر ‪ :‬الفتئئح ‪ ،‬ج ‪ 9‬صا‪ . 22 :‬و ص ئبححي الصئئال ‪:‬‬
‫مبحاحث ف علوما القرآن ‪ ،‬صا‪. 69 :‬‬
‫ل يكن حريصا لتذ واحدا أو اثنيم أو حت ساتةم ‪ ،‬و با أنه اتذ ذلك العدد الكبحي من كتاب‬
‫الوحي دل على أن عمحليةم التدوين كانت تمنظمحةم ‪ ،‬و شاملةم للقرآن كله ‪،‬و أن عمحليةم النسخ عن‬
‫الصل كانت جاريةم تيارساها تكتاب الوحي ‪ ،‬و غيهم ‪،‬و الشاهد الرابع الذي سابحق ذكره تيؤميد ما‬
‫قلناه هنا ‪.‬‬
‫و أما الشاهد الخي‪-‬أي الادي عشر‪ -‬فيتمحثل ف كثرة الصحابةم القراء الذين تصصوا ف‬
‫قراءة القرآن و حفظه ‪،‬و فهمحه و مدارساته‪ ،‬فقد كان عددهم كبحيا ‪ ،‬بدليل أنه تقتل منهم ف حادثةم‬
‫بئر معونةم زمن النب ‪ 70 :‬رجل من القراء ‪ .‬و تقتل منهم ف معركةم اليمحامةم سانةم ‪ 11‬هجريةم ‪ ،‬نو‬
‫‪ 500‬رجل‪. 572‬و هذا العد الكبحي من القراء يص الذين اساتشهدوا ‪ ،‬و ل يص الحياء ‪ ،‬و هم‬
‫كلهم تكونوا زمن رساول ال –عليه الصلة و السلما ‪ ، -‬ما يدل على أن النب كون عددا كبحيا‬
‫من الختصيم ف القرآن حفظا و فهمحا و تدريسا ‪ ،‬و هذه العمحليةم تستلزّما وجود القرآن كله مكتوبا‬
‫مدونا ف مصاحف كثية جدا ‪ ،‬للقياما بعمحليةم التحفيظ و القراء و الدارساةم ‪.‬‬
‫و بذلك يتب ما ذكرناه أن ما ادعاه أركون زعم باطل مردود عليه ‪ ،‬ل يكن له فيه دليل من‬
‫العقل‪،‬و ل من التاريخ ‪ ،‬و افتى على الصادر عندما زعم أنا ذكرت أنه ف حالت معينةم تكتبحت‬
‫بعض السور عند نزّولا ‪ .‬فهذا افتاء على القرآن و الديث و التاريخ ‪،‬و ليس لركون فيمحا ادعاه‬
‫إل و الظن و الوى ‪،‬و الشواهد الت ذكرناها هي أدلةم قاطعةم على بطلن زعمحه ‪.‬‬
‫و أما الطأ الثان فيتعلق بمحع القرآن زمن أب بكر الصديق‪ -‬رضي ال عنه‪ ، -‬زعم فيه أركون‬
‫أن أبا بكر فيكر بتجمحيع )) أكبخ عدد من السور و كتابتها من أجل حفظها ‪،‬و ت بذلك تشكيل‬
‫أول مصحف ف حالته البحدائيةم ((‪. 573‬‬
‫و قوله هذا زعم باطل و افتاء على الشرع و التاريخ معا ‪ ،‬فليس أبو بكر هو الذي فكر‬
‫ف تمحيع بعض القرآن بل سابحب ‪ .‬و هو ل يفكر ف تمحيع أكبخ عدد من القرآن ‪ ،‬و إنا أمر‬
‫بمحع القرآن كله ‪ ،‬و هو ل يأمر بكتابةم بعض القرآن ‪،‬و إنا أمر بمحعه كله ‪ ،‬لنه كان مكتوبا‬
‫كله زمن النب ‪ .‬و ليس هو أول من شكل مصحفا للقرآن ‪ ،‬لن الصاحف كانت منتشرة بيم‬
‫الصحابةم كمحا سابحق أن ذكرناه ‪ ،‬و إنا هو أول من شكل مصحفا كامل ممحوعا من النسخ‬
‫القرآنيةم الصليةم الت تدونت بيم يدي رساول ال عليه الصلة و السلما ‪ . -‬فأركون تمطئ و واهم‬
‫فيمحا ادعاه ‪ ،‬و الدليل على ما قلته العطيات التيةم ‪:‬‬
‫إنه لا قتل كثي من القراء ف معركةم اليمحامةم سانةم ‪11‬هجريةم ‪ ،‬اقتح عمحر بن الطاب على‬
‫أب بكر –رضي ال عنهمحا‪ ، -‬أن يإمحع القرآن خشيةم أن يضيع كثي منه ‪ ،‬بذهاب القراء ‪ ،‬فمحزّال‬
‫‪572‬‬
‫ابن كثي ‪ :‬فضائل القرآن ‪ ،‬صا‪ . 32 :‬و البحخاري‪ :‬الصحيح ‪ ،‬ج ‪ 4‬صا‪. 1720 ، 1500 :‬‬
‫‪573‬‬
‫تارييةم الفكر العرب ‪ ،‬صا ‪. 288 :‬‬
‫به حت أقنعه بذلك ‪ ،‬ث أقنع هو أيضا زيد بن ثابت بأهيةم ذلك العمحل ‪ ،‬و قال له ‪ )) :‬فتتبحع‬
‫القرآن فاجعه ((‪ ،574‬فلم يقل له ‪ :‬اجع بعض القرآن ‪ ،‬كمحا زعم أركون ‪ .‬و إنا أمره بمحع كل‬
‫القرآن ‪ ،‬فقاما زيد و تتبحع جيع القرآن ‪ ،‬من الرقاع و الكتاف ‪ ،‬و صدور الرجال ‪ ،‬فجمحعه كله إل‬
‫آيتيم افتقداها ‪ ،‬كان يفظهمحا و يسمحعهمحا من رساول ال ‪ ،‬فوجدها عند الصحاب خزّيةم‬
‫النصاري ‪ ،‬فألقهمحا بالقرآن المحوع ‪ ،‬و الياتان ها ‪}- :‬لععقود عجاءتكوم عرتساوقل مون عأنتفلستكوم ععلزّيقزّ‬
‫ف نرلحيقم{ٍ ‪ -‬ساورة التوبةم‪ ، -128/‬ث سايلم الصحف إل‬ ‫لل‬
‫ص ععلعويتكم لبالوتمحوؤممن ع‬
‫يم عرتؤو ق‬ ‫ل‬ ‫ل‬
‫ععلعويه عما ععنتيوم عحلري ق‬
‫أب بكر ‪ ،‬فبحقي عنده ‪ ،‬ث انتقل إل عمحر بن الطاب فبحقي عنده ‪ ،‬فلمحا اساتشهد انتقل الصحف‬
‫إل ابنته حفصةم أما الؤممنيم‪-‬رضي ال عنها‪. 575-‬‬
‫و قد جع زيد بن ثابت القرآن كله معتمحدا على الكتوب و الفوظ معا ‪ ،‬حت أنه عندما‬
‫افتقد آيتيم من ساورة الحزّاب –و كان يفظ القرآن كله‪ -‬كان يسمحعهمحا من رساول ال ‪ ،‬ل‬
‫يكتبحهمحا حت وجدها عند خزّيةم بن ثابت النصاري ‪ ،‬و ألقهمحا بسورتمحا ف الصحف‪ . 576‬و‬
‫هذا يعن أنه وجدها مكتوبتيم و ليس مفوظتيم ‪ ،‬لنه هو نفسه كان يفظ القرآن كله‪ ، 577‬و‬
‫هو شيخ القراء و تكتاب الوحي ‪،‬و قال أنه افتقدها ‪،‬و كان يسمحعهمحا من النب‪-‬عليه الصلة و‬
‫السلما‪ ، -‬فلم يقل أنه ل يعرفهمحا و ل يفظهمحا‪ ،‬و إنا قال افتقدها ‪ ،‬ما يعن أنه افتقدها‬
‫مكتوبتيم ‪ ،‬فلمحا وجدها مكتوبتيم عند خزّيةم النصاري ‪ ،‬أخذها ‪ ،‬فهو افتقدها مكتوبتيم ل‬
‫مفوظتيم ‪ ،‬فلمحا وجدها مكتوبتيم ألقهمحا بالصحف الماما‪. 578‬‬
‫و ما يؤمكد ذلك و يزّيده إثبحاتا ‪ ،‬أنه قد صيح البخ عن علي بن أب طالب‪ -‬رضي ال عنه‪ -‬إنه‬
‫قال ‪ )) :‬أعظم الناس أجرا ف الصاحف أبو بكر ‪ ،‬إن أبا بكر أول من جع القرآن بيم اللوحيم‬
‫((‪. 579‬فهذه شهادة منه لب بكر بأنه جع القرآن كله ‪ ،‬لنه قال ‪ :‬جع القرآن ‪ ،‬و ل يقل بعضه‬
‫‪ ،‬فقوله عاما يشمحل كل القرآن الكري ‪.‬‬
‫ث لا جع زيد‪-‬رضي ال عنه‪ -‬القرآن كله كتبحه ف أوراق على شكل كتاب و ربطها بيط‬
‫حت ل يضيع منها شيء‪ . 580‬فعمحليةم جع القرآن تت بطريقةم تمنظمحةم و تمتقنةم ‪ ،‬و ل تتم كمحا زعم‬
‫‪574‬‬
‫البحخاري ‪ :‬الصحيح ‪ ،‬ج ‪ 4‬صا‪ ، 1720 :‬رقم ‪. 4402 :‬‬
‫‪575‬‬
‫نفسه ‪ ،‬ج ‪ 4‬صا‪ . 1720 :‬و مسلم الصحيح ‪ ،‬ج ‪ 4‬صا‪ ، 1914 :‬رقم ‪. 2465 :‬‬
‫‪576‬‬
‫البحخاري ‪ :‬الصدر السابق ‪ ،‬ج ‪ 4‬صا‪ ، 1488 :‬رقم ‪ ، 1720 ، 3823 :‬رقم ‪. 4402 :‬‬
‫‪577‬‬
‫نفس الصدر ‪ ،‬ج ‪ 3‬صا‪ ، 1386 :‬رقم ‪ . 3599 :‬و مسلم ‪ :‬الصدر السابق ‪ ،‬ج ‪ 4‬صا‪ ، 1914 :‬رقم ‪. 2465 :‬‬
‫‪578‬‬
‫البحخاري‪ :‬نفس الصدر ‪ ،‬ج ‪ 4‬صا‪ . 1720 :‬و ابن حجر ‪ :‬الفتح ‪ ،‬ج ‪ 9‬صا‪. 14 :‬‬
‫‪579‬‬
‫ابن كثي ‪ :‬فضائل القرآن ‪ ،‬صا‪. 32 :‬‬
‫‪580‬‬
‫ابئئن حجئئر ‪ :‬الفتئئح ‪ ،‬ج ‪ 9‬صا‪ . 16 :‬و السئئيوطي ‪ :‬التقئئان ف ئ عل ئوما القئئرآن ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪ . 164 :‬و ص ئبححي الصئئال ‪:‬‬
‫مبحاحث ف علوما القرآن ‪ ،‬صا‪. 74 :‬‬
‫أركون بأن زيد بن ثابت جعه بطريقةم بدائيةم ‪ ،‬لن تلك الطريقةم هي أحسن ما كان معروفا عندهم‬
‫‪ ،‬و وصف أركون لا بأنا بدائيةم أراد منها الطعن ف العمحليةم برمتها ‪ ،‬علمحا بأن الهم ف العمحليةم هو‬
‫الرصا و الدقةم ف التدوين و التنظيم ‪ ،‬و ليس التزّييم و نوعيةم الادة ‪.‬‬
‫و تيلحظ على عمحليةم جع القرآن أمور هامةم جدا يإب أن ل تغيب عنا ‪ ،‬منها إن عمحليةم‬
‫المحع تت بإجاع من الصحابةم كلهم ‪ ،‬فلم تدث أيةم معارضةم ‪ ،‬و ل احتجاج ‪ ،‬و ل اساتدراك‬
‫على ما جعه زيد بن ثابت ‪ .‬كمحا أنا تت بأمر من خليفةم السلمحيم ‪ ،‬و تت رعايته و إشرافه ‪،‬و‬
‫قد خصص لا صحابيا جليل متخصصا ف القرآن الكري رسا و حفظا و إقراء و خبخة ‪ ،‬هو زيد‬
‫بن ثابت – رضي ال عنه‪ ، -‬الشهود له بالكفاءة و الصلح ‪.‬‬
‫و منها أيضا أنا تت بعد وفاة رساول ال –عليه الصلة و السلما‪ -‬بدة قصية ‪ ،‬ف نفس‬
‫السنةم الت تتوف فيها سانةم ‪ 11‬هجريةم ‪ .‬ف ظل وحدة المةم و تاساكها و التفافها حول الليفةم أب‬
‫بكر الصديق – رضي ال عنه‪. -‬‬
‫فالرساول –عليه الصلة و السلما‪ -‬ترك القرآن كله مفوظا ف الصدور ‪ ،‬و مكتوبا ف السطور‬
‫‪ ،‬و ممحوعا عند كثي من أصحابةم ف مصاحف خاصةم بم ‪ .‬لكنه ل يتكه ممحوعا كامل ف‬
‫كتاب واحد عنده ‪ ،‬اعتمحادا على التنسخ الصليةم الت كتبحت بيم يديه ‪ ،‬و هي عمحليةم ليست صعبحةم‬
‫و ل مكلفةم ‪ ،‬فكانت تكفي منه كلمحةم واحدة لمحعه ‪ ،‬فتيجمحع ف طرفةم عيم ‪ ،‬لكنه ل يأمر بذلك‬
‫! ‪ .‬فلمحاذا إذاة فعل الصعب و ترك السهل ؟ ‪ ،‬و لاذا ل يأمر بمحعه ف كتاب واحد يبحقى عنده ؟‬
‫‪ .‬ل شك أن رساول ال ل يتك ذلك نسيانا و ل إهال ‪ ،‬وإنا يبحدو أنه فعل ذلك لمحلةم أمور ‪،‬‬
‫منها إن الاجةم ف زمانه ل تكن داعيةم إل جعه كله ف كتاب واحد ‪ .‬و إنه عليه الصلة و‬
‫السلما ل يكن متخوفا على القرآن من الضياع ‪ ،‬لن ال تعال تكفل بفظه ‪ ،‬و لنه –أي‬
‫الرساول‪ -‬كان يعلم أنه تركه مفوظا مكتوبا عند صحابته الكراما المناء الوفياء الذين شهد لم ال‬
‫و رساوله باليان و العمحل الصال ‪.‬‬
‫و منها أيضا يبحدو أن ال تعال أراد أن تيكرما صحابةم رساول ال –عليه الصلة و السلما – بأن‬
‫تيشركهم ف حفظ كتابه بعد وفاة رساوله ‪ ،‬رفعا لكانتهم ‪،‬و تعبحيا عن رضاه عنهم ‪ ،‬و إبرازا‬
‫لكانتهم ف حفظ الدين ‪ ،‬و ال تعال أعلم بالصواب ‪.‬‬
‫و أما الطأ الثالث فيتعلق با قاما به عثمحان‪-‬رضي ال عنه‪ -‬ف توحيد الصحف الشريف ‪ ،‬فقد‬
‫زعم أركون أن عثمحان اتذ )) قرارا نائيا بتجمحيع تمتلف الجزّاء الكتوبةم ساابقا ‪،‬و الشهادات‬
‫الشفويةم الت أمكن التقاطها من أفواه الصحابةم الول ((‪ ،‬فأدى ذلك إل تشكيل نص متكامل‬
‫تفرض نائيا بأنه الصحف القيقي لكل كلما ال‪. 581‬‬
‫‪581‬‬
‫تارييةم الفكر العرب ‪ ،‬صا‪. 288 :‬‬
‫و قوله هذا زعم باطل مردود عليه ‪ ،‬و فيه افتاء تمتعمحد ل دليل له عليه من التاريخ و ل من‬
‫الساتنتاج العقلي‪ ،‬لنه أول كان عليه أن تيوثق زعمحه ‪ ،‬و هذا ل يفعله ‪ .‬و كان عليه أيضا أن‬
‫يذكر الروايات الصحيحةم‪ 582‬ف هذا الوضوع ‪ ،‬فعثمحان عندما قرر توحيد الصحف ل يكن ذلك‬
‫عمحل فرديا و بل سابحب ‪ ،‬و إنا هو عفعل ذلك عندما حدث خلف بيم السلمحيم ف القراءات و‬
‫الروف ‪ ،‬جاء حذيفةم بن اليمحان‪-‬رضي ال عنه‪ -‬إل عثمحان و أخبخه با حدث من خلف بيم‬
‫السلمحيم حول القرآن عندما شهد فتح أرمينيا سانةم ‪ 25‬هجريةم ‪ ،‬و طلب منه الساراع لوضع حل‬
‫قبحل أن يتلف السلمحون ف الكتاب اختلف اليهود و النصارى ‪ .‬فجمحع عثمحان الصحابةم الذين‬
‫كانوا بالدينةم ‪ ،‬و طرح عليهم الشكلةم ‪ ،‬و تشاور معهم فيها ‪ ،‬و اقتح عليهم بأن يإمحع الناس‬
‫على مصحف واحد ‪ ،‬فل تكون فرقةم و ل اختلف ‪ ،‬فوافقوه و قالوا له ‪ :‬لنعم ما رأيت‪. 583‬‬
‫فكيون عثمحان لنةم لتوحيد الصحف بوافقةم من الصحابةم ‪ ،‬فكان على رأساها ‪ :‬زيد بن ثابت‬
‫‪ ،‬و ساعيد بن العاصا ‪ ،‬و عبحد ال بن الزّبي ‪ ،‬و الارث بن هشاما‪ -‬رضي ال عنهم‪ ، -‬ث أرسال‬
‫عثمحان‪-‬رضي ال عنه‪ -‬إل حفصةم أما الؤممنيم طلب منها أن تترسال إليه الصحف الماما لينسخوا‬
‫منه ث يرده إليها ‪ ،‬فأرسالته إليه ‪ ،‬فنسخوه ف الصاحف و ردوه إليها ‪ .‬ث أمر عثمحان بإرساال‬
‫الصاحف النسوخةم إل القاليم ‪،‬و أمر بإحراق كل ما عداها من الصاحف الخرى ‪ ،‬فوجد‬
‫عمحله هذا قبحول و إعجابا و ارتياحا ‪ ،‬عند السلمحيم ‪ ،‬و اثنوا عليه و ل ينكروا فعله ‪ .‬و كان علي‬
‫–رضي ال عنه‪ -‬يقول عن حرق عثمحان للمحصاحف‪ )) :‬لو ل يصنعه عثمحان لصنعته ((‪ ،‬و قال‬
‫أيضا عن عثمحان ‪ )) :‬فوال ما فعل الذي فعل ف الصاحف إل عن مل منا جيعا ((‪. 584‬‬
‫و بذلك يتبحيم أن ما قاما به عثمحان كان قرارا جاعيا ول يكن فرديا ‪ ،‬و أن عمحله ف الصحف‬
‫كان توحيدا للمحصحف و ليس جعا له ‪ ،‬فلم تدث أيةم عمحليةم جع جديدة من الكتوب و ل من‬
‫الفوظ ‪ ،‬لن القرآن كان ممحوعا كله تمسبحقا ف الصحف الماما ‪ ،‬ث تنسخت منه الصاحف الت‬
‫تأرسالت إل القاليم ‪ ،‬فكانت هذه الصاحف منسوخةم نسخا كامل من الصحف الماما الذي‬
‫تأرجع إل حفصةم ‪ ،‬و ل تدث فيها أيةم زيادة و ل نقصان ‪ .‬المر الذي يثبحت قطعا أن أركون ل‬
‫يكن موضوعيا عندما زعم أن عثمحان قاما بتجمحيع متلف الجزّاء الكتوبةم ساابقا ‪،‬و الشهادات‬
‫‪582‬‬
‫كل الروايات الت سانذكرها حئول توحيئد عثمحئان الصئحف و ما يتعلئق بئا ‪ ،‬هئي روايئات صئحيحةم السائانيد ‪ ،‬بنئاء علئى ما‬
‫ذكره مؤملفو الكتب الت ساأذكرها ‪.‬‬
‫‪583‬‬
‫البحخ ئئاري ‪ :‬الص ئئحيح ‪ ،‬ج ‪ 4‬صا‪ ، 1908 :‬رق ئئم ‪ . 4702 :‬و اب ئئن حج ئئر ‪ :‬الفت ئئح ‪ ،‬ج ‪ 9‬صا‪ . 18 :‬و الس ئئيوطي ‪:‬‬
‫التقان ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪. 166-165 :‬‬
‫‪584‬‬
‫البحخاري ‪ :‬الصحيح ‪ ،‬ج ‪ 3‬صا‪ ، 1291 :‬ج ‪ 4‬صا‪ . 1906 :‬ابن كثي ‪ :‬فضائل القرآن ‪ ،‬صا‪ 39 :‬و ما بعدها ‪ .‬ابن‬
‫حجئ ئئر ‪ :‬الفتئ ئئح ‪ ،‬ج ‪ 9‬صا‪ . 18 :‬السئ ئئيوطي ‪ :‬التقئ ئئان ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪ . 166 ، 165 :‬اب ئئن أبئ ئ داود ‪ :‬الص ئئاحف ‪ ،‬صا‪:‬‬
‫‪. 15‬‬
‫الشفويةم الت أمكن التقاطها من أفواه الصحابةم الوليم ‪ .‬فزّعمحه هذا كله باطل ‪ ،‬تنقضه الروايات‬
‫الصحيحةم الت ذكرناها ‪ .‬و نن نتحداه مرة أخرى بأن يأت لنا بروايات تارييةم صحيحةم تثبحت‬
‫مزّاعمحه و أوهامه ‪.‬‬
‫و ثالثا إن زعمحه بأن هناك )) تمشكلةم صحةم النص الشكل ف ظل الليفةم عثمحان ‪ ،‬و النقد‬
‫ت‬
‫التاريي الاصا به ((‪ . 585‬هو زعم باطل ل يذكر دليل على صدقه ‪،‬و تنقضه القائق التارييةم الت‬
‫ذكرناها ساابقا ‪ ،‬الت بينت أنه ل تدث فيها أيةم مشكلةم تتعلق بصحةم النص ‪ ،‬فقد تت بإجاع من‬
‫الصحابةم و بوافقةم منهم ‪ .‬فأركون يتعمحد إثارة الشكوك الشبحهات‪ ،‬و يتعلق بالوهاما و الظنون من‬
‫دون دليل صحيح ‪.‬‬
‫كمحا أن قوله بأن الصحف اساتغرق ‪ 25‬سانةم بعد وفاة النب لكي اكتمحل زمن عثمحان‪ . 586‬فهو‬
‫غي صحيح ‪ ،‬لن الصحف تاكتمحل متنا و حفظا و تدوينا‪-‬من دون جع‪ ، -‬زمن رساول ال –عليه‬
‫الصلة و السلما‪ ، -‬فعندما توف تركه كامل ‪ ،‬من دون جع ‪ ،‬فجمحعه أبو بكر ‪ ،‬و وحده‬
‫عثمحان‪-587‬رضي ال عنهمحا‪ ، -‬فالمحع الذي حدث زمن أب بكر ‪ ،‬و التوحيد الذي ت زمن‬
‫عثمحان ‪ ،‬ل يكن لمحا أي تأثي ف متوى القرآن و متنه ‪ ،‬من حيث الزّيادة و النقصان ‪ .‬فالذي‬
‫حدث هو أمر شكلي خارجي تنظيمحي توثيقي يصب ف خدمةم النص و الفاظ عليه ‪،‬و ل يكن له‬
‫أي تأثي سالب على متوى النص ‪ ،‬لكن أركون تيغمحض عينيه عن القيقةم ‪،‬و يسعى لتحويل‬
‫اليإابيات إل سالبحيات ليطعن ف القرآن ‪،‬و تيذهب عنه خصائصه اليإابيةم التوثيقيةم الت يتازبا عن‬
‫الكتب القدساةم الرفةم ‪.‬‬
‫كمحا أن التاريخ الذي حدده لكتمحال النص‪-‬حسب زعمحه‪، -‬و هو ‪ 25‬سانةم ‪ ،‬هو تاريخ غي‬
‫صحيح ‪ ،‬لن النب‪-‬عليه الصلة و السلما‪ -‬توف سانةم ‪ 11‬هجريةم ‪ ،‬و عثمحان شرع ف توحيد‬
‫الصحف سانةم ‪ 25‬للهجرة ‪ ،‬فيكون الفارق الزّمن ‪ 14‬سانةم و ليس ‪ 25‬سانةم ‪.‬‬
‫و أخطأ أيضا عندما قال ‪ :‬إن بعد موت النب ببحضع سانوات )) راح عثمحان تيشكل نسخةم رسيةم‬
‫للوحي‪ -‬الصحف‪ . 588(( -‬فهذا خطأ واضح ‪ ،‬فيه إغفال لا ما قاما به أبو بكر الصديق ‪ ،‬و فيه‬
‫خطأ ف اساتخداما عبحارة ‪ :‬بضع ‪ ،‬لن البحضع ف اللغةم العربيةم هو العدد ما بيم ‪ ، 589 9-3 :‬و‬
‫عليه فإن عثمحان يكون قد شيكل الصحف حسب زعم أركون ما بيم ‪ 3‬إل ‪ 9‬سانوات من وفاة‬

‫‪585‬‬
‫الفكر السالمي ‪ ،‬صا‪. 125 :‬‬
‫‪586‬‬
‫تارييةم الفكر ‪ ،‬صا‪. 288 :‬‬
‫‪587‬‬
‫سابحق توثيق ذلك ‪.‬‬
‫‪588‬‬
‫الفكر السالمي ‪ ،‬صا‪. 190 :‬‬
‫‪589‬‬
‫متار الصحاح ‪ ،‬صا‪. 43 :‬‬
‫الرساول‪-‬عليه الصلة و السلما‪ ، -‬و هذا كلما غي صحيح تاما ‪ ،‬لن عثمحان شرع ف توحيد‬
‫الصحف بعد ‪ 14‬سانةم من وفاة رساول ال‪ ،‬و ليس بعد ‪ 3‬أو ‪ 9‬سانوات من وفاته ‪.‬‬
‫و أما قوله بأن الوثائق الت تتفيد ف عمحل تاريخ نقدي للنص القرآن قد تدمرت باسرار‪. 590‬‬
‫فهو قول مبحالغ فيه جدا ‪ ،‬و فيه خطأ كبحي ‪ ،‬لنه ل توجد أيةم وثائق ذات قيمحةم إل الصاحف الت‬
‫أمر عثمحان بإحراقها ‪ ،‬و هذه الصاحف الت أمر بإحراقها كانت للصحابةم ‪ ،‬و ل تتلف مطلقا‬
‫عن الصحف الماما ف متواها ‪ ،‬لن مصدرها واحد هو رساول ال –صلى ال عليه و سالم‪، -‬‬
‫فأخذوا عنه القرآن حفظا و كتابةم و قراءة ‪ .‬و إنا الذي كان حادثا هو أن بعض الصحابةم كانت‬
‫لم شروح لبحعض اليات كتبحوها ف مصاحفهم للشرح فقط ‪ ،‬و ليس إدخال لا ف مت القرآن لنه‬
‫كان مفوظا تميزّا لديهم ل يتلط عليهم ‪ ،‬كمحا أنه حدثت اختلفات بيم السلمحيم ف القراءات‬
‫من حيث الشكل و التنقيط و النطق‪ ، 591‬ما اساتدعي تدخل الليفةم عثمحان لوضح حل للمحشكل‬
‫‪ ،‬فوحد الصحف رسا و قراءة ‪ ،‬و قد وافقه على ذلك الصحابةم و اساتجابوا له عندما أمرهم برق‬
‫الصاحف ‪ .‬و لو كان الصحف الماما يالف مصاحفهم ما اساتجابوا له ‪ ،‬و لالفوه و تدوه ‪،‬‬
‫و با أنم ما فعلوا ذلك ‪ ،‬دل المر‪-‬قطعا‪ -‬على أن القرآن كان واحدا بينهم ‪ ،‬و أن الصاحف‬
‫الت أحرقت ل تكن تتلف عن الصحف الماما تمطلقا ‪ .‬لكن أن أركون يتك الروايات الصحيحةم‬
‫الواضحةم ‪،‬و يتعلق بالوهاما و الظنون و الشكوك و الشبحهات و تيثيها بل دليل من العقل و ل‬
‫من التاريخ ‪.‬‬
‫و تأشي هنا إل أمر هاما جدا ‪ ،‬مفاده أن عمحليةم توحيد الصحف زمن عثمحان –رضي ال‬
‫عنه‪-‬تت ف ظروف اجتمحاعيةم و ساياسايةم عاديةم حسنةم للغايةم ‪ ،‬بوافقةم من الصحابةم و برضى من‬
‫السلمحيم ‪،‬و بأمر من الدولةم و بإشراف منها ‪،‬و بتدوين من لنةم تمتارة متخصصةم تولت نسخ‬
‫الصحف الماما ‪ ،‬و عمحلها هذا ل يكن تدميا للنص القرآن كمحا زعم أركون ‪،‬و إنا هو عمحليةم‬
‫نسخ و نقل و حفظ للمحصحف الماما ‪.‬‬

‫و أما الطأ الامس فيتعلق بزّعم أركون بأن للقرآن مرحلتيم ‪ ،‬الول شفويةم زمن النب ‪،‬و الثانيةم‬
‫مكتوبةم مغلقةم ناجزّة نائيةم تت زمن التدوين الرسي‪ . 592‬و زعمحه باطل من أسااساه ‪ ،‬يتضمحن تغليطا‬
‫و تريفا للتاريخ ‪ ،‬لن القرآن الكري ل تكن له إل مرحلةم واحدة فقط ‪ ،‬كان فيها مفوظا ف‬
‫الصدور ‪ ،‬و مكتوبا ف السطور ‪ ،‬و مفتوحا و تمغلقا بيد الرساول‪-‬عليه الصلة و السلما ‪ ، -‬و أما‬

‫‪590‬‬
‫الفكر السالمي ‪ ،‬صا‪. 126 :‬‬
‫‪591‬‬
‫صبححي الصال ‪ :‬الرجع السابق ‪ ،‬صا‪ 255 ، 85 ، 79 :‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫‪592‬‬
‫الفكر الصول‪ ،‬صا‪. 337 ، 205 ، 131 :‬‬
‫جعه زمن أب بكر ‪ ،‬و توحيده زمن عثمحان ‪ ،‬فهو عمحل ل تيثل مرحلةم جديدة ‪ ،‬و إنا عمحل‬
‫شكلي تنظيمحي تكمحيلي للمحرحلةم الول ‪.‬و الدلةم على كلمنا هذا سابحق أن ذكرناها فل نعيدها هنا‬
‫‪.‬‬
‫ضح حت الن ‪ ،‬و‬ ‫و زعم أيضا أن النص القرآن الشفوي تديون كتابةم ف ظروف تارييةم ل )) تتو ي‬
‫ل تيكشف عنها النقاب ((‪ . 593‬و زعمحه هذا وهم و خيال ‪ ،‬و افتاء تمتعمحد ‪ ،‬لن القرآن الكري‬
‫له مرحلةم واحدة كان فيها مفوظا و مدونا زمن رساول ال –عليه الصلة و السلما‪ ، -‬و تاريه‬
‫معروف ثابت موثق ف ظروف عاديةم للغايةم ‪ ،‬ذكرنا طرفا منها ‪ ،‬و هي موجودة ف الكتب‬
‫التحصصةم بعلوما القرآن و تاريه ‪ ،‬علمحا بأن القرآن الكري هو أول و أهم مصدر لتاريخ القرآن ‪،‬‬
‫فالقرآن تيؤمرخ لنفسه ‪،‬و يمحل تاريه ف ذاته ‪ ،‬ث تأت بعده السنةم النبحويةم الصحيحةم الوافقةم له ‪ ،‬ث‬
‫تأت فيمحا بعد مصادر ثانويةم أخرى ‪.‬‬
‫و أركون يتعمحد إثارة الشكوك و الشبحهات لتييوج لا و يبحن عليها أوهامه ‪ ،‬انطلقا من‬
‫خلفياته الذهبحيةم للوصول إل أهداف تمسطرة سالفا ‪ ،‬كمحقارنته بيم الناجيل و القرآن ‪ ،‬فقال إنه إذا‬
‫كانت الناجيل قتدونت فيمحا بيم ‪ 100 – 70‬سانةم ‪ ،‬من موت السيح ‪ ،‬فإن القرآن أيضا له مرحلةم‬
‫شفويةم عندما ةديون بعد ‪ 30‬سانةم حسب التاث العروف على حد زعمحه‪. 594‬‬
‫و زعمحه هذا باطل مردود عليه ‪ ،‬و هو ل يل من تكراراه ‪ ،‬علمحا أنه ل مال للمحقارنةم بيم‬
‫الناجيل و القرآن الكري متنا و إسانادا و توثيقا ‪ ،‬فإذا كانت الناجيل تدونت ما بيم ‪100-70‬‬
‫سانةم ‪ ،‬من وفاة السيح‪-‬عليه السلما‪ -‬و ليست لا أساانيد ‪ ،‬فإن أمر القرآن الكري يتلف تاما ‪،‬‬
‫فهو قد تحفظ و تدون كله زمن رساول ال‪-‬عليه الصلة و السلما‪، -‬و و صلنا بالتواتر مكتوبا و‬
‫مفوظا و تمسندا ‪ .‬أما حكايةم الثلثيم سانةم ‪ ،‬فهي خرافةم من خرافات أركون الذي ل يل من التعلق‬
‫بالوهاما و نفخها ‪ ،‬لنه سابحق أن ذكرنا أخبحارا و روايات صحيحةم تؤمكد قطعا بأن القرآن يدود كامل‬
‫زمن رساوله ال ‪ ،‬و تجع زمن أب بكر ف نفس السنةم الت تتوف فيها النب‪-‬عليه الصلة و السلما –‬
‫ف سانةم ‪ 11‬للهجرة ‪ ،‬و تويحد مصحفه زمن عثمحان سانةم ‪ 25‬هجريةم ‪ ،‬فبحينه و بيم وفاة رساول ال‬
‫‪ 14‬سانةم ‪ ،‬و ليس ‪ 30‬سانةم ‪ ،‬و ساابقا كان قد زعم أن الصحف كان قد اساتغرق ‪ 25‬سانةم بعد‬
‫وفاة النب لكي اكتمحل زمن عثمحان ‪ .‬فلمحاذا هذا الختلف ؟ ‪ ،‬أما أنه ل يعرف الساب ؟‪ .‬نعم‬
‫إنه يعرف الساب ‪ ،‬لكنه يتعمحد التحريف ‪،‬و التغليط و الفتاء ‪ ،‬ليصل إل ما خطط له سالفا ‪.‬‬
‫و أما قوله ‪ )) :‬هنا ند أنفسنا أماما الشكلةم الضخمحةم للكلما الشفهي الذي أصبحح نصا‬

‫‪593‬‬
‫نفس الرجع ‪ ،‬صا‪. 41 :‬‬
‫‪594‬‬
‫تارييةم الفكر العرب صا‪. 173 :‬‬
‫((‪ . 595‬فهذا من تويلته و تضخيمحاته الت ل يل من تكراراها ‪ ،‬لنه ل توجد أيةم مشكلةم ف‬
‫كلما ال تعال من حيث تاريه و توثيقه ‪ ،‬و من حيث فهمحه ‪ ،‬فالقرآن لا نزّل على قلب رساول‬
‫ال‪ -‬عليه الصلة و السلما‪ -‬تدون مبحاشرة ف السطور و تحفظ ف الصدور ‪ ,‬و ل تدث أيةم تمشكلةم‬
‫لديهم من حيث نظرتم إل كلما ال ‪ ،‬و أنا الكفار هم الذين تعجبحوا كيف ينزّل ال كلمه على‬
‫بشر منهم ‪ ،‬فرد عليهم ال تعال ف آيات كثية ‪،‬و بيم تافت اعتاضاتم ‪ ،‬ليس هنا مال ذكرها‪.‬‬
‫و ها هو أركون اليوما يتعجب كمحا تعجب هؤملء ‪ ،‬و يتلق مشكلةم مفتعلةم جعلها ضخمحةم ‪ ،‬و هو‬
‫يعرف الرد القرآن عليها ‪ ،‬لكنه تمتبحع لواه ‪ ،‬ل يريد إتبحاع الق الذي ذكره القرآن ‪.‬‬
‫و أما الطأ السادس فيتعلق بزّعم أركون من أن تشكل القرآن أثار احتجاجات و معارضات ‪،‬‬
‫فادعى أن القرون الجريةم الول كانت )) قد شهدت اعتاضات و احتجاجات ‪ ،‬وصلت إل‬
‫مسألةم تشكل النص القرآن ((‪ ،‬و )) يكن أن نضرب مثل على ذلك ‪ ،‬اثنيم من القضاة اللذين‬
‫أدانتهمحا السلطةم العبحاسايةم ف القرن الرابع الجري لنمحا احتجا على بعض قراءات النص الرسي‬
‫الشكل ‪ ،‬بعض القراءات فقط ((‪. 596‬‬
‫ت‬
‫و ردا عليه أقول ‪ :‬أول إن عبحارة ‪ :‬تشكل النص القرآن ‪ ،‬هي عبحارة ممحلةم يإب تفصيل الراد‬
‫منها ‪ ،‬لنه إذا كان القصود منها تشكل القرآن مضمحونا و قراءة ‪ ،‬فهذا قد ت نائيا على يدي‬
‫رساول ال –عليه الصلة و السلما‪ ، -‬فهو قد تتوف و ترك القرآن كامل مفوظا مكتوبا ‪ ،‬معروفةم‬
‫قراءاته‪ ،‬و هذا الانب ل يطرأ عليه أي تغيي إل يومنا هذا ‪.‬‬
‫و أما إذا كان القصود بتشكل القرآن ‪ :‬جعه و توحيده ‪ ،‬و تييزّ قراءاته الصحيحةم من الشاذة ‪،‬‬
‫فهذا أمر صحيح حدث بعد وفان الرساول‪-‬عليه الصلة و السلما‪ ، -‬و هو أمر ل يس مضمحون‬
‫القرآن و متنه أصل ‪ ،‬و إنا يصب ف خدمةم النص و حفظه ‪،‬و تسهيل قراءته و التعامل معه و‬
‫النتفاع به ‪ .‬و واضح من كلما أركون أنه قصد العن الثان بعبحارة ‪ :‬تشكل النص القرآن ‪ ،‬ليطعن‬
‫به ف العن الول الذي يص مت القرآن و مضمحونه و قراءاته الصحيحةم ‪ .‬و عمحله هذا فيه تغليط‬
‫و افتاء تمتعمحد ليصل إل ما خطط له سالفا ‪ ،‬و هو الطعن ف القرآن الكري ‪ .‬و هذا هو ديدنه ‪،‬‬
‫فيأت إل الانب اليإاب فيطعن فيه و يلفه بالشبحهات و الشكوك ‪ ،‬ث تيوجهه حسب هواه ‪،‬و‬
‫هذا هو الذي حدث ف مسألةم تشكل القرآن بالعن الثان ‪ ،‬فبحدل من أن يكون ما حدث للقرآن‬
‫من جع و توحيد ‪ ،‬و تييزّ للقراءات ‪ ،‬هو عمحل يدما الت و يزّيد ف حفظه و تنظيمحه ‪ ،‬جعله‬
‫أركون عمحل سالبحيا ‪ ،‬و اتذه وسايلةم للطعن ف القرآن و التشكيك ف متنه ‪،‬بل دليل من التاريخ و‬
‫ل من العقل ‪.‬‬
‫‪595‬‬
‫الفكر السالمي ‪ ،‬صا‪. 146 :‬‬
‫‪596‬‬
‫تارييةم الفكر العرب ‪ ،‬صا‪. 289 :‬‬
‫و ثانيا يإب علينا ف نظرتنا إل القرآن و ما يتعلق به مضمحونا و شكل و تاريا ‪ ،‬أن نتكم‬
‫دوما و قبحل كل شيء إل التواترات و اليقينيات ‪ ،‬و الثوابت الشرعيةم و التارييةم ‪ ،‬و ل ننساق‬
‫وراء الهواء و الظنيات ‪ ،‬و الكذوبات من الحاديث و الروايات التارييةم ‪ .‬و بناء على ذلك فإننا‬
‫نقول ‪ :‬إن ال تعال قد تكفل بفظ كتابه حفظا كامل ‪ .‬و أن القرآن الكري ‪ ،‬قد تدون و تحفظ‬
‫كله زمن رساول ال ‪ .‬و أنه تجع زمن أب بكر ‪ ،‬و توحد زمن عثمحان بوافقةم و إجاع من الصحابةم‬
‫كلهم ‪ ،‬من دون أيةم معارضةم منهم ‪ ،‬و ل من باقي السلمحيم ‪ .‬و بناء على هذه اليقينيات و‬
‫التواترات و الثوابت الشرعيةم و التارييةم ‪ ،‬فإن كل ما تيروى من طعن ف القرآن ‪ ،‬فهو إما أنه‬
‫مكذوب ‪ ،‬و إما أنه خطأ من صاحبحه ‪ ،‬و إما أنه ليس ما تيطعن به ف القرآن ‪ ،‬و إنا تاساتخدما‬
‫فقط للطعن فيه من باب التغليط و التدليس و التحريف ‪.‬‬

‫و أما ما تيروى عن الصحاب عبحد ال بن مسعود‪-‬رضي ال عنه‪ ، -‬من أنه أنكر كون ساورت‬
‫العوذتيم من القرآن ‪،‬و أنه اعتض على توحيد الصحف زمن عثمحان ‪،‬و أب حرق مصحفه‪. 597‬‬
‫فبحخصوصا موقفه من العوذتيم ‪ ،‬فقد أنكره بعض العلمحاء كابن حزّما ‪ ،‬و النووي ‪ ،‬و قالوا ‪ :‬إن‬
‫ذلك باطل مكذوب عليه ‪ ،‬ليس بصحيح‪ . 598‬و موقفهمحا هذا صحيح ‪ ،‬تؤميده الشواهد الثابتةم‬
‫التيةم ‪ :‬أولا إن نسبحةم ذلك لبن مسعود ‪ ،‬هو طعن ف القرآن نفسه ‪ ،‬و تشكيك فيه ‪ ،‬و رد له و‬
‫تكذيب له ‪ ،‬لنه با أن العوذتيم موجودتيم ف القرآن الكري الذي تول ال حفظه ‪،‬و توحفظ و‬
‫تديون زمن‪ -‬النب عليه الصلة و السلما‪، -‬و تجع و توحد زمن الصحابةم بإجاع منهم ‪ ،‬فهذا يعن‬
‫بالضرورة الشرعيةم و التارييةم أن من ينكر العوذتيم أو غيها من ساور القرآن ‪ ،‬فإنه يطعن ف القرآن‬
‫و تيكذبه من جهةم ‪ ،‬لكن القرآن نفسه تيكذب الطاعن فيه ‪،‬و ينقض شبحهاته و مزّاعمحه من جهةم‬
‫أخرى ‪ .‬و بناء على ذلك فإن القرآن ينقض ما تنسب لبن مسعود و يتبحطله ‪ .‬و با أن المر‬
‫كذلك فل يصح نسبحةم ذلك إل ابن مسعود العروف بعلمحه و صلحه و طول صحبحته للنب و كبحار‬
‫الصحابةم ‪.‬‬
‫و أما إذا قيل ‪ :‬ربا يكون ابن مسعود قد اخطأ فيمحا صدره عنه و قاله ‪ ،‬فهذا أمر تمستبحعد جدا‬
‫‪ ،‬بل ل يصح أن يصدر عنه ‪ ،‬لكانته و علمحه ‪ ،‬و لن هذا المر ليس ما تينسى أو تيغلط فيه ‪ ،‬و‬
‫ل تيتذكر بعد نسيانه و الطأ فيه ‪ .‬فأين كان هو عندما كان الرساول‪-‬عليه الصلة و السلما ‪، -‬و‬
‫الصحابةم يقرؤون العوذين ف الصلة و خارجها مدة سانيم طويلةم ؟ ! ‪ .‬و أين كان هو عندما‬

‫‪597‬‬
‫أنظئئر مثل ‪ :‬عبحئئد العظيئئم الزّرقئئان ‪ :‬مناهئئل العرفئئان ‪ ،‬ط ‪ ،1‬دار الفكئئر ‪ ،‬بيوت ‪ ، 1996 ،‬ج ‪ 1‬صا‪ . 197 :‬و ابئئن‬
‫أب داود ‪ :‬الصاحف ‪ ،‬صا‪ 58 :‬و ما بعدها ‪ .‬و صبححي الصال ‪ :‬مبحاحث عي علوما القرآن ‪ ،‬صا‪25 :‬‬
‫‪598‬‬
‫النووي ‪ :‬المحوع ‪ ،‬ط ‪ ،1‬دار الفكر بيوت ‪ ،1996 ،‬ج ‪ 3‬صا‪ . 350 :‬و ابن حزّما‪ :‬اللى ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪.13 :‬‬
‫وجدها زيد بن ثابت مكتوبةم و وضعها ف الصحف الماما عند أول جع له ؟ ! ‪ .‬و أين ‪ ...‬و‬
‫أين ؟ ‪.‬‬
‫و الشاهد الثان هو من السنةم النبحويةم الصحيحةم ‪ ،‬فقد ثبحت أن رساول ال‪-‬عليه الصلة و‬
‫السلما‪ -‬كان يقرآ بالعوذتيم ف الصلة ‪،‬و قال عنهمحا ‪ )) :‬آيات أنزّلت الليلةم ‪ ،‬ل يثر مثلها‪ :‬قل‬
‫أعوذ برب الفلق ‪ ،‬و قل أعوذ برب الناس ((‪ . 599‬فهذا دليل دامغ على بطلن ما تنسب لبن‬
‫مسعود‪ ،‬لنه ل تيعقل أن تنزّل العوذتان بكةم ‪،‬و يظل السلمحون يقرؤونمحا ف العهدين الكي و‬
‫الدن و ابن مسعود ل يعرف أنمحا من القرآن ! ‪.‬‬
‫و الشاهد الثالث هو الجاع ‪ ،‬فقد سابحق أن ذكرنا أن الصحابةم أجعوا على ما قاما به أبو بكر‬
‫ف جعه للقرآن‪ ،‬كانت العوذتان من المحوع ‪ ،‬دون أن تدث أيةم معارضةم و ل احتجاج ‪ ،‬و ل‬
‫إنكار من ابن مسعود ‪،‬و ل من غيه من الصحابةم ‪ ،‬فديل ذلك على أن العوذتيم من القرآن و أن‬
‫ابن مسعود ل يكن ينكرها ‪.‬‬
‫و الشاهد الرابع يتمحثل ف أن الصحيح الروي عن ابن مسعود ف موقفه من العوذتيم ‪ ،‬ينقض‬
‫ما تنسب إليه من إنكاره كونمحا من القرآن ‪ ،‬و هو أن قراءة عاصم الصحيحةم العتمحدة ‪ ،‬من بيم‬
‫القراءات السبحع ‪ ،‬هي مرويةم عن علي بن أب طالب و ابن مسعود‪ -600‬رضي ال عنهمحا‪ . -‬و هي‬
‫تتوي على العوذتيم ‪،‬و من أكثر القراءات انتشارا ف العصر الديث ‪ ،‬فديل ذلك على بطلن ما‬
‫تنسب لبن مسعود ‪.‬‬
‫و الشاهد الامس مفاده أن انفراد عبحد ال بن مسعود بانكار كون العوذتيم من القرآن‬
‫الكري ‪ ،‬مالفا بذلك القرآن ‪ ،‬و السنةم الصحيحةم ‪،‬و إجاع الصحابةم ‪ ،‬هو دليل دامغ على‬
‫بطلن ما تنسب إليه من إنكار كون العوذتيم من القرآن ‪ ،‬فلو كان المر كمحا تزعم لقال ذلك‬
‫صحابةم آخرون ‪.‬‬
‫و أما ما تيروى عن ابن مسعود من القراءات الشاذة الحرفةم للقرآن ن كقراءته }إلنن الليهع لع‬
‫ت‬
‫يعظوللتم لمثوئعقاعل نلةم{ٍ ‪ ،‬بدل من )) إن ال ل يظلم مثقال ذرة (( ‪ -‬ساورة النساء‪ ، -40/‬فهي قراءة‬
‫مكذوبةم عليه ‪ ،‬لنا تالف الصحف الماما البحكري العثمحان ‪ ،‬الذي أجع عليه الصحابةم ‪ ،‬من‬
‫ت‪ 601‬ف القراءات العشر العتمحدة ‪ ،‬فلم أعثر فيها على شيء من‬ ‫بينهم ابن مسعود ‪ .‬و قد بث ت‬
‫تلك القراءات الشاذة الرفةم للقرآن ‪.‬‬
‫و لنا أيضا –أي القراءات الشاذة‪ -‬تالف قراءة عاصم الصحيحةم العتمحدة من بيم القراءات‬
‫‪599‬‬
‫مسلم ‪ :‬الصحيح ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪. 558 :‬‬
‫‪600‬‬
‫ابن ماهد ‪ :‬السبحعةم ف القراءات ‪ ،‬ط ‪ ، 2‬دار العارف ‪ ،‬القاهرة ‪ ، 1400 ،‬صا‪. 70 :‬‬
‫‪601‬‬
‫ب ‪ :‬النشر ف القراءات العشر لبن الزّري ‪ :‬و السبحعةم ف القراءات لبن ماهد ‪.‬‬
‫بثت ف كتا ي‬
‫السبحع و العشر معا ‪ ،‬و هي قراءة مرويةم عن علي و ابن مسعود‪ -‬رضي ال عنهمحا‪ ، -‬و ل تيوجد‬
‫فيها شيء من تلك القراءات الشاذة الزّعومةم ‪. 602‬‬
‫و أما ما تروي عن ابن مسعود من معارضتةم عندما عويحد عثمحان الصحف ‪ ،‬و رفض إحراق‬
‫مصحفه ‪ ،‬فإن المر تممحل يتاج إل تفصيل من جانبحيم ‪ ،‬أولمحا إن ابن مسعود ل يكن يطعن ف‬
‫صحةم القرآن ‪ ،‬و ل ف صحةم عمحليةم توحيده ‪ ،‬الت تت زمن عثمحان‪ ، 603‬بدليل أنه ل يعتض‬
‫على جع القرآن زمن أب بكر ‪ ،‬و ل أنكر شيئا منه ‪ ،‬و هذا الصحف هو الذي تنسخت منه‬
‫الصاحف العثمحانيةم ‪ .‬و لنه أيضا أن قراءته الصحيحةم الرويةم عنه و عن علي ‪ -،‬رضي ال عنهمحا‪-‬‬
‫هي قراءة عاصم العتمحدة الوافقةم للرسام العثمحان ‪.‬‬
‫و أما الانب الثان فيتعلق بوقف ابن مسعود من اللجنةم الت تولت عمحليةم النسخ و التوحيد ‪،‬‬
‫فقد تروي أنه اعتض على تعييم زيد بن ثابت رئيسا لا ‪ ،‬لنه كان يرى أنه أول منه للقياما بتلك‬
‫الهمحةم‪ . 604‬لكنه عاد و رضي با جرى ‪ ،‬بعدما تبحيم له صحةم ما قاما به عثمحان و من معه من‬
‫الصحابةم‪. 605‬‬
‫و بالنسبحةم لثال القاضييم اللذين ذكرها أركون و قال إنمحا احتجا على بعض قراءات النص‬
‫الرسي ‪ ،‬فأدانتهمحا السلطةم العبحاسايةم ف القرن الرابع الجري ‪ ،‬فهو مثال غامض كان على أركون أن‬
‫تيوضحه و تيوثقه ‪ ،‬فيذكر أساء القاضييم ‪،‬و الصادر الت تكلمحت عنهمحا و فيمحا قاما به ‪ .‬لكنه ل‬
‫يفعل ذلك ‪،‬و ترك المر غامضا تملغزّا و كأنه تعمحد ذلك للتمحويه و التغليط ‪ ،‬و التضخيم و البحالغةم‬
‫ت عنهمحا و ل أعثر لمحا على أي ذكر واضح‬ ‫فيمحا ذهب إليه ‪ ،‬و التشويش على القارئ ‪ ،‬فقد بث ت‬
‫ثابت ‪ .‬لكنن عثرت على حادثتيم مرتبحطتيم بوضوع قراءات القرآن الشاذة ‪ ،‬حدثتا لقارئيم ببحغداد‬
‫ف القرن الرابع الجري‪ ،‬و اساتتابمحا العلمحاء ف ملسيم تعقدا لمحا‪ .‬و يبحدو ل أن أركون يقصد‬
‫هذين القارئيم ‪ .‬الول هو ‪ :‬القارئ ممحد بن أحد بن شنبحوذ البحغدادي)ت ‪328‬ه( ‪ ،‬قرأ بالقراءات‬
‫الشاذة النسوبةم إل الصحابييم ابن مسعود و تأب بن كعب‪ -‬رضي ال عنهمحا‪ ، -‬فأنكر عليه الناس‬
‫و العلمحاء القراءة بالشواذ‪ ،‬و ترفع أمره إل القضاء سانةم ‪323‬ه ‪ ،‬فتعقد له ملس ناظره فيه العلمحاء ‪،‬‬
‫كان من بينهم ‪ :‬شيخ القراء ابن ماهد‪ ،‬و القاضي أبو السيم عمحر بن ممحد ‪ ،‬فانتهى اللس‬
‫باساتتابةم ابن شنبحوذ ‪ ،‬فتاب عمحا صدر منه ‪،‬و أعلن أنه سايقرأ بصحف عثمحان ‪،‬و كتب ف ذلك‬

‫‪602‬‬
‫أنظر مثل ‪ :‬ابن ماهد ‪ :‬السبحعةم ف القراءات ‪ ،‬صا‪. 70 :‬‬
‫‪603‬‬
‫الزّرقان ‪ :‬مناهل العرفان ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪. 197 :‬‬
‫‪604‬‬
‫نفسه ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪ . 197 :‬و النسائي ‪ :‬السنن ‪ ،‬ج ‪ 8‬صا‪ ، 134 :‬رقم ‪. 5063 :‬‬
‫‪605‬‬
‫الذهب ‪ :‬السيي ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪. 488 :‬‬
‫مضر وقع فيه الاضرون بطوطهم‪. 606‬‬
‫و الثان هو ‪ :‬القارئ أبو بكر بن لمقسم البحغدادي)ت ‪ 354‬ه( ‪ ،‬إنه ل يكن يلتزّما‬
‫بالقراءات الصحيحةم ‪ ،‬و كان يقرأ وفق ما بدا له أنه صحيح ف اللغةم ‪ ،‬و لو خالف بذلك‬
‫القراءات الصحيحةم القائمحةم على الرسام العثمحان ‪ ،‬فظهرت منه قراءات منكرة ‪ ،‬خالف با الجاع و‬
‫صواو علنييا {ٍ‬ ‫ل‬
‫تفيرد با ‪ ،‬و هي ل توز عند المحيع ‪ ،‬فكان يقرأ قوله تعال ‪} :‬فعئلعنمحا اوساتعئويأعتساواو مونهت عخلع ت‬
‫‪ -‬ساورة يوساف‪ ،-80/‬هكذا ‪ )) :‬فلمحا اساتيأساوا منه خلصوا نجيبا (( ‪،‬و زعم أنه لو قرأنا )) نيبحا‬
‫(( لكان قويا‪ .‬فلمحا أظهر ذلك أنكر عليه العلمحاء و عقدوا له ملسا بضور شيخ القراء ابن ماهد‬
‫‪ ،‬فناقشوه ف المر ‪ ،‬و اساتتابوه ‪ ،‬فأظهر التوبةم عمحا صدر منه‪. 607‬‬
‫و قبحل الرد على أركون ‪ ،‬أشي هنا إل أن القراءات الشاذة هي القراءات الخالفةم‬
‫للمحصحف الماما –أي العثمحان‪ ،-‬الت ل تتوفر فيها شروط الصحةم و هي ‪ :‬موافقةم القراءة‬
‫للمحصحف العثمحان‪ .‬و موافقةم القراءة للغةم العربيةم و لو بوجه‪ .‬و صحةم الساناد ‪ ،‬و قد اشتط بعض‬
‫العلمحاء تواتره و ليس صحته فقط‪. 608‬‬
‫و بناء على ذلك يتب أن القراءات الت أظهرها ابن شنبحوذ و ابن لمقسم هي قراءات مالفةم‬
‫للمحصحف الماما التواتر المحع على صحته‪ ،‬لنا ل تتوفر فيها شروط الصحةم ‪ .‬لكن أركون زعم أن‬
‫الرجليم‪ 609‬احتجا على بعض فراءات النص الرسي ‪ ،‬و القيقةم أنمحا خالف الجاع التواتر ‪ ،‬و‬
‫حيرفا القرآن ‪ ،‬و أهل الصحيح من القراءات و تسكا بالضعيف الشاذ غي الصحيح ‪.‬‬
‫و أما الطأ السابع فيتعلق بزّعم أركون بأن هناك مشاكل تارييةم تص تشيكل القرآن ‪ ،‬و‬
‫أدعى أن السلمحيم نزّعوا الصفةم التارييةم عن كيفيةم تشكل الصحف‪ ،‬و طمحسوا الشاكل التعلقةم‬
‫بذلك‪. 610‬‬
‫و ردا عله أقول‪ :‬إن هذا الرجل ل يل من تكرار أوهامه و مفتياته ‪ ،‬و تضخيمحها و نفخها و‬
‫تعيدها ‪ ،‬لتيوهم القارئ على أنا حقائق ‪ ،‬من دون أن قيقدما أي دليل علمحي صحيح من الشرع ‪،‬‬
‫و ل من العقل ‪ ،‬و ل من التاريخ ‪ .‬و حكايةم التارييةم الزّعومةم سابحق دحضها ف البححث الول من‬
‫الفصل الثان‪ .‬و أثبحتنا أيضا أن القرآن تشكل نائيا ف حياة رساول ال –عليه الصلة و السلما ‪،‬‬

‫‪606‬‬
‫ابن العمحاد النبحلي ‪ :‬شذرات الذهب ‪ ،‬ج ‪ 4‬صا‪ . 150 :‬و صبححي الصال ‪ :‬مبحاحث ف علوما القرآن ‪ ،‬صا‪. 251 :‬‬
‫‪607‬‬
‫ابن كئثي ‪ :‬البحدايئةم ‪ ،‬ج ‪ 11‬صا‪ . 311 :‬و ابئن العمحئاد النبحلئي ‪ :‬نفئس الصئدر ‪ ،‬ج ‪ 4‬صا‪ . 286 :‬و صئبححي الصال ‪:‬‬
‫نفس الرجع ‪ ،‬صا‪. 251 :‬‬
‫‪608‬‬
‫صبححي الصال‪ :‬نفس الرجع ‪ ،‬صا‪. 255 :‬‬
‫إن صح أنه يقصد ابن شنبحوذ و ابن لمقسم ‪.‬‬ ‫‪609‬‬

‫‪610‬‬
‫الفكر السالمي ‪ ،‬صا‪. 264 :‬‬
‫تدوينا و حفظا و قراءة ‪ ،‬ث جعه الصحابةم و وحدوه بإجاع منهم و بطريقةم علمحيةم صحيحةم‬
‫سااهت ف حفظه و تنظيمحه ‪،‬و ل تس أبدا مضمحون القرآن‪ .‬المر يتثبحت أن السلمحيم دونوا من‬
‫تاريخ القرآن جانبحيم هاميم ‪ ،‬الول هو الانب اللي التعلق بالوحي زمن النب‪-‬صلى ال عليه‬
‫وسالم‪ ، -‬فقد ساجلوا لنا تاريخ النزّول و التدوين ‪،‬و سااهوا بأنفسهم ف تدوينه وحفظه بيم يدي‬
‫رساول ال ‪ .‬و الانب الثان هو الانب البحشري الض بعد وفاة النب‪-‬عليه الصلة و السلما‪، -‬‬
‫فجمحعه الصحابةم و وحدوا مصحفه ‪ ،‬و سااهم العلمحاء السلمحون ف تنقيطه و تقسيم آياته ‪ ،‬و‬
‫تديد و ضبحط قراءاته الصحيحةم وفق منهج علمحي صحيح‪. 611‬‬
‫كمحا أنه ل توجد أيةم مشاكل تتعلق بتاريخ القرآن طمحسها السلمحون على حد زعم أركون ‪ ،‬و‬
‫كان عليه أن يذكر لنا شواهد موثقةم إن كان صادقا فيمحا يقول ‪ .‬و القيقةم الثابتةم تارييا ‪ ،‬هي أن‬
‫السلمحيم ساجلوا كل ما يتعلق بالقرآن الكري من روايات صحيحةم و ضعيفةم و موضوعةم ‪ ،‬و الدليل‬
‫على ذلك أن كتاب الصاحف لب بكر بن أب داود ‪ ،‬هو كتاب متخصص ف تاريخ القرآن ‪،‬‬
‫مضمحونا و تاريا ‪ ،‬ضم ف طياته روايات كثية فيها الصحيح و البحاطل ‪ ،‬و لو كان السلمحون‬
‫طمحسوا الشاكل الت توهها أركون ما دونوا الروايات البحاطلةم الت تقدح ف القرآن و تطعن فيه ‪ .‬و‬
‫من أراد التأكد من ذلك فلياجع الكتاب فهو مطبحوع و متداول بيم أهل العلم ‪ ،‬و موجود على‬
‫شبحكةم النتنت بالان ‪.‬‬
‫و أما زعمحه بأننا اليوما ل نستطيع العودة إل النص القرآن الفتوح لن السلمحيم الوائل أغلقوه‬
‫بشكل نائي (( ‪ . 612‬فهو زعم باطل يندرج ضمحن طريقةم أركون ف التغليط و التلعب‬
‫بالصطلحات ‪ ،‬و الفتاء على الشرع و التاريخ و العقل ‪ .‬و هو إما أنه ل يعي ما يقول ‪ ،‬أو أنه‬
‫يتعمحد ذلك ‪ ،‬لن القرآن الكري ل يوجد فيه نص مغلق و آخر مفتوح ‪ ،‬فهو كتاب واحد كان‬
‫مفتوحا مفوظا مدونا زمن النب‪-‬عليه الصلة و السلما‪ ، -‬فلمحا توف اكتمحل و انغلق نائيا إل البد‬
‫مضمحونا و قراءة ‪ ،‬هذه حقيقةم تارييةم ثابتةم متواترة ل شك فيها ‪ .‬أما ما قاما به الصحابةم من جع‬
‫و توحيد للمحصحف ‪ ،‬فهو ل يس الت مطلقا زيادة و ل نقصانا ‪ ،‬و إنا صب ف خدمته ‪ .‬و أما‬
‫حكايةم أركون من أن السلمحيم أغلقوا القرآن الفتوح فهي خرافةم من خرافات أركون الت ل يل من‬
‫تكراراها ‪ ،‬و إذا ل تستح فاصنع ما شئت ‪.‬‬
‫و أما زعمحه بأن مشكلةم الصحف الرسي الغلق أثار )) الكثي من الناقشات و الادلت بعد‬
‫ت‬
‫موت النب مبحاشرة ((‪ . 613‬فهو افتاء مفضوح و تمتعمحد ‪ ،‬لن التواتر تارييا أنه ل يدث أي‬
‫‪611‬‬
‫أنظر مثل ‪ :‬صبححي الصال ‪ :‬مبحاحث ف علوما القرآن ‪.‬‬
‫‪612‬‬
‫الفكر الصول ‪ ،‬صا‪. 213 :‬‬
‫‪613‬‬
‫السالما أوروبا ‪ ،‬صا‪. 79 :‬‬
‫خلف بيم الصحابةم حول مت القرآن و مضمحونه ‪ ،‬بعد وفاة رساول ال‪-‬صلى ال عليه وسالم‪، -‬و‬
‫أن الرصا عليه هو الذي دفع أبا بكر و الصحابةم إل جع كل القرآن بطريقةم علمحيةم منظمحةم ‪ ،‬من‬
‫دون حدوث أي خلف و ل معارضةم من احد‪.‬‬
‫لكن المر الذي حدث و تشبحث به أركون و نفخه و جعده ‪ ،‬و أخرجه من إطاره ‪،‬و‬
‫عويظفه بطريقته اللتويةم ‪ ،‬الت حولته إل مشكلةم تتعلق بالنص القرآن ‪ ،‬هو اختلف عادي للغايةم ف‬
‫وجهات النظر بيم عمحر و أب بكر و زيد بن ثابت –رضي ال عنهم‪ ،-‬ف شرعيةم جع القرآن ف‬
‫مصحف واحد ‪،‬و هو عمحل ل يفعله رساول ال ‪ ،‬ث سارعان ما اتفقوا على جع القرآن بعدما تبحيم‬
‫لم أهيته و فائدته ‪ .‬هذا هو الذي حدث حول القرآن بعد وفاة النب‪-‬عليه الصلة و السلما‪، -‬و‬
‫ل تيوجد غيه ‪ ،‬و إن كان عند أركون غيه فليأتنا به إن كان صادقا ‪ .‬فذلك الذي حدث ليس‬
‫خلفا على مضمحون القرآن و متنه ‪ ،‬كمحا أراد أن تيصيوره أركون ‪ ،‬و إنا هو خلف حول طريقةم‬
‫لصيانته و الفاظ عليه ‪ ،‬فهو خلف إيإاب و حرصا تمبحكر لصيانته ‪،‬و فيه إحساس بالسؤموليةم تاه‬
‫كتاب ال تعال ‪،‬و أمةم السالما‪ ،‬لكي ل تقع فيمحا وقع فيه أهل الكتاب ‪ .‬لكن أركون ل تيعجبحه‬
‫ذلك ‪ ،‬فجاء إل هذه الادثةم اليإابيةم العظيمحةم ‪ ،‬و زعم أنا أثارت الكثي من الناقشات و‬
‫الادلت الت تتعلق بالنص الرسي الغلق حسب زعمحه ‪ ،‬ليصل إل ما خطط له سالفا من الطعن ف‬
‫ت‬
‫القرآن بكل الوساائل التاحةم أمامه ‪ ،‬انطلقا من خلفياته الذهبحيةم العلمحاينةم التغريبحيةم الاقدة و الفاقدة‬
‫للمحوضوعيةم و الياد العلمحييم ‪.‬‬
‫و من أوهامه أيضا أنه زعم أن السلمحيم ف القرن الرابع الجري تفرضت عليهم نسخةم واحدة‬
‫من القرآن ‪ ،‬بعدما حدث إجاع بينهم على ذلك ‪ ،‬بعد فتة طويلةم من الحتجاج و اللف على‬
‫شكل و مضمحون النص القرآن((‪ . 614‬و قوله هذا وهم و خرافةم ‪ ،‬لن القرآن كان نسخةم واحدة‬
‫مضمحونا وقراءة ف حياة النب‪-‬عليه الصلة و السلما‪ ، -‬و ما بعده إل يومنا هذا ‪ .‬و نن نطالب‬
‫أركون بتوثيق زاعمحه‪ ،‬لنتأكد منها و نققها ‪ ،‬لن حادثةم الجاع الت ادعاها ما هي إل وهم و‬
‫خيال ‪ ،‬و ل وجود لا ف التاريخ ‪ ،‬فقد بثت عنها طويل و ل أعثر لا على أثر و ل على خبخ ‪.‬‬
‫و أركون نفسه اعتف –ضمحنيا‪ -‬با قلتته ‪ ،‬و ناقض نفسه أيضا ‪ ،‬عندما ذكر مرارا بأن القرآن‬
‫الرسي الغلق هو النص الوحيد الذي تفرض على السلمحيم منذ زمن عثمحان‪ . 615‬لكن أركون ل يتبحال‬
‫ت‬
‫بتناقضاته ‪ ،‬الهم عنده أنه تيغالط و تييرف ‪ ،‬بل ملل و ل كلل‪ ،‬ليطعن ف مضمحون القرآن و‬
‫مصداقيته و مصدريته ‪.‬‬
‫و أما الطأ الامس فيتعلق بوقف أهل السنةم و الشيعةم الماميةم من الصحف العثمحان ‪،‬‬
‫‪614‬‬
‫تارييةم الفكر ‪ ،‬صا‪. 94 ،60 :‬‬
‫‪615‬‬
‫الفكر الصول ‪ ،‬صا‪ . 213 :‬و السالما أوروبا ‪ ،‬صا‪. 79 :‬‬
‫‪616‬‬
‫‪ ،‬بعدما حدثت‬ ‫فذكر أركون أن هؤملء السنةم و الشيعةم أجعوا على صحةم الصحف العثمحان‬
‫بينهم مناقشات و صراعات عنيفةم انتهت باتفاقهم على ذلك‪. 617‬‬
‫و إحقاقا للحق أقول ‪ :‬إن ما قاله أركون غي صحيح ‪ ،‬و تنقضه شواهد كثية ‪ ،‬تتثبحت أن‬
‫الجاع الذي حكاه أركون ل وجود له ف الاضي و ل ف الاضر ‪ ،‬لن أهل السنةم و إن أجعوا‬
‫على صحةم ما ف الصحف العثمحان ‪ ،‬فإن الشيعةم الماميةم ‪ ،‬ل يقولوا بذلك ‪ ،‬بدليل الشواهد التيةم‬
‫‪:‬‬
‫أولا إن علمحاء الشيعةم الماميةم قالوا صراحةم بتحريف القرآن الكري‪-‬الصحف العثمحان‪، -‬‬
‫منهم ‪ :‬ممحد بن يعقوب الكلين ‪،‬و الفيد ‪ ،‬و مسن الكاشان ‪ ،‬و اللسي ‪ ،‬و نعمحةم ال‬
‫الزّائري ‪ ،‬و العاصر آيةم ال المحين ‪ ،‬الذي قال ذلك صراحةم ف كتابه كشف الساتار بأن‬
‫الصحابةم حيرفوا القرآن‪. 618‬‬
‫و الشاهد الثان هو أن علمحاء الشيعةم ألفوا كتبحا كثية خصصوها لوضوع تريف القرآن بدون‬
‫لف و ل دوران ‪ ،‬منهم ‪ :‬أحد بن ممحد البخقي ‪ ،‬له كتاب التحريف ‪ ،‬و علي بن السن ‪ ،‬له‬
‫كتاب التنزّيل من القرآن و التحريف ‪ ،‬و حسن بن ساليمحان اللي له كتاب التنزّيل و التحريف ‪ ،‬و‬
‫ممحد بن السن الصيف ‪ ،‬له كتاب التحريف و التبحديل‪ . 619‬و من متأخريهم الحدثيم ‪ :‬اليزا‬
‫ت‬
‫حسيم النوري الطبخساي )ت ‪1320‬ه ( ‪ ،‬له كتاب شامل مفصل حول موضوع تريف القرآن ‪،‬‬
‫ساه ‪ :‬فصل الطاب ف إثبحات تريف كتاب رب الرباب ‪ ،‬ث ألف آخر خصصه للرد على بعض‬
‫الشبحهات حول كتابه فصل الطاب ‪ .‬و منهم أيضا ‪ :‬الندي ميزا سالطان أحد ‪ ،‬له كتاب‬
‫تصحيف كاتبحيم و نقض آيات كتاب تمبحيم ‪ ،‬و الندي ممحد متهد اللكنوي ‪ ،‬له كتاب ‪ :‬ضربةم‬
‫حيدريةم ‪ ،‬موضوعه تريف القرآن‪. 620‬‬
‫و الشاهد الثالث يتمحثل ف حادثةم تارييةم وقعت بيم السنةم و الشيعةم الماميةم ببحغداد سانةم ‪398‬‬
‫هجريةم ‪ ،‬مفادها أنه عندما حدث بيم الطائفتيم نزّاع اتهت جاعةم من الشيعةم إل الشيخيم السنييم‬
‫القاضي أب ممحد الكفان‪ ،‬و أب حامد السافرايين الشافعي ‪ ،‬و معهم مصحف ادعوا أنه‬
‫مصحف ابن مسعود ‪ ،‬فجمحع القاضي الفقهاء و القضاة و العيان ‪،‬و عرض عليهم ذلك الصحف‬
‫‪616‬‬
‫نفس الشيء قاله الابري ‪ ،‬فذكر انه ل تيوجد خلف حول القرآن بيم السنةم و الشيعةم ‪ ،‬إل ف التأويل ‪ .‬بنيةم العقل العرب‬
‫‪ ،‬صا‪ :‬هامش صا ‪. 321 :‬‬
‫‪617‬‬
‫تارييةم الفكر ‪ ،‬صا‪ . 289 :‬و القرآن ‪ ،‬صا‪. 12 :‬‬
‫‪618‬‬
‫الكلين ‪ :‬أصول الكاف ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪ ، 239 ، 228 :‬ج ‪ 2‬صا‪ . 619 :‬و إحسئان إلئي ظهيئ ‪ :‬الشئيعةم و السئنةم ‪ ،‬صا‪:‬‬
‫‪ . 77‬و فيصل نور ‪ :‬الشيعةم و السنةم ‪ ،‬مقال على النتنت ف موقع فيصل نور ‪.‬‬
‫‪619‬‬
‫إحسان إلي ظهي ‪ :‬الشيعةم و السنةم ‪ ،‬صا‪. 124 ، 123 :‬‬
‫‪620‬‬
‫نفسه ‪ ،‬صا‪. 125 ، 124 :‬‬
‫‪ ،‬فوجدوه تيالف الصحف العثمحان ‪ ،‬فأشار أبو حامد السافرايين برقه ‪ ،‬فتحرق بضور الشيعةم ‪،‬‬
‫فغضبحوا غضبحا شديدا ‪ ،‬و سابحوا من فعل ذلك و دعوا عليه ‪ ،‬فأدى ذلك إل حدوث فتنةم تمدمرة‬
‫الطائفتيم‪. 621‬‬
‫فهذه الادثةم أظهرت عكس ما زعمحه أركون من حدوث إجاع بيم السنةم و الشيعةم حول‬
‫الصحف العثمحان ‪ ،‬فهي أثبحتت بأن الصحف الذي أطهره الشيعةم يالف الصحف العثمحان ‪ ،‬ما‬
‫جعل أهل السنةم يرقونه ‪ .‬و ليت الؤمرخيم ذكروا لنا متواه بالتفصيل لنطلع على ما فيه و نقارنه‬
‫بالصحف الماما البحكري العثمحان الوجود عندنا ‪.‬‬
‫و الشاهد الرابع يتمحثل ف أن القول بتحريف القرآن الكري عند الشيعةم الماميةم هو من‬
‫ضروريات مذهبحهم ‪ ،‬الذي ل يثبحت إل بالقول بتحريف القرآن ‪ ،‬لن اعتقادهم بالئمحةم الثن عشر‬
‫العصوميم ‪ ،‬الواجب اليان بم و طاعتهم ‪ ،‬و الكافر من ل تيؤممن بم ‪ .‬و اعتقادهم بأن أئمحتهم‬
‫يعلمحون ما كان و ما سايكون ‪،‬و تكفيهم للصحابةم و لكل من ل يعتقد بذهبحهم‪ ، 622‬هو أمر‬
‫مالف للقرآن و مناقضا له تاما ‪ ،‬ل يثبحت إل بضرورة القول بتحريفه‪-‬أي القرآن‪ .-‬و هذا أمر قد‬
‫صيرح به عال الشيعةم العروف بالسيد عدنان ‪ ،‬عندما قال ‪ )) :‬إن القول بالتحريف و التغيي من‬
‫السلمحات عند الفرقةم القةم‪-‬أى الثن عشريةم‪، -‬و كونه من ضروريات مذهبحهم ‪،‬و به تظافرت‬
‫أخبحارهم((‪. 623‬‬
‫و الشاهد الخي –أي الامس‪ ، -‬يتمحثل ف شهادات بعض علمحاء أهل السنةم ‪ ،‬على أن‬
‫الشيعةم الماميةم يقولون بتحريف القرآن الكري ‪ ،‬منهم ‪ :‬أبو ممحد ابن حزّما الندلسي ‪ ،‬ف كتابه‬
‫الفصل ف اللل و الهواء و النحل‪. 624‬و الزّركشي ف كتابه البخهان ف علوما القرآن‪. 625‬و ابن‬
‫حجر العسقلن ف كتابه فتح البحارئ ‪ ،‬الذي قال فيه ‪ :‬زعم الروافض‪ -‬منهم الشيعةم الماميةم‪ -‬أن‬
‫كثيا من القرآن )) ذهب لذهاب حلته ‪،‬و هو شيء اختلقه الروافض‪ ،‬لتصحيح دعواهم أن‬
‫التنصيص على إمامةم علي و اساحقاقه اللفةم عند موت النب‪ -‬صلى ال عليه وسالم‪ -‬كان ثابتا ف‬
‫القرآن و أن الصحابةم كتمحوه ‪،‬و هي دعوى باطلةم ((‪. 626‬‬

‫‪621‬‬
‫ابن كثي ‪ :‬البحدايةم ‪ ،‬ج ‪ 11‬صا‪. 339 :‬‬
‫‪622‬‬
‫أنظر ‪ :‬الكلين ‪ :‬الصئول مئن الكاف ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪ . 258 ، 187 ، 145 :‬و أبئو السئن النئدوي ‪ :‬صئورتان متضئادتان ‪،‬‬
‫ط ‪ ، 1‬القاهرة ‪ ،‬دار الصحوة ‪ ، 1985 ،‬صا‪. 55 :‬‬
‫‪623‬‬
‫فيصل نور‪ :‬الشيعةم و السنةم ‪ ،‬على شبحكةم النتنت بوقع فيصل نور ‪.‬‬
‫‪624‬‬
‫ج ‪ 4‬صا‪. 139 :‬‬
‫‪625‬‬
‫ج ‪ 2‬صا‪. 127 :‬‬
‫‪626‬‬
‫فتح البحاري ‪ ،‬ج ‪ 9‬صا‪. 65 :‬‬
‫و من شهادات السنييم العاصرين ‪ :‬إحسان إلي ظهي ‪ ،‬فقد أشارا إل قول الشيعةم الماميةم‬
‫بتحريف القرآن ف كثي من كتبحه ‪ ،‬الت منها ‪ :‬الشيعةم و القرآن ‪ ،‬و الشيعةم و السنةم ‪،‬و ها كتابان‬
‫مطبحوعان ومتداولن بيم أهل العلم ‪،‬و ها على شبحكةم النتنت بالان‪ . 627‬و منهم أيضا ‪ :‬الشيخ‬
‫أبو السن الندوي ‪ ،‬فقد أشار إل قول الشيعةم بتحريف القرآن ف كتابه‪ :‬صورتان متضادتان لنتائج‬
‫جهود الرساول العظم عند السنةم و الشيعةم الماميةم‪. 628‬‬
‫و بناء على ما ذكرناه ‪ ،‬فهل كان أركون يإهل قول الشيعةم الماميةم بتحريف القرآن ‪ ،‬عندما‬
‫ادعى أن السنييم و الشيعةم أجعوا على صحةم الصحف العثمحان؟ ‪ ،‬أعتقد أنه ل يكن يإهل ذلك ‪،‬‬
‫لنه من الستبحعد جدا أن ل يطلع على قول الماميةم بتحريف القرآن و هو قد أطلع على بعض‬
‫أمهات مصنفاتم الت نصت صراحةم على التحريف ‪ ،‬منها كتاب الكاف ف الصول للكلين‪. 629‬‬
‫و إذا كان المر كذلك فلمحاذا قال أركون بالجاع على عدما التحريف؟ ‪ ،‬اعتقد أن أركون ل‬
‫يقل ذلك طلبحا للحق‪ ،‬و ل دفاعا عن القرآن ‪ ،‬لنه سابحق أن طعن فيه و أنكر حقائقه مضمحونا و‬
‫تاريا ‪ ،‬و إنا قال ذلك لمر خطي جدا ‪ ،‬خطط له مسبحقا ‪ ،‬مفاده أنه إذا قلنا‪ :‬إن السنةم و‬
‫الشيعةم ل تيإمحعوا على صحةم الصحف العثمحان ‪،‬و إن طائفةم منهم تقول بتحريفه ‪ ،‬عساتهل بعد ذلك‬
‫معرفةم مصدر الروايات الت ذكرت أن القرآن تعيرض للتحريف ‪ ،‬فتيقال مبحاشرة ‪ :‬إن تلك الروايات‬
‫هي من مفتيات الطائفةم الت تطعن ف الصحابةم و القرآن و تقول بتحريفه‪.‬‬
‫و أما إذا قلنا بالرأي الذي قال به أركون من أن كل من أهل السنةم و الشيعةم اجعوا على‬
‫صحةم الصحف العثمحان ‪ ،‬فإنه عيصتعب علينا الطعن ف الروايات الت ذكرت أن القرآن الكري تعيرض‬
‫للتحريف من جهةم ‪ ،‬و يستهل القول بصحتها من جهةم أخرى ‪ ،‬بدعوى أنا ظهرت ف وساط‬
‫إسالمي مض تممحع على القول بعدما تعرض القرآن للتحريف ‪ ،‬و با أنا ظهرت فيه ‪ ،‬فهي إذا‬
‫تتعبخ عن القيقةم و ليست من مفتيات الطائفةم الت تطعن ف القرآن ‪ ،‬لنه ل وجود لا أصل ف‬
‫التمحع السالمي ‪ .‬و بذلك يستطيع أركون أن يعتمحد علي تلك الروايات للطعن ف القرآن الكري ‪،‬‬
‫و إثارة الشكوك و الشبحهات حوله ‪ ،‬و الطعن أيضا ف الجاع الذي زعم أنه حدث بيم السنةم و‬
‫الشيعةم ‪ ،‬و ال تعال أعلم بالصواب ‪.‬‬
‫و قولنا هذا الذي ذكرناه عن عدما إجاع السنةم و الشيعةم على صحةم الصحف العثمحان هو‬
‫حقيقةم تارييةم و واقعيةم ل نستطيع نفيها ‪ ،‬و علينا أن نعتف با أحبحبحنا أما كرهنا ‪ ،‬أحزّنتنا أما‬
‫أفرحتنا ‪ ،‬علمحا بأن ذلك ل يضر القرآن الكري شيئا ‪ ،‬لن القرآن شاهد على صحته بنفسه ‪ ،‬بأنه‬
‫‪627‬‬
‫عن الكتاب السنةم و الشيعةم أنظر صا‪ 65 :‬و ما بعدها‪.‬‬
‫‪628‬‬
‫صا ‪. 92 :‬‬
‫‪629‬‬
‫أشار إليه ف بعض كتبحه الت رجعت إليها ‪.‬‬
‫مفوظ تمعجزّ ‪ ،‬تمكم ل يأتيه البحاطل من بيم يديه و ل من خلفه ‪ ،‬و أن ال تعال تول حفظه ‪.‬‬
‫و أما الروايات الكذوبةم الت قالت بتحريف القرآن ‪ ،‬فهي روايات مكذوبةم باطلةم قطعا ‪ ،‬لن القرآن‬
‫ينقضها و تيدحضها ‪ ،‬و لن الروايات الديثيةم و التارييةم الصحيحةم تردها و تكذبا و تبحطلها ‪ .‬و‬
‫لن العقل يكم بعدما صحتها لنا تتالف القرآن و التاريخ و العلم الديث الذي أثبحت وجود‬
‫العجاز العلمحي و الرقمحي و التاريي الدامغ ف القرآن ‪ ،‬ما يعن أنه كتاب معجزّ مفوظ ل يأتيه‬
‫البحاطل من بيم يديه و ل من خلفه‪. 630‬‬
‫و أما الطأ التاساع فيتعلق بنظرة أركون إل العلقةم بيم القرآن و التوراة فيمحا يص القصص‬
‫القرآن فإنه ادعى بأنه توجد مؤمثرات خارجيةم ف القصص القرآن ‪ ،‬أتته من مصدر موثوق و‬
‫صحيح هو التوراة ‪،‬و بالتال )) إدانةم الخطاء و التشويهات ‪،‬و اللغاءات و الضافات‪ ،‬الت تيكن‬
‫أن توجد ف النسخةم القرآنيةم بالقياس إل النسخةم التوراتيةم ((‪. 631‬‬
‫و ردا عليه أقول ‪ :‬إن هذا الرحل يتعمحد الفتاء و التغليط ‪ ،‬ل يعي ما يقول ‪ ،‬أو أنه يتعمحد‬
‫ذلك ‪ .‬و قوله زعم باطل شرعا و تاريا ‪ ،‬عقل و علمحا ‪ ،‬و هو قول ل يقوله مسلم أبدا ‪ ،‬و‬
‫إنا هو قول من ل يدين بالسالما قديا و حديثا بل دليل و ل برهان ‪ .‬و بناء على ذلك فعلى‬
‫أركون أن تيعلن صراحةم موقفه القيقي العادي لدين السالما ‪ .‬فعليه أن يفعل ذلك إن كان‬
‫موضوعيا مع نفسه و صادقا معها ‪،‬و إل فإن كلمه الزّعوما شاهد على أن قائله ل يدين بالسالما‬
‫‪.‬‬
‫و ثانيا إننا ل ننعه من البححث و حريةم الفكر ‪ ،‬لكننا نطالبحه فقط بأن يلتزّما بالوضوعيةم و الياد‬
‫العلمحي ‪ ،‬و أن ل يقول إل الق و ل يتبحع أهواءه و ظنونه ‪،‬و أوهامه ‪ ،‬لن الكلما الذي نقلناه‬
‫عنه ل يت إل العلم ‪ ،‬و ل إل العقل ‪ ،‬و ل إل الشرع ‪ ،‬و ل إل التاريخ بصلةم أبدا ‪ ،‬بدليل‬
‫الشواهد و العطيات التيةم ‪:‬‬
‫إن القرآن الكريم قد حسم مسألة العلقة بينه و بين التوراةا و النجيل غير‬
‫المحرفرين حسما نهائيا واضحا ل يلبس فيه ‪ ،‬و أكد على أنها علقة وحي رباني جاء‬
‫لنقاذ البشرية ‪،‬و لتصحيح و تقويم النحرافات التي كانت عند أهل الكتاب ‪،‬و يينقذهم‬
‫مما هم فيه من ظلل ‪ ،‬فال تعالى الذي أوحى لموسى و عيسى –عليهما السلم ‪، -‬‬
‫هو نفسه الذي أوحى إلى محمد رسول ا خاتم النبياء و المرسلين‪-‬عليه الصلةا و‬
‫السلم‪ ، -‬و ليست هي علقة اقتباس و ل تأثر ‪ .‬و أكد صراحة على أن التوراةا و‬
‫الناجيل الحالية قد تعرضت للتزوير و التحريف ‪،‬و أن القرآن الكريم هو كتاب إلهي‬
‫ك أكأما‬‫يمصدق لما بين يديه من الكتاب و مهيمنا عليه‪ .‬قال تعالى ‪}- :‬إذلنا أأروأحريأنا إذلأري أ‬
‫ب‬‫ق أويأرعيقو أ‬ ‫ح أوالنلبذبييأن ذمن بأرعذدذه أوأأروأحريأنا إذألى إذربأراذهيأم أوإذرسأماذعيأل أورإرسأح أ‬
‫أأروأحريأنا إذألى ينو م‬
‫‪630‬‬
‫سابحق التطرق إل ذلك و توثيقه ‪.‬‬
‫‪631‬‬
‫الفكر السالمي ‪ ،‬صا‪. 143 :‬‬
‫س أوأهايروأن أويسلأريأماأن أوآتأريأنا أدايووأد أزيبوورا{َ ‪ -‬سورةا‬ ‫ب أوييوني أ‬ ‫أوالأرسأباذط أوذعيأسى أوأألُيو أ‬
‫ب قأرد أجاءيكرم أريسوليأنا ييبأيبين لأيكرم أكذثيورا بملما يكنتيرم تيرخيفوأن‬ ‫النساء‪ ، -163/‬و }أيا أأرهأل ارلذكأتا ذ‬
‫ب لُمذبيدن{َ ‪ -‬سورةا المائدةا‪-15/‬‬ ‫اذ ينودر أوذكأتا د‬ ‫ب أويأرعيفو أعن أكذثيمر قأرد أجاءيكم بمأن ر‬ ‫ذمأن ارلذكأتا ذ‬
‫ك اللذذيأن ييأساذريعوأن ذفي ارليكرفذر ذمأن اللذذيأن أقايلورا آأملنا بذأ أرفأواذهذهرم‬ ‫‪ ،‬و }أيا أألُيأها اللريسويل لأ يأرحيزن أ‬
‫ب أسلمايعوأن لذقأرومم آأخذريأن لأرم يأأريتو أ‬
‫ك‬ ‫أولأرم تيرؤذمن قييلوبيهيرم أوذمأن اللذذيأن ذهايدورا أسلمايعوأن لذرلأكذذ ذ‬
‫ضذهم بميأثاقأهيرم‬ ‫ضذعذه{َ )سورةا المائدةا ‪ .-41 /‬و )فأبذأما نأرق ذ‬ ‫ييأحبريفوأن ارلأكلذأم ذمن بأرعذد أمأوا ذ‬
‫ظا بملما يذبكيرورا بذذه {َ‬ ‫ضذعذه أونأيسورا أح ور‬ ‫ألعلناهيرم أوأجأعرلأنا قييلوبأهيرم أقاذسيأةو ييأحبريفوأن ارلأكلذأم أعن لمأوا ذ‬
‫ضذعذه {َ ‪ -‬سورةا‬ ‫سورةا المائدةا‪،- 13/‬و }بمأن اللذذيأن أهايدورا ييأحبريفوأن ارلأكلذأم أعن لمأوا ذ‬
‫اذ ثيلم‬‫ق بمرنهيرم يأرسأميعوأن أكلأأم ر‬ ‫طأميعوأن أأن ييرؤذمينورا لأيكرم أوقأرد أكاأن فأذري د‬ ‫النساء‪ ،- 46/‬و }أأفأتأ ر‬
‫ييأحبريفونأهي ذمن بأرعذد أما أعقأيلوهي أوهيرم يأرعلأيموأن{َ ‪ -‬سورةا البقرةا‪ ، - 75/‬و }فأأوريدل لبللذذيأن‬
‫اذ لذيأرشتأيرورا بذذه ثأأمنا و قأذليلو فأأوريدل لليهم بملما‬
‫ب بذأ أريذديذهرم ثيلم يأيقويلوأن هأأذا ذمرن ذعنذد ر‬
‫يأركتييبوأن ارلذكأتا أ‬
‫ت أأريذديذهرم أوأوريدل للهيرم بملما يأركذسيبوأن {َ ‪ -‬سورةا البقرةا ‪. 79/‬‬ ‫أكتأبأ ر‬
‫و ثانيها إن التاريخ الصحيح و الضعيف معا قد حسم مسألةم العلقةم بيم القرآن و التوراة و‬
‫الناجيل حسمحا نائيا على مستوى التاريخ ‪ ،‬و ذلك أن تاريخ السية النبحويةم ‪-‬بصحيحها و ضعيفها‬
‫–شاهد على أنه ل تكن هناك أيةم علقةم أخذ و ل تأثر و ل تأثي بيم القرآن و تلك الكتب ‪ ،‬و‬
‫قد ساعت قريش جاهدة باتاما النب‪-‬صلى ال عليه وسالم‪ -‬بأنه يأخذ من أهل الكتاب ‪ ،‬ففشلت‬
‫ف ذلك فشل ذريعا ‪ ،‬و قد ساجل ال تعال دعواها و رد عليها ردا مفحمحا ‪ ،‬و تداها بالقرآن ‪.‬‬
‫و كذلك اليهود ف الدينةم ‪ ،‬فهم مع شدة عداوتم للسالما و نبحيه و السلمحيم ‪ ،‬فإنم ل يإرؤوا‬
‫على اتاما رساول ال بأنه يأخذ عنهم ‪ ،‬و هو أقوى سالح ف أيديهم لوكا المر كمحا زعم أركون ‪،‬‬
‫و با أن قريشا و اليهود عجزّوا ف إثبحات تلك العلقةم الوهومةم الزّعومةم ‪ ،‬مع حرصهم عليها ‪ ،‬و‬
‫شدة عداوتم للسالما ‪ ،‬ديل ذلك على أن زعم أركون الذي أخذه عن شيوخه الستشرقيم ‪ ،‬هو‬
‫زعم باطل و خرافةم من خرافاته ‪.‬‬
‫و الشاهد الثالث يتمحثل ف أنه ل مال للمحقارنةم بيم القرآن الكري و بيم التوراة و الناجيل ‪،‬‬
‫من حيث الصحةم و القبحول ف العقائد و الفاهيم‪ ،‬و التصورات و القصص و الشرائع ‪ ،‬فقصص‬
‫القرآن الكري عن النبحياء قصص نظيفةم مثاليةم رائعةم ‪ ،‬مقبحولةم شرعا و عقل ‪ ،‬و ل تتثي أيةم‬
‫اعتاضات يأباها العقل ‪ ،‬خلف قصص النبحياء ف كتب اليهود القدساةم‪-‬العهد القدي‪ ، -‬فقد‬
‫وصفتهم بأقبحح الوصاف ‪ ،‬ل يتصف با الرجل العادي من الؤممنيم ‪ ،‬فزّعمحت أن نوحا ساكر و‬
‫تعرى ‪ ،‬و أن لوطا ساكر و زنا بابنتيه‪ ،‬و أن داود رقص أماما الرب ‪ ،‬و زن بارته و قتل زوجها ‪،‬‬
‫و أن ساليمحان كفر وعبحد الصناما‪ . 632‬فهل يصح ف العقل أن يرتكب النبحياء تلك القبحائح ‪ ،‬و‬
‫هم القدوة الذين أرسالهم ال تعالىإل البحشر ليبحلغوهم رساالته ؟ ! ‪.‬‬

‫‪632‬‬
‫سابحق توثيق ذلك ف البححث الول من الفصل الثان ‪.‬‬
‫و ثالثا إن زعمحه بأن التوراة مصدر موثوق صحيح ‪ ،‬هو زعم باطل و تمضحك‪ ،‬و قول بل‬
‫علم و ل برهان ‪ ،‬يدل على أن صاحبحه بعيد جدا عن الوضوعيةم العلمحيةم ‪ .‬لن الثابت علمحيا أن‬
‫التوراة الاليةم ل تكتب زمن موساى‪-‬عليه السلما ‪ ، -‬و إنا كتبحت على امتداد ثلثةم قرون على‬
‫القل ‪ ،‬بعد موت موساى‪-‬عليه السلما‪ -‬بفتة زمانيةم طويلةم جدا ‪ ،‬مع افتقادها للساانيد ‪،‬و جهالةم‬
‫تكتابا القيقييم ‪ ،‬و وجود ثلثةم تنسخ متلفةم فيمحا بينها‪ . 633‬و أما مضمحونا فهو أيضا مرفوض‬
‫شرعا و عقل و علمحا ‪ ،‬لنا ملوءة بالتناقضات و الرافات ‪،‬و الخطاء العلمحيةم سابحق ذكر طرف‬
‫منها ف البححث الول من الفصل الثان‪. 634‬‬
‫ذلك هو حال التوراة الت وصفها أركون بأنا مصدر موثوق صحيح ‪ ،‬أما القرآن العجزّ الذي‬
‫تدى ال به عال الن و النس ‪ ،‬و الذي تديون و تحفظ زمن النب‪-‬عليه الصلة و السلما‪ ، -‬فهو‬
‫حسب أركون مشكوك ف مصدريته و أصالته و مضمحونه ‪ .‬و زعم باطل ‪ ،‬ل يت إل العلم ‪،‬و ل‬
‫إل الوضوعيةم العلمحيةم بصلةم ‪.‬‬
‫و أما قوله بأن هناك شيء واحد أسااساي تييزّ القرآن عن التوراة و الناجيل ‪ ،‬و هو مافظته‬
‫على لغته الصليةم –أي العربيةم‪ ، -‬ف حيم أن الكتب الخرى تترجت تمبحكرا جدا إل اللغةم الغريقيةم‬
‫أو تكتبحت با‪ .635‬فهو كلما فيه صواب قليل ‪ ،‬و تعصب كبحي ‪ ،‬و افتاء كثي ‪ ،‬كل ذلك منعه‬
‫من أن يعتف بالفوارق السااسايةم الكثية و العمحيقةم الت يتاز با القرآن الكري على التوراة و‬
‫الناجيل و باقي الكتب القدساةم ‪ ،‬مع إقرارنا بأن من تلك الصائص بقاؤه مكتوبا باللغةم العربيةم الت‬
‫نزّل با إل يومنا هذا ‪ ،‬كمحا أشار إل ذلك أركون ‪ ،‬و أما الصائص الخرى الت أغفلها أركون‬
‫فمحنها‪:‬‬
‫إن القرآن الكري ظهر ف فتة كان فيها تاريخ البحشريةم قد دخل دائرة الضوء ‪ ،‬و خرج من دائرة‬
‫الظلما تقريبحا ‪ ،‬و تكتب و تحفظ زمن النب –عليه السلما‪، -‬و وصل إلينا بالتواتر حفظا و تدوينا و‬
‫إسانادا و إجاعا‪. 636‬‬
‫و أما التوراة و الناجيل فهي على العكس من ذلك تاما ‪ ،‬فل أساانيد لا ‪ ،‬و ل لا أصول‬
‫موحدة ‪ ،‬و ل تيعرف تكتابا على القيقةم ‪ ،‬و ل تواريخ تدوينها ‪ .‬و ظهرت كلها ف فتات مظلمحةم‬

‫‪633‬‬
‫عبحد الوهاب طويلةم ‪ :‬الكتب القدساةم ‪ ،‬صا‪ 91 :‬و ما بعدها ‪ .‬و موريس بوكاي‪ :‬الكتب القدساةم ف ضوء العلئم الئئديث ‪،‬‬
‫صا‪. 29 :‬‬
‫‪634‬‬
‫للتوساع ف ذلك أنظر ‪ :‬موريس بوكاي‪ :‬نفس الرجع ‪ ،‬صا‪ 39 :‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫‪635‬‬
‫السالما أوروبا ‪ ،‬صا‪. 81 :‬‬
‫‪636‬‬
‫سابحق توثيق ذلك مرارا ‪.‬‬
‫‪637‬‬
‫من تاريخ البحشريةم تعرفت بالتاريخ القدي ‪ ،‬غلبحت عليها الفت و الروب و الرافات و السااطي‬
‫‪.‬‬
‫و منها أيضا أن القرآن الكري كتاب معجزّ مضمحونا و لغةم و تركيبحا ‪ ،‬بشهادة القرآن نفسه ‪ ،‬و‬
‫قد تدى ال تعال به عال الن و النس معا ‪،‬و حكم عليهم‪ -‬منذ نو ‪ 15‬قرنا‪ -‬بأنم لن‬
‫يستطيعوا التيان بثله و لو كان بعضهم لبحعض ظهيا ‪ ،‬و الواقع يشهد على صدق القرآن ف‬
‫تديه للجن و النس معا ‪ ،‬فل أركون و ل شيوخه ‪ ،‬و ل أمثاله ‪ ،‬اساتطاعوا الرد على تدي‬
‫القرآن ‪ ،‬و ذهبحت كل شبحهاتم و شكوكهم ‪،‬و تريفاتم هبحاء منثورا ‪ ،‬و ل تصمحد أبدا أماما‬
‫البححث العلمحي الايد النزّيه‪ .‬و ف العصر الديث أثبحت التفسي العلمحي للقرآن وجود جانب هاما من‬
‫جوانب العجاز ف القرآن ‪ ،‬يتعلق بالعلوما الديثةم و علم العداد ‪ ،‬أذهل العلمحاء الختصيم بذلك‬
‫العجاز ‪ .‬و هذا أمر ل نده ف أي كتاب من كتب البحشر القديةم ‪ ،‬الدينيةم و العلمحيةم مها ‪ ،‬و‬
‫قد سابحق أن ذكرنا ناذج من بعض كتب أرساطو فيها أخطاء و أوهاما علمحيةم كثية ‪ .‬كمحا بينت‬
‫دراساات علمحيةم حديثةم وجود أخطاء علمحيةم و مستحيلت ف التوراة و الناجيل‪ ،638‬هذا فضل عن‬
‫كثرة متناقضاتا و خرافاتا وعجائبحها الستحيلةم‪. 639‬‬
‫ومنها أيضا أن ف القرآن الكري التوحيد الالص الكامل الطلق ل تعال ف صفاته و أفعاله ‪،‬‬
‫فهو سابححانه منزّه عن النقائص و الشبحيه و الثيل ‪ ،‬له الصفات الثلى و الساء السن ‪ ،‬و اليات‬
‫ت‬
‫ف ذلك كثية جدا ‪ .‬و أما العهد الديد و القدي ‪ ،‬فإن الول‪-‬أي الناجيل‪ -‬فل تيوجد فيها‬
‫توحيد أصل ‪ ،‬فهي كتب تتضمحن ديانةم تثليثيةم وثنيةم‪ .‬و أما الثانيةم –أي العهد القدي‪ -‬فتوحيدها‬
‫بعيد جدا عن القرآن الكري ‪ ،‬فقد وصفت ال تعال بالنقائص و الصفات القبحيحةم ‪،‬و زعمحت أنه‬
‫يتعب و يزّن ‪ ،‬و يندما و يشرب المحر‪،‬و تيلق ذهنه و يرج الدخان من أنفه‪. 640‬‬
‫تلك هي بعض الصائص و الفوارق السااسايةم الت يتمحيزّ با القرآن عن كل الكتب القدساةم‬
‫‪ ،‬ذكرنا بعضها للرد على أركون ‪ ،‬و إل فإن خصائصه كثية جدا ‪ .‬و هو –أي أركون‪ -‬مع تيزّه و‬
‫إخلله بالنهج العلمحي الوضوعي ‪ ،‬فإنه اعتف بأمر خطي و هاما جدا ‪ ،‬نقض به مزّاعمحه السابقةم‬
‫عندما قال ‪ )) :‬و لذا السبحب أقول بأن البححث التاريوي الكاديي أنك نفسه من دون جدوى ‪،‬‬
‫من اجل تقليص الصحةم الليةم للخطاب القرآن ‪ ،‬و ذلك عن طريق الكثار من ربطه بالرجعيات‬

‫‪637‬‬
‫رؤوف شلب‪ :‬أضواء على السيحيةم ‪ ،‬صا‪ 21 :‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫‪638‬‬
‫أنظر ‪ :‬موريس بوكاي ‪ :‬الرجع السابق ‪ ،‬صا‪ 39 :‬و ما بعدها ‪ ،‬و ‪ 104‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫‪639‬‬
‫سابحق ذكر بعض منها ‪.‬‬
‫‪640‬‬
‫أنظر ‪ :‬البححث الول من الفصل الثالث ‪.‬‬
‫القديةم ((‪ . 641‬فهذا اعتاف صريح بفشل دراساات الستشرقيم و تلمذتم ف ساعيهم الثيث‬
‫لنكار الصفةم الليةم للقرآن الكري ‪ ،‬و تفسيه تفسيا بشريا ‪ ،‬بدعوى أنه تمقتبحس من كتب اليهود‬
‫و النصارى ‪ ،‬لكنهم فشلوا ف ذلك فشل ذريعا ‪ ،‬كمحا فشل من قبحل إخوانم و أمثالم ف العهد‬
‫النبحوي و ما بعده‪.‬‬
‫و أما الطأ العاشر فيتعلق بدى توافق معطيات القرآن الكري مع التاريخ ‪ ،‬فقد زعم أركون‬
‫أن الروايات التارييةم القرآنيةم أحدثت أنواعا من اللط و الذف ‪ ،‬و الضافةم و الغالطات بالقياس‬
‫إل معطيات التاريخ الواقعي السوس‪. 642‬‬
‫و زعمحه هذا باطل من أسااساه ‪ ،‬و افتاء تمتعمحد ل دليل له فيه ‪ ،‬لنه أول أن القرآن الكري‬
‫ليس كتابا ف التاريخ ‪ ،‬و إنا هو ف السااس كتاب دين ‪ ،‬فيه اليان و الدايةم و التبيةم و أخبحار‬
‫النبحياء و اللل و الراما ‪،‬و العقائد و الفاهيم ‪ ،‬لكنه مع ذلك أشتمحل على كثي من القائق‬
‫العلمحيةم و التارييةم ‪ ،‬ذكرها ال تعال لتؤمدي وظائفها الحددة لا ‪ ،‬من دون التزّاما بذكر الزّمان و‬
‫ت‬
‫الكان ‪،‬و تفاصيلها التارييةم التعلقةم با ‪ ،‬لكنها مع ذلك فهي حقائق صحيحةم ل شك فيها ‪ ،‬و‬
‫ليست خلطا و ل حذفا كمحا ادعى أركون‪.‬‬
‫و أما زعمحه بأن الروايات التارييةم القرآنيةم أحدثت مغالطات ‪ ،‬فهو زعم باطل ل دليل عليه‬
‫‪ ،‬و هو عندما أطلق على اليات القرآنيةم لفظ ‪ :‬الروايات القرآنيةم ‪ ،‬تيغالط و تيرف ‪ ،‬بخالفته‬
‫للقرآن نفسه ‪ ،‬فهي آيات و ليست روايات ‪ ،‬لقوله تعال ‪ )) :‬كتاب تأحكمحت آياته ث تفصلت‬
‫من لدن حكيم خبحي((‪-‬ساورة هود ‪ . -1‬و هو الغالط أيضا عندما اتم القرآن بأنه أحدث‪ -‬با‬
‫ذكره من أخبحار‪ -‬مغالطات ل تتفق مع الواقع التاريي السوس ‪ ،‬من دون أن تيقدما لنا مثال واحدا‬
‫صحيحا على صدق دعواه ‪ ،‬و نن نتحداه بأن قيقدما لنا مثال واحدا صحيحا تيدعم به دعواه ‪،‬‬
‫علمحا بأن الدعوى ل يعجزّ عنها أحد‪ ،‬ففي إمكان أي إنسان أن يدعي ما يتريد ‪ ،‬لكنه ليس ف‬
‫إمكانه إثبحات كل ما يدعيه ‪ .‬و بناء على ذلك فنحن نطالب أركون بأن تيعطي لنا مثال واحد‬
‫تيدعم به زعمحه ‪ ،‬على أن يتج علينا بالقائق ل بالوهاما و الشبحهات و ل بأخبحار العهدين القدي‬
‫و الديد ‪ ،‬فهي كتب ليست لا قيمحةم تارييةم علمحيةم ‪ ،‬لنا تفتقد إل التوثيق العلمحي ‪ ،‬و ملوءة‬
‫بالتناقضات و الرافات ‪ ،‬و الستحيلت و التحريفات‪. 643‬‬
‫و ثانيا إنه‪-‬أي أركون – عندما تسائل ‪ :‬هل زار النب إبراهيم –عليه السلما‪ -‬مكةم ‪ ،‬مع أن‬
‫القرآن يؤمكد ذلك ‪ ،‬و الواقع التاريي ينفيه ؟ ‪ ،‬أجاب بقوله ‪ :‬إن زيارة إبراهيم إل مكةم تتعتبخ‬
‫‪641‬‬
‫القرآن ‪ ،‬صا‪. 100 :‬‬
‫‪642‬‬
‫الفكر السالمي ‪ ،‬صا‪. 203 :‬‬
‫‪643‬‬
‫أنظر ‪ :‬البححث الول من الفصل الثان ‪.‬‬
‫حقيقةم ل تتناقش بالنسبحةم للوعي الساطوري ‪ ،‬أو النغمحس ف اليال الساطوري ‪ ،‬لكن ذلك )) ل‬
‫يعن شيئا تيذكر بالنسبحةم للوعي التاريي الديث الذي يضبحط الوقائع ضبحطا تارييا مققا ((‪. 644‬‬
‫و ردا عليه أقول‪ :‬أول إن زعمحه هذا دعوى بل دليل ‪ ،‬أقامها على الظن و الوى ‪ ،‬ل على‬
‫العلم و الوضوعيةم و الياد العلمحي ‪ ،‬لن مسألةم زيارة إبراهيم الليل‪-‬عليه السلما‪ -‬إن كان القرآن‬
‫أكدها ‪ ،‬و هي حقيقةم ل شك فيها ‪ ،‬و ل تذكرها كتب اليهود و النصارى و غيها ‪ ،‬فإن ذلك‬
‫ليس دليل على عدما حدوث الزّيارة ‪ ،‬لمرين أسااساييم ‪ ،‬أولمحا إن تلك الكتب ل تتديون إل بعد‬
‫أكثر من ‪ 10‬قرون من زيارة إبراهيم –عليه السلما‪ -‬إل مكةم الكرمةم ‪ .‬و لنا أيضا أنا تكتب‬
‫تفتقد إل التوثيق العلمحي و مليئةم بالباطيل و الرافات و الخطاء العلمحيةم ‪ ،‬بسب التحريف الذي‬
‫تعيرضت له ‪ ،‬و كتب هذه حالتها ل يصح شرعا و ل عقل و ل علمحا الحتجاج با أصل ‪.‬‬
‫و المر الثان هو أن عدما ذكر حادثةم ما ف الكتب التارييةم ‪ ،‬ل يعن بالضرورة أنا ل تدث‬
‫‪ ،‬و إنا قد يعن ذلك أنا ساقطت بسبحب النسيان و الغفلةم ‪ .‬أو أنا تأهلت لعدما أهيتها عند‬
‫الكاتب‪ .‬أو أنا تأساقطت عمحدا لنا ليست ف مصلحةم الذين ديونوا تلك الكتب ‪ ،‬و ل شك أنه‬
‫ليس ف مصلحةم اليهود و ل النصارى أن يذكروا ف كتبحهم زيارة إبراهيم –عليه السلما‪ -‬إل مكةم ‪،‬‬
‫لتيقيم بيت ال الراما ‪،‬و يتك با ذريته ليكون منها ممحد خات النبحياء و الرساليم –عليه الصلة و‬
‫السلما ‪.‬‬
‫و بناء على ذلك فإنه لن يصح زعم أركون ف إنكاره للزّيارة إل إذا أقاما الدليل الادي القاطع‬
‫على عدما حدوث الزّيارة ‪ ،‬و هذا لن يظفر به أبدا ‪ ،‬لن الزّيارة حقيقةم و ليست وها و ل خرافةم‬
‫‪ ،‬و ل تيوجد ف التاريخ الصحيح ما تيالفها ‪ .‬و أما دعوى أركون فهي الرافةم الت يرفضها البححث‬
‫العلمحي الوضوعي الصحيح ‪ ،‬لنه ل تيقمحها عليه ‪،‬و إنا أقامها على الظن و الوى ‪.‬‬
‫ث أشار بعد ذلك إل أن العقائد الدينيةم تتاول حايةم حقائقها من مناهج النقد و البححث‬
‫التاريي ‪ ،‬لن )) القائق الدينيةم ل تتطابق مع القائق الواقعيةم من تارييةم ‪ ،‬أو فلكيةم ‪ ،‬أو فيزّيائيةم‬
‫‪ ،‬أو غيها ((‪ ،‬لذا فإن العلمحاء من كل الديان ‪ ،‬با فيها السالما ‪ ،‬تياولون منع تطبحيق النهجيةم‬
‫التارييةم على النصوصا القدساةم‪.645‬‬
‫و ردا عليه أقول ‪ :‬أول إن أركون متناقض مع نفسه هنا ‪ ،‬مع ما نقلناه عنه ساابقا عندما زعم‬
‫أن التوراة هي مصدر موثوق صحيح ‪ ،‬ث هو هنا تيعمحم حكمحه على كل الكتب الدينيةم با فيها‬
‫التوراة ‪ ،‬بأنا تضم حقائق دينيةم ل تتطابق مع حقائق التاريخ و الفلك و الفيزّياء ‪ ،‬فأين صحةم‬
‫التوراة الوثوق فيها ؟ ‪ .‬فهذا دليل على أن أركون قال كلمه السابق ليطعن ف القرآن ‪،‬و تيساير‬
‫‪644‬‬
‫السالما أوروبا ‪ ،‬صا‪. 75 :‬‬
‫‪645‬‬
‫نفسه صا‪. 75 :‬‬
‫شيوخه السشرقيم ف اتاماتم البحاطلةم للقرآن الكري ‪ ،‬لن كلمه هذا ينقض عليه دعواه السابقةم ‪.‬‬
‫و ثانيا إن ما نقلناه عنه هنا ‪ ،‬ل يصدق مطلقا على السالما رغم أنف أركون الذي يرصا‬
‫دائمحا على تسويةم السالما بالديان البحاطلةم ‪ ،‬ليطمحس حقائقه معتمحدا على أوهامه و ظنونه ‪. ،‬‬
‫فالسالما هو دين العلم الذي أقاما النهج العلمحي الصحيح التعدد الطرق الساتدلليةم حسب طبحيعةم‬
‫كل علم ‪ ،‬و هذا سابحق أن فصلناه ف الفصل الثان عندما رددنا على دعوى الابري من أن القرآن‬
‫ليست فيه طرق اساتدلل ‪ ،‬فل داع لعادته هنا ‪ .‬كمحا أنه قد سابحق أن بينا أيضا أن التفسي‬
‫العلمحي للقرآن أثبحت بالدلةم القاطعةم أن القرآن يتضمحن إعجازا علمحيا باهرا ف متلف العلوما الديثةم‬
‫‪ ،‬ما ينقض دعوى أركون بأن حقائق القرآن تالف حقائق العلم ‪ ،‬و أن علمحائه تياولون منع تطبحيق‬
‫النهجيةم العلمحيةم عليه ‪ ،‬كغيهم من علمحاء الديان الخرى ‪ .‬و افتاء على القيقةم لن علمحاء‬
‫السلمحيم الختصيم ف متلف العلوما هم الذين أنشؤموا هيئةم عاليةم للعجاز العلمحي ف القرآن و‬
‫السنةم ‪ ،‬و هل من يفعل ذلك ياف من تطبحيق النهج العلمحي على القرآن ؟ ! ‪ .‬و هل من يفعل‬
‫ذلك يستطيع إثبحات ما يريد تقيقه إذا كانت حقائق القرآن تتناقض مع القائق العلمحيةم حسب‬
‫زعم أركون ؟ ! ‪.‬‬
‫و ثالثا إن السالما نفسه يدعوا إل تطبحيق النهج العلمحي على القرآن نفسه ‪،‬و على التاريخ و‬
‫الطبحيعةم أيضا ‪ ،‬كقوله تعال ‪}- :‬أعفعلع يعئتععدبئنتروعن الوتقورآعن عولعوو عكاعن لمون لعنلد عغ ولي الليله لععوعجتدواو لفيله‬
‫ف بععدأع اولعولعق تثن اللنهت تينلشتئ‬ ‫اوختللعةفا عكثلةيا{ٍ ‪ -‬ساورة النساء‪ ،-82/‬و}قتول لسايتوا لف اولعور ل‬
‫ض عفانظتتروا عكوي ع‬
‫ت لمن قعئوبحللتكوم‬ ‫ن ل‬ ‫ل‬
‫النوشأععة اولخعرعة إلنن اللنهع عععلى تكمل عشويء قعديقر{ٍ ‪ -‬ساورة العنكبحوت‪ ، -20/‬و }قعود عخلع و‬
‫ل‬ ‫تسانعقن فعلسيتواو لف العور ل‬
‫يم {ٍ ‪ -‬ساورة آل عمحران‪.-137/‬‬ ‫ف عكاعن ععاقبحعةمت الوتمحعكنذبل ع‬ ‫ض عفانوظتترواو عكوي ع‬
‫و أشي هنا إل أمر هاما جدا ‪ ،‬مفاده أن كثرا من الكشوفات الثريةم الديثةم أطهرت صدق‬
‫ما أخبخ به القرآن الكري عن الضارات و المم السابقةم ‪ ،‬حت أنه ظهر حاليا علم جديد تيسمحى‬
‫العجاز التاريي ف القرآن ‪ ،‬ما يزّال ف بداياته الول و له مستقبحل واعد وطريف ‪ ،‬و تمبحشر بنتائج‬
‫باهرة ‪ ،‬لو يإد العلمحاء الخلصيم الكفاء التخصصيم ف الثار و اللغات القديةم و التفرغيم له ‪ .‬و‬
‫من تلك الكشوفات الت أظهرت ما أخبخ به القرآن بطريقةم تمعجزّة ‪ ،‬اكتشاف مدينةم إرما ذات‬
‫العمحاد‪ ،‬و ما حل بقوما لوط من عذاب و دمار ‪ ،‬و ناة جثةم فرعون الروج ‪ ،‬و ذكر القرآن‬
‫لامان ‪ ،‬و غيها من الكشوفات الثريةم‪. 646‬‬
‫و فيما يتعلق بهامان فإن التوراةا و الناجيل لم تذكر أنه كان معاصرا لموسى‪-‬عليه‬
‫السلم‪ ، -‬و إنما ذكر شخصا بهذا السم كان مع أحد ملوك الفرس عاش بعد موسى‬
‫بفترةا طويلة ‪ .‬لكن القرآن ذكر صراحة أن هامان كان مع فرعون زمن نبي ا‬
‫‪646‬‬
‫للتوساع ف ذلك أنظر ‪ :‬موساوعةم العجاز العلمحئي فئ القئرآن و السئنةم ‪ ،‬علئى شئبحكةم النئتنت ‪ .‬و علئى موقئع إسائلميات ‪،.‬‬
‫على نفس الشبحكةم ‪.‬‬
‫موسى‪-‬عليه السلم‪ ، -‬و من اليمقربين منه‪ ،‬و هو الذي أمره بأن يبني له صرحا ‪ ،‬قال‬
‫تعالى ‪} :‬أوأقاأل فذررأعروين أيا أألُيأها ارلأمألي أما أعلذرم ي‬
‫ت لأيكم بمرن إذلأمه أغريذري فأأ أروقذرد ذلي أيا أهاأماين‬
‫صرروحا للأعبلي أأطللذيع إذألى إذلأذه يموأسى أوإذبني ألأظيلُنهي ذمأن ارلأكاذذذبيأن{َ ‪-‬‬ ‫طيذن أفارجأعل بلي أ‬ ‫أعألى ال ب‬
‫سورةا القصص‪ ،-38/‬و عندما ياكتشف حجر رشيد بمصر سنة ‪1799‬م و يحلت‬
‫طلسم اللغة الهيروغليفية الفرعونية القديمة ‪ ،‬و يعرف تاريخ الفراعنة ‪ ،‬تمكنا من‬
‫التعررف على حجر فرعوني هو الن في متحف هوف بالنمسا ‪ ،‬مكتوب عليه اسم‬
‫هامان ‪ ،‬و أنه كان من المقربين من فرعون ‪ ،‬و كان مسؤول عن عمال مقالع‬
‫الحجار ‪ .‬و هذا وصف يمطابق تماما لما ذكره القرآن ‪ ،‬في وقت كان فيه تاريخ‬
‫الفراعنة مجهول تماما لم ييعرف إل بعد اكتشاف حجر رشيد سنة ‪1799‬م ‪ . 647‬فهذا‬
‫التوافق العجيب ‪ ،‬إعجاز يمذهل يزيد المؤمنين إيمانا ‪ ،‬و يهدي الضالين الموضوعيين‬
‫إلى الدين الحق ‪ ،‬و يزيد المتعصبين ضلل و بعدا عن الحق ‪ ،‬لنهم يرفضون الحق‬
‫‪،‬و يتبعون أهوائهم و ظنونهم و مصالحهم الدنيوية الزائلة ‪ ،‬و ل يظرون في النهاية‬
‫إل أنفسهم ‪.‬‬
‫و أما الطأ الخي –أي الادي عشر‪ -‬فيتمحثل ف أن أركون زعم أننا ))ل نعرف مت بدأ‬
‫السلمحون يستخدمون النص القرآن كنص عبحادي ف الصلوات‪ ،‬و الطقوس ‪،‬و ل كيف تطيور ذلك‬
‫على مدار التاريخ (( ‪ . 648‬و قوله هذا غي صحيح ‪ ،‬و فيه تعمحد ف التضليل و التدليس ‪ ،‬و‬
‫الغفال لقائق التاريخ الثابتةم العروفةم ‪ ،‬و ذلك أن السلمحيم مروا برحلتيم ف العهد الكي ف‬
‫قراءتم للقرآن ف الصلة ‪ ،‬فالرحلةم الول كانت قبحل فرض الصلوات المحس ليلةم الساراء و العراج‬
‫سانةم ‪ 10‬أو ‪ 11‬هجريةم ‪ ،‬و ف هذه الرحلةم كان السلمحون يقرؤون القرآن ف الصلة و خارجها ‪،‬‬
‫وهي ليست الصلوات المحس ‪،‬و إنا تتمحثل ف قياما الليل الذي كان يقومه النب –عليه الصلة و‬
‫ل‬ ‫ل‬
‫السلما‪ -‬و أصحابه الكراما ‪ ،‬بدليل قوله تعال ‪} :‬عيا أعيئعها الوتمحنزّمتل ‪ ،‬قتلم اللنويعل إلنل قعليةل ‪ ،‬ن و‬
‫صعفهت أعلو‬
‫ك‬ ‫ص لمونهت قعلليةل ‪،‬أعوو لزود ععلعويله عوعرتملل الوتقورآعن تعئورتيل ( ‪-‬ساورة الزّمل‪ -4-1/‬و }إنن كربن ك‬
‫ك يكجععلكمم أكن ك‬ ‫انتق و‬
‫صكفهم كوثمجلمثكهم كوكطائإكف ة مكن النإذيكن كمكع ك‬ ‫إ‬
‫ك كواللنهم يمجكقمدمر اللنعيكل كوالنجكهاكر { ‪-‬‬ ‫تكجمقومما أكعدكنى من ثمجلمثكإي اللنعيإل كونإ ع‬
‫سورة المزمل‪ ،-20/‬و هذه السورة‪-‬أي الزّمل‪ -‬هي ساورة مكيةم من أوائل ما نزّل من القرآن ‪ ،‬و‬
‫تأت ف الرتبحةم الثالثةم ف النزّول ‪ ،‬و قد اسرت هذه الرحلةم نو ‪ 10‬سانوات‪ .‬و أما الرحلةم الثانيةم‬
‫فبحدأت بفرض الصلوات المحس ليلةم الساراء و العراج‪ ،‬و قراءة القرآن فيها واجب ‪ ،‬و ل صلة إل‬
‫بقراءة القرآن‪ . 649‬و بذلك يتبحيم أن أركون كان معتمحدا فيمحا ادعاه من باطل ‪ ،‬مع أن المر واضح‬

‫‪647‬‬
‫هارون ييح ‪ :‬معجزّات القرآن ‪ ،‬صا‪ 58 :‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫‪648‬‬
‫القرآن ‪ ،‬هامش صا ‪. 155 :‬‬
‫‪649‬‬
‫ابن كثي ‪ :‬تفسي القرآن العظيم ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬دار السئلما ‪ ،‬الريئئاض ‪ ، 1414 ،‬ج ‪ 4‬صا‪ . 365 ،262 :‬و ممحئئد رمضئان‬
‫البحئئوطي‪ :‬فقئئه السئئية ‪ ،‬دار الفكئئر ‪ ،‬الزّائئئر ‪ ، 1991 ،‬صا‪ . 108 :‬و السئئيد سائئابق ‪ :‬فقئئه السئئنةم ‪ ،‬دار اليئئل ‪ ،‬بيوت ‪،‬‬
‫‪ ،1995‬ج ‪ 1‬صا‪. 102 :‬‬
‫ثابت ‪ ،‬و معروف تمديون ف كتب السية و التاريخ ‪ ،‬و التفسي الفقه ‪.‬‬
‫و قبحل إناء مبححثنا هذا تأشي إل ثلثةم أمور هامةم جدا ‪ ،‬أولا إن أركون ف طعنه ف القرآن‬
‫الكري ‪،‬و إثارة الشكوك و الشبحهات حوله هو يسي على تخطى أسالفه من القدماء و الحدثيم‬
‫ت‬
‫الطاعنيم ف القرآن ‪ ،‬و ذلك أن قريشا هي أول من طعن ف القرآن الكري‪ ،‬و ساعت جاهدة للرد‬
‫عليه و إبطاله ‪،‬و إيإاد تفسي بشري له ‪ ،‬فعجزّت و فشلت فشل ذريعا ‪،‬و اساتسلمحت ف النهايةم‪.‬‬
‫ث لا انتصر السالما ‪ ،‬و أظهره ال تعال على الدين كله ‪ ،‬طعن فيه أهل الذمةم ‪ ،‬منهم ‪ :‬النصران‬
‫تيوحنا الدمشقي)ت ‪133‬ه ( ‪ ،‬كان من رجال الكنيسةم الشرقيةم ‪ ،‬و عاش ف البحلط الموي‬
‫بدمشق ‪ ،‬و كان تيتقن اللغةم العربيةم ‪،‬و له معرفةم بالعلوما الشرعيةم ‪،‬و الفلسفةم اليونانيةم ‪ ،‬صنف كتابا‬
‫ساه ‪ :‬ينبحوع العرفةم ‪ ،‬مله بالطعن ف السالما ما أشبحع به غليله و حقده و تعصبحه على السالما و‬
‫رساوله و أتبحاعه ‪ ،‬فشكك ف أن يكون السالما امتدادا لنفيةم إبراهيم‪ -‬عليه السلما‪ ، -‬و ادعى أن‬
‫السالما هو هرطقةم مسيحيةم يقوما على عقيدة النساطرة ‪ ،‬ف القول ببحشريةم السيح ‪ ،‬و قال أن‬
‫النب‪-‬عليه الصلة و السلما‪ -‬كانت معرفته بالعهدين القدي و الديد ضعيفةم ‪ ،‬و وقع على ذلك‬
‫مصادفةم ‪ ،‬و أنه أخذ عن الراهب الريوساي بيى ‪ .‬و زعم أيضا أن القرآن نتاج لحلما اليقضةم ‪،‬‬
‫لن الرساول تلقاه و هو نائم‪. 650‬‬
‫و بتلك الباطيل و السااطي و الغالطات وضع تيوحنا الدمشقي أسااسايات الدل السيحي ضد‬
‫السالما‪ ،‬و قد ساار على طريقته من جاء بعده من النصارى الطاعنيم ف القرآن إل يومنا هذا ‪ .‬و‬
‫منهم أيضا ‪ :‬تيودور أبو قرة ‪ ،‬و هو من تلميذ تيوحنا الدمشقي ‪ ،‬و عبحد السيح الكندي )ت ق‪:‬‬
‫‪4‬ه (‪ ،‬صنف رساالةم عن السالما ‪ ،‬طعن فيها ف القرآن الكري و النب‪-‬عليه الصلة و السلما‪، -‬‬
‫و قد نشرها النصرون ف العصر الديث ‪ ،‬لتعليم النصارى أسااليب مادلةم السلمحيم حول القرآن و‬
‫الرساول‪-651‬صلى ال عليه وسالم‪. -‬‬
‫و أما الدثون الطاعنون ف القرآن مضمحونا و تاريا ‪ ،‬فهم كثيون جدا‪ ،‬على رأساهم‬
‫الستشرقون ‪ ،‬و هؤملء لم حركةم فكريةم اساتشراقيةم عاليةم ‪ ،‬لا من العمحر أكثر من ‪ 200‬سانةم ‪ ،‬و‬
‫تلك قدرات بشريةم و ماديةم هائلةم ‪ .‬ركزّت أسااساا على الدراساات السالميةم عامةم ‪ ،‬و القرآنيةم‬
‫خاصةم ‪ ،‬متبحعةم طريقةم تيوحنا الدمشقي مع الختلف ف الوساائل و المكانات و الظروف ‪ ،‬فكتبحوا‬
‫ف مصادر القرآن و تاريه ‪ ،‬و أرجعوه إل الوساط الوثن العرب ‪،‬و اليهودي النصران ‪ ،‬و الزّرادشت‬
‫و الندي القدي‪ ،‬فعلوا كل ذلك لنفي الصفةم الليةم عن القرآن ‪ .‬و من الستشرقيم الذين كتبحوا ف‬
‫ذلك الوضوع ‪ :‬ساانت كلي ‪ ،‬و ساايدر ساكاي‪ ،‬و ويلم وير ‪ ،‬و آرثر جفري‪ ،‬و إبراهاما جيجر ‪،‬‬
‫‪650‬‬
‫عبحد الرحن ممحد عبحد السن ‪ :‬الغارة التنصييةم على أصالةم القرآن الكري ‪ ،‬صا‪ 19 :‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫‪651‬‬
‫نفس الرجع ‪ ،‬صا‪. 23 :‬‬
‫وفسنك‪. 652‬‬
‫و أما الذين كتبحوا منهم ف تاريخ القرآن فمحنهم ‪:‬بواتيه ‪ ،‬له كتاب تاريخ القرآن ‪ ،‬و إدوارد‬
‫سال ‪ ،‬له كتاب التطور التاريي للقرآن ن أصدره سانةم ‪ ، /1898‬و اليهودي جولد تزّهي ‪ ،‬له‬
‫كتاب‪ :‬تاريخ النص القرآن ‪،‬أصدره سانةم ‪1860‬ما‪. 653‬‬
‫و هؤملء هم على طريقةم كفار قريش ‪،‬و تيوحنا الدمشقي و أمثاله‪ ،‬و قد أعياهم البححث من‬
‫أن يصلوا إل حقائق لتأييد مزّاعمحهم ‪ ،‬فلم يصلوا إل إل الوهاما و الظنون ‪،‬و الرفات و السااطي‬
‫ف إنكارهم لنبحوة ممحد –عليه الصلة و السلما‪، -‬و طعنهم ف القرآن الكري ‪ ،‬فبحاؤوا بفشل ذريع و‬
‫إخفاق تاما‪ .‬لن القرآن الكري ل يقبحل التفسي البحشري أبدا ‪ ،‬فهو كمحا تدى القدميم و أعجزّهم‬
‫‪ ،‬فهو ما يزّال يتحدى العاصرين و تيعجزّهم‪ ،‬و سايبحقى كذلك إل أن يرث ال الرض و من‬
‫عليها‪ .‬و هؤملء الستشرقون هم شيوخ أركون الذين ساار على نجهم و دربم ف طعنه ف القرآن و‬
‫إثارة الشكوك و الشبحهات حوله ‪ ،‬و قد ذكرنا على ذلك أمثلةم كثية جدا ‪ ،‬تبحيم منها أن الرجل‬
‫أعاد تكرار أباطيل شيوخه و أسالفه ‪.‬‬
‫و أما المر الثان فيتعلق بطبحيعةم فكر أركون ‪ ،‬فإنه كثيا ما كان يصف السالما بالساطوريةم ‪،‬‬
‫و يصف فكره هو بالعلمحيةم ‪ ،‬لكن المر الاما الذي تبحيم ل هو أن فكر أركون تتثل فيه الساطورة‬
‫جانبحا كبحيا ‪ ،‬فوجدته فكرا مبحنيا على كثي من الظنون ‪ ،‬و الوهاما و الرافات ‪ ،‬يرد با القائق‬
‫الشرعيةم و التارييةم ‪ ،‬و العقليةم و العلمحيةم ‪ .‬و نن وصفنا فكره بذلك بناء على مناقشاتنا له ‪،‬‬
‫وردودنا عليه ‪ ،‬و دحضنا لزّاعمحه ‪.‬‬
‫و المر الخي‪-‬أي الثالث‪ -‬يتعلق بالنهج الذي اتبحعه أركون فيمحا كتبحه عن القرآن الكري ‪ ،‬فقد‬
‫تبحيم ل ما كتبحه أركون عن القرآن أنه منهج تيزّ بصائص سالبحيةم كثية ‪ ،‬منها إنه أغفل و أبعد‬
‫القرآن و السنةم من أن يكونا مصدرين أسااساييم ف أباثه عن القرآن ‪ .‬و إنه أغفل و أبعد الخبحار‬
‫التارييةم الصحيحةم الت تتعارض مع ظنونه و خلفياته الذهبحيةم ‪ .‬و إنه أكثر من البحالغات ‪ ،‬و‬
‫الفتيات و التقزّيات من دون أي ساند علمحي صحيح ‪ .‬و إنه كان سالبحيا تاه شيوخه الستشرقيم‬
‫ف موقفهم من القرآن من جهةم ‪ ،‬و متهجمحا هو عليه و تمثيا حوله الشبحهات و الشكوك ‪ ،‬من‬
‫جهةم أخرى ‪.‬‬
‫تلك هي بعض خصائص منهج أركون الذي طبقه على القرآن و علومه و‬
‫تاريخه ‪ ،‬و هو منهج قد انتقده القرآن و ذمه ‪،‬و فضح أهله منذ أكثر من ‪ 14‬قرنا ‪ ،‬في‬
‫ق أوأأنتيرم تأرعلأيموأن{َ‬
‫ق ذبارلأباذطذل أوتأركتييموأن ارلأح ل‬
‫ب لذأم تأرلبذيسوأن ارلأح ل‬
‫قوله تعالى ‪} :‬أيا أأرهأل ارلذكأتا ذ‬
‫‪ -‬سورةا آل عمران‪ ،-71/‬فهذه الية وحدها فضحت منهج اليهود و النصارىَ و الذين‬
‫‪652‬‬
‫نفس الرجع ‪ ،‬ة‪. 80 ،78 ،73 :‬‬
‫‪653‬‬
‫نفس الرجع ‪ ،‬صا‪. 75 :‬‬
‫على شاكلتهم قديما وحديثا ‪ ،‬فهؤلء ييلبسون الحق بالباطل ‪ ،‬و يكتمون الحق و هم‬
‫يعلمون أنه حق ‪ .‬و من ذلك أيضا قوله تعالى ‪ } :‬ذإن يأتلبذيعوأن إذلل الظللن أوأما تأرهأوىَ‬
‫س أولأقأرد أجاءيهم بمن لرببذهيم ارلهيأدىَ{َ ‪-‬سورةا النجم‪، -23/‬و هذا ينطبق على أركون‬ ‫ار أ‬
‫لنفي ي‬
‫و شيوخه في دراساتهم عن السلم ‪ ،‬فهم في ذلك يمتبعون لهوائهم و ظنونهم ‪،‬‬
‫ييجادلون في القرآن بغير علم و ل هدىَ و ل كتاب منير ‪ ،‬مصداقا لقوله تعالى ‪:‬‬
‫ب لُمذنيمر{َ‪ -‬سورةا الحمج‪.-8/‬‬ ‫اذ بذأغريذر ذعرلمم أوأل هيودىَ أوأل ذكأتا م‬
‫س أمن ييأجاذديل ذفي ل‬
‫}أوذمأن اللنا ذ‬
‫فهذه اليات و غيرها تنطبق تماما على أركون و شيوخه في منهجيتهم غير العلمية‬
‫في تعاملهم مع القرآن مضمونا و تاريخا ‪ ،‬و هم بإصرارهم عليه ييجسدون الدليل‬
‫المادي على صدق القرآن الكريم في انتقاده و فضحه لهم من جهة ‪ ،‬و يشهدون على‬
‫أنفسهم على صدق ما قاله القرآن فيهم من جهة أخرىَ ‪.‬‬
‫و اساتنتاجا ما ذكرناه ف مبححثنا هذا ‪ ،‬يتبحيم جليا أن أركون وقع ف أخطاء تارييةم كثية تتعلق‬
‫بالقرآن الكري مضمحونا وشكل و تاريا ‪ ،‬ذكرنا منها ناذج كثية جدا ‪ ،‬ناقشناه فيها و نقضناها‬
‫عليه ‪ ،‬كانت أسابحابا –ف الغالب‪ -‬ساوء النيةم و اللفيات الذهبحيةم الغرضةم ‪ ،‬و النراف النهجي‬
‫‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬الخأطاء التاريخية المتعلقة بالشريعة و السنة السيرة ‪:‬‬
‫ت على طائفةم من الخطاء التارييةم التعلقةم بالشريعةم السالميةم ‪،‬و السنةم النبحويةم ‪ ،‬و السية‬
‫عثر ت‬
‫الطهرة ‪ ،‬وقع فيها البحاحثان ممحد أركون و ممحد عابد الابري ‪ ،‬هي ف معظمحها من أخطاء أركون‬
‫‪ .‬ففيمحا يص الخطاء التعلقةم بالشريعةم ‪ ،‬فهي كلها من أخطاء أركون ‪ ،‬أولا إنه زعم أن التقضاة‬
‫ف النصف الول من القرن‪ ،‬الول الجري كانوا يستوحون أحكامهم من العراف الليةم قبحل‬
‫السالما‪ ،‬و من أرائهم الشخصيةم ‪ ،‬و أما )) الرجوع إل القانون القرآن فلم يدث إل بشكل‬
‫متقطع‪ ،‬و ليس بشكل منتظم كمحا حاولت الروايةم الرسيةم أن تشيعه ((‪. 654‬‬
‫و قوله هذا زعم باطل ‪،‬و دعوى بل دليل من الشرع و ل من العقل و ل من التاريخ ‪ ،‬و‬
‫كان عليه أن تيوثقها من مصادرنا إن كان صادقا فيها ‪ ،‬لكنه ل يفعل ذلك لنه ليس له بيم يديه‬
‫إل الدعاوى و الغالطات و الشبحهات الت أخذها عن شيوخه‪ .‬مع العلم أن الثابت شرعا و تاريا‬
‫أن القضاء ف العهدين النبحوي و الراشدي كان مصدره القرآن أول ‪ ،‬و السنةم النبحويةم ثانيا ‪ ،‬و‬
‫الجتهاد القائم عليهمحا ثالثا‪ . 655‬فالشريعةم السالميةم كانت هي مصدر القضاء ‪ ،‬و هو جزّء‬
‫أسااساي ل يتجزّأ منها ‪ ،‬أما حكايةم العراف الليةم فهي ل تكن أصل ف القضاء و ل فرعا منه‬
‫أبدأ‪ ، 656‬لكنها ربا توجدت ف حالت فرديةم تتعلق باجتهادات القاضي تندرج ضمحن ما يتعرف‬

‫‪654‬‬
‫تارييةم الفكر ‪ ،‬صا‪. 297 :‬‬
‫‪655‬‬
‫ممحود الفضيلت ‪ :‬القضاء ف صدر السالما ‪ ،‬دار الشهاب ‪ ،‬الزّائر ‪ ،‬د ت ‪ ،‬صا‪. 100 :‬‬
‫‪656‬‬
‫أنظر ‪ :‬نفس الرجع ‪.‬‬
‫بالعرف عند الفقهاء ‪ .‬و هذا تيالف تاما ما ذهب إليه أركون الذي حيول البحةم الصغية جدا إل‬
‫قبحةم كبحية جدا ‪ ،‬جعل الساتثناء الجتهادي النادر إل قاعدة أسااسايةم عامةم يقوما عليها القضاء ف‬
‫صدر السالما ‪ .‬و زيادة ف إبطال زعمحه أورد الشواهد التيةم ‪ :‬أولا إن القرآن الكري تكلم عن‬
‫القضاء أمرا و تشريعا و تطبحيقا ف آيات كثية جدا ‪ ،‬كقوله تعال ‪} :‬عولع تعأوتكلتواو أعومعوالعتكم بعوئيئنعتكم‬
‫لبالوعبحالطلل عوتتودلتواو لعبا إلعل اولتنكالما للتعأوتكلتواو فعلريةقا مون أعومعوالل الننالس لبالل ولث عوعأنتتوم تعئوعلعتمحوعن{ٍ ‪ -‬ساورة البحقرة‪/‬‬
‫ت تيعمكتمحوعك لفيعمحا عشعجعر بعوئيئنعئتهوم تثن لع عليإتدواو لف عأنتفلسلهوم‬ ‫ل‬
‫ك لع يئتوؤممتنوعن عح نع‬
‫‪ ، -188‬و‪}-‬فعلع عوعربم ع‬
‫ب لباولعمق‬ ‫حرجا منما قعضيت ويسلممحواو تعسلليمحا{ٍ ‪ -‬ساورة النساء‪ ، -65/‬و}إلننا عأنزّلوعنا إللعي ع ل‬
‫ك الوكعتا ع‬ ‫ع و‬ ‫عو ع ع ت ع ت و ة‬ ‫عع ة‬
‫ل‬ ‫ل‬‫ل‬ ‫ل‬ ‫ل‬
‫يم عخصيةمحا{ٍ ‪ -‬ساورة النساء‪ ، 105/‬و } عوعمن نلو‬ ‫يم الننالس عبا أععراعك الليهت عولع تعتكن لمولعخآئن ع‬ ‫لتعوحتكعم بعئ و ع‬
‫ل‬
‫ل‬
‫ك تهتم الوعكافتروعن{ٍ ‪ -‬ساورة الائدة‪ ،-44/‬و‪ } ،‬عفاوحتكم بعوئيئنعئتهم عبا عأنعزّعل الليهت‬ ‫عويتكم ل عبا عأنعزّعل الليهت فعأتوولعئل ع‬
‫عولع تعئتنبحلوع أعوهعواءتهوم ععنمحا عجاءعك لمعن اولعمق للتكلل عجععولعنا لمنتكوم لشورععةمة عولمونئعهاةجا {ٍ ‪ -‬ساورة الائدة‪ -48/‬و‪،‬‬
‫ل‬ ‫ل‬ ‫ل‬
‫يم الننالس عأن عوتتكتمحواو لبالوععودل إلنن الليهع‬ ‫و}إلنن الليهع يعأوتمترتكوم عأن تتؤميدواو الععماعنات إلعل أعوهلعها عوإلعذا عحعكومحتتم بعئ و ع‬
‫صةيا{ٍ ‪ -‬ساورة النساء‪ ، - 58/‬و‪}-‬تثن عجععولعناعك عععلى عشلريععنةم معن‬ ‫نلعلنمحا يعلظتتكم بلله إلنن الليه عكاعن علسيعا ب ل‬
‫ة ع‬ ‫ع‬ ‫ع‬
‫ل‬
‫اولعوملر عفاتنبحلوععها عوعل تعئتنبحلوع أعوهعواء النذيعن عل يعئوعلعتمحوعن{ٍ ‪ -‬ساورة الاثيةم‪ ، 18/‬هذا فضل عن آيات‬
‫الحكاما التفصيليةم التنوعةم التعلقةم بالتجارة و الدود و الياث ‪ .‬فالقرآن إذاة هو الصدر السااساي‬
‫الول للقضاء ف السالما و تاريه ‪.‬‬
‫و الشاهد الثان هو من السنةم النبحويةم ‪ ،‬فقد كان النب‪-‬عليه الصلة و السلما‪ -‬هو القاضي‬
‫الول ف زمانه بأمر من ال تعال ‪ ،‬فكان يكم بيم السلمحيم و يتطبحق عليهم الشريعةم السالميةم ف‬
‫متلف جوانب الياة ‪ .‬و كانت له أفضيات كثية جدا ‪ ،‬دونتها كتب الديث و السية و‬
‫الفقه‪ . 657‬كمحا أنه كان للنب‪-‬عليه الصلة و السلما‪ -‬قضاة عينهم على النواحي و القاليم ‪ ،‬منهم‬
‫‪ :‬عمحر بن الطاب ‪ ،‬و علي بن أب طالب ‪ ،‬و تمعاذ بن جبحل‪ -658‬رضي ال عنهم ‪ . -‬و من‬
‫أقواله ف القضاء أنه عليه الصلة و السلما كان يقول ‪ )) :‬ل يكم أحد بيم اثنيم و هو غضبحان‬
‫((‪ ،‬و )) و إذا تقاضى إليك اثنان فل تقضي للول حت تسمحع كلما الخر ‪ ،‬فسوف تدري‬
‫كيف تقضي((‪. 659‬‬
‫و الشاهد الثالث يتعلق بالقضاء زمن اللفاء الراشدين ‪ ،‬فقد توساع القضاء ف زمانم ‪ ،‬و‬
‫تاساتحدثت فيه أشياء كثية ‪ ،‬لكنه مع ذلك ظل قضاء إسالميا صرفا ‪ ،‬يقوما أسااساا على القرآن و‬

‫‪657‬‬
‫للتوساع أنظر ‪ :‬ممحود الفضيلت ‪ :‬الرجع السابق ‪ ،‬صا‪. 45 :‬‬
‫‪658‬‬
‫أح ئئد ب ئئن حنبح ئئل ‪ :‬الس ئئند ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪ . 156 :‬و خليف ئئةم ب ئئن خي ئئاط ‪ :‬تاري ئئخ خليف ئئةم خي ئئاط ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪ . 14 :‬و ممح ئئود‬
‫الفضيلت ‪ :‬نفس الرجع ‪ ،‬صا‪ 74 :‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫‪659‬‬
‫التمذي‪ :‬السنن ‪ ،‬ج ‪ 3‬صا‪ . 618 :‬و اللبحان ‪ :‬الامع الصغي و زياداته ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪. 1360 ، 44 :‬‬
‫السنةم أول ‪ ،‬و ما أجع عليه الصحابةم ثانيا ‪ ،‬و على الجتهاد الفردي ثالثا‪. 660‬‬
‫و الشاهد الرابع يتمحثل ف الدليل العقلي‪ ،‬ومفاده أنه با أن التمحع ف النصف الول من القرن‬
‫الول الجري كان متمحعا إسالميا يقوما أسااساا على القرآن و السنةم النبحويةم ‪ ،‬تشريعا و تطبحيقا ‪ ،‬فل‬
‫يصح عقل و ل شرعا الزّعم بأن القضاة السلمحيم أهلوا التشريعات القضائيةم الوجودة ف القرآن و‬
‫السنةم ‪،‬و اعتمحدوا على اجتهادا تم الاصةم ‪،‬و العراف الليةم القديةم ‪.‬‬
‫و أما الشاهد الخي –أي الامس‪ ، -‬فيتمحثل ف قول لركون ينقض زعمحه الذي نقلناه‬
‫عنه ساابقا ‪ ،‬يقول فيه ‪ :‬إنه لا توقف الوحي بوفاة النب أصبحح القرآن )) تيرجع إليه من أجل تديد‬
‫العايي الخلقيةم ‪ ،‬و السياسايةم ‪ ،‬و الشعائريةم ‪ ،‬و القضائيةم ‪ ،‬الت ينبحغي أن تتحكم منذ الن‬
‫فصاعدا بفكر كل مسلم ((‪ . 661‬فهذا رد دامغ من أركون على نفسه ‪ ،‬و هو كاف وحده لدحض‬
‫ما ادعاه ساابقا ‪ ،‬لكن الرجل ل يعي ما يقول ‪ ،‬أو أنه يتعمحد الوقوع ف التناقضات و ل يتبحال‬
‫با من أجل الوصول إل ما يتريد ‪ .‬و خلصةم ما ذكرناه هي أن القضاء ف صدر السالما كان‬
‫قضاء إسالميا مضا قائمحا أسااساا على الكتاب و السنةم ‪.‬‬
‫و الطأ الثان زعم فيه أركون أن عمحليةم الرور من مرحلةم الازات القرآنيةم إل )) مرحلةم إناز‬
‫القوانيم الصارمةم الواضحةم الت هي الشريعةم السالميةم (( تت ف مناخ تأساطوري‪. 662‬‬
‫و قوله هذا وهم و خرافةم ‪ ،‬ل دليل عليه من الشرع و ل من التاريخ ‪ ،‬لن القرآن الكري كله‬
‫حقائق بجازاته و تشبحيهاته و بختلف أسااليبحه التعبحييةم ‪ ،‬على ما سابحق أن بيناه ف الفصل الثان ‪ .‬و‬
‫لن الشريعةم هي أيضا حقائق ثابتةم على مستوى النصوصا و التطبحيق ‪ ،‬و تاريها معروف موجود ف‬
‫القرآن و السنةم ‪،‬و كتب الفقه و التاريخ‪. 663‬‬
‫و كذلك الفقه السالمي‪ 664‬فتاريه معروف وتمديون ظهر تمبحكرا زمن النب‪-‬عليه الصلة و‬
‫السلما‪ ، -‬عندما كان الصحابةم يطبحقون السالما ظاهرا و باطنا ‪ ،‬ث ازدهر أكثر زمن اللفةم‬
‫الراشدة و ما بعدها ‪ ،‬عندما توساعت الدولةم السالميةم ‪ ،‬و كتثرت الشاكل و القضايا ‪،‬و ازدهرت‬
‫الركةم العلمحيةم بشكل كبحي على أيدي الصحابةم و تلمذتم و من جاء بعدهم‪ . 665‬كل ذلك ت ف‬
‫‪660‬‬
‫ممحود ‪ :‬الفضيلت ‪ :‬الرجع السابق ‪ ،‬صا‪. 259 ، 218 ، 204 ،172 :‬‬
‫‪661‬‬
‫الفكر السالمي ‪ ،‬صا‪. 73 :‬‬
‫‪662‬‬
‫تارييةم الفكر ‪ ،‬صا‪. 299 :‬‬
‫‪663‬‬
‫أنظئئر مثل ‪ :‬ممحئئد الزّفئ ئزّاف‪ :‬التعريئئف بئئالقرآن و الئئديث ‪ ،‬ة‪ 250 :‬و مئئا بعئئدها ‪ .‬و عمحئئر سائئليمحان الشئئقر ‪ :‬تاريئئخ الفقئئه‬
‫السالمي ‪ ،‬صا‪ 35:‬و ما بعدها ‪ .‬و ممحود الفضيلت ‪ :‬القضاء ف صدر السالما ‪ ،‬صا‪ 47 :‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫‪664‬‬
‫أركئئون ل يتفئئرق بيمئ الشئريعةم و الفقئئه السائئلمي ‪ ،‬و قئئد سائبحق أن تناولنئئا هئئذا الوضئئوع فئ الفصئئل الثئئان ‪،‬و رددنئئا فيئئه علئئى‬
‫أركون ‪.‬‬
‫‪665‬‬
‫أنظر نفس الراجع السابقةم ‪.‬‬
‫ظروف بشريةم عاديةم للغايةم ‪ ،‬و ف مناخ اخوي إيان ل مال فيه للمحناخ الساطوري الذي توهه‬
‫أركون من دون دليل من الشرع و ل من العقل و ل من التاريخ ‪.‬‬
‫و أما الطأ الخي‪-‬أي الثالث‪ -‬فيتمحثل ف زعم أركون بأن القانون‪ -‬أي الفقه السالمي‪-‬‬
‫تاساتلحق بالشريعةم‪ . 666‬و قوله هذا باطل شرعا و تاريا ‪ ،‬لن الفقه السالمي أو القانون كمحا ساه‬
‫أركون تمكون من فقهيم ‪ ،‬ها ‪ :‬فقه الشريعةم ‪ ،‬و فقه الجتهاد ‪ ،‬الول جزّء ل يتجزّأ من الشريعةم ‪،‬‬
‫و بعن آخر من دين السالما ‪ ،‬ظهر بظهوره لنه جزّء منه‪ .‬و الثان هو فقه بن على فقه الشريعةم‬
‫‪ ،‬و تاساتنبحط منها ‪ ،‬و بعن آخر هو ثرة لا ‪ ،‬و هو التاث الفقهي السالمي الذي أنتجه علمحاء‬
‫السالما ‪ .‬و هو أيضا قد ظهر تمبحكرا زمن النب –عليه الصلة و السلما‪ ، -‬على أيدي أصحابه ‪،‬‬
‫ث اتسع ماله فيمحا بعد‪. 667‬فالفقه السالمي ل تيستلحق بالشريعةم كمحا زعم أركون ‪،‬و إنا هو ثرة‬
‫أصيلةم لا ‪ ،‬و لولها ما ظهر هذا الفقه ‪ ،‬و علمحاء المةم تيفرقون جيدا بيم الشريعةم كدين ‪ ،‬و بيم‬
‫الفقه كاجتهاد تمستنبحط منها‪. 668‬‬

‫و أما الخطاء التارييةم التعلقةم بالسنةم النبحويةم ‪ ،‬فهي من أخطاء أركون و الابري معا ‪ ،‬فمحن‬
‫أخطاء الول أنه زعم بأنه حسب العلومات و الوثائق التوفرة لدينا فإن الليفةم عمحر بن عبحد العزّيزّ‬
‫التوف سانةم ‪99‬ه‪717/‬ما ‪ ،‬هو أول من اساتخدما مصطلح السنةم بعن الديث النبحوي ‪ ،‬و كان‬
‫ذلك ف سانةم ‪80‬ه‪700/‬ما‪. 669‬‬
‫و قوله هذا غي صحيح تاما و يتضمحن أخطاء تارييةم ‪ ،‬لنه أول قال‪ :‬إن الليفةم عمحر بن‬
‫عبحد العزّيزّ اساتخدما عبحارة ‪ :‬السنةم سانةم ‪ 80‬هجريةم ‪ .‬و هذا غي صحيح لن الذي كان يكم‬
‫الدولةم المويةم ف هذه السنةم هو الليفةم عبحد اللك بن مروان )‪ 86-65‬ه( ‪ ،‬و عمحر بن عبحد العزّيزّ‬
‫ل يتول اللفةم إل ف سانةم ‪99‬ه ‪ .‬كمحا أنه –أي أركون‪ -‬أشار إل أن عمحر بن عبحد العزّيزّ توف‬
‫سانةم ‪99‬ه‪717/‬ما ‪ ،‬و هذا غي صحيح ‪ ،‬فقد مات سانةم ‪101‬ه‪719/‬ما‪. 670‬‬
‫وثانيا إنه ليس عمحر بن عبحد العزّيزّ هو أول من اساتخدما مصطلح السنةم بعن الديث النبحوي‪،‬‬
‫فهذا مصطلح اساتخدمه النب نفسه‪-‬عليه الصلة و السلما‪ ، -‬فقد ورد اساتخدامه ف أحاديث‬

‫‪666‬‬
‫الفكر الصول ‪ ،‬صا‪. 23 :‬‬
‫‪667‬‬
‫أنظر ‪ :‬عمحر ساليمحان الشقر‪ :‬تاريخ الفقه السالمي ‪ ،‬صا‪ 55 :‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫‪668‬‬
‫أنظر مثل ‪ :‬الشقر ‪ :‬تاريخ الفقه ‪ ،‬صا‪ 75 ،71 :‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫‪669‬‬
‫الفكر السالمي ‪ ،‬صا‪. 22 :‬‬
‫‪670‬‬
‫ابن العمحاد النبحلي‪ :‬الشذرات ‪ ،‬ج ‪ 2‬صا‪. 5 :‬‬
‫كثية‪ ، 671‬منها قوله عليه الصلة و السلما ‪ )) :‬فمحن رغب عن سانت فليس من ((‪. 672‬‬
‫و أما اساتخدامه زمن الصحابةم فقد كان منتشرا بينهم ‪ ،‬بدليل رساالةم عمحر بن الطاب ف‬
‫القضاء ‪ ،‬الت ورد فيها مصطلح السنةم بعن الديث النبحوي ‪ ،‬و هي رساالةم صحيحةم الساناد‬
‫ذكرتا مصادر إسالميةم كثية‪. 673‬‬
‫و بذلك يتبحيم أن ما ادعاه أركون غي صحيح ‪ ،‬مضمحونا و توثيقا ‪ ،‬فعجبحا منه كيف يقول ‪:‬‬
‫)) و ف هذه الالةم الراهنةم لعلوماتنا و الوثائق الت نتلكها ‪ ،‬ند أول اساتخداما لتعبحي سانةم النب ل‬
‫يصل إل عاما ‪80‬ه‪700/‬ما((‪ . 674‬ث هو ل يذكر لنا أي مصدر من الصادر الزّعومةم ‪ ،‬و ل‬
‫تيوثق دعواه ‪ .‬مع أن القيقةم أن الصادر التوفرة تالف زعمحه تاما ‪ ،‬و قد ذكرنا بعضها‪ .‬فل هو‬
‫ذكر وثائقه الزّعومةم ‪ ،‬و ل وثق دعواه ‪ ،‬و ل اساتثن الصادر الت تالف زعمحه ‪.‬‬
‫و الطأ الثان زعم فيه أركون أن الديث النبحوي ما هو إل اختلق مستمحر ‪ ،‬ما عدا بعض‬
‫النصوصا القليلةم الت يصعب تديدها و حصرها‪ . 675‬و قوله هذا غي صحيح ف معظمحه ‪ ،‬لن‬
‫الديث الصحيح هو الصل ‪ ،‬و الضعيف هو الساتثناء ‪ ،‬و ليس كمحا زعم أركون عندما قلب‬
‫الوضع ‪ .‬لن الحاديث الضعيفةم و الكذوبةم ل تظهر و ل تنتشر إل بعد انتشار الحاديث‬
‫الصحيحةم بيم السلمحيم ‪ ،‬بدليل الشواهد التيةم ‪:‬‬
‫أولا إن السنةم النبحويةم كانت منتشرة بيم السلمحيم منذ زمن النب‪-‬عليه الصلة و السلما –‬
‫لنا هي الفسرة للقرآن و الطبحقةم له على أرض الواقع‪ ،‬و كان السلمحون ف حاجةم ماساةم إليها ‪،‬‬
‫ت‬
‫لذا نص القرآن الكري ف آيات كثية على وجوب إتبحاع السنةم النبحويةم و اللتزّاما با‪.‬‬
‫و الشاهد الثان هو أن السنةم النبحويةم كانت منتشرة بشكل واساع زمن اللفةم الراشدة ‪ ،‬بسب‬
‫حب السلمحيم لا و حاجتهم الاساةم إليها ‪ ،‬و حث القرآن الكري على وجوب إتبحاعها ‪ ،‬و إكثار‬
‫بعض الصحابةم من التحديث بالسنةم النبحويةم ف مالس العلم و غيها‪. 676‬‬
‫و الشاهد الثالث يتمحثل ف أن السنةم النبحويةم كان كثي منها مدونا ف صحف و رقاع شخصيةم‬
‫ف القرن الول الجري ‪ ،‬ث زاد عددها عندما أمر الليفةم عمحر بن عبحد العزّيزّ بتدوين الديث‬
‫‪671‬‬
‫أنظر مثل ‪ :‬ابن ماجةم ‪ :‬السنن ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪ . 16 :‬و مالك ابن أنس‪ :‬الوطأ بروايةم ممحد بن السن ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬دار الفكر ‪،‬‬
‫دمشق ‪ ، 1413 ،‬ج ‪ 2‬صا‪. 427 ،184 :‬‬
‫‪672‬‬
‫البحخاري‪ :‬الصحيح ‪ ،‬ج ‪ 5‬صا‪. 1949 :‬‬
‫‪673‬‬
‫أنظئ ئئر مثل ‪ :‬ابئ ئئن تيمحيئ ئئةم‪ :‬منه ئئاج الس ئئنةم ‪ ،‬ج ‪ 6‬صا‪ . 71 :‬و ال ئئدارقطن‪ :‬الس ئئنن ‪ ،‬ج ‪ 4‬صا‪ . 207 ، 206 :‬الطي ئئب‬
‫البحغدادي‪ :‬تاريخ بغداد ‪ ،‬ج ‪ 10‬صا‪ . 449 :‬و اللبحان ‪ :‬متصر إرواء الغليل ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪. 521 :‬‬
‫‪674‬‬
‫الفكر السالمي ‪ ،‬صا‪. 22 :‬‬
‫‪675‬‬
‫تارييةم الفكر العرب ‪ ،‬صا‪. 297 :‬‬
‫‪676‬‬
‫ممحد عجاج الطيب ‪ :‬السنةم قبحل التدوين ‪ ،‬صا‪ 75 :‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫النبحوي‪ .677‬و بناء على الشواهد الت ذكرناها فإنه با أن السنةم النبحويةم هي الفسرة للقرآن و الطبحقةم‬
‫له‪ ،‬و الشرع أمر باللتزّاما با ‪ ،‬و حاجةم السلمحيم إليها ماساةم ‪ ،‬فإن ذلك يعن –بالضرورة‪ -‬أن‬
‫السنةم الصحيحةم كانت معروفةم و مطبحقةم و منتشرة بيم السلمحيم بكثرة قبحل الفتنةم الكبخى)‪-35‬‬
‫‪41‬ه( و بعدها ‪.‬‬
‫و بناء على ذلك فإنه ل يصح شرعا و ل عقل و ل تاريا القول با زعمحه أركون من أن‬
‫الديث النبحوي كان اختلقا مستمحرا ل يصح منه إل القليل الذي يصعب تييزّه و حصره ‪.‬و إنا‬
‫الصحيح هو عكس ما زعمحه أركون تاما من أن السنةم الصحيحةم هي الصل و الكثر انتشارا و‬
‫تداول ‪ .‬ث لا انتشر الكذب على الرساول‪-‬عليه الصلة و السلما – تصدى له علمحاء الديث و‬
‫بذلوا جهودا كبحية مضنيةم لتنقيةم السنةم و تييزّ صحيحها من ساقيمحها ‪ ،‬وفق منهج علمحي نقدي‬
‫كامل جع بيم نقد الساانيد و التون معا‪ . 678‬و هذا أمر أغفله أركون معتمحدا على التقزّي و‬
‫الغفال ‪،‬و التغليط و التدليس ‪،‬و التحريف و التهويل ‪.‬‬
‫و الطأ الثالث زعم فيه أركون أن الحاديث النبحويةم كانت تتثار و تتستحضر طبحقا لاجيات‬
‫)) اللحظةم و الوساط مشفوعةم بإساناد تمتغي لن يستقر قبحل القرن الرابع الجري((‪ . 679‬و قوله هذا‬
‫فيه خطأ كثي و صواب قليل ‪ ،‬جعله تييول البحةم الصغية إل قبحةم كبحية ‪ ،‬لن الصل ف الحاديث‬
‫النبحويةم هو الصحةم و النتشار بيم السلمحيم و ليس العكس ‪ ،‬فلمحا انتشر الكذب تول علمحاء المةم‬
‫مهمحةم الفاظ على السنةم و تنقيتها و تقيقها‪ .‬لكن أركون أغفل ذلك و ضخم دور الكذابيم ف‬
‫إفساد الديث النبحوي ‪ ،‬و هذا عمحل ليس من النهج العلمحي الوضوعي ف شيء ‪.‬‬
‫وأخطأ أيضا عندما عمحم حكمحه على الساانيد و زعم أنا لن تستقر قبحل القرن الرابع الجري‬
‫‪.‬و هذا غي صحيح لن أساانيد الحاديث الصحيحةم كانت ثابتةم معروفةم لدى أهل العلم ‪،‬ول‬
‫تتعرض للتغيي و ل للتحريف‪.‬و ليس صحيحا أنه ل تستقر قبحل القرن الرابع الجري ‪ ،‬لن كثيا‬
‫من الحاديث النبحويةم كانت مستقرة متنا و إسانادا ف الصحف و الدفاتر الشخصيةم ف القرن الثان‬
‫الجري‪ ،‬و ف النصف الثان منه بدأت ف الساتقرار على مستوى الؤملفات ‪ ،‬كمحوطأ الماما مالك‬
‫‪ .‬ث ف القرن الثالث الجري اساتقرت السنةم النبحويةم الصحيحةم ف دواوين السنةم الكبخى ‪ ،‬كمحسند‬
‫أحد بن حنبحل ‪ ،‬و صحيح البحخاري‪ ،‬و صحيح مسلم ‪ ،‬و سانن أب داود‪. 680‬‬
‫و أما الطأ الخي –أي الرابع‪ -‬زعم فيه أركون أن المحيع –عمحوما‪ -‬يعتفون للشافعي بأنه‬

‫‪677‬‬
‫نفس الرجع ‪ ،‬صا‪ 329 :‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫‪678‬‬
‫نفس الرجع ‪ ،‬صا‪ 219 :‬و ما بعدها ‪ 239 ،‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫‪679‬‬
‫الفكر السالمي ‪ ،‬صا‪. 264 :‬‬
‫‪680‬‬
‫عمحر ساليمحان الشقر‪ :‬تاريخ الفقه السالمي ‪ ،‬صا‪ 86 :‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫)) فرض للمحرة الول الديث النبحوي على أسااس أنه الصدر الثان السااساي ليس فقط للقانون و‬
‫التشريع ‪،‬و إنا أيضا للسالما بصفته نظاما تمددا ((‪. 681‬‬
‫و قوله هذا غي صحيح ‪،‬و فيه تغلط و تدليس ‪ ، ،‬و هو افتاء مكشوف ‪ ،‬لن كون السنةم‬
‫النبحويةم هي الصدر الثان من مصادر التشريع ف السالما هو من العروف بالضرورة من دين السالما‬
‫‪ ،‬منذ زمن النب‪-‬عليه الصلة و السلما‪ -‬إل زمن الشافعي و ما بعده‪ .‬لنه ل إسالما دون سانةم‬
‫نبحويةم ‪ .‬و أما عمحل الشافعي فهو ليس اكتشافا و ل فرضا و ل تأسايسا للمحصدر التشريعي الثان ف‬
‫السالما‪ ،‬لن السنةم كانت معروفةم منذ العهد النبحوي بأنا الصدر الثان بعد القرآن الذي هو نفسه‬
‫ص على ذلك ف آيات كثية ‪ .‬فجاء الشافعي وصنف كتابا جع فيه مصادر التشريع العروفةم ‪،‬‬ ‫ن ي‬
‫على رأساها الكتاب و السنةم و رتبحها و احتج لا ‪ ،‬علمحا بأن الحتجاج التعلق بالسنةم ليس جديدا‬
‫لنه معروف موجود ف القرآن و السنةم النبحويةم‪.‬‬
‫و أما أخطاء الابري التارييةم التعلقةم بالسنةم النبحويةم ‪ ،‬فمحنها إنه ادعى أن )) بعض علمحاء‬
‫السالما قد أجازوا وضع الديث ف مال التغيب و التهيب أي ف مال الخلق((‪ . 682‬و قوله‬
‫هذا غي صحيح‪ ،‬و كان عليه أن تيوثقه ‪،‬و يذكر لنا بعض هؤملء الذين ساهم علمحاء السالما‬
‫لنتأكد من ذلك ‪ ،‬فربا كانوا من الكذابيم السوبيم على العلمحاء الذين يتعمحدون الكذب على‬
‫النب‪-‬عليه الصلة و السلما‪ -‬ف كل الالت و ليس ف الخلق فقط ‪ ،‬لن كلمه الذي قاله‬
‫عنهم هو طعن وقدح فيهم ‪ ،‬و هو مرفوض عند علمحاء أهل السنةم الذين أجعوا على أن من تعمحد‬
‫الكذب‪-‬أي الوضع‪ -‬على النب‪-‬عليه الصلة و السلما‪ -‬فليتبحوأ مقعده من النار بناء على الديث‬
‫الصحيح الروي ف هذا البحاب ‪ .‬ساواء كان الديث الكذوب يتعلق بالعقائد و الشرائع ‪ ،‬أو‬
‫بالخلق و الفضائل ‪ ،‬أو بالتغيب و التهيب‪.683‬‬
‫و يبحدو أن الابري أخلط بيم وضع الديث الوضوع ‪ ،‬و بيم روايةم الديث الضعيف ‪،‬‬
‫فعلمحاء الديث أجازوا روايةم –و ليس وضع‪ -‬الحاديث الضعيفةم لتيمحيزّوها و يتبخونا و تيذروا‬
‫الناس منها ‪ ،‬لكنهم ل تيإيزّوا ذلك ف الحاديث الوضوعةم‪-‬الكذوبةم‪ . 684-‬و أما بالنسبحةم للعمحل به‬
‫فإن بعض كبحار العلمحاء كيحيح بن معيم‪ ،‬و البحخاري و مسلم و ابن حزّما ل تيإيزّوا العمحل بالضعيف‬
‫مطلقا ‪ ،‬لكن كثيا من علمحاء الديث كأحد بن حنبحل ‪،‬و ابن عبحد البخ‪ ،‬و عبحد الرحن بن مهدي‬
‫أجازوا العمحل بالضعيف ف فضائل العمحال فقط بشروط ثلثةم هي ‪ :‬أن يكون الديث الضعيف‬

‫‪681‬‬
‫تارييةم الفكر ‪ ،‬صا‪. 75 :‬‬
‫‪682‬‬
‫العقل الخلقي ‪ ،‬صا‪. 535 :‬‬
‫‪683‬‬
‫ممحد الزّفزّاف ‪ :‬الرجع السابق ‪ ،‬صا‪ . 265 :‬و ممحود الطحان ‪ :‬تيسي مصطلح الديث ‪ ،‬صا‪. 89 ، 88 :‬‬
‫‪684‬‬
‫ساليمحان الشقر‪ :‬تاريخ الفقه السالمي ‪ ،‬صا‪ . 106 :‬و ممحود الطحان ‪ :‬نفس الرجع ‪ ،‬صا‪. 64 :‬‬
‫غي شديد الضعف ‪ .‬و أن يندرج الديث الضعيف تت أصل من أصول الشريعةم العمحول با‪ .‬و‬
‫أن ل تيعتقد عند العمحل به بأنه ثابت عن الرساول‪-‬صلى ال عليه وسالم‪. 685-‬‬
‫و بناء على ذلك فإن الابري أخطأ فيمحا قاله‪ ،‬و يبحدوا أن المر قد أختلط عليه بيم جواز‬
‫العمحل بالضعيف ف فضائل العمحال ‪ ،‬و بيم ما قاله من إحازة بعض علمحاء السالما جواز وضع‬
‫الديث ف الخلق و الفضائل ‪.‬‬
‫و أما الطأ الثان فيتمحثل ف أن الابري ذكر أن أبا سافيان بن حرب لا أسالم ‪ ،‬كان النب‪-‬‬
‫عليه الصلة و السلما‪ -‬تيعامله معاملةم سايد القبحيلةم طيلةم حياته عليه الصلة و السلما ‪ .‬حت أن‬
‫بعض الصادر نقلت عن ابن عبحاس أنه قال‪ )) :‬ما ساأل أبو سافيان رساول ال شيئا إل قال‪:‬‬
‫نعم(( ‪ .‬و أشار الابري ف الامش إل أن مسلمحا هو الذي روى هذه الروايةم ‪ ،‬نقلها عنه أحد‬
‫ضحى السالما‪. 686‬‬ ‫أميم ف كتابه ت‬
‫و قوله هذا غي ثابت ‪ ،‬فالقول الذي رواه عن ابن عبحاس ل أعثر له على أثر ف صحيح‬
‫مسلم ‪،‬و ل ف الكتب الديثيةم الخرى ‪ ،‬و ل ف مصنفات الرح و التعديل‪ ،‬و ل ف كتب‬
‫التاجم و التواريخ ‪ .‬كمحا أن الطريقةم الت أتبحعها ف توثيقه لتلك الروايةم غي ساليمحةم ‪ ،‬فكان عليه أن‬
‫يرجع إل الصادر التخصصةم ‪ ،‬خاصةم و أنا متوفرة ‪ ،‬أو على القل يرجع إل الراجع الديثيةم‬
‫التخصصةم ‪ .‬و عدما رجوعه إل تلك الصادر هو الذي أوقعه ف هذا الطأ ‪.‬‬
‫و الطأ الخي –أي الثالث‪ -‬يتعلق بطريقةم ذكر الابري لديث موضوع مذكور ف مؤملفات‬
‫الشيعةم ‪ ،‬مفاده أن النب‪-‬عليه الصلة و السلما‪ -‬قال لعلي‪ )) :‬لول أن يقول فيك طوائف من أمت‬
‫ما قالت النصارى ف عيسى بن مري لقلت فيك اليوما مقال ‪ ، ((...‬ث قال أن الصادر السنيةم هي‬
‫أيضا ذكرت هذا الديث‪. 687‬‬
‫و طريقته هذه –ف العرض‪ -‬تتضمحن إشارة إل أن أهل السنةم هم أيضا يأخذون بذلك الديث‬
‫أو تيسللمحون به ‪ ،‬لكن القيقةم هي أن أهل السنةم كثيا ما يذكرون الحاديث الضعيفةم و الوضوعةم‬
‫ف كتبحهم ‪ ،‬ليس لنا صحيحةم و يأخذون با ‪ ،‬و إنا يذكرونا لتتعرف‪ ،‬و لتتمحيزّ ‪،‬و لتيعتبخ با ‪،‬‬
‫و لتتحقق ‪،‬و لتيحذر منها‪ ،‬و قد يأخذون ببحعضها ف الفضائل بشروط‪... 688‬إل ‪.‬‬
‫و أما الديث الذي ذكره الابري فل تيوجد ف الصحاح و ل ف السنن ‪،‬و ل ف مسند أحد‬

‫‪685‬‬
‫نفس الرجع ‪ ،‬صا‪ . 107 :‬و نفسه ‪ ،‬صا‪. 65-64 :‬‬
‫‪686‬‬
‫العقل السياساي ‪ ،‬صا‪. 111 :‬‬
‫‪687‬‬
‫بنيةم العقل ‪ ،‬صا‪. 331 :‬‬
‫‪688‬‬
‫ممحود الطحان‪ :‬تيسي مصطلح الديث ‪ ،‬صا‪ . 64 :‬و الشقر ‪ :‬تاريخ الفقه ‪ ،‬صا‪. 106 :‬‬
‫‪ ،‬و قد رواه الطبخان ف العجم الكبحي ‪،‬و ليس فيه زيادة الشيعةم ‪ )) :‬ترثن و أرثك ((‪. 689‬و أما‬
‫الديث من حيث الصحةم و الضعف ‪،‬فهو حديث موضوع‪. 690‬‬
‫و أما الخطاء التارييةم التعلقةم بالسية النبحويةم فمحنها أربعةم ‪ ،‬هي من أخطاء أركون ‪،‬أولا‬
‫يتمحثل ف زعمحه بأن الرساول –صلى ال عليه وسالم‪ -‬لا كان ف الدينةم أحاط نفسه بجلس من‬
‫‪ 10‬أعضاء ستهم )) الصادر القديةم بالهاحرين الول (( كلهم من قريش ‪ ،‬وهم ‪ :‬أبو بكر ‪ ،‬و‬
‫عمحر ‪ ،‬و عثمحان ‪ ،‬و علي ‪ ،‬و طلحةم ‪ ،‬و ساعيد بن زيد‪ ،‬و ابن عوف ‪ ،‬و ابن أب وقاس ‪ ،‬و‬
‫الزّبي ‪ ،‬و أبو عبحيدة‪. 691‬‬
‫و قوله هذا غير صحيح في معظمه ‪ ،‬لن الذين سموا بالمهجرين السابقين الولين‬
‫ليسوا هؤلء العشرةا ‪ ،‬فقط‪ ،‬فعددهم أكبر من ذلك بكثير ‪ ،‬فهو يشمل كل المسلمين‬
‫الذين هاجروا إلى المدينة ‪ ،‬و هم من قريش و من غيرها من القبائل ‪ .‬و الذي سماهم‬
‫بذلك السم هو ا تعالى في القرآن الكريم ‪ ،‬و لست المصادر القديمة على حد زعم‬
‫أركون ‪ ،‬و قد وصفهم ا بذلك في قوله ‪}- :‬أواللسابذيقوأن الألويلوأن ذمأن ارليمأهاذجذريأن‬
‫ضورا أعرنهي أوأأأعلد لأهيرم أجلنا م‬
‫ت‬ ‫اي أعرنهيرم أوأر ي‬ ‫ضأي ر‬ ‫صاذر أواللذذيأن اتلبأيعويهم بذإ ذرحأسامن لر ذ‬ ‫لن أ‬ ‫أوا أ‬
‫ك ارلفأرويز ارلأعذظييم{َ ‪ -‬سورةا التوبة‪. -100/‬‬ ‫تأرجذري تأرحتأأها الأرنأهاير أخالذذديأن ذفيأها أأبأودا أذلذ أ‬
‫و أما زعمحه بأن النب أحاط نفسه بؤملء العشرة بالدينةم ‪ ،‬هو قول غي صحيح ‪ ،‬و يستبحطن‬
‫انتقادا لرساول ال –عليه الصلة و السلما‪ ، -‬لن الصحيح هو أن النب أحاط نفسه بكل الصحابةم‬
‫لل‬ ‫ن‬
‫ت علتوم عولعوو‬ ‫دون اساتثناء ‪ ،‬بشهادة القرآن الكري الذي قال لرساول ال ‪} :‬فعبحلعمحا عروحعةم معن الليه لن ع‬
‫ف ععونئتهوم عواوساتعئوغلفور علتوم عوعشالوورتهوم لف العوملر فعلإعذا‬ ‫ل‬ ‫ت فعيظا عغللي ع‬
‫ك عفاوع ت‬ ‫ضواو لمون عحوول ع‬ ‫ب علنعف ي‬ ‫ظ الوعقول ل‬ ‫تكن ع‬
‫ل‬ ‫ت فعئتعئعونكول عععلى الليله إلنن الليهع تلي ي‬
‫يم{ٍ ‪ -‬ساورة آل عمحران‪ ، -159/‬فكانوا كلهم حوله‬ ‫ب الوتمحتعئعومكل ع‬ ‫عععزّوم ع‬
‫‪ ،‬و كان هو لم أبا و أما ‪،‬و كانوا هم يقولون له ‪ )) :‬بأب أنت و أمي يا رساول ال ((‪. 692‬‬
‫و الطأ الثان يتمحثل ف أن أركون ذكر مرارا أن النب أمضى عشرين سانةم كاملةم بكةم و الدينةم ف‬
‫الدعوة إل السالما‪ . 693‬و تديده للدعوة بعشرين سانةم هو تديد غي صحيح ‪ ،‬لن الدعوة‬
‫اساتمحرت ‪ 23‬سانةم ‪ ،‬و هذا من التاريخ التواتر ‪ ،‬لن رساول ال‪-‬صلى ال عليه وسالم‪ -‬نزّل عليه‬
‫الوحي و له ‪ 40‬سانةم ‪ ،‬و تتوف له ‪ 63‬سانةم‪ . 694‬و ل أدري لاذا أركون مصر على أن الدعوة‬

‫‪689‬‬
‫الطبخان ‪ :‬العجم الكبحي ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪. 320 :‬‬
‫‪690‬‬
‫عبحئئد الرحئئن بئئن ممحئئد ال ئرازي‪ :‬علئئل الئئديث ‪ ،‬حققئئه مئئب الئئدين الطيئئب ‪ ،‬دار العرفئئةم ‪ ،‬بيوت ‪1405 ،‬ه ج ‪ 1‬صا‪:‬‬
‫‪. 313‬‬
‫‪691‬‬
‫تارييةم الفكر العرب ‪ ،‬صا‪. 175 :‬‬
‫‪692‬‬
‫البحخاري ‪ :‬الصحيح ‪ ،‬ج ‪ 6‬صا‪. 2447 :‬‬
‫‪693‬‬
‫أنظر مثل ‪ :‬تارييةم الفكر ‪ ،‬صا‪. 285 ، 280 ، 220 :‬‬
‫‪694‬‬
‫أنظر مثل ‪ :‬ابن كثي ‪ :‬فضائل القرآن ‪ ،‬صا‪. 15 :‬‬
‫دامت عشرين سانةم ؟ ! ‪ .‬فهل يندرج ذلك ضمحن طريقته ف التغليط و التحريف ؟ ‪.‬‬
‫و أما الطأ الثالث فيتمحثل ف أن أركون زعم أن المةم الثاليةم الت حلم با السلمحون ل تتحقق‬
‫مطلقا بشكل مسوس ف التاريخ‪ . 695‬و قوله هذا غي صحيح ‪ ،‬و فيه تريف للتاريخ‪ ،‬لن المةم‬
‫السالميةم تققت فعل على أرض الواقع ‪ ،‬زمن النب‪-‬عليه الصلة و السلما‪ -‬و ف اللفةم الراشدة‬
‫ف عوتعئونئعهووعن‬ ‫‪ ،‬بشهادة القرآن الكري ‪ ،‬لقوله تعال ‪}- :‬تكنتم خيئر أتنمنةم أتخلرجت لللننالس تعأومروعن لبالومحعرو ل‬
‫ع وت‬ ‫تت‬ ‫و ع و‬ ‫ت و عوع‬
‫خيئةرا نتلم مونئتهتم الوتمحوؤملمتنوعن عوأعوكثعئترتهتم الوعفالساتقوعن{ٍ‬ ‫ب لععكاعن ع و‬ ‫ععلن الومحنعكلر وتتئوؤملمتنوعن لبالليله ولعو آمن أعوهل الولكعتا ل‬
‫عو عع ت‬ ‫ت ع‬
‫ل‬
‫لات لعيعوستعوخلعفنئتهم لف‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ل‬
‫‪ -‬ساورة آل عمحران‪ ، -110/‬و }عوعععد اللنهت النذيعن آعمنتوا منتكوم عوععمحلتوا ال ن‬
‫صا ع‬
‫ضى علتوم عولعيتبحعمدلعنئتهم ممن بعئوعلد‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ل ل ل‬
‫ف النذيعن من قعئوبحللهوم عولعيتعمحمكنعنن علتوم دينعئتهتم النذي اورتع ع‬ ‫ض عكعمحا اوساتعوخلع ع‬ ‫اولعور ل‬
‫ك تهتم الوعفالساتقوعن{ٍ ‪ -‬ساورة‬ ‫ل‬ ‫ل‬
‫ك فعأتوولعئل ع‬ ‫عخووفلهوم أعومةنا يعئوعبحتتدونعلن عل يتوشلرتكوعن لب عشويةئا عوعمن عكعفعر بعئوععد عذل ع‬
‫النئئور‪ ،-55/‬و قد اساتمحرت ف العطاء و الييةم إل حدوث الفتنةم الكبخى سانةم ‪ 35‬هجريةم ‪ ،‬و ما‬
‫بعدها ‪ ،‬لنا و إن كانت تضررت كثيا ‪ ،‬فإنا اساتمحرت ف الدعوة و العطاء و البداع بنسب‬
‫متلفةم ‪ ،‬و قد كانت لا فتات ارتفعت فيها درجةم الوحدة و العطاء و التعاون و الييةم ‪ ،‬كمحا هو‬
‫الال زمن السلطان عمحاد الدين زنكي)ت ‪ 541‬ه( ‪،‬و ابنه نور الدين ممحود )ت ‪569‬ه ( ‪،‬و‬
‫الناصر صلح الدين اليوب)ت ‪589‬ه(‪. 696‬‬
‫و الطأ الخي –أي الرابع – زعم فيه أركون أنه ل يصح من السية النبحويةم إل مقاطع متفرقةم‬
‫تمعتف بصحتها‪ . 697‬و قوله هذا زعم باطل‪ ،‬و افتاء تمتعمحد عكسه هو الصحيح ‪ ،‬و ما صح من‬
‫السية أكثر بكثي ما ل يصح منها ‪ ،‬بدليل الشواهد التيةم ‪:‬‬
‫أولا القرآن الكري ‪ ،‬فهو الصدر السااساي للسية ‪ ،‬ساجل كل مراحلها و مطاتا الكبخى‬
‫و كثيا من تفاصيلها ‪ ،‬من غزّوات و حوادث متنوعةم تتعلق بالسية و الدعوة ف العهدين الكي و‬
‫ضايل فعئعهعدى ‪،‬عو عوعجعدعك ععائلةل فعأعوغعن{ٍ –‬ ‫ل‬
‫الدن‪ .‬كقوله تعال ‪} :‬أععلو عليإودعك يعتيةمحا عفآعوى ‪،‬عو عوعجعدعك ع‬
‫ك النلذي‬ ‫صودعرعك {ٍ‪ -‬ساورة الشرح ‪ -1/‬و}اقوئعرأو لباوسالم عربم ع‬ ‫ك ع‬ ‫ساورة الضحى‪ -9-6/‬و}أععلو نعوشعروح لع ع‬
‫ك النلذيعن عكعفترواو لليتثوبحلتتوعك‬ ‫عخلععق ‪ ،‬عخلععق ا وللنعساعن لمون ععلعنق {ٍ‪ -‬ساورة العلق‪ ، -2-1 /‬و}عوإلوذ عيوتكتر بل ع‬
‫خيئتر الوعمحاكللريعن{ٍ ‪ -‬ساورة النفال‪ ،-30/‬و }إللن‬ ‫أعوو يعئوقتتئتلوعك أعوو تيولرتجوعك عوعيوتكتروعن عوعيوتكتر الليهت عوالليهت ع و‬
‫صالحبحلله لع عوتعزّون‬ ‫ل‬ ‫صرهت الليهت إلوذ أعوخرعجهت النلذين عكعفرواو عثالن اثوئنعئ و ل‬
‫ها لف الوعغالر إلوذ يعئتقوتل ل ع‬ ‫يم إلوذ تع‬ ‫ع ت ع‬ ‫ع‬ ‫صتروهت فعئعقود نع ع ع‬‫عتن ت‬
‫إلنن الليهع عمعععنا فععأنعزّعل الليهت عسالكينعتعهت ععلعويله عوأعينعدهت لبتتنوند نلو تعئعرووعها عوعجعععل عكللعمحةمع النلذيعن عكعفترواو اليسوفعلى عوعكللعمحةمت‬

‫‪695‬‬
‫تارييةم الفكر ‪ ،‬صا‪. 18 :‬‬
‫‪696‬‬
‫أنظئئر مثل ‪ :‬ممحئئد طقئئوش ‪ :‬التاريئئخ السائئلمي الئئوجيزّ ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬دار النفئئائس ‪ ،‬بيوت ‪ ، 2002 ،‬صا‪ 196 :‬و مئئا‬
‫بعدها ‪.‬‬
‫‪697‬‬
‫الفكر السالمي ‪ ،‬صا‪. 144 :‬‬
‫الليله لهعي الوعتولعيا عوالليهت ععلزّيقزّ عحلكيقم{ٍ ‪ -‬ساورة التوبةم‪ ،-40/‬و}عوالنسابلتقوعن العنوتلوعن لمعن الوتمحعهالجلريعن‬
‫ت عوتلري عوتتعئعها العنوئعهاتر‬ ‫واعلنصالر والنلذين اتنئبحئعوهم بللإحسانن نرلضي الليه عونئهم ورضواو عونه وأععند علم جننا ن‬
‫ع ت ع ت و عع ت ع ت ع ع تو ع‬ ‫ع ع ع ع عت ت و ع‬
‫ل‬
‫صعرتكتم الليهت بلبحعودنر عوعأنتتوم أعذلنةمق‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫لل ل‬
‫ك الوعفووتز الوععظيتم{ٍ ‪ -‬ساورة التوبةم‪ ،-100/‬و }عولععقود نع ع‬ ‫عخالديعن فيعها أعبعةدا عذل ع‬
‫صعرتكتم الليهت لف عمعوالطعن عكثلعيةن عويعئووعما‬ ‫عفاتنئتقواو الليهع لعععلنتكوم تعوشتكتروعن{ٍ ‪ -‬ساورة آل عمحران‪ ،-123/‬و}لععقود نع ع‬
‫ضاقعت علعيتكم العر ل‬
‫ت تثن عولنويتتم‬‫ض عبا عرتحبحع و‬‫يم إلوذ أعوععجبحعوتتكوم عكثوئعرتتتكوم فعئلعوم تتئوغلن ععنتكوم عشويةئا عو ع و ع و ت و ت‬ ‫تحنعئ و ن‬
‫س يعودتختلوعن لف لديلن اللنله‬ ‫ت الننا ع‬
‫ل‬
‫يمودبللريعن{ٍ ‪ -‬ساورة التوبةم‪ ،-25/‬و}إلعذا عجاء نع و‬
‫صتر اللنه عوالوعفوتتح ‪،‬عوعرأعيو ع‬
‫أعفوئعواةجا{ٍ ‪-‬ساورة النصر‪ ، -2-1/‬فالقرآن الكري هو الصدر السااس و الول للسية النبحويةم ‪ ،‬ساجل‬
‫منها شيئا كثيا ‪ ،‬هو وحده كاف لرد زعم أركون ‪.‬‬
‫و الشاهد الثان يتمحثل ف حوادث السية النبحويةم ‪ ،‬القوليةم و الفعليةم و التقريريةم الت دونتها‬
‫كتب الديث الققةم كصحيحي البحخاري و مسلم ‪،‬و الكتب الخرى الت يغلب عليها الصحيح‪،‬‬
‫كمحسند أحد بن حنبحل ‪ ،‬و سانن التمذي ‪ ،‬و ابن ماجةم ‪،‬و أب داود ‪ ،‬و غيها‪. 698‬‬
‫و أما الشاهد الخي‪-‬أي الثالث‪ -‬فيتمحثل ف بعض كتب التاريخ الت أرخت للسنةم النبحويةم ‪ ،‬و‬
‫معطم ما فيها صحيح‪ ،‬لن مؤملفيها من النقاد الققيم ‪ ،‬كثيا ما نقدوا الروايات و مصوها ‪ ،‬كمحا‬
‫فعل ابن كثي ف جزّء السية من تاريه‪ ،‬و الذهب ف الزّء الول من كتابه تاريخ السالما ‪.‬و ف‬
‫عصرنا الال قاما بعض النقاد الققيم بتحقيق السية النبحويةم وفق منهج أهل الديث ‪ ،‬منهم ‪ :‬أكرما‬
‫ضياء الدين العمحري ‪ ،‬و ممحد ناصر الدين اللبحان‪ ،‬و أعمحالمحا مطبحوعةم و متداولةم بن أهل العلم ‪.‬‬

‫و أما أخطاء الابري التعلقةم بالسية النبحويةم ‪ ،‬فعثرت منها على خطأين ‪ ،‬أولمحا يتعلق بنظرة‬
‫الابري إل الدعوة السالميةم فتساءل‪ :‬هل كانت تثل مشروعا ساياسايا معينا منذ بدايتها ‪،‬و هو‬
‫الذي حققته على أرض الواقع بإنشاء الدولةم و غزّو الروما و الفرس و غيهم ؟ ‪ ،‬ث شكك ف ذلك‬
‫و تفظ من الخذ بالروايات الت ذكرت أن النب‪-‬عليه الصلة و السلما‪ -‬كان قد بشر السلمحيم‬
‫منذ أن كان بالدينةم ‪ . ،‬ث قال ‪ :‬إننا إذا أخذنا بتلك الروايات فإن الدعوة المحديةم ساتفقد جوهرها‬
‫‪ ،‬بعن )) كونا دعوة دينيةم أول و أخيا (( ‪،‬و لنا أيضا صيورت الرساول‪-‬صلى ال عليه وسالم‪-‬‬
‫كقائد عسكري أساس إمبخاطوريةم‪ . 699‬ث قال ‪ )) :‬و ليس ف القرآن قط ‪،‬و هو الرجع العتمحد أول‬
‫و أخيا ‪ ،‬ما تيفيد أن الدعوة المحديةم دعوة تمحل مشروعا ساياسايا معينا (( ‪ ،‬ث ذكر آيةم الذن‬
‫صلرلهوم لععقلديقر{ٍ ‪ -‬ساورة الئج‪،-39/‬‬ ‫ل‬ ‫ل لل‬
‫بالقتال }أتذعن للنذيعن يئتعقاتعئتلوعن بلأع ئنتهوم ظتلتمحوا عوإلنن اللنهع عععلى نع و‬
‫ف عونعئعهووا ععلن الوتمحنعكلر عولللنله‬
‫صعلةع وآتعئوا النزّعكاةع وأعمروا لبالومحعرو ل‬
‫ع عت ع وت‬ ‫ض أععقاتموا ال ن ع ت‬ ‫و}النلذيعن لإن نمنكنناتهوم لف اولعور ل‬

‫‪698‬‬
‫الشقر ‪ :‬تاريخ الفقه ‪ 95 ،‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫‪699‬‬
‫العقل السياساي ‪ ،‬صا‪. 23 ، 22 ، 21 :‬‬
‫ععاقلبحعةمت اولتتمولر{ٍ ‪ -‬ساورة الئج‪ ،-41/‬ث قال ‪ )) :‬و لكن التمحكيم و النصر هنا ها للدين و ليس‬
‫لشروع ساياساي يكن الديث عنه بعزّل عن الدين ((‪. 700‬‬
‫و قوله هذا غي صحيح‪ ، ،‬لنه أول إن طريقةم تشكيكه ف الروايات الديثيةم الت ذكرها حول‬
‫النتصار السياساي للسالما ‪،‬و بن عليها موقفه هي طريقةم غي علمحيةم ف قبحول و رد الروايات ‪ ،‬فإنه‬
‫قال‪ :‬من الائزّ أن تلك الروايات نتسبحت إل الرساول‪-‬عليه الصلة و السلما‪ -‬بعد قياما دولةم السالما‬
‫‪ ،‬و نتسبحت إليه على طريقةم العرب ف التجويزّ ف الكلما‪ . 701‬و ليس هكذا تتقق الروايات و‬
‫تتحص لن احتمحال صحتها يبحقى جائزّا و واردا أيضا ‪ ،‬بأنا ل تتنسب إل النب و إنا قالا فعل‪.‬‬
‫لذا كان عليه إن أراد الوصول إل القيقةم ‪ ،‬أن يإمحع تلك الروايات و يققها إسانادا و متنا على‬
‫طريقةم أهل الديث ‪ ،‬و ل يعتمحد على مرد الحتمحال ‪،‬و التجيح النظري بل مرجح حقيقي ‪.‬‬
‫و ثانيا إن نظرته إل السالما كدين و دولةم هي نظرة ناقصةم ‪ ،‬ليست نابعةم من صمحيم دين‬
‫السالما ‪ ،‬و ل أدري هل غابت عنه ‪ ،‬أما ل يعتقدها ‪ ،‬أما تعمحد إغفالا ؟ ‪ .‬و حقيقةم السالما إنه‬
‫دين ربان عالي يشمحل كل جوانب الياة دون اساتثناء ‪ ،‬فهو دين و دنيا ‪ ،‬و سايف و مصحف‪،‬‬
‫صلة و اقتصاد‪ ،‬عبحادة و ساياساةم ‪ ،‬لذا فنحن إذا وصفنا السالما بذلك ‪ ،‬ل نفقده جوهره ‪،‬و إنا‬
‫نضعه ف مكانه الصحيح اللئق به الذي يستحقه ‪.‬‬
‫و أما قوله بأن تلك الروايات صيورت الرساول‪-‬صلى ال عليه و سالم‪ -‬كقائد عسكري أساس‬
‫إمبخاطوريةم ‪ ،‬فهو قول فيه تغليط ‪ ،‬لن ممحدا –عليه الصلة و السلما‪ -‬كان رساول نبحيا‪ ،‬و قائدا‬
‫عسكريا ‪ ،‬و مربيا مرشدا ‪ ،‬و ساياسايا منكا ‪،‬أساس دولةم توساعت كثيا على أيدي أصحابه ‪،‬‬
‫فكانت دولةم النبحوة و اللفةم الراشدة ‪،‬و ل تكن إمبخاطوريةم كمحا وصفها الابري‪.‬‬
‫و أما قوله بأنه ل تيوجد ف القرآن ما تيفيد بأن الدعوة و السالميةم كانت تمحل مشروعا‬
‫ساياسايا معينا ‪ ،‬فهو قول غي صحيح‪ ،‬لن ف القرآن الكري آيات كثية نصت صراحةم على أن‬
‫السالما يمحل مشروعا عاليا معينا يقوما على أسااس دين السالما ‪ ،‬ف متلف جوانب الياة من‬
‫دون اساتثناء ‪ ،‬و هو مشروع ل يكن تقيقه على أرض الواقع ‪ ،‬دون مشروع متكامل الوانب‬
‫ساياسايا و عسكريا‪ ،‬و اقتصاديا و اجتمحاعيا ‪ ،‬و إيانيا و أخلقيا ‪ .‬و اليات الت تؤميد ما قلناه‬
‫ل‬
‫يم {ٍ ‪ -‬ساورة النبحياء‪ -107/‬و }قتول عيا‬ ‫كثية ‪ ،‬منها قوله تعال ‪} :‬عوعما أعورعساولعناعك إلنل عروحعةمة لمولععالعمح ع‬
‫ل‬ ‫ك النسمحاوا ل‬ ‫ل نل‬ ‫لل‬
‫ت‬‫ض ل إللعهع إللن تهعو تويليي عوتيي ت‬ ‫ت عوالعور ل‬ ‫س إمن عرتساوتل الليه إلعويتكوم عجيةعا الذي لعهت تمول ت ع ع‬
‫أع ئيعها الننا ل‬
‫ت‬
‫ل‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ل‬
‫ن‬ ‫ل‬
‫ب التممي الذي يئتوؤممتن بالليه عوعكلعمحاته عواتنبحتعوهت لعععلتكوم تعئوهتعتدوعن{ٍ ‪ -‬ساورة العراف‪/‬‬ ‫ن‬ ‫عفآمنتواو لبالليه عوعرتساوله النل م‬
‫‪}-158‬تهعو النلذي أعورعساعل عرتساولعهت لباولتعدى عولديلن اولعمق لليتظولهعرهت عععلى المديلن تكلمله عولعوو عكلرعه الوتمحوشلرتكوعن{ٍ‬
‫‪700‬‬
‫نفسه ‪ ،‬صا‪. 23 :‬‬
‫‪701‬‬
‫نفسه ‪ ،‬صا‪. 23 :‬‬
‫ض عكعمحا‬ ‫ت لعيعوستعوخللعفنئتهم لف اولعور ل‬ ‫صاللا ل‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ل‬
‫‪-‬ساورة التوبةم‪ -33/‬و‪}-‬عوعععد اللنهت النذيعن آعمنتوا منتكوم عوععمحلتوا ال ن ع‬
‫ضى علتوم عولعيتبحعمدلعنئتهم ممن بعئوعلد عخووفللهوم أعومةنا‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ل ل ل‬
‫ف النذيعن من قعئوبحللهوم عولعيتعمحمكنعنن علتوم دينعئتهتم النذي اورتع ع‬ ‫اوساتعوخلع ع‬
‫ك تهتم الوعفالساتقوعن{ٍ ‪-‬ساورة النئئور‪،-55/‬و‬ ‫ل‬
‫ك فعأتوولعئل ع‬‫يعئوعبحتتدونعلن عل يتوشلرتكوعن لب عشويةئا عوعمن عكعفعر بعئوععد عذل ع‬
‫اليات الول تتضمحن التمحكيم بالضرورة ‪،‬و اليات الخية نصت صراحةم على التمحكيم السياساي‬
‫و المن ‪ ،‬و الجتمحاعي و العسكري‪ ،‬و اليان و الخلقي ‪ ،‬الذي سايتحقق على أيدي‬
‫الصحابةم بفضل من ال تعال و توفيق منه ‪ .‬و هذه اليات الخية )) وعد ال الذين آمنوا منكم‬
‫و عمحلوا ‪ (( ...‬ل يذكرها الابري عندما ذكر آيات الذن بالقتال و التمحكيم ‪ ،‬و هي}أتلذعن لللنلذيعن‬
‫صلرلهوم لععقلديقر{ٍ ‪ -‬ساورة الئج‪ ، -39/‬و}النلذيعن لإن نمنكنناتهوم لف‬ ‫ل‬
‫يئتعقاتعئتلوعن بلأع ئنتهوم ظتلتمحوا عوإلنن اللنهع عععلى نع و‬
‫ف عونعئعهووا ععلن الوتمحنعكلر عولللنله ععاقلبحعةمت اولتتمولر{ٍ ‪ -‬ساورة‬ ‫صعلعة وآتعئوا النزّعكاعة وأعمروا لبالومحعرو ل‬
‫ع عت ع وت‬ ‫ض أععقاتموا ال ن ع ت‬ ‫اولعور ل‬
‫الئج‪ ،-41/‬و هي‪ -‬الت ذكرناها‪ -‬تبحيم أن ما ذكره الابري من أنه ليس )) ف القرآن قط ما‬
‫تيفيد أن الدعوة المحديةم تمحل مشروعا ‪ ، (( ...‬هو قول غي صحيح ‪ ،‬يبحدو أنه قال بذلك ليصل‬
‫إل علمحنةم السالما و تفريغه من مشروعه السياساي ‪ ،‬بطريقةم ملتويةم ظاهرها الرصا على السالما و‬
‫الفاظ عليه ‪.‬‬
‫صألةاأ‬‫ض أأأقايموا ال ل‬ ‫و رابعا إن تعليقه على قوله تعالى ‪} :‬اللذذيأن ذإن لملكلناهيرم ذفي ارلأرر ذ‬
‫ف أونأهأروا أعذن ارليمنأكذر أوذللذ أعاقذبأةي ارلييموذر{َ ‪ -‬سورةا الحمج‪/‬‬ ‫أوآتأيوا اللزأكاةاأ أوأأأميروا ذبارلأمرعيرو ذ‬
‫‪ ،-41‬هو تعليق غير صحيح فيه تغليط ‪ ،‬لن الية صريحة في أن التمكين للمؤمنين‬
‫و الدين معا‪ ،‬و ليس للدين فقط كما زعم الجابري‪ .‬كما أن التمكين للدين يستلزم‬
‫التمكين للمؤمنين‪ ،‬و هو تمكين لمشروع إسلمي شامل لكل جوانب الحياةا ‪ ،‬لن الية‬
‫صألةاأ أوآتأيوا اللزأكاةاأ أوأأأميروا‬ ‫ض أأأقايموا ال ل‬ ‫قالت صراحة ‪} :‬اللذذيأن ذإن لملكلناهيرم ذفي ارلأرر ذ‬
‫ف أونأهأروا أعذن ارليمنأكذر أوذللذ أعاقذبأةي ارلييموذر{َ ‪ -‬سورةا الحمج‪، -41/‬و هذا كله ل‬ ‫ذبارلأمرعيرو ذ‬
‫يتحقق على أرض الواقع إل بوجود مشروع إسلمي عملي شامل يقوم أساسا على‬
‫التمكين السياسي و العسكري للمؤمنين ‪،‬و هو المر الذي تحقق على أرض الواقع‬
‫في العهدين المدني و الراشدي ‪.‬‬
‫و أما قوله ‪ )) :‬و لكن التمحكيم و النصر ها للدين ‪ ،‬و ليس لشروع ساياساي يكن الديث عنه‬
‫بعزّل عن الدين (( ‪ ،‬فهو قول ينطوي على نوع من التناقض ‪ ،‬لن الابري كان قد شكك ف‬
‫كون الدعوة و السالميةم كانت تمحل مشروعا ساياسايا منذ بدايتها ‪ ،‬ث هو هنا يقول ما نقلناه‬
‫عنه ‪ ،‬و يعتف بأن الشروع الذي بشر به السالما هو مشروع ساياساي ل ينفصل عن الدين ! ‪ .‬و‬
‫الهم ف المر أن السالما كان يمحل مشروعا ساياسايا عاليا ‪ ،‬يقوما على الدين ‪،‬و ل معن للتكلم‬
‫عن مشروع ساياساي بعزّل عن دين السالما ‪،‬كمحا حاول الابري أن تيوهنا بذلك ‪.‬‬
‫و أما الطأ الخي‪-‬أي الثان‪ ، -‬فيتمحثل ف أن الابري قال ‪ :‬إن مرحلةم الهر بالدعوة بكةم‬
‫امتدت )) ما بيم سات و سابحع سانوات من السنةم الرابعةم إل الثالثةم عشر للبحعثةم ((‪ . 702‬و قوله هذا‬
‫فيه خطأ ف الساب ‪ ،‬لن عدد السنوات من السنةم الرابعةم على السنةم الثالثةم عشر للبحعثةم ‪ ،‬إما أنه‬
‫يساوي ‪ 10‬سانوات إذا كانت السنتان الول و الخية كاملتيم ‪،‬و إما أنه ‪ 9‬سانوات أو نوها‬
‫إذا كانت السنتان الول و الخية ناقصتيم ‪ .‬و على التقديرين فإن مدة الرحلةم الهريةم ل تتد ما‬
‫بيم ‪ 7-6‬سانوات كمحا قال الابري ‪ ،‬حسب الطار الزّمن الذي حدده من السنةم الرابعةم إل السنةم‬
‫الثالثةم عشر للبحعثةم ‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬الخأطاء التاريخية المتعلقة بنشأة الثقافة و العلوما في العصر السلمي‪:‬‬
‫ت على أخطاء كثية تتعلق بنشأة الثقافةم و العلوما و تطورها ‪ ،‬خلل العصر السالمي‪ ،‬و‬ ‫عثر ت‬
‫قع فيها البحاحث ممحد عابد الابري ‪ ،‬من بينها خطأ واحد فقط لركون ‪ ،‬يتمحثل ف قوله ‪ )) :‬ند‬
‫ف الواقع أن القصاصيم الؤملفيم ‪ ،‬قد ظهروا ف متمحع الفتوحات على هيئةم المحثليم الفاعليم من‬
‫أجل تشكيل جاعةم العلمحاء – رجال الدين ‪. 703(( -‬‬
‫و قوله هذا غي صحيح تاما ‪ ،‬لن جاعةم العلمحاء ظهرت تمبحكرا ف التمحع السالمي و قبحل‬
‫الفتوحات ‪،‬و قبحل ظهور القصاصيم ‪ .‬فإنا تكونت على يدي رساول ال‪-‬عليه الصلة و السلما‪-‬‬
‫‪ ،‬فهو الذي رباها و علمحاها ‪ ،‬و أشرف عليها و رعاها ‪ ،‬و حثها على طلب العلم و الصبخ عليه‪،‬‬
‫ما أدى إل ظهور حركةم علمحيةم نشطةم ف العهدين النبحوي و الراشدي‪ ، 704‬كان على رأساها علمحاء‬
‫كبحار الصحابةم كأب بكر و عمحر ‪ ،‬و علي و ابن مسعود ‪ ،‬و أب موساى الشعري و تأب بن‬
‫كعب‪ ،‬و زيد بن ثابت و عائشةم أما الؤممنيم‪-‬رضي ال عنهم‪، -‬و هم الذين نشروا علوما الكتاب و‬
‫السنةم و العربيةم ‪ ،‬و على أيديهم تكيون جيل علمحاء التابعيم‪. 705‬‬
‫و أما اخطاء الابري التعلقةم بنشأة الثقافةم و العلوما فهي كثية ‪ ،‬أذكر طائفةم منها ف ثلث‬
‫ممحوعات ‪ ،‬الول تتعلق با ساه الابري ‪ :‬الثقافةم العربيةم قبحل عصر التدوين و خلله‪، 706‬و تتضمحن‬
‫ساتةم أخطاء ‪ ،‬أولا يتعلق ببحدايةم الثقافةم العربيةم ‪ ،‬فادعى أنا بدأت ف التكوين انطلقا من نقطةم ما‬
‫داخل العصر الاهلي‪ ،‬و هذا أمر ممحع عليه ضمحنيا على القل ‪ ،‬و قد امتدت تلك الثقافةم على‬
‫نو ‪ 150‬سانةم قبحل السالما حسب غالبحيةم القوال ‪ ،‬و بدايتها كانت بسيطةم تاما ‪ ،‬يبحدو أنا‬

‫‪702‬‬
‫العقل السياساي ‪ ،‬صا‪. 34 :‬‬
‫‪703‬‬
‫تارييةم الفكر ‪ ،‬صا‪. 84 :‬‬
‫‪704‬‬
‫أنظر مثل ‪ :‬ممحد عجاج الطيب ‪ :‬السنةم قبحل التدوين ‪ .‬و عمحر ساليمحان الشقر ‪ :‬تاريخ الفقه السالمي ‪.‬‬
‫‪705‬‬
‫عمحر ساليمحان الشقر‪ :‬تاريخ الفقه السالمي‪ ،‬صا‪. 73 :‬‬
‫‪706‬‬
‫يبحدأ عصر التدوين حسب الابري من منتصف القرن الثان الجئري إلئ منتصئف القئرن الثئالث الجئري ‪.‬الئتاث و الداثئةم ‪،‬‬
‫صا‪. 142 :‬‬
‫بديهيةم ل تتاج إل برهان‪. 707‬‬
‫و قوله هذا زعم ل دليل عليه‪ ،‬و رجم بالغيب ‪ ،‬و تعلق بأوهاما ‪،‬و تدليس على القراء و تغليط‬
‫لم‪ ،‬لنه أول ل تيوثق زعمحه بدليل تاريي و ل عقلي ‪ ،‬عندما حدد بدايةم تكيون الثقافةم العربيةم‬
‫الزّعومةم ‪ ،‬عند نقطةم ما من تاريخ الاهليةم تعود إل ‪ 150‬سانةم قبحل السالما‪ .‬و نن ل نسلم بذا‬
‫ت أو تيرجح زعمحه ‪،‬‬ ‫التحديد و ل بالجاع أو شبحهه الذي ادعاه الابري ‪ ،‬لنه ل يذكر دليل يتثبح ت‬
‫ما يعن أنه ف إمكان أي باحث آخر أن تيرجع تلك البحدايةم إل ‪ 20‬قرنا قبحل السالما ‪،‬أ و‬
‫تيرجعها آخر إل ‪ 20‬يوما قبحل ظهور السالما ‪ .‬المر الذي يعن أن طريقةم الابري ليست علمحيةم ‪،‬و‬
‫ل تعتمحد على العطيات التاريةم الوثقةم و الثابتةم ‪ ،‬و إنا تعتمحد على التخمحيم و الرجم بالغيب ‪،‬و‬
‫هذا أمر ل يعجزّ عنه أحد‪.‬‬
‫و هو بذلك الفعل يكون قد غالط و ديلس ‪ ،‬عندما حدد وهيةم تبحدأ منها الثقافةم العربيةم‬
‫الزّعومةم ‪ ،‬و زعم أنا فكرة بدائيةم تاما و بسيطةم تبحدوا أنا بديهيةم ل تتاج إل برهان‪ .‬و زعمحه هذا‬
‫تغليط تمتعمحد ‪ ،‬لن الفكرة البحديهيةم هي تلك الفكرة الت تقوما على خصائص ثابتةم تارييا ‪ ،‬و هي‬
‫ل تتوفر فيمحا يص نشأة الثقافةم العربيةم الت تقوما على فكرة مددة وهيا‪ .‬لكن مع ذلك قبحلها‬
‫الابري بل برهان ‪،‬و هو صاحب نظاما البخهان الدافع عنه و التحمحس له‪.‬‬
‫و الطأ الثان زعم فيه الابري أننا )) ل نعرف شيئا عن الثقافةم العربيةم قبحل عصر التدوين إل ما‬
‫قد ت تدوينه ف عصر التدوين نفسه ((‪ . 708‬و قوله هذا غي صحيح على إطلقه ‪،‬و فيه مبحالغةم‬
‫شديدة ‪ ،‬لنه أغفل مصدرين هاميم لتلك الثقافةم ل يدخلن ف عصر التدوين الذي حدده الابري‬
‫من منتصف القرن الثان إل منتصف القرن الثالث للهجرة ‪ ،‬أولمحا الصدر القرآن فهو قد تدون زمن‬
‫الرساول‪-‬عليه الصلة و السلما‪، -‬و قد ساجل لنا أخبحارا كثية متنوعةم عن التمحع العرب قبحل‬
‫السالما و أثناء نزّول القرآن ‪.‬‬
‫و الصدر الثان يتمحثل ف الصادر الثريةم ف الزّيرة العربيةم قبحل عصر التدوين ‪،‬و التمحثلةم ف‬
‫النقوش و السكوكات و العمحائر و غيها‪. 709‬‬
‫و أما الطأ الثالث فيتمحثل ف زعم الابري بأن )) الثقافةم العربيةم قد تأساست ف عصر التدوين‬
‫بمحع اللغةم العربيةم و تقنينها و تدوينها‪ .710‬و قوله هذا غي صحيح ف معظمحه‪ ،‬لن الثقافةم السمحاة‬
‫عربيةم هي ف الصل قامت أسااساا على القرآن الكري ‪ ،‬و بدونه تسقط كليةم ‪ ،‬فل حضارة عربيةم و‬

‫‪707‬‬
‫تكوين العقل العرب ‪ ،‬صا‪. 47 ، 36 :‬‬
‫‪708‬‬
‫التاث و الداثةم ‪ ،‬صا‪. 142 :‬‬
‫‪709‬‬
‫أنظر مثل ‪ :‬لطفي عبحد الوهاب ييح ‪ :‬العرب ف العصور القديةم ‪ ،‬دار النهضةم العربيةم ‪ ،‬بيوت صا‪ 121 :‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫‪710‬‬
‫التاث و الداثةم ‪ ،‬صا‪. 162 ،159 :‬‬
‫ل إسالميةم ‪ ،‬و ل ثقافةم إسالميةم و ل عربيةم ‪ ،‬ما يعن أن الزّء السااساي و الهم من تلك الثقافةم‬
‫قبحل عصر التدوين ‪ ،‬تأساس على القرآن فبحل عصر التدوين بنحو ‪ 150‬سانةم ‪ .‬لكن الابري أغفل‬
‫هذه القيقةم الشرعيةم و التارييةم الكبخى الدامغةم ! ‪،‬و ل أدري أنسيها أما تناسااها ؟ ‪.‬‬
‫و الطأ الرابع ادعى فيه الابري أن عصر التدوين هو الطار الرجعي للثقافةم و الفكر العربييم‬
‫ف متلف مالتا‪ . 711‬و قوله هذا غي صحيح ف معظمحه أيضا ‪ ،‬لن الثقافةم الت تدونت ف عصر‬
‫التدوين معظمحها إسالميةم الصدر ‪ ،‬كالفقه و التفسي ‪ ،‬و علوما القرآن و السية ‪،‬و علوما اللغةم‬
‫العربيةم ‪ ،‬و هذه العلوما مصدرها السااساي و الول القرآن الكري ‪ ،‬و هو ل يدخل ف مدونات‬
‫عصر التدوين ‪ ،‬لنه تدون زمن النب‪-‬عليه الصلة و السلما‪ ، -‬لذا فإن الصدر الرجعي لتلك العلوما‬
‫هو القرآن و ليس مؤملفات عصر التدوين‪ .‬علمحا بأن هناك جانب من تلك الثقافةم يإد إطاره الرجعي‬
‫صنفت فيه‪،‬و مؤملفات العلوما القديةم الت تترجت ف‬ ‫ف عصر التدوين ‪ ،‬كالصنفات الديثيةم الت ت‬
‫هذا العصر ‪.‬‬
‫و أما الطأ الامس فيتمحثل ف أن الابري وصف عمحليةم التدوين بأنا )) كانت ف القيقةم‬
‫عمحليةم إعادة بناء ذلك الوروث الثقاف ف الشكل الذي يإعل منه تراثا ‪ ،‬إي إطارا مرجعيا لنظرة‬
‫العرب إل الشياء ‪ ،‬إل الكون و النسان ‪ ،‬و التمحع و التاريخ((‪ . 712‬و قوله هذا غي صحيح‬
‫على إطلقه ‪ ،‬لنه إذا كان يصدق على الطوائف الت أساست عقائدها و أفكارها على الؤملفات‬
‫صنفت ف عصر التدوين ‪ ،‬فإنه ل يصدق على السلمحيم الذين يأخذون دينهم و مفاهيمحهم و‬ ‫الت ت‬
‫سالوكياتم من القرآن الكري مبحاشرة ‪ ،‬لن القرآن ليس من مدونات عصر التدوين ‪.‬‬
‫و الطأ الخي‪ -‬أي السادس من المحوعةم الول‪ ، -‬يتمحثل ف أن الابري قال ‪ :‬إن الثقافةم‬
‫العاميةم كانت رائجةم ف بلد العرب قبحل عصر التدوين ‪ ،‬فلمحا تدونت أصبححت ثقافةم عالةم‪ . 713‬و‬
‫قوله هذا غي صحيح على إطلقه ‪،‬و يتضمحن خطأين واضحيم ‪ ،‬أولمحا إن مقياس التمحييزّ بيم‬
‫الثقافةم العاميةم و العالةم ليس مقياساا واحدا ‪ ،‬و إنا هو ممحوعةم مقاييس ‪ ،‬من بينها مقياس التدوين‪،‬‬
‫الذي هو ليس مقياساا حاسا ‪ ،‬و ل يكفي وحده ‪ ،‬و ليس ضروريا أيضا ‪ ،‬لذا فإن الثقافةم إذا توفر‬
‫فيها الختصون ‪ ،‬و تيزّت بالوضوع و العمحق و التقنيم ‪ ،‬فهي ثقافةم عالةم حت و إن ل تتديون ‪ .‬و‬
‫إذا تدونت و ل يتوفر فيها ما ذكرناه فهي ثقافةم عاميةم و إن تدونت ‪ ،‬لن مهمحةم التدوين بالدرجةم‬
‫الول تقييد العلم و حفظه ‪ .‬و مثال ذلك السنةم النبحويةم الصحيحةم ‪ ،‬فقد كانت علمحا و ثقافةم عالةم‬
‫قبحل تدوينها ‪ ،‬فلمحا تدونت بقيت علمحا كمحا كانت قبحل تدوينها ‪ ،‬و أصبححت علمحا مدونا مفوظا‬
‫‪711‬‬
‫تكوين العقل ‪ ،‬صا‪ . 59 :‬و التاث و الداثةم ‪ ،‬صا‪. 142 :‬‬
‫‪712‬‬
‫تكوين العقل ‪ ،‬صا‪. 61 :‬‬
‫‪713‬‬
‫تكوين العقل ‪ ،‬صا‪ . 184 :‬و بنيةم العقل العرب ‪ ،‬صا‪. 14 :‬‬
‫تمقننا ‪.‬‬
‫و الطأ الثان هو أن الابري أغفل علوما القرآن و ثقافتها ‪ ،‬فنحن حت إذا أخذنا بقياساه فإنه‬
‫ل ينطبحق على علوما السالما قبحل عصر التدوين ‪ ،‬لنا تقوما على القرآن ‪ ،‬و هو ليس من مدونات‬
‫ذلك العصر ‪ .‬و قد كان لتلك العلوما‪-‬قبحل التدوين‪ -‬شيوخ و طلب متفرغون ‪ ،‬و لا مراكزّ علمحيةم‬
‫معروفةم ‪ ،‬كالكوفةم و البحصرة ‪ ،‬و مكةم و الدينةم ‪ ،‬و فيها تصصات و عمحق ف البححث ‪،‬و لبحعض‬
‫صحف تيدونون فيها علومهم‪ ، 714‬فهذه العلوما ل تكن ثقافةم عاميةم ‪،‬و ل يكن أن تكون‬ ‫علمحائها ت‬
‫كذلك ‪.‬و بناء على ما ذكرناه يكننا أن نقول‪ :‬إن الثقافتيم العاميةم و العالةم كانتا رائجتيم ببحلد‬
‫السلمحيم قبحل عصر التدوين ‪ ،‬و خلله و بعده ‪.‬‬
‫و تيلحظ على الابري‪-‬فيمحا قاله عن الثقافةم العربيةم و عصر التدوين‪ -‬انه أغفل السالما‬
‫كمحنطلق أسااساي وحيد ‪ ،‬و كبحدايةم حقيقيةم لتك الثقافةم ‪،‬و تاوزه و تطاه ‪،‬و جعله جسرا عبخ عليه‬
‫إل عصر التدوين ‪ ،‬مع أن القيقةم الكبخى و العظمحى هي ‪ :‬إنه ل حضارة إسالميةم ‪ ،‬و ل عربيةم ‪،‬‬
‫و ل عربيةم إسالميةم ‪،‬و ل إسالميةم عربيةم‪ ،‬من دون السالما ‪ ،‬فإذا ساحبحناه ساقط كل شيء و أنار‬
‫كليةم ‪ .‬و مع ذلك فإن الابري ترك السالما و تعلق بنقطةم وهيةم من العصر الاهلي ث قفزّ با و‬
‫جيعدها إل عصر التدوين ‪ ،‬الذي جعله الطار الرجعي لكل الثقافةم السمحاة بالعربيةم الت من‬
‫مكوناتا السالما ‪ ،‬الذي أصبحح جزّءا ل يتجزّأ منها ‪ .‬و عمحله هذا هو عمحليةم طمحس و تلعب ‪،‬‬
‫و تقزّي و تريف للسالما و حقائق التاريخ‪.‬‬
‫و أما المحوعةم الثانيةم فتتعلق أخطاؤها بالعقل و التفكي العلمحي ف عصر التدوين ‪ ،‬و تتضمحن‬
‫خسةم أخطاء ‪ ،‬أولا يتمحثل ف أن الابري ادعى أن تنصيب العقل ف السالما بدأ على يد الليفةم‬
‫الأمون)ت ‪218‬ه( ‪ ،‬عندما شرع ف ترجةم الفلسفةم اليونانيةم‪. 715‬‬
‫و قوله هذا زعم باطل ‪ ،‬و فيه تغليط ‪ ،‬لن الذي فعله الأمون ليس تنصيبحا للعقل السلم ف‬
‫دين السالما و ل ف تاريه ‪ ،‬و إنا هو تنصيب للعقل اليونان الفلسفي القائم على الشرك و‬
‫الوثينةم ‪،‬و الضللت و السااطي ‪ ،‬الت تقوما عليها فلسفةم اليونان ف الطبحيعيات و الليات ‪ ،‬و‬
‫الت برمتها تد أصولا و فصولا ف السااطي اليونانيةم ‪ ،‬باعتاف الابري نفسه‪. 716‬‬
‫و أما العقل ف السالما فقد تنصب رسيا عند نزّول أول آيةم من القرآن الكري ‪ ،‬بقوله تعال ‪- :‬‬
‫ك النلذي عخلععق ‪ ،‬عخلععق ا وللنعساعن لمون ععلعنق ‪ -ٍ{...‬ساورة العلق‪ ، -2-1 /‬فهذا هو‬
‫}اقوئعرأو لباوسالم عربم ع‬
‫العقل السلم الذي نصبحه السالما ‪ ،‬ث نى و ترعرع ف أحضانه ‪ ،‬برعيايةم من الوحييم –الكتاب و‬
‫‪714‬‬
‫أنظر مثل ‪ :‬ممحد عجاج الطيب ‪ :‬السنةم قبحل التدوين ‪ ،‬صا‪ 348 :‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫‪715‬‬
‫تكوين العقل ‪ ،‬صا‪. 235-229 :‬‬
‫‪716‬‬
‫التاث و الداثةم ‪ ،‬صا‪. 312 :‬‬
‫السنةم‪ ، -‬حت أصبحح عقل كامل ناضجا متنزّنا ‪ ،‬قائمحا على النقل الصحيح ‪،‬و العقل الصريح ‪ ،‬و‬
‫العلم الصحيح ‪ ،‬ل مال فيه للوهاما و الرافات و الضللت ‪ ،‬و تلى ذلك واصحا ف كبحار‬
‫علمحاء الصحابةم و التابعيم الذين قامت على أيديهم الركةم العلمحيةم قبحل عصر التدوين‪. 717‬‬
‫و ف مقابل ذلك يإب أن ل يغيب عنا أن العقل اليونان الوثن الذي تنصب باسام السالما على‬
‫حد زعم الابري ‪ ،‬كان ف –عمحومه‪ -‬حربا على السالما ‪ ،‬تريبحا وإبعادا و احتواء ‪ .‬و ل يكن‬
‫السالما مضطرا أبدا إل تبحن ذلك العقل الوثن و فلسفته‪ ، 718‬و قد عاش السلمحون بالسالما و‬
‫للسالما أكثر من ‪ 150‬سانةم من دون العقل اليونان و فلسفته ‪.‬‬
‫و أما الطأ الثان فيتمحثل فيمحا ادعاه الابري من أن التفكي العلمحي عند العرب بدأ بتدوين‬
‫اللغةم العربيةم و تقنينها‪ . 719‬و قوله هذا غي صحيح تاما ‪ ،‬لنه أول إن التفكي العلمحي ليس مرتبحطا‬
‫بتدوين اللغةم ارتبحاط ضرورة ‪ ،‬و إنا هو مرتبحط أسااساا بالتكوين النفسي و العقلي للنسان من داخله‬
‫‪ .‬و التفكي العلمحي ف العصر السالمي ‪ ،‬كيونه السالما نفسه ‪ ،‬قبحل عصر التدوين بأكثر من‬
‫‪ 150‬سانةم ‪ .‬و ذلك أن السالما كيون السلمحيم تكوينا شامل كامل متوازنا جع بيم الروح و العقل‬
‫و السد ‪ ،‬و أول القرآن الكري التفكي العلمحي أهيةم كبخى ‪ ،‬فحث عليه و أرشد إليه ‪،‬و حيذر‬
‫من البتعاد عنه ‪،‬و النسياق وراء الظنون و الهواء‪ . 720‬و نفس المر فعله النب – صلى ال عليه‬
‫وسالم – مع الصحابةم ‪ ،‬فقد كونم تكوينا علمحيا فطريا صحيحا ‪ ،‬عندما أبعدهم عن الرافات و‬
‫ناهم عن السحر و الشعوذة و الكهانةم‪ . 721‬و عندما مات ابنه إبراهيم ف يوما حدث فيه كسوف‬
‫للشمحس و قال بعض الناس ‪ :‬إنا كسفت لوت إبراهيم ‪ ،‬أنكر عليهم قولم ‪،‬و قاما ف الناس و‬
‫قال لم ‪ :‬إن الشمحس و القمحر ل ينكسفان لوت أحد‪ ،‬و لكنهمحا آيتان من آيات ال((‪. 722‬‬
‫فأعطاهم درساا عمحليا ف التفكي العلمحي الصحيح ‪،‬و البحعد عن التفكي الساطوري ف تعليل الظواهر‬
‫الطبحيعيةم ‪.‬‬
‫و ثانيا إن وجود العلوما و العلمحاء من الصحابةم و التابعيم قبحل عصر التدوين ‪ ،‬هو دليل قاطع‬
‫على أن هؤملء كان لم تفكي علمحي صحيح ‪ ،‬كان ساائدا بيم أهل العلم قبحل عصر التدوين ‪،‬‬
‫لنه ل علوما و ل علمحاء بدون تفكي علمحي ‪ .‬و عمحليةم تدوين اللغةم العربيةم و تقنينها هي نفسها‬

‫‪717‬‬
‫عمحر ساليمحان الشقر ‪ :‬تاريخ الفقه السالمي ‪ ،‬صا‪. 73 :‬‬
‫‪718‬‬
‫سانتطرق لذا الوضوع ف المحوعةم الثانيةم من أخطاء الابري من هذا البححث ‪.‬‬
‫‪719‬‬
‫التاث و الداثةم ‪ ،‬صا‪. 262 :‬‬
‫‪720‬‬
‫سابحق التوساع ف ذلك عندما تطرقنا إل طرق الساتدلل ف القرآن ف الفصل الثان ‪.‬‬
‫‪721‬‬
‫‪.‬‬ ‫أنظر مثل ‪ :‬ابن أب العزّ النفي‪ :‬شرح العقيدة الطحاويةم ‪ ،‬صا‪ 502 :‬و ما بعدها‬
‫‪722‬‬
‫البحخاري‪ :‬الصحيح ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪. . 353 :‬‬
‫دليل دامغ على وجود التفكي العلمحي قبحل عصر التدوين ‪ ،‬لن الذين جعوها و نظمحوها و قننوها ‪،‬‬
‫ما كان ف مقدورهم فعل ذلك‪ ،‬دون تفكي علمحي صحيح ‪ ،‬فجاء تدوينهم للغةم العربيةم و العلوما‬
‫الخرى ثرة لذلك التفكي و ليس العكس ‪،‬و بعن آخر أنه كان موجودا قبحل التدوين ‪ ،‬فلم‬
‫يظهر معها ‪،‬و ل هي أوجدته ‪.‬‬

‫و الطأ الثالث يتمحثل ف أن الابري ادعى أن الطار الرجعي الق للعقل العرب ليس العصر‬
‫الاهلي و ل العصر السالمي الول‪ ،‬و إنا هو عصر التدوين ‪ ،‬لن ما نعرفه عن ما قبحل عصر‬
‫التدوين إنا ت بناؤه ف عصر التدوين‪. 723‬‬
‫و قوله هذا غي صحيح على إطلقه ‪ ،‬لن ذلك العصر ليس إطارا مرجعيا للقرآن و علومه ‪،‬‬
‫و من ث ليس هو إطارا مرجعيا للعقل السلم الذي يأخذ دينه و شريعته و ثقافته و مفاهيمحه من‬
‫القرآن الكري ‪ .‬و إنا هو‪-‬أي عصر التدوين‪ -‬إطار للطوائف الت تأخذ فكرها و مذاهبحها من‬
‫الصنفات الت تدونت ف عصر التدوين ‪ .‬كمحا أنه ليس صحيحا بأن ما نعرفه عن العصر الاهلي و‬
‫صدر السالما إنا ت بناؤه ف عصر التدوين ‪ ،‬لننا نعرف أشياء كثية جدا عن العصر الاهلي و‬
‫عن صدر السالما من القرآن الكري و الثار الاديةم التبحقيةم إل اليوما ‪.‬‬
‫و ثانيا إنه من الطأ القول بأن العقل العرب يإد مرجعيته ف العلوما الت دونت ف عصر التدوين‬
‫‪ ،‬لن معظم هذه العلوما ‪ ،‬كالفقه و السية ‪ ،‬و العقائد و الخلق ‪،‬و اللغةم العربيةم ‪ ،‬تقوما‬
‫أسااساا على القرآن الكري و تد مرجعيتها النهائيةم فيه ‪ .‬و با أن القرآن الكري تدون زمن الرساول‪-‬‬
‫عليه الصلة و السلما‪ ، -‬و ليس هو من مدونات عصر التدوين ‪ ،‬فهذا يعن بالضرورة أن تلك‬
‫العلوما و معها عصر التدوين نفسه تد مرجعيتها النهائيةم ف القرآن الكري ‪،‬و من ث فإن العقل‬
‫السلم‪ -‬العرب حسب الابري‪ -‬يإد إطاره الرجعي الق ف القرآن الكري و ليس ف غيه ‪.‬‬
‫و الابري عندما جعل عصر التدوين هو الرجع الق للعقل العرب فيمحا يتعلق بالعصر‬
‫الاهلي و صدر السالما ‪ ،‬يكون قد جعل العرب يعيشون جاهليتيم ‪ ،‬الول جاهليتهم قيل‬
‫السالما ‪ ،‬و الثانيةم جاهليتهم ف العصر السالمي الول ‪ ،‬مع الختلف ف طبحيعةم كل جاهليةم و‬
‫خصائصها و ظروفها ‪ ،‬علمحا بأن الاهليةم الثانيةم خيال ل وجود لا ف الواقع ‪،‬و إنا دعوى الابري‬
‫تؤمدي إل القول با و العتقاد بوجودها ‪.‬‬
‫و أما الطأ الرابع فيتمحثل ف قول الابري بأن الواقع )) التاريي تيؤمكد با ل مال للطعن فيه ‪،‬‬
‫أن أول عمحل علمحي منظم مارساه العقل العرب هو جع اللغةم العربيةم ‪،‬و وضع قواعد لا(( ‪ . 724‬و‬
‫‪723‬‬
‫تكوين العقل ‪ ،‬صا‪. 68 :‬‬
‫‪724‬‬
‫نفس الرجع ‪ ،‬صا‪. 72 :‬‬
‫قوله هذا غي صحيح أيضا ‪ ،‬لن أول عمحل علمحي منظم قاما به العقل السلم‪ -‬العرب عند‬
‫الابري‪ -‬هو تدوين القرآن الكري‪ ،‬فقد اساتمحرت عمحليةم تدوينه منذ نزّوله طيلةم ‪ 23‬سانةم ‪ ،‬فاتذ له‬
‫النب‪-‬عليه الصلة و السلما‪ -‬كتبحةم كثيين لتدوينه ‪،‬و اهتم به الصحابةم اهتمحاما كبحيا ‪،‬و تعاونوا ف‬
‫تدوينه و ترتيبحه و حفظه تت إشراف رساول ال‪-‬صلى ال عليه و سالم‪ -‬؛ فلمحا توف تجع القرآن و‬
‫توحد على أيدي الصحابةم زمن اللفةم الراشدة ‪،‬و تت العمحليةم على أيدي لنةم متخصصةم ف رسام‬
‫القرآن و قراءاته و تاريه ‪ .‬فكان ذلك أعظم عمحل علمحي ف التاريخ السالمي على الطلق ‪ ،‬ت‬
‫على أيدي الصحابةم زمن رساول ال و ما بعده ‪ .‬حدث ذلك قبحل تدوين اللغةم العربيةم بأكثر من‬
‫‪ 120‬سانةم ‪ ،‬فالفارق كبحي جدا بيم التدوينيم ‪ ،‬من حيث الهمحةم و الهيةم ‪ ،‬و الشخاصا الذين‬
‫تولوا الهمحةم ‪،‬و من حيث الظرفيم الزّمان و الكان‪ .‬لكن الابري أغفل العمحل الول و ما ترتب عنه‬
‫‪ ،‬و ل أدري أنسيه أما تناسااه؟ ‪.‬‬

‫و الطأ الخي –الامس من المحوعةم الثانيةم‪ ، -‬يتعلق بالبحدايةم الزّمنيةم لدراساةم تكيون العقل‬
‫العرب عند الابري ‪ ،‬الذي اتذ عصر التدوين بدايةم لدراساةم تكيون ذلك العقل‪ .‬لكنه عندما درس‬
‫العقل السياساي العرب بدأه بالدعوة السالميةم ‪ ،‬بدعوى أن موضوع العقل السياساي هو المحارساةم‬
‫السياسايةم النظمحةم ‪،‬و ليس إنتاج العرفةم القعدة القننةم ‪ .‬علمحا بأن المحارساةم السياسايةم ف الضارة‬
‫العربيةم السالميةم بدأت مع ظهور السالما‪. 725‬‬
‫و قوله هذا صحيح فيمحا يص العقل السياساي ‪ ،‬لكنه غي صحيح فيمحا يتعلق بتكيون العقل‬
‫السالمي‪-‬العرب حسب الابري‪ ، -‬لنه سابحق أن بينا أن هذا العقل يإد مصدريته و مرجعيته‬
‫السااسايةم و النهائيةم ف العهد النبحوي نظريا و عمحليا أول ‪ ،‬ث يإدها ف العهد الراشدي عمحليا أيضا‬
‫‪ .‬لكن ذلك ل ينع من وجود مرجعيات جزّئيةم جانبحيةم ظهرت فيمحا بعد ‪ ،‬كمحا هو حال الفلسفةم‬
‫اليونانيةم و البحاطنيةم ‪ ،‬اللتان يدخلن ف التطورات الفكريةم الت طرأت على العقل السالمي ‪ ،‬الذي‬
‫يبحقى دائمحا يإد مصدريته و مرجعيته النهائيةم ف السالما ‪.‬‬
‫و أما التعليل الذي قدمه فهو ضعيف جدا ‪ ،‬و ل يصح و غي تمقنع ‪ ،‬لنه إذا كان تمبخر‬
‫المحارساةم السياسايةم هو الذي جعله يبحدأ دراساةم العقل السياساي العرب من بدايةم الدعوة السالميةم ‪،‬‬
‫فإن نفس البخر يإعله أيضا يبحدأ ف دراساته لتكيون العقل العرب العلمحي و الخلقي و القتصادي ‪،‬‬
‫من نفس الفتة أيضا ‪ .‬لن هذا التكيون يإد مرجعيته العمحليةم و العلمحيةم النظريةم ف العهد النبحوي أيضا‬
‫و يبحدأ ببحدايته‪،‬و التمحثلةم ف الكتاب و السنةم ‪.‬‬
‫و يتبحيم ما ذكرناه‪ -‬من أخطاء المحوعتيم‪ ، -‬أن الابري قاما بعمحليةم اغتيال و ساطو ‪ ،‬و تشويه‬
‫‪725‬‬
‫العقل السياساي ‪ ،‬صا‪. 18 :‬‬
‫للعقل السالمي‪ ،‬فسمحاه العقل العرب بدل من السالمي‪ ،‬و اختلق له بدايةم وهيةم ف العصر‬
‫الاهلي ‪ ،‬بدل من بدايته السالميةم القيقيةم ‪ ،‬الصحيحةم الثابتةم ‪ ،‬و ربطه بإطار فكري متأخر ساه‬
‫عصر التدوين ‪ ،‬بدل من إطاره الرجعي السالمي التقدما عن عصر التدوين بأكثر من ‪ 150‬سانةم ‪.‬‬
‫و ربطه أيضا برجعيةم بشريةم بدل من مرجعيته الربانيةم التمحثلةم ف القرآن و السنةم النبحويةم الصحيحةم ‪.‬‬

‫و أما أخطاء المحوعةم الثالثةم‪ -‬و هي الخية – فتتعلق بوضوع ترجةم الفلسفةم اليونانيةم إل اللغةم‬
‫العربيةم ف عصر التدوين ‪ ،‬و تتضمحن ثلثةم أخطاء ‪ ،‬أولا يتمحثل ف أن الابري ادعى أنه لا انتشرت‬
‫تأطروحات الفكر الانوي و الشيعي الغنوصي ‪ ،‬و أراد الأمون التصدي لمحا ‪ ،‬ل يكن هناك سالح‬
‫آخر إل سالح العقل الكون التمحثل ف الفلسفةم اليونانيةم ‪ ،‬فسعى إل تنصيبحه بتجةم الفلسفةم إل‬
‫اللغةم العربيةم‪.726‬‬
‫و قوله هذا يتضمحن خطأ كبحيا ‪ ،‬يتمحثل ف الزّما الذي أصدره بأنه ل يكن هناك أماما الأمون‬
‫سالح آخر للرد على الانويةم و الشيعةم الغنوصيةم ‪ ،‬إل سالح الفلسفةم اليونانيةم ‪ .‬فهذا حكم غي‬
‫شرعي ‪ ،‬و ل علمحي ‪ ،‬و ل عقلي ‪ ،‬و هو حتمحيةم ل دليل عليها ‪ ،‬إل البحالغةم و مض التحكم ‪.‬‬
‫فقد كان ف مقدور الأمون و غيه من أهل العلم أن يردوا على الفلسفةم الانويةم و الشيعيةم الغنوصيةم‬
‫و ينقضونا ‪،‬و يردوا أيضا حت على الفلسفةم اليونانيةم ‪ ،‬باساتخداما النقل الصحيح‪-‬أي الشرع‪ ، -‬و‬
‫العقل الصريح‪ ،‬و العلم الصحيح ‪ .‬فل داع للمحبحالغةم ف تعظيم الفلسفةم اليونانيةم الوثنيةم الزّعومةم ‪ ،‬الت‬
‫تقوما ف كثي من جوانبحها على الوهاما و الظنون ‪ ،‬و السااطي و النطق العقيم ‪ .‬فهل فلسفةم هذا‬
‫حالا يصح أن قيقال فيها أنا كانت السلح الوحيد الذي كان ف مقدور الأمون اساتخدامه للرد‬
‫على الذاهب الت كان يتخوف منها ؟ ! ‪.‬‬

‫و أما الطأ الثان فيتمحثل ف زعم الابري بأن الأمون و أمثاله من الفلسافةم الذين سااروا على‬
‫طريقته ف اساتخداما الفلسفةم كسلح ‪ ،‬كانوا يسعون إل )) تأسايس البحيان على البخهان ((‪ . 727‬و‬
‫قوله هذا غي صحيح ف معظمحه ‪ ،‬لنه أدخل علوما الوحي – السالما‪ ، -‬ف نظاما البحيان الزّعوما ‪،‬‬
‫و هذا ل يصح شرعا و ل عقل ‪.‬كمحا أن العتزّلةم و الفلسافةم الذين اساتخدموا الفلسفةم اليونانيةم‬
‫اساتخدموها للنتصار لفكارهم و مذاهبحهم ‪ ،‬و السالما بريء من ذلك لنه ل يكن مضطرا أبدا‬
‫إل الساتعانةم بالكلما العتزّل الفارغا و ل إل فلسفةم اليونان الرافيةم العقيمحةم ‪ ،‬و ل لغيها من‬
‫الذاهب و الفلسفات لينتصر با‪ .‬فهو الوحي العصوما الجةم بذاته ‪،‬و البخهان الساطع الدامغ ‪،‬‬

‫‪726‬‬
‫تكوين العقل ‪ ،‬صا‪ ، 229 ، 225 :‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫‪727‬‬
‫نفس الرجع ‪ ،‬صا‪ 299 ،266 ، 256 ، 256 ، 225 :‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫الذي ل يأتيه البحاطل من بيم يديه و ل من خلفه ‪ ،‬فدين السالما له علومه و طبحيعياته ‪،‬و منطقه‬
‫و إليهياته‪.‬‬
‫و أما القول بأن الأمون ترجم الفلسفةم اليونانيةم لنصرة البحيان ‪ ،‬فهذا قول مشكوك فيه و غي‬
‫ثابت تارييا ‪،‬أو على القل ل يكن هو السبحب الوحيد ف ترجةم تلك الفلسفةم إل اللغةم العربيةم‪،‬‬
‫بدليل الشاهدين التييم ‪ :‬أولمحا إن قسمحا كبحيا من الفلسفةم اليونانيةم كان قد تترجم إل اللغةم العربيةم‬
‫قبحل أن يشرع الأمون ف ترجةم الفلسفةم اليونانيةم سانةم ‪ 215‬هجريةم‪ . 728‬فقد تترجت كتب قديةم‬
‫صنفت باللغةم العربيةم ف الفلسفةم ‪ ،‬من ذلك‬ ‫كثية إل اللغةم العربيةم قبحل ذلك التاريخ ‪ ،‬و أخرى قد ت‬
‫أن الكيمحيائي جابر بن حيان)ت ‪200‬ه( ‪ ،‬ألف نو ‪ 300‬كتاب ف الفلسفةم شرحا و نقدا ‪،‬‬
‫منها‪ :‬كتاب النطق على رأي أرساطو ‪ ،‬و شرح إقليدس ‪ ،‬و مصطحات أرساطو‪ . 729‬فلمحاذا تترجت‬
‫هذه الكتب –و غيها‪ -‬قبحل الأمون ؟ ‪ ،‬علمحا بأن جابر بن حيان كان شيعيا باطنيا‪. 730‬‬
‫و الشاهد الثان هو إنه ما تيضعف زعم الابري ‪ ،‬أن العتزّلةم أنفسهم كانوا عقلنييم‪ -‬حسب‬
‫زعمحهم ‪ -‬على رأساهم الأمون الذي ألقه الابري بالفلسافةم ‪ .‬المر الذي يعن أنم –أي العتزّلةم‪-‬‬
‫ل يكونوا ف حاجةم إل منطق أرساطو و ل إل فلسفته‪ .‬و هم كانوا قد دخلوا ف نزّاعات مذهبحيةم‬
‫حادة مع تخصومهم مبحكرا ‪ ،‬عندما تكونوا زمن السن البحصري‪ 731‬و ما بعده ‪ ،‬قبحل ترجةم الفلسفةم‬
‫اليونانيةم ‪ ،‬ما يعن أنم كانوا قد تضيلعوا ف النطق و الدال ‪ ،‬قبحل التعرف علي فلسفةم اليونان ‪ .‬و‬
‫هم و إن سااهوا ف ترجتها فقد ظلوا مافظيم على مذهبحهم منهجا و تطبحيقا ‪ ،‬و ل ينتمحوا إل‬
‫الفلسافةم ‪ ،‬بل خاصمحوهم و ردوا عليهم ‪،‬و هذا أمر أشار إليه الابري مرارا ف كتابيه تكوين العقل‬
‫العرب ‪،‬و بنيةم العقل العرب ‪.‬‬
‫و الطأ الثالث –الخي من المحوعةم الثالثةم‪ -‬يتمحثل ف قول نقله الابري عن الستشرق كارل‬
‫بكر ‪ ،‬مفاده أن السالما لا حاربته الفلسفةم العنوصيةم اساتعان بالفلسفةم اليونانيةم للرد عليها‪ . 732‬و‬
‫هذا القول ذكره الابري من دون أي تعليق ما قد يعن أنه موافق له ‪ ،‬و هو يندرج ضمحن فكرته‬
‫الت ذكرناه ف الطأ الثان من هذه المحوعةم ‪ .‬و ذلك القول فيه تغليط‪ ،‬و افتاء على الشرع ‪ ،‬لن‬
‫دين السالما ل يستعن بالفلسفةم اليونانيةم مطلقا ‪ ،‬و إنا الذين اساتعانوا با ‪،‬و اساتفادوا منها هم‬
‫التفلسفةم و العتزّلةم و التأثرون بم ‪ .‬و أما المحثلون القيقيون للسالما و هم أهل السنةم من السلف‬

‫‪728‬‬
‫التاريخ السالمي الوجيزّ ‪ ،‬صا‪. 169 :‬‬ ‫ممحد طقوش ‪:‬‬
‫‪729‬‬
‫ابن الندي‪ :‬الفهرسات ‪ ،‬دار العرفةم ‪ ،‬بيوت ‪ ، 1978 ،‬ج ‪ 1‬صا‪. 503 ،502 :‬‬
‫‪730‬‬
‫نفسه ‪ 501 ،‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫‪731‬‬
‫عنهم أنظر ‪ :‬عبحد القاهر البحغدادي ‪ :‬الفرق بيم الفرق ‪.‬‬
‫‪732‬‬
‫تكوين العقل ‪ ،‬صا‪. 225 :‬‬
‫و أهل الديث و من ساار على نجهم فل يصدق ذلك عنهم ‪ ،‬لنم كانوا خصوما للفلسفةم‬
‫اليونانةم طيلةم العصر السالمي ‪ ،‬و قاوموها بشدة ‪،‬و بختلف الوساائل العلمحيةم و العمحليةم ‪ ،‬لنا‬
‫كانت تثل خطرا داها على الدين و العقل معا‪. 733‬‬
‫و تأشي ف هذا القاما إل أمر هاما جدا يتعلق بتجةم العلوما القديةم إل اللغةم العربيةم خلل عصر‬
‫التدوين ‪ ،‬و مفاده أن عمحليةم التجةم صاحبحتها نقائص و سالبحيات كثية ‪ ،‬على مستوى الدوافع و‬
‫اللفيات و الظاهر و الثار ‪ .‬فمحن ذلك أول أن ترجةم تلك العلوما إل اللغةم العربيةم ل تكن ضروريةم‬
‫؛ و إن كان السالما ل يرما على أهله النتفاع با عند غيهم من خيات و ماسان ‪ ،‬و تارب‬
‫مفيدة و علوما نافعةم ‪ ،‬لكن مع ذلك فإن ترجةم تلك العلوما أرى‪ 734‬أنه ل يكن من الضروري على‬
‫السلمحيم ترجتها ‪ ،‬فقد عاشوا بدونا نو قرنيم من الزّمن ‪ .‬و لو ل تتجم تلك العلوما إل اللغةم‬
‫العربيةم لنمحت و ترعرعت العلوما الطبحيعيةم و الرياضيةم ف التمحع السالمي نوا مليا طبحيعيا ‪ ،‬لنا‬
‫علوما ضروريةم ل يستغن عنها متمحع من التمحعات البحشريةم ‪ .‬و قد كانت أصولا قائمحةم ف التمحع‬
‫السالمي ‪ ،‬نشأت ف ظل السالما نو قرنيم من الزّمن ‪ ،‬اساتجابةم لمرين أسااسايم ‪ ،‬أولمحا إن‬
‫السالما يث على كل العلوما النافعةم ‪،‬و يدعوا إل النظر ف الفاق و النفس ‪،‬و ف كل مظاهر‬
‫الكون لكتشاف قوانينه و تسخيه لدمةم النسان ‪ ،‬هذا فضل على أن بعض عبحاداته و أحكامه‬
‫ل بد لا من رياضيات و فلك ‪ ،‬كالواريث و أوقات الصلة و الج ‪ .‬و ثانيهمحا أن الاجةم‬
‫لتلك العلوما حاجةم ماساةم ‪ ،‬تعل نشأتا ف التمحع السالمي ‪ -‬الواساع التنوع العراق و‬
‫الجناس‪ -‬أمرا ضروريا دون ضرورة إل ترجةم العلوما القديةم ‪.‬‬
‫و ثانيا إن تلك الترجمة‪ -‬في عمومها‪ -‬تمممت بطريقممة خاطئُممة و ناقصممة ‪ ،‬واكبتهمما‬
‫سلبيات كثيرةا ‪ ،‬منها أن الحاجة لترجمة علوم الوائممل لممم تصممدر عممن حاجممة داخليممة‬
‫حقيقية تمثل قاعدةا عريضة في المجتمع ‪ ،‬و إنما صدرت عن رغبة أفراد قليليممن مممن‬
‫رجال السياسة ‪ ،‬كالخليفة المنصور ‪ ،‬و هممارون الرشمميد و المممأمون ‪ ،‬و هممذا الخيممر‬
‫أشهرهم ‪ ،‬و أكثرهم توسعا فيها ‪.735‬‬

‫‪733‬‬
‫أمثل ‪ :‬ابئئن قتيبحئئةم ‪ :‬أدب الكئئاتب ‪ ،‬صا‪ . 4 :‬و الئئذهب‪ :‬السئئي ‪ ،‬ج ‪ 17‬صا‪ ، 15 :‬ج ‪ 23‬صا‪ . 143 :‬و ابئئن كئئثي ‪:‬‬
‫البحدايةم ‪ ،‬ج ‪ ، 71 2‬ج ‪ 11‬صا‪ . 224 :‬و ابئن الئوزي ‪ :‬النتظئم ‪ ،‬ج ‪ 10‬صا‪ . 194 :‬و ابئن حجئر ‪ :‬الفتئح ‪ ،‬ج ‪12‬‬
‫صا‪. 202 :‬‬
‫‪734‬‬
‫قئئد تيئئالفن بعئض البحئاحثيم فيمحئا أراه ‪ ،‬مئن أن ترجئئةم العلئوما القديئئةم لئ تكئئن أمئرا ضئروريا ‪ ،‬لكننئ أرى ذلئك ‪ ،‬و قئئد ذكئئرت‬
‫دليلئئي لتئئدعيم مئئا ذهبحئئت إليئئه ‪ .‬وا أقئئول إن المئئر لئ ئ يكئئن ضئئروريا ‪ ،‬مئئع أن التمحئئع السائئلمي كئئان ف ئ حاجئئةم إل ئ العل ئوما‬
‫الطبحيعيةم ‪ ،‬و كان أمامه إما الكتفاء با عنده من تلك العلوما و تطويرها مليا ‪ ،‬و إما أن تيتجم كتب العلوما القديةم التعلقئئةم‬
‫بتلك العلوما لينتفع با ‪ .‬فالمر إذا ل يصل إل حد الضرورة ‪،‬و كان فيه اختيار بيم طريقيم ‪.‬‬
‫‪735‬‬
‫للتوساع ف موضوع التجةم أنظر مثل ‪ :‬ابن الندي ‪ :‬الفهرسات ‪.‬‬
‫كما أن عملية الترجمة لم تتم بأمر من علماء المة ‪ ،‬و ل بإشراف منهم ‪،‬و ل تمت‬
‫على أيدي مسلمين سنيين ملتزمين أتقياء متخصصين في الترجمة و علوم الوائل ‪ ،‬و‬
‫إنما معظم الذين تولوها هم من أهل الذمة من يهود و نصار و غيرهم‪. .736‬و نحممن ل‬
‫ك‬
‫ضممى أعنمم أ‬ ‫نثق في هؤلء ‪،‬و من حقنمما أن ل نثممق فيهممم ‪ ،‬لقمموله تعممالى ‪}-)) :‬أولأممن تأرر أ‬
‫ت أأرهممأواءيهم‬‫اذ هيأو ارلهيأدىَ أولأئُذذن اتلبأرعمم أ‬‫صاأرىَ أحلتى تأتلبذأع ذمللتأهيرم قيرل إذلن هيأدىَ ر‬ ‫ارليأيهويد أولأ النل أ‬
‫صيمر{َ ‪ -‬سورةا البقرةا‪ -120/‬و ‪-‬‬ ‫اذ ذمن أولذلي أولأ نأ ذ‬ ‫ك ذمأن ر‬ ‫ك ذمأن ارلذعرلذم أما لأ أ‬‫بأرعأد اللذذي أجاء أ‬
‫ضممهيرم أأرولذيأمماء بأرعمم م‬
‫ض أوأمممن‬ ‫صمماأرىَ أأرولذيأمماء بأرع ي‬
‫}أيا أألُيأها اللذذيأن آأمينورا لأ تأتلذخيذورا ارليأهيمموأد أوالنل أ‬
‫اأ لأ يأرهذدي ارلقأروأم الظلممالذذميأن{َ ‪-‬سممورةا المائممدةا‪ ، -51/‬و كممما‬ ‫يأتأأولليهم بمنيكرم فأإ ذنلهي ذمرنهيرم إذلن ر‬
‫تعلم هؤل اللغة العربية لييترجموا إليها العلوم القديمة ‪ ،‬كان في مقدور المسلمين أيضمما‬
‫تعلم اللغات القديمة لييترجموا علومها إلى اللغة العربية ‪ .‬و مما يممبين أن نوايمما هممؤلء‬
‫المترجمين لم تكن خالصة ‪ ،‬أنهم ترجموا أمورا تتناقض مممع السمملم كليممة ‪ ،‬و تممدمر‬
‫المجتمع السلمي تدميرا ‪ ،‬و ل يجوز ترجمتها شرعا ‪ ،‬على رأسمها إلهيمات اليونممان‬
‫المليئُة بالضللت و الشركيات ؛ فلو تولى الترجمة مسلمون أتقياء ما ترجموا ذلك ‪.‬‬
‫و منها أيضا أن تلممك العلمموم يترجمممت دون تمحيممص و تمييممز بيممن صممحيحها مممن‬
‫سقيمها ‪ ،‬وهذا خطأ فادح صاحب عملية الترجمة ؛ فكان من اللزم أن تيممترجم العلمموم‬
‫الضممرورية النافعممة ‪ ،‬كممالطب و الهندسممة ‪ ،‬مممع الشممروح و المقممدمات و التنبيهممات و‬
‫التحممذيرات ؛و أن ل تيممترجم العلمموم الضممارةا المعارضممة للشممرع ‪ ،‬ككتممب السممحر و‬
‫الشعوذةا ‪،‬و إلهيات اليونان و منطقهم‪. 737‬‬
‫و قممد يممرىَ بعممض النمماس فممي ترجمممة العلمموم القديمممة إلممى اللغممة العربيممة عمل‬
‫حضاريا إيجابيا ‪ ،‬و هذا رأي وجيه فيه جانب كبير من الصحة ‪ ،‬لممو أن العمليممة تمممت‬
‫بطريقة صحيحة و على أيدي أمينة ‪ ،‬و بما أنها تمت بطريقة خاطئُممة مليئُممة بالنقممائص‬
‫و السلبيات فعدمها أولى من ترجمتها ‪.‬‬

‫و ختاما لهذا الفصل‪-‬أي الثالث‪ -‬يتبين مما ذكرناه ‪ ،‬أن الخطاء التاريخية المتعلقممة‬
‫بالقرآن و الشريعة ‪،‬و السنة و السيرةا ‪ ،‬هي في معظمها مممن أخطمماء أركممون ‪ ،‬خلف‬
‫الخطاء التاريخية المتعلقة بنش أةا الثقافمة و العلموم فمي العصمر السملمي ‪ ،‬فغالبيتهما‬
‫كانت من أخطاء الجابري ‪.‬و قد تبين – مممن خلل المثلممة الكممثيرةا الممتي ذكرناهمما‪ -‬أن‬
‫أسباب تلك الخطاء يعود بعضها إلى النقص في الطلع على الروايات التاريخية ‪،‬و‬
‫بعضها الخر سممببه التجاهممات و الخلفيممات المذهبيممة الممتي كممانت تتممدخل فممي تفسممير‬
‫الحوادث و المفاهيم و توجهها توجيها مذهبيا متعصبا ‪.‬‬

‫‪736‬‬
‫أنظر مثل ‪ :‬ابن الندي ‪ :‬الفهرسات ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪ 339 :‬و ما بعدها ‪ 414 ،‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫‪737‬‬
‫أنظر مثل ‪ :‬صديق حسن خان ‪ :‬أبد العلوما ‪ ،‬دار الكتب العلمحيئةم ‪ ،‬بيوت ‪ ، 1978 ،‬ج ‪ 1‬صا‪ 258 :‬و مئا بعئئدها ‪.‬‬
‫و ابن الندي ‪ :‬الفهرسات ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪. 679 :‬‬
‫‪...............................................................‬‬

‫الفصل الرابع‬

‫الخطاء التاريخية المتعلقة بالصحابة و الفتنة الكبرى و الطوائف‬


‫السلمية‬

‫أول ‪ :‬الخأطاء التاريخية المتعلقة بالصحابة قبل الفتنة‬


‫ثانيا ‪ :‬الخأطاء التاريخية المتعلقة بالفتنة الكبرى‬
‫ثالثا ‪ :‬الخأطاء التاريخية المتعلقة بالطوائف السلمية‬
‫رابعا ‪ :‬أخأطاء تاريخية متعلقة بقضايا متفرقة‬
‫‪..........................................................................‬‬
‫الفصل الرابع‬
‫الخطاء التاريخية المتعلقة بالصحابة و الفتنة الكبرى و الطوائف‬
‫السلمية‬

‫ت على أخطاء تاريخية كثيرةا جدا ‪ ،‬وقع فيها الباحثان محمد أركممون و محمممد‬ ‫عثر ي‬
‫عابد الجابري‪ ،‬تتعلق بالصحابة و الفتنة الكبرىَ ‪،‬و الطوائف السلمية على اختلفها‬
‫‪ ،‬كانت غالبيتها من أخطاء الجابري ‪ ،‬سنذكره تباعا حسب مبمماحث هممذا الفصممل ‪ ،‬إن‬
‫شاء ا تعالى ‪.‬‬
‫أول‪ :‬الخطاء التاريخية المتعلقة بالصحابة قبل الفتنة ‪:‬‬
‫فبالنسبة لخطاء أركون التاريخية المتعقلة بالصحابة ‪ ،‬فمنها ثلثة أخطاء ‪ ،‬أولهمما‬
‫يتمثممل فممي أن أركممون زعممم بممأن كلمممة الصممحابة لممم تممرد فممي القممرآن ‪،‬و الواقممع أنهمما‬
‫)) سوف يتشكل لحقا ‪،‬و يتمجد‪ ،‬و يتزين ‪ ،‬و يتعظممم (( ‪ . 738‬و قمموله هممذا غيممر صممحيح‬
‫تماممما ‪ ،‬مخممالف للقممرآن و السممنة و التاريممخ ‪ ،‬لنممه أول أن كلمممة الصممحابة بمعنممى‬
‫أصحاب النبي‪-‬عليه الصلةا و السلم‪ ، -‬موجودةا فعل في القرآن الكريم ‪ ،‬وردت فيممه‬
‫ايمم إذرذ أأرخأرأجممهي اللممذذيأن أكفأمميرورا‬ ‫صممأرهي ر‬ ‫بصيغة المفرد في قوله تعالى ‪} :‬إذلل أتن ي‬
‫صيروهي فأقأرد نأ أ‬
‫اي أسمذكينأتأهي‬ ‫ام أمأعأنما فأ أأنأزأل ر‬ ‫صاهحبههه لأ تأرحأزرن إذلن ر أ‬ ‫أثانذأي ارثنأريذن إذرذ هيأما ذفي ارلأغاذر إذرذ يأيقويل له و‬
‫ايمم‬ ‫اذ ذهأي ارليعرليأمما أو ر‬ ‫أعلأريذه أوأأيلأدهي بذيجينومد للرم تأأرروأها أوأجأعأل أكلذأمةأ اللذذيأن أكفأيرورا اللُسرفألى أوأكلذأمةي ر‬
‫أعذزيدز أحذكيدم{َ ‪ -‬سورةا التوبة‪ ، -40/‬و إذا كان القرآن قد وصف أبا بكممر بممأنه صمماحب‬
‫الرسول‪-‬صلى ا عليه وسلم‪ ، -‬فإن الذين آمنمموا بممه عليممه الصمملةا و السمملم و كممانوا‬
‫معه ‪ ،‬هم أيضا أصحابه بالضرورةا ‪.‬‬
‫و ثانيا إن مصطلح الصحابة بمعنى أصحاب رسممول ام ‪ ،‬ورد فمي السممنة النبويمة‬
‫عدةا مرات ‪ ،‬منها قوله عليممه الصمملةا و السمملم ‪ )):‬ليممت رجل صممالحا مممن أصممحابي‬
‫يحرسني (( ‪،‬و قوله ‪ )) :‬اللهم أمض لصحابي هجرتهم‪. 739(( ...‬‬
‫و أما زعمه بأن كلمة الصحابة يمجدت و يزينت و يعظمت لحقا ‪ ،‬فهذا زعم باطل ‪،‬‬
‫لن الذي مدح الصحابة و عظمهم ‪ ،‬و زكاهم و شهد لهم بالرضوان و العمل الصالح‬
‫هو الشرع الحكيم ‪،‬و ليس المسلمون هم الذين شهدوا لهم بذلك ‪ ،‬فقد كانوا متبعين ل‬
‫ك تأرح أ‬
‫ت‬ ‫اي أعذن ارليمرؤذمذنيأن إذرذ ييأبايذيعونأ أ‬ ‫ضأي ل‬ ‫مبتدعين ‪ .‬من ذلك قوله تعالى‪}- :‬لأقأرد أر ذ‬
‫اللشأجأرذةا فأأعلذأم أما ذفي قييلوبذذهرم فأأأنأزأل اللسذكينأةأ أعلأريذهرم أوأأأثابأهيرم فأرتوحا قأذريوبا{َ‪ -‬سورةا الفتح ‪/‬‬
‫اذ أواللذذيأن أمأعهي أأذشلداء أعألى ارليكلفاذر يرأحأماء بأرينأهيرم تأأراهيرم يرلكوعا‬ ‫‪ ،-18‬و}لُمأحلمدد لريسويل ل‬
‫ك أمثأليهيرم‬‫ضأواونا ذسيأماهيرم ذفي يويجوذهذهم بمرن أأثأذر اللُسيجوذد أذلذ أ‬ ‫اذ أوذر ر‬ ‫ضول بمأن ل‬ ‫يسلجودا يأربتأيغوأن فأ ر‬
‫‪738‬‬
‫الفكر الصول ‪ ،‬صا‪. 139 :‬‬
‫‪739‬‬
‫البحخاري‪ :‬الصحيح ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪ ، 435 :‬رقم ‪ ، 1233 :‬ج ‪ 3‬صا‪ ، 1057 :‬رقم ‪. 2729 :‬‬
‫ظ أفارستأأوىَ أعألى يسوقذذه‬ ‫ع أأرخأرأج أش ر‬
‫طأ أهي أفآَأزأرهي أفارستأرغلأ أ‬ ‫ذفي التلروأراذةا أوأمثأليهيرم ذفي ا ر ذلنذجيذل أكأزرر م‬
‫ت ذمرنيهم لمرغفذأرةاو‬‫صالذأحا ذ‬ ‫اي اللذذيأن آأمينوا أوأعذميلوا ال ل‬ ‫ب اللُزلراأع لذيأذغيظأ بذذهيم ارليكلفاأر أوأعأد ل‬ ‫ييرعذج ي‬
‫أوأأرجورا أعذظيوما{َ ‪ -‬سورةا الفتح‪ ، -29/‬و }أواللسابذيقوأن الألويلوأن ذمأن ارليمأهاذجذريأن‬
‫ت‬‫ضورا أعرنهي أوأأأعلد لأهيرم أجلنا م‬ ‫اي أعرنهيرم أوأر ي‬ ‫ضأي ر‬ ‫صاذر أواللذذيأن اتلبأيعويهم بذإ ذرحأسامن لر ذ‬ ‫لن أ‬ ‫أوا أ‬
‫ك ارلفأرويز ارلأعذظييم{َ ‪ -‬سورةا التوبة‪. -100/‬‬ ‫تأرجذري تأرحتأأها الأرنأهاير أخالذذديأن ذفيأها أأبأودا أذلذ أ‬

‫و أما الخطأ الثاني فيتعلق بموضوع الخلفة بعد وفاةا النبي‪-‬عليه الصلةا و السلم‪-‬‬
‫‪ ،‬ادعى فيه أركون أن حادثة السممقيفة كممانت مناقشممة كممبرىَ حاسمممة ‪ ،‬قسمممت المموعي‬
‫السلمي و مزقته‪ ،‬و كانت فيها قبيلة بني هاشم و بني أمية موجممودتين علممى السمماحة‬
‫مستعدتين لخوض الصراع بسبب الخلفة ‪ .‬ثم تعقدت المسألة أكممثر بممدخول النصممار‬
‫الصمراع ‪ ،‬و همم قبيلممة أخمرىَ لهممم طموحمماتهم السملطوية أيضمما‪ .‬ثممم قمال ‪ )) :‬إننما ل‬
‫نستطيع أن ينخفي إلى البد هممذه الحقممائق السوسمميولوجية‪ -‬التاريخيممة الممتي ضمممنها أو‬
‫ضدها سوف تشق الفكرةا السلمية طريقها ((‪. 740‬‬
‫و قوله هذا غير صحيح فممي معظمممه ‪ ،‬و يتضمممن أباطيممل و مغالطممات ‪ ،‬أول إن‬
‫الذي حدث في سقيفة بني ساعدةا و بيعة أبي بكر الصديق‪-‬رضي ا عنممه‪ ، -‬هممو أول‬
‫تجربة شورية –ديمقراطية بلغة العصر‪ -‬ناجحة حققها الصحابة بعد وفاةا رسممول امم‪-‬‬
‫عليه الصلةا و السلم‪ ، -‬و أدت إلى تورحد المسلمين حول خليفة واحد ‪ ،‬و تكوين دولة‬
‫الخلفة الراشدةا ‪ ،‬التي فتحت العالم وأطاحت بدولتي الفرس و الممروم ‪ ،‬و تحقممق فيهمما‬
‫ت لأيأرستأرخلذفأنليهم‬ ‫صالذأحا ذ‬ ‫اي اللذذيأن آأمينوا ذمنيكرم أوأعذميلوا ال ل‬ ‫وعد ا تعالى عندما قال ‪}- :‬أوأعأد ل‬
‫ضممى لأهيممرم‬ ‫ف اللممذذيأن ذمممن قأربلذذهممرم أولأييأمبكنأمملن لأهيممرم ذدينأهيمميم اللممذذي اررتأ أ‬ ‫فذممي ارلأرر ذ‬
‫ض أكأممما ارسممتأرخلأ أ‬
‫ك‬‫ك فأأ يرولأئُذمم أ‬‫أولأييبأبدلأنليهم بمن بأرعذد أخروفذذهرم أأرمونا يأرعبييدونأذني أل ييرشذريكوأن ذبي أشريوئُا أوأمن أكفأأر بأرعأد أذلذ أ‬
‫هييم ارلأفاذسيقوأن{َ ‪ -‬سورةا النممور‪ . -55/‬فهذه الحادثة جمعت المسلمين قلبا وقالبمما ‪ ،‬و لممم‬
‫تقسمهم و ل مزقتهم ‪،‬و أما الخلفات التي حدثت في الفتنمة الكمبرىَ و م ا أنجمر عنهما‬
‫من تمزق و انقسامات بين المسلمين ‪ ،‬فل علقة لها بما حدث في السقيفة‪. 741‬‬
‫و ثانيا إن الذي حدث في السقيفة هو اختلف تنروع ل اختلف تناقض و تضاد‪ ،‬و‬
‫ل اختلف تناحر و تصادم و تآَمر ‪ ،‬و إنما اختلفت آراؤهم حول موضوع الخلفة ثممم‬
‫اتفقت في النهاية‪-‬بعد التشاور‪ -‬على اختيار أبممي بكممر خليفممة ‪ ،‬و هممو الممذي مممدحه امم‬
‫اأمم أمأعنأمما‬ ‫صاذحبذذه لأ تأرحأزرن إذلن ر‬ ‫تعالى بأنه كان ‪ } :‬أثانذأي ارثنأريذن إذرذ هيأما ذفي ارلأغاذر إذرذ يأيقويل لذ أ‬
‫اي أسذكينأتأهي أعلأريذه أوأأيلأدهي بذيجينومد للرم تأأرروأها أوأجأعأل أكلذأمةأ اللذذيأن أكفأمميرورا اللُسممرفألى أوأكلذأمممةي‬ ‫فأأأنأزأل ر‬
‫اي أعذزيدز أحذكيدم{َ ‪ -‬سورةا التوبة‪ ،-40/‬فتمت على يديه وحدةا المسمملمين‬ ‫اذ ذهأي ارليعرلأيا أو ر‬
‫ر‬
‫المادية و المعنوية معا ‪.‬و أما ما ييروىَ من امتناع بعض الصحابة من بيعة أبي بكممر ‪،‬‬
‫كعلي و بني هاشم ‪ ،‬فهممي روايممات مكذوبممة وضممعتها الطوائممف المذهبيممة و السياسممية‬
‫المنحرفة التي ظهرت في الفتنة الكبرىَ و ما بعدها‪. 742‬‬

‫‪740‬‬
‫تارييةم الفكر ‪ ،‬صا‪. 284 ، 282 ، 145 :‬‬
‫‪741‬‬
‫سانتطرق إل ذلك لحقا ‪.‬‬
‫‪742‬‬
‫سانعود إل هذا الوضوع لحقا ‪ ،‬إن شاء ال تعال ‪.‬‬
‫و ثالثا إن أركون ييمارس –كعادته‪ -‬التضخيم و التجعيد ‪ ،‬و يبني عليهمما أوهممامه و‬
‫ظنونه بل أدلة صحيحة ‪ ،‬ليصل إلممى ممما خطممط لممه سمملفا ‪ .‬و مسممألة السممقيفة هممي فممي‬
‫الحقيقة حادث اختلف عادي طبيعي و قع بين الصحابة فعالجوه بسرعة و حكمة مممن‬
‫دون إي صراع و ل عنف ‪ ،‬بدليل أنهم مباشرةا بعد بيعتهم أبي بكر دخلمموا فممي حممرب‬
‫المرتدين و هزموهم ‪ ،‬و شرعوا في الفتوحات السلمية‪ .‬ثم لما يتوفي أبممو بكممر خلفممه‬
‫عمر بن الخطاب من دون أن يحدث أي خلف حول مسألة الخلفة ‪ ،‬فهذه أدلة دامغة‬
‫يتبطل مزاعم أركون حول حادثة السقيفة و ما ترتب عنها ‪.‬‬
‫و أما الخطأ الخير‪-‬أي الثالث‪ -‬فيتعلق بمكانمة الصمحابة رضمي ام عنهمم ‪ ،‬فقمد‬
‫ذكر أركون أن كتب التراجم السنية بالغت في تصمموير الصممحابة شخصمميات مثاليممة ‪،‬‬
‫حجبت )) الحقيقة التاريخية المتعلقة بكل شخصية من الشخصمميات اليمممترجم لهمما (( ‪،‬‬
‫فممدخلت بممذلك عناصممر أسممطورية زائممدةا علممى سمميرهم ؛ كممانت ترمممي إلممى تشممكيل‬
‫شخصيات نموذجية يمقدسة‪. 743‬‬
‫و قوله هذا فيه حق و باطل ‪ ،‬فأما الحق فإنه قد يرويت فعل روايات كثيرةا مكذوبممة‬
‫ينسبت إلى بعض الصحابة ‪ ،‬لكنها لم تكن كلها مممدحا ‪ ،‬فبعضممها مبممالغ فممي المممدح ‪ ،‬و‬
‫بعضاها الخر مبالغ فممي الممذم و القممدح ‪ ،‬حسممب التجاهمات المذهبيممة للكممذابين الممذين‬
‫رووا التاريخ‪ . 744‬و أما ما قاله عن كتب التراجم السممنية فممذلك ل ييمثممل إل جانبمما مممن‬
‫الحقيقة ‪ ،‬و قد سكت أركون عن الجانب الخممر ‪ .‬لن الغممالب علممى تلممك الكتممب أنهمما‬
‫يتدرون كل ما يصلها من أخبار عن الصحابة من دون تمييز لصحيحها من سممقيمها ‪ ،‬و‬
‫هذه الظاهرةا نجدها واضحة في كتب التراجم التي ترجمت للصحابة ‪ ،‬كتاريخ دمشممق‬
‫لبن عساكر ‪ ،‬و السممتيعاب فممي معرفمة الصممحاب لبمن عبمد الممبر‪ ،‬و الصمابة فمي‬
‫معرفة الصحابة لبن حجر العسقلني ‪.‬‬
‫و أما الباطل الموجود في كلم أركممون فيتمثممل فممي عممدم تفريقممه بيممن الروايممات‬
‫المثالية الصحيحة و المثالية المكذوبة ‪ ،‬فشكك فيها كلها‪ ،‬انطلقا من خلفيتممه المذهبيممة‬
‫المتعصممبة الممتي ترفممض مبممدأ مثاليممة الصممحابة أصممل ‪ ،‬بنمماء علممى نزعتممه العلمانيممة‬
‫التغريبية الستشراقية في موقفها من السلم و رسوله و تاريخه ‪.‬و هذا موقممف غيممر‬
‫علمي تماما ‪ .‬لن مثالية الصحابة و خيرتهم ثابتة شرعا و تاريخما ‪ ،‬فأم ا شمرعا فمإنه‬
‫توجد نصوصا كثيرةا شهدت للصحابة باليمان و العمل الصالح ‪،‬و زكتهم و وصفتهم‬
‫بأنهم خير أمة يأخرجت للنمماس‪ ،‬و قممد سممبق أن ذكرنمما طرفمما منهمما آنفمما‪ .‬و أممما تاريخمما‬
‫فمصممنفات التاريممخ شمماهدةا علممى مممواقفهم المثاليممة العظيمممة فممي إيمممانهم بالسمملم ‪،‬و‬
‫جهادهم في سبيله بممأموالهم و أنفسممهم ‪،‬و صممبرهم علممى الذىَ و الفقممر و العمموز فممي‬
‫العهدين المكي و المدني‪.‬‬
‫و أما أخطاء الجمابري التاريخيمة المتعلقمة بالصمحابة فتتموزع علمى موضموعين ‪،‬‬
‫أولهما خاصا بجماعة الصحابة الفقراء المستضعفين زمن الممدعوةا السمملمية بمكممة و‬
‫المدينة و ما بعدها ‪ ،‬فذكر الجابري أن هذه الجماعة كانت تتكون من الصحابة الفقراء‬
‫و المستضعفين بمكة ‪ ،‬كعمار بن ياسر‪ ،‬و أبي ذر ‪ ،‬و المقداد بن السود‪ ،‬و خباب بن‬
‫‪743‬‬
‫تارييةم الفكر العرب‪ ،‬صا‪. 17 :‬‬
‫‪744‬‬
‫للتوساع ف ذلك أنظر كتابنا ‪ :‬مدرساةم الكذابيم ف روايةم التاريخ السالمي و تدوينه ‪ ،‬صا‪ 47 :‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫الرث ‪،‬و يبممدوا أن هممذه الجماعممة تحرلقممت حممول علممي بممن أبممي طممالب بمكممة ‪ ،‬فكممان‬
‫حليفهم ‪،‬و يحمل قضمميتهم بمكممة و ممما بعممدها ‪،‬و هممم قممد بقمموا معممه و مممع النممبي بمكممة‬
‫تسومهم قريش أشد العذاب‪ ،‬و لم تكن لعلي قبيلممة تمموجهه ‪ .‬فكممانت تلممك الجماعممة هممي‬
‫جماعة العقيدةا في السلم ‪ ،‬على رأس المؤمنين الصادقين ‪،‬و هناك حديث يقممول ‪)) :‬‬
‫يأمرت بحب أربعة ‪ ،‬لن ا يحبهم ‪ ،‬علي ‪ ،‬و أبي ذر ‪ ،‬و سلمان ‪،‬و المقداد ((‪. 745‬‬
‫و قوله هذا غير صحيح في معظمه ‪ ،‬و يتضمن أخطاء كممثيرةا ‪ ،‬نممذكرها مممن خلل‬
‫مناقشتنا للجابري و ردنا عليه ‪ ،‬أول إن الستضعاف كان يشمل كل الجماعة المسلمة‬
‫بمكة ‪ ،‬و لم يكن خاصا بطائفة منهم ‪ ،‬مع اختلف درجمماته و أشممكاله‪ ،‬مممن مسمملم إلممى‬
‫آخمر حسمب ظروفمه و يخصوصمياته ‪ ،‬بمدليل قموله تعمالى –عنمدما وصمف المسملمين‬
‫ض تأأخايفوأن أأن يأتأأخطلفأيكمميم‬ ‫ضأعيفوأن ذفي الأرر ذ‬ ‫بالستضعاف‪} : -‬أوارذيكيرورا إذرذ أأنتيرم قأذليدل لُمرستأ ر‬
‫ت لأأعلليكمرم تأرشميكيروأن{َ ‪ -‬سمورةا النفمال‪/‬‬ ‫صذرذه أوأرأزقأيكم بمأن الطليبأبا ذ‬ ‫س أفآَأوايكرم أوأأيلأديكم بذنأ ر‬‫اللنا ي‬
‫‪ -26‬و أما في العهد المكي فلم يبممق هنمماك جماعممة المستضممعفين ‪ ،‬بممدليل قمموله تعممالى‬
‫)) فآَواكم و أيدكم بنصره ‪،‬و رزقكم من الطيبات (( ‪.‬‬
‫و أما زعمه بأنه يبدو بأنه يوجدت جماعة كان علي حليفها و زعيمها ‪ ،‬و يجمل‬
‫قضيتها فهو استنتاج باطل و حديث خرافة ‪ ،‬ليس له دليل عليه إل الظن ‪،‬و كان عليه‬
‫أن ييدعمه بالشواهد إن كان صادقا في زعمه‪ ،‬و الشواهد التية يتبطل دعواه ‪ :‬أولها‬
‫من القرآن الكريم ‪ ،‬فهو شاهد على أن المسلمين كانوا جماعة واحدةا مع النبي و حوله‬
‫–عليه الصلةا و السلم‪ -‬و ليس حول علي و ل حول غيره من الصحابة ‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬
‫اذ أواللذذيأن أمأعهي أأذشلداء أعألى ارليكلفاذر يرأحأماء بأرينأهيرم تأأراهيرم يرلكوعا يسلجودا‬ ‫‪}-‬لُمأحلمدد لريسويل ل‬
‫ك أمثأليهيرم ذفي‬ ‫ضأواونا ذسيأماهيرم ذفي يويجوذهذهم بمرن أأثأذر اللُسيجوذد أذلذ أ‬ ‫اذ أوذر ر‬ ‫ضول بمأن ل‬ ‫يأربتأيغوأن فأ ر‬
‫ظ أفارستأأوىَ أعألى يسوقذذه‬ ‫ع أأرخأرأج أش ر‬
‫طأ أهي أفآَأزأرهي أفارستأرغلأ أ‬ ‫التلروأراذةا أوأمثأليهيرم ذفي ا ر ذلنذجيذل أكأزرر م‬
‫ت ذمرنيهم لمرغفذأرةاو‬ ‫صالذأحا ذ‬ ‫اي اللذذيأن آأمينوا أوأعذميلوا ال ل‬ ‫ب اللُزلراأع لذيأذغيظأ بذذهيم ارليكلفاأر أوأعأد ل‬ ‫ييرعذج ي‬
‫ظاو‬
‫ت فأ ر‬ ‫ت لأهيرم أولأرو يكن أ‬
‫اذ ذلن أ‬ ‫أوأأرجورا أعذظيوما{َ ‪ -‬سورةا الفتح‪ ،-29/‬و }فأبذأما أررحأممة بمأن ر‬
‫ف أعرنهيرم أوارستأرغفذرر لأهيرم أوأشاذوررهيرم ذفي الأرمذر فأإ ذأذا‬ ‫ك أفارع ي‬ ‫ضورا ذمرن أحرولذ أ‬ ‫لنفأ لُ‬‫ب أ‬ ‫ظ ارلقأرل ذ‬‫أغذلي أ‬
‫ب ارليمتأأوبكذليأن{َ ‪ -‬سورةا آل عمران‪. -159/‬‬ ‫اأ ييذح لُ‬ ‫اذ إذلن ر‬ ‫ت فأتأأولكرل أعألى ر‬ ‫أعأزرم أ‬
‫و الشاهد الثاني يتمثل في أن زعمه بوجود جماعة الفقراء المستضعفين الملتفة‬
‫حول علي ‪ ،‬يعني وجود جماعة أو أكثر كانت تقابل جماعة المستضعفين ‪ ،‬ضمن‬
‫جماعة المسلمين العامة ‪ ،‬و هذا كلم خطير ‪ ،‬يتضمن طعنا في رسول ا ‪،‬و تفريقا‬
‫و تقسيما لجماعة المسلمين بمكة التي شهد لها القرآن و التاريخ أنها كانت جماعة‬
‫واحدةا مؤمنة مجاهدةا ‪ ،‬فزعمه هذا هو نفسه شاهد على بطلن نفسه ‪،‬و نحن نطالبه‬
‫بتوثيق زعمه الباطل المرفوض شرعا و تاريخا ‪.‬‬
‫و أما الشاهد الثالث فيتمثل في أن عليا في العهد المكي كان صغيرا ما يزال بلعممب‬
‫مع الطفال ‪،‬لنه عندما نزل الوحي على رسول ا كان لعلممي مممن العمممر مممابين‪-5 :‬‬
‫‪ 10‬سنوات‪ . 746‬فهممل يصمح فمي العقممل أن طفل يحممل قضممية جماعمة مممن الكبممار ‪،‬و‬
‫يقودهم في ظروف صعبة؟ ! ‪ ،‬و هل في مقدور طفل قيادةا هممؤلء ؟ ! ‪ ،‬و هممل يصممح‬
‫‪745‬‬
‫العقل السياساي العرب ‪ ،‬صا‪. 182 ، 181 ، 152 :‬‬
‫‪746‬‬
‫الذهب‪ :‬تاريخ السالما ‪ ،‬صا‪ 1 :‬صا‪ . 490 :‬و ابن العمحاد النبحلي‪ :‬الشذرات ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪. 222 :‬‬
‫في العقل أن جماعة مممن الكبممار المستضممعفين يلتفممون حممول طفممل ضممغير ليقممودهم و‬
‫يحمل همهم ؟ ! ‪ ،‬و ما عسى أن ييقدمه الطفل لهؤلء ؟ ‪ ،‬و ما ذا في مقدوره أن ييقممدمه‬
‫‪747‬‬
‫لهم ؟ ‪ ،‬و هل يصح في العقل أن صحابيا كعمار بن ياسر كان عمره نحو ‪ 43‬سممنة‬
‫عند بداية الدعوةا السمملمية ‪ ،‬يلتممف حممول طفممل ؟ ! ‪ .‬هممذه التسمماؤلت ل تحتمماج إلممى‬
‫إجابات لنها واضحة معروفة ‪.‬‬
‫و ثانيا إن وصفه لجماعة المستضعفين الفقراء بمكة بأنهم كانوا جماعة العقيممدةا ‪،‬‬
‫هو وصف فيه تفريق لجماعة المممؤمنين الممذين شممهد لهممم القممرآن بممأنهم كممانوا جماعممة‬
‫واحدةا حول نبيهم ‪ .‬و وصفه لهم يكن خاصا بالمستضعفين ‪،‬و إنما هو كان يشمل كممل‬
‫المؤمنين لنهم كلهم كانوا جماعة العقيدةا و الجهاد ‪،‬و القرآن قد شهد لهم بمذلك ‪ .‬علمما‬
‫بأنه ل توجد علقة ضرورةا بين صدق اليمان و العقيدةا ‪ ،‬و بين الوضمماع الماديممة و‬
‫الجتماعية للفراد ؛ فإذا كانت طائفة صغيرةا من فقراء مكة قد أسمملمت ‪ ،‬فقممد قابلتهمما‬
‫طائفتان أخريان ‪ ،‬الولى تمثل العدد الكبير من المستضممعفين بمكممة الممذين لممم ييسمملموا‬
‫رغم فقرهم و ضعفهم ‪ .‬و الثانيممة تمثممل العممدد القليممل مممن الغنيمماء الممذين أسمملموا مممع‬
‫مكانتهم و غناهم و جاههم ‪.‬‬
‫كمممما أن قممموله بمممأن )) المممدعوةا السممملمية التمممف حولهممما فمممي البدايمممة الفقمممراء و‬
‫المستضعفون ((‪ .748‬هو قول غير صممحيح علممى إطلقممه ‪ ،‬لن المسمملمين كلهممم كممانوا‬
‫ضممأعيفوأن فذممي الأرر ذ‬
‫ض‬ ‫بمكة قلة مستضعفين‪ ،‬لقوله تعالى ‪} :‬أوارذيكيرورا إذرذ أأنتيممرم قألذيممدل لُمرستأ ر‬
‫صممذرذه أوأرأزقأيكممم بمممأن الطليببأمما ذ‬
‫ت لأأعلليكممرم‬ ‫س فأممآَأوايكرم أوأأيلممأديكم بذنأ ر‬
‫تأأخممايفوأن أأن يأتأأخطلفأيكمميم النلمما ي‬
‫تأرشمميكيروأن{َ ‪ -‬سممورةا النفممال‪ ، -26/‬فالمسمملمون كممانوا قلممة مممن الفقممراء ‪ ،‬و قلممة مممن‬
‫الغنياء ‪،‬و قلة و من الميسورين و متوسطي الحال ‪ .‬و مما يبطل زعممم الجممابري أن‬
‫الوائل الدين دخلوا في السلم كانوا من الغنيمماء و المسمميورين و أصممحاب المكانممة‬
‫في المجتمع القرشي ‪ ،‬و هم ‪ :‬خديجة ‪ ،‬و أبو بكر ‪ ،‬و طلحة ‪ ،‬و الزبير ‪ ،‬و عثمان ‪،‬و‬
‫الزبير بن العوام ‪ ،‬بالضافة إلى علي و زيد بن حارثة فهما أيضا لم يكونا من الفقراء‬
‫‪،‬و ل من المستضعفين ‪ ،‬لنهما كانا يعيشان في بيت النبي‪-‬عليممه الصمملةا و السمملم‪. -‬‬
‫علما بممأن اليمممان يتعلممق أساسمما بممما فممي القلمموب ‪ ،‬مممن صممدق و إخلصا و اسممتعداد‬
‫لليمان ‪،‬و ل يتعلق أساسا بما في الجيوب من أموال ‪.‬‬
‫و أما قوله بأن عليا لم تكن له قبيلة توجهه ‪ ،‬فهذا قممول يتضمممن تدليسمما و تغليطمما ‪،‬‬
‫لن عليا كان صغيرا في العهد النبوي‪ ،‬و لم يدخل أصل لعبة القبيلة ‪ ،‬لنه كان يعيش‬
‫مع النبي‪-‬عله الصلةا و السلم‪ -‬في بيته ‪،‬و هو الذي رباه و رعاه و وجهه‪ ،‬و مع ذلك‬
‫فإنه قد استفاد من قبيلته بني هاشم في حمايتها لرسول ا ‪.‬‬
‫كما أن قوله بأن جماعة المستضعفين بقوا مع علي و)) مع النبي في مكة تسومهم‬
‫قريش أشد العذاب ((‪ ، 749‬هو كلم غير صحيح في معظمه ‪،‬و يتضمن باطل كممثيرا ‪،‬‬
‫لنه أول أن جماعة المستضعفين كممانت مممع النممبي و حمموله و لممم تكممن مممع علممي و ل‬
‫حوله ‪ .‬و ثانيا إن عليا لم يكن من المستضعفين ‪ ،‬لنه كممان صممغيرا ‪،‬و يتمتممع بحمايممة‬
‫‪747‬‬
‫الذهب‪ :‬السي ‪ ،‬ج ‪ ، 1‬صا‪. 426 :‬‬
‫‪748‬‬
‫التاث و الداثةم ‪ ،‬صا‪. 113 :‬‬
‫‪749‬‬
‫اعقل السياساي ‪ ،‬صا‪. 152 :‬‬
‫قبيلته له‪ .‬و ثالثا ل تصح التسوية بين ظروف جماعة المستضعفين و ظروف علي بن‬
‫أبي طالب التي تختلف من حيث العمر و القبيلة و المكانة فممي العهممد المكممي‪ .‬و رابعمما‬
‫إنه ل تصح التسوية بين المستضعفين و علي من حيث اضطهاد قريش لهم ‪ ،‬فهممو قممد‬
‫سوىَ بينهم عندما قال ‪ :‬بقوا مع علي و مع النبي تسومهم قريش أشد العذاب‪ .‬و هذا ل‬
‫يصممح‪ ،‬لنممه عنممدما كممان المستضممعفون تسممومهم قريممش أشممد العممذاب ‪ ،‬كممان علممي‬
‫صغيرا ‪،‬و يتمتممع بحمايممة قممبيلته لممه ‪ ،‬لممذا ل ييعممرف لعلممي أنممه تعممررض للضممطهاد و‬
‫التعذيب في العهد المكي‪. 750‬‬
‫ت بحممب أربعممة ‪ ، ((...‬فهممو حممديث‬ ‫و أممما الحممديث الممذي ذكممره الجممابري )) أيمممر ي‬
‫ضعيف‪ . 751‬كان علممى الجممابري أن يتأكممد منممه مممن حيممث الصممحة و الضممعف ‪ ،‬لنممه‬
‫حديث ييستخدم في المناظرات و المفاضلت التي تجممري بيممن أهممل السممنة و الشمميعة ‪.‬‬
‫كما أنه حديث تترتب عنه أمور لها أهميتها في النظرةا إلى الصممحابة ‪ .‬لكممن الجممابري‬
‫ظفه فيما ذهب إليه ‪ ،‬و لم يبال أهو حديث صحيح أم ضعيف ! ‪.‬‬ ‫و ر‬
‫و أما بالنسبة للخطمماء التاريخيممة المتعلقممة بحالممة الفقممر الممتي تميممزت بهمما جماعممة‬
‫المستضعفين حسب ما ذكره الجابري ‪ ،‬فسنذكرها من خلل الوضع المادي لثلثة من‬
‫كبار هذه الجماعة ‪ ،‬و هم ‪ :‬عمار بن ياسر ‪ ،‬و المقممداد بممن السممود‪ ،‬و علممي بممن أبممي‬
‫طالب رضي ام عنهممم ‪ .‬لكننمما قبمل التفصمميل فيهمما يجمب أن ل يغمب عنمما أن جماعمة‬
‫الفقراء المستضعفين تحسن حالهم في العهد المدني ‪ ،‬بدليل قوله تعالى ‪ ... )) :‬فممأواكم‬
‫و أيدكم بنصره‪ ،‬و رزقكم مممن الطيبممات لعلكممم تشممكرون((‪-‬سممورةا النفممال ‪ . -26/‬ثممم‬
‫تحسممن حممالهم أكممثر زمممن الخلفممة الراشممدةا ‪ ،‬عنممدما أكثيممرت الغنممائم و تعممدد مصممادر‬
‫الدخل ‪ .‬لكن الغريب في المر أن الجابري لم ييبال بهممذه التغيممرات و التحسممنات الممتي‬
‫طرأت على وضعية تلك الجماعة ‪،‬و ظل ييكرر أن جماعة المستضعفين كممانت فقيممرةا‬
‫مستضعفة في العهد المكي و ما بعده‪. ! 752‬‬
‫فبالنسبة لعمار بن ياسر‪ -‬رضي ا عنه‪ ، -‬فقد ذكممره الجممابري مممن بيممن الفقممراء‬
‫المستضممعفين ‪ ،‬و قممال إن عطمماءه السممنوي –كغيممره مممن المستضممعفين‪ -‬كممان هممزيل‬
‫بالمقارنة إلى ما كان يأخذه كبراء بني هاشم و أشراف قريش بما فيهم الطلقمماء‪ ،‬الممذين‬
‫لم يلتحقوا بالسلم إل بعمد الفتمح ‪ ،‬لن عممر بمن الخطماب كمان ييموزع العطماء علمى‬
‫)) أساس القرابة من النبي مع اعتبار السابقة في السلم ((‪. 753‬‬
‫و قوله هذا غير صحيح في معظمه ‪ ،‬لنه أول كان عليه أن يوثق أخبمماره ‪،‬و يممذكر‬
‫طريقممة تقسممم العطمماء بالرقممام و الصممناف للمقارنممة فيممما بينهمما‪ ،‬و للتأكممد منهمما فممي‬
‫المصادر التي أستخدمها و في غيرها ‪ ،‬لكنه لم يفعل ذلممك ‪ .‬كممما أن قمموله بممان عمممارا‬
‫كان من المستضعفين في العهدين المدني و الراشدي هو قول غير صحيح كممان عليممه‬
‫أن ييوثقه ‪ .‬ففي العهد المدني فإن القرآن شاهد على أن لم يعد فيممه مستضممعفون‪ ،‬لقمموله‬
‫‪750‬‬
‫ت عليها ‪.‬‬‫بناء على الصادر الت أطلع ت‬
‫‪751‬‬
‫اللبحان‪ :‬سالسلةم الحاديث الضعيفةم ‪ ،‬ج ‪ ،54‬ج ‪ 5‬صا‪ ، 190 :‬ج ‪ 7‬صا‪ . 129 :‬و الامع الصئغي و زيئئاداته ‪ ،‬ج ‪1‬‬
‫صا‪. 349 ، 319 :‬‬
‫‪752‬‬
‫سابحق توثيق ذلك ‪.‬‬
‫‪753‬‬
‫العقل الخلقي ‪ ،‬صا‪. 62 :‬‬
‫صذرذه أوأرأزقأيكم بمأن الطليبأبا ذ‬
‫ت لأأعلليكرم تأرشيكيروأن{َ ‪ -‬سورةا النفممال‪/‬‬ ‫تعالى ‪ :‬أفآَأوايكرم أوأأيلأديكم بذنأ ر‬
‫‪ . -26‬و أما في العهد الراشدي فقد كانت لعمممار مكانممة مرموقممة ‪ ،‬حممتى أن عمممر بممن‬
‫الخطاب وله إمارةا الكوفة ‪ ،‬و كان يخدمه بنفسه ‪ ،‬و ذلك أنه عندما كان عمار بمدينممة‬
‫حمص كتب إلى عمر بأنه ييريد الحج ‪ ،‬و سأله أن يبني له داره بالمدينة قبممل قممدومه ‪،‬‬
‫فبناها له عمر و شارك بنفسه في بنائها ‪. 754‬‬
‫و ثانيا إن الجابري رعركس طريقة عمر بن الخطاب في تقسيم العطاء ‪ ،‬فذكر أنه‬
‫وزع العطاء على أساس القرابة من النممبي مممع اعتبممار السمملم ‪،‬و الصممواب هممو أنممه‬
‫و رزع العطاء على أساس السابقة في السلم أول مع مراعاةا القرابة من الرسول‪-‬عليه‬
‫الصلةا و السمملم‪ -‬ثانيمما ‪.‬و ليممس صممحيحا بممأن عمممر بممن الخطمماب قممردم الطلقمماء علممى‬
‫السمابقين الوليمن ممن المستضمعفين‪ . 755‬و إنمما قسممم العطماء علمى عمموم الصمحابة‬
‫كالتي ‪:‬‬
‫‪-1‬المهاجرون الذين شاركوا في غزوةا بدر لهم ‪ 5‬آلف درهم سنويا ‪.‬‬
‫‪ -2‬النصار الذين شاركوا في غزوةا بدر لهم ‪ 4‬آلف درهم سنويا ‪.‬‬
‫‪ -3‬المهاجرون قبل الفتح‪ ،‬لهم ‪ 3‬آلف درهم سنويا ‪.‬‬
‫‪ -4‬المهاجرون بعد الفتح لهم ألف درهم سنويا ‪.‬‬
‫و ألحق الحسن و الحسممين و سمملمان الفارسممي بأهممل بممدر و أعطممى كل منهممم ‪ 5‬آلف‬
‫درهم سنويا‪ .‬و حتى الولد و النساء فرض لهم عطاءهم السمنوي بمما يكفيهممم ‪ .‬علممما‬
‫بأنه زاد في عطاء العباس و علي و أمهات المؤمنين لقرابتهم من النبي‪-‬عليممه الصمملةا‬
‫و السلم‪. 756-‬‬
‫و بذلك يتبين أن ما قاله الجابري من أن عطاء عمار كان هزيل بالمقارنة إلممى بنممي‬
‫هاشم و أشراف قريش و حتى الطلقاء ‪ ،‬كممان فيممه حممق وباطممل ‪،‬و تممدليس و تغليممط ‪،‬‬
‫لنه ليس صحيحا بأن عطاء الطلقاء و كل أشراف قريش كان أكبر من عطمماء عمممار‬
‫و أصحابه السابقين المستضعفين ‪ ،‬بل كان عطاء عمممار أكممبر مممن عطمماء الطلقمماء ‪،‬و‬
‫أكبر من معظم أشراف قريش ‪ .‬و حتى بنو هاشم لم يكن كممل أفرادهممم يأخممذون أكممبر‬
‫من عمار و المهاجرون الولون ‪،‬لن الحسن و الحسين و هما أبنمماء فاطمممة –رضممي‬
‫ا عنهم‪ -‬كممان عطاؤهمما يسمماوي عطماء عمممار و المهمماجرين الوليممن الممذين شممهدوا‬
‫بدرا ‪ ،‬و قد يروي أن عمر بن الخطاب أوصل عطاء عمار إلى ‪6‬آلف درهم‪. 757‬‬
‫كممما أن قمموله بممأن عطمماء المستضممعفين كممان هممزيل ‪ ،‬يتضمممن تدليسمما و تغليطمما‬
‫واضحين ‪ ،‬لن السابقين الولين من المهاجرين الذين شهدوا بدرا ‪ ،‬كانوا الولين فممي‬
‫سلم العطاء ‪،‬و زاد عن عطاء السابقين الولين من النصممار ‪ .‬و عليممه فل يصممح أبممدا‬
‫القول بأن عطاء المستضعفين كان هممزيل ‪ ،‬و هممم علممى رأس القائمممة ‪ ،‬و حممتى و إن‬
‫كان عطاؤهم أقل من عطاء العباس و علي و زوجات النبي‪-‬عليه الصلةا و السلم‪، -‬‬
‫‪754‬‬
‫ابن الثي ‪ :‬أساد الغابةم ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪ . 810 ،808 :‬عمحر بن شئبحةم ‪ :‬أخبحئار الدينئةم ‪ ،‬دار الكتئئب العلمحيئئةم بيوت‪،1996 ،‬‬
‫ج ‪ 1‬صا‪. 150 :‬‬
‫‪755‬‬
‫ابن الثي ‪ :‬الكامل ف التاريخ ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪ 350 :‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫‪756‬‬
‫نفسه ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪ 350 :‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫‪757‬‬
‫الذهب ‪ :‬السي ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪. 622 :‬‬
‫فهو لم يكن عطاء هزيل على حد زعم الجابري ‪ ،‬بحيث ل يكفممي صمماحبه ‪،‬و ل يسممد‬
‫حاجته ‪ ،‬و كيف يكون كذلك و هو أكبر عطمماء فمي سمملم التقسمميم ؟ ! ‪،‬و إذا كمان كممما‬
‫زعم الجابري فهذا يعني أن الغالبية السمماحقة مممن الصممحابة و المسمملمين كممانوا فقممراء‬
‫وليممس عممماربن ياسممر و أصممحابه فقممط ‪ ،‬لن عطمماءهم كممان هممزيل ‪ ،‬بحكممم أن الفئُممة‬
‫الولى الكثر نصيبا كان عطاؤها هزيل ! ! ‪ .‬و هذه نتيجة باطلة لن مقدماتها كممانت‬
‫باطلة ‪.‬‬
‫و أممما الصممحابي المقممداد بممن السممود)ت ‪33‬ه( –رضممي امم عنممه‪ ، -‬الممذي جعلممه‬
‫الجممابري مممن الفقممراء المستضممعفين ‪ ،‬فقممد تحسممنت ظروفممه الماديممة و أصممبح مممن‬
‫الميسورين ‪ ،‬بل من الغنيمماء ‪ ،‬فقمد كممانت لمه أملك متنوعمة ‪ ،‬و عنممد وفماته أوصممى‬
‫للحسن و الحسين لكل منهما ‪ 18‬ألف درهم ‪،‬و أوصى لمهات المممؤمنين لكممل واحممدةا‬
‫منهن ‪ 7‬آلف درهم‪ . 758‬و حتى الجابري اعترف بأن المقداد بن السود الذي كان من‬
‫المستضعفين ‪ ،‬بنى دارا بمكممة و جعممل أعلهمما شممرفات ‪ ،‬و جصصممها مممن الممداخل و‬
‫الخارج‪. 759‬‬

‫و أما علي بن أبي طالب‪ -‬رضي ا عنه‪ ، -‬فقد أدعى الجابري أن عليما لممم يكمن ممن‬
‫أصحاب الموال ‪،‬و لم يكن له)) حظ من الغنيمة سوىَ ما كان يناله من العطاء و كان‬
‫ييوزعه على الفقراء ((‪ . 760‬و قوله هذا غير صحيح ‪ ،‬لنه أول لم ييوثق لنمما دعممواه ‪،‬و‬
‫لم يفصل لنا مقدار ما كان علي يأخذه من العطاء هو و أسممرته ‪،‬وكممان عليممه أن يفعممل‬
‫ذلك ليثبت ما ادعاه ‪ .‬لذا فنحن نقول‪ :‬كان علي يأخذ مبلغا كبيرا جدا مممن العطمماء قيممدر‬
‫بأربعين ألف دينار سنويا‪ . 761‬و هذا المبلغ الكبير يبدو أنه مجموع ما كان يأخذه علممي‬
‫من عطائه و عطاء أفراد أسرته الكبيرةا ‪ ،‬التي كممانت تتكممون عنممد استشممهاده مممن ‪4 :‬‬
‫زوجات ‪ ،‬و ‪ 11‬سرية أم ولد ‪ ،‬و ‪ 31‬ولدا‪ 14-‬ذكرا ‪ 17 ،‬أنثى‪ ، -‬هذا سوىَ الخدم و‬
‫العبيد‪ . 762‬فهل ييعقل أن رجل ييعيل أسمرةا تتكمون ممن أكمثر ممن ‪ 44‬فممردا ‪ ،‬ييقمال أنممه‬
‫ييوزع عطاءه على الفقراء و هو ليس ما أصحاب الموال ؟ ! ‪ .‬و هممل ييعقممل أن رجل‬
‫تزيد أسرته عن ‪ 44‬فردا ‪ ،‬ديقال بأنه كان ييوزع عطاءه علممى الفقممراء ؟ ‪ .‬فبممماذا كمان‬
‫ييعيل عائلته إذا كان ييوزع عطاءه على الفقراء ؟ ‪.‬‬
‫و ثانيا إذا كان علي ل مال له ‪ ،‬و ييوزع ماله علممى الفقممراء ‪ ،‬فكيممف أسممتطاع أن‬
‫يجمممع أممموال تركهمما لممورثته عنممدما تيمموفي ‪،‬و بعضممها أوصممى بممه فممي وصمميته قبممل‬
‫وفاته ؟ ! ‪،‬و منها أنه ترك الضياع و النخيل و المممزارع و الوقمماف ‪ ،‬و تممرك ورثتممه‬

‫‪758‬‬
‫نفس الصدر ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪. 389 :‬‬
‫‪759‬‬
‫العقل السياساي ‪ ،‬صا‪. 145 :‬‬
‫‪760‬‬
‫نفس الصدر‪ ،‬صا‪. 152 ، 146 :‬‬
‫‪761‬‬
‫أحئئد بئئن حنبحئئل ‪ :‬السئئند ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪ . 159 :‬و فضئئائل الصئئحابةم ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪ . 539 :‬و ابئئن تيمحيئئةم ‪ :‬منهئئاج السئئنةم ‪ ،‬ج‬
‫‪ 7‬صا‪ . 481 :‬و ابن كثي ‪ :‬البحدايةم ‪ ،‬ج ‪ 7‬صا‪. 333 :‬‬
‫‪762‬‬
‫أنظئئر ‪ :‬الطئئبخي ‪ :‬تاريئئخ الطئئبخي ‪ ،‬ج ‪ 2‬صا‪ . 163 :‬و ابئئن كئئثي ‪ :‬البحدايئئةم ‪ ،‬ج ‪ 7‬صا‪ . 356 ، 353 :‬و ابئئن تيمحيئئةم ‪:‬‬
‫منهاج السنةم ‪ ،‬ج ‪ 7‬صا‪ . 483 :‬و الذهب‪ :‬اللفاء الراشدون ‪ ،‬صا‪. 398 :‬‬
‫من أغنياء قومهم و مياسيرهم ‪.‬و تشهد وصيته التي كتبها سممنة ‪39‬ه ‪ ،‬أنممه كممان يملممك‬
‫الراضي و البار ‪،‬و الزروع و الرقيممق‪ . 763‬فهممل يصممح فممي العقممل أن رجل يعممول‬
‫أكثر من ‪ 44‬فممردا مممن أسممرته ‪ ،‬و يتصممدق علممى الفقممراء ‪،‬و يممموت و يممترك لممورثته‬
‫أموال جعلتهم من أغنياء قومهم ‪ ،‬ثم ديقال أنه لم يكن مممن أصممحاب الممموال علممى حممد‬
‫زعم الجابري ؟؟ !! ‪.‬‬
‫و مما ييثبت ذلك أيضا أن الجابري نفسه اعترف بممما قلنمماه و نمماقض بممه نفسممه فيممما‬
‫ادعاه ‪ ،‬عندما قال ‪ :‬إن الثروات تكدست في أيدي كبراء بني هاشم‪ . 764‬و بما أن عليمما‬
‫هو ثاني كبراء بني هاشممم بعممد العبمماس ‪-‬رضممي امم عنهممما‪ -‬فهممذا يعنممي أن الممموال‬
‫تكدست بيديه هممو أيضمما ‪ ،‬و إل ممما كممان فممي مقممدوره إعالممة أكممثر مممن ‪ 44‬فممردا ‪ ،‬و‬
‫التصدق على الفقراء ‪ ،‬و توقيف الوقاف ‪ ،‬و ترك ورثته أغنياء ‪.‬فهل رجل هذا ح اله‬
‫ديقال أنه لم يكن من أصحاب الموال ؟! ‪.‬‬
‫و بذلك يتبين أن الجابري لم يكن موضوعيا حياديا عندما ذكر ما كممان يملكممه كبممار‬
‫الصحابة الغنيمماء مممن أممموال ‪ ،‬كممالزبير ‪ ،‬و طلحممة ‪ ،‬و ابممن عمموف ‪ ،‬و عثمممان بممن‬
‫عفان‪-‬رضي ا عنهم‪ ، -‬ذكر ذلك بشيء من التهويل و التضممخيم ‪،‬و كممأنهم امتلكوهمما‬
‫بطريق غير شرعي‪ . 765‬لكنه من جهة أخرىَ لم يتعرض إلى ما كان يملكه علممي مممن‬
‫أملك متنوعة ‪ ،‬و زعم أنه كان ييوزع عطاءه على الفقراء ‪ ،‬مما ييشممعر بممأنه ممما كممان‬
‫يملك شيئُا إل الضروري من الحياةا ‪ ،‬و هممذا خلف الواقممع الممذي لممم يممذكره الجممابري‬
‫الجابري ‪.‬‬

‫و أما الموضوع الثاني ‪ ،‬فيتعلق بمسألة الخلفة و مما حمدث حولهما ممن اختلف و‬
‫اتفاق بعد وفاةا النبي‪-‬عليه الصمملةا و السمملم‪ ،-‬و قممد تضمممن أخطمماء كممثيرةا وقممع فيهمما‬
‫الجابري ‪ ،‬سنذكرها تباعا فيما يأتي إن شاء ا تعالى‪.‬‬
‫أولها إنه ادعى أن عليا تأخر في بيعته لبي بكر الصديق احتجاجمما منممه ‪ ،‬لنممه كممان‬
‫)) يرىَ نفسه أحق الناس بخلفة النبي ((‪ . 766‬و قوله هذا غير صممحيح ‪ ،‬لنممه أول أن‬
‫المصادر التي اعتمد عليها في ذلك الموضمموع الخطيممر و الهممام ‪ ،‬كممانت قليلممة جممدا و‬
‫مطيعون فيها أيضا ‪ ،‬كتاريخ الطمبري ‪ ،‬و المامممة و السياسممة المنسموب لبمن قتيبممة ‪،‬‬
‫فالول مؤلفه ثقة ‪ ،‬لكن المادةا التي جمعها فيه مطعممون فيهمما ‪ ،‬لنممه درون فيممه الغممث و‬
‫السممين ‪،‬و الصمحيح و المكمذوب‪ ،‬و روىَ عمن كمل ممن همب ودب ممن الصمادقين و‬
‫الكذابين ‪،‬و لم ييحقممق وروايمماته ‪ .‬و كتمماب هممذا حمماله ‪ ،‬ل يصممح أخممذ روايمماته إل بعممد‬
‫تحقيقها إسنادا و متنا ‪ .‬و أما كتاب المامة و السياسة فل يصح العتممماد عليممه ‪ ،‬لن‬
‫مؤلفه مجهول ‪ ،‬و أخباره ليست لهمما قيمممة علميممة ‪ ،‬و قممد سممبق أن أثبتنمما ذلممك بالدلممة‬
‫القاطعة في الفصل الول من كتابنا هذا ‪.‬‬
‫‪763‬‬
‫عمحر بن شبحةم ‪ :‬أخبحار الدينةم ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪ 140 ، 138 ، 136 :‬و ما بعدها ‪ .‬و ابن تيمحيةم ‪ :‬منهاج السئئنةم ‪ ،‬ج ‪ 7‬صا‪:‬‬
‫‪ 481‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫‪764‬‬
‫العقل السياساي ‪ ،‬صا‪. 62 :‬‬
‫‪765‬‬
‫نفس الرجع ‪ ،‬صا‪. 146 ، 145 :‬‬
‫‪766‬‬
‫العقل السياساي ‪ ،‬صا‪. 99 :‬‬
‫و فمي مقابممل تلمك الكتمب فماتته مصممادر تاريخيمة و حديثيممة هاممة جمدا ‪ ،‬إمما أنممه‬
‫أهملها ‪ ،‬أو أنه لم يعتمد عليها اعتمادا أساسيا ‪ ،‬منها ‪ :‬البداية و النهاية لبممن كممثير ‪ ،‬و‬
‫تاريخ السلم للذهبي ‪ ،‬و الطبقات الكبرىَ لبن سعد‪ ،‬و تاريخ خليفة خياط لخليفة بممن‬
‫خياط ‪ ،‬و الجامع الصحيح للبخاري ‪ ،‬و الجامع الصحيح لمسلم ‪ ،‬و المسند لحمممد بممن‬
‫حنبل ‪،‬و غيرها من المصنفات الحديثية التي هي و إن كانت مصنفات حديثية فإنها قد‬
‫تضمنت أخبارا تاريخية كثيرةا هامة ‪ ،‬تتعلق بتاريممخ الصممحابة ‪ .‬و نحممن ل نقمول أن‬
‫كل ما في تلك الكتب من أخبار هي صممحيحة و إنممما نقممول ‪ :‬إن تلممك المصممنفات هممي‬
‫أكثر قيمة‪ ،‬و صحة ‪ ،‬و أهمية ‪ ،‬و موضوعية فيما ترويه من أخبار‪ ،767‬بالمقارنة إلى‬
‫المصنفات التي اعتمد عليها الجابري و قد أشرنا إليها آنفا ‪.‬‬
‫و ثانيا إن مما ييبطل زعم الجابري بأن عليا كان يرىَ أنه أحق بالخلفة هو أن‬
‫القرآن الكريم قد حسم مسألة الخلفة حسما نهائيا ل كلم بعهده ‪ ،‬عندما جعلها شورىَ‬
‫بين المسلمين بالختيار ‪ ،‬و لم يجعلها في بيت ‪ ،‬و ل في قبيلة‪ ،‬و ل في شخص أو‬
‫أشخاصا يمعينين ‪ ،‬و ذلك في قوله تعالى ‪ } :‬أوأأرميرهيرم يشوأرىَ بأرينأهيرم أوذملما أرأزرقأناهيرم‬
‫يينفذيقوأن{َ ‪ -‬سورةا الشورىَ‪ ،-38/‬و} أوأيروذلي الأرمذر ذمنيكرم فأذإن تأأناأزرعتيرم ذفي أشريمء فأيرلُدوهي‬
‫ل{َ ‪-‬‬ ‫ك أخريدر أوأأرحأسين تأأرذوي و‬‫اذ أواللريسوذل ذإن يكنتيرم تيرؤذمينوأن ذبارلذ أوارليأروذم الذخذر أذلذ أ‬
‫إذألى ر‬
‫سورةا النساء‪ ،-59/‬و بناء على ذلك فإن كل الروايات الحديثية و التاريخية التي‬
‫تخالف ما نصت عليه هاتان اليتان فهي باطلة ‪ ،‬حتى و إن عدد الكذابون طرقها إلى‬
‫آلف الطرق ‪.‬‬

‫و مما ييبطل ذلك أيضا أنه قد ثيبت في السنة النبوية و التاريممخ معمما أن رسممول امم –‬
‫عليه الصلةا و السلم‪ -‬يتوفي و لم ييوصا بالخلفة لحد مممن الصممحابة مممن بعممده‪ .‬و ل‬
‫ييوجد حديث صحيح فيه النص على إمامة علي المزعومة ‪،‬و قممد أجمممع أهممل الحممديث‬
‫على بطلن ما ييروىَ من أحاديث في إمامته‪ . 768‬و من ثم فل يصح أن ييقال‪ :‬إن عليمما‬
‫كان يرىَ أنه أحق بالخلفة من غيره ‪ ،‬بما أن الشرع قد حسم مسألة المامممة حسممما و‬
‫جعلها شورىَ بين المسلمين ‪.‬‬
‫و ثالثا إن مما ييبطل دعوىَ الجابري أيضا ‪ ،‬أنه قد صحت أخبار تاريخية دلت على‬
‫أن عليا لم يكن يعتقد أنه أحق بالخلفمة ‪،‬ول أنمه همو الممام المنصموصا عليمه شمرعا‬
‫الواجب طاعته ‪ ،‬أذكر منها الشواهد التيمة ‪ :‬أولهما إنمه ثبمت فمي صمحيح البخ اري و‬
‫غيره ‪ ،‬أنه في اليممام الخيممرةا قبيممل وفمماةا رسممول امم –عليممه الصمملةا و السمملم‪ -‬قممال‬
‫العباس لعلي ‪ :‬إني لعرف وجمموه بنممي عبممد المطلممب عنممد الممموت ‪ ،‬فمماذهب بنمما إلممى‬
‫النبي‪-‬صلى ا عليه وسلم – فلنسأله فيمن هذا المر ؟ ‪ ،‬إن كان فينا علمنا ذلك ‪،‬و إن‬
‫كان في غيرنا علمناه فأوصى بنا‪ .‬فقال علي‪ :‬ل و ا ‪ ،‬لئُن سألناها رسول امم‪-‬صمملى‬

‫‪767‬‬
‫بالنسبحةم للصحيحيم فهمحا أصح الكتب بعد القرآن الكري ‪.‬‬
‫‪768‬‬
‫أنظ ئئر ‪ :‬ابئئن كئئثي ‪ :‬البحداي ئئةم ‪ ،‬ج ‪ 5‬صا‪ . 263 :‬الضئئياء القدسا ئئي ‪ :‬الحئئاديث الختئئارة ‪ ،‬مكتبحئئةم النهضئئةم الديثئئةم ‪ ،‬مكئئةم‬
‫الكرمةم ‪ ، 1410 ،‬ج ‪ 2‬صا‪ . 263 :‬و ابن تيمحيةم ‪ :‬منهاج السنةم ‪ ،‬ج ‪ 8‬صا‪ . 362 :‬و السيوطي‪ :‬تاريئخ اللفئاء ‪ ،‬صا‪:‬‬
‫‪. 7‬‬
‫ا عليه و سلم‪ -‬فمنعناها ‪ ،‬ل ييعطيناها النمماس مممن بعممده أبممدا ‪،‬و إنممي و امم ل أسممألها‬
‫رسول ا‪-‬صلى ا عليه و سلم‪. -769‬‬
‫و الشاهد الثاني يتمثل في خمبر‪-‬إسممناده حسمن‪ -‬مفماده أن علممي بممن أبممي طمالب يموم‬
‫الجمل) سنة ‪36‬ه( اعترف أمام جيشه بأن النبي‪-‬عليه الصلةا و السلم‪ ، -‬لم يعهد إليه‬
‫في المارةا شيئُا ‪،‬و أن عمله هذا اجتهاد منه و رأي اختاره‪.770‬‬
‫و الشاهد الثالث هو أنه صرح الخبر أن عليا‪ -‬رضي ا عنه‪ -‬كان يقول أمممام النمماس‬
‫‪771‬‬
‫في الكوفة ‪ )) :‬خير الناس بعد الرسول‪-‬صلى ا عليه و سلم‪ : -‬أبو بكر و عمر ((‬
‫‪ .‬فتفضيله لبي بكر و عمر على نفسه في الخيرية دليل قوي على أنه لم يكن يرىَ أنه‬
‫أحق بالخلفة منهما ‪.‬‬
‫و الشمماهد الرابممع يتمثممل فممي أنممه تممواترت الخبممار عممن أعيممان آل الممبيت كممابن‬
‫عباس ‪،‬و الحسن ‪ ،‬و الحسين ‪ ،‬و ابن الحنفية ‪ ،‬و محمد البمماقر ‪ ،‬و جعفممر الصممادق –‬
‫رضي ا عنهم‪ -‬بأنهم كانوا ييوالون أبا بكر و عمر ‪،‬و ييفضلونهما عن علممي بممن أبممي‬
‫طالب ‪. ،‬و قالوا بأن الرسول‪-‬صمملى امم عليممه و سمملم‪ -‬لممم ييمموصا بالخلفممة لحممد مممن‬
‫بعده‪ . 772‬فلو كان علي يعتقد أنه أحق بالخلفة من أبي بكر و عمممر ‪،‬و أنهممما اغتصممبا‬
‫حقه ‪ ،‬لقال آل البيت بقوله ‪ ،‬و ما شهدوا بالذي نقلناه عنهم ‪.‬‬
‫و أما الروايات الحديثية التي نقلهمما الجممابري عممن الشهرسممتاني ‪،‬و الممتي يحتممج بهمما‬
‫الشيعة ‪ ،‬في دعواهم بالنص على إمامة علي و أولده ‪ ،‬كالحديث المزعوم الذي يقول‬
‫لعلي ‪ )) :‬أنت وصري ‪،‬و ولي هذا المر من بعممدي ((‪ ، 773‬فهممي أحمماديث كلهمما باطلممة‬
‫لنهمما تخممالف القممرآن الكريممم ‪ ،‬و السممنة النبويممة الصممحيحة ‪ ،‬و الروايممات الصممحيحة‬
‫المروية عن علي و آل البيت –رضي ا عنهم‪ -‬التي ذكرنا طرفا منها ‪.‬‬

‫و أما لخطأ الثاني –من أخطاء الموضوع الثمماني‪ -‬فيتمثممل فممي أن الجممابري ررجممح‬
‫الروايات التي تقول إن عليا امتنع فعل عن بيعة أبي بكممر ‪ ،‬معتمممدا علممى روايممة قممال‬
‫إنها تشهد بالصحة لمعظم الروايات التي كان قد ذكرها ‪ ،‬و هذه الرواية نقلها الجابري‬
‫من كتابي المامة و السياسة ‪،‬و تاريخ الطبري ‪ ،‬فرواية المامة و السياسة مفادهمما أن‬
‫أبا بكر لما كان على فراش الموت ‪ ،‬ندم علممى ممما فعلممه مممع علممي‪ ،‬و قممال ‪ )) :‬فليتنممي‬
‫تركت بيت علي ‪ ،‬و إن كانوا قد أغلقوه على الحرب ((‪ ،‬و رواية الطممبري مفادهمما إن‬

‫‪769‬‬
‫بئ ئئاري‪ :‬الصئ ئئحيح ‪ ،‬ج ‪ 4‬صا‪ ، 1615 :‬ج ‪ 5‬صا‪ . 2311 :‬و أح ئئد ب ئئن حنبح ئئل ‪ :‬الس ئئند ‪ ،‬ج ‪1‬صا ‪ . 263 :‬و‬
‫الطبخي ‪ :‬تاريخ الطبخي ‪ ،‬ج ‪ 2‬صا‪. 229 :‬‬
‫‪770‬‬
‫أنظر ‪ :‬اللل ‪ :‬السنةم ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪ . 291 ، 289 :‬و عبحد ال بن احد بن حنبحل ‪ :‬السنةم ‪ ،‬ج ‪ 2‬صا‪. 578 ، 570 :‬‬
‫و الذهب‪ :‬تاريخ السالما ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪ . 160 :‬و ابن حجر اليثمحي ‪ :‬الصواعق الرقةم ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪. 570 ، 269 :‬‬
‫‪771‬‬
‫اللل ‪ :‬نفسه ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪ .291 ، 289 :‬و عبحد ال بن أحد ‪ :‬نفس الصدر ‪ ،‬ج ‪ 2‬صا‪. 578 :‬‬
‫‪772‬‬
‫اذهب‪ :‬السي ‪ ،‬ج ‪4‬صا‪ . 401 :‬و ابن تيمحيةم ‪ :‬منهاج السنةم ج ‪ 7‬صا‪ . 396 :‬و اليثمحي ‪ :‬الصواعق الرقةم ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪:‬‬
‫‪ 162‬و ما بعدها ‪ .‬و البحيهقي ‪ :‬شعب اليان ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬دار الكتب العلمحيةم ‪ ،‬بيوت ‪ ، 1410 ،‬ج ‪ 1‬صا‪. 197 :‬‬
‫‪773‬‬
‫بنيةم العقل ‪ ،‬صا‪. 310 :‬‬
‫أبمما بكممر قممال ‪ )) :‬و دد ي‬
‫ت إنممي لممم أكشممف بيممت فاطمممة ‪،‬و إن كممانوا قممد غلقمموه علممى‬
‫الحرب ((‪. 774‬‬

‫و موقفه هممذا غيممر صممحيح منهجمما و تطبيقمما ‪ ،‬لنممه أول ررجممح روايممات ضممعيفة‬
‫برواية لم ييحققها و ل أثبت صحتها ‪ ،‬فل يصممح ترجيممح الضممعيف بالضممعيف ‪ ،‬فكممان‬
‫عليه أن ييبت صحة الرواية التي ررجح بها ‪ ،‬لكنمه لممم يفعممل ذلمك ‪ .‬و همي روايممة غيمر‬
‫صحيحة إسنادا و ل متنا ‪ ،‬فمممن حيممث السممناد فممإن روايممة كتمماب المامممة و السياسممة‬
‫إسممنادها غيممر صممحيح لن مممن رجمماله ‪ :‬أبممو عممون عمممرو بممن عمممرو بممن عممون‬
‫النصاري‪ ، 775‬و الثاني هو مؤلممف كتمماب المامممة و السياسممة ‪ ،‬الول مجهممول‪، 776‬و‬
‫المؤلف هو أيضمما مجهممول‪ .‬و أممما روايممة الطممبري فإسممنادها ل يصممح أيضمما ‪ ،‬و مممن‬
‫رجماله ‪ :‬علموان بمن داود البجلمي ‪ ،‬و يحيمى بمن عبممد امم بمن كممثير‪ ، 777‬الول يمنكمر‬
‫الحديث ‪،‬و انفرد بأحاديث ل ييتابع عليها ‪ .‬و الثاني ضرعفه النسائي‪. 778‬‬
‫و أما متنها فهو ل يصمح أيضما ‪ ،‬بمدليل الشمواهد التيمة ‪ :‬أولهما إنمه توجمد روايمات‬
‫أخرىَ صحيحة ذكرت أن عليا بايع أبا بكر طواعيممة مممن دون إكممراه ممن أحممد ‪ ،‬و لمم‬
‫تذكر حكاية أبي بكر و بيت علي أصل ‪ .‬و هذه الروايات سنذكرها قريبا إن شمماء امم‬
‫تعالى‪.‬‬
‫و الشاهد الثاني هو أنه سبق أن ذكرنا روايات صحيحة عن علي بن أبي طممالب و‬
‫آل بيته‪-‬رضي ا عنهم‪ -‬فيهمما مممدح لبممي بكممر الصممديق ‪ ،‬و تفضمميل لممه ‪،‬و اعممتراف‬
‫بأسبقيته و خلفته ‪ ،‬فلو كان أبو بكمر فعمل بمبيت علمي مما زعمتمه تلمك الروايمة لمذمه‬
‫هؤلء و حطوا عليه ‪،‬و لنتقدوه و ما سكتوا عنه ‪.‬‬
‫و الشاهد الثالث يتمثل في أن ذلك الفعل المنسوب لبي بكر ل يليممق أن يصممدر مممن‬
‫رجل عظيم كأبي بكر الصمديق المذي شمهد لممه القممرآن و السمنة و التاريمخ باليمممان و‬
‫الخلصا ‪،‬و الشمهامة و الشممجاعة ‪،‬و الخلق الحسممنة ‪ ،‬فمذلك الفعممل المنسمموب إليمه‬
‫ليس من أخلقممه ‪ ،‬و ل مممن أخلق المسمملم ‪،‬و ل مممن شمميم الرجممال الحممرار النزهمماء‬
‫الشرفاء ‪.‬‬
‫و أما الروايات الصحيحة الممتي يتثبممت بيعممة علممي لبممي بكممر طواعيممة مممن دون‬
‫‪779‬‬

‫إكراه ‪ ،‬فأولها رواية ذكرت أنه عندما بايع المسلمون أبا بكر البيعة العاممة بالمسمجد ‪،‬‬

‫‪774‬‬
‫العقل السياساي ‪ ،‬صا‪. 101 :‬‬
‫‪775‬‬
‫كتئئاب المامئئةم و السياسائئةم ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا ‪ . 8 ، 5 :‬مئئع العلئئم أن الؤملئئف ذكئئر السائئناد كئئامل فئ البحدايئئةم ‪ ،‬ثئ كئئرر بعضئئها‬
‫فيمحا بعد ‪.‬‬
‫‪776‬‬
‫ابن حجر ‪ :‬اللسان ‪ ،‬ج ‪ 4‬صا‪ . 372 :‬و الذهب ‪ :‬اليزّان ‪ 5‬صا‪ . 338 :‬و الغن ف الضعفاء ‪ ،‬ج ‪ 2‬صا‪. 487 :‬‬
‫‪777‬‬
‫تاريخ الطبخي ‪ ،‬ج ‪ 2‬صا‪. 335 :‬‬
‫‪778‬‬
‫العقيلي‪ :‬الضعفاء ‪ ،‬ج ‪ 3‬صا‪ . 619 ، 419 :‬و ابن حجر ‪ :‬لسان اليزّان ‪ ،‬ج ‪ 4‬صا‪. 189 :‬‬
‫‪779‬‬
‫ت إليها ‪ ،‬و سانذكرها عند ذكر كل روايةم إن شاء ال تعال ‪.‬‬
‫صححتها الصادر الت رجع ت‬
‫تخلف علي و الزبير – رضي ا عنهما‪ -‬فلما لم يرهما أبو بكممر أرسممل إليهممما ‪ ،‬فلممما‬
‫حضرا كلمهما أبو بكر و أنبهما فبايعاه طواعية من دون إكراه‪. 780‬‬
‫و الرواية الثانية ذكرت أنه لما تأخر علي و الزبير عمن بيعمة أبمي بكمر العاممة فمي‬
‫المسجد ‪ ،‬طلبهما أبو بكر ‪ ،‬فلما حضرا أخبراه بأنهما غضبا لنهما يأخرا عن المشورةا‬
‫يمموم السممقيفة ‪ ،‬ثممم بايعمماه و أبلغمماه بأنهممما يريممان أنممه‪-‬أي أبممو بكممر‪ -‬هممو أحممق النمماس‬
‫بالخلفة ‪ ،‬و أنه لصاحب الغار ‪ ،‬و أنهما ليعرفان شرفه و خيره ‪،‬و لقممد اأأمممره رسممول‬
‫ا‪-‬صلى ا عليه و سلم‪ -‬أن ييصلي بالناس‪. 781‬‬
‫و الرواية الثالثة مفادها أنه لما يتوفي رسول امم –عليممه الصمملةا و السمملم‪ -‬بليممال‬
‫قليلة صلى أبو بكر بالناس صلةا العصر ‪ ،‬فكان علي من بين الذين صلوا خلفه ‪ ،‬فلما‬
‫انقضممت الصمملةا ‪ ،‬التقيمما وخرجمما معمما مممن المسممجد يمشمميان و يتبممادلن الحممديث و‬
‫يضحكان‪ . 782‬فهذه الحادثة دليل دامممغ علممى أن الرجليممن ممما كانمما متخاصمممين ‪ ،‬و قممد‬
‫حدثت بعد أيام قليلة من وفاةا رسول ا و بيعة الناس لبي بكر ‪ ،‬فلو كان أبو بكممر قممد‬
‫اعتدىَ على بيت علي ‪ ،‬أو أن عليا قد اعتزله و أحس أن أبا بكممر قممد شممن عليممه حربمما‬
‫على حد زعم الجابري‪ ،783‬ما حدث ذلك اللقاء الخوي الودي بين الرجلين ‪.‬‬
‫و الرواية الرابعة مفادها أنه لما بايع الناس أبا بكر البيعة العامة بالمسجد ‪ ،‬ذهممب‬
‫أبوا سفيان إلى علمي بمن أبمي طممالب ‪،‬و حماول إثممارته علممى أبممي بكممر و قممبيلته تيمم ‪،‬‬
‫باستخدام النعرةا القبلية ‪ ،‬فرده علي بحزم و قوةا ‪ ،‬و قال له ‪ )) :‬لطالما عاديت السلم‬
‫و أهله يا أبا سفيان ‪ ،‬فلم يضره ذلك شيئُا ‪ ،‬إنا وجدنا أبا بكر لها أهل ((‪. 784‬‬
‫و بذلك يتبين أن عليا قد بايع أبا بكر عندما بايعه النماس البيعمة العاممة ‪ ،‬بالمسممجد ‪،‬‬
‫بايعه من دون إكراه ‪ ،‬و لم يتأخر عن بيعته أياما ‪ ،‬و ول شهرا ‪ ،‬و ل ستة أشممهر ‪،‬و‬
‫إنما تماطل هو و الزبير لنهما غضبا عندما لم ييستشارا يوم السقيفة ‪،‬و ليس لن عليا‬
‫كان يرىَ أنه أحق بالخلفة من كل الناس على ممما ادعمماه الجممابري ‪ ،‬و ل أن أبمما بكممر‬
‫اغتصبها منه ‪ .‬و أما لماذا لم ييستشارا فممي حادثممة السممقيفة ؟ ‪ ،‬فممالمر واضممح ‪،‬و هممو‬
‫أنهما لم يكونا حاضرين لن المر تم بسرعة في سممقيفة بنممي سمماعدةا ‪ ،‬و لممم يحضممره‬
‫معظم الصحابة و ليس فقط علي و الزبير‪. 785‬‬
‫و أما ما ييذكر أن عليا تأخر ‪ 6‬أشهر لكي بايع أبا بكر الصممديق ‪ ،‬فهممو ل يصممح ‪ ،‬و‬
‫الصحيح هو أنه بايعه مرتين ‪ ،‬الولى بايعه مع الناس في البيعة العامة ‪،‬و الثانية جدد‬
‫له البيعة بعد ‪ 6‬أشهر عندما توفيت زوجته فاطمة‪-‬رضممي امم عنهمما‪ ، -‬و ذلممك عنممدما‬

‫‪780‬‬
‫عبحد الئ بئن أحئد ‪ :‬السئنةم ‪ ،‬ج ‪ 2‬صا‪ . 154 :‬الئبحيهقي ‪ :‬السئنن ‪ ،‬ج ‪ 8‬صا‪ . 183 :‬و ابئن كئثي ‪ :‬البحدايئةم ‪ ،‬ج ‪ 5‬صا‪:‬‬
‫‪ . 261‬و الذهب ‪ :‬اللفاء الراشدون ‪ ،‬صا‪ . 6 :‬و السيوطي‪ :‬تاريخ اللفاء ‪ ،‬صا‪. 69 :‬‬
‫‪781‬‬
‫الئئذهب ‪ :‬نفئئس الصئئدر ‪ ،‬صا‪ . 8 :‬و ابئئن كئئثي ‪ :‬نفئئس الصئئدر ‪ ،‬ج ‪ 5‬صا‪ . 262 :‬و السئئيوطي‪ :‬نفئئس الصئئدر ‪ ،‬صا‪:‬‬
‫‪. 152‬‬
‫‪782‬‬
‫البحخاري ‪ :‬الصحيح ‪ ،‬ج ‪ 3‬صا‪ . 1370 ، 1036 :‬و أحد بن حنبحل ‪ :‬السند ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪. 8 :‬‬
‫‪783‬‬
‫العقل السياساي ‪ ،‬صا‪. 101 :‬‬
‫‪784‬‬
‫السيوطي ‪ :‬الصدر السابق ‪ ،‬صا‪. 67 :‬‬
‫‪785‬‬
‫أنظر مثل ‪ :‬ابن كثي ‪ :‬البحدايةم و النهايةم ‪ ،‬ج صا‪ 246 ، 5 :‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫اختلف أبو بكر مع فاطمة في مسألة ميراث النبي –عليه الصمملةا و السمملم‪ ، -‬فعنممدما‬
‫ضبت عليه بعض الشيء ‪ ،‬سايرها زوجها علي بن أبي طممالب ‪،‬‬ ‫خالفها في رأيها و تغ ر‬
‫فلما توفيت و كان بعض الناس قد تكلموا في علي جممدد البيعممة لبممي بكممر‪-‬رضممي امم‬
‫عنهما‪. 786‬‬

‫و أشير هنا إلى أن الجابري اتخذ مواقف غير صحيحة من مسألة ببيعة علممي لبممي‬
‫بكر الصديق ‪ ،‬فمنها إنه قال‪ :‬إن عليا امتنع فعل عن مبايعة أبي بكر‪. 787‬و موقفه هممذا‬
‫غير صحيح سبق إبطاله و نقضه بالروايات الصحيحة التي ذكرناها آنفا ‪.‬‬
‫و منهمما أيضمما‪-‬أي المواقممف‪ -‬إنممه قممال ‪ :‬لممو افترضممنا أن الشمميعة هممم الممذين وضممعوا‬
‫روايات امتناع علي من بيعة أبي بكر ‪ ،‬فإنه يمكن العتراض عليها بأن ييقال ‪ )) :‬لو‬
‫وضع الشيعة تلك الروايات لكان في مضمونها ما ييفيد أن النبي‪-‬صا‪ -‬قد أوصى لعلممي‬
‫بمالمر مممن بعممده ‪ ،‬لن نظريممة الشمميعة تقموم كلهما علممى الوصممية ‪ ،‬و خلمو الروايمات‬
‫المذكورةا من احتجاج علي بالوصية ‪ ،‬مثلمه مثمل احتجماج المهماجرين علمى النصمار‬
‫بحديث )) الئمة من قريش (( ‪ ،‬و إذن ليممس مممن مصمملحة الممرواةا الشمميعة أن يضممعوا‬
‫روايات من جنس الروايات التي ذكرنا ((‪. 788‬‬
‫و موقفه هذا غير صحيح ‪ ،‬لنه أول إن بعض الروايات التي ذكرها الجابري عن‬
‫امتناع علي من بيعة أبي بكر تتضمن في باطنها القول بالنص ‪ ،‬و ذلك عنممدما ذكممرت‬
‫أن عليا قال إنه أحمق بالخلفمة ‪ ،‬ممن كمل الصمحابة ‪ .‬فلمماذا ادعمت ذلمك؟ ‪ ،‬و الثمابت‬
‫شرعا أن القرآن الكريم جعل الخلفة شورىَ بين المسلمين ‪،‬و لم يخصها بفممرد ‪ ،‬و ل‬
‫بجماعة ‪ ،‬و ل بأسرةا ‪ ،‬و ل بقبيلة ‪ .‬أليس ذلممك الدعمماء يتضمممن الشمارةا إلممى النممص‬
‫المزعوم ؟‪ ،‬هذا فضل على أن بعض المصادر التي اعتمد عليهمما الجممابري ‪ ،‬كتاريممخ‬
‫اليعقوبي ‪،‬و مروج الذهب للمسعودي‪ ،‬قالت بالنص على علي ‪،‬و كل مممن اليعقمموبي و‬
‫المسعودي ييؤمنان بالوصية‪،‬و إمامة علي علممى مممذهب الشمميعة الماميممة ‪،‬و هممذا أمممر‬
‫واضح في كتابيهما ‪.‬‬
‫و بما أن تلك الروايممات ‪-‬الممتي ذكممرت أن عليمما امتنممع مممن بيعممة الصممديق‪ -‬تخممالف‬
‫القرآن الكريم ‪،‬و السنة الصحيحة ‪ ،‬و الخبار التاريخية الثابتممة‪ ،‬كممما سممبق أن بينمماه ‪،‬‬
‫فهممي إذن روايممات مكذوبممة بل شممك ‪ ،‬افتراهمما الممرواةا الممذين يطعنممون فممي الصممحابة‬
‫عامة ‪،‬و في أعيانهم خاصة ‪ ،‬و هي روايات تصب في تيار الشمميعة المعممروف عنهممم‬
‫طعنهم في الصحابة ‪،‬و هم يختلقون و يروون كل ما يطعن فيهم من قريب و من بعيممد‬
‫‪ ،‬من دون تمييز لها من حيث تعلقها بالنص و المامة أو بغيرهما ‪ ،‬لنهمما كلهمما تخممدم‬
‫فكرهم ‪ .789‬و قد يتعمد بعضهم ذكر الروايات غير الصريحة في النص على المامة ‪،‬‬
‫لكي تنتشر بين السنيين و تجد بعض القبول لديهم ‪ ،‬و ل تيممثير الرفممض المطلممق لهمما ‪،‬‬

‫‪786‬‬
‫نفس الصدر ‪ ،‬ج ‪ 5‬صا‪. 286 ، 262 :‬‬
‫‪787‬‬
‫العقل السياساي ‪ ،‬صا‪. 101 :‬‬
‫‪788‬‬
‫نفسه ‪ ،‬صا‪. 101 :‬‬
‫‪789‬‬
‫لتوساع ف ذلك أنظر كتابنا ‪ :‬مدرساةم الكذابيم ف روايةم التاريخ السالمي و تدوينه ‪.‬‬
‫لكنها يتثير فيهم الشك و البلبلة و الحيرةا ‪ ،‬و بذلك يكممون هممذا النمموع مممن الروايممات قممد‬
‫أدىَ وظيفته المحددةا له ‪.‬‬
‫و ثانيا لقد غاب عن الجابري أن الشيعة ليسوا صنفا واحدا ‪ ،‬عنممدما قممال‪ :‬يجممب أن‬
‫تتضمممن روايمماتهم الشممارةا للنممص و المامممة ‪ .‬لن الشمميعة الولممى كممانت فيهمما عممدةا‬
‫اتجاهات ‪ ،‬منها اتجاه ييفضل أبا بكر و عمر على علي بن أبي طالب ‪.‬و اتجاه ييفضممل‬
‫عليه الخلفاء الراشدين الثلثة الذين سممبقوه –الصممديق ‪ ،‬عمممر ‪ ،‬عثمممان‪ . -‬و اتجمماه ل‬
‫يفضل عليا إل على عثمان ‪.‬و اتجاه ييفضل عليا على جميع الصحابة بما فيهم الخلفمماء‬
‫الذين سبقوه ‪،‬و يرىَ أنه أحق بالخلفة منهم ‪ ،‬كما حال معظم الزيدية ‪ .‬و اتجاه ييفضل‬
‫عليا على جميع الصحابة و يقول بالنص على إمامته و آل بيته من بعده ‪،‬و يطعن فممي‬
‫الصحابة ‪،‬و هذا التجمماه مثلممه مؤسممس الرفممض عبممد امم بممن سممبأ ‪،‬و مممن سممار علممى‬
‫نهجه‪. 790‬‬
‫و بذلك يتبن أن الروايات الممتي ذكرهمما الجمابري و اسممتبعد كممون الشمميعة هممم الممذين‬
‫وضعوها بدعوىَ عدم تضمنها النص على إمامة علي بن أبممي طممالب ‪ ،‬هممي روايممات‬
‫من وضع بعض تلك التجاهات الشيعية سواء التي قالت بالنص أم التي لم تفل به ‪.‬‬
‫و أما موقفه الخير‪ -‬أي الثممالث‪ -‬فيتعلممق بممدعوىَ الجممابري بممأن الروايممات الممتي‬
‫ذكرت أن عليا و بعض الصحابة امتنعوا من بيعة أبي بكر حتى أجبرهم على البيعة ‪،‬‬
‫هممي روايممات تحمممل علممى )) العتقمماد فممي أنهمما روايممات يمحايممدةا تنقممل وقممائع جممرت‬
‫بالفعل ((‪ . 791‬و قوله هذا غير صحيح مضمونا و منهجا ‪ ،‬فأما مضمونا فقممد سممبق أن‬
‫توسعنا في مناقشة الجابري في ترجيحه لروايات امتناع علممي مممن بيعممة أبممي بكممر ‪،‬و‬
‫بينا بطلنها و أثبتنا الصحيح مكانها‪.‬‬
‫و أما منهجا فإنه ارتكب خطأ منهجيمما كممبيرا يتعلممق بطريقممة تمحيممص الروايممات ‪،‬‬
‫فالطريقممة الممتي اتبعهمما ناقصممة ‪ ،‬كممان عليممه أن يجمممع كممل الروايممات المتعلقممة ببيعممة‬
‫الصحابة للصديق ‪ ،‬و ينقمدها إسمنادا و متنما ‪ ،‬لكنمه لمم يفعمل ذلمك ‪ .‬علمما بأننما إذا لمم‬
‫نستخدم منهجنا هذا ل نستطيع تمييمز صمحيح الروايمات ممن سمقيمها تمييمزا صمحيحا‬
‫كامل يطمئُن إليه القلب و يقبله العقل ‪.‬‬
‫و من قصوره المنهجي أيضا أنه اعتمد –أساسا‪ -‬في مسألة بيعة علي لبي بكر‬
‫على كتابين هما ‪ :‬الماممة و السياسمة ‪ ،‬و تاريمخ الطمبري ‪ ،‬الول ل يصمح العتمماد‬
‫عليممه أصممل ‪ ،‬فممي موضمموع حسمماس كالممذي نحممن بصممدده ‪ ،‬لن مممؤلفه مجهممول‬
‫يمغرض ‪،‬و لنه أيضا مملوء بالخطاء ‪ ،‬و هذا أمر أثبتنمماه فممي الفصممل الول‪ .‬و أممما‬
‫تاريخ الطبري فهو كتاب جمع بين الغث و السمممين ‪،‬و الصممحيح و الموضمموع‪،‬و بيممن‬
‫الرواةا الصممادقين و الكممذابين ‪ ،‬مممن دون أي تحقيممق فممي الغممالب العممم‪.‬لممذا فل يصممح‬
‫العتماد عليه إل بعد تحقيق رواياته إسنادا و متنا ‪ ،‬و هذا أمر لم يفعله الجابري ‪.‬‬
‫و أممما الخطممأ الثممالث – مممن المجموعممة الثانيممة‪ -‬فيتمثممل فممي أن الجممابري ادعممى أن‬
‫المصادر )) تسكت تماما عن علي بن أبي طالب زمن أبي بكر ‪ ،‬و كأنه ل وجود له ‪،‬‬
‫‪790‬‬
‫أنظئر مثل ‪ :‬عبحئد القئاهر البحغئدادي‪ :‬الفئرق بيمئ الفئرق‪ ،‬صا‪ 30 :‬و ما بعئدها ‪ .‬و الشهرسائتان‪ :‬اللئل ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪ ،189 :‬و‬
‫ما بعدها ‪ 204 ،‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫‪791‬‬
‫العقل السياساي ‪ ،‬صا‪. 101 :‬‬
‫مما يحمل على العتقاد أنه كان‪-‬بلغة السياسة المعاصرةا‪ -‬يؤدي ثمن ممموقفه ممن بيعممة‬
‫أبي بكر ((‪. 792‬‬
‫و قوله هذا غير صحيح تماما ‪ ،‬لنه أول اعتمد أساسا على مصدرين أو ثلثة فيممما‬
‫يتعلق بأعمال علي و أحواله زمن خلفة أبي بكر ‪ ،‬ثم ادعى أن المصادر سكتت عنممه‬
‫تماما ! ‪ ،‬فهذا خطأ منهجي كبير وقع فيه الجابري ‪ ،‬لن هناك مصممادر أخممرىَ كممثيرةا‬
‫لم يرجع إليهمما الجممابري ‪ ،‬فيهمما ذكممر لبعممض أعمممال علممي و علقتممه بممأبي بكممر أيممام‬
‫خلفته‪ ،‬سنذكرها قريبا فممي مكانهمما المناسممب إن شمماء امم تعمالى ‪ .‬كممما أن عممدم ذكممر‬
‫المصادر لشخص ما ل يعني بالضرورةا أنه مغضوب عليه ‪.‬‬
‫و ثانيا إن الشواهد على خطأ ما ادعاه الجابري كثيرةا ‪ ،‬أولها أنه صرح الخبر أن بعد‬
‫وفاةا النبي‪-‬عليه الصلةا و السلم‪ -‬بليال صلى أبو بكممر بالنمماس صمملةا العصممر ‪ ،‬كممان‬
‫علي من بين المصلين خلفه ‪ ،‬فلما انقضت الصلةا خرج أبو بكر و علي يمشمميان معمما‬
‫و يتبادلن الحديث ‪ ،‬فوجد أبو بكر الحسن بن علي يلعممب مممع الولد‪ ،‬فحملممه و قممال‪:‬‬
‫)) يا بابي شبه النبي‪ ،‬ليس شبيها بعلي (( ‪ ،‬فضحك علي بن أبممي طممالب‪ .793‬فلممو كممان‬
‫الممرجلن متخاصمممين متغاضممبين ‪ ،‬و متنممافرين متعمماديين ‪ ،‬ممما حممدث بينهممما الممذي‬
‫ذكرنمماه‪ ،‬فالعلقممة بينهممما كممانت علقممة أخويممة حميمممة ‪ ،‬يصممليان معمما‪ ،‬و يمشمميان و‬
‫يمزحان معا‪ .‬علما بأن هذا تم بعد بيعة أبي بكر الذي يبويع يوم السقيفة في اليوم الممذي‬
‫توفي فيه رسول ا ‪-‬عليه الصلةا و السلم‪. -794‬‬
‫و الشاهد الثاني يتمثل في الخبر الصحيح الذي مفاده أنه بعد وفاةا النممبي‪-‬صمملى امم‬
‫عليه و سلم‪ -‬بشهرين و أيام خرج أبو بكر إلى ضاحية ذي القصة بالمدينة المنورةا مع‬
‫الجند ‪ ،‬شاهرا سيفه لمقاتلة المرتدين ‪ ،‬فاعترضه بعض الصحابة و نصحوه بالرجوع‬
‫إلى المدينة ‪ ،‬كان من بينهم علي بن أبممي طممالب ‪ ،‬الممذي نصممحه بممالعودةا ‪،‬و قممال لممه ‪:‬‬
‫)) إلى أين يا خليفة رسول ا ‪ ،‬أقول لك ما قاله رسول ا –صمملى ام عليمه و سمملم‪-‬‬
‫يوم أحد ‪ :‬ألم ر سيفك ‪،‬و ل تفجعنا بنفسك ‪ ،‬و ارجع إلى المدينة ‪ ،‬فوا لئُن يفجعنمما بممك‬
‫ل يكون للسلم نظام أبدا ‪ ،‬فسمع منه أبو بكر و رجع‪. 795‬‬
‫فهذه الحادثمة دليممل دامممغ علمى أن عليمما بمايع أبمما بكمر قبممل وفماةا فاطممة‪-‬رضمي امم‬
‫عنها‪، -‬و أنه كان شديد الحب له ‪ ،‬و على علقة جيدةا معه ‪ ،‬و مخالطا له ‪ ،‬و لممم يكممن‬
‫كما زعم الجابري بأن عليا كان مهمشا و مغضوبا عليه زمممن خلفممة أبممي بكممر ‪ .‬فلممو‬
‫كان علي مفارقا لبي بكر ‪ ،‬كارها و مخاصما له ‪ ،‬ما فعل معممه ممما ذكرنمماه ‪ ،‬و لحثممه‬
‫على الخروج لعله ييقتل فيتخلص منه ‪ .‬لكن الذي حدث هو عكس ذلك تماما ‪.‬‬

‫‪792‬‬
‫نفس الرجع ‪ ،‬صا‪. 104 :‬‬
‫‪793‬‬
‫البحخاري‪ :‬الصحيح ‪ ،‬ج ‪ 3‬صا‪ . 1370 ،1036 :‬و أحد بن حنبحل‪ :‬السند ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪. 8 :‬‬
‫‪794‬‬
‫ابن كثي ‪ :‬البحدايةم ‪ ،‬حوادث سان ‪11‬هجريةم ‪ ،‬ج ‪ 6‬صا‪. 692 :‬‬
‫‪795‬‬
‫نفس الصدر ‪ ،‬ج ‪ 6‬صا‪ . 707 :‬و السيوطي‪ :‬تاريخ اللفاء ‪ ،‬صا‪. 75 :‬‬
‫و الشاهد الثالث يتضمن أعمال لعلي‪ 796‬حدثت في خلفة أبي بكر ‪ ،‬أولهمما إنممه لممما‬
‫ارتدت العرب و خاف أبو بكر أن تتعممرض المدينممة لي خطممر محتمممل مممن هممؤلء ‪،‬‬
‫عرين جماعة من الصحابة لحماية المدينة ليل ‪ ،‬كان من بينهم علي بن أبي طالب كلفممه‬
‫بحماية نقب من أنقاب المدينة‪. 797‬‬
‫و العمل الثاني مفاده أن علي بن أبي طالب كممان أيممام خلفممة أبممي بكممر كاتبمما لممه‪-‬أي‬
‫لبي بكر‪ . 798-‬و العمل الثالث مفاده أنه لما أراد أبو بكمر غمزو المروم ش اور جماعمة‬
‫من الصحابة كان من بينهم علي بن أبي طالب ‪ ،‬فوافقه على ذلك‪ . 799‬و العمل الرابممع‬
‫مفاده أن الصحابة الذين كان أبو بكر يستشمميرهم ‪ ،‬و النمماس يأخممذون عنهممم الفقممه فممي‬
‫زمانه ‪ ،‬كان من بينهممم ‪ :‬علممي بممن أبممي طممالب ‪ ،‬و عمممر بممن الخطمماب‪-800‬رضممي امم‬
‫عنهما‪. -‬‬
‫و أما الشاهد الخير‪-‬أي الرابع‪ -‬فيتمثل فمي مواقمف علمي وآل بيتمه ممن أبمي بكمر و‬
‫خلفتممه ‪ ،‬وهممي مواقممف كلهمما مممدح و ثنمماء و اعممتراف باسممتقامة أبممي بكممر و صممحة‬
‫خلفته ‪ ،‬فمن ذلك أن عليا ترضي علي أبي بكر و شهد لممه للسممتقامة فممي خلفتممه ‪،‬و‬
‫السير على سنة النبي‪-‬عليه الصلةا و السلم‪ -‬و العمل بها‪ .‬و كان يقممول أمممام النمماس ‪:‬‬
‫)) خير الناس بعد الرسول‪-‬صلى ل عليه و سلم‪ -‬أبو بكر و عمر ((‪. 801‬‬
‫و منها أيضا أن كبار آل بيت علي كانوا على طريقته في ممموقفه مممن أبممي بكممر ‪ ،‬و‬
‫منهم ‪ :‬محمد النفس الزكيممة ‪ ،‬و زيممن العابممدين ‪ ،‬و محمممد البمماقر‪ ،‬و جعفممر الصممادق‪،‬‬
‫هؤلء‪ -‬و غيرهم‪ -‬أثنوا على على أبي بكر و شهدوا له بالفضل ‪،‬و فضلوه علممى علممي‬
‫بن أبي طالب و اعترفوا بخلفته ‪ ،‬و فال محمد الباقر ‪ )) :‬أجمع بنمموا فاطمممة‪-‬رضممي‬
‫ا عنهممم‪ -‬علممى أن يقولمموا فممي الشمميخين أحسممن ممما يكممون مممن القممول((‪ ،‬و قممال زيممد‬
‫العابدين علي بن الحسين ‪ )) :‬أعلم و ا أن البراءةا من الشيخين ‪ ،‬البراءةا من علي ((‬
‫‪ ،‬كما أنه سماه الصديق ‪ ،‬و عندما أنكر عليه بعض الرافضممة تسممميته بممذلك ‪ ،‬قممال لممه‬
‫زين العابدين‪ )) :‬ثكلتك أمك ‪ ،‬قد سماه رسول ا و المهاجرون و النصار ‪،‬و من لممم‬
‫يسمه صديقا فل صدق ا عز وجل قوله في الدنيا و الخرةا‪ ،‬اذهب فأحب أبمما بكممر و‬
‫عمر رضي ا عنهما ((‪ . 802‬فلو كممان علممي يمهمشمما ‪ ،‬و مغضمموبا عليممه ‪ ،‬و مسممكوتا‬
‫‪796‬‬
‫ل نلئتزّما فئ ذكئر هئذه العمحئال بئذكر الصئحيح فقط‪ ،‬لننئا فئ صئدد الئرد علئى الئابري الئذي زعئم أن الصئادر سائكتت عئن‬
‫علي زمن خلفةم أب بكر ‪ .‬لذا نن سانذكر كل ما وجدناه ف الصادر بغض النظر عن الصحةم من عدمها‪.‬‬
‫‪797‬‬
‫ابن كثي ‪ :‬الصدر السابق ‪ ،‬ج ‪ 6‬صا‪ . 311 ،301 :‬و الطبخي ‪ :‬تاريخ الطبخي ‪ ،‬ج ‪ 2‬صا‪. 255 :‬‬
‫‪798‬‬
‫ابن الثي ‪ :‬الكامل ف التاريخ ‪ ،‬ج ‪ 2‬صا‪. 268 :‬‬
‫‪799‬‬
‫اليعقوب‪ :‬تاريخ اليعقوب ‪ ،‬ج ‪ 2‬صا‪. 133 :‬‬
‫‪800‬‬
‫ابن الوزي‪ :‬النتظم ‪ ،‬ج ‪ 4‬صا‪ . 75 ، 74 :‬و ابن عبحد البخ‪ :‬التمحهيد ‪ ،‬ج ‪ 5‬صا‪ . 315 :‬و البحيهقي ‪ :‬شئعب اليئان ‪،‬‬
‫ج ‪ 4‬صا‪ . 375 :‬و اليعقوب‪ :‬نفس الصدر ‪ ،‬ج ‪ 2‬صا‪. 138 :‬‬
‫‪801‬‬
‫عبحد له بن أحد ‪ :‬السنةم ‪ ،‬صا‪ . 578 ،570 :‬و اللل ‪ :‬السنةم ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪ . 291 ، 289 :‬و الذهب‪ :‬تاريخ السالما‬
‫‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪ . 160 :‬و ابن حجر اليثمحي‪ :‬الصواعق الرقةم ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪ . 69 :‬و اللبحان ‪ :‬ظلل النةم ‪ ،‬ج ‪ 2‬صا‪317 :‬‬
‫‪.‬‬
‫‪802‬‬
‫ابن حجر اليثمحي‪ :‬الصواعق ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪ 155 :‬و ما بعدها ‪ ،‬و ‪ 164‬و ما بعدها ‪ .‬و ابن تيمحيةم ‪ :‬منهئاج السئئنةم ‪ ،‬ج ‪7‬‬
‫عنه ‪ ،‬و يمضيق عليه ‪ ،‬و مأخوذ حقه ‪ ،‬زمن خلفة أبي بكر ‪ ،‬ما قال علممي و آل بيتممه‬
‫ما نقلناه عنهم في موقفهم من أبي بكر الصديق ‪.‬‬
‫و بمذلك يتبمن ممن الشمواهد الربعمة المتي ذكرناهما أن ممما ادعماه الجممابري مممن أن‬
‫المصادر سكتت تماممما عممن علممي فممي خلفممة أبممي بكممر ‪ ،‬و كممأنه غيممر موجممود لنممه‬
‫مغضوب عليه ‪ ،‬لموقفه من بيعة أبي بكر ‪ ،‬هو ادعاء باطل تنقضه تلك الشواهد الممتي‬
‫ذكرناها ‪ ،‬و التي تثبت عكس ما ذهب إليه تماما ‪.‬‬
‫و أما الخطأ الخير –الرابع من المجموعة الثانية‪ -‬فيتعلق بموضمموع الخلفممة عنممد‬
‫أهل السنة ‪ ،‬فقد ادعى الجابري أن أهل السنة لم تكن لهم أصول منهجية في التكلم فممي‬
‫مسألة المامة للرد علممى الشمميعة القممائلين بممالنص ‪ ،‬فسمملكوا مسمملك أهممل الحممديث فممي‬
‫معارضة نظرية الشيعة ‪ ،‬فلجئُوا إلى التاريخ لثبات أن الخلفة بالختيار ليس بالنص‬
‫‪،‬و التاريخ عندهم هو سيرةا السلف الول التي تقوم مقام النمص عنمد غيمابه ‪ ،‬لقمد لج أ‬
‫‪803‬‬
‫الشيعة إلى الرأي لثبات وجود النص ‪ ،‬و لجأ أهل السنة إلى الثر لثبات الختيار‬
‫‪.‬‬

‫و قوله هذا غير صحيح في معظمه ‪ ،‬لنه أول إن القول بالختيار فممي المامممة‬
‫القائمة على الشورىَ ‪ ،‬هو عنممد أهممل السممنة ل يقمموم علممى التاريممخ فقممط‪ ،‬و إنممما يقمموم‬
‫أساسا على الكتمماب و السممنة ‪ ،‬لنممه مممن بممديهيات الشممرع الممتي كممانت معروفممة لممدىَ‬
‫المسلمين في العهدين النبوي و الراشدي ‪ ،‬لن القرآن نص علمى ذلمك صمراحة ‪ ،‬فمي‬
‫قوله تعالى ‪ } :‬أوأأرميرهيرم يشوأرىَ بأرينأهيرم أوذملما أرأزرقأناهيرم يينفذيقوأن{َ ‪ -‬سورةا الشورىَ‪، -38/‬‬
‫اأ أوأأذطييعورا اللريسوأل أوأيروذلي الأرمذر ذمنيكرم فأذإن تأأناأزرعتيرم ذفي‬ ‫و }أيا أألُيأها اللذذيأن آأمينورا أأذطييعورا ر‬
‫ك أخريممدر أوأأرحأسممين‬
‫اذ أواللريسوذل ذإن يكنتيرم تيرؤذمينوأن ذبارلذ أوارليأممروذم الذخممذر أذلذمم أ‬ ‫أشريمء فأيرلُدوهي إذألى ر‬
‫ل{َ ‪ -‬سورةا النساء‪ ،-59/‬فالصحابة في موقفهم مممن الخلفممة تصممررفوا بنمماء علممى‬ ‫تأأرذوي و‬
‫هذه اليات ‪ ،‬التي نصت على أن كل أمور المسلمين‪ -‬من بينها المامة‪ -‬هممي شممورىَ‬
‫بينهممم ‪ ،‬و عليممه فممإن مسممالة المامممة محسممومة بنممص القممرآن علممى أنهمما شممورىَ بيممن‬
‫المسلمين و ليست خاصة بشخص ‪ ،‬و ل بأسرةا ‪،‬و ل بقبيلة ‪،‬و ل بجماعة ‪ ،‬مما يعني‬
‫أن القول بالنص في المامة –كما يدعي الشيعة‪ -‬هو قول باطل بنص القممرآن الممذي ل‬
‫تصمد أمامه كل الروايات الحديثية و التاريخية الممتي تممدعي النممص فممي المامممة علممى‬
‫علي و آل بيته ‪ ،‬لنها روايات باطلة يردها القرآن أول ‪ ،‬و السنة الصممحيحة الموافقممة‬
‫له ثانيا ‪،‬و الروايات التاريخية الصحيحة الموافقة لهما ثالثا‪. 804‬‬
‫و أما الحاديث الصحيحة التي اعتمد عليها أهممل السممنة فممي القممول بالختيممار فممي‬
‫المامممة ‪ ،‬فمنهمما قمموله عليممه الصمملةا و السمملم‪ )) :‬عليكممم بسممنتي و سممنة الخلفمماء‬
‫الراشدين من بعدي‪ ،‬عضوا عليها بالنواجممذ ((‪ ،‬و )) الئمممة مممن قريممش ‪ ،‬ممما أقماموا‬
‫الدين و إذا اسمترحموا رحمموا ‪،‬و إذا حكمموا عمدلوا ‪،‬و عاهمدوا أوفموا ((‪ . 805‬فهمذه‬
‫صا‪. 396 :‬‬
‫‪803‬‬
‫تكوين العقل ‪ ،‬صا‪. 104 :‬‬
‫‪804‬‬
‫سابحق توثيق ذلك ف مسألةم بيعةم علي لب بكر ‪.‬‬
‫‪805‬‬
‫البحخئ ئئاري‪ :‬الصئ ئئحيح ‪ ،‬ج ‪ 3‬صا‪ . 1289 :‬و ابئ ئئن حجئ ئئر العسئ ئئقلن‪ :‬تلخي ئئص الئ ئبحي ‪ ،‬ج ‪ 4‬صا‪ . 42 :‬و اللبح ئئان ‪:‬‬
‫الحمماديث تتضمممن الخبممار عممما سمميحدث ‪،‬و تقريممر مبممدأ الختيممار و التممداول علممى‬
‫السلطة فيما يخص من يتولى الخلفة ‪ ،‬و حتى حديث )) الئمة مممن قريممش((‪ ،‬فهممو و‬
‫إن حصر الخلفة في قريش فإنه يتضمن أيضا مبدأ الختيار و التممداول علممى السمملطة‬
‫بين قريش ‪ ،‬لنكه مع ذلك لم يحصرها فيها على التأبيممد‪ ،‬فهممو حصممر مممؤقت مشممروط‬
‫بإقامة الدين و العدل ‪ ،‬و إل خرجت منهم الخلفة ‪ ،‬التي هي في الصمل شمورىَ بيمن‬
‫المسلمين مطلقا بنص القرآن الكريم‪ .‬علما بأن قريشا –بعممد و فمماةا رسممول امم‪ -‬كممانت‬
‫أولى القبائل و أجدرها بتولي الخلفة لمكانتهمما الدينيممة و التاريخيممة ‪ ،‬و القتصممادية و‬
‫القبلية ‪ ،‬فتلك الولوية هي أولوية ظرفية استثنائية محكومة بالشورىَ و إقامة الممدين و‬
‫العدل ‪.‬‬
‫و ثانيا إن قول الجابري بأنه ل مانع من افتراض تدخل العوامل السياسة في عصر‬
‫التدوين ‪ ،‬من أن تتدخل في إعادةا صياغة المناقشات الممتي دارت فممي اجتممماع السممقيفة‬
‫للرد على الشيعة في مسألة المامة ‪ ،‬فيقدم المحضر بطريقة تحمممل علممى القنمماع بممأن‬
‫خلفة أبي بكر كانت بالختيار و إجماع الصحابة ‪ ،‬و أنه ل أحد ذكر الوصية و أشار‬
‫إليها منهم ‪ ،‬و إنما اعتمدوا في ذلك على السوابق في اختيار أبي بكر‪ . 806‬فهممو مجممرد‬
‫افتراض نظري يحتاج إلى أدلة لثباته ‪ ،‬لنه ليس كل ما هممو ممكممن عقل بالضممرورةا‬
‫أنه حدث في الواقع ‪ .‬و كان عليه أيضا أن يفترض عكس ما ذهب إليه ‪ ،‬بأن يفممترض‬
‫أن الشيعة في عصر التدوين هم الذين اخترعوا حكاية النص على المامة للممرد علممى‬
‫السممنيين فممي قممولهم بالختيممار ‪،‬وليممس أهممل السممنة هممم الممذين فعلمموا ذلممك ‪ .‬فكممل مممن‬
‫الحتمالين وارد من الناحية النظرية ‪ ،‬كممان مممن المفممروض علممى الجممابري أن يكممون‬
‫موضوعيا فيفترضهما معا بالتساوي ‪ .‬علما بأن موقف السنيين ييؤيمده القمرآن الكريمم‪،‬‬
‫و هو ليس من مدونات عصممر التمدوين ‪ ،‬ممما يعنممي أن مموقفهم هممو الصمحيح ‪ ،‬و أن‬
‫موقف الشيعة غيممر صممحيح لنممه يخممالف القممرآن ‪ ،‬و بممما أن تلممك الروايممات تخممالف‬
‫القرآن و السمنة الصمحيحة الموافقممة لمه ‪،‬و تخمالف أيضما الروايمات التاريخيممة الثابتمة‬
‫الموافقة لهما‪-‬أي الكتاب و السنة‪ ، -‬فهي مكذوبة بل شك ‪.‬‬
‫و ثالثا إنه قال ‪ :‬إن حديث )) الخلفة بعدي ثلثممون سممنة ‪ ،‬ثممم ملممك بعممد ذلممك (( ‪،‬‬
‫يعني أن الحكم بعد الخلفاء الراشدين يملك دنيوي ‪ ،‬و هو )) يجعل الخلفة بعد الخلفمماء‬
‫الراشدين غير ذي موضوع ‪ ،‬إل إذا كان المقصود هو بيان الكيفية التي سارت عليهمما‬
‫الخلفة زمن الراشدين ‪ .‬و في هذه الحالة سنكون أممام تاريممخ لواقممع مضمي ‪ ،‬و ليممس‬
‫أمام نظرية للحاضر و ل للمستقبل (( لن الحديث حكم على الحاضر و المستقبل بعد‬
‫الخلفاء الراشدين ‪ ،‬بأن الخلفة ستكون ملكا عضوضا ‪ .‬ثم قرر الجابري بممأن نظريممة‬
‫الخلفة عند أهل السنة هي اسم بل مسمى ‪ ،‬إذا أخذنا بها بمعنى التشريع للكيفية الممتي‬
‫يجب أن يكون عليها الحكم‪. 807‬‬

‫صحيح التغيب و التهيب ‪ ،‬ج ‪ 2‬صا‪. 273 :‬و الامع الصعي و زياداته ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪. 453 :‬‬
‫‪806‬‬
‫تكوين العقل ‪ ،‬صا‪. 107 :‬‬
‫‪807‬‬
‫العقل السياساي ‪ ،‬صا‪. 309 :‬‬
‫و معنى كلمه أنه ييريد أن يقول ‪ :‬إن الخلفممة الراشممدةا ل تتكممرر بعممد زوالهمما ‪ ،‬لن‬
‫الحديث نص على أنهما ل تتكمرر ‪ ،‬فل فائمدةا ممن السمعي لمحاولمة إحيائهما ممن جديمد‬
‫‪،‬لنها ماتت و محكوم عليها بعدم التكرار بعدما عاشت ‪ 30‬سنة ‪.‬‬

‫و ردا عليه أقول ‪ :‬إن الحديث ليس كما فهمه الجابري و وجهه كما ييريد ‪ ،‬و كممان‬
‫عليه أن يفهمه فهما بل مبالغة ‪ ،‬و في إطار النصوصا الشرعية الخرىَ ‪ .‬فهو حديث‬
‫فيه إخبار بما سيحدث مستقبل ‪ ،‬و هو من أحاديث دلئل النبمموةا ‪ ،‬و الواقممع التمماريخي‬
‫شهد له بالصحة إلى يومنا هممذا ‪ ،‬فمنممذ زوال الخلفممة الراشممدةا سممنة ‪ 40‬هجريممة ‪ ،‬لممم‬
‫تتكرر إلى يومنا هذا على امتداد ‪ 14‬قرنا تقريبمما ‪ .‬لكنممه مممع ذلممك ل يتضمممن تيئُسمما و‬
‫حكما أبديا بعدم تكرار خلفة النبوةا ‪ ،‬لنه لم ينص على التأبيد المطلق بعدم تكراراه ‪،‬‬
‫و لن القرآن الكريم و السنة الصحيحة ييبشران بتكرارهمما ‪ ،‬فممالقرآن يقممول ‪}- :‬أوأعممأد‬
‫ف اللذذيأن ذمن‬ ‫ض أكأما ارستأرخلأ أ‬ ‫ت لأيأرستأرخلذفأنليهم ذفي ارلأرر ذ‬ ‫صالذأحا ذ‬ ‫اي اللذذيأن آأمينوا ذمنيكرم أوأعذميلوا ال ل‬ ‫ل‬
‫ضى لأهيرم أولأييبأبدلأنليهم بمن بأرعذد أخممروفذذهرم أأرمنومما يأرعبيمميدونأذني أل‬ ‫قأربلذذهرم أولأييأمبكنألن لأهيرم ذدينأهييم اللذذي اررتأ أ‬
‫ك هييم ارلأفاذسيقوأن{َ ‪ -‬سورةا النممور‪ ، -55/‬فهذا‬ ‫ك فأأ يرولأئُذ أ‬‫ييرشذريكوأن ذبي أشريوئُا أوأمن أكفأأر بأرعأد أذلذ أ‬
‫وعد إلهي مشروط يتحقق في أي زمان و مكان إذا تحققت شممروطه فممي أي مجتمممع‬
‫مسلم ‪.‬‬
‫و أما من السنة النبوية ‪ ،‬فمنها حديث صحيح يتضمممن بشممارةا مسممتقبلية بممأن خلفممة‬
‫النبوةا ستتكرر مستقبل بعد خلفة الملك ‪ ،‬و نص الحديث هو )) تكون النبوةا فيكم ما‬
‫شاء ا أن تكون ثم يرفعهمما إذا شمماء أن يرفعهمما ثممم تكممون خلفممة علممى منهمماج النبمموةا‬
‫فتكون ما شاء ا ان تكون ثممم يرفعهمما إذا شمماء امم أن يرفعهمما ثممم تكممون ملكمما عاضمما‬
‫فيكون ما شاء ا أن يكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكممون ملكمما جبريمة فتكممون‬
‫ممما شمماء امم أن تكممون ثممم يرفعهمما إذا شمماء أن يرفعهمما ثممم تكممون خلفممة علممى منهمماج‬
‫النبوةا ((‪. 808‬‬

‫و ختاما لمبحثنا هذا يتبن أن الباحثين محمد أركون و محمد عابد الجابري وقعا في‬
‫أخطاء تاريخية فادحة تتعلق بالصحابة ‪ ،‬فأركون ذكرنا له ثلثممة أخطمماء ‪ ،‬كممان فيهيمما‬
‫مجازفا مبالغا ‪ ،‬قليل البضاعة في العلوم السلمية و التاريخ ‪ .‬و أما الجمابري فكمانت‬
‫أخطاؤه كثيرةا جدا ‪ ،‬ذكرنا طرفا منها ‪ ،‬و رددنا عليه فيها بشيء من التفصمميل ‪ ،‬تممبين‬
‫منها انه لم يلتزم فيها بالمنهجية العلمية الصحيحة في نقممده للروايممات التاريخيممة ‪.‬و لممم‬
‫يكن حريصما علمى توسميع مجمال بحثمه للطلع علمى مختلمف المصمادر الحديثيمة و‬
‫التاريخية ‪ ،‬و اكتفي –في الغالب‪ -‬بمصدرين أو ثلثة مطعون فيها كلها ‪ ،‬ففاتته بممذلك‬
‫روايات صحيحة كثيرا ما خالفت ما ذهب إليه ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬الخطاء التاريخية المتعلقة بالفتنة الكبرى )‪41-35‬ه( ‪:‬‬
‫و قع البحاحث ممحد عابد الابري ف أخطاء تارييةم كثية جدا تتعلق بوضوع الفتنةم الكبخى و‬

‫‪808‬‬
‫أحئئد بئئن حنبحئئل ‪ :‬السئئند ‪ ،‬ج ‪ 4‬صا‪ . 273 :‬و علئئي اليثمحئئي‪ :‬ممحئئع الزّوائئئد ‪ ،‬ج ‪ 5‬صا‪ . 341 :‬و اللبحئئان ‪ :‬السلسئئلةم‬
‫الصحيحةم ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪. 34 :‬‬
‫ما نتج عنها ‪ ،‬أذكرها ف ثلث ممحوعات ‪ ،‬الول تتعلق بأسابحاب الثورة على الليفةم الشهيد عثمحان‬
‫بن عفان‪ -‬رضي ال عنه‪ ، -‬و تتضمحن أربعةم أخطاء ‪ ،‬أولا يتمحثل ف أنه ادعى أن الفقر و الاجةم‬
‫ها اللذان حركا الثورة على عثمحان و قريش ‪ ،‬فكان العامل القتصادي هو الرك لا ‪ ،‬الذي أحدث‬
‫صراعا طبحقيا بيم الفقراء و الغنياء بسبحب ساوء توزيع الثروة ‪ ،‬ما أدى إل تكدس الثروات من غنائم‬
‫و خراج الفتوحات ‪ ،‬بيد فئةم قليلةم ف الركزّ ‪ ،‬مقابل اتساع حجم العامةم ف المصار و الدن و‬
‫الرياف؛ فأحدث ذلك تفاوتا واساعا و عمحيقا بيم الغنياء و الفقراء ‪ .‬و قد زاد ف حدة ذلك‬
‫الوضع توقف الفتوحات و ازدياد النمحو السكان‪ ،‬و هجرة العراب إل المصار ‪ .‬و قد كان عامل‬
‫عثمحان على الكوفةم ساعيد بن العاصا يقول عن الراضي الزّراعيةم بسواد الكوفةم ‪ )) :‬إنا السواد‬
‫بستان قريش (( ‪ .‬و ما يدل على فقر العامةم أنه عندما دخل الثوار إل الدينةم ناقمحيم على عثمحان ‪،‬‬
‫تدخل علي بن أب طالب و أخذ ما ف بيت الال و وزعه عليهم‪. 809‬‬
‫و قوله هذا غي صحيح تاما تقريبحا ‪ ،‬فيه أخطاء كثية جدا ‪،‬و صواب قليل جدا ‪ ،‬لنه أول‬
‫إن قوله هذا تغلب عليه الزّاعم و الدعاوى ‪ ،‬و يفتقد إل الشواهد و الدلةم التارييةم الصحيحةم ؛‬
‫علمحا بأن الدعاوى ل يعجزّ عنها أحد ‪ ،‬و هي ف متناول كل إنسان ‪ ،‬عكس القائق الت هي‬
‫ليست ف متناول أي إنسان ‪ .‬و بناء على ذلك فإننا نرى أن الابري ل قيقدما فيمحا ذهب إليه دليل‬
‫صحيحا واضحا ‪ ،‬و بالغ ف توجيه النصوصا لدمةم ما أرتأه ‪،‬و أغفل نصوصا أخرى تالف ما‬
‫ذهب إليه ‪ ،‬سانذكرها قريبحا إن شاء ال تعال ‪.‬‬
‫و أما الشواهد التارييةم الت ذكرها لثبحات ما قاله ‪ ،‬فهي ثلثةم شواهد ساق ذكرها و توثيقها ف‬
‫قوله السابق ‪ ،‬نعيدها هنا للرد عليه ‪ ،‬أولا يتمحثل ف قوله بتوقف الفتوحات ف خلفةم عثمحان ‪ ،‬ما‬
‫أدى إل قلةم الغنائم و تفاقم الزمةم القتصاديةم ‪ .‬و هو ل تيدد الفتة الت توقفت فيها الغنائم ‪،‬‬
‫لكنه يقصد‪ -‬ف أغلب الظن‪ -‬توقفها ف السنوات الخية من خلفةم عثمحان عندما ظهرت العارضةم‬
‫‪،‬و ل يقصد السنوات السابقةم عندما كانت الفتوحات و الغنائم كثية ‪ ،‬و العارضةم ل تظهر بعد‪.‬‬
‫و بناء على ذلك فإن التعليل الذي قدمه الابري غي صحيح ‪ ،‬لن فتوحات السلمحيم و مغازيهم‬
‫ل تتوقف حت ف السنوات الخية من خلفةم عثمحان ‪ ،‬و كانت لم فتوح و مغاز و غنائم ف‬
‫سانوات ‪ 34 ، 33 ، 32 ، 31 ، 30 :‬للهجرة‪ . 810‬علمحا بأن الابري قد ناقض نفسه عندما‬

‫‪809‬‬
‫العقل السياساي ‪ ،‬صا ‪ . 184 ، 150 ، 148 ، 147 . 146 ، 143 ، 141 :‬و التاث و الداثةم ‪ ،‬صا ‪، 113 :‬‬
‫‪. 116‬‬
‫‪810‬‬
‫أنظر ‪ :‬الطبخي‪ :‬تاريخ الطبخي ‪ ،‬ج ‪ 2‬صا‪، 630 ، 629 ، 628 ، 627 ، 625 ، 620 ، 618 ، 608 ، 607 :‬‬
‫‪. 634 ، 633‬و ابن قتيبحةم ‪ :‬العارف ‪ ،‬صا‪. 43 :‬‬
‫ذكر ف كتابه العقل السياساي أن الفتوح قد توقفت‪ . 811‬ث ذكر ف كتابه العقل الخلقي العرب‬
‫أنه عندما تقتل عثمحان كانت جاعةم من الصحابةم ف الغازي‪. 812‬‬
‫و الشاهد الثان يتمحثل ف ذكر الابري لقولةم عامل الكوفةم ساعيد بن العاصا ‪ ،‬الت تقول ‪:‬‬
‫)) إنا السواد بستان قريش ((‪،‬و هذه القولةم ل تيوثقها الابري ‪،‬و ل حققها ‪ ،‬و ل ذكر لا‬
‫‪813‬‬
‫ت عليها منسوبةم إل ساعيد بن العاصا ف الطبحقات الكبخى لمحد بن ساعد ‪،‬‬ ‫إسانادا ‪ .‬لكنن عثر ت‬
‫‪814‬‬
‫و ف تاريخ الطبخي مذكورة مرتيم‪ ،‬و ف كتاب الغان لب الفرج الصفهان مذكورة مرتيم أيضا‬
‫‪ .‬فهل صحيح أن ساعيدا قال تلك القولةم ؟ ‪.‬‬
‫أول ففيمحا يص أساانيد تلك الروايات فهي ل تصح ‪ ،‬لن الروايةم الول الت ذكرها أبو الفرج‬
‫الصفهان من رجالا ‪ :‬علي بن ماهد‪ ،‬و ممحد بن إساحاق ‪ ،‬و ملد بن حزّة بن بيض ‪ ،‬و عامر‬
‫الشعب ‪ ،‬فالول متوك تمتهم بالوضع و الكذب‪. 815‬و الثان ضعيف تمتهم بالكذب و يروي عن‬
‫الهوليم‪ . 816‬و الثالث يبحدو انه مهول ‪ ،‬فلم أعثر له على ذكر ف كتب التاجم و الرح و‬
‫التعديل‪ .‬و الرابع و هو عامر الشعب ل يكن شاهد عيان لا روى لنه ولد سانةم ‪31‬ه ‪ ،‬و ساعيد‬
‫بن العاصا تول إمارة الكوفةم ما بيم ‪34-28 :‬هجريةم ‪ ،‬فكان للشعب ‪3‬سانوات ‪.‬‬
‫و أما الروايةم الثانيةم الت ذكرها الصفهان ‪ ،‬فمحن رجالا ‪ :‬عثمحان بن عبحد الرحن الوقاصي ‪ ،‬و‬
‫الشهاب الزّهري ‪ ،‬الول متوك ضعيف ‪ ،‬قال فيه بعض النقاد‪ :‬سااقط ل تيتج به‪ ،‬تمتهم‬
‫بالكذب‪ . 817‬و الثان ثقةم لكنه ل يكن شاهد عيان للخبخ ‪ ،‬لنه ولد سانةم ‪ 50‬هجريةم ‪ ،‬و ساعيد‬
‫بن العاصا تول إمارة الكوفةم مابيم ‪34-28 :‬هجريةم ‪ ،‬فخبخه هذا تمرسال ‪،‬و مراسايل الزّهري ضعفها‬
‫أكثر الدثيم‪. 818‬‬
‫و أما روايةم ابن ساعد فقد رواها بل إساناد و اكتفى بقوله‪ :‬قالوا ‪ .819‬لذا فهي غي مقبحولةم ‪ ،‬لنا‬
‫فقدت شرطا أسااسايا من شروط صحةم البخ ‪ .‬و أما روايةم الطبخي الول فإسانادها غي صحيح ‪،‬‬
‫‪811‬‬
‫صا ‪. 143 :‬‬
‫‪812‬‬
‫صا‪. 63 :‬‬
‫‪813‬‬
‫أنظر العقل السياساي ‪ ،‬صا ‪. 184 :‬‬
‫‪814‬‬
‫الطبحقات الكئبخى ‪ ،‬ج ‪ 5‬صا‪ . 32 :‬و تاريئخ الطئبخي ‪ ،‬ج ‪ 2‬صا‪ . 642 – 641 ، 637 :‬و كتئاب الغئان ‪ ،‬ج ‪12‬‬
‫صا‪. 168 ، 167 :‬‬
‫‪815‬‬
‫الزّي ‪ :‬تذيب الكمحال ‪ ،‬ج ‪ 5‬صا‪ . 184 :‬و ابن حجر ‪ :‬تقريب التهذيب ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪. 405 :‬‬
‫‪816‬‬
‫سابحق توثيقه ‪.‬‬
‫‪817‬‬
‫ابن الوزي ‪ :‬الضعفاء و التوكيم ‪ ،‬ج ‪ 2‬صا‪ . 169 :‬و ابن عدي‪ :‬الكامل ف الضعفاء ‪ ،‬ج ‪ 5‬صا‪. 159 :‬‬
‫‪818‬‬
‫عبحد الليل العلئي ‪ :‬جامع التحصيل ‪ ،‬ط ‪ ، 2‬عال الكتب ‪ ،‬بيوت ‪ ، 1986 ،‬صا‪. 90 :‬‬
‫‪819‬‬
‫الطبحقات الكبخى ‪ ،‬ج ‪ 5‬صا‪. 32 :‬‬
‫لن فيه ‪ :‬ممحد بن عمحر الواقدي ‪ ،‬و هو متوك كذاب ‪ ،‬ليس بثقةم‪ . 820‬و أما روايته الثانيةم فهي‬
‫الخرى إسانادها ل يصح ‪ ،‬لن فيه ‪ :‬شعيب ‪،‬و سايف بن عمحر التمحيمحي ‪ ،‬فالول مهول ‪،‬و الثان‬
‫ضعيف متوك‪. 821‬‬
‫و أما بالنسبحةم للمحت فإن ما تيرد به على ما رواه ابن ساعد و الطبخي و أبو الفرج الصفهان‬
‫‪ ،‬ثلثةم روايات ‪ ،‬أولا أنه تروي أن ساعيد بن العاصا كان جالسا مع جاعةم من أهل الكوفةم ‪ ،‬فقال‬
‫حبحيش بن فلن السادي ‪ :‬ما أجود طلحةم بن عبحيد ال – رضي ال عنه‪ ، -‬فقال ساعيد ‪ :‬إن من‬
‫له مثل النشاساتج‪ 822‬لقيق أن يكون جوادا ‪ ،‬و ال لو أن ل مثله لعاشكم ال به عيشا رغيدا ‪.‬‬
‫فقال عبحد الرحن بن حبحيش ‪ :‬و ال لوددت أن هذا اللطاط‪ 823‬لك – أي لسعيد ‪ ، -‬فغضبحت‬
‫المحاعةم و قالت له ‪ :‬فض ال فاك ‪،‬و ال لقد همحنا بك ‪ ،‬فقال أبوه حبحيش ‪ :‬هو غلما فل‬
‫تاوزوه ‪ .‬فقالوا ‪ :‬يتمحن له ساوادنا ! فقال الب ‪ :‬و يتمحن لكم أضعافه ‪ .‬فنهض الشت النخعي ‪،‬و‬
‫ابن الكواء ‪،‬و عمحي بن ضابئ و غيه إل الغلما ‪ ،‬فقاما أبوه ليمحنع عنهم ‪ ،‬فضربوها ضربا مبخحا ‪،‬و‬
‫اختلط المر على ساعيد بن العاصا‪. 824‬‬
‫فهذا البخ صريح بأن السواد كان لهل الكوفةم ‪ ،‬لن الشت و أصحابه اعتضوا على‬
‫الغلما عندما تن أن يكون السواد لسعيد ‪ ،‬لكي يرده عليهم ‪ .‬و ساعيد نفسه قد تن أنه لو كانت‬
‫أرض اللطاط ملكه لرده على أهل الكوفئةم ‪،‬و لئاد بئه عليهئم ‪ .‬فكيئف إذن يطمحئع فئ أخئذ سائوادهم‬
‫‪ ،‬و يزّعم خصومه أنئه كئان يقئئول عئئن سائوادهم ‪ :‬هئو بسئتان قريئش ؟ ‪.‬و هئئذا الئبخ و إن كئئان رواه‬
‫ابئئن الثيئ بل إسائئناد فهئئو يصئئلح للئئرد بئئه علئئى مئئا رواه ابئئن سائئعد بل إسائئناد أيضئئا ‪ ،‬و علئئى مئئا رواه‬
‫الطئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئبخي بإسائ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئناد غي ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ صئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئحيح ‪ ،,‬و يئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئذلك نئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئرد الضئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئعيف بالضئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئعيف ‪.‬‬
‫و الروايئئةم الثانيئئةم هئي أنئئه تروي أن سائئعيد بئئن العئئاصا كئئان يئئدعوا إخئوانه و جيانئئه كئئل جعئئةم ‪،‬‬
‫فيصنع لم الطعاما ‪ ،‬و يلع عليهم الثياب الفاخرة ‪،‬و يأمر لم بالوائزّ الواساعةم ‪،‬و يبحعث إلئ عيئئالم‬
‫بئئالبخ الكئئثي ‪.‬و كئئان أيضئئا يرسائئل مئئول لئئه فئ ئ كئئل جعئئةم إلئ ئ مسئئجد الكوفئئةم ‪ ،‬و معئئه صئ ئترر فيهئئا‬

‫‪820‬‬
‫الئئذهب ‪ :‬السئئي ج ‪ 3‬صا‪. 184 :‬و ابئئن الئئوزي ‪ :‬الضئئعفاء و الئئتوكيم ‪ ،‬حققئئه عبحئئد ال ئ القاضئئي ‪ ،‬ط ‪ 1‬بيئوت ‪ ،‬دار‬
‫الكتب العلمحيةم ‪ ، 1406 ،‬ج ‪ 3‬صا‪. 87 :‬‬
‫‪821‬‬
‫سابحق توثيقه ف الفصول السابقةم ‪.‬‬
‫‪822‬‬
‫هئئو أرض كئئثية الئئدخل تقئئع فئ العئراق ‪ ،‬كئئان عثمحئئان بئئن عفئئان ‪ ،‬قئئد أطعهئئا لطلحئئةم ‪ .‬يئئاقوت المحئئوي ‪ :‬معجئئم البحلئئدان ‪،‬‬
‫بيوت دار الفكر‪ ،‬د ت‪ ،‬ج ‪ 5‬صا‪. 287-286 :‬‬
‫‪823‬‬
‫هو منطقةم فزّراعيةم واساعةم ‪ ،‬كانت للكاسارة على جانب الفئرات ‪ .‬نفئس الصئدر ‪ ،‬ج ‪ 5‬صا‪. 192 ، 16 :‬و ابئن الثيئ ‪:‬‬
‫الكامل ‪ ،‬ج ‪ 3‬صا‪. 31 :‬‬
‫‪824‬‬
‫ابن الثي ‪ :‬نفس الصدر ‪ ،‬ج ‪ 3‬صا‪. 31 :‬‬
‫الدناني ‪ ،‬فيضعها بيم الصليم ‪ ،‬فكثر الصلون ليليةم كل جعةم بسجد الكوفةم‪ . 825‬فهئئل مئئن كئئانت‬
‫ه ئئذه أخلق ئئه فئ ئ إحس ئئانه له ئئل الكوف ئئةم ‪ ،‬يق ئئال عن ئئه أن ئئه ظلمحه ئئم وأخ ئئذ غلل سائ ئوادهم ؟ إن ئئه م ئئن‬
‫السئتبحعد جئئدا أن يظلئئم سائئعيد بئئن العئئاصا أهئئل الكوفئئةم و تلئئك أخلقئئه فئ الحسئئان إليهئئم ‪ .‬و هئئل‬
‫يئ ئ ئئتكه أهئ ئ ئئل الكوفئ ئ ئئةم يفعئ ئ ئئل بئ ئ ئئم ذلئ ئ ئئك ‪،‬و هئ ئ ئئم العروفئ ئ ئئون بالشئ ئ ئئونةم و الشئ ئ ئئغب و القلقئ ئ ئئل ؟ ! ‪.‬‬
‫و الروايةم الثالثةم هي أن أخلق سائعيد بن العئاصا الت اشتهر بئا بيمئ الناس ‪ ،‬كالسئخاء و‬
‫الصدق ‪،‬و اللم و الهاد‪ ، 826‬تأب عليه أن يظلم رعيته و يأخذ حقهئا ظلمحئا و عئدوانا ‪ ،‬لذا فإنه‬
‫م ئ ئ ئ ئئن الرجئ ئ ئ ئ ئئح ج ئ ئ ئ ئئدا ‪ ،‬أن تلئ ئ ئ ئ ئئك القول ئ ئ ئ ئئةم ال ئ ئ ئ ئئت تريوج ئ ئ ئ ئئت عن ئ ئ ئ ئئه ه ئ ئ ئ ئئي مئ ئ ئ ئ ئئن اختلق خصئ ئ ئ ئ ئئومه ‪.‬‬
‫و أمئئا الشئئاهد الثئئالث الئئذي ذكئئره الئئابري فيتعلئئق بئئالبخ الئئذي يقئئول بئئأن الثئوار لئئا دخلئوا‬
‫الدينئئةم تئئدخل علئئي بئئن أب ئ طئئالب و وزع عليهئئم مئئا ف ئ بيئئت الئئال مئئن أم ئوال ‪ .‬و هئئو خئئبخ أشئئار‬
‫الئئابري فئ الئئامش إلئ أنئئه أخئئذ الئئبخ مئئن كتئئاب المامئئةم و السياسائةم ‪ ،‬ج ‪1‬صا‪ ، 35 :‬و تاريئئخ‬
‫ت فيهمحئا طئويل عئن الئبخ ‪ ،‬فلئم أعئثر‬ ‫ت إلئ الكتئئابيم و بثئ ت‬ ‫الطئبخي ‪ ،‬ج ‪ 2‬صا‪ . 66 :‬لكننئ رجعئ ت‬
‫لئئه علئئي أي ذكئئر فيهمحئئا ‪.‬و نئئن إذا افتضئئنا‪ -‬جئئدل‪ -‬بأننئئا وجئئدناه ‪ ،‬فإننئئا ل نقبحئئل روايئئةم المامئئةم و‬
‫السياساةم ‪ ،‬لن مؤملفه مهول تمغرض مطعون ف أمانته العلمحيئةم‪ ، 827‬و ل نقبحئئل روايتئئه إل إذا صئحت‬
‫م ئئن طري ئئق آخ ئئر ‪.‬و أم ئئا رواي ئئةم الط ئئبخي فه ئئي أيض ئئا ل نقبحله ئئا إل بع ئئد تقيقه ئئا إسا ئئنادا و متن ئئا ‪ ،‬لن‬
‫الطئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئبخي ل ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ تيقئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئق روايئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئاته علئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئى كئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئثرة تناقضئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئاتا و ضئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئعف رواتئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئا‪. 828‬‬
‫و حت إذا افتضنا –جدل‪ -‬أننئا عثرنئا علئى تلئك الروايةم و إسانادها كئان صئحيحا ‪ ،‬فهئي‬
‫ل تدل بالضرورة على ما ذهب إليه الابري من أن توزيع الموال على الثوار هو دليئئل علئئى انتشئئار‬
‫الفقر ‪ ،‬لن توزيعها عليهم ل يعن بالضرورة أنئئم كئانوا فقئراء تمعئوزين‪ ،‬لن العئواما فئ حالئةم الثئورات‬
‫و الضطرابات يتطلعون إل الزّيد و نب كل ما يقع تت أيديهم ‪،‬و إن ل يكونئوا فئ حاجئئةم إلئ‬
‫ت عليهئا ‪ -‬علئى أيئةم روايةم‬ ‫ما أخئذوه ‪ .‬هئذا زيئادة علئى أننئ لئ أعئثر –فئ الصئادر الكئثية الئت اطلعئ ت‬
‫تتشئئي بصئراحةم إلئ أن الثئئائرين علئئى عثمحئئان كئئانوا يتعئئانون مئئن الفقئئر و الاجئئةم ‪ ،‬و ل كئئانوا يتطئئالبحون‬
‫بالغ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئذاء و الكس ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئاء ‪،‬و ل بالزّي ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئادة فئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ العط ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئاء و الرزاق‪.‬‬
‫و ثانيئئا إن الوضئئع القتصئئادي فئ خلفئئةم عثمحئئان بئئن عفئئان –رضئئي الئ عنئئه‪ -‬ليئئس كمحئئا زعئئم‬
‫الئئابري ‪ ،‬فقئئد كئان وضئئعا جيئدا ‪ ،‬عئاش فيئئه معظئم النئاس حيئاة رغئئد و رفاهيئةم ‪ ،‬ل فقئئر فيهئا و ل‬
‫‪825‬‬
‫أبو الجاج الزّي ‪ :‬تذيب الكمحال ‪ ،‬ج ‪ 10‬صا‪. 506 :‬‬
‫‪826‬‬
‫الذهب‪ :‬السي ‪ ،‬ج ‪ 3‬صا‪ . 445 :‬و ابن كثي‪ :‬البحدايةم ‪ ،‬ج ‪ 8‬صا‪. 84 :‬‬
‫‪827‬‬
‫سابحق إثبحات ذلك ف الفصل الول ‪.‬‬
‫‪828‬‬
‫سابحق تناول ذلك ‪.‬‬
‫‪829‬‬
‫‪:‬‬ ‫عئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئوز ‪ ،‬بئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئدليل الش ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئواهد التيئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئةم‬
‫أولئئا إن عثمحئئان لئئا تئئول اللفئئةم زاد للنئئاس فئ عطئئائهم عمحئئا كئئانوا يأخئئذونه زمئئن عمحئئر بئئن‬
‫الطئئاب‪ . 830‬الئئذي كئئان قئئد فئئرض العطئئاء لكئئل فئئئات التمحئئع ‪ ،‬مئئن كبحئئار وصئئغار ‪ ،‬و رجئئال و‬
‫نس ئئاء‪ ،‬و مئ ئوال و عبحيئئد‪ .831‬ف ئئإذا ك ئئان ه ئئذا ه ئئو ح ئئال النئئاس زم ئئن عمح ئئر ‪ ،‬فل ش ئئك أن وض ئئعيتهم‬
‫القتصئئاديةم قئئد تسئئنت أكئئثر زمئئن عثمحئئان عنئئدما زاد ف ئ تأعطيئئاتم عمحئئا كئئانوا يأخئئذونه مئئن قبحئئل ‪.‬‬
‫و الشاهد الثان يتمحثل فيمحا تروي من أن عثمحان عندما عكتثر كلما النئاس فيئئه سائنةم ‪34‬هجريئئةم ‪،‬‬
‫صئر فئ إيصئالا إليهئم ‪.‬‬ ‫خرج و خطب فيهم ‪ ،‬فكان ما قاله لم ‪ :‬إنه ل يرمهم حقوقهم ‪ ،‬و مئا ق ي‬
‫فلم يعتض عليه أحد و ل كذبه‪،‬و ل اشتكى إليه فقره و حئاجته‪ . 832‬و هئئذه الروايئئةم و إن كئئانت‬
‫ضعيفةم ‪ ،‬لن من رجالا ممحد بئن عمحئئر الواقئئدي ‪ ،‬فإننئئا نسئتخدمها كشئاهد مسئئاعد ضئعيف ‪ ،‬لنئرد‬
‫به الروايات الضعيفةم الت اساتخدمها الئابري ‪،‬و أغفئل الروايئات الضئعيفةم الئت تالفهئا ‪،‬و عليئه فنحئن‬
‫نرد الضعيف بالضعيف لنمحنع مالفنا من الحتجاج با ‪،‬و نئذيكره بئأن هنئاك روايئات تتئالف الروايئات‬
‫الت احتج با ‪،‬و ما عليه إل أن يإمحع كل الروايات و يققها إسانادا و متنا إن أراد الحتجئئاج بئئأي‬
‫منهئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئا ‪.‬‬
‫و الشاهد الثالث مفاده أنه ف خلفةم عثمحان ‪،‬و بالخص سانةم ‪30‬هجريةم ‪ ،‬عكتثرت أموال‬
‫الغنائم و الراج و أتت من كل جهةم ‪ ،‬حت ضاق با عثمحان ذرعا و اتذ لا خزّائن ؛ فلمحا كئئثرت‬
‫قسئمحها علئى النئاس ‪ ،‬فكئان يئأمر للرجئئل الواحئد بائئةم ألئئف بئدرة‪-‬كيئس مئئن النقئود‪ ، -‬فئ كئئل بئدرة‬
‫أربعةم آلف أوقيةم‪ . 833‬فهذه الروايةم نصئت صئراحةم علئى أن عثمحئان قسم المئوال الكثية علئى الناس‬
‫عامئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئةم دون اسائ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئتثناء ‪.‬‬
‫و الشاهد الرابع يتضمحن روايةم حسنةم الساناد‪ 834‬رواهئا شئاهد عيئان هئو السئن البحصئري ‪،‬‬
‫ت عثمحان على ما نقمحوا عليه ‪ ،‬قيل ما يأت على النئاس يئوما إل وهئم يقتسئمحون فيئه‬
‫يقول فيها ‪ )) :‬أدرك ت‬
‫‪829‬‬
‫إنن ئئا فئ ئ ه ئئذه الشئ ئواهد سا ئئنعتمحد عل ئئى الرواي ئئات الص ئئحيحةم و الض ئئعيفةم ‪ ،‬نسئئتخدما الصئئحيحةم لبطئئال زعمحئئه ‪ ،‬و نسئئتخدما‬
‫الضعيفةم كأدلةم مساعدة لنه تاهلها من جهةم ‪ ،‬و نرد با الروايات الضعيفةم الت اساتخدمها الابري من جهةم أخري ‪ ،‬فنئئرد‬
‫الضعيف بالضعيف ‪.‬‬
‫‪830‬‬
‫الطبخي ‪ :‬تاريخ الطبخي ‪ ،‬ج ‪ 2‬صا‪. 591 :‬‬
‫‪831‬‬
‫ابن الثي ‪ :‬الكامل ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪ 350 :‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫‪832‬‬
‫أنظر ‪ :‬الطبخي ‪ :‬الصدر السابق ‪ ،‬ج ‪ 2‬صا‪. 645 :‬‬
‫‪833‬‬
‫السيوطي‪ :‬تاريخ اللفاء ‪ ،‬صا‪ . 156 :‬و ابن عساكر ‪ :‬تاريخ دمشق ‪ ،‬ج ‪ 29‬صا‪. 258 :‬‬
‫‪834‬‬
‫رجالئا هئم ‪ :‬البحخئاري ‪ ،‬و موسائى بئن إسئاعيل ‪ ،‬و مبحئارك بئن فضالةم ‪ ،‬و السئن البحصئري ‪ ،‬و هئم كلهئم ثقئات ‪.‬الئذهب ‪:‬‬
‫الكاشف ‪ ،‬ج ‪ 2‬صا‪ ،238 :‬ج ‪ 3‬صا‪ . 3012 :‬و علي اليثمحي‪ :‬ممحع الزّوائد ‪ ،‬ج ‪ 9‬صا‪. 110 . 94 . 93 :‬‬
‫خيا يقئئال لئئم ‪ :‬يئئا معشئئر السئئلمحيم اغئئدوا علئئى أعطيئئاتكم فيأخئئذونا وافئئرة ‪ ،‬ثئ يقئئال لئئم ‪ :‬اغئئدوا علئئى‬
‫أرزاقكئئم فيأخئئذونا وافئئرة ‪ ،‬ثئ يقئئال لئئم ‪ :‬اغئئدوا علئئى السئئمحن والعسئئل ‪،‬و العطيئئات جاريئئةم ‪ ،‬والرزاق‬
‫دارة ‪ ،‬والعدو متقى ‪ ،‬وذات البحيم حسن ‪ ،‬والي كثي ‪ ،‬وما من مئئؤممن يئئاف مؤممنئا ‪ ،‬ومئن لقيئه فهئو‬
‫أخوه ‪ .‬و قد كان من إلفته ونصيحته ومودته قد عهد إليهم أنئا سائتكون أثئرة‪ 835‬فئإذا كئانت فاصئبخوا ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬السن فلو أنم صبخوا حيم رأوها لوساعهم ما كانوا فيه من العطاء والرزق واليئ الكئئثي بئئل قئئالوا ‪:‬‬
‫ل والئ مئئا نصئئابرها ‪ .‬فئوال مئئا وردوا ‪ ،‬ومئئا سائئلمحوا والخئئرى كئئان السئئيف مغمحئئدا عئئن أهئئل السائئلما ‪،‬‬
‫فسلوه على أنفسهم ‪ ،‬فوال ما زال مسلول إل يوما النئاس هئذا و أيئ الئ إنئ لراه سائيفا مسلول إلئ يئوما‬
‫القيام ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئةم((‪. 836‬‬
‫و هذه الروايةم رواها ثقةم كان فيها شاهد عيان للسنوات الخية مئئن خلفئئةم عثمحئئان‪ -‬رضئئي‬
‫ال عنه‪ ،-‬فيها وصف دقيق هاما لانب من الوضاع القتصاديةم و الجتمحاعيةم و المنيئةم اليئدة الئت‬
‫ك ئئانت سا ئئائدة فئ ئ م ئئدة خلف ئئةم عثمح ئئان عام ئئةم و الت ئئأخرة منه ئئا خاص ئئةم‪ ، 837‬ك ئئانت فيه ئئا العطي ئئات‬
‫والرزاق متوفرة ‪ ،‬تتوزع على كئل الناس دون اسائتثناء ‪ ،‬فئ جئو ملئؤمه الخئاء و الرخئاء ‪ ،‬و المئن و‬
‫المان ‪ .‬فهل يصح بعد هذا الوصف الشامل الرائع ‪ ،‬الزّعم بأن التمحئع السائلمي زمئن عثمحئان كئان‬
‫يتعئ ئ ئ ئ ئ ئئان مئ ئ ئ ئ ئ ئئن الظلئ ئ ئ ئ ئ ئئم و الفقئ ئ ئ ئ ئ ئئر ‪،‬و الئ ئ ئ ئ ئ ئئوع و العئ ئ ئ ئ ئ ئئوز ‪ ،‬علئ ئ ئ ئ ئ ئئى مئ ئ ئ ئ ئ ئئا ادعئ ئ ئ ئ ئ ئئاه الئ ئ ئ ئ ئ ئئابري ؟ ! ‪.‬‬
‫و الشاهد الامس يتمحثل ف روايةم صحيحةم الساناد‪ 838‬ذكرها ابئن عسئاكر فئ تئاريه مفادهئئا أنئه‬
‫فئ زمئئن عثمحئئان كئئانت الئرأة تئئذهب إلئ بيئئت الئئال فتحمحئئل وقرهئئا ‪،‬و تقئئول ‪ )):‬اللهئئم بئيدل ‪ ،‬اللهئئم‬
‫غييئ ئ (( ‪ ،‬فلمحئئا قتتئئل عثمحئئان –رضئئي الئ ئ عنئئه‪ -‬قئئال الشئئاعر حسئئان بئئن ثئئابت‪-‬رضئئي الئ ئ عنئئه‪: -‬‬
‫ى و حربا كاللهب‬
‫تقلتم بيدل فقد بيدلكم به × سانةم حر ي‬
‫‪839‬‬
‫ما نقمحتم من ثياب خلفةم × و عبحيد و إماء و ذهب‬
‫‪835‬‬
‫الثرة هي تفضيل النسان نفسه على غيه ‪ .‬ابن هاديةم ‪ :‬قاموس الطلب الديد ‪ ،‬صا‪. 11 :‬‬
‫‪836‬‬
‫ابن كثي ‪ :‬البحدايةم ‪ ،‬ج ‪ 7‬صا‪ . 214 :‬و اليثمحي‪ :‬ممحع الزّوائد‪ ،‬ج ‪ 9‬صا‪ . 94 ، 93 :‬و الطبخان‪ :‬العجئئم الكئبحي ‪ ،‬ج‬
‫‪ 1‬صا‪. 97 :‬‬
‫‪837‬‬
‫لن السئئن البحصئئري كئئان لئئه مئئن العمحئئر عنئئدما قتتئئل عثمحئئان ‪ 14‬سائئنةم ‪ ،‬و هئئو قئئد شئئهد ي ئوما الئئدار ‪ .‬ابئئن العمحئئاد النبحلئئي‪:‬‬
‫الشذرات ‪ ،‬ج ‪ 2‬صا‪. 48 :‬‬
‫‪838‬‬
‫رجئئال السائئناد هئئم ‪ :‬ابئئن عسئئاكر ‪ ،‬أبئئو القاسائئم السئئمحرقندي‪ ،‬و أبئئو السئئيم بئئن النقئئور ‪ ،‬و ممحئئد بئئن عبحئئد الئ بئئن السئئيم‬
‫الدقاق ‪ ،‬و ممحد بن هارون الضرمي ‪ ،‬و ساوار بن عبحد ال العنبخي القاضي ‪ ،‬و عبحد الرحن بن مهدي‪ ،‬و حئاد بئن زيئد ‪،‬‬
‫و ييح بن ساعيد ‪ ،‬و ساعيد بن السيب ‪ ،‬و هؤملء كلهم ثقئات سئعوا مئن بعضئئهم ‪ .‬أنظئئر ‪ :‬الئئذهب‪ :‬السئئي ‪ ،‬ج ‪ 11‬صا‪:‬‬
‫‪ ، 543‬ج ‪ ، 15‬صا‪ ، 25 :‬ج ‪ 16‬صا‪ ، 564 :‬ج ‪ 18‬صا‪ 373 :‬و مئئا بعئئدها ‪ ،‬ج ‪ 20‬صا‪29 :‬و مئئا بعئئدها ‪ .‬و‬
‫الزّي‪ :‬تذيب الكمحال‪ ،‬ج ‪ 12‬صا‪. 238 :‬‬
‫‪839‬‬
‫تاريخ دمشق ‪ ،‬ج ‪ 39‬صا‪ . 474 :‬و ابن كثي ‪ :‬البحدايةم ‪ ،‬ج ‪ 7‬صا‪. 194 :‬‬
‫فهئئذه الروايئئةم هئئي أيضئئا شئئاهدة علئئى الرخئئاء القتصئئادي و العئئدل الجتمحئئاعي ‪ ،‬زمئئن خلفئئةم‬
‫عثمحان بن عفان ‪ ،‬حت أنا قالت الرأة و ل تقل الرجل ‪ ،‬و هي أضعف منه ‪.‬كمحئا أنئا قالت الئرأة‬
‫مطلقئئا مئئن دون تديئئد لكانتهئئا الجتمحاعيئئةم ‪ ،‬فكئئانت تئئذهب إل ئ بيئئت الئئال و تل وقئئر بعيهئئا بئئا‬
‫تتاجه من خيات ‪ ،‬فلمحا زالت خلفةم عثمحان حلب الناس الدماء ‪.‬‬
‫و ثالثا إن الابري ل تيفرق بيم الفقر و العوز ‪ ،‬و بيم التنافس علئئى متئئاع الئدنيا و التكئئالب و‬
‫التهالك عليها ‪ ،‬لن الذي حدث هو أن الثئئائرين علئئى عثمحئئان لئ يكونئوا فقئراء و ل معئئوزين‪ ،‬و إنئئا‬
‫كئئانوا يتطئئالبحون بالزّيئئد مئئن ملئئذات الئئدنيا الاديئئةم منهئئا و العنويئئةم ‪ .‬لئئذا لئ نعئئثر علئئى مئئا يتشئئي إلئ أن‬
‫الثوار كانوا تيطالبحون بالبحزّ ‪،‬و ل بزّيادة الرزاق و العطيات ‪ ،‬و إنا كئانوا يتطئالبحون بتغييئ الئولة ‪،‬و‬
‫الد من نفوذ بن أميةم ‪،‬و مطالب أخرى ليست مئئن بينهئئا الطالبحئئةم بئالبحزّ لشئبحاع البحطئئون‪ . 840‬و لئئو‬
‫كانت ثورة هؤملء بسب الفقئر و الئئوع ‪ ،‬لكئئانت ثئورتم ثئورة عارمئئةم تشئمحل كئئل المصئئار الئت خئرج‬
‫منها الثوار أول ‪ ،‬ث تشمحل القاليم الخرى ثانيا بكم أن سابحب الثورة يشمحلهم كلهئئم ‪ ،‬لكئئن ذلئئك‬
‫لئ ئ يئئدث ‪.‬و إنئئا خرجئئت طوائئئف مئئن الثئ ئوار مئئن مصئئر و الكوفئئةم و البحصئئرة نئئو الدينئئةم ‪ ،‬فئ ئ زي‬
‫الجاج و أخفوا نواياهم البحيتةم عن الناس‪. 841‬‬
‫و رابعئئا إن قئئول الئئابري بئئأن سائئوء توزيئئع الئئثروة أدى إلئ تركزّهئئا بأيئئدي الغنيئئاء فئ الركئئزّ‬
‫دون المصئئار ‪ ،‬هئئو قئئول غيئ ثئئابت و ضئئعيف جئئدا ‪ ،‬و فيئئه تضئئخيم و تغليئئط ‪ ،‬بئئدليل الشئئاهدين‬
‫التييم ئ ‪ :‬أولمحئئا إنئئه مئئن الثئئابت تارييئئا أن الفتوحئئات السائئلميةم شئئارك فيهئئا كئئل السئئلمحيم القئئادرين‬
‫علئئى حئئل السئئلح ‪ ،‬علئئى اختلف قبحئئائلهم و أجناسائئهم و لغئئاتم ‪،‬و كئئانت الغنئئائم مئئن مصئئادر‬
‫الدخل السااسايةم للدولةم و للناس زمن عثمحان‪ ، 842‬فكان للمحقئئاتليم أربعئئةم أخئئاس )‪ ( 4/5‬الغنئئائم ‪،‬‬
‫لمحس التبحقي تيرسال إل الليفةم لتيصرفه بالعدل و فق الصلحةم الشرعيةم ‪.‬و با أن المر هكئئذا فل‬ ‫وات‬
‫ت‬
‫تيوجد ساوء توزيع للثروة ‪ ،‬و ل تركزّ لا بأيدي فئةم من الناس دون غيها‪.‬‬
‫و الشئاهد الثان يتمحثئل فئ أنئه سابحق أن بينا و أثبحتنا بالشئواهد التنوعئةم أن عثمحئان‪-‬رضئي الئ‬
‫عن ئئه‪ -‬سا ئئار عل ئئى طريق ئئةم عمح ئئر فئ ئ تقس ئئم العط ئئاء و زاد علي ئئه ‪ ،‬فف ئئرض للمحس ئئلمحيم م ئئا يكفيه ئئم م ئئن‬
‫العطيات و الرزاق من دون حرمان ليةم فئةم من النئاس ‪ ،‬فعئم الرخئاء و عكثتئرت اليات ‪ ،‬و انتشئر‬
‫المئئن و المئئان ‪ .‬و بئئا أن المئئر هكئئذا فل يصئئح مئئا ادعئئاه الئئابري مئئن وجئئود سائئوء توزيئئع للئئثروة و‬
‫تركزّها بيد الغنياء ف الركزّ‪-‬أي الدينةم‪ -‬من دون المصار ‪.‬‬

‫‪840‬‬
‫أنظر مثل ‪ :‬الطبخي ‪ :‬تاريخ الطبخي ‪ ،‬ج ‪ 2‬صا‪ 647 :‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫‪841‬‬
‫نفس الصدر ‪ ،‬ج ‪ 2‬صا‪ 652 :‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫‪842‬‬
‫إبراهيم حركات ‪ :‬التمحع و السياساةم ف عصر الراشدين ‪ ،‬الدار الهليةم ‪ ،‬بيوت‪ ، 1985 ،‬صا‪. 190 :‬‬
‫و أما الطأ الثان –من المحوعةم الول‪ -‬فمحفاده أن الابري ادعى أن عثمحان كان يتصرف ف‬
‫بيت الال كأنه يتصرف ف ماله منعا و عطاء ‪ ،‬و هذا سالوك معئروف فئ الغنيئاء السائخياء ‪ ،‬فهم‬
‫تينفقئئون مئئن أمئوالم و أمئوال غيهئئم بغيئ حسئئاب ‪ .‬و يتضئئاف إلئ ذلئئك أن )) النئئص الشئئرعي الئئذي‬
‫تيئئدد طريقئئةم صئئرف المحئئس يسئئمحح بثئئل هئئذا التصئئرف )) لئ و للرسائئول و لئئذي القربئ ‪، ((...‬و قئئد‬
‫صار أمره إل الماما ‪ ،‬وجدنا أنفسنا أماما وضع عتيث ت البحاحث على تصديق ما تيروى ف هذا الشئئأن‬
‫عن عطاء عثمحان من بيت الال لذويه و أقاربه ((‪. 843‬‬
‫و زعمحه هذا غي صحيح ‪ ،‬لنه أول ل يقق الروايات الت ذكرها كشواهد على ما ادعاه‬
‫‪ ،‬خاصةم و أنه اعتمحد أسااساا على كتابيم مطعون فيهمحا ‪ ،‬الول كتاب المامئئةم و السياسائئةم و مئؤملفه‬
‫مهول تمغرض‪ ،‬و الثان هو تاريخ اليعقوب‪ ،‬لبن واصح اليعقوب ‪ ،‬و هو متعصئئب لئئذهبحه الشئيعي و‬
‫كتئئابه معظئئم أخبحئئاره بل أسائئانيد ‪،‬و ملئئوء بئالطعن فئ الصئئحابةم‪ ، 844‬و هئئي‪-‬أي الروايئئات‪ -‬تتفئق مئئع‬
‫مذهبحه ‪،‬و تتناقض مع تزّكيةم القرآن و السنةم للصئحابةم ‪ ،‬و مئع روايئات تارييئةم أخئرى تئالف مئا ذكئره‬
‫اليعقئئوب‪. 845‬فكئان علئئى الئئابري أن تيقئئق الروايئئات الئئت ذكرهئئا إسائنادا و متنئئا ‪ ،‬و تيقارنئئا بالروايئئات‬
‫الت تالفها ‪ ،‬لكنه لئ يفعئل ذلئك ‪ ،‬و هئذا خطئأ منهجي يرفضئه النهج العلمحئي النقئدي التمححيصئي‬
‫الشامل ‪.‬‬
‫و ثانيا إن ذكره للية و فهمه لها كانا ناقصين ‪ ،‬لن الية ليست كما ذكرها هو ‪،‬‬
‫و إنما هي هكذا }أوارعلأيمورا أأنلأما أغنذرميتم بمن أشريمء فأأ ألن ذرلذ يخيمأسهي أوذلللريسوذل أولذذذي ارلقيررأبى‬
‫أوارليأأتاأمى أوارلأمأساذكيذن أواربذن اللسذبيذل ذإن يكنتيرم آأمنتيرم ذبارلذ أوأما أأنأزرلأنا أعألى أعربذدأنا يأروأم ارلفيررأقاذن‬
‫اي أعألى يكبل أشريمء قأذديدر{َ ‪ -‬سورةا النفال‪-41/‬‬ ‫يأروأم ارلتأأقى ارلأجرمأعاذن أو ر‬
‫و أمئئا فهمحئئه النئئاقص لليئئةم فهئئو واضئئح ‪ ،‬فهئئي خاصئئةم بمحئئس الغنئئائم ‪ ،‬و ليسئئت خاصئئةم بكئئل‬
‫أمئ ئوال السئئلمحيم فئ ئ بيئئت الئئال‪ .‬كمحئئا أنئئا حئئددت مئئالت صئئرف التمحئئس ‪ ،‬و هئئي سائئتةم ‪ :‬لئ ئ ‪،‬و‬
‫للرسائئول ‪،‬و لئئذوي القرب ئ ‪ ،‬و اليتئئامى ‪ ،‬و السئئاكيم ‪ ،‬و ابئئن الس ئبحيل ‪ .‬لكئئن الئئابري ل ئ يئئذكر إل‬
‫الثلثةم الوليم فقط ‪ ،‬فلمحاذا أغفل البحاقيم ؟ ‪.‬‬
‫و تلك اليةم ل تعط للماما حريةم التصرف ف أموال المحس حسب هواه ‪ ،‬و إنا عليه أن تيوزعهئئا‬
‫وفئ ئئق أوامئ ئئر الش ئ ئريعةم الئ ئئت حئ ئئددت مئ ئئالت الصئ ئئرف ‪ ،‬و يإئ ئئب فهمحهئ ئئا ف ئ ئ إطئ ئئار روح الش ئ ئريعةم و‬
‫مقاصدها و نصوصها ‪ ،‬الئت تأمر بالعئدل و الحسئان و إيصئال القئوق إلئ أهلهئا ‪ .‬لكئن الئابري‬
‫ويجه اليةم توجيها غي صئئحيح ‪ ،‬لتتفئق مئئع فكرتئه الاطئئةم حئئول العامئل القتصئادي الحئرك للثئئورة ‪،‬و‬
‫ت‬
‫‪843‬‬
‫العقل السياساي ‪ ،‬صا‪. 142 :‬‬
‫‪844‬‬
‫أنظر مثل ‪ :‬ج ‪ 2‬صا‪ 118 :‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫‪845‬‬
‫سايأت ذكر بعضها قريبحا ‪.‬‬
‫التعلقةم أيضا باتاما عثمحان بالنراف عن الشرع ف التصرف بأموال السلمحيم و التلعب با ‪.‬‬
‫و بذلك يتبحيم أن تلك اليةم ليست كمحا قال الئابري بأنئا تئث البحئاحث علئى التصئديق بئا‬
‫يئتئروى عئئن عثمحئئان فئ تصئيرفه فئ بيئئت الئئال‪ .‬بئئل هئئي علئئى العكئئس مئئن ذلئئك ‪ ،‬تعلنئئا ل نصئئدق بئئا‬
‫تروي عن عثمحان ف تصرفه مع خس الغنائم ‪ ،‬فهو صحاب جليل و خليفةم راشد ‪ ،‬مشهود له بالنئئةم‬
‫‪ ،‬ل تيالف الشرع الذي أمره بتوزيع المحئس علئى سائتةم أقسئاما ‪ ،‬فتيعطئل القسمحةم و يإعلهئا قي قسم‬
‫واحد هو ‪ :‬قسم ذوي القرى ! ‪.‬‬
‫و الابري عندما اتم عثمحان بذلك معتمحدا على كتئئاب المامئةم و السياسائةم ‪ ،‬و تاريئئخ اليعقئوب‬
‫‪ ،‬أغفل روايةم ذكرها الطئبخي تئالف مئا ادعاه هئو‪-‬أي الئابري‪ ، -‬و مفادهئا أن عثمحئان عنئدما اتمحئه‬
‫الثئوار بإعطئئاء أقئئاربه المئوال مئئن بيئئت الئئال ‪ ،‬دافئئع عئئن نفسئئه ‪ ،‬و أعلئئن أمئئاما النئئاس أنئئه ل يسئئتحل‬
‫أموال السلمحيم ‪ ،‬و أنه لئ يتصئرف فئ المحئس إل بئا أمئر بئه الشئرع ‪،‬و ل يأكئل إل مئن مئاله‪. 846‬‬
‫فهذه الروايةم و إن كان ف إسانادها ضعف لن من رجالا سائيف بن عمحئر التمحيمحئي و هئو ضئعيف ‪،‬‬
‫فإنئئا أولئ مئئن روايئئات الؤملئئف الهئئول ‪ ،‬و اليعقئئوب التحيئئزّ ‪ .‬و هئئي أيضئئا تئئرد مئئا ادعئئاه الئئابري فئ‬
‫اتامه لعثمحان ‪ ،‬و كان عليه أن ل يغفلها و يتصرف معها بطريقةم علمحيةم‪ .‬علمحا بأن هذه الروايئئةم هئئي‬
‫الئئت تتفئئق مئئع أخلق الصئئحاب الليئئل عثمحئئان بئئن عفئئان الشئئهود لئئه بالنئئةم ‪ ،‬و هئئو مئئن السئئابقيم‬
‫الوليم من الهاجرين و النصار الذين رضي ال عنهم و رضوا عنه ‪ ،‬بشهادة القرآن الكري ‪.‬‬
‫و أمئئا الطئئأ الثئئالث –مئئن المحوعئئةم الولئئ‪ ،-‬فيتمحثئئل فئ أن الئئابري نقئئل خئبخا عئئن اليعقئئوب مئئن‬
‫دون اعئتاض و ل تقيئئق ‪ ،‬و ذكئئره بطريقئئةم تتفيئئد الثبحئئات ل الشئئك ‪ ،‬عنئئدما قئئال ‪ :‬إن عثمحئئان منئئع‬
‫بعض كبحار الصحابةم أعطياتم ‪ ،‬كمحا فعل مع عبحد ال بن مسعود‪. 847‬‬
‫و زعمحئئه هئئذا غيئ ثئئابت ‪ ،‬لن هنئئاك مصئئادر أخئئرى ذكئئرت مئئا تيئئالف ذلئئك ‪ ،‬منهئئا ‪ :‬البحدايئئةم و‬
‫النهايئ ئئةم لبئ ئئن كئ ئئثي ‪ ،‬و سائ ئئي أعلما النبحلء ‪ ،‬و اللفئ ئئاء الراشئ ئئدون ‪ ،‬لشئ ئئمحس الئ ئئدين الئ ئئذهب ‪ ،‬الئ ئئت‬
‫ذكئئرت أن ابئئن مسئئعود هئئو الئئذي تلئئى عئئن عطئئائه طواعيئئةم ‪ ،‬بعئئدما أصئبحح غنيئئا ‪،‬و قئئد مئئات و تئئرك‬
‫خلفه ثروة‪ . 848‬لكن الذهب ذكر روايةم أخرى توافق ما ذكئئره اليعقئوب مئن أن عثمحئان هئئو الئذي حئرما‬
‫عبحد ال ابن مسعود من عطائه ‪ ،‬لكنها غي صحيحةم الساناد ‪ ،‬لنه تمنقطع‪ . 849‬و بئذلك يتئبحيم أن‬
‫ما قاله الئابري غيئ ثابت و خلفئه هئو الثئابت ‪ ،‬فكئان عليئه أن يإمحئع الروايئات و يققهئا قبحل أن‬

‫‪846‬‬
‫الطبخي ‪ :‬تاريخ الطبخي ‪ ،‬ج ‪ 2‬صا‪. 651 :‬‬
‫‪847‬‬
‫العقل السياساي ‪ ،‬صا‪. 142 :‬‬
‫‪848‬‬
‫البحدايةم ‪ ،‬ج ‪ 7‬صا‪ . 175 :‬و السي ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪ . 497 :‬و اللفاء الراشدون ‪ ،‬صا‪. 220 :‬‬
‫‪849‬‬
‫أنظر ‪ :‬ساي أعلما النبحلء ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪. 498 :‬‬
‫تيدون ما نقلناه عنه ‪.‬‬
‫و الطأ الخي –الرابئع مئن المحوعئةم الولئ‪ -‬يتعلق بعمحال عثمحئان علئى المصئار ‪ ،‬فقئد ادعى‬
‫الئئابري أن مئئا زاد فئ تئئأزما الوضئئاع زمئئن عثمحئئان ‪ ،‬هئئو أنئئه جعئئل )) تجئئل عمحئئاله مئئن بنئ أميئئةم قئبحيلته‬
‫((‪ . 850‬و زعمحئئه هئئذا غي ئ صئئحيح ‪ ،‬و ل يثبحئئت أمئئاما القئئائق التارييئئةم ‪ ،‬لن عثمحئئان كمحئئا اسائئتعمحل‬
‫ت مئن ولتئه عشئرين واليئا‪ ،‬و‬ ‫مئن أقئاربه ‪ ،‬فقئد اسائتعمحل أكثر منهئم مئن قبحائئل أخئرى ‪ ،‬و قئد أحصئي ت‬
‫هئم ‪ :‬عبحئئد الئ بئن الضئئرمي ‪،‬و القاسائئم بئن ربيعئةم الثقفئئي ‪ ،‬و يعلئئى بئن منيئةم ‪،‬و الوليئئد بئن عقبحئةم ‪،‬و‬
‫ساعيد بن العاصا ‪،‬و عبحد ال بن ساعد بن أب سارح ‪،‬و معاويةم بن أب سافيان ‪ ،‬و عبحد ال بئئن عئئامر‬
‫بن كريزّ ‪،‬و ممحد بن أب بكر‪ ،‬و أبو موسائى الشئعري ‪،‬و جريئر بن عبحئد الئ ‪،‬و الشئعث بن قيئس‬
‫‪، ،‬و عتبحئ ئئةم بئ ئئن النحئ ئئاس ‪،‬و السئ ئئائب بئ ئئن القئ ئئرع ‪،‬و سائ ئئعد بئ ئئن أبئ ئ وقئ ئئاصا ‪ ،‬و خالئ ئئد بئ ئئن العئ ئئاصا‬
‫الخزّومئئي‪ ،‬و قيئئس بئئن اليثئئم السئئلمحي ‪ ،‬و حئبحيب بئئن اليبئئوعي ‪،‬و خالئئد بئئن عبحئئد الئ بئئن نصئئر ‪،‬و‬
‫أميم بن أب اليشكري ‪.851‬‬
‫فهؤملء هم ولته الذين أحصيتهم ‪ ،‬ل يوجد منهم من أقاربه إل خسةم من عشئرين واليئئا‬
‫‪ ، ،‬و هم ‪ :‬معاويةم بئن أبئ سائفيان ‪،‬و الوليئد بئن عقبحئةم ‪،‬و سائعيد بئن العئئاصا ‪،‬و عبحئئد الئ بئن سائعد‬
‫بئئن أب ئ سائئرح ‪،‬و عبحئئد ال ئ بئئن عئئامر بئئن كريئئزّ ‪ .‬فهئئل يصئئح – بعئئد هئئذا – أن تيقئئال أن عثمحئئان‬
‫ص أقاربه بالمارة دون غيهم من الناس ؟ ‪ .‬و ربا يقئال أنئه أكئثر مئن أقئاربه فئ السئنوات الخية‬ ‫خ ي‬
‫من خلفته ‪ ،‬لذلك تأيلب عليه الشاغبحون ‪ .‬و هذا ادعاء غيئ صئئحيح ‪،‬و مبحئالغ فيئئه جئدا ‪ ،‬لنئئه إذا‬
‫لته ف السنةم الخية من خلفته ) سانةم ‪ 35:‬ه( وجدنا ثلثةم فقط من أقاربه ‪ ،‬و هم ‪:‬‬ ‫رجعنا إل تو ي‬
‫معاويةم على الشاما ‪،‬و عبحد ال بن ساعد بن أب سارح على مصئر ‪ ،‬و عبحئد الئ بن كريئزّ علئى البحصئرة‬
‫‪ .‬و بئئاقي ولتئئه – ف ئ تلئئك السئئنةم – مئئن غي ئ أقئئاربه‪ ،‬و عئئددهم تسئئعةم ‪ ،‬و هئئم ‪ :‬قيئئس بئئن اليثئئم‬
‫السلمحي على خراساان ‪ ،‬و القاسام بن ربيعئةم الثقفئي علئى الطئائف ‪،‬و يعلئى بن منيةم علئى صئنعاء ‪،‬و‬
‫أبئئو موسائئى الشئئعري علئئى الكوفئئةم ‪ ،‬و جريئئر بئئن عبحئئد الئ علئئى قرقيسئيا ‪،‬و الشئئعث بئن قيئئس علئئى‬
‫أذربيجئئان ‪،‬و عتبحئئةم بئئن النحئئاس علئئى حل ئوان ‪،‬و السئئائب بئئن القئئرع علئئى أص ئبحهان‪ . 852‬أل تئئرى أن‬
‫عثمحان قد اتذ عمحئال مئن متلئف القبحائئل ‪ ،‬و أن ولتئه مئن أقئاربه هئم ثلثئةم مقابئل تسئعةم ليسئوا مئن‬
‫صئئهم بالوليئئات‬‫أقاربه ؟ فهذا يثبحت أن الناقمحيم عليه افتوا عليه عندما اتمحوه بأنه حاب أقئئاربه ‪،‬و خ ي‬
‫دون غيهئئم مئئن النئئاس ‪ ،‬فصئيدق الئئابري بئئذلك و ردده فئ كتئئابه العقئئل السياسائئي العربئ مئئن دون‬
‫‪850‬‬
‫العقل السياساي ‪ ،‬صا‪. 146 :‬‬
‫‪851‬‬
‫الطبخي ‪ :‬الصئئدر السئابق ‪ ،‬ج ‪ 2‬صا‪. 693 :‬و الئئذهب ‪ :‬السئي ‪ ،‬ج ‪3‬صا‪. 482 :‬و خليفئةم خيئاط ‪ :‬تاريئخ خليفئةم خيئاط‬
‫‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪. 157 ، 156 :‬‬
‫‪852‬‬
‫الطبخي ‪ :‬الصدر السابق ج ‪ 2‬صا‪. 693 ، 605 :‬‬
‫تقيئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئق لئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئه ‪.‬‬
‫و أما ما أشار إليه الابري من أن عمحئال عثمحئان مئن قئبحيلته كئان فيهئم مئن طتعئن فئ سائلوكهم‬
‫‪،‬و كانوا مل للنتقاد‪. 853‬فإنن أتشئي هنئا إلئ أن معظئم التامئات الوجهئةم إلئ هئؤملء هئي اتامئات‬
‫باطلئ ئئةم‪ ، 854‬افتاهئ ئئا الئ ئئرواة الكئ ئئذابون رؤوس الفتنئ ئئةم لتثئ ئئوير النئ ئئاس علئ ئئى عثمحئ ئئان و عمحئ ئئاله ‪ ،‬و تقيئ ئئق‬
‫أهدافهم الدنيويةم البحيتةم سالفا‪ .‬و قد كئان عمحئئال عثمحئان مئئن أقئئاربه كلهئئم فئ مسئتوى ل بئأس بئه مئئن‬
‫الخلق و ال ئزّما‪ ،‬و الشئئجاعةم و العئئدل بيم ئ الرعيئئةم ‪ ،‬عكئئس مئئا كئئان تيروجئئه عنهئئم تخصئئومهم مئئن‬
‫الكئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئاذيب و التامئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئات ‪.‬‬
‫فالوليد بن عقبحةم بن أب معيط ‪ ،‬كان قد اساتعمحله أبو بكر و عمحئئر علئى الصئدقات ‪ ،‬ثئ وله‬
‫عثمحئئان علئئى الكوفئئةم مئئا بيم ئ ‪ -25 :‬ئ ‪29‬هجريئئةم ‪ ،‬تروي أنئئه كئئان خللئئا عئئادل مئئع رعيتئئه ‪ ،‬أفئئاض‬
‫عليها اليات‪،‬و ل يكن على داره باب ‪.‬و عندما عزّله عثمحان تفجع عليه الحرار و العبحيئئد ‪ ،‬و قئئد‬
‫عزّلئئه عنئئدما شئئهد عليئئه بعئئض النئئاس أنئئه شئئرب المحئئر ‪ ،‬فأقئئاله و أقئئاما عليئئه الئئد‪ . 855‬فهئئذا الرجئئل‬
‫ارتكب ذنبحا بشربه للخمحر ‪ ،‬فحيده عثمحان و عزّلئئه مئئن منصئبحه ‪ ،‬لكنئئه ذنئئب ل تيلغئئي أعمحئئاله الصئئالةم‬
‫‪ ،‬و حئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئب النئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئاس لئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئه ‪.‬‬
‫و أمئا سائئعيد بئن العئاصا فقئد عينئه عثمحئان واليئا علئئى الكوفئةم خلفئا للوليئد ‪ ،‬مئن سائنةم ‪ 29‬إلئ‬
‫‪34‬هجريئةم ‪ ،‬كئانت لئه فتوحئات فئ أذربيجئان ‪،‬و جرجئان ‪ ،‬و طبخسائتان ‪ ،‬و غيهئا مئن البحلئدان ‪ ،‬و‬
‫كئئان موصئئوفا بالكمحئئةم و العقئئل ‪ ،‬و حسئئن السئئية و الس ئريرة ‪ ،‬كئئثي الئئود حسئئن الخلق‪. 856‬‬
‫و أما عبحد ال بن ساعد بن أب سارح وال مصر ‪ ،‬كأن قد أسالم ف العهد الكئي ثئ ارتئد عئن‬
‫السالما ‪ ،‬لكن النب –عليه الصئلة و السئلما‪ -‬قبحئل تئوبته و رجئوعه إلئ السائلما يئوما فتح مكئةم ‪ .‬و‬
‫قد وله عمحر ابن الطاب صعيد مصر ‪ ،‬ث وله عثمحان مصر كلها ‪ ،‬فكانت سايته مستقيمحةم أثنئئاء‬
‫وليتئه عليهئا ‪،‬و حقئق انتصئارات جهاديةم مشئهورة ‪ ،‬منهئا فتح إفريقيئةم سانةم ‪27‬هجريئةم ‪ ،‬و النتصئار‬
‫على الروما ف معركةم ذات الصواري سانةم ‪ 34‬هجريةم‪ .‬و أما التامات الت وجهها إليه رؤوس الفتنئئةم ‪،‬‬

‫‪853‬‬
‫العقل السياساي ‪ ،‬صا‪. 146 :‬‬
‫‪854‬‬
‫لقد جعتهئا و حققتهئا ‪ ،‬تئبحيم أن معظمحهئا ل يصح‪ ،‬و للتوسائئع فئ ذلئك أنظئر كتابنئا ‪ :‬الثئورة علئى سائيدنا عثمحئان بئن عفئان‬
‫‪ ،‬صا‪ 14 :‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫‪855‬‬
‫أنظ ئئر ‪ :‬الط ئئبخي ‪ :‬التاري ئئخ ‪ ،‬ج ‪ 2‬صا‪ ، 621 ،72 :‬ج ‪ 3‬صا‪ . 221 :‬و اب ئئن ك ئئثي ‪ :‬البحداي ئئةم ‪ ،‬ج ‪ 7‬صا‪ . 151 :‬و‬
‫البحخاري‪ :‬الصحيح ‪ ،‬كتاب فضائل الصحابةم ‪ ،‬ج ‪ 3‬صا‪ . 1405 :‬و مسلم ‪ :‬الصحيح ‪ ،‬ج ‪ 3‬صا‪. 1331 :‬‬
‫‪856‬‬
‫الئئذهب ‪ :‬السئئي ‪ ،‬ج ‪ 3‬صا‪ . 443 :‬و ابئئن كئئثي ‪ :‬البحدايئئةم ‪ ،‬ج ‪ 8‬صا‪ . 84 :‬و ابئئن العمحئئاد النبحلئئي ‪ :‬الشئئذرات ‪ ،‬ج ‪1‬‬
‫صا‪ . 65 :‬ابن حجر ‪ :‬الصابةم ‪ ،‬ج ‪ 3‬صا‪ . 107 :‬و ابن عساكر ‪ :‬تاريخ دمشق ‪ ،‬ج ‪ ، 21‬صا‪. 142 :‬‬
‫‪857‬‬
‫‪.‬‬ ‫فقئ ئ ئ ئ ئ ئئد تتبحعتهئ ئ ئ ئ ئ ئئا و حققته ئ ئ ئ ئ ئ ئئا فلئ ئ ئ ئ ئ ئئم تصئ ئ ئ ئ ئ ئئح ‪ ،‬و لي ئ ئ ئ ئ ئ ئئس هنئ ئ ئ ئ ئ ئئا م ئ ئ ئ ئ ئ ئئال الئ ئ ئ ئ ئ ئئوض فيهئ ئ ئ ئ ئ ئئا‬
‫و أما وال البحصرة عبحد ال بن عامر بن كريزّ ‪ ،‬فهو ابن خال عثمحان ‪ ،‬وله البحصرة سائنةم ‪29‬‬
‫إل ئ اساتشئئهاد عثمحئئان سائئنةم ‪35‬هجريئئةم ‪ .‬و قئئد كئئانت لئئه فتوحئئات ‪ ،‬و عتئئرف بالسئئخاء و الك ئرما‪ ،‬و‬
‫العدل و الرفق‪ ،‬و اللم و الشئجاعةم ‪ ،‬و حئب رعيتئه لئه‪ . 858‬و لئ أعئثر علئى أيئةم اتامئات وجههئا‬
‫إليئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئه رؤوس الفتنئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئةم الثئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئائرين علئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئى عثمحئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئان و ولتئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئه ‪.‬‬
‫و أما وال الشاما معاويةم ابن أب سافيان فلم أعثر على أي خبخ يتشئي إلئ أن رعيتئه اشئتكت منئه‬
‫أو ثئئارت عليئئه ‪ ،‬مئئا يعن ئ أنئئه كئئان عئئادل ف ئ رعيتئئه مبحوبئئا لئئديها تمتحكمحئئا فيهئئا ‪ ،‬لئئذا ل ئ يكئئن مئئع‬
‫الثئ ئ ئ ئئائرين وفئ ئ ئ ئئد مئ ئ ئ ئئن الشئ ئ ئ ئئاما ‪ ،‬لن الوفئ ئ ئ ئئود الثئ ئ ئ ئئائرة خرجئ ئ ئ ئئت مئ ئ ئ ئئن مصئ ئ ئ ئئر و الكوفئ ئ ئ ئئةم و البحصئ ئ ئ ئئرة ‪.‬‬
‫و أتشئئي هنئئا إلئ أن الئئابري نقئئل عئئن الطئئبخي أن عثمحئئان أعطئئى لئواليه علئئى مصئئر ‪ :‬عبحئئد الئ بئئن‬
‫سائئعد بئئن أب ئ سائئرح تخئئس التمحئئس الئئذي أتخئئذ مئئن غنئئائم فتئئح إفريقيئئةم سائئنةم ‪27‬هجريئئةم‪ . 859‬و هئئذا‬
‫النئئص النقئئول صئريح بئئأن عثمحئئان أعطئئى ذلئئك الئئال لعبحئئد الئ بئئن أبئ سائئرح و هئئو مئئن أقئئاربه ‪ ،‬لكنئئه‬
‫نئئص نئئاقص تصئيرف فيئئه الئئابري حئئت أخرجئئه عئئن حقيقتئئه و سائئياقه النهئئائي ‪ ،‬و ل أدري هئئل فعئئل‬
‫ذلئك نسيانا أما تعمحئدا ؟ ‪ .‬علمحئا بأن النئص الئذي نقلئه يتفئق مئع فكرتئه فئ اتئاما عثمحئان بسئوء توزيئع‬
‫ال ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئثروة و ماب ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئاة أق ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئاربه ‪.‬‬
‫و أما النص كمحا هو عند الطبخي ‪ ،‬فيقول على لسئان عثمحئان ‪ )) :‬و قئالوا ‪ :‬إنئ أعطيئئت ابئن‬
‫أب سارح ما أفاء ال علي ‪ ،‬وإن إنا نفلته خس ما أفئاء الئ عليئه مئن المحئس فكئان مائئةم ألئف وقئد أنفئذ‬
‫مثئئل ذلئئك أبئئو بكئئر وعمحئئر رضئئي الئ عنهمحئئا ‪ ،‬فزّعئئم النئئد أنئئم يكرهئئون ذلئئك فرددتئئه عليهئئم وليئئس ذاك‬
‫لئئم ‪ ،‬أكئئذالك ؟‪ ،‬قئئالوا ‪ :‬نعئئم ‪ . 860(( ...‬فالئئابري تصئ ئيرف فئ ئ النئئص حئئت أخرجئئه مئئن سائئياقه و‬
‫حقيقته ‪،‬و وجهئه كمحئا يتريئد ‪ ،‬فأغفئل دفئاع عثمحئان عئن نفسئه ‪ ،‬و تراجعئه عئن إعطاء تخئس التمحئس‬
‫لعبحد ال واليه على مصر ‪،‬و توزيعه علئى الند ‪،‬و اعئتاف الناقمحيم عليئه بذلك ‪ .‬فتئدبر ذلئك ؟ ! ‪،‬‬
‫إن عمحل الابري هذا ليس من الوضوعيةم العلمحيةم ف شيء ‪ ،‬و هو يندرج ف التحريف و التغليط ‪.‬‬
‫و با أنه تبحيم لنا أن الروايات الت ذكرها الابري ف أسابحاب الثورة على عثمحان غيئ صئئحيحةم ‪،‬‬
‫و أن السابحاب الت ذكرها ليست هي السابحاب القيقيةم ف الثئورة عليئه ‪ ،‬فمحئا هئي السابحاب القيقيئةم‬

‫‪857‬‬
‫أنظر كتابنا ‪ :‬الثورة على سايدنا عثمحان ‪ ،‬صا‪ 31 :‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫‪858‬‬
‫ال ئئذهب‪ :‬الس ئئي ‪ ،‬ج ‪ 3‬صا‪ . 19 :‬و اب ئئن عبح ئئد ال ئئبخ‪ :‬السا ئئتيعاب ‪ ،‬ج ‪ 3‬صا‪ . 933 ، 932 :‬و اب ئئن عس ئئاكر‪ :‬تاريئئخ‬
‫دمشق ‪ ،‬ج ‪ 29‬صا‪ . 261 ،249 :‬و ابن كثي ‪ :‬البحدايةم ‪ ،‬ج ‪ 8‬صا‪. 88 :‬‬
‫‪859‬‬
‫العقل السياساي ‪ ،‬صا‪. 141 :‬‬
‫‪860‬‬
‫تاريخ الطبخي ‪ ،‬ج ‪ 2‬صا‪. 651 :‬‬
‫العمحيقئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئةم و الئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئؤمثرة فئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ الثئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئورة عليئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئه ؟ ‪.‬‬
‫لقد تبحيم ل من دراسات للفتنةم الكبخى أن أسابحابا القيقيةم الرئيسيةم العمحيقةم و الاسةم تتمحثل ف‬
‫أربعئئةم أسا ئبحاب‪ ، 861‬أولئئا السئئد و الغية و النانيئئةم مئئن بعئئض النئئاس خاصئئةم رؤوس الفتنئئةم كالشئئت‬
‫النخع ئئي‪ ،‬و ممح ئئد ب ئئن أبئ ئ تحذيف ئئةم ‪،‬و ممح ئئد ب ئئن أبئ ئ بك ئئر ‪ ،‬ه ئئؤملء و أمث ئئالم دفعته ئئم أن ئئانيتهم و‬
‫حسدهم لبحعض الرجالت التنفذين ف الدولةم من المويييم و غيهم ‪ ،‬إلئ العمحئئل ضئدهم و تئأليب‬
‫النئئاس عليهئئم ‪ ،‬لسائئقاط دولتهئئم ‪ ،‬و هئئذا المئئر أشئئارت إليئئه الروايئئةم الصئئحيحةم الئئت ذكرهئئا السئئن‬
‫البحص ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئري فئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ وص ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئفه للمحجتمح ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئع فئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ناي ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئةم خلف ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئةم عثمح ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئان‪. 862‬‬
‫و الس ئبحب الثئئان يتمحثئئل ف ئ التكئئالب علئئى الئئدنيا و التنئئاحر علئئي تحطامهئئا ‪ ،‬طلبحئئا للمحزّيئئد و‬
‫التوساع ف ملذاتا ‪ ،‬من دون أن يكون ذلك عن فقر و حاجةم ‪ ،‬و إنا كان ذلك عن شبحع و بطنئةم‬
‫‪ ،‬و وفئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئرة للئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئثروة ‪ ،‬و عئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئدل فئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ التوزيئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئع ‪.‬‬
‫و الس ئبحب الثئئالث يتمحثئئل ف ئ العص ئبحيةم القبحليئئةم ‪ ،‬و ذلئئك أن كئئثيا مئئن القبحائئئل غي ئ القرشئئيةم ‪،‬‬
‫يبحئئدو أنئئه اسائئتثقلت احتكئئار قريئئش للسئئلطةم ‪ ،‬و رأت ف ئ ذلئئك إنقاصئئا مئئن مكانتهئئا و تئئأخيا لئئا ؛‬
‫فسعت جاهدة لتغيي ذلك الوضع ‪ ،‬مستخدمةم متلف الوساائل التاحةم لا ‪ ،‬فوجدت ف زمن خلفئئةم‬
‫عثمحئئان الفرصئئةم مواتيئئةم لئئا لتحقيئئق أهئئدافها ؛و قئئد كئئانت القبحائئئل اليمحنيئئةم علئئى رأس العارضئئيم الئئذين‬
‫ثئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئاروا علئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئى عثمحئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئان ‪،‬و هئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئذا أمئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئر أشئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئار إليئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئه الئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئابري نفسئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئه‪. 863‬‬

‫و آخرهئئا –أي الس ئبحب الرابئئع‪ -‬يتمحثئئل ف ئ الكيئئد و الكئئر اللئئذين قئئاما بمحئئا أعئئداء‬
‫السالما و السلمحيم ‪ ،‬لفساد الدين ‪ ،‬و تسمحيم الفكئئر السائئلمي ‪،‬و تفريئئق السئئلمحيم ‪،‬‬
‫و قد قامت بذلك العمحل الاكر الركةم السبحئيةم بزّعامةم عبحد الئ بئئن سائبحأ اليهئئودي التمحسئئلم‬
‫‪ ،‬ال ئئت نش ئئرت بيمئ ئ الس ئئلمحيم الرف ئئض ‪،‬و حكاي ئئةم الوص ئئيةم ‪،‬و أن علي ئئا ه ئئو الوص ئئي ‪ ،‬وأن‬
‫الصئئحابةم ظلمحئئوه ‪.‬و قئئد واصئئلت نشئئاطها بعئئد مقتئئل عثمحئئان ‪،‬و بلئئغ المئئر ببحعئئض أتبحاعهئئا‬
‫إل ئ ئ ئ تئ ئ ئئأليه علئ ئ ئئي بئ ئ ئئن أب ئ ئ ئ طئ ئ ئئالب ‪ ،‬الئ ئ ئئذي تصئ ئ ئئدى لئ ئ ئئم ب ئ ئ ئزّما وأحرقهئ ئ ئئم بالنئ ئ ئئار‪. 864‬‬
‫‪861‬‬
‫هذا ل ينع من وجود أسابحاب أخرى ثانويةم ل تكن حاسةم ‪ ،‬اساتغلها دعاة الفتنةم ف الثورة على عثمحان ‪.‬‬
‫‪862‬‬
‫سابحق ذكرها و توثيقها ‪.‬‬
‫‪863‬‬
‫أنظر ‪ :‬العقل السياساي ‪ ،‬صا‪. 172 ،152 :‬‬
‫‪864‬‬
‫الطئبخي‪ :‬تاريئخ الطئبخي ‪ ،‬ج ‪ 2‬صا‪ . 647 :‬و ابئن كئثي ‪ :‬البحدايئةم ‪ ،‬ج ‪ 7‬صا‪ . 186 :‬و ابئن عسئاكر‪ :‬الصئدر السئابق ‪،‬‬
‫ج ‪ 29‬صا‪ . 10 :‬ابن قتيبحئةم‪ :‬تأويئل متلئف الئديث‪ ،‬صا‪ . 73 :‬و ابئن حجئر‪:‬اللسئان ‪ ،‬ج ‪ 3‬صا‪. 289 :‬و ابئن عسئاكر ‪:‬‬
‫تاريئئخ دمشئئق‪ ،‬ج ‪ 29‬صا‪ . 10 :‬و ابئئن تيمحيئئةم ‪ :‬منهئئاج السئئنةم النبحويئئةم ‪ ،‬ج ‪ 3‬صا‪.459 :‬و الئئذهب‪ :‬ميئزّان العتئئدال ‪ ،‬ج‬
‫‪ 4‬صا‪. 105 :‬و ابن حجر ‪ :‬لسان اليزّان‪ ،‬ج ‪ 3‬صا‪. 289 :‬‬
‫و أما المحوعةم الثانيةم فتتعلق بوقف الصحابةم من الفتنةم الكبخى و دورهم فيها ‪ ،‬و تتضمحن‬
‫سابحعةم أخطاء ‪ ،‬أولا يتمحثل ف أن الابري ادعى أن المصادر تتشي بوضوح إل أن بعض الصحابةم‬
‫كعمحار و علي ‪ ،‬و طلحةم و الزّبي ‪ ،‬حرضوا الثوار على عثمحان ‪،‬و كان لم تنظيم مركزّي بالدينةم‬
‫‪،‬و لم اتصالت بالثائرين ف الطراف ‪ .‬و عندما حاصر الثوار الدينةم امتنع عمحار من الروج‬
‫‪-‬عندما أمره عثمحان‪ -‬إل الثوار لردهم ‪ ،‬و قال‪ )) :‬و ال ل أردهم عنه ((‪. 865‬‬
‫و قوله هذا ل يصح‪ ،‬لنه اعتمحد على روايةم إسانادها غي صحيح ‪ ،‬لن من رجاله ‪ :‬ممحد بن‬
‫عمحر الواقدي )ت ‪207‬ه( ‪ ،‬و هو ليس بثقةم‪ ،‬متهم بالكذب و التحريف و التدليس ‪ ،‬و معروف‬
‫بروايةم الناكي عن الهوليم ‪ ،‬و كان حاطب ليل ف مؤملفاته ‪ ،‬خيلط فيها الغث و السمحيم ‪،‬و الرز‬
‫بالدر الثمحيم ‪ ،‬لذا طرحه العلمحاء و ل يتجوا به‪ ،‬حت قال الشافعي عن مؤملفاته ‪ :‬تكتب الواقدي‬
‫كذب‪ . 866‬و من كانت تلك هي أخلقه و منهجيته‪ ،‬فل يصح الخذ عنه و ل العتمحاد عليه‬
‫ف أمر خطي كالذي نن بصدده ‪ ،‬خاصةم و أن الواقدي كان يتشيع ‪ ،‬تيارس التقيةم و تيفي‬
‫التشيع و تيظهر التسنن‪ . 867‬مع العلم أن الروايةم الت ذكرها الابري تتوافق مع مذهب الواقدي‪،‬‬
‫لنا تطعن ف الصحابةم ‪.‬‬
‫و تيلحظ على الابري أنه ف ذكره لتك الروايةم قال‪ :‬إن الصادر تتشي ‪ ، ...‬و ل يذكر إل‬
‫مصدرا واحدا فقط ‪ ،‬هو تاريخ الطبخي‪ . 868‬و هذا خطأ منهجي واضح ف الكتابةم العلمحيةم ‪ ،‬لنه‬
‫يتضمحن تغليطا للقراء‪ .‬كمحا أن الروايةم الت ذكرها ل تيققها إسانادا و ل متنا ‪ ،‬و بن عليها‬
‫اساتنتاجاته الطية ‪ ،‬الت تطعن ف كبحار الصحابةم الشهود لم باليان و العمحل الصال ‪.‬‬
‫و الطأ الثان ادعى فيه الابري أن الصادر أجعت على أن الصحابييم طلحةم و الزّبي كانا‬
‫الركييم البحاشريين للثورة على عثمحان ‪ ،‬و أنمحا كانا وراء الرساالةم الت تأرسالت باسام الصحابةم إل‬
‫المصار تدعو الاهدين إل القدوما إل الدينةم (( ‪ ،‬لساتجاع القوق و إنقاذ السالما من عثمحان‬
‫بن عفان ‪ ،‬و مطلعها ‪ )) :‬من الهاجرين الوليم و بقيةم الشورى ‪ ،‬إل بن بصر من الصحابةم و‬
‫التابعيم و بعد ‪ ،‬فإن كتاب ال قد تبدل و سانةم رساوله قد تغيت ‪ . (( ...‬ث عندما واجه زعيم‬
‫الثوار الشت النخعي الصحاب طلحةم بن عبحيد ال بتلك الرساالةم ل ينكرها‪. 869‬‬

‫‪865‬‬
‫العقل السياساي ‪ ،‬صا‪. 183 :‬‬
‫‪866‬‬
‫الذهب‪ :‬السي ‪ ،‬ج ‪ 9‬صا‪ . 469 :‬و ابن أب حات ‪ :‬الرح و التعديل ‪ ،‬ج ‪ 8‬صا‪. 20 :‬‬
‫‪867‬‬
‫ابن الندي ‪ :‬الفهرسات ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪. 144 :‬‬
‫‪868‬‬
‫العقل السياساي ‪ ،‬صا‪. 183 :‬‬
‫‪869‬‬
‫نفس الرجع ‪ ،‬صا‪150 :‬‬
‫و زعمحه هذا غي ثابت ‪ ،‬و فيه تغليط و تضخيم لا ذكره ‪ ،‬لنه أول ادعى أن الصادر‬
‫أجعت على ما ذهب إليه ‪ ،‬و ل يذكر إل مصدرين ‪ ،‬ها‪ :‬المامةم و السياساةم الهول مؤملفه ‪ ،‬و‬
‫تاريخ الطبخي ‪ ،‬فهمحا إذاة مصدران اثنان فقط ‪ ،‬فأين الصادر الت قال أنا أجعت على ما ادعاه ؟‬
‫! ‪ .‬و حت أنه لو اساتخدما أربعةم أو خسةم مصادر فل يصح القول بأن الصادر أجعت على ما‬
‫ذهب إليه ‪ ،‬لن الصادر الت تناولت الفتنةم الكبخى كثية ‪ ،‬تتوزع على كتب التواريخ و التاجم ‪،‬‬
‫و الديث و الرح و التعديل ‪ ،‬و الدب ‪.‬‬
‫و أما زعمحه بأن طلحةم و الزّبي كانا الركييم للثورة على عثمحان ‪ ،‬فهو زعم يتاج إل إثبحات ‪،‬‬
‫علمحا بأن الروايتييم اللتيم ذكرها ل تيوجد فيهمحا تصريح بأن طلحةم و الزّبي –رضي ال عنهمحا‪ -‬كانا‬
‫الركييم للثورة ‪ .‬فالرساالةم الول و مطلعها ‪)) :‬من الهاجرين الوليم و بقيةم الشورى (( ‪ ،‬ليست‬
‫صريةم بأنمحا ها اللذان كتبحا الرساالةم ‪ ،‬فهي على فرض صحتها‪-‬جدل‪ ، -‬فتيحتمحل أن يكون بعض‬
‫الناس كتبحها على لسان الصحابةم أو على لسان بعضهم ‪.‬‬
‫و ثانيا إن اساتنتاجاته الت بناها على روايةم كتاب المامةم و السياساةم ‪ ،‬هي اساتنتاجات باطلةم ‪،‬‬
‫لن الروايةم ذاتا غي صحيحةم إسانادا ‪ ،‬و تردها روايات أخرى متنا ؛ فمحن حيث الساناد فهو غي‬
‫صحيح ‪ ،‬لن من رجاله ‪ :‬الؤملف ‪ ،‬و الخول بن إبراهيم ‪ ،‬و أبو حزّة الثمحال‪ . 870‬الول مهول‬
‫تمغرض مطعون فيه ‪ ،‬ل يصح العتمحاد عليه فيمحا ديونه ف كتابه المامةم و السياساةم ‪ .‬و الثان يبحدو‬
‫أنه مهول الال والعيم ‪ ،‬فلم أعثر له أي ذكر ف كتب الرح و التعديل‪ ،‬و التاجم و التواريخ‪ .‬و‬
‫الثالث ضعيف متوك ليس بشيء ‪ ،‬شيعي تيؤممن بالرجعةم‪ . 871‬و الروايةم الت رواها تتفق مع مذهبحه‬
‫ف الطعن ف الصحابةم و الط من مكانتهم ‪ .‬و أما متنا فتوجد روايات كثية تالف ما ذهب إليه‬
‫الابري ف اعتمحاده على روايةم المامةم و السياساةم و تاريخ الطبخي ؛ و تلك الروايات نصت صراحةم‬
‫على براءة كبحار الصحابةم من التآمر على عثمحان و كتابتهم للرساائل ضده ‪ ،‬و سانذكرها قريبحا إن‬
‫شاء ال تعال ‪.‬‬
‫و أشي هنا إل أن الطبخي ذكر روايتيم ف تاريه فيهمحا تصريح بأن الصحابةم بالدينةم كتبحوا إل‬
‫الصحابةم بالمصار دعوهم إل العودة من الهاد لنقاذ السالما و الهاد من أجله عندهم‬
‫بالدينةم‪ . 872‬الول إسانادها ل يصح ‪ ،‬لن من رجاله ‪ :‬ممحد بن عمحر الواقدي ‪ ،‬و هو ضعيف‬
‫تمتهم بالكذب ‪،‬و يروي الناكي عن الهوليم ‪،‬و تيارس التقيةم‪. 873‬و الروايةم الثانيةم من رجال‬

‫‪870‬‬
‫المامةم و السياساةم ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪. 52 ، 42 :‬‬
‫‪871‬‬
‫ابن حجر ‪ :‬التقريب ‪ ،‬ج ‪ ،1‬صا‪ . 132 :‬و العقيلي ‪ :‬الضعفاء ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪. 172 :‬‬
‫‪872‬‬
‫ج ‪ 2‬صا‪. 662 ، 644 :‬‬
‫‪873‬‬
‫سابحق توثيق ذلك ‪.‬‬
‫إسانادها ‪ :‬عبحد الرحن بن يسار الدن ‪ ،‬و ممحد بن إساحاق بن يسار ‪ ،‬و عمحرو بن حاد بن‬
‫طلحةم الكوف ‪ ،‬و جعفر بن عبحد ال المحدي ‪ .‬الول هو الذي روى البخ ‪ ،‬لكنه ل يكن شاهد‬
‫عيان فيمحا رواه ‪ ،‬فهو من الطبحقةم الثالثةم ‪ ،‬كان عليه أن تيصرح عمحن سعه‪ ،‬و عليه فإن البخ‬
‫تمرسال‪ . 874‬و الثان تمتهم بالكذب مشهور بالتدليس عن الضعفاء و الهوليم ‪ ،‬ترمي بالتشيع ‪ ،‬و‬
‫الثالث كان رافضيا‪ ، 875‬فالبخ موافق لذهبحه ‪ ،‬و هو يصب ف خدمةم التشيع و الرفض ‪ .‬و أما‬
‫الراوي الرابع فيبحدو أنه مهول الال ‪ ،‬فلم أعثر على جرح و ل على تعديل يتعلقان به ‪ .‬و بذلك‬
‫تكون روايةم الطبخي الثانيةم غي صحيحةم هي أيضا ‪.‬‬
‫وأشي هنا إل أن الشرار الثائرين على عثمحان هم الذين كانوا يكتبحون الرساائل باسام الصحابةم‬
‫و زوجات النب‪-‬عليه الصلة و السلما‪ ، ،-‬و ليس الصحابةم و أمهات الؤممنيم هم الذين كتبحوها ‪.‬‬
‫لكنن ل أدري هل الابري تنبحه إل ذلك و أغفله ‪ ،‬أما ل يتنبحه إليه ؟ ‪.‬و الذليل على ما قلته هو‬
‫أنه قد صيح البخ‪ 876‬بأنه لا اساتشهد عثمحان‪ -‬رضي ال عنه‪ -‬و أنكرت عائشةم أما الؤممنيم قتله ‪،‬‬
‫ت إل الناس تأمرهم بالروج إليه (( فقالت ‪:‬‬ ‫ت كتبح ل‬‫قال لا مسروق بن الجدع ‪ )) :‬هذا عمحلك أن ل‬
‫ت إليهم بسوداء ف بيضاء ‪ ،‬حت‬ ‫)) ل و الذي آمن به الؤممنون ‪،‬و كفر به الكافرون ‪ ،‬ما كتبح ت‬
‫ت ملسي هذا (( ‪ ،‬ث قال ساليمحان العمحش –أحد الرواة‪ : -‬إنم كانوا يرون أنه تكتب علي‬ ‫جلس ت‬
‫لسانا ((‪ . 877‬و ف روايةم أخرى‪ 878‬أن الشت النخعي جاء إل عائشةم – رضي ال عنها‪ -‬و قال‬
‫لا ‪ )) :‬ما تقوليم ف قتل عثمحان ؟ ‪ ،‬فقالت ‪ :‬معاذ ال أن آمر بسفك دماء السلمحيم ‪ ،‬و‬
‫اساتحلل حرماتم و هتك حجابم(( ‪ ،‬فقال لا الشت ‪ )) :‬كتبحت إلينا تأمرننا ‪ ،‬حت إذا قامت‬
‫الرب على سااق ‪ ،‬أنشأتن تنهيننا (( ‪ ،‬فحلفت عائشةم بقولا ‪ )) :‬ل و الذي آمن به الؤممنون و‬

‫‪874‬‬
‫ابن حجر‪ :‬التقريب‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪ . 370 :‬و البحخاري‪ :‬الصحيح ‪ ،‬ج ‪ 3‬صا‪. 1395 :‬‬
‫‪875‬‬
‫عن الثان و الثالث أنظر‪ :‬ابن الوزي‪ :‬الضعفاء‪ ،‬ج ‪ 3‬صا‪ . 41 :‬و ابن حجر ‪ :‬التقريئب‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪ . 476 :‬و الئذهب ‪:‬‬
‫الغنئ ئ فئ ئ الضئ ئئعفاء ‪ ،‬ج ‪ 2‬صا‪ . 483 :‬و ابئ ئئن حجئ ئئر‪ :‬طبحقئ ئئات الدلس ئئيم ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬مكتبح ئئةم الن ئئار ‪ ،‬عمح ئئان ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا ‪:‬‬
‫‪. 51‬‬
‫‪876‬‬
‫رجاله كلهم ثقات ‪ ،‬و هم ‪ :‬أبو معاويةم الضرير ‪،‬و ساليمحان العمحئش ‪،‬و خيثمحئةم بئن عبحئد الرحئن ‪،‬و مسئروق بئن الجئدع ‪.‬‬
‫انظئ ئ ئئر ‪ :‬الئ ئ ئئذهب ‪ :‬الس ئ ئ ئيي ج ‪ 9‬صا‪،93 :‬و ابئ ئ ئئن حجئ ئ ئئر ‪ :‬النقريئ ئ ئئب ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪،254 :‬و تئ ئئذيب التهئ ئئذيب ‪ ،‬ج ‪10‬صا‪:‬‬
‫‪،100‬و الزّي‪ :‬تذيب الكمحال‪ ،‬ج ‪ 8‬صا‪. 370 :‬‬
‫‪877‬‬
‫ابن ساعد ‪ :‬الطبحقات ‪ ،‬ج ‪3‬صا‪. 82 :‬‬
‫‪878‬‬
‫يبحدوا أنا صحيحةم الساناد ‪ ،‬على ما قاله مقق كتاب السنةم للخلل ‪ ،‬ج ‪2‬صا‪. 340 :‬و هو قد أشار إل أنه ل يتوصئئل‬
‫إل معرفةم عائشةم بنت عمحرة أما الجاج الدليةم ) نفسه ‪ ،‬ج ‪ 2‬صا‪ ، ( 340 :‬لكن يبحدوا أنا صحابيةم ‪-،‬فهي ثقةم ‪ ،-‬لن‬
‫ابن حجر ذكرها ف كتابه الصابةم ف معرفئةم الصئحابةم ج ‪8‬صا‪ . 44 :‬و الروايئةم فئ النهايئةم تتقئوى بالروايئةم الصئحيحةم السئابقةم‬
‫الذكر ‪.‬‬
‫ت إليهم ساوداء ف بيضاء ف أمر عثمحان إل يومي هذا ((‪ . 879‬و هذا‬ ‫كفر به الكافرون ‪ ،‬ما كتبح ت‬
‫يعن أن رؤوس الفتنةم كانوا تيزّيورون الكتب على لسان زوجات رساول ال –عليه الصلة و السلما‪-‬‬
‫و ينسبحونا إليهن ‪ ،‬ليستخدموها كوسايلةم فعالةم ف تريض الناس على عثمحان و ولته ‪،‬و إعطاء‬
‫شرعيةم لعمحالم التخريبحيةم ‪ ،‬بدعوى أن الصحابةم هم الذين شيجعوهم عليها ‪،‬و يتوافقونم عليها‬
‫و يزّيد ذلك تأكيدا و توضيحا الروايات التيةم ‪ ،‬أولا أنه تروي أن ممحد بن أب حذيفةم –لا حل‬
‫بصر‪ -‬كان تيزّيور الكتب على ألسنةم زوجات النب‪-‬صلى ال عليه و سالم‪ ، -‬فكان تيرسال أناساا إل‬
‫طريق الدينةم ‪ ،‬ث تيقدمون بالكتب و عليهم آثار السفر ‪ ،‬فيتلقاهم و معه الناس ‪ ،‬و تينزّلم السجد‬
‫و يقرؤون عليهم الكتب –الزّيورة‪، -‬و فيها الشكايةم من عثمحان و الطعن فيه ‪ ،‬فيضج الناس بالبحكاء‬
‫و الدعاء‪. 880‬‬
‫و ثانيها أنه تروي أن جاعةم السبحئيةم و أعوانم من رؤوس الفتنةم ‪ ،‬كانوا تيزّيورون الكتب ف عيوب‬
‫ولتم ‪،‬و تيرسالونا إل المصار ‪،‬و يتبحادلونا فيمحا بينهم ‪ ،‬لينشروا سومهم و مكرهم بيم أكبخ عدد‬
‫‪881‬‬
‫‪.‬‬ ‫مكن من الناس‬
‫و ثالثها أنه تروي أن الشرار لا ‪ ،‬عادوا إل الدينةم ذهبحوا إل علي بن أب طالب و طلبحوا منه‬
‫ت إلينا ‪ :‬فقال ‪:‬و ال ما‬ ‫ل‬
‫أن يذهب معهم إل عثمحان ‪ ،‬فلمحا رفض الذهاب معهم قالوا له ‪ :‬لع كتبح ع‬
‫كتبحت إليكم كتابا قط ‪ .‬فنظر بعضهم إل بعض ث انصرفوا‪.882‬‬
‫و هذه الشواهد التارييةم –الصحيحةم منها و الضعيفةم‪ -‬أغفلها الابري ‪ ،‬و تسك بروايات‬
‫أخرى ضعيفةم ‪ ،‬ضخمحها لتخدما فكرته البحيتةم سالفا ‪ .‬و هذا عمحل ليس من الوضوعيةم العلمحيةم ف‬
‫شيء ‪ ،‬فكان عليه أن يإمحع كل الروايات فتيقارن بينها و تيققها إسانادا و متنا لتيمحيزّ صحيحها من‬
‫ساقيمحها ‪ ،‬لكنه ل يفعل ذلك ‪ ،‬و اكتفى بأخذ ما انتقاه بدون معيار نقدي صحيح ‪.‬‬
‫و أما الروايات التارييةم الصحيحةم و الضعيفةم الت تنقض مزّاعم الابري ف اتامه للصحابةم‬
‫ت دفاعهم عنه من جهةم أخرى ‪،‬‬ ‫بالتآمر على عثمحان و التحريض على قتله من جهةم ‪ ،‬و تثبح ت‬
‫فسأذكر منها ‪ 12‬روايةم ‪ ،‬أولا إنه صيح البخ أن عائشةم أما الؤممنيم ‪ -،‬رضي ال عنها‪ -‬أنكرت‬
‫قتل عثمحان ‪،‬و نفت أيةم مشاركةم لا ف قتله ‪،‬و أنكرت أيضا أن تكون أرسالت كتبحا إل الشرار‬
‫ليثوروا على عثمحان و يقتلونه ‪،‬و قد تبحييم أن رؤوس الفتنةم هم الذين زيوروا تلك الكتب و نسبحوها‬
‫للصحابةم ‪.‬‬

‫‪879‬‬
‫أبو بكر اللل ‪ :‬السنةم ‪ ،‬ج ‪ 2‬صا‪. 340 :‬‬
‫‪880‬‬
‫ابن حجر‪ :‬الصدر السابق‪ ،‬ج ‪ 6‬صا‪. 11 :‬‬
‫‪881‬‬
‫الطبخي ‪ :‬التاريخ ج ‪ 1‬صا‪. 647 :‬‬
‫‪882‬‬
‫نفس الصدر ‪ ،‬ج ‪ 2‬صا‪. 656 :‬‬
‫و ثانيها أن عائشةم لا تسائلت عمحن قتل عثمحان بن عفان ‪ ،‬قالت ‪ )) : ،‬تقتل مظلوما ‪ ،‬لعن ال‬
‫من قتله ((‪ .883‬و ثالثها أنه صحت الروايات عن علي بن أب طالب‪ -‬رضي ال عنه‪ -‬أنه أنكر قتل‬
‫عثمحان ‪ ،‬و نفى أن يكون له أي دور ف قتله ‪ ،‬من ذلك أنه قال يوما مقتل عثمحان ‪ )) :‬اللهم ل‬
‫أقتل و ل أمال ((‪ . 884‬و كان يقسم بال بأنه ل يقتل عثمحان ‪ ،‬و ل أمر بقتله‪ ،‬و ل رضي به‪،‬و‬
‫قد نى عنه فلم تيسمحع منه‪.‬و ذكر ابن كثي أن ذلك ورد عن علي من عدة طرق تتفيد القطع عند‬
‫كثي من أئمحةم الديث‪. 885‬وكان هو و عائشةم يلعنان‪ 886‬قتلةم عثمحان‪ . 887‬و قد صح! البخ أنه‬
‫ت بقتله ‪،‬و لكن غتلبحت (( ‪. 888‬‬
‫قال ‪ )) :‬و ال ما قتلت عثمحان ‪،‬و ل أمر ت‬
‫و الروايةم الرابعةم أنه صيح البخ‪ 889‬عن عبحد ال بن عبحاس‪ -‬رضي ال عنه‪ -‬أنه كان ينهي عن‬
‫قتل عثمحان ‪،‬و تيعظم شأنه‪ . 890‬و الروايةم الامسةم مفادها أنه صح البخ‪ 891‬أن الصحاب عبحد ال‬
‫بن سالما‪ -‬رضي ال عنه‪ -‬كان ينهي الشرار عن قتل عثمحان‪،‬و يقول لم ‪ :‬ل تقتلوا عثمحان ‪ ،‬فوال‬
‫لئن قتلتمحوه ل تصلوا جيعا أبدا ((‪ . 892‬و عندما قتلوه قال لم‪ )) : 893‬يا أهل مصر ‪ ،‬يا قتلةم‬
‫عثمحان قتلتم أمي الؤممنيم ‪ ،‬أما و ال ل يزّال عهد متلوف‪ ،‬و دما مسفوح ((‪. 894‬‬
‫و الروايةم السادساةم‪ 895‬مفادها أنه لا حوصر عثمحان ف داره كان معه ‪ 700‬شخص ليدافعوا عنه‬
‫‪ ،‬كان من بينهم كثي من الصحابةم و أبنائهم ‪ ،‬كعبحد ال بن عمحر‪،‬و السن بن علي ‪،‬و عبحد ال‬

‫‪883‬‬
‫هذا البخ صحيح الساناد ‪ ،‬على ما ذكره اليثمحي ‪ .‬ممحع الزّوائد ‪ ،‬ج ‪ 9‬صا‪. 97 :‬‬
‫‪884‬‬
‫اللل ‪ :‬السنةم‪ ،‬ج ‪ 2‬صا‪. 328 :‬‬
‫‪885‬‬
‫البحدايةم ‪ ،‬ج ‪ 7‬صا‪. 193 :‬‬
‫‪886‬‬
‫البخ صحيح ‪ ،‬و رجاله ‪ :‬عبحد ال بن أحد بن حنبحل ‪ ،‬و أبوه أحد ‪ ،‬و ممحد بن النفيئةم ‪،‬و أبئو معاويئةم ‪ ،‬الضئرير‪ ،‬و أبئو‬
‫مالك الشجعي‪ ،‬و ساال بن أب العد ‪ ،‬و الثلثئةم الوائئل ‪ ،‬ثقئات ‪،‬و البحئاقون هئم أيضا ثقئات ‪ .‬انظئر ‪ :‬الئذهب‪ :‬السئيي‪ ،‬ج‬
‫‪ 3‬صا‪ ،249 :‬ج ‪ 6‬صا‪ ،249 ،184 :‬ج ‪ 5‬صا‪. 108 :‬‬
‫‪887‬‬
‫عبحد ال بن أحد ‪ :‬فضائل الصحابةم ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪. 455 :‬‬
‫‪888‬‬
‫رجاله هم ‪ :‬عبحد الرزاق بئن هاما ‪،‬و معمحر بئن راشئد‪ ،‬و عبحئد الئ بئن طئاوس ‪ ،‬و أبئوه طاوس‪ ،‬الولن ثقتئان مشئهوران ‪،‬و‬
‫الخيان هم أيضا ثقتان ‪ .‬انظر‪ :‬ابن حجر‪ :‬تذيب التهذيب‪ ،‬ج ‪ 5‬صا‪ . 234 :‬و التقريب ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪ . 281 :‬ابن كثي‬
‫‪ :‬البحدايةم ‪ ،‬ج ‪ 7‬صا‪. 193 :‬‬
‫‪889‬‬
‫البخ صحيح على ما قاله مقق تاب السنةم للخلل ‪ ،‬ج ‪ 2‬صا‪. 329 :‬‬
‫‪890‬‬
‫نفسه ج ‪ 2‬صا‪. 329 :‬‬
‫‪891‬‬
‫صححه مقق كتاب السنةم للخلل ‪ ،‬ج ‪ 2‬صا‪. 335 :‬‬
‫‪892‬‬
‫نفسه ‪ ،‬ج ‪ 2‬صا‪. 335 :‬‬
‫‪893‬‬
‫البخ صححه اليثمحي‪ .‬ممحع الزّوائد ‪ ،‬ج ‪ 9‬صا‪. 93 :‬‬
‫‪894‬‬
‫اليثمحي ‪ :‬ممحع الزّوائد ‪ ،‬ج ‪ 9‬صا‪. 93 :‬‬
‫‪895‬‬
‫صحيحةم حسب القق ‪ .‬اللل ‪ :‬نفس الصدر السابق‪ ،‬ج ‪ 2‬صا‪. 334 :‬‬
‫بن الزّبي ‪ ،‬لكن عثمحان أمرهم بعدما القتال‪. 896‬‬
‫و السابعةم ‪-‬صححها القق‪ -‬مفادها أنه لا حوصر عثمحان بن عفان أرسال النصار الصحاب‬
‫زيد بن ثابت ‪-‬رضي ال عنه‪ -‬إل عثمحان تيبخوه أنم مستعدون للدفاع عنه بالسيف ‪ ،‬فأب عثمحان‬
‫القتال من أجله‪ . 897‬و الروايةم الثامنةم‪ 898‬مفادها أن صفيةم أما الؤممنيم –رضي ال عنها‪ -‬خرجت‬
‫لتد عن عثمحان ‪ ،‬فلقيها الشت النخعي فضرب وجه بغلتها حت مالت ‪ ،‬فقالت صفيةم لولها لكنانةم‬
‫‪ )) :‬ردون ل يفضحن هذا الكلب (( ‪ ،‬فلمحا رجعت وضعت خشبحا بيم منزّلا و منزّل عثمحان لتينقل‬
‫عليه الطعاما و الشراب ((‪ ، 899‬فمحوقفها هذا مثال رائع لدفاع أمهات الؤممنيم عن الليفةم الشهيد‬
‫عثمحان بن عفان ‪.‬‬
‫و أما الروايةم التاساعةم فمحفادها أنه لا جاء الثوار إل الدينةم ‪ ،‬أنكر عليهم طلحةم و الزّبي و‬
‫علي –رضي ال عنه‪ -‬ميئهم ‪،‬و أرسالوا أبناءهم لمحايةم عثمحان بن عفان ‪،‬و عندما سعوا بأن‬
‫عثمحان ةاعتدي عليه ف السجد و تأخذ إل بيته ذهبحوا إليه يعودونه‪. 900‬‬
‫و الروايةم العاشرة مفادها أن لا قدما وفد مصر إل الدينةم و اقتبوا منها ‪ ،‬أرسال إليهم عثمحان‬
‫جاعةم من الصحابةم ليدوهم ‪ ،‬فخرج إليهم علي ‪ ،‬و ممحد بن مسلمحةم ‪ ،‬و ساعيد بن زيد ‪ ،‬و زيد‬
‫بن ثاب ‪ ،‬و كعب بن مالك ‪ ،‬و غيهم من الصحابةم ‪ ،‬فاتصلوا بم و أقنعوهم بالرجوع ‪،‬‬
‫فسمحعوا منهم و عادوا إل مصر‪. 901‬‬
‫و الروايةم الاديةم عشر مفادها أن عدة مصادر ذكرت أن الليفةم عثمحان أوصى للزّبي بن العواما‬
‫بأن يتول رعايةم أولده و حفظ أموالم بعد وفاته‪ . 902‬فلو كان الزّبي ضد عثمحان ‪،‬و يتؤملب الناس‬
‫و تيرضهم عليه ‪،‬و لو ل يكن مل ثقةم عند عثمحان ‪ ،‬ما أوصى بأن يتول الزّبي رعايةم أولده و‬
‫حفظ أموالم من بعده ‪ .‬و با أنه فعل ذلك ‪،‬و ل تيوصا لحد غيه ‪ ،‬ديل ذلك على أن العلقةم‬
‫بيم الصحابييم الليليم كانت حسنةم و قويةم ‪،‬و أن عثمحان كان يثق ف الزّبي ثقةم كبحية ‪.‬‬
‫و أما الروايةم الخية –أي الثانيةم عشرة‪ -‬فمحفادها أن الشرار الثائرين لا قدموا إل الدينةم ‪،‬‬
‫‪896‬‬
‫نفسه ‪ ،‬ج ‪ 2‬صا‪. 334 :‬‬
‫‪897‬‬
‫نفسه ‪ ،‬ج ‪ 2‬صا‪. 333 :‬‬
‫‪898‬‬
‫صحيحةم الساناد ‪،‬و رجالا ‪ :‬علي بن العد‪،‬و زهي بن معاويةم‪ ،‬و كنانةم مول صفيةم ؛ و هؤملء ثقات ‪ .‬انظر‪ :‬ابن حجر‪:‬‬
‫التقريب‪ ،‬ج ‪1‬صا‪.398 :‬و الذهب‪ :‬تذكرة الفاظ‪ ،‬ج ‪ 20‬صا‪. 342 :‬و العجلون‪ :‬معرفةم الثقات ‪ ،‬ج ‪ 2‬صا‪. 228 :‬‬
‫‪899‬‬
‫علي بن العد ‪ :‬مسند ابن العد ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪. 390 :‬‬
‫‪900‬‬
‫الطبخي ‪ :‬التاريخ ‪ ،‬ج ‪ 2‬صا‪. 645 ،653 :‬‬
‫‪901‬‬
‫نفس الصدر ‪ ،‬ج ‪ 2‬صا‪. 658 :‬‬
‫‪902‬‬
‫أنظر ‪ :‬البحيهقي ‪ :‬السنن الكبخى ‪ ،‬ج ‪ 6‬صا‪ . 282 :‬و ابن الثي ‪ :‬أساد الغابةم ف معرفةم الصحابةم ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪ . 378 :‬و‬
‫ابن عساكر‪ :‬تاريخ دمشق ‪ ،‬ج ‪ 18‬صا‪ . 379 :‬و ابن حجر ‪ :‬الصابةم ف معرفةم الصحابةم ‪ ،‬ج ‪ 2‬صا‪. 565 :‬‬
‫ذهب وفد مصر إل علي ‪ ،‬و اتصل وفد البحصرة بطلحةم ‪ ،‬و ذهب وفد الكوفةم إل الزّبي ‪ ،‬فلم‬
‫يستجب لم و ل واحد من هؤملء الثلثةم ‪،‬و صاحوا بم و طردوهم ‪ .‬فخرجوا من الدينةم مذوليم ‪،‬‬
‫و بعد ‪ 3‬مراحل اجتمحعوا و اتفقوا على العودة إل الدينةم ‪ ،‬فدخلوها و معهم الكتاب الزّعوما و‬
‫حاصروا عثمحان ‪ ،‬فأنكر عليهم طلحةم و الزّبي و علي عودتم ‪ ،‬فلم يستجيبحوا لم‪. 903‬‬
‫و بذلك يتبحيم‪-‬ما ذكرناه‪ -‬أن اتاما الابري لعيان الصحابةم بتأليب الناس على عثمحان و‬
‫الشاركةم ف قتله ‪ ،‬هو اتاما باطل ‪ ،‬تنقضه الروايات الت الكثية الت ذكرناها ‪،‬و الت أثبحتت أنم ل‬
‫تيشاركوا ف قتله ‪،‬و ل ف التأليب عليه‪ ،‬و ل يرضوا بقتله ‪ .‬لكن السؤمال الذي يفرض نفسها علينا‬
‫هو ‪ :‬با أن هؤملء الصحابةم ل تيشاركوا ف قتل عثمحان‪ ،‬فلمحاذا ل ينعوا الشرار من قتله ؟ ‪.‬‬
‫أول إن أهم سابحب حال دون الصحابةم من منع الشرار من قتلهم لعثمحان‪-‬رضي ال عنه‪ ، -‬أنه‬
‫هو شخصيا‪-‬أي عثمحان‪ -‬منعهم من القتال عنه ‪،‬و قد كان معه ‪ 700‬رجل من الصحابةم و‬
‫أبنائهم ‪،‬و قد طلبحوا منه قتال الشرار فلم يأذن لم بقتالم‪ ، 904‬لكي ل تتسفك الدماء بسبحبحه ؛‬
‫لنه كانت معه أحاديث نبحويةم‪ -‬صحيحةم‪ -‬أوصاه فيها رساول ال –عليه الصلة و السلما‪ -‬بالصبخ‬
‫و عدما عزّل نفسه إذا تطلب منه ذلك ‪ ،‬فقال له ف الديث‪ )) :‬إن ال لعله تيقمحصك قمحيصا ‪ ،‬فإن‬
‫أرادوك على خلعه ‪ ،‬فل تلعه (( ‪،‬و ف حديث آخر ‪ ،‬أن رساول ال عهد إليه عهدا حيثه على‬
‫التمحسك به ‪ ،‬لذا عندما حاصروه أصر على موقفه و صبخ على البحلء‪ . 905‬كمحا أنه ربا كان يأمل‬
‫أن الشرار سايفعون عنه حصارهم دون قتال ‪.‬‬
‫و ثانيا يبحدو أن الصحابةم الكراما كانوا يرون أن المر ساينفرج و ل يطول ‪ ،‬و سايفع الشرار‬
‫حصارهم عن عثمحان بن عفان‪ ،‬و ل يصل بم المر إل ارتكاب جريةم قتل عثمحان بن عفان خليفةم‬
‫السلمحيم ‪.‬‬
‫و ثالثا أنه واضح من الروايات الصحيحةم –الت سابحق ذكرها‪ -‬أن عمحليةم قتل عثمحان تت باليلةم‬
‫و الكر ‪ ،‬و ذلك أن ممحوعةم الرميم الذين قتلوه تسيوروا عليه الدار ‪،‬و ل يأتوها من بابا ‪ ،‬ف‬
‫غفلةم من الصحابةم –و من معهم‪ -‬الذين كانوا يرصونه ‪ ،‬من الذين ياصرونه‪ ،‬فلم ينتبحهوا للقتلةم‬
‫إل بعد تنفيذ جريتهم ‪ ،‬و إل ما كانوا يتكوهم يدخلون عليه ليقتلوه ‪ ،‬و قد كانت معه طائفةم من‬
‫أبناء الصحابةم و غيهم‪.‬‬
‫و رابعا أن الشرار كانت لم شوكةم ف الدينةم ‪،‬و هم ف نو ‪ 2000‬فرد أو أكثر ‪ ،‬مقابل‬
‫أهل الدينةم الذين ربا ل يكن فيهم العدد الكاف للتصدي لؤملء ‪ ،‬لن أهلها كانوا ف الج و‬
‫‪903‬‬
‫الطبخي ‪ :‬الصدر السابق‪ ،‬ج ‪ 2‬صا‪ . 653 :‬و ابن كثي ‪ :‬البحدايةم ‪ ،‬ج ‪ 7‬صا‪. 174 :‬‬
‫‪904‬‬
‫سابحق توثيق ذلك ‪،‬و أنظر أيضا ‪ :‬اللل ‪ :‬السنةم ‪ ،‬ج ‪ 2‬صا‪. 334 ،338 :‬‬
‫‪905‬‬
‫نفس الصدر ‪ ،‬ج ‪ 2‬صا‪. 327 ،326 :‬‬
‫الثغور‪ ،‬المر الذي ميكن الثائرين من الساراع ف ارتكاب جريتهم قبحل أن تصل المدادات من‬
‫القاليم لنجدة الليفةم‪. 906‬‬
‫و أما الطأ الثالث –من المحوعةم الثانيةم‪ -‬فيتعلق بروايةم نقلها الابري من تاريخ الطبخي ‪،‬و‬
‫الكامل ف التاريخ لبن الثي ‪ ،‬و شرح نج البحلغةم للمحتكلم الشيعي العتزّل ابن أب الديد‪ ، 907‬و‬
‫مفادها أن عمحار بن ياسار‪-‬رضي ال عنه‪ -‬ف معركةم صفيم سانةم ‪37‬هجريةم ‪ ،‬كان تيرض على‬
‫القتال و تيشيد بقتل عثمحان ‪ ،‬و يقول ‪ )) :‬انضوا معي عبحاد ال إل قوما يزّعمحون أنم يطلبحون بدما‬
‫ظال‪ ،‬إنا قتله الصالون ‪ ...‬قالوا تقتل إمامنا مظلوما ‪ ،‬ليكونوا بذلك جبحابرة ملوكا ((‪. 908‬‬
‫و هذه الروايةم أخطأ فيها الابري لنه ذكرها و اعتمحد عليها من دون أي شك و ل تفظ ‪ ،‬و‬
‫أثبحتها بطريقةم الثبحات و القرار ‪ ،‬و هي روايةم ل تصح إسانادا و ل متنا ‪ .‬فأما إسانادا فإن الطبخي‬
‫ذكرها مسندة ‪ ،‬و ابن الثي أوردها بل إساناد‪ ، 909‬و أما كتاب شرح نج البحلغةم ‪ ،‬فهو كتاب‬
‫صنف ف القرن السابع الجري ‪ ،‬علمحا بأن أصله و هو كتاب نج البحلغةم ‪ ،‬ل تصح‬ ‫أدب متأخر ت‬
‫صنف ف القرن الامس الجري بل أساانيد‪ 910‬و ملوء‬ ‫نسبحته إل علي بن أب طالب ‪ ،‬فهو كتاب ت‬
‫بالتناقضات‪ 911‬مؤملفه الشريف الرتضي )ت ‪436‬ه( مطعون فيه بسب الرفض و الغلو فيه‪ . 912‬و‬
‫شارحه ابن أب الديد هو أيضا مروح بسبحب الرفض و العتزّال‪، 913‬و الروايةم الت ذكرها تتوافق مع‬
‫مذهبحه ف الرفض و التشيع ‪ ،‬فهي إذاة ل تصح من حيت الساناد ‪.‬‬
‫و أما روايةم الطبخي السندة فمحن رجالا ‪ :‬أبو منف لوط بن ييح ‪ ،‬و هشاما بن الكلب ‪ ،‬و‬
‫ت‬

‫‪906‬‬
‫ابن كثي‪ :‬البحدايةم ‪ ،‬ج ‪ 7‬صا‪. 197 :‬‬
‫‪907‬‬
‫مصئئدر تلئئك الروايئئةم هئئو الطئئبخي ذكرهئئا تمسئئندة ‪ ،‬و أوردهئئا ابئئن الثيئ بل إسائئناد ج ‪ 3‬صا‪ . 186 :‬و أمئئا ابئئن أبئ الديئئد‬
‫فهو متأخر عاش ف القرن السابع اليلدي ‪ ،‬نقلها من الصادر السابقةم له و هو مروح مطعون فيه بسب العئئتزّال و الرفئئض‬
‫‪.‬‬
‫‪908‬‬
‫العقل السياساي ‪ ،‬صا ‪. 183 :‬‬
‫‪909‬‬
‫الكامل ف التاريخ ‪ ،‬ج ‪ 3‬صا‪. 186 :‬‬
‫‪910‬‬
‫ل توجئئد أسائئانيد فئ نئج البحلغئةم ‪،‬فئئأنظر مثل صا‪ ،192 :‬و مئا بعئدها ‪ .‬نئج البحلغئةم ‪ ،‬شئئرح ممحئد عبحئئده ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬دار‬
‫العرفةم ‪ ،‬بيوت ‪. 2005 ،‬‬
‫‪911‬‬
‫أنظر مثل ‪ :‬ابن تيمحيةم ‪ :‬منهاج السنةم ‪ ،‬ج ‪ 4‬صا‪ . 24 :‬و مشهور آل ساليمحان ‪ :‬كتب حذر منها العلمحاء ‪ ،‬دار الصمحيعي‬
‫‪ ،‬الرياض‪ ، 1415 ،‬ج ‪2‬صا ‪. 254 ،253 :‬‬
‫‪912‬‬
‫الذهب‪ :‬السي ‪ ،‬ج ‪ 17‬صا‪. 588 :‬‬
‫‪913‬‬
‫ابن كثي ‪ :‬البحدايئةم ‪ ،‬ج ‪ . 199 ، 13‬و صئلح الئدين الصئفدي‪ :‬الئواف بالوفيئات ‪ ،‬دار إحيئاء الئتاث العربئ ‪، 2000 ،‬‬
‫ج ‪ 18‬صا‪ 47 :‬و ما بعدها‪. .‬‬
‫‪915‬‬
‫لهن‪ . 914‬الول شيعي تمتهم بالكذب ‪ ،‬متوك يروي عن الهوليم و الكذابيم‬ ‫مال بن أعيم ا ت‬
‫‪ .‬و الثان هو أيضا شيعي تمتهم بالكذب ‪ ،‬يروي الخبحار الوضوعةم‪ . 916‬و الثالث مهول‪. 917‬‬
‫و أما متنها فيقطر دما و حقدا و عصبحيةم على الليفةم الشهيد عثمحان بن عفان ‪ ،‬فادعت‬
‫أنه ل تيقتل مظلوما ‪ ،‬و هذا كذب و افتاء ‪ ،‬و كلما باطل شرعا و تاريا ‪ ،‬فأما شرعا فقد‬
‫صحت أحاديث عن رساول ال‪-‬عليه الصلة و السلما‪ -‬نصت على أن عثمحان تيقتل شهيدا‬
‫ومظلوما‪ . 918‬و أما تاريا فقد سابحق أن ذكرنا الروايات الصحيحةم على أن عثمحان كان خليفةم راشدا‬
‫عادل ف رعيته ‪ ،‬و فر لا الرخاء القتصادي و المن الجتمحاعي ‪ ،‬فقتله كان جريةم ف حقه و‬
‫حق المةم السالميةم‪ .‬و حت إذا افتضنا أنه ارتكب أخطاء ‪ ،‬فهي أخطاء اجتهاديةم ل تتوصل إل‬
‫قتل خليفةم السلمحيم ؛ لذا كان قتله و بال على المةم السالميةم إل يومنا هذا ‪.‬و عندما ل تيقتص‬
‫من رؤوس الشرار قتلةم عثمحان ‪ ،‬اساتمحروا ف ضللم و فسادهم و مكرهم ‪ ،‬حت قتلوا عليا و فرقوا‬
‫المةم شيعا و أحزّابا ‪.‬‬
‫و أما الطأ الرابع –من المحوعةم الثانيةم‪ -‬فيتمحثل ف أن الابري ذكر روايةم من كتاب المامةم‬
‫و السياساةم ‪ ،‬مفادها أنه ف معركةم صفيم سانةم ‪ 37‬هجريةم عندما طلب معاويةم التحكيم –حادثةم رفع‬
‫الصاحف‪ -‬و أظهر علي قبحوله‪ ،‬تدخل عمحار بن ياسار و أنكر عليه قبحوله للتحكيم ‪ ،‬و كان ما‬
‫قاله له ‪ )) :‬ما لك يا أبا السن ؟ ‪ ،‬شككتنا ف ديننا ‪،‬و رددتنا على أعقابنا بعد مائةم ألف تقتلوا‬
‫منا و منهم ‪ .‬أفل كان هذا قبحل السيف ‪،‬و قبحل طلحةم و الزّبي و عائشةم ((‪. 919‬‬
‫و هذه الروايةم ل تصح إسانادا و ل متنا ‪،‬و ل يتنبحه إليها الابري ‪ ،‬اللهم إل إذا كان تعمحد ف‬
‫ذكرها ‪،‬و ف الالتيم فهو مسئول عن الطأ الوارد فيها‪ .‬فمحن حيث الساناد فليس فيه رواة إل‬
‫الؤملف‪، 920‬و هو مؤملف مهول مطعون فيه‪، 921‬و إساناد هذا حاله ل يتقبحل ‪ .‬و أما مت الروايةم‬
‫فهو يمحل شاهدين على ضعفه و اساتبحعاده و تعرضه للتحريف ‪ ،‬الول إنه ذكر أن عمحارا قال ما‬

‫‪914‬‬
‫الطبخي ‪ :‬التاريخ ‪ ،‬ج ‪ 3‬صا‪. 98 :‬‬
‫‪915‬‬
‫الذهب‪ :‬السي ‪ ،‬ج ‪ 7‬صا‪ . 320 :‬و ابن حجر ‪ :‬اللسان ‪ ،‬ج ‪ 5‬صا‪. 508 :‬‬
‫‪916‬‬
‫الذهب ‪ :‬نفئس الصئدر ‪ ،‬ج ‪ 10‬صا‪ . 102 ، 101 :‬و ميئزّان العتئدال ‪ ،‬ج ‪ 7‬صا‪ . 89 :‬و ابئن حجئر ‪ :‬لسئان اليئزّان‬
‫‪ ،‬ج ‪ 6‬صا‪. 196 :‬‬
‫‪917‬‬
‫ابن حجر ‪ :‬التقريب ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪. 225 :‬‬
‫‪918‬‬
‫سابحق ذكر بعضها ‪.‬‬
‫‪919‬‬
‫العقل السياساي ‪ ،‬صا‪. 183 :‬‬
‫‪920‬‬
‫أنظر ‪ :‬المامةم و السياساةم ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪. 186 :‬‬
‫‪921‬‬
‫سابحق توثيق ذلك ف الفصل الول ‪.‬‬
‫نقلناه عنه عندما رفع أهل الشاما الصاحف‪، 922‬و هذا خطأ فادح لن عمحارا كان قد تقتل قبحل رفع‬
‫الصاحف‪ . 923‬و الطأ الثان يتمحثل ف أن مؤملف المامةم و السياساةم –الذي نقل عنه الابري‪-‬‬
‫زعم أنه عندما أنكر عمحار على علي قبحول التحكيم ‪ ،‬نادى ف الناس و دخل العركةم فقتل‪ . 924‬و‬
‫هذا خبخ غي ثابت تالفه روايات أخرى ‪ ،‬لنه عندما رفع أهل الشاما الصاحف و وافق علي على‬
‫التحكيم توقف القتال نائيا‪ . 925‬فكيف تيزّعم بأن عمحارا تقتل بعد ذلك ؟ ! ‪.‬‬
‫و الطأ الامس يتعلق با قاله الاري‪ )) :‬من ذلك ما تذكره مصادرنا التارييةم من أنه‬
‫اجتمحع أناس من أصحاب الن‪-‬صا‪ -‬فكتبحوا كتابا ذكروا فيه ما خالف فيه عثمحان من سانةم رساول‬
‫ال و سانةم صاحبحيه (( ‪ ،‬كان من بينهم عمحار بن ياسار و القداد بن الساود ‪ ،‬ث تواصوا على‬
‫إيصاله إل عثمحان و كانوا عشرة ‪ ،‬فلمحا اقتبوا من دار عثمحان بقي عمحار وحده ‪ ،‬فدخل على‬
‫عثمحان و أعطاه الكتاب‪ ،‬فلمحا رآه أهل الدار ضربوه حت فتقوا بطنه و تغشي عليه ‪ ،‬فجروه و‬
‫طرحوه على البحاب ‪ ،‬فأخذه بعض الناس إل أهله ‪. 926‬‬
‫و خبخه هذا ل يصح إسانادا و ل متنا ‪ ،‬نقله الابري من كتاب المامةم و السياساةم‪ ،‬فأما‬
‫إسانادا فلم يذكر له مؤملف الكتاب رواة ‪ ،‬و ل تيوجد ف الساناد إل الؤملف نفسه‪، 927‬و هو مروح‬
‫لنه مهول و مطعون فيه ‪ .‬علمحا بأن الابري قال‪ )) :‬من ذلك ما تكره مصادرنا التارييةم (( ‪ ،‬و‬
‫هو ل يذكر إل كتابا واحدا مطعون فيه ‪ ،‬هو المامةم و السياساةم ‪ ،‬فأين الصادر الخرى ؟ ‪،‬و هذا‬
‫خطأ ف منهجيةم الكتابةم العلمحيةم ‪.‬‬
‫و أما متنا فهي تمحل شواهد على بطلنا و تلعب الرواة با ‪ ،‬أولا إن هذه الروايةم نفسها‪-‬‬
‫الت ذكرها الابري‪ -‬زعمحت أن عثمحان أعطى تخس غنائم لروان بن الكم‪ . 928‬و هذا خبخ غي‬
‫ثابت تالفه روايات أخرى نصت على أن الذي تأرسال إل عثمحان من غنائم فتح إفريقيةم هو أربعةم‬
‫لمحس ‪ ،‬لن وال مصر كان قد نيفله عثمحان تخس المحس ‪ ،‬فأخذه و‬ ‫لمحس و ليس ا ت‬ ‫أخاس ا ت‬
‫ت عليها‬ ‫أرسال إليه البحاقي الذي يساوي أربعةم أخاس المحس ‪ .‬هذا فضل على أن الصادر الت أطلع ت‬

‫‪922‬‬
‫أنظر ‪ :‬العقل السياساي ‪ ،‬صا‪ . 183 :‬و المامةم و السياساةم ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪. 186 ،171 :‬‬
‫‪923‬‬
‫أنظر ‪ :‬الطبخي ‪ :‬التاريخ ‪ ،‬ج ‪ 3‬صا‪ . 98 :‬و ابن كثي ‪ :‬البحدايةم ‪ ،‬ج ‪ 7‬صا‪. 288 :‬‬
‫‪924‬‬
‫ج ‪ 1‬صا‪. 188 ،187 :‬‬
‫‪925‬‬
‫أنظر ‪ :‬الطبخي ‪ :‬الرجع السابق ‪ ،‬ج ‪ 3‬صا ‪ 101 :‬و ما بعدها ‪ .‬و ابن كثي ‪ :‬الرجع السابق ‪ ،‬ج ‪ 7‬صا‪.291 :‬‬
‫‪926‬‬
‫العقل السياساي ‪ ،‬صا‪. 182 :‬‬
‫‪927‬‬
‫المامةم و السياساةم ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪. 48 :‬‬
‫‪928‬‬
‫نفسه ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪. 48 :‬‬
‫ل تذكر أن عثمحان أعطى ذلك الال لروان بن الكم‪. 929‬‬
‫و الشاهد الثان إن تلك الروايةم نفسها ذكرت أن عثمحان عطل تطبحيق حد شرب المحر على‬
‫واليه على الكوفةم الوليد بن عقبحةم ‪ .‬ث عادت و قالت أنه أخره ‪ ،‬ث ذكرت ف النهايةم أنه أمر بتطبحيق‬
‫الد عليه بعد التأخر الذي حصل‪ . 930‬و قوله هذا فيه تلعب و تغليط و افتاء على عثمحان ‪،‬‬
‫لن هناك فرقا بيم تعطيل الد و تأخيه ‪ ،‬علمحا بأن الصحيح هو أنه ل يدث تعطيل و ل تأخي‬
‫‪ ،‬لنه صيح البخ بأن عثمحان طبحقه عليه مبحاشرة عندما جيء به و شهد عليه شاهدان بأنه شرب‬
‫المحر ‪ ،‬و شهد ثالث بأنه رآه يتقيأ ‪ ،‬فقال عثمحان‪ :‬إنه ل يتقيأ حت شربا(( ‪،‬و طبحق عليه الد‬
‫الشرعي‪ . 931‬فلم تياول الدفاع عنه ‪ ،‬و أكد ما قاله الشهود ‪ ،‬فأين التعطيل و التأخي الزّعومان ؟‬
‫!‪.‬‬
‫و الشاهد الثالث هو إن تلك الروايةم نفسها ذكرت أن عثمحان ترك الهاجرين و النصار و ل‬
‫يستعمحلهم ف شيء‪. 932‬و هذا زعم باطل‪ ،‬سابحق تفنيده و بينا أن عثمحان اساتعمحل ولة من الصحابةم‬
‫و غيهم ‪،‬و من أقاربه ‪ ،‬و من متلف القبحائل الخرى ‪ ،‬و من الصحابةم الذين اساتعمحلهم ‪ ،‬أبا‬
‫موساى الشعري ‪ ،‬و ساعد بن أب وقاصا ‪،‬و جرير بن عبحد ال‪. 933‬‬
‫و الشاهد الرابع هو إن تلك الروايةم نفسها ذكرت أن عثمحان ترك الهاجرين و النصار ‪،‬و أصبحح‬
‫ل تيشاورهم و اساتغن برأيه عن رأيهم‪ . 934‬و هذا زعم باطل ‪،‬و كلما تمضحك ‪ ،‬ل داعي للبححث‬
‫له عن الشواهد و الؤميدات من الصادر الخرى ‪ ،‬لن الكتاب نفسه ذكر مرارا و تكرارا أن عثمحان‬
‫كان يستشي الصحابةم و يستنجد بم ‪،‬و الروايةم نفسها ذكرت أن عثمحان عندما خرج إل السجد‪،‬‬
‫التقى بعلي و اساتشاره و اشتكى إليه ما تيلقي من الثائرين عليه‪. 935‬‬
‫و هذا الؤملف الهول إما أنه جاهل ل يعي ما يقول ‪ ،‬و إما أنه ماكر تمادع يتلعب بالتاريخ‬
‫و تيرفه لدمةم مذهبحيته و عصبحيته ‪،‬و يضحك به على القراء ‪ ،‬حت أنه روى أن عمحارا عندما أخذ‬
‫الكتاب إل عثمحان ‪ ،‬ضربه أهل الدار حت فتقوا بطنه ‪ .‬و هل من تفتق بطنه يبحقى على قيد الياة‬
‫؟! ‪.‬‬
‫‪929‬‬
‫أنظر مثل ‪ :‬الطئبخي ‪ :‬التاريئخ ‪ ،‬ج ‪ 2‬صا‪ . 597 :‬و ابئن كئثي ‪ :‬ج ‪ 7‬صا‪ . 152 :‬و الئذهب ‪ :‬اللفئاء الراشئدون ‪ ،‬صا‪:‬‬
‫‪. 185‬‬
‫‪930‬‬
‫المامةم و السياساةم ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪. 51 ،48 :‬‬
‫‪931‬‬
‫مسلم ‪ :‬الصحيح ‪ ،‬ج ‪ 3‬صا‪ . 1331 :‬و أبو داود ‪ :‬السنن ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪. 48 :‬‬
‫‪932‬‬
‫المامةم و السياساةم ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪. 48 :‬‬
‫‪933‬‬
‫سابحق توثيق ذلك عندما تطرقنا لوضوع عمحال عثمحان ‪.‬‬
‫‪934‬‬
‫المامةم و السياساةم ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪. 48 :‬‬
‫‪935‬‬
‫نفسه ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪. 48 :‬‬
‫و أما الطأ السادس‪ -‬من المحوعةم الثانيةم‪ -‬فيتمحثل ف أن الابري قال‪ :‬إن طلحةم و الزّبي‬
‫خرجا إل مكةم‪-‬بعد قتل عثمحان‪ -‬ليس للمحطالبحةم بدما عثمحان ‪ ،‬و إنا للثورة على علي بن أب طالب‬
‫طلبحا للخلفةم ‪ ،‬و اعتمحد ف ذلك على روايةم قال قيها ‪ )) :‬تروي مصادرنا التارييةم ف هذا الصدد ‪،‬‬
‫أن ساعيد بن العاصا ساأل طلحةم و الزّبي و هم جيعا ف طريقهم إل البحصرة لعلن الثورة على‬
‫علي بن أب طالب ‪ :‬إن ظفرتا لن تعلن المر ‪ ، .‬قال ‪ :‬لحدنا ‪ ،‬أيا أختاره الناس ‪ ،‬قال‪ :‬بل‬
‫اجعلوه لولد عثمحان ‪ ،‬فإنكم تطلبحون دمه ‪ ،‬قال ‪ :‬ندع شيوخ الهاجرين –يقصدان نفسيهمحا‪ -‬و‬
‫نعلها لبنائهم ‪ ،‬قال‪ :‬ل ل (( ‪ ،‬فرجع ساعيد و معه رجال قومه و حلفائهم من ثقيف ‪،‬و مضى‬
‫البحاقون‪ .‬ث ويثقها بالشارة إل تاريخ الطبخي‪. 936‬‬
‫و قوله هذا غي صحيح ‪ ،‬لن الروايةم الت اعتمحد عليها ل تصح إسانادا و ل متنا ‪ ،‬فأما‬
‫إسانادا فمحن رجاله ‪ :‬أبو السن الدائن ‪ ،‬و أبو عمحرو ‪ ،‬و عتبحةم بن الغية بن الخنس‪ . 937‬الول‬
‫ثقةم إذا حدث عن الثقات‪ . 938‬و الثان يبحدو أنه مهول ‪ ،‬فلم أساتطيع التعرف عليه رغم البححث‬
‫الطويل ‪ .‬و الثالث مهول الال ل العيم ‪ ،‬فلم أعثر له على جرح و ل على تعديل ف مصنفات‬
‫الرح و التعديل ‪،‬و ل ف التواريخ و التاجم‪ ،‬و ليس له ذكر أيضا ف التون الديثيةم العروفةم ‪ ،‬لذا‬
‫يتجح لدي أن الساناد ل يصح ‪.‬‬
‫و أما متنها فتده الشواهد التيةم ‪ :‬أولا إن نفس تلك الروايةم وردت ف الطبحقات الكبخى لبن‬
‫ساعد‪ ،‬و ف تاريخ دمشق لبن عساكر ‪ ،‬نصت على أن الصحابييم طلحةم و الزّبي خرجا للمحطالبحةم‬
‫بدما عثمحان‪، 939‬و ليس فيها ما ذكرته روايةم الطبخي من أن طلحةم و الزّبي أخبخا ساعيد بن العاصا‬
‫بأنمحا إذا انتصرا سايكون المر لن اختاره الناس منهمحا ‪ .‬فعدما وجود هذه الزّيادة عند ابن ساعد‪ ،‬و‬
‫ابن عساكر ‪ ،‬يكفي لرد الزّيادة الواردة ف تاريخ الطبخي ‪ ،‬الت قد تتشي إل تلعب الرواة بروايةم‬
‫الطبخي ‪ ،‬و تيقوي ذلك الرجحات الثلثةم التيةم ‪ :‬أولا إننا إذا افتضنا‪-‬جدل‪ -‬أن طلحةم و الزّبي‬
‫خرجا طلبحا للخلفةم ‪ ،‬فهمحا ليس غبحييم لكي تيفصحان لسعيد بن العاصا عن نيتهمحا البحيتةم ‪ ،‬و ها‬
‫ت‬
‫يعلمحان أن ساعيدا من بن أميةم ‪ ،‬و من قبحيلةم عثمحان و عصبحيته ‪.‬و إن افتضاحهمحا يعن النتحار‬
‫السياساي و العسكري معا ‪ ،‬و الخلقي أيضا ‪ .‬لذا فليس من الكمحةم ول من الصلحةم أن تيقدما‬
‫طلحةم و الزّبي على ما زعمحته روايةم الطبخي ‪ ،‬المر الذي تيشي إل أن تلك الزّيادة تمقحمحةم ف الروايةم‬

‫‪936‬‬
‫العقل السياساي ‪ ،‬صا‪. 153 :‬‬
‫‪937‬‬
‫الطبخي ‪ :‬تاريخ الطبخي ‪ ،‬ج ‪ 3‬صا‪. 9 :‬‬
‫‪938‬‬
‫صلح الدين الصفدي‪ :‬الواف بالوفيات ‪ ،‬ج ‪ 22‬صا‪. 29 :‬‬
‫‪939‬‬
‫الطبحقات الكبخى ‪ ،‬ج ‪ 5‬صا‪ . 34 :‬و تاريخ دمشق ‪ ،‬ج ‪ 21‬صا‪. 117 :‬‬
‫‪.‬‬
‫و الرجح الثان هو أن الروايةم زعمحت أن ساعيدا و قومه و حلفاءهم رجعوا عندما سعوا بالمر ‪،‬‬
‫لكنها ذكرت أن ابن عثمحان ‪ :‬أبان و الوليد ‪ ،‬ل يرجعا مع أقربائهمحا و قبحيلتهمحا ‪ ،‬و واصل السي‬
‫مع طلحةم و الزّبي‪ ، 940‬و إن كان الابري ل يشر إل وجود ولدي عثمحان مع طلحةم و الزّبي و‬
‫جيشهمحا‪ .‬و الذي يعنينا هنا هو أنه غي معقول و تمستبحعد جدا ‪ ،‬أن يسمحع ولدا عثمحان بأن طلحةم‬
‫و الزّبي يطلبحان اللفةم لنفسيهمحا ‪،‬و ل يطلبحان دما أبيهمحا عثمحان ‪ ،‬ث ل يرجعان و يبحقيان معهمحا‬
‫ويوضان معهمحا معركةم المحل !! ‪ .‬و هل تيعقل أن يتكهمحا قومهمحا الذين رجعوا من بن أميةم و‬
‫ثقيف ؟! ‪ .‬و ربا قيقال ‪ :‬إنمحا ربا ل يسمحعا بالمر ‪ .‬و هذا احتمحال تمستبحعد جدا ‪ ،‬يكاد يكون‬
‫غي وارد أصل ‪ ،‬لن المر قد شاع بيم الموييم و ثقيف ‪،‬و ها أول بالسمحاع ‪ ،‬و با أن المر‬
‫قد شاع بيم هؤملء الذين رجعوا فهذا يعن أن المر قد انكشف للجمحيع ‪.‬‬
‫و الرجح الثالث هو أنه من الثابت أن الناس الذين خرجوا مع طلحةم و الزّبي و على رأساهم‬
‫عائشةم أما الؤممنيم‪ -‬رضي ال عنها‪ -‬خرجوا للمحطالبحةم بدما عثمحان الشهيد القتول ظلمحا ‪ ،‬فلو حدث‬
‫ما زعمحته روايةم الطبخي من انكشاف أمر طلحةم و الزّبي ‪ ،‬لعاد معظم اليش و ليس المويون و‬
‫حلفاؤهم فقط ‪ ،‬لن ما زعمحته تلك الروايةم هو خيانةم عظمحى ‪ .‬و با أن اليش ل يعد ديل ذلك‬
‫على أن ما زعمحته روايةم الطبخي غي صحيح ‪.‬‬
‫و أما الشاهد الثان فيتضمحن أربع روايات صحيحةم الساناد ‪ ،‬الول ذكرها أحد بن حنبحل ف‬
‫مسنده ‪ ،‬و مفادها أن الصحابييم طلحةم و الزّبي‪-‬رضي ال عنهمحا‪ -‬خرجا إل البحصرة طلبحا لدما‬
‫عثمحان‪ . 941‬و الروايةم الثانيةم ذكرها الطبخي ف تاريه ‪ ،‬و مضمحونا أن طلحةم و الزّبي و عائشةم‪-‬‬
‫رضي ال عنهم‪ -‬ذهبحوا إل البحصرة للمحطالبحةم بدما عثمحان القتول ظلمحا‪. 942‬‬
‫و الروايةم الثالثةم ذكرها ابن حجر العسقلن ف فتح البحاري ‪ ،‬و مفادها أن الدث عمحر بن‬
‫شبحةم )ت ‪262‬ه( ‪ ،‬قال ‪ )) :‬إن أحدا ل ينقل أن عائشةم و من معها نازعوا عليا ف اللفةم ‪ ،‬و‬
‫ل دعوا إل أحد منهم ليولوه اللفةم ‪ ،‬و إنا أنكروا على علي منعه‪-‬أي تأخيه القصاصا‪ -‬من قتل‬
‫قتلةم عثمحان ‪،‬و ترك القتصاصا منهم((‪. 943‬‬

‫‪940‬‬
‫الطبخي ‪ :‬الصدر السابق ‪ ،‬ج ‪ 3‬صا‪. 9 :‬‬
‫‪941‬‬
‫السند ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪ . 165 :‬و الروايةم صححها الضئياء القدسائئي فئ الحئاديث الختئئارة ج ‪ 3‬صا‪.33 :‬و اليثمحئئي فئ ممحئئع‬
‫الزّوائد ‪ ،‬ج ‪ 7‬صا‪. 27 :‬‬
‫‪942‬‬
‫تاريخ الطبخي ‪ ،‬ج ‪ 3‬صا‪ . 35-34 :‬و الروايةم حقق إسانادها البحاحث ممحد أمزّون ف كتابه ‪ :‬تقيق مواقف الصحابةم من‬
‫الفتنةم ‪ ،‬ط ‪ ، 3‬دار طيبحةم ‪ ،‬الرياض‪، 1420 ،‬ج ‪ 2‬صا‪. 90 :‬‬
‫‪943‬‬
‫فتح البحاري ‪ ،‬ج ‪ 13‬صا‪. 56 :‬‬
‫و آخرها –أي الرابعةم‪ -‬ذكرها الافظ شس الدين الذهب ف ساي أعلما النبحلء ‪ ،‬و مفادها‬
‫أن طلحةم بن عبحيد ال ‪ ،‬قال –عندما تقتل عثمحان‪ )) : -‬كان من شيء ف أمر عثمحان ‪ ،‬ما أرى‬
‫كفارته إل سافك دمي و طلب دمه ((‪. 944‬‬
‫و الشاهد الثالث يتضمحن أربع روايات ضعيفةم الساانيد ‪ ،‬نذكرها كأدلةم ضعيفةم مساعدة‬
‫تتقوى بالروايات الصحيحةم السابقةم من جهةم ‪ ،‬و نرد با الضعيف الذي احتج به الابري من جهةم‬
‫أخرى ‪ .‬الول رواها الطبخي ف تاريه‪ ،‬ومفادها أن عمحران بن تحصيم وأبا الساود الدؤل ساأل‬
‫طلحةم و الزّبي عن سابحب خروجهمحا إلىالبحصرة ‪ ،‬فقال ‪ :‬الطلب بدما عثمحان‪ . 945‬و الروايةم الثانيةم‬
‫رواها الطبخي أيضا مفادها أن طلحةم و الزّبي قال أنمحا خرجا للمحطالبحةم بالقتصاصا من )) قتلةم‬
‫عثمحان ‪ ،‬فإن هذا إن تترك كان تركا للقرآن ‪،‬و إن تعمحل به كان إحياء للقرآن ((‪. 946‬‬
‫و الروايةم الثالثةم ذكرها الطبخي ف تاريه ‪ ،‬و مفادها أن رجل ساأل الزّبي ‪ :‬يا أبا عبحد ال ما هذا‬
‫؟ ‪ ،‬قال‪ :‬تعدي على أمي الؤممنيم رضي ال عنه ‪ ،‬فتقتل بل لترة و ل عذر ‪ ،‬قال ‪ :‬و من ؟ ‪ ،‬قال‪:‬‬
‫الغوغاء من المصار ونزاع القبائل وظاهرهم العراب والعبيد‪ ،‬قال ‪ :‬فتريدون ماذا‬
‫؟‪ ،‬قال ‪ :‬يننهض الناس فييدرك بهذا الدم لئُل ييبطل فإن في إبطاله توهين سلطان ا‬
‫بيننا أبدا‪ ،‬إذا لم يفطم الناس عن أمثالها لم يبق إمام إل قتله هذا الضرب‪. 947(( ...‬‬
‫و أما الروايةم الخية –أي الرابعةم‪ -‬فقد ذكرها خليفةم بن خياط ف تاريه ‪ ،‬و ما جاء فيها أن‬
‫طلحةم بن عبحيد ال‪-‬رضي ال عنه‪ -‬كان يقول –أثناء معركةم المحل‪ )) : -‬اللهم تخذ لعثمحان من‬
‫اليوما حت ترضي((‪. 948‬‬
‫و تأشي هنا إل أمرين هاميم ‪ ،‬أولمحا أن الروايات الصحيحةم و الضعيفةم الت ذكرناها ردا على‬
‫الابري و التعلقةم بالطأ السادس ‪ ،‬منها ما رواه الطبخي ‪ ،‬لكن الابري ساكت عنها و أهلها ‪،‬‬
‫وتسك بروايةم ضعيفةم بن عليها اتامه للصحابييم الليليم طلحةم و الزّبي ‪ .‬و عمحله هذا ليس من‬
‫الوضوعيةم ‪،‬و ل من النهجيةم العلمحيةم الستقيمحةم ف شيء ‪.‬و كان عليه أن يإمحع كل تلك الروايات‬
‫و تيققها إسانادا و متنا ‪،‬و ل تيارس النتقاء بطريقةم غي علمحيةم ‪.‬‬
‫و المر الثان مفاده أنه قد تبحيم ل أن طلحةم و الزّبي –رضي ال عنهمحا‪ -‬ل تيرجهمحا سابحب‬
‫واحد ‪ ،‬و إنا أخرجتهمحا أربعةم أسابحاب أسااسايةم ‪ ،‬أولا إيانمحا بضرورة القصاصا من قتلةم عثمحان‬

‫‪944‬‬
‫ج ‪ 1‬صا‪. 34 :‬‬
‫‪945‬‬
‫ج ‪ 3‬صا‪. 14 :‬‬
‫‪946‬‬
‫تاريخ الطبخي ‪ ،‬ج ‪ 3‬صا‪. 29 :‬‬
‫‪947‬‬
‫تاريخ الطبخي ‪ ،‬ج ‪ 3‬صا‪. 29 :‬‬
‫‪948‬‬
‫تاريخ خليفةم خياط ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪. 43 :‬‬
‫الشهيد القتول ظلمحا ‪ ،‬و هذا موقف تيشاركهم فيه عامةم السلمحيم ‪.‬و السبحب الثان هو التكفي عمحا‬
‫يكون صدر منهمحا من بعض التهاون ف حق عثمحان و النتصار له‪ ،‬و هذا السبحب أشار إليه‬
‫الذهب فيمحا يتعلق بطلحةم‪. 949‬و السبحب الثالث يبحدو أنمحا رأيا أن عليا تأخر ف تنفيذ القصاصا ف‬
‫قتلةم عثمحان ‪ ،‬بعد مرور أربعةم أشهر من اساتشهاد عثمحان ‪ .‬و رغم أن هذا التأخر له ما يبخره‪ ،‬فيبحدو‬
‫أنمحا –أي طلحةم و الزّبي‪ -‬رأيا ضرورة التحرك ساريعا لتنفيذ القصاصا ‪.‬‬
‫و آخرها‪-‬أي السبحب الرابع‪ -‬هو أنمحا ربا رأيا أن عليا ل ييكنه وضعه الذي هو فيه ‪ ،‬من‬
‫تنفيذ القصاصا ‪ ،‬فدفعهمحا ذلك إل الروج إل مكةم و البحصرة لمحع العساكر ‪ ،‬و با يتمحكنان من‬
‫الطالبحةم بدما عثمحان ‪،‬و كسر شوكةم هؤملء القتلةم ‪.‬‬

‫و أما إذا قيل ‪ :‬لاذا ل يطالب طلحةم و الزّبي‪-‬رضي ال عنهمحا‪ -‬با عزّما عليه ف الدينةم‬
‫؟ فيقال ‪ :‬إن خطتهمحا الت رساها ل يكن تطبحيقها ف الدينةم ‪ ،‬لنمحا يعلمحان أن عليا ليس ف‬
‫مقدوره تنفيذها ‪ ،‬لن قتلةم عثمحان هم من حوله يثلون جيش الدينةم ‪ .‬و لنمحا –أيضا‪ -‬كانا على‬
‫علم بأن عليا ل يوافق على خطتهمحا ‪ ،‬و قد رتوي أنمحا طلبحا منه تنفيذ القصاصا ‪ ،‬فاعتذر لمحا‬
‫بأنه عاجزّ عن تنفيذه ‪ .‬و طلبحا منه –أيضا‪ -‬أن يول أحدها على الكوفةم ‪،‬و الخر على البحصرة ‪،‬‬
‫ليأتيانه بالعساكر فيستعيم با على قتلةم عثمحان ‪ ،‬فقال لمحا أنه ساينظر ف المر ‪ ،‬ث ف النهايةم ل‬
‫يوافق على ما اقتحاه عليه‪ . 950‬و إذا قيل لاذا ل يبخ طلحةم و الزّبي عليا –رضي ال عنهم‪-‬‬
‫بطتهمحا ؟ فالواب واضح وهو أنمحا كان يعلمحان أن عليا ل يوافقهمحا على ما خططا له و عزّما‬
‫على تنفيذه ‪،‬فإن أخبخاه فخطتهمحا ساتفشل ‪.‬‬

‫و أما الطأ الخي –السابع من المحوعةم الثانيةم‪ -‬فيتعلق بوقف طلحةم بن عبحيد ال من‬
‫الثائرين على عثمحان ‪ ،‬فقد ادعى الابري أن طلحةم كان تيرض هؤملء على عثمحان‪ ،‬و نقل عن‬
‫الطبخي أن عثمحان لا رأى ما يقوما به طلحةم ضده ‪ ،‬دعا ال بقوله ‪ )) :‬اللهم اكفن طلحةم بن عتبحيد‬
‫ال ‪ ،‬فإنه حل علي هؤملء و ألبحهم ((‪ . 951‬و الابري ل يذكر الروايةم كاملةم ‪،‬و إنا اساتل القول من‬
‫ساياقه دون إتاما للخبخ‪ ،‬لذا يإب ذكره كمحا ورد عند الطبخي ‪ ،‬و نصه ‪ )) :‬قال محمد وحدثني‬
‫إبراهيم بن سالم عن أبيه عن بسر بن سعيد قال وحدثني عبد ا بن عياش بن أبي‬
‫ربيعة قال دخلت على عثمان رضي ا عنه فتحدثت عنده ساعة فقال يا ابن عياش‬
‫تعال فأخذ بيدي فأسمعني كلم من على باب عثمان فسمعنا كلما منهم من يقول ‪ :‬ما‬
‫‪949‬‬
‫اللفاء الراشدون ‪ ،‬صا‪. 288 :‬‬
‫‪950‬‬
‫ابن كثي ‪ :‬الصدر السابق ج ‪ 7‬صا‪. 245 ، 230-229 :‬‬
‫‪951‬‬
‫العقل السياساي ‪ ،‬صا‪. 150 :‬‬
‫تنتظرون به ‪ ،‬ومنهم من يقول ‪ :‬انظروا عسى أن يراجع ‪ .‬فبينا أنا وهو واقفان إذ‬
‫مر طلحة بن عبيد ا فوقف فقال ‪ :‬أين ابن عديس ؟ فقيل ‪ :‬ها هو ذا ‪ ،‬قال ‪ :‬فجاءه‬
‫ابن عديس فناجاه بشيء ‪ ،‬ثم رجع ابن عديس ‪ ،‬فقال لصحابه ‪ :‬ل تتركوا أحدا‬
‫يدخل على هذا الرجل ول يخرج من عنده قال ‪ :‬فقال لي عثمان هذا ما أمر به طلحة‬
‫بن عبيد ا ‪ .‬ثم قال عثمان ‪ :‬اللهم اكفني طلحة بن عبيد ا فإنه حمل علي هؤلء‬
‫وألبهم ‪ ،‬وا إني لرجو أن يكون منها صفرا وأن يسفك دمه إنه انتهك مني ما ل‬
‫يحل له ‪ ،‬سمعت رسول ا‪ -‬صلى ا عليه وسلم ‪-‬يقول ‪ :‬ل يحل دم امرىَء مسلم إل‬
‫في إحدىَ ثلث‪ :‬رجل كفر بعد إسلمه فييقتل ‪ ،‬أو رجل زنى بعد إحصانه فيرجم ‪ ،‬أو‬
‫رجل قتل نفسا بغير نفس‪ .‬ففيم يأقتل ؟ ‪. 952((...‬‬
‫و يتمحثل خطأ الابري فيمحا نقلناه عنه أنه اعتمحد على روايةم غي صحيحةم ‪ ،‬بن عليها فكرته ‪،‬و‬
‫كان عليه أن تيققها فبحل اعتمحاده عليها ‪ ،‬و هي روايةم ل تصح إسانادا و ل متنا ‪ ،‬فأما إسانادا فمحن‬
‫رجاله ممحد بن عمحر الواقدي ‪ ،‬ساه الطبخي ممحد ‪ ،‬و هو نفسه ممحد بن عمحر الواقدي ‪ ،‬و هو‬
‫ضعيف متهم بالكذب ‪ ،‬مل كتبحه بالباطيل و الروايةم عن الاهيل ‪،‬و ذكر ابن الندي أنه كان‬
‫شيعيا تيظهر التسنن و تيارس التقيةم‪. 953‬و هذا البخ الذي رواه يتفق مع تشيعه ‪ ،‬لن فيه طعنا و‬
‫اتاما خطيا لصحاب جليل مشهود له بالنةم ‪ ،‬لذا فروايته مرفوضةم من حيث الساناد ‪.‬‬
‫و ثانيا إن مت تلك الروايةم ترده الشواهد الربعةم التيةم ‪ :‬أولا إن البخ نفسه تقريبحا ورد‬
‫بإساناد صحيح ف أكثر من مصدر ‪ ،‬هذا نصه ‪ )):‬حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن‬
‫زيد عن يحيى بن سعيد عن أبي أمامة بن سهل قال ‪:‬كنا مع عثمان وهو محصور في‬
‫الدار ‪ ،‬وكان في الدار مدخل من دخله سمع كلم من على البلط ‪ ،‬فدخله عثمان‬
‫فخرج إلينا وهو متغير لونه فقال ‪ :‬إنهم ليتواعدونني بالقتل آنفا قال قلنا يكفيكهم ا يا‬
‫أمير المؤمنين ‪ .‬قال ‪ :‬ولذأم يقتلونني ؟ سمعت رسول ا‪ -‬صلى ا عليه وسلم‪ -‬يقول ‪:‬‬
‫" ليحل دم امرىَء مسلم إل بإحدىَ ثلث كفر بعد إسلم ‪،‬أو زنا بعد إحصان ‪ ،‬أو‬
‫قتل نفس بغير نفس " فوا ما زنيت في جاهلية ول في إسلم قط ‪ ،‬ول أحببت أن لي‬
‫بديني بدل منذ هداني ا ‪ ،‬ول قتلت نفسا ‪ ،‬فبم يقتلونني ؟ ((‪. 954‬‬
‫فهذا البخ ل تيوجد فيه أي ذكر و ل إشارة إل طلحةم بن عبحيد ال ‪ ،‬و قد ورد بإساناد‬
‫صحيح مغاير لساناد روايةم الطبخي الضعيف ‪ ،‬و رجاله هم ‪ :‬محمد بن عمر الواقدي ‪ ،‬و‬
‫إبراهيم بن سالم عن أبيه ‪ ،‬و بسر بن سعيد ‪ ،‬و عبد ا بن عياش بن أبي ربيعة ‪ .‬أما‬
‫رجال الروايةم الصحيحةم الخالفةم لروايةم الطبخي فهم ‪ :‬سليمان بن حرب ‪ ،‬و حماد بن زيد ‪ ،‬و‬
‫يحيى بن سعيد ‪،‬و أبو أمامة بن سهل ‪ .‬و با أن إساناد الروايةم الثانيةم صحيح ‪ ،‬و إساناد‬

‫‪952‬‬
‫تاريخ الطبخي ‪ ،‬ج ‪ 2‬صا‪. 669-668 :‬‬
‫‪953‬‬
‫سابحق توثيق ذلك ‪.‬‬
‫‪954‬‬
‫أبو داود ‪ :‬السنن ‪ ،‬ج ‪ 2‬صا‪. 577 :‬و اللبحان‪ :‬صحيح ابن ماجةم ‪ ،‬ج ‪ 2‬صا‪. 77 :‬‬
‫الثانيةم‪-‬أي روايةم الطبخي‪ -‬ل يصح فهذا يعن أن الول قد تكون تعيرضت للتحريف و التلعب ‪.‬‬
‫و الشاهد الثان يتمحثل ف أن الديث النبحوي الذي ورد ف الروايتيم ذكرته عدة كتب حديثيةم‬
‫بطرق صحيحةم ل تيوجد من بيم رجالا عبحد ال بن عياش‪ 955‬الذي كان شاهد عيان حسب روايةم‬
‫الطبخي؛ ما يعن أن هذا الديث قد يكون أقحم ف روايةم الطبخي إقحاما ‪ ،‬خاصةم و أن الناسابحةم‬
‫بينه و بيم ساياق روايةم الطبخي ضعيفةم ‪ ،‬عكس الروايةم الثانيةم الت فيها الناسابحةم بينها و بيم الديث‬
‫قويةم جدا و صريةم فيمحا يتعلق بالقتل ‪.‬‬
‫ت ف مصنفات التاجم و التواريخ‪ ،‬و الرح و التعديل ‪،‬‬ ‫و الشاهد الثالث مفاده هو أنن بث ت‬
‫و ل أعثر على أي خبخ تيشي إل أن عبحد ال بن عياش بن أب ربيعةم كان مع عثمحان ف الدار ‪،‬‬
‫إل ما رواه الطبخي عن ممحد بن عمحر الواقدي و نقله عنه ابن الثي‪ ، 956‬و حت الطبخي نفسه ل‬
‫يذكر هذه الشخصيةم ف حوادث الفتنةم الكبخى إل مرة واحدة ‪ .‬و تفيرد الواقدي الطعون فيه بذه‬
‫الروايةم هو أمر تيوحي بأن الروايةم قد تكون تعيرضت للتحريف و التلعب على يد الواقدي ‪ ،‬خاصةم‬
‫و أنا تتفق مع مذهبحه ف الطعن ف الصحابةم ‪.‬‬
‫و الشاهد الرابع يتمحثل ف أن روايةم الطبخي تتضمحن عبحارات تتوحي بأنا مدساوساةم ‪ ،‬منها قول‬
‫عثمحان ف دعائه على طلحةم ‪ )) :‬إن لرجو أن يكون منها صفرا ‪ ،‬و أن تيسفك دمه ‪ ،‬إنه انتهك‬
‫من ما ل يل(( ‪ ،‬فالراوي يتريد أن تيظهر للناس بأن دعوة عثمحان قد تاساتجيبحت عندما دعا على‬
‫طلحةم ‪ ،‬لننا نعلم أن طلحةم تقتل ف معركةم المحل سانةم ‪35‬هجريةم ‪ ،‬انتصارا لعثمحان و ليس كمحا‬
‫تريد الروايةم ‪.‬‬

‫و أما أخطاء المحوعةم الثالثةم فتتضمحن أربعةم أخطاء متفرقةم لا علقةم بالفتنةم الكبخى ‪ ،‬أولا‬
‫يتعلق بالصحاب أب ذر الغفاري‪-‬رضي ال عنه‪ ، -‬مفاده أن الابري ذكر روايةم من كتاب أنساب‬
‫الشراف للبحلذري ‪ ،‬تقول ‪ :‬إنه لا أكثر أبو ذر من انتقاداته لوال الشاما معاويةم بن أب سافيان ‪،‬‬
‫اشتكى هذا الخي إل عثمحان ‪ ،‬فأمره بإرسااله إليه ‪ ،‬فبحعثه إليه ف حالةم تمهينةم ‪ ،‬فلمحا وصل الدينةم‬
‫‪ ،‬قال لعثمحان ‪ )) :‬تستعمحل الصبحيان و تمحي المحى ‪ ،‬و تقيرب الطلقاء ‪ ،‬فنفاه إل الربذة خارج‬
‫الدينةم ‪ ،‬فلم يزّل با حت مات ((‪. 957‬‬
‫و يتمحثل خطأ الابري هنا ف أنه اعتمحد على روايةم غي صحيحةم ‪ ،‬بن عليها موقفه من دون‬

‫‪955‬‬
‫أنظئر مثل ‪ :‬البححئاري‪ :‬الصئحيح ‪ ،‬ج ‪ 6‬صا‪ . 2521 :‬و مسئلم ‪ :‬الصئحيح ‪ ،‬ج ‪ 3‬صا‪ . 1302 :‬و التمئذي ‪ :‬السئنن ‪،‬‬
‫ج ‪ 4‬صا‪. 19 :‬‬
‫‪956‬‬
‫الكامل ف التاريخ ‪ ،‬ج ‪ 3‬صا‪. 64 :‬‬
‫‪957‬‬
‫العقل السياساي ‪ ،‬صا‪. 181 :‬‬
‫أن تيققها ‪ ،‬و الدليل على أنا غي صحيحةم ‪ ،‬هو أنه أول أن الروايةم الت ذكرها ليس لا إساناد‬
‫‪،‬لن البحلذري رواها من دون إساناد عندما ترجم لب ذر الغفاري‪ . 958‬و روايةم خطية كهذه ل‬
‫يصح قبحولا من دون إساناد ‪ ،‬لن الساناد شرط أسااساي من شروط صحةم البخ‪.‬‬
‫و ثانيا إن متنها هو أيضا ل يصح ‪ ،‬لن التصرفات الت نسبحتها إل عثمحان ف تعامله مع أب‬
‫ذر هي تصرفات تتناف مع الشرع ‪،‬و مع أخلق عثمحان الليفةم الراشد الشهود له بالنةم ‪ ،‬و الذي‬
‫هو من السابقيم الوليم من الهاجرين الذين رضي ال عنهم و رضوا عنه ‪ ،‬لقوله تعال ‪- :‬‬
‫ل‬ ‫ل‬ ‫ل‬
‫ضواو ععونهت‬‫صالر عوالنذيعن اتنئبحعئتعوتهم بللإوحعسانن نرلضعي الليهت ععونئتهوم عوعر ت‬
‫}عوالنسابلتقوعن العنوتلوعن معن الوتمحعهاجلريعن عواعلن ع‬
‫ك الوعفووتز الوععلظيتم{ٍ ‪ -‬ساورة التوبةم‪/‬‬ ‫ل‬ ‫لل ل‬ ‫وأععند علم جننا ن‬
‫ت عوتلري عوتتعئعها العنوئعهاتر عخالديعن فيعها أعبعةدا عذل ع‬ ‫ع ع تو ع‬
‫‪ . -100‬فتلك التصرفات النسوبةم إل عثمحان ل تصدر عن عواما الؤممنيم ‪ ،‬فكيف تصدر عن‬
‫صحاب جليل خليفةم راشد ؟ ! ‪.‬‬
‫ت‬‫و لنا أيضا تتوجد روايات أخرى صحيحةم الساانيد تنقض ما ذكرته روايةم الابري ‪ ،‬و تثبح ت‬
‫بصراحةم أن عثمحان ل تيسئ لب ذر ‪،‬و ل نفاه ‪،‬و ل عامله بقسوة ‪ ،‬و إنا أبو ذر هو الذي اختار‬
‫القاما بالربذة ‪ ،‬بحض إرادته من دون إكراه من أحد‪.‬و هي أربع روايات صحيحةم ‪ ،‬أولا ما رواه‬
‫الافظ شس الدين الذهب ‪ ،‬عن ساليمحان بن الغية ‪ ،‬عن حيد بن هلل ‪ ،‬عن عبحد ال بن‬
‫الصامت ‪ ،‬أن أبا ذر الغفاري‪-‬رضي ال عنه ‪-‬اساتأذن الليفةم عثمحان ‪-‬رضي ال عنه‪ -‬ف الروج‬
‫إل الربذة فأذن له‪. 959‬و ثانيها ما رواه ابن ساعد ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبخنا يزّيد بن هارون ‪ ،‬أخبخنا هشاما بن‬
‫حسان ‪ ،‬عن ممحد بن سايين ‪ ،‬أنه لا اساتقدما عثمحان أبا ذر من الشاما إل الدينةم ‪ ،‬اقتح عليه أن‬
‫يبحقى عنده ‪ ،‬فأب و قال له ‪ :‬ل حاجةم ل ف دنياكم ‪ .‬ث قال له ‪ )) :‬ائذن ل حت أخرج إل‬
‫الربذة (( فأذن له عثمحان بالروج إليها‪.960‬‬
‫و الثالثةم رواها أيضا ابن ساعد ‪ ،‬و فيها ‪ :‬أخبخنا عفان بن مسلم ‪ ،‬و عمحرو بن عاصم الكيلن‬
‫‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا ساليمحان بن الغية ‪ ،‬عن حيد بن هلل ‪ ،‬قال حدثنا عبحد ال بن الصامت ‪ ،‬أن أبا‬
‫ذر اساتأذن الليفةم عثمحان للخروج إل الربذة ‪ ،‬فأذن له ‪،‬و زيوده با يتاج إليه‪ . 961‬و الرابعةم رواها‬
‫ابن لحبحان ‪ ،‬و قال‪ :‬أخبخنا عبحد ال بن ممحد الزدي ‪ ،‬حدثنا إساحاق بن إبراهيم ‪ ،‬أخبخنا ابن شيل‬
‫‪ ،‬حدثنا شعبحةم ‪ ،‬حدثنا عمحران الون ‪ ،‬أنه سع عبحد ال بن الصامت يقول ‪ :‬لا اساتقدما عثمحان أبا‬

‫‪958‬‬
‫أنساب الشراف ‪ ،‬ح ‪ 5‬صا‪. 53 :‬‬
‫‪959‬‬
‫الذهب ‪ :‬سايي أعلما النبحلء ج ‪2‬صا‪60 :‬ن ‪. 67‬‬

‫‪960‬‬
‫ابن ساعد ‪ :‬الطبحقات الكبخى ج ‪4‬صا‪. 227 :‬‬
‫‪961‬‬
‫نفس الصدر ج ‪ 4‬صا‪. 232 :‬‬
‫ذر من الشاما إل الدينةم ‪ ،‬و دخل عليه و كلمحه ‪ ،‬و أعلن له السمحع و الطاعةم ‪ ،‬اساتأذنه ف أن‬
‫يأت الربذة ‪ ،‬فأذن له عثمحان بالروج إليها‪. 962‬‬
‫فهذه الروايات الربع ذات الأساانيد صحيحةم‪ ، 963‬تبحيم بلء أنه ل يدث أي إكراه ‪،‬و ل‬
‫إهانةم من عثمحان لب ذر ‪-‬رضي ال عنهمحا‪ ، -‬و ل فيها أنه منع الناس من أن يكيلمحوه ؛ بل فيها‬
‫الشاورة و السمحع و الطاعةم ‪،‬و الجلل و الكراما ‪.‬‬
‫و هناك روايةم صحيحةم ذكرها ابن ساعد و البحخاري ‪ ،‬فيها اقتاح و تيي و ترج ‪ ،‬من عثمحان‬
‫لب ذر –عندما جاءه مشتكيا‪ -‬بالعتزّال و البحعد عمحا هو فيه ‪ ،‬فاختار الروج إل الربذة ؛ و‬
‫ليس فيها أنه أهانه و نفاه إل الربذة ‪.‬و موجزّ الروايةم هو أن زيد بن وهب قال ‪ :‬مررت بالربذة فإذا‬
‫أنا بأب ذر –رضي ال عنه‪ -‬فقلت له ‪ :‬ما أنزّلك منزّلك هذا ؟ فذكر له أنه لا اساتقدمه عثمحان‬
‫من الشاما إل الدينةم ‪ ،‬كثر الناس عليه با كأنم ل يروه قبحل ذلك ؛ ث قال له أبو ذر ‪:‬‬
‫)) فذكرت ذاك لعثمحان‪ ،‬فقال ل ‪ :‬إن شئت تنحيت فكنت قريبحا ‪ .‬فذاك الذي أنزّلن هذا النزّل ‪،‬‬
‫و لو أيمروا علي حبحشيا لسمحعت و أطعت …((‪. 964‬‬
‫و ل تناقض بيم ما قررناه هنا ‪،‬و بيم ما ذكرناه ساابقا ‪ ،‬من أن أبا ذر هو الذي أساتأذن‬
‫عثمحان للخروج إل الربذة ‪ ،‬و ل يإبخه على الروج إليها ؛ لن ما ذكرته روايةم البحخاري و ابن ساعد‬
‫هو تصوير لانب ما جرى بيم الرجليم ‪ ،‬و هو يندرج ضمحن السياق العاما لا جرى بينهمحا ‪ .‬فيبحدو‬
‫أن أبا ذر لا شكا لعثمحان ما لقيه من مضايقات – من جراء إقبحال الناس عليه – ناقشه ف المر‬
‫و اقتح عليه حلول ‪ ،‬المر الذي جعل أبا ذر يفكر ف المر جيدا ‪،‬و يتخذ قرارا نائيا بالروج إل‬
‫الربذة ‪ ،‬فأساتأذن عثمحان للخروج إليها ‪ ،‬فأذن له و توجه إليها ‪ .‬و ما يؤمكد هذا الحتمحال هو أن‬
‫الروايات الصحيحةم السابقةم الذكر ‪ ،‬قد نصت صراحةم على أن عثمحان ل ينف أبا ذر إل الربذة ‪،‬و‬
‫إنا هو الذي خرج إليها طواعيةم ‪ ،‬بعدما اساتأذن عثمحان ف الروج إليها ‪.‬‬
‫و ما يزّيد ف إثبحات أن أبا ذر خرج إل الربذه باختياره دون إكراه من عثمحان ‪ ،‬أنه جاء‬

‫‪962‬‬
‫صحيح ابن حبحان ‪ ،‬حققه شعيب الرناؤوط ‪ ،‬بيوت ‪ ،‬مؤمساسةم الرساالةم ‪1993 ،‬ج ‪ 13‬صا‪. 301 :‬‬

‫‪963‬‬
‫‪-‬أنظئئر‪ :‬ابئئن أب ئ حئئات‪ :‬الصئئدر السئئابق ج ‪3‬صا‪ ،230 :‬ج ‪4‬صا‪144 :‬ج ‪5‬صا‪ 84 :‬ج ‪6‬صا‪، 250 :‬ج ‪7‬صا‪،30 :‬ج‬
‫‪9‬صا‪. 295 :‬و ابئئن حبحئئان ‪ :‬الثقئئات ‪ ،‬حققئئه الس ئئيد ش ئئرف ال ئئدين احئئد ‪ ،‬ط ‪ 1‬بيئئوت ‪ ،‬دار الفكئئر ‪ 1975 ،‬ج ‪4‬صا‪:‬‬
‫‪، 147‬ج ‪5‬صا‪. 30 :‬و صحيح ابن حبحان ج ‪13‬صا‪.301 :‬و ابن حجر‪ :‬تقريب التهذيب ‪ ،‬حققه ممحئد عوامئئةم ‪ ،‬ط ‪، 1‬‬
‫ساوريا دار الرشيد ‪ ، 1986 ،‬ج ‪ 1‬صا‪. 308 :‬و الذهب‪ :‬ميئزّان العتئدال ج ‪7‬صا‪77 :‬و ما بعئدها ‪.‬و تئذكرة الفاظ ‪،‬‬
‫حققئئه حئئدي السئئلفي ‪ ،‬ط ‪ 1‬الريئئاض ‪ ،‬دار الصئئمحيعي ‪1415 ،‬ه ‪،‬ج ‪1‬صا‪. 392 ،380 ،379 :‬و احئئد بئئن عبحئئد الئ‬
‫العجلي ‪ :‬معرفةم الثقات ‪ ،‬حققه عبحد العليم البحستوي ‪ ،‬ط ‪ 1‬الدينةم النورة ‪ ،‬مكتبحةم الدار ‪ ، 1985 ،‬ج ‪2‬صا‪.328 :‬‬
‫‪964‬‬
‫البحخاري‪ :‬الصحيح ‪ ،‬ج ‪ 2‬صا‪. 509:‬و ابن ساعد ‪ :‬الطبحقات ج ‪ 4‬صا‪. 226 :‬‬
‫ف حديث صحيح الساناد ‪ ،‬أن أما ذر قالت ‪ :‬ما سايي عثمحان أبا ذر إل الربذة ‪ ،‬و لكن رساول‬
‫‪965‬‬
‫ال –صلى ال عليه و سالم‪ -‬قال له ‪ )) :‬إذا بلغ البحناء سالعا فاخرج عنها –أي عن الدينةم‪(( -‬‬
‫‪ .‬فلب ذر أمر من النب ‪-‬عليه الصلة و السلما‪ -‬بالروج من الدينةم إذا كثر عمحرانا ‪ ،‬جاء‬
‫متزّامنا مع رجوعه إل الدينةم ‪،‬و إقبحال الناس عليه على إثر خلفه مع معاويةم بن أب سافيان ‪ ،‬ف‬
‫قضيةم بيت الال و اكتناز الموال ‪ .‬فكل ذلك جعل أبا ذر يدرك أن أمر الرساول بالروج من الدينةم‬
‫قد حان أوانه ‪ ،‬دون أن يكرهه عثمحان عليه ‪.‬و ف هذا المر يقول الافظ ابن عساكر ‪ )) :‬و ل‬
‫تيسيي عثمحان أبا ذر ‪ ،‬و لكنه خرج هو إل الربذة ‪ ،‬لا تيوف الفتنةم الت حذره النب‪ -‬صلى ال عليه‬
‫و سالم‪ ، -‬فلمحا خرج تعقيب ما جري بينه و بيم أمي الؤممنيم عثمحان ‪ ،‬ظن –بضم الظاء‪ -‬أنه هو‬
‫الذي أخرجه ((‪. 966‬‬
‫و أما ما رواه الافظ عبحد الرزاق ‪ ،‬عن معمحر ‪ ،‬عن ابن طاووس ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬أن الرساول‬
‫‪-‬عليه الصلة و السلما‪ -‬قال لب ذر ‪ )) :‬كيف بك إذا أخرجوك من الدينةم ؟ قال ‪ :‬آت الرض‬
‫القدساةم ‪ .‬قال‪ :‬فكيف بك إذا أخرجوك منها ؟ قال ‪ :‬آت الدينةم ‪ .‬قال ‪ :‬كيف بك إذا أخرجوك‬
‫منها ؟ قال‪ :‬آخذ سايفي فأضرب به ‪ ،‬قال ‪ :‬فل و لكن اسع و أطع و إن كان عبحدا (( ‪ ،‬ث‬
‫تضيف الروايةم أن أبا ذر لا خرج إل الربذة وجد عبحدا يصلي بالناس ‪ ،‬فصل خلفه ‪ ،‬وأقره ف مكانه‬
‫عندما أراد النسحاب حيم أحس به‪ . 967‬فهذا الديث ظاهر إساناده صحيح ‪ ،‬لن رجاله ثقات‬
‫معروفيم ‪.‬و فيه تصريح بأن أبا ذر يرج – بضم الياء و تسكيم الاء و فتح الراء‪ -‬من الدينةم ‪.‬‬
‫لكن يإب فهمحه ف إطار الديث الصحيح النف الذكر ‪ ،‬و الروايات الصحيحةم السابقةم ‪ ،‬و عليه‬
‫فيمحكن القول أن هذا الديث فيه إخبحار بأن أبا ذر سايجد معارضةم ف التمحع ‪ ،‬من جراء دعوته‬
‫لذهبحه التشدد ‪ ،‬عندما أوجب على الناس الزّهد ‪ ،‬و حيرما على الغنياء كنزّ الموال و إن أدوا‬
‫زكواتا‪ . 968‬فمحقاومةم بعض الناس له ‪،‬و عدما موافقةم كثي من الصحابةم له ف موقفه هذا ‪ ،‬هو نوع‬
‫من القاومةم و الخراج له ‪ ،‬لكنه ليس إخراجا فيه الظلم و اليف و الهانةم ‪ ،‬كمحا زعمحته الروايات‬
‫الغرضةم البحاطلةم ‪ ،‬لذا أمره رساول ال – عليه الصلة و السلما‪-‬بالعزّلةم و الروج و عدما القاومةم‬
‫دفعا للفتنةم ‪ ،‬لن مذهبحه إن صلح له و للزّهاد ‪ ،‬فإنه ل يصلح لعامةم الناس ‪ .‬كل ذلك دفعه إل‬
‫اختيار العزّلةم و الروج من الدينةم إل الربذة بإرادته ‪ ،‬دون إكراه من عثمحان ‪ .‬و هذا هو الذي‬
‫صيرحت به روايةم عبحد الرزاق ‪ ،‬فعندما ذكرت الديث ‪ ،‬قالت أن أبا ذر خرج إل الربذة ‪،‬و ل تقل‬

‫‪965‬‬
‫الاكم النيسابوري ‪ :‬الستدرك على الصحيحيم ج ‪3‬صا‪. 387 :‬و الذهب‪ :‬سايي أعلما النبحلء ج ‪ 2‬صا‪72 :‬‬
‫‪966‬‬
‫تاريخ دمشق ‪ ،‬دما ‪ ،‬دن ‪ ،‬دت ‪ ،‬ج ‪ 66‬صا‪. 202 :‬‬
‫‪967‬‬
‫مصنف عبحد الرزاق ‪ ،‬حققه حبحيب العظمحي‪ ،‬ط ‪ 2‬بيوت ‪ ،‬الكتب السالمي‪، 1403 ،‬ج ‪ 2‬صا‪. 381 :‬‬
‫‪968‬‬
‫ابن تيمحيةم ‪ :‬منهاج السنةم ‪ ،‬ج ‪ 6‬صا‪ 272 :‬و ما بعدها‬
‫أنه تأخرج أو تنفي إليها ‪.‬‬
‫و أما الطأ الثان فيتعلق باليهودي التمحسلم عبحد ال بن سابحأ العروف بابن السوداء ‪ ،‬أحد‬
‫أقطاب رؤوس الفتنةم و الضلل ‪ ،‬و ذلك أن الابري قال ‪ :‬إن روايات سايف بن عمحر التمحيمحيي عن‬
‫عبحد ال بن سابحأ ‪ ،‬ذكرت أنه جاء إل الدينةم مع الثوار )سانةم ‪35‬ه( ‪ ،‬ث اختفى نائيا ‪ ،‬و ل تعود‬
‫رواياته‪-‬أي سايف ‪ -‬تذكره‪. 969‬‬
‫و قوله هذا غي صحيح تاما ‪ ،‬لن الطبخي ذكر ابن سابحأ ف موضعيم أثناء معركةم المحل سانةم‬
‫‪36‬هجريةم ‪ ،‬باسام عبحد ال بن السوداء بروايةم سايف بن عمحر‪. 970‬و أشار إليه باسام جاعته الركيةم‬
‫العروفةم بالسبحئيةم ‪ ،‬فذكرها ف سانةم ‪ ،35‬و ‪ ، 36‬و ‪ 37‬هجريةم عدة مرات بروايةم سايف بن عمحر‬
‫التمحيمحي ‪ ،‬منها قوله ‪ )) :‬فتذمرت السبحئيةم و العراب ((‪ ،‬و )) صاحت السبحئيةم (( ‪ ،‬و ذكر أن‬
‫أصحاب المحل أجعوا على الطالبحةم بدما عثمحان و قتال السبحئيةم‪. 971‬‬
‫و ذكرها أيضا باسام السبحئيةم بروايةم الخبحاري الشيعي أب منف لوط بن ييح ‪ ،‬ذكرها ف سانت‬
‫‪ 66 ، 43‬هجريةم‪ . 972‬ما تيشي إل أن جاعةم عبحد ال بن سابحأ ل يتوقف نشاطها بعد مقتل علي‬
‫بن أب طالب ‪ ،‬و إنا واصلته و كانت معروفةم باسها الركي ‪ :‬السبحئيةم ‪.‬‬
‫و الطأ الثالث –من المحوعةم الثالثةم‪ -‬يتعلق بوقف علي بن أب طالب‪ -‬رضي ال عنه‪-‬‬
‫من قضيةم رفع الصاحف و التحكيم ف موقعةم صفيم سانةم ‪ 37‬هجريةم ‪ ،‬فقد ذكر الابري أن عليا‬
‫قبحل التحكيم مبخا ‪ ،‬بسبحب ضغوط تيار واساع من جيشه كان يرغب ف تنب الرب ‪ ،‬فكان‬
‫الوارج قد قبحلوا التحكيم أول ‪ ،‬ث رفضوه و اتمحوا عليا بالكفر ثانيا‪. 973‬‬
‫و هو هنا قد أخطأ ‪ ،‬لنه اعتمحد على روايةم مشهورة ‪ ،‬لكنها غي صحيحةم إسانادا و ل متنا ‪،‬‬
‫فمحن حيث الساناد إنه اعتمحد على نصر بن مزّاحم فيمحا ذكره عن موقعةم صفيم ف كتابه وقعةم‬
‫صفيم ‪،‬و على الطبخي ف روايته الشهورة عن وقعةم صفيم‪ . 974‬فالول قال فيه علمحاء الرح و‬
‫التعديل ‪ :‬شيعي ‪ ،‬كثي الطأ ‪ ،‬مضطرب الديث ‪ ،‬كذاب متوك‪ ،‬رافضي مغال ‪ ،‬ليس بثقةم و ل‬
‫بأمون‪. 975‬‬

‫‪969‬‬
‫العقل السياساي ‪ ،‬صا‪. 176 :‬‬
‫‪970‬‬
‫تاريخ الطبخي ‪ ،‬ج ‪ 3‬صا‪. 39 ، 32 :‬‬
‫‪971‬‬
‫انظر تاريخ الطبخي ‪ ،‬ج ‪ 2‬صا‪ ،702 :‬ج ‪ 3‬صا‪. 60 ، 59 ، 43 ، 40 ، 9 ، 4 :‬‬
‫‪972‬‬
‫نفس الصدر ‪ ،‬ج ‪ 3‬صا‪. 655 ، 443 ، 184 :‬‬
‫‪973‬‬
‫العقل السياساي ‪ ،‬صا‪. 256 ، 154 ، 122 :‬‬
‫‪974‬‬
‫العقل السياساي ‪ ،‬صا‪ . 257 ، 122 :‬و تاريخ الطبخي ‪ ،‬ج ‪ 3‬صا‪ 101 :‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫‪975‬‬
‫العقيلي ‪ :‬الضعفاء ‪ ،‬ج ‪ 4‬صا‪ . 300 :‬و ابن حجر‪ :‬اللسان ‪ ،‬ج ‪ 6‬صا‪. 157 :‬‬
‫و الثان –أي الطبخي‪ -‬هو ثقةم لكنه اعتمحد على الخبحاري أب منف لوط بن ييح ‪ ،‬الذي قال‬
‫فيه نقاد الديث ‪ :‬إنه شيعي تمتق صاحب أخبحارهم ‪ ،‬و أخبحاري تالف ل تيوثق به‪ ،‬و ضعيف‬
‫ليس بشيء و ل بثقةم‪. 976‬‬
‫و أما متنا فهي روايةم تمحل وجهةم نظر الشيعةم ‪ ،‬تالفها وجهةم نظر الوارج الذين يرون أن‬
‫عليا رفض الوافقةم على التحكيم ‪ ،‬لكنه تأجبخ على قبحوله بسبحب ضغوط اليمحنييم على رأساهم‬
‫الشعث بن قيس‪ . 977‬فكل طرف تيمحل الطرف الخر السؤموليةم ‪،‬و يزّعم أن عليا ل يقبحل الصلح‬
‫‪ ،‬لكي ل تيظهره بأنه كان يرد الصلح مع أهل الشاما ‪،‬و إنا تأجبخ على الوافقةم ‪ ،‬إما بضغوط من‬
‫الوارج و إما بضغوط من الشيعةم اليمحنيةم ‪ .‬لكن الصحيح ليس كمحا قاله الشيعةم و ل الوارج ‪ ،‬و‬
‫إنا هو ما صيح ف البخ من أنه لا أرسال أهل الشاما بصحف إل علي ‪ ،‬و دعوه إل الحتكاما إليه‬
‫صيبحا من الولكعتا ل‬
‫ب يتودععووعن إلعل‬ ‫ل‬ ‫ل نل‬
‫و قالوا له ‪ :‬بيننا و بينكم كتاب ال ‪} :‬أععلو تعئعر إعل الذيعن أتووتتواو نع ة ع‬
‫كلتا ل ل ل‬
‫ضوعن{ٍ ‪ -‬ساورة آل عمحران‪ ،-23/‬قال علي‬ ‫ب الليه ليعوحتكعم بعوئيئنعئتهوم تثن يعئتعئعونل فعلريقق مونئتهوم عوتهم يموعلر ت‬ ‫ع‬
‫‪ :‬نعم أنا أول بذلك ‪ ،‬بيننا و بينكم كتاب ال ‪ ،‬فجاءه القراء –أي الوارج فيمحا بعد‪ -‬و أنكروا‬
‫عليه فعلته‪ . 978‬فعلي‪-‬رضي ال عنه‪ -‬قبحل التحكيم من تلقاء نفسه ‪ ،‬تاشيا مع ما تيوجبحه الشرع ‪،‬‬
‫من الرجوع إل الكتاب و السنةم عند التنازع ‪ ،‬من دون أي ضغوط من الشيعةم اليمحنيةم ‪ ،‬و ل من‬
‫القراء الوارج ‪.‬‬
‫و أما القولةم الت ذكرها الابري ‪ ،‬و نسبحها إل السن البحصري ف تأنيبحه لعلي عندما قبحل‬
‫التحكيم ‪،‬و الت تقول ‪ )) :‬ل يزّل أمي الؤممنيم علي رحه ال يعرف النصر ‪ ،‬و تيساعده الظفر حت‬
‫عحيكعم ‪ ،‬فعللعم تتيكم و الق معك ؟ ‪ ،‬أل تضي تقدما ‪ ،‬ل أبا لك و أنت على الق((‪ . 979‬فهي‬
‫مقولةم أشار الابري إل أنه أخذها من كتاب الكامل لب العبحاس اتلمحبخد‪ ، 980‬من دون أن تيققها‬
‫ت عنها ف كتب التواريخ و التاجم ‪ ،‬و الرجال و الدب فلم أجدها إل عند البخد ف‬ ‫‪ .‬و قد بث ت‬
‫ت‬
‫الكامل ذكرها بل إساناد‪ . 981‬لذا فنحن ل نقبحلها لنا روايةم فقدت شرطا أسااسايا من شروط صحةم‬
‫البخ من جهةم ‪ ،‬و لنا تتعلق بأمر له أهيته من جهةم ثانيةم ‪ ،‬و لنا وردت ف كتاب أدب و لغةم‬
‫‪976‬‬
‫ابن حجر‪ :‬نفس الصدر ‪ ،‬ج ‪ 4‬صا‪. 492 :‬‬
‫‪977‬‬
‫أبئئو إسائئحاق إطفيئئش ‪ :‬الفئئرق بيمئ الباضئئيةم و الئوارج‪ ،‬د ن ‪ ،‬د ما ن ‪ ،‬د ت ‪ ،‬صا ‪ . 8 ، 7 :‬و سائئليمحان بئئن داود بئئن‬
‫تيوساف ‪ :‬الوارج هم أنصار الماما علي ‪ ،‬دار البحعث ‪ ،‬الزّائر ‪. 105 ، 104 ،‬‬
‫‪978‬‬
‫البحخاري‪ :‬الصحيح ‪ ،‬كتئاب التفسئي ‪،‬ج ‪ 3‬صا‪ . 1832 :‬و ابئن كئثي ‪ :‬البحدايئةم ‪ ،‬ج ‪ 7‬صا‪ . 291 :‬و أحئد بئن حنبحئل‬
‫‪ :‬السند ‪ ،‬ج ‪ 3‬صا‪ . 485 :‬و ممحد أمزّون ‪ :‬تقيق مواقف الصحابةم ‪ ،‬ج ‪ 2‬صا‪. 217-216 :‬‬
‫‪979‬‬
‫العقل السياساي ‪ ،‬صا‪. 191 :‬‬
‫‪980‬‬
‫نفسه ‪ ،‬صا‪. 191 :‬‬
‫‪981‬‬
‫الكامل للمحبخد ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪. 244 :‬‬
‫من دون توثيق من جهةم ثالثةم ‪.‬‬
‫و أما الطأ الخي – الرابع من المحوعةم الثالثةم‪ -‬فيتعلق بالصحاب عبحد ال بن عبحاس –رضي‬
‫ال عنه‪ ، -‬فذكر الابري –نقل عن الطبخي‪ -‬أنه لا كان عبحد ال بن عبحاس واليا على البحصرة لعلي‬
‫و حدث بينه و بيم أب الساود الدؤل نزّاع ‪ ،‬كتب هذا الخي إل علي يتهم ابن عبحاس بالنفاق‬
‫على نفسه من بيت الال ؛ فكتب إليه علي يطلب منه أن تيبخه با حدث ‪ ،‬فنفى ابن عبحاس أن‬
‫يكون صرف شيئا من بيت الال ‪ ،‬فشدد علي الناق عليه ‪ ،‬فغضب و جع ما ف بيت مال‬
‫البحصرة ‪ ،‬ث دعا أخواله ‪ ،‬فاجتمحعت معه قيس كلها و حل الال تت حايتهم ‪ ،‬و ذهب به حت‬
‫وصل مكةم و اساتقر با‪. 982‬‬
‫و الابري قد أخطأ هنا ف اعتمحاده على هذه الروايةم من دون تشكيك و ل تقيق لا ‪ ،‬فهي‬
‫روايةم ل تصح إسانادا ‪ ،‬و تمستنكرة و تمستبحشعةم متنا ‪ .‬فأما إسانادا فإن الطبخي قال ف إسانادها ‪)) :‬‬
‫حدثن عمحر بن شبحةم قال ‪ :‬حدثن جاعةم عن أب منف عن ساليمحان بن أب راشد ‪ ،‬عن عبحد‬
‫الرحن بن عبحيد بن أب الكنود‪ ،‬قال ‪. 983(( ...‬و إساناده هذا فيه ماهيل و ضعيف ‪ ،‬فأما الاهيل‬
‫فهم المحاعةم الذين حدث عنهم عمحر بن شبحةم ‪ ،‬فل نعرف عنهم شيئا ‪ ،‬فهم مهولو الذوات و‬
‫الحوال ‪ .‬و منهم أيضا ساليمحان بن أب راشد ‪ ،‬و عبحد الرحن بن عبحيد ‪ ،‬فهم ف عداد الهوليم‬
‫على ما يبحدو ‪ ،‬فقد بثت عنهمحا طويل ف كتب‪ ،‬و الرح و التعديل التواريخ و التاجم ‪ ،‬فلم‬
‫أعثر على أي جرح و ل تعديل يتعلق بمحا ‪ .‬و أما الضعيف فهو أبو منف لوط ‪ ،‬قال فيه نقاد‬
‫الديث ‪ : :‬إنه شيعي تمتق صاحب أخبحارهم ‪ ،‬و أخبحاري تالف ل تيوثق به‪ ،‬و ضعيف ليس‬
‫بشيء و ل بثقةم‪ ، 984‬و رجل هذا حاله ل تقبحل روايته ‪ ،‬خاصةم و أنا تتعلق ببخ يتفق مع مذهبحه‬
‫‪ ،‬و فيه طعن ف ابن عبحاس و العبحاساييم من بعده ‪،‬و هو يندرج ضمحن العداء القائم بيم العبحاساييم‬
‫و العلوييم ف صراعهم الرير على اللك ‪.‬‬
‫و أما متنا ‪ ،‬فهو مت تمستبحعد تاما و تمستنكر جدا ‪ ،‬لن عبحد ال بن عبحاس الصحاب‬
‫الليل القدر ‪ ،‬الشهود له باليان و العلم و العمحل الصال ‪ ،‬ل قيقدما على ذلك العمحل الذي هو‬
‫خيانةم للمحسلمحيم ف أموالم و أماناتم ‪،‬و هو عمحل ل يصدر عن عواما الؤممنيم فكيف يصدر عن‬
‫خواصهم ؟ ! ‪ .‬لذا فهو اتاما باطل افتاه بعض رواة البخ الروحيم الذين أشرنا إليهم ف نقدنا‬
‫للساناد ‪.‬‬

‫‪982‬‬
‫العقل السياساي ‪ ،‬صا‪. 211 :‬‬
‫‪983‬‬
‫الطبخي ‪ :‬التاريخ ‪ ،‬ج ‪ 3‬صا ‪. 154 :‬‬
‫‪984‬‬
‫ابن حجر‪ :‬نفس الصدر ‪ ،‬ج ‪ 4‬صا‪. 492 :‬‬
‫و ختاما لا ذكرناه ‪ ،‬يتبحيم أن أخطاء الابري التعلقةم بالصحابةم و الفتنةم الكبخى كانت كثية‬
‫جدا ‪ ،‬ذكرناها ف البححثيم السابقيم ‪ ،‬فمحا هي السابحاب الت أوقعته ف ذلك ؟ ‪ .‬تبحيم ل ما ذكرناه‬
‫ف ردودنا عليه ‪ ،‬أن السابحاب الت أوقعته ف تلك الخطاء ‪ ،‬تعود أسااساا إل أربعةم أسابحاب رئيسيةم‬
‫‪ ،‬أولا عدما تبحن الابري لنهج تاريي نقدي تحيصي يإمحع بيم نقد الساانيد و التون معا ‪ ،‬ف‬
‫تعامله مع الروايات الديثيةم و التارييةم ‪.‬‬
‫و السبحب الثان يتمحثل ف عمحليةم النتقاء الت مارساها الابري ف تعامله مع الخبحار من دون‬
‫تقيق ف الغالب العم ‪ ،‬فكان يأخذ الروايةم الت ينتقيها و يتك الروايات الت تالفها ‪ ،‬مع عدما‬
‫توسايع مال البححث عن الروايات ف متلف الصنفات ‪.‬‬
‫و السبحب الثالث يتمحثل ف مبحالغةم الابري ف تضخيم دور عاملي القبحيلةم و الغنيمحةم ‪ ،‬ف صنع‬
‫حوادث الفتنةم الكبخى على حساب عوامل أخري ‪ ،‬معتمحدا على روايات غي صحيحةم ف معظم‬
‫الحيان ‪.‬‬
‫و آخرها‪-‬أي السبحب الرابع‪ -‬يتمحثل ف إهال الابري لصادر تارييةم و حديثيةم هامةم و كثية‬
‫‪ ،‬ذكرنا طائفةم منها ف ردودنا على أخطائه الديثيةم و التارييةم ‪ .‬و ف مقابل ذلك وجدناه يعتمحد‬
‫اعتمحادا أسااسايا على كتابيم مطعون فيهمحا ‪ ،‬ها ‪ :‬المامةم و السياساةم لؤملف مهول ‪ ،‬و تاريخ‬
‫الطبخي للطبخي ‪ ،‬و قد اساتخدمهمحا بل نقد و ل تحيص ف الغالب العم ‪.‬‬
‫و لكن العجيب و الغريب ف المر أن الابري مع كثرة أخطائه ‪،‬و خطورة أفكاره و أرائه‬
‫التعلقةم بالصحابةم و الفتنةم الكبخى ‪ ،‬فإنه قال كلما خطيا جدا و غي مسؤمول تاما ‪ ،‬عندما ذكر‬
‫أنه كتب كتابه العقل السياساي العرب‪ 985‬بطريقةم تتبخئ الكاتب ‪،‬و تتمحل القارئ مسؤموليةم فهم ما‬
‫يتريده ‪.‬و إنه حاول القتصار على عرض الادة و النصوصا ‪ ،‬فكان دوره دور الهندس ‪ ،‬يبحن من‬
‫دون أن يتدخل ‪ ،‬ل كصاحب نظريةم ‪،‬و ل كصاحب تأويل مسبحق ‪.‬و قال أيضا ‪ :‬إنه جع ف‬
‫كتابه العقل السياساي مادة تعله مقبحول عند كل التيارات الفكريةم ‪ ،‬لن كل منها ساتجد ما تيعبخ‬
‫عن مطامها ث قال ‪ )) :‬إن آراء القارئ ل تتلزّمن ‪ ،‬ما داما الكتاب حال أقوال يضع القارئ ف‬
‫حرج مع نفسه ‪ ،‬حت و لو كان القارئ هو الؤملف نفسه ((‪. 986‬‬
‫و ردا عليه أقول ‪ :‬إن كلمه هذا مرفوض جلةم و تفصيل ‪ ،‬لنه ل يصح شرعا و ل عقل‬
‫أن يكتب مؤملف ما كتابا يطرح فيه آراءه و يرد فيه على متلف التيارات ‪ ،‬ث يقول ف النهايةم بأنه‬
‫غي مسؤمول عمحا كتبحه ‪ ،‬فمحن السؤمول إذاة ؟ و من الذي يتجمحل تبحعات ما كتب ؟ ‪ .‬إنه هو‬
‫السؤمول الوحيد عن كل ما كتبحه فيه ‪ ،‬و ل ينفع الفرار ‪ ،‬و ل الختفاء ‪ ،‬و ل التمحلص ‪ ،‬ساواء‬
‫‪985‬‬
‫هو الذي تناول فيه بتوساع تاريخ صدر السالما ‪،‬و تاريخ الصحابةم و الفتنةم الكبخى ‪.‬‬
‫‪986‬‬
‫التاث و الداثةم ‪ ،‬صا‪. 339 :‬‬
‫اعتف بذلك أما ل ‪.‬‬
‫و ثانيا إن كتابه العقل السياساي ل يكن حال أقوال فقط ‪ ،‬كمحا زعم الابري ‪ ،‬و إنا كان‬
‫أيضا حال كثي من الراء و التحليلت ‪،‬و الخطاء و الشكوك ‪ ،‬و الشبحهات و التامات ‪ ،‬و‬
‫الدعاوى و الطاعن الت طعن با ف أعيان الصحابةم ‪ ،‬بل دليل صحيح ‪.‬‬
‫و ليس صحيحا بأن دوره ف كتابه العقل السياساي كان كدور الهندس ‪ ،‬فإنه ف القيقةم‬
‫قد تعدى ذلك بكثي ‪ ،‬ليقوما بدور الناقد اللل ‪ ،‬و الذهب التحيزّ ‪ ،‬و التلهم بل دليل صحيح ‪،‬‬
‫ت‬
‫كاتامه لبحعض كبحار الصحابةم بالظلم و التآمر و النراف عن الشرع ‪ ،‬فكانت له بذلك جرأة على‬
‫البحاطل تاوز با دور الهندس و البحاحث الايد معا ‪.‬‬
‫و ليس صحيحا أيضا ‪ ،‬ما ادعاه الابري بأن كتابه العقل السياساي كان مقبحول عند كل‬
‫التيارات ‪ ،‬فهو إن كان مقبحول عند العلمحانييم و النحرفيم و الطاعنيم ف الصحابةم ‪ ،‬فهو مرفوض‬
‫عند الؤممنيم الصادقيم فيمحا يتعلق بالخطاء الكثية التعلقةم بالسالما و الصحابةم و الفتنةم الكبخى ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬الخأطاء التاريخية المتعلقة بالطوائف السلمية ‪:‬‬
‫يتضمحن هذا البححث طائفةم من الخطاء التارييةم التعلقةم بالطوائف السالميةم ‪ ،‬وقع فيها‬
‫البحاحثان ممحد أركون و ممحد عابد الابري ‪ ،‬أكثرها من أخطاء هذا الخي ‪ .‬فبحالنسبحةم لخطاء‬
‫أركون فأولا يتمحثل ف قوله بأن منةم خلق القرآن )) حصلت ضد الذهب النبحلي ‪،‬و زعيمحه أحد‬
‫بن حنبحل ((‪. 987‬‬
‫و قوله هذا غي صحيح جلةم و تفصيل ‪ ،‬و كلما بل علم ‪ ،‬لنه أول ل تيوثق قوله ‪،‬و كان‬
‫عليه أن تيوثقه ‪ ،‬لن النهجيةم العلمحيةم تفرض ذلك عليه ‪.‬و هو قول ل أسااس له من الصحةم ‪ ،‬لن‬
‫منةم خلق القرآن فرضها العتزّلةم بزّعامةم الليفةم الأمون ‪ ،‬على أهل السنةم كلهم من دون اساتثناء ‪،‬‬
‫لذا وجدناه يتحن علمحاء أهل السنةم من مدثيم و فقهاء ‪ ،‬و قضاة و أعيان ‪ ،‬من دون تفريق ‪ .‬و‬
‫قد فرضها عليهم ببحغداد و العراق و مصر و غيها من القاليم ‪ ،‬و مات بسبحبحها طائفةم من علمحاء‬
‫أهل السنةم ‪ ،‬كأحد بن نصر التزّاعي ‪ ،‬و البحويطي ‪ ،‬و تنعيم بن حاد ‪ . 988‬و تعذب بسبحبحها‬
‫آخرون أشد العذاب ‪ ،‬كأحد بن حنبحل ‪ ،‬و ممحد بن الكم الصري ‪ ،‬و أبو جعفر هارون البلي‬
‫الصري‪. 989‬‬
‫و ثانيا إنه عندما فرض الأمون على أهل السنةم القول بلق القرآن سانةم ‪218‬هجريةم ‪ ،‬ل يكن‬
‫أحد بن حنبحل قد تاشتهر بعد‪ ،‬وإنا النةم هي الت شهرت به عندما صمحد فيها‪ .‬كمحا أن مذهبحه ل‬
‫‪987‬‬
‫أركون ‪ :‬القرآن ‪ ،‬صا‪. 11 :‬‬
‫‪988‬‬
‫ابن كثي ‪ :‬البحدايةم ‪ ،‬ج ‪ ، 10‬صا‪. 335 ،305 :‬‬
‫‪989‬‬
‫القاضي عياض ‪ :‬ترتيب الدارك‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪. 359 ، 269 :‬‬
‫يكن تكيون أصل ‪ ،‬و ل طائفته النبحليةم قد ظهرت بعد ‪،‬و إنا تي ذلك بعد وفاة أحد)ت ‪241‬ه(‬
‫‪ ،‬على أيدي تلمذته و أتبحاعهم‪ . 990‬و بناء على ذلك فل يصح ما ادعاه أركون ‪ ،‬لن زعمحه يعن‬
‫أن الأمون فرض النةم على جاعةم ل تظهر بعد إل الوجود ‪.‬‬
‫و الطأ الثان يتعلق بقوله ‪ :‬إن جابر بن زيد)ت ‪93‬أو ‪103‬ه( هو من مؤمساس الدرساةم‬
‫اللهوتيةم القانونيةم الارجيةم‪ . 991‬و قوله هذا غي ثابت و فيه تعمحيم ل يصح ‪ ،‬فبحخصوصا التعمحيم‬
‫فإن جابرا ليس هو مؤمساس الدرساةم الارجيةم عامةم ‪ ،‬و إنا هو مؤمساس الدرساةم الباضيةم على ما‬
‫يقوله الباضيون ‪.‬و أما الوارج فهم عدة فرق ‪ ،‬و لم مؤمساسون كثيون ‪ ،‬كنافع ابن الزرق)ت‬
‫‪65‬ه( مؤمساس طائفةم الزارقةم ‪ ،‬و ندة بن عامر)ت ‪169‬ه( زعيم طائفةم النجدات ‪ ،‬و زياد بن‬
‫الصفر زعيم الصفريةم‪. 992‬‬
‫و أما القول غي الثابت ‪ ،‬فهو قوله بأن جابر بن زيد من مؤمساسي الدرساةم الارجيةم ‪ ،‬و‬
‫يقصد الباضيةم ‪ ،‬مسايرا ما يقوله الباضيون ‪ .‬فهو هنا تكلم بلسانم ‪،‬و ل يتكلم بلسان البحاحث‬
‫الوضوعي الحايد ‪ ،‬لن دعوى الباضيةم غي ثابتةم ‪،‬و غي تمسلم با تارييا ‪ ،‬لنه تيوجد ما يناقضها‬
‫ت‬
‫‪ .‬لذا كان عليه أن تيشي إل ما قاله هو و الباضيةم ‪،‬و يذكر ما يالفه من القوال ‪،‬و تيقق ف‬
‫المر إن اساتطاع إل ذلك سابحيل ‪.‬‬
‫و بناء على ذلك فنحن نقول‪ :‬إنه صيح البخ‪ 993‬بأن جابر بن زيد قد تبخأ من الباضيةم ‪ ،‬و من‬
‫خوارج النهر ‪. 994‬و قد عيده السنيون منهم ‪ ،‬فوثقوه ‪،‬و شهدوا له بالعلم و الساتقامةم ‪،‬و رووا‬
‫حديثه و فقهه ف مصنفاتم ‪،‬و ترجوا له ف مؤملفاتم‪. 995‬و با أن الرجل هذا هو حاله ‪ ،‬فل‬
‫يصح للباضيةم النتساب إليه‪،‬و ل لغيهم أن ينسبحه إليهم‪.‬‬
‫و أما الطأ الخي –أي الثالث‪ -‬فيتعلق بأهل السنةم ‪ ،‬فقال ‪ :‬إن السنييم مثل احتكروا‬
‫‪990‬‬
‫أنظ ئئر ‪ :‬أب ئئو الس ئئيم ب ئئن أبئ ئ يعل ئئى ‪ :‬طبحق ئئات النابل ئئةم ‪ ،‬حقق ئئه ممح ئئد حام ئئد الفق ئئي ‪ ،‬مطبحع ئئةم الس ئئنةم المحدي ئئةم ‪ ،‬الق ئئاهرة ‪،‬‬
‫‪ ، 1962‬ج ‪ 1‬صا‪ . 7 :‬و الذهب‪ :‬السي ‪ ،‬ج ‪ 14‬صا‪ . 298 :‬و ابن الوزي‪ :‬مناقب الماما أحئئد ‪ ،‬ط ‪ ، 3‬دار الفئاق‬
‫الديديئئةم ‪ ،‬بيوت ‪ ، 1982 ،‬صا‪ . 512 :‬و بئئدر الئئدين النبحلئئي‪ :‬متصئئر فتئئاوى ابئئن تيمحيئئةم ‪ ،‬صا‪ . 14 :‬و ابئئن كئئثي ‪:‬‬
‫البحدايةم ‪ ،‬ج ‪ 11‬صا‪. 278 :‬‬
‫‪991‬‬
‫الفكر السالمي ‪ ،‬صا‪. 23 :‬‬
‫‪992‬‬
‫الشهرساتان‪ :‬اللل و النحل ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪. 159 ، 141 ،137 :‬‬
‫‪993‬‬
‫رجاله هم ‪ :‬عبحد الصمحد بن عبحد الوارث‪ ،‬و هاما بئن سائعيد‪ ،‬و ثئابت البحنئان ‪ ،‬و هئؤملء كلهئم ثقئات‪ .‬ابئن حجئر‪ :‬التقريئب‪،‬‬
‫ج ‪ 1‬صا‪ . 547 ،356 ، 132 :‬و الذهب ‪ :‬الكاشف ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪. 653 :‬‬
‫‪994‬‬
‫ابئئن سائئعد ‪ :‬الطبحقئئات الكئئبخى ‪ ،‬ج ‪ 7‬صا‪ . 182 :‬و الئئزّي‪ :‬تئئذيب الكمحئئال ‪ ،‬ج ‪ 4‬صا‪ . 434 :‬و ابئئن كئئثي ‪ :‬البحدايئئةم ‪،‬‬
‫ج ‪ 9‬صا‪. 95 :‬‬
‫‪995‬‬
‫أنظئئر مثل ‪ :‬الئئزّي‪ :‬نفئئس الصئئدر ‪ ،‬ج ‪. 437 ،436‬و ابئئن تيمحيئئةم ‪ :‬ممحئئوع الفتئئاوى ‪ ،‬ج ‪ 25‬صا‪ . 18 ، 15 :‬و ابئئن‬
‫كثي‪ :‬نفس الصدر ‪ ،‬ج ‪ 9‬صا‪. 14 :‬‬
‫)) كليا مفهوما السالما لصالهم ((‪ ،‬لكثرتم و سايطرتم السياسايةم ‪ ،‬لكننا )) ل نستطيع إطلقا أن‬
‫نقول بأنم تمتفوقون من الناحيةم اللهوتيةم –الدينيةم‪ -‬على بقيةم الذاهب و الفرق الت ظهرت ف‬
‫القرون الجريةم المحسةم الول ‪ ،‬فهم معنيون بالعتاضات نفسها من الناحيةم التارييةم ‪.‬و اللل نفسه‬
‫ف الصادر ‪،‬و الضياع البدي نفسه للوثائق الول ‪ ،‬مثلهم ف ذلك مثل بقيةم الطوائف أو‬
‫الذاهب((‪. 996‬‬
‫و قوله هذا فيه تغليط ‪،‬و افتاء على القيقةم ‪ ،‬لن قول أهل السنةم بانم يتكرون السالما‬
‫لصالهم ‪ ،‬هذا نابع من اعتقادهم بأنم على الق ‪،‬و هذا ليس خاصا بم ‪ ،‬فكل فرقةم من الفرق‬
‫تدعي أنا على حق و صواب ‪ ،‬و غيها على باطل و انراف ‪ ،‬و هذا يصدق أيضا على‬
‫أصحاب الديان الخرى فيمحا بينهم‪ .‬و النسان يستطيع أن تييزّ بيم الق و البحاطل ‪ ،‬إذا تسيلح‬
‫بالعلم و الخلصا ‪ ،‬و الوضوعيةم و الياد ‪ ،‬لكن أركون ليس من هذا الصنف ليستطيع التمحييزّ بيم‬
‫الق و البحاطل ‪ ،‬لذا زعم أن الذهب السن –الذي كان عليه الصحابةم و السلف الصال‪ -‬ل‬
‫يتلف عن الذاهب الخرى ‪،‬و هذا افتاء على القيقةم ‪ ،‬لن الذهب السن هو الذهب الوحيد‬
‫الذي ينسجم تاما النسجاما مع القرآن الكري ‪ ،‬ف أصول الدين و فروعه ‪ ،‬كمحسألةم الصحابةم ‪،‬و‬
‫الصفات ‪ ،‬و اليان ‪،‬و غي ذلك‪ ،‬و أما الذاهب الخرى فل تقوما أسااساا على القرآن ‪،‬و إنا تقوما‬
‫على روايات و أقاويل شيوخها أول ‪ ،‬و ث تنظر ف القرآن و تتعامل معه من خلل تلك القوال و‬
‫الروايات ثانيا ‪ ،‬تمستخدمةم التأويل البحعيد و الفاساد ‪،‬و التحريف التعمحد للنصوصا الشرعيةم ‪،‬و‬
‫النتقاء البحيت ف التعامل معها ‪ .‬و بناء على ذلك فإن هذه الذاهب باطلةم لنا ل تنبحع من القرآن‬
‫ت‬
‫و ل تتفق معه ‪.‬‬
‫و أما حكايةم الضياع البدي للوثائق الول ‪ ،‬فكان عليه أن يذكر لنا أمثلةم ‪ ،‬لن كلمه‬
‫هذا تممحل فيه حق و باطل‪ ،‬و يتمحل عدة تأويلت ‪ ،‬فكان عليه أن تيدد لنا بدقةم ما يتريد ‪ ،‬لكنه‬
‫ل يفعل ذلك جريا على طريقته و عادته ف التغليط وإثارة الشكوك و الشبحهات ‪ .‬و لكننا مع ذلك‬
‫نقول‪ :‬إذا كان يقصد التنسخ الصليةم الت كتبحها أصحابا و ل تصلنا بنسخها الصليةم ‪،‬و ل‬
‫منسوخةم عن الصل ‪ ،‬فهذا صحيح بأنه ضياع‪.‬و أما إذا قصد اتلنسخ الصيلةم الت وصلتنا مفوظةم‬
‫ف الصدور ‪ ،‬و موثقةم و منسوخةم ف الكتب ‪ ،‬فهذا ليس ضياعا أبدأ ‪،‬و إنا هو الوسايلةم الوحيدة‬
‫الأمونةم للمححافظةم على القرآن و السنةم و التاث الفكري السالمي ‪ ،‬و أغلب الظن أن أركون‬
‫يقصد العن الثان ليصل إل الطعن ف مصدريةم القرآن و السنةم ‪ ،‬و التاث العلمحي السالمي ‪.‬‬

‫و أما أخطاء الابري التارييةم التعلقةم بالطوائف السالميةم ‪ ،‬فسأذكر منها ساتةم أخطاء ‪،‬‬
‫‪996‬‬
‫السالما ‪ ،‬أوروبا ‪ ،‬صا‪. 99-98 :‬‬
‫أولا إنه ادعى أن ممحد البحاقر و ابنه جعفر الصادق‪ ،‬ها من أئمحةم الشيعةم الماميةم ‪ ،‬و تيعد جعفر‬
‫الصادق الماما الشيعي الكبخ الذي كان مسالا لهل السنةم ‪ ،‬و هو الذي أشرف على تنظيم‬
‫الفكر الشيعي ‪،‬و صياغةم قضاياه صياغةم نظريةم للرد على السنييم و العتزّلةم و غيهم ‪ .‬و كان والده‬
‫ممحد البحاقر يصر المامةم ف ذريةم جده السيم ‪،‬و عليه فهو الماما بعد أبيه زين العابدين‪. 997‬‬
‫و ردا عليه أقول‪ :‬بدايةم يإب أن ل يغيب عنا أن معن الماما عند الشيعةم الماميةم ل يعن‬
‫مرد عال يفت للناس و يصلي بم ‪،‬و يتؤملف الكتب ‪ ،‬و إنا المر عندهم أكبخ من ذلك بكثي ‪،‬و‬
‫هم يذكرون ذلك ف مصنفاتم ‪ .‬فالئمحةم الثن عشر الذين تيؤممنون بم ‪ ،‬هم ف درجةم النبحياء أو‬
‫أكثر ‪ ،‬فهم معصومون من الطأ ‪،‬و كلمهم شرع و مقدس يإب الخذ به‪ ،‬و هم يعلمحون ما‬
‫‪998‬‬
‫كان و ما سايكون ‪ ،‬و اليان بم واجب ‪،‬و من أنكر إمامتهم أو إماما واحد منهم فهو كافر‬
‫‪.‬‬
‫و أما ما قاله الابري عن البحاقر و جعفر و جده زين العابدين ‪ ،‬فهو قول غي ثابت و ل‬
‫يصح تارييا ‪،‬و الابري عندما قال ذلك ل يكن حياديا و ل موضوعيا ‪ ،‬لنه أول تكلم بلسان‬
‫صلدق لا فيمحا ادعته ‪ ،‬و ل يتكلم بلسان أهل السنةم ‪،‬و ل بلسان البحاحث‬ ‫الشيعةم الماميةم الت ع‬
‫الايد‪ ،‬و ل بلسان البحاحث الشاك الرتاب فيمحا يكتب ‪ ،‬فكان ناقل لا قالته الشيعةم بل شك و‬
‫ل نقد و ل تحيص ‪ ،‬و با أنه تكلم بلسانم فنقول له ‪ :‬إن ما ذكرته غي ثابت تارييا و ل‬
‫يصح‪ ،‬و هناك شواهد كثية تالفه و تنقضه‪.‬و أما إذا زعم أنه تكلم بلسان البحاحث الحايد‪،‬‬
‫ت‬
‫فنقول له‪ :‬هذا غي صحيح ‪ ،‬لن كلمك الذي قلته شاهد عليك ‪ ،‬بأنك نقلت كلمهم من دون‬
‫نقد و ل تشكيك ‪ ،‬و ل ذكر لوقف أهل السنةم ‪،‬و ل لرواياتم و أخبحارهم عن آل البحيت ‪.‬‬
‫و ثانيا إن الشواهد الصحيحةم و الضعيفةم الت تنقض ما ذكره الابري كثية جدا ‪ ،‬منها إن‬
‫حكايةم المامةم و الئمحةم هي حكايةم تمتلقةم‪ ،‬لنه ل وجود لا ف القرآن أصل ‪ ،‬و من ث ل يكن‬
‫أن يكون آل البحيت تيؤممنون با لنا تمتلقةم و ل وجود لا ف القرآن الكري ‪ .‬و الشاهد الثان هو‬
‫أنه لو كان ممحد البحاقر و ابنه جعفر و باقي آل البحيت على مذهب الشيعةم الماميةم ‪ ،‬لذكر ذلك‬
‫عنهم أهل السنةم ف مصنفاتم ‪،‬و علمحا جعلوهم من علمحاء أهل السنةم ‪ ،‬و علمحا اساتشهدوا بم ف‬
‫الديث و الفقه و العقائد‪ ،‬و ل ما حدثوا عنهم ‪ ،‬و علمحا اثنوا عليهم الثناء السن‪. 999‬‬
‫‪997‬‬
‫تكوين العقل العرب‪ ،‬صا‪ . 220 ،63 :‬و بنيةم العقل ‪ ،‬صا‪ . 326 ، 320 ، 319 :‬و العقل السياساي ‪ ،‬صا‪. 246 :‬‬
‫‪998‬‬
‫الكلين‪ :‬الكاف من الصول ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪. 258 ، 187 ،185 :‬‬
‫‪999‬‬
‫أنظر مثل ‪:‬ابن كثي‪ :‬تفسي القرىن العظيم‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪ ، 23 :‬ج ‪ 4‬صا‪ . 22 :‬و البحدايةم و النهايةم ‪ ،‬ج ‪ 9‬صا‪ . 360 :‬و‬
‫ابئن حجئر‪ :‬الفتئح ‪ ،‬ج ‪ 2‬صا‪ . 262 :‬و الئبحيهقي ‪ :‬العتقئاد ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬دار الفئاق الديئدة ‪ ،‬بيوت ‪ ، 1401 ،‬صا‪:‬‬
‫‪ . 107‬والئئذهب‪ :‬السئئي ‪ ،‬ج ‪ 6‬صا‪ 270 ،256 :‬و مئئا بعئئدها ‪ .‬و تئئذكرة الفئئاظ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪ . 125 ، 124 :‬و ابئئن‬
‫تيمحيةم ‪ :‬منهاج السنةم ‪ ،‬ج ‪ 2‬صا‪. 473 ، 245 :‬‬
‫و الشاهد الثالث هو أنه لو كان آل البحيت يقولون بالمامةم و الوصيةم ‪ ،‬ما نقل عنهم أهل السنةم‬
‫عكس ذلك تاما ‪ ،‬فقد صحت الخبحار بأن عليا‪-‬رضي ال عنه‪ -‬ما قال بالمامةم و ل ادعى‬
‫الوصيةم ‪ ،‬و هذا أمر سابحق إثبحاته و توثيقه ‪ .‬و نفس المر تروي عن كبحار آل البحيت ‪ ،‬فمححمحد البحاقر‬
‫ل يكن على مذهب الماميةم و ل على طريقتهم ‪،‬و كان تيعظم الشيخيم‪ . 1000‬و ابنه جعفر‬
‫الصادق ذكر الذهب أنه كان يقول‪ )) :‬من زعم إن إماما معصوما تمفتض الطاعةم ‪ ،‬فأنا منه بريء‬
‫(( ‪ ،‬و )) إنا و ال ل نعلم كل ما يسألوننا عنه ‪،‬و لغينا أعلم منا ((‪. 1001‬و ذكر ابن حجر‬
‫اليثمحي أن عمحر بن علي بن السيم‪-‬أخ البحاقر‪ -‬أنكر أن يكون النب‪-‬عليه الصلة و السلما‪-‬‬
‫أوصى لعلي ث لبنائه كالسن و السيم إل ممحد البحاقر ‪ .‬و قال عن والده زين العابدين ‪:‬‬
‫)) فوال ما أوصى أب برفيم اثنيم ‪ ،‬فقاتلهم ال ((‪، 1002‬و يعن الشيعةم الذين يكذبون علي آل‬
‫البحيت ‪.‬‬
‫و أما الشاهد الرابع فيتمحثل ف أنه لو كان آل البحيت يقولون بالوصيةم و المامةم كمحا يزّعم‬
‫الشيعةم الماميةم ‪ ،‬لنكروا على الصحابةم بيعتهم للشيخيم أب بكر و عمحر ‪ ،‬و لنكروا أيضا‬
‫خلفتهمحا ‪،‬و علمحا أثنوا عليهمحا الثناء السن ؛ فعلي بن أب طالب اعتف بإمامةم الشيخيم ‪،‬و صيح‬
‫عنه أنه كان تيعلن أما الل أن أفضل الناس بعد الرساول‪-‬صلى ال عليه و سالم‪ -‬أبو بكر و‬
‫عمحر‪ . 1003‬و كانت الشيعةم السياسايةم الول الت كانت مع علي ف المحل و صفيم‪ ،‬تفضل‬
‫الشيخيم على علي نفسه‪ . 1004‬و تروي أن ممحد البحاقر قال )) أجع بنوا فاطمحةم‪-‬رضي ال عنهم‪-‬‬
‫على أن يقولوا ف الشيخيم أحسن ما يكون من القول‪. 1005‬و قال أيضا ‪ )) :‬ما أدركت أحدا من‬
‫أهل بيت إل يتولها ((‪ . 1006‬و تروي أن جعفر الصادق لا أثن على الشيخيم ‪ ،‬قيل له ‪ :‬لعلك‬
‫قلت ذلك تقيةم ‪ ،‬قال ‪ :‬أنا إذا من الشركيم ‪،‬و ل نالتن شفاعةم ممحد((‪-1007‬عليه الصلة و‬
‫السلما‪. -‬‬
‫و ذكر شيخ السالما تقي الدين بن تيمحيةم أن النقل ثابت و متواتر عن جيع آل البحيت من‬

‫‪1000‬‬
‫ابن كثي‪ :‬البحدايةم ‪ ،‬ج ‪ 9‬صا‪. 160 :‬‬
‫‪1001‬‬
‫ساي أعلما النبحلء‪ ،‬ج ‪ 6‬صا‪. 260 :‬‬
‫‪1002‬‬
‫ابن حجر اليثمحي ‪ :‬الصواعق الرقةم ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪. 164 :‬‬
‫‪1003‬‬
‫سابحق توثيق ذلك ‪.‬‬
‫‪1004‬‬
‫ابن تيمحيةم ‪ :‬منهاج السنةم ‪ ،‬ج ‪ 4‬صا‪. 132 :‬‬
‫‪1005‬‬
‫ابن حجر اليثمحي‪ :‬الصدر السابق‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪. 155 :‬‬
‫‪1006‬‬
‫ابن كثي ‪ :‬البحدايةم ‪ ،‬ج ‪ 9‬صا‪. 360 :‬‬
‫‪1007‬‬
‫ابن حجر اليثمحي‪ :‬الصدر السابق ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪. 165 :‬‬
‫بن هاشم و التابعيم من ولد السن و السيم ‪،‬و غيها أنم كانوا )) يتوالون أبا بكر و عمحر ‪،‬و‬
‫كانوا تيفضلونمحا على علي ((‪ . 1008‬وذكر القق الفقيه ممحد بن علي الشوكان اليمحن أنه لا رأى‬
‫الشيعةم يسبحون الصحابةم ‪،‬و يكذبون عليهم ‪ ،‬ألف كتابا ساه إرشاد الغب إل مذهب أهل البحيت ف‬
‫صحب النب‪ ،‬ذكر فيه إجاعهم‪-‬أي آل البحيت‪ -‬من ثلثةم عشر طريقا على عدما ذكر الصحابةم‬
‫بسب أو ما تيقاربه ‪ ،‬فعل ذلك لكي يذب عن أعراض الصحابةم الذين هم خي القرون ‪ ،‬و اقتصر‬
‫على أقوال أئمحةم آل البحيت ليكون ذلك أوقع ف نفوس من يكذب على الصحابةم‪ . 1009‬و الشاهد‬
‫من كلمه هو أنه لو كان الصحابةم أنكروا إمامةم آل البحيت الزّعومةم ‪،‬ما اتذ آل البحيت ذلك الوقف‬
‫منهم –أي من الصحابةم ‪. -‬‬
‫و الشاهد الخي‪-‬أي الامس – هو أنه لو كان آل البحيت على مذهب الشيعةم الماميةم لا‬
‫أنكروا على الرافضةم أقوالم فيهم ‪،‬و لا اتمحوهم بالكذب عليهم ‪ .‬فكان جعفر الصادق يغضب من‬
‫‪1010‬‬
‫الرافضةم و يقتهم ‪ ،‬إذا علم بأنم يتعرضون لب بكر بالذما ‪ ،‬فكان ينكر ذلك ظاهرا و باطنا‬
‫‪.‬و كان أخ البحاقر عمحر بن زين العابدين ينكر على الشيعةم القائليم بالوصيةم و يدعوا عليهم بقوله ‪:‬‬
‫قاتلهم ال‪. 1011‬‬

‫و أما بالنسبحةم للذين يكذبون على آل البحيت ‪ ،‬فقد ذكر ابن تيمحيةم أن )) الكذب على‬
‫هؤملء‪-‬أي آل البحيت‪ -‬ف الرافضةم أعظم المور ‪ ،‬لسايمحا على جعفر بن ممحد الصادق‪ ،‬فإنه ما‬
‫تكذب على أحد ما تكذب عليه ‪ ،‬حت نسبحوا إليه كتاب الفر و البحطاقةم ‪ ،‬و اختلج العضاء‪ ،‬و‬
‫جدول اللل ‪،‬و أحكاما الرعود ‪ . 1012((...‬و ذكر الناقد القق ابن قيم الوزيةم عن بعض العلمحاء‬
‫أن الرافضةم‪-‬أي الشيعةم الماميةم‪ -‬و ضعت من فضائل علي و أهل بيته نو ‪ 300‬ألف حديث‬
‫موضوع‪-‬أي مكذوب‪ ، -‬ث قال ‪ :‬إن هذا غي تمستبحعد ‪ ،‬فلو تتتبحع ما عند الرافضةم من تلك‬
‫الروايات لتوجد المر كذلك‪. 1013‬‬
‫و أما الطأ الثان فيتعلق ببحدايةم تدوين العلوما عند السلمحيم ‪ ،‬فعندما ذكر الابري ما قاله أهل‬
‫السنةم عن ذلك ‪ ،‬أشار إل أن الشيعةم ييدعون بأنم هم أول من ديون العلوما‪ ،‬إذ تعود بداياته إل‬

‫‪1008‬‬
‫منهاج السنةم ‪ ،‬ج ‪ 7‬صا‪. 396 :‬‬
‫‪1009‬‬
‫الشوكان ‪ :‬البحدر الطالع بحاسان من بعد القرن‪ ،‬السابع ‪ ،‬دار العرفةم ‪ ،‬بيوت ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪. 233 :‬‬
‫‪1010‬‬
‫الذهب‪ :‬السي ‪ ،‬ج ‪ 6‬صا‪ . 255 :‬و ابن حجر اليثمحي‪ :‬الصواعق الرقةم ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪. 162 :‬‬
‫‪1011‬‬
‫االيثمحي‪ :‬نفس الصدر ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪. 164 :‬‬
‫‪1012‬‬
‫منهاج السنةم النبحويةم ‪ ،‬ج ‪ 2‬صا‪. 464 :‬‬
‫‪1013‬‬
‫نقد النقول ‪ ،‬صا‪. 105 :‬‬
‫زمن علي بن أب طالب و ما بعده ‪ ،‬و ذكروا أن سالمحان الفارساي أول من صنف ف الثار ‪،‬و أن‬
‫أبا ذر الغفاري هو أول من صنف ف الديث و الثار بعد الؤمساسيم ‪ ،‬و أن ابن أب رافع التوف‬
‫ت‬
‫ف أول خلفةم علي سانةم ‪ 35‬هجريةم ‪ ،‬ألف كتابا عنوانه ‪ :‬السنن و الحكاما و القضايا ‪،‬و بذلك‬
‫يكون هو القدما ف التأليف بالضرورة ‪ .‬ث ادعى الابري أن الذهب تكلم عن بدايةم العلوما عند‬
‫السنةم ‪ ،‬و ساكت عن تدوين العلوما عند الشيعةم ساكوتا)) ليس صادرا عن ساهو أو عن دافع‬
‫شخصي ‪ ،‬بل هو ف القيقةم ساكوت من جانب السلطةم الرجعيةم العرفيةم ‪ ،‬و اليديولوجيةم ‪ ،‬الت‬
‫ينتمحي إليها الذهب‪،‬و هي السلطةم الت تتد العقل العرف اليديولوجي لهل السنةم كافةم((‪.1014‬‬
‫و قوله هذا خطأ من وجهيم ‪ ،‬أولمحا إنه صيدق ما نقله عن الشيعةم من دون دليل و ل تقيق‬
‫‪،‬و كيذب ما قاله أهل السنةم من دون دليل و ل تحيص أيضا ‪.‬و ثانيهمحا إنه اتم الذهب بل‬
‫حجةم و ل برهان ‪ ،‬و كان عليه أن يتحقق أول ما ادعاه الشيعةم قبحل أن يأخذ برأيهم ‪ ،‬لن ما‬
‫قاله هؤملء هو مرد دعوى و ليس دليل ‪ ،‬و الدعوى ل يعجزّ عنها أحد ‪.‬و لكنه ساايرهم و بن‬
‫على دعواهم فكرته غي الثابتةم تارييا ‪ .‬علمحا بأن الذين نقل الابري عن الشيعةم بأنم كانوا من‬
‫أوائل الشيعةم الؤملفيم ‪ ،‬هو ادعاء غي ثابت تارييا ‪ ،‬بل و ل يصح ‪ ،‬لن أبا ذر و سالمحان و أبا‬
‫رافع‪-‬رضي ال عنهم‪ -‬هم كغيهم من الصحابةم الجلء ‪ ،‬كانوا كلهم على منهاج واحد ‪ ،‬ل‬
‫رفض فيه و ل سابحئيةم ‪ ،‬و تراجهم موجودة ف مصنفات أهل السنةم ‪ ،‬تشهد على أنم ما كانوا‬
‫يؤممنون أصل بفكرة المامةم و ل الوصيةم و ل العصمحةم ‪،‬و إنا كانوا كعلي و آل بيته‪-‬رضي ال‬
‫عنهم‪ -‬ل يدعوا المامةم و ل العصمحةم ‪ ،‬و كانوا يتولون الشيخيم‪. 1015‬‬
‫و أما ساكوت الذهب فليس سابحبحه ما زعمحه الابري من أنه أخفى القيقةم لدوافع مذهبحيةم ‪،‬و إنا‬
‫هو ديون ما وجده عن هؤملء من دون خلفيات مذهبحيةم ‪ ،‬لنه عندما ترجم لب ذر و سالمحان و أب‬
‫رافع ‪ ،‬وجدناه يذكرهم على أنم صحابةم أجلء ‪ ،‬كغيهم من الصحابةم الكراما ‪،‬و ل تيتجم لم‬
‫‪1016‬‬
‫على أنم من الشيعةم الماميةم ‪ ،‬كمحا يدعي الشيعةم ‪ ،‬و إنا ذكر عنهم ما تيسر له من أخبحارهم‬
‫‪.‬‬
‫و تأشي هنا إل أن التدوين الذي قصده الذهب هو التدوين التعلق يتصنيف الكتب النظمحةم‬
‫الوجهةم للعلمحاء و التداولةم بيم أهل العلم ‪ ،‬و ل يقصد التدوينات الشخصيةم من مذكرات و‬
‫تعليقات و صحف خاصةم ‪ ،‬فهذا النوع من التدوين كان منتشرا بيم علمحاء الصحابةم و أهل العلم‬
‫ف زمانم‪،‬و بعضه يعود إل زمن النب‪-‬عليه الصلة و السلما‪ ، -‬كالصحيفةم الصادقةم لعبحد ال بن‬
‫‪1014‬‬
‫تكون العقل العرب ‪ ،‬صا‪. 64 :‬‬
‫‪1015‬‬
‫سابحق إثبحات ذلك و توثيقه ‪.‬‬
‫‪1016‬‬
‫أنظر مثل ‪ :‬السي ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪ 505 :‬و ما بعدها ‪ ،‬و ج ‪ 2‬صا‪. 46 ، 16 :‬و تذكرة الفاظ ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪.17 :‬‬
‫عمحرو بن العاصا‪ -‬رضي ال عنهمحا‪. 1017-‬‬
‫و بذلك يتب أن الابري ل يكن موضوعيا و ل حياديا ف موقفه من مسألةم بدايةم التدوين‬
‫عند السنةم و الشيعةم ‪ ،‬فصيدق ما نقله عن الشيعةم بل دليل و ل تقيق ‪ ،‬و كذب السنييم بل‬
‫دليل و ل برهان‪ ،‬و اتم الذهب بل حجةم و ل بيان ‪.‬‬
‫و الطأ الثالث يتمحثل ف أن الابري عندما نقل ما ادعاه الشيعةم عن بدايةم التدوين عندهم‬
‫‪ ،‬كان ما نقله عنهم أنه قال ‪ )):‬و ابن أب رافع التوف ف أول خلفةم علي حوال ‪ 35‬هجريةم ‪ ،‬و‬
‫ت‬
‫قد ألف كتابا بعنوان ‪ :‬السنن و الحكاما ‪،‬و بذلك يكون أبو رافع ‪ ،‬و قد كان مول للرساول ‪،‬‬
‫هو أقدما ف التأليف بالضرورة ((‪. 1018‬‬
‫و الابري أخطأ هنا عندما ل تيفرق بيم الب و البن ‪ ،‬فذكر‪ :‬ابن أب رافع‪ ،‬ث قال‪ :‬و‬
‫بذلك يكون أبو رافع ‪ ...‬و هذا غي صحيح ‪ ،‬لن الب هو أبو رافع أسالم مول النب‪-‬عليه‬
‫الصلة و السلما‪ ، -‬تتوف ف خلفةم علي ‪،‬و قيل ف زمن عثمحان ‪.‬و أما البن ‪ ،‬فهو عبحيد ال بن‬
‫أب رافع‪ ،‬كان كاتبحا لعلي بن أب طالب ‪،‬و هو من الطبحقةم الثالثةم ‪ ،‬حت أن الشهاب الزّهري الولود‬
‫سانةم ‪50‬هجريةم ‪ ،‬قد روى عنه‪. 1019‬‬
‫و أما الطأ الرابع فيتمحثل ف أن الابري ادعى أن ممحد بن النفيةم – من أبناء علي من غي‬
‫ولد فاطمحةم‪ -‬هو الذي )) قيدما السااس و الطار لنظريةم المامةم الشيعيةم بختلف تلويناتا((‪. 1020‬و‬
‫قوله هذا غي ثابت تارييا و ل يصح ‪ ،‬ل تيوثقه و ل حققه ‪ ،‬و كان عليه إن تيوثقه و تيحصه ‪.‬‬
‫و ما ينقض ما ادعاه الابري من موقف ابن النفيةم من المامةم ‪ ،‬هو أنه قد صح عنه‪-‬أي ابن‬
‫النفيةم‪ -‬أنه كان يعتقد بأفضليةم الشيخيم أب بكر و عمحر على أبيه علي ‪،‬و ينهي عن الطعن‬
‫فيهمحا‪ . 1021‬فلو كان تيؤممن بالمامةم على طريقةم الشيعةم الماميةم ‪ ،‬لنكر خلفةم الشيخيم و ما‬
‫فضلهمحا على علي ‪ ،‬و لقال أنمحا اغتصبحا المامةم‪ ،‬و خالفا الشرع ‪ ،‬و ارتدا عن السالما لن من‬
‫ل تيؤممن بأئمحةم الشيعةم الماميةم فهو كافر‪ . 1022‬و لو كان ابن النفيةم تيؤممن با زعمحه الابري ‪ ،‬لا‬
‫ويثقه أهل السنةم ‪،‬و لا دونوا حديثه و فقهه ف مصنفاتم‪ . 1023‬و با أنم فعلوا ذلك ‪ ،‬فهذا دليل‬
‫‪1017‬‬
‫ممحد عجاج الطيب ‪ :‬السنةم قبحل التدوين ‪ ،‬صا‪ 348 :‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫‪1018‬‬
‫تكوين العقل ‪ ،‬صا‪. 64 :‬‬
‫‪1019‬‬
‫ابن عبحد البخ ‪ :‬الساتيعاب‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪ . 529 ، 27 :‬و ابن الثي ‪ :‬أساد الغابةم ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪ . 25 :‬و ابن ساعد‪ :‬الطبحقئات‬
‫الكبخى ‪ ،‬ج ‪ 4‬صا‪ . 73 :‬و الذهب‪ :‬الكاشف ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪ . 679 :‬و ابن حجر‪ :‬التقريب ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪. 370 :‬‬
‫‪1020‬‬
‫العقل السياساي ‪ ،‬صا‪. 231 :‬‬
‫‪1021‬‬
‫البحخاري‪ :‬الصحيح ‪ ،‬ج ‪ 3‬صا‪ ، 1132 :‬رقم ‪ . 3468 :‬و ابن حجر اليثمحي‪ :‬الصواعق الرقةم ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪. 162 :‬‬
‫‪1022‬‬
‫سابحق ذكر ذلك و توثيقه ‪ ،‬من كتاب الكاف للكلين ‪.‬‬
‫‪1023‬‬
‫أنظر مثل ‪ :‬البحخاري‪ :‬الصحيح ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪ ،61 :‬ج ‪ 4‬صا‪ . 1917 :‬و أبو داود ‪ :‬السنن ‪ ،‬ج ‪ 1‬صا‪ . 223 ،63 :‬و‬
‫قوي على بطلن ما زعمحه الابري ‪.‬‬
‫و الطأ الامس يتمحثل ف أن الابري جعل العتزّلةم من أهل السنةم ‪ ،‬عندما قال‪ )) :‬بل أيضا‬
‫لدي أهل السنةم أنفسهم معتزّلةم و أشاعرة (( ‪،‬و قال ‪ )) :‬و لدى أهل السنةم خاصةم معتزّلةم و‬
‫أشاعرة (( ‪،‬و قال أيضا‪ :‬إن ابن حزّما أراد تأسايس نظاما معرف )) تيؤمساس فكر أهل السنةم معتزّلةم و‬
‫أشاعرة ((‪. 1024‬‬
‫و كلمه هذا غي صحيح تاما فيمحا يتعلق بالعتزّلةم ‪ ،‬و ل أدرى هل تعمحد ذلك أما ل ؟! ‪ .‬و‬
‫قد كرر ذلك ثلث مرات ‪ ،‬و الرد عليه ل يتاج إل بث و ل إل توثيق ‪ ،‬لن المر واضح‬
‫ثابت متواتر ‪ ،‬من أن العتزّلةم ظهروا كطائفةم عندما اعتزّل واصل بن عطاء حلقةم شيخه السن‬
‫البحصري التوف سانةم ‪110‬هجريةم ‪ ،‬و ألتف حوله أصحابه ‪ ،‬ث تيزّت كل طائفةم بفكرها و مذهبحها‬
‫‪ ،‬و بنهجها و جاعتها ‪،‬و دخلتا ف مناظرات و مادلت كثية ‪ ،‬بلغت أوجها ف منةم خلق‬
‫القرآن الشهورة ‪،‬و فيها كيفر كل منهمحا الخر‪ . 1025‬فالذي قاله الابري غي صحيح تاما ‪.‬‬
‫و أما الطأ الخي‪-‬أي السادس‪ -‬فيتمحثل ف أن الابري ادعى بأن قضيةم خلق القرآن الت‬
‫خاض فيها التكلمحون و تناقشوا حولا انتهت بم إل )) تكريس حل وساط يقول بأن القرآن قدي‬
‫بعانيه ‪ ،‬ملوق بألفاظه و حروفه ((‪. 1026‬‬
‫و قوله هذا قي صحيح ‪ ،‬و ل يدث ف التاريخ هذا الل الوساط الزّعوما ‪ ،‬لن اللف حول‬
‫مسألةم خلق القرآن ظل قائمحا بيم أهل السنةم و الغتزّلةم دون أي حل وساط ‪ ،‬فالعتزّلةم قالوا القرآن‬
‫ملوق ‪،‬و أهل السنةم قالو القرآن كلما ال غي ملوق ‪ .‬لكن المر الطي الذي حدث بعد ذلك‬
‫أن السنييم اختلفوا فيمحا بينهم حول حقيقةم كلما ال تعال ‪ ،‬و انقسمحوا إل السنةم السلف ‪،‬و‬
‫ميثلهم النابلةم و أهل الديث ‪ ،‬و إل السنةم اللف ‪ ،‬و ميثلهم الشاعرة و الاتريديةم ؛ فقال السلف‬
‫أن القرآن كلما ال حقيقةم حرفا و صوتا ‪ ،‬و أنه تعال ل يزّل متكلمحا إذا شاء ‪ ،‬فيتكلم با شاء‬
‫و مت شاء ‪.‬و قال اللف أن القرآن ليس كلما ال على القيقةم ‪ ،‬و إنا هو حكايةم و عبحارة عنه‬
‫‪ ،‬هو كلما نفسي واحد ل يتعدد و ل يتبحعض ‪ ،‬و ليس بصوت و ل برف ‪ ،‬فإذا تكلم به‬
‫بالعبخيةم كان توراة ‪ ،‬و إذا تكلم به بالسريانيةم كان إنيل ‪ ،‬و إذا تكلم به بالعربيةم كان قرآنا‪ .‬و‬
‫ظل اللف قائمحا بيم الطائفتيم علمحيا و عمحليا طيلةم العصر السالمي إل يومنا هذا ‪.1027‬‬

‫ابن قدامةم القدساي ‪ :‬الغن ‪ ،‬ج ‪ 6‬صا‪. 663 ،561 :‬‬


‫‪1024‬‬
‫العقل السياساي ‪ ،‬صا‪ . 303 :‬و التاث و الداثةم ‪ ،‬صا ‪. 187 :‬‬
‫‪1025‬‬
‫‪.‬‬ ‫أنظر مثل ‪ :‬ابن كثي ‪ :‬البحدايةم و النهايةم ‪ ،‬ج ‪ 10‬صا‪ 272 :‬و ما بعدها‬
‫‪1026‬‬
‫بنيةم العقل ‪ ،‬صا‪. 106 :‬‬
‫‪1027‬‬
‫أنظر مثل ‪ :‬عبحد الرحن سافر الوال‪ :‬منهج الشاعرة ف العقيدة ‪ ،‬الدار السلفيةم ‪ ،‬الزّائر ‪.‬‬
‫و بذلك يتبحيم أن مسألةم كلما ال تعال ل تتسم ‪،‬و ل يدث فيها أي اتفاق بيم جناحي‬
‫أهل السنةم التنازعيم‪،‬و ما تزّال تثي بينهم اللفات و النازعات إل يومنا هذا ‪ ،‬عكس ما ادعاه‬
‫الابري من التنازعيم انتهوا إل تكريس حل وساط بينهم ‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬أخأطاء تاريخية أخأرى متفرقة ‪:‬‬
‫نصص هذا البححث‪ -‬الخي من هذا الفصل – لخطاء تارييةم متفرقةم ‪ ،‬وقع فيها البحاحثان‬
‫ممحد أركون و ممحد عابد الابري ‪ ،‬فبحخصوصا أخطاء أركون فسنذكر منها ساتةم أخطاء ‪ ،‬أولا إنه‬
‫نقل قول للمحستشرق ب كرون و وافقه عليه ‪ ،‬بقوله ‪ )) :‬إن النقد الكبخ تعمحقا و جذريةم ف هذا‬
‫التاه ‪ ،‬كان قد تاساتعيد مؤمخرا من قبحل ب كرون ‪ ،‬الذي تيللحظ بق أن تاريخ السالما الول أو‬
‫البحدائي ‪ ،‬قد تخيرب و تأفسد إل البد بسبحب احتداما الظروف الجتمحاعيةم و السياسايةم و الثقافيةم ‪،‬‬
‫الت تكيون فيها ‪ ،‬و تروي ث تدون و تساجل ((‪. 1028‬‬
‫و قوله هذا فيه حق و باطل ‪ ،‬و مبحالغةم شديدة حيولت البحةم الصغية إل قبحةم كبحية ؛ فأما الق‬
‫الذي ف كلمه ‪ ،‬فهو أن ف تاريخ صدر السالما و الدولةم المويةم حوادث خطية أثرت تأثيا‬
‫سالبحيا كبحيا على ذلك التاريخ ‪ ،‬كالفتنةم الكبخى و ما انر عنها ‪،‬و تيول الكم من خلفةم إل وراثةم‬
‫‪ ،‬و مقتل السيم و عبحد ال بن الزّبي ‪ ،‬و ثورة ابن الشعث ‪ ،‬فأدت هذه الوادث الطية إل‬
‫انقساما المةم على نفسها ‪،‬و دخولا ف نزّاعات مذهبحيةم و ساياسايةم و حروب داميةم فيمحا بينها ‪،‬‬
‫فأدى ذلك إل انتشار الكذب و تريف التاريخ لتحقيق مكاساب مذهبحيةم و ساياسايةم و قبحليةم عصبحيةم‬
‫‪ ،‬حت تول الكذب عند كثي من الرواة إل صناعةم تصصوا فيها‪. 1029‬‬
‫و أما البحاطل ف كلمه ‪ ،‬فيتمحثل ف أنه نسي أو تناساى أن تاريخ الدعوة السالميةم كلها‬
‫تمسجل بطوطه الكبخى وبكثي من التفاصيل‪-‬فيمحا يتعلق ببحعض الوادث‪ -‬ف القرآن الكري ‪ ،‬أول ‪،‬‬
‫و ف السنةم النبحويةم الصحيحةم ثانيا ‪ ،‬و ف السية النبحويةم الصحيحةم ثالثا ‪ ،‬و ف التاريخ الصحيح‬
‫الثابت و التواتر رابعا‪ .‬كمحا أنه تناساى أن تاريخ صدر السالما قبحل الفتنةم كان ف عمحومه صحيحا‬
‫معروفا لدى الناس و منتشرا بينهم ‪ ،‬قبحل ظهور دواعي الكذب السياسايةم و الذهبحيةم و الصلحيةم ؛‬
‫فلمحا حدثت الفتنةم ‪ ،‬و انقسمحت المةم ‪ ،‬و عكتثر الكذب بيم الناس ‪ ،‬هب علمحاء السالما للحفاظ‬
‫على السنةم النبحويةم و تنقيتها ما شابا من كذب و تريف ‪ ،‬فوضعوا منهجا نقديا علمحيا كامل‬
‫صارما ‪ ،‬لتمحييزّ صحيح السنةم من ساقيمحها بنقد الساانيد و التون معا‪ 1030‬؛ و بفضله تحققت‬
‫السنةم النبحويةم ‪ ،‬و كثي من الروايات التارييةم التعلقةم بالصحابةم ‪ ،‬غي أنه ما تزّال روايات كثية جدا‬
‫‪1028‬‬
‫تارييةم الفكر العرب السالمي ‪ ،‬صا‪. 84 ،83 :‬‬
‫‪1029‬‬
‫للتوساع ف ذلك أنظر كتابنا ‪ :‬مدرساةم الكذابيم ف روايةم التاريخ السالمي و تدوينه ‪.‬‬
‫‪1030‬‬
‫أنظر ‪ :‬عجاج الطيب ‪ :‬السنةم قبحل التدوين ‪ ،‬صا‪ 219 :‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫عن تاريخ صدر السالما تنتظر التحقيق العلمحي وفق ذلك النهج ‪،‬و المر ليس صعبحا لو يإد من‬
‫يتفرغا له و يتوله ‪ .‬و بذلك يتب أن ما ادعاه أركون و صاحبحه هو زعم باطل عندما أدعيا أن تاريخ‬
‫السالما الول قد تخرب و تأفسد إل البد ‪ .‬فهذا كلما باطل مردود عليهمحا له خلفيات مذهبحيةم‬
‫حيولت البحةم الصغية العبخة عن حقيقةم تارييةم ‪ ،‬إل قبحةم كبحية معبخة عن أكاذيب كثية ‪ ،‬ل حقيقةم‬
‫ت‬
‫لا ف الواقع ‪.‬‬
‫و أما الطأ الثان فيتعلق بالسنةم الت أظهر فيها الليفةم الأمون فكرة خلق القرآن ‪ ،‬فقال أركون‬
‫‪ :‬إن تلك الفكرة ل )) تتعلن رسيا إل ف عاما ‪213‬ه ‪827/‬ما ((‪. 1031‬و هذا خطأ بالنسبحةم للتاريخ‬
‫الجري ‪ ،‬و أما اليلدي فصحيح ‪ ،‬و الصواب ف التاريخ الجري هو أن الأمون أظهر فكرة حلق‬
‫القرآن ف ربيع الول سانةم ‪ 212‬ه‪827/‬ما ‪،‬و فرضها على الناس بالقوة سانةم ‪218‬ه‪833/‬ما‬
‫‪.1032‬‬
‫و الطأ الثالث يتمحثل ف قول أركون بأن الغرب السالمي خضع بشكل تمبحكر للنسخةم الالكيةم‬
‫للعقل السالمي‪ . 1033‬و قوله هذا غي صحيح ‪ ،‬لن الذهب الالكي ل تيهيمحن على العقل‬
‫السالمي بالغرب إل ف منتصف العصر السالمي تقريبحا ‪ ،‬بعد عدة قرون من النافسات و‬
‫الصراعات مع الذاهب الخرى الت دخلت الغرب السالمي ‪ ،‬و ل يتمحكن من النفراد به انفرادا‬
‫تاما إل بعد زوال الدولةم الوحديةم سانةم ‪668‬هجريةم ‪.‬و قبحل ذلك كان الوضع متلفا عن ذلك ‪،‬‬
‫ففي القرن الثان الجري هيمحن على الغرب الذهب الوزاعي و الصفري و الباضي ‪ ،‬و ف القرن‬
‫الثالث انتشر الذهب الالكي ‪،‬و دخل ف نزّاع مع الذاهب الخرى ‪ .‬و ف نايةم نفس القرن –أي‬
‫الثالث‪ -‬انتشر الذهب الشيعي الساعيلي ‪ ،‬و فرضته الدولةم العتبحيديةم بالقوة على بلد الغرب ‪،‬‬
‫فتعرض الالكيةم لن كثية من قتل و تشريد و تعذيب ‪ ،‬على أيدي العتبحيدييم ‪ .‬ث تغي حالم زمن‬
‫الدولةم الزّيريةم الت انتصرت للمحذهب الالكي نو سانةم ‪434‬هجريةم ‪ ،‬ففرضته على الرعيةم ‪ ،‬و‬
‫تعصبحت على الذاهب الخرى ‪ ،‬ث ازداد قوة و انتشارا ف زمن الدولةم الرابطيةم)‪541-453‬ه ( ‪،‬‬
‫فتبحنته تلك الدولةم و انتصرت له بقوة ‪ .‬ث تغي حاله زمن الدوليةم الوحديةم ) ‪668-541‬ه( ‪ ،‬الت‬
‫حاربت الذهب الالكي برق كتبحه و منع الشتغال به‪ ،‬و مطاردة علمحائه ‪ ،‬و الدعوة إل الذهب‬
‫الظاهري ف الفروع على طريقةم ابن حزّما الندلسي‪ . 1034‬ث لا زالت دولةم الوحدين تغي حال‬

‫‪1031‬‬
‫تارييةم الفكر ‪ ،‬صا‪. 73 :‬‬
‫‪1032‬‬
‫أنظر ‪ :‬ابن العمحاد النبحلي ‪ :‬الشذرات ‪ ،‬ج ‪ 3‬صا‪ . 81 ، 57 :‬و ابن كثي ‪ :‬البحدايةم ‪ ،‬ج ‪ 10‬صا‪. 714 ، 708 :‬‬
‫‪1033‬‬
‫تارييةم الفكر ‪ ،‬صا‪. 92 :‬‬
‫‪1034‬‬
‫عئ ئئن ذلئ ئئك أنظئ ئئر ‪ :‬الئ ئئذهب‪ :‬العئ ئئبخ ف ئ ئ خئ ئئبخ مئ ئئن غئ ئئبخ ‪ ،‬ج ‪ . 60‬و الس ئئي ‪ ،‬ج ‪ 21‬صا‪ . 314 :‬و الس ئئلوي الناص ئئري‪:‬‬
‫الساتقصئئاء ‪ ،‬ج ‪ . 200 ،194 ،177 ، 125 ، 75 ،74‬و عبحئئد العزّيئئزّ سائئال‪ :‬تاريئئخ الغئئرب ف ئ العصئئر السائئلمي‬
‫الذهب الالكي و فرض سايادته على كامل بلد الغرب تقريبحا ‪.‬‬
‫و أما الطأ الرابع فيتمحثل ف قول أركون‪ )) :‬و أنا أقلد حرفيا عبحارة جيلةم ذات تبعد أنطلوجي‬
‫للحكيم السلم عبحد القادر الرجان الذي يقول‪ :‬نازعت الق بالق للحق ((‪ , 1035‬و قوله هذا‬
‫يتضمحن خطأين ‪ ،‬الول خطأ ف النسبحةم إل بلد هذا الرجل ‪ ،‬فهو ليس عبحد القادر الجرجاني ‪،‬و‬
‫إنا هو عبحد القادر بن أب صال الكيلني أو الجيلني ‪ ،‬نسبحةم إل بلد جيلن أو كيلن بالعراق‬
‫‪ ،‬و ليس الرجان نسبحةم إل جرجان ببحلد فارس‪ . 1036‬و ثانيهمحا إنه قال ساينقل كلما اليلن‬
‫حرفيا ‪ ،‬لكنه ل يلتزّما بذلك ‪ ،‬فنقله ناقصا بل توثيق ‪ ،‬و قوله الكامل هو ‪ )) :‬الناس إذا وصلوا إل‬
‫القضاء و القدر أمسكوا إل أنا فانفتحت ل فيه روزنةم ‪ ،‬فنازعت الق بالق و للحق ((‪. 1037‬‬

‫و الطأ الامس يتعلق هو أيضا باسام شخصيةم علمحيةم مشهورة ‪ ،‬قال عنها أركون ‪ )) :‬و ف‬
‫مفهوما مقاصد الشريعةم الذي تاشتهر به أبو إساحاق الشيازي )ت ‪790‬ه( (( ‪ . 1038‬و هو هنا‬
‫أخلط بيم شخصيتيم ‪ ،‬الول هي الت أرادها ‪ :‬أبو إساحاق إبراهيم بن موساى المحي الالكي‬
‫الشاطبي الندلسي التوف سانةم ‪790‬هجريةم ‪.‬و الشخصيةم الثانيةم هي ‪ :‬أبو إساحاق إبراهيم بن علي‬
‫‪ .‬فهو أراد أن يقول‪ :‬أبو إساحاق‬ ‫الفيوز أبادي الشيرازي الشافعي التوف سانةم ‪476‬هجريةم‬
‫‪1039‬‬

‫ت‬
‫الشاطب )ت ‪790‬ه(‪ ،‬و ليس أبو إساحاق الشرازي)ت ‪476‬ه ‪ ، 9‬فهناك فارق واضح بيم‬
‫الرجليم ف الذهب ‪،‬و السام ‪ ،‬و البحلد‪ ،‬و سانةم الوفاة ‪،‬و ل يتفقان إل ف الكنيةم و السام فقط ‪.‬‬
‫و أما الطأ الخي‪-‬أي السادس‪ -‬فيتعلق بسألةم خلق القرآن ‪ ،‬فقد ادعى أركون أن العارضيم‬
‫للمحعتزّلةم ف تلك السألةم المحثليم للمحوقف الرثوذكسي ‪ ،‬و يقصد أهل السنةم ‪ ،‬قالوا ‪ :‬إن القرآن‬
‫)) تمزّامن ل عزّ وجل ‪ ،‬بعن أنه سارمدي مثله ‪ ،‬و ليس حادثا أو ملوقا ف لظةم ما ‪ ...‬لقد توجد‬
‫منذ الزل كال ‪ ،‬لنه كلما ال ‪،‬و ل يكن فصل كلمه عنه ((‪. 1040‬‬
‫و قوله هذا غي صحيح ف معظمحه ‪ ،‬و ل يثل موقف أهل السنةم من مسألةم خلق القرآن ‪ ،‬و‬

‫‪،‬مؤمساسةم شبحاب الامعةم ‪ ،‬مصر ‪ ،‬د ت ‪ ،‬صا‪ 447 :‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫‪1035‬‬
‫الفكر الصول ‪ ،‬صا‪. 293 :‬‬
‫‪1036‬‬
‫عبحئئد النعئم ماجئئد و علئئي البحنئئا ‪ :‬الطلئس التئئاريي للعئال السائئلمي‪ ،‬ط ‪ ، 2‬دار الفكئر العربئ ‪ ،‬الريطئةم رقئم ‪ . 8 ، 7 :‬و‬
‫ابن العمحاد النبحلي ‪ :‬الشذرات ‪ ،‬ج ‪ 6‬صا‪. 331-303 :‬‬
‫‪1037‬‬
‫ابن قيم الوزيةم ‪ :‬مدارج السالكيم ‪ ،‬ط ‪ ، 2‬دار الكتاب العرب ‪ ،‬بيوت ‪ ، 1973‬ج ‪ 1‬صا‪ . 199 ، 99 :‬و ابن تيمحيةم‬
‫‪ :‬ممحدوع الفتاوى ‪ ،‬ج ‪ 2‬صا‪ ، 458 :‬ج ‪ 8‬صا‪. 306 :‬‬
‫‪1038‬‬
‫الفكر الصول ‪ ،‬صا‪. 7 :‬‬
‫‪1039‬‬
‫ابن العمحاد النبحلي ‪ :‬الشذرات ‪ ،‬ج ‪ 5‬صا‪. 323 :‬‬
‫‪1040‬‬
‫اسالما ‪ ،‬أوروبا ‪ ،‬صا‪. 188 :‬‬
‫كان عليه أن تيوثق كلمه الذي ادعى أنه تيثل الوقف الرثوذكسي ‪،‬و يقصد به أهل السنةم ‪ ،‬لكنه‬
‫ل يفعل ذلك و حرمنا من إمكانيةم التحقق منه ‪.‬‬
‫و أما موقف أهل السنةم من تلك السألةم ‪ ،‬فهم قالوا‪ :‬إن القرآن كلما ال غي ملوق ‪ ،‬و ل‬
‫يقولوا أنه قدي ‪ ،‬و هو كلما ال حقيقةم بروفه و معانيه ‪ ،‬منه بدأ و إليه يعود‪ ،‬و هو من علم ال‬
‫و كلمه و أمره ‪ .‬و علمحه و كلمه صفتان ل ليستا ملوقةم ‪ . ،‬و فيرقوا بيم اللق و المر ‪،‬‬
‫فالقرآن من أمر ال و علمحه و أمره و ليس من خلقه ‪ ،‬لقوله تعال ‪ } :‬أعلع لعهت اولعولتق عوالعومتر تعئعبحاعرعك‬
‫ل‬
‫ك لمعن الليله لمن عول ل‬
‫ل‬ ‫يم{ٍ‪ -‬ساورة العراف‪ -54/‬و )) بعئوععد النذي عجاءعك لمعن الوعلوللم عما لع ع‬ ‫ل‬
‫ب الوععالعمح ع‬
‫الليهت عر ي‬
‫صني{ٍ ‪ -‬ساورة البحقرة‪ ، 1041-120/‬و بناء على ذلك ل تيوصف القرآن باللق و ل بالدوث‬ ‫ولع نع ل‬
‫ع‬
‫‪ ،‬لن الذي تيوصف بذلك هو الخلوق‪ ،‬و هذا ل يتبحينه أركون ‪ .‬كمحا أنه أخطأ عندما زعم أن أهل‬
‫السنةم يقولون بأن القرآن مزّامن ل و سارمدي مثله ‪ ،‬فهذا ل يقله أهل السنةم‪ ،‬فال عندهم هو‬
‫الزل السرمدي الوحيد بذاته ‪ ،‬و صفاته تابعةم لذاته ‪ ،‬و ليست منفصلةم عنه ‪،‬و ل هي ذواتا‬
‫مغايرة له ‪ .‬فهو سابححانه ل يزّل متكلمحا باء شاء ‪ ،‬و مت شاء‪. 1042‬‬
‫و أما أخطاء الابري فسنذكر منها خسةم أخطاء ‪ ،‬أولا إنه زعم أن الشواهد و القرائن تتؤمكد‬
‫كلها أن )) الموييم ل ميحاولوا توظيف الدين و ل ما يت إليه بصلةم ف إطفاء الشرعيةم على‬
‫حكمحهم ‪ ،‬باساتثناء فكرة القضاء و القدر الت تعن أنم انتصروا على تخصومهم بالقوة ‪ ،‬و أن هذا‬
‫النتصار كان مسألةم حتمحيةم ((‪. 1043‬‬
‫و قوله هذا غي صحيح ‪،‬و غريب جدا أن يصدر من الابري ‪ ،‬و نن ل نتوساع ف البححث‬
‫لحضار الشواهد التارييةم للرد عليه ‪ ،‬و لكننا سانرد عليه بكلمه هو شخصيا ‪ ،‬فيد الابري على‬
‫نفسه‪ .‬علمحا بأنه ل تيعقل أن تظهر دولةم تكم السلمحيم مبحاشرة بعد العهدين النبحوي و الراشدي ‪،‬و‬
‫ل تستخدما الدين اساتخداما واساعا و أسااسايا ف قيامها و ضمحان اساتمحرارها ‪ .‬مع أن كل الدول‬
‫الت شهدها العصر السالمي اساتخدمت الدين اساتخداما أسااسايا ‪ ،‬كالدولةم العبحاسايةم‪ ،‬و العتبحيديةم ‪،‬‬
‫و الرابطيةم ‪ ،‬و الوحديةم ‪ ،‬و المحلوكيةم ‪،‬و غيها كثي ‪ ،‬فمحا بالك بالدولةم المويةم الت قامت ف زمن‬
‫هيمحن عليه السالما و عاش فيه الصاحبحةم و التابعون ؟ ! ‪.‬‬
‫و أما رد الابري على نفسه ‪ ،‬فمحن ذلك أنه قال ‪ :‬إن معاويةم بن أب سافيان أكد شرعيةم‬
‫‪1041‬‬
‫أنظر مثل ‪ :‬ابن تيمحيةم ‪ :‬ممحوع الفتاوى ‪ ،‬ج ‪، 144 : 3‬و ج ‪ 6‬صا‪ . 313 :‬و الللكائي ‪ :‬اعتقاد أهل السنةم‪ ،‬دار طيبحةم‬
‫‪ ،‬الرياض‪ ، 1402 ،‬ج ‪ 1‬صا‪. 151 :‬و ابن أب العزّ النفي‪ :‬شرح العقيدة الطحاويةم ‪ ،‬صا‪ . 168 :‬و ابن كثي ‪ :‬البحدايئئةم‬
‫‪ ،‬ج ‪ 10‬صا‪ . 33 :‬و صديق حسن خان ‪ :‬قطف الثمحر ‪ ،‬صا‪ . 72 ،71 :‬و أبو اليسن بن أب يعلئئى ‪ :‬طبحقئات النابلئئةم‬
‫‪ ،‬ج ‪ 2‬صا‪. 414 :‬‬
‫‪1042‬‬
‫انظر نفس الصادر ‪.‬‬
‫‪1043‬‬
‫العقل الخلقي ‪ ،‬صا‪. 142-141 :‬‬
‫قريش ف الكم بديث )) الئمحةم من قريش (( ‪ ،‬ث قال الابري‪ )) :‬ثلثةم ثوابت بن عليها معاويةم‬
‫دولته ‪،‬و ساتكون نفسها الت سايعتمحدها اللفاء المويون من بعده‪ :‬الالدة ‪،‬و الواكلةم ‪ ،‬و الشرعية‬
‫القرشية ((‪. . 1044‬و قال أيضا ‪ :‬إن حديث )) الئمحةم ف قريش (( الذي رواه معاويةم ‪ ،‬أراد به‬
‫تذكي الموييم بأن اللفةم شرعا ف قريش و ليس ف غيهم ‪،‬و تيؤمساس به أيضا شرعيةم الكم‬
‫الموي‪ . 1045‬فكلمه هذا صريح ل يتاج إل تعليق ‪،‬و شاهد على أن الابري نقض به كلمه‬
‫السابق ‪.‬‬
‫و أما الطأ الثان فيتمحثل ف قول الابري ‪ )) :‬لقد تدث الاساب نفسه عن فتنةم الميم‬
‫و الأمون ف كتابه الكاساب ‪ ،‬و ذكر أنا اساتمحرت ‪ 18‬سانةم على فتات متقطعةم ‪ ،‬و ف متلف‬
‫بقاع الدولةم ((‪ .1046‬و قوله هذا يتضمحن خطأ فادحا واضحا ‪،‬يتعلق بدة الرب الهليةم بيم الخوين‬
‫الميم و الأمون ‪ ،‬فإنه ذكر أنا اساتمحرت ‪ 18‬سانةم ‪ ،‬و هذا غي صحيح تاما ‪ ،‬و ل ادري هل هو‬
‫خطأ من الابري أما هو من الاساب ل يتنبحه إليه الابري ؟ ‪ .‬و الصواب هو أن الميم بدأ حكمحه‬
‫سانةم ‪ 193‬إل ‪ 198‬هجريةم ‪ ،‬ث خلفه الأمون إل سانةم ‪ 218‬هجريةم ‪ ،‬و الرب بينمحها بدأت سانةم‬
‫‪ 194‬إل سانةم ‪198‬هجريةم‪ . 1047‬فمحدة حكم الميم ‪ 5‬سانوات ‪ ،‬فكيف تيقال ‪ :‬إن الرب الهليةم‬
‫اساتمحرت بيم الخوين ‪ 18‬سانةم ؟ ! ‪،‬و هي ف القيقةم دامت ‪ 4‬سانوات فقط ‪.‬‬
‫و الطأ الثالث يتمحثل ف قول الابري ‪ )) :‬العصر العبحاساي الول ‪،‬و يتد من تأسايس هذه الدولةم‬
‫–أي العبحاسايةم‪ -‬عقب ساقوط الموييم سانةم ‪132‬هجريةم ‪ ،‬إل بدء خلفةم التوكل سانةم ‪230‬هجريةم‬
‫‪ ...‬أما العصر العبحاساي الثان فيمحتد من سانةم ‪ 232‬هجريةم سانةم تول التوكل اللفةم‪. 1048((...‬و‬
‫كلمه هذا يتضمحن تناقضا واضحا يتعلق بسنةم بدايةم خلفةم التوكل ‪ ،‬فذكر أنا بدأت سانةم ‪، 230‬‬
‫ث عاد و قال أنا بدأت سانةم ‪ ، 232‬فهذا تناقض واضح ‪ ،‬فإما أنه تول اللفةم سانةم ‪ ،230‬و‬
‫أما سانةم ‪ ، 232‬فل يكن المحع بيم السنتيم ‪ .‬علمحا بأن الصواب هو أنه تول اللفةم سانةم‬
‫‪، 232‬و ليس ‪ 230‬هجريةم‪. 1049‬‬

‫و الطأ الرابع يتعلق بسنةم احتلل الصليبحييم للقدس الشريف ‪ ،‬فقد نقل الابري عن‬

‫‪1044‬‬
‫العقل السالمي ‪ ،‬صا‪. 207 ،206 :‬‬
‫‪1045‬‬
‫نفس الرجع ‪ ،‬صا‪. 208 :‬‬
‫‪1046‬‬
‫العقل الخلقي‪ ،‬صا‪. 539 :‬‬
‫‪1047‬‬
‫ابن العمحاد النبحلي‪ :‬شذرات الذهب ‪ ،‬ج ‪ 2‬صا‪ ، 460 ،440 ،431 :‬ج ‪ 3‬صا‪. 81 :‬‬
‫‪1048‬‬
‫تكوين العقل ‪ ،‬صا‪. 289 :‬‬
‫‪1049‬‬
‫ابن كثي ‪ :‬البحدايةم و النهايةم ‪ ،‬ج ‪ 10‬صا‪. 350 ، 310 :‬‬
‫البحاحث أحد الشرباصي أن الصليبحييم احتلوا بيت القدس سانةم ‪ 495‬هجريةم‪ .1050‬و هذا غي‬
‫صحيح ‪ ،‬لن الصليبحييم احتلوا القدس الشريف سانةم ‪ 492‬هجريةم ‪،‬و ليس سانةم ‪ . 1051 495‬و ل‬
‫أدري أهذا الطأ من الابري أما من احد الشرباصي و ل يتنبحه إليه الابري ؟ ‪ .‬لكن الابري يبحقى‬
‫مسؤمول عمحا كتبحه ف الالتيم ‪.‬‬
‫و أما الطأ الخي‪-‬أي الامس‪ -‬فمحفاده أن الابري قال‪:‬إن الدولةم الوحديةم لا قامت‬
‫جيسدت الشروع الذهب الذي ناضل ابن حزّما الطاهري من أجله‪ . 1052‬و قوله هذا ل يصح إل‬
‫ف بعض جوانبحه‪ ،‬لن الشروع الزّمي من أهم خصائصه‪ :‬رفض الشعريةم ‪،‬و رفض التصيوف و‬
‫العرفان الشيعي بإمامته و عصمحته‪ ،‬و تبحن منطق أرساطو ‪،‬و الدعوة إل الجتهاد و رفض التقليد‬
‫الذهب‪ . 1053‬و أما الشروع التومرت الذي طبحقته الدولةم الوحديةم ‪ ،‬فمحن خصائصه ‪ :‬تبحن الشعريةم‬
‫ف أصول الدين‪ ،‬و تشجيع الفلسفةم ‪ ،‬و تبحن مذهب الشيعةم ف المامةم و العصمحةم ‪ ،‬و تشجيع‬
‫التصوف‪ ،‬و الدعوة إل الجتهاد و ماربةم التقليد الذهب عامةم و الالكي خاصةم‪. 1054‬‬
‫و يتبحيم من القارنةم بيم الشروعيم ‪ ،‬أنمحا يتفقان حول نقطتيم ‪،‬و ها الدعوة إل الجتهاد و‬
‫نبحذ التقليد ‪،‬و تشجيع الفلسفةم ‪ .‬لكنهمحا يتلفان ف ثلث نقاط أسااسايةم ‪ ،‬هي ‪ :‬الوقف من‬
‫الشعريةم ‪ ،‬و الوقف من التصيوف ‪ ،‬و الوقف من العرفان الشيعي إمامةم و عصمحةم ‪ .‬و بذلك يتب‬
‫أن ما تيفيرق بيم الشروعيم أكثر ما يإمحع بينهمحا ‪ ،‬ما يعن أن ما قاله الابري من أن الدولةم‬
‫الوحديةم جيسدت الشروع الزّمي على الواقع ‪ ،‬من دون أن تيشي إل نقاط التشابه و الختلف‬
‫بيم الشروعيم ‪ ،‬هو قول غي صحيح على إطلقه ‪،‬و ل يصح إل ف بعض جوانبحه فقط ‪.‬‬
‫و ختاما لذا الفصل‪ -‬أي الرابئئع – يتئبحيم أن البحئاحثييم ممحئد أركئئون و ممحئئد عابئئد الئئابري ‪،‬‬
‫قئ ئئد وقعئ ئئا فئ ئ أخطئ ئئاء تارييئ ئئةم كئ ئئثية جئ ئئدا ‪ ،‬تتعلئ ئئق بتاريئ ئئخ الصئ ئئحابةم و الفتنئ ئئةم الكئ ئئبخى ‪،‬و الطوائئ ئئف‬
‫السالميةم و قضايا متفرقةم ؛ و قعا فيها لنمحا ل يلتزّما بالنهجيئةم العلمحيئةم الصئحيحةم فئ نقئد الخبحئار‬
‫التارييئئةم ‪،‬و لئ ئ تيوسائئعا م ئئال البححئئث للطلع علئئى أك ئئبخ عئئدد مكئئن م ئئن الصئئادر التاثيئئةم ‪ .‬و قئئد‬
‫ناقشناها و رددنئا علئى أخطائهمحئا الكثية ‪ ،‬وفئق منهئج أهئل الئديث فئ نقئد السائانيد و التئون معئا‬
‫‪،‬و قد التزّمنا به قدر الستطاع ‪،‬و ل المحد أول و أخيا ‪.‬‬

‫‪1050‬‬
‫تكوين العقل ‪ ،‬صا‪. 288 :‬‬
‫‪1051‬‬
‫أنظر ‪ :‬ابن كثي ‪ :‬البحدايةم ‪ ،‬ج ‪ 12‬صا‪ . 156 :‬و ابن العمحاد النبحلي ‪ :‬الشذرات ‪ ،‬ج ‪ 5‬صا‪. 401 :‬‬
‫‪1052‬‬
‫تكوين العقل ‪ ،‬صا‪. 307 :‬‬
‫‪1053‬‬
‫تكوين العقل ‪ ،‬صا‪ ، 304 ، 303 ،302 :‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫‪1054‬‬
‫الذهب‪ :‬السي ‪ ،‬ج ‪ 21‬صا‪ . 314 :‬و ابئن خلئدون ‪ :‬العئبخ ‪ ،‬ج ‪ 6‬صا‪ . 300 :‬و الناصئري السئلوي ‪ :‬الساتقصئاء ‪ ،‬ج‬
‫‪ 1‬صا‪ . 200 ، 197 ، 157 ، 157 :‬و الابري‪ :‬تكوين العقل ‪ ،‬صا‪. 322 ، 321 ،320 :‬‬
‫‪.......................................................................................‬‬
‫الفصل الخامس‬
‫مقارنة بين فكر محمد أركون و محمد عابد الجابري‬

‫أول ‪ :‬المقارنة من حيث اللتزاما بالمنهجية العلمية‬


‫ثانيا ‪ :‬المقارنة من حيث التأثر بالمستشرقين‬
‫ثالثا ‪ :‬المقارنة من حيث الموقف من السلما‪ :‬مصدرا و اعتقادا و مكانة‬
‫رابعا‪ :‬المقارنة من جهة الهداف و الخصائص المتعلقة بفكر الرجلين‬
‫خأامسا ‪ :‬المقارنة بين المشروعين من حيث المضمون‬
‫الفصل الخامس‬
‫مقارنة بين فكر محمد أركون و محمد عابد الجابري‬

‫نصئئص هئئذا الفصئئل للمحقارنئئةم بيمئ فكئئر البحئئاحثييم ممحئئد أركئئون و ممحئئد عابئئد الئئابري ‪ ،‬مئئن‬
‫متلئئف ال ئوانب الفكريئئةم الئئت تناولناهئئا بالنقئئد و الناقشئئةم ف ئ الفصئئول الربعئئةم السئئابقةم ‪ ،‬علئئى أن ل‬
‫نل ئئتزّما بتوثي ئئق ك ئئل ال ئئادة العلمحي ئئةم ال ئئت سانس ئئتخدمها فئ ئ ه ئئذا الفص ئئل ‪ ،‬لن ئئه سائ ئبحق توثيقه ئئا فئ ئ تل ئئك‬
‫الفصول‪.‬‬
‫أول ‪ :‬المقارنة من حيث اللتزاما بالمنهجية العلمية‪:‬‬
‫نتنئئاول فئ هئئذا البححئئث القارنئئةم بيمئ أركئئون و الئئابري مئئن حيئئث اللئئتزّاما بالنهجيئئةم العلمحيئئةم ‪ ،‬مئئن‬
‫خلل سابحعةم جوانب تتعلق با ‪ ،‬أولئا ‪ :‬اسائتخداما الصئئادر ‪ ،‬فبحالنسئبحةم لركئئون فئإنه اخئذ معظئم مئادته‬
‫العلمحيئ ئئةم عئ ئئن السائ ئئلما و تراثئ ئئه و تئ ئئاريه ‪ ،‬مئ ئئن كتئ ئئب الستشئ ئرقيم ‪ ،‬مئ ئئن دون الرجئ ئئوع إلئ ئ الصئ ئئادر‬
‫السائئلميةم ف ئ الغئئالب العئئم‪.‬و هئئذا عمحئئل مرفئئوض علمحيئئا و منهجيئئا ‪،‬و مئئردود علئئى صئئاحبحه ‪ ،‬لئئذا‬
‫فنح ئئن نط ئئالبحه بئئأن يتح ئئرر م ئئن قي ئئود الستش ئئرقيم و أغلل ئئم‪،‬و يرج ئئع إلئ ئ مص ئئادرنا بوض ئئوعيةم و روح‬
‫علمحيةم حياديةم نقديةم ‪ ،‬من دون خلفيات اساتشراقيةم تمبحيتةم ‪.‬‬
‫و أمئئا الئئابري فهئئو أحسئئن حئئال مئئن أركئئون فيمحئئا يتعلئئق باسائئتخداما الصئئادر ‪ ،‬لكنئئه لئ يكئئن فئ‬
‫الستوى الطلوب ‪ ،‬فقد اعتمحد على مصئئادر قليلئةم بالنسئبحةم للمحواضئيع الئت ناقشئئناه و رددنئا عليئئه فيهئا‬
‫؛ خاصةم التعلقةم بالخبحار التارييةم ‪ ،‬الئت لئ تكئن لئا قيمحئةم علمحيةم معتئبخة ‪ ،‬و بعضئها مطعئون فيئه ل‬
‫يصح العتمحاد عليه ‪،‬و ل تيؤمخذ منه إل بذر و تحيص ‪.‬‬
‫و الانب الثان يتعلق بتوثيق الادة العلمحيةم الت اساتخدماها البحاحثان ‪ ،‬فبحخصئئوصا أركئون فئإنه لئ‬
‫يلتزّما بتوثيق العطيات و الشواهد و الروايات الئت اسائتخدمها ‪ ،‬فمحعظمحهئا كئئان بل توثيئق ‪ .‬و نفئس‬
‫المر يصدق علئى الئابري ‪ ،‬فئإنه ذكئر مئادة علمحيئةم غزّيئرة فئ مؤملفئاته مئن دون أ‪ ،‬تيوثقهئا ‪ ،‬لكنئه مئع‬
‫ذلك فهو أحسن حال من أركون ف هذا المر ‪.‬‬
‫و أما الانب الثالث فيتعلق بالذاتيةم و الوضوعيةم ‪ ،‬فبحالنسبحةم لركون فلم يكن حياديا ف كل ما‬
‫كتئئب تقريبحئئا ‪ ،‬بئل كئئان ذاتيئا متحيئزّا فئ أكئثر مئئا كتبحئه عئن السائئلما و مئئا يتعلئق بئئه ‪ .‬حئت أن سئح‬
‫لنفسئئه –لفئئرط تيئئزّه‪ -‬أن يتحئئدى مشئئاعر السئئلمحيم بل دليئئل مئئن الشئئرع ‪ ،‬و ل مئئن العقئئل ‪ ،‬و ل‬
‫مئن العلئئم ‪ ،‬و تيظهئر انزّعئئاجه منهئئم و مئن دينهئم ‪ ،‬مئن دون احئتاما لئم و ل لئدينهم فئ كئثي مئئن‬
‫الواضع من مؤملفاته ‪ ،‬مع كثرة الدعاوى العريضةم و الغالطات ‪ . ،‬و قد مئارس ذلئك باسائم العلئم و‬
‫الوضوعيةم و العقلنيةم ‪،‬و هو بعيد عن ذلك ف معظم ما كتب عئن السائئلما‪ ، 1055‬و قئد ذكرنئا‬
‫على ذلك أمثلةم كثية جدا فيمحا سابحق أن ذكرناه ‪.‬‬
‫و أما الابري فهو أيضا ل يكن حياديا ف كثي ما كتبحه ‪ ،‬لكنه أقل ذاتيةم من أركون ‪ ،‬فهو قد‬
‫م ئئارس التحي ئئزّ و الت ئئدليس و التغلي ئئط فئ ئ ط ئئرح أفك ئئاره و النتص ئئار ل ئئا ‪ ،‬و ق ئئد ذكرن ئئا طرف ئئا منه ئئا ‪،‬‬
‫كسئ ئئكوته عئ ئئن أخطئ ئئاء العتزّلئ ئئةم و أرسائ ئئطو ‪ ،‬بئ ئئدعوى النتصئ ئئار للعقلنيئ ئئةم ‪ ،‬و هئ ئئذا عمحئ ئئل ليئ ئئس مئ ئئن‬
‫الوضئوعيةم العلمحيئةم فئ شيء ‪ ،‬فالق أحئق أن يتتبحع ‪ ،‬و العقلنيةم القئةم تفئرض علئى صئاحبحها اللئتزّاما‬
‫بالق ف كل الحوال ‪.‬‬

‫و الئئانب الرابئئع يتعلئئق بوقئئف ممحئئد أركئئون و عابئئد الئئابري مئئن منهئئج نقئئد الئئبخ عنئئد أهئئل‬
‫الئئديث ‪ ،‬فإنمحئئا قئئد اتفقئئا ف ئ موقفهمحئئا منئئه ‪ ،‬فطعنئئا فيئئه بل فهئئم صئئحيح لئئه‪ ،‬و بل درايئئةم بئئه ‪ ،‬و‬
‫حيطا على أصحابه بل حق ‪ .‬و قد ناقشئناها و رددنئا عليهمحئا بئا فيئه الكفايةم فئ البححئث الثان مئن‬
‫الفصل الول ‪.‬‬
‫و أما الانب الامس فيتعلق باساتخداما الصطلحات الديثةم الرتبحطئةم بعلئوما النسئان و التمحئع‬
‫‪ ،‬فقد أكثر أركون من اساتخدامها ‪ ،‬و كانت –ف الغالب العم‪ -‬مصئئطلحات جوفئئاء ‪ ،‬جرهئئا معئئه‬
‫ت عليهئا‪ ، -‬فئزّادت مئن صئعوبةم فهئم كلمئه و تعقيئده مئن دون طائئل ‪ ،‬مئا‬ ‫ف كل أباثه‪-‬الت أطلع ت‬
‫أدى بالتجم إل الكثار من الشروح و التعليقات الئئت زادت فئ حجئئم مؤملفئئات اركئئون مئئن جهئةم ‪،‬و‬
‫أرهقئ ئئت القئ ئئارئ و شوشئ ئئت عليئ ئئه مئ ئئن جهئ ئئةم أخئ ئئرى ‪ .‬كمحئ ئئا أن معظئ ئئم تلئ ئئك الصئ ئئطلحات لئ ئ يكئ ئئن‬
‫اسائئتعمحالا ظروري ئئا للفه ئئم و الثئ ئراء ‪ ،‬فق ئئد كئئان يك ئئن السائئتغناء عنه ئئا نائي ئئا ‪ .‬و ك ئئأن أركئئون كئئان‬
‫يستخدمها لتيخفي با هزّالةم مادته العلمحيئةم ‪ ،‬ويتشئئغل القئارئ بفئك ألغازهئئا و طلسئها مئئن دون طائئئل‬
‫ف النهايةم ‪.‬‬
‫و أما الابري فلم تيكثر من اسائتخداما مصئئطلحات تلئئك العلئوما ذات الصئلةم بؤملفئاته ‪ ،‬و قئد‬
‫أشئئار فئ مقدمئئةم كتئئابه تكئئوين العقئئل العربئ إلئ انئئه سايسئئتخدما جهئئازا مفهوميئئا اصئئطلحيا فئ أبئئاثه‬
‫‪1055‬‬
‫ت عليها ‪.‬‬
‫بناء على كتبحه الت أطلع ت‬
‫عن العقل العرب ‪ ،‬لكنه ل تيكثر من اساتخدامها بالقارنةم إل ما فعلةم أركون‪.‬‬
‫و الانب السادس ‪ ،‬يتعلق بالناهج الغربيئةم فئ البححئث و التحليئل و الكتابئةم العلمحيئةم ‪ ،‬فبحالنسئبحةم‬
‫لركون فإنه أكثر مئئن الشئارة إلئ أنئه سايسئتخدما الناهئج الغربيئةم فئ البححئئث و التحليئل ‪،‬و ادعئى أنئئه‬
‫يتطبحق النهئج التحليلئي التفكيكئي ‪ ،‬و منهئج التارييئةم ‪ ،‬و قئد ذكرنئا طرفئا مئن ذلئك فئ الفصئل الثان‬
‫‪،‬و تبحيم أنئا مناهئج مئدودة قاصئرة ‪ ،‬ل تصئلح لدراسائةم القئرآن الكريئ و السئنةم النبحويئةم الصئحيحةم ‪ ،‬و‬
‫أن أركون أخفق – من خلل تطبحيقه لا – ف الوصول إل ما خطط له سائلفا ‪ .‬و أمئئا الئئابري فهئو‬
‫أيضا اساتخدما بعض الناهج الغربيةم ف مال تنظم العرفةم ‪ ،‬و التحليل و التفكيك ‪ ،‬لكنه لئ تيوفئق فئ‬
‫تطبحيقها على كثي من الواضع الت ناقشناه و أظهرنا أخطاءه فيها ‪.‬‬
‫و أما الانب الخي –أي السابع‪ -‬فيتعلئق بنقئد الخبحئار و تحيصئها ‪ ،‬فبحالنسئبحةم لركئون فقئد‬
‫كئئان بعيئئدا كئئل البحعئئد عئئن نقئئد الخبحئئار و تقيقهئئا ‪ ،‬فلئئم أعئئثر لئئه علئئى أيئئةم روايئئةم نقئئدها و حققهئئا‬
‫لتيمحيزّهئئا مئئن حيئئث الصئئحةم و البحطلن ‪ ،‬وفئئق النهئئج العلمحئئي الكامئئل الئئذي يإمحئئع بيم ئ نقئئد التئئون و‬
‫السائئانيد معئئا ‪ .‬و هئئذه نقطئئةم ضئئعف كئبحية‪-‬إلئ جئانب نقئئاط الضئئعف الخئئرى‪ -‬فئ أبئئاث أركئئون ‪،‬‬
‫لن الذي يكتب ف السائلميات و تاريهئا ‪،‬و ل يكئون ملمحئا بذلك النهج علمحئا و تطبحيقئا و درايئةم‬
‫‪ ،‬فإن أباثه ل قيمحةم لا ف غالب الحيان ‪.‬‬
‫و أما الابري فهو أحسن حال من أركون ‪ ،‬فقد عثرت له على تقيقات و ترجيحات لبحعض‬
‫الروايئئات التارييئئةم ‪ ،‬لكنهئئا كئئانت قليلئئةم جئئدا ‪ ،‬بالقارنئئةم إلئ الكئئم الكئبحي مئئن الروايئئات الئئت ذكرهئئا و‬
‫اعتمحد عليها من دون أن تيققها ‪ .‬مئع العلئم بئأن رواياته الت حققهئا كئانت ناقصئةم مئن حيئث النقئد‬
‫و التمححيص ‪ ،‬لنه ل ينقد أساانيدها ‪،‬و أهلها إهال كليا ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬المقارنة من حيث التأثر بالمستشرقين‪:‬‬
‫ل يتئئاج البحئئاحث إلئ كئبحي عنئئاء ليئتئدرك أن أركئئون متئئأثر بالستشئرقيم تئئأثرا كئبحيا ‪ ،‬لن كتبحئئه‬
‫ملوءة بذلك ‪،‬و قد ذكرنا من ذلك أمثلةم كثية جدا فيمحا تقدما من كتابنا هذا ‪ .‬تبحيم من خللا أنه‬
‫تلمحيئ ئئذ وفئ ئ لئ ئئم ‪ ،‬و شئ ئئديد الئ ئئب لئ ئئم و الثنئ ئئاء عليهئ ئئم ‪،‬و كئ ئئثي التنئ ئئويه بأعمحئ ئئالم البحاطلئ ئئةم منهئ ئئا و‬
‫الصحيحةم ‪.‬و قال بقولم ف الطعن ف السالما و القرآن ‪ ،‬و السنةم النبحويةم ‪ ،‬و إنكئئار الصئئفةم الربانيئئةم‬
‫لدين السالما ‪ .‬و هو عندما يتظاهر بنقئده للمحستشئرقيم يبحقئى دائمحا تلمحيئذهم الريئص علئى مئدحهم‬
‫‪،‬و النوه بأعمحالم ‪ ،‬و العتمحد على تراثهم‪،‬و الخذ بأفكارهم ‪ ،‬و الحيرض لم على مواصلةم أباثهم‬
‫ت‬ ‫ت‬ ‫ت‬
‫ف الطعن ف السالما و أهله و تاريه ‪ ،‬فكان تلمحيذا وفيا للمحستشئرقيم ‪،‬و ابنئا عاقئئا لمتئه ‪،‬و باحثئا‬
‫ظالا لدين أجداده‪.‬‬
‫و أما الابري فهو مع اعتافه بأنه اساتفاد من الستشرقيم ف متلف مالت العرفةم‪ ، 1056‬فإنه ل‬
‫‪1056‬‬
‫التاث و الداثةم ‪ ،‬صا‪. 309 :‬‬
‫يكئئن سا ئلبحيا تئئاههم ف ئ كئئل مئئا قئئالوه عئئن السائئلما و تئئاريه ‪ ،‬فقئئد قئئاومهم و أخئئذ منهئئم بئئوعي ‪،‬‬
‫خاصةم فيمحا يتعلق بطعن هؤملء ف مصدريةم القرآن و نبحوة ممحد –عليه الصلة و السلما‪ ، -‬فإنن ل ئ‬
‫أعثر على أثر تيشي إل أنه تأثر بضللت هؤملء التعلقةم بدين السالما و رساوله ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬المقارنة من حيث الموقف من السلما ‪ )) :‬مصدرا ‪،‬و اعتقادا ‪ ،‬و مكانة ((‬
‫نصئئص هئئذه القارنئئةم لب ئراز موقئئف أركئئون و الئئابري مئئن السائئلما‪ ،‬مئئن حيئئث الصئئدريةم ‪ ،‬و‬
‫العتقاد‪ ،‬و الفهم‪ ،‬و مكانةم السالما ف فكئر الرجليمئ ‪ .‬فبحخصئوصا الصئئدريةم التمحثلئةم فئ الكتئئاب و‬
‫السنةم ‪ ،‬فقد طعن أركون ف مصئدريةم القئرآن ‪،‬و شئكك فيئه مئرارا و تكئرارا ‪ ،‬و زعئم أن أصئوله –أي‬
‫القرآن‪ -‬الول قد ضاعت ‪ ،‬وأنه تعيرض للتحريف ‪،‬و ل تيكتب ف العهد النبحئئوي ‪ ،‬مئئن دون أن يتقئئد‬
‫ما دليل ص ئئحيحا ‪ ،‬تمس ئئايرا فئ ئ ذل ئئك ش ئئيوخه الستش ئئرقيم ‪ .‬و ق ئئد ناقش ئئناه فئ ئ مزّاعمح ئئه و شئ ئبحهاته و‬
‫نقضانا عليه‪ ،‬بتوساع ف الفصل الثالث ‪.‬‬
‫و أما موقفه من السنةم النبحويةم ‪ ،‬فكان أساوأ من موقفه من القرآن ‪ ،‬فقد زعم أنه ل تيفظ منها إل‬
‫القليل اليسي ‪ ،‬و البحاقي مكذوب تمفتعل ‪ ،‬و ما هو إل اختلق مستمحر ‪ ،‬متبحعا ف ذلئئك مئئا يقئوله‬
‫أسائئاتذته الستشئئرقون الئئذين سا ئبحقوه إل ئ القئئول بتلئئك الزّاعئئم ‪،‬و قئئد ناقشئئناه ف ئ شئبحهاته و دعئئاويه و‬
‫نقضناه عليه ف الفصليم الول و الثالث ‪.‬‬
‫و أما الابري فمحوقفه من مصدريةم القرآن يتلف تاما عن موقف صديقه أركون ‪ ،‬فلم أعثر له‬
‫علئى مئا تيشي إلئ أنئه طعئن فئ مصئدريةم القئرآن الربانيةم أو شئكك فيها ‪ .‬و قد نئيوه بأهيته كمحصئدر‬
‫موثئئوق فئ التأريئئخ للسئئية النبحويئئةم ‪،‬و قئئد أشئئار إلئ ذلئئك فئ القسئئم الئئذي خصصئئه للسئئية النبحويئئةم مئئن‬
‫كتابه العقل السياساي العرب ‪.‬‬
‫لكئئن مئئوقفه مئئن السئئنةم النبحويئئةم يتلئئف تامئئا عئئن مئئوقفه مئئن القئئرآن الكري ئ ‪ ،‬و يقئئتب كئئثيا مئئن‬
‫موق ئئف أرك ئئون م ئئن الس ئئنةم النبحوي ئئةم ‪ ،‬و ذل ئئك أن ئئه طع ئئن فئ ئ طريق ئئةم ج ئئع السئئنةم و تقيقه ئئا ال ئئت اتبحعه ئئا‬
‫الئئدثون ف ئ جعهئئم لئئا و تييئئزّ صئئحيحها مئئن سائئقيمحها ‪ ،‬و قئئد ناقشئئناه ف ئ ذلئئك و رددنئئا عليئئه ف ئ‬
‫الفصليم الول والثالث ‪.‬‬

‫و أما موقفهمحا من حيث العتقاد بدين السالما ‪ ،‬فإن من يقرأ ما كتبحئئه أركئئون عئئن السائلما ‪،‬‬
‫و ما نقلناه عنه ف الفصليم الثان و الثالث من طعن ف السالما ‪ ،‬و تشكيك فيه ‪ ،‬و هجئوما عليئئه‬
‫‪ ،‬و تري ئئض عليئئه ‪ ،‬فئئإنه يكئئم علئئى ه ئئذا الرجئئل‪-‬أي أركئئون‪ -‬بئئأنه لي ئئس مسئئلمحا ‪ ،‬و مئئا ه ئئو إل‬
‫مستشرق يمحل اسائم السئلمحيم ؛ لكنئه يندهش مئن جهةم أخئرى عنئدما يإئد هئذا الرجئل تيظهئر حرسائه‬
‫علئئى السائئلما ‪،‬و يقئئول مئ ئرارا بئئأنه مسئئلم‪ . 1057‬إنئئه رجئئل متنئئاقض مئئع نفسئئه ‪ ،‬عليئئه أن يتزّيئئل هئئذا‬
‫‪1057‬‬
‫أنظر ‪ :‬السالما ‪ ،‬أوروبا ‪ ،‬صا‪. 140 ، 138 ، 132 ، 126 ، 45 ،44 :‬‬
‫التنئئاقض إذا كئئان تملصئئا فيمحئئا يكتئئب و يقئئول ‪ .‬و أمئئا إذا كئئان متلعبحئئا طالبحئئا للشئئهرة علئئى طريقئئةم‬
‫خالف تتعرف ‪ ،‬فهو ل يتبحال بذلك التناقض و ل يهمحه ‪.‬‬
‫و أما الابري فهو يتلف عن أركون من حيث العتقاد بدين السالما ‪ ،‬فكتبحه شاهدة –خاصئةم‬
‫التئئأخرة منهئئا‪ -‬علئئى أنئئه يئعئدين بالسائئلما عقيئئدة ‪ ،‬و لئ أعئئثر علئئى مئئا ينقئئض ذلئئك صئراحةم كمحئئا هئئو‬
‫حئئال أركئئون ‪ .‬لكنئئه هئئو أيضئئا متنئئاقض مئئع نفسئئه بيمئ ئ اعتقئئاده بالسائئلما ‪،‬و بيمئ ئ مشئئروعه الفكئئري‬
‫العلمحان القومي‪ ،‬الذي سانشي إليه قريبحا إن شاء ال تعال ‪.‬‬
‫و أما مئن حيئث فهمحهمحئا للسائلما ‪ ،‬فئإن الرجليمئ لمحئا أخطئاء كئثية فئ فهم السائلما ‪ ،‬ذكرنئا‬
‫طرفا منها ف الفصل لثان ‪ ،‬كان فيها أركون أكثر خطأ ف فهمحه للسالما من الابري ‪.‬‬
‫و أما مكانةم السالما ف فكر الرجليم ‪ ،‬فإن السالما عند أركون ما هو إل تراث موروث‬
‫فقد دوره العمحلي اليوما بكم قئانون التارييئةم الزّعئوما ‪ .‬و هئئو ليئس مصئدرا للتشئريع و ل للخلق ‪،‬و‬
‫ل للمحفئئاهيم و العقائئئد‪ ،‬و ليئئس هئئو دينئئا إليئئا كمحئئا يئئدعي السئئلمحون ‪،‬و ل يتلئئف عئئن غيه مئئن‬
‫الديان كالسيحيةم و اليهوديةم ‪.‬‬
‫و هو تمعيقد جدا تاه السالما ‪ ،‬ينزّعج مئن كئل مئن يئدحه أو تينصئفه‪ ،‬أو يتبحجلئه و تيدافع‬
‫عنئئه‪ ،‬أو يعئئتف بحاسائئنه و خصائصئئه الربانيئئةم الئئت تيئئزّه عئئن غيه مئئن الديئئان الخئئرى‪ . 1058‬و ف ئ‬
‫مقابل ذلك نده يفتخر بؤملفئاته ‪،‬و يئدح أعمحئال شئيوخه الستشئرقيم ‪ ،‬و يصئئدق عليئه قئوله تعئال ‪:‬‬
‫ب النئلذيعن عل يئتوؤملمنتئئوعن بلئئاوللخعرلة عوإلعذا ذتكل ئعر النئلذيعن لمئئن تدونلئله إلعذا ته ئوم‬
‫ت قتئلتئئو ت‬
‫ل‬
‫}عوإلعذا ذتك ئعر اللنئهت عووح ئعدهت اوشعئأعنز و‬
‫يعوستعوبحلشتروعن{ٍ ‪ -‬ساورة الزّمر‪ .-45/‬إنئه رجئل تمعقئد تئاه السائلما ‪ ،‬كئثي الئدعاوى و الفتخئار بؤملفئاته‬
‫الزّيلةم ‪ .‬و إنه مسكون بواجس و شكوك ‪ ،‬و خيالت و شبحهات ل حقيقئئةم و ل وجئئود لئئا إل فئ‬
‫فكره و ف تراث شيوخه ‪.‬‬
‫و أما الابري ‪ ،‬فمحكانةم السالما ف مشروعه الفكري تشبحه مكانته ف فكر أركون ف جوانب ‪،‬و‬
‫تتلف عنها ف جوانب أخرى ‪ ،‬فالسالما عنئئده مئئوروث حضئئاري ‪ ،‬اتسائئتهلك خلل مرحلتئئه التارييئئةم‬
‫المحتدة من نايئةم العصئر الئاهلي إلئ عصئر النهضئئةم العربيئئةم الديثئةم فئ القئرن التاسائع عشئئر اليلدي و‬
‫ما بعده ‪ .‬فهو الن تمقمو ما تاريي و حضاري من القومات السااسايةم للقوميةم العربيةم‪. 1059‬‬
‫و السائئلما عنئئده ليئئس مصئئدرا وحيئئدا للتلقئئي ‪،‬و ليئئس رسائئالةم إليئئةم كاملئئةم ‪ :‬عقيئئدة و شئريعةم ‪،‬‬
‫أخلقئا و مفئئاهيم ‪ ،‬و ليئس هئو مشئروع حيئاة أبديئةم يتوقئئف عليئه مصئي البحشئريةم جعئاء‪ .‬حئت بلئغ بئئه‬
‫المر إل انه قال‪ :‬من مهاما الفكر العرب اليوما العمحل على تويل العقيدة إل مرد رأي‪. 1060‬‬
‫‪1058‬‬
‫أنظر مثل ‪ :‬تارييةم الفكر ‪ ،‬صا‪ . 199 ، 140 ،123 ،86 :‬و الفكر السالمي ‪ ،‬صا‪. 193 ،184 ، 83 :‬‬
‫‪1059‬‬
‫أنظر ‪ :‬تكوين العقل ‪ ،‬صا‪ . 338 :‬و بنيةم العقل ‪ ،‬صا‪ . 571 :‬و التاث و الداثةم ‪ ،‬صا‪. 117 ، 116 :‬‬
‫‪1060‬‬
‫عئئن مئئا قلنئئاه عنئئه ‪ ،‬أنظئئر ‪ :‬العقئئل السياسائئي ‪ ،‬صا‪ . 327 :‬و بنيئئةم العقئئل ‪ ،‬صا‪ . 552 ،416 ، 7 :‬و تكئئوين العقئئل ‪،‬‬
‫‪1061‬‬
‫و مع ذلك فقد عثرت على قوليم للجابري وصف ف أحئدها السائلما بأنه ديئن و دولئةم‬
‫‪،‬و ف الثان قال‪ )) :‬لنن اعتقد و تأؤمن بأن السالما دين و دنيا ((‪ . 1062‬فمحا تفسي هذا التنئئاقض‬
‫بيم ما نقلناه عنه آنفا ‪،‬و بيم قئوليه الخييئن؟ ‪ .‬إنئه توجئد أربعئةم احتمحئالت لتفسئيه ‪ ،‬أولئا إنئه قال‬
‫ذلئئك مئئن بئئاب العتقئئاد بئئأن السائئلما ديئئن و دولئئةم ‪،‬و ديئئن و دنيئئا‪.‬و ثانيهئئا إنئئه قئئال ذلئئك مئئن بئئاب‬
‫وصئئف السائئلما ذاتئئه ‪ ،‬بئئأنه ديئئن شئيرع للئئدين و الدولئئةم ‪ ،‬و للئئدين و الئئدنيا معئئا ‪ ،‬فهئئو يئتئؤممن بئئذلك‬
‫من باب الوصف و القرار بشيء موجود ‪،‬و ليس من باب العتقاد النظري و العمحلي‪.‬‬
‫و ثالثهئئا إنئئه قئئال ذلئئك مئئن بئئاب وصئئف السائئلما مئئن الناحيئئةم التارييئئةم ‪ ،‬بئئأنه كئئان فئ عصئئره‬
‫ال ئئذهب دين ئئا و دول ئئةم ‪،‬و دين ئئا و دني ئئا‪ .‬و آخره ئئا‪-‬أي الحتمح ئئال الراب ئئع‪ ، -‬إن ئئه ق ئئال ذل ئئك م ئئن ب ئئاب‬
‫التلعئئب و التضئئليل ‪ ،‬و ذر الغبحئئار فئ عيئئون منتقئئديه مئئن السائئلمييم ‪ ،‬لسائئكاتم و التخفيئئف مئئن‬
‫انتقاداتم له ‪.‬‬
‫فبحالنسئبحةم للحتمحئال الول فهئئو تمسئتبحعد ‪ ،‬لن الشئروع الئئابري شئهد علئى نفسئه بئأنه مشئروع‬
‫قومي علمحان ديقراطي ‪ ،‬ل تيثل فيه السالما إل مقوما تراثيا تاوزه الزّمئئن ‪ .‬و أمئئا الحتمحئئالن الثئئان‬
‫و الثالث فهمحا واردان ‪،‬و يبحئدو لئ أنئه يقصئد أحئئدها أو هئا معئئا‪.‬و أمئا الحتمحئال الرابئع فهئئو وارد ‪،‬‬
‫لكن ال تعال أعلم به ‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬المقارنة من جهة الهداف و الخصائص ‪:‬‬
‫فمحن حيث الهداف ‪ ،‬فإن مشروع أركون الفكئري أقئامه أسااسائا علئى دراسائةم السائلما‪ ،‬تئت‬
‫عنوان ‪ :‬نقد العقل السالمي ‪ ،‬قصد الوصول إل جلةم أهداف ‪ ،‬أهها اثنان ‪ ،‬الول السعي لضرب‬
‫السالما بالسالما‪ ،‬تهيدا للجهاز عليه نائيا ‪ ،‬بواساطةم جلةم من الوسائائل ‪ ،‬منهئا‪ :‬الدعوة إلئ تديئد‬
‫السالما و عصرنته‪ .‬و التشكيك ف قطعيات دين السالما‪ ،‬و نشر شبحهات الستشرقيم و العلمحانييم‬
‫حوله ‪ .‬و تكوين نبحةم علمحانيةم من أبناء السلمحيم يكونون بوقا للفكر الغرب ف الشرق و الغرب معئئا‬
‫‪ .‬و التظئئاهر بئئالرصا علئئى تديئئد الفكئئر السائئلمي مئئن جهئئةم ‪ ،‬و العمحئئل علئئى طمحسئئه و تريفئئه و‬
‫تفريغه من متواه من جهةم ثانيةم‪. 1063‬‬

‫و هئئدفه الثئئان هئئو الئئدعوة إل ئ اللدينيئئةم –أي العلمحانيئئةم الئئت هئئي مئئذهب أركئئون ‪ -‬بيمئ ئ‬

‫صا‪ . 67 ، 338 :‬و التاث و الادثةم ‪ ،‬صا‪. 17 :‬‬


‫‪1061‬‬
‫العقل ساياساي ‪ ،‬صا‪. 310 :‬‬
‫‪1062‬‬
‫التاث و الداثةم ‪ ،‬صا‪. 339 :‬‬
‫‪1063‬‬
‫أنظر مثل ‪ :‬الفكر الصول‪ ،‬صا‪ .350 :‬و معارك من أجل النسنةم ‪ ،‬صا‪ . 184 :‬و السالما‪ ،‬أوروبا ‪ ،‬صا‪، 11 ،10 :‬‬
‫‪،203‬‬
‫السئئلمحيم ‪،‬و علمحنئئةم السائئلما نفسئئه‪ ،‬باسائئتخداما متلئئف الوسائئائل المحكنئئةم ‪ ، ،‬حئئت أنئئه يزّعئئم و يتصئئر‬
‫علئئى زعمحئئه بئئأن ف ئ السائئلما علمحانيئئةم ل تتضئئاد الئئدين ‪،‬و علمحانيئئةم تفصئئل بيم ئ الئئدين و السياسائئي ف ئ‬
‫السائئلما‪ ، 1064‬مئئن دون أن يتقئئدما أي دليئئل مئئن الكتئئاب و ل مئئن السئئنةم ‪ ،‬إل إتبحئئاع الظئئن و الئئوى‬
‫‪،‬و التأويل الفاساد‪ .‬حت أنه كتب بثا عنوانه‪ :‬مارساةم علمحانيةم للسالما‪ ، 1065‬ل يأت فيه بئئأي دليئئل‬
‫صحيح‪ ،‬إل إتبحاع الظن و ترديد الشئبحهات‪ ،‬مئع تئاهله التئاما لقيقئةم السائئلما الكئئبخى التمحثلئةم فئ أنئئه‬
‫و العلمحانيئئةم‪-‬أي اللدينيئئةم‪ -‬نقيضئئان ل يإتمحعئئان ‪ ،‬لنئئه‪-‬أي السائئلما‪ -‬عقيئئدة و منهئئج حيئئاة كامئئل‬
‫ت اولئل ئنن‬ ‫شئئامل للئئدين و الئئدنيا معئئا ‪ ،‬و صئئال لكئئل زمئئان و مكئئان ‪ ،‬لقئ ئوله تعئئال ‪}- :‬عوعمئئا عخلعوقئ ئ ت‬
‫وا وللن ئس إلنل لليئعبح ئتدولن ‪ ،‬مئئا أتلري ئتد لمونئهئئم مئئن مروزنق ومئئا أتلري ئتد عأن يطوعلمحئئولن‪ ،‬إلنن اللنئه ه ئو ال ئنرنزاتق تذو الوتق ئنوةل‬
‫ع تع‬ ‫ت ت‬ ‫عع‬ ‫ت‬ ‫ع‬ ‫ع وت‬ ‫ع ع‬
‫يم{ٍ ‪-‬‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ل‬
‫ي عوععمالت لليه عر م‬ ‫ل‬ ‫يم {ٍ‪ -‬ساورة الذاريات ‪ -58-56‬و}قتل إلنن ع ل‬ ‫ل‬
‫ب الوععالعمح ع‬ ‫صلعت عونتتسكي عوعومعيا ع‬ ‫و‬ ‫الوعمحت ت‬
‫ساورة النعئاما‪ -162/‬و}عوأعنن عهئعذا لصئعرالطي تموسئتعلقيةمحا عفاتنبحلتعوهت عولع تعئتنبحلعتئواو اليسئبحتعل فعئتعئعفئنرعق بلتكئوم ععئن عسا لبحيللله‬
‫صئئاتكم بلئله لعععلنتكئوم تعئتنئتقئئوعن{ٍ ‪ -‬سائئورة النعئئاما‪ .-153/‬لكئئن أركئئون ل يتبحئئال بئئذلك و ل يرتئئدع‬ ‫عذللتكئوم عو ن‬
‫من الدعوة إل أفكاره و الري وراءها ‪.‬‬ ‫به‪ ،‬و ل يل و‬

‫و هذا الرجل اعتف صراحةم بأنه يدعو إل علمحنةم السائلما لابئةم السلطات الدينيئةم الئت تنئق‬
‫حريئئةم التفكئئر ف ئ النسئئان ‪،‬و وسائئائل تقيئئق هئئذه الريئئةم‪ . 1066‬و هئئذا الرجئئل أمئئره غريئئب جئئدا ‪،‬‬
‫فمحئئن أجئئل ذلئئك أمضئئى حيئئاته فئ تئئأليف الكتئئب لتشئئويه السائئلما و تريئئف تئئاريه ! ‪ ،‬إنئئه ل يعئئرف‬
‫حقيقئئةم السائئلما‪،‬و مئئا ذاق حلوة اليئئان بئئه‪ ،‬إنئئه ل يعلئئم أن الريئئةم القيقيئئةم ل يإئئدها إل فئ عبحئئادة‬
‫ال تعال على دين السالما عقيدة و شريعةم ‪ ،‬فإذا فعئل ذلئك تيلص مئن قيئود مئذهبحيته و ظنئونه و‬
‫تشبحهاته ‪،‬و أصبحح حرا طليقا يعبحد ال على بصية من أمره ل يشى أحدا إل ال تعال ‪.‬‬
‫و أمئئا الشئئروع الئئابري فأهئئدافه واضئئحةم ‪ ،‬أههئئا إيإئئاد فكئئر قئئومي عرب ئ يق ئوما علئئى العلمحانيئئةم و‬
‫الئئديقرا طيئئةم ‪ ،‬و الداثئئةم و العقلنيئئةم الغربيئئةم ‪ ،‬مئئع عئئدما إحئئداث قطيعئئةم مئئع الئتاث عامئئةم و السائئلما‬
‫خاصئئةم ‪ ،‬لنئئه –أي السائئلما‪ -‬مقئوما تراثئئي مئئوروث‪-‬فئ نظئئر الئئابري‪ ، -‬مئئن أهئئم القومئئات التاثيئةم ‪،‬‬
‫إل جانب اللغةم العربيةم‪ . 1067‬فمحشئئروع الئئابري علمحئئان قئئومي تغريئئب ‪ ،‬دوره السااسائئي ابعئئاد السائلما‬
‫و إحلل مشروعها ملئئه ‪ ،‬تكئئون فيئئه العلمحانيئةم هئي الئدين الرضئي الئذي تقئوما عليئه اليئاة ‪ ،‬ل يثئل‬
‫فيهئئا السائئلما إل مقومئئا توراثيئئا ‪ ،‬ل دور لئئه ف ئ تئئوجيه اليئئاة ‪ ،‬لن هئئذا الئئدور تق ئوما بئئه العلمحانيئئةم و‬
‫‪1064‬‬
‫أنظر مثل ‪ :‬تارييةم الفكر ‪ ،‬صا‪ . 294 ،267 ، 214 :‬و السالما ‪ ،‬أوروبا ‪ ،‬صا‪. 203 ، 102 ، 101 :‬‬
‫‪1065‬‬
‫تارييةم الفكر ‪ ،‬صا‪. 294 :‬‬
‫‪1066‬‬
‫تارييةم الفكر ‪ ،‬صا‪. 294 :‬‬
‫‪1067‬‬
‫أ ‪ :‬تكوين العقل ‪ ،‬صا‪ 7 :‬صا‪ :‬و بنيةم العقئل ‪ ،‬صا‪. 568 :‬و العقئل السياسائي ‪ ،‬صا‪ . 317 :‬و الئتاث و الداثئةم ‪ ،‬صا‪:‬‬
‫‪. 332 ، 17‬‬
‫الداثةم ‪ ،‬و الديقراطيةم و العقلنيةم الزّعومةم ‪،‬و بذلك يتم الساتغناء عن السالما ‪،‬و تفريغه من متواه‬
‫الربان العقيدي التشريعي ‪.‬‬
‫و أما القارنةم من حيث خصائص الشروعيم ‪ ،‬فهنئاك خصئائص تمحعهمحئا ‪ ،‬و أخئرى تتفرقهمحئا‬
‫‪ ،‬فأمئئا الئئت تمحعهمحئئا فمحنهئئا ‪ :‬إن كل مئئن أركئئون و الئئابري ألغئئى السائئلما مئئن مشئئروعه كحئئل لئئا‬
‫يتعئئانيه السئئلمحون مئئن تلئئف فئ جيئئع الئئالت مئئن جهئئةم ‪ ،‬و حرصئئا علئئى اسائئتخداما السائئلما لضئئرب‬
‫السالما نفسه بطريقةم تناساب كل منهمحا من جهةم أخرى ‪ .‬و ف مقابل ذلك فإن كل منهمحا انتصئئر‬
‫لغي السالما بتبحن مشروع فكري تملفق متنافر ‪ ،‬يتخذ من العلمحانيةم بديل للسالما و مناهضا له ‪.‬‬
‫و منهئا أيضئا أن كل مئن الشئرعيم يثل خطئرا علئى السائلما ‪ ،‬لكئن مشئروع الئابري أخطئر‬
‫من مشروع أركون ‪ ،‬لن مشروع هذا الخيئئ‪ -‬علئئى خطئئورته‪ -‬فهئو مكشئوف فئ هئدمه للسائلما و‬
‫عداوته له ‪ ،‬المر الذي يإعل السلمحيم ينفرون منه ‪،‬و ل تد كتبحه اسائئتجابةم واسائئعةم بينهئئم فئ غئئالب‬
‫الحيان ‪ .‬لكن مشئئروع الئابري عكئئس مشئئروع أركئئون ‪ ،‬فهئو مشئئروع كئثيا مئا تيظهئر عكئس مئا‬
‫يتبحطن ‪ ،‬و يستخدما السالما لضرب السالما نفسه‪ ،‬كمحا فعل فئ مسئئألةم البحيئان و البخهئان ‪ ،‬و العقئئل‬
‫و الخلق‪ ،‬و نظاما الكم ف السالما ‪ ،‬فمحشروع الابري ينتهي إل شل السالما علمحيا و ساياسايا‬
‫‪،‬و أخلقيا و حضاريا‪ ،‬ليحتويه ف النهايةم و يإعله مقوما تراثيا ميتا‪.‬‬
‫و منهئئا أيضئئا إن كل مئئن الشئئروعيم ينظئئر إل ئ القئئرآن علئئى أنئئه يفتقئئد إل ئ العيئئار الئئذات‬
‫الصحيح الذي بواساطته تنيزّ بيم اليات الكمحات و التشابات ‪ ،‬و با أنه يفتقئئد إلئ ذلئئك حسئئب‬
‫زعمحهمحا ‪ ،‬فإن لكل إنسان أن يفهئئم السائلما علئئى هئواه و كمحئا يتريئئد ‪،‬و ل يصئح لئه أن تينكئئر علئى‬
‫من تيالفه ف فهم السالما ‪ ،‬حتةم و إن انتهى بئه فهمحئه إلئ هئدما السائلما ‪،‬و نقئض قواعئده ‪.‬و هئذا‬
‫البح ئئدأ الطيئ ئ ين ئئدرج ض ئئمحن مبح ئئدأ التأوي ئئل الفاسا ئئد ال ئئذي ق ئئال ب ئئه البحاطني ئئةم و الؤمول ئئون للص ئئفات م ئئن‬
‫التكلمحيم و الفلسائفةم فئ العصئئر السائلمي فئ فهمحهئئم للسائلما حسئب خلفيئئاتم الذهبحيئةم‪ . 1068‬و‬
‫هو البحدأ نفسه قال به الن أركون و الابري ‪ ،‬و قد رددنا عليهمحا ف الفصل الثان‪.‬‬

‫و منهئئا أيضئئا إن كل مئئن أركئئون و الئئابري تعصئئب لشئئروعه الفكئئري و بشئئر بئئه مئئن جهئئةم ‪ ،‬و‬
‫جعل نفسه ف حرج شديد و تناقض صارخ عندما أعلن كئئل منهمحئئا أنئئه يئدين بالسائئلما ‪ ،‬و هئئو‬
‫يعمحل ضده بشروعه الفكري من جهةم أخرى ! ‪.‬‬
‫و من ذلك أيضا إن كل من الشروعيم جعل السالما توراثا فكريا موروثا اساتهلكه الزّمن من‬
‫جهةم ‪ ،‬و ساعى إل احتوائه و ترويضه‪ ،‬وتقزّيه و تشويهه من جهةم أخرى‪ .‬كمحا أن كل منهمحئئا اتئئذ‬
‫العقل السلم موضوعا له‪ ،‬ساه أركون ‪ :‬نقد العقل السائئلمي ‪ ،‬و سئئاه الئئابري‪ :‬نقئئد العقئئل العربئ ‪،‬‬
‫‪1068‬‬
‫للتوساع ف مبحدأ التأويل الفاساد و خطورته ‪ ،‬انظر كتاب الصواعق الرسالةم على الهمحيةم و العطلةم لبن قيم الوزيةم ‪.‬‬
‫فالوضوع واحد وإن اختلفت زوايا النظر و مالت الطرح و التسمحيةم ‪.‬‬
‫و أمئئا الصئئائص الئئت تفئئرق بيم ئ الشئئروعيم و تيئئزّ بينهمحئئا ‪ ،‬فئئإن مشئئروع أركئئون يتمحيئئزّ بئئأنه‬
‫مشروع تغريب اساتشئراف قلبحا و قالبحئا‪ ،‬ظئاهرا و باطنئا ‪ ،‬توضئع خصيصئا لئدما السائلما ‪ .‬و بتنئ أسااسائا‬
‫علئئى الطعئئن ف ئ السائئلما و التشئئكيك فيئئه‪ ،‬بئئاختلق الكئئاذيب و ترويئئج الش ئبحهات ح ئوله ‪ ،‬و هئئذه‬
‫حقيقةم ثابتةم تشهد با كتب أركون ‪.‬‬
‫و إنه مشئروع أكثر طمحسئا للحئق‪ ،‬و جئرأة علئى البحاطئل ‪ ،‬يطعئن فئ ديئن السائلما صئراحةم ‪،‬و‬
‫يئئدح الستشئئرقيم علنيئئةم ‪،‬و تيرضئئهم علئئى السائئلما و أهلئئه ‪ ،‬و يثهئئم علئئى الزّيئئد مئئن بئذل الهئئود‬
‫لدما السالما بدعوى البححث العلمحي و العقلنيةم و تديد الفكر السالمي ‪.‬‬
‫و منها أيضا إنه مشروع أمضى صاحبحه عقودا من عمحره لنازه ‪ ،‬و ريوج له بكئئل مئا‬
‫يسئئتطيع ‪ ،‬فلئئم تيقئئق مئئا كئئان يرجئئوه ‪ ،‬و لئ يإئئد رواجئئا فئ الغئئرب و ل فئ الشئئرق بئئاعتاف أركئئون‬
‫نفسه ‪ ،‬عندما قال بأن دراسائاته عئن السائلما ظلئت مهولئةم أو متجاهلئةم مئن قبحئل معظئم البحئاحثيم ‪،‬و‬
‫أن دعوته الت أطلقها فئ السبحعينات مئن اجئل التجديئد )) النهجئي فئ مئال الدراسائات الطبحقئةم علئى‬
‫السالما ظل بدون صدى تيذكر حت الن ((‪. 1069‬‬
‫فهذا الرجل يشتكي ما حدث لنتئاجه الئذي لئ يإئد الئرواج الئذي كئان يئأمله ‪ ،‬ونسئئي أو تناسائئى‬
‫أن سا ئبحب عئئدما إقبحئئال الغئئرب علئئى إنتئئاجه هئئو أنئئه ل ئ يئئأتيه بديئئد يئتئذكر ‪ ،‬و إنئئا أعئئاد إليئئه بضئئاعته‬
‫القديةم الت تطعن ف السالما و السلمحيم‪ ،‬الت كان أركون قد أخذها عن شيوخه الستشرقيم ‪.‬‬
‫و ل ئ يتقبحئئل الشئئرق السئئلم علئئى إنتئئاج أركئئون ‪ ،‬لنئئه ل ئ يئئأتيه بديئئد أيضئئا ‪،‬و إنئئا ق ئيدما لئئه بضئئاعةم‬
‫الستشئ ئئرقيم السئ ئئمحومةم ‪ ،‬العروفئ ئئةم بأباطيلهئ ئئا و مفتياتئ ئئا ‪ ،‬قئ ئئدمه إل ئ ئ السئ ئئلمحيم بلسئ ئئان تلمحيئ ئئذ وف ئ ئ‬
‫للساتشراق و أهله ‪ .‬فمحاذا كان ينتظئر أركئون مئن السئلمحيم ؟‪ ،‬إن رفضئهم لفكئره هئو الئرد الصئحيح‬
‫شرعا و عقل و علمحا ‪ ،‬لن فكر أركون هو فكر اساتشراقي قلبحئا و قالبحئا ‪ ،‬أقئئامه صئئاحبحه علئئى منهئج‬
‫الستشرقيم ردد من خلله أوهامهم و أكاذيبحهم على السالما و أهله ‪.‬‬
‫و أمئئا الصئئائص الئئت تيئئزّ بئئا مشئئروع الئئابري ‪ ،‬فمحنهئئا إنئئه مشئئروع فكئئري انتصئئر للعلمحانيئئةم و‬
‫القوميةم على حساب السالما ‪ ،‬انتصر لمحئئا باسائم البخهئان و العقلنيئةم الزّعئئوميم ‪ ،‬و أيخئئر السائئلما و‬
‫علومه بدعوى البحيان ‪ .‬منطلقا ف ذلك مئئن خلفيئات قوميئةم علمحانيئةم واضئحةم ‪ ،‬رددهئئا الئابري مئرارا ‪،‬‬
‫حت أنه دعا إل تويل العقيدة إل مرد رأي ‪.‬‬
‫و منها أيضا إنه مشروع يستبحطن الطعن فئ السائلما بطريقئةم خفيةم ملتويئةم ‪ ،‬كتفضئيله نظئاما‬
‫البخهان على ما ساه بنظاما البحيان ‪ ،‬الذي أدخل فيه علوما الكتاب و السنةم من دون أن يستثنيها منئه‬
‫‪ ،‬المئئر الئذي يعنئ أن علئوما الشئئرع غيئ مبخهنئئةم ‪ ،‬و ل تقئوما بئذاتا ‪ ،‬و لبئئد لئئا مئئن نظئئاما البخهئئان‬
‫‪1069‬‬
‫الفكر الصول ‪ ،‬صا‪ . 242 :‬و معارك من أجل النسنةم ‪ ،‬صا‪. 296 :‬‬
‫لتقوما عليه ‪،‬و بدونه ل قياما لا ‪ .‬و من ذلك أيضا زعمحه بأن النصوصا الشرعيةم متعارضةم فئ مسئئألت‬
‫القضئئاء و القئئدر ‪ ،‬و الكمحئئةم و التعليئئل ‪ ،‬و هئئذا ادعئئاء باطئئل يتضئئمحن طعنئئا فئ ئ الئئدين بئئأن آيئئاته‬
‫متعارض ئئةم ‪،‬و ل يتق ئئدما حل ص ئئحيحا لس ئئألتيم م ئئن أخط ئئر الس ئئائل الفلس ئئفيةم و أعوص ئئها ‪ .‬و تل ئئك‬
‫الزّاعم سابحق أن ناقشناه فيها و رددنا عليه ‪،‬و بينا وجه الق فيها ‪.‬‬
‫و منا أيضا إنه مشروع قاما على تراث فكئئري تملفئئق متنئئافر ‪ ،‬يفتقئئد إلئ النسئجاما و التنئاغم‬
‫‪،‬و الئتابط و التانئئةم‪ ،‬جئئع فيئئه صئئاحبحه خليطئئا مئئن الرسائئطيةم و الزّميئئةم ‪ ،‬و الرشئئديةم و اللدونيئئةم ‪ ،‬و‬
‫القاصديةم الشاطبحيةم ‪ ،‬و أضاف إليئه جانبحئا مئن الفكئر الغربئ الئديث ‪ ،‬ليإئاد مشئروع علمحئان قئومي‬
‫جذوره توراثيةم قوميةم دينيةم ‪ ،‬يتقبحله العرب بل مقاومةم ‪،‬و يرون فيه امتدادا لم من العصر الاهلي إل ئ‬
‫يومهم هذا ‪ .‬فهو ل يعد إل السالما و تراثئه مئن أجلهمحئا ‪،‬و إنئا عئاد إليهمحا ليتوظفهمحئا فئ مشئروعه‬
‫القومي العلمحان ‪ ،‬يكون السالما فيه ترساا قديا موروثا تيؤمدي دورا تارييا تمدد سالفا ‪.‬‬
‫خأامسا ‪ :‬المقارنة بين المشروعين من حيث المضمون ‪:‬‬
‫تبحيم ل من القارنةم بيم فكر الرجليم من حيث الضمحون ‪ ،‬أن الغئئالب علئئى فكئئر أركئون الفقئئر‬
‫الدقع ف مال البداع و التوليد ‪ ،‬مع ضئعف الئتابط و العمحئق فئ الطئرح‪ ،‬و كثرة الئدعاوى العريضئةم‬
‫ال ئئت يتك ئئثر أرك ئئون م ئئن إظهاره ئئا ‪ .‬و مؤملف ئئاته تك ئئاد تك ئئون ذات موض ئئوع واح ئئد ‪ ،‬م ئئع ك ئئثرة التكئ ئرار‬
‫للمحصطلحات الوفاء ‪ ،‬و قلةم الشواهد و العطيات العلمحيةم ‪.‬‬
‫و يغلئئب علئئى فكئئره أيضئئا كئئثرة التديئئد للشئئكوك و الش ئبحهات ‪،‬و الفتيئئات و الوهئئاما الئئت‬
‫أخذها من تراث الستشرقيم ف غالب الحيان‪ .‬مع الضعف الشديد فئ النقئئد و التمححيئص للروايئئات‬
‫التارييةم ‪ ،‬و غياب النعئعفس الطويل ف الدال و الناقشات‪.‬‬
‫و تيلحظ على فكره أيضئا أن الرافئةم تثل جانبحئا أسااسايا مئن فكئره ‪ ،‬فهئو –أي أركئون‪ -‬فئ‬
‫دراسااته عن السالما يعتمحد على الرافةم اعتمحادا أسااسايا ‪ ،‬و ذلك أنه يتلق الشبحهات و الظنئئون ‪ ،‬و‬
‫الوهئئاما ‪ ،‬و يبحنئ ئ عليهئئا فكئئره ‪ ،‬كمحئئا فعئئل فئ ئ مئئوقفه مئئن مصئئدريةم القئئرآن و تئئوثيقه و تئئدوينه ‪ ،‬و‬
‫مقابل ذلك كثيا ما يزّعم أن ف السائلما عناصئئر أسائطوريةم ‪ ،‬و ينسئى أو يتناسائى أن السائطورة مئن‬
‫صمحيم فكره ف موقفه من السالما !! ‪.‬‬
‫و وجدناه أيضا يتلق حكايةم اللمفكر فيه ‪ ،‬ث يضخمحها ‪ ،‬حت أصبحح مسكونا با و ملكئئت‬
‫عليه جانبحا كبحيا من تفكيه ‪ ،‬ظنا منه أنه اكتشف أمرا خطيا ‪ ،‬ساكت عنه السلمحون لخفائه عئئن‬
‫البحئئاحثيم عئئن القيقئئةم ‪ .‬و غئئاب عنئئه أنئئه ل يوجئئد فئ ئ السائئلما شئئيء ل تمفكئئر فيئئه ‪،‬و أن الئئذي‬
‫تساكت عنئه ليئس لنئه غيئ صئحيح‪ ،‬أو غيئ تمفكئر فيئه‪ ،‬و إنئا هئو تسائكت عنئه لنئه صئحيح ‪،‬و مئن‬
‫القطعيات القائمحةم على الدلةم الشرعيةم و العقليةم و التارييةم ‪.‬‬
‫و مئئن خرافئئاته التعلقئئةم بالسائئلما أيضئئا ‪ ،‬زعمحئئه أن السائئلما إل ئ الي ئوما ل ئ يتعئئرض إل ئ النقئئد و‬
‫التمححي ئئص‪ . 1070‬و زعمحئ ئئه هئ ئئذا تمضئ ئئحك ‪ ،‬و يشئ ئئهد التاريئ ئئخ و الواقئ ئئع علئ ئئى بطلنئ ئئا ‪ ،‬لن أعئ ئئداء‬
‫السائئلما منئئذ أكئئثر مئئن ‪ 14‬قرنئئا و هئئم ينقئئدونه و تيحصئئونه و يكيئئدون لئئه‪ ،‬فمحئئا بلغئوا مرادهئئم منئئه ‪،‬‬
‫كأركون و شيوخه و أمثالم من العلمحئئانييم و اللحئئدة ‪ .‬و أركئئون يعلئئم ذلئئك جيئئدا ‪ ،‬لكنئئه متحيئئزّ‪،‬‬
‫ينكر الشمحس ف رابعةم النهار ‪ ،‬ليبحقى متمحسكا برافته ف موقفه من السالما ‪.‬‬
‫و منهئئا أيضئئا خرافتئئه السئئتقبحليةم الغريبحئئةم ‪ ،‬عنئئدما تنبحئئأ بئئأن الئئذي حئئدث للنص ئرانيةم الوروبيئئةم ف ئ‬
‫صراعاتا الائجةم مع العلم ‪ ،‬سائيحدث نفئس المئئر مئئع السائئلما ‪ ،‬و ربئا هئو علئئى البئواب‪ . 1071‬و‬
‫هذه نبحئوءة أركونيئةم تدل علئى أن هئذا الرجئل إمئا أنئه ل يعئي مئا يقئول ‪ ،‬أو أنئه يتعمحئد إطلق مثئل‬
‫هذه الرافات ‪ .‬و يبحدو أنه بناها على خرافةم أخئرى أخئئذها عئن الستشئرقيم ‪ ،‬الئت تزّعئم أن السائلما‬
‫نسخةم تمقتبحسةم و تمرفةم عن الديانتيم اليهوديةم و النصئرانيةم‪ ،‬و قئد سابحق أن ناقشئناه فئ ذلئك و نقضئنا‬
‫عليه خرافته‪.‬‬
‫و بئئا أن الرافئئةم تثئئل جانبحئئا ك ئبحيا مئئن فكئئر أركئئون ‪ ،‬وجئئدناه يتكئئثر مئئن اسائئتخدامها باسائئم‬
‫السائئطورة و السائئطرة و يتهئئم بئئا السائئلما و تئئاريه ‪ ،‬و يصئئف‪-‬أي أركئئون‪ -‬أوهئئامه بالوضئئوعيةم و‬
‫العلمحيةم ‪ ،‬قلبحا للحقيقةم ‪،‬و تدليسا على القئراء ‪ .‬و فكئر هئئذا حئاله يسئتحيل عليئه الصئئمحود و التأصئيل‬
‫‪ ،‬و يإب تغيي عنوان كتابه‪ :‬الفكر الصول و اسائتحالةم التأصئيل ‪ ،‬إلئ ‪ :‬الفكئر الركئئون و اسائتحالةم‬
‫التأصيل‪ ،‬لنه فكر يقوما على الرافةم و الظنون و الهواء !! ‪.‬‬
‫و أما بالنسبحةم لفكر الابري فهو أكثر قوة و ترابطا ‪،‬و عمحقا و إثراء بالقارنةم إل فكر أركئئون‬
‫‪ ،‬لكنه فهو أيضا تيعان من التفكك و التنافر على مستوى البحناء الداخلي للفكار و الفاهيم ‪،‬و قد‬
‫فصئلنا بعئض ذلئئك فئ مبححئئث نظئئرة الئئابري إلئ الدرسائئةم الغربيئئةم و الندلسئئيةم ‪،‬و إغفئئاله لدرسائئةم أهئئل‬
‫الئديث‪ .‬كمحئا أن دراسائتنا لفكئره مئن الناحيةم التارييةم و النهجيئةم أظهئرت أن فكئره يتضئمحن كثيا مئن‬
‫العيوب و النقائص ‪،‬و الغالطئات ‪،‬و الباطيئل ‪،‬و قد ذكرنئا نئاذج كئثية مئن ذلئك فيمحئا تقئدما مئن‬
‫كتابنا هذا ‪.‬‬
‫و ختاما لذا الفصل تأشي هنئا إلئ أنئه تئبحيم لئ مئن دراسائت لفكئر أركئون و الئابري أنئه تيوجئد‬
‫بينهمحئئا ن ئئوع م ئئن التكام ئئل و التخص ئئص عل ئئى الس ئئتوى الفك ئئري ‪ ،‬و تع ئئاون و تواص ئئل عل ئئى مس ئئتوى‬
‫العلقئ ئئات الشخصئ ئئيةم ‪ ،‬فبحخصئ ئئوصا التكامئ ئئل الفكئ ئئري بيمئ ئ الرجليمئ ئ ‪ ،‬فكئ ئئل منهمحئ ئئا ريكئ ئئزّ فئ ئ دراسائ ئئته‬
‫للسائئلما و العقئئل السئئلم ‪ ،‬علئئى جئئانب مغئئاير للجئئانب الئئذي ريكئئزّ عليئئه الخئئر ‪ .‬فئئأركون ريكئئزّ علئئى‬
‫الئئانب النظئئري و العقئئدي‪ ،‬و الئئابري ريكئئزّ علئئى الئئانب اللغئئوي و الفلسئئفي و القئئومي و التئئاريي ‪،‬‬
‫‪1070‬‬
‫الفكر الصول ‪ ،‬صا‪. 81 :‬‬
‫‪1071‬‬
‫السالما ‪ ،‬أوروبا ‪ ،‬صا‪. 86 :‬‬
‫المئر الئذي أوجئد نوعئا مئن التكامئل بيمئ الشئروعيم‪ ،‬لكنئه تكامئل يقئوما علئى هئدما السائلما و تئاريه‬
‫‪،‬و ل يقئ ئوما علئئى بنائهمحئئا ‪.‬و قئئد اعئئتف أركئئون بئئأنه توجئئد أعمحئئال فكريئئةم قليلئئةم جئئدا‪ ،‬تصئئب فئ ئ‬
‫الالت الت كتب هو فيها ‪ ،‬فذكر من بينها أعمحال ممحد عابد الابري‪. 1072‬‬
‫و أمئا علئى مسئتوى العلقئات الشخصئيةم بيمئ الرجليمئ ‪ ،‬فهئي علقئات قويةم حيمحيةم ‪ ،‬وصئفها‬
‫الابري بأنا علقات صئئداقةم‪ ،‬و زمالئئةم ‪ ،‬و أخئئوة‪ . 1073‬و لعلئل هئئذه العلقئئات القويئةم هئئي السئبحب‬
‫ف ساكوت كل منهمحا على أخطاء الخر ‪ ،‬فلم أعثر على أي انتقاد وجهه أحدها إلئ الخئر ‪ ،‬فئ‬
‫أباثهمحا –الت أطلعت عليها‪ ، -‬رغئم أنئا كئثيا مئا تعرضئت إلئ مواضئع متشئابةم تتضئمحن إشئكالت‬
‫‪ ،‬كالت تتعلق بتاريخ القرآن ‪،‬و السنةم النبحويةم‪ ،‬و نشأة الفقه السالمي ‪.‬‬

‫‪......................................................................................‬‬

‫‪1072‬‬
‫الفكر الصول ‪ ،‬صا‪. 185 ، 97 :‬‬
‫‪1073‬‬
‫التاث و الداثةم ‪ ،‬صا‪. 32 :‬‬
‫الخاتمة‬

‫توصلنا من خلل بثنا هذا إلئ نتائئج كثية جئدا ‪ ،‬هئي مبحثوثئةم فئ فصئول ثانيئاه ‪ ،‬تتعلئق‬
‫بالخطئئاء التارييئئةم و النهجيئئةم ف ئ مؤملفئئات البحئئاحثييم ممحئئد أركئئون و ممحئئد عابئئد الئئابري‪ ،‬منهئئا ‪ :‬إن‬
‫كل منهمحا كانت له أخطاء منهجيةم كثية ‪ ،‬تتعلق بالكتابةم العلمحيةم و النقد التاريي‪ ،‬ذكرنئئاه مفصئئلةم‬
‫فئ ئ الفص ئئل الول ‪ ،‬تئ ئبحييم منه ئئا أنمح ئئا أخل ك ئئثيا بقواع ئئد الكتاب ئئةم العلمحي ئئةم ‪،‬و أهل النق ئئد الت ئئاريي‬
‫الشامل‪،‬و إن مارساه الابري ف بعض الواضع بطريقةم ناقصةم‪.‬‬
‫و منهئا أنمحئا وقعئئا فئ أخطئئاء منهجيئةم كئثية تتعلئق بئالفهم و التعامئئل مئع القئئرآن و الشئريعةم ‪،‬و‬
‫الفلسفةم و علم الكلما ‪ ،‬ذكرناها بالتفصئيل فئ الفصئل الثان و ناقشئناها فيهئا ‪ ،‬و نقضئناها عليهمحئا‬
‫‪ ،‬كزّعمحهمحا بأنه ل تيوجد معيار واحد ثابت صحيح لفهم السالما على حقيقتئئه ‪ ،‬و إنئئا هئئو مفتئئوح‬
‫يستجيب لكل التأويلت و التفهوما على اختلفاتا و تناقضاتا‪.‬‬
‫و تئبحيم أيضئئا أن كل منهمحئئا كئئان منطلقئئا –فئ أبئئاثه‪ -‬مئئن خلفيئةم مذهبحيئةم متعصئبحةم ‪ ،‬فئأركون‬
‫ك ئئان م ئئدفوعا بعلمحاني ئئةم متغيرب ئئةم حاق ئئدة ‪ ،‬و ال ئئابري ك ئئان م ئئدفوعا بعلمحاني ئئةم قومي ئئةم تمتفلس ئئفةم ‪ ،‬قص ئئد‬
‫الوصئئول إل ئ أهئئداف تمسئئطرة سائئلفا ‪ ،‬باسائئتخداما متلئئف الوسائئائل التاحئئةم لئئديهمحا ‪ ،‬علئئى حسئئاب‬
‫السالما و تاريه ‪ :‬عقيدة و شريعةم ‪ ،‬أخلقا و ساياساةم‪.‬‬
‫و منها أيضا أن مشروع كل منهمحا كان موجها أسااساا ضد السالما ‪ ،‬فأركون ل يكن تيفي‬
‫ذلك عن القئراء ‪ ،‬فقئد كئان يطعئن فئ السائلما و يتشئكك فيئه علنيةم ‪ .‬لكئن الئابري كئان مشئروعه‬
‫أخطر من الول ‪ ،‬لنه اسائتخدما طرقئا ملتويئةم لضئرب السائلما ‪ ،‬فش يله علمحيئا و ساياسائيا و أخلقيئا‬
‫‪ ،‬لتحويله إل موروث ميت تيؤمدي دورا تارييا تحدد له سالفا ‪.‬‬
‫كمحئئا تن ئبحيم أن كل منهمحئئا وقئئع ف ئ أخطئئاء تارييئئةم كئئثية جئئدا و خطية أيضئئا ‪ ،‬كئئالت تتعلئئق‬
‫بتاري ئئخ الق ئئرآن و الس ئئنةم ‪،‬و الس ئئية و الفق ئئه‪ ،‬و الص ئئحابةم و الفتنئئةم الك ئئبخى ‪ ،‬ك ئئانت أخطره ئئا مزّاع ئئم‬
‫أركون التعلقةم بتاريخ القرآن الكري‪ ،‬و روايات الابري التعلقةم بالصحابةم و الفتنةم الكبخى ‪.‬‬

‫و ال ول التوفيق ‪ ،‬و المحد ل أول و أخيا ‪،‬و صلى ال على ممحد و آله و صحبحه أجعيم ‪.‬‬
‫د‪ /‬خالد كبحي علل ‪ -‬الزّائر‪1427-‬ه‪2006/‬ما –‬

‫‪................................................................‬‬
‫أهم المصادر و المراجع‬
‫أهم المصادر و المراجع ‪:‬‬
‫أول ‪ :‬المصادر ‪:‬‬
‫ابن الوزي‪ :‬النتظم‪ :‬ط ‪ ،1‬دار صادر ‪ ،‬بيوت ‪1358 ،‬ه‬
‫ابن الوزي‪ :‬مناقب الماما أحد ‪ ،‬ط ‪ ، 3‬دار الفاق الديديةم ‪ ،‬بيوت ‪1982 ،‬‬
‫ابن الوزي ‪ :‬الضعفاء و التوكيم ‪ ،‬حققه عبحد ال القاضي ‪ ،‬ط ‪ 1‬بيوت ‪ ،‬دار الكتب العلمحيةم ‪. 1406 ،‬‬
‫ابن الوزي ‪ :‬الوضوعات ف الحديث الرفوعات ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬الدينةم النورة ‪ ،‬الكتبحةم السلفيةم ‪1966 ،‬‬
‫ابن حبحان ‪ :‬صحيح ابن حبحان ‪ ،‬حققه شعيب الرناؤوط ‪ ،‬بيوت ‪ ،‬مؤمساسةم الرساالةم ‪1993 ،‬‬
‫ابن حبحان ‪ :‬الثقات ‪ ،‬حققه السيد شرف الدين احد ‪ ،‬ط ‪ 1‬بيوت ‪ ،‬دار الفكر ‪. 1975 ،‬‬
‫ابن تيمحيةم ‪ :‬منهاج السنةم النبحويةم ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬حققه ممحد رشاد ساال‪ ،‬مؤمساسةم قرطبحةم القاهرة ‪. 1401 ،‬‬
‫ابن تيمحيةم ‪ :‬بغيةم الرتاد ف الرد على الفلسافةم و القرامطةم ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬مكتبحةم العلوما و الكم ‪ ،‬د ما ن ‪. 1408 ،‬‬
‫ابن تيمحيةم ‪ :‬درء تعارض العقل و النقل‪ ،‬حققه رشاد ساال ‪ ،‬دار الكنوز ‪ ،‬الرياض ‪. 1391 ،‬‬
‫ابن تيمحيةم ‪ :‬الرد على النطقييم ‪ ،‬دار العرفةم ‪ ،‬بيوت ‪ ،‬صا‪. 196 :‬‬
‫ابن تيمحيةم‪ :‬ممحوع الفتاوى ‪ ،‬جع ابن قاسام ‪ ،‬الرياض ‪ ،‬مكتبحةم العارف‪ ،‬دت ‪.‬‬
‫ابن كثي ‪ :‬البحدايةم و النهايةم ‪ ،‬منشورات دار العارف‪ ،‬بيوت ‪. 1985 ،‬‬
‫ابن كثي ‪ :‬تفسي القرآن العظيم ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬دار السلما ‪ ،‬الرياض ‪. 1414 ،‬‬
‫ابن الندي ‪ :‬الفهرسات ‪ ،‬دار العرفةم ‪ ،‬بيوت ‪. 1978 ،‬‬
‫ابن العمحاد النبحلي ‪ :‬شذرات الذهب‪ ،‬ط ‪ ،1‬حققه عبحد القادر الرناؤوط ‪،‬مكتبحةم ابن كثي ‪ ،‬دمشق ‪.‬‬
‫ابن قتيبحةم‪ -‬الكتاب غي ثابت إليه‪ : -‬المامةم و السياساةم ‪ ،‬طبحعةم الزّائر ‪ ،‬موفم للنشر ‪. 1989،‬‬
‫ابن العرب أبو بكر‪ :‬العواصم من القواصم ‪ ،‬حققه مب الدين الطيب ‪ ،‬هامش صا ‪. 209 :‬‬
‫ابن قيم الوزيةم ‪ :‬النار النيف ‪ ،‬حققه عبحد الرحن العلمحي‪ ،‬دار العاصمحةم ‪ ،‬الرياض‪. 1998 ،‬‬
‫ابن قيم الوزيةم ‪ :‬بدائع الفوائد ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬مكتبحةم نزّار البحاز‪ ،‬مكةم الكرمةم ‪. 1996 ،‬‬
‫ابن قيم الوزيةم ‪ :‬زاد العاد ف هدى خي العبحاد ‪ ،‬ط ‪ ،14‬مؤمساسةم الرساالةم ‪ ،‬بيوت ‪. 1986 ،‬‬
‫ابن قيم الوزيةم ‪ :‬مدارج السالكيم ‪ ،‬ط ‪ ، 2‬دار الكتاب العرب ‪ ،‬بيوت ‪. 1973‬‬
‫و ابن قيم الوزيةم ‪ :‬طريق الجرتيم و باب السعادتيم ‪ ،‬ط ‪ ، 2‬دار ابن القيم ‪ ،‬الدماما ‪. 1994 ،‬‬
‫ابن قيم الوزيةم ‪ :‬مفتاح دار السعادة ‪ ،‬دار الكتب العلمحيةم ‪ ،‬بيوت ‪ ،‬د ت‬
‫ابن قيم الوزيةم ‪ :‬شفاء العليل ‪ ،‬دار الفكر ‪ ،‬بيوت ‪. 1978 ،‬‬
‫ابن قدامةم القدساي ‪:‬روضةم الناظر ‪ ،‬ط ‪ ، 2‬جامعةم الماما ممحد بن ساعود ‪ ،‬الرياض ‪. 1399 ،‬‬
‫ابن الصلح ‪ :‬مقدمةم ابن الصلح ف علوما الديث ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬دار الفاراب‪ ،‬د ما ن ‪. 1984 ،‬‬
‫ابن قتيبحةم ‪ :‬تأويل متلف الديث ‪ ،‬دار اليل ‪ ،‬بيوت ‪. 1972 ،‬‬
‫ابن خلدون ‪:‬مقدمةم ابن خلدون ‪ ،‬ط ‪ ،1‬دار الكتب العلمحيةم ‪1993 ،‬‬
‫ابن خلكان ‪ :‬وفيات العيان ‪ ،‬حققه إحسان عبحاس ‪ ،‬دار صادر ‪ ،‬بيوت ‪،‬دت‬
‫ابن أب داود ‪ :‬الصاحف ‪ ،‬دار الكتب العلمحيةم ‪ ،‬بيوت ‪. 1995 ،‬‬
‫ابن رشد الفيد ‪ :‬بدايةم التهد و نايةم القتصد‪،‬دار الفكر ‪ ،‬بيوت ‪ ،‬دت ‪.‬‬
‫ابن حزّما ‪:‬اللى ‪ ،‬دار الفاق الديدة ‪ ،‬بيوت ‪ ،‬د ت‬
‫ابن حزّما ‪.‬الحكاما ف أصول الحكاما ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬دار الديث ‪ ،‬القاهرة ‪. 1404 ،‬‬
‫ابن حزّما ‪ :‬التقريب لد النطق ‪ ،‬حققه إحسان عبحاس‪ ،‬دار مكتبحةم الياة ‪ ،‬بيوت ‪ ،‬صا‪. 163 :‬‬
‫ابن ساعد ‪ :‬الطبحقات الكبخى ‪ ،‬دار صادر ‪ ،‬بيوت ‪.‬‬
‫ابن ماهد ‪ :‬السبحعةم ف القراءات ‪ ،‬ط ‪ ، 2‬دار العارف ‪ ،‬القاهرة ‪1400 ،‬‬
‫ابن الندي‪ :‬الفهرسات ‪ ،‬دار العرفةم ‪ ،‬بيوت ‪. 1978 ،‬‬
‫ابن حجر‪ :‬طبحقات الدلسيم ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬مكتبحةم النار ‪ ،‬عمحان ‪.‬‬
‫ابن حجر ‪ :‬الصابةم ف معرفةم الصحابةم ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬دار اليل ‪ ،‬بيوت ‪. 1412 ،‬‬
‫ابن حجر ‪ :‬تذيب التهذيب ‪ ،‬ط ‪ ،1‬دار الفكر ‪ ،‬بيوت ‪. 1984 ،‬‬
‫ابن حجر ‪ :‬فتح البحاري ‪ ،‬دار العرفةم ‪ ،‬بيوت ‪. 1379 ،‬‬
‫ابن حجر‪ :‬تقريب التهذيب ‪ ،‬حققه ممحد عوامةم ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬ساوريا دار الرشيد ‪. 1986 ،‬‬
‫ابن أب يعلى أبو السيم‪ :‬طبحقات النابلةم ‪ ،‬حققه ممحد حامد الفقي ‪ ،‬مطبحعةم السنةم المحديئئةم ‪ ،‬القئئاهرة ‪1962 ،‬‬
‫‪.‬‬
‫ابن الهدل ‪ :‬كشف الغطاء عن حقائق التوحيد ‪ ،‬حققئه أحئئد بكيئ ‪ ،‬التئاد العئئاما التونسئئي للشئئغل ‪ ،‬تئئونس ‪ ،‬د‬
‫ت‪.‬‬
‫ابن تيمحيةم ‪ :‬الرساالةم التدمريةم ‪ ،‬دار الشهاب ‪ ،‬الزّائر ‪ ،‬د ت ‪.‬‬
‫ابن أب أصيبحعةم ‪ :‬عيون النبحاء ف طبحقات الطبحاء ‪ ،‬حققه نزّار رضا ‪ ،‬دار مكتبحةم الياة ‪،‬بيوت ‪ ،‬د ت ‪.‬‬
‫ابن حزّما ‪ :‬الفصل ف اللل و الهواء و النحل ‪،‬مكتبحةم الاني‪ ،‬القاهرة ‪.‬‬
‫ابن فرحون ‪ :‬الديبحاج الذهب ‪ ،‬دار الكتب العلمحيةم ‪ ،‬بيوت ‪ ،‬د ت ‪.‬‬
‫ابن الصلح ‪ :‬مقدمةم ابن الصلح ف علوما الديث ‪ ،‬دار الدى ‪ ،‬د ت ‪ ،‬الزّائر ‪.‬‬
‫ابن جاعةم ‪ :‬النهل الروي ‪ ،‬ط ‪ ،2‬دار الفكر ‪ ،‬دمشق ‪. 1406 ،‬‬
‫أحد بن حنبحل ‪ :‬السند ‪ ،‬مؤمساسةم قرطبحةم ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬د ت ‪.‬‬
‫احد بن حنبحل ‪ :‬فضائل الصحابةم ‪ ،‬حققه ممحد عبحاس ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬بيوت ‪ ،‬مؤمساسةم الرساالةم ‪. 1983 ،‬‬
‫اللبحان ناصر الدين ‪ :‬سالسلةم الحاديث الضعيفةم ‪ ،‬مكتبحةم العارف ‪ ،‬الرياض‪ ،‬د ت ‪.‬‬
‫اللبحان ‪ :‬نصب الانيق ‪ ،‬ط ‪ ، 3‬الكتب السالمي ‪ ،‬بيوت ‪. 1996 ،‬‬
‫اللبحان ‪ :‬السلسلةم الصحيحةم ‪ ،‬مكتبحةم العارف‪ ،‬الرياض‪ ،‬دت‬
‫اللبحان ‪ :‬الامع الصغي و زياداته ‪ ،‬الكتب السالمي ‪ ،‬دت ‪.‬‬
‫البحاقلن ‪ :‬تهيد الوائل و تلخيص الدلئل ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬مؤمساسةم الكتب الثقافيةم ‪ ،‬بيوت ‪.‬‬
‫البحخاري ‪ :‬الصحيح ‪،‬ط ‪ ،3‬حققه ديب البحغا‪ ،‬دار ابن كثي ‪ ،‬بيوت‪.1987 ،‬‬
‫البحخاري ‪ :‬خلق أفعال العبحاد ‪ ،‬دار الشهاب ‪ ،‬الزّائر ‪ ،‬دت ‪.‬‬
‫البحيهقي ‪:‬السنن الكبخى ‪ ،‬مكتبحةم دار البحاز ‪ ،‬مكةم الكرمةم ‪1994 ،‬‬
‫البحيهقي ‪ :‬العتقاد ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬دار الفاق الديدة ‪ ،‬بيوت ‪. 1401 ،‬‬
‫البحيهقي ‪ :‬شعب اليان ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬دار الكتب العلمحيةم ‪ ،‬بيوت ‪. 1410 ،‬‬
‫التمذي ‪ :‬السنن ‪ ،‬حققه أحد شاكر و آخرون ‪ ،‬دار إحياء التاث العرب ‪ ،‬بيوت ‪ ،‬دت ‪.‬‬
‫لاكم النيسابوري ‪ :‬الستدرك على الصحيحيم ‪ ،‬دار الكتب العلمحيةم ‪ ،‬بيوت ‪.‬‬
‫الارث الاساب‪ :‬مائيةم العقل ‪ ،‬ط ‪ ، 2‬دار الكندي ‪ ،‬بيوت ‪ ،‬صا‪. 205 :‬‬
‫الطيب البحغدادي‪ :‬الكفايةم ف علم الروايةم‪ ،‬الكتبحةم العلمحيةم ‪ ،‬الدينةم النورة ‪ ،‬د ت ‪.‬‬
‫اللل ‪ :‬السنةم ‪ ،‬ط ‪ ،2‬دار الرايةم ‪ ،‬الرياض ‪. 1415 ،‬‬
‫الدارمي ‪ :‬الرد على الهمحيةم ط ‪ ،2‬دار ابن الثي الكويت ‪. 1995 ،‬‬
‫الذهب ‪ :‬تذكرة الفاظ ‪ ،‬حققه حدي السلفي ‪ ،‬ط ‪ 1‬الرياض ‪ ،‬دار الصمحيعي ‪. 1415 ،‬‬
‫الذهب ‪ :‬ميزّان العتدال ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬دار الكتب العلمحيةم ‪ ،‬بيوت ‪. 1995 ،‬‬
‫الذهب ‪ :‬تذكرة الفاظ ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬دار الكتب العلمحيةم ‪ ،‬بيوت ‪ ،‬د ت ‪.‬‬
‫الذهب ‪ :‬أحاديث متارة من موضوعات ابن الوزي و الوزقان‪ ،‬الدينةم النيورة ‪ ،‬مكتبحةم الدار ‪. 1404‬‬
‫الذهب ‪ :‬سايي أعلما النبحلء ‪ ،‬ط ‪ ، 3‬مؤمساسةم الرساالةم ‪ ،‬بيوت ‪1985 ،‬‬
‫الرازي فخر الدين ‪:‬الصول ف علم الصول ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬جامعةم الماما ممحد بن ساعود‪ ،‬الرياض ‪. 1400 ،‬‬
‫الزّيلعي عبحد ال ‪ :‬نصب الرايةم ‪ ،‬حققه يوساف البحنوري‪ ،‬مصر ‪ ،‬دار الديث ‪1357 ،‬ه ‪.‬‬
‫السخاوي ‪ :‬العلن بالتوبيخ لن ذما التاريخ ‪ ،‬حقه فرانزّ روزنتال ‪ ،‬دار الكتب العلمحيةم ‪ ،‬بيوت ‪ ،‬د ت ‪.‬‬
‫السجزّي أبو نصر‪ :‬رساالةم أب نصر السجزّي إل أهل زبيد ‪ ،‬حققه ممحد كري عبحد ال ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬دار الرايةم ‪،‬‬
‫السعوديةم ‪. 1404 ،‬‬
‫السبحكي علي بن عبحد الكاف‪ :‬الباج ‪،‬ط ‪ ، 1‬دار الكتب العلمحيةم ‪ ،‬بيوت ‪1404 ،‬‬
‫الشاطب ‪ :‬الوافقات ‪ ،‬حققه عبحد ال دراز ‪ ،‬دار العرفةم ‪ ،‬بيوت ‪.‬‬
‫الشوكان‪ :‬إرشاد الفحول ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬دار الفكر ‪ ،‬بيوت ‪. 1992 ،‬‬
‫الشوكان ‪ :‬البحدر الطالع بحاسان من بعد القرن‪ ،‬السابع ‪ ،‬دار العرفةم ‪ ،‬بيوت ‪.‬‬
‫الضياء القدساي ‪ :‬الحاديث الختارة ‪ ،‬حققه عبحد اللك بن دهيش ‪ ،‬ط ‪ 1‬مكةم ‪ ،‬مكتبحئةم النهضئةم الديثئةم ‪1410‬‬
‫‪.‬‬
‫الطبخي‪ :‬تاريخ الطبخي ‪ ،‬ط ‪ ،1‬الكتبحةم العلمحيةم ‪ ،‬بيوت ‪. 1407‬‬
‫الطبخي ‪ :‬التبحصي ف الدين ‪ ،‬ط ‪ ،1‬دار العاصمحةم الرياض ‪. 1996 ،‬‬
‫الطبخان ‪:‬العجم الكبحي ‪ ،‬ط ‪ ،2‬مكتبحةم العلوما و الكم ‪ ،‬الوصل ‪.‬‬
‫علء الدين الكاساان‪ :‬بدائع الصنائع ‪ ،‬ط ‪ ، 2‬دار الكتاب العرب ‪ ،‬بيوت ‪. 1982 ،‬‬
‫عبحد ال بن أحد بن حنبحل ‪ :‬السنةم‪ ،‬ط ‪ ،2‬دار الكتب العلمحيةم بيوت‬
‫عبحد الرحن بن ممحد الرازي‪ :‬علل الديث ‪ ،‬حققه مب الدين الطيب ‪ ،‬دار العرفةم ‪ ،‬بيوت ‪. 1405 ،‬‬
‫عبحد الرزاق ‪ :‬مصنف عبحد الرزاق ‪ ،‬حققه حبحيب العظمحي‪ ،‬ط ‪ 2‬بيوت ‪ ،‬الكتب السالمي‪. 1403 ،‬‬
‫عبحد الليل العلئي ‪ :‬جامع التحصيل ‪ ،‬ط ‪ ، 2‬عال الكتب ‪ ،‬بيوت ‪. 1986 ،‬‬
‫العجلئئي احئئد بئئن عبحئئد ال ئ ‪ :‬معرفئئةم الثقئئات ‪ ،‬حققئئه عبحئئد العليئئم البحسئئتوي ‪ ،‬ط ‪ 1‬الدينئئةم النئئورة ‪ ،‬مكتبحئئةم الئئدار ‪،‬‬
‫‪.1985‬‬
‫عمحر بن شبحةم ‪ :‬أخبحار الدينةم ‪ ،‬دار الكتب العلمحيةم بيوت‪. 1996 ،‬‬
‫الغزّال أبو حامد ‪ :‬الستصفى ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬دار الكتب العلمحيةم ‪ ،‬بيوت ‪. 1414 ،‬‬
‫القرطب ‪ :‬تفسي القرطب ‪ ،‬ط ‪ ، 2‬دار الشعب ‪ ،‬القاهرة ‪. 1372 ،‬‬

‫مسلم بن الجاج ‪ :‬التمحييزّ ‪ ،‬حققه مصطفى العظمحي‪ ،‬السعوديةم ‪ ،‬مكتبحةم الكوثر ‪1411 ،‬‬
‫مسلم ‪ :‬الصحيح ‪ ،‬حققه فؤماد عبحد البحاقي‪ ،‬دار إحياء التاث العرب‪ ،‬بيوت ‪ ،‬دت ‪.‬‬
‫النذري ‪ :‬التغيب و التهيب ‪،‬ط ‪ ،1‬دار الكتب العلمحيةم‪ ،‬بيوت ‪. 1417‬‬
‫ممحد الزّنان‪ :‬تريج الفروع على الصول‪ ،‬ط ‪ ، 2‬مؤمساسةم الرساالةم ‪ ،‬بيوت ‪. 1398 ،‬‬
‫الزّي أبو الجاج‪ :‬تذيب الكمحال ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬مؤمساسةم الرساالةم ‪ ،‬بيوت ‪. 1980 ،‬‬
‫النووي ‪ :‬شرح النووي على صحيح مسلم ‪ ،‬ط ‪ ،2‬دار إحياء التاث العرب‪. 1392 ،‬‬
‫النسائي ‪ :‬سانن النسائي الكبخى ‪ ،‬ط ‪ ،2‬مكتبحةم الطبحوعات السالمي‪ ،‬حلب ‪1986 ،‬‬
‫الكلين ممحد بن يعقوب‪ :‬الكاف ‪،‬ط ‪ ، 3‬دار الكتب السالميةم ‪ ،‬طهران ‪1328 ،‬ه ‪.‬‬
‫اليثمحي علي أبو بكر‪ :‬ممحع الزّوائد و منبحع الفوائد ‪ ،‬دار الفكر بيوت ‪. 1418 ،‬‬
‫ول ال الدهلوي ‪:‬النصاف ف بيان أسابحاب الختلف ‪ ،‬ط ‪ ، 3‬دار النفائس ‪ ،‬بيوت ‪1983 ،‬‬
‫الللكائي هبحةم ال ‪ :‬اعتقاد أهل السنةم‪ ،‬دار طيبحةم ‪ ،‬الرياض‪. 1402 ،‬‬
‫ثانيا‪ :‬المراجع ‪:‬‬
‫إحسان إلي ظهي ‪ :‬الشيعةم و السنةم ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬دار الصحوة ‪ ،‬القاهرة ‪. 1986 ،‬‬
‫إحسان إلي ظهي ‪:‬الشيعةم و التشيع فرقا و تاريا ‪ ،‬ط ‪ ، 4‬ترجان السنةم ‪ ،‬باكستان ‪1405 ،‬ه ‪.‬‬
‫إبراهيم حركات ‪ :‬التمحع و السياساةم ف عصر الراشدين ‪ ،‬الدار الهليةم ‪ ،‬بيوت‪. 1985 ،‬‬
‫أبو السن الندوي ‪ :‬صورتان متضادتان ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬القاهرة ‪ ،‬دار الصحوة ‪. 1985 ،‬‬
‫أبو زهرة ممحد ‪ :‬ماضرات ف النصرانيةم‪ ،‬ط ‪ ،3‬دار الكتاب العرب‪ ،‬مصر ‪. 1961 ،‬‬
‫بوكاي موريس‪ :‬الكتب القدساةم ف ضوء العلوما الديثةم ‪ ،‬ط ‪ ، 4‬دار العارف‪ ،‬بيوت ‪.‬‬
‫الصاصا ‪ :‬أحكاما القرآن ‪ ،‬دار إحياء التاث العرب ‪ ،‬بيوت ‪. 1405 ،‬‬
‫خالد كبحي علل ‪ :‬الزمةم العقيديةم بيم الشاعرة و أهل الديث ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬دار الماما مالك ‪ ،‬الزّائر ‪2005 ،‬‬
‫خالد كبحي علل ‪ :‬مدرساةم الكذابيم ‪ ،‬ف روايةم التاريخ السالمي و تدوينه ‪ ،‬دار البحلغا ‪ ،‬الزّائر ‪. 2003 ،‬‬
‫خالد كبحي علل ‪ : :‬أخطاء ابن خلدون ف كتابه القدمةم ‪ ،‬دار الماما مالك ‪ ،‬البحليدة ‪ ،‬الزّائر ‪. 2005 ،‬‬
‫خالد كبحي علل ‪ :‬الثورة على سايدنا عثمحان بن عفان ‪ ،‬دار البحلغا‪ ،‬الزّائر ‪. 2003 ،‬‬
‫جورج طرابيشي ‪ :‬وحدة العقل العرب السالمي ‪ ،‬ط ‪ ، 2‬دار الساقي ‪ ،‬بيوت ‪. 2002 ،‬‬
‫دافيد برجان‪ :‬الكون ‪ ،‬ترجةم نزّيه الكيم ‪ ،‬سالسلةم ل يف ‪ ،‬دار التجةم بيوت ‪،‬دت ‪.‬‬
‫السيد ساابق ‪ :‬فقه السنةم ‪ ،‬دار اليل ‪ ،‬بيوت ‪. 1995 ،‬‬
‫ساامي النشار ‪ :‬مناهج البححث عند مفكري السالما ‪،‬دار النهضةم العربيةم ‪ ،‬بيوت‪. 1984 ،‬‬
‫شلب رؤوف ‪ :‬أضواء على السيحيةم ‪ ،‬الكتبحةم العصريةم ‪ ،‬بيوت ‪. 1975 ،‬‬
‫الصال صبححي‪ :‬مبحاحث ف علوما القرآن ‪ ،‬ط ‪ ، 25‬دار العلم للمحلييم ‪ ،‬بيوت ‪. 2002 ،‬‬
‫صديق حسن خان ‪ :‬أبد العلوما ‪ ،‬دار الكتب العلمحيةم ‪ ،‬بيوت ‪. 1978 ،‬‬
‫صديق حسن خان القنوجي ‪ :‬قطف الثمحر ‪ ،‬ط ‪ ،2‬دار الماما مالك ‪. 1414 ،‬‬
‫طويلةم عبحد الوهاب ‪ :‬الكتب القدساةم ‪ ،‬ط ‪ ، 2‬دار السلما القاهرة ‪. 2001‬‬
‫عبحد المحيد عرفان‪ :‬الستشرقون و العرفان‪ ،‬ط ‪ ، 2‬الكتب السالمي‪ ،‬بيوت ‪. 1983 ،‬‬
‫عبحد العزّيزّ ساال‪ :‬تاريخ الغرب ف العصر السالمي ‪،‬مؤمساسةم شبحاب الامعةم ‪ ،‬مصر ‪ ،‬د ت ‪.‬‬
‫عبحد العظيم الزّرقان ‪ :‬مناهل العرفان ‪ ،‬ط ‪ ،1‬دار الفكر ‪ ،‬بيوت ‪1996 ،‬‬
‫عبحد المحيد ساحةم ‪ :‬ف أعمحاق الفضاء ‪ ،‬دار الشروق ‪ ،‬القاهرة ‪. 1980 ،‬‬
‫عبحد العليم عبحد الرحن خضر ‪ :‬الظواهر الغرافيةم بيم العلم و القرآن ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬الدار السعوديةم ‪ ،‬الرياض ‪1984‬‬
‫عجاج الطيب ‪ :‬السنةم قبحل التدوين ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬مكتبحةم وهبحةم ‪ ،‬مصر ‪. 1963 ،‬‬
‫عمحر فاروخ ‪ :‬التبحشي و الساتعمحار ف البحلد العربيةم ‪ ،‬الكتبحةم العصريةم ‪ ،‬بيوت ‪. 1986 ،‬‬
‫عمحر سايليمحان الشقر ‪ :‬تاريخ الفقه السالمي‪ ،‬قصر الكتاب ‪ ،‬الزّائر ‪. 1990 ،‬‬
‫عمحر ساليمحان الشقر ‪ :‬تاريخ الفقه السالمي ‪ ،‬قصر الكتاب ‪ ،‬البحليدة الزّائر ‪ ،‬د ت ‪.‬‬
‫عمحر ساليمحان الشقر ‪ :‬خصائص الشريعةم السالميةم ‪ ،‬قصر الكتاب ‪ ،‬البحليدة ‪ ،‬الزّائر ‪ ،‬د ت ‪.‬‬
‫عمحر ساليمحان الشقر ‪ :‬الدخل إل دراساةم الدارس و الذاهب الفقهيةم ‪ ،‬ط ‪ ، 2‬دار النفائس ‪ ،‬الردن ‪1998 ،‬‬
‫‪.‬‬
‫لطفي عبحد الوهاب ييح ‪ :‬العرب ف العصور القديةم ‪ ،‬دار النهضةم العربيةم ‪ ،‬بيوت ‪.‬‬
‫ماهر عبحد القادر ‪ :‬النطق و مناهج البححث ‪ ،‬دار النهضةم العربيةم ‪ ،‬بيوت ‪1985 ،‬‬
‫ممحد الزّفزّاف ‪ :‬التعريف بالقرآن و الديث ‪ ،‬ط ‪ ، 4‬مكتبحةم الفلح ‪ ،‬الكويت ‪. 1984 ،‬‬
‫ممحد أركون ‪ :‬الفكر السالمي قراءة علمحيةم ‪ ،‬ترجةم هاشم صال ‪ ،‬ط ‪ ، 2‬مركزّ التاد القومي ‪،‬‬
‫و الركزّ الثقاف العرب ‪ ،‬بيوت ‪ ،‬الدار البحيضاء ‪. 1996 ،‬‬
‫ممحد أركون ‪:‬تارييةم فكر العرب السالمي‪ -‬هو نفسه ‪ :‬نقد العقل السالمي‪ ، -‬ترجةم صال‬
‫هاشم ‪ ،‬ط ‪ ، 3‬مركزّ التاد القومي ‪ ،‬و الركزّ الثقاف العرب ‪ ،‬بيوت ‪ ،‬الدار البحيضاء ‪1998،‬‬
‫ممحد أركون ‪:‬القرآن ‪ :‬من التفسي الوروث ‪ ،‬إل تليل الطاب الدين ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬ترجةم هاشم‬
‫صال ‪ ،‬دار الطليعةم بيوت ‪. 2001 ،‬‬
‫ممحد أركون ‪:‬السالما ‪ ،‬أروبا ‪ ،‬الغرب ‪ ،‬ترجةم هاشم صال ‪ ،‬ط ‪ ، 2‬دار الساقي ‪ ،‬بيوت‬
‫‪2001‬‬
‫ممحد أركون ‪:‬الفكر الصول و إساتحالةم التأصيل ‪ ،‬ترجةم هاشم صال ‪ ،‬ط ‪ ، 2‬دار الساقي‬
‫بيوت ‪. 2002 ،‬‬
‫ممحد أركون ‪:‬معارك من أجل النسنةم ف السياقات السالميةم ‪ ،‬ترجةم هاشم صال ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬دار‬
‫الساقي بيوت ‪. 2001 ،‬‬
‫ممحد عابد الابري ‪:‬تكوين العقل العرب ‪ ،‬ط ‪ ، 8‬الركزّ الثقاف العرب ‪ ،‬الدار البحيضاء ‪ ،‬د ت ‪.‬‬
‫ممحد عابد الابري‪ :‬بنيةم العقل العرب ‪ ،‬ط ‪ ، 7‬مركزّ دراساات الوحدة العربيةم بيوت ‪. 2004 ،‬‬
‫ممحد عابد الابري ‪ :‬العقل السياساي العرب ‪ ،‬ط ‪ ، 6‬الركزّ الثقاف العرب ‪ ،‬الدار البحيضاء ‪2003 ،‬‬
‫‪.‬‬
‫ممحد عابد الابري ‪ :‬العقل الخلقي العرب ‪ ،‬ط ‪ ، 2‬الركزّ الثقاف العرب ‪ ،‬الدار البحيضاء ‪،‬‬
‫‪. 2001‬‬
‫ممحد عابد الابري ‪ :‬التاث و الداثةم – دراساات و مناقشات – ط ‪ ، 2‬مركزّ دراساات الوحدة‬
‫العربيةم ‪ ،‬بيوت ‪1999 ،‬‬
‫ممحد حسن الزّين ‪ :‬منطق ابن تيمحيةم ‪ ،‬ط ‪ ،1‬الكتب السالمي‪ ، ،‬بيوت ‪. 1979 ،‬‬
‫ممحد رمضان البحوطي‪ :‬فقه السية ‪ ،‬دار الفكر ‪ ،‬الزّائر ‪. 1991 ،‬‬
‫ممحد طقوش ‪ :‬التاريخ السالمي الوجيزّ ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬دار النفائس ‪ ،‬بيوت ‪. 2002 ،‬‬
‫ممحد أمزّون ‪ :‬تقيق مواقف الصحابةم من الفتنةم ‪ ،‬ط ‪ ، 3‬دار طيبحةم ‪ ،‬الرياض‪1420 ،‬‬
‫ممحود الطحان ‪ :‬أصول التخريج و دراساةم الساانيد ‪ ،‬ط ‪ ،3‬مكتبحةم العارف ‪ ،‬الرياض‪. 1996 ،‬‬
‫ممحود يعقوب ‪ :‬ابن تيمحيةم و النطق الرساطي ‪ ،‬ديوان الطبحوعات الامعيةم ‪ ،‬الزّائر ‪ ،‬د ت ‪.‬‬
‫ممحود الطحان ‪ :‬تيسي مصطلح الديث‪ ،‬مكتبحةم رحاب ‪ ،‬الزّائر ‪ ،‬د ت ‪.‬‬
‫ممحود الفضيلت ‪ :‬القضاء ف صدر السالما ‪ ،‬دار الشهاب ‪ ،‬الزّائر ‪ ،‬د ت ‪.‬‬
‫مشهور آل ساليمحان ‪ :‬كتب حذر منها العلمحاء ‪ ،‬دار الصمحيعي ‪ ،‬الرياض‪. 1415 ،‬‬
‫‪...................................................................................................‬‬

‫فهرس المحتويات‬
‫المقدمة ‪:‬‬
‫الفصل الولا‬
‫الخأطاء المنهجية في الكتابة العلمية و النقد التاريخي‬
‫‪ -‬في مؤلفات أركون و الجابري ‪-‬‬
‫أول ‪ :‬أخأطاء في منهجية الكتابة العلمية ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬أخأطاء في منهج النقد التاريخي ‪.‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫الخأطاء المنهجية المتعلقة بالقرآن و الشريعة و علم الكلما و الفلسفة‪-‬‬
‫‪ -‬في مؤلفات أركون و الجابري‪-‬‬
‫أول ‪ :‬الخأطاء المتعلقة بالنظر إلى القرآن و فهمه و التعامل معه‬
‫ثانيا ‪ :‬الخأطاء المتعلقة بالشريعة و الفقه‬
‫ثالثا ‪ :‬الخأطاء المتعلقة بأصولا الدين‬
‫رابعا ‪:‬الخأطاء المتعلقة بالفلسفة‬
‫خأامسا ‪ :‬أخأطاء الجابري في نظرته إلى المدرسة المغربية الندلسية و أهل الحديث‬
‫الفصل الثالث‬
‫الخأطاء التاريخية المتعلقة بالقرآن و الشريعة و علوما أخأرى‬
‫أول ‪ :‬الخأطاء التاريخية المتعلقة بالقرآن الكريم ‪.‬‬
‫ثاني ج ج ج ج ج ج ج ج ججا ‪ :‬الخأط ج ج ج ج ج ج ج ج ججاء التاريخي ج ج ج ج ج ج ج ج ججة المتعلق ج ج ج ج ج ج ج ج ججة بالشج ج ج ج ج ج ج ج ج جريعة و الس ج ج ج ج ج ج ج ج ججنة و الس ج ج ج ج ج ج ج ج ججيرة ‪.‬‬
‫ثالثج ج ج ج ج ججا ‪ :‬الخأطج ج ج ج ج ججاء التاريخيج ج ج ج ج ججة المتعلقج ج ج ج ج ججة بنشج ج ج ج ج ججأة الثقافج ج ج ج ج ججة و العل ج ج ج ج ج جوما و تطورهج ج ج ج ج ججا ‪.‬‬
‫الفصل الرابع‬
‫الخطاء التاريخية المتعلقة بالصحابة و الفتنة الكبرى و الطوائف‬
‫السلمية‬
‫أول ‪ :‬الخأطاء التاريخية المتعلقة بالصحابة قبل الفتنة‬
‫ثانيا ‪ :‬الخأطاء التاريخية المتعلقة بالفتنة الكبرى‬
‫ثالثا ‪ :‬الخأطاء التاريخية المتعلقة بالطوائف السلمية‬
‫رابعا ‪ :‬أخأطاء تاريخية متعلقة بقضايا متفرقة‬

‫الفصل الخامس‬
‫مقارنة بين فكر محمد أركون و محمد عابد الجابري‬
‫أول ‪ :‬المقارنة من حيث اللتزاما بالمنهجية العلمية‬
‫ثانيا ‪ :‬المقارنة من حيث التأثر بالمستشرقين‬
‫ثالثا ‪ :‬المقارنة من حيث الموقف من السلما‪ :‬مصدرا و اعتقادا و مكانة‬
‫رابعا‪ :‬المقارنة من جهة الهداف و الخصائص المتعلقة بفكر الرجلين‬
‫خأامسا ‪ :‬المقارنة بين المشروعين من حيث المضمون‬
‫الخاتمة ‪:‬‬
‫أهم المصادر و المراجع ‪:‬‬
‫فهرس المحتوايات ‪:‬‬
‫مصنفات للمؤلف ‪:‬‬
‫‪-1‬صفحات من تاريخ أهل السنة و الجماعة ببغداد ‪.‬‬
‫‪-2‬الداروينية في ميزان السلما و العلم ‪.‬‬
‫‪ -3‬قضية التحكيم في موقعة صفين – دراسة وفق منهج علم الجرح و التعديل –‬
‫‪ -4‬الث ججورة عل ججى سججيدنا عثم ججان بججن عف ججان – دراس ججة وف ججق منه ججج عل ججم الجججرح و التع ججديل‪-‬‬
‫‪-5‬مدرسج ج ج ج ج ج ج ج ججة الكج ج ج ج ج ج ج ج ججذابين فج ج ج ج ج ج ج ج ججي روايج ج ج ج ج ج ج ج ججة التاريج ج ج ج ج ج ج ج ججخ السج ج ج ج ج ج ج ج ججلمي و تج ج ج ج ج ج ج ج ججدوينه ‪.‬‬
‫‪ - 6‬الصج ججحابة المعج ججتزلون للفتنج ججة الكج ججبرى – دراسج ججة وفج ججق منهج ججج أهج ججل الجج ججرح و التعج ججديل –‬
‫‪ -7‬الزمج ج ججة العقيديج ج ججة بيج ج ججن الشج ج ججاعرة و أهج ج ججل الحج ج ججديث –خأللا القرنيج ج ججن‪ 6-5:‬الهجرييج ج ججن‪-‬‬
‫‪-8‬أخأطج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ججاء المج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ججؤرخ ابج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ججن خألج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ججدون فج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ججي كتج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ججابه المقدمج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ججة‬
.

You might also like