Professional Documents
Culture Documents
0284 - الأخطاء التاريخية و المنهجية في مؤلفات محمد أركون و محمد عابد الجابري دراسة نقدية تحليلية هادفة كتاب صيغة ورد وورد word
0284 - الأخطاء التاريخية و المنهجية في مؤلفات محمد أركون و محمد عابد الجابري دراسة نقدية تحليلية هادفة كتاب صيغة ورد وورد word
المقدمة
ت كتاب المحد ل رب العاليم و الصلة و السلما على أشرف الرساليم ،و بعد :خصص ت
هذا لوضوع الخطاء التارييةم و النهجيةم ف مؤملفات البحاحثييم ممحد أركون ،و ممحد عابد الابري
،و ل أخصصه ليإابياتا ،علمحا بأنا قليلةم جدا ف مصنفات أركون ،و كثية ف مصنفات
الابري بالقارنةم إل الول .
كمحا أنن ل أتعرض لكل الخطاء ف مؤملفات الرجليم ،فهناك أخطاء ليست بالقليلةم تاوزتا ،
إما لنا مكررة ،و إما لن أجوبتها ساتد ف الرد على أخطاء أخرى ،و إما لنا أخطاء طفيفةم و
أقل خطرا ،فضربت عنها صفحا .
ت من كثرة الخطاء التارييةم و النهجيةم ف ل
ت الكتابةم ف هذا الوضوع لمحا رأي ت
و قد اخت ت
مصنفات أركون و الابري ،مقابل الرواج الواساع-نسبحيا -لؤملفات الابري على لعلتا و مضارها ،
و التأثي السيئ لكتب أركون –مع قلةم رواجها -على عدد ليس بالقليل من الثقفيم و أهل العلم
من متلف بلدان العال ،هذا فضل على أن الرجليم يمحلن فكرا خطيا ف كثي من جوانبحه ،و
هو أيضا فكر متقارب ،و متداخل ،و متكامل ،و متشابه ف جوانب كثية من جهةم أخرى .
فرأيت من الواجب عليي أن أقوما بذلك العمحل لكشف تلك الخطاء ،و على ال قصد السبحيل .
و عمحلي هذا ليس اصطيادا للخطاء ،و إنا هو عمحل علمحي نقدي هادف ،ريكزّ على نقد
مشروعيم فكرييم من جانبحييم ،ها :الخطاء التارييةم و الخطاء النهجيةم التعلقةم بطريقةم الفهم و
الكتابةم العلمحيةم ،و ها جانبحان من الهيةم بكان ،قاما عليهمحا قسم كبحي من الشروعيم ل يصح
السكوت عنه .
ت ف كتاب هذا منهجا علمحيا نقديا ،قاما أسااساا على النقل الصحيح ،و العقل و قد اتبحع ت
الصريح ،و العلم الصحيح ،و التاريخ الثابت ،ملتزّما ف ذلك تطبحيق منهج الدثيم ف نقد
البخ ،القائم على نقد الساانيد و التون معا ،ف تحيص الروايات الديثيةم و التارييةم .و ل أتل
عنه إل إذا ل أتكن من تطبحيقه ،أو ل أر ف تطبحيقه ضرورة .كمحا أنن ساأرتد على الخطاء
التارييةم و النهجيةم الواردة ف مؤملفات أركون و الابري ،ساواء صدرت منهمحا ،أو من الذين نقل
عنهم من أهل العلم .
ت ف إنازي لكتاب هذا ،على مؤملفات الرجليم الت تكنت من و أشي هنا إل أنن اعتمحد ت
الصول عليها ،مع أنن أعلم بأن لمحا كتبحا غيها ل أطلع عليها ،لعدما تكن من الصول عليها
ت عليها ،هي كافيةم لناز بثي هذا ،و ،لكن-مع ذلك -اعتقد أن مصنفاتمحا الت تصل ت
للطلع على فكر الرجليم .
فبحالنسبحةم لؤملفات أركون الت اعتمحدت عليها ،فقد بلغ عددها ساتةم كتب ،هي :
-الفكر السالمي قراءة علمحيةم ،ترجةم هاشم صال ،ط ، 2مركزّ التاد القومي ،و الركزّ
الثقاف العرب ،بيوت ،الدار البحيضاء . 1996 ،
-تارييةم فكر العرب السالمي -هو نفسه :نقد العقل السالمي ، -ترجةم صال هاشم ،ط
، 3مركزّ التاد القومي ،و الركزّ الثقاف العرب ،بيوت ،الدار البحيضاء . 1998،
-القرآن :من التفسي الوروث ،إل تليل الطاب الدين ،ط ، 1ترجةم هاشم صال ،دار
الطليعةم بيوت . 2001 ،
-السالما ،أروبا ،الغرب ،ترجةم هاشم صال ،ط ، 2دار الساقي ،بيوت . 2001
-الفكر الصول و إساتحالةم التأصيل ،ترجةم هاشم صال ،ط ، 2دار الساقي بيوت ،
. 2002
-معارك من أجل النسنةم ف السياقات السالميةم ،ترجةم هاشم صال ،ط ، 1دار الساقي ،
بيوت . 2001 ،
ت عليها ،فقد بلغ عددها خسةم ،و هي : و أما مصنفات الابري الت اعتمحد ت
-تكوين العقل العرب ،ط ، 8الركزّ الثقاف العرب ،الدار البحيضاء ،د ت .
-بنيةم العقل العرب ،ط ، 7مركزّ دراساات الوحدة العربيةم بيوت . 2004 ،
-العقل السياساي العرب ،ط ، 6الركزّ الثقاف العرب ،الدار البحيضاء . 2003 ،
-العقل الخلقي العرب ،ط ، 2الركزّ الثقاف العرب ،الدار البحيضاء . 2001 ،
-التاث و الداثةم – دراساات و مناقشات – ط ، 2مركزّ دراساات الوحدة العربيةم ،بيوت ،
. 1999
ت قدر الستطاع على اساتخراج أخطاء و أنا ف عمحلي هذا ل أدعي الكمحال ،فإنن اجتهد ت
ت مواطن الطأ و اللل فيها الرجليم التارييةم و النهجيةم من أعمحالمحا العلمحيةم ،و ناقشتها ،و بين ت
ت فبحتوفيق من ال ،انطلقا من نظرت الدينيةم ،و قناعات الشخصيةم ،و تربت العلمحيةم ،فإن أصبح ت
تعال ،و إن أخطأت فمحن نفسي و من الشيطان ،و فوق كل ذي علم عليم .
و أخيا أساأل ال تعال التوفيق و السداد ،و الخلصا ف القول و العمحل ،و أن ينفع بعمحلي
هذا مؤملفه و قارئه ،و كل من ساعى ف نشره و توزيعه ،إنه سابححانه و تعال سيع ميب ،و
على كل شيء قدير .
د /خالد كبحي علل
/06رجب /31 – 1427 /جويليةم 2006 /
-الزّائر-
الفصل الولا
1
سايأت ذكر أمثلةم أخرى كثية ،ف الفصول التيةم من هذا الكتاب ،إن شاء ال تعال .
2
الفكر السالمي –قراءة علمحيةم ، -صا. 48 ، 22 :
3
أنظر مثل :صا . 227 ، 225 ، 224 ، 223 :
4
أنظر صا . 158 ، 157 :
5
أركون :القرآن :قراءة ...صا. 12 :
6
ط ،1دار صادر ،بيوت 1358 ،ه ،ج ، 8صا 109 :و ما بعدها .
علمحي ف تقدما الدراساات القرآنيةم ،و )) تقدما معرفتنا العلمحيةم بالقرآن (( . 7و قوله هذا اعتاف منه
بأن كتب الستشرقيم هي الكتب العلمحيةم الامةم عنده ،و هذا زعم باطل مردود عليه ،لن العرفةم
الصحيحةم بالقرآن ل ندها ف مؤملفات الستشرقيم و تلمذتم ،و إنا ندها ف القرآن نفسه أول
،لنه يمحل تاريه ف ذاته .و ندها أيضا ف السنةم النبحويةم الصحيحةم الوافقةم له ثانيا ،و ف
التاث السالمي الصحيح ثالثا .
و الطأ الثان – من أخطاء الكتابةم العلمحيةم -هو عدما توثيقه لخبحار و نصوصا ذكرها ف بعض
مؤملفاته ،و المثلةم التيةم شاهدة على ذلك ،أولا يتمحثل ف أنه –أي أركون -زعم أنه ف القرن
الرابع الجري حدث إجاع بيم السلمحيم على شكل و مضمحون النص القرآن ،بعد فتة طويلةم من
الحتجاج و الختلف ،و هو ل يوثق زعمحه هذا من كتب شيوخه الستشرقيم ،و ل من
مؤملفات السلمحيم . 8و نن نكتفي هنا بنقل ما ادعاه أركون ف الروايةم الت ذكرها ،و سانرد عليه
فيها و نفندها ف البححث الول من الفصل الثالث ،إن شاء ال تعال .
و الثال الثان مفاده أن أركون أورد ف كتابه معارك من أجل النسنةم أخبحارا تارييةم متنوعةم عن
عصر دولةم بن بويه بالشرق السالمي )447-320ه ( ،من دون أن يوثقها ،من مؤملفات
الستشرقيم ،و ل من الصادر السالميةم. 9
و الثال الثالث يتضمحن حديثا مشهورا ،ذكره أركون بالعن ،و هو حديث )) اختلف أمت
رحةم (( ،عيبخ عنه بقوله )) :إن الديث الشهي الذي يتناول الختلف و يرى فيه رحةم للمةم ،
تيعبخ بطريقته الاصةم عن فائدة الختلف (( . 10هذا الديث ل تيوثقه أركون من حيث التخريج ،
و ل ذكر درجته من حيث الصحةم من عدمها ،و بن عليه فكرته الت نقلناها عنه ،و الديث ف
حقيقته هو حديث موضوع ل أصل له. 11
كمحا أنه ذكر حديث )) :ل طاعةم لخلوق ف معصيةم الالق (( ،و ل يسمحيه حديثا ،و إنا
ساه :مبحدأ من مبحادئ اللهوت السالمي . 12و ل تييرجه من حيث التوثيق ،و ل ذكر درجته
7
الفكر الصول ،صا. 39 :
8
أنظر كتابه :تارييةم الفكر العرب السالمي ،صا. 94 :
9
أنظر صا 61 :و ما بعدها .
10
تارييةم الفكر العرب ،صا. 93 :
11
اللبحان :سالسلةم الحاديث الضعيفةم ،مكتبحةم العارف ،الرياض ،د ت ،ج ،1صا ، 141 :رقم . 57 :
12
القرآن :من التفسي ،صا. 11 :
من حيث الصحةم و الضعف .و هو حديث صحيح رواه أحد بن حنبحل ، 13و التمذي 14و
غيها .
و أشي هنا إل أن عمحل أركون الذي ذكرناه ف الطأ الول ،هو عمحل غي علمحي تاما ،لنه
ترك الصادر الت تص الوضوع الذي كتب فيه ،و اعتمحد على مراجع اساتشراقيةم حديثةم بعيدة
جدا عن الواضيع الت يكتب فيها ،هذا فضل على أنا كتب معاديةم –ف معظمحها -للسالما و
أهله ،و السالما و السلمحون ها أيضا يرفضان الساتشراق برجاله و تراثه رفضا تاما تقريبحا .و بناء
على ذلك فل يصح علمحيا أن يكتب أركون –أو غيه -عن السالما و تاريه معتمحدا على ما كتبحه
عنه أعداؤه و خصومه و الكافرون به ،و تيهمحل -مقابل ذلك -الصادر السالميةم ،خاصةم و أن
أركون يعرف اللغةم العربيةم ،و متخصص ف الدراساات السالميةم ،فليس له أي عذر فيمحا وقع فيه
.التغليط و
كمحا أن عدما توثيقه لكثي ما كتبحه عن السالما و أهله ،هو عمحل ليس من الكتابةم العلمحيةم ف
شيء ،فكان عليه أن تيوثق كل ما ينقله عن غيه ،لن من حق القارئ عليه أن تيطالبحه بالتوثيق ،
للتأكد من ذلك ،و للرجوع إل الصل للساتزّادة و التوساع .كمحا أن عدما ذكره لدرجةم الحاديث
النبحويةم ،هو عمحل قد تيوقع ف الطأ و التدليس ،و الكذب على رساول ال –عليه الصلة و
السلما -لن ليس كل ما تروي ف كتب السنةم العروفةم صحيحا ،فمحا بالك إذا تروي ف كتب
ليست مصنفات حديثيةم متخصصةم ؟ .
و الطأ الثالث -من أخطاء منهجيةم الكتابةم العلمحيةم – هو اساتخداما أركون للمحغالطات ،فقد
اساتخدمها كثيا و بطرق متلفةم ،و ملتويةم ،أذكر منها طائفةم ،أولا إنه زعم أن الستشرقييم كلود
كاهن ،و روزنتال ،كشفا ف بعض كتبحهمحا عن التاريخ السالمي مدى )) التلعب بالوقائع و
الشخصيات الكبخى الثاليةم ،بدف دعم إيديولوجيا الكفاح ،الت تتبحناها الحزّاب ،و الزّمر و
الطوائف التنافسةم على الرثوذكسيةم ،و على السلطةم ،لقد فضحا كل ذلك لدى العديد من
الؤملفيم ،و كتب التاريخ القدي (( . 15و قوله هذا مغالطةم مفضوحةم ،ترمي إل التضليل و التغليط
و التدليس على القارئ ،و فيه أيضا مدح لعمحال هذين الستشرقييم ،لن المر الذي زعم أنمحا
اكتشفاه ،هو أمر معروف بالضرورة من التاريخ السالمي قديا و حديثا ،منذ القرون الول
الجريةم و ما بعدها إل يومنا هذا ،فذلك الزّعم ل تيعد كشفا و ل سابحقا ،و قد تنبحه له علمحاء
أهل السنةم مبحكرا ،و صنفوا فيه كتبحا ميزّوا فيها الرواة الععدليم من الروحيم ،و ميزّوا مروياتم ف
ت
13
السند ،مؤمساسةم قرطبحةم ،القاهرة ،د ت ،ج 1صا. 131 :
14
التمذي :السنن ،حققه أحد شاكر و آخرون ،دار إحياء التاث العرب ،بيوت ،دت ،ج 4صا. 209 :
15
تارييةم الفكر ،صا. 27 ، 26 :
متلف ملت العلوما ،خاصةم فيمحا يتعلق بالسنةم و السية ،و تاريخ الصحابةم ،و التابعيم ،و
مصنفاتم ف الرح و التعديل ،و العلل و التاجم شاهدة على ذلك ،و هي كثية جدا و مطبحوعةم
،و متداولةم بيم أهل العلم ،كالعلل لحد بن حنبحل ،و الرح و التعديل لبن أب حات ،و
الضعفاء للعقيلي ،و غيها كثي .و هذه العمحليةم ل تتوقف عند القرون الربعةم الول ،و إنا
اساتمحرت بعدها إل يومنا هذا ،من ذلك كتاب العواصم من القواصم لب بكر بن العرب ،و
منهاج السنةم النبحويةم لبن تيمحيةم ،و النار النيف لبن قيم الوزيةم ،و السلسلةم الصحيحةم و
الضعيفةم لناصر الدين اللبحان ،و قد أشار الؤمرخ شس الدين الذهب )ت 748ه( إل تلك
الظاهرة مرارا ف كثي من كتبحه ،كسي أعلما النبحلء ،و ميزّان العتدال ف نقد الرجال .
ت شخصيا ببححث حول ظاهرة الكذب و التحريف ف التاريخ السالمي خلل القرون و قد قمح ت
ت على كتب الرح و التعديل أول ،ث على كتب التواريخ ثانيا ، الربعةم الول ،اعتمحد ت
ت أكثر من 300كذاب مارساوا الكذب و التحريف على اختلف أنواعه و أشكاله. 16 فأحصي ت
و الغالطةم الثانيةم هي أنه-أي أركون -كثيا ما تيوجه انتقادات للمحستشرقيم ف تعاملهم مع
السالما ،منهجا و تطبحيقا ، 17ما تيوهم بأنه تيالفهم مالفةم جذريةم منهجا و تطبحيقا ،و هذا مرد
وهم ،و تضليل ،و تغليط ،لن أركون كثي الدح للمحستشرقيم و اللتزّاما بنهجهم ،و العتمحاد
على تراثهم . 18و أما انتقاداته للمحستشرقيم ،فبحعضها انتقادات شكليةم ساطحيةم ،و بعضها الخر
انتقادات مشبحوهةم ماكرة ،تتعلق بثهم أكثر على التكيزّ على طرق هدما السالما و إثارة الشبحهات
حوله ،و هذا سانقيم عليه الدلةم الدامغةم على صدقه ف الفصول التيةم من كتابنا هذا 19إن شاء
ال تعال .و هو-أي أركون -ف حقيقته تلمحيذ وف للمحستشرقيم و تراثهم ،و مؤملفاته شاهدة
عليه ،و تدينه بقوة .
و الغالطةم الثالثةم إنه زعم فيها أن الستشرقيم ف دراسااتم للسالما ،و تطبحيقهم عليه للمحنهجيةم
الساتشراقيةم الكلسايكيةم ،نقلوا )) عقائد السلمحيم كمحا هي ،إل اللغات الوروبيةم .إنا تكتفي
بالنهجيةم الو صفيةم ،أي الاريإيةم ،و الياديةم البحاردة الت تلمس موضوعها مسا خفيفا من الارج
(( ،فعلو ذلك )) بجةم احتاما عقائد السلمحيم و مراعاتم ،و أحيانا يقدمونا و هم يتبحجحون
16
أنظر كتابنا :مدرساةم الكذابيم ف روايةم التاريخ السالمي و تدوينه ،ط ،1دار البحلغا ،الزّائئئر ،صا 47 :و مئا بعئدها
.
17
أنظر مثل :الفكر الصول ،صا . 198 ، 48 ، 47 :و السالما ،أروبا ،صا. 98 :
18
سابحق ذكر بعض ذلك ،وسانذكر كثيا منه ف الفصول التيةم إن شاء ال تعال .
19
سانذكر بعضها ف الغالطةم الثالثةم التيةم .
بالوضوعيةم العلمحيةم ((. 20
و قوله هذا مغالطةم مكشوفةم ،و كلما باطل مردود عليه ،فمحت درس الساتشراق-ف عمحومه-
السالما دراساةم علمحيةم موضوعيةم ؟ ،و مت قدما السالما لوروبا على حقيقته ؟ .و هو الريص
على تدمي السالما و أهله خدمةم للكنيسةم و الساتشراق و الساتعمحار. 21
و هو أيضا كلما مضحك ،لن العروف بيم السلمحيم و الشائع بينهم ،هو أن أوروبا ل
تعرف السالما على حقيقته الناصعةم ،و إنا تعرفه معرفةم خاطئةم و ناقصةم و مشوهةم ،با أثارته
حوله مؤملفات الستشرقيم و الكنسييم و الشيوعييم و غرهم من أعداء السالما ،من شبحهات و
أكاذيب و تريفات و اتامات ،لذا تسعى كثي من الؤمساسات السالميةم إل تعريف الوروبييم
بالسالما الصحيح .لكن أركون يقول عكس ذلك تاما ،فهو يزّعم أن الساتشراق نقل السالما
إل أوروبا على حقيقته ،و بياديةم و علمحيةم ! ،فمحن الذي نشر ف الغرب من أن القرآن مأخوذ
من التوراة و الناجيل ،و إنه نسخةم ميرفةم عنها ؟ ،و من الذي نشر بينهم أن ممحدا-عليه
الصلة و السلما -دجال و كذاب و دموي ؟ ،و من الذي نشر الشبحهات حول شريعةم السالما
؟ ، 22إنم الستشرقون شيوخ أركون هم الذين نشروا ذلك ،أمثال :برنارد لويس ،و كارل
بروكلمحان ،و جولد تسهي 23و هو نفسه-أي أركون -ذكرا كثيا منها ف كتبحه ،و سايأت ذكر
بعضها لحقا إن شاء ال تعال .
و واضح إنه ل يكفيه ما ارتكبحه الستشرقون من جرائم ف حق السالما و أهله ،فهو تيطالب
بالزّيد من التشويه و التخريب ،لن النهجيةم الساتشراقيةم القديةم الت ارتكبحت تلك الرائم ل تشبحع
رغبحته و هواه ،فهو تيطالب بتعديلها و تطويرها ،لتكون أكثر فاعليةم ف التخطيط و الكر و
التشويه ،و التدمي و التخريب ،لن ما حققته الطريقةم الول تي )) بياديةم و علمحيةم (( حسب
زعمحه !! .
و الغالطةم الرابعةم تتعلق بالقرآن الكري ،و هي مزّوجةم بالتحريف و التضخيم ،و التغليط و
التزّييف ،فقال عن تاريخ القرآن )) :هنا ند أنفسنا أماما الشكلةم الضخمحةم للكلما الشفهي –أي
القرآن -الذي أصبحح نصا (( . 24أيةم مشكلةم ضخمحةم يتحدث عنها هذا الرجل ؟ ،إنا مشكلةم
20
الفكر الصول ،صا . 198 :و السالما ،أوروبا ،صا. 98 :
21
أنظئئر مثل :عبحئئد المحيئئد عرفئئان :الستشئرقون و العرفئئان ،ط ، 2الكتئئب السائئلمي ،بيوت ،1983 ،صا، 20 ،18 :
. 29 ،28عمحر فاروخ :التبحشي و الساتعمحار ف البحلد العربيةم ،الكتبحةم العصريةم ،بيوت 168 ،ه
22
سانذكر من ذلك شواهد كثية فيمحا يأت من هذا الكتاب بول ل تعال .
23
عبحد المحيد عرفان :الرجع السابق ،صا. 25 ،24 :
24
الفكر السالمي ،صا. 146 :
وهيةم ،نبحتت ف رأساه من قراءته لتاث الستشرقيم ،لنه ل توجد ف تاريخ القرآن الكري أيةم مشكلةم
ضخمحةم و ل بسيطةم تتعلق بتدوينه و حفظه ،و سانتوساع ف هذا الوضوع ف الفصل الثالث ،و
نرد على أوهامه بالدلةم القطعيةم الدامغةم ،إن شاء ال تعال .
و الغالطةم الخية -أي الامسةم -هي زعمحه بأنه ل تيوجد إسالما واحد ،و إنا تيوجد
إسالمات ،بقدر الفئات الثقافيةم و العرقيةم الت تعتنقه . 25و قوله هذا زعم باطل ،و مغالطةم
مكشوفةم ،لن السالما ف أصله و حقيقته إسالما واحد ،يقوما على القرآن الكري ،و السنةم
النبحويةم الصحيحةم الوافقةم له –أي للقرآن . -و أما ما أشار إليه أركون من التنوع الثقاف و العرقي ،
فهو تنيوع سابحبحه اختلف الفهوما و التفسيات ،ف مسائل شرعيةم معروفةم تمتلف فيها بيم العلمحاء ،
و بعضها من التقاليد و العراف ،الت ربا ل تالف الشرع ،و قد تناقضه و ل تت إليه بصلةم ،
و عليه فإن ما زعمحه أركون غي صحيح.
و الطأ الرابع – من أخطاء الكتابةم العلمحيةم -هو كثرة البحالغات ف مؤملفات أركون ،و هي
متعددة الشكال ،فمحن ذلك :البحالغةم ف مدح و تعظيم ما يدعو إليه ،و الط من قيمحةم ما
يدعو إليه مالفوه ،فيندد باتاهاتم الذهبحيةم و الدينيةم و الوضعيةم ،و يتبحالغ ف تجيد فكره ،
بالنهاج النقدي التفكيكي. 26
و منها أيضا-أي البحالغات –الكثار من اساتخداما الصطلحات العلمحيةم الوفاء بل ضرورة ،
فقد اساتخدما جهازا مفهوميا مصطلحيا متنوعا و ثقيل ،جيره معه ف مؤملفاته ،و اتعب به التقراء
،و متجم أعمحاله ،من ذلك قوله )) :إن الساطورة و اليثولوجيا ،و الطقس الشعائري ،و
الرأس مال الرمزّي ،و العلمةم اللغويةم و التبحن الوليةم للدللةم ،و العن و الاز ،و إنتاج العن ،
وفق السرد القصصي ،و التارييةم و الوعي و اللوعي ،و الخيال الجتمحاعي ،و التصور و نظاما
اليان و اللإيان ،كل ذلك تيثل مصطلحات تيعاد بلورتا و تديدها ،دون توقف من خلل
البححث العلمحي العاصر (( . 27هذه الصطلحات و غيها ،هي كثية جدا ف مصنفات أركون ،
فكان يإرها معها من غي ضرورة ،و بامكانه الساتغناء عنها ،و ل مبخر لا إل التعال و التعاظم
،و التشويش على القارئ والتسلط على أفكاره ،و هي ف حقيقتها مصطلحات جوفاء ثقيلةم و
هزّيلةم -ف الغالب العم – ،فقية من حيث العان ،و كثيا ما اساتخدمت ف غي ملها ،و
هذا ما سايتبحيم لنا بشكل واضح و دقيق ،فيمحا يأت من فصول كتابنا هذا ،إن شاء ال تعال .
و منها أيضا –أي البحالغات – كثرة ترديده بأنه يستخدما مناهج العلوما الجتمحاعيةم الديثةم ،ف
25
تارييةم الفكر العرب السالمي ،صا. 104 :
26
الفكر الصول ،صا. 16 :
27
تارييةم الفكر ،صا. 23 :
مؤملفاته ،كالنهج السيمحيائي الدلل ،و النهج التحليلي التفكيكي ،و منهج التارييةم . 28و هو
قد طبحق هذه الناهج ف مؤملفاته على ما ذكره هو ،فتبحيم ل أنا ل توصله-ف الغالب -إل إل
الوهاما و الظنون و الباطيل ،من ذلك أنه طبحق منهج التارييةم على تاريخ القرآن الكري ،فجاء
بالطامات و الباطيل . 29و طبحق النهج السيمحيائي على ساورة التوبةم فلم يأت بشيء جديد
صحيح ،و ل بأمر له قيمحةم كبحية ؛ بل جاءت دراساةم عاديةم تللتها أخطاء ،كوصفه ل تعال
بالبحطل الغعيي. 30
ت
و الطأ الامس – من أخطاء الكتابةم العلمحيةم -إنه-أي أركون -كثيا ما يعتدي على نصوصا
القرآن الكري ،ف تفسيه لا ،و تعامله معها ،يفعل ذلك بوى ،و جهل ، ،و سانذكر من
ذلك أمثلةم كثية ،ف الفصليم الثان و الثالث من كتابنا هذا ،و نكتفي هنا بذكر مثاليم فقط ،
أولمحا إنه زعم أن معن قوله تعال )) :رب العاليم (( ،كان يعن زمن الرساول )) :رب القبحائل
(( . 31و قوله هذا كذب ،و افتاء على القرآن الكري نفسه ،لن معن )) رب العاليم (( ،
القرآن نفسه هو الذي حدده با تيالف زعم أركون ؛ من ذلك قوله تعال )) :رب السمحوات و
الرض و ما بينهمحا ((-ساورة مري ، -65/و )) قل من رب السمحوات السبحع (( -ساورة الؤممنون/
، -86و )) ال ربكم و رب آبائكم الوليم (( -ساورة/الصافات ، -126/و )) رب السمحوات
و الرض ،و ما بينهمحا العزّيزّ الغفار ((-ساورة /الزّمر ، -75/و )) إن ربكم ال الذي خلق
السمحوات و الرض ف ساتةم أياما (( -ساورة /العراف ، - 54/و )) ذلكم ال ربكم خالق كل
شيء ل إله غل هو (( -ساورة /غافر ، -62/و )) قال فرعون و ما رب العاليم ،قال رب
السمحوات و الرض و ما بينهمحا إن كنتم صادقيم (( -ساورة الشعراء . -24-24/واضح من هذه
اليات أن أركون يتعمحد التحريف لن اليات الت ذكرناها-و غيها -بينت با ل يدع مال للشك
،بأن معن رب العاليم هو أن ال تعال هو رب كل الخلوقات ،و رب العال بأساره ،و ليس
هو رب القبحائل على حد زعم أركون العتدي على القرآن .
و الثال الثان على اعتدائه على القرآن ،هو أنه قال أن ساورة التوبةم الت تمحل رقم تسعةم ف
الصحف ،هي ليست حسب التتيب التاريي للنزّول ،فهي )) تنتمحي إل الرحلةم الخية من
القرآن ،و ليس إل بداياته ،كمحا تيوهنا التتيب الرسي (( . 32و قوله هذا فيه اعتداء على القرآن
28
أنظر مثل :الفكر السالمي ،صا ، 87 :و ما بعدها ، 94 ،ما بعدها .و الفكر الصول ،صا. 48 :
29
سايد ذلك ف الفصل الثالث بوله تعال .
30
الفكر السالمي ،صا. 105 -87 :
31
الفكر الصول ،صا. 138 :
32
نفس الرجع ،صا. 147 :
عندما اتمحه بأنه تيوهنا ف مكان وجود ساورة التوبةم ،ف غي مكانا حسب النزّول ،لن القيقةم
أن القرآن ل تيوجد فيه أي إيهاما ،لنه هو أصل ل يترتب حسب النزّول ف ساوره ،و ل ف آياته
،فهذا معروف و ثابت ف علوما القرآن .و عليه فإن ما ذكره أركون عن التتيب ليس جديدا ،و
اتامه للقرآن هو بتان ،و تغليط ،فالقرآن الكري تمكم ل يأتيه البحاطل من بيم يديه و ل من
خلفه ،كمحا نص على ذلك القرآن الكري .
و إضافةم إل ما ذكرناه ،فإن من نقائص الكتابةم العلمحيةم عند أركون أن مؤملفاته كثيا ما تفتقد
إل التابط و وحدة الوضوع ،مع كثرة القفزّ على الفكار ،و عدما النتهاء إل نتائج واضحةم
مددة موفقةم من مناقشاته و شروحه. 33
و منها أيضا إن ف مؤملفاته كثرة الشو و الساتطرادات ،و الدعاوى العريضةم ،مع الفقر ف
الادة العلمحيةم و الشواهد التارييةم ، 34الت ل يققها و ل تيحصها –ف الغالب العم ، -فيقبحل
الروايات الضعيفةم لرد أنا توافق مذهبحه ،و يرفض أو يسكت عن الروايات الصحيحةم الت تالف
مذهبحه ،لرد أنا ل توافق ما ذهب هو إليه .مع حرصه على إثارة الشكوك و الشبحهات ،و ترديده
للمحصطلحات الوفاء الت أثقلته هو و القراء معا. 35
و بذلك يتضح جليا أن منهجيةم الكتابةم العلمحيةم عند أركون ل تكن ف مستوى الكتابةم العلمحيةم
الوضوعيةم الصحيحةم ،رغم كثرة اعتداده بنفسه ،و افتخاره بنهجه ف الكتابةم العلمحيةم ،الذي تللته
أخطاء قاتلةم ،و نقائص مشينةم ،الت ساتزّداد وضوحا و تأكيدا ف الفصول التيةم من كتابنا هذا ،
إن شاء ال تعال .
و أما البحاحث ممحد عابد الابري ،فأخطاؤه ف الكتابةم العلمحيةم هي أيضا كثية ،أذكر منها
ت عليها ،منها إنه
طائفةم ،أولا عدما توثيق كثي من الخبحار الت أوردها ف مؤملفاته -الت أطلع ت
ذكر أخبحارا عن الشعوبيةم زمن الموييم و العبحاساييم ،من دون توثيق لا-أي ل يذكر مصادره. 36-
و أورد أخبحارا عن الفاخرات بيم القبحائل بل توثيق . 37و ذكر أخبحارا كثية عن نشأة الفقه
السالمي وتطوره ،و ل تيوثق معظمحها . 38و أورد أخبحارا كثية عن النطق الصوري ،و التجةم ف
33
أنظر مثل :الفصل الثان من كتاب تارييةم الفكر العرب السالمي .
34
أنظر مثل :الفصل الرابع من كتاب الفكر السالمي قراءة علمحيةم .
35
سانذكر على ذلك أمثلةم كثية ف الفصول التيةم من كتابنا هذا ،إن شاء ال تعال .
36
تكوين العقل العرب ،صا. 57 :
37
نفس الرجع ،صا. 58 :
38
نفس الرجع ،صا. 102 ، 98 ، 97 ، 96 :
بغداد بل توثيق. 39و ذكر أخبحارا خطية عن علقةم التكلم هشاما بن الكم )ت 198ه( ،بعفر
الصادق ) 148ه( ،من دون أن تيوثقها . 40و ذكر خبخا خطيا أيضا زعم فيه أن عليا و طلحةم و
الزّبي-رضي ال عنهم -كانوا منافسيم دائمحيم للخليفةم عثمحان –رضي ال عنه -لنم من بقيةم أهل
الشورى ،و ل يذكر لنا الصدر الذي اساتقى منه هذا البخ. 41
و ذكر أيضا أن بن أميةم حرموا الوال-السلمحون من غي العرب -من حقهم ف الغنيمحةم ،حت
و لو شاركوا ف الفتح جنودا ،و ل تيوثق من أين أخذ خبخه هذا . 42كمحا أنه أورد أخبحارا و
معلومات كثية عن اليونان بل توثيق . 43مع العلم أن النهجيةم العلمحيةم الصحيحةم تفرض على
البحاحث توثيق مادته العلمحيةم ،كمحا أنه من حق القارئ عليه أن تيوثق مادته لتيمحكنه من العودة إليها
للساتزّادة ،أو للتأكد منها .
ت عليها -أحاديث نبحويةم كثية ،ل و الطأ الثان هو أن الابري أورد ف مؤملفاته -الت أطلع ت
تيوثق معظمحها ، 44و ل ذكر درجتها لتمحييزّ صحيحها من ساقيمحها ،و ساأذكر منها ثانيةم من باب
التمحثيل ل الصر . 45أولا إنه أورد حديثا نقله من رساائل إخوان الصفا ،مضمحونه أنه تذكر
الفيلسوف أرساطو ف ملس للرساول-عليه الصلة و السلما -فقال )) :لو عاش –أي أرساطو-
حت يعرف ما جئت به لتبحعن على دين (( . 46هذا الديث نقله الابري عن إخوان الصفا ،من
دون تريج و ل تقيق له ،مع العلم أن الحاديث النبحويةم ل تتؤمخذ من أمثال تلك الكتب ،فهي
لا مصادرها التخصصةم ،كالصحاح ،و السانيد ،و السنن ،و العاجم الديثةم ،و غيها .و
ت عن هذا الديث طويل ،ف تمتون الحاديث من الصحاح ،و السنن ،و السانيد ،و قد بث ت
العاجم ،و الجزّاء الديثيةم ،و ف كتب الرح و التعديل ،فلم أعثر له على أثر ،ما يعن أنه
ل أصل له ،مع العلم أن متنها تمكر ،لنه من العروف أن السلمحيم زمن رساول ال و صحابته
،و التابعيم ،ل يكن لم علم بأرساطو و ل بغيه من فلسافةم اليونان. 47
39
بنيةم العقل العرب ،صا. 250 :
40
نفس الرجع . 326 ،
41
العقل السياساي العرب ،صا. 146 :
42
نفس الرجع ،صا. 202 :
43
العقل الخلقي العرب ،صا ، 257 :و ما بعدها .
44
قلنا معظمحها ،لنه خيرج بعضها و وثقها ،أنظر مثل :العقل السياساي العرب ،صا. 207 ، 160 ،81 :
45
أنظر مثل :تكوين العقل العرب ،صا. 178 ، 135 ، 107 :
46
نفس الرجع ،صا. 200 :
47
لن العلوما القديةم ل تتتجم إل اللغةم العربيةم إل ف القرن الثان الجري و ما بعده ،و سانعود إل هذا الوضوع ف مواضئئع
و الحديث الثاني مضمونه أن النبي –عليه الصلةا و السلم -قام -أيام العهد
المكي -فقال )) :من الذي ييبايعني على ماله ؟ (( ،فبايعه جماعة ،ثم قال )) :من
الذي ييبايعني على روحه ،و هو وصي و ولي هذا المر من بعدي (( ،فلم ييبايعه أحد
إل علي بن أبي طالب ،فمد يده فبايعه (( ،هذا الحديث نقله الجابري عن المتكلم
الشهرسنتاني في كتابه الملل و النحل ،و لم ييوثقه من المصادر الحديثية
أ
المتخصصة . 48و هو حديث يروي أنه قيل بسبب نزول قوله تعالى } )) :أوأنذذرر
ك ارلأرقأرذبيأن{َ -سورةا الشعراء،49-214 /و هو أيضا حديث غير صحيح أعذشيأرتأ أ
50
إسنادا و متنا ،و يرده الحديث الصحيح في سبب نزول تلك الية التي أمرت
رسول ا –عليه الصلةا و السلم -بإنذار الكفار من عشيرته القربين ،و لم تأمره
بإنذار المسلمين ،و ل مطالبتهم ببيعته ،و على ماذا ييبايعونه ؟ ،و قد آمنوا به و
باعوا أنفسهم ل تعالى ،هذا فضل على أن ذلك الحديث المروي يتضمن أدوارا
مسرحية مفتعلة .
و أما الديث الثالث فمحفاده ،إن الصحاب عبحد ال بن عبحاس -رضي ال عنه -قال :ما
ساأل أبو سافيان –بعدما أسالم -رساول ال –عليه الصلة و السلما -شيئا إل قال :نعم (( ،ث
خيرج الابري الديث ف الامش بقوله )) :رواه مسلم ف صحيحه ،ذكره أحد أميم :ضحى
السالما (( . 51و طريقته هذه ف التوثيق ليست علمحيةم ،فكان عليه أن يعود إل الصادر الديثيةم
ليأخذ الديث ،و ل يرجع إل مرجع تاريي غي متخصص ف الديث ،ألفه الؤمرخ الديب أحد
أميم ! .و قد بثت عن هذا الديث طويل ،ف صحيح مسلم ،و ف باقي الصادر الديثيةم
الخرى ،و ف كتب التاريخ ،و الرح و التعديل ،فللم أعثر له على أثر .
و الديث الرابع مفاده أن رساول ال –صلى ال عليه و سالم -لا كان عائدا من حجةم
الوداع وقف عند ماء تيعرف بغدير خم بيم مكةم و الدينةم ،و خطب ف الصحابةم ،فكان ما قاله
)) :من كنت موله ،فعلي موله ،اللهم وال من وله ،وعاد من عاداه ،و انصر من نصره ،و
اخذل من خذله ،و أدر الق معه حيث دار ،أل هل بلغت (( ،هذا الديث نقله الابري من
كتاب اللل و النحل للشهرساتان . 52و كان عليه أن تيوثقه من الصادر الديثيةم ،و يذكر درجته
53
ابئئن تيمحيئئةم :منهئئاج السئئنةم ،ج 7صا . 319 :و عبحئئد الئ ئ الزّيلعئئي :نصئئب الرايئئةم ،حققئئه يوسائئف البحنئئوري ،مصئئر ،دار
الديث 1357 ،ه ،ج 1صا360 :
54
انظر :القيسران :ذخية الفاظ ج 3صا ،3254 :ج 3صا. 5555 :و ابئن الئئوزي :العلئل ج 1صا.356 :و الئئذهب :
أحاديث متئارة من موضئوعات ابئن الئوزي و الوزقئان ،الدينئةم النئيورة ،مكتبحئةم الئدار 1404ج 1صا . 52:و ابئن تئبحيط :
نسئئخةم الشئئجعي فئ الحئئاديث الوضئئوعةم ،مصئئر دار الصئئحابةم ج 1صا.55:و الئئوداعي :أحئئاديث معلئئةم ج 1صا.155:عمحئئر
بن عثمحان،الوضع ف الديث ،دمشق ،مكتبحةم الغزّال ج 2صا. 102:
55
الذهب :سايي أعلما النبحلء ،ط ، 3مؤمساسةم الرساالةم ،بيوت ،1985 ،ج 5صا . 415 :و احد بن حنبحل :فضائل
الصحابةم ،حققه ممحد عبحئئاس ،ط ، 1بيوت ،مؤمساسئةم الرسائئالةم . 1983 ،و السئئند ج 1صا . 152 :و ابئئن عئئدي :
الصدر السابق ج 3صا . 80 :ابن تيمحيةم :منهاج السنةمج 7صا.320:
56
ابئئن حبحئئان :صئئحيح ابئئن حبحئئان ،حققئئه شئئعيب الرنئئاؤوط ،ط 2بيوت ،مؤمساسئئةم الرسائئالةم1993 ،ج 15صا. 375 :
الضئئياء القدسائئي :الحئئاديث الختئئارة ،حققئئه عبحئئد اللئئك بئئن دهيئئش ،ط 1مكئئةم ،مكتبحئئةم النهضئئةم الديثئئةم 1410ه ،ج
2صا. 105 :
و ثانيا أن ذلك الزّء من الديث يإعل قتلةم عثمحان و طائفةم السبحئيةم الذين كانوا مع علي ،
يإعلهم من الذين يواليهم ال تعال و ل يعاديهم ،لرد أنم كانوا مع علي ،رغم أنم من القتلةم
و النحرفيم ،و هذا اساتنتاج باطل و مضحك ،سابحبحه ذلك الزّء البحاطل من الديث .
و ثالثا أن ذلك الزّء من الديث )) اللهم وال من واله ،و عاد من عاداه (( ،قد قلب
القاعدة اليانيةم )) الب ف ال و البحغض ف ال (( ،رأساا على عقب و جعلها )) الب ف علي
و البحغض ف علي (( ،و هذا كلما باطل و شرك صريح .
و يرى شيخ السالما ابن تيمحيةم ،أن ذلك الزّء من الديث ،هو كذب بل ريب ،لن
الق ل يدور مع معيم إل النب ،فلو كان علي بن أب طالب على ما وصفه ذلك الزّء من
الديث ،لوجب اتبحاعه ف كل ما قال ،و هذا كلما غي صحيح لن الصحابةم نازعوه ف مسائل
فقهيةم كثية و ل يتبحعوه .كمحا أن تلك الزّيادة مالفةم لصل من أصول السالما ،عندما نصت على
معاداة من عادى عليا ،لن القرآن الكري قرر أن الؤممنيم إخوة مع قتال و بغي بعضهم على
بعض . 57فيتبحييم ما ذكرناه أن الديث ل يصح منه إل الزّء الول فقط ،و أن الزّء الثان باطل .
و الديث الامس مفاده أن الرساول –عليه الصلة و السلما -تسائل عن يزّيد بن عمحرو بن
نفيل التحنف ،فقال )) :يتبحعث يوما القيامةم أمةم وحده (( ،و ذكر الابري أن هذا الديث رواه
البحخاري و غيه ،و أشار ف الامش إل كتاب البحدايةم و النهايةم لبن كثي ، 58و ل تييرجه من
الصادر الديثيةم التخصصةم ،و ل تقق منه من حيث الصحةم و الضعف .و كان عليه أن يرجع
إل الصنفات الديثيةم التخصصةم ،و ل يرجع إل كتاب ف التاريخ ،و يقول :رواه البحخاري و
ت إل صحيح البحخاري و بثت فيه طويل ،فلم أعثر له فيه على أثر .و رجعت غيه .و قد رجع ت
أيضا إل البحدايةم و النهايةم ،فعثرت على ذلك الديث التعلق بزّيد بن عمحرو بن نفيل ف موضعيم
متلفيم ف الكلمحةم الخية ،ف الول نص الديث هو )) :يتبحعث يوما القيامةم أمةم واحدة (( ،و
ف الثان يتضمحن النص الذي ذكره الابري ،لكن ابن كثي ل يشر أصل إل البحخاري ،ففي
الوضع الول ذكر بعض رواة الديث و ليس من بينهم البحخاري ،و ف الثان ل يذكر أحدا من
رواة الديث. 59
و أما الحديث السادس فمفاده أن رسول ا –عليه الصلةا و السلم-عندما يسئُل
عن خالد بن سنان العنسي ،قال )) :ذاك نبي ضيعه قومه(( ،و في رواية أخري أن
ابنة خالد بن سنان العنسي لما سمعت النبي-صلى ا عليه وسلم -يقرآ قوله تعالى - :
صأميد ،لرم يألذرد أولأرم ييولأرد ،أولأرم يأيكن للهي يكفيووا أأأحدد{َ-سورةا اي أأأحدد ،ل
اي ال ل }قيرل هيأو ل
57
ابن تيمحيةم :ممحوع الفتاوى ،جع ابن قاسام ،الرياض ،مكتبحةم العارف ،دت ،ج 4صا. 414 :
58
العقل السياساي ،صا. 157 :
59
أنظر :البحدايةم و النهايةم ،منشورات دار العارف ،بيوت ،1985 ،ج 2صا ، . 241 :ج 3صا. 9 :
الخلصا ،-4-1/قالت )) :كان أبي يقول هذا (( .فبالنسبة للرواية الولى أشار
الجابري إلى البداية و النهاية لبن كثير ،و لم ييخررجها من المصادر الحديثية ،و ل
ذكر درجتها من حيث الصحة و الضعف . 60و هي رواية غير صحيحة تخالف
الحديث الصحيح الذي ينص على أنه ليس بين الرسول محمد و عيسى –عليهما
السلم -نبي. 61
و أما الروايةم الثانيةم فوثقها الابري بالشارة إل كتاب مروج الذهب للمحسعودي ،و المامةم و
السياساةم ،النسوب لبن قتيبحةم ، 62و ها من الصنفات التارييةم و ليسا من الؤملفات الديثيةم ،
لذا فل يصح الرجوع إليهمحا ،كمحا أنه ل يقق تلك الروايةم من جهةم الصحةم و الضعف .و قد
ت عنها طويل ف الصنفات الديثيةم فلم أعثر لا على أي أثر تيذكر ،و هي روايةم ظاهرة البحطلن بث ت
،لن ساورة الخلصا هي قرآن كري ،نزّلت على ممحد –عليه الصلة و السلما -فمحن أين لالد
بن سانان الزّعوما أن يعرف هذه السورة ،أو يصل إليها ،و قد تتوف قبحل ظهور السالما ؟ .
و الديث السابع قال فيه الابري )) :روى البحخاري و غيه أن النب) صا( ،قال )) :ما بعث
ال نبحيا إل ف منعةم من قومه(( . 63فهذا الديث نسبحه الابري إل البحخاري تديدا من دون أن
ت عنه أيضا ف صحيح ت عنه طويل ف صحيح البحخاري ،و ل أجده ،و بث ت تيوثقه ،و قد بث ت
مسلم ،و السانيد و السنن و العاجم ،فلم أعثر عليه إل عند البحيهقي ف السنن الكبخى ،و عند
الطبخان ف العجم الكبحي ،و ل تيرو على أنه حديث قاله رساول ال –عليه الصلة و السلما، -و
إنا تروي كقول لبحعض الصحابةم قاله ف وصف رساول ال ،بأنه كان ف منعةم من قومه.64
لكنن عثرت ف مسند أحد ،و سانن التمذي ،أن الرساول-صلى ال عليه و سالم -قال عن
النب لوط-عليه السلما -ف قوله تعال )) :عقاعل لعوو أعنن لل بلتكوم قتئنوة أعوو آلوي إلعل تروكنن عشلديند{ٍ -
ساورة هود )) : -80/قد كان يأوي إل ركن شديد ،لكنه عن عشيته ،فمحا بعث ال عزّ وجل
،بعده نبحيا إل بعثه ف ذروة –أو ثروة -قومه (( ،ث قال الراوي أبو عمحر الضرير )) :فمحا بعث ال
عزّ وجل نبحيا بعده إل ف منعةم من قومه (( . 65فالديث كمحا ذكره الابري ل يوجد ف صحيح
60
أنظر :العقل السياساي العرب ،صا. 391 :
61
علئ ئئي اليثمحئ ئئي :ممحئ ئئع الزّوائئ ئئد و منبحئ ئئع الفوائئ ئئد ،دار الفكئ ئئر بيئئوت ،1418 ،ج 8صا . 391 :و اللبح ئئان :السلس ئئلةم
الصحيحةم ،مكتبحةم العارف ،الرياض ،دت ،ج 1صا. 449 :
62
الابري الرجع السابق ،صا. 156 :
63
العقل السياساي ،صا. 44 :
64
أنظر السنن الكبخى ،مكتبحةم دار البحاز ،مكةم الكرمةم ، 1994 ،ج 9صا . 9 :و العجم الكبحي ،ط ،2مكتبحةم العلوما
و الكم ،الوصل ،1983 ،ج 19صا. 87 :
65
مسئ ئئند أحئ ئئد ،ج 2صا ، 533 :رقئ ئئم الئ ئئديث . 10916 :و سا ئئنن التم ئئذي ،ج 5صا ، 293 :رق ئئم ال ئئديث :
البحخاري ،و ل ف صحيح مسلم ،و الصادر الديثيةم الت ذكرته ل تذكره حديثا قاله رساول ال
–عليه الصلة و السلما ، -و إنا قاله بعض الصحابةم ف وصف النب ،أو قاله بعض الرواة ف
شرح الديث .
ت بب أربعةم لن ال تيبحهم :علي ،و أبو و أما الديث الخي -أي الثامن -فنصه )) :أمر ت
ذر ،و سالمحان الفارساي ،و القداد (( ،ذكره الابري و أشار إل تاريخ السالما للذهب ، 66و
كان عليه أن تيوثقه من الصادر الديثيةم ،و يذكر درجته من حيث الصحةم و الضعف ،مع العلم
أنه حديث ل يصح ،مذكور ف الضعيف . 67كمحا أن متنه تمستهجن ،لن رساول ال كان تيب
كل أصحابه ،ف مقدمتهم أبو بكر و عمحر. 68
و بذلك يتبحيم أن الابري ف تعامله مع الحاديث النبحويةم ل يلتزّما النهج العلمحي الصحيح ،من
حيث التخريج و التحقيق .و عمحله هذا ل شك أنه تيثي ف القراء إشكالت ،و اضطرا بات ،و
شكوكا ،عندما يذكر أحاديث منسوبةم إل رساول ال –عليه الصلة و السلما ، -من دون تقيق ،
ول تريج صحيح .كمحا أنه من حقهم عليه أن تيني لم الطريق ،و ل يتبحلبحل أفكارهم بالحاديث
الضعيفةم ،و الشكوك فيها ،و عي الوثقةم .
و أما الطأ الثالث فيتعلق باساتخداما الصادر ،و المثلةم على ذلك كثية جدا ،أولا عدما
الرجوع إل الصادر الصليةم ،و الكتفاء بالراجع الديثةم ،منها إنه ذكر قول للجاحظ ،و أشار ف
الامش إل مرجع حديث ،هو :التاريخ السالمي وفكر القرن العشري ،لفاروق عمحر . 69و أورد
أخبحارا عن الدولةم العبحيديةم الفاطمحيةم بالغرب و مصر ،من دون الرجوع إل الصادر ،و أشار ف
الامش إل كتاب :تاريخ الدولةم الفاطمحيةم ،لسن إبراهيم حسن. 70
و ذكر أخبحارا كثية عن الصوفيةم ف القرن الثالث الجري و ما بعده ،من دون الرجوع إل
الصادر ،و اكتفى بالشارة إل ثلثةم مراجع حديثةم ،هي :العقل و فهم القرآن 71لسيم القوتلي
،و التصوف الثورة الروحيةم ،لب العلء عفيفي ،و الصلةم بيم التصوف و التشيع ،لكامل
. 3116
66
العقل السياساي ،صا. 181 :
67
اللبحان :السلسلةم الضعيفةم ،ج 4صا . 54 :و ضعيف ابن ماجةم ،ج 1صا. 12 :
68
البحخاري :الصحيح ،ج 3صا . 1379 :و أحد بن حنبحئل :السئند ،ج . 127و اللبحئان :الامع الصئغي و زيئاداته
،الكتب السالمي ،دت ،ج 1صا ، 18 :رقم الديث . 177 :
69
تكوين العقل العرب ،صا. 142 :
70
نفس الرجع ،صا. 265 :
71
هئئذا الكتئئاب ف ئ الصئئل هئئو للحئئارث الاسائئب ،حققئئه حسئئيم القئئوتلي ،لكئئن الئئابري اعتمحئئد عليئئه فيمحئئا ذكئئره القئئق مئئن
أخبحار عن التصوف و الصوفيةم ،ف القدمةم الطولةم الت وضعها للكتاب .
مصطفى الشيب. 72
كمحا أنه أورد خبخا عن احتلل الصليبحييم للقدس الشريف ،ف القرن الامس الجري ،و
موقف أب حامد الغزّال )ت 505ه( منه و ل تيوثقه من الصادر ،و اكتفى بالشارة إل مرجع
حديث ،عنوانه :الغزّال و التصوف السالمي ،لحد الشرباصي. 73
و ذكر أيضا أقوال لبحعض علمحاء أهل السنةم ف تعديلهم لمحاعةم من الطائفةم القدريةم ،و قبحولم
لحاديثهم الت رووها ،من دون أن يرجع الابري إل كتب الرح و التعديل ،و اكتفى بالشارة
ف الامش إل كتاب :نشأة الفكر الفلسفي ف السالما ،لعلي ساامي النشار. 74
و الثال الثان -من أخطاء اساتخداما الصادر -هو اساتخدامه لصدر واحد من الصادر ،و
التعبحي عنه بصيغةم المحع ،كأن يقول :تقول الصادر ،تقول مصادرنا .من ذلك أنه قال :
)) تدثنا الصادر التارييةم ،أنه عندما عاد علي من البحصرة ، (( ...ث أشار ف الامش إل تاريخ
الطبخي فقط ،من دون أي مصدر آخر. 75
و عندما تعيرض للفتنةم الكبخى ،و ذكر خبخا يتعلق با ،قال )) :من ذلك ما تذكره مصادرنا
التارييةم ،من أنه ، (( ...ث أحال ف الامش إل كتاب المامةم و السياساةم ،النسوب إل ابن
قتيبحةم ، 76دون أن يذكر مصادر أخرى ،تتعلق بالبخ الذي ذكره .
و قال أيضا )) تذكر مصادرنا التارييةم أن جاعةم من الصحابةم كانوا ف الغازي ، (( ...ث ذكر
ف الامش ما نصه )) :ابن عساكر ،ذكره أحد أميم :فجر السالما (( . 77فهو قد أشار إل
مصدر واحد باسام مؤملفه بل ذكر لعنوانه ،و من دون الرجوع إليه أصل ،و إنا نقل ذلك عن
مرجع حديث ،فأين الصادر ،و مصادرنا ؟ .
و قال أيضا )) :من ذلك ما تذكره مصادرنا ،من أن واصل بن عطاء –العتزّل -كان قد
بعث أربعةم من الدعاة إل أطراف المبخاطوريةم السالميةم ، (( ...و ل تيوثق خبخه أصل ، . 78فل
ذكر مصدرا ،و ل مصادر .
و طريقته هذه هي من باب التدليس و الغالطات ،ل يصح اساتخدامها ف الكتابةم العلمحيةم
72
نفس الرجع ،صا. 274 :
73
نفس الرجع ،صا. 288 :
74
العقل السياساي ،صا. 263 :
75
نفس الرجع ،صا. 153 :
76
نفس الرجع ،صا. 182 :
77
العقل الخلقي العرب ،صا. 63 :
78
العقل السياساي ،صا. 278 :
عامةم ،و التخصصةم منها خاصةم ؛ لنا تتسيء لصاحبحها ،و تطعن ف نزّاهته العلمحيةم ،و تضلل
القراء ،و تتدلس عليهم .
و الثال الثالث –من أخطاء اساتخداما الصادر -أن الابري اعتمحد اعتمحادا أسااسايا على كتاب
المامةم و السياساةم ،النسوب لبن قتيبحةم )ت 276ه( ،عندما تناول بيعةم أب بكر ،و الفتنةم
الكبخى ،و هذا خطأ كبحي ف اساتخداما الصادر ،لنه اعتمحد على كتاب مهول مؤملفه ،و يفتقد
إل المانةم العلمحيةم ،و قد اعتمحد عليه ف مواضيع حساساةم و خطية جدا ،تكذبت حولا روايات
عديدة ،وتلعبحت با الهواء و العصبحيات . 79و هذا الكتاب هو الذي أوقع الؤملف-أي الابري-
ف أخطاء كثية ،و خطية ف كتابه العقل السياساي العرب . 80
علمحا بأن كتاب المامةم و السياساةم غي ثابت النسبحةم لبن قتيبحةم الدينوري)ت 276ه( ،و إنا
هو منسوب إليه فقط ،و الصحيح أن مؤملفه مهول ،من أهل الهواء ،له أغراض مذهبحيةم خفيةم
،منها الطعن ف الصحابةم ،و الرفع من شأن الرفض و التشيع ،و الدليل على ما قلته الشواهد
التيةم :
أولا إن الصادر التارييةم الت ترجت لبن قتيبحةم -الت اطلعت عليها -ل تذكر له كتابا عنوانه :
المامةم و السياساةم ،و قد ذكر له ابن الندي قائمحةم طويلةم جدا من مؤملفاته ل يوجد من بينتها هذا
الكتاب. 81
و ثانيها –أي الشواهد -إن ف الكتاب طعنا كبحيا ف الصحابةم ،بطريقةم خفيةم و ظاهرة ،و
هذا يتناقض مع مذهب ابن قتيبحةم السن ،كمحا أن أمثال هذه الخبحار ل ندها ف كتب ابن قتيبحةم
،كالعارف و عيون الخبحار ،أما كتاب المامةم و السياساةم فمحمحلوء بذلك. 82
و الشاهد الثالث هو أن مؤملف كتاب المامةم و السياساةم ،روى كثيا من أخبحاره عن اثنيم
من كبحار علمحاء مصر ،كسعيد بن كثي بن عفي ،و ابن قتيبحةم ل يدخل مصر أصل ،و ل
يأخذ عن هذين العاليم .فديل ذلك على أن الكتاب مدساوس عليه. 83
ت ف مئات الصنفات التاثيةم التقدمةم –عن طريق الاساب الل -و و الشاهد الرابع هو إن بث ت
79
أنظر مثل كتابنا :الثورة على سايدنا عثمحان بن عفان ،دار البحلغا ،الزّائر . 2003 ،و قضيةم التحكيئم فئ موقعئةم صئفيم
-بيم القائق و الباطيل ،-دار البحلغا ،الزّائر . 2002 ،
80
سانذكر طرفا منها ف الفصول التيةم من كتابنا هذا ،إن شاء ال تعال .
81
أنظئئر :ابئئن النئئدي :الفهرسائئت ،دار العرفئئةم ،بيئوت ، 1978 ،ج 1صا . 115 :و الئئذهب :السئئي ،ج 13صا:
296و مئئا بعئئدها .و ابئئن العمحئئاد النبحلئئي :شئئذرات الئئذهب ،ط ،1حققئئه عبحئئد القئئادر الرنئئاؤوط ،مكتبحئئةم ابئئن كئئثي ،
دمشق ، ،ج 3صا. 318 :
82
أنظر مثل :طبحعةم الزّائر ،موفم للنشر ، 1989،ج 1صا 14 :و ما بعدها . 67 ، 66 ،
83
أبو بكر بن العرب :العواصم من القواصم ،حققه مب الدين الطيب ،هامش صا . 209 :
ل أعثر على أي ذكر لذا الكتاب منسوبا لبن قتيبحةم ،و ل لغيه ،ما يعن أنه ل يكن معروفا بيم
أهل العلم ف العصر السالمي زمن ابن قتيبحةم ،و ل القريب منه ،و هذا تيرجح بقوة بأن الكتاب
ظهر متأخرا بعد وفاة ابن قتيبحةم بزّمن طويل .
و الشاهد الامس هو وجود نزّعةم شيعيةم ظاهرة ف كتاب المامةم و السياساةم ،و هذا أمر
يتناقض مع مذهب ابن قتيبحةم السن ،و قد أظهر الؤملف تشيعه بتكيزّه على ثلثةم أمور ،أولا
الطعن ف الصحابةم كمحا سابحق أن ذكرناه .و ثانيها الزّعم بأن عليا –رضي ال عنه -رفض بيعةم أب
بكر –رضي ال عنه -لنه كان يعتقد بأن اللفةم من حقه ،وتاغتصبحت منه .و ثالثها إظهار أن
عليا تعيرض للتهديد من أب بكر و عمحر ،بسبحب اللفةم ،وأنه كان مظلوما تمستضعفا ،حت أنه
أخرج زوجته فاطمحةم -رضي ال عنها -و أخذها معه ليل إل النصار يطلب منهم مساعدته ،
لساتجاع حقه الغصوب ،على حد زعم هذا الؤملف الشيعي الهول . 84و هذه الخبحار هي
مكذوبةم بل شك ،و سانبحيم ذلك ف الفصل الرابع من كتابنا هذا ،إن شاء ال تعال .
و الشاهد السادس يتمحثل ف وجود أخطاء تارييةم فادحةم ،ف كتاب المامةم و السياساةم ،ل
يصح أن يقع فيها مؤمرخ كابن قتيبحةم ،لنا ثابتةم معروفةم ،و قريبحةم منه زمنيا ،و تالف ما ذكره هو
شخصيا ف كتابه العارف ،ما يعن أن مؤملف المامةم و السياساةم ،ليس هو ابن قتيبحةم ،و إن
مؤملفه مهول ،ذكر تلك الخطاء التارييةم جهل أو متعمحدا و ليس ناسايا ،لنا ليست خبخا
واحدا ،و ل هي من المور الت تغيب عن البحال ف الغالب العم .
و سانذكر من تلك الخطاء خسةم ،أولا إن مؤملف المامةم و السياساةم ،فيرق بيم شخصيةم
السفاح ،و بيم شخصيةم أب العبحاس ،عند قياما الدولةم العبحاسايةم و جعلهمحا شخصيتيم متنازعتيم
متحاربتيم . 85و هذا خطأ فادح ل يقع فيه مؤمرخ يعي ما يقول ،و لعله من أغرب أخطاء مصنفي
التاريخ ،و الصحيح واضح ثابت معروف ،و هو أن أبا العبحاس ،و السفاح ها شخصيةم واحدة
،هي أول خليفةم عبحاساي :أبو العبحاس السفاح تول اللفةم سانةم 132ه ،و هذا أمر ذكره ابن
قتيبحةم ف كتابه العارف. 86
و الطأ الثان هو أن مؤملف المامةم و السياساةم ،ذكر أنه لا توف الليفةم الهدي ،خلفه ابنه
هارون الرشيد . 87و هذا خطأ فاحش ل يقوله مؤمرخ يعي ما يقول ،اللهم إل إذا كان يتعمحد ذكره
.لن الصحيح الثابت العروف هو ما ذكره ابن قتيبحةم ف كتابه العارف من انه لا تتوف الليفةم
84
انظر المامةم و السياساةم ،ج 1صا. 48 ، 20 ، 19-18 :
85
انظر :نفس الصدر ،ج 2صا. 218 :
86
ابن قتيبحةم :العارف ،صا . 84 :
87
المامةم و السياساةم ،ج 2صا. 267 :
الهدي خلفه ابنه موساى الادي ،فلمحا تتوف الادي خلفه أخوه هارون الرشيد. 88
و الطأ الثالث هو أن مؤملف المامةم و السياساةم ذكر أن هارون الرشيد كتب وليةم العهد من
بعده لبنه الأمون أول ،ث للميم من بعده ثانيا ،و كان الميم هو الذي خرج على أخيه
بالسلح . 89و هذا خطأ فاحش أيضا ،ل يصح أن يقع من مؤمرخ ،لن الصحيح هو ما ذكره
ابن قتيبحةم و غيه من الؤمرخيم ،من أن الرشيد كتب العهد للميم ،ث للمحأمون من بعده ،فلمحا
توف الرشيد خلفه ابنه الميم ،فكان هو الذي نقض العهد ،وليس الأمون ،فأبعد أخاه و أخذ
البحيعةم لبنه موساى . 90
و الطأ الرابع يتعلق بسنةم وفاة الليفةم هارون الرشيد ،فذكر مؤملف كتاب المامةم و السياساةم
بأنه تتوف سانةم 195ه . 91و هذا خطأ واضح ،لن الرشيد توف سانةم 193هجريةم ،كمحا ذكره
ابن قتيبحةم ف معارفه. 92
و الطأ الخي – أي الامس -هو أن مؤملف المامةم و السياساةم زعم بأن النزّاع بيم الخوين
الميم و الأمون ،بدأ مبحاشرة بعد موت الرشيد ،عندما نازع الميم أخاه الأمون على اللفةم ،ما
أدى بالأمون إل دخول قصر اللفةم ،و القبحض على أخيه الميم و حبحسه ،لكن الميم تكن
من الروب من السجن ،فأرسال الأمون من قبحضه و قتله ،و ل يذكر أيةم حروب وقعت بيم
الخوين . 93و كلمه هذا غي صحيح كليةم ،و مردود عليه ،لن الصواب ما ذكره ابن قتيبحةم -و
غيه من الؤمرخيم -ف كتابه العارف ،من أن الميم هو الذي تول الكم بعد الرشيد ،و ليس
الأمون ،و بعد سانةم تنيكر الميم لخيه ،و ول ابنه موساى وليةم العهد ،و بعد عاميم من وفاة
الرشيد ،أرسال الميم جيشا لاربةم أخيه الأمون القيم بتراساان – وليس معه ف القصر -فدخل
الخوان ف حروب طاحنةم ،اساتمحرت إل سانةم 198ه ،انتهت بقتل الميم على أيدي جنود
أخيه. 94
و ختاما لوضوع كتاب المامةم و السياساةم ،أشي هنا إل أن الابري قد ذكر أن الشكوك توما
88
العارف ،صا . 88 ، 87 :
89
المامةم ،ج 2صا. 218 :
90
العارف ،صا. 88 :
91
المامةم ،ج 2صا. 305 :
92
العارف ،صا . 87 :
93
المامةم ،ج 2صا. 306 :
94
العارف ،صا. 88 :
حول هذا الكتاب . 95لكنه مع ذلك نسي هذه اللحظةم-أو تناسااها -و اعتمحد عليه اعتمحادا
أسااسايا ،فأخذ برواياته ،و بن عليها أفكاره ،و هذا خطأ منهجي كبحي ف الكتابةم العلمحيةم .ث
أنه زعم أن المامةم و السياساةم ،هو )) هو أول ماولةم سانيةم ف الكلما ف المامةم بنهجيةم أهل
السنةم الوائل ،منهجيةم الروايةم و الساناد ،و التعبحي عن الرأي من خلل عرض الوقائع ...
بالضافةم إل أن الكتاب مكوما من داخله بنطق الرد على الشيعةم ((. 96
و قوله هذا غي صحيح جلةم و تفصيل ،قد سابحق تفنيده من خلل انتقاداتنا لكتاب المامةم
و السياساةم ،و هو عكس ما ذهب إليه الابري ،فبحينا أن الكتاب مالف لذهب أهل السنةم ،ف
جوانب أسااسايةم كثية جدا ،و ل يدعنا بعبحارته الت كان يتضى با على الصحابةم ،و هو يطعن
فيهم من جهةم أخرى ،فهي طريقةم ماكرة اتبحعها هذا الؤملف الشيعي الهول ،كمحا تبحيم أن مت
الكتاب شاهد على أنه ليس من تأليف ابن قتيبحةم .فالكتاب إذاة مكوما ف باطنه بنطق خطي ،
هو الطعن ف الصحابةم ،و التلعب بالوادث ،و الرفع من رايةم الرفض .
و أشي هنا إل أن هناك نقائص تتعلق باساتخداما الابري للمحصادر ،أذكر منها اثنتيم ،الول
مفادها هو أن الابري عندما تناول السية النبحويةم ف كتابه العقل السياساي العرب ،اعتمحد أسااساا
على كتب السية و التواريخ ،كسية ابن هشاما ،و تاريخ الطبخي ،و الكامل لبن الثي ،و
أهل كليةم-تقريبحا -الصادر الديثيةم ،كالصحاح ،و السانيد ،و السنن ،و العاجم ،فهي كمحا
تتوي على أحاديث النب -عليه الصلة و السلما -فهي تتوي أيضا على كثي من السية و تاريخ
الدعوة السالميةم عامةم ،و هي أيضا مصادر موثقةم بالساانيد ،و أكثر ثقةم ،و صحةم ،و دقةم .
و النقيصةم الثانيةم هي أن الابري عندما تناول مرحلةم ما بعد السية النبحويةم ،خاصةم بيعةم أب
بكر ،و الفتنةم الكبخى ،اعتمحد أسااساا على ممحوعةم قليلةم من الؤملفات معظمحها مطعون فيها ،
أهها :تاريخ الطبخي ،و تاريخ اليعقوب ،و المامةم و السياساةم لؤملف مهول ،و مروج الذهب
للمحسعودي ،و الكامل لبن الثي ،و أهل الصنفات الديثيةم إل نادرا ،كأن يعود أحيانا إل
صحيح البحخاري .كمحا انه أهل مصادر تاريةم أخرى هامةم ،ل يستفد منها كمحا ينبحغي ،كالبحدايةم
و النهايةم لبن كثي ،و النتظم لبن الوزي ،و الساتيعاب لبن عبحد البخ ،و ساي أعلما النبحلء
للذهب ،و الصابةم ف معرفةم الصحابةم لبن حجر العسقلن .
و أما الطأ الرابع – من أخطاء الكتابةم العلمحيةم -فهو غياب تقيق الروايات التارييةم -ف
الغالب العم -لتمحييزّ صحيحها من ساقيمحها إسانادا و متنا ،فهو قد اعتمحد على طائفةم كبحية جدا
95
تكوين العقل العرب . 105 ،
96
نفسه ،صا. 105 :
من الروايات التارييةم و الديثيةم ،من دون أن يلتزّما منهجا نقديا شامل كامل ف تعامله مع معظم
تلك الروايات .و سانذكر على ذلك ناذج كثية ف مواضع لحقةم من كتابنا هذا ،إن شاء ال
تعال ،و سايتبحيم أنه-أي الابري -اعتمحد على أخبحار كثية غي صحيحةم ،أوقعته ف أخطاء
فاحشةم ،تتعلق بأمور هامةم و خطية جدا .و أما الروايات الت نقدها ،فهي قليلةم جدا ،بالقارنةم
إل الروايات الكثية الت ل ينقدها .هذا فضل على أن الت نقدها كان نقده لا ناقصا ف الغالب
العم ،لنه ل يإمحع ف نقده لا بيم نقد الساانيد و التون معا .
و أما الطأ الخي –أي الامس -فيتمحثل ف أن الابري كثيا ما أثار شبحهات ،و ذكر أخطاء
،و ساكت عنها من دون تنبحيه إليها ،و ل رد ،و ل تقيق لا .من ذلك أنه ذكر كلما
مطول لرساطو عن السمحاء ،تضمحن أخطاء كثية ، 97ساكت عنها الابري ،فلم ينتقده فيها ،و
ل نيبحه إليها. 98
و منها أنه عرض شبحهات و أوهاما و أباطيل الفقيه الساعيلي القاضي النعمحان)ت 351أو
363ه( ،ف ردوده الزّعومةم على أهل السنةم ،و ل يرد عليه و ل شكك ف مزّاعمحه ،بل أنه
صيوبا و أقرها عندما قال عن النعمحان )) :فإنه ف نقضه أصول أهل السنةم ،ف كتابه اختلف
الذاهب (( . 99و كلمه هذا باطل من أسااساه ،فإن الرجل ل ينقض أصل واجدا من أصول أهل
السنةم ،و كل ما فعله أنه أثار الشبحهات و الغالطات ،و التدليسات ،و جاء بالكاذيب من
الرويات ،رأى فيها الابري نقضا لصول السنييم !! ،و سانرد على تلك الباطيل و الزّاعم و
ننفضها ،ف الفصل الثان إن شاء ال تعال .
و منها أيضا إنه-أي الابري – عرض فلسفةم أب نصر الفاراب ف العلقةم بيم السالما و
الفلسفةم ،و ساكت عن أخطائه ،و أوهامه ف هذا الوضوع الساس. 100و تعيرض لوقف العتزّلةم
و القدريةم من بعض مسائل أصول الدين ،فشرحها و نيوه با ،و ساكت عن أخطائهم من دون
أي انتقاد لم . 101و سانتطرق إل بعض ذلك ف موضع لحق من الفصل الثان إن شاء ال تعال
.
و هذه الطريقةم الت مارساها الابري ،هي –بل شك -من نقائص الكتابةم العلمحيةم الوضوعيةم ،
و طعن فيها .كمحا أنا تريوج للشكوك و الشبحهات و الخطاء ،و تبحلبحل أفكار القراء ،و تفت
97
سانذكر بعضها ف الفصل الثان ،إن شاء ال تعال .
98
أنظر :بنيةم العقل العرب ،صا 407 :و ما بعدها .
99
نفس الرجع ،صا 321 :و ما بعدها .
100
انظر :نفس الرجع ،صا . 425 ،424 :و تكوين العقل العرب ،صا. 242 :
101
العقل السياساي العرب ،صا. 279 ، 275 :
بعضهم ،و ل تقدما لم حلول .و إذا أضفنا إليها الخطاء النهجيةم الت ساجلناها على الابري
ساابقا ،يتبحيم من كل ذلك أن منهجيته ف الكتابةم العلمحيةم ،كانت كثية الخطاء و النقائص ،
المر انعكس سالبحا على إنتاجه العلمحي شكل و مضمحونا .
أخأطاء منهج النقد التاريخي عند أركون و الجابري :
اقصتد باساتخدامي لصطلح :منهج النقد التاريي ،ذلك النهج الشامل ،الذي يتناول أي
خبخ ،ساواء كان نبحويا ،أو بشريا ،بالنقد و التمححيص على مستوى الساانيد و التون معا .و
هذا النهج هو الذي عأنطلتق منه ف انتقادات لراء البحاحثييم أركون و الابري ،التعلقةم بنهج النقد
التاريي عندها .
فبحالنسبحةم لركون ،فسأذكر بعض مواقفه التعلقةم بنهج النقد التاريي ،عرضا و مناقشةم ،و
إظهارا لخطائه فيها ؛ أولا إنه قال عن الساناد الديثي -يتضمحن رواة الديث )) : -كمحا هو
الال ف عمحليةم الساناد الستخدما ف الديث النبحوي ،هذا الساناد الذي يضمحن ليس فقط صحةم
النقل عن النب ،و إنا أيضا اساتمحراريةم العمحل ،و السلوك الذي توصي به هذه الحاديث ((. 102
و قوله هذا فيه مغالطةم ،و جهل-أو تاهل -بنهج النقد الديثي عند تنقاد الديث ،بدليل ما
يأت :أول إن صحةم الديث عند الدثيم ل تثبحت لرد وجود الساناد ،و إنا وجود الساناد
التصل ،هو شرط من شروط صحةم الديث ،ث تيضع هذا الساناد لعمحليةم النقد جرحا و تعديل
،و هي عمحليةم متشعبحةم و معقدة ،تقوما على أساس منطقيةم 103صحيحةم . 104و عليه فإن وجود
الساناد ل يعن صحةم الديث ،كمحا أوهم بذلك أركون ،و إنا يسمحح لنا بمحارساةم النقد و
التمححيص ،وفق منهجيةم الرح و التعديل .
و ثانيا إن قوله تيوحي بأن الساناد هو أسااس صحةم الديث عند الدثيم ،و هذا غي صحيح
،و افتاء عليهم ،لن النقد عندهم يشمحل الساانيد و التون معا .كمحا أن صحةم الساناد ل تعن
بالضرورة صحةم الت ،و صحةم الت ل تعن بالضرورة صحةم الساناد ،فالديث لكي يتقبحل ف علم
مصطلح الديث ل بد أن يصح إسانادا و متنا ،وفق منهج نقد البخ عند الدثيم. 105
102
تارييةم الفكر العرب ،صا. 125 :
103
سانذكرها قريبحا ،إن شاء ال تعال .
104
أنظر :ممحد ممحود الطحان :أصول التخريج و دراساةم الساانيد ،ط ،3مكتبحةم العارف ،الرياض ، 1996 ،صا137 :
،و مئا بعئدها ،و ، 181و مئا بعئئدها .و ممحئئد عجئاج الطيئب :السئنةم قبحئئل التئدوين ،ط ، 1مكتبحئئةم وهبحئةم ،مصئر ،
، 1963صا ، 239 :و ما بعدها .
105
أنظئئر :عجئئاج الطيئئب :نفئئس الرجئئع ،صا 239 :و مئئا بعئئدها .و ابئئن قيئئم الوزيئئةم :النئئار النيئئف ،حققئئه عبحئئد الرحئئن
العلمحئئي ،دار العاصئئمحةم ،الريئئاض 35 ، 1998 ،و مئئا بعئئدها ،و 42و مئئا بعئئدها .و النئئذري :الئئتغيب و الئئتهيب ،ط
،1دار الكتب العلمحيةم ،بيوت ،1417ج ، 1صا ، 282 ، 245 :و ج 4صا . 250 :و النووي :شرح النووي على
و أما الوقف الثان فعيبخ عنه بقوله :كانت الرؤيةم الياليةم للتاريخ ذات )) هيمحنةم واضحةم لدى
التكتاب الوائل ،من مثل الواقدي ،و أب منف ،و ابن إساحاق ،و ابن عبحد الكم ...وصول
حت الطبخي ،إن رد الفعل العقلن الكثر وضوحا على هذه الرؤيةم الياليةم ،تبحتدئ لدى مسكويه
،لكن أخلفه ل تيارساوا منهجيته ،بنفس الدقةم ،حت ميء ابن خلدون ((. 106
و قوله هذا غي صحيح ف معظم جوانبحه ،و يمحل نظرة ناقصةم عن منهج نقد البخ عند
السلمحيم ،لنه أول إذا كانت الرؤيةم الياليةم للتاريخ موجودة لدى كثي من الؤمرخيم الوائل ،و هذا
معروف عند النقاد ،فإنا ل تكن وحدها هي السائدة ،فقد توجدت إل جانبحها النظرة القيقيةم و
الصحيحةم للتاريخ ،فكانت النظرتان تضيقان و تتسعان من مؤمرخ إل آخر ،حسب خلفياتم
العلمحيةم و الذهبحيةم و السياسايةم ،و الصلحيةم . 107و هذه النظرة الزّدوجةم للتاريخ ،ما تزّال موجودة
إل يومنا هذا لدي كثي من الؤمرخيم و البحاحثيم ،منهم ممحد أركون ،فإن ف دراسااته السالميةم ،
كثيا من اليالت و الظنون ،و الهواء و الرافات ،و سانبحيم ذلك بالدلةم الدامغةم ،ف مواضع
لحقةم من الفصول التيةم ،إن شاء ال تعال .
و ثانيا فإن الؤمرخ الطبخي) ت 309ه ( يتلف كثيا عن ممحد بن عمحر الواقدي ،و أب
منف لوط بن ييح ،و ممحد بن إساحاق ،فإنه كان عالا ناقدا متبححرا ف علوما الشريعةم و التاريخ
،و ل يكن خياليا ف تاريه .و الخبحار الياليةم و الكذوبةم الت أوردها ف تاريه ،ذكرها لنه
تبحن منهجا تدوينيا أقامه على أسااس الياد العلمحي السلب ،فديون ف تاريه أخبحار كل الطوائف ،
على اختلفاتا و تناقضاتا ،بل تقيق ،و ل نقد ،ول تحيص ،إل ف القليل النادر ،و هذا
أمر صيرح به الطبخي ف مقدمةم تاريه .فهو ل يكن جاهل بنهج النقد التاريي ،و ل عاجزّا عن
تطبحيقه ،و ل كان واقعا تت تأثي النظرة الياليةم للتاريخ. 108
و ثانيا إن منهج نقد البخ كان قد نشأ و تقيعد قبحل الؤمرخ أب علي مسكويه التوف سانةم 421ه
ت
،و قد مارساه كبحار نقاد الديث ف القرن الثالث الجري ،كأحد بن حنبحل ،و ييح بن معيم ،
و البحخاري ،و مسلم ،و أب داود السجستان ،و غيهم كثي ،و هؤملء كانت نظرتم للتاريخ
نظرة شرعيةم واقعيةم علمحيةم ،و ل تكن خياليةم أبدا ،و كانوا أصحاب منهج نقدي ،مارساوه
بدرجات متلفةم ،ف تقيق الديث النبحوي ،و كثي من الخبحار التعلقةم بالصحابةم -رضي ال
صحيح مسلم ،ط ،2دار إحياء التاث العرب ،1392 ،ج 1صا . 47 :و ابن الصئلح :مقدمئةم ابئن الصئلح فئ علئوما
الديث ،ط ، 1دار الفاراب ،د ما ن ، 1984 ،صا. 59 :
106
تارييةم الفكر العرب السالمي ،صا. 27 :
107
لعرفةم طائفةم من هؤملء اليالييم ،أنظر كتابنا :مدرساةم الكذابيم ،ف روايةم التاريخ السالمي و تدوينه .
108
سانعود إل مقدمةم الطبخي التارييةم قريبحا ،من هذا البححث .
عنهم ، -فأثرت جهودهم تأسايس علم مصطلح الديث -،أي منهج نقد البخ ،-و تدوين
الصنفات الديثيةم الكبخى ،كالصحيحيم ،و السنن ،و الساند ،فمحارس هؤملء منهجهم من
خلل مصنفاتم ،مع العلم أن أصول منهج نقد البخ هي موجودة صراحةم ف القرآن الكري ،و هو
109
الذي أصله قبحل أن يبحدأ السلمحون ف الكتابةم الديثيةم و التارييةم :تدوينا ،و تقعيدا ،و تقيقا
.
و رابعا إن أركون أغفل كبحار النقاد من الدثيم و الؤمرخيم عاشوا ف الفتة المحتدة من وفاة
مسكويه)ت 421ه ( ،إل وفاة ابن خلدون سانةم 808ه ،كانت نظرتم إل التاريخ شرعيةم
واقعيةم علمحيةم نقديةم ،و ليست خياليةم ،و كانوا نقادا مققيم ،لم درايةم واساعةم بنهج نقد البخ ،
الذي أرساى قواعده نقاد الديث التقدميم ،فزّاده التأخرون إثراء و تقعيدا ،كالطيب البحغدادي
ف تاريخ بغداد ،و ابن الوزي )ت ف الوضوعات ،و العلل التناهيةم ،و تلبحيس إبليس .و ابن
تيمحيةم)ت 728ه( ف منهاج السنةم النبحويةم ،و الذهب )ت 748ه( ف سايي أعلما النبحلء ،و
ميزّان العتدال ف نقد الرجال ،و ابن قيم الوزيةم )ت 751ه( ،ف كتابه نقد النقول – هو
نفسه :النار النيف ، -و ابن كثي )ت 774ه( ،ف البحدايةم و النهايةم .و هذه الكتب منشورة
و متداولةم بيم أهل العلم ،و شاهدة على ما أقول ،و ل تتاج إل توثيق. 110
و خامسا إن تنويه أركون بعمحل ابن خلدون ف منهج النقد التاريي ،يإب أن نتناوله من
جانبحيه النظري و التطبحيقي ،فالنظري عرضه ابن خلدون ف مقدمته ،و انتقد فيه طائفةم من
الؤمرخيم ،و ركزّ فيه على جانب واحد من النهج ،و هو التعلق بنقد التون ،و أهل نقد
الساانيد ،فجاء عمحله ناقصا تمشيوها .مع العلم أن الانب الذي ريكزّ عليه ل يكن جديدا ،و إنا
هو جانب معروف من جانب نقد البخ عند الدثيم .و أما الانب التطبحيقي التعلق بنهج النقد
التاريي عند ابن خلدون ،فهو عندما كتب تاريه :العبخ و ديوان البحتدأ و البخ ،ل يلتزّما فيه
بنهجه النظري الذي عرضه ف القدمةم ،فجاء تاريه عاديا تقليديا كثي الخطاء. 111
و الوقف الثالث – من مواقف أركون من منهج النقد التاريي -هو أنه لا تعيرض لا جاء به
السالما قال )) :هذه الرهانات الت كان قد اساتهدفها الناطق الكبخ و الفاعل الرسال أي ال
ت
بالذات حسب الؤممنيم أو ممحد بسب الؤمرخ الناقد (( . 112و قوله )) :ممحد بسب الؤمرخ الناقد
(( ،هو كلما باطل ،فيه تدليس و تغليط ،و افتاء على النقد العلمحي الصحيح .فكان عليه أن
109
أنظر كتابنا :أخطاء الؤمرخ ابن خلدون ف كتابه القدمةم ،دار الماما مالك ،الزّائر ، 2055 ،صا. 59 :
110
للتوساع أنظر كتابنا :أخطاء ابن خلدون ف كتابه القدمةم ،صا 27 :و ما بعدها .
111
للوقوف على ذلك راجع كتابنا السابق الذكر .
112
أركون :تارييةم الفكر العرب ...صا . 101 :و الفكر السالمي ،صا. 105 :
يقول :بسب الؤمرخ الكافر بالسالما ،أو بسب الؤمرخ النكر للسالما ،و ل يصح أن يقول
ما زعمحه مطلقا ،لن النقد العلمحي ليس حكرا على أحد ،و النقد العلمحي اليادي الوضوعي بريء
من ذلك الزّعم البحاطل .كمحا أن الناقد اليادي الطالب للحق يأخذ بكل الحتمحالت بد ،ث
يتأكد من صدقها بالنقد و التمححيص ،ث يأخذ بالصحيح منها .
فل داع يا أركون إل التدليس و التغليط و الختفاء وراء النقد العلمحي الزّعوما ،لنشر الغالطات
و الباطيل ،و الشبحهات ،فإذا كان النقد الزّعوما أدى بالغالبحيةم الساحقةم من الستشرقيم و أمثالم
إل الكفر بالسالما ،إتبحاعا لهوائهم ،فإن النقد العلمحي اليادي الصحيح أدى-قديا و حديثا-
بكثي من الغربييم و غيهم إل اعتناق السالما ،ما يعن أن زعمحك باطل مردود عليك ف احتكاره
للنقد العلمحي الزّعوما القائم على الهواء و الظنون .و أما أهل النقد و العلم الصحيحيم فهم الذين
يصدق عليهم قوله تعال )) :و يرى الذين أوتوا العلم الذي تأنزّل إليك من ربك هو الق ((-ساورة
سابحأ ، -6/و )) ليعلم الذين أوتوا العلم أنه الق من ربك ((-ساورة الج . -54/و أما أركون و
أمثاله ،فل علم لم إل الهواء و الظنون ،و يصدق عليهم قوله تعال } :لإن يعئتنبحلتعوعن إلنل الظننن
س عولععقود عجاءتهم ممن نرمبلتم اولتعدى{ٍ -ساورة النجم. -23/
عوعما تعئوهعوى ا و علنتف ت
و أما موقفه الرابع فمحرتبحط بالثالث ،زعم فيه أركون أن العقل الؤممن يستحيل عليه أن يتخذ
موقفا مستقل تاما إزاء التصورات الولدة للقيم و الحكاما و السلوك ،بسبحب )) انغمحاساه ف الس
العمحلي الرتبحط باليان ،ل يتيح له أن يتخذ موقف الراقب للمور ف آن واحد ،لنه ل يستطيع
أن ينفصل عن إيانه ،و لو للحظةم من أجل أن يتخذ مسافةم نقديةم ،و يدرس المور بشكل
تاريي و علمحي ((.113
و قوله هذا غي صحيح ،و مازفةم فيها تدليس و تغليط ،لنه أول إن الدراساةم العلمحيةم
الوضوعيةم الناقدة الفاحصةم ليست حكرا على أحد من أهل العلم ،و ل على طائفةم منهم ،فكل
منهم ف مقدوره أن يكون ناقدا موضوعيا حياديا ،على اختلف عقائدهم و مذاهبحهم ،إن تردوا
للحقيقةم و صدقت نواياهم ،و تغلبحوا على أهوائهم و مصالهم .لكن العروف تاريا و واقعا أن
اليادييم من أهل العلم قليلون ،لن معظمحهم يصعب عليه التجيرد للحقيقةم العلمحيةم تردا كامل ،
إذا ما تعارضت مع عقائدهم و مصالهم .
مع العلم أن التجرد العلمحي ل يعن بالضرورة ،أن ينسلخ البحاحث كليةم عن أصوله و خلفياته
و قناعاته العقيديةم و الذهبحيةم ،لنه إذا فعل ذلك فإنه لن يستطيع أن يفعل شيئا ،لنه دخل مال
البححث فارغا ،و البححث العلمحي ل يقوما على فراغا .و إنا القصود من التجرد العلمحي أن ل يقع
113
نفس الرجع . 101 ،
البحاحث تت تأثي أهوائه و خيالته و مصاله ،و أن ل تنعه قناعاته الفكريةم من الدراساةم العلمحيةم
الياديةم ،و أن ل تول دون قوله القيقةم ،و لو كانت ضده .
و المسلم الحق ليس كما زعم أركون ،من أن إيمانه يعوقه عن النقد العلمي
النزيه الصحيح ،فهو-أي المسلم -ل يعوقه إيمانه ،و ل يحتاج أبدا إلى النسلخا منه
،لنه أكثر أهل العلم علمية ،و موضوعية ،و حرية في البحث العلمي ،لن معه
من الدواعي إلى الحيادية و الموضوعية ،و من الموانع عن الكذب و التحريف ،ما
ل ييوجد عند غيره من أتباع الديان و المذاهب المختلفة ؛ و يتمثل ذلك في كثرةا
النصوصا الشرعية التي تأمره بالموضوعية ،و إتباع الحق ،و البعد عن الكذب و
الظنون و الهواء ،و عدم التعدي على حقوق الناس ،و قول الحق و لو كان مرا ،
صأر أوارلفيأؤاأد يكلُلك بذذه ذعرلدم إذلن اللسرمأع أوارلبأ أس لأ أ
ف أما لأري أمن ذلك قوله تعالى } :أولأ تأرق ي
اأ يأأريميريكرم أأن يتؤلُدورا
ل{َ -سورةا السراء ، - 36/و }إذلن ر ك أكاأن أعرنهي أمرسيؤو و يأولئُذ أ
اأ نذذعلما يأذعظييكم بذذه إذلن س أأن تأرحيكيمورا ذبارلأعردذل إذلن ر ت إذألى أأرهلذأها أوإذأذا أحأكرميتم بأريأن اللنا ذ
الأأماأنا ذ
س أأرشأياءهيرم أوأل تأرعثأروا صيورا{َ -سورةا النساء - 58/و }أوأل تأربأخيسوا اللنا أ اأ أكاأن أسذميوعا بأ ذ ر
ك أعن أسذبيذل ضلل أض يمرفذسذديأن{َ -سورةا الشعراء ، -183/و}أوأل تأتلبذذع ارلهأأوىَ فأيي ذ ذفي ارلأرر ذ
ب{َ -سورةا ب أشذديدد بذأما نأيسوا يأروأم ارلذحأسا ذ اذ لأهيرم أعأذا دضلُلوأن أعن أسذبيذل ل اذ إذلن اللذذيأن يأ ذ ل
صا ، - 26/و}أيا أألُيأها اللذذيأن آأمينورا يكوينورا قألواذميأن ذرلذ يشهأأداء ذبارلقذرسذط أولأ يأرجذرأمنليكرم أشأنآَين
اأ أخذبيدر بذأما تأرعأميلوأن{َ اأ إذلن ر ب ذللتلرقأوىَ أواتليقورا ر
قأرومم أعألى أألل تأرعذديلورا ارعذديلورا هيأو أأرقأر ي
-سورةا المائدةا ، -8/و العدل يكون في القول و العمل معا .
فالسلم الق هو أكثر الناس علمحيةم و حياديةم ،و أبعدهم عن الهواء و الظنون ،و اليالت
و الوهاما ،و ليس كمحا زعم أركون من أن إيان السلم تيؤمثر سالبحا ف أباثه العلمحيةم ؛ و إنا غي
السلم -ف الغالب العم -هو القل موضوعيةم و علمحيةم ،خاصةم ف الالت العقديةم و الذهبحيةم ،
لكثرة تأثره السلب بأفكاره و قناعاته الذهبحيةم ،و بأهوائه و طنونه و مصاله الدنيويةم ،أماما ضعف
أو غياب الوازع و الوانع الداخليةم الت تنعه من الكذب و التعصب البحاطل ،و تمحله على
الوضوعيةم العلمحيةم .و الستشرقون و أمثالم معظمحهم من هذا الصنف ،ف تعاملهم مع السالما و
أهله .و ممحد أركون من ههؤملء ،فكان عليه أن يدعو نفسه مع هؤملء ،إل النسلخ من
عقائدهم و مذاهبحهم ،ف دراساتهم للسالما و تاريه ،لكي يفهمحوا ديننا و تارينا فهمحا صحيحا ،
لكنه ل يفعل ذلك حت مع نفسه ،فإن مؤملفاته مليئةم بالتعصب و الباطيل ،و هذا المر
سانتوساع فيه لحقا ،إن شاء ال تعال .
و أما موقفه الخي -أي الامس -فيتعلق بنهج النقد عند الستشرقيم ،فقال :إنم
)) تيقارعون السلمحات و الفرضيات السالميةم ،باليقيم العلمحوي(( . 114و قوله هذا هو مدح و
وصف لنهج الستشرقيم النقدي ف تعاملهم مع السالما :أصول ،و فروعا ،و تاريا .و يتضمحن
أيضا طعنا ف السالما الذي يقوما على السلمحات و الفرضيات على حد زعمحه ،مقابل منهج
الستشرقيم الذي يقوما على اليقيم العلمحي ،أو العلمحوي حسب زعمحه أيضا .و قوله هذا باطل من
أسااساه ،و فيه تغليط ،لن منهج الستشرقيم ف تعاملهم مع السالما –قرآنا و سانةم -يقوما أسااساا
على الكاذيب و الظنون و الهواء ،و الشكوك و الشبحهات ،و هي أصول ل تت إل العلم ،
و ل إل اليقيم بصلةم ،فهم بإتبحاعهم لذا النهج البحاطل العوج ،وجدوا فيه طريقا لحود نبحوة ممحد
–عليه الصلة و السلما ، -و الطعن ف القرآن الكري ،و هم الذين يصدق عليهم قوله تعال } :
س عولععقود عجاءتهم ممن نرمبلتم اولتعدى{ٍ -ساورة النجم ، -23/و ل ل لن ن
إن يعئتنبحتعوعن إل الظنن عوعما تعئوهعوى او علنتف ت
ب للع تعئولبحلتسوعن اولعنق لبالوعبحالطلل عوتعوكتتتمحوعن اولعنق عوعأنتتوم تعئوعلعتمحوعن{ٍ -ساورة آل عمحران/
}يا أعوهل الولكعتا ل
ع ع
. -71و أفكارهم هذه قد تبحناها تلمحيذهم الوف أركون ،و نشرها ف مؤملفاته بمحاس و غرور ،و
نن سانرد عليها و ننقضها على صاحبحها ،ف الفصول التيةم من كتابنا هذا ،إن شاء ال تعال .
و أما قوله )) :السلمحات و الفرضيات السالميةم (( ،فليعلم أنا مسلمحات و أصول إسالميةم
ل تقوما على الظنون و الهواء ،كمحا هو حال منهج شيوخه الستشرقيم ،و إنا تقوما على
يقينيات الشرع و قطعياته ،الستمحدة من القرآن الكري ،و السنةم النبحويةم الصحيحةم الوافقةم له ،و
القرآن نفسه هو :علم وحق ،برهان و بينةم ،معجزّة و آيةم .كمحا أنا تقوما أيضا على ثوابت
التاريخ ،و أدلةم العقول الصحيحةم الصريةم .و كلمنا هذا ل يتاج إل توثيق ،فهو معروف ،و
ثابت ،يشهد عليه القرآن الكري ،و ساية الرساول-عليه الصلة و السلما -و صحابته –رضي
ال عنهم. -
و أما بالنسبحةم إل ممحد عابد الابري ،فسأتطرق لخطائه التعلقةم بنهج النقد التاريي ،ف
ثلثةم مواضيع ،أولا يتعلق بواقف الابري من منهج نقد البخ عند الدثيم ،منها أنه أرجع شروط
الصحةم العتبخة ف الديث النبحوي إل عصر التدوين –من منتصف القرن الثان و ما بعده -و
جعلها من إبداعات العقل العرب ،و تلياته ف ذلك العصر. 115
و قوله هذا ليس صحيحا على إطلقه ،و ذلك أن شروط صحةم الديث ،إذا كانت قد
اكتمحلت و تقيعدت ف عصر التدوين و ما بعده ،فهي ليست من ابتكاراته كليةم ،لن بداياته و
114
تارييةم الفكر العرب ،صا. 253 :
115
تكوين العقل العرب ،صا. 62 ، 61 :
أصولا السااسايةم ،تعود إل زمن النب-عليه الصلة و السلما، -و صحابته و التابعيم –أي قبحل
عصر التدوين ، -بدليل الشواهد التيةم :
أولا إن القرآن الكري قد حث على التثبحت و التحقق من الخبحار ،من خلل نقد الساناد
و الت معا ،و ذلك ف قوله تعال } :يا أعيئهئا النئلذين آمنتئوا لإن جئاءتكم عفالسائق بلنعبحئنأ فعئتعبحئينئنتئوا عأن ت ل
صئئيبحتوا ع و ق ع ع ع ع ع ع
لل ل ن
يم{ٍ -ساورة الجرات ، -6/فاليةم قد جيرحت الراوي و ل صبحلتحوا عععلى عما فعئععولتتوم عنادم ع
قعئووةما بععهالعةم فعئتت و
تعئئدله ،و وصئئفته بئئأنه فاسائئق ،ثئ ئ دعئئت إلئ ئ التثبحئئت مئئن الئئبخ )) فتئ ئبحينوا (( دون تديئئد للوسائئائل
لتبحقى مطلقةم يستخدما فيها النسان كل ما يساعده على التأكد من صحةم البخ .و منهئا أيضئا قئوله
تعال )) :يا أهل الكتئاب للعئ تئاجون فئ إبراهيئم و مئا أنزّلئت التئوراة و النيئل إل مئن بعئده ،أفل
تعقلون ،ها أنتم هؤملء حاججتم فيمحئا لكئم بئئه علئئم ،فلمحئئا تئاجون فيمحئا ليئس لكئئم بئه علئم ،و الئ
يعلم و أنتم ل تعلمحون ((-ساورة آل عمحران ،(-66-46/فال -سابححانه و تعئئال -ريد علئئى دعئئوى
أهل الكتاب بنطق التاريخ ،و مئؤمداه :كيئف يكئون إبراهيئم –عليئه السئلما -يهوديئا أو نصئرانيا ،و
ما أنزّلت توراة اليهئود ،و إنيئل النصئارى ،إل مئن بعئده بقئرون عديئدة ؟ و هئذا دليئل عقلئي تئاريي،
اسائئتخدمت فيئئه الطابقئئةم الزّمانيئئةم بيمئ الئئدعوى و القيقئئةم التارييئئةم .ثئ نبحههئئم الئ -عئئزّ و جئئل -إلئ
ضئئرورة توظيئئف العقئئل فئ مثئئل هئئذه القضئئايا بقئوله " أفل تعقلئئون " ثئ أنكئئر عليهئئم الاجئئاة فيمحئئا ل
علئئم لئئم بئئه .فيتئبحيم مئئن ذلئئك أن الئئبخ ل يقبحئئل بجئئرد الئدعوى بئل ل بئئد مئئن التأكئد مئئن صئئدقه إذا
شككنا فيه باساتخداما متلف الوساائل التاحةم ،و طريقةم القرآن الكري يكن تعمحيمحهئئا و تطبحيقهئئا علئئى
العديئئد مئئن الروايئئات الديثيئئةم و التارييئئةم ،و هئئو فئ ذلئئك يعطئئي الثئئال ،و يئئتك للعقئئل البحشئئري مئئال
البداع مفتوحا.
و الش ئئاهد الث ئئان ه ئئو أن الص ئئحابةم أنفس ئئهم ك ئئانوا يت ئئاطون فئ ئ روايئئةم ال ئئديث النبح ئئوي ،و
يتثبحتون ف قبحوله ،و بعضهم تيطالب بالشاهدين ،ليقبحله من سعه ،خوفا من توساع الناس ف روايته
،فيدخله ما ليس منه ،حدث ذلك ف زمن اللفةم الراشدة و بعدها. 116
و الشئئاهد الثئئالث ،هئئو أن التئئابعيم هئئم أيضئئا كئئانوا يتثبحتئئون ف ئ روايئئةم الئئديث و قبح ئوله ،
فيتأكدون منه بالتحال إل الرواة ،و الطالبحةم بصحةم الساناد ،فعلوا ذلك بعئئد انتشئئار الكئئذب علئئى
إثر الفتنةم الكبخى سانةم 35ه ،و ما حدث بعدها من انقساما للمةم إل طوائف متناحرة. 117
116
أنظر :ابن قتيبحئةم :تأويئل متلئف الئديث ،دار اليئل ،بيوت ، 1972 ،صا . 39 :الئذهب :تئذكرة الفاظ ،ط ، 1
دار الكتئئب العلمحيئئةم ،بيوت ،ج 1صا . 2 :و البحخئئاري :الصئئحيح ،ج 5صا ، 2305 :رقئئم الئئديث . 5891 :و
مسلم :الصحيح ،ج 1صا ، 12 :ج 3صا . 311 :النسائي :السنن الكبخى ،ج 4صا. 73 :
117
مسلم :نفسه ،ج 1صا . 12 :و الئذهب :نفئس الصئدر ،ج 1صا . 55 :و عجئاج الطيئب :السئنةم قبحئل التئدوين ،
صا 92 :و ما بعدها .
و الشاهد الرابع يتضمحن نوذجا لتثبحت بعض الصحابةم ف قبحول الديث النبحوي ،بالعتمحاد
على نقد الساناد و الت معا ،و مفاده هو أن الصحابيةم فاطمحةم بنت قيس لا طلقها زوجها ثلثا
،ذهبحت إل عمحر بن الطاب –رضي ال عنه -و أخبخته بديث عن رساول ال –صلى ال عليه
وسالم -فيه إساقاط نفقتها و ساكناها ،و قد كانت هي امرأة صالةم ،فلم يقبحل منها عمحر ،و
قال )) :ما كنا لندع كتاب ربنا و سانةم نبحينا ،لقول امرأة ل ندري أحفظت ذلك أما ل ((. 118
و هو –أي عمحر -قد رد خبخها لنه وجده يالف ما ف الكتاب و السنةم ،من خلل
نقده لت خبخها ،الذي وجده ل يتطابق –ل حظ قانون الطابقةم -مع ما هو ثابت ف القرآن و
السنةم النبحويةم ،و هو ل تيإرحها و ل اتمحها ف عدالتها ،و إنا رد خبخها لا وجده مالفا لا هو
ثابت ف الشرع ،و علل ذلك بضعف ضبحطها ،ف قوله )) :ل ندري أحفظت ذلك أما نسيت
(( .كمحا أنه يتبحيم من ذلك أن عمحليةم نقد الخبحار قد ظهرت مبحكرا عند السلمحيم ،بالعتمحاد على
نقد الساناد و الت معا ،فعمحر عندما رد البخ رده لن متنه يالف الثابت ف الشرع ،و ارجع
ذلك إل إمكانيةم أن تكون الرأة قد نسيت ،و هذا يص الضبحط ،و هو متعلق بالساناد .
و الشاهد الامس يتضمحن هو أيضا نوذجا لتثبحت بعض الصحابةم ف روايةم الديث النبحوي ،
بالعتمحاد على الت و الحتكاما إل القرآن الكري ،و مفاده أنه لا بلغ عائشةم –رضي ال عنها-
أن الصحاب عبحد ال بن عمحر –رضي ال عنه -يذكر أنه سع رساول ال-عليه الصلة و
السلما ، -يقول )) :إن اليت لتيعذب ببحكاء أهله عليه (( ،قالت )) :ل ما قال رساول ال –
صلى ال عليه و سالم -قط :إن اليت تيعذب ببحكاء أحد ،و لكنه قال )) :إن الكافر يزّيده ال
ببحكاء أهله عذابا ،و إن ال لو أضحك و أبكى ،و ل تزّر وازة وزر أخرى ((. 119
و في رواية أخرىَ أنها –أي عائشة أم المؤمنين -لما سمعت بالحديث ،قالت :إن
الصواب هو أن رسول ا –عليه الصلةا و السلم -مر بقبر فقال )) :صاحب هذا
لييعذب و أهله يبكون عليه (( ،ثم قرأت قوله تعالى } :أوأل تأذزير أواذزأرةاد ذورزأر أيرخأرىَ ثلمي
صيدوذر{َ -سورةا الزمر/ إذألى أرببيكم لمررذجيعيكرم فأيينأببئُييكم بذأما يكنتيرم تأرعأميلوأن إذنلهي أعذليدم بذأذا ذ
ت ال لُ
120
-7
فهذه الشواهد التنوعةم تثبحت با ل يدع مال للشك ،بأن شروط صحةم الديث ل تكن من
ابداعات عصر التدوين ،على ما ذهب إليه الابري ،و إنا هي اكتمحلت و تقعدت ف عصر
التدوين ،ث اتسعت و تقننت أكثر فيمحا بعده ،و هي شروط –كمحا رأينا -شلت نقد الساناد و
118
أبئئو داود السجسئئتان :السئئنن ،بيوت ،دار الفكئئر ،دت ،ج 2صا . 288 :و سائئنن أبئ داود مئئن تقيئئق اللبحئئان ،
رقم . 2291 :و الطيب البحغدادي :الكفايةم ف علم الروايةم ،الكتبحةم العلمحيةم ،الدينةم النورة ،د ت ،صا. 83 :
119
مسلم :الصدر السابق ،ج 2صا. 641 :
120
اللبحان :صحيح أب داود ،ج 2صا. 605 :
الت معا .
و الوقف الثان ذكر فيه الابري أن علمحاء الديث تييزّون بيم صحيح الديث من ساقيمحه
،بالعتمحاد على )) ضبحط سالسلةم رواته ،و نقدهم بالتعديل و التجريح ،و ذلك علم الساناد
(( . 121و قوله هذا يتضمحن صوابا و خطا ،فالصواب هو قوله بأن الدثيم تييزّون صحيح
الحاديث من ضعيفها ،بنقد أساانيدها .و الطأ هو حصره نقد الديث ف الساناد فقط ،و
إغفاله لنقد الت عند الدثيم ،و الصواب هو أن الدثيم اعتمحدوا ف تقيقهم للحاديث على نقد
الساانيد و التون معا ،و الشواهد على ذلك كثية جدا ،أذكر منها ثلثةم فقط على سابحيل الثال
ل الصر ، 122أولا ما ذكره الماما مسلم )ت 261ه( ( ،من أنه كانت للمححدث ابن تليعةم
أوهاما فاحشةم ،منها إنه روى أن رساول ال-صلى ال عليه وسالم -احتجم ف مسجده ،فعيقب
عليه مسلم بقوله )) :و هذه روايةم فاسادة من كل جهةم ،فاحش خطؤمها ف الت و الساناد معا
جيعا (( ،وذلك أن ابن تليعةم تمصيحف ف متنه و تمغفل ف إساناده ،ث بيم أن معن الديث هو
123
أن رساول ال احتجر ف السجد بوصةم أو حصي يصلي فيه ،و ليس معناه أنه احتجم فيه ((
.
و الشاهد الثان يتعلق با ذكره الافظ أبو داود السجستان )ت 275ه( ،فإنه انتقد الواعظ
غلما الليل البحغدادي)ت 275ه( ،و وصفه بأنه دجال بغداد ،ث قال إنه نقد 400حديث
رواها غلما الليل فوجدها كلها كذب بتونا و أساانيدها. 124
و الشاهد الخي-أي الثالث -يتضمحن مثاليم ،أولمحا يتعلق با قاله الافظ عبحد ال بن
عدي الرجان )ت 365ه( عن مرويات ممحد بن ساليمحان بن مسمحول ،من أن عامتها ل تيتابع
فيها ،من حيث أساانيدها و متونا . 125و ثانيهمحا يتعلق أيضا بابن عدي ،فإنه عندما نقد الراوي
ممحد بن عبحد الرحن القسري ،قال إنه مهول ،روى أحاديث بأساانيده كلها مناكي ،و منها ما
متنه منكر. 126
و ل يغيب عنا أن نقد الساانيد و التون ،تعود بداياته إل زمن رساول ال –عليه الصلة و
121
بنيةم العقل العرب ،صا . 118 :
122
للتوساع ف ذلك أنظر كتابنا :أخطاء ابن خلدون ف كتابه القدمةم ،صا 24 :و ما بعدها .
123
مسلم بن الجاج :التمحييزّ ،حققه مصطفى العظمحي ،السعوديةم ،مكتبحةم الكوثر ، ، 1411 ،صا. 187 :
124
الذهب :السي ،ج 13صا. 283 :
125
ابن الوزي :الضعفاء و التوكيم ،ج 3صا. 69 :
126
ابن عدي :الكامل ف ضعفاء الرجال ،ج 6صا. 257 :
السلما -و صحابته ،على ما سابحق أن أثبحتناه .كمحا أن علمحاء الديث ،قد نصوا ف مصنفات
علم مصطلح الديث ،على أن نقد الديث يشمحل الساانيد و التون معا . 127و قد كرر الابري
نفس الطأ ف كتابه العقل الخلقي العرب ،عندما قال )) :حسب مقاييس الصحةم و الضعف ،
الت يعمحل با أهل الديث ،و هي تص مدى عدالةم الرواة (( . 128فقوله هذا هو ترديد لا قاله
ف كتابه بنيةم العقل العرب ،و هو غي صحيح على إطلقه ،على ما سابحق أن بيناه.
و أما الوقف الثالث فيتعلق ببخ الحاد ،فقال الابري :إن هذا البخ قاما على أسااس
ت صحةم نسبحته إل ت صحةم البخ ف ذاته ،بل إنا يتثبح ت سالطةم إجاع الصحابةم ،و إساناده ل )) يتثبح ت
الرساول ،لطبحقا للشروط الت يعتمحدها أهل الديث ،فهو صحيح على شروطهم ،و ليس صحيحا
ف نفسه ((. 129
و قوله هذا غي صحيح ،و فيه تدليس و تغليط ،بدليل الشواهد التيةم :أولا إن شرعيةم
الخذ بديث الحاد ل تعود أول إل إجاع الصحابةم ف الخذ به ،و إنا تعود إل القرآن و
السنةم النبحويةم الصحيحةم ،فالقرآن الكري نص صراحةم على قبحول خبخ الحاد ،ف قوله تعال } :عيا
ل ن ل ل ن ل
أعيئعها النذيعن آعمنتوا لإن عجاءتكوم عفاساقق بلنعبحعأ فعئتعبحعئينئنتوا عأن تصيبحتوا قعئووةما بععهالعةم فعئتت و
صبحلتحوا عععلى عما فعئععولتتوم
يم{ٍ -ساورة الجرات ، -6/فرغم أن هذا الواحد فاساق أمرنا ال تعال بالتثبحت من خبخه ،و لل
عنادم ع
ل يأمرنا برفضه مطلقا ،فمحا بالك ببخ الواحد العدل الضابط ؟ .
و كذلك الال ف السنةم النبحويةم ،فقد كان رساول ال-صلى ال عليه و سالم -يرسال
الواحد ،و الحاد من أصحابه إل متلف الهات للقياما بأعمحال كلفهم با ،و يثق فيهم ،و ل
يرد أخبحارهم .و هذا أمر معروف و متواتر من سايته –عليه الصلة و السلما -ل يتاج إل توثيق
.
و الشاهد الثان هو أن علمحاء الديث طلبحوا الديث الصحيح ف ذاته ،بالعتمحاد على
نقد التون و الساانيد معا ،كوسايلةم للوصول إل الديث الصحيح ف ذاته ،و ليس أنم طلبحوا
مرد صحةم الساناد ،دون النظر ف الت ،لذا قالوا :إن الديث صحيح بذاته وفق شروطهم ،و
ل يقولوا :إن الديث يصح لرد صحةم إساناده .و لذا هم فيرقوا بيم صحةم الساناد ،و صحةم الت
127
أنظ ئئر مثل :الطي ئئب البحغ ئئدادي :الكفاي ئئةم فئ ئ عل ئئم الرواي ئئةم ،صا . 3 :و اب ئئن الص ئئلح :مقدم ئئةم اب ئئن الص ئئلح ف ئ عل ئوما
الديث ،دار الشهاب ،الزّائر ،صا. 31 :
128
هامش صا. 523 :
129
بنيةم العقل العرب ،صا. 125 :
،و ردوا أحاديث أساانيدها صحيحةم. 130
كمحا أن شروطهم -الت وضعوها – كاتصال الساناد ،و خلو الديث من الشذوذ و العلةم
على مستوى الساانيد و التون ،أقاموها على أساس منطقيةم ،و ل تيقيمحوها على أساس خياليةم
خرافيةم ،لذا فهم مثل ل يقبحلون الديث النقطع ،لنه ل يصح عقل أن يروي إنسان حديثا عن
رجل يدعي أنه سعه منه ،و هو ل يلتق به ،أو ل يسمحع منه ،أو ل يلحق به زمنيا. !! 131
و كذلك هم ل يقبحلون الديث الذي تيالف القطعي من القرآن الكري ،و السنةم النبحويةم ،
و الثابت من التاريخ .و يردون أيضا الحاديث الت تالف بدائه العقول ،و الواقع الشهود ،و
قد كان الؤمرخ الافظ عبحد الرحن بن الوزي يقول )) :ما أحسن قول القائل :إذا رأيت الديث
يتبحاين العقول ،أو تيالف النقول ،أو تيناقض الصول ،فاعلم أنه موضوع ((. 132
و الشاهد الخي – أي الثالث -هو أن ما قاله الابري يتضمحن طعنا ف منهج الدثيم ،و
شكا فيمحا يروونه ،فأما الطعن فيتمحثل ف قوله بأنم أقاموا منهجهم على نقد الساناد دون الت ،
ما يعن أن منهجهم ناقص ،أهل جانبحا هاما ف صحةم البخ ،و هو الت .
و أما الشك فيتمحثل ف قوله بأن الدثيم ل يهتمحوا بصحةم الديث ف ذاته ،و إنا اهتمحوا
به من حيث ثبحوت إساناده فقط .و هذا يعن بأنم قد يروون الستحيلت و الرافات و يقبحلونا ،
لن أساانيدها قد صحت عندهم ،من دون نظر ف متونا .و هذا افتاء على القوما ،و ل يصح
ف حقهم على ما قد سابحق أن بيناه .
و أما الوقف الرابع ،فهو أيضا يتعلق ببخ الحاد ،فقد قال الابري :إن خبخ الحاد ل
تيوجب العلم ،و أما كونه تيوجب العمحل ،فهذا أيضا ليس بسبحب )) وثاقةم الساناد ،بل بسبحب
تواتر البخ بإجاع الصحابةم على العمحل به (( . 133و قوله هذا فيه ثلثةم أخطاء واضحةم ،أولا إن
الصواب ف إيإاب خبخ الحاد للعلم ،هو أنه خبخ تيفيد العلم النظري ،بعن العلم الذي يتوقف
على النظر و الساتدلل ،فإذا صح وجب الحتجاج و العمحل به. 134
130
أنظر :النذري :التغيب و التهيب ،ج 1صا ، 282 ، 245 :ج 4صا . 250 :و الطيب البحغدادي ،تاريخ بغداد
،ج 3صا . 168 ، 98 :و ابن جاعةم :النهل الروي ،ط ،2دار الفكر ،دمشق ، 1406 ،صا . 37 :
131
ممحود الطحان :تيسي مصطلح الديث ،مكتبحةم رحاب ،الزّائر ،د ت ، ،صا ، 76 :و ما بعدها .
132
السئئيوطي :تئئدريب ال ئراوي ،ج 1صا . 277 :و ابئئن قيئئم الوزيئئةم :النئئار النيئئف ،صا . 80 ، 79 ، 45 ، 44 :و
الطيئئب البحغئئدادي :تاريئئخ بغئئداد ،ج 3صا . 98 :و الئئذهب :السئئي ،ج 4صا . 343 ،342 :و للتوسائئع أكئئثر أنظئئر
كتابنا :أخطاء ابن خلدون ،صا ، 27 :و ما بعدها .
133
بنيةم العقل العرب ،صا. 125 :
134
ممحود الطحان :تيسي مصطلح الديث ،صا. 31 ، 21 :
و ثانيها إنه-أي الابري – ل تيفرق بيم مشروعيةم الخذ ببخ الحاد كخبخ ،و بيم صحته
للعمحل به ،و جعل سابحب العمحل به هو تواتر البخ بإجاع الصحابةم على العمحل به ،و هذا سابحق
أن بينا خطأه ،لن مشروعيةم الخذ ببخ الحاد أصلها القرآن الكري و السنةم النبحويةم ،و ليس
إجاع الصحابةم على العمحل به.
و آخرها-أي الثالث -إنه جعل كون خبخ الحاد تيوجب العمحل هو تواتره عن إجاع
الصحابةم على العمحل به ،و ليس صحةم إساناده ،و هذا غي صحيح تاما ،لن علمحاء الديث
قالوا :إن حديث الحاد يتوقف العمحل به على التحقيق ،فإذا صح إسانادا و متنا ،فهو صحيح
تيوجب العمحل. 135
و الوقف الامس ،ذكر فيه الابري أن العتمحد عند علمحاء الديث ف التحقيق ،هو نقد
الساناد جرحا و تعديل ،و ليس العقل هو العتمحد ف ذلك . 136و قوله فيه تكرار لخطائه
السابقةم ف موقفه من منهج نقد البخ عند الدثيم ،كمحا أنه –أي قوله -يتضمحن خطأين واضحيم
،الول هو حصره لعمحل الدث ف نقد الساناد دون الت ،و هذا سابحق أن بيناه ،و أثبحتنا خطأ
الابري ف ذلك ،و تبحيم أن الدثيم أقاموا منهجهم على نقد الساانيد و التون معا .
و أما الطأ الثان فهو قوله :إن الدثيم أقاموا منهجهم النقدي على الرح و التعديل –أي
نقد الساناد، -و ليس على العقل،و هذا خطأ فادح وقع فيه الابري ،لن منهج الدثيم قاما ف
أساسه و تفاصيله على ما تيوجبحه العقل ،بدليل الشواهد التيةم :منها إن الدثيم عندما قسمحوا
البخ -ف نقدهم له -إل إساناد و مت ،فعلوا ما تيقره العقل و تيوجبحه ،لن أي خبخ –مهمحا كان
نوعه -له راو أو رواة نقلوه ،و له معن يمحله ،و لكي تيقق هذا البخ تقيقا كامل ،فل بد من
تقيقه إسانادا و متنا ،فإذا تلف جانب كان التحقيق ناقصا ،و قد تتوقف الصحةم على ذلك
الانب التخلف .
و منها إن تقيق الساناد يتطلب أمورا تيوجبحها العقل ،كمحعرفةم الرواة من حيث أعيانم و
أحوالم ،من ضبحط و عدالةم ،فليس من العقل أن نقبحل أخبحارا رواها كذابون ،أو قوما شبحه مانيم
أو مانيم .كمحا أنه ليس من العقل أن نقبحل أخبحارا ذكرها أناس عن أقواما ل يلحقوا بم ،أو رووها
عن صغار ل تييزّون !! .
و منها أيضا أن تقيق الحاديث من حيث التون ،يتطلب النظر ف أمور كثية تيوجبحها
العقل ،منها :هل ما ذكره الرواة يتفق مع القطعيات الشرعيةم و العقليةم ؟ ،و هل ما رووه يتفق
135
نفئئس الرجئئع ،صا . 32 ،31 :و ممحئئد الزّفئ ئزّاف :التعريئئف بئئالقرآن و الئئديث ،ط ، 4مكتبحئئةم الفلح ،الكئئويت ،
، 1984صا ، 276 :و ما بعدها .
136
بنيةم العقل ،صا. 549 :
مع التواترات و الثوابت التارييةم ؟ ،و هل ما رووه يتفق مع قوانيم الطبحيعةم و العمحران ؟ ،و هل
ما رووه يتفق مع أخلقيات النبحوة و خصائصها ؟ .
كل هذا الذي ذكرناه -و غيه -اساتخدمه علمحاء الديث ف تقيقهم للحاديث النبحويةم ،
على مستوى الساانيد و الت معا . 137و هو أمر شرعي بديهي ،طبحيعي و عقلي ل مطعن فيه ،
يتثبحت قطعا بأن انتقادات الابري للمححدثيم ف منهجهم النقدي –الت سابحق ذكرها -كانت خاطئةم
ف الغالب العم .
و الوقف السادس يتعلق بتعجب الابري و اساتغرابه من ظاهرة الحاديث و موقفه منها ،
فهناك أحاديث تتنسب لسااطيم الصحابةم كعائشةم ،و ابن عمحر ،و أب هريرة – رضي ال عنهم-
؛ و هناك أحاديث أخرى تناقضها ،تتنسب إل نفس هؤملء الصحابةم ،و هي أحاديث مذكورة ف
كتب أهل السنةم العتمحدة ،كالت تدح معاويةم ،و أخرى تذمه .و علج هذه الوضعيةم عنده ل
تتم )) بواساطةم الرويات و الخبحار ،لن أي شيء تيروى كان تيارب بروايةم مناقضةم ،و بالرجوع
إل نفس السند .إن الل الوحيد ف مثل هذه الالةم هو الحتكاما إل العقل و النطق وحدها ((
. 138
و ردا عليه أقول :أول إنه بالغ ف تضخيم ظاهرة الروايات الديثيةم التناقضةم وخطرها ،
نعم هي حقا حدثت ف تارينا ،و شيكلت خطرا على السنةم النبحويةم الصحيحةم ،لكنها كانت
معروفةم لدى علمحاء الديث و نقاده ،الذين تصدوا لا بزّما و قوة باساتخداما منهج نقد البخ القائم
على نقد الساانيد و التون معا .
و تلك الظاهرة كانت لا أسابحاب موضوعيةم كثية ،و ل تكن بسبحب الكذب فقط ،فمحن
أسابحابا :الطأ و النسيان ،و النسخ ف الديث النبحوي ،و الكذب التعمحد لهداف ساياسايةم و
مذهبحيةم و دنيويةم كثية . 139لذا فل مبخر لتضخيم ظاهرة تناقض الروايات الديثيةم بدعوى الكذب ،
و اختلط الحاديث النبحويةم ،لن الحاديث الصحيحةم هي السابحق ف النتشار -،قبحل شيوع
الكذب -و كانت معروفةم ،و معمحول با ،و يفظها كثي من أهل العلم. 140
و ثانيا إن إشارة الابري إل وجود الحاديث التناقضةم ف كتب الديث السنيةم العتمحدة ،
فيها نوع من التغليط و الطعن ،و كان عليه أن تيشي إل أن وجود تلك الحاديث ل يعن أن
137
سابحق أن ذكرنا بعض ذلك و توثيقه .و للتوساع أنظر :النار النيئف لبئن قيئم الوزيئةم ،و كتابنئا :أخطئاء ابئن خلئدون فئ
كتابه القدمةم .
138
بنيةم العقل العرب ،صا. 256 ، 255 :
139
أنظر مثل :ممحد الزّفزّاف :التعريف بالقرآن و الديث ،صا ، 208 :و ما بعدها .
140
للتوساع ف ذلك أنظر :نفس الرجع ،صا ، 205 :و ما بعدها .
علمحاء السنةم يقبحلونا على لعلتا ،و يأخذون بالستحيلت و التناقضات ؛ لن حقيقةم المر هي
أن علمحاء الديث ل يشتطوا ذكر الصحيح فقط ف مؤملفاتم الديثيةم ،فإن معظمحهم ل يشتطوا
ذلك ،فرووا الصحيح ،و الضعيف ،و حت الوضوع ،فالصحيح تيؤمخذ به ،و غيه تيدون لتيعرف
،و تييزّ ،و تيتجنب ،كمحا هو الال ف السنن و السانيد و غيها. 141
و ثالثا إن الل الذي اقتحه الابري هو حل تممحل يتاج إل تفصيل ،فإذا قصد
بالحتكاما إل العقل و النطق ،بأن نضع منهجا عقليا لتحقيق الحاديث على مستوى الساانيد و
التون معا ،فهذا أمر تمتفق عليه ،و هو الذي فعله تنقاد الديث ف منهجهم الذي سابحق أن
ذكرناه .
و إما إذا كان يقصد بذلك وضع منهج نقدي عقلي يقتصر على نقد التون دون الساانيد
ف التحقق من الحاديث ،و الرجح أنه يقصد هذا الذي ذكرناه ،فهو منهج ناقص ،أخذ
جانبحا من منهج نقد البخ عند الدثيم .و هو منهج غي قادر على التصدي وحده لظاهرة وضع
الروايات الديثيةم و التارييةم ،لن الوضاعيم للحاديث مثل ،هم قد اساتخدموا عقولم ف
الكذب و التزّييف ف الساانيد و التون معا ،المر الذي تيتم على القاوميم لؤملء الكذابيم
الوضاعيم ،أن يتسلحوا بنهج عقلي شامل لنقد الساانيد و التون معا ،لكشف أكاذيب هؤملء
الت مست الساانيد و التون معا ،و إل كيف نتعامل مع أباطيلهم و أكاذيبحهم التعلقةم بالساانيد
،كاختلق الساانيد ،و التلعب بالرواة ،و تركيب الطرق ؟ .
و ل يفى عنا أن الروايات الكذوبةم – الديثيةم منها و التارييةم -هي على أربعةم أصناف ،
أولا صنف يكن كشفه بسهولةم ،من خلل الساناد و الت ،أو من أحدها ،كأن يتضمحن
الساناد راويا كذابا معروفا ،أو يتضمحن الت كذبةم مكشوفةم .و ثانيها هو صنف يصعب أو يكاد
يكون مستحيل تقيقه إل من الت ،عندما يكون الساناد صحيحا و الت موضوعا .
و الثالث هو صنف يصعب أو يكاد يكون نقده مستحيل إل من الساناد ،و ذلك عندما
يكون متنه صحيحا معقول ،و إساناده مكذوبا .و الرابع هو صنف صعب جدا تقيقه ،أو يكاد
يكون مستحيل تقيقه من الساناد و الت معا ،و ذلك عندما قيقدما كذاب ذكي على اختلق
حديث صحيح الت-أي العن ، -و تيركب له إسانادا صحيح متلقا ،و هذا النوع هو من أصعب
الروايات تقيقا و تحيصا ،ل يقدر على كشفه إل كبحار النقاد الفطاحل التضلعيم ف الساانيد و
التون ،و التبححرين ف علوما كثية .
و بذلك يتبحيم جليا أن ما فعله تنقاد الديث ف تكوين منهج نقدي شامل لنقد الساانيد و
141
عمحر سايليمحان الشقر :تاريخ الفقه السالمي ،قصر الكتئاب ،الزّائئر ، 1990 ،صا . 106 ،92 :و ممحئد الزّفئزّاف :
نفس الرجع ،صا ، 214 :و ما بعدها .
التون معا ،كان عمحل صحيحا صائبحا ،ف مستوى التحدي لقاومةم كثرة الكذابيم و الوضاعيم
الذين جعهم الكذب على رساول ال –عليه الصلة و السلما ، -و صحابته الكراما .
و أما الوضوع الثان – الاصا بأخطاء الابري ف منهج النقد التاريي ، -فيتعلق بوقف
الابري من النقد التاريي عند الؤمرخ ابن جرير الطبخي )ت 310ه( ،فنقل نصا من مقدمةم تاريه
يقول فيه الطبخي )) :وليعلم الناظر في كتابنا هذا أن اعتمادي في كل ما أحضر ي
ت
ذكره فيه ،مما شرطت أني راسمه فيه ،إنما هو على ما رويت من الخبار التي أنا
ذاكرها فيه ،والثار التي أنا مسندها إلى رواتها فيه إذ كان العلم بما كان من أخبار
الماضين وما هو كائن من أنباء الحادثين غير واصل إلى من لم يشاهدهم ولم يدرك
زمانهم إل بإخبار المخبرين ونقل الناقلين دون الستخراج بالعقول والستنباط بفكر
النفوس فما يكن في كتابي هذا من خبر ذكرناه عن بعض الماضين مما يستنكره قارئه
أو يستشنعه سامعه من أجل أنه لم يعرف له وجها في الصحة ول معنى في الحقيقة
فليعلم أنه لم ييؤت في ذلك من قبلنا وإنما يأتي من قبل بعض ناقليه إلينا وأنا إنما أدينا
ذلك على نحو ما يأدي إلينا ((. 142
ث قال الابري )) :يعلن الطبخي إذن بصريح العبحارة ،أن التاريخ ل مال فيه ل )) ما أدرك
بجج العقول (( ،و إنا العول عليه فيه هو )) إخبحار الخبخين ،و نقل الناقليم (( ،و إن الؤمرخ
غي مسئول عمحا ينقله من أخبحار ،قد ل يقبحلها العقل ،لن العهدة ف ذلك على الراوي((. 143
و قال أيضا )) :و يكن أن نضيف :إن دور الؤمرخ ينحصر مثل دور جامع الديث ف
ضبحط السند إن أمكن ،و التحقق من صدق الراوي ،باللجوء إل منهج الدثيم :التعديل و
التجريح ،و العتمحد عليه ف هذا النهج كمحا نعرف ليس العقل ،بل شهادة الخرين ،أي النقل
أيضا ((. 144
و أقئواله هئذه تتضئئمحن جلئةم أخطئئاء ،أولئا إنئئه أخطئأ فئ النقئل ،فقئد سائئقط مئئن النئص مئا
يئ ئئأت )) ...دون ما أدرك بحجج العقول واستنبط بفكر النفوس إل اليسسسير القليسسل منسسه
. 145(( ...و هئئو نئئص هئئاما جئئدا ،كئئان سائبحبحا فئ خطئئأ الئئابري ،و هئئذا القطئئع مكئئانه فئ النئئص
الصئ ئئلي هكئ ئئذا )) :وليعلم الناظر في كتابنا هذا أن اعتمادي في كل ممما أحضممرت ذكممره
فيه مما شرطت أني راسمه فيه إنما هو على ما رويت من الخبار التي أنا ذاكرها فيه
والثار التي أنا مسندها إلى رواتها فيه دون مسسا أدرك بحجسسج العقسسول واسسستنبط بفكسسر
142
بنيةم العقل العرب ،صا. 549 :
143
نفسه ،صا. 549 :
144
نفسه ،صا. 549 :
145
الطبخي :تاريخ الطبخي ،ط ،1الكتبحةم العلمحيةم ،بيوت ، 1407ج 1صا. 13 :
النفوس إل اليسير القليل منه إذ كان العلم بما كان من أخبار الماضين وممما هممو كممائن
من أنباء الحادثين غيممر واصممل إلممى مممن لممم يشمماهدهم ولممم يممدرك زمممانهم إل بإخبممار
المخممبرين ونقممل النمماقلين دون السممتخراج بممالعقول والسممتنباط بفكممر النفمموس (( .و
الغريب ف المر أن هذا النص الناقص ل تيصحح ،و الكتاب فئ طبحعتئئه السئئابعةم سائئنةم ، 2004و
طبحعتئئه الولئ صئئدرت سائئنةم ، 1986مئئن طبحعئئةم مركئئزّ دراسائئات الوحئئدة العربيئئةم .فالفئئارق الزّمن ئ بيمئ
الطبحعتيم 18سانةم ،و ل يتصئحح ،اللهئم إل إذا كئان النص النئاقص سائقط فئ الطبحعئةم الخية ،و
هذا تمستبحعد ،لن تعليق الابري تيشي إل عدما وجود النص أصل .
و الطأ الثان هو قوله )) :تيعلم الطبخي إذن بصريح العبحارة أن التاريئئخ ل مئئال فيئه ل)) مئئا
أدرك بجج العقول (( ،و هذا النص الذي اساتشهد به هنا هو جزّء من القطئع السئئاقط مئن النئص
،و خطأه هنا هو أنه قيول الطبخي ما ل يقله ،و قئئول الطئئبخي كمحئا جئاء فئ النئص و سائياقه هئو :
))وليعلم الناظر في كتابنا هذا أن اعتمادي في كل ما أحضرت ذكره فيه مممما شممرطت
أني راسمه فيه إنما هو على ما رويت من الخبار التي أنا ذاكرها فيه والثار التي أنا
مسندها إلى رواتها فيه دون ما أدرك بحجج العقول واستنبط بفكر النفوس إل اليسير
القليل منه (( ،فالئئابري لئ ينقئئل النئئص كئئامل ،و أخرجئئه مئئن سائئياقه ،لن الطئئبخي لئ يقئئل أن
التاري ئئخ ل م ئئال فيئئه ل ئئا أدرك بج ئئج العق ئئول عل ئئى مئئا ادعئئاه ال ئئابري . 146و إنئئا قئئال :إن ئئه ي ئئذكر
الخبح ئئار تمسئئندة كمحئئا وص ئئلته ،مئئن دون مارسا ئئةم للنقئئد العقلئئي ،الق ئئائم علئئى الجئئج و السائئتنبحاط
الفكري ،إل القليئل اليسئي منئه .فئالطبخي لئ ينكئر مارسائةم النقئد فئ التاريئخ ،و إنئا هئو أخئذ علئى
نفسئئه –حسئئب شئئرطه ، -بئئأن ينقئئل الخبحئئار كمحئئا وصئئلته ،مئئن دون نقئئد لئئا ف ئ الغئئالب العئئم ،
لكنئئه مئئع ذلئئك صئيرح بئئأنه يئئارس النقئئد أحيانئئا بقئوله )) :إل اليسئئي القليئئل منئئه (( .و هئئذا اعئتاف
منئئه بوجئئود النقئئد التئئاريي ،و قئئدرته علئئى مارسائئته حيم ئ يتريئئد .و هئئذا تيئئالف تامئئا مئئا ذهئئب إليئئه
الابري الذي قيول الطبخي ما ل يقله .
و الطأ الثالث هو أن الابري ربط بيم قوليم منفصليم للطئبخي مئئن حيئئث الوضئع و سائياق
الكلما ،و قيوله ما ل تيرد قوله ،فنقل عئئن الطئئبخي قئوله )) :ما أدرك بحججج العقججولا (( ،و نقئئل
عنئئه ق ئوله )) :أخبحئئار الخ ئبخين و نقئئل النئئاقليم (( ،فالنقئئل الول نقلئئه مئئن النئئص الئئذي سائئقط منئئه
ت
ساابقا .و أما النقل الثان فنقله من ساياق كلما آخر للطئ ئئبخي ،و هئ ئئو )) إذ كان العلم بما كان
من أخبار الماضين وما هو كائن من أنباء الحادثين غير واصل إلممى مممن لممم يشمماهدهم
ولممم يممدرك زمممانهم إل بإخبسسار المخسسبرين ونقسسل النسساقلين دون السممتخراج بممالعقول
والستنباط بفكر النفوس (( .فجاء الابري و أخذ القوليم و ذكرها ف السياق الت )) :تيعلن
146
بنيةم العقل العرب ،صا. 549 :
الطبخي إذن بصريح العبحارة ،أن التاريخ ل مال فيه ل )) مئئا أدرك بجئئج العقئئول (( ،و إنئئا العئيول
ت
عليه فيه هو )) أخبحار الخبخين و نقل الناقليم ((. 147
فبحخصئئوصا القئئول الول ذكرنئئا أن الئئابري سائ ئيله مئئن مكئئانه ،و وظفئئه بئئا تيئئالف مئئا أراد
الطئئبخي ق ئوله .و أمئئا القئئول الثئئان ،فهئئو أيضئئا سا ئيله الئئابري مئئن سائئياقه و ربطئئه بئئالقول الول ،و
ويظفه با تيالف ما أراد الطبخي قوله .لن الطبخي أراد أن يقول :إن الصادر الت تيؤمخذ منها أخبحار
الاضيم -لن ل تيشاهدهم و تيدرك زمانم – ل يكئن الوصئئول إليهئا إل عئن طريئق الخبحئار الرويئةم ،
و ل يكئئن الوصئئول إليهئئا عئئن طريئئق السائئتخراج بئئالعقول ،و السائئتنبحاط بفكئئر النفئئوس ،و كلمئئه
هذا صحيح ،و ل يعن أنه رفض اساتخداما العقول ف ذلك ،و إنا وضع المر ف مكانه بئئا يئتئوجبحه
العقئئل نفسئئه .لن العقئئول ليسئئت مصئئدرا للتاريئئخ الئئذي ل ئ تعاصئئره و تعئئش أحئئداثه ،و إنئئا هئئي
وسايلةم لتدوين تاريخ الاضيم ،و فهمحه ،و اساتنبحاط نصوصئه و تفسئيها .و الئؤمرخ مهمحئا أوتئ مئن
عبحقريةم ل يكنه تدوين تاريخ -ل يعش أحداثه -مئئن دون نصئئوصا تارييئئةم ،لن التاريئئخ ل يتسئتخرج
من العقول .
فإذا مئا قال إنسئان مئا :إنئ سائأكتب تاريئا لئ أعاصئره و لئ أعئش أحئداثه ،و لئ أعرفئه ،
من دون الرجوع إل أيةم مصادر تارييةم ،و ساأكتفي بعقلي فقط لسائئتخراج ذلئئك التاريئئخ و تئئدوينه .
فهل ف مقدوره فعئل ذلئك ؟ ،و هئل نصئدقه ؟ ،و هئل الئذي جئاء بئه هئو تاريئخ ؟ .ل شئك أنئه
لئئن يسئئتطيع فعئئل ذلئئك ،و الئئذي جئئاء بئئه مئئا هئئو إل أوهئئاما و أهئواء ،و ظنئئون و أسائئاطي .فهئئذا
الذي أراد الطبخي أن يقوله ،من أن تاريخ الاضيم تيؤمخذ من الصادر التارييةم ،و ل تيستخرج مئئن
العقول ،و موقفه هئذا هئو موقئف عقلئي صئحيح ؛ فجاء الئابري و ادعى أن الطئبخي قئال :إنئه ل
مئئال للعقئئل ف ئ التاريئئخ .إن العقئئل وسائئيلةم لفهئئم التاريئئخ و تئئدوينه و تفسئئيه ،و ليئئس مصئئدرا لئئه ،
اللهئئم إل إذا أرخ النسئئان لنفسئئه ،أو لئ ئوادث عاشئئها ،و فئ ئ هئئذه الالئئةم يكئئون العقئئل وسائئيلةم و
مصدرا للتاريخ ،و مع هذا يبحقى ف حاجةم إل الوثائق و الصادر .
و الطأ الرابع هو أن الابري قال )) :و يكن أن نظيف :إن دور الؤمرخ ينحصر مثل دور
جامع الديث ف ضبحط السند إن أمكن ،و التحقق من صدق الئراوي بئئاللجوء إلئ منهئئج الئئدثيم :
التعئئديل و التجريئئح (( ،و قئوله هئئذا كئئان عليئئه أن يئتئوثقه ،لن الطئئبخي لئ يقلئئه ،و لئ أعئئثر علئئى
أي مؤمرخ مسلم حصر عمحل الؤمرخ فيمحا قاله الابري .
كمحا أن قوله بأن عمحل الؤمرخ مثل جامع الديث ف ضبحط الساناد و مارساةم الئرح و التعئديل ،
فهئئو عمحئئل لئ ئ تيارسائئه الؤمرخئئون السئئلمحون ،لن كئئثيا منهئئم كتبحئ ئوا تئ ئواريهم بل إسائئناد-فئ ئ الغئئالب
العئئم ، -كالسئئعودي ،و اليعقئئوب ،و ابئئن الثيئ ئ ،و ابئئن الئئوزي ،و الئئذهب ،و ابئئن العمحئئاد
147
نفسه ،صا. 549 :
النبحلي ،و غيهم .و الذين دونوا تواريهم بالساانيد ،فإنم لئ يضبحطوا أسائانيدها ،و لئ تيققوهئا
جرحئئا و ل تعئئديل ،كتاريئئخ الطئئبخي مثل ،فهئئو تاريئئخ تمسئئند لكئئن أسائئانيده غي ئ مققئئةم ،و كئئثي
منها ملوء بالضعفاء و الكذابيم ،مع كثرة النقطاعات. 148
و ل تيوجئئد فئ التاريئئخ السائئلمي-حسئئب علمحئئي -كتئئاب تئئاريي تمسئئند تمققئئةم أسائئانيده ،و ل
متئئونه .فئئأين هئئؤملء الؤمرخئئون الئئذين اتبحعئوا منهئئج رجئئال الئئديث فئ الئئرح و التعئئديل ،عنئئدما صئئنفوا
تواريهم ،علئى مئا ادعاه الئابري ؟ .علمحئا بأن منهئج نقئد الئبخ عنئد الئدثيم ،ل يقئوما علئى نقئد
الساانيد فقئط ،كمحا زعئم ذلئك الئابري مئرارا و تكئرارا .و إنئا هئو منهئج أقئاموه علئى أسائاس نقئد
الساانيد و التون معا ،و قد بينا ذلك ساابقا .
و أمئئا الوضئئوع الثئئالث –مئئن أخطئئاء الئئابري ف ئ منهئئج النقئئد التئئاريي -فيتعلئئق بنهئئج النقئئد
التاريي عند ابن خلدون ،و سانتناوله عرضا و نقدا فيمحا يأت :
أول إنئئه –أي الئئابري -قئئال :إن الئئؤمرخيم – البحيئئان التئئاريي -قبحئئل ابئئن خلئئدون اعتمحئئدوا كليئئا
علئئى النقئئل ،ف ئ جئئع الئئادة و تقيقهئئا مئئن حيئئث صئئدق رواتئئا ،فلئئم يكئئن هنئئاك مئئال للمحمحارسائئةم
العقليةم قبحله. 149
و قئ ئوله ه ئئذا يتض ئئمحن ثلث ئئةم أخط ئئاء ،أول ئئا إن ئئه قئئال إن ال ئئؤمرخيم -و ق ئئد سئئاهم البحي ئئان التئئاريي-
اعتمحدوا على النقل ف جع الادة التارييةم و تقيقها جرحا و تعديل ،و هذا غي صحيح ،لنئئه ل
تيوجد-حسب علمحي -ف كتب التاريخ السندة ،مؤمرخ حقق أساانيد تئاريه ،فالئذين كتبحئوا تئواريهم
ة
بالسائئانيد كخليفئئةم خيئئاط ف ئ تئئاريه ،و ابئئن سائئعد ف ئ طبحقئئاته ،و البحخئئاري ف ئ تئئاريه و الطئئبخي ف ئ
تاريه ،و الطيب البحغدادي ف تاريخ بغداد ،و ابن عساكر ف تاريخ دمشق ،هئئؤملء كلهئئم دونئوا
تواريهم بالساانيد دون أن يققوها ف الغالب العئم .فوجئود السائناد ل يعنئ أن الروايئات مققئةم ،
و إنا هو وسايلةم للتوثيق من جهةم ،و يكننا من نقد الروايات من أساانيدها من جهةم أخرى .
و الطأ الثان هو أنه –أي الابري -ادعى أن مؤملفات الؤمرخيم قبحل ابن خلدون ل يكن فيهئا
مئئال للمحمحارسائئةم العقليئئةم فئ التئئدوين التئئاريي .و هئئذا قئئول غيئ صئئحيح مئئن وجهيمئ ،الول إننئئا إذا
أخئئذنا بئئا قئئاله الئئابري مئئن أن الئئؤمرخيم قبحئئل ابئئن خلئئدون حققئوا أسائئانيد الروايئئات جرحئئا و تعئئديل ،
فهئئذا يتضئئمحن حتمحئئا مارسائئةم للنقئئد التئئاريي العقلئئي ،لن نقئئد السائئناد يقئوما علئئى أسائئس منطقيئئةم ،و
مارساته يستلزّما مارساةم عقليةم عمحيقةم ،كمحا سابحق أن بيناه فيمحا تقدما .
و الوجه الثان هو أنه إذا أخذنا با ذكرناه من أنه ل توجد كتب تارييةم مسندة تمققةم أساانيدها
،فإنه توجدت طائفةم من كبحار الؤمرخيم السلمحيم كالئذهب ،و ابئن كثي ،مارسائت نقئد كثي مئن
148
سانذكر ناذج كثية منها ،ف الفصل الرابع ،إن شاء ال تعال .
149
بنيةم العقل العرب ،صا. 549 :
الروايات الت ذكرتا تمسندة ، 150فئ كتبحهئا غيئ السئندة فئ الغئئالب العئئم ؛ و بئئا أنئئا مارسائت نقئئد
الساانيد ،فإن عمحلها هو مارساةم نقديةم عقليةم بالضرورة .
و آخرها – أي الطأ الثالث -إنه-أي الابري -أصدر حكمحا عاما يقول :إنه ل يكن
للمحؤمرخيم قبحل ابن خلدون مارساةم عقليةم ف النقد التاريي .و هذا قول غي صحيح على إطلقه ،
لنه إذا كان يصدق على طائفةم من الؤمرخيم كالطبخي ،و ابن ساعد ،و اليعقوب ،فإنه ل
يصدق على كل الؤمرخيم ،فقد توجدت طائفةم أخرى هي من كبحار الؤمرخيم و النقاد ،كانت
على درايةم بنهج النقد التاريي ،و مارساته إساناد و متنا قبحل ابن خلدون ،لكنها ل تتوساع فيه
كثيا ،و بعضهم توساع فيه أكثر من بعض ،منهم :الطيب البحغدادي)ت 463ه( ،و ابن
الوزي)ت 597ه( ،و الشيخ ابن تيمحيةم728) 151ه( ،و الذهب )ت 748ه( ،و ابن قيم
الوزيةم) 152ت 751ه( ،و ابن كثي )ت 774ه( .و تيعد الذهب أكثر هؤملء توساعا ف نقد
الروايات التارييةم ،فطبحق عليها منهج النقد الديثي ف كتابه سايي أعلما النبحلء ،و توساع فيه
توساعا كبحيا ،إسانادا و متنا .و الشواهد على ما ذكرناه كثية جدا ،أذكر منها خسةم ، 153أولا
هي روايةم نقدها الطيب البحغدادي مفادها أنه عندما ادعى اليهود ببحغداد ) سانةم 447ه( أن معهم
كتابا من الرساول-صلى ال عليه وسالم-فيه أمر بإساقاط الزّيةم عن يهود خيبخ ،بشهادة بعض
الصحابةم ؛ ث حلوه إل الوزير العبحاساي أب القاسام علي)ت 463ه1070/ما ،فسلمحه هو بدوره
إل الطيب البحغدادي فتأمله و قال :هذا مزّيور ،لن فيه شهادة معاويةم بن أب سافيان)ت 60ه
( و هو ل يسلم إل ف عاما الفتح )سانةم 8ه ( ،وفتح خيبخ كان ف سانةم 7ه .و فيه شهادة ساعد
بن معاذ ،وهو قد مات يوما بن قريضةم قبحل فتح خيبخ بعاميم ،فكشف بذلك تزّوير اليهود
للكتاب و فضحهم أماما الوزير . 154فبحنقده للمحت و اعتمحاده على قانون الطابقةم –حسب
التسلسل الزّمن -تكن الطيب من كشف تزّوير اليهود للكتاب.
و الشاهد الثان يتضمحن روايةم نقدها الؤمرخ ابن الوزي ،مضمحونا أن علي بن أب طالب
قال )))) :عبحدت ال عزّ و جل ،مع رساول ال –صلى ال عليه و سالم-قبحل أن يعبحده رجل من
هذه المةم خس سانيم أو سابحع (( ،و هذا الروايةم عند ابن الوزي باطلةم ،لن إسالما خديإةم ،و
150
للتوساع ف ذلك راجع كتابنا :أخطاء ابن خلدون ف كتابه القدمةم .و سانذكر بعضها قريبحا .
151
تيعد ابن تيمحيةم من الؤمرخيم للفكر السالمي ،كمحا له كتب تتم ببحعض الوادث التاريي ،منها :كتئاب رأس السئيم ،و
هو منشور و متداول بيم أهل العلم ،و متوفر ف شبحكةم النتنت بالان .
152
يتعئئد هئئو أيضئئا مئئن النقئئاد الئئؤمرخيم ،و قئئد كتئئب فئ السئئية النبحويئئةم ،تاريئئخ الفكئئر السائئلمي ،فئ كتئئابيه :زاد العئئاد ،و
الصواعق الرسالةم على الهمحيةم و العطلةم .
153
ذكرت منها ناذج كثية ف كتابنا :أخطاء الؤمرخ ابن خلدون ف كتابه القدمةم .
154
السخاوي :العلن بالتوبيخ لن ذما التاريخ ،حقه فرانزّ روزنتال ،دار الكتب العلمحيةم ،بيوت ،د ت ،صا . 25 :
أب بكر الصديق ،و زيد بن حارثةم-رضي ال عنهم -كان منذ الياما الول للدعوة السالميةم ،و
ليس بعد شهور ،فمحا بالك بعد 5أو 7سانيم. 155
و الشاهد الثالث يتضمحن روايةم نقدها الشيخ تقي الدين ابن تيمحيةم ،مضمحونا أنه لا تقتل
السيم بن علي –رضي ال عنهمحا -تروي أن السمحاء أمطرت دما ،و ما ترفع حجر ف الدنيا إل
وجد تته دما .و ظهرت ف السمحاء تحرة ث اختفت بعد ذلك كليةم . 156فيى ابن تيمحيةم أن هذه
أخبحار غي صحيحةم ،و أنكر كون السمحاء أمطرت دما ،لن هذا المر ل يقع ف قتل أحد ،
فكيف يقع له فقط ؟ كمحا أن الدعاء بظهور المحرة ف السمحاء و اختفائها نائيا فهو من
التهات 157؛ لن المحرة ما تزّال و ل تتف نائيا ،و هي سابحب طبحيعي من جهةم الشمحس فهي
159
بنزّلةم الشفق. 158و القول بأنه ما رفع حجر ف الدنيا إل و وجد تته دما فهو أيضا كذب بييم
.و ابن تيمحيةم ف نقده لذه الخبحار عن مقتل السيم ،واضح أنه احتكم إل العادة ،و السنن
الت تسي عليها الظواهر الطبحيعيةم ,و هذا مظهر من مظاهر الحتكاما إل قانون الطابقةم على
الستوييم الجتمحاعي و الطبحيعي .
و الشاهد الرابع يتعلق بروايةم نقدها الذهب ،مفادها أن زين العابدين علي بن السيم اقتض
مال من الليفةم الموي مروان بن الكم ،فلمحا احتضر مروان أوصى بأن ل تيؤمخذ منه –أي زين
العابدين -ذلك الال .فقال الذهب أن هذه الروايةم ل تصح ،لن إسانادها منقطع ،و متنها مردود
،لن مروان بن الكم ل يتضر عندما مات ،لن امرأته غمحته بوساادة هي و جواريها فمحات ،
لنا أضمحرت له الشر عندما صرف اللفةم عن ابنها خالد بن يزّيد إل غيه من بن أميةم. 160
و آخرها –أي الشاهد الامس -يتضمحن روايةم نقدها الؤمرخ ابن كثي ،مفادها أن نر النيل
ينبحع من مكان مرتفع اطلع عليه بعض الناس فرأى فيه هول عظيمحا ،و جوار حسانا ،و أشياء
غريبحةم ،و أن الذي اطلع على ذلك ل يكنه الكلما بعد ذلك ،فقال ابن كثي إن هذه الروايةم هي
155
ابن الوزي :الوضوعات ف الحديث الرفوعات ،ط ، 1الدينةم النورة ،الكتبحةم السلفيةم ، 1966 ،ج 1صا 342 :
.
156
منهاج السنةم ،ج 2صا . 250-249 :
157
التهةم هي البحاطل ،و أصلها فارساي معرب .ممحد بن أب بكر الرازي :متار الصحاح ،دار الدى ،الزّائر ، 1990 ،
صا . 57 :
158
الشئئفق هئئو حئئرة تظهئئر فئ ئ الفئئق وقئئت غئئروب الشئئمحس .علئئي بئئن هاديئئةم :قئئاموس الطلب الديئئد ،الؤمساسئئةم الوطنيئئةم
للكتاب ،1991 ،صا . 527 :
159
ابن تيمحيةم :الصدر السابق ج 2صا . 250-249 :
160
سايي أعلما النبحلء ،ج 3صا ، 479 :ج 4صا. 390 :
161
.
من خرافات الؤمرخيم ،و هذايانات الفاكيم
و ثانيا إنه ادعى أن التاريخ قبحل ابن خلدون )ت 808ه( ل يكن من العلوما الساتدلليةم ،و
إنا كان علم روايةم و نقل ،كعلم الدبث . 162و قوله هذا يتضمحن خطأين ،أولمحا إنه ليس
صحيحا بأن علم الديث كان علم روايةم و نقل ،و ل يكن علمحا اساتدلليا ،لن هذا العلم
كان علم روايةم و درايةم ،قاما أسااساا على منهج نقدي عقلي ،يمص الروايات تحيصا عقليا ،جع
فيه بيم نقد الساانيد و التون معا ،على ما سابحق أن بيناه .
و ثانيهمحا إن حكمحه العاما على التاريخ ،بأنه كان علم روايةم و نقل فقط ،هو حكم ل يصدق
على كل الؤمرخيم السلمحيم ،لنه توجدت طائفةم من كبحار تنقاد الديث و التاريخ ،مارسات النقد
التاريي الساتدلل البخهان ،مستخدمةم منهج نقد البخ الديثي ،و طيبحقته على روايات تارييةم
كثية ،ذكرنا منها طرفا آنفا .
و ثالثا إن الابري ادعى أن التاريخ منهجا و روايةم تغي تاما على يد ابن خلدون ،و أصبحح
منهجه النقدي يقوما على طائفةم من القومات ،منها :الحتكاما إل طبحائع العمحران ،و التفريق بيم
البخ الشرعي الذي يكفي فيه الرح و التعديل ،و البخ البحشري الذي ل يكفي فيه ذلك ،و ل
بد من عرضه على قانون الطابقةم حسب طبحائع العمحران البحشري. 163
و قوله هذا يتضمحن ممحوعةم أخطاء ،أولا إن منهج النقد التاريي عند ابن خلدون ل يتغي إل
الحسن أصل ،لن منهج نقد البخ كان موجودا قبحله بشكل كامل ،ضبحطا و تقعيدا ،فعمحد
إليه ابن خلدون فجيزّأه و أخذ منه جانب نقد الت و ضيخمحه و بالغ فيه ،و أهل جانب نقد
الساناد و قيزّمه ،فشيوه بذلك منهج نقد البخ ،و ل يأت بشيء جديد صحيح من عنده ،المر
الذي يدل على أن ابن خلدون ل تكن له معرفةم كافيةم بنهج نقد البخ ،و ل تكن له درايةم
تطبحيقيةم بطريقته النقديةم. 164
و أما عمحله ف منهج النقد التاريي على الستوى التطبحيقي ،فإن ابن خلدون ل تيقدما لنا عمحل
جديدا له قيمحةم كبحية ،لن معظم الروايات الت انتقد فيها بعض الؤمرخيم السابقيم كمحا ذكرها ف
القدمةم ،سابحقه إل نقدها نقاد آخرون. 165و ف كتابه العبخ ل يلتزّما فيه بتطبحيق منهجه –الناقص-
161
ابن كثي :البحدايةم ،ج 1صا. 27 :
162
التاث و الداثةم ،صا. 319:
163
بنيةم العقل ،صا. 550 ، 549 :
164
للتأكد من ذلك بالشواهد القاطعةم أنظر كتابنا :أخطاء الؤمرخ ابن خلدون ف كتابه القدمةم ،صا 9 :و ما بعدها .
165
انظر :نفس الرجع ،صا ، 62 :و ما بعدها .
الذي عرضه ف القدمةم ،فجاء معظم كتابه عاديا تقليديا ،فيه كثي من الخطاء. 166
و الطأ الثان هو أن ما ذكره الابري من قواعد النهج النقدي اللدون ،كقانون الطابقةم ،و
الحتكاما إل طبحائع العمحران ،هو أمر ليس جديدا أصل ،فقد كانت معروفةم ،اساتخدمها بعض
كبحار النقاد من الفاظ و الؤمرخيم السلمحيم ،كالطيب البحغدادي ،و ابن الوزي ،و ابن تيمحيةم ،
و الذهب ،و ابن كثي ،و قد ذكرنا فيمحا تقدما آنفا خسةم شواهد على ذلك ،من باب التمحثيل
ل الصر . 167حت أن القق ابن قيم الوزيةم خصص كتابه :نقد النقول لتمحييزّ الحاديث
الصحيحةم من الضعيفةم ،من خلل نقد التون فقط ،أورد فيه جلةم من القواعد النقديةم الامةم
مدعمحةم بالمثلةم التطبحيقيةم ،كانت من بينها قواعد ذكرها ابن خلدون ف مقدمته ،كالحتكاما إل
الشاهدة و التجربةم ،مع العلم أنه عندما تتوف ابن القيم سانةم 751ه ،كان لبن خلدون نو
21سانةم ،و هو ل يشرع ف تدوين العبخ بقدمته إل سانةم 776هجريةم. 168
و الطأ الثالث يتمحثل ف أن الابري ل يتنبحه لطأ ابن خلدون –إضافةم إل الخطاء الخرى-
ف تفريقه بيم البخ الشرعي و البخ البحشري من حيث النقد التاريي ،فخص الول بالنقد
ص الثان بالنقد التن ،و هذا تفريق غي صحيح ،لمرين السانادي – الرح و التعديل ، -و خ ي
أسااساييم ،أولمحا هو أن علمحاء الديث ،أخضعوا الديث النبحوي للتحقيق إسانادا و متنا ،و ل
تيضعوه للنقد السانادي فقط ،و منهجهم الذي ذكرنا طرفا منه شاهد على ذلك .كمحا أن كبحار
لفاظ و الؤمرخيم ،الذين نقدوا الروايات التارييةم ،طبحقوا عليها نفس منهج نقد البخ النقاد من ا ت
الديثي ،على مستوى الساانيد و التون معا ،من دون أن تيفرقوا بيم نقد الساناد و الت ،و ل
بيم البخ الشرعي و البخ البحشري من حيث طريقةم النقد و جوانبحه. 169
و المر الثان هو أنه ل تيوجد فرق بيم البخ الشرعي و البخ البحشري ،من صيغةم الورود ،و إنا
الفرق هو ف الشخص القائل أو الفاعل ،من حيث :هل القائل و الفاعل هو نب ،أما هو إنسان
عادي ؟ ،فعندما يقول الدث مثل :حدثنا سافيان الثوري ،قال :حدثنا السن البحصري ،عن
ابن عبحاس ،أن رساول ال –عليه الصلة و السلما -قال . ... :و عندما يقول الؤمرخ مثل :
حدثنا عمحر بن شبحةم ،قال :حدثنا أحد بن حنبحل ،قال :حدثنا الشافعي ،أن هارون الرشيد قال
. .. :فل تيوجد أي فرق بيم الثاليم من حيث طريقةم و صيغةم ورود البخين ،و نستطيع أن
تنضعهمحا للنقد و التمححيص ،بنهج واحد ،هو منهج الدثيم .
166
للتوساع أنظر :نفس الرجع ،صا 117 :و ما بعدها .
167
للتوساع أنظر :نفس الرجع ،صا 32 :و ما بعدها .
168
نفس الرجع ،صا. 4 :
169
سابحق أن ذكرنا شواهد على ذلك .
كمحا أنه ل يغيب عنا أن مضمحون البخ من حيث النشاء و الخبحار ،ل تأثي له على صيغةم
الورود ،لن ابن خلدون ذكر أن الغالب على البخ الشرعي النشاء ل البخ –170من حيث
تقسيم الكلما ، -و هذا أمر ل دخل له ف مبخر تقسيم البخ إل شرعي و بشري ،على رأي ابن
خلدون ،لن كل من البخين يتضمحن بالضرورة إنشاء و خبخا ،أو أحدها ،وف أيةم حالةم ورد
فيها إلينا البخ ،تكون هذه الروايةم خبخا ،و بعن آخر ،فإن هذه الروايةم إما أن تتبخنا بإنشاء و
خبخ ،و إما أنا تبخنا بأحدها .و بناء على ذلك فإن النقد التاريي ليكون كامل ،فل بد من
نقد البخ بنوعيه ،إسانادا و متنا ،و ليس كمحا قال ابن خلدون و وافقه عليه الابري .
و رابعا هو إن الابري ادعى أن ابن خلدون أراد أن يإعل من التاريخ علمحا ،بتأسايسه على
البخهان ،فنجح ف ذلك باختاع منطق أو طريقةم برهانيةم ،لتطبحيقها ف ميدان التاريخ ،و بذلك ))
نح ابن خلدون ف اكتشاف علم جديد ،يصلح أن يكون -على القل من وجهةم نظره -معيارا
صحيحا يتحرى به الؤمرخون طريق الصدق و الصواب فيمحا ينقلونه ((. 171
و ردا عليه أقول :إن التاريخ كعلم و منهج ،كان معروفا قبحل ابن خلدون ،و ليس هو
الذي اكتشفه ،لن التاريخ كعلم موضوعه الخبحار ،كان معروفا قبحل ابن خلدون ،لذا وجدنا
العلمحاء كتبحوا فيه مصنفات كثية ،كطبحقات ابن ساعد ،و تاريخ البحخاري ،و تاريخ الطبخي ،و
بعضهم ساه صراحةم :علم التاريخ ،كمحا فعل الفقيه الؤمرخ ابن خلكان )ت 665ه( ،ف كتابه
وفيات العيان ،فقد ساه علم التاريخ أكثر من مرة. 172
و أما من حيث النهج ،فإن النهج التاريي النقدي كان جاهزّا كامل ،و هو منهج نقد
البخ عند الدثيم ،أقاموه على أساس منطقيةم لنقد الساانيد و التون معا ،الديثيةم منها و التارييةم
على حد ساواء ،لذا وجدنا طائفةم من الفاظ و الؤمرخيم يستخدمون هذا النهج ف نقد الروايات
التارييةم ،كمحا فعل ابن الوزي ،و ابن تيمحيةم ،و الذهب ،و ابن كثي ،و غيهم .و عليه فإن
النهج التاريي النقدي كان موجودا و صالا للتطبحيق على الديث و التاريخ معا ،غي أنه ل
تيتوساع ف تطبحيقه على التاريخ ،المر الذي يتثبحت أن دعوى اكتشاف ابن خلدون لعلم التاريخ و
منهجه دعوى غي صحيحةم .
و أما دعوى الابري بأن ابن خلدون اكتشف علمحا أقامه على البخهان ،فهي أيضا دعوى غي
صحيحةم ،لن منهج نقد البخ كان موجودا و تمبخهنا بطريقةم منطقيةم مكمحةم .و الذي فعله ابن
خلدون هو أنه جيزّأ النهج إل قسمحيم ،بالغ ف أحدها ،و أنقص من الخر ،و ل يأت بشيء
170
مقدمةم ابن خلدون ،ط ،1دار الكتب العلمحيةم ، 1993 ،صا. 29 :
171
بنيةم العقل ،صا. 548 :
172
و فيات العيان ،حققه إحسان عبحاس ،دار صادر ،بيوت ،دت ج 4صا ، 120 :ج 7صا217 ،123 :
جديد صحيح ،يتعلق بكونات ذلك النهج تسينا و ل تطويرا.
و أما قوله بأن ابن خلدون اكتشف علمحا جديدا يصلح أن يكون -على القل من وجهةم نظر
ابن خلدون -معيارا صحيحا للنقد التاريي ،فهو قول غي صحيح ،لن ابن خلدون ل يكتشف
علم التاريخ ول منهجه النقدي ،و إنا اكتشف علم العمحران البحشري ،بعن أنه أول من اكتشفه
بالنسبحةم إل غيه من العلمحاء ،و إل فإن القرآن الكري أشار إليه مرارا ،و ذكر كثيا من ساننه قبحل
أن يؤملف ابن خلدون مقدمته بأكثر من 750سانةم . 173و هذا العلم الديد يدرس ظواهر العمحران
البحشري و السنن التحكمحةم فيه ،و ليس هو معيارا لنقد الروايات التارييةم ،و إنا هو نفسه ميدانا
لتطبحيق منهج النقد التاريي على ظواهره .
و يتبحيم من انتقاداتنا لوقف الابري من منهج النقد التاريي اللدون ،أن قوله بأن النظرة
التارييةم اللدونيةم كانت )) نظرة جديدة تاما ليس على الفكر البحيان وحده ،بل على الفكر
النسان بإطلق (( 174هو قول غي صحيح تاما ،فيمحا يتعلق بنهج النقد التاريي ،الذي أثبحتنا
بالدلةم القاطعةم و الكثية ،بأنه كان موجودا قبحل ابن خلدون ،فجاء هو و جيزّأه و ل تيوفيه حقه
.
و ختاما لا ذكرناه ف ها الفصل ،يتبحيم جليا أن ممحد أركون وقع ف أخطاء منهجيةم كثية ف
مارساته للكتابةم العلمحيةم ،ل يلتزّما فيها بالنهجيةم الصحيحةم ف دراسااته عن السالما و أهله ،
كاعتمحاده السااساي على الراجع الساتشراقيةم ،و إهاله للمحصادر السالميةم كليةم تقريبحا .و عدما
التوثيق أصل ،ف مواضع كثية من مؤملفاته .مع اساتخدامه للمحغالطات و التدليسات ،و وقوعه
ف البحالغات و التهويلت ف كثي من أحكامه و مواقفه .
و تبحيم أيضا إنه-أي أركون -وقع ف أخطاء أخرى كثية ،تتعلق بنظرته إل منهج النقد التاريي
،و مارساته له .فجاءت نظرته هذه ناقصةم ،و تمشيوهةم و خاطئةم ف كثي من جوانبحها ،لقلةم
معرفته بنهج نقد البخ عند الدثيم ،و لتأثره بالستشرقيم ،و تعصبحه لفكره ،و مبحالغته ف
العتداد بنفسه .
و أما ممحد عابد الابري فتبحيم أنه هو أيضا وقع ف أخطاء منهجيةم كثية ف مارساته للكتابةم
العلمحيةم ،كعدما توثيقه لكثي من الخبحار الت أوردها ف مؤملفاته .و إهاله توثيق و تقيق أحاديث
نبحويةم كثية جدا .و اعتمحاده السااساي على كتاب المامةم و السياساةم ف مسألت اللفةم و الفتنةم
الكبخى ،مع أنه كتاب مطعون فيه ،ملوء بالخطاء ،و مهول مؤملفه .
173
أخطاء الؤمرخ ابن خلدون ف كتابه القدمةم ،صا 170 :و ما بعدها .
174
بنيةم العقل العرب ،صا. 552 :
و تبحيم أيضا أن الابري ل يكن موفقا ف نظرته إل منهج النقد التاريي عند السلمحيم ،فوقع ف
أخطاء كثية ،ف موقفه من نقد الساانيد و التون عند الدثيم ،و عبحد الرحن بن خلدون .
فجاءت نظرته غي صحيحةم ف الغالب العم ،لبحالغته ف تقزّي منهج الدثيم ،و تعظيمحه لنهج
النقد اللدون الناقص .فاتفقت نظرته هذه مع نظرة أركون ف الط على منهج نقد البخ عند
الدثيم ،و البحالغةم ف مدح منهج النقد اللدون با ليس فيه .
...........................................................................................
الفصل الثاني
................................................................................
الفصل الثاني
الخأطاء المنهجية المتعلقة بالقرآن و الشريعة و علم الكلما و الفلسفة
-في مؤلفات أركون و الجابري-
نتناول ف هذا الفصل طائفةم من الخطاء الواردة ف مؤملفات البحاحثييم ممحد أركون ،و ممحد
عابد الابري ،الت تتعلق بطريقةم النظر و الفهم ،و التعامل مع القضايا و الفاهيم التعلقةم بالقرآن
و الشريعةم ،و علم الكلما و الفلسفةم ،نتطرق إليها تبحاعا بول ال تعال .
أول :الخأطاء المتعلقة بالنظر إلى القرآن و فهمه و التعامل معه :
وقع كل من أركون و الابري ف أخطاء كثية ،ف نظرتمحا إل القرآن الكريئ و فهمحهمحئئا لئئه ،
و تعاملهمحا معه ،أذكر منها طائفةم ،ففيمحا يص أركون فسأذكر أخطاءه ف سابحع ممحوعئئات ،أولئئا
تتضئئمحن أخطئئاء تتعلئئق بئئا سئئاه أركئئون :منهئئج التارييئئةم ،و هئئو منهئئج أكئئثر أركئئون مئئن ترديئئده و
العتداد بئه فئ دراسائاته التارييئةم عئن القئرآن و السنةم ،و مفئاده –حسئب أركئون -أن كئل شيء فئ
الياة –با فيئه القئرآن -مكئوما بظروفئه التارييةم الزّمانيةم و الكانيةم الت ظهئر فيهئا ،فل يتجاوزهئا ،و
ل يئئرج عئئن قيودهئئا الصئئارمةم ،فكئئل )) شئئيء مشئئروط بتئئارييته أو بلحظتئئه التارييئئةم الئئت ظهئئر فيهئئا
((. 175
و قوله هذا فيه جانب كبحي من الصحةم ،لن الصل ف حياة البحشر هو أنم
مكومون بظروف عصرهم ف أفكارهم و سالوكياتم ،لكن هذا ليس أمرا حتمحيا يكم
الناس ببخيةم مطلقةم ،فكثيا ما يستطيع النسان تدي ظروفه ،و يتفاعل معها فكريا و
عمحليا ،و يتجاوز زمانه ،و تعيش أفكاره و أعمحاله من بعده زمنا طويل ،و هذا ما
حدث على أيدي النبحياء - ،عليهم السلما -و الصلحيم و العلمحاء .و الغرب اليوما ما
يزّال يعيش على كثي من أفكار عصر النهضةم ،و الثورة الفرنسيةم ،و الرأساليةم بعد أكثر من
قرنيم من ظهورها .فإذا كان ذلك واقعا معروفا ،فليس غريبحا أن يتحدى السالما –منذ
ظهوره -التارييةم الت ظهر فيها ،و يتجاوزها برساالته الربانيةم الالدة الت جاء با ممحد رساول ال-
ل
يم {ٍ -ساورة النبحياء/ عليه الصلة و السلما ، -قال تعال } :عوعما أعورعساولعناعك إلنل عروحعةمة لمولععالعمح ع
غيئعر اللوسالعلما ل ل
،-107و }إلنن المديعن عنعد الليه اللوسالعتما{ٍ -ساورة آل عمحران ،-19/و }عوعمن يعئوبحتعلغ عو
لالسالريعن{ٍ -ساورة آل عمحران. -85/ ل ل ل ل
ديةنا فعئعلن يئتوقبحععل مونهت عوتهعو لف الخعرةل معن ا وع
و أركون يستنكر الصورة الشائعةم عن السالما ف عصئرنا الئال ،مئن أنئه ل تئاريي يستعصئي
175
أركون :الفكر الصول و اساتحالةم التأصيل ،صا. 193 :
على التارييةم ،و هي صورة زعم أركون أن السلمحيم و الستشرقيم هم الذين روجوها. 176
و قوله هذا فيه مغالطةم ،و إنكار لقيقةم السالما ،لن الذي نص على عدما تارييةم السالما
،ليس السلمحون و ل الستشرقون ،و إنا السالما نفسه هو الذي نص على ذلك و أكده ،
فكتاب ال تعال نص صراحةم على أن ممحدا رساول ال إل العاليم ،و أنه خات النبحياء و الرساليم
،و رساالته هي الرساالةم الاتةم ،من جحدها فلن يقبحل ال منه .فهذه المور معروفةم من دين
السالما بالضرورة ،و هي الت جعلته ل تارييا ،يتحدى تارييةم أركون و كل التارييات الت
ظهر فيها و عاصرته طوال أكثر من 14قرنا ،و دين تلك هي صفاته فل بد أن يتحدى كل
التارييات .
و يئئرى أيضئئا-أي أركئئون -أن السئئلمحيم ف ئ اساتشئئهادهم بئئالقرآن و الئئديث ،تيرجئئون القطئئع
الستشهد به من ساياقه اللغوي ،و من الالةم الت تنطق فيهيا لول مرة ،إل درجئئةم تفئئتيت الضئئمحون
ت
العنوي للمحقطع الستشهد به ،ف حيم أن )) الساتشهاد يفتض زمكانئا –زمئان و مكئان -متناغمحا
ت
منسجمحا باليال و بالعقل الدين ((. 177
و ق ئوله هئئذا هئئو أيضئئا غي ئ صئئحيح ،و فيئئه أوهئئاما ،لن أحكئئاما القئئرآن و مفئئاهيمحه و
عقائئئده ،هئئي فئ الصئئل ثابتئةم مطلقئئةم عامئئةم ،ليسئئت مرتبحطئئةم بأسائبحاب النئئزّول الئئت نزّلئئت فيهئئا ،لن
السائئلما بئئا أنئئه خئئات الرسائئالت و إل ئ البحش ئريةم جعئئاء ،يسئئتلزّما حتمحئئا أن ل تكئئون أحكئئامه مرتبحطئئةم
بالظروف الت ظهئرت فيهئا :زمانئا و مكانئئا ،بيئث تبحقئئى ببحقائهئا ،و تئزّول بزّوالئا ،لئذا فئإن ،ديئن
السالما خالد بأحكامه و عقائده ،و أخلقه و مفاهيمحه ،و إن زالت الظروف الت ظهر فيها .
كمحا أن زعمحه بأن الساتشهاد بالنص يستلزّما زمكانا خاصا ،هئو زعئم غيئ صئحيح فئ الغئالب
العئئم ،لن الحكئئاما و الوامئئر و الش ئريعةم عامئئةم ،بعئئدما نزّلئئت ت ئيردت عئئن اللبسئئات الزّمانيئئةم و
الكانيةم ،الت كانت تتيط با ،لذا فئإن مئن العئروف فئ الصئول :أن العئبخة بعمحئوما اللفئظ و ليئس
بصوصا السبحب .و مثال ذلك أسابحاب نزّول آيات تري المحر ،فالتحري ل يكن مرتبحطا بئئالظروف
،و إنئئا كئئان مرتبحطئئا بفعئئل شئئرب المحئئر ،فئئالتحري نئئزّل فئ ظئئروف معينئئةم ،فزّالئئت هئئذه الظئئروف و
بقي التحري قائمحا مستمحرا مرتبحطا بشرب المحر ،و ليس بئالظروف الزّمانيئةم و الكانيئةم الئت ظهئئر فيهئا
.و نفس المر تيقال عن تري الزّنا و السئئرقةم ،و بئاقي الحكئئاما الشئئرعيةم ،اللهئئم إل الحكئئاما الئت
نص الشرع على أنا كانت ظرفيئةم ثئ نتسئخت ،أو أنئا كئانت خاصئةم برسائول الئ –عليئه الصئلة و
السلما .
و أما حكايةم اليال و العقل الدين ،فهذا وهم و ظن ،لن السلم يتلقى الحكاما الشرعيةم
176
الفكر الصول ،صا. 198 ، 197 :
177
الفكر السالمي ،صا . 261 :
من الكتاب و السنةم الصحيحةم ،و ل دخل لكايةم اليال و الخيئئال ،و العقئل الئدين .اللهئئم إل
فئ السئئائل الجتهاديئئةم الئئت ل نئئص فيهئئا ،فئئإن العئئال السئئلم يإتهئئد للوصئئول إلئ الكئئم الشئئرعي ،
معتمحئئدا علئئى الشئئرع أول ،ثئ العقئئل ثانيئئا ،و ل يعتمحئئد علئئى الوهئئاما و الهئواء ،و اليئئالت ،و
هذا أمر جاء به الشرع و حث عليه ،و مارساه علمحاء السالما منذ ظهور السالما إل يومنا هذا .
و ما له علقةم بوضوع التارييةم ،إنه-أي أركون -وصف مقولةم )) :السالما صال لكل زمان
و مكئئان (( ،بأنئئا ص ئرامةم عقائديئئةم جامئئدة للتصئئورات القديئئةم الوروثئئةم عئئن السائئلما ،المئئر الئئذي
جعله مستعصيا على التاريخ ،لنه فوق الزّمن و الواقع التاريي. 178
و قوله هذا هو أيضا باطل ،لن مقولةم )) :السالما صال لكل زمان و مكئئان (( ،هئئي مقولئةم
صحيحةم من صمحيم السالما ،معروفةم منه بالضرورة ،و ليس من مقولت السلمحيم الت ل أصل لا
،و إنئئا هئئي مقولئئةم اسائئتنبحطوها مئئن ديئئن السائئلما نفسئئه ،لن ختئئم الرسائئالت الليئئةم بنبحئئوة ممحئئد –
عليئئه الصئئلة و السئئلما، -و شئ ئوليةم رسائئالته لعئئالي النئئس و الئئن ،يسئئتلزّما بالضئئرورة القئئول بئئأن :
السالما صال لكل زمان و مكان .
و ما ينقض مزّاعم أركون أيضا ،هئو أن السائلما حئاز علئئى الصئئلحيةم الطلقئةم بئأمرين
هاميم ،الول هو ثبحات السالما بأصوله ف العقائد و الخلق ،و الفئئاهيم و الحكئئاما الشئئرعيةم ،
و هئئي الئئت حتئئه مئئن الئئذوبان و التلشئئي ،و هئئي الئئت أزعجئئت أركئئون أيضئئا عنئئدما سئئاها :صئرامةم
عقائديةم جامدة ،فجعل الق باطل ،و اليإاب سالبحيا ،تعصبحا منه على السالما .
و المر الثان هو أن السالما بكثي مئن أحكئامه العامئةم غيئ الفصئلةم ،و بتشئريعه للجتهئاد و
حثه عليه ،اساتطاع أن يتواكب التطورات التارييةم ف كل الالت ،و تعامل معها برونئئةم و إيإابيئةم
شرعيةم ،و بذلك اساتعصى السالما على تارييةم أركون .
و إضافةم إل ما ذكرناه –عن تارييةم أركون -فإن هذا الرجل متناقض مع نفسئه فئ تعئئامله مئع
القرآن الكري ،و إصراره علئى تطئبحيق التارييةم عليئه ،فهئو أول سابحق أن ذكرنئا أنئه زعئم بأن القئرآن
مكوما بتارييته و لظةم ظهئوره ،و هئذا يعنئ أنئه مكئوما بئالظرفيم الزّمئان و الكئان ،ل يتجاوزهئا
مطلقا ،لكنه من جهةم أخرى نده يعتف بأن من خصائص القرآن السااسائيةم ،قئابليته علئى توليئد
و إعطئئاء العئئان باسائئتمحرار . 179فهئئذا اعئ ئتاف منئئه بئئأن القئئرآن مئئن خصائصئئه القئئدرة علئئى العطئئاء
السئئتمحر ،و هئئذه الاصئئيةم-هئئي بل شئئك ، -مئئن أهئئم خصائصئئه فئ اساتعصئئائه علئئى التارييئئةم ،و
قدرته على الواكبحةم و اليإابيةم ،و الساتمحراريةم و العطاء ،و هو أمر ما يتبحطل ماولت أركون الراميئئةم
إل فرض التارييةم على القرآن الكري .
178
السالما ،أوروبا ،صا. 13 :
179
الفكر السالمي ،صا. 274 :
و ثانيا إنه اعتف بأن القرآن 180يطرح على علمحاء العلوما النسانيةم تديات ،عليهم أن يرتفعوا
إل مستواها ،أو يردوا عليها . 181فهئذا اعئتاف خطيئ منئه ،و كلمحئةم حئق قالئئا ،تتعئبخ عئن تئئدي
القرآن للنسان .و اعتافه هذا ينقض عليئه زعمحئه بضئوع القئرآن للتارييئةم ،فلئو كئان يضئع لئا مئا
تدى العرب الذين نئزّل فيهئم القئرآن ،و مئا اسائتطاع أن يتحئدى العئال بأسائره إلئ يومنئا هئذا .فهل
كتاب هذا حاله تيقال فيه بأنه خاضع لتمحيةم التارييةم الزّعومةم ؟ .
و ختاما لموضوع التاريخية أقول :أول إن القرآن الكريم أشار إلى وجود
التاريخية التي تحكم التاريخ البشري ،عندما أخبرنا بأن ا تعالى أنزل كتبا و شرائع
كثيرةا على أقوام كثيرين في التاريخ ،لم يجعلها فيهم خالدةا ،و إنما جعلها محدودةا
الزمان و المكان ،كقوله تعالى }- :لذيكلل أجأعرلأنا ذمنيكرم ذشررأعةو أوذمرنأهاوجا أولأرو أشاء ر
اي
ت إذألى ا أمررذجيعيكرم أجذميوعا لأأجأعلأيكرم أيلمةو أواذحأدةاو أولأذكن لبيأربليأويكرم ذفي أمآَ آأتايكم أفارستأبذيقوا الأخريأرا ذ
فأيينأببئُييكم بذأما يكنتيرم ذفيذه تأرختألذيفوأن{َ -سورةا المائدةا . -48/ثم أشار من جهة أخرىَ إلى
اللتاريخية عندما ختم رسالته السموية بنبوةا رسوله محمد –عليه الصلةا و
السلم ، -و جعل شريعته هي الشريعة الخاتمة الخالدةا التي تصلح لكل زمان و
مكان .
و ثانيا إن القرآن الكريم أشار إلى التاريخية عندما خاطب الكفار بأن ا أرسل
إليهم رسوله محمدا-صلى ا عليه وسلم -برهانا و آية لهم ،فهو بشر مثلهم يأكل
الطعام و يمشي في السواق ،لكنه مع ذلك يختلف عنهم بأنه رسوله إليهم ،قال
ي أأنلأما إذلأهييكرم إذلأهد أواذحدد فأأمن أكاأن يأرريجو لذأقاء
تعالى }- :قيرل إذنلأما أأأنا بأأشدر بمرثلييكرم ييوأحى إذلأ ل
صالذوحا أوأل ييرشذررك بذذعأباأدذةا أرببذه أأأحودا{َ -سورةا الكهف . -110/و أنزل أرببذه فأرليأرعأمرل أعأمول أ
عليه كتابه المعجز الذي تحداهم به بأن يأتوا بمثله ،فعجزوا عن رد التحدي ،الذي
ما يزال قائما إلى يومنا هذا ،و إلى أن يقوم الناس إلى رب العالمين .و بذلك يكون
القرآن الكريم قد أشار إلى التاريخية من خلل جوانب من حياةا الرسول-عليه الصلةا
و السلم، -و أشار إلى اللتاريخية في نبوته و دعوته و رسالته الخالدةا ،لييثبت بذلك
صدق نبوةا رسوله ،باستخدامه للتاريخية لثبات ل تاريخية القرآن الكريم ،و نبوةا
محمد –صلى ا عليه وسلم. -
و ثالثا فإن من مظاهر ل تارييةم القرآن إنه اختق الزّمان و الكان و الاهيل ،فاختق تاريخ
الكون و النسان ،من النشأة إل زمئن الرسائول-عليئه الصئلة و السئلما .و اخئتق السئتقبحل عنئدما
تكلئئم عئئن مسئئتقبحل الكئئون و النسئئان و مصئئيها .و اخئئتق الاهيئئل عنئئدما تكلئئم عئئن طبحيعيئئات
الفضاء و الرض ،و أحوال النيم ف بطن أمه ،تكيلم عن كل ذلك بطريقةم علمحيةم معجئئزّة مذهلئئةم
،ف زمن كانت تتسيطر عليه الرافات و السااطي ،و الوهاما و الظنون و التجريدات ،فلم يقئئع
ف أخطاء ذلك الزّمن ،و ل يكن صدى له ،و جاء با ل يكتشفه النسان إل بعد الثئئورة العلمحيئةم
180
ل ئ يسئئم أركئئون القئئرآن باسئئه ،و إنئئا سئئاه :الطئئاب النبحئئوي .الفكئئر الصئئول ،صا . 71 :و هئئذه هئئي عئئادته فئ تريفئئه
للمحصطلحات الشرعيةم ،و غروره بكثرة اساتخداما الصطلحات .
181
نفسه ،صا. 71 :
صئنفت فئ ذلئك الوضئوع كتئب كثية متخصصئةم ،و أصئبحح مئن ف القرن 19و ما بعده .و قد ت
المور الثابتةم السلم با ،و قد تأنشئئت لئه هيئةم عاليئةم رسئيةم مقرهئا بكةم الكرمئةم ،تئولت الهتمحئاما
بالعجاز العلمحئي فئ الكتئاب و السئنةم ،علئى أيئدي نبحةم مئن كبحئار العلمحئاء السئلمحيم الختصئيم فئ
متلف العلوما الديثةم .
و من اختراقاته أيضا إنه اخترق مستقبل العلقات بين المسلمين و أهل الكتاب ،
ك ارليأيهويد أولأ ضى أعن أ فقد تكلم عنها القرآن الكريم صراحة في قوله تعالى }- :أوألن تأرر أ
ت أأرهأواءيهم بأرعأد اللذذي اذ هيأو ارلهيأدىَ أولأئُذذن اتلبأرع أ صاأرىَ أحلتى تأتلبذأع ذمللتأهيرم قيرل إذلن هيأدىَ ر النل أ
صيمر{َ -سورةا البقرةا ،-120/و }أيا أألُيأها اذ ذمن أولذلي أولأ نأ ذ ك ذمأن ر ك ذمأن ارلذعرلذم أما لأ أأجاء أ
ض أوأمن يأتأأولليهم بمنيكرم ضهيرم أأرولذأياء بأرع م صاأرىَ أأرولذأياء بأرع ي اللذذيأن آأمينورا لأ تأتلذخيذورا ارليأيهوأد أوالنل أ
ظالذذميأن{َ -سورةا المائدةا .-51/و قد تحقق ذلك في اأ لأ يأرهذدي ارلقأروأم ال ل فأإ ذنلهي ذمرنهيرم إذلن ر
الماضي و الحاضر ،ابتداء من زمن النبوةا إلى عصر العولمة الغربية ،مرورا
بالحروب الصليبية و الستعمار الحديث ،و النصارىَ هم الذين فعلوا ذلك ،و هم
الذين صنعوا دولة اليهود ،و هم الذين يحمونها ،و يتعاونون معها ،و ييدافعون
عنها ،و يفرضون على المسلمين شروطهم بالتعاون مع اليهود ،أمام ضعف
المسلمين و سلبيتهم و خوفهم و ابتعادهم عن دينهم مصدر عزتهم .فاليهود و
النصارىَ متعاونون فيما بينهم على ضرب السلم و المسلمين ،و هذا الذي نص
عليه القرآن في تاريخه المستقبلي و تحقق فعليا ،المر الذي ييؤكد مرةا أخرىَ على ل
تاريخية القرآن التي حرصا أركون على نفيها مرارا و تكرارا .
و أما المحوعةم الثانيةم فتتضمحن أخطاء تتعلق بنظرة أركون إلئ القئرآن الكريئ ،و العهئدين القئدي
و الديد –التوراة و الناجيل ، -منها إنه دعا إل تطبحيق النهج النقدي التئئاريي الغربئ علئئى القئئرآن
الكري ،كمحا طتبحق على التوراة و الناجيل ف الغرب .و أكئد علئى ضئرورة تطئبحيقه علئى كئل الديئان
دون اسائئتثناء أي ديئئن ،بئئدعوى أنئئه إلئئي منئئزّل ،و غيه بشئئري زائئئل .و قئئال عئئن نفسئئه :إنئئه كئئان
يطمحئ ئئح بئ ئئأن تيضئ ئئع السائ ئئلما للدراسائ ئئةم و الشئ ئئكلةم – أي إثئ ئئارة الشئ ئئكالت و الشئ ئبحهات حئ ئوله، -
بالعتمحاد على نتائج العلوما النسانيةم على غرار ما حدث للمحسيحيةم ف أوروبا. 182
و قوله هذا يتضمن أخطاء و مغالطات ،منها أنه أظهر أن ما قاله كأنه أمر جديد و
أنه حريص على تطبيقه ،و أن القرآن ل بد من إخضاعه للنقد كغيره من كتب
الديان الخرىَ ،و كأن المسلمين منعوا و رفضوا من أن ييخضع القرآن للدراسة
العلمية الموضوعية الحيادية .و زعمه هذا باطل من أساسه ،و مردود عليه ،لنه
أول :إن القرآن الكريم هو نفسه -منذ نزوله -دعا النس و الجن إلى دراسته و
تدبره ،و تحداهم بأن يأتوا بمثله ،و أكد لهم بأنهم لن يأتوا بمثله و لو كان بعضهم
س أوارلذجلُن أعألى أأن يأأريتورا بذذمرثذل هأأذا ت اذلن يلبعض ظهيرا ،قال تعالى }- :يقل للئُذذن ارجتأأمأع ذ
ض ظأذهيورا{َ -سورةا السراء،-88/ ضهيرم لذبأرع مارلقيررآذن لأ يأأريتوأن بذذمرثلذذه أولأرو أكاأن بأرع ي
182
الفكر الصول ،صا . 25 ،22 :و القرآن ،صا. 16 ، 10 :
ب بملما نألزرلأنا أعألى أعربذدأنا فأأريتورا بذيسوأرمةا بمن بمرثلذذه أوارديعورا يشهأأداءيكم بمن
و}أوذإن يكنتيرم ذفي أرري م
صاذدذقيأن{َ -سورةا البقرةا .-23/و هذا التحدي هو في ذاته دعوةا بقوةا يدوذن ر
اذ إذرن يكرنتيرم أ
و دافعية إلى دراسته و الرد عليه و انتقاده ،دعوةا منه إلى كل من استطاع إلى ذلك
سبيل ،و التحدي ما يزال قائما إلى يومنا هذا ،لم يستطع أركون و شيوخه الرد عليه
،و هو قد اعترف بذلك –من حيث ل يريد -بأن القرآن يطرح على علماء العلوم
النسانية تحديات ،عليهم أن يرتفعوا إلى مستواها ،أو يردوا عليها. 183
و ثانيا إن أركئون يتغئالط القئراء عنئدما دعئا إلئ إخضئاع القئرآن للدراسائةم النقديئةم العلمحيئةم ،و كئأن
المر جديد على القرآن فلئم يتئدرس بعئئد دراسائةم علمحيئةم نقديئةم .و تناسائى أن القئرآن الكريئ هئو أول
كتئئاب وحئئي خضئئع للنقئئد و التمححيئئص منئئذ أكئئثر مئئن 14قرنئئا ،و العمحليئئةم مئئا ت ئزّال مسئئتمحرة إل ئ
يومنئئا هئئذا .و ذلئئك أن كفئئار قريئئش و مئئن معهئئم بئئذلوا كئئل مئئا فئ وسائئعهم للئئرد علئئى القئئرآن ،و
إثبحئات بشئريته ،فطعنئوا فيئه ،و اتمحئوا رسائول الئ –عليئه الصئلة و السئلما ، -بختلئف التهئم ،و
قئئالوا :إن القئئرآن سائئحر ،و شئئعر ،و أسائئاطي الولييمئ ئ ...لكنهئئم فشئئلوا فئ ئ إثبحئئات دعئئاويهم و
شبحهاتم ،و باءت مساعيهم بالفشل الذريع .و كذلك اليهود ،فلم يقدروا على الرد على القرآن
،و نفي مصدريته الليةم ،فهم مئع شئدة عئداوتم للسائلما و السئلمحيم ،فلئم يإئدوا طريقئا للطعئن
ف القرآن الكري ،و لو وجدوا إل ذلك سابحيل ما تركئوه .،و التاريئخ الثئابت و التئواتر شئاهد علئى
أن الشركيم و اليهود فشلوا ف الرد على القرآن فشل ذريعا .
و قئئد اسائئتمحرت تلئئك العمحليئئةم خلل العصئئر السائئلمي ،فقئئد شئئن الزّنادقئئةم مئئن أهئئل الذمئئةم مئئن
يه ئئود و نصئئارى و مئئوس حرب ئئا شرسائئةم علئئى السا ئئلما ،و طعنئ ئوا فئ ئ الق ئئرآن بختل ئئف الوسا ئئائل ،و
كئئانت لئئم منئئاظرات مئئع علمحئئاء السائئلما بالشئئرق السائئلمي و مغربئئه ،لكئئن مئئاولتم بئئاءت كلهئئا
بالفشئئل الئئذريع .184و فئ العصئئر الئئديث ،دشئئن الغئئرب حلئئةم جديئئدة شرسائئةم للطعئئن فئ القئئرآن و
إنكار مصدريته الليةم ،قاما با النصرون و الستشرقون و تلمذتم ،منذ أكثر من قرنيم مئئن الزّمئئن
،و ما تزّال العمحليةم مستمحرة بوساائل جديدة ،كالفضئئائيات و النئتنت ،تشئئرف عليهئئا مؤمساسئئات
كنسئئيةم ،و يهوديئئةم ،و اساتش ئراقيةم ،و اسائئتعمحاريةم ،و اسائئتخبحاراتيةم ،و هئئذا أمئئر ثئئابت تمشئئاهد ل
يتاج إل توثيق .
و ثالثا إن أركون يضئحك علئى القئراء و يئدلس عليهئئم ،عنئئدما زعئئم أنئئه كئئان يطمحئح أن يقئوما
بنفسه بإخضاع القرآن لنهج النقد التاريي الغرب ،قال هذا ف كتابه :القرآن :من التفسي الئئوروث
183
الفكر الصول ،صا. 71 :
184
سائئجل ابئئن حئزّما طرفئئا مئئن الئئادلت و النئئاظرات الئئت كئئانت تئئري بيمئ السئئلمحيم و النصئئارى فئ كتئئابه الفصئئل فئ اللئئل و
الهواء و النحل .و ساجل بعض ذلك أيضا ابن تيمحيئةم فئ كتئابه الئواب الصئحيح لئن بئدل ديئن السئيح .و سائنذكر لحقئا
بعض كبحار علمحاء النصارى الذين كانوا يطعنون ف القرآن بدمشق زمن الدولةم المويةم .
،إلئ تليئئل الطئئاب الئئدين ،الئئذي أصئئدر طبحعتئئه العربيئئةم الولئ سائنةم ، 2001مئئا يعنئ أنئئه لئ يقئئم
بعد بذه الهمحئةم ،و هئذا تئدليس و تغليئط لن أعمحئاله الفكريئةم الئت قئاما منئئذ أكئثر مئن ثلثيمئ سائنةم ،
تشهد كلها على أنا تدما هذا الشئئروع ،ومنهئا :تارييئةم الفكئئر العربئ ،الئذي كئئان يمحئل عنئوان :
نقد العقل السالمي ،و الفكر السالمي ،و قراءات فئ القئئرآن ،و غيهئئا مئئن البئئاث الركونيئئةم ،
و مع ذلك ل ينجح ف تقيق ذلك الشروع الزّعئوما ،و أعمحئاله الت بيمئ أيئدينا شاهدة علئى ذلئك ،
فهئئي ملئئوءة بالشئئكوك و الش ئبحهات ،و الوهئئاما و الرافئئات ،و تسئئفيه الخئئالفيم ،و هئئي أبعئئد مئئا
تك ئئون ع ئئن الكتاب ئئةم العلمحي ئئةم الوض ئئوعيةم الص ئئحيحةم .و سانتوسا ئئع فئ ئ إثبح ئئات ذل ئئك بالدل ئئةم الدامغ ئئةم فئ ئ
الفصول التيةم من كتابنا هذا ،إن شاء ال تعال .
و من أخطائه أيضا ،إنه ل يفرق بيم السالما و اليهوديةم و النصرانيةم ف نظرته إل هذه الديان
،فهي كلها أديان توحيديةم متساويةم يإب إخضاعها لنهج واحد ف دراساتها .و أشار أيضئئا إلئ أن
القرآن اتم اليهود و النصارى بتزّوير كتبحهم القدساةم . 185و كلمه هذا تيوحي بأنه يرى أن مئئا قئئاله
القرآن عن تزّوير هؤملء لكتبحهم هو مرد اتاما ل حقيقةم .
و كشفا لخطائه ،و ردا عليه أقول :أول إنه من الخطأ الفادح التسوية بين
السلم و الديانتين اليهودية و النصرانية الحاليتين ،لن السلم يختلف عنهما
اختلفا جذريا أصول و فروعا ،تاريخا و توثيقا ،و يتفروق عليهما بعقائده و مفاهيمه
،و تشريعاته و إعجازاته في مختلف العلوم .و كتاب السلم المعجز وصفه ا
تعالى بأنه كتاب }أل يأأرذتيذه ارلأباذطيل ذمن بأريذن يأأدريذه أوأل ذمرن أخرلفذذه أتنذزيدل بمرن أحذكيمم أحذميمد{َ -
صبدوقا لبأما بأريأن يأأدريذه ذمأن ارلذكأتا ذ
ب ق يم أب ذبارلأح ب
ك ارلذكأتا أ
سورةا فصلت ، -42/و}أوأأنأزرلأنا إذلأري أ
أويمهأريذمونا أعلأريذه {َ -سورةا المائد. -48/
و لثبحات ما أقول أورد القارنةم التيةم بيم القئئرآن الكريئ ،و العهئئدين القئدي و الديئئد ،أتناولئئا
–إن شاء ال تعال -من أربعةم جوانب ،الول يتعلق بالتناقضات ،فبحالنسبحةم للعهد القدي – كتئئب
اليهود القدساةم ، -فمحن متناقضاته :إن فئ لسائفر التكئئوين أن الئ خلئق النئور فئ اليئوما الول مئن أيئاما
التكوين . 186ث يذكر ف موضع آخئر أن النئور تخلئق فئ اليئوما الرابئع ) الصئحاح . (1/14:و نئص
نفئئس اللسئئفر –أي التكئئوين -علئئى أن الئ ئ تعئئب عنئئدما خلئئق الكئئون ،و اسائ ئتاح فئ ئ اليئ ئوما السئئابع
) الصحاح . (3-2/2:و ف لسافر أشعيا أن الرب ل يكل و ل يعيح ) الصحاح . (40/28 :
و فئ لسائئفر التكئئوين أن الئئرب نئئدما و حئئزّن عنئئدما خلئئق النسئئان ،و قئئرر أن يحمحئئوه مئئن وجئئه
الرض ) الصحاح . ( 7-6/6 :لكن سافر العدد ناقض ذلئئك ،عنئئدما قئئرر أن الئئرب ليئئس إنسئئانا
فيكذب ،ول ابن إنسان فيندما ) الصحاح . ( 23/19 :
185
الفكر الصول ،صا . 105 ،83 ،22 :و السالما ،أوروبا ،صا . 70 :و تارييةم الفكر ،صا . 266 :
186
الصحاح . 5-3/ 1 :
و من تلك التناقضات أيضا ،أن ف سافر التكوين أن النب لوط –عليه السلما -هو ابن أخ
إبراهيم-عليه السلما ) -الصحاح . (14/12:ث نفس السفر –أي التكوين -يقرر ف موضع آخئئر
بئ ئئأن النئ ئئب لئ ئئوط هئ ئئو أخ إبراهيئ ئئم ) الصئ ئئحاح . ( 14/14:و فئ ئ سائ ئئفر الئ ئئروج أن موسائ ئئى –عليئ ئئه
السئئلما -كليئئم الئئرب وجهئئا لئئوجه )الصئئحاح (13/11:ئ ،لكئئن نفئئس السئئفر قئئرر ف ئ موضئئع آخئئر
نقيض ذلك ،فذكر أن الرب قال لوساى :ل تقدر أن ترى وجهي )الصحاح . (33/20 :
و ف سافر التكوين أن عدد أبناء بنياميم هئو ) 10 :الصئحاح ، ( 46/21 :لكئن عئددهم
ف أخبحار الياما هو ) 3 :أخبحار الياما ، 1 :الصحاح ، ( 7/6 :ث نفئئس السئئفر ذكئئر فئ موضئئع
آخر أن عددهم 5أبناء فقط )نفسه ،1:الصحاح . (2-1/ 8:
و أما الناجيل فمحن تناقضاتا :إن إنيل مت ذكر ان السيح –عليه السلما -قال عن تيوحنا
العمحئئدان :إنئئه إيليئئا ) الصئئحاح (11/14:ئ ،لكئئن فئ ئ إنيئئل تيوحنئئا أن يوحنئئا العمحئئدان أنكئئر أن
يكون هو إيليئا )الصئحاح . (1/19:و فئ إنيئل مئت أن تيوحنئا ل يأكئل و ل يشئرب )الصئحاح :
، (11/18لكن ف إنيل مرقس أن يوحنا يأكل جرادا وعسل بريا )الصحاح . (1/6:
و منهئئا أيضئئا ،أن فئ إنيئئل مئئت حئئث علئئى إكئراما الب و الما )الصئئحاح ، (1/4 :لكئئن
إنيئئل لوقئئا حئئث علئئى عكئئس ذلئئك ،عنئئدما أمئئر ببحغئئض الب و الما ) الصئئحاح . ( 14/26:و
ف إنيل يوحنا أن السيح أقاما العشاء الخيئ قبحل يئوما الفصئح ،و غسئل أرجئل تلميئذه )الصئحاح
، ( 5-13/1:لكئئن ف ئ إنيلئئي مئئت و مرقئئس ،أن العشئئاء الخي ئ كئئان ي ئوما الفصئئح ،دون ذكئئر
لغس ئئل أرج ئئل التلمي ئئذ ) م ئئت ،الص ئئحاح . 29-26/12:و مرق ئئس ،الص ئئحاح -12/ 14 :
. ( 26و فئ إنيئل لوقئا أن معجئزّة الصئيد حئدثت قبحئل قيامئةم السئيح ) الصئحاح ، ( 11-5/1 :
لكن ف إنيل يوحنا أن معجزّة الصيد وقعت بعد قيامةم السيح )الصحاح . ( 14-21/1:
تلك التناقضات-و غيها -هي أدلةم دامعةم على تلعب الناس بتلك الكتب ،و هي شاهدة
على أنئئا ليسئت مئن عنئد الئ ،و هئي ل وجئئود لئئا فئ القئرآن الكريئ ،و ل لمثالئا ،و ل لغيهئا
من التناقضات ،فأين مزّاعم أركون ؟ ،و لاذا ساكت عن تلك التناقضات ؟ .
و أمئئا الئئانب الثئئان مئئن القارنئئةم ،فيتعلئئق بالعجئئائب الرافيئئةم ،ففئئي العهئئد القئئدي ،أن النئئب
حزّقيئئال راى عنئئد أحئئد النئئار حيوانئئا لئئه 4أجنحئئةم و 4أوجئئه ) سائئفر حزّقيئئال . ( 10-1/4 :و
ذكر سافر اللوين وجود طيور تشي على أربعئئةم أرجئئل)الصئئحاح . ( 11/20:و فئ نفئئس السئئفر أن
الران ئئب ت ئئت ) الص ئئحاح . ( 11/6:و ه ئئذا م ئئن الك ئئذب الفض ئئوح ،لن الران ئئب م ئئن اليوان ئئات
القارضةم ،و ليست من التة .
و فئ سائئفر حزّقيئئال أن للرض 4زوايئئا ) الصئئحاح . ( 7/2 :و هئئذا خئئبخ غيئ صئئحيح ،لن
الرض ليست مسطحةم لكي تكون لئا أربئع زوايا ،و إنئا هئي كرويئةم الشئكل ،ل زوايا لئا .و فئ
سائئفر اللويئئن أن حيطئئان النئئازل هئئي أيضئئا تتصئئاب بئئرض الئئبخصا ) الصئئحاح ( 14/35:ئ ،فهئئل
اليطان ترض ؟ ! .
و ف أخبحار الياما الثان أن اللك يهودان لا ملك ملكةم يهوذا ،كان له مئن العمحئر 32سانةم
،فداما ملكه 8سانوات ،فلمحا مرض ومئات خلفئه ابنئه الصئغر أخزّيئا ،و كئان لئه مئن العمحئر 42
سانةم ) أخبحار الياما الثئان . ( 20/22 :و هئئذا مئئن السئئتحيلت البحكيئئات و الضئئحكات ،فكيئئف
يكون البن أكبخ من أبيه بعاميم ؟ ؟ !! ،و ذلك أن الب تول الكم وله 32سانةم ،و حكم
8سانوات ،فمحات وله 40سانةم ،فخلفه ابنه و له 42سانةم .
و أما العهد الديد –الناجيل -فهو أيضا يقوما على العهد القدي ،و من ث فهو معنئ بتلئئك
التناقضئئات أيضئئا ،و مئئع ذلئئك فهئئو أيضئئا فيئئه عجئئائبحه الرافيئئةم ،لعئئل أههئئا أن أنئئاجيله ذكئئرت أن
يسئئوع هئئو إلئئه و ابئئن الئ ،لكنئئه مئئع ذلئئك هئئو مولئئود ،ولئئدته مريئ ،و اضئئطهده تخصئئومه ،حئئت
أنم قبحضوا عليه و نفوه و صلبحوه. 187
و أمثال تلك الغرائب و الرافات هي كثية ف العهدين القدي و الديد ،ذكرنا طرفا منها ،
و إل من يدرسائها دراسائةم نقديئةم فاحصئةم موسائئعةم ،فئإنه سائيجد أكئثر مئئا ذكرنئاه بكئثي ،و يتئبحيم لئئه
بالدلةم القاطعةم الفارق الكبحي بيم العهدين و القرآن الكريئ ،بل أنئه ل مئال للمحقارنئةم بينهمحئا أصئل
،و الشواهد الت ذكرناها هي كافيةم لثبحات ذلك بئا ل يئدع مئال للشئك أصئل ،فتلئك الرافئات
و الغرائب الستحيلت ل وجود لا ف القرآن الكري أصل .لكن أركون تيغمحض عينيئئه عئئن ذلئئك و
ل يبحال با يقول و ل بزّعمحه البحاطل ف تسويته للقرآن بالعهدين القدي و الديد .
و أما الانب الثالث مئن القارنئةم فيتعلئق بالنبحيئاء فئ العهئد القئدي ،و هئو أيضئا معتمحئد عنئد
النصارى ،فإنه – أي العهد القدي -نسب إل النبحياء-عليهم السلما -أبشع العمحئئال القبحيحئئةم الئئت
يتنزّه عنها أضعف الؤممنيم إيانا ،فمحن ذلك أن نوحا –عليه السلما -سائئكر و تعئئرى )سائئفر التكئئوين
. ( -25-21/ 9:و لوط -عليه السلما -ساكر و زن بابنته ) سافر التكوين . ( 34-19/30 :و
داود –عليه السلما -كان يرقص أماما الرب )صمحوئيل 2:إصحاح ، ( 14/ 6 :و زن بئارته و قتل
زوجهئئا ) صئئمحوئيل ، 2 :الصئئحاح . ( 3/ 11 :و سائئليمحان –عليئئه السئئلما -كفئئر و عبحئئد الصئئناما
) سافر اللوك الول ،إصحاح . ( 16-1/ 11:
تلك هي بعض أحوال أنبحياء بن إسارائيل ف العهد القدي ،و لشك أنا أكاذيب و أباطيئل ،
اختلقها فساق بن إسارائيل ،و نسبحوها إل أنبحياء ال تعال ،كمحبخر لنرافاتم و ضئئللتم .و إل
فإن النبحياء معصومون تمطهرون من تلك العمحال القبحيحةم ،بشئهادة القئئرآن الكريئ ،الئذي ل وجئود
187
أنظر مثل :مت ،الصحاح ، ( 18/ 1 :و يوحنا ،الصحاح . ( 13-12/ 18 :
فيه لمثال تلك الكاذيب و الباطيل ،و الذي عرض ساية النبحياء ف أبى صئئورة و أطهرهئا .لئذا
فإن القرآن الكري هئئو الصئئدر الوحيئئد 188لعرفئئةم حيئاة النبحيئاء و أخلقهئئم و جهئادهم فئ الئدعوة إلئ
ال .
و أما الانب الخي -أي الرابع -من القارنةم ،فيتعلق بالتوثيق التاريي ،فبحالنسئبحةم للعهئئد القئئدي
،فقئئد تكتبحئئت أسائئفاره علئئى امتئئداد زمئئن يزّيئئد عئئن 9قئئرون ،بلغئئات متلفئئةم ،اعتمحئئادا علئئى ال ئتاث
الشفوي النقول بل أساانيد ،مع الهل بكتابا القيقييم. 189
و أما الناجيل العتمحئدة عنئد النصئارى اليئوما ،فهي قئد اتخئتيت مئن بيمئ عشئرات الناجيئل فئ
القرن الرابع اليلدي ،و هي ليست لا أساانيد ،مع جهالةم مصنفيها ،و اضطراب متونئئا ،فإنيئئل
مت مهول مؤملفه ،و تمتلف فئ سائنةم تئدوينه ،فقيئئل 37 :ما ،و 48ما ،و 62ما 64 ،ما ،مئئع
الختلف ف لغةم تدوينه. 190
و إنيل مرقس تمتلف ف مؤملفه ،فقيل مرقس ،و قيل بطئئرس .و قيئل أنئئه تدون سائنةم
56ما ،و 60ما ،و 65ما . 191و أمئئا إنيئئل يوحنئئا فمحئؤملفه مهئئول الشخصئئيةم ،و هنئئاك
شك ف نسبحةم إنيله إل يوحنا الواري ،مع الختلف ف سانةم تدوينه ،فقيل :سائئنةم 68ما
98 ، 96 ، 95 ، 70 ،للمحيلد . 192و أمئئا إنيئئل لوقئئا فمحختلئئف فئ جنسئئيةم مئؤملفه و
صنعته ،و ف تاريخ تدوينه ،فقيل :سانةم 64 ،63 ،53للمحيلد. 193
مئئع العلئئم أن الناجيئئل الاليئئةم مئئا هئئي إل مئئرد قصئئص و روايئئات و حكايئئات عئئن
ج ئوانب مئئن حيئئاة السئئيح-عليئئه السئئلما -فيهئئا الصئئحيح و الكئئذوب و السئئتحيل .و هئئي
مئئذكرات شخصئئيةم ليسئئت مئئن إملء السئئيح –عليئئه السئئلما، -و لئ يشئئهدها أصئئل ،كتبحهئئا
أصحابا تلبحيةم لرغبحات خاصةم ،و قد فقدت أصولا و ليست لا أساانيد توثيقيةم. 194
188
بالنسئبحةم إلئ الكتئئب الدينيئئةم ،و إل فئئإن السئئنةم النبحويئئةم الصئئحيحةم ،هئئي الصئئدر الثئئان بعئئد القئئرآن فئ معرفئئةم أحئوال النبحيئئاء
عليهم السلما .
189
عبحئئد الوهئئاب طويلئئةم :الكتئئب القدسائئةم ،ط ، 2دار السئئلمالقاهرة ، 2001صا 91 ، 89 ، 88 :و مئئا بعئئدها .و
موريس بوكاي :الكتب القدساةم ف ضوء العلوما الديثةم ،ط ، 4دار العارف ،بيوت ،صا. 23 :
190
عبحئئد الوهئئاب طويلئئةم :نفئئس الرجئئع ،صا 132 :و مئئا بعئئدها .رؤوف شئئلب :أضئواء علئئى السئئيحيةم ،الكتبحئئةم العصئريةم ،
بيوت ، 1975 ،صا. 41 :
191
شلب :نفس الرجع ،صا. 44-43 :
192
نفس الرجع ،صا. 51 ، 50 ، 48 ، 47 :
193
نفس الرجع ،صا. 46 :
194
نفس الرجع ،صا. 51-50 :
و أما القرآن الكري فالمر معه تمتلف تاما ،فقد ظهر ف ضوء التاريخ ،و قد وصلنا
مت ئ ئواترا حفظئ ئئا و تئ ئئدوينا ،فئ ئتدون زمئ ئئن الرسائ ئئول-عليئ ئئه الصئ ئئلة و السئ ئئلما، -و جعئ ئئه الصئ ئئحابةم ف ئ ئ
مصحف واحد بعد وفاة رساول ال بقليل و اهتمحوا بئه اهتمحامئا كبحيا .و سانخصئص لئذا الوضئوع
مبححثا مطول ف الفصل الثالث ،و نرد فيه على شبحهات و مغالطات أركون و تدليساته حئئول تاريئخ
القرآن الكري .
كمحا أن التناقضات و الرافات و الخطاء الوجودة ف العهدين القدي و الديد الت سابحق
ذكرها ،هي دليل قاطع دامغ على تعرضهمحا للتحريف على اختلف أنواعه و أشكاله .لنه
يستحيل عقل أن يكونا من عند ال ،و ها يتويان على تلك التناقضات و الرفات و الخطاء .
و ثالثئئا إن تسئئويةم أركئئون بيم ئ اليهوديئئةم و النص ئرانيةم و السائئلما ف ئ مئئال التوحيئئد ،و زعمحئئه بأنئئا
كله ئئا ديان ئئات توحيدي ئئةم ،ه ئئي تس ئئويةم باطل ئئةم ،و فيه ئئا تغلي ئئط و افئ ئتاء عل ئئى القيق ئئةم ،لن الديان ئئةم
النص ئرانيةم –الاليئئةم -ليسئئت توحيديئئةم ف ئ القيقئئةم ،لنئئا تئئؤممن –و مصئئرة علئئى ذلئئك -بوجئئود ثلثئئةم
أقئئانيم :الب إلئئه ،و البئئن إلئئه ،و روح القئئدس إلئئه ،و هئئذه القئئانيم متسئئاويةم فئ اللوهيئئةم. 195
فهئئي ديانئئةم تثليئئث ل توحيئئد ،فل يكئئن أن يكئئون التوحيئئد تثليثئئا ،و ل التثليئئث توحيئئدا ،فواحئئد ل
يساوي ثلثةم ،و ثلثةم ل تساوي واحدا .لذلك كفر ال تعال النصارى الثلثيم ف قئوله سائبححانه :
ث ثعلعثعئنةم عوعمئئا لمئون إللعئنه إللن إللعئهق عوالحئقد عولإن نلوئ عينتعئتهئواو ععنمحئئا يعئتقولئتئوعن ل ل
}-لنعقئود عكعفئعر النئذيعن قئعئالتواو إلنن الليئهع ثئعئال ت
ب أعللي ئقم{ٍ -سائئورة الائئئدة . -73/و إذا أصئئر النصئئارى علئئى جعئئل ل ل
لعيععمحنس ئنن النئذيعن عكعف ئترواو مونئته ئوم عع ئعذا ق
195
ممحد أبو زهرة :ماضرات ف النصرانيةم ،ط ،3دار الكتاب العرب ،مصر ، 1961 ،صا 98 :و ما بعدها .
التثليث توحيدا ،فإن كل الديان تصبحح توحيديةم و إن تعددت آلتها ! .
و أما التوحيد في القرآن فمختلف تماما عما في العهدين القديم و الجديد –إن يوجد
فيهما توحيد ، -فالقرآن فيه التوحيد المطلق ،و التنزيه الكامل ،و السماء
الحسنى ،و الصفات العلى و اليمثلى ،قال تعالى }- :أوذرلذ الأرسأماء ارليحرسأنى أفارديعوهي بذأها
أوأذيرورا اللذذيأن ييرلذحيدوأن ذفي أأرسأمآَئذذه أسييرجأزروأن أما أكاينورا يأرعأميلوأن{َ -سورةا العراف-180/
صيير{َ -سورةا الشورىَ-11/و }قيرل هيأو ل
اي س أكذمرثلذذه أشريدء أوهيأو اللسذمييع البأ ذ
و} لأري أ
صأميد ،لرم يألذرد أولأرم ييولأرد ،أولأرم يأيكن للهي يكفيووا أأأحدد{َ-سورةا الخلصا ،-4-1/و اي ال لأأأحدد ،ل
غيرها من آيات التوحيد و التنزيه ،فالقرآن مملوء بذلك ،لكن أركون ييغمض عينيه
عن الحقيقة ،و يطمس حقائق القرآن بكل ما يستطيع ،و يسوي بينه و بين خرافات و
مستحيلت العهدين القديم و الجديد و ل ييبالي ،و مع ذلك يزعم العلمية و
الموضوعية ،و النقد التاريخي الحديث !! .
و أما المحوعةم الثالثةم فتتضمحن خسةم أخطاء تتعلق بنظرة أركون إل القرآن و التعامل معه ،أولا
قئ ئوله بئئأنه عنئئدما يإئئد مسئئلمحا يستشئئهد فئ ئ )) مادثئئةم مئئا بآيئئةم قرآنيئئةم ،أو بئئديث نبحئئوي ،كئئدليل
قطعي على مئاجته ،فئإنه تيثي بذلك الشئاكل النظريئةم ،الئت يتضئمحنها الئرور مئن السلمحات العرفيئةم
للقئئرون الوسائئطى ،إلئ السئئلمحات العرفيئئةم للفكئئر الئئديث ،مئئا هئئي شئئروط قانونيئةم أو صئئلحيةم هئئذا
الرور ،من أجل المحارساةم الفعالةم للفكر السالمي العاصر ((. 196
و قئوله هئئذا باطئئل مئئن أسااسائئه ،و فيئئه تغليئئط و تئئدليس ،لنئئه أول إن السئئلم عنئئدما يتئئج
بئئالقرآن و السئئنةم الصئئحيحةم ،يتلئئك الشئئرعيةم مئئن ال ئ تعئئال ،و ليئئس ف ئ حاجئئةم إل ئ شئئرعيةم أخئئرى
سائ ئواء ك ئئانت م ئئن الق ئئرون الوسا ئئطى ،أو م ئئن العص ئئر ال ئئديث .كمح ئئا أن ئئه-أي الس ئئلم -ل يإ ئئد أي ئئةم
196
تارييةم الفكر ،صا. 56 :
إشئئكالت و ل تناقضئئات تنعئئه مئئن الساتشئئهاد بالكتئئاب و السئئنةم بالطريقئئةم الصئئحيحةم ،لن دينئئه
خات الرساالت ،و هو دين ال تعال ف الرض و السمحاء ،ل يده زمان و ل مكان .
و أما ما اعتض به أركون ،فهو باطئل ،ل يصئدر إل عئئن مئن ل يتئؤممن بالسائئلما أو جاهئل
بئئه ،أو مريئئض القلئئب و العقئئل معئئا ،فالكئئافر بئئه عليئئه أن يئتما نفسئئه و غيه ،و ل يئئق لئئه أن
يع ئئتض عل ئئى مسئئلم يتئئج بالكت ئئاب و الس ئئنةم ،لن لك ئئل منهمح ئئا دين ئئه و فك ئئره و سا ئئلوكه .و أم ئئا
الاهئئل بئئدين السائئلما ،فل يئئق لئئه أن يتكلئئم أصئئل ،و عليئئه أن يتعلئئم السائئلما و يفهمحئئه فهمحئئا
صئئحيحا أول ،قبحئئل أن يئئدخل مئئع السئئلمحيم ف ئ الناقشئئات و النئئاظرات .و أمئئا الريئئض فعليئئه أن
يتصئارح نفسئه بشجاعةم ،و يطلئب لئا العلج الشئاف بصئدق و إخلصا ،و ل يبحقئى متأرجحئا ل
إل هؤملء ،و ل إل هؤملء .
و ثانيئئا إن احتجئئاجه بالسئئلمحات العرفيئئةم الديثئئةم ،لئئرد مئئا سئئاه السئئلمحات العرفيئئةم القئئرون
أوسائئطيةم ،فهئئو مئئرد دعئئوى ل حجئئةم فيئئه ،لن الص ئواب ل يتعئئرف بالزمنئئةم ول هئئو خاصئئا بئئا ،
فالعصور الوساطى كان فيها الق و البحاطل ،و العصر الديث ،هو أيضا فيه الق و البحاطل ،و
عليه فإن الق يتعئئرف بئالق الئذي يمحلئه ،و بالدلئةم الئت تئدعمحه ،و ل يتعئرف بئالزّمن الئذي ظهئر
فيه ،فل دخل للزّمن ف إحقاقه و إبطاله .
و الطأ الثان يتعلق بقوله بأن السمحةم الليةم للشريعةم ،ل تيكنها أن تيلنا ف الواقئع إل إلئ
التصئئور الئئذي شئ ئيكله علئئم التفسئئي ،و علئئم الكلما ،و الفقئئه . 197و قئ ئوله هئئذا غيئ ئ صئئحيح فئ ئ
معظمحه ،لن الشريعةم الليةم-كتابا و سانةم صحيحةم -منفصلةم تاما عن ما أنتجه السلمحون من علوما
و أفكار ف تفسيهم للشريعةم ،فالسالما -و هو الشريعةم -تيفهم نفسه بنفسئئه بحكمحئئاته ،و إرجئئاع
متشابه إل مكمحاته ،و فهمحه با صح من سانةم الرساول –صلى ال عليئئه و سائلم ، -فالشئريعةم فيهئئا
قوة فهم ذاتيئةم ،و أمئا مئا أنتجئه السئلمحون مئن علئوما فئ فهمحهئم للشئريعةم ،فليئس هئو الئذي يتحكئم
فيها ،و إنا هي الت تتحكم فيه ،فمحا وافقها قبحلناه ،و ما خالفها رفضناه ،و كم تيوجد فئ ذلئك
التاث من أفكار باطلةم و مذاهب فاسادة ؟.
و الطأ الثالث هو أمر تمتعمحد من أركون ف النظر إل القرآن و إثارة الشبحهات حوله ،فعئئل
ذلئئك عنئئدما قئئال )) :و هكئئذا تميئئت التواريئئخ ،و أسئئاء المئئاكن ،و أسئئاء العلئئم ،و الحئئداث
الفرديةم من اليات ،لنزّع الصفةم التارييةم عنها ((. 198
197
نفس الرجع ،صا. 37 :
198
الفكر السالمي ،صا. 72 :
و ردا عليئئه أقئئول :أول إنئئه ل يصئئح أبئئدا اسائئتخداما كلمحئئةم )) تميئئت (( ،و إنئئا الصئ ئواب أن
تيقال :ل تتذكر التواريئخ ،و أسئاء المئاكن و الشئخاصا ، ...لن عبحئارة :تميئت تعنئ أنئه كئانت
ف القرآن تلك المور ث تنزّعت بالو ،و هذا طعن فئ القئئرآن بطريقئئةم مئئاكرة ،و قئئول بتحريفئئه ،و
هو زعم باطل يرده القرآن نفسه ،و التاريخ الثابت الصحيح ،و هو أيضا افئتاء علئى الئ و رسائوله
و الئئؤممنيم .و إن أصئئر هئئو علئئى اسائئتخداما تلئئك العبحئئارة ،فنقئئول لئئه :كئئان عليئئك أن توثئئق زعمحئئك
بالش ئواهد الشئئرعيةم و التارييئئةم و العقليئئةم ،و ل تتفئئي وراء تلئئك العبحئئارة الئئاكرة ،و نئئن علئئى يقيم ئ
بأنك لن تظفر بذلك ،لننا نعلم بأنا ل توجد ،و لو كانت عندك ما تلفت ف اساتخدامها .
و ثانيئئا إن ملحظتئئه حئئول عئئدما ذكئئر التواريئئخ و أسئئاء الشئئخاصا و المئئاكن ف ئ القئئرآن ،
ليست ملحظةم مطلقةم ،بل هئي ملحظئةم نسئبحيةم ،لن القئرآن الكريئ لئ يئئذكر التواريئخ و لئ يتكئثر
من ذكر أساء الشخاصا و الماكن ،لكنه ذكر كثيا منها ،كأساء النبحياء عليهم السلما :آدما
،و نوح ،و إدريس ،و إبراهيم ،و موساى ،و ممحد صلى ال عليه وسائئلم .و مئئن غيئ النبحيئئاء
:زيد ،و آزر ،و فرعون ،و أبو لب .و من الماكن :مكةم ،و يثرب ،و مصئئر ،و بابئئل ،
و بدر ،و حنيم .و أما فيمحا يص التواريخ فالقرآن ل يدد التواريخ ،لكنئئه أشئئار إلئ مئئا يتسئئاعد
على معرفةم زمان كثي من الوادث الت ذكرها ،و ذلئك مئن خلل أسئاء الشئخاصا و المئاكن ،
و ذكره لتسلسل ميء كثي من النبحياء من آدما إل ممحد –عليهم الصلة و السلما .
و ثالثئئا إن زعمحئئه بئئأن عئئدما ذكئئر التواريئئخ و السئئاء فئ القئئرآن ،كئئان للجئئل نئئزّع الصئئفةم
التارييةم عنه ،فهو زعم باطل ،لن ل تارييةم القرآن ل تقوما أسااساا علئئى تلئئك المئئور ،بئئدليل أنئئه
ذكئئر كئئثيا منهئئا ،و إنئئا تق ئوما أسااسائئا علئئى أن القئئرآن كلما ال ئ تعئئال العجئئزّ التحئئدى بئئه .و ال ئ
ت ت
تعال ل يذكر فيه تفاصيل التواريخ زمانا و مكانا و أعلما ،لنه كتاب إيئان و هدايئةم ،و تربيئةم و
عبحادة ،و ليس كتاب تاريخ ،و على النسان أن يإتهد و يبححث لعرف تفاصيل التاريخ لينتفع بئئه
،و قئئد حثئئه القئئرآن علئئى ذلئئك .و حئئت إذا مئئا افتضئئنا بئئأن القئئرآن قئئد حئئدد تواريئئخ و أمئئاكن و
أشئئخاصا كئئثي مئئن الئوادث الئئت ذكرهئئا ،فئئإن ذلئئك لئئن ينئئزّع عنئئه الصئئفةم الليئئةم ،و لئئن يئتئدخله فئ
تارييةم أركون الزّعومةم .
و أما الطأ الرابع فيتعلق بتعريف أركون لفهوما الاهليةم ف القرآن ،فزّعم أن )) مفهوما الاهليةم
حسئ ئبحمحا ورد فئ ئ الق ئئرآن يتط ئئابق عل ئئى الق ئئل فئ ئ وظ ئئائفه اليديولوجي ئئةم ،مف ئئاهيم العقلي ئئةم البحدائي ئئةم ،و
التمحع العتيق ،و التمحع الذي ل يعرف الكتابةم و الفكر التوحش ((. 199
199
تارييةم الفكر العرب السالمي ،صا. 99 :
و تعريفه هذا غي صحيح ،و باطل من أسااساه ،ل تيورد عليه دليل من القرآن ،و ل مئن
السئئنةم النبحويئئةم ،مئئع ادعئئائه بئئأنه يئئذكر مفه ئوما الاهليئئةم ف ئ القئئرآن .و القيقئئةم أن معن ئ الاهليئئةم ف ئ
القئئرآن ل علقئةم لئه مطلقئا بئالتطور الضئاري الئدنيوي ،فقئد يكئون متمحئع مئئا متطئور دنيويئا ،و هئو
متمحع جاهلي ،و قد يكون ممحع ما متخلف ف الانب الادي الدنيوي ،و هو ليئئس جاهليئئا ،و
عليه فإن معن الاهليةم فئ القئرآن ليئس كمحئا زعئم أركئون ،و إنئا معنئاه هئو عئدما عبحئادة الئ تعئال و
الل ئئتزّاما بشئ ئريعته عل ئئى مس ئئتوى الفئ ئراد و المحاع ئئات و الم ئئم ،و ال ئئدليل عل ئئى ذل ئئك قئ ئوله تع ئئال :
)) أفحكم الاهليةم يبحغون ،و من أحسن من ال حكمحا لقوما يثقنون ((-سائورة الائئدة، - 50/و ))
إذ جعئئل الئئذين كفئئروا فئ قلئئوبم المحيئئةم ،حيئئةم الاهليئئةم ((-سائئورة الفتئئح ، -26/و )) يظنئئون بئئال
غيئ ئ ال ئئق ظ ئئن الاهليئئةم ((-سا ئئورة آل عمحئ ئران ، -و )) و ل تئئبخجن ت ئئبخج الاهليئئةم الولئ ئ ((-سائئورة
الحئزّاب ، -33/فالاهليئةم فئ القئرآن ليسئت مرتبحطئةم بزّمئئان و ل بكئان ،و ل بنئئس ،و إنئا هئئي
مرتبحطةم بالكفر و اليان ،و اللتزّاما و النراف ،فإذا حضر السالما ظاهرا و باطنا ارتفعت الاهليةم
،و إذا غاب السالما حضرت الاهليةم ،و قد يدث بينهمحا حضور و عياب ف زمن واحد .
و الطئئأ الخيئئ-أي الئئامس -يتعلئئق بقئئول أركئئون )) :يعئئتزّ الئ ئتاث النقئئول و يفتخئئر بوجئئود
أدبيئئات تئئدعى بأسائبحاب النئئزّول ،و لكئئن هئئذه القصئئص و الروايئئات ل ئ تتوضئئع حئئت الن علئئى مئئك
النقد التاريي و الدب ،الذي ل مندوحةم عنه ((. 200
و ردا عليه أقول :أول ليس صحيحا بأن المسلمين يفتخرون بأدبيات و أسباب
النزول ،و يعتزون بها مطلقا ،و إنما الصواب هو أن العلماء المسلمين ميزوا بين
المقبول منها و المردود ،و الموقوف ،و لم يقبلونها كلها من دون تمحيص. 201علما
بأن هناك كثيرا من أسباب النزول يشهد القرآن الكريم نفسه على صحتها ،كقوله
اأق ل ك أواتل ذ ك أزروأج أ ت أعلأريذه أأرمذسرك أعلأري أ اي أعلأريذه أوأأرنأعرم أ تعالى }- :أوإذرذ تأيقويل لذللذذي أأرنأعأم ل
ضى أزريدد بمرنأها ق أأن تأرخأشاهي فألألما قأ أ اي أأأح لُ
س أو لاي يمربذديذه أوتأرخأشى اللنا أ ك أما ل أوتيرخذفي ذفي نأرفذس أ
ضرواج أأردذعأيائذذهرم إذأذا قأ أ طورا أزلورجأناأكأها لذأكري أل يأيكوأن أعألى ارليمرؤذمذنيأن أحأردج ذفي أأرزأوا ذ أو أ
اي قأروأل اللذتي اذ أمرفيعوول {َ -سورةا الحزاب ، -37/و}قأرد أسذمأع ل طورا أوأكاأن أأرمير ل ذمرنهيلن أو أ
صيدر{َ - اأ أسذميدع بأ ذ اي يأرسأميع تأأحايوأريكأما إذلن ل اذ أو ل ك ذفي أزروذجأها أوتأرشتأذكي إذألى ل تيأجاذدلي أ
اي ذفي أمأواذطأن أكذثيأرمةا أويأروأم يحنأريمن إذرذ أأرعأجبأرتيكرم صأريكيم ر سورةا المجادلة ، -1/و}لأقأرد نأ أ
ت ثيلم أوللرييتم لُمردبذذريأن{َ - ض بذأما أريحبأ ر ت أعلأرييكيم الأرر ي أكرثأرتييكرم فألأرم تيرغذن أعنيكرم أشريوئُا أو أ
ضاقأ ر
سورةا التوبة. -25/
و ثانيا إن قوله بأن روايات أسابحاب النزّول ل توضع حت الن على الك ،هئو قئول مبحئالغ فيئه
200
نفس الرجع ،صا ، 242 :هامش . 25 :
201
ابئ ئئن تيمحيئ ئئةم :منهئ ئئاج السئ ئئنةم ،ج 7صا . 435 :و اللبحئ ئئان :نصئ ئئب ال ئئانيق ،ط ، 3الكت ئئب السا ئئلمي ،بيئئوت ،
، 1996صا. 44 :
،و غي صحيح على إطلقه ،لن علمحاء مئن التقئدميم تنبحهئوا إلئ أن فئ أسابحاب النئزّول و أدبيئات
التفسئئي كئئثيا مئئن الروايئئات الكذوبئئةم ،و ح ئيذروا منهئئا ،مئئن ذلئئك أنئئه عنئئدما كتئئب ال ئراوي الفسئئر
ممحد بن السائب الكلب )ق2:ه( تفسيا للقرآن الكري ،تصدى له العلمحاء و فضحوه ،و قالوا :
إنه مل كتابه بالباطيل .و قال عنه ييح بن معيم )ق 3ه ( :هو كتاب ينبحغي أن تيدفن .و قال
عنئئه أحئئد بئئن حنبحئئل :ل يئئل النظئئر ف ئ تفسئئي الكلئئب .و كئئان الكلئئب هئئذا كئئذابا روى كتئئابه ف ئ
202
التفسي عن الكذاب أب صال مول أما هان ،الذي زعم أنه رواه عن ابن عبحاس ،و هو ل يره
.
و من ذلك أيضا أن أحد بن حنبحئل كئان يقئول )) :ثلثةم علئوما ليئس لئا أصئول :الغئازي ،و
اللحئئم ،و التفسئئي (( ،و ف ئ روايئئةم أخئئرى )) ليئئس لئئا أسائئانيد (( ،لن الغئئالب عليهئئا أنئئا مرسائئلةم
السائئانيد و منقطعئئةم . 203و قئئد جعئئل أحئئد بئئن حنبحئئل التفسئئي مئئن بيم ئ تلئئك العل ئوما الئئت تفتقئئد إل ئ
التأصيل و الصحةم ،و هئو ل يقصئد نفئي وجئئود أسائبحاب النئئزّول و أدبيئاته مطلقئا ،و إنئئا يقصئد أن
الغالب عليها أنئا غيئ ثابتئةم ،و إل فهئو نفسئه ذكئر فئ مسئنده كئثيا مئن أسابحاب النئزّول فئ مسنده
بالروايات السندة. 204
و قئئال الشئئيخ ابئئن تيمحيئئةم )) :و أمئئا أحئئاديث أسائ ئبحاب النئئزّول فغئئالبحه مرسائئل ،ليئئس بتسئئند
(( . 205كمحئئا أن الئئافظ ابئئن كئئثي نقئئد كئئثيا مئئن روايئئات أسائبحاب النئئزّول فئ تفسئئيه ،و رجئئح فيمحئئا
بينها ،و اساتبحعد من تفسيه السارائيليات . 206و بئذلك يتئبحيم أن مئا ادعاه أركئون غيئ صئحيح ،و
الصحيح هو أن كثيا من كبحار العلمحاء السلمحيم تنبحهوا إل أن كئثيا مئن أسائبحاب النئئزّول هئي روايئات
غي صحيحةم ،فحيذروا منها ،و حققوا طائفةم منها ،دون أن تيققوها كلها .
و أما المحوعةم الرابعةم ،فتتضمحن أربعةم أخطاء ،وقع فيها أركون ف نظرته إل القرآن ،و موقفه
منه ،و تعامله معه ،أولا النظر إلئ شخصئئيةم النئب-عليئئه الصئئلة و السئئلما -و تربتئئه الدعويئئةم مئن
خئئارج الق ئئرآن الكريئ ئ ،فزّع ئئم أن الجي ئئال السا ئئلميةم حئ ئولت )) ترب ئئةم ممح ئئد البحشئ ئريةم الاديئئةم البحشئ ئريةم
السوساةم ،إل نوع من التجربةم الفوق بشريةم و التعاليةم ((. 207
202
الذهب :ميزّان العتدال ،ط ، 1دار الكتب العلمحيةم ،بيوت ، 1995 ،ج 2صا ، 431 :ج 6صا . 161 :و ابن
أب حات :الرح و التعديل ،ج 7صا. 270 :
203
ابن تيمحيةم :الصدر السابق ،ج 7صا . 435 :و الرد على البحكري ،ج 1صا. 76 :
204
أنظر :السند ،ج 1صا, 28 ، 23 ، 16 ،11 :
205
منهاج السنةم ،ج 7صا. 435 :
206
انظر :تفسي القرآن العظيم ،ج 1صا ، 18 ، 5 :ج 3صا ، 636 :ج 4صا. 133 :
207
تارييةم الفكر ،صا. 266 :
و قوله هذا باطل ،و افتراء و تدليس يستبطن إنكارا لنبوةا محمد –عليه الصلةا و
السلم ، -لن محمدا كانت له تجربة تتكون من يبعدين ،الول يخص الجانب
البشري المحض من حياته عليه الصلةا و السلم .و الثاني يتعلق بالنبوةا و الرسالة ،
فهو رسول ا و خاتم النبيين ،و ليس كما زعم أركون من أن النبي كانت له تجربة
بشرية مادية محسوسة فقط .فرسول ا –صلى ا عليه و سلم -كان بشرا يأكل و
يتزوج و يمشي في السواق ،لكنه كان أيضا رسول ا ييوحى إليه ،قال تعالى - :
ي أأنلأما إذلأهييكرم إذلأهد أواذحدد فأأمن أكاأن يأرريجو لذأقاء أرببذه فأرليأرعأمرل
}قيرل إذنلأما أأأنا بأأشدر بمرثلييكرم ييوأحى إذلأ ل
صالذوحا أوأل ييرشذررك بذذعأباأدذةا أرببذه أأأحودا{َ -سورةا الكهف ، -110/و}لُمأحلمدد لريسويل أعأمول أ
اذ أواللذذيأن أمأعهي أأذشلداء أعألى ارليكلفاذر يرأحأماء بأرينأهيرم {َ -سورةا الفتح -29/فزعم أركون ل
باطل من أساسه ،و افتراء يمتعمد ،ييناقض أساسيات دين السلم بالضرورةا .فلماذا
أغفل ما يقوله القرآن عن النبي محمد –عليه الصلةا و السلم، -و هوأمر معروف
متوفر بين يديه ؟ ،فواضح من زعمه إنه تعمد ذلك ،ليحقق مشروعه
الستشراقي .
كمحا أنه كئذب علئى السلمحيم و التاريئخ معئا ،عنئدما زعئم أنئم هئم الذين حيولئوا تربئةم النئب
مئئن البحشئريةم الاديئئةم إل ئ نئئوع مئئن التجربئئةم الفئئوق بشئريةم .فهئئذا افئتاء عليهئئم ،لن القئئرآن الكري ئ هئئو
الذي نص على نبحوة ممحئد –عليئه الصئلة و السئلما ، -وسائجل تربتئه النبحويئةم ،و شئهد لئه با ،ثئ
شهد له با التاريخ و السلمحون .و نن نقئئول لركئئون :لئاذا كئثيا مئا تفئئي مغالطاتئئك و انرافاتئئك
عئئن القئراء ؟ ،لئئاذا ل تكئئون موضئئوعيا صئئريا ،تتعلئئن أفكئئارك علنيئئةم ،مئئن دون تغليئئط ول تريئئف
للشرع و التاريخ ؟ .
و الطأ الثان يتعلق بنظرة أركون إل أصئل القئرآن و السئنةم النبحويئةم ،فئإنه جعلهمحئا تراثئا . 208و
زعمحه هذا باطل مئردود عليئه ،لن الئتاث يشمحل كئل مئا خليفئه النسئان ،مئن إنتئاج فكئري ،و أمئا
القرآن فهو ليس مئن إنتئئاج بشئر ،و إنئاهو كلما الئ تعئال،و السئنةم الصئئحيحةم ليسئت كلما إنسئان
عادي ،و إنا هي كلما رساول ال الذي أمرنا ال تعال بإتبحئئاعه و التمحسئئك بئئديه .و نئئن ل نئئبخ
أركون و ل غيه على اليان بالسالما كمحا جاء به القرآن و السنةم الصئئحيحةم الوافقئةم لئئه ،فهئئو حئر
ف اعتقاد ما يتريد و يتحمحل مسؤمولياته أما ال تعال ،لكئئن ل يئق لئئه أن يتزّيئئف القيقئئةم ،و يفئئتي
على الكتاب و السنةم ،بأن تيسقط عليهمحا أفكاره و ضللته ،تريفا للنصوصا و تغليطا للقراء .
و الطئأ الثئالث يتعلئق بتعريئف أركئئون لضئئمحون القئرآن الكريئ ،فوصئئفه بقئوله )) :إن القئرآن هئو
عبحارة عن ممحوعةم من الدللت و العان الحتمحاليةم القتحةم على كل البحشر ((. 209
و ردا عليه أقول :إن تعريفه هذا لضمحون القرآن ،ليس تعريفا شرعيا ،و إنا هو تعريف أركون
غي ئ صئئحيح ف ئ أسااسائئه ،لن القئئرآن هئئو كلما ال ئ تعئئال العجئئزّ النئئزّل علئئى رسا ئوله ممحئئد –عليئئه
208
نفس الرجع ،صا . 268 :و الفكر السالمي ،صا 17 :و ما بعدها .
209
تارييةم الفكر العرب السالمي ،صا. 145 :
الص ئئلة و الس ئئلما ، -بواسا ئئطةم الل ئئك جبخي ئئل-علي ئئه الس ئئلما . -فه ئئو –أي أرك ئئون – عئ ئيرف الق ئئرآن
انطلقا من هواه ،و ليس انطلقا من القرآن و السنةم الصحيحةم .
كمحا أن القرآن الكري ليس هو دللت و معانن متمحلةم ،بل هو العلم ذاته ،و القيقةم الطلقةم ،
،فهو حئق و برهئان ،حجئةم و بيئان ،و آيئات بينئات ،قال تعئال ):بعئوعئعد النلذي عجاءعك لمئعن الوعلولئلم
لئ ولع نع ل لل مئا لعئ ع ل
صئتدولر ت لفئ ت صئني{ٍ -سائورة البحقئرة ، -120/و}-بعئول تهئعو آيعئا ق
ت بعئيمئنئعئا ق ك مئعن الليئه مئن عول ل ع ع
ل ل ل ل ل ل
صائتر للننالس النذيعن تأوتتوا الوعولعم عوعما عويإعحتد لبآعياتعنا إلنل النظالتمحوعن{ٍ -ساورة العنكبحوت ،-49/و }-عهعذا بع ع
ل ل ل ل
يمئ{ٍ - ب يمبحل ق
عوتهةدى عوعروحعةمق لمعقووما تيوقتنوعن {ٍ -ساورة الاثيةم ، -20/و } :قعود عجئاءتكم مئعن الليئه نتئوقر عوكتعئا ق
ساورة الائدة. -15/
و أركون قد مريع مضمون القرآن عندما زعم أنه مجموعة من الدللت و المعاني
الحتمالية ،في حين أن ،القرآن ليس كذلك ،و إنما هو في حقيقته آيات بينات
محكمات واضحات ،في أصوله العقدية و الخلقية ،و التشريعية .و أما آياته
المتشابهات فهي من مظاهر إعجازه ،تحتمل عدةا معان ليست متناقضة ،تفتح للعقل
مجال رحبا للبحث و الستنباط و التدبر ،و هي من جهة أخرىَ يمحكمة باليات
المحكمات البينات .و أما من ييخالف ذلك فهو من الذين ذمتهم آيات المحكم و
ي ل
المتشابه ،و ألحقتهم بمرضى القلوب الذين في قلوبهم زيغ ،قال تعالى }:هيأو الذذ أ
ت فأأ ألما اللذذيأن في ب أوأيأخير يمتأأشابذأها د ت هيلن أيلُم ارلذكأتا ذ ت لُمرحأكأما د ك ارلذكأتا أ
ب ذمرنهي آأيا د أأنأزأل أعلأري أ
قييلوبذذهرم أزريدغ فأيأتلبذيعوأن أما تأأشابأهأ ذمرنهي اربتذأغاء ارلفذرتنأذة أواربتذأغاء تأأرذويلذذه أوأما يأرعلأيم تأأرذويلأهي إذلل ر
اي
ب{َ-أواللراذسيخوأن ذفي ارلذعرلذم يأيقويلوأن آأملنا بذذه يكلُل بمرن ذعنذد أرببأنا أوأما يألذلكير إذلل أيرويلورا الرلأبا ذ
سورةا آل عمران. -7/
ثم زعم بعد ذلك أن )) القرآن نص مفتوح على جميع المعاني ،و ل يمكن لي
تفسير أو تأويل أن ييغلقه ،أو يستنفذه بشكل نهائي أو أرثوذكسي (( . 210و قوله هذا
هو امتداد لما قاله سابقا ،و هو تمييع للقرآن ،و طمس لمحكماته و ثوابته و بيناته ،
و هو بقوله ييغالط ،و يطعن في القرآن من خلل المبالغة في إظهار اتساعه و
عمقه ،حتى أخرجه عن ثوابته و أصوله و محكماته .فقد جاء إلى قوله تعالى - :
ت فأأ ألما اللذذيأن في قييلوبذذهرم أزريدغ فأيأتلبذيعوأن أما تأأشابأهأ ذمرنهي اربتذأغاء ارلفذرتنأذة } أوأيأخير يمتأأشابذأها د
اي أواللراذسيخوأن ذفي ارلذعرلذم يأيقويلوأن آأملنا بذذه يكلُل بمرن ذعنذد أواربتذأغاء تأأرذويلذذه أوأما يأرعلأيم تأأرذويلأهي إذلل ر
ب{َ -سورةا آل عمران ، -7/و أخذ المتشابهات و أرببأنا أوأما يألذلكير إذلل أيرويلورا الرلأبا ذ
عممها على القرآن و أغفل محكماته ،و لم يستح من أن اليات التي أخذ بها هي
نفسها تذمه ،و تجعله من المحرفين للنصوصا الذين في قلوبهم زيغ ابتغاء الفتنة و
ابتغاء تأويله .
210
نفسه ،صا. 145 :
ثم زعم أيضا أنه )) ل ييوجد في الحالة الراهنة للمور أية مشروعية روحية أو
أي معيار موضوعي ،أو أي مؤلف ضخم و متميز ييتيح لنا تحديد بشكل معصوم
السلم الصحيح (( . 211و زعمه هذا هو حديث خرافة ،و افتراء على القرآن و
السنة الصحيحة ،و على ما كان عليه الصحابة و من اتبعهم بإحسان .لن معرفة
السلم الصحيح توجد مشروعيته و معرفته في القرآن نفسه أول ،ثم في السنة
النبوية الصحيحة الموافقة للقرآن ثانية ،و ل نحتاج أبدا إلى معيار خارجي أو إلى
كتاب ضخم و ل صغير لمعرفة السلم على حقيقته ،لن معرفته تقوم على أسس
من داخله ،بمشروعية منه ،أولها الخذ بمحكمات الكتاب في العقائد و الخلق و
الحكام و المفاهيم ،و إرجاع المتشابهات إلى المحكمات ،قال تعالى )) :منه آيات
محكمات هن أم الكتاب (( .و ثانيها تفسير القرآن بالقرآن ،قال تعالى }- :أأفألأ
اذ لأأوأجيدورا ذفيذه ارختذلأوفا أكذثيورا{َ -سورةا النساء/ يأتأأدبليروأن ارلقيررآأن أولأرو أكاأن ذمرن ذعنذد أغريذر ر
، 82و )) -كتاب يأحكمت آياته ثم يفصلت من لدن حكيم خبير((-سورةا هود ،-1/و-
صيدوذر اللذذيأن يأويتوا ارلذعرلأم أوأما يأرجأحيد ذبآَأياتذأنا إذلل ال ل
ظالذيموأن{َ - ت ذفي ي ت بأيبأنا د
}بأرل هيأو آأيا د
سورةا العنكبوت-49/
و الساس الثالث هو فهم السلم كما فسرته و بينته و طبقته السنة النبوية
الصحيحة الموافقة للقرآن ،قال تعالى }- :أوأما آأتايكيم اللريسويل فأيخيذوهي أوأما نأأهايكرم أعرنهي
ك البذركأرب{َ -سورةا الحشر ، -7/و} أوأأنأزرلأنا إذلأري أ اأ أشذدييد ارلذعأقا ذ
اأ إذلن لأفانتأيهوا أواتليقوا ل
س أما نيبزأل إذلأريذهرم أولأأعللهيرم يأتأفألكيروأن {َ -سورةا النحل ،-44/و}لأقأرد أكاأن لأيكرم ذفي لذتيبأيبأن ذلللنا ذ
اأ أكذثيورا{َ -سورةا اذ أيرسأوةاد أحأسنأةد لبأمن أكاأن يأرريجو ل
اأ أوارليأروأم ارلذخأر أوأذأكأر ل أريسوذل ل
الحزاب. -21/
و الساس الرابع هو إتباع هدي و سبيل الصحابة في تطبيقهم للسلم و ما أجمعوا
صاذر أواللذذيأن اتلبأيعويهملن أعليه ،قال تعالى } :أواللسابذيقوأن الألويلوأن ذمأن ارليمأهاذجذريأن أوا أ
ت تأرجذري تأرحتأأها الأرنأهاير أخالذذديأنضورا أعرنهي أوأأأعلد لأهيرم أجلنا م اي أعرنهيرم أوأر ي ضأي ر بذإ ذرحأسامن لر ذ
ق اللريسوأل ذمن بأرعذد ك ارلفأرويز ارلأعذظييم{َ -سورةا التوبة ، -100/و }أوأمن ييأشاقذ ذ ذفيأها أأبأودا أذلذ أ
تصلذذه أجهأنلأم أوأساء رأما تأبأيلأن لأهي ارلهيأدىَ أويأتلبذرع أغريأر أسذبيذل ارليمرؤذمذنيأن نيأولبذه أما تأأوللى أوني ر
صيورا{َ -سورةا النساء-115/ أم ذ
و الساس الخامس هو الفهم الصحيح للقرآن القائم على ثوابت الشرع و مقاصده ،و
على صريح المعقول و العلم الصحيح ،قال تعالى } :أأفأأل يأتأأدبليروأن ارلقيررآأن أأرم أعألى
ك لبيألدبليروا آأياتذذه أولذيأتأأذلكأر ب أأنأزرلأناهي إذلأري أ
ك يمأباأر د ب أأرقأفاليأها{َ سورةا محمد -24/و}ذكأتا د
قييلو م
ب{َ -سورةا صا . - 29/و هو –أي أركون – في زعمه هذا ييغالط و أيرويلوا ارلأرلأبا ذ
ييدلس على القراء ،لنه من جهة وجد معيارا فهم به بأنه ل ييوجد معيار نفهم به
السلم الصحيح بشكل معصوم ،لكنه من جهة أخرىَ نفى وجود معيار ييفهمنا
السلم الصحيح .و بمعنى آخر هو –أي أركون -وجد معيارا فهم به زعمه الباطل ،
و غيره ل يجد معيارا يفهم به السلم على حقيقته !! .و واضح من ذلك أن هذا
211
نفس الرجع ،صا. 146 :
الرجل ليس أنه أراد فهم السلم بصدق فلم يجد إلى ذلك سبيل ،و إنما هو ييريد من
وراء ذلك إثارةا الشبهات ،و تشكيك المسلمين في دينهم لصرفهم عنه ،متبعا في ذلك
مختلف الطرق الملتوية ،التي أخذها عن شيوخه المستشرقين .
و أما الخطأ الخير – الرابع من المجموعة الرابعة ، -فيتعلق بخطأ أركون في
ت أأبأودا أولأ تأقيرم أعلأأى قأربذرذه إذنلهيرم صبل أعألى أأأحمد بمرنيهم لما أ تفسيره لقوله تعالى }- :أولأ تي أ
أكفأيرورا ذبارلذ أوأريسولذذه أوأمايتورا أوهيرم أفاذسيقوأن {َ -سورةا التوبة ،-84/فقال :إنه ينبغي على
النبي أن يرفض الصلةا على واحد منهم ،أي من المشركين ،عندما يموت. 212
و قوله هذا غير صحيح تماما ،لن الية تتكلم عن طائفة من المسلمين تخلفوا
عن الجهاد ،و فرحوا بمقعدهم خلف رسول ا –عليه الصلةا و السلم ، -و
كرهوا أن ييجاهدوا بأموالهم و أنفسهم في سبيل ا ،و قالوا ل تنفروا في الحر ،
فأنزل ا تعالى فيهم قرآنا كشفهم فيه ،و نهى نبيه عن الصلةا عليهم إن هم ماتوا ،و
اذ أوأكذريهورا ف أريسوذل ر تفصيل ذلك في قوله تعالى }- :فأذرأح ارليمأخلليفوأن بذأمرقأعذدذهرم ذخلأ أ
اذ أوأقايلورا لأ أتنفذيرورا ذفي ارلأحبر قيرل أناير أجهأنلأم أأأشلُد أأن ييأجاذهيدورا بذأ أرمأوالذذهرم أوأأنفيذسذهرم ذفي أسذبيذل ر
ضأحيكورا قأذليلو أورليأربيكورا أكذثيورا أجأزاء بذأما أكاينورا يأركذسيبوأن ،فأذإن أحوررا للرو أكاينوا يأرفقأيهوأن ،فأرليأ ر
ج فأيقل للن تأرخيريجورا أمذعأي أأبأودا أوألن تيأقاتذيلورا ك لذرليخيرو ذطآَئذفأمة بمرنهيرم أفارستأأرأذينو أ
اي إذألى أ ك ر لرأجأع أ
أ
صبل أعألى أأحمد بمرنيهم ر ر أ ر
ضييتم ذبالقييعوذد ألوأل أملرمةا أفارقيعيدوا أمأع الأخالذذفيأن أولأ تي أ أمذعأي أعيدوروا إذنليكرم أر ذ
ت أأبأودا أولأ تأقيرم أعلأأى قأربذرذه إذنلهيرم أكفأيرورا ذبارلذ أوأريسولذذه أوأمايتورا أوهيرم أفاذسيقوأن {َ -سورةا لما أ
التوبة-84-81/
فاليةم ل تتعلق أبدا بالشركيم على ما ادعاه أركون ،لنم ل يكونوا مع السلمحيم فئ الدينةم ،
و الصلة ل تكون إل على السلم ل علئى الكئافر ،فأمر الئ تعئال رسائوله بعئدما الصئلة علئى تلئك
الطائفةم من السلمحيم كعقاب لم على تلفهم و تكاسالهم عن الهئئاد ،و ليئئس لنئم مئئن الشئئركيم
.و ل أدري هل أنه-أي أركون -أخطأ فيمحا ذهب إليه أما ،تعمحئئد ذلئئك ؟ ،مئئع أن اليئئةم واضئئحةم
ف أنا ل تتعلق بالشركيم .
و أما المحوعةم الامسةم ،فتتضمحن ساتةم أخطاء تتعلق بفهئئم القئئرآن و التعامئئل معئه ،أولئا إنئئه –
أي أركون -سى القرآن الكري بالطاب النبحوي . 213و عمحله هذا باطئل مئئردود عليئه ،فيئه تريئئف و
تئئدليس و افئ ئتاء علئئى الئ ئ و رسائ ئوله و الئئؤممنيم .لن القئئرآن الكريئ ئ إذا كئئان النئئب-عليئئه الصئئلة و
السلما -هو الذي جاء بئئه ،فل يصئح أن نسئمحيه بالطئاب النبحئوي ،لربعئةم أمئور أسااسائيةم ،أولئا إن
ال ئ تعئئال سئئى كتئئابه قرآنئئا ،و فرقانئئا ،و وحيئئا ،و ذك ئرا ،و نئئورا ،و وصئئفه بئئأنه كلمئئه ،و ل ئ
يسئئمحيه خطابئئا نبحويئئا .و ثانيهئئا إن رسائئول ال ئ –عليئئه الصئئلة و السئئلما -ل ئ يقئئل للنئئاس أن القئئرآن
الذي جاء به هو خطابه ،و إنا قال لم :إنه كتاب ال . 214و المئئر الثئئالث هئئو أن الصئئحابةم و
212
الفكر السالمي ،صا. 103 :
213
الفكر الصول ،صا. 71 ، 30 :
214
أنظر مثل :البحخاري :الصحيح ،ج 1صا ، 268 ، 245 :ج 2صا. 980 :
التئئابعيم و السئئلمحيم مئئن بعئئدهم كلهئئم فرق ئوا بيم ئ القئئرآن و السئئنةم ،الول هئئو كلما ال ئ تعئئال ،و
الثئئان هئئو كلما رسا ئوله –عليئئه الصئئلة و السئئلما . -و آخرهئئا –أي المئئر الرابئئع – هئئو أن تسئئمحيةم
أركون ل تصح شرعا و ل عقل ،لنا تتضئئمحن تدليسئئا و تريفئا لصئئطلح شئئرعي تئاريي ممحئئع عليئه
،كمحا أنا توحي بأنا تسمحيةم تتعبخ عن خطاب بشري ،و ل تتعبخ عن خطاب إلئئي .و هئئذا الئئذي
أراد أركئ ئئون الوصئ ئئول إليئ ئئه ،مئ ئئن تريفئ ئئه للمحصئ ئئطلح الشئ ئئرعي ،إتبحاعئ ئئا لهئ ئوائه و مئ ئئذهبحيته ،و التزّامئ ئئا
بشروعه العلمحان التغريب ،الذي ساتتضح معاله أكثر فيمحا سايأت مئن كتابنئا هئذا إن شاء الئ تعئال
.
و أم ئئا الط ئئأ الث ئئان فيتمحث ئئل فئ ئ قئ ئوله )) :نلح ئئظ أن المحاعئئةم الدي ئئدة الطالع ئئةم –أي جاع ئئةم
السلمحيم -قد بلورت مفهوما ال من جديد ليس مئن أجئل مضئامينه الاصئةم الصئرفةم ،و إنئا بالدرجئةم
الول من أجل تسفيه طريقةم اساتخدامه من قبحل أهل الكتاب (( ،أي اليهود و النصارى. 215
و زعمحه هذا باطل مردود عليه ،و افتاء على ال و رساوله و الصحابةم ،لن الذي حدد
مفهئوما الئ ف ئ السائئلما هئئو ال ئ وحئئده و ليسئئت جاعئئةم السئئلمحيم ،حئئدده سائبححانه فئ كتئئابه العزّيئئزّ
الكيم ،و على لسان رساوله الكري-عليه الصلة و السلما .كمحا أن ذلك التحديئد لئ يكئن –كمحا
زعم أركون -موجهئا بالدرجئةم الولئ للئرد علئى اليهئود و النصئارى فئ مفهئوما الئ عنئدهم ،و إنئا مئن
أجئ ئئل احقئ ئئاق الئ ئئق ،و إرجئ ئئاع البحشئ ئريةم جعئ ئئاء إلئ ئ عبحئ ئئادة ربئ ئئا عبحئ ئئادة صئ ئئحيحةم أول ،ثئ ئ إرجئ ئئاع
النحرفيم من أهل الكتاب إل الدين الق ثانيا .
و الطئأ الثئالث يتعلئق بطريقئةم أركئون فئ عرضئئه للجهئاد زمئن النئب-عليئئه الصئلة و السئلما ، -و
صئيور علئئى موقفه منه ،فعنئدما عليئق علئى سائئورة التوبئةم ،و تعئيرض للجهئئاد زعئئم أنئئه –أي الهئاد )) -ت
هيئةم القتال من أجئئل الئ (( . 216و زعمحئه هئذا تضئمحن تشئكيكا و طعنئئا و تكئئذيبحا للقئئرآن ،فهئو –
أي أركون -تعيرض للمحوضوع بطريقةم تشئي إلئ أن الهئاد لئ يكئن فئ حقيقتئئه جهئادا فئ سائبحيل الئ ،
صيور علئى هيئةم ذلئك الهئاد ،و هئذا افئتاء علئى القئرآن و السنةم ،و القيقئةم التارييئةم الثابتةم و إنا ت
الناصعةم ،الت أغفلها أركون ،انتصارا للبحاطل و طعنا ف السالما .
صرور ،و كأن الذي فرض صرور بصيغة المبني للمجهول :ي إنه استخدم فعل ي
الجهاد غير معروف ،أو أنه لم يرد أن يذكر الحقيقة ،و هي أن ا تعالى هو الذي
ب أعلأرييكيم ارلقذأتايل أوهيأو يكررهدفرض الجهاد على رسوله و المؤمنين ،قال سبحانه }- :يكتذ أ
لليكرم أوأعأسى أأن تأركأريهورا أشريوئُا أوهيأو أخريدر لليكرم أوأعأسى أأن تيذحلُبورا أشريوئُا أوهيأو أشلُر لليكرم أو ر
اي
اأ ارشتأأرىَ ذمأن ارليمرؤذمذنيأن أأنفيأسهيرم يأرعلأيم أوأأنتيرم لأ تأرعلأيموأن{َ -سورةا البقرةا ،-216/و}إذلن ر
215
الفكر السالمي ،صا. 101 :
216
نفس الرجع ،صا. 98 :
اذ فأيأرقتييلوأن أوييرقتأيلوأن أورعودا أعلأريذه أح روقا ذفي
أوأأرمأوالأيهم بذأ ألن لأهييم الأجنلةأ ييأقاتذيلوأن ذفي أسذبيذل ر
اذ أفارستأربذشيرورا بذبأريذعيكيم اللذذي أبايأرعيتم بذذه
التلروأراذةا أواذلنذجيذل أوارلقيررآذن أوأمرن أأروأفى بذأعرهذدذه ذمأن ر
ك هيأو ارلفأرويز ارلأعذظييم{َ -سورةا التوبة .-111/فالجهاد الذي خاضه الرسول-صلى أوأذلذ أ
ا عليه و سلم -و صحابته الكرام ،كان جهادا بأمر ا و من أجله ،و كان جهادا
حقيقيا ليس وهما و ل خيال .و أركون يعرف ذلك تماما ،لكنه تعمد ذلك ،و قرأ
النصوصا الشرعية و الحقائق التاريخية بخلفياته المذهبية الباطلة المغرضة و
أسقطها عليها إسقاطا .
و أما الطأ الرابع فيتعلق بئافتاء أركئون علئى القئرآن فئ الحتجئاج بئه ،و ذلئك أنئه عنئدما انتقئد
الحبحئئاري ممحئئد بئئن إسائئحاق فئ طريقئئةم كتئئابته للسئئية النبحويئئةم ،قئئال عنئئه :إنئئه كتئئب )) سائئية إنسئئان
يدعوه غالبحا برساول ،ف حيم أن القرآن قد أل على البحعد النسان البححت لشخصيته ((. 217
و قوله هذا فيه باطل كثي ،و زعم مردود عليه ،فهذا الرجئل-أي أركئون -ينزّعئج و يتضئايق
،مئئن اسائئتخداما ابئئن إسائئحاق –و كئئل السئئلمحيم -لعبحئئارات :ممحئئد رسائئول ال ئ .فهئئو كئئأنه يريئئد أن
ينع الناس من إيانم بنبحوته ،و تسمحيته برساول ال-عليه الصلة و السلما ، -و يعرض عليهم بدل
فكره التغريب .و فعله هذا ليس من العلم ف شيء ،و ل يت إل اليدة العلمحيةم بصئئلةم ،فل يئئق
له أن يعتض على غيه فيمحا آمن به ،و يعرض عليه من جهةم أخرى فكره الخئئالف للشئئرع ،فعليئئه
أن يتما عقائد من تيالفه ،و ل يتدخل فيها بالتدليس و التغليط و الفتاء .
و هو أيضا قد افترىَ على القرآن فيما زعمه ،لن القرآن الكريم هو الذي سمى
محمدا رسول ا –عليه الصلةا و السلم – و ليس محمد ابن إسحاق ،و ل غيره من
المسلمين ،قال تعالى }- :لما أكاأن يمأحلمدد أأأبا أأأحمد بمن برأجالذيكرم أولأذكن لريسوأل ل
اذ أوأخاتأأم
اي بذيكبل أشريمء أعذليوما{َ -سورةا الحزاب ، -40/و }أيا أألُيأها اللريسويل بألبرغ أما النلبذبييأن أوأكاأن ل
اأ لأ س إذلن ر
ك ذمأن اللنا ذ ت ذرأسالأتأهي أو ر
اي يأرع ذ
صيم أ ك أوذإن للرم تأرفأعرل فأأما بأللرغ أ
ك ذمن لربب أيأنذزأل إذلأري أ
يأرهذدي ارلقأروأم ارلأكافذذريأن{َ -سورةا المائدةا. -67/
و أما زعمحه بأن القرآن )) أل على البحعئد النسئان البححئت لشخصئيته (( ،فهذا افئتاء علئى
القئئرآن ،و تريئئف لئئه ،لن القئئرآن أل ئ و كئئرر م ئرارا علئئى أن ممحئئدا بشئئر رسائئول ،و ليئئس بش ئرا
لئ أعنعئا إلعلتتكئوم إللعئهق عوالحئقد
فقط ،و ل رساول فقط ،كقوله تعال }- :قتول إلنعنا أععنا بععشقر مثوئلتتكوم تيوعحى إل عن
لا عوعل يتوشلروك بلعلعبحاعدةل عربمله أععحةدا{ٍ -سائئورة الكهئئف-110/ فعمحن عكاعن يئرجو للعقاء ربمله فعئوليئعمحل عمحةل ل
صا ة
ع عوع و عع ع عو ت ع
ت إعلن بععش ئةرا نرتسائئوةل{ٍ -سائئورة السا ئراء . -93/فئئالقرآن الكري ئ نئئص و و } قتئول تسا ئوبحعحاعن عرمب ئ عه ئول تكن ئ ت
أك ئئد عل ئئى ممح ئئد البحش ئئر الرسا ئئول ،و ل ش ئئك أن أرك ئئون يعل ئئم ذل ئئك ،لكن ئئه أغفل ئئه ليئد عل ئئى اب ئئن
إساحاق ،عندما انزّعج منه بإكثاره من ترديد :رساول ال ،فأخذ طرفا من اليات الت نصت علئئى
217
تارييةم الفكر ،صا. 83 :
بش ئريةم الرسائئول ،و أغفئئل اليئئات الخئئرى ،ليد بئئا علئئى ابئئن إسائئحاق ،ليئئس لنئئه يئتئؤممن بتلئئك
اليئئات ،أو أنئئه يريئئد القيقئئةم ،و إنئئا )) ليئتئدين ابئئن إسائئحاق الئئذي أرتكئئب-حسئئب رأيئئه -جريئئةم
الكثئئار مئئن ترديئئد :رسائئول ال ئ !! (( ،إنئئه-أي أركئئون ، -رجئئل بعيئئد جئئدا عئئن الوضئئوعيةم العلمحيئئةم
،واقع تت تأثي مذهبحيته الفكريةم ،فنعوذ بال من ذلك.
و أما الطأ الامس فيتعلق بوقف أركون من الوحي و إبعاد القرآن كمحصدر لعرفةم مفهومه –أي
الوحي ، -فقد ادعى أنه سايزّحزّح بعئض السئائل القديئةم إلئ إطئئار الشئكلةم – أي إثئارة الشئئكالت
و الشبحهات -منها مفهوما الوحي ،فزّعم أنه مفهوما معقد جئئدا ،و لئ تيفكئئك بعئئد ،و هئئو مرجعيئئةم
إجبحاريةم عند اليهود و النصارى و السلمحيم . 218
و ردا عليئه أقئول :أول إن مسئألةم الئوحي فئ القئرآن و السئنةم ،ليسئت مشئكلةم و ل هئي معقئدة
أصل ،هي مشروحةم و مفهومةم ،و ل تيوجد أي إشكال حولا ،فال تعال يقول }:عوعما عكاعن للبحععشنر
ب أعوو يئتورلسائ ئعل عرتسائ ئوةل فعئيئت ئئولحعي بلئ ئلإوذنلله عمئ ئئا يععشئ ئئاء إلنئ ئهت ععللئ ئييعأن يعكلممحئ ئهت اللنئ ئهت إلنل ووحيئ ئئا أعو لمئ ئئن وراء لحجئ ئئا ن
ع عع ع ة و ت ع
ل ل ل ل ل ل
ك لتعتكئئوعن م ئعن الوتمحن ئذلريعن{ٍ يم ئ ،ععلعئئى قعئولبحلئ ع عحكي ئقم{ٍ -سائئورة الشئئورى ، -51/و}نع ئعزّعل بلئه ال ئيروتح اولعم ت
-ساورة الشعراء ،-194-193/و }فعلإعذا قعئعرأوعناهت عفاتنبحلوع قتئورآنعته{ٍ -سائئورة القيامئئةم ،-18/فل تيوجئئد أي
إشكال ف موضوع الوحي من حيث القرار و الفهئوما العئئاما ،مئع الهئئل التئاما مئئن حيئئث إدراك كنئه
عمحليئةم الئئوحي ،فهئئي ل يئئس بئئا الرسائئول-عليئئه الصئئلة و السئئلما . -و قئئد صئئحت الحئئاديث عئئن
بعض مظاهر كيفيةم تلقي النب –عليه الصلة و السلما -للوحي بعضها ف صحيح البحخاري. 219
و هو أيضا مغالط و متناقض مع نفسه فيمحا ادعاه ،لنه إذا كان تيؤممن حقا بفكرة الوحي الت
ذكرها القرآن الكري ،فعليه أن يفهمحهئا مئن الكتئاب و السنةم ،فهئي واضئحةم مفهومئةم منئذ أكثر مئن
14قرنا . ،و إما إذا كان ل تيؤممن با أصئل ،فعليئه أن يتكهئا كليةم ،إذا كئان صئادقا مئع نفسئه
،و ل داع لثارة الشكوك و الشبحهات و الشكالت حولا ،و الزّعم بأنا معقئئدة ،فهئئو ل يئتئؤممن
با أصل ،فكيف هي معقدة جدا ؟ ! .و إما إذا كان تيسلم بإمكانيئئةم الئئوحي مئئن الناحيئئةم العقليئةم
،و ل يئتئؤممن بئئأي ديئئن ،فليئئتك الديئئان لالئئا ،فهئئي لئئا منطقهئئا و منطلقاتئئا ،و هئئو لئئه منطقئئه
عليئئه أن يسئئتخدمه لاولئئةم فهئئم مفه ئوما الئئوحي إن وجئئد إل ئ ذلئئك سا ئبحيل ،بالعتمحئئاد علئئى فكئئره و
خياله .
و أمئئا الطئئأ الخيئ –أي السئئادس -فيتعلئئق بطريقئئةم أركئئون فئ تفسئئيه لبحعئئض اليئئات و تعئئامله
218
أركون :القرآن ،صا. 28-27 :
219
ج 1صا ، 4 :ج 3صا. 1776 :
معها ،فعندما تكلم عن اليةم الامسةم 220من ساورة التوبئئةم ،قئال )) :نلحئئظ أن وصئئف العارضئئيم
تيتزّل إل اسام واحد :الشركيم ،فقد جرى رميهم جيعا و بكل قسوة ف سااحةم الشئر و السئلب و
الوت ،من دون تقدي أي مبخر لذه الدانةم ف السئئياق البحاشئئر علئئى القئئل (( . 221و قئئال أيضئئا :
)) لقد ترموا كليةم و نائيا و بشكل عنيئف فئ سائاحةم الشئر و السئلب ،دون أن يتقئدما النئص القرآنئ
أي تفسي أو تعليل لذا الرفض و الطرد ((. 222
و ردا عليه أقئول :إن أركئون يتعئاطف مئع الشئركيم و يتعصئب لئم ،و يتهئم الئ تعئال بأنه ظلئم
الشئئركيم و قسئئا عليهئئم ،مئئن دون تقئئدي أي تفسئئي و ل تعليئئل لئئذلك .و قئ ئوله هئئذا زعئئم باطئئل
مردود عليه ،و فيه تدليس و تغليط ،لنئه كئان عليئه أول أن ينظئر إلئ الوضئوع مئن جئذوره و مئن
كئئل جئوانبحه ،لن هئئؤملء الشئئركيم الئئذين تعئئاطف معهئئم و دافئئع عنهئئم ،هئئم الئئذين حئئاربوا السائئلما
منذ ظهوره ،حاربوه بكل ما يلكون من قوة و وساائل ،و أبوا أن تيؤممنوا بدين ال تعئئال ،و وقفئوا
ف وجهه ،فهل تيوجد جرما أكئبخ مئن هئذا ؟ .أليئس مئن حئق السائلما أن يئذما هئؤملء و تيزّيهئم مئن
طريقه ،و هم قد بدؤه أول مرة ؟ .و أركون يعرف ذلك جيدا ،لكن الوى أعمحاه و أصمحه .
و مما ييثبت ذلك ،و ييبين أن أركون مغالط و ليس موضوعيا ،أنه عندما زعم أن
القرآن لم ييقدم تفسيرا و ل تعليل في إدانته للمشركين ،أغمض عينيه عن اليات التي
ترد عليه و يتفحمه ،و أكأذب على القرآن الكريم في اتهامه له ،فاليات التي تلت الية
الخامسة من سورةا التوبة فيها رد دامغ قاطع يمفذحم على اتهامات أركون ،عندما
ذركرت بأعمال المشركين القبيحة التي يستحقون بها الدانة و الذم و الطرد و القتال ،
فارتكب أركون جريمتين ،الولى اتهامه للقرآن بما ذكرناه عنه سابقا .و الثانية
سكوته عن الحقيقة ،و هي اليات التي ترد عليه و أغفلها أركون ،نذكرها من الية
الخامسة إلى الية 13من سورةا التوبة ،قال تعالى }:فأإ ذأذا انأسلأأخ الأرشهيير ارليحيريم
صمد فأذإن صيروهيرم أوارقيعيدورا لأهيرم يكلل أمرر أ ث أوأجدتلُيموهيرم أويخيذوهيرم أوارح ي أفارقتييلورا ارليمرشذرذكيأن أحري ي
اأ أغيفودر لرذحيدم ،أوإذرن أأأحدد بمأن صلأةاأ أوآتأيورا اللزأكاةاأ فأأخلُلورا أسذبيلأهيرم إذلن ر أتايبورا أوأأأقايمورا ال ل
اذ ثيلم أأربلذرغهي أمأرأمنأهي أذلذ أ
ك بذأ أنلهيرم قأرودم لل ك فأأ أذجررهي أحلتى يأرسأمأع أكلأأم ر ارليمرشذرذكيأن ارستأأجاأر أ
اذ أوذعنأد أريسولذذه إذلل اللذذيأن أعاأهدتلُرم ذعنأد ف يأيكوين لذرليمرشذرذكيأن أعرهدد ذعنأد ر يأرعلأيموأن ،أكري أ
ف أوذإنب ارليمتلذقيأن ،أكري أ اأ ييذح لُ ارلأمرسذجذد ارلأحأراذم فأأما ارستأأقايمورا لأيكرم أفارستأذقييمورا لأهيرم إذلن ر
ضونأيكم بذأ أرفأواذهذهرم أوتأأرأبى قييلوبيهيرم أوأأركثأيرهيرم ظهأيروا أعلأرييكرم لأ يأررقييبورا ذفييكرم إذلور أولأ ذذلمةو ييرر ي يأ ر
صلُدورا أعن أسذبيلذذه إذنلهيرم أساء أما أكاينورا يأرعأميلوأن ، اذ ثأأمونا قأذليلو فأ أ ت رأفاذسيقوأن ،ارشتأأررورا ذبآَأيا ذ
صلأةاأ أوآتأيورا ك هييم ارليمرعتأيدوأن ،فأذإن أتايبورا أوأأأقايمورا ال ل لأ يأررقييبوأن ذفي يمرؤذممن إذلور أولأ ذذلمةو أوأيرولأئُذ أ
ت لذقأرومم يأرعلأيمون ،أوذإن نلأكيثورا أأريأمانأيهم بمن بأرعذد صيل الأيا ذ اللزأكاةاأ فأإ ذرخأوانييكرم ذفي البديذن أونيفأ ب
طأعينورا ذفي ذدينذيكرم فأأقاتذيلورا أأئذلمةأ ارليكرفذر إذنلهيرم لأ أأريأماأن لأهيرم لأأعللهيرم أينتأيهوأن ،أألأ أعرهذدذهرم أو أ
220
هي قوله تعال )) :فإذا انسلخ الشهر الرما فاقتلوا الشركيم . (( ...
221
أركون :القرآن , 64 ،
222
الفكر السالمي ،صا. 96 :
ج اللريسوذل أويهم بأأديؤويكرم أألوأل أملرمةا أأتأرخأشرونأهيرم
تيأقاتذيلوأن قأرووما نلأكيثورا أأريأمانأهيرم أوهألُمورا بذإ ذرخأرا ذ
ق أأن تأرخأشروهي ذإن يكنيتم لُميؤذمذنيأن{َ -سورةا التوبة ، -13-5 /فهذه اليات واضحات أفارلي أأأح لُ
بينات في ذكر أعمال و جرائم المشركين في حق السلم و المسلمين ،لكن أركون
أغفلها و افترىَ على ا تعالى في نسبة الظلم إليه ،و تناسى أن ا تعالى ليس بظلم
للعبيد .
و أما المحوعةم السابعةم فتتضمحن أربع أخطاء ،تتعلق بفهئم أركئئون للقئرآن و نظرتئئه إليئئه ،أولئئا
نظرت ئئه إلئ ئ العج ئئاز العلمح ئئي فئ ئ الق ئئرآن الكريئ ئ ،فق ئئال :إن الق ئئرآن ك ئئالتوراة تام ئئا يتق ئئدما )) بع ئئض
العلومئ ئئات الوليئ ئئةم العديئ ئئدة و الدقيقئ ئئةم قليل أو كئ ئئثيا (( ،الئ ئئت تنتسئ ئئب إل ئ ئ عئ ئئدة عل ئ ئوما طبحيعيئ ئئةم و
إنسانيةم. 223
و ردا عليئئه أقئئول :أول إن التسئئويةم بيم ئ القئئرآن و التئئوراة ف ئ مئئال العل ئوما و مقارنئئةم الديئئان ،و
التاريخ ،و العقائد ،و النبحياء ،و غيها ،ل تصئح مطلقئئا ،و هئي أمئئر باطئل تامئئا ،و ل مئال
للمحقارنةم بينهمحا ،و ذلك من أربعةم جوانب رئيسيةم على القل – مئن بئاب الثئال ل الصئر -أولئئا
مئئن حيئئث الصئئحةم التوثيقيئئةم لكئئل منهمحئئا ،فئئالقرآن الكري ئ يتمحتئئع بالصئئحةم التوثيقيئئةم إسائئنادا و متنئئا و
كتابةم ،لكن التوراة ل تتمحتع بأي من ذلك. 224
و الئانب الثان يتعلئق بئالتوى ،مئن حيئث التناقضئات و الخطئاء و الرافئات ،و هئذه المئور
ل وجود لا ف القرآن ،لكنها موجود بكثرة ف التوراة و الناجيل ،و قد سابحق ذكر نئئاذج منهئئا فئ
المحوعةم الثانيةم من هذا البححث .
و أمئئا الئئانب الثئئالث ،فيتعلئئق بالعلومئئات العلمحيئئةم ذات الصئئلةم بئئالعلوما الديثئئةم ،فهئئذا النئئوع
موجئئود بكئئثرة ف ئ القئئرآن الكري ئ ،يتئئوزع علئئى عل ئوما كئئثية ،كالفلئئك ،و الطئئب ،و الغرافيئئا ،و
الفيزّيئاء ،و اليولوجيئا. 225و أمئا التئوراة فالعلومئات العلمحيةم فيها ،قليلئةم جئدا ،بالقارنئةم إلئ القئرآن
الكري. 226
و الانب الخي –أي الرابع -يتعلق بصحةم العلومات العلمحيةم ف القرآن و التوراة من عدمها ،
و هذا أمر غايةم ف الهيةم أغفله أركون و ادعى الساواة التامةم بينهمحا ،و كان عليه أن يتثبحت دعواه
223
تارييةم الفكر ،صا. 199 :
224
سابحق تناول ذلك ف المحوعةم الثانيةم من هذا البححئث .و سانتوسائع فئ تاريئخ القئرآن الكريئ فئ الفصئل الثئالث ،إن شئاء الئ
تعال .
225
صئئنفت ف ئ ذلئئك كتئئب كئئثية جئئدا ،منهئئا كتئئب عبحئئد العليئئم عبحئئد الرحئئن خضئئر ،و كتئئب زغلئئول النجئئار ،و هئئي
لقئئد ت
متوفرة على شبحكةم النتنت بالان ،منه مثل :موقع إسالميات .و موساوعةم العجاز العلمحي ف القرآن و السنةم .
226
راجع التوراة لتى بعينيك ،و انظر أيضا :موريس بوكاي :الكتب القدساةم ف ضوء العلئئم الئئديث ،صا 39:و مئئا بعئئدها
. 145 ،
بالشواهد لتئدعيم قئوله ،لكنئه لئ يفعئل ذلئك ،لنئه يعلئم أنئه لن يستطيع إثبحئات دعئواه .و القيقئةم
أن التوراة فيها أخطاء علمحيةم فادحةم ،ساكت عنها أركئون ،تتعلئق بلئق العئال ،و عمحئر الكئون ،و
الطوفان . 227و أما القرآن الكري فقد تكلم عئن نشئأة الكئون بطريقئةم علمحيئةم صئحيحةم معجئزّة ،و
أشئئار إل ئ حقئئائق علمحيئئةم كئئثية ،كتطئئورات النيم ئ ف ئ بطئئن أمئئه ،ذكرهئئا القئئرآن بطريقئئةم معجئئزّة ل ئ
صنفت فئ هئئذا الوضئئوع يكتشفها العلم الديث إل مؤمخرا ،ول تيكتشف فيه أي خطأ علمحي و قد ت
مؤملفات كثية ،و تأنشئت له هيئةم عاليةم تضم نبحةم من كبحار العلمحئئاء السئلمحيم الختصئئيم فئ متلئئف
العلوما الديثةم ،.ولذا اليئةم موقع على النتنت فيه كثي من أعمحالا العلمحيةم بالان .
و ثانيا إنه واضح من كلما أركون أنه يتريد تقزّيئ موضئئوع العجئاز العلمحئي ،و يسئئعى إلئ طمحسئئه
و إبعاده إن وجد إل ذلك سابحيل .لن هئذا الوضئوع صئخرة كئأداء فئ طريقئه الرامئي إلئ الطعئن فئ
السالما و التشكيك ف القرآن و تسويته بالتوراة و الناجيل ؛ و الدليل على ذلك الشواهد التيئئةم :
أولئئا إنئئه عنئئدما اعئئتف بئئأن فئ القئئرآن معلومئئات علمحيئئةم سائئوى مبحاشئئرة بينئئه و بيمئ التئئوراة ،لكئئي ل
ينفرد القرآن بذه الاصيةم الامةم .
و ثانيهئئا إنئئه زعئئم أن القئئرآن كئئالتوراة تامئئا يتقئئدما )) بعئئض العلومئئات الوليئئةم العديئئدة و الدقيقئئةم
قليل أو كثيا (( ،و زعمحه هئذا فيئه تقزّيئ لئا فئ القئرآن مئن إشئارات علمحيئةم ،عنئدما قئال )) :بعئض
العلومئئات الوليئئةم (( ،ف ئ حيم ئ أن القيقئئةم هئئي أن القئئرآن الكري ئ ،فيئئه مئئئات ،بئئل آلف اليئئات
التعلقةم بالعجاز العلمحي فئ متلئئف العلئوما ،و مئئن أراد التأكئد مئئن ذلئك فلياجئع القئرآن الكريئ ،أو
يرجئئع إلئ الكتئئب و القئراصا التخصصئئةم فئ هئئذا الئئال ،فهئئي كئئثية جئئدا ،تل السائواق و مواقئئع
النتنت ،منها مؤملفات العال اليولوجي زغلول النجار .
و الشئاهد الثئالث إنئئه –أي أركئئون -لكئي يتقئيزّما موضئئوع العجئاز العلمحئي فئ القئئرآن ،و يطمحئئس
أهيته و يتبحعده من طريقه ،قال )) :لكن هذا ل يعن أبدا بأن كل اكتشئئافات العلئئم الئئديث كئئان
قئئد نئتئص عليهئئا سائئابقا فئ القئئرآن كمحئئا تئئاول أن تئئوهم بئئذلك الدبيئئات السائئلميةم التبخيريئئةم التبحجيليئئةم
العاصرة ((. 228
و قوله هذا غي صئحيح ،لنئه عمحئم بأن الدبيئات السائلميةم تقئول ذلئك ،و نئن قئد طالعنئا
كئئثيا منهئئا و لئ نعئئثر علئئى هئئذا الزّعئئم العمحئئم ،بئئل منهئئا مئئن يعئئارض التفسئئي العلمحئئي فئ القئئرآن أو
ت
التوساع فيه ،خوفا من بعض الثار السلبحيةم الت ربئا قئد تئتتب عئن الطئأ فئ التفسئي و البحالغئئةم فيئئه.
و كان عليه أن تيوثق زعمحه العمحم ،لكي نطلع عليه و نتأكد منه .
ت
227
للتوساع ف ذلك أنظر :موريس بوكاي :نفس الرجع ،صا 39 :و ما بعدها .
228
تارييةم الفكر ،صا . 199 :
ت كتبحئئا فئ العجئئاز العلمحئئي فئ القئئرآن 229لكبحئئار الختصئئيم فئ ذلئئك ،كزّغلئئول و قئئد طئئالع ت
النجئئار ،و ممحئئد علئئي البحئئار ،و عبحئئد العليئئم عبحئئد الرحئئن خضئئر ،فلئئم أجئئدهم يزّعمحئئون أن كئئل
الكتشافات الديثةم منصوصا عليها ف القرآن ،بئل وجئدتم حريصئيم علئى عئئدما التسئرع فئ التفسئي
،و البحعئئد عئئن علئ اليئئات ،مئئع اللئئتزّاما بالنهئئج العلمحئئي الصئئحيح فئ التفسئئي .و حئئت إذا قلنئئا بئئأن
بعئئض البحئئاحثيم السئئلمحيم قئئالوا بئئذلك ،هئئذا اسائئتثناء و ليئئس أصئئل ،و عليئئه فل داع لتحويئئل البحئئةم
الصغية إل قبحةم كبحية لتقزّي موضوع العجاز العلمحي ف القرآن الكري ،كمحا فعل أركون .
و أما الشاهد الخي –أي الرابع -فمحفاده أن أركون وصف ما قاما به الطبحيب الفرنسي مئئوريس
بوكاي ،ف كتابه :دراساةم الكتب القدساةم ف ضوء العارف الديثةم ،بئأنه تلعبحئئات وهيئئةم ترمئئي إلئ
البخهنةم على )) أن كل الكتشافات العلمحيةم كان قد تأعلن عنها ف القرآن ((. 230
و ردا عليئئه أقئئول :أول إن أركئئون هئئو التلعئئب ،لنئئه قئيزّما مئئا قئئاما بئئه مئئوريس بوكئئاي و سئئاه
تلعبحئئات ،بئئدعوى أنئئه قئئال :إن كئئل الكتشئئافات تأعلئئن عنهئئا فئ القئئرآن ،فهئئب أنئئه قئئال ذلئئك ،
فهل هذه القولةم تعل عمحله كله تلعبحات وهيةم ؟ .فهل هذه القولةم تجئئب عنئئا العمحئئل الئئاما الئئذي
قئئاما بئئه فئ دراسائئته للكتئئب القدسائئةم علئئى ضئئوء العلئئم الئئديث ؟ .و هئئل تجئئب عنئئا أيضئئا النتائئئج
الصئئحيحةم ،و الامئةم ،و الطية الئت توصئئل إليهئا ؟ طبحعئئا ل ،لكئئن أركئون سائعى جاهئدا لطمحئئس
ما قاما به بوكاي .
و ثانيا إن أركون ل تيورد و لئو مثئال واحئدا للتلعبحئات الئت ادعى أن بوكئاي تلعئب با ،
ت كتئئاب مئئوريس فكئئان عليئئه أن يئتئورد و لئئو شئئاهدا واحئئدا علئئى دعئ ئواه لنتحقئئق منئئه .و قئئد درسائ ئ ت
بوكاي ،عدة مرات ،فوجدت أن الرجل قاما بعمحل علمحئي جاد ،كئان فيئه موضئوعيا إلئ حئد كبحي
،و دعئئم مئئا ذهئئب إليئئه بالدلئئةم و الش ئواهد الكئئثية ،و كئئانت لئئه فيئئه اجتهئئادات كئئثية أجئئاد ف ئ
معظمحها .
و ثالثا إن ما زعمحه أركون بأن مئوريس بوكئاي قئال :إن كئئل الكتشئافات العلمحيئةم موجئودة فئ
ت علئئى مئئا يتشئئي إلئ عكئئس مئئا القئئرآن ،فهئئو قئئول لئ اعئئثر عليئئه فئ كتئئابه السئئابق الئئذكر ،بئئل عئئثر ت
ادعاه أركون .فإن بوكاي أعلن صراحةم اندهاشه و إعجابه با وجده ف القرآن الكريئ ،مئن إشئارات
علمحيةم كثية سابحق با العلم الديث ،لكنه مع ذلك ذكر أن القرآن ف أسااساه ليس )) كتابا يهئئدف
إل ئ عئئرض بعئئض الق ئوانيم الئئت تتحكئئم ف ئ الكئئون .إن لئئه هئئدفا دينيئئا جوهريئئا ،و أوصئئاف القئئدرة
229
منهئئا :خلئئق النسئئان بيم ئ الطئئب و القئئرآن ،لعلئئي البحئئار .و النهئئج اليئئان فئ الدراسائئات الكونيئئةم فئ القئئرآن ،و الظئواهر
الغرافيةم ف القرآن ،و ها لعبحد العليم عبحد الرحن خضر ،و منها مؤملفات و أقراصا لزّغلول النجار .
230
الفكر السالمي ،صا. 260 :
الليةم هي الناسابحةم الرئيسيةم ف توجيه الدعوات للبحشر أن يتأملوا ف أعمحال اللق ((. 231
و ذكر أيضا أن القرآن ل توجد فيه متناقضات كروايات الناجيئئل ،و يتمحيئزّ بطئئابعه الئئاصا ،و
)) التوافق التاما مع العطيات العلمحيةم الديثةم ...فيئئه مقئالت ذات طئئابع علمحئي مئئن السئتحيل تصئيور
أن إنسئئانا فئ عصئئر ممحئئد –صئئلى الئ عليئئه وسائئلم -قئئد اسائئتطاع أن يتؤملفهئئا ،و علئئى هئئذا فالعئئارف
العلمحيةم الديثةم تسمحح بفهم بعض اليات القرآنيةم الت كانت بل تفسي صحيح حت الن ((. 232
فكلمه هذا شاهد على أن الرجل قال بوجود التوافق التئاما بيمئ القئرآن و العلئوما الديثةم ،و
أن بعض اليات القرآنيةم تسمحح العئارف العلمحيةم الديثئةم بفهمحهئا فهمحئا صئحيحا ،لكنئه لئ يقئل بأن
كل الكتشافات العلمحيةم الديثةم أعلن عنها القرآن مسبحقا ،على ما ادعاه أركون .
و رابعا تبحيم ل من دراسات لكتاب موريس بوكاي و موقف أركون منه ،أن هذا الخي –
أي أركئ ئئون -أدان بوكئ ئئاي و عمحلئ ئئه لنئ ئئه أدرك أن عمحلئ ئئه هئ ئئو عمحئ ئئل خطيئ ئ جئ ئئدا ،يه ئئدما مشئ ئئروعه و
مشروع شيوخه الستشرقيم ،و يقوضهمحا من السااس تقويضا ،فاركون منذ أكئئثر مئئن ثلثيمئ سائئنةم ،
و الستشئئرقون منئئذ أكئئثر مئئن قرنيمئ مئئن الزّمئئن ،و هئئم يعمحلئئون كلهئئم علئئى هئئدما السائئلما عئئن طريئئق
الطعئئن فئ ئ القئئرآن و التشئئكيك فئ ئ مصئئدريته ،و تسئئويته بئئالتوراة و الناجيئئل ،و الزّعئئم بئئأنه نسئئخةم
تمشئئوهةم عنهمحئئا .ث ئ يئئأت عئئال فرنسئئي حئئر يئئدرس الكتئئب القدسائئةم علئئى ضئئوء العئئارف الديثئئةم ،و
يتثبحت بالدلةم الدامغةم بأن القرآن ل يكن أن يكون كلما بشر ،من جهةم ،و يتثبحت بالدلةم القاطعةم
بئ ئئأن التئ ئئوراة و الناجيئ ئئل -الاليئ ئئةم -ل يكئ ئئن أن تكئ ئئون مئ ئئن كلما ال ئ ئ ،بس ئ ئبحب كئ ئئثرة الخطئ ئئاء و
التناقضئئات الئئت تويهئئا مئئن جهئئةم أخئئرى .فعمحئئل كهئئذا ل يكئئن أن يتقبحلئئه أركئئون ،و ل شئئيوخه ،
فكان ل بد من تشويهه و تقزّيه و احتوائه .
و الطأ الثان –من المحوعةم الثانيةم -يتعلق بنظئئرة أركئئون إلئ القئرآن مئن الناحيئةم الازيئئةم اللغويئئةم ،
فزّعم أن )) القرآن كالناجيل ليست إل مازات عاليةم تتكلم عن الوضع البحشئئري .إن هئئذه الئئازات
ل يكئئن أن تكئئون قانونئئا واضئئحا (( .و أن الئئوهم الكئبحي هئئو اعتقئئاد )) النئئاس بإمكانيئئةم تويئئل هئئذه
التعئئابي الازيئئةم إل ئ قئئانون شئئغال و فعئئال ،و مبحئئادئ مئئددة ،تطبحئئق علئئى كئئل الئئالت و ف ئ كئئل
الظروف ((. 233
و ردا عليه أقول :أول إن ما قاله أركون ما هو إل زعم باطل ،ل دليل عليه من الشرع ،و
ل مئئن العقئئل ،و ل مئئن سائئية النئئب-عليئئه الصئئلة و السئئلما -و صئئحابته و تئئابعيهم ،و إنئئا بنئئاه
231
دراساةم الكتب القدساةم ف ضوء العارف الديثةم ،صا. 436 :
232
نفس الرجع ،صا. 286-285 :
233
تارييةم الفكر ،صا. 299 :
على الوى و الظن و أساقطه على القرآن ،لن ال تعئئال نئص صئراحةم علئئى أن القئئرآن كلئئه حئئق و
نئور ،علئم و بيئان ،آيئات و بينئات ،طبحقئه رسائول الئ و صئحابته تطبحيقئا كئامل شامل ،و شئهد
ت لللنئئالس تعئأوتمتروعن ن
خيئ ئعر أتنم ئةم أتوخلرعج ئ و
لئئم ال ئ تعئئال الييئئةم و العمحئئل الصئئال ،قئئال سا ئبححانه }:تكنتتئوم ع و
خي ئةرا نلتئم مونئتهئتم الوتمحوؤملمنتئوعن ف وتعئونئهوعن ععلن الومحنعكلر وتئوؤملمنتئوعن لبالليله ولعئو آمئن أعوهئل الولكتعئا ل ل ل
ب لععكئاعن ع و عو عع ت ت ع بالوعمحوعترو ع ع و
يم إلوذ يئتعبحايلتعونعئ ع لل ل ل
ك عوأعوكثعئترته ئتم الوعفاسا ئتقوعن{ٍ -سائئورة آل عمح ئران ، -110/و}لععق ئود عرض ئعي اللنئهت عع ئلن الوتمح ئوؤممن ع
ت النشئعجعرلة فعئععللئعم عمئا لفئ قتئلتئولبلوم فععأنعزّعل النسئلكينعةمع ععلعويلهئوم عوأعثعئابعئتهوم فعئوتةحئا قعلريبحةئا{ٍ -سائورة الفتئح ،-18/ عوتئ ع
ل ل ل
ضئواو ععونئهت صالر عوالنذيعن اتنئبحعئتعوتهم بللإوحعسانن نرلضئعي الليئهت ععونئتهئوم عوعر ت و}عوالنسابلتقوعن العنوتلوعن معن الوتمحعهاجلريعن عواعلن ع
ك الوعفئ ئووتز الوععلظيئ ئتم{ٍ -سائ ئئورة التوبئ ئئةم/ ل لل ل وأععئ ئند علئ ئم ج ئن ئئا ن
ت عوتئ ئلري عوتتعئعهئ ئئا العنوئعهئ ئئاتر عخالئ ئديعن فيعهئ ئئا أعبعئ ئةدا عذلئ ئ ع ع ع تو ع
. -100و عليئئه فئئإن حكايئئةم الئئازات الزّعومئئةم باطلئئةم مئئن أسااسائئها ل وجئئود لئئا إل عنئئد أركئئون و
أمثاله .
و ثانيا إن المجاز الركوني المزعوم ل وجود له في القرآن الكريم أصل ،لن كل
ما في القرآن حقائق ،و هي على نوعين ،الول نوع واضح برين سماه ا تعالى :
اليات المحكمات هن أم الكتاب .و النوع الثاني يتضمن هو أيضا حقائق ،لكنه
يحتمل عدةا معان ،و نحتاج لفهمها إلى بحث و تدبر و علم غزير ،لمعرف معانيه ،
و قد ل نصل إلى معرفته .و هذا النوع يتعلق باليات المتشابهات ،التي يتعلق بها
الذين في قلوبهم زيغ ابتغاء الفتنة و ابتغاء تأويله ،و ل يعلم تأويلها إل ا .
و ثالثا إن مسألةم الئاز فئ القئرآن ل يصئح النظئر إليهئا إل مئن داخئل القئرآن نفسئه ،و ليئس
من خارجه كمحا فعل أركون ،لن الئاز الركئون ل وجئود لئه أصئل فئ كتئاب الئ تعئال .و بئا أن
القئئرآن كلئئه علئوما و حقئئائق ،و آيئئات بينئئات ،فئئإنه إذا سائيلمحنا بوجئئود الئئاز اللغئئوي فئ بعئئض آيئئات
صئالدتقوعن{ٍ -سائورة ل ل ل ل
القرآن ،كقوله تعال }:عواوسائأعل الوعقوريعئةمع النلتئ تكنئا فيعهئا عوالو وعي ئعر النلتئ أعقوئبحعئولنعئا فيعهئا عوإلنئا لع ع
يوساف ،-82/فإن هذا الاز تيعبخ عن القيقةم و ل ينفيها ،و إنئئا هئئو أسائئلوب مئئن أسائئاليب التعئبحي
عن القيقةم ف القرآن الكري ،مع العلم أنه ماز مكئوما بحكمحات الكتئاب و ثئوابته .و ليئس هئو
كمحا زعم أركون ،بأنه مازات عاليةم ل تتفهم و غي تمكمحةم ،و ل مئئددة و ل ثابتئةم ،و مئئن ثئ ل
يكن الحتكاما إليه بطريقةم صحيحةم ،فهئذا افئتاء علئئى الكتئئاب و السئنةم و التاريئئخ .و ل يفئى عنئا
أن حكايةم الاز الت أثارها أركون هنا ،هي نفسها حكايةم التشابه ف القرآن ،عندما زعئئم أن آيئئاته
تمتشابةم ل يوجد معيار ثابت واضح لفهمحها .و قد أبطلنا زعمحه هذا ،و هو هنا أثارهئئا مئئن جديئئد
باسام الاز اللغوي الواساع غي الدد .
و رابعئئا إن مئئا يثبحئئت بطلن مئئا ادعئئاه أركئئون ،و أنئئه كئئان يهئئدف مئئن وراء ذلئئك الطعئئن فئ
السائئلما ،بئئدافع الئئوى ،و الذهبحيئئةم البحيتئئةم ،أنئئه هئئو شخصئئيا نقئئض مئئا زعمحئئه حئئول حكايئئةم الئئاز
الركون ،با قاله ف مواضئع أخئرى مئن كتبحئه ،و التمحثئل فئ الشئواهد التيئةم :أولئا إنئه اعئتف بئأن
فئ السائئلما عناصئئر تكوينيئئةم ثابتئئةم ،منهئئا :القئئرآن ،و الفرائئئض المحئئس و مئئا يتصئئل بئئا ،و السئئنةم
النبحويةم. 234
و ثانيها إنه-أي أركون -اعتف بأنه لئئا توقئف الئوحي بئئوت النئب أصئبحح القئرآن )) تيرجئئع إليئه مئئن
أجئئل تديئئد العئئايي الخلقيئئةم و السياسائئيةم ،و الشئئعائريةم و القضئئائيةم ،الئئت ينبحغئئي أن تتحكئئم منئئذ
الن فصاعدا بفكر كل مسلم (( . 235فلو كان القرآن مئئازات عاليئةم غيئ منضئبحطةم كمحئا زعئئم أركئون
،لا كان مصدرا لكل جوانب الياة دينا و دنيا .
و الشاهد الثالث هو أن أركون وصف السالما بأنه دين ونظاما عقائدي . 236و الشئئاهد الرابئئع
مفئاده أن أركئون عنئدما ذكئر طائفئةم مئن اليئات القرآنيئةم ،قئال بعئدها )) :ل يكئن أن نفهئم معناهئا
القيقئئي إل إذا وضئئعناها فئ سائئياقها الولئ الئئذي صئئدرت فيئئه لول مئئرة فئ مكئئةم و الدينئئةم . 237و
قوله هذا هو اعتاف منه ،ينسف حكايئةم الئازات العاليةم مئن أسااسائها ،لنئه أقئر بأن للقئرآن معئان
حقيقيةم يكن فهمحاها بشروط ،ل دخل للمحجاز فيها أصل .
و أخيا –أي ساادساا -إن أركون بدعوى الاز متناقض مع نفسه ،و ناقض لشروعه ،فأما
أن ئئه متن ئئاقض م ئئع نفس ئئه ،ف ئئإنه إذا ك ئئان الق ئئرآن م ئئازات عالي ئئةم غيئ ئ منضئ ئبحطةم و ل م ئئددة ،فكي ئئف
اسائئتطاع هئئو أن يفهمحئئه بئئأنه مبحنئ علئئى الئئازات العاليئئةم مئئن جهئئةم ؟ .و كيئئف اسائئتطاع أن يقئئدما لنئئا
دراسااته عن القرآن و السالما على أنا دراساات علمحيةم نقديئةم تديديئةم مئئن جهئةم أخئئرى ؟ .حئت أن
عناوين مؤملفاته تعبخ عن ذلك ،منها :الفكر السالمي قراءة علمحيةم ،و الفكر الصئئول و اسائئتحالةم
التأصيل .فأعمحاله هذه شاهدة على بطلن حكايةم الازات القرآنيةم .
و أما نقضه لشروعه ،فإننا إذا سالمحنا جدل بصحةم ما زعمحه أركون عن الازات العاليةم ف القئرآن
،ف ئئإن مش ئئروعه –ال ئئذي بن ئئاه عل ئئى مش ئئروع ش ئئيوخه -سا ئئينهار ل مال ئئةم ،لن ئئه ل يك ئئن إقام ئئةم أي
مشروع فكري بناء على نظرة أركون إل الاز ف القرآن الكري ،اللهم إل إذا زعم أركون أنه هئئو و
شئئيوخه فقئئط ،الئئذين يفهمحئئون مئئن القئئرآن حقئئائقه ،و غيهئئم ل يفهمحئئون منئئه إل الئئازات !! ،و
هذا زعم ل يقوله عاقل ،اللهم إل من أعمحاه و أصمحه تعصبحه و هواه .
و أمئئا لئئاذا قئئال أركئئون بئئدعوى الئئاز و بئئالغ فيئئه ،فيبحئئدو ل ئ أنئئه فعئئل ذلئئك ليصئئل إل ئ هئئدما
السالما من أسااساه ،و تقويض أركانه ،بدعوى أن القرآن ما هو إل مازات عاليئةم فارغئةم ،ل توجئد
234
الفكر السالمي ،صا. 21-20 :
235
نفسه ،صا. 75 :
236
نفس الصدر . 79 ،
237
نفس الصدر ،صا. 205 :
فيئ ئئه حقئ ئئائق ،و ل ثئ ئوابت ،و ل أصئ ئئول تيفهئ ئئم بئ ئئا و يتقئ ئئاما عليهئ ئئا بنئ ئئاؤه العقائئ ئئدي و الخلقئ ئئي و
التشريعي ،و ما على الطالبحيم بتحكيم السالما دينئا و دنيئا ،إل التخلئي عئئن ذلئك ،لنئم يطلبحئون
أمرا خياليا ل وجود له ف القرآن ،و من ث ل يكن تقيقه على الواقع .
و أما الطأ الثالث فيتعلق بنظرة أركون لفهوما العقل ف القرآن ،فقئد زعئئم أن )) كلمحئةم عقئل فئ
القئئرآن تعن ئ التأمئئل بشئئيء موجئئود سائئابقا ،ل اساتكشئئاف شئئيء مهئئول ف ئ السئئتقبحل ،فالعقئئل هنئئا
صئئغ ،أو يتتبحلئئور ،أو يتعئئش بعئئد متجئئه نئئو مئئا كئئان قئئد قيئئل ،أو عيئئش سائئابقا و ليئئس نئئو مئئا لئ يت ع
((. 238
و قوله هذا زعم باطل ،فيه افتاء و تدليس ،و تقزّي للعقل ف القرآن ،و للقرآن نفسه أيضا.
أول إن مفهوما العقل ف القئرآن واسائع جدا ،عتيبخئ عنئه بصئيغةم الفعئل و النشئاط ،باسائتخداما عبحئارات
:التعقل ،و التفكر ،و التدبر ،و التفقه ،و التبحصر ،و النظر ،و الساتكشئئاف ،و السائئتنبحاط
،و الساتخراج ،و التأمل ،و التفكر ف الستقبحل .،ما يعن أن معناه واسائئع و معقئئد ،و اليئئات
الدالئئةم علئئى ذلئئك كئئثية جئئدا ،سائئنذكر طرفئئا منهئئا قريبحئئا .كمحئئا أن القئئرآن الكري ئ دعئئا إل ئ السئئي ف ئ
الرض و النظر فيها ،و البححث عئن الكيفيئات الئت يقئوما عليهئا عئال الشياء فئ الكئون بأسائره ،و
هذا أمر لكئي يتحقئق يتطلئب عمحليئةم عقليئةم عمحيقئةم فئ كئل التاهئات ،مئن ذلئك قئوله تعئال }:قعود
ل ت لمن قعئوبحللتكوم تسانعقن فعلسيتواو لف العور ل
يم {ٍ -ساورة آل عمحئران/ ف عكاعن ععاقبحعةمت الوتمحعكنذبل ع ض عفانوظتترواو عكوي ع عخلع و
ل ل ، -137و }قتئول لسائيتوا لف ئ اولعور ل
ف بعئعدأع اولعول ئعق تثنئ اللنئهت تينشئتئ النوش ئأععة اولخ ئعرعة إلنن اللنئهعض فئعئانظتتروا عكوي ئ ع
ل ن ل
ت ،عوإلعلئ ف تخلعقئ و ععلعئى تكئمل عشئويء قعديقر{ٍ -سائورة العنكبحئوت ، -20/و}أعفععل عينظئتتروعن إلعلئ ا وللبلئلل عكويئ ع
ت{ٍ -سا ئئورة الغاش ئئيةم ، -18-17 /و }النئ ئلذيعن ل
ف تسائ ئطعح و ض عكويئ ئ عت،عوإلعلئ ئ اولعور ل النسئ ئمحاء عكيئ ئ ل
ف ترفععئ ئ وع و ع
ت عهئذا ت عوالعور ل يوذتكروعن الليه قليامئا وقتئعئودا وعلعئى جنتئولبلم ويئتئعفنكئروعن لفئ خولئلق النسئمحاوا ل
ض عربئننعئا عمئا عخلعوقئ ع عع ع ع ع ة ع ت ة ع ع ع ت و ع عع ت ع ت
ب ال ئنئالر{ٍ -سائئورة آل عمحئران -191/فهنئئاك إذاة أمئئر بالسئئي و النظئئر ،و بالطلة سابححانع ل
ك فعقعنا ععئعذا ع تو ع ع ع
البححئئث عئئن الكيفيئئةم ،و هئئي عمحليئئةم عقليئئةم معقئئدة يسئئتلزّما القيئئاما بئئا-علئئى أكمحئئل وجئئه -أن يكئئون
الق ئئائم ب ئئذلك عال ئئا باحث ئئا يتل ئئك وسا ئئائل البحح ئئث الادي ئئةم و العنوي ئئةم و النهجي ئئةم ،لك ئئي يس ئئتطيع أن
يغ ئئوصا فئ ئ أعمح ئئاق الظ ئئاهرة الدروسا ئئةم الطبحيعي ئئةم منه ئئا و البحشئ ئريةم ،لساتكش ئئاف خصائص ئئها و معرف ئئةم
خلفياتا و آثارها ،المر الذي يتثبحت قطعا أن ما ادعاه أركون باطل عار عن الصحةم تاما .
و ثانيئئا إن زعمحئه بئأن معنئ العقئئل فئ القئئرآن يعنئ التأمئئل فئ الوجئئود مسئبحقا ،هئو زعئم باطئل و
مضئئحك ،لن القئئرآن الكري ئ دعئئا إل ئ اسائئتخداما العقئئل و الفكئئر و التئئدبر ف ئ الاضئئي و الاضئئر و
السئئتقبحل إلئ يئوما القيامئئةم .كمحئئا أنئئه حئئث علئئى التفكئئر و التئئدبر فئ القئئرآن و الطبحيعئئةم ،و النفئئس و
التمحع ،و اليات الدلةم علئى ذلئك كثية ،منهئا قئوله تعئال } :أعفعلع يعئتع عدبئنتروعن الوتقئورآعن عولعئوو عكئاعن لمئون
238
معارك من أجل ،صا ، 258 :هامش رقم . 16 :
لعنلد عغ ولي الليله لععوعجتدواو لفيله اوختللعةفا عكثلةيا{ٍ -سائورة النسئاء ، -82/و )) كتئاب أنزّلنئاه إليئك مبحئارك ،
ليدبروا آياته و ليتذكر أولو اللبحاب ((-ساورة صا ، -29/و )) فلينظر النسان ما خلق ،خلئئق مئئن
ل ل ل
مئئاء دافئئق ((-سائئورة الطئئارق ، -5/و }-عسائنتلريلهوم آعياتنعئئا لفئ اولفئعئاق عولفئ عأنتفسئلهوم عحنتئ يعئتعبحعئ ن ع
يمئ علئتوم أعنئهت
ك أعنئهت ععلعئئى تكئمل عشئوينء عشئلهيقد{ٍ -سائئورة فصئئلت ،-53/و )) و لتنظئئر نفئئس مئئا اولئيق أعوعلئ يوكئ ل
ف بلعربمئ ع ع عو ع
قدمت لغد (( -ساورة الشر ، -18/و )) ف أنفسكم أفل تتبحصرون (( -ساورة الروما ، -8/و ))إن
ف ذلئك ليئئات لقئوما يتفكئئرون ((-سائورة النحئل ، -11/و )) إنئا أنزّلنئاه قرآنئا عربيئا لعلكئم تعقلئئون
((-ساورة يوساف ، -2/و )) و له اختلف الليئل و النهئار أفل تعقلئون ((-سائورة الؤممنئئون ، -8/و
)) إن ف ذلك ليات لقوما يعقلون ((-ساورة العد. - 4/
و ثالثا إن زعمحه بأن كلمحةم عقل ف القرآن تعن التأمل ف الوجود ساابقا ،و ل تعن اساتكشاف
شيء مهول ف الستقبحل ،هو زعم باطل أيضا ،لن كل آيات التئئدبر و التعقئئل و التفقئئه و السئئي
ف الطبحيعةم و البححث عن الكيفيات ،و التدبر ف الاضي و الاضر و الستقبحل ،و النظئئر فئ النفئئس
و التمحع ،و التاريخ و الطبحيعةم ،كئان هئدفها اساتكشاف الهئول الغئائب عئن النسئان لكئي ينتفئع
به ف الدنيا و الخرة.
و أمئئا الطئئأ الخيئ – الرابئئع مئئن المحوعئئةم السادسائئةم ، -فلئئه علقئئةم بالطئئأ السئئابق ،عيبخئ عنئئه
أركئون بقئوله )) :بالنسئبحةم لبحئئذور العقلنيئةم الوجئودة فئ القئرآن (( .و زعمحئئه هئئذا باطئل مئئردود عليئه ،
ينئئدرج ضئئمحن نظرتئئه التقزّييئئةم و التشئئويهيةم و التشئئكيكيةم فئ نظرتئئه إلئ القئئرآن الكريئ و تعئئامله معئئه ،
فهئئو عنئئدما اعئئتف بوجئئود عقلنيئئةم ف ئ القئئرآن و ل ئ يإحئئدها ،وصئئفها بأنئئا بئئذور للعقلنيئئةم ،فهئئي
ناقصةم بدائيةم ،ل تصل مرحلةم النضج و التعرع .و هذا زعم باطل ،ل يتعئبخ عئن مضئئمحون القئرآن ،و
إنا تيعبخ عن هوى أركون و مذهبحيته البحيتةم ،لن القرآن شاهد على بطلن زعمحه ،فهو العلم الطلق
،و الق البحيم ،و النور الساطع ،و البخهئئان الئدامغ ،قئال تعئال )) :قئد جئاءكم مئن الئ نئئور و
كتاب مبحيم ((-ساورة الائدة ، - 15/و ))يا أيها الناس قد جئاءكم الرسائول بالق مئن ربكئم ((-
سائئورة النسئئاء ، -170/و )) لقئئد جئئاءك الئئق مئئن ربئئك ((-سائئورة يئئونس ، - 94/و )) قئئل يأيهئئا
الناس قد جاءكم الق من ربكم ((-ساورة يونس ، -108/و )) يأيها الناس قد جاءكم برهان من
ربكم ،و أنزّلنا إليكم نورا مبحينا ((-ساورة ، -174و )) لئن اتبحعت أهواءهم من بعد ما جئئاءك مئئن
العلم إنك إذا لن الظاليم ((ساورةالبحقرة . - 145/و الكتاب الذي تلك هي صفاته ل يكئئن إل أن
يكون علمحا مطلقا حاز كل صفات الكمحال من قوة البخهان و كمحئال العقلنيئةم و العلمحيئةم الصئحيحةم
،و قوة التأثي ودحض شبحهات الصوما .
و القرآن الكريم قد أنشأ عقلنية علمية صحيحة و أكثر منها ،فأقامها على النقل
الصحيح-أي الوحي ، -و العقل الفطري البديهي الصريح ،و العلم الحقيقي
الصحيح ،و أبعدها كلية عن الهواء و الظنون و الخيالت ،كقوله تعالى } :أولأ
ل{َ - ك أكاأن أعرنهي أمرسيؤو و صأر أوارلفيأؤاأد يكلُل يأولئُذ أ ك بذذه ذعرلدم إذلن اللسرمأع أوارلبأ أ س لأ أف أما لأري أ تأرق ي
سورةا السراء ، - 36/و )) إن كثيرا من الناس ليضلون بأهوائهم بغير علم (( –
س أولأقأرد أجاءيهم بمن لرببذهيم ارلهيأدىَ{َ سورةا ، -و } ذإن يأتلبذيعوأن إذلل الظللن أوأما تأرهأوىَ ا ر أ
لنفي ي
-سورةا النجم ، -23/و ،و }أوأما لأيهم بذذه ذمرن ذعرلمم ذإن يأتلبذيعوأن إذلل الظللن أوإذلن الظللن أل
اذ بذأغريذر ذعرلمم س أمن ييأجاذديل ذفي ل ق أشريوئُا{َ -سورةا النجم -28/و }أوذمأن اللنا ذ ييرغذني ذمأن ارلأح ب
ب لُمذنيمر{َ -سورةا الحمج ، -8/هذا بالضافة إلى أن تلك العقلنية أوأل هيودىَ أوأل ذكأتا م
أقامها القرآن على التصور الصحيح للكون الخالي تماما من الشرك و الخرافة و
الكهانة ،و حث النسان على التدبر في الكون و اكتشاف سننه و تسخيره لصالحه ،
وفق منهجية علمية موضوعية تجريبية استقرائية ،قال تعالى }- :أوأسلخأر لأيكم لما ذفي
ت للقأرومم يأتأفألكيروأن{َ سورةا ك ألأيا م ض أجذميوعا بمرنهي إذلن ذفي أذلذ أ ت أوأما ذفي ارلأرر ذ اللسأماأوا ذ
ك أكاأن صأر أوارلفيأؤاأد يكلُل يأولئُذ أك بذذه ذعرلدم إذلن اللسرمأع أوارلبأ أ س لأ أ ف أما لأري أ الجاثية ،-13/و}أولأ تأرق ي
ك ارلقأأمأر أوأل س أينبأذغي لأأها أأن تيردذر أ ل{َ -سورةا السراء ، - 36/و}أل اللشرم ي أعرنهي أمرسيؤو و
ق يكلل أشريمء ك يأرسبأيحوأن{َ -سورةا يممس ،-40/و }-أوأخلأ أ ق النلأهاذر أويكلُل ذفي فألأ م الللرييل أسابذ ي
ت ،أوإذألى ف يخلذقأ رفأقألدأرهي تأرقذديورا{َ -سورةا الفرقان ،-2/و}أأفأأل أينظييروأن إذألى ا ر ذلبذذل أكري أ
ت{َ -سورةا الغاشية ، -18-17 /و}قيرل ف يسذطأح ر ض أكري أ ت،أوإذألى ارلأرر ذ ف يرفذأع ر اللسأماء أكري أ
اأ أعألى يكبل ئ النلرشأ أةاأ ارلذخأرةاأ إذلن ل اي يينذش ي ق ثيلم ل ف بأأدأأ ارلأخرل أ ض أفانظييروا أكري أ ذسييروا ذفي ارلأرر ذ
ضت ذمن قأربلذيكرم يسنأدن فأذسييرورا ذفي الأرر ذ أشريمء قأذديدر{َ -سورةا العنكبوت -20/و }قأرد أخلأ ر
ف أكاأن أعاقذبأةي ارليمأكلذذبيأن {َ -سورةا آل عمران ،-137/هذا فضل عن أفارنظييرورا أكري أ
المجادلت و الردود القرآنية الدامغة على الكفار و شبهاتهم ،كرده على الملحدةا و
الدهريين في قوله تعالى }- :أأرم يخلذيقوا ذمرن أغريذر أشريمء أأرم هييم ارلأخالذيقوأن{َ -سورةا الطور/
ت أونأرحأيا أوأما ييرهلذيكأنا إذلل اللدرهير أوأما لأيهم ، -35و }-أوأقايلوا أما ذهأي إذلل أحأياتيأنا اللُدرنأيا نأيمو ي
ك ذمرن ذعرلمم إذرن هيرم إذلل يأظيلُنوأن{َ -سورةا الجاثية ،-24/فهؤلء ل علم لهم و ل حجة و بذأذلذ أ
ق أشريوئُا{َ- ل برهان فيما يزعمون ،إل إتباع الظن و )) أوإذلن الظللن أل ييرغذني ذمأن ارلأح ب
سورةا النجم -28/كل هذه اليات –وغيرها كثير -أغفلها أركون ،و زعم أن القرآن
فيه بذور العقلنية ،و كتم الحقيقة الناصعة الدامغة التي يتثبت أن عقلنية أركون و
معها عقلنية شيوخه ،ل تصل العقلنية التي أرساها القرآن الكريم ،و دعا إليها .
لن عقلنية الغرب عقلنية قاصرةا مليئُة بالهواء و الظنون و الوهام في كثير من
جوانبها ،خاصة التي تتعلق بالسلم و أهله ،ليس هنا مجال إظهارها ،و إن كانت
انتقاداتنا لركون قد أظهرت طرفا منها ،و سيأتي ذكر طرف آخر فيما يأتي من
كتابنا هذا إن شاء ا تعالى .
و مئئن أوهئئامه التعلقئئةم بالعقلنيئئةم الغربيئئةم ،إنئئه زعئئم أن إدخئئال العقلنيئئةم الغربيئئةم إلئ ئ السائئلما
سايؤمدي ف نايةم الطاف ،إل مراجعةم جذريةم لفاهيم الوحي ،و كلما ال و النئئص القئئدس . 239و
239
السالما ،أوروبا ،صا. 78 :
قوله هذا وهم و تدليس ،لن العقلنيةم الغربيئئةم ليسئت غريبحئةم عئئن السائلما و السئلمحيم ،فقئئد طبحقهئئا
الغربيئئون ف ئ دراسائئاتم عئئن السائئلما منئئذ أكئئثر مئئن قرنيمئئ ،و أخئئذها عنهئئم اللحئئدة و الشئئيوعيون و
العلمحانيون من أبناء السلمحيم و طبحقوها على السالما زمن التئئاد السئئوفيات و قبحلئئه و بعئئده ،و هئئم
مئئا يزّالئئون فئ هئئذا الطريئئق ،كئئأركون و أمثئئاله ،و مئئع ذلئئك فشئئلت تلئئك العقلنيئئةم الزّعومئئةم مئئن أن
تتثبحت مطاعنها ف القرآن ،الئذي مئا يئزّال شئاما يتحئدى العقلنيئةم الغربيئةم الزّعومئةم و العئال بأسائره .و
قد رأينا -فيمحا تقدما من كتابنا هئذا -كيئف تاوت شئبحهات أركئون و مزّاعمحئه الواحئدة تلئو الخئرى
،و ساتتهاوى لحقا باقي شبحهاته ،إن شاء ال تعال .
و قئ ئئد بلئ ئئغ بئ ئئه الفتتئ ئئان بالعقلنيئ ئئةم الغربيئ ئئةم و الغئ ئ ئتار بئ ئئا إلئ ئ ئ الكلما بل علئ ئئم ،فتنبحئ ئئأ بئ ئئأن
)) الصراعات الائجةم الت حصلت بيمئ السئيحيةم الوروبيئةم و بيمئ العلئم الئديث ،سائوف تصئل مئع
السائئلما ،و ربئئا كنئئا قئئد أص ئبححنا علئئى أبوابئئا الن ((. 240و ق ئوله هئئذا هئئو نبحئئوءة أركونيئئةم وهيئئةم
تمضحكةم ،بناها على أسااس نظرته البحاطلةم إل الديان الئت ل يتفئرق فيهئا بيمئ الئدين الئق و الديئان
البحاطلئئةم ،بعنئ ئ أنئئه ل يتفئئرق بيمئ ئ السائئلما و الئئديانات الخئئرى ،فبحمحئئا أنئئه حئئدث صئ ئراع هائئئج فئ ئ
الغرب بيم السيحيةم و العلم الئديث ،فإنه سائيحدث نفئس الشئيء مئع السائلما و العلئم الئديث ،
و قوله هذا باطل مردود عليه ،لن ذلك لن يدث مع السالما ،ف ضوء العلم الصحيح و الفهئئم
الصحيح للسالما .مع العلم أن القرآن الكري و السنةم النبحويةم الصحيحةم الوافقةم له ،هئا منبحئئع العلئم
الصئ ئئحيح ،فيحتضئ ئئنانه ،و يئ ئئدعوان إليئ ئئه ،و تيوجهئ ئئانه الوجهئ ئئةم الصئ ئئحيحةم ،و ف ئ ئ القئ ئئرآن الكري ئ ئ
مساحات واساعةم جدا تتكلم عن العلم :موضوعا و منهجا و قانونا .
و أمئئا المحوعئئةم الخية -أي السئئابعةم مئئن أخطئئاء أركئئون التعلقئئةم بفهئئم القئئرآن -فتتضئئمحن خسئئةم
أخطاء ،أولا إنه زعم أن ف القرآن بعد أساطوري ،و رمزّي لمحا فيه أهيةم كبخى حاسةم. 241
و ردا عليه أقول :أول إن مئا قاله عئن القئرآن هئو افئتاء عليئه ،و تريئف لئه ،لن القئرآن كلئه
علوما و حقائق ،لقوله تعال )) :قد جاءكم من ال نور و كتاب مبحيم ((-ساورة الائدة ، -15/و
)) لقئئد جئئاءكم الئئق مئئن ربكئئم ((سائئورة يئئونس ، -94/و )) الئئذي أنئئزّل إليئئك مئئن ربئئك الئئق ((-
سائئورة الرعئئد . - 1/و أمئئا الرمزّيئئةم فئ القئئرآن فهئئي أيضئئا حقئئائق و ليسئئت خرافئئات و ل أوهئئاما لنئئا
جزّء منه ،و قد قال سابححانه )) :طسم تلك آيات الكتاب الئبحيم (( –سائئورة الشئئعراء ، - 2-1/و
)) طس تلك آيات القرآن و كتاب مبحيم ((-ساورة النمحل ، - 1/فالرمزّيةم ف القرآن حقائق و آيئئات
،و ليست خرافات إل عند أركون .
و أما فيمحا يتعلق بالبحعد الساطوري الزّعوما ،فهو ادعاء باطل من أسااساه ،يرفضه القرآن الكري
240
نفس الصدر ،صا. 86 :
241
الفكر السالمي ،صا. 109 :
رفضا مطلقا ،كان على أركون أن يذكر لنا أمثلةم مئن هئذا البحعئد السائطوري الزّعئوما فئ القئرآن ،مئع
العلم أن الساطورة ف اللغةم العربيةم تعن الكايات البحاطلةم الت ل أصل لا . 242لذا فمحن الرجئئح أنئئه
بقصد بالبحعد الساطوري الخبحار و القصص الت ذكرها القرآن الكري عئئن النبحيئئاء و القئواما السئئابقيم
،لذا وجدنا أركون يصف ما ذكره القرآن عن زيارة إبراهيم الليل –عليئئه السئئلما -إلئ مكئةم مئئن أنئئا
تئئدخل ف ئ اليئئال السائئطوري . 243و زعمحئئه هئئذا باطئئل ،يئئرده القئئرآن الكري ئ جلئئةم و تفصئئيل ،لن
القصئئص الئت فيئه ،وصئفها الئ تعئال بأنئا حئق ،كقئوله تعئال )) :نئن نقئص عليئئك نبحئأهم بئالق
((-ساورة الكهف ، -13/و )) نن نقص عليك أحسن القصص ((-ساورة يوساف ، - 3/و )) إن
هذا لو القصص الق (( -ساورة آل عمحران ، - 62/و )) تلك من أنبحاء الغيب نوحيها إليك (( –
ساورة هود ، -49/و )) و الذي تأنزّل إليك من ربك الق ((ساورة الرعد. -1/
و أركون فيمحا زعمحه عن البحعد الساطوري ف القرآن ،هو يفتي عليه ،و يقرأه بواه و مذهبحيته ،
لكنئه مئع ذلئك وجئدناه فئ بعئض كتبحئه ،يعئتف بالقيقئةم القرآنيئةم ،عنئدما قال عئن القئرآن )) :هئو
الذي أقر بأفضئليةم القصئص علئى السائطورة كوسائيلةم لتقئدي التعئاليم الليةم التعاليئةم ،و العلئم الوثئوق
به كبحديل لسااطي الوليم (( . 244و بذلك يكون أركون قد رد على أركون بنفسه .
و أما الطأ الثان فيتعلق بنظرة أركون إلئ طريقئةم ترتيئب القئرآن و انسئجامه ،فزّعئم أن القئرآن
غي ئ منسئئجم ،و ل متجئئانس ف ئ تركيبحئئه و ترتيبحئئه ،عنئئدما قئئال )) :قئئد يبحئئدو مئئن غيئ ئ العقئئول أو
التمحل أن يكون الطاب القرآن متجانسا و منسجمحا ،خاصئئةم إذا مئئا علمحنئئا أنئئه اسائتمحر علئئى مئئدى
عشرين عاما (( ، 245و )) طالا عاب عليه البحاحثون فوضاه ((. 246
و زعمه هذا باطل مردود عليه ،و افتراء على القرآن و طعن فيه ،لنه أول إن
القرآن نفسه ينقض ما زعمه أركون و يبطله ،و ذلك أن ا تعالى نص صراحة على
أن القرآن الكريم يمحكم مترابط البناء ،أسلوبا و تركيبا ،معنى و لفظا ،ل يأتيه
الباطل من بين يديه و ل من خلفه ،قال سبحانه )) :كتاب يأحكمت آياته ثم يفصلت
من لدن حكيم خبير ((-سورةا هود ، -1/و )) كتاب يفصلت آياته قرآنا عربيا لقوم
يعلمون((-سورةا يفصلت ، -3/و أنه كتاب }أل يأأرذتيذه ارلأباذطيل ذمن بأريذن يأأدريذه أوأل ذمرن أخرلفذذه
أتنذزيدل بمرن أحذكيمم أحذميمد{َ -سورةا فصلت. -42/
و ثانيا إن قوله بأن البحاحثيم عابوا على القرآن فوضاه ،هو قول فيئه تعمحيئم غيئ صئحيح ،
لن الذين قالوا ذلئئك فئ القئئرآن هئئم الفئتون التعصئبحون لئئذهبحياتم ،و التبحعئئون لهئوائهم ،و إل فئإن
242
الرازي :متار الصحاح ،صا . 197 :ابن هاديةم :القاموس الديد ،صا. 54 :
243
السالما ،أوروبا ،صا . 75 ،73 :و نن سانرد على زعمحه هذا ف الفصل الثالث ،إن شاء ال تعال .
244
القرآن ،صا. 6 :
245
نفس الرجع ،صا. 114 :
246
الفكر الصول ،صا. 86 :
كثيا من البحاحثيم –قديا و حديثا – بثوا ف تناساق القرآن و انسجامه ،و ترتيب ساوره و آياته ،و
أظه ئئروا ك ئئثيا م ئئن أسائ ئراره و إعج ئئازه و تاسا ئئكه ،كالس ئئيوطي فئ ئ أسائ ئرار ترتي ئئب الق ئئرآن ،و ممح ئئود
الكرمئئان فئ ئ أسائ ئرار التكئ ئرار فئ ئ القئئرآن ،و سائئيد قطئئب فئ ئ ظلل القئئرآن ،و فاضئئل السئئامرائي فئ ئ
لسئئاته البحيانيئئةم ،و ممحئئد الزّفئ ئزّاف فئ ئ كتئئابه التعريئئف بئئالقرآن و الئئديث .و قئئد أظهئئرت البححئئوث
الديثةم حول العجاز العئددي و الرقمحئي فئ القئرآن نتائئج باهرة و مذهلةم حئول البحنئاء الرقمحئي الكئم
الذي تبن عليه القرآن على مستوى ساوره و آياته ،و حروفه و معانيه. 247
و ثالثئئا ففيمحئئا يئئص طريقئئةم عئئرض القئئرآن لواضئئيعه - ،و هئئي الئئت عابئئا أركئئون ، -فهئئي طريقئئةم
صحيحةم هادفةم مكمحئةم اختارهئئا الئ تعئال لكتئابه ،فهئو سائبححانه لئ يسئتخدما طريقئةم الوضئوع الواحئد
كمحا يفعل الؤملفون ،و إنا اساتخدما –فئ معظئم السئور -طريقئةم تنئيوع الواضيع فئ السئورة الواحئدة ،
يكمحها موضوع موري واحد ،هو عبحادة ال سابححانه و تعال ،و ما يتصل با من إيان و كفئئر ،
و صئئلح و طلح .و هئئذه الطريقئئةم فيرقئئت اليئئات التعلقئئةم بوضئئوع واحئئد ،لن القصئئد الول مئئن
القرآن هو )) الدايةم ،و هئذه الدايةم تتأتى بتلوتئه و العتبحئار بئا سايسئرده مئن عظئات تتنمحئي العرفئةم
بال تعئال ،و ساننه فئ خلقئه ،و لحكمحئه فيمحئا يتشئيرع لئم مئن تشئريعات ،و لئو طئال سائرد اليئات
الئئت تتعلئئق بوضئئوع واحئئد ،و لسائئيمحا موضئئوع أحكئئاما العئئاملت ،لئيل القئئارئ لئئا ،أو غلئئب علئئى
قلبحه التفكر ف وقائعها ،فيفوت القصود الول منه ،و هو الدايةم (( ،و على هذه الطريقةم ساار ))
فئ سائئرد القصئئص ،فئئإنه قئئد يئئذكر قصئئةم مئئا فئ عئئدة مواضئئع ،و ل يسئئتوفيها فئ موضئئع واحئئد ،و
لكنه إذ يتفئيرق وقئائع القصئةم ،يكتفئي منهئا بئا هئو مئل العئبخة ،الناسائب لكئل موضئع ذتكئرت فيئه ((
. 248
و الطأ الثالث يتعلق بعدد ساور القرآن ،فإن أركئون عنئدما ذكئر أن سائورة التوبئةم الرتبحئةم فئ القئرآن
برقئئم ، 19 :ادعئئى أنئئا تتئئل ف ئ الواقئئع رقئئم 115 :حسئئب ال ئتتيب التئئاريي . 249و هئئذا خطئئأ
واضئئح ،لن عئئدد سائئور القئئرآن 114سائئورة ،و ليئئس 115سائئورة ،ول نئئدري هئئل تعمحئئد أركئئون
ذلئئك علئئى عئئادته ،أما أخطئئأ فيئئه ،أما هئئو خطئئأ مئئن الئئتجم أما مئئن الناشئئر ؟ ،و إذا كئئان أركئئون
تعمحد ذلك فهو اعتداء على القرآن و على السالما و السلمحيم .
و أما الطأ الرابع فيتعلق بكلمحةم :رب ف القرآن ،فزّعم أركون قائل )) :فئالواقع أن كلمحئةم رب
247
البححئئوث فئ هئئذا الئئال كئئثية ،منهئئا :عبحئئد الئئدائم كحيئئل :موسائئوعةم العجئئاز العئئددي .و احئئد ديئئدات :القئئرآن معجئئزّة
العج ئزّات .و عبحئئد الئئرزاق نوفئئل :العجئئاز العئئددي ف ئ القئئرآن .و أنظئئر فئ النئتنت :موقئئع مركئئزّ نئئون الئئذي يشئئرف عليئئه
البحاحث القدير بساما جرار .و موقع :موساوعةم العجاز العلمحي ف القرآن و السنةم .
248
ممحد الزّفزّاف :التعريف بالقرآن و الديث ،صا. 133 :
249
الفكر الصول ،صا. 147 :
–أي السيد أو الول – ل ترد إل ف السور القرآنيةم الول أو البحكرة جدا (( . 250و قوله هئئذا زعئئم
باطل بييم البحطلن ،يدل على أن أركون إما أنه ل يعي ما يقئول ،و إمئا أنئه يتعمحئد الوقئوع فئ مثئل
هذه الخطاء لاجات ف نفسه ،و إل فإن هذا أمر ل يصح الطأ فيه ،لن القرآن الكري شاهد
علئئى بطلنئئه بوضئئوح ،و ذلئئك أن كلمحئئةم :رب ،وردت ف ئ السئئور الكيئئةم و الدنيئئةم معئئا علئئى حئئد
ساواء ،ف آيات كثية جدا ،فمحن السور الكيةم :الفاتةم ، 2/و النعاما ،162 ،71 ،45/و أما
الدنيةم فمحنها :البحقرة ، 131/و الائدة ،28/و الرعد ، 16/و الرحن ، 17/و الشر ، 16/
و آل عمحران ، 41 ، 40 ، 38 ، 36 ،35/و الحقاف ، 15/و النافقون . 10/
و الطأ الخي – الامس من المحوعةم السابعةم و الخية -يتعلق بزّعئم أركئون بئأن التصئيور
النقئئي لليئئان لئ ئ يئئدث زمئئن القئئرآن ،و إنئئا حئئدث بزّمئئن طويئئل علئئى أيئئدي الصئئوفيةم و العلمحئئاء ،
فتظئئافرت جهئئودهم لتلغئئي تارييئئةم الطئئاب القرآن ئ أو تحوهئئا مئوا ،و قئئدموا القئئرآن لكئئي)) تيتلئئى و
تيقرأ و تيعاش ،و كأنه الكلما البدي الوحى به من قبحل إله متعال ن ((. 251
ت
و قوله هذا زعم باطل ،و افتاء على القرآن و التاريخ معئا ،لنئه أول أن الذي حدد التصئور
الصحيح و النقي لليان هو القرآن الكري أول ،و السنةم النبحويةم الصئحيحةم ثانيئا ،فمحئن القئرآن قئوله
صئ ئعمحتد ،لئو ئ يعلئل ئود عوعلئو ئ تيولئع ئود ،عوعلئو ئ يعتكئئن لئن ئهت تكتفئ ئةوا أععحئ ئقد{ٍ-سائئورة
تعئئال }- :قئتئول تهئ ئعو اللئن ئهت أععحئ ئقد ،اللئن ئهت ال ن
ت صي{ٍ -ساورة الشورى ، -11/و}عقالع ل ل ل ل لل
س عكمحثوله عشويءق عوتهعو النسمحيتع البحع ت الخلصا، -4-1/و} لعوي ع
ل ل ل
ب آعمننا تقل نلو تتئوؤممنتوا عولعكن تقولتوا أعوسالعومحعنا عولعنمحا يعودتخلل اوللعياتن لف قتئتلوبلتكوم عولإن تتطيعتوا اللنهع عوعرتسائئولعهت اولعوععرا ت
عل يعللوتتكم مون أعوععمحاللتكوم عشويةئا إلنن اللنهع عغتفوقر نرلحيقم{ٍ -ساورة الجرات ، -14/و}إلنعنا الوتمحوؤملمتنوعن النلذيعن
ت ععلعويلهئ ئوم آيعئئاتهت عزاعدتوئتهئ ئوم إلعيانةئئا عوععلعئئى عرمبئل ئوم يعئتعئعونكلتئئوعن{ٍ -سائئورة ل ل ل
ت قتئلتئئوبئتتهوم عوإلعذا تليئع ئ و
إلعذا ذتكئ ئعر اللئي ئهت عوجلئع ئ و
النفئئال. -2/و مئئن السئنةم قئوله عليئئه الصئئلة و السئئلما )) :ثلثئئةم مئئن كنئئا فيئئه وجئئد حلوة اليئئان
، 252(( ...و )) ذاق طعئم اليئئان مئن رضئئي بئال ربئئا و بحمحئئد رسائول و بالسائئلما دينئا (( ، 253و
)) عجبحا لمر الؤممن ف ،أمره كله خي ،فإن أصابته ساراء شكر فكان خيا لئئه و إن أصئئابته ضئراء
صئئبخ فكئئان خيا لئئه(( ،أو كمحئئا قئال عليئئه الصئئلة و السئئلما ، 254و )) ل يتئؤممن أحئئدكم حئئت يئئب
250
نفس الرجع ،صا. 137 :
251
الفكر الصول ،صا. 146 :
252
. البحخاري :الصحيح ،ج 1صا. 14 :
253
مسلم :الصحيح ،ج 1صا. . 62 :
254
نفس الصدر ،ج 4صا. . 2295 :
لخيه ما يب لنفسه((. 255
و ثانيا إن الذي ألغى تارييةم القرآن الكري و جعله صالا لكل زمان و مكان إل أن يرث ال
الرض و مئئن عليهئئا ،ليئئس الصئئوفيةم و ل العلمحئئاء السئئلمحون ،و إنئئا هئئو ال ئ سا ئبححانه تعئئال الئئذي
جعل دينه خالئدا يتحئدى االتارييئةم ،و يتصئف باللتارييئةم ،بفضئل أصئوله و تشئريعاته ،و مفئئاهيمحه
و إعجئئازا تئئه ،الئئت اخئئتق بئئا الزّمئئان و الكئئان و الغيئئب و الشئئهادة .و قئئد سا ئبحق أن رددنئئا علئئى
أركون ف هئذا الوضئوع و أبطلنئا مزّاعمحئه حئول حكايةم تارييئةم القئرآن ،و كنئا قد نقلنئا عنئه أنئه قئال
بئئأن القئئرآن هئئو الئئذي مئئا تئئارييته ،ث ئ هئئو الن قئئال خلف ذلئئك ،عنئئدما زعئئم أن السئئلمحيم هئئم
الذين موا تارييةم القرآن و جعلوه ل تارييا ! .
و ثالثا إنه افتى على ال تعال و السلمحيم و التاريخ عندما زعم –بل ل دليل -أن السلمحيم
هم الذين قدموا القئرآن لكئي تيتلئى و يتقئرأ و يتعئاش ،و كئأنه الكلما البئدي الئوحى بئه مئن قبحئل إلئه
ت
متعال ،و هذا كلما رجل يتعمحئد الفئتاء و التحريئف ،و إل فإن المئر واضئح وضئوح الشئمحس فئ
رابعةم النهار ،و ذلك أن القرآن أول ما نزّل على رساول ال نص على أنه كلما ال تعال الوحى به
ت
ك النئلذي عخلعئعق ،عخلعئعق اوللنعسئئاعن لم ئون ععلعئنق {ٍ -سائئورة العلئئق ،-2-1 /و إل ئ رسا ئوله }:اقو ئعرأو لباوسا ئلم عربمئ ع
ب لمئعن اللنئله الوععلزّيئلزّ الوععلليئلم{ٍ ب لمن اللنله الوعلزّيلزّ اوللكيلم{ٍ ) (1ساورة الزّمر ،و }عتنلزّيل الولكتئعئا ل
ت ع ع
ل ل
}عتنلزّيتل الوكعتا ع
حيئنعئا إلعلئ لإبوئعرالهيئعم لل ك عكمحئا أعوحيئنعئا إلعلئ نتئونح والنبحليم ل
يمئ مئن بعئوعئده عوأعوو ع و ع ع حيئعنا إللعوي ع ع و ع و -ساورة غافر ، -2/و}إلننا أعوو ع و
ل ل وإل و ل
س عوعهاتروعن عوتسائلعويعمحاعن عوآتع وئيئنعئا عداتووعد عزبئتئوةرا{ٍ - ب عوتيونت عب عوالعوساعبحاط عوعيعسى عوأعييو ع ساعيعل عوإووساعحعق عويعئوعتقو ع ع ع
ل ل ل ل
يم اوساتععجاعرعك فعأعجورهت عحنتئ يعوسئعمحعع عكلععما الليئه تثنئ أعبولوغئهت ساورة النساء -163/و } ،عوإلون أععحقد معن الوتمحوشلرك ع
ك بلئأع ئنتهوم قع ئووقما لن يعئوعلعتمحئئوعن {ٍ -سائئورة التوبئئةم . -6 /و أمئئا السئئلمحون فمحنئئذ زمئئن النئئب –عليئئه ل
عمئأوعمنعهت عذلئ ع
الص ئئلة و الس ئئلما -و م ئئا بع ئئده ،و ه ئئم يص ئئفون الق ئئرآن ب ئئأنه كت ئئاب الئ ئ ،و كلما الئ ئ تع ئئال ،
معتمحدين ف ذلك على القرآن و السنةم ،و ما كان عليه الصحابةم و التابعيم. 256
و ختاما لما ذكرناه ،يتبين أن من أسباب كثرةا أخطاء أركون -في نظرته إلى
القرآن و تعامله معه ،-أنه كان يفتقد إلى النزاهة العلمية في كثير مما قاله عن
القرآن ،و لم يكن ييفرق بينها و بين التعصب و التحريف ،فكان يمارس التدليس و
التزييف ،و الطعن في السلم باسم البحث العلمي الموضوعي ،في حين أن عمله
هذا ليس من العلم في شيء .
و منهئئا تئئأثره السئئلب بالساتشئراق و ثقتئئه فيئئه ،و اعتمحئئاده شئبحه الكلئئي عليئئه ،فئ دراسائئاته عئئن
255
. البحخاري :الصدر السابق ،ج 1صا. 14 :
256
انظر مثل :البحخاري :الصحيح ،ج 1صا . 245 ، 54 ،53 :و مسلم :الصحيح ،ج 4صا . 1847 :و النسائي
:السنن ،ج 3صا. 58 :
السائئلما و تئئاريه و أهلئئه ،حئئت سائئيطرت عليئئه النظئئرة الس ئلبحيةم إل ئ السائئلما ،و أص ئبحح هئئه الكئئبخ
الطعن فيه ،و إثارة الشكوك و الشبحهات حوله ،بدعوى البححث ف اللمفكر فيه ،ذلك الاجس
الوهي الذي ملك عليه تفكيه .
و منها أيضا قلةم زاده ف العلوما الشرعيةم ،و تاريخ الذهب السالميةم ، 257مع عدما تكنئه
مئئن النهئئج العلمحئئي النقئئدي الشئئامل الصئئحيح ،رغئئم كئئثرة دعئئاويه باسائئتخداما النهئئج العلمحئئي الغربئ ئ
الزّعوما ،فوجدناه كثيا ما يعتمحد على الظنون و الهئواء و الوهئاما ،و يركئزّ علئئى إثئئارة الشئبحهات و
الشكوك بل مئبخر منطقئي و ل علمحئي ،فجاءت أباثه عئن القئرآن خاصئةم و السائلما عامئةم ،أباثئا
ظنيةم متحيزّة ،تفتقد إل الصالةم و البداع ،و القوة ف الجةم ،و الوضوعيةم ف الطرح .
و أما بالنسبحةم إل الخطاء النهجيةم الت وقع فيها الابري ف نظرته إل القرآن ،و فهمحه له ،
و تعامله معه ،فسأذكرها ف ممحوعتيم ،الول تتضمحن ساتةم أخطاء ،أولا إنه جعل القرآن الكريئ
مئئن الئئوروث السائئلمي ،و هئئو أسااسائئه الك ئيون لئئه . 258و خطئئأه هنئئا هئئو أنئئه ل ئ يفئئرق بيم ئ القئئرآن
ت
الكري ،و بيم ما أنتجه السلمحون من تئراث علمحئئي فئ متلئئف العلئوما ،لن مئئا أنتجئه السئلمحون هئو
نتئئاج بشئئري بغئئض النظئئر عئئن قيمحتئئه و أهيتئئه العلمحيئئةم ،أمئئا القئئرآن فهئئو كتئئاب الئ ئ تعئئال التضئئمحن
لكلمئئه سائ ئبححانه لفظئئا و معنئ ئ ،و ليئئس كلمئئا بشئ ئريا ،لئئذا فئئإن إدراجئئه مئئع الئئوروث السائئلمي
كجزّء منه هو خطأ فادح شرعا و عقل ،و افتاء على القرآن و القيقةم .
و هو –أي القرآن -إن كان هو الؤمساس و النشئ للحضارة السالميةم بتاثها الادي و العنوي
،فهو ليس من جنسها ،و ل ثرة لا ،و عليه فإن إدراجه فيها ،و عدما التمحييئزّ بينئه و بينهئا هئو
عمحل غي صحيح ،يؤمدي إل نزّع الصئئفةم الليئةم عنئئه ،و التسئئويةم بينئه و بيمئ أي عمحئئل بشئئري آخئئر
.
و كذلك السنة النبوية الصحيحة الموافقة للقرآن ،فهي ليست تراثا ،لنه و إن
كانت كلم بشر ،فإنها أيضا ليست كلم إنسان عادي ،و إنما هي كلم رسول ا –
عليه الصلةا و السلم ، -الذي أمرنا ا تعالى بإتباعه و القتداء به ،و جعل طاعته
ك لأ ييرؤذمينوأن أحتلأى ييأحبكيمو أ
ك شرطا للقبول و طريقا للسعادةا ،قال تعالى }- :فألأ أوأربب أ
ت أوييأسلبيمورا تأرسذليوما{َ -سورةا ضري أذفيأما أشأجأر بأرينأهيرم ثيلم لأ يأذجيدورا ذفي أأنفيذسذهرم أحأروجا بملما قأ أ
اأ أوأريسولأهي فأقأرد أفاأز فأرووزا أعذظيوما{َ ) (71سورةا الحزاب ، النساء -65/و}أوأمن ييذطرع ل
ك هييم ارلأفائذيزوأن {َ -سورةا النممور-52/ اأ أويأتلرقذه فأأ يرولأئُذ أش لاأ أوأريسولأهي أويأرخ أ و }أوأمن ييذطذع ل
ظا{َ -سورةا اأ أوأمن تأأوللى فأأما أأررأسرلأنا أ
ك أعلأريذهرم أحذفي و طاأع ر و }لمرن ييذطذع اللريسوأل فأقأرد أأ أ
النساء ،-80/و عليه فل يصح إدراج السنة النبوية الصحيحة ،ضمن الموروث
257
سايتضح ذلك أكثر ف الفصول التيةم ،إن شاء ال تعال .
258
تكوين العقل العرب ،صا . 66 :و العقل الخلقي العرب ،صا . 104 :و التاث و الداثةم ،صا. 23 :
السلمي ،كما فعل الجابري ، 259و أركون سابقا ،و بذلك ل يصح وصف دين
السلم بأنه تراث أو موروث حضاري .
و أمئا الطئأ الثئان فيتمحثئل فئ أن الئابري نقئئل كلمئا للشئئاطب مفئئاده أنئئه يإئئب اللئئتزّاما باللسئان
العرب ف فهم القئرآن ،و يتراعئى فيئه أسائلوبم فئ التعئبحي ،و كئونم أمييمئ معئا ،و ل يإئوز تمحيلئه
ل
ث لفئ اولتميم ع
يمئ مئن العئان مئا ل يتناسائب مئع كئون العئرب أمئةم أميئةم ،لقئوله تعئال }- :تهئعو النذي بعئععئ ع
ضئعلنل ل ل ل ل لل
ب عواولوكعمحئةمع عولإن عكئئانتوا مئئن قعئوبحئتل لعفئئي ع
عرتسائوةل مونئتهئوم يعوئتئلئتئو ععلعويلهئوم آيئعئاته عويئتعزّمكيلهئوم عويئتععلمتمحتهئتم الوكتعئئا ع
يم{ٍ -ساورة المحعةم ، -2/و عليه فإن الشريعةم أميةم أيضا .ث قال )) :و لا كان المر كذلك يمبحل ن
فيجئئب أن ل نلتمحئئس فئ القئئرآن و ل فئ الئئديث مئئا يئئرج عئئن مفهئوما العئئرب مئئن العلئوما و العئئارف
((. 260
و قوله هئذا أكثره باطئل ،يمحل بئداخله فكئرا مئدمرا للئدين ،لنئه أول إن هنئاك خطئأ كئبحيا فئ
فهم النصوصا الشرعيةم التعلقةم بذلك ،لن اليةم الت ذكرها الئئابري نقلهئئا ناقصئةم ،و هئي )) :هئو
الذي بعث ف المييم رساول منهم (( ،و القسم الناقص الذي ل يذكره ،نورده كامل ،و التمحثئئل
ب عواوللوكعمحئةمع ل لل ل
يمئ عرتسائوةل مونئتهئوم يعئوتئلتئو ععلعويلهئوم آيئعئاته عويئتعزّمكيلهئوم عويئتععلمتمحتهئتم الوكتعئا ع ث لف اولتميم ع ف }:تهعو النذي بعئعع ع
ضئعلنل يمبحل ن ل ل
يمئ{ٍ -سائئورة المحعئةم، -2/و فئ آيئةم أخئرى )) ربنئا و ابعئث فيهئئم عولإن عكئئانتوا مئئن قعئوبحئتل لعفئي ع
رساول منهئم يتلئو عليهئم آياتئك ،و يعلمحهئم الكتئاب و الكمحةم و تيزّكيهئم إنئك أنئت العزّيئزّ الكيئم
ث لفيلهوم عرتساولة مون يم إلوذ بعئعع ع لل
((-البحقرة ، -129/و كذلك قوله تعال }- :لععقود عمنن الليهت عععلى الوتمحؤممن ع
ض ئئلنل ل ل ل ل لل ل
ب عواولوكعمحئ ئةمع عولإن عك ئئانتواو م ئئن قعئوبحئ ئتل لعف ئئي ع عأنتفسئ ئلهوم يعئوتئلتئئو ععلعويلهئ ئوم آيعئئاته عويئتعزّمكيلهئ ئوم عويئتععلمتمحتهئ ئتم الوكتع ئئا ع
يم{ٍ -ساورة آل عمحران .-164/فهئذه اليئئات واضئحات بينئات تمكمحئات ،فئ أن رسائالةم السائئلما يمبحل ن
جاءت لتخرج العئرب –و غيهئم -مئن الظلمحئات إلئ النئور ،و تعلمحهئم الكتابةم و الكمحةم و تزّكيهئم
،و لئ ئ ت ئئأت لتبحقيه ئئم عل ئئى أميته ئئم و ج ئئاهليتهم ،و إل فل معنئ ئ و ل فائ ئئدة م ئئن مي ئئء السا ئئلما
أصل .
و ما ينقض ما ادعاه الابري ،هو أنه قد صحت أحاديث كثية حث فيهئا رسائول ال-عليئه
الصئئلة و السئئلما -علئئى طلئئب العلئئم و تعليمحئئه ،و الئئرصا عليئئه . 261فهئئذه الحئئاديث لئ ئ تئئأت
لتكريس الميةم و إبقاء العرب على أميتهم ،و إنئئا جئئاءت لتخرجهئئم مئئن ظلمحئئات الهئئل و الاهليئئةم
259
تكوين العقل ،صا. 66 :
260
بنيةم العقل ،صا. 545 :
261
أنظر مثل :البحخاري :الصحيح ،ج 1صا . 41 :و أبئو داود :السئنن ،ج 2صا . 341 :و التمئذي :السئنن ،ج 5
صا . 28 :و ابن ماجةم :السنن ،ج 1صا. 81 :
،إل نور السالما و العلم .
و ثانيا إنه با أن شريعةم السالما ل تأت للعرب المييم فقئط ،و إنئا جئاءت إلئ بنئ آدما كلهئم
مئئن أمييم ئ و متعلمحيم ئ ،فئئإنه ل يصئئح القئئول بئئأن :ش ئريعةم السائئلما أميئئةم ،لمئئةم أميئئةم .فهئئذا كلما
باطل و مضحك ،فيه طعن ف شريعةم ال تعال ،و وصف لئا بئا ل يليئق با ،لن مصئدرها هئو
القرآن الكري ،و هو كلما ال تعال ،و كلمه علم و نور و هدايةم ،فهئي شئريعةم ربانيئةم عالئةم ،و
ليست شريعةم أميةم .
و ثالثا إنه ل توجد علقة حتمية بين لسان العرب ،و بين العلوم التي جاء بها
السلم ،فإذا كان القرآن جاء بلسان عربي يمبين ،فل يلزم أن ل يأتي إل بالعلوم و
المعارف التي كان يعرفها العرب آنذاك ،و إل فل فائدةا من مجيء السلم أصل ،
إذا كان ل يأتي بجديد ،و يترك العرب على ما كانوا عليه .لذا وجدنا ا تعالى يمن
على الناس بأن أرسل إليهم رسوله ،ليعلمهم الكتاب و الحكمة و يزكيهم .و هذا الذي
حدث في الواقع ،فقد جاء السلم بعلوم و عقائد ،و أخلق و تشريعات ،و مفاهيم
و تصورات ،لم يكن العرب يعرفونها ،فرفعهم ا بها ،و )) إن كانوا من قبل لفي
ضلل مبين ((-سورةا آل عمران ، - 164/و )) ما كنت تعلمها أنت و ل قومك من
قبل هذا (( -سورةا هود. -49/
ل ل ل
و با أن ال تعال قال }- :عسانتلريلهوم آعياتعنا لف اولعفاق عولف عأنتفسلهوم عحنت يعئتعبحعئ ن ع
يم علتوم أع ئنهت اولعئيق أععوعلوئ
ك أعنهت عععلى تكمل عشوينء عشئلهيقد{ٍ -سائئورة فصئئلت، - -53/و بما أنه تحجدى عججالم الججن و يوك ل
ف بلعربم ع ع
النس على أن يأتوا بثل هذا القرآن ،و أكد على أنه لن يأتوا بثله حاضئرا و مسئتقبحل ،فئ قئوله :
ل لل ل ل نل ل
س عواولئين ععلئعئى عأن يعئأوتواو لبثوئلل عهئعذا الوتقئورآلن لع يعئأوتتوعن لبثولئه عولعئوو عكئئاعن بعئوع ت
ضئتهوم ل ل
}-قئتئل لئئن اوجتععمحععئت النئ ت
ب ممئنئا نعئنزّلونعئئا ععلعئئى ععوبح ئلدعنا فعئأوتواو
ض ظعلهيا{ٍ -سائئورة السا ئراء ،-88/و قئئال }- :ولإن تكنتتئم لف ئ ريوئ ن
و ع ع ة للبحعئوع ئ ن
يم{ٍ -سائورة البحقئرة -23/ئ ،ديل كئل بلسورةن ممن مثوللله وادعواو شهعداءتكم مئن دولن الليئله إلون تكونتئم ل ل
صئادق عتو ع ت ع و ت تع تع
ذل ئئك عل ئئى أن فئ ئ الق ئئرآن الكريئ ئ علوم ئئا ك ئئثية و معجئ ئزّات ب ئئاهرة تتجل ئئى مس ئئتقبحل ،و ب ئئا يتحق ئئق
التحدي ،و تقوما الجةم علئى الئن و النئئس معئئا .و قئد تلئئى بعئض ذلئك فئ عصئرنا الئئال ،بئئا
اكتشفته العلوما الديثةم من إعجاز علمحي باهر ف القرآن الكري .
و رابعا إن مقولةم الابري خطية جئدا علئى القئرآن و تعطلئه مئن داخلئه ،فهئي مئع أنئا تئالف
دين السالما بالضرورة ،فإنا تعن أن القرآن مكوما بعلوما و معارف العئئرب الئئذين نئئزّل فيهئئم ،و ل
توجئئد فيئئه علئوما جديئئدة خئئارج مئئا كئئان يعرفئئه هئئؤملء ،و مئئن ثئ فهئئو يبحقئئى مصئئورا فئ النئئاخ العرفئ
الذي نزّل فيه ،و غي قادر على مواكبحئةم التطئورات العلمحيئةم الئت حدثت بعئده ،حت قئال الئابري :
)) فيجب أن ل نلتمحس ف القرآن و ل ف الديث ما يرج عن مفهوما العرب من العلئوما و العئئارف
(( ،و هكئئذا أوجئئب الئئابري علينئئا مئئا ل ئ يلزّمنئئا الشئئرع بئئه ،و ألزّمنئئا برأيئئه الئئذي هئئو تعطيئئل لئئدين
السائئلما و علئئومه ،و تقزّيئ ئ لئئه ،فهئئي مقولئئةم توصئئلنا فئ ئ النهايئئةم إلئ ئ تارييئئةم أركئئون الئئت تزّعئئم أن
السالما وليد ظروفه الزّمانيةم و الكانيةم ،مكوما با ل يكنه تاوزها ،و ها هو الابري يطرحهئئا مئئن
جديد بطريقته الاصةم اللتويةم البحيتةم ،رغم وضوح بطلنا و منافاتا لدين السالما بالضرورة .
و أما الطأ الثالث فيتعلق بطرق الساتدلل ف القرآن الكري ،فقد زعم الابري أن القرآن ))
ل يقئئرر طريقئئةم معينئئةم ف ئ السائئتدلل ،و إنئئا يئئدعو إل ئ العتبحئئار ،و يضئئرب المثئئال للنئئاس ليتحئئرك
خيالم و عقولم ،و ينبحهها إل مسألةم معينةم ((. 262
و ردا عليه أقول :إن ف قوله هذا ما تيشي إل وجود تناقض و تدليس ،و ذلك أنه قال :إن
القئ ئئرآن ل يقئ ئئرر طريقئ ئئةم معين ئئةم فئ ئ السائ ئئتدلل ،مئ ئئا قئ ئئد يعنئ ئ أن القئ ئئرآن يقئ ئئرر أك ئئثر مئ ئئن طريقئ ئئةم فئ ئ
الساتدلل ،لكنه عاد و نفى ذلك ،عندما قرر أن القرآن يدعو إل العتبحار و ضرب المثئئال ،و
هي وساائل تنبحيه لتحريك خيال الناس و عقولم ،فقوله هذا ينفي وجود طرق اساتدلل فئ القئرآن ،
بعدما كان قوله الول يتمحل وجود أكثر من طريقةم .
و ثانيا إن زعمحه بأن القرآن ل توجد فيه طرق اساتدلل ،و إنا فيه وساائل تنبحيه ،هو قول
غيئ ئ صئئحيح و مئئالف للقئئرآن ،لن الئ ئ تعئئال كمحئئا اسائئتخدما وسائئائل التنئ ئبحيه اسائئتخدما أيضئئا طئئرق
اساتدلل كثية جدا ،و هو قد أخبخنا أنه أقاما الجةم على عبحاده ،و أيد رساوله بالبخاهيم و اليات
البحينات ،كقوله تعال )) :لئل يكون للناس على ال حجئةم بعئئد الرسائئل ((-سائئورة النسئئاء، -165/
ل ل لل
يمئ{ٍ -سائورة النعئاما ،-149/و )) يأيهئا الناس قد و }قتول فعلليه اولتنجةمت الوعبحالغعةمت فعئلعوو عشاء علئععداتكوم أعوجعع ع
جاءكم برهان من ربكم (( -النساء ، -174/و )) الذين تياجون ف ال من بعد مئئا اسائئتجيب لئئه
حجتهئئم داحضئئةم ((-سائئورة الشئئورى ، -16و )) قئئد جئئاءكم بينئئةم مئئن ربكئئم و هئئدى و رحئئةم ((-
ساورة النعئاما ، -167/و )) و أنزّلنئا آيئات بينئات ((-سائورة الادلئةم ، -15/و )) قئد جئاءكم مئن
ال نور و كتاب مبحيم (( -ساورة البحقرة . -176/فهذه اليات هي دليل قاطع دامغ ،على أن ال
تعال أقاما الجةم على عبحاده ،و ل يكتف بتحريك خيئالم و عقئولم ،و بئا أنئه تعئال أقئاما عليهئم
حججئئه ،فهئئذا يسئئتلزّما حتمحئئا بئئأنه اسائئتخدما طرقئئا اسائئتدلليةم كئئثية ،لن كئئل حجئئةم إل و تتضئئمحن
طريقةم اساتدلليةم أو أكثر .
و ثالثئئا إن فئ القئئرآن الكريئ طرقئئا اسائئتدلليةم كئئثية يسئئتخرجها مئئن يتئئدبره ،منهئئا اسائئتدلل الئ
تعئئال علئئى وجئئوده و صئئفاته و حكمحتئئه ،بلقئئه للكئئون عامئئةم و للنسئئان خاصئئةم ،و بإظهئئار بئئديع
صنعته و جيل كرمه ،كقوله تعال )) :هل مئئن خئئالق غيئ الئ يرزقكئئم مئئن السئئمحاء و الرض ((-
ساورة فاطر ، -3/و )) أأنتم أشد خلقا أما السمحاء بناها ((-ساورة النازعئات ، -27/و )) قل هئل
262
بنيةم العقل العرب ،صا. 448 :
من شركائكم من يبحدأ اللق ث تيعيده ((-ساورة يونس ، -34/و )) هذا خلق الئ فئأرون مئئاذا خلئق
الئئذين مئئن دونئئه ((-سائئورة لقمحئئان ، -11/و )) أما خلق ئوا السئئمحوات و الرض بئئل ل يوقنئئون ((-
ساورة الطور ، . 36/و )) أفرأيتم ما تنون أأنتم تلقئونه أما نئن الئالقون ((-سائورة الواقعئةم ، -59/
و )) إن الذين تدعون من دون ال لن يلقوا ذبابا و لو اجتمحعوا له ((-ساورة الج. 73/
و منهئئا السائئتدلل علئئى صئئدق النبحيئئاء –عليهئئم السئئلما -باليئئات و العجئزّات و الكتئئب الئئت
جاءوا با ،كقوله تعال )) :و تلك حجتنا أتيناها إبراهيم على قومه ((-ساورة النعئاما ، 83/و ))
لقئئد جئئاءتم رسائئلهم بالبحينئئات فمحئئا كئئانوا ليؤممنئوا بئئا كئئذبوا مئئن قبحئئل ((-سائئورة العئراف ، -101/و
)) جاءتم رسالهم بالبحينات و بالزّبر و بالكتاب الني ((-ساورة فاطر. - 21/
و منها الستدلل على صدق نبوةا رسول السلم ،بالقرآن الكرم ،فهو كتاب
عربي معجز ،تحدىَ به ا تعالى العرب و العالم كله ،من النس و الجن معا ،فهو
معجزةا علمية مادية باقية خالدةا ،إلى أن يرث ا الرض و من عليها ،ل يوجد
س أوارلذجلُن أعألى أأن يأأريتورا بذذمرثذل ت اذلن ي مثلها في العالم كله ،قال تعالى }- :يقل للئُذذن ارجتأأمأع ذ
ظذهيورا{َ -سورةا السراء -88/و - ض أ ضهيرم لذبأرع م هأأذا ارلقيررآذن لأ يأأريتوأن بذذمرثلذذه أولأرو أكاأن بأرع ي
ب بملما نألزرلأنا أعألى أعربذدأنا فأأريتورا بذيسوأرمةا بمن بمرثلذذه أوارديعورا يشهأأداءيكم بمن }أوذإن يكنتيرم ذفي أرري م
صاذدذقيأن{َ -سورةا البقرةا . -23/ اذ إذرن يكرنتيرم أ يدوذن ر
و منها أيضا الستدلل على صدق نبوةا رسول السلم ،من خلل شخصية محمد
عليه الصلةا و السلم ،فال تعالى خاطب قريش و من على شاكلتها ،بالمنطق و
التاريخ و أقام عليهم الحجة ،فقال لهم :إن هذا النبي الذي كذبتموه و رفضتم دينه و
دعوته ،ل دليل عندكم في تكذيبه ،لنكم تعرفونه معرفة جيدةا قبل النبوةا ،و هو
الصادق المين الذي ل تكذبونه ،و صاحب الخلق العظيم ،و هو المي الذي ل
يقرأ و ل يكتب و انتم تعلمون ذلك جيدا ،و مع ذلك تحداكم بكتاب معجز ،و أن
اي أما تألأروتيهيتكذيبكم له ل يقوم على أي برهان و ل حجة ،قال تعالى }:يقل للرو أشاء ر
ت ذفييكرم يعيمورا بمن قأربلذذه أأفألأ تأرعقذيلوأن{َ -سورةا يونس، -16/ أعلأرييكرم أولأ أأردأرايكم بذذه فأقأرد لأبذرث ي
اذت ر ظالذذميأن ذبآَأيا ذك أولأذكلن ال ل ك اللذذي يأيقويلوأن فأإ ذنلهيرم لأ ييأكبذيبونأ أ و}قأرد نأرعلأيم إذنلهي لأيأرحيزني أ
ق أعذظيمم{َ -سورةا القلم ،-4/و ك لأأعلى يخلي م يأرجأحيدوأن{َ -سورةا النعام ، -33/و }أوإذنل أ
) أفآَذمينورا ذبارلذ أوأريسولذذه النلبذبي اليبمبي اللذذي ييرؤذمين ذبارلذ أوأكلذأماتذذه أواتلبذيعوهي لأأعلليكرم تأرهتأيدوأن{َ -
ك إذوذا
طهي بذيأذمينذ أب أوأل تأيخ لُ
ت تأرتيلو ذمن قأربلذذه ذمن ذكأتا م سورةا العراف ،-158/و}أوأما يكن أ
ب ارليمربذطيلوأن{َ -سورةا العنكبوت. -48/ للررأتا أ
و منهئئا إقامئئةم الجئئةم العقليئئةم باسائئتخداما السائئتدلل العقلئئي الئئض ،كثقئوله تعئئال )) :أما خلقئوا
مئ ئئن غيئ ئ ش ئئيء أما هئ ئئم الئ ئئالقون ،أما خلقئ ئوا السئ ئئمحوات و الرض بئ ئئل ل يوقنئ ئئون ((-سائ ئئورة الطئ ئئور/
، -35و )) لو كان فيهمحا آلةم إل ال لفسئدتا ،فسئبححان الئ رب العئرش عمحئا يصئئفون ((-سائورة
النبحياء ، - 22/و )) و مئا اتئذ الئ مئن ولئد ،و مئا كئان معئه مئن إلئه ،إذا لذهب كئل إلئه بئا
خلق ،و لعل بعضهم على بعض ،سابححان ال عمحا يصفون ((-ساورة الؤممنون. - 91/
و منها أيضا الساتدلل بطريق الول و النفع ،و الصئلح و الضئئمحن ،فاليئان أحسئن مئن
الكفر ،و النةم أحسن من النار ،و و اليان أضمحن للنسان مئن الكفئر ،كقئوله تعئال-علئى لسئان
يوساف )) : -أأرباب متفرقون خي أما ال الواحد القهار ((-ساورة يوسائئف ، -39/و )) مئئاذا عليهئئم
لئئو آمن ئوا بئئال و الي ئوما الخئئر ،و انفق ئوا مئئا رزقنئئاهم (( -سائئورة النسئئاء ، -39/و )) آل ئ خي ئ أمئئا
يشركون ((-ساورة النمحل ، -59/و )) الدار الخرة خي للذين يتقون ،أفل تعقلون ((ساورة النعاما/
. -169
و منها إظهئار بعئض طئرق الساتدلل الت اساتخدمها النبحيئاء فئ مئادلتم لقئوامهم و إقامئةم
الجئئج العقليئئةم و الاديئئةم الدامغئئةم عليهئئم ،كمحئئا فعئئل إبراهيئئم -عليئئه السئئلما – عنئئدما كسئئر أصئئناما
قومه و أبقى كبحيهم ،و قالوا له )) :أأنت فعلت هذا بألتنا يا إبراهيم (( ،قال لم )) :بل فعلئئه
كبحيهم هذا فاساألوهم إن كانوا ينطقون ،فرجعوا إل أنفسهم فقالوا إنكم أنتم الظئئالون ،ثئ تنكسئوا
على رؤوساهم ،لقد علمحت ما هؤملء ينطقون ((-ساورة النبحياء . -65-62 /و كئذلك قئوله تعئئال
)) :إنئئا تعبحئئدون مئئن دون الئ أوثانئئا و تلقئئون إفكئئا ((-سائئورة العنكبحئئوت ، -17/و )) أتعبحئئدون مئئا
تنحتون ((-ساورة الصافات ، -95/و )) إذ قال لبيه يا أبت ل تعبحد ما ل يسمحع و ل يتبحصر ((-
ساورة مري. -42/
و منها أيضا الستدلل بنقض المنطلق الفكري الذي ينطلق منه الكفار ،في بناء
أفكارهم و عقائدهم ،من ذلك أن ا تعالى حكى عن الدهريين و الملحدةا أنهم قالوا :
ك ذمرن ذعرلمم إذرن
ت أونأرحأيا أوأما ييرهلذيكأنا إذلل اللدرهير أوأما لأيهم بذأذلذ أ
} أما ذهأي إذلل أحأياتيأنا اللُدرنأيا نأيمو ي
هيرم إذلل يأظيلُنوأن{َ -سورةا الجاثية -24/فرد عليهم ا تعالى بقوله )) :و مالهم بذلك من
علم إن إل يظنون ((-سورةا الجاثية ، -24/فنقض دعواهم بأنهم لم ييؤسسوها على
أساس صحيح من العلم و المنطق ،و إنما أقاموها على الظن ،و إن )) الظن ل ييغني
من الحق شيئُا ((-سورةا النجم ، -28/و إنهم )) إن يتبعون إل الظن،و إن إل
يخرصون ((-سورةا النعام . -116/و من ذلك أيضا قوله تعالى )) :و من الناس من
يجادل في ا بغير علم و ل هدىَ و ل كتاب منير ((-سورةا الحج ، -8/فال تعالى
أبطل جدالهم و نقضه بأن ذكر أن هؤلء لم ييقيموا جدالهم على علم صحيح ،ول
على هداية ربانية ،و ل على كتاب رباني منير .
و منها أن القرآن الكري دعا إل اساتخداما النهج الساتدلل التجريب لدراساةم الطبحيعةم و التاريئئخ
ل ل ،كقوله تعال } :قتول لسايتوا لف اولعور ل
ف بععدأع اولعولعق تثن اللنئهت تينشئتئ النوشئأععة اولخئعرعة إلنن اللنئهع
ض عفانظتتروا عكوي ع
ضت لمئئن قعئوبحللتكئوم تسائنعقن فعلسئيتواو لفئ العور ل ن ل
ععلئعئى تكئمل عشئويء قعئديقر{ٍ -سائئورة العنكبحئئوت، -20/و}قعئود عخلعئ و
ل
يم {ٍ -سا ئئورة آل عمحئ ئران ،-137/و )) ف ئئل سا ئئيوا فئ ئ الرض ف عك ئئاعن ععاقبحعئ ئةمت الوتمحعكئ ئنذبل ع
فعئئانوظتترواو عكويئ ئ ع
فانظروا كيف كان عاقبحةم الذين من قبحل ،كان أكئثرهم مشئئركيم ((-سائورة الئئروما ، -42/فئئال تعئئال
دعا النسان إل السي ف الرض و النظر فيها ،و البححث عئن الكيفيئةم و الصئي معئئا ،لتيقيئم عليئئه
الجةم ،و لتيعرفه با يإهلئه مئن تاريئخ الطبحيعئةم و النسئان معئا ،و ليحثئه علئى اسائتغلل الطبحيعئةم الئت
سائئخرها لئئه .و ل شئئك أن هئئذا السئئي بئئا فيئئه مئئن نظئئر و بئئث و اعتبحئئار و اسائئتغلل و اسائئتنتاج
يتضمحن منهجا علمحيا اساتدلليا تريبحيا ،إذ بدونه ل يكن الوصول إل ما دعت إليه تلئئك اليئئات و
غيها .
و بذلك يتبحيم أن ما زعمحه الابري من عدما وجود طرق اساتدلل ف القرآن الكري ،هو زعم
باطل .كمحا أنه تتوجد ف القرآن أيضا وساائل تنبحيه للعتبحئار و التئئدبر ،علئئى مئا قئاله الئابري ،لكنهئا
مئن جهئةم أخئرى هئي أيضئا كئثيا مئئا تضئمحنت طرقئئا اسائتدلليةم عكئئس مئئا ادعئاه الئابري ،كالمثئئال
الئئت ذكرهئئا الئ ئ تعئئال فئ ئ كتئئابه ،و عيقئئب عليهئئا بقئ ئوله )) :و تلئئك المثئئال نضئئربا للنئئاس و مئئا
يعقلهئئا إل العئئالون ((-سائئورة العنكبحئئوت . -43/فالثئئال عنئئدما يئتئذكر بطريقئئةم صئئحيحةم و ف ئ مكئئانه
الناساب ،يكون برهانا و حجةم ،و وسايلةم اساتدلل قويةم .
و أمئا لئاذا أنكئر الئابري وجئود طئرق اساتدلل فئ القئرآن –علئى كثرتئا و تنوعهئا ، -و سئاها
وسائائل تنئبحيه ؟ ،فالواب هئو أن الرجئل بئوقفه هئذا ،تيطئط و تيهئد لمئر خطيئ جئدا ،سانكشئف
عنه لحقا ،عندما نتناول مبححث تنظم العرفةم من هذا الفصل إن شاء ال تعال .
و أما الطأ الرابع ،فيتعلق بوقف الئابري مئئن مسئألةم التفسئي العلمحئئي للقئئرآن الكريئ ،فهئو ل
تيؤميد ذلك ،و يرى أنه يإب علينا أن ل نلتمحس ف القرآن ،و ل ف الديث ما يرج عئئن معهئئود
العئئرب مئئن العل ئوما و العئئارف ،و أيئئد مئئوقفه بمحلئئةم اعتاضئئات و تفظئئات ،أولئئا إنئئه عنئئدما يقئئول
بعض الناس :إن ف القرآن ما اكتشفه العلم الديث .فإن هذا يطرح علينا تساؤلت ،منهئئا :أيئئن
كنتم قبحل الكتشاف ؟ ،و لاذا ل تكتشفوه أنتم 263؟ .
و ردا عليه أقول :أول إن التساؤليم ل يسان جوهر الوضوع ،و هو :هل يوجد إعجاز
علمحي ف القرآن أما ل ؟ ،نعم تيوجد إعجاز علمحئي فئ القئرآن الكريئ ،فهئو مليئء بئات الشئارات
صئنفت فئ ذلئك تمصئنفات كثية ،و تأنشئأت لئه هيئةم عاليئةم تتئوله .و بئا أن المئر العلمحيةم ،و قئد ت
كذلك و العجاز العلمحئئي فئ القئرآن أصئبحح حقيقئئةم ثابتئةم تمعئئتف بئا ،فل تيوجئد أي مئئبخر علمحئي و
ل شرعي و ل عقلي لرفض ذلك و إهاله .
و ثانيا أن التساؤليم تيإاب عنهمحا بأن تلف السلمحيم العلمحئي ،و ضئعف مسئئاهتهم –أو
انع ئئدامها -فئ ئ الكتش ئئافات العلمحي ئئةم الديث ئئةم ،ه ئئا السئ ئبحبحان فئ ئ ت ئئأخر الس ئئلمحيم م ئئن السا ئئتفادة م ئئن
الشارات العلمحيةم ف القرآن الكري قبحل أن يكتشفها غيهم .و هذا التخلف موضوع آخئر ،ل ينئع
263
الئئابري :بنيئئةم العقئئل ،صا . 546 ، 545 :و الئئابري :القئئرآن و العلئوما الكونيئئةم ،جريئئدة التئئاد ،ركئئن وجهئئةم نظئئر ،
العدد 25 ، 10600 :جادى الول 13 ،يونيو . 2004
مئئن الهتمحئئاما بالعجئئاز العلمحئئي فئ ئ القئئرآن ،و مئئع ذلئئك فقئئد ذكئئر بعئئض السئئلمحيم الختصئئيم فئ ئ
التفسئئي العلمحئئي فئ القئئرآن أنئئه اسائئتفاد مئئن بعئض الشئئارات العلمحيئةم فئ القئئرآن ،فتوصئئل بفضئئلها إلئ
الكشف عن حقائق ل تكن معروفةم.264
و العئتاض الثئئان مفئئاده أن العلئئم يتغيئ ،و قئئد تصئبحح حقيقئئةم اليئوما ليسئئت حقيقئئةم الغئئد ،لئئذا
فإن ربط القرآن بكشف من الكشوف )) ينطوي على مازفةم خطية (( . 265و قوله هئئذا فيئئه حئئق و
باطئئل ،لنئئه أول إن العلئئم الئئديث فيئئه القئئائق و ش ئبحه القئئائق ،و النظريئئات و ش ئبحه النظريئئات ،
فعلئئى الفسئئر أن يعتمحئئد أسااسائئا علئئى القئئائق الثابتئئةم ،و إذا اسائئتعان بالنظريئئات فل يإئزّما بئئا ،و إنئئا
يإتهد حسب طاقته للوصول إل القيقةم أو القتاب منها ،وفق النهجيةم العلمحيةم الصحيحةم .
و ثانيا إن المفسر لليات العلمية في القرآن هو مجتهد ،كغيره من المفسرين
المجتهدين ،فإن أصاب فله أجران ،و إن أخطأ فله أجر واحد ،و هو في تفسيره ل
يربط القرآن بالكشوف الحديثة ،و إنما ييفسره بها حسب اجتهاده ،و ل يترتب عن
ذلك أي ضرر على القرآن كنص مقدس محفوظ .فإذا أخطأ ذلك المفسر فهذا ليس
كارثة ،و ل حراما ،و ليس جديدا في تاريخ التفسير ،فالمفسرون منذ نزول القرآن
إلى يومنا هذا ،فيهم المصيب و فيهم اليمخطئ .و ا تعالى هو الذي أمرنا بتدبر
كتابه و فهمه و تفجير معانية ،كقوله تعالى }- :أأفألأ يأتأأدبليروأن ارلقيررآأن أولأرو أكاأن ذمرن ذعنذد
اذ لأأوأجيدورا ذفيذه ارختذلأوفا أكذثيورا{َ -سورةا النساء -82/و}أأفأأل يأتأأدبليروأن ارلقيررآأن أأرم أغريذر ر
ب أأرقأفاليأها{َ سورةا محمد،-24/و من يقرأ القرآن و يجتهد في تدبره و أعألى قييلو م
تفسيره ،ليس واجبا عليه أن ييصيب و أن ل ييخطئ ،بل عليه أن يجتهد و الجر آت
بإذن ا .
و أتشئئي هنئئا إلئ أمئئر هئئاما جئئدا ،مفئئاده أنئئه ل يكئئن أن يئئدث تعئئارض بيمئ حقئئائق القئئرآن و
حقائق العلم ،فإذا ما حدث ذلك ،فإما أننئئا أخطأنئا فئ فهئم القئئرآن ،و إمئا أننئئا أخطأنئا فئ فهئم
القيقةم العلمحيةم ،و إما أن ما حسبحناه حقيقةم علمحيةم هو ليس كذلك ،و إنا هو مرد نظريةم ل يقم
الئئدليل العلمحئئي القئئاطع علئئى صئئدقها ،و إمئئا أننئئا أخطأنئئا ف ئ فهئئم المريئئن معئئا ،لنئئه ل يكئئن أن
يدث تعارض حقيقي بيم كتاب ال السطور -القرآن -و كتابه النظور –الكون. -
و أما اعتاضه الثالث فمحفاده أن القرآن بيان للناس ،ذكر مظاهر طبحيعيةم معروفةم لدي النئاس ،
و ل تتثر فيهم اشكالت ،كتصطح الرض ،و جريان الشمحس ،و هئذا فهئقم يقئوما علئى الشئاهدة
الظاهرة للشيء ،و هو يفي بالعتبحئار لطئرح السئؤمال الطلئوب ،و هئو :مئن خلق هئذا ؟ ،و ليئس
264
صرح بذلك العال اليولوجي زغلول النجار عندما فسر اليات العلمحيةم على قناة الشارقةم الفضائيةم ،فئ شئهر رمضئان ،مئن
السنوات الاضيةم القليلةم .و من يرجع إل أباثه فئ العجئاز العلمحئي ربئا يإئد ذلئك ،و هئي متئوفرة علئى شئبحكةم النئتنت فئ
موقع إسالميات .
265
.
كيف حدث هذا النظاما 266؟ .
و قوله هذا غي صحيح ف معظمحه ،لنه أول أن ف القرآن مظاهر طبحيعيةم و بشريةم كثية جدا
تتجاوز ما كان يعرفه الناس زمن نزّول القرآن الكري ،فهو –أي القرآن -قد اختق تاريخ الطبحيعةم و
النس ئئان و مسئئتقبحلهمحا ،و تكلئئم ع ئئن أعمحئئاق الرض و الس ئئمحاء ،و تكلئئم بالتفص ئئيل عئئن مراح ئئل
ل ل
تكيون النيم ف بطن أمه ،كقوله تعئال } :أععوعلوئ يعئعر النئذيعن عكعفئتروا أعنن النسئعمحاعوات عواولعور ع
ض عكانعئتعئا عرتوئةقئئا
ها عوعجععولعنا لمعن الوعمحاء تكنل عشوينء عحلي أعفععل يئتوؤملمتنوعن{ٍ ساورة النبحياء ، -30/و من أراد التوساع ف فعئعفتعئوقعنا تع
الوضوع فالكتب التخصصةم فيه كثية .
و ثانيا إنه ليس في القرآن الكريم :من خلق هذا فقط ،و إنما فيه أيضا الدعوةا
إلى البحث عن الكيفية ،و السعي في الطبيعة لتسخيرها و النتفاع بها ،و شكر ا
تعالى عليها ،و هذا ل يتأتى إل بالبحث و الكشف عن السنن الكونية و الجتماعية ،
ت أوأما ذفي ارلأرر ذ
ض و توظيفها لخدمة النسان .قال تعالى } :أوأسلخأر لأيكم لما ذفي اللسأماأوا ذ
ت للقأرومم يأتأفألكيروأن{َ سورةا الجاثية، -13/و }قيرل ذسييروا ذفي ك ألأيا م أجذميوعا بمرنهي إذلن ذفي أذلذ أ
اأ أعألى يكبل أشريمء اي يينذشيئ النلرشأ أةاأ ارلذخأرةاأ إذلن ل ف بأأدأأ ارلأخرل أ
ق ثيلم ل ض أفانظييروا أكري أ ارلأرر ذ
ت ،أوإذألى اللسأماء ف يخلذقأ رقأذديدر{َ -سورةا العنكبوت ،-20/و}أأفأأل أينظييروأن إذألى ا ر ذلبذذل أكري أ
ت ذمن ت{َ -سورةا الغاشية ،-18-17 /و }قأرد أخلأ ر ف يسذطأح ر ض أكري أت،أوإذألى ارلأرر ذ ف يرفذأع ر أكري أ
ف أكاأن أعاقذبأةي ارليمأكلذذبيأن {َ -سورةا آل ض أفارنظييرورا أكري أ قأربلذيكرم يسنأدن فأذسييرورا ذفي الأرر ذ
عمران. -137/
و العتراض الرابع مفاده أن أصحاب التفسير العلمي للقرآن يعتمدون على
تأويلت و أحيانا على تحليلت غير ناجحة في الغالب ،مع العلم أن هذه العمال
ليست ذات موضوع اليوم ،كالذي كان زمن طنطاوي جوهري في تفسيره . 267و
قوله هذا ضعيف جدا ،لن أصحاب التفسير العلمي للقرآن من حقهم أن يجتهدوا كما
يجتهد غيرهم من المفسرين ،و قد تكون محاولتهم الضعيفة طريقا إلى الكشف عن
الصحيح المجهول ،مع العلم أن كل علم له ثوابت و حقائق ،و تأويلت و ظنيات .و
موضوع العجاز العلمي في القرآن يقوم على حقائق كثيرةا جدا ل غبار عليها ،و
ب يجأفاء أوأألما أما أينفأيعوجود التأويلت الضعيفة ل يقدح في الصل ،فأما} اللزبأيد فأيأرذهأ ي
اي الأرمأثاأل{َ -سورةا الرعد. -17/ ب ر ث ذفي الأرر ذ
ض أكأذلذ أ
ك يأ ر
ضذر ي س فأيأرميك ي
اللنا أ
و حالةم علم التفسي العلمحي للقرآن هي أحسن بكثي ما كانت عليئه زمئن طنطئاوي جئوهري ،
فقئئد اتسئئعت مئئالته ،و كئئثرت حقئئائقه ،و تئئوله أسائئاتذة متخصصئئون أكفئئاء ضئئمحن اليئيئئةم العاليئئةم
للعجاز العلمحي ف القرآن و السنةم .،و هو اليوما تيعد من الوسائئائل الدعويئئةم الامئئةم النافعئةم الفيئئدة فئ
الئئدعوة إلئ السائئلما بيمئ السئئلمحيم و غيهئئم ،و فئ الئئرد علئئى شئبحهات الستشئرقيم كئئأركون و أمثئئاله
الذين يطعنون ف أصالةم السالما و مصدريته ،و يزّعمحون أنه نسخةم ميرفةم عن التئئوراة و الناجيئئل .
266
الابري :القرآن و العلوما الكونيةم ،جريدة التاد.
267
الابري :القرآن و العلوما الكونيةم ،جريدة التاد.
و له أيضا دور كبحي ف مال مقارنةم الديان .و بذلك يتئبحيم أن توين الئابري مئن موضئئوع التفسئي
العلمحي للقرآن هو أمر غي صحيح .
و أمئئا اعتاضئئه الئئامس فمحفئئاده أن دعئئاة التفسئئي العلمحئئي إذا كئئانوا يهئئدفون إل ئ إثبحئئات أن العلئئم
تيزّكي القرآن ،فهذا لسنا ف حاجةم إليه ،و ل كان القرآن ف حاجةم إليه ،إنا عمحليةم إيديولوجيئئةم ،
إذا قبحلناها و سالمحنا با ،فعلينا نقبحل توظيفا ايديولوجيا مارساه الساعيليون البحاطنيون فئ اساتخدامهم
لطبحيعيات الفلسفةم ف زمانم ف تأويلهم للقرآن ،و قولم أن مذهبحهم هو الصحيح يشئهد لئه القئرآن
و العلم مع أن العلم الديث يكم ببحطلن تلك الت سوها حقائق العلم. 268
و قوله هذا فيه أخطاء و تغليط و تدليس ،أول ليس عيبا أن يسعى دعاةا التفسير
العلمي إلى إثبات أن القرآن سبق العلم الحديث ،و أن العلم اكتشف ما في القرآن ،و
ليس عيبا أن يزكي القرآن العلم ،و يزكي العلم القرآن ،لن العملية متكاملة ،فنفسر
كتاب ا المسطور بكتابه المنظور ،و العكس صحيح ،و قد قال سبحانه - :
ك أأنلهي ق أأأولأرم يأرك ذ
ف بذأربب أ ق أوذفي أأنفيذسذهرم أحلتى يأتأبأيلأن لأهيرم أأنلهي ارلأح لُ
}أسنيذريذهرم آأياتذأنا ذفي ارلأفا ذ
أعألى يكبل أشريمء أشذهيدد{َ -سورةا فصلت ،-53/فبفضل هذه اليات الكونية يعرف كثير
من الناس أن القرآن حق .
و إذا كئئان بعئئض النئئاس ليئئس فئ حاجئئةم إلئ أن يزّكئئي العلئئم القئئرآن ،و إلئ أن يزّكئئي القئئرآن
العلئئم ،فئئإن كئئثيا منهئئم – مئئن مسئئلمحيم و كفئئار -ف ئ حاجئئةم ماسائئةم إل ئ ذلئئك ،لن ف ئ هئئؤملء :
السئ ئئلم الضئ ئئعيف اليئ ئئان ،و اللحئ ئئد ،و النصئ ئران ،و اليهئ ئئودي ،و العلمحئ ئئان ،و الشئ ئئكاك ،و
الريض القلب و العقل ،فهؤملء كلهم جئاء القئرآن إليهئم عليئه أن تيئاطب كئل طائفئةم بئا يناسائبحها ،
و منها من ل تيقنعه إل التفسي العلمحي للقرآن لنه يقوما على الدليل العلمحي الادي اللمحوس.
و الشاهد على ذلك أن أركون مثل زعم أن )) الصراعات الائجةم الت حصلت بيم السيحيةم
و بيم ئ العلئئم الئئديث سائئوف تصئئل مئئع السائئلما أيضئئا ،و ربئئا كنئئا قئئد أص ئبححنا علئئى أبوابئئا الن
(( . 269فهذا الرجل -و أمثئاله -مئن ضئحايا التغريئب و العلمحانيةم ،لئو كئان يعتقئد أن القئرآن كتئاب
ال السطور ،و الكون كتابه النظور ،و أن كل منهمحا يزّكي الخر ،ما تنبحأ بده الرافئةم الئت ربئا
يقول با كثي من الناس .
و ثانيا إن قوله بئأن ذلئك الفعئل هئو عمحليةم أيديولوجيئةم ،فهذا ل عيئب فيئه إذا كئانت العمحليةم
تقئوما علئئى أسائئس صئئحيحةم شئئرعا و علمحئئا و عقل ،و مئئن أجئئل الئئق .فمحئئا الئئانع مئئن أن نوظئئف
العجئئاز العلمحئئي ف ئ الئئدعوة إل ئ السائئلما و التعريئئف بئئه ،و الئئرد علئئى الطئئاعنيم فيئئه ؟ .و القئئرآن
الكري ذاته وصف نفسه مرارا بأن فيه آيات كثيات باهرات تدى با عئئال الئئن و النئس معئا ،و
268
نفسه .
269
السالما ،أوروبا ،صا. 86 :
أيئئةم فائئئدة مئئن وجودهئئا إذا ل ئ نوظفهئئا لصئئال السائئلما و هدايئئةم البحش ئريةم ؟ ،و الئئابري نفسئئه سائئخر
ت عليها -لدمةم مذهبحيته-أيديولوجيته -الت عنوانا :نقد العقل العرب ،و هئئو قئئد كتبحه –الت أطلع ت
صيرح بذلك شخصيا ف كتابه :التاث و الداثةم .
و ثالثئا إن مثئال السئاعيليةم البحاطنيئةم الئذي ذكئره الئابري ،هئو ل يصئلح لئئرد مئا يقئوما بئه دعئئاة
التفسي العلمحي للقرآن ،فئإذا كئان مئئن حئق أيئةم طائفئةم أن توظئئف مئئا تئراه صئالا لنشئئر مئئذهبحها فلهئا
أن تفعئئل ذلئئك ،و السئئاعيليون فعلئوا ذلئئك انتصئئارا لئئذهبحهم ،و نئئن أنكرنئئا عليهئئم مئئذهبحهم البحاطئئل
الذي حرفوا به عقائد السائلما و شئريعته ،و طعنئوا بئه فئ الصئحابةم، 270و أدخلئوا فئ الدين مئا ليئس
منه .و لنم أقاموه على طبحيعيات فلسفةم اليونان الظنيةم التجريديةم الت ل يقم الدليل على صئئدقها-
ف ئ الغئئالب العئئم ، -و قئئد جئئاء العلئئم الئئديث و أثبحئئت بطلن مئئا ظن ئوا أنئئه حقئئائق علئئى مئئا ذكئئره
ال ئئابري .لئئذا فل م ئئال للمحقارن ئئةم بيمئ ئ م ئئا يقئ ئوما ب ئئه أص ئئحاب التفس ئئي العلمح ئئي للق ئئرآن و م ئئا ق ئئاما ب ئئه
الساعيليةم البحاطنيةم ،فدعاة التفسي العلمحي للقرآن ينطلقون من الفهم الصحيح للسائئلما القئئائم علئئى
مكمحئئات الكتئئاب و السئئنةم الصئئحيحةم الوافقئئةم لئئه ،و علئئى مئئا أجئئع عليئئه الصئئحابةم و التئئابعيون مئئن
جهةم ،و على حقائق العلم الئئديث ،الئت ل مئال للمحقارنئةم بينهئا و بيمئ طبحيعيئات الفلسئفةم القديئئةم
الت قامت أسااساا على الظن و التجريد من جهةم أخرى .
و ختاما لئذا الوضئوع أشئي هنئا إلئ أمئر هئاما جدا ،مفئاده أن الذين يرفضئون التفسئي العلمحئي
للقرآن ،هئم علئى أربعئةم أصئناف علئى مئا يبحئدو لئ :أولئا صئنف مئن السلمحيم الغيئورين علئى القئرآن
يتخوفون من حدوث آثار سا لبحيةم تسئيء إلئ القئرآن الكريئ مئن جئراء ذلئك التفسئي ،بسئبحب الطئأ ،
أو دخول غي الختصيم ف هذا الوضوع .
و الصئئنف الثئئان هئئو مئئن غيئ السئلمحيم كئئاليهود و النصئئارى ،هئئؤملء ل يرحبحئئون بالتفسئئي العلمحئئي
للق ئئرآن ،لن ئئه يه ئئدد أدي ئئانم و مص ئئالهم ،و يكش ئئف ع ئئن زي ئئف ديان ئئاتم و عقائ ئئدهم و كتبحه ئئم
القدسائئةم عنئئد القارنئئةم بينهئئا و بيمئ العلئئم الئئديث مئئن جهئئةم ،و عنئئد القارنئئةم بينهئئا و بيمئ القئئرآن مئئن
جهئئةم أخئئرى ،المئئر الئئذي يئئؤمدي إلئ ئ قيئئاما الجئئج الدامغئئةم عليهئئم علئئى صئئدق نبحئئوة ممحئئد –عليئئه
الصئئلة و السئئلما ، -و بطلن عقائئئدهم و كتبحهئئم .لئئذا فهئئم يتخوفئئون مئئن ذلئئك التفسئئي كئئثيا و
يرفضئونه ؛ لذا فهم يسئعون إلئ العمحئل علئى إبعئاد السلمحيم مئن هئذا الال بختلئف وسائائل الكئر و
الدس ،و التدليس و الغالطات و التخويفات من مغبحةم ذلك التفسي .
و أمئئا الصئئنف الثئئالث فيتمحثئئل ف ئ بعئئض الفئئرق النحرفئئةم النتسئبحةم إل ئ السائئلما ،الئئت تطعئئن ف ئ
صئئحةم القئئرآن الكريئ و تزّعئئم أن الصئئحابةم حرفئئوه ،لئئذا فهئئي تسئئعى إلئ إبعئئاد السئئلمحيم عئئن التفسئئي
270
انظر :عبحد القاهر البحغدادي :الفرق بيم الفرق ،صا ، 281 :و ما بعدها .
العلمحئي و الرقمحئي معئئا ،لنئئه يتثبحئئت بالدلئةم الدامغئةم بئأن القئئرآن الكريئ لئ يتعئئرض للتحريئف ،و أن
ال تعال قد حفظ كتابه على أيدي صحابةم نبحيه-عليه الصلة و السلما .
و آخرها-أي الصئنف الرابئع -يتمحثئل فئ اللحئدة و العلمحئانييم مئن أبنئاء السلمحيم و غيهئم ،و
هئئؤملء بئئا أنئئم تخص ئوما للئئدين عامئئةم و السائئلما خاصئئةم ،فئئإنم ل تيرحبحئئون بالتفسئئي العلمحئئي للقئئرآن
الكريئ ،لنئه ينقئض عليهئم فكرهئم و مئذاهبحهم ،و تيقيئم عليهئم الجئج العلمحيئةم الدامغئةم علئى صئدق
نبحوة ممحد –صلى ال عليه و سالم ،و ما يتتب عنها من التزّامات .
و أما الطأ الامس فيتعلق بنظرة الابري إل دور الوحي –أي الكتاب و السنةم -ف التصدي
للديان و الذاهب الخالفةم ،و علقته بالعقل ،فإنه عندما عرض قول العتزّلةم بئأن العقئل فبحئل ورود
السمحع –أي الوحي ، -و أنم اساتخدموه ف الئرد علئى الطوائئف ،قئال :إنئم حاربوا هئؤملء بالعقئل
،و هل )) ينفع معهم الشرع ،و هم ل تيؤممنون به ؟ ((. 271
و قئوله هئئذا باطئئل شئئرعا و عقل ،لنئئه أول أن مقولئئةم العتزّلئئةم )) العقئئل قبحئئل ورود السئئمحع (( ،
هي مغالطةم ،اساتخدمها العتزّلةم اساتخداما خاطئا فئ جئدالم مئع مئالفيهم مئن السئلمحيم و غيهئئم ،
لنه ل يصبحح لا – أي القولةم -مكان بعد ميء السالما ،و با أن العتزّلةم ظهروا بعده و ينتسبحون
إليئئه ،كئئان مئئن الئ ئواجب عليهئئم شئئرعا و عقل ،إبعئئاد تلئئك القولئئةم نائيئئا مئئن مئئذهبحهم ،و إقامئئةم
منهج عقلي يقوما ف أصوله و فروعه على الشرع الصحيح أول ،و على العقل الفطري الصئريح ثانيئئا
،و علئئى العلئئم الصئئحيح الشئئهود الئئرب ثالثئئا .لكئئن العتزّلئئةم لئ ئ يفعل ئوا ذلئئك و طبحق ئوا ف ئ القيقئئةم
مقولئئةم )):العقئئل بعئئد ورود الشئئرع (( ،و ليئئس )) العقئئل قبحئل ورود الشئئرع ((،فخئئالفوا بئئذلك النقئئل و
العقل معا .
و ثانيئا إن قئوله –أي الئابري )) : -و هئئل ينفئئع معهئم الشئئرع و هئم ل تيؤممنئون بئه (( ،هئو
قئئول غيئ ئ ص ئئحيح فئ ئ معظئئم جئ ئوانبحه ،لن الش ئئرع جئئاء إلئ ئ كئئل النئئاس ،م ئئؤممنهم و كئئافرهم ،و
خاطب كئل الطوائئف علئى اختلفاتئا و تناقضئاتا بئا تيناسائبحها ،فهئو كلما الئ الئوجه إلئ النئس و
الئئن معئئا ،خئئاطبحهم جيعئئا بختلئئف الدلئئةم العقليئئةم و العلمحيئئةم و الوجدانيئئةم ،و أقئئاما عليهئئم حججئئه
البحالغةم الدامغةم .و بناء على ذلئك فمحئن اللزما شئرعا و عقل اسائتخداما أدلئةم القئرآن و براهينئه فئ الئرد
على الخالفيم ،ليس لنم تيؤممنون بالقرآن ،و إنا لنا أدلةم صحيحةم اساتخدمها ال تعال فئ الئئرد
عليهم و إقامةم الجةم عليهم ،كرده علئئى الئدهرييم و الئئوس ،و اليهئئود و النصئارى ،و الشئركيم و
الصابئةم ،و غيهم من أهل الهواء ،و ف هذه الالةم ليس من حق الخالفيم أن يعتضئوا علينئا فئ
احتجاجنا بالقرآن ،و إنا عليهم أن يردوا على حججه و أدلته إن كانوا صادقيم .
و ما يتؤميد ما قلناه ،أن القرآن الكري منذ بدايةم نزّوله خاطب كفار قريش و كل الناس ،و
271
العقل الخلقي ،صا. 116 :
هئئم ل تيؤممنئئون بئئه ،و ناقشئئهم و جئئادلم ،و رد علئئى انرافئئاتم و ضئئللتم .و قئئد أمئئر الئ تعئئال
رسا ئوله-عليئئه الصئئلة و السئئلما -بجادلئئةم الكفئئار بئئالقرآن ،ف ئ ق ئوله سا ئبححانه } :فععل تتلط ئلع الوعكئئافللريعن
عوعجاله ئودتهم بلئله لجعهئئاةدا عكبحلةيا{ٍ -سائئورة الفرقئئان -52/فكئئان ثئئرة ذلئئك أن آمئئن بئئه كئئثي مئئن النئئاس ،
بسمحاعهم للقرآن و تدبره ،فالدال بالقرآن و الرد بئئه علئئى الخئئالفيم مطلئئوب شئئرعا و عقل ،علئئى
أن يتم ذلك ف إطار من الكمحةم و البحصية ،و حسن اختيار لليئات الناسائبحةم ،الئت يتطلبحهئا القئاما
و الئئال .فليئئس مئن الكمحئةم فئ شئيء أن أخئاطب الكئافر بآيئئات الصئئلة و الصئوما و الئئج ،لكئن
من الكمحةم –و من الواجب أيضا -أن أخئاطبحه باليئئات التعلقئةم بالتوحيئد و إعجئاز القئئرآن و صئئدقه
،و تديه للنس و الن معا ،و غيها من الصائص الت تناساب ذلك الشخص .
و بذلك يتبحيم أنه ل يصح عقل و ل شرعا ،أن يعتقد إنسان ما ،أن القرآن الكري هئو كلما
ال تعئال العجئزّ الئذي ل يئأتيه البحاطئل مئن بيمئ يديه و ل مئن خلفئه ،ثئ يزّعئم أنئه-أي القئرآن -ل
ت
يصلح للجدال ،و عاجزّ عن الرد على الخالفيم من طوائف الكفار ،و يإئئب إبعئئاده مئئن مادلتنئئا
و ردودنئئا علئئى مالفينئئا ،فهئئذا كلما باطئئل و متنئئاقض ،و فيئئه جهئئل و افئتاء علئئى النقئئل و العقئئل
معئئا ،و فيئئه أيضئئا تعطيئئل للشئئرع ،و ل يصئئح أبئئدا أن يتقئئال أن كتئئاب الئ ل يصئئلح للئئرد بئئه علئئى
الخالفيم .
و ثالثا إن ما قاله الابري هو مغالطةم تتضمحن أمرا خطيا ،و هي تندرج ضمحن مشئروعه الئذي
أنزّه ف إطار سالسلةم :نقد العقل العرب ،فسئابقا ذكرنئا أنئه زعئم أن القئرآن مكئوما بعئئارف و علئوما
التمحع الذي نزّل فيه .و ذكرنا أيضا أنه نفئى وجئئود طئئرق اسائتدلل فئ القئرآن علئئى قوتئا و كثرتئا ،
و عئئارض التفسئئي العلمحئئي للقئئرآن علئئى ثبحئئوته و أهيتئئه ،و هئئا هئئو هنئئا يزّعئئم أنئئه ل ينبحغئئي اسائئتخداما
القرآن ف ردودنا على الكفار .و هذا كله يصب ف إطار تقزّي الشرع ،و تفريغه من عناصئئر القئئوة
فيه ،و إبعاده و ماصرته و تجيمحه ،و النتقاصا من دوره و مكانته ،انتصارا للقوميةم و العقلنيئئةم
العلمحانيتيم الزّعومتيم ،اللتيم يتبحناها الابري ،و سايتضح هذا أكثر ،لحقا إن شاء ال تعال .
و أمئئا الطئئأ الخيئئ -السئئادس مئئن المحوعئئةم الولئئ ، -فيتعلئئق بنظئئرة الئئابري إلئ نظئئاما الكئئم فئ
السائئلما ،فئئادعى أن )) القئئرآن ل ئ يتعئئرض لسئئائل الكئئم و السياسائئةم ،و ل شئئكل الدولئئةم (( ،و
ليس هناك نظاما حكم شيرع له السالما ،و ل توجد نظريةم فئ الكئم نئص عليهئا القئرآن و السئنةم ،
و لكئئي توجئئد ل بئئد أن يئئدث إجئئاع بيم ئ العلمحئئاء السئئلمحيم ف ئ العصئئر الئئديث ،علئئى نظريئئةم ف ئ
الكم يتوافق عليها جيع السلمحيم ،لن إجاع المةم مصدر للتشريع ف السالما ((. 272
و ردا عليه أقول :إن حكمحه العاما الذي أصدره عن نظاما الكم ف القرآن غي صحيح ،و فيه
272
العقل السياساي العرب ،صا. 324 ، 310 ،308 :
تغليط و تدليس و إغفال لبحادئ الكم ف القرآن ،لن القرآن نص صراحةم علئى ثلثئةم أسائس هئي
أهم أساس نظاما الكم على الطلق ،يإب توفرها ف نظاما الكم السالمي الراشد العادل ،أولئئا
إن الكم ف السالما يص كل السئلمحيم علئى حئد سائواء ،و ليئئس خاصئا بفئئرد ،و ل مصئورا فئ
أسائئرة ،و ل جاعئئةم ،و ل طائفئئةم مئئن السئئلمحيم ،و هئئذا مئئأخوذ مئئن ق ئوله تعئئال } :يئعئا أعيئعهئئا النئلذيعن
آعمنتواو أعلطيعتواو الليهع عوأعلطيعتواو النرتساوعل عوأتوولل العوملر لمنتكوم فعلإن تعئنعئاعزوعتتوم لفئ عشئوينء فعئتريدوهت إلعلئ الليئله عوالنرتسائئولل لإن
ل ل
ل{ٍ -ساورة النسئاء ، -59/فئأولو المئر هئم خيئقر عوأعوحعستن تعأولوي ةك عو تكنتتوم تتئوؤملمتنوعن لبالليله عواوليعئووما اللخلر عذل ع
مئئن السئئلمحيم مطلقئئا ،لن اليئئةم قئئالت ص ئراحةم أن أول ئ المئئر مئئن السئئلمحيم ،مئئن دون تييئئزّ و ل
تديئئد ،و كئئذلك قئ ئوله تعئئال } :عوأعومترتهئ ئوم تشئئوعرى بعوئيئنعئتهئ ئوم عولمنئئا عرعزقوئنعئئاتهوم تينلفتقئئوعن{ٍ -سائئورة الشئئورى/
،-38فالمر بيم السلمحيم مطلقا من دون تديد و ل تنصيص .
و السااس الثان هو حق المةم ف اختيار من يكمحها ،و هذا مأخوذ من قوله تعال}عوعشالوورتهوم
ل ت فعئتعئعونك ئول ععلعئئى اللي ئله إلنن اللي ئهع تلي ئ ي
يم{ٍ -سائئورة آل عمح ئران ، -159/و ب الوتمحتعئ ئعومكل ع لف ئ العوم ئلر فعئلإعذا عععزّوم ئ ع
} عوأعومترتهوم تشوعرى بعوئيئنعئتهئوم عولمنئا عرعزقوئنعئاتهوم تينلفتقئوعن{ٍ -سائورة الشئورى ،-38/فمحئن الئذين تيشاورهم النب-
عليه الصلة و السلما -؟ ،و من الذين أمرهم شورى بينهم ؟ ،هم الصحابةم ،و هم السلمحون
،و المةم كلها ،فهؤملء لم الق ف اختيار من يكمحهم .
و الساس الثالث هو الشورىَ ،تمارسه المة – و هو من حقها -كوسيلة
لختيار من يحكمها ،بالختيار الحر و الرضا ،لقوله تعالى } :أوأأرميرهيرم يشوأرىَ
بأرينأهيرم أوذملما أرأزرقأناهيرم يينفذيقوأن{َ -سورةا الشورىَ ، -38/و }أوأشاذوررهيرم ذفي الأرمذر فأإ ذأذا
ب ارليمتأأوبكذليأن{َ -سورةا آل عمران ،-159/فالمر يتم اأ ييذح لُ اذ إذلن ر ت فأتأأولكرل أعألى ر أعأزرم أ
بين المسلمين بالشورىَ ،و الشورىَ تتضمن حرية الختيار و الرضا .و إذا كان
الرسول-صلى ا عليه وسلم -قد أمره ا تعالى بمشاورةا أصحابه ،و قد مارسها
فعل معهم على أرض الواقع ،كما هو ثابت من سيرته ،و هو النبي المعصوم ،فإن
غيره المر في حقه أوجب ،لكي ييمارس الشورىَ مع المة أو مع ممثليها ،و ل
ينفرد بالحكم و يتسلط به .
و بئئذلك يكئئون السائئلما قئئد ش ئيرع لسااسائئيات نظئئاما الكئئم و تئئرك التغيات و التقنيئئات التطئئورة
للمحجتهدين يتعاملون معها وفق الصال الشرعيةم و الظروف اليطةم بم ،و هئئذا المئئر ظهئئرت بئوادره
مبحكئ ئرا ،زم ئئن الص ئئحابةم رض ئئي الئ ئ عنه ئئم ،و ذل ئئك أن طريق ئئةم اختي ئئارهم للخلف ئئاء الراش ئئدين الربع ئئةم
كانت فيها كثي من الختلفات ،لكنها كانت كلها ف إطار من الشورى و الريةم و الرضا .
و ثانيئئا إن القئئرآن الكريئ ئ عنئئدما شئ ئيرع للحيئئاة كلهئئا ،فئ ئ مئئال العقائئئد ،و الخلق ،و
العبحادات و العاملت ،و التصورات و الفاهيم ،ل يسئتثن الئوانب السياسائئيةم منهئئا ؛ فهئي جئئزّء ل
يتجئزّأ مئئن الشئريعةم السائئلميةم ،و تشئريعاتا تشئئمحل كئئل جئوانب اليئاة دون اسائئتثناء ،لئذا فل يصئئح
القول بأن القرآن ل يشرع للحياة السياسايةم ،و قد كان رساول الئ –عليئئه الصئئلة و السئئلما -يتئئول
كئل شئئؤمون اليئاة مئن ساياسائيةم و عسئكريةم و غيهئئا ،مئن دون تفريئئق بيمئ متلئف جئوانب اليئاة .و
بئئا أننئئا تمطئئالبحون شئئرعا بإتبحئئاعه-عليئئه الصئئلة و السئئلما -فعلئئى الئئاكم السئئلم أن ينئئوبه فئ إدارة كئئل
شؤمون السلمحيم من دون اساتثناء .
ص عليئه القئرآن مئن خلل السائس الثلثةم السئابقةم ،هئو مكئوما و ثالثا إن نظئاما الكئم الذي ن ي
بأسااسايات الشريعةم و مقاصدها ،فعلى الاكم السلم اللئئتزّاما بالشئئورى ،و العئئدل ،و الخئئوة ،و
التعئئاون علئئى الئبخ و التقئئوى ،و تطئبحيق الئئدود الشئئرعيةم ،و حايئئةم الثغئئور ،فالئئاكم فئ القئئرآن عليئئه
مهاما كثية جدا ،كلفه با ،و بناء على ذلك فل يصح القول بأن القرآن ل يتعرض لنظئئاما الكئئم
و مسائله ،فقد تعيرض له من خلل تنظيمحه العاما للحياة ،و نصه على ثلثةم أساس هئئي عمحئئاد أي
نظاما ساياساي راشد عادل من جهةم ،و حثه على الجتهاد ،و المر بئالعروف و النهئئي عئن النكئئر
،و الرصا على العمحل الصال من جهةم أخرى .
و رابعا إن اقتاحه باجتمحاع علمحاء السلمحيم ليإاد نظريئةم إسائلميةم فئ الكئم ،تيإمحعئون عليهئا ،
هئئو أمئئر ل مئئبخر لئئه ،لثلثئئةم أمئئور ،أولئئا إن أصئئول الكئئم فئ السائئلما ومهئئامه ،موجئئود بوضئئوح فئ
القرآن و السنةم .و ثانيها إن إجاعهم علئى ذلئك يتضئمحن طعنئا فئ السائلما ،بأنه نئاقص ،و أهئل
جانبحئئا هامئئا مئئن حيئئاة السئئلمحيم ،فجئئاءوا هئئم و أكمحلئ ئوا ذلئئك النقئئص ،و هئئذا أمئئر باطئئل ،لن
السالما نص فعل على نظاما الكم و مهامه ،و القرآن نئص صئراحةم علئى أن الئدين قئد اكتمحئل ،و
أن ال تعال أنزّل كتابه تبحيانا لكل شيء .
و المئئر الثئئالث إن اقئ ئتاحه يكئئاد يكئئون مئئن السئئتحيل تقيقئئه علئئى أرض الواقئئع ،لن العلمحئئاء
العنييمئ بالجئئاع تنعهئئم مئئن تقيئئق ذلئئك ،ظروفهئئم الداخليئئةم و الارجيئئةم ،و انقسئئاماتم الذهبحيئئةم و
السياسائئيةم ،و تنئئاقض مصئئالهم الدينيئئةم و الدنيويئئةم .لكئئن مئئع ذلئئك يبحقئئى هئئذا القئتاح يمحئئل جانبحئئا
مفيئئدا ،إذا مئئا تعئئاون هئئؤملء علئئى طئئرح اقتاحئئات و حلئئول ،و آليئئات جديئئدة سائئعيا منهئئم لقامئئةم
نظاما حكم إسالمي أصيل معاصر .
و خامسا إن ما تيؤميد ما قلته و ينفي ما ذهب إليه الابري ،إنه هو شخصيا قال كلما يتضمحن
نقضا لا نقلناه عنه ساابقا ،فقال )) :تلك هي العال الرئيسيةم للنمحوذج الذي يكن اساتخلصئئه مئئن
مرحلةم الدعوة المحديةم عن الاكم ف السالما ،إسالما عهد النبحئوة ،إنئه نئوذج مفتئوح بدون شئك ،
بعن أنه يقبحل إضافات كثية ،متلفةم و متبحاينةم ،و مع ذلك فإن اعتبحار هئذه العئال الربعئةم )) :و
أمرهئ ئئم شئ ئئورى بينهئ ئئم (( ،و )) شئ ئئاورهم ف ئ ئ المئ ئئر (( ،و )) أنتئ ئئم أدرى بشئ ئئؤمون دنيئ ئئاكم (( ،و
)) كلك ئئم راع ،و كلك ئئم مس ئئئول ع ئئن رعيت ئئه (( ،كضئ ئوابط موجه ئئةم ،أو كأص ئئول تأسايس ئئيةم يس ئئد
البحاب أماما جيع أنواع التسلط و السائتبحداد (( . 273و هئئذا اعئتاف صئريح منئئه ،بوجئئود أسائئس نظئئاما
حكم ف السالما تمورس زمن النب-عليه الصلة و السلما ، -و هو كفيل بإقامةم العدل و الريةم ف ئ
التمحع .لكنه مع ذلك سايعود بعد أربع صفحات من كتئئابه العقئئل السياسائئي العربئ و يقئئول )) :و
بعئئد فليئئس هنئئاك نظئئاما ف ئ الكئئم ش ئيرع لئئه السائئلما (( . 274و نئئن قئئد أبطلنئئا زعمحئئه سائئابقا ،لكئئن
إصئراره هئئذا ينئدرج ضئئمحن مشئروعه الفكئئري الرامئي إلئ تقزّيئ السائلما و تجيمحئه ،فبحعئدما فعئئل ذلئك
معه من الناحيةم العلمحيةم ،هئا هئئو الن يفعئل معئئه نفئس الشئيء مئن الناحيئةم السياسائيةم ،ليشئله علمحيئا
و ساياسايا ،و يتكه عالةم على القوميةم العلمحانيةم .
و أما المحوعةم الثانيةم فتتضمحن خسةم أخطاء تتعلق بنظرة الابري إل القرآن و فهمحه ،أولئئا إنئئه
قال :إن القرآن ذكر إن الرساالةم المحديةم الاتةم ،دعوة إل )) الناس كافةم ،و هي من جهةم أخئئرى
ل تريد إلغاء الديان السمحاويةم السابقةم ،بل تصحيح النراف الطارئ عليهئا ،و العئودة بالنئاس إلئ
الدين الصلي دين إبراهيم ((. 275
و قوله هذا فيه بعض الخطاء و الفوات ،منها :اساتخدامه لصئطلح الرسائالةم المحديةم ،و هئو
مصطلح عاما فيئه جئانب صئئحيح ،و آخئر مشئبحوه ،مئئع العلئئم أن القئئرآن لئ يسئتخدمه ،و لئ اعئثر
لئئه علئئى ذكئئر ف ئ التئئون الديثيئئةم ،لكئئن اسائئتخدمه كئئثي مئئن العلمحئئاء ،قئئديا و حئئديثا ،و الئئانب
الش ئبحوه منئئه هئئو أنئئه قئئد عيفهئئم منئئه بعئئض النئئاس مئئا يقصئئد بئئه الكفئئار ف ئ اسائئتخدامهم لئئه ،مئئن أن
الرسائئالةم المحديئئةم ،أو الئئدعوة المحديئئةم هئئي ديئئن بشئئري جئئاء بئئه ممحئئد ،فنتسئئب ذلئئك إليئئه ،فقيئئل :
الدين المحدي ،و الدعوة المحديةم ،و الرساالةم المحديةم .
و منها إنه استخدم مصطلح :الديان السماوية ،و هو مصطلح غير شرعي لفظا
و معنى ،و أما لفظا فلم يرد استخدامه في القرآن و ل في السنة حسب علمي .و أما
معنى فالسلم ينكره و ل ييقره ،لنه ل يعترف بتعدد دين ا تعالى ،فدينه واحد ،
لكنه يعترف بتعدد الرسالت اللهية آخرها الرسالة الخاتمة التي جاء بها محمد
رسول ا –عليه الصلةا و السلم ، -فدين ا تعالى واحد ل يتعدد و ل يتبعض ،
صريأنا
ك أوأما أو لصى بذذه ينووحا أواللذذي أأروأحريأنا إذلأري أ لقوله تعالى } :أشأرأع لأيكم بمأن البديذن أما أو ل
بذذه إذربأراذهيأم أويموأسى أوذعيأسى أأرن أأذقييموا البديأن أوأل تأتأفألريقوا ذفيذه أكبيأر أعألى ارليمرشذرذكيأن أما
ب{َ -سورةا الشورىَ-13/ تأرديعوهيرم إذلأريذه ل
اي يأرجتأذبي إذلأريذه أمن يأأشاء أويأرهذدي إذلأريذه أمن ييذني ي
اذ اذلرسلأيم {َ -سورةا آل عمران ، -19/و}أوأمن يأربتأذغ أغريأر اذلرسلأذم و}إذلن البديأن ذعنأد ر
ذديونا فأألن ييرقبأأل ذمرنهي أوهيأو ذفي الذخأرذةا ذمأن ارلأخاذسذريأن{َ -سورةا آل عمران-85/
و منها أيضا قوله )) :إن السالما ل يريد إلغاء الديان السمحاويةم (( ،فاساتخدامه لعبحارة )) ل
273
العقل السياساي ،صا. 320 .
274
نفس الرجع ،صا. 324 :
275
تكوين العقل ،صا. 129 :
يتريد إلغاء (( ،فيها التبحاس و عدما دقةم فئ التعئبحي ،تيفهئئم منهئئا مئا تيئئالف الشئئرع ،لن السائئلما بئئا
أنه هو الوحيد دين ال تعال ،و ل يقبحل دينا غيه ،فإنه جاء بالفعل للغاء و نسخ و إبطال كئئل
الئئديانات الئئت سائبحقته ،و الئئت ظهئئرت بعئئده ،مئئن دون اسائئتثناء لليهوديئئةم و ل للنص ئرانيةم بئئدعوى أن
يم لفئ نئعئالر ل
ب عوالوتمحوشئلرك ع أصئئلها الول سئئاوي ،لئئذا قئئال الئ تعئئال } :إلنن النئلذين عكعفئروا لمئن أعوهئلل الولكتئعئا ل
ع ت و
ل ل لل ل
ك ته ئوم عش ئير الوعلبخينئةم{ٍ -سائئورة البحينئئةم -6/و }لنعق ئود عكعف ئعر النئذيعن قعئئالتواو إلنن الليئهع عجعهنئعم عخال ئديعن فيعهئئا أتوولعئلئ ع
ل ل ل عثالل ت ن ل ن
ب ث ثعلعثعةم عوعما مئون إللعئه إللن إللعئهق عواحئقد عولإن نلوئ عينتعئتهئواو ععنمحئئا يعئتقولئتئوعن لعيععمحنسئنن النئذيعن عكعفئترواو مونئتهئوم ععئعذا ق
أعلليقم{ٍ -ساورة الائدة .-73/فلسالما إذاة قد ألغى و أبطل و نسخ كئل الديئان ،بئا فيها النصئرانيةم
و اليهوديةم ،-و ل وزن لمحا و ل اعتبحار ف ميزّان ال تعال من حيث القبحول و الصداقيةم و النجئئاة
ي ئوما القيامئئةم ،لكنئئه مئئع ذلئئك ل ئ يلئئغ حقهمحئئا ف ئ الوجئئود الئئدنيوي و ش ئيرع للمحسئئلمحيم تش ئريعات ف ئ
تعاملهم مع أتبحاع هاتيم الديانتيم ،مع تأكيد السالما على كفرهم .
و الطأ الثان يتمحثل ف أن الابري ف نظرته لكل من السالما و الفلسفةم الساعيليةم لئ ينطلئئق
من القرآن وفق منهج صحيح للفهم ،و ذلك عندما قال :إن الفلسفةم الساعيليةم ل )) تكن تقف
ضئئد السائئلما ،و إنئئا كئئانت تقئئدما فهمحئئا خاصئئا يعتئئبخ الصئئورة البحيانيئئةم ظئئاهرا وراءه بئئاطن ،و لكئئن
مضمحون البحاطن الذي تقدمه الفلسفةم الساعيليةم مئا كئان يكئن التوصئل إليئه بئدون توظيئف واسائع ،
و واساع جدا للفلسفةم الدينيةم الرمسيةم ((. 276
و قوله هذا فيئه ثلثةم أخطئاء جسيمحةم ،أولئا إنئه فئ نظرتئه إلئ السائلما لئ ينطلئق مئن مكمحئات
القئئرآن و السئئنةم الصئئحيحةم الوافقئئةم لئئه .و ثانيهئئا إنئئه ف ئ نظرتئئه إل ئ الفلسئئفةم السئئاعيليةم البحاطنيئئةم لئ ئ
يعرضئ ئئها علئ ئئى مكمحئ ئئات القئ ئئرآن و السئ ئئنةم الصئ ئئحيحةم الوافقئ ئئةم لئ ئئه .و ثالثهئ ئئا إنئ ئئه ادعئ ئئى أن الفلسئ ئئفةم
الساعيليةم ل تقف ضد السالما ،و إنا قدمت فهمحا خاصا له .و هذا زعم باطل جلةم و تفصيل
،فئئأي إسائئلما يريئئد ؟ ،فئئإذا كئئان يقصئئد السائئلما القئئائم علئئى مكمحئئات القئئرآن الكريئ ئ ،و السئئنةم
النبحويةم الوافقةم له ،و على ما كان عليه الصحابةم الذين زكاهم القئئرآن الكريئ و شئئهد لئئم باليئئان و
العمحل الصال ،فهذا السائئلما يرفئئض تلئئك الفلسئفةم السئاعيليةم البحاطنيئةم الزّعومئئةم رفضئا مطلقئا ،و ل
يعتبخها فهمحا خاصا له ،و إنا يعتبخها ضللةم من ضللت أهل الهواء .
و أما إذا كان يقصد السالما الذي ل وجود له ف القرآن و ل ف السنةم الوافقةم له ،و هو
الئئذي زعمحتئئه الفلسئئفةم السئئاعيليةم البحاطنيئئةم ،فهئئذا السائئلما هئئو الئئذي يتفئئق معهئئا ،لكئئن مئئن الطئئأ
الفئ ئئادح-شئ ئئرعا و عقل -تس ئئمحيته إسا ئئلما ،لن السا ئئلما الصئ ئئحيح يرف ئئض تل ئئك الفلسئ ئئفةم بإسائ ئئلمها
الزّيئئف جلئئةم و تفصئئيل .و كئئل مئئن أطلئئع – بوضئئوعيةم و حياديئئةم -علئئى خرافئئات السئئاعيليةم فئ ئ
ت
276
نفس الرجع ،صا. 211 :
أئمحتهم و تأويلتم ،و تشريعاتم و مئوقفهم مئن الصئحابةم ، 277فإنه سائيحكم بئالقطع بأن مئا عليئه
هئئؤملء ليئئس إسائئلما ،و إنئئم علئئى ضئئلل .و مئئا تيؤميئئد ذلئئك أن الئئابري نفسئئه اعئئتف ص ئراحةم بئئأن
الفلسئئفةم السئئاعيليةم البحاطنيئئةم اسائئتقت فكرهئئا مئئن خئئارج السائئلما ،كفكئئرة البحئئاطن الئئت أخئئذتا مئئن
الفلسفةم الدينيةم القديةم العروفةم بالرمسيةم ،و أقامت عليها قلسفتها. 278
و أمئا الطئأ الثالث فيتعلئق بوضئئوع الكئم و التشئابه فئ القئرآن ،فقئال الئابري )) :صئحيح أن
القئئرآن يتشئئي إل ئ أن فيئئه آيئئات مكمحئئات ل لتبحئئس فيهئئا ف ئ عبحارتئئا ،و بالتئئال ل تقبحئئل التأويئئل ،و
آيات أخرى متشابات قد يلتبحس معناها على الناس ،و كذلك أمئئر بإتبحئاع الكمحئات الشئيء الئذي
يعنئ ئ رد التش ئئابه إلئ ئ الك ئئم ،و لك ئئن الق ئئرآن لئ ئ تيعيمئ ئ بالسا ئئم الي ئئات الكمح ئئات ب ئئل ت ئئرك ذل ئئك
لجتهئئاد النئئاس ،فقئئد صئئار فئ المكئئان أن يتئئار كئئل طئئرف نوعئئا معينئئا مئئن اليئئات و يإعلهئئا مئئن
الكمحات يرد إليها ما يقرر ف الظاهر معن مالفا ((. 279
و قوله هذا غي صحيح ،و خطي جدا يتضمحن باطل كثيا ،لنه أول إن آيات الكئم و
التشئئابه لئ تقئئل أن مقيئئاس التمحييئئزّ بينهئئا متوكئئا إلئ اجتهئئادات النئئاس ،مئئا يعنئ أنئئه فئ مقئئدور كئئل
إنسان أن يتار ما يتوافق مع هواه ،ثئ يزّعئم أن اجتهئاده أداه إلئ ذلئك .و إنئا نصئت علئى وجئود
الكئئم و التشئئابه معئئا علئئى أن الكئئم هئئو الصئئل و السائئاس ،و الئئذي تترجئئع إليئئه التشئئابات ،و
من يالف ذلك فهو من الذين ف قلوبم زيغ .و با أن ال تعال نص علئئى وجئئوب إتبحئئاع القئئرآن ،
الذي هو بلسان عرب تمبحيم ،و آيات بينات ،و نى عئن إتبحئاع الهئواء و الظنئون ،ديل كئل ذلئك
علئئى أن مقيئاس التمحييئزّ و التفريئئق بيمئ الكئم و التشئئابه ليئئس مقياسائا اجتهاديئا خارجيئا ،و إنئا هئئو
ل
مقي ئئاس قرآنئ ئ داخل ئئي ،نعرف ئئه بإتبح ئئاع الكت ئئاب و الس ئئنةم ،لن الئ ئ تع ئئال يق ئئول }- :عوعم ئئن يتطئ ئوع اللنئ ئهع
ش اللنئهع عويعئتنئوقئله ل ل
عوعرتساولعهت فعئعقود عفاعز فعئووةزا ععظيةمحئا{ٍ ) (71سائورة الحئزّاب ،و }عوعمئن يتطئلع اللنئهع عوعرتسائئولعهت عوعيوئ ع
ع الليئ ئهع عوعم ئئن تعئ ئعونل فععمح ئئا ل ل فعأتوولعئلئ ئ ع
ك تهئ ئتم الوعف ئئائتزّوعن {ٍ -سا ئئورة النئ ئئور -52/و}نمئ ئون يتطئ ئلع النرتسا ئئوعل فعئعقئ ئود أعطعئئا ع
ص اللنئهع عوعرتسائئولعهت فعئلإنن لعئهت نئعئاعر عجعهنئعم أعورعسا ئولعناعك ععلعويله ئوم عحلفيظئةئا{ٍ -سائئورة النسئئاء ، -80/و } عوعمئئن يعئوع ئ ل
عخالللديعن لفيعها أعبعةدا{ٍ -ساورة الن،-23/و هو مقياس يقوما على جلةم ضوابط داخليةم شرعيةم :
أولها الوضوح و الحكام ،لن ا تعالى وصف القرآن بأنه عربي مبين ،و أن
)) منه آيات محكمات هن أم الكتاب (( ،و اليات من هذا النوع واضحة مفهومة
محكمة المعنى ل تقبل التأويل ،و هي كثيرةا جدا في القرآن ،كقوله تعالى }- :لُمأحلمدد
277
أنظر مثل :عبحد القاهر البحغدادي :الفرق بيم الفرق ،صا . 286 ،285 ،281 :و الشهرساتان :اللل و النحل ،ج 1
صا . 226 :و الذهب :السي ،ج 15صا. 151 :
278
تكوين العقل ،صا. 211 :
279
العقل الخلقي العرب ،صا. 82 :
اذ أواللذذيأن أمأعهي أأذشلداء أعألى ارليكلفاذر يرأحأماء بأرينأهيرم تأأراهيرم يرلكوعا يسلجودا يأربتأيغوأن لريسويل ل
ك أمثأليهيرم ذفي التلروأراذةا ضأواونا ذسيأماهيرم ذفي يويجوذهذهم بمرن أأثأذر اللُسيجوذد أذلذ أ اذ أوذر ر ضول بمأن ل فأ ر
بظ أفارستأأوىَ أعألى يسوقذذه ييرعذج ي ع أأرخأرأج أش ر
طأ أهي أفآَأزأرهي أفارستأرغلأ أ أوأمثأليهيرم ذفي ا ر ذلنذجيذل أكأزرر م
ت ذمرنيهم لمرغفذأرةاو أوأأرجورا صالذأحا ذ اي اللذذيأن آأمينوا أوأعذميلوا ال ل ظ بذذهيم ارليكلفاأر أوأعأد ل اللُزلراأع لذيأذغي أ
صأميد ،لرم يألذرد أولأرم ييولأرد ،أولأرماي ال ل اي أأأحدد ،ل أعذظيوما{َ -سورةا الفتح ، -29/و}-قيرل هيأو ل
اي أعذن ارليمرؤذمذنيأن إذرذ ييأبايذيعونأ أ
ك ضأي ل يأيكن للهي يكفيووا أأأحدد{َ-سورةا الخلصا -4-1/و }لأقأرد أر ذ
ت اللشأجأرذةا فأأعلذأم أما ذفي قييلوبذذهرم فأأأنأزأل اللسذكينأةأ أعلأريذهرم أوأأأثابأهيرم فأرتوحا قأذريوبا{َ -سورةا تأرح أ
ي
اأ أوأأذطييعورا اللريسوأل أوأروذلي الأرمذر ذمنيكرم الفتح ، -18/و}أيا أألُيأها اللذذيأن آأمينورا أأذطييعورا ر
كاذ أواللريسوذل ذإن يكنتيرم تيرؤذمينوأن ذبارلذ أوارليأروذم الذخذر أذلذ أ فأذإن تأأناأزرعتيرم ذفي أشريمء فأيرلُدوهي إذألى ر
ل{َ -سورةا النساء،-59/و قد يقول بعض الناس أن قوله تعالى : أخريدر أوأأرحأسين تأأرذوي و
)) و أولي المر منكم (( ،متشابه و غير محكم ،فنقول :بل هو محكم لن الية
عامة تشمل كل مسلم تولى أمرا من أمور المسلمين ،و تصدق عليهم كلهم .و أما
يقوله بعض أهل الهواء و الضلل ،من أن معنى )) و أولي المر منكم (( هو آل
البيت ،فنقول له :هذا كذب لن الية صريحة في أنها تعني أولي المر من
المسلمين مطلقا من دون تخصيص ،لذا فل يصح تخصيصها بمثل تلك الهواء و
الظنون و الكاذيب ،و هذا أمر وضح بطلنه شرعا و عقل .و الجابري ذكر أن
معنى )) آيات محكمات (( ،هو عباراتها التي ل يلبس فيها ،التي ل تقبل التأويل ،
فإذا كانت ل تقبل التأويل ،فهي ل يمكن تأويلها ،و ل يصح إخضاعها لجتهادات
الناس الذين ييؤولونها حسب أهوائهم و مصالحهم ،و إذا فعلوا ذلك ،فهو عمل
مرفوض شرعا و عقل .
و الضئئابط الئئداخلي الثئئان هئئو تفسئئي القئئرآن بئئالقرآن ،و ذلئئك بئئرد التشئئابه إلئ الكئئم ،لئئذلك
سى ال تعال الكمحات بأنن أما الكتاب ،بعن أنا الصل الذي تيرجع إليه مئئن جهئئةم ،و ذما الئ
تعئئال مرضئئى القلئئوب الزّائغيم ئ الئئذين يتبحعئئون متشئئابه الكتئئاب ابتغئئاء الفتنئئةم و التلعئئب بئئه مئئن جهئئةم
أخرى ،كمحا أنه سابححانه أمرنا إذا تنازعنا ف شيء أن نرده إليه أول ،ث إل رساوله ثانيا .
و الضابط الثالث هو عدم الوقوع في الخطأ و التناقض و الختلف في تفسيرنا
للقرآن الكريم ،فإذا حدث شيء من ذلك في فهمنا للقرآن درل ذلك على أن فهمنا له
اذ ليس صحيحا ،بدليل قوله تعالى }:أأفألأ يأتأأدبليروأن ارلقيررآأن أولأرو أكاأن ذمرن ذعنذد أغريذر ر
لأأوأجيدورا ذفيذه ارختذلأوفا أكذثيورا{َ -سورةا النساء، -82/و)) كتاب يأحكمت آياته ثم يفصلت
من لدن حكيم خبير((-سورةا هود ، -1/و أنه كتاب }-أل يأأرذتيذه ارلأباذطيل ذمن بأريذن يأأدريذه أوأل
ذمرن أخرلفذذه أتنذزيدل بمرن أحذكيمم أحذميمد{َ -سورةا فصلت ،-42/و المقياس الذي تبناه الجابري
يوقع بالضرورةا في التناقضات و الختلفات و يجعل القرآن نهبا لكل من هب و دب
،ل محكمات فيه و ل متشابهات ،و إنما الهواء هي المقاييس ،و هذا يتناقض مع
القرآن الكريم المحكم ،المر الذي يدل على أن ما زعمه الجابري غير صحيح .
و الضابط الامس هو فهم القرآن بالسنةم النبحويةم الصئحيحةم الوافقئةم و الفسئرة لئه ،و هئذا أمئر
معروف من دين السالما بالضرورة ،فقد نص القئئرآن الكريئ مئرارا و تكئرارا علئى وجئئوب إتبحئئاع السئنةم
الت هي الفسرة و البحينةم للقئئرآن الكريئ ،مكمحئئه و متشئابه ،و ليسئت اجتهئادات النئاس كمحئا زعئم
الابري .
و الضابط السادس هو فهم القرآن من خلل ما أجمع عليه الصحابة –رضي ا
عنهم ، -في التزامهم بالقرآن و فهمهم له ،لنهم هم الذين عاصروا نزول الوحي ،و
أخذوا تطبيقاته من الرسول-عليه الصلةا و السلم ،-فهم المطبق الثاني للسلم بعد
رسول ا ،و هذا المبدأ الذي ذكرناه كضابط لتمييز المحكم من المتشابه ،نص عليه
ق اللريسوأل ذمن بأرعذد أما تأبأيلأن لأهي ارلهيأدىَ القرآن صراحة ،في قوله تعالى }- :أوأمن ييأشاقذ ذ
صيورا{َ -سورةا ت أم ذ صلذذه أجهأنلأم أوأساء ر سهبيهل اؤلنمؤؤهمهنيون ننووللهه أما تأأوللى أوني ر وويوتتبهؤع وغؤيور و
صاذر أواللذذيأن اتلبأيعويهم لن أ النساء ، -115/و}أواللسابذيقوأن الألويلوأن ذمأن ارليمأهاذجذريأن أوا أ
ت تأرجذري تأرحتأأها الأرنأهاير أخالذذديأن ضورا أعرنهي أوأأأعلد لأهيرم أجلنا م
اي أعرنهيرم أوأر ي ضأي ر بذإ ذرحأسامن لر ذ
ك ارلفأرويز ارلأعذظييم{َ -سورةا التوبة-100/ ذفيأها أأبأودا أذلذ أ
و الضابط الخي-أي الامس -هو الفهم الصحيح للقرآن القائم على ثئوابت الشئئرع و مقاصئئده
،و على صريح العقئول و العلئم الصئحيح ،قئال تعئال }- :أعفعلع يعئتعئعدبئنتروعن الوتقئورآعن عولعئوو عكئاعن لمئون لعنئلد
ب عأنعزّلونعئئاهت إللعويئ ع ل ل لل ل ل
ك تمبحعئئاعرقك لميعئندبئنتروا عغ وليئ الليئه لععوعجئتدواو فيئه اوختلعفئةئا عكثةيا{ٍ -سائئورة النسئئاء ، -82/و}كتعئئا ق
ب{ٍ -سائئورة صا ،- 29/و}عسائنتلريلهوم آعياتلنعئئا لفئ اولفئعئالق عولفئ عأنتفلسئلهوم عحنتئ آيئئاتلله ولليتعئعذنكر أتولتئوا اولعلوبحئئا ل
ع ع عع ع و
ك أعنهت ععلئعئى تكئمل عشئوينء عشئلهيقد{ٍ -سائئورة فصئئلت -53/و بعنئ آخئئر يم علتم أعنهت اوليق أعوعل يوك ل
ف بلعربم ع ع عو ع يعئتعبحعئ ن ع و
نفه ئئم الق ئئرآن بن ئئاء عل ئئى ممحك ئئاته و ثئ ئوابته و مقاص ئئده ،و ب ئئدائه العق ئئول ،و ص ئئحيح العلئ ئوما عل ئئى
اختلف مالتا .
و ثانيا إن ما ذهب إليه الابري فيمحا يص مقياس معرفةم الكئم مئن التشئابه هئو نفئس النهج
الذي ذمه القرآن الكري ف قوله تعلى )) :و تأخر متشابات ،فأما الذين ف قلوبم زيئغ فيتبحعئئون مئا
تشابه منه (( ،فالابري وقع ف الظور الذي حيذر منه القرآن ،لنئئه لئ ينظئئر إلئ القئئرآن مئئن خلل
مكوناته و قواعده الداخليةم الشاملةم ،و ل يفرق بيم الفهم الصحيح للقئئرآن ،و بيمئ التأويئئل البحاطئئل
الذي يرفضه القرآن ،فليس كل فهئم للقئئرآن يتعئد صئحيحا ،فئالقرآن ميئزّ بيمئ قراءتيمئ ،واحئئدة تقئرأ
الق ئئرآن م ئئن داخلئئه حس ئئب الضئ ئوابط الش ئئرعيةم الئئت ذكرناه ئئا ،و أخئئرى تقئ ئرأه قئ ئراءة خارجيئئةم انتقائيئئةم
معتمحدة على التشابه حسب أهوائها و مصالها .
و ثالثا إن ما يدل على بطلن مقياس الابري و تافته ،أمران :الول إن القرآن نص مرارا على
وجوب إتبحاعه و حيذر من مالفته إتبحاعا للهواء و الظنون ،لكن مقيئئاس الئئابري عكئئس المئئر تامئئا
فجعئئل القئئرآن تابعئئا لجتهئئادات النئئاس يسئئتجيب لئئم فيهئئا كيفمحئئا فهمحئئوه ،و ل شئئك أن هئئذا أمئئر
باطل شرعا و عقل .و المر الثان هو أن القرآن نئص علئى أنئه كتئئاب مكئم ل يئأتيه البحاطئل مئئن
بيم يديه و ل من خلفه ،و أنه حبحئل الئ الئتيم ،لكئن مقيئئاس الئابري قلئب كئئل ذلئك ،و جعلئه
فاقدا لتلك الصئائص ،تابعئئا لجتهئادات النئاس يسئتجيب لهئوائهم و مصئئالهم و تناقضئئاتم كمحئا
يتريدون ،و هذه نتيجئةم خطية مئدمرة للدين ،يرفضئها السائلما جلئةم و تفصئيل ،فئديل ذلئك علئى
أن مقياس الابري ف فهم الكم و التشابه غي صحيح مالف للشرع .
و أما الطأ الرابع فيتعلق بسبحب تري القرآن للخمحر ،فادعى الابري أن فئ القئرآن نئص أمئر
باجتناب المحر و حيرمه من دون )) بيئان البخر أو البحاعث ،أو العلئةم أو الكمحئةم ،مئن هئذا التحريئ
(( ،و إنا الفقيه هو الذي بث عن العلةم ،و هو السكر معتمحدا على الظن القوي. 280
وقوله هذا خطأ فادح فاحش ل يجوز الوقوع فيه ،و افتراء على القرآن و السنة
معا ،لنه أول أن القرآن الكريم –في تحريمه للخمر -تناوله في ثلث مراحل ،في
صل في التعليل و الحكمة ،ففي المرةا الولى كل مرةا يذكر التعليل ،و في آخرها ف ر
قال تعالى )) :يسألونك عن الخمر و الميسر ،قل فيهما إثم كبير و منافع للناس ،و
إثمهما أكبر من نفعهما ((-سورةا البقرةا . -219/و في المرةا الثانية قال تعالى :
)) يأيها الذين آمنوا ل تقربوا الصلةا و أنتم سكارىَ حتى تعلموا ما تقولون (( -سورةا
النساء. - 85/و في المرةا الخيرةا-أي الثالثة -التي يحررم فيها الخمر نهائيا ،قال فيها
س بمرن أعأمذل ب أوالأرزلأيم ذررج د صا ي لن أ تعالى }- :أيا أألُيأها اللذذيأن آأمينورا إذنلأما ارلأخرمير أوارلأمريذسير أوا أ
طاذن أفارجتأنذيبوهي لأأعلليكرم تيرفلذيحوأن{َ -سورةا المائدةا . -90/ اللشري أ
و ثانيئئا إن علئئةم تري ئ المحئئر موجئئودة أيضئئا ف ئ السئئنةم النبحويئئةم الصئئحيحةم ،و ليسئئت هئئي مئئن إبئئداع
الفقهاء كمحا زعم الابري ،فقد صح الديث أن رساول ال –عليه الصلة و السئلما -قئال )) :مئئا
أساكر كثيه فقليله حراما (( ، 281فالئئديث نئص صئراحةم علئئى علئةم التحريئ ،و هئئي السئكر ،و مئن
قبحلئه القئرآن الكريئ الئذي فصئل فئ التعليئل و الكمحئةم .فكيئئف غئاب هئذا عئن الئابري ؟ ! ،و هئل
نساه أما تناسااه ؟ ،يبحدو ل أنه تعيمحد إغفال ذلك لنفي تعليل الشرع لفعال ال تعئئال و أحكئئامه ،
تهيدا إل الوصول إل نفي القياس الفقهي ،الذي سائئنتناوله فئ مبححئئث الفقئئه مئئن هئئذا الفصئئل ،و
ال أعلم بالصواب .
و أما الطأ الخي-الامس من المحوعئةم الثانيئةم -فيتعلئق بسكوت الئابري عئن بعئض الخطئاء
ف ئ فهئئم القئئرآن الكري ئ ،نقلهئئا عئئن القاضئئي النعمحئئان السئئاعيلي )ت 351أو 363ه ( ،أولئئا إنئئه
نقئئل عنئئه قئ ئوله تعئئال } :يعئئا أع ئيعهئئا الئنئلذيعن آعمنئت ئواو أعلطيعتئ ئواو اللئي ئهع عوأعلطيعتئ ئواو النرتسائئوعل عوأتووللئ ئ العومئ ئلر لمنتكئ ئوم فئع ئلإن
ل ل ن
خي ئقر عوأعوحعس ئتنك عو تعئنعئئاعزوعتتوم لف ئ عش ئويء فع ئتريدوهت إلعل ئ الليئله عوالنرتسائئولل لإن تكنتتئوم ئتوؤملمنتئئوعن بئلئالليله عواوليع ئووما اللخ ئلر ذعل ئ ع
ل{ٍ -سائئورة النسئئاء ، -59/ففسئئر )) أولئ المئئر منكئئم (( بعنئ أئمحئئةم الشئئيعةم الزّعئئوميم الئئذين تعئأولوي ة
تيؤممن بم الساعيليةم . 282و تفسيه هذا باطل شرعا و عقل ،لن اليةم واضئحةم وضئوح الشئمحس ،
280
بنيةم العقل العرب ،صا. 139 :
281
أبو داود :السنن ،ج 2صا . 352 :و اللبحان :صحيح ابن ماجةم ،ج 2صا. 245 :
282
بنيةم العقل ،صا. 321 :
ل تتوجئئد فيهئئا أيئئةم إشئئارة فريبحئئةم و ل بعيئئدة ،تتشئئي إلئ مئئا زعمحئئه القاضئئي النعمحئئان ،و إنئئا هئئي تشئئي
إل أن أول المر هم من يتولون أمور السلمحيم مطلقئئا مئئن دون تديئئد ،و اليئةم قئالت )) :منكئئم
(( ،أي م ئئن الس ئئلمحيم عام ئئةم ،و الس ئئاعيليون يزّعمح ئئون أن أئمحته ئئم م ئئن آل الئ ئبحيت العل ئئوي ،و ه ئئذا
الرجل-أي النعمحان -ل يستنطق اليةم ،و ل فسرها بآيات قرآنيةم أخئرى ،و إنئئا قرآهئا بئواه و فرضئه
عليها ،بناء على خلفياته الذهبحيةم ،و هذه الطريقةم ف التفسي يرفضها الشرع ،و ليسئت مئن العلئئم
ف شيء ،بل هي الوى بعينه .و مع ذلك ساكت الابري عن الرجل و تفسيه .
و ثانيها إنه نقل عئن القاضئي النعمحئان قئوله تعئال )) :فاسائألوا أهئل الئذكر إن كنتئم ل تعلمحئون
ف أععذاعتئواو بلئله عولعئوو عريدوهت إلعلئ النرتسائولل ((-ساورة النحل ، -43/و}-وإلعذا جاءهم أعمر من العملن أعلو اولئو ل
عو ع ع ت و وق ع و
عوإلعل أتوولل العوملر لمونئتهوم لعععللعمحهت النلذيعن يعوسعتنبحلتطونعهت لمونئتهئوم عولعئوولع فع و
ضئتل الليئله ععلعويتكئوم عوعروحعتتئهت لعتنئبحعئوعتتئتم النش ويعطاعن
ل{ٍ -ساورة النساء ، -83/ففسر )) أهل الذكر(( ،و أول المر(( ،و )) الئذين يسئئتنبحطونه إللن قعللي ة
(( ،بأنم أئمحةم الساعيليةم . 283و زعمحه هذا باطئل هئو أيضئا ،ل دليئل عليئه مئن تلئك اليتيم ،و
ل مئئن آيئئات القئئرآن الخئئرى ،و إنئئا قرأهئئا ب ئواه و خلفيئئاته الذهبحيئئةم غي ئ الشئئرعيةم .فاليئئةم الولئ ئ
تكلمحت عن أهل الذكر من السلمحيم مطلقا ،و هم أهل العلم و العرفئةم ،و الئبخة و الدرايئئةم ،مئئن
دون أي تديد ل بإشارة قريبحةم و ل بعيدة إل ما زعمحه القاضي النعمحان .
و أما اليةم الثانيةم فهي أيضا ل تشئي مطلقئئا إلئ مئئا ادعئاه النعمحئئان ،و إنئئا فيهئا مئئا تيئالف مئا
زعمحئئه ،بئئدليل الشئئاهدين التييمئ ئ ،الولئ ئ إن اليئئةم أشئئارت إل ئ وجئئود جاعئئةم مئئن أولئ ئ المئئر زمئئن
النب-عليه الصلة و السلما -وبعده ،و هذا يعن أنم أنئاس مئن السلمحيم ،يتولئون بعض أمئورهم
،ف حياة رساول ال و بعده .و هذا تيالف ما يزّعمحه الشئيعةم الماميئةم مئن أن أئمحتهئئم كالنبحيئئاء فئ
الكانئئةم و الطاعئئةم ،و ل يتولئئون المامئئةم ف ئ وقئئت واحئئد . 284و عليئئه فئئإن علئئي بئئن أب ئ طئئالب ل
يتول المامةم إل بعد وفاة النب –عليه الصلة و السلما ، -لكن اليةم أشارت إلئ وجئود أولئ المئر
زمن رساول ال .
و الشئئاهد الثئئان مفئئاده أن اليئئةم ذكئئرت أن أولئ ئ المئئر يسئئتنبحطون الحكئئاما الشئئرعيةم اسائئتنبحاطا ،
بالجتهاد و النظر ،حسب ظروفهم و قدراتم العلمحيةم ،كغيهئم مئئن النئاس ،و هئذا يتنئاف مئع مئا
يزّعمحئئه الشئئيعةم الماميئئةم بئئأن أئمحتهئئم معصئئومون مئئن الطئئأ ،و يعلمحئئون مئئا كئئان و مئئا سائئيكون ،و
283
نفس الرجع ،صا. 323 :
284
أنظئئر مثل :عبحئئد القئئاهر البحغئئدادي :الفئئرق بيم ئ الفئئرق ،صا 281 :و مئئا بعئئدها .و الشهرسائئتان :اللئئل و النحئئل ،ج 1
صا . 226 :و ممحئ ئئد بئ ئئن يعقئ ئئوب الكلين ئ ئ :الكئ ئئاف ،ط ، 3دار الكت ئئب السا ئئلميةم ،طهئ ئران 1328 ،ه ج 1صا :
%18ر . 258 ،187 ،إحسئئان إلئئي ظهيئ :الشئئيعةم و السئئنةم ،ط ، 1دار الصئئحوة ،القئئاهرة ، 1986 ،صا،42 :
49و مئئا بعئئدها ، .صا . :و الشئئيعةم و التشئئيع فرقئئا و تاريئئا ،ط ، 4ترجئئان السئئنةم ،باكسئئتان 1405 ،ه ،صا:
332و ما بعدها ، ,صا. :
تيلهمحون العلم إلاما ،فهم كالنبحياء ل يتلفون عنهئم إل فئ السائم . 285فمحئن كئانت هئذه صئفاته
ليئئس ف ئ حاجئئةم أصئئل إل ئ اسائئتنبحاط العل ئوما ،فهئئو كالرسائئول ،و عليئئه فاليئئةم ل تئئص هئئؤملء الئمحئئةم
الزّعئئوميم ،و إنئئا تئئص أول ئ المئئر مئئن السئئلمحيم مطلقئئا ،لئئذا نس ئبحت إليهئئم اليئئةم السائئتنبحاط و ل ئ
تنسبحه إل النب –صلى ال عليه و سائلم . -و هئئذه الخطئئاء و التدليسئات سائكت عنهئا الئابري ،و
ل تيعقب عليها ! ! .
و ختاما لخطاء الابري النهجيةم ف نظرته إل القرآن و فهمحه له ،و تعامله معه ،يتبحيم أنه وقع
ف ئ أخطئئاء كئئثية ،ذكرنئئاه مفصئئلةم ،وقئئع فيهئئا لسا ئبحاب عديئئدة ،منهئئا غيئئاب النظئئرة الصئئحيحةم و
الشاملةم لدين السالما .و تأثره السئلب بالفلسئفةم الرسائطيةم و علئم الكلما .و انتصئاره لئذهبحيته علئى
حساب القيقةم القرآنيةم .
ثانيا :الخأطاء المنهجية المتعلقة بالشريعة و الفقه :
وقع البحاحثان ممحد أركئون و ممحئد عابئد الئابري فئ أخطئاء منهجيئةم كثية ،تتعلئق بالنظرة إلئ
الشئ ئريعةم و الفقئئه السائئلمي ،و موقفهمحئئا مئئن بعئئض مسئئائل الشئ ئريعةم و الفقئئه و أصئ ئوله ،فبحالنسئ ئبحةم
لركون فسأذكر تسعةم من أخطائه ،أولا إنئئه شئكك فئ الصئفةم الليئةم للشئريعةم السائئلميةم ،و نفاهئا
حيمئ ئ قئئال )) :كئئان السئئلمحون قئئد تلقئ ئوا هئئذه القئ ئوانيم و تثلوهئئا و عاشئئوها ،و كأنئئا ذات أصئئل
إلي(( ،و )) كيف حصل أن اقتنع ملييم البحشر أن الشريعةم ذات أصل إلي (( ،ث انتهى أركئئون
. 286
إل أن الشريعةم تشيكلت تدريإيا بفضل مارساات القضاة و اجتهادات العلمحاء
و قوله هذا باطل مردود عليه ،و افتاء على الشرع و القيقةم معئا ،لنئه أول لئ يتفئيرق بيمئ
الشريعةم و الفقه ،ف حيم أن الفرق بينهمحا واضح كالفرق بيم السمحاء و الرض ،لن الشريعةم هي
كلما ال تعال و سانةم رساوله-عليه الصلة و السلما ، -و بعن آخر إنا تتمحثل ف كل ما جاء ف ئ
القئئرآن و السئنةم الصئئحيحةم ،مئئن عقائئد و أخلق ،و أحكئاما و معئئاملت ،و تصئئورات و مفئاهيم
ل ل ل ل 287
.قئال تعئال } :لتكئلل عجععولنعئا منتك وم شئورععةمة عومونئعهاةجئا عولعئوو عشاء الليئهت ،و أخبحار النبحيئاء و أقئوامهم
جيةعئا فعئيتئنعبحمئتتكئئم لبعئات إلعلئ الئ مرلجعتكئم عل علعلعتكم أتنمةمة والحعدة ولعلكن لميبحئلتوتكم لف مآ آعتاتكم عفاساتبحلتقوا الي ئرا ل
وع
عو ت و عو ع عو ع و ع ع عع و ع
تكنتتئوم فليئله عتوتعلتفئئوعن{ٍ -سائورة الائئدة ، -48/و}تثنئ عجععولنئعئاعك ععلئعئى عشئلريععةم مئعن اولعومئلر عفاتنبحلوععهئا عوعل تعئتنبحلئوع
ن ل
أعوهعواء النلذيعن عل يعئوعلعتمحوعن{ٍ -سائورة الاثيةم . 18/و أمئا الفقئه فهئو مئا أنتجئه العلمحئاء مئن اجتهئادات و
اختيارات من خلل تدبرهم ف الشريعةم و اساتنبحاط أحكامها ؛ فمحئئا صئيح منهئئا فهئئو موافئئق للشئريعةم ،
و ما خالفها فليس منها ،و يبحقى كل من النوعيم ضمحن دائرة الفقه السالمي .
285
نفس الصادر و الراجع السابقةم .
286
تارييةم الفكر العرب ،صا. 297 ،296 :
287
عمحر ساليمحان الشقر :تاريخ الفقه السالمي ،قصر الكتاب ،البحليدة الزّائر ،صا 14 :و ما بعدها .
مع العلم أن الفقه السالمي ليئس كلئئه اجتهئئادات ،بئل أصئوله و أبئوابه الفقهيئةم هئي نصئئوصا
شرعيةم مأخوذة مبحاشرة من الكتاب و السنةم .و بنئاء علئى ذلئئك فإننئا نقئئول :إن الشئريعةم التمحثلئةم فئ
القئرآن و السنةم الصئحيحةم الوافقةم لئه ،هئي شئريعةم إليئةم خالصئةم ،و أن الفقئه السائلمي تمكئيون مئن
ثلثئئةم أقسئئاما :أولئئا أصئئول البئواب الفقهيئئةم ،كئئالواريث و القصئئاصا ،و الصئئلة ،و الزّكئئاة ،هئئي
إليةم أيضا ،لنا أصول مأخوذة من الشرع ،ل دخل للجتهاد ف تكوينها .و القسم الثان يتمحثل
فئ الجتهئاد الصئئائب ،و هئئذا ليئس إليئئا ،و إنئئا هئو موافئق للشئريعةم ،فتيؤمخئذ بئه لجئل ذلئئك .و
القسم الثالث يتمحثل ف الجتهاد غي الصائب ،فل تيؤمخذ به ،لنئئه ل يتوافئئق الشئريعةم ،لكنئئه يبحقئئى
منتمحيا إل الفقه السالمي.288
و ثانيا إن الشريعةم السالميةم ليست كمحا زعم أركون بأنا ليست ذات أصل إلي ،و إنا هي
إليئئةم ربانيئئةم الصئئفةم أصئئول و فروعئئا ،لنئئا هئئي نفسئئها كلما الئ تعئئال ،و سائئنةم رسائوله الصئئحيحةم ،
صبحئغعةمة عوعونئتن لعئهت ععابلئدوعن{ٍ -سائورة البحقئرة، -138/ ل ل ل ل ل
صبحئغعةمع الليئه عوعمئون أعوحعسئتن مئعن الليئه و لقوله تعال }- :و
ب لمئ ئعن اللنئ ئله الوععلزّيئ ئلزّب لمئ ئن اللنئ ئله الوعلزّيئ ئلزّ اوللكيئ ئلم{ٍ ) (1سا ئئورة الزّم ئئر ،و }عتنلزّيئ ئل الولكتع ئئا ل
ت ع ع ع
و}عتنلزّيئ ئل الولكتع ئئا ل
ت
الوععلليئ ئلم{ٍ -سا ئئورة غ ئئافر}-2/تثنئ ئ عجععولنع ئئاعك ععلع ئئى عشئ ئريععةم مئ ئعن اولعومئ ئر عفاتنبحوععه ئئا عوعل تعئتنبحئ ئوع أعوهئ ئعواء الئ ئذيعن عل
ل ن ل ل ل ن ل
ع الليهع عوعمن تعئ عونل فععمحئا أعورعسائولعناعك ععلعويلهئوم ل
يعئوعلعتمحوعن{ٍ -ساورة الاثيةم ، 18/و }نمون يتطلع النرتساوعل فعئعقود أععطا ع
تئ ئ تيعمكتمحئئوعك لفيعمحئئا عش ئعجعر بعوئيئنعئته ئوم تثئنئ لع ل
ك لع يئتوؤممنتئئوعن عح نع عحفيظةئئا{ٍ -سائئورة النسئئاء ،-80/و}فعلع عوعربئمئ ع
ل
ت عويتعسئلمتمحواو تعوسئلليةمحا{ٍ -سائئورة النسئئاء ، -65/فئئأركون قئئد افئئتى ل
عليإئتدواو لفئ عأنتفسئلهوم عحعرةجئئا ممئنئا قع ع
ضئوي ع
علئئى القئئرآن و السئئنةم و علئئى السئئلمحيم و التاريئئخ عنئئدما زعئئم ذلئئك الزّعئئم البحاطئئل ،لقلئئةم علمحئئه ،و
شدة تعصبحه على السالما و السلمحيم .
و الطأ الثان هو أن أركون زعم أن الروايةم السنيةم الرسيةم ف نشأة الشريعةم ما هي إل وهم
،و أن روايتهئ ئئا مئ ئئن أن الشئ ئريعةم تكئ ئئونت تئ ئئدريإيا عئ ئئبخ ثلثئ ئئةم قئ ئئرون علئ ئئى أيئ ئئدي القضئ ئئاة و العلمحئ ئئاء
التهئ ئئدين ،مسئ ئئتنبحطيم أحكئ ئئامهم مئ ئئن القئ ئئرآن ،ثئ ئ تمحعئ ئئت النصئ ئئوصا الفقهيئ ئئةم –القضئ ئئائيةم مكونئ ئئةم
الذاهب الربعةم العروفةم ،ما هي-عند أركون -إل روايةم وهيئةم مالفئةم لئا حئدث فئ الواقئع حسئب مئا
أثبحته الستشرقون ،كجولد تزّهي ،و شاخت ،إذ كانت الروايةم الرسيةم تدف إلئ )) إصئبحاغا الصئئفةم
الليةم على قانون تأنزّ داخل التمحعات السالميةم ،و بشكل وضعي كامل((. 289
و زعمحه هذا يتضمحن أباطيل و مغالطات ،لنه أول أنه زعم بأنه يذكر الروايةم السنيةم الرسيةم ف
288
نفسه ،صا 14 :و ما بعدها .و خصائص الشريعةم السالميةم ،قصر الكتاب ،البحليئدة ،الزّائئر ،صا 11 :و ما بعئدها
.
289
تارييةم الفكر ،صا. 297 ،296 :
نشأة الشريعةم ،و هي الت ذكرناه عنه ،و هي ف القيقةم ل تثل الروايةم الرسيةم السنيةم ،لن الروايةم
السنيةم فيرقت بيم الشريعةم الليةم ،و بيم الفقه السالمي ،فهي لئ تقئل أن الشئريعةم تكئيونت تئدريإيا
ع ئئبخ ثلث ئئةم قئ ئئرون ،و إنئ ئئا ق ئئالت إن الشئ ئريعةم متمحثل ئئةم فئ ئ الكت ئئاب و الس ئئنةم الص ئئحيحةم ،و إن الفقئ ئئه
السالمي هو الذي تكون تدريإيا عبخ ثلثةم قرون. 290
و ثانيا إنه قال :إن الروايةم السنيةم الرسيةم قالت أن القضاة اساتنبحطوا أحكامهم من القئئرآن ،فكئئان
الكم النهائي مستنبحطا بشكل أو بآخر من القئرآن ،ثئ تمحعئت تلئك الحكئاما فئ الئذاهب العروفئةم
عئئبخ ثلثئئةم قئئرون . 291و ق ئوله هئئذا ل يثئئل إل جانبحئئا مئئن القيقئئةم فقئئط ،التمحثئئل ف ئ اعتمحئئاد القضئئاة
على القرآن ،لكنه ل يذكر القيقةم كاملةم الت ذكرتا الروايةم السنيةم ،و هي أن القضاة و الفقهاء ،
كمحئئا اعتمحئئدوا علئئى القئئرآن ،اعتمحئئدوا أيضئئا علئئى السئئنةم النبحويئئةم ثانيئئا ،و علئئى الجتهئئاد و ال ئرأي و
القي ئئاس ثالث ئئا . 292و ب ئئذلك يتئ ئبحيم أ ،أرك ئئون لئ ئ يك ئئن أمين ئئا فئ ئ نقل ئئه للرواي ئئةم الس ئئنيةم فئ ئ نش ئئأة الفق ئئه
السالمي ،و ليس الشريعةم كمحا زعم هو ،كمحا أنه ل تيوثق معلوماته عن الروايةم الئئت زعئئم أنئئه تثئئل
الروايةم السنيةم الرسيةم .
و ثالثا إن قوله بأن الروايةم الرسيةم –الت ذكرها هو -أضفت على القئانون الئذي أنئزّه السئلمحون
الصفةم الليةم ،هو زعم باطل ،لن علمحاء أهئئل السئنةم فيرقئوا منئئذ البحدايئةم بيمئ الشئريعةم الليئةم التمحثلئةم
ف الكتاب و السنةم الصحيحةم ،و بيم اجتهئادات العلمحئاء الئت كئونت فيمحئا بعئد الئذاهب الفقهيئةم .
و هئئذه الئئذاهب لئ يزّعئئم مؤمساسئئوها بئئأنه إليهئئةم ،و إنئئا قئئالوا صئراحةم :إنئئا اجتهئئاداتم و آراؤهئئم ،
تتمحئئل الطئئأ و الصئواب ،و نئوا النئاس عئئن تقليئئدهم ،و حثئوا أهئئل العلئئم علئئى الجتهئئاد و طلئئب
293
الدليل .
و رابعئئا إن قئ ئوله :إن القئئانون-أي الفقئئه -أتنئئزّ )) داخئئل التمحعئئات السائئلميةم بشئئكل وضئئعي
كامئئل (( ،هئئو قئئول مبحئئالغ فيئئه ،و يتضئئمحن خطئئأ واضئئحا ،لن الفقئئه السائئلمي ليئئس كلئئه إنتاجئئا
بشريا أنتجه العلمحاء السلمحون ،و إنا هو يتكون مئن قسئمحيم :قسئم إلئي ،و آخئر بشئري قئاما علئى
اللي ،فالفقه السالمي ليئس كلئه اجتهئادات و اختيارات تقئوما علئى الئرأي و القيئاس ،و إنئا فيئه
أصول و أحكاما مأخوذة من الشئريعةم مبحاشئرة ،و هئي الئت تثل الئانب اللئي .و فيئه الجتهئادات
290
الشقر :تاريخ الفقه السائلمي ،صا 14 :و ما بعئدها .و الئدخل إلئ دراسائةم الئدارس و الئذاهب الفقهيئةم ،ط ، 2دار
النفائس ،الردن ، 1998 ،صا 11 :و ما بعدها .
291
تارييةم الفكر ،صا. 296 :
292
الشقر :تاريخ الفقه السالمي ،صا 71 :و ما بعدها .
293
أنظئئر مثل :ولئ الئ الئدهلوي :النصئئاف فئ بيئئان أسائبحاب الختلف ،دار النفئائس ،بيوت ،1983 ،صا 27 :و مئا
بعدها
و الختيارات الت هي تثل الانب البحشري من ذلئك الفقئه .مئع العلئم أن الفقئه السائلمي ل يكئن
أن يشمحل الشريعةم السالميةم كلها ،لنا أوساع منه بكثي .
و أما الطأ الثالث فزّعم فيه أركون أن مبحادئ أصول الفقه الربعةم الت حددها الشافعي ف كتابه
الرساالةم ،و هي :القرآن و الديث ،و الجاع ،و القياس ،ظهرت متئأخرة عئن القئانون )) الئدعو
إسالميا ،فأدت هذه البحادئ الربعةم إل ضبحط و تقديس القانون ((. 294
و قوله هذا غي صحيح ف معظمحه ،لنئه أول أن أصئئول الفقئئه لئ تظهئر متئأخرة ،لن أصئلها
ف القئرآن و السنةم ،و الشئافعي لئ يكتشئفها و ل أبئدعها ،و ل أختعهئا ،و إنئا دونئا و قعئدها
ف كتابه الرساالةم ،لكنها كانت موجودة و معروفةم لدى الصحابةم و التئئابعيم ،و مدونئئةم فئ الكتئئاب
و السنةم ،فقد نص القرآن الكري على الصدرييم السااساييم ف آيات كثية جدا ،و ها :الكتاب
و السئئنةم ،قئئال تعئئال } :يئعئا أعيئعهئئا النئلذيعن آعمنتئواو أعلطيعت ئواو الليئهع عوأعلطيعت ئواو النرتسائئوعل عوأتووللئ ئ العوم ئلر لمنتك ئوم فعئلإن
ل ل ن
خي ئقر عوأعوحعس ئتن ك عو تعئنعئئاعزوعتتوم لف ئ عش ئويء فع ئتريدوهت إلعل ئ الليئله عوالنرتسائئولل لإن تكنتتئوم تتئوؤملمنتئئوعن بئلئالليله عواوليع ئووما اللخ ئلر عذل ئ ع
ع الليئهع عوعمئن تعئعونل فععمحئئا أعورعسائولعناعك ععلعويلهئوم ل تعأولوي ة
ل{ٍ -سائئورة النسئاء ،-59/و }نمئون يتطئلع النرتسائوعل فعئعقئود أعطئعئا ع
ل
عحفيةظا{ٍ -ساورة النساء ،-80/و }-عوعما آعتاتكتم النرتساوتل فعتختذوهت عوعما نعئعهئئاتكوم ععونئهت فئعئانتعئتهوا عواتنئتقئوا اللنئهع
ل ل ل ل
ب عأنعزّلونعئاهت
ص علئئى الجتهئئاد فئ قئوله تعئال } :كتعئا ق إلنن اللنهع عشديتد الوععقاب{ٍ -ساورة الشئئر -7/و نئ ي
ك مبحارقك لميندبئنروا آيئاتلله ولليتعئعذنكر أتولتئوا اولعلوبحا ل
ب{ٍ -سائورة صا ،- 29/و }أعفعلع يعئتع عدبئنتروعن الوتقئورآعن عولعئوو ع إللعوي ع تع ع ع ت ع ع ع ع و
عكئئاعن لمئون لعنئلد عغ وليئ الليئله لععوعجئتدواو فليئله اوختللعفةئا عكثلةيا{ٍ -سائئورة النسئئاء ،-82/و}عوإلعذا عجئئاءتهوم أعومئقر مئعن
ف أععذاعتواو بلله عولعوو عريدوهت إلعل النرتساولل عوإلعل أتووللئ العومئلر لمونئتهئوم لعععللعمحئهت النلذيعن يعوسئعتنبحلتطونعهت لمونئتهئوم العملن أعلو اولو ل
عو و
ل{ٍ -ساورة النساء ،-83/و الجتهاد يندرج ضتل الليله ععلعويتكوم عوعروحعتتهت لعتنئبحعئوعتتتم النشويعطاعن إللن قعللي ة عولعوولع فع و
فيه الجاع و القياس ،لن كل منهمحا ضئئرب مئئن الجتهئئاد .و كئئذلك السئئنةم النبحويئئةم ،فهئئي أيضئئا
نصئئت علئئى الجتهئئاد و الجئئاع ،ف ئ قئئول النئئب –عليئئه الصئئلة و السئئلما )) : -إذا حكئئم الئئاكم
فاجتهد فأصاب ،فله أجران ،و إذا حكئئم فأخطئأ فلئه أجئر واحئئد (( ، 295و )) إن أمئئت ل تتمحئئع
على ضلل (( . 296و كذلك الال بالنسبحةم الصئحابةم –رضئي الئ عنهئم ، -فإنم هئم أيضئا مارسائوا
الجتهئئاد قياسائئا زمئئن النئئب -عليئئه الصئئلة و السئئلما ، -و مارسائئوه قياسائئا و إجاعئئا فئ عصئئر اللفئئةم
الراش ئئدة . 297و بنئئاء عل ئئى ذل ئئك ف ئئإن أص ئئول الفق ئئه ك ئئانت أسائ ئبحق فئ ئ الظه ئئور م ئئن الفق ئئه السا ئئلمي
الجتهادي ،لكن فقه الشريعةم ظهر مع أصول الفقه ف وقت واحد ،مصدرها الكتاب و السنةم .
294
تارييةم الفكر ،صا. 297 :
295
التمذي :السنن ،ج 3صا. . 615 :
296
اللبحان :السلسلةم الصحيحةم ،ج 3صا. . 319 :
297
الشقر :تاريخ الفقه السالمي ،صا ، 71 :و ما بعدها .
و ثانيا إن الفقه – القانون حسب أركون -هو إسلمي فعل و قطعا ،و ليس كما
زعم أركون بأنه القانون )) المدعو إسلميا (( ،لن هذا الفقه هو إسلمي إلهي
الصول ،مصدره الكتاب و السنة الصحيحة ،و قد صدق ابن حزم -على ما نقله
عنه الشاطبي -عندما قال )) :كل أبواب الفقه ليس منها باب إل و له أصل في الكتاب
و السنة ،نعلمه و الحمد ل ،حاشا القراض ،فما وجدنا له أصل (( ،فعرقب عليه
الشاطبي بقوله )) :و أنت تعلم أن القراض نوع من أنواع التجارةا ،و أصل التجارةا
في القرآن ثابت ،و بين ذلك إقراره عليه السلم ،و عمل الصحابة به ((. 298
و هئئو أيضئئا فقئئه أنتجئئه علمحئئاء السائئلما و السئئلمحيم ،فهئئو بئئذا يتصئئف بصئئفتيم ،الول ئ صئئفةم
إسائئلميةم إليئئةم ،و الثئئان صئئفةم إسائئلميةم بشئريةم ،و بئئذلك يكئئون هئئذا الفقئئه إسائئلميا خالصئئا ،علئئى
رغم أنف أركون و أمثاله الذين يتعمحدون تريف الشرع و التاريخ .
و ثانيئئا إن قئوله بئئأ أصئئول الفقئئه أدت إلئ تقئئديس القئئانون السائئلمي .هئئو قئئول فيئئه تغليئئط و
افتاء ،لن مسألةم التقديس ل تكئن تشئمحل عنئئد أهئل السئنةم –فئ القئئرون الثلثئةم الولئئ -اجتهئئادات
الفقهئئاء ،و إنئئا كئئانت خاصئئةم بالش ئريعةم فقئئط ، 299لنئئا كلما ال ئ تعئئال ،و سائئنةم رسا ئوله-عليئئه
الصلة و السلما ، -فشريعةم ال مقدساةم بذاتا .
و أما الطئأ الرابئع فيتمحثل فئ زعئم أركئون بأن أصئول الفقئه الربعئةم غيئ قابلئةم للتطئبحيق ،لن قئراءة
القرآن كانت قد أثارت اختلفا تفسييا كئبحيا ،و لن الئديث مئئا هئو إل اختلقئا مسئتمحرا ، 300لئ
يصئئح منئئه إل القليئئل ،الئئذي يصئئعب تديئئده و حصئئره ،و لن الجئئاع مئئا هئئو إل مبحئئدأ نظئئري لئ
يدث ف الواقع إل قليل. 301
و زعمحه هئذا غيئ صئحيح فئ معظمحئه ،لنئه أول إن هئذه الصئول فئ القيقئةم ليسئت أربعئةم ،و
إنا هي اثنان فقط ،لن كل من الجاع و القيئئاس يرجعئان إلئ الجتهئاد ،الئذي هئئو بئدوره يرجئع
إل الشرع الذي أقره ،و حث عليه ،و حت السنةم النبحويةم ،فهي و إن كئانت منفصئلةم عئن القئرآن
،فشرعيتها مأخوذة من القرآن الكري ،الذي هو مصدر الصادر .
و ثانيا إن زعمحه بأن هذه الصول ل تطبحق على أرض الواقع ،فهو افتاء مكشوف ،فهي قد
طتبحقئئت فعل زمئئن رسائئول الئئ-عليئئه الصئئلة و السئئلما ، -و صئئحابته الك ئراما ،و مئئن بعئئدهم ،إل ئ
يومنئا هئذا ،و هئذا الذي قلناه معئروف بالضئرورة مئن ديئن السائلما و تئاريه ،و مئا الئتاث الفقهئي
الضخم التنوع الذي ورثناه عن أجدادنا إل دليل دامغ على تطبحيق تلك الصول الفقهيةم .
298
الشاطب :الوافقات ،حققه عبحد ال دراز ،دار العرفةم ،بيوت ،ج 3صا. 371 :
299
أنظئ ئئر مثل :الئ ئئدهلوي :النصئ ئئاف ،صا 97 :و مئ ئئا بعئ ئئدها .و الشئ ئئقر :تاريئ ئئخ الفقئ ئئه ،صا 14 :و مئ ئئا بعئ ئئدها .و
خصائص الشريعةم السالميةم ،صا. 35 ، 11 :
300
سانرد على زعمحه هذا ف الفصل الثالث ،إن شاء ال تعال.
301
تارييةم الفكر ،صا. 298 ، 297 :
و ثالثا إن تذرعه بالقراءات القرآنيةم ،هو تئذرع فئ غيئ ملئه ،لن تلئك القئراءات القرآنيئةم التئواترة
ليست متناقضةم ،و هي مدودة سائاعدت علئى إثئراء العئان ل علئئى تناقضئئها . 302و أمئئا الحئاديث
فقئئد تحقئئق قسئئم كئبحي منهئئا ،بطريقئئةم علمحيئةم غايئةم فئ الدقئئةم ،علئئى مسئتوى السائئانيد و التئئون معئئا ،
كئ ئئالت نئ ئئدها فئ ئ الصئ ئئحيحيم ،و هئ ئئي –أي هئ ئئذه الحئ ئئاديث – عامئ ئئل جئ ئئع ل عامئ ئئل تفريئ ئئق إذا
اسائ ئ ئئتخدمت بطريقئ ئ ئئةم صئ ئ ئئحيحةم ،فكئ ئ ئئثي مئ ئ ئئن السئ ئ ئئائل الفقهيئ ئ ئئةم الختلئ ئ ئئف فيهئ ئ ئئا تلهئ ئ ئئا الحئ ئ ئئاديث
الصحيحةم. 303
و الطأ الامس مفئاده أن الئابري قئال :بئا أنئه تيوجئئد اختلف فئ أصئول الفقئه بيمئ السئنةم و
الشيعةم ،كمحا هو الال ف الديث النبحوي ،إذ لكئئل طائفئئةم أحاديثهئئا النبحويئئةم ،مئئا يعنئ أن الشئريعةم
الت يتحدث عنها السلمحون ليست ذات أصول واحدة ،بعن أنا متعددة. 304
و ردا عليه أقول :إن الشريعةم السالميةم واحدة مصدرا و أصول ،مصدرها السااساي الوحيد هو
القرآن الكري ،و مصدرها الثانوي الوحيد ،هو السنةم النبحويةم الصحيحةم الوافقةم للقرآن .و أما تعدد
الكتب الديثيئةم عنئد الفئرق السائلميةم ،مئن سانةم و خئوارج و شيعةم ،فس بحبحها اللفئات السياسائيةم و
الطائفيئئةم و العقديئئةم الئئت وقعئئت بيمئ ئ السئئلمحيم ،فئ ئ القئئرون الربعئئةم الجريئئةم الولئ ئ ،مئئا أدى بأهئئل
الهواء و الصال الدنيويةم من الفرق النحرفةم – وغيها -إل الكذب على رساول ال-عليه الصلة و
السلما، -و أصحابه ،و تأسايس مذاهب باطلةم اعتمحادا على الحئئاديث الكذوبئئةم . 305و بنئئاء علئئى
ذلك فل يصح الزّعم بوجود أكثر من شريعةم ف دين السالما ،لن ذلك القسئم الكئئذوب ل يصئح
إلئئاقه بالسائئلما .و أمئئا ميزّاننئئا فئ ذلئئك فهئئو أن ل نقبحئئل مئئن تلئئك الحئئاديث إل مئئا كئئان موافقئئا
للقرآن الكري ظئئاهرا و باطنئئا ،و مققئئا إسائنادا و متنئئا ،و موافقئئا لئا كئئان عليئه الصئئحابةم و تئابعيهم
بإحسان .
و أمئئا الطئئأ السئئادس فيتمحثئئل فئ زعئئم أركئئون بئئأن أصئئول الفقئئه الربعئئةم كئئانت هئئي )) اليلئئةم
الكبخى الت أتاحت شيوع ذلك الوهم الكبحي بأن الشريعةم ذات أصل إلي (( .و قال عن الجاع :
)) لكن أي إجاع ؟ ،هل هو إجاع المةم كلها ،أما إجاع الفقهاء فحسب ،و فقهاء أي زمئئن ؟
،و أيةم مدينةم ؟ ((. 306
و ق ئوله هئئذا هئئو الئئوهم الك ئبحي ،و الغالطئئةم الكشئئوفةم ،و الف ئتاء علئئى الشئئرع و السئئلمحيم و
302
أنظر مثل :صبححي الصال :مبحاحث ف علوما القرآن ،دار العلم للمحلييم ،بيوت ،صا 247 :و ما بعدها .
303
راجع مثل :فقه السنةم لسيد ساابق ،تد فيه ناذج كثية ما قلناه .
304
تارييةم الفكر ،صا. 298 ، 297 :
305
أنظر مثل كتابنا :مدرساةم الكذابيم ف روايةم التاريخ السالمي و تدوينه ،دار البحلغا ،الزّائر . 2003 ،
306
تارييةم الفكر العرب السالمي ،صا. 297 :
التاريخ ،لنه أول أن أصول الفقه ليست حيلةم و ل وها ،و إنا هي حقيقةم ثابتةم شئرعا و تاريئا ،
و قد سابحق أن أثبحتنا ذلك .و بينا أن هذا الرجل –أي أركون -ل تيفرق بيم الشريعةم الليةم ،و بيمئ
الفقه الجتهادي ،إما لهله بالشرع ،و إما أنه يتعمحد ذلك تعصبحا و كيدا ،و إما للمريئئن معئئا .
و قئئد سائبحق أن أثبحتنئئا بالدلئئةم القاطعئئةم بئئأن الشئريعةم إليئئةم خالصئئةم ،و أن الفقئئه السائئلمي يتكئئون مئئن
قسم إلي ،و آخر بشري ،لكن هئذا الرجئئل ،يكئرر هئذه الفئتاءات ربئا لتيقنئع بئا نفسئه و أمثئاله
من جهةم ،و يدلس و تيغالط القراء من جهةم أخرى .
و ثانيا إن اعتاضه على الجاع بتلك العتاضات الت نقلناها عنه ،ما هو إل اعتاض باطل
،لن الشرع عندما أقئر مبحئدأ الجئاع كئان حكيمحئا مراعيئا للتطئورات السئتقبحليةم ،فهئو أقئر البحئدأ ،و
ترك تطبحيقه حسب ظروف السلمحيم ،يستخدمونه حسب أحوالم و قدراتم ،لذا ليس من الكمحةم
تصيص الجئاع بالمةم كلهئا أو ببحعضئها ،أو بفئةم منهئا ،لكئي يبحقئى الجئاع صئالا لكئل زمئان و
مكئئان ،و علئئى السئئلمحيم الجتهئئاد ف ئ تط ئبحيقه ،و ليئئس بالضئئرورة أن يكئئون إجئئاعهم كليئئا ،فقئئد
يصئئح إجئئاعهم بالغلبحيئئةم ،كمحئئا أجئئع غالبحيئئةم الصئئحابةم علئئى تقئئدي عثمحئئان علئئى علئئي – رضئئي ال ئ
عنهمحئئا -فئ اللفئئةم .و بئئذلك يبحقئئى الجئئاع مبحئئدأ شئئرعيا صئئالا للتطئبحيق فئ كئئل الحئوال ،متحئئديا
أوهاما أركون و تارييته الزّعومةم حول السالما .
و الطأ السابع يتمحثئل فئ قئوله عئن السنةم النبحويئةم )) :إن السنةم الئت أبتكرهئا ممحئد ،قئد راحئت
تفرض نفسها بصئئعوبةم (( . 307و قئوله هئئذا افئتاء علئى الئ و رسائوله و التاريئخ ،لنئه أول أن القئرآن
الكري أكد مرارا على أن ممحدا رساول ال –عليه الصئئلة و السئئلما ، -تئئب طئئاعته ،و مئئن أطئئاعه
فقد أطاع الئ ،و مئن ثئ فإن سائنته ليسئت ابتكئارا منئه ،و إنئا هئي وحئي و سائلوكيات أمرنئا الشئرع
بإتبحاعهئا .و أمئا اف تاءه علئى الرسائول –صئلى الئ عليئه وسائلم -فئإن رسائول الئ كئان علئى يقيمئ تئاما
مطلق بأنه رساول ال ،يبحلغ رساالته ،و أن سانته ليست ابتكارا من عنده ،و إنا هئئي أمئر مئن عنئد
ال ،و تطبحيق عمحلي لشرعه تعال .فجاء أركون و كيذبه ،و اتمحه بئأنه ابتكئر السنةم مئن عنئد نفسئه
،من دون أن تيقدما أركون دليل شرعيا و ل عقليا .
و أما افتراؤه على التاريخ ،فهو شاهد على أن محمدا-عليه الصلةا و السلم-
كان رسول ا حقا ،إلى البشرية جمعاء ،آمن به من آمن ،و كفر به آخرون ،قال
ت ر
اذ ك أولأذكلن ال ل
ظالذذميأن ذبآَأيا ذ ك اللذذي يأيقويلوأن فأإ ذنلهيرم لأ ييأكبذيبونأ أ
تعالى }- :قأرد نأرعلأيم إذنلهي لأيأرحيزني أ
يأرجأحيدوأن{َ -سورةا النعام .-33/و قد آمن به الصحابة و بايعوه على الموت في سبيل
ا تعالى ،و ضربوا أروع المثلة في التحية و الجهاد و الخلصا ،فكان ذلك
شاهدا تاريخيا على أن محمدا لم يبتكر السنة من عنده ،و إنما كان رسول ا برلغ
رسالته الخاتمة .
307
الفكر السالمي ،صا. 22 :
و ثانيا إن قوله )) :إن السنةم الت ابتكرها ممحد (( ،هو قول ل يقوله مسلم ،فإذا كان هذا
الرجئئل-أي أركئئون -ل بئئدين بالسائئلما ،فليكئئن شئئجاعا و تيعلئئن صئراحةم أنئئه ل يئتئؤممن بئئه ،كمحئئا هئئو
حال الكافرين به ،و بئذلك يكئئون المئئر واضئئحا ،و ل يكئون لزّعمحئئه أي قيمحئةم ،فهئي كلمحئةم كفئر
قالا كافر .و ما ذا ننتظر من كافر ف موقفه من السالما ؟؟ .و أما و أنه يمحل اسام السلمحيم ،
و يقول أنه منهم و ينتمحي إليهم ، 308و يسعى إل تديد الفكئر السائلمي ،فل نقبحئل منئه ذلئك ،
لن ما قاله هوطعن صريح فئ السائئلما ،و مئا عليئئه إل أن يكئون شئجاعا موضئئوعيا و يكشئئف عئن
شخصيته بصراحةم ليعرفه الناس على حقيقته ،و يضعونه فئ الكئئان الناسائئب لئئه ،لن الطريئئق الئئذي
اتبحعه ل هو بطريق الؤممنيم ،و ل هو بطريق الكفار.
و أما الطأ الثامن فيتمحثل ف زعم أركون بأن النصئئوصا التأسايسئيةم الولئ تتمحثئئل فئ القئرآن ،
ث )) تأضيف إليها الديث لحقا بعد أن ترفع إل مرتبحتها (( ،أي إل نصوصا القئئرآن . 309و قئوله
هئذا زعئم باطئل و افئتاء مفضئئوح ،و تريئئف تمتعمحئئد ،لنئه أول أن السئنةم النبحويئئةم هئي الصئئدر الثئان
لئئدين السائئلما ،ظهئئرت بظهئئوره ،و قئئد نئئص القئئرآن الكري ئ علئئى ذلئئك ف ئ آيئئات كئئثية جئئدا ،و
كانت منذ بدايةم الوحي هي الفسرة للقئرآن ،و البحينةم لئه ،و التطئبحيق العمحلئي لئه أيضئا ،قال تعئال
تئ ئ تيعمكتمح ئئوعك لفيعمح ئئا عشئ ئعجعر بعوئيئنعئتهئ ئوم تثئن ئ لع عليإئ ئتدواو لفئ ئ عأنتفلسئ ئلهوم عحعرةج ئئا ممنئئا ل
ك لع يئتوؤممنتئئوعن عح نع }- :فعلع عوعربئم ئ ع
ع الليهع عوعمن تعئعونل فععمحا ل ل
ت عويتعسلمتمحواو تعوسليةمحا{ٍ -ساورة النساء ، -65/و}نمون يتطلع النرتساوعل فعئعقود أععطا ع ضوي ع
قع ع
يمئ لللنئالس عمئا نتئمزّعل إللعويلهئوم ل ل
أعورعساولعناعك ععلعويلهوم عحفيةظا{ٍ -ساورة النساء ، -80/و} عوعأنعزّلونعئا إللعويئ ع
ك الئمذوكعر لتتبحعئ م ع
عولعععلنتهئوم يعئتعئعفنكئتروعن {ٍ -سائورة النحئئل ،-44/و } عوعمئئا آتعئاتكتم النرتسائئوتل فعتخئتذوهت عوعمئا نعئعهئاتكوم ععونئهت فعئانتعئتهوا
ب{ٍ -سائورة الشئر ، -7/و بئذلك يتئبحيم أن السنةم أصئل أصئيل فئ واتنئتقوا اللنهع إلنن اللنئهع عشئلديتد الوعلعقئا ل
ع
السالما ،و ليست أمرا طارئا عليه كمحا زعم أركون .
و ثانيا إن السنةم النبحويةم ل تكن غربيةم ف عصئئر النبحئئوة و اللفئةم الراشئدة ،لنئئا مئن ضئئروريات
دين السالما ،ظهرت معه و اكتمحلئت باكتمحاله ،فلمحئا توقئف الئوحي بوفئاة رسائول ال-عليئه الصئلة
و السلما ، -توقفت معه السنةم النبحويةم .و قئد كئان السئلمحون زمئئن رسائول الئ و صئحابته فئ حاجئةم
ماساةم إل السنةم النبحويئئةم ،فل إسائئلما دون سائنةم ،لئذا لئا تئئوف النئب-عليئئه الصئلة و السئلما ، -اعتنئ
با الصحابةم و رجعوا إليها عندما ل يإدوا نصا ف القرآن ف السائل الستجدة .مع العلئئم أن السئئنةم
النبحويةم كانت مطبحقةم بينهم فيمحا يتعلق بالعبحئئادات ،و العئئاملت الئت بينهئا رسائئول الئ ،و أمئر بئا ،
308
سايأت التطرق لذلك و توثيقه ف الفصل الامس إن شاء ال تعال .
309
الفكر الصول ،صا. 68 :
310
و حث عليها ،و ندب إليها .
و كلمنئئا هئئذا الئئذي ذكرنئئاه هئئو مئئن القئئائق التارييئئةم الثابتئئةم ،و مئئن الضئئروريات النطقيئئةم التعلقئئةم
بدين السائلما ،لنئه إذا ذتكئر القئرآن ،فل بئد أن توجئد السنةم ،و إذا ذكئر رسائول الئ ،فلبئد أن
توجد السنةم ،و إذا قيل :الصحابةم ،فلبد أن توجد السنةم ،لكن مع هئئذا كلئئه فئئإن أركئئون التبحئئع
لواه ،تيغمحض عينيه ،و يغلق عقله ،يصم أذنيه ،و يزّعم الزّاعم الضحكةم ،الت ل سائند لئا مئن
الشرع ،و ل من العقل ،و ل من التاريخ ،و إذا ل تستح فاصنع ما شئت !! .
و أما الطأ الخي –أي التاساع -فمحفاده أن أركون زعم بئأن النظريئةم السنيةم فرضئت بالقوة
)) فكئئرة أن كئئل الصئئحابةم معصئئومون ف ئ شئئهاداتم و روايئئاتم (( ،و أنئئم )) نقل ئوا بئئرصا و أمانئئةم
كليةم النصوصا الصحيحةم و الوقائع التارييةم التعلقةم ببحعثةم ممحد ((. 311
و قئوله هئئذا يتضئئمحن كئئذبا مفضئئوحا ،و جهل كئبحيا بالئئدين ،و تعمحئئدا فئ التحريئئف ،لنئئه
أول افتى على أهل السنةم فيمحا ادعاه عليهم ،و نسبحه إليهم ،لن القيقةم هي أنم ل يقولوا ذلئئك
،و نصوا على أن العصمحةم ليست لحد إل للنبحياء -،عليهم السلما ، -و قالوا :إن الصحابةم غيئ
معصوميم ،و ليست العصمحةم إل للمةم إذا أجعت على أمر ما . 312و هم الذين رووا أن الرساول-
صلى ال عليه وسائلم -قئال )) :كئل بنئ آدما خطئاء ،و خيئ الطئائيم التوابئون (( ، 313و قئد أمرنئا
القرآن بالرد إل ال و رساوله عند الختلف ،قال تعال }:يعئا أعيئعهئئا النئلذيعن آعمنتئواو أعلطيعتئواو الليئهع عوأعلطيعتئواو
النرتساوعل عوأتوولل العوملر لمنتكوم فعلإن تعئعناعزوعتتوم لف عشوينء فعئتريدوهت إلعل الليله عوالنرتسائئولل لإن تكنتتئوم تئوؤملمنئتئوعن بئلئالليله عواوليع ئوولما
ل
ل{ٍ -ساورة النساء ، -59/فلو كان الصحابةم معصوميم ،لمرنئئا الئ خيئقر عوأعوحعستن تعأولوي ة
ك عواللخلر عذل ع
بالرد إليهم ،و لتحولوا كلهم إل أنبحياء ،و هذا كلما باطئئل مئئالف لئئدين السائئلما بالضئئرورة .كمحئئا
أن هنئئاك فرقئئا كئ ئبحيا بيمئ ئ عصئئمحةم المئئةم عنئئد إجاعهئئا علئئى أمئئر مئئا ،و بيمئ ئ عصئئمحةم الفئ ئراد ،فئئإن
عصمحتهم – أي الفراد ،كمحا هو حال أئمحئةم الشئيعةم -تعنئ وجئوب طئاعتهم فئ كئئل مئا يقولئئون ،و
تولم إل أنبحياء ،و إن اختلف اسهم .و أما عصئئمحةم المئئةم فئالمر فيهئا متلئف تامئئا ،فالمئةم هئئي
شخص اعتبحاري فقط ،ليست شخصئا حقيقيئا ،و عصئمحتها تكمحئن فئ المئر الئذي أجعئت عليئه ،
م ئئع العل ئئم أن إجاعه ئئا ن ئئادر ال ئئدوث ،ل ئئذلك ك ئئان اختلف الص ئئحابةم فئ ئ م ئئال العل ئئم أك ئئثر م ئئن
310
أنظئئر مثل :ممحئئد عجئاج الطيئب ،السئنةم قبحئل التئئدوين ،مكتبحئةم وهبحئئةم ،القئاهرة ،صا ، 29 :و مئا بعئدها ،و 75و مئا
بعدها .
311
الفكر السالمي ،صا. 174 :
312
أنظئئر مثل :ابئئن تيمحيئئةم :ممحئئوع الفتئئاوى ،ج . 377 ، 24و منهئئاج السئئنةم النبحويئئةم ،ج 3صا . 408 :و البحئئاقلن :
تهيد الوائل و تلخيص الدلئل ،ط ، 1مؤمساسةم الكتب الثقافيةم ،بيوت ، 1987 ،صا . 476 :ابئن حئزّما :الفصئل
ف اللل و الهواء و النحل ،مكتبحةم الاني ،القاهرة ،دت ،ج 3صا. 137 :
313
اللبحان :صحيح ابن ماجةم ،ج 2صا. 418 :
إجئئاعهم عليئئه . 314كمحئئا أن إجاعهئئا –أي المئئةم -علئئى أمئئر مئئا ل يعنئ عصئئمحةم أفرادهئئا ،و ل هئئي
معصومةم دائمحا ،و إنا هي معصومةم ف المر الئذي أجعئئت عليئه فقئط .و قئد قئال بعئض الصئحابةم
–عنئدما تسائئل عئن مسئألةم )) : -أقئول فيهئا برأيئي ،فئإن يكئن صئوابا فمحئن الئ ،و إن يكئن خطئأ ،
فمحن و من الشيطان ،و ال و رساوله بريئان منه ((. 315
و ثانيئئا إن أركئئون ل يعئئرف الفئئرق بيمئ العصئئمحةم و العدالئةم ،أو أنئئه ل يريئئد التفريئئق بينهمحئئا ،لن
العصمحةم تعن عدما الوقوع ف الخطاء و الذنوب ،و أمئئا العدالئةم فتعنئ أن يكئئون السئلم بالغئئا عئئاقل
سائئليمحا مئئن أسائبحاب الفسئئق و خئوارق الئئروءة. 316و أهئئل السئئنةم ل يقولئئون بعصئئمحةم الصئئحابةم ،و إنئئا
يقولئئون بعئئدالتهم ،فهئئم كغيهئئم مئئن النئئاس لئئم أخطئئاء و ذنئئوب ،لكنهئئم مئئع ذلئئك فهئئم عئئدول
زكئئاهم الئ ئ تعئئال و رسا ئوله –عليئئه الصئئلة و السئئلما ، -و هئئم متهئئدون معئئذورون ف ئ أخطئئائهم و
اجتهادا تم. 317
و ثالثا إن تشكيكه ف عدالةم الصحابةم ،فئ نقلهئم سائية رسائول الئ و سانته ،هئو أمئر باطئل
شرعا و عقل ،لن الصحابةم هم الذين زكاهم ال تعئئال ،و شئئهد لئئم باليئئان و العمحئئل الصئئال و
ل ل
الفضئئليةم ،و وعئئدهم بالنصئئر و تقئئق علئئى أيئئديهم ،قئئال تعئئال }:يمعنمح ئقد نرتسائئوتل اللن ئه عوالنئذيعن عمعع ئهت
ضئ ئعواةنا لسائئيعمحاتهوم لفئ ئضئ ئةل مئ ئعن اللئن ئله عولر و
أعلشئ ئنداء ععلعئئى الوتكنفئئالر ترعحعئئاء بعوئيئنعئتهئ ئوم تعئعراتهئ ئوم ترنكةعئئا تسائ ئنجةدا يعئوبحتعئغتئئوعن فع و
ل ل ل ل ل
ك عمثعئلتتهئ ئوم لفئ ئ التنئ ئووعراة عوعمثعئلتتهئ ئوم لفئ ئ اوللنيئ ئلل عكئ ئعزّورنع أعوخئ ئعرعج عشئ ئطوأعهت فعئئآعزعرهت توتج ئئوهلهم مئ ئون أعثئع ئلر اليسئ ئتجود عذلئ ئ ع
ظ لبلئ ئتم الوتكنفئ ئئاعر عوععئ ئعد اللنئ ئهت النئ ئلذيعن آعمنتئ ئوا عوععلمحلتئ ئواع لليعغليئ ئ عب الئ ئيزّنرا ع
لل ل
ظ عفاوسائ ئئتعئعوى ععلعئ ئئى تسائ ئئوقه يئتوعجئ ئ تعفاوسائ ئئتعئوغلع ع
يم إلوذ لل ل ل ل صئئا ل ل ل
لات مونئتهئئم نموغفئعرة عوأعوجئةرا ععظيةمحئئا{ٍ -سائئورة الفتئئح ، -29/و}لععقئود عرضئعي اللنئهت ععئلن الوتمحئوؤممن ع ال ن ع
ت النشعجعرلة فعئععللعم عما لف قتئلتئولبلوم فعئعأنعزّعل النسئلكينعةمع ععلعويلهئوم عوأعثئعئابعئتهوم فعئوتةحئئا قعلريبحئةئا{ٍ -سائورة الفتئح ك عوت ع يئتعبحايلتعونع ع
ف ض عكعمحا اوسا تعوخلع ع ت لعيعوس تعوخللعفنئتهم لفئ اولعور ل صئاللا ل ل ل ل
،-18/و }عوععئعد اللنئهت النئذيعن آعمنتئوا منتك وم عوععمحلتئوا ال ن ع
ضئئى علئتوم عولعيتبحعئمدلعنئتهم مئن بعئوعئلد عخئووفللهوم أعومنةئا يعئوعبحتئتدونعلن عل ل ل ل ل ل
النذيعن من قعئوبحللهوم عولعيتعمحمكنعنن علئتوم دينعئتهئتم النئذي اورتع ع
ك تهئتم الوعفالسائتقوعن{ٍ -سائورة الن ئئور ،-55/و }عوالنسئابلتقوعن ل
ك فعأتوولعئلئ ع يتوشلرتكوعن لب عشويةئا عوعمئن عكعفئعر بعئوعئعد عذلئ ع
ل ل ل
ض ئواو ععون ئهت عوأععع ئند عل ئتومصئئالر عوالنئذيعن اتنئبحعئعتئئوتهم بللإوحعسئئانن نرلض ئعي الليئهت ععونئته ئوم عوعر ت العنولئتئوعن م ئعن الوتمحعهئئاجلريعن عواعلن ع
ك الوعفئووتز الوععلظيئتم{ٍ -سائئورة التوبئئةم .-100/و لنئئم ل لل ل ج ئنئا ن
ت عوتئلري عوتتعئعهئئا العنوئعهئئاتر عخالئديعن فيعهئئا أعبعئةدا عذلئ ع ع
314
راجع مثل كتب التفسي ،و الفقه ،فسئتجد أمثلئةم كئثية ،منهئا :فقئه السئنةم لسئيد سائابق .و تفسئي القئرآن العظيئم لبئن
كثي .
315
ابن كثي :البحدايةم ،ج 6صا .74 :و أحد بن حنبحل :السند ،ج 4صا. 279 :
316
ممحود الطحان :تيسي مصطلح الديث ،مكتبحةم رحاب ،الزّائر ،صا. 145 :
317
ابن تيمحيةم :ممحئوع الفتئاوى ،ج 8صا، 514 :ج 27صا . 477 :و صئديق حسئن خان القنئوجي :قطف الثمحئر ،ط
،2دار الماما مالك ، 1414 ،صا. 97 :
أيضا هم الذين آمنوا بالرساول-عليه الصلة و السلما، -و جاهدوا بئأموالم و أنفسئئهم فئ سائبحيل الئ
،فئئإذا لئ ينقئئل هئئؤملء أخبحئئار رسائئول الئ و سائئنته بأمانئئةم كاملئئةم ،فمحئئن الئئذي ينقلهئئا إلينئئا إذا ة ؟ ؟ .
فهل ينقلها إلينا اليهود و النصارى و الشركون ؟ ! .
و ختاما لا ذكرناه ،يتبحيم أن كل شبحهات أركون و اعتاضاته حول الشريعةم و ما يتعلق بئا ،
كانت أوهامئئا و أباطيئئل ،افتاهئا علئى السائئلما و السئلمحيم ،أخئئذ معظمحهئا عئن شئيوخه الستشئئرقيم
باعتافه هو شخصيا. 318
و أما بالنسبحةم لمحد عابد الابري فهو أيضا وقع ف أخطاء تتعلق بالشريعةم و الفقه و أصوله ،
ساأذكر منها أحد عشر خطأ ،أولا إنه بالغ ف تقزّي مئئا قئدمه الجئئاع للمحسئئلمحيم زمئئن الصئئحابةم ،و
أنه أدى إل تييع فكرة الجاع و اساتبحداده بعقول الفقهاء. 319
و ردا عليه أقول :أول إن الجاعات القليلةم الت حئدثت زمئن الصئحابةم ،كإجئاعهم بأن النئب-
عليه الصلة و السلما -ل يوصا لحد من بعده باللفةم ،و إجاعهم على جع القئئرآن الكريئ ،و
بيعتهئئم لبئ بكئئر ،و عمحئئر ابئئن الطئئاب ،و عنثمحئئان –رضئئي الئ عنهئئم ، -و إجئئاعهم علئئى توحيئئد
الصحف ،هي إجاعات لا أهيةم كبخى ،ل تيدانيها أي إجاع آخر على الطلق ،لنا هي الت
حفظ بها ال تعال دينه ،مصداقا لقوله تعئال }- :إلنئا عونئتن نعئنزّلونعئا الئمذوكعر عوإلنئا لعئهت علعئافلتظوعن{ٍ -سائورة
الجئئر ، -9/و هئئي مئئن الت ئواترات –بعئئد القئئرآن و السئئنةم الت ئواترة -الئئت تتحطئئم عنئئدها أباطيئئل و
خرافات أهل الهواء و الضلل الذين يطعنون ف السالما و الصئئحابةم .و لئئو لئ يكئئن لبحئئدأ الجئئاع
إل هئئذا الئئدور الئئاما ،لكئئان قئئد أدى مئئا عليئئه علئئى أكمحئئل وجئئه ،و قئيدما للمئئةم عمحل ربئئا ل يئتئدانيه
عمحل آخر .
و ثانيا إن الجاع مبحدأ أقره الشرع ،و هو ضرب مئن الجتهئاد القئائم علئى العلئم و العمحئل
،و قلةم حدوثه ل تقدح فيه ،لن هذه القلةم دليل على اليويةم و الرونةم ،و تعئئدد وجهئات النظئئر و
احتامهئئا زمئئن الصئئحابةم ،المئئر الئئذي يعن ئ أن مئئا زعمحئئه الئئابري مئئن تضئئخيم لسئئلطةم الجئئاع ،و
بالتئئال سائئلطةم السئئلف هئئو زعئئم مبحئئالغ فيئئه جئئدا ،جعئئل مئئن البحئئةم الصئئغية قبحئئةم ك ئبحية .علمحئئا بئئأن
الشرع عندما شيرع الجاع ل يإعله سالطةم مستقلةم ،و إنئا هئو تئابع لئه ،قال تعئال }-فعئلإن تعئعناعزوعتتوم
ل ل ن
ل{ٍ - خي ئقر عوأعوحعسئتن تعأولوي ة لف عشويء فعئتريدوهت إلعلئ الليئله عوالنرتسائولل لإن تكنتتئوم تئوؤملمنتئوعن بلئالليله عواوليعئ ووما اللخئلر عذلئ ع
ك عو
سائئورة النسئئاء ، :-59/و جئئاء فئ الئئديث )) ل طاعئئةم لخلئئوق فئ معصئئيةم الئئالق (( . 320و عليئئه
318
أنظر مثل :تارييةم الفكر ،صا 297 :ز و سايأت ذكر ناذج كثية فيمحا سايأت من كتابنا هذا ،إن شاء ال تعال .
319
بنيةم العقل العرب ،صا. 135 :
320
البان :الامع الصغي و زياداته ،ج 1صا. . 114 :
ف ئئإن الج ئئاع لي ئئس سا ئئلطةم مس ئئلطةم عل ئئى الس ئئلمحيم ،كمح ئئا صئ ئيوره ال ئئابري ،و إن ئئا ه ئئو ض ئئرب م ئئن
الجتهئئاد يقئوما علئئى الئئدليل ،مئئع العلئئم أنئئه مئئن العئئروف فئ الصئئول أنئئه ل اجتهئئاد و ل إجئئاع مئئع
النص .
و الطئئأ الثئئان يتعلئئق بإجئئاع الصئئحابةم أيضئئا ،و ذلئئك أن الئئابري عنئئدما عئئرض موقئئف القاضئئي
النعمحان الشيعي الساعيلي ،من إجئاع الصئحابةم ،ذكئر مئوقفه و ساكت عئن أخطئائه ،و زعئم أنئه
–أي النعمحان -أبطل أصول أهل السنةم .كقوله )) كيف يإوز القتداء بالصئئحابةم فئ كئئل مئئا يقولئئونه
و يفعلونه ،و يأمرونه و ينهون عنه (( ،و هؤملء الذين زعمحوا أنم أصحاب الرساول ،قد )) تفرقئوا
من بعده ،و تاجزّوا ،و اقتتلوا ،فقتل بعضهم بعضا ((. 321
و قئوله هئئذا يتضئئمحن أوهامئئا و أباطيئئل سائئكت عنهئئا الئئابري ،لنئئه أول أن النعمحئئان كئئذب علئئى
السئئنييم عنئئدما زعئئم أنئئم يئئرون القتئئداء بالصئئحابةم ف ئ كئئل مئئا يقولئئونه و يفعلئئونه و يئئأمرونه ،فهئئذا
بتان كبحي ،لن الشيعةم الماميةم هئم الذين يعبحئدون أئمحتهئم باعتقئاد العصئمحةم فيهئم ،و باتاذ أقئوالم
و أفعالم شرعا واجب إتبحاعه ،و أما أهل السنةم فل يعتقدون العصمحةم إل ف رساول ال-عليه الصلة
و السلما ، -و الصحابةم ليسوا بعصوميم ،فهم يطئون و تيصيبحون كغيهم من الناس. 322
و ثانيا إن الصحابة ليسوا هم الذين زعموا أنهم أصحاب رسول ا-عليه الصلةا و
السلم ، -و إنما ا تعالى هو الذي شهد لهم بالصحبة و اليمان و العمل الصالح ،و
اذ أواللذذيأن أمأعهي أأذشلداء أعألى ارليكلفاذر التمكين في الرض ،قال تعالى }- :لُمأحلمدد لريسويل ل
ضأواونا ذسيأماهيرم ذفي يويجوذهذهم اذ أوذر رضول بمأن ل يرأحأماء بأرينأهيرم تأأراهيرم يرلكوعا يسلجودا يأربتأيغوأن فأ ر
ع أأرخأرأج أش ر
طأ أهي أفآَأزأرهي ك أمثأليهيرم ذفي التلروأراذةا أوأمثأليهيرم ذفي ا ر ذلنذجيذل أكأزرر م بمرن أأثأذر اللُسيجوذد أذلذ أ
اي اللذذيأن آأمينوا ب اللُزلراأع لذيأذغيظأ بذذهيم ارليكلفاأر أوأعأد ل ظ أفارستأأوىَ أعألى يسوقذذه ييرعذج ي أفارستأرغلأ أ
ضأي ت ذمرنيهم لمرغفذأرةاو أوأأرجورا أعذظيوما{َ -سورةا الفتح ، -29/و}لأقأرد أر ذ صالذأحا ذ أوأعذميلوا ال ل
ت اللشأجأرذةا فأأعلذأم أما ذفي قييلوبذذهرم فأأأنأزأل اللسذكينأةأ أعلأريذهرم ك تأرح أاي أعذن ارليمرؤذمذنيأن إذرذ ييأبايذيعونأ أ ل
اي اللذذيأن آأمينوا ذمنيكرم أوأعذميلوا أوأأأثابأهيرم فأرتوحا قأذريوبا{َ -سورةا الفتح ، -18/و }أوأعأد ل
ف اللذذيأن ذمن قأربلذذهرم أولأييأمبكنألن لأهيرم ذدينأهييمض أكأما ارستأرخلأ أ ت لأيأرستأرخلذفأنليهم ذفي ارلأرر ذ صالذأحا ذ ال ل
ضى لأهيرم أولأييبأبدلأنليهم بمن بأرعذد أخروفذذهرم أأرمونا يأرعبييدونأذني أل ييرشذريكوأن ذبي أشريوئُا أوأمن اللذذي اررتأ أ
ك هييم ارلأفاذسيقوأن{َ -سورةا النممور -55/و}أواللسابذيقوأن الألويلوأن ذمأن ك فأأ يرولأئُذ أ
أكفأأر بأرعأد أذلذ أ
ضورا أعرنهي أوأأأعلد لأهيرم اي أعرنهيرم أوأر ي ضأي ر صاذر أواللذذيأن اتلبأيعويهم بذإ ذرحأسامن لر ذ لن أ ارليمأهاذجذريأن أوا أ
ك ارلفأرويز ارلأعذظييم{َ -سورةا التوبة/ ت تأرجذري تأرحتأأها الأرنأهاير أخالذذديأن ذفيأها أأبأودا أذلذ أ أجلنا م
. -100
و أمئئا تفرقهئئم و اختلفهئئم فهئئم كمحئئا حئئدث فيهئئم ذلئئك ،فقئئد حئئدث فيهئئم خلفئئه أيضئئا ،
فئاتفقوا علئئى أمئئور كئئثية ،و تعئئاونوا عليهئئا ،و أقئئاموا دولئئةم العئئدل ،و فتحئوا العئئال ،و قوضئوا دولئئت
321
بنيةم العقل ،صا. 322 :
322
سابحق توثيق ذلك ،عندما رددنا على أركون ف مسألةم العصمحةم .
الفئئرس و الئئروما ،و نشئئروا السائئلما ،و تقئئق وعئئد الئ تعئئال علئئى أيئئديهم ،عنئئدما قئئال }- :عوععئعد
ف النئلذيعن لمئئن قعئوبحلللهئوم ض عكعمحئئا اوسائتعوخلع ع ت لعيعوسئتعوخللعفنئتهم لفئ اولعور ل صئئاللا ل ل ل ل
اللنئهت النئذيعن آعمنتئوا منتكئوم عوععمحلتئوا ال ن ع
ضئى علئتوم عولعيتبحعئمدلعنئتهم مئن بعئوعئلد عخئووفللهوم أعومنةئا يعئوعبحتئتدونعلن عل يتوشئلرتكوعن لبئ عش ويةئا ل ل
عولعيتعمحمكنعنن علتوم دينعئتهتم النذي اورتع ع
ك تهتم الوعفالساتقوعن{ٍ -سائئورة الن ئئور ،-55/فئديل ذلئك علئئى أنئئم كئانوا علئئى ل
ك فعأتوولعئل ع
عوعمن عكعفعر بعئوععد عذل ع
الصراط الستقيم ،و أن ال تعال رضي ال ،و شهد لم باليان و العمحل الصال .
و ثالثئا إن مسئألةم مئا حئدث بيمئ الصئحابةم مئن اقتتئال ،هئو أمئر بئالغ فيئه النعمحئان الشيعي لن
الغالبحيةم العظمحى من الصحابةم ل تشارك فيه ،و الذين شاركوا فيه كانوا متهدين طالبحيم للحق. 323
و مع ذلك كانوا مؤممنيم ،لن ال تعال أخبخنا بإمكانيةم اقتتئال الئؤممنيم ،و وصئفهم بئأنم إخئوة و
ص ئللتحوا بعوئيئنعئتهعمحئئا فعئلإن لل ل ل ل
أمئئر بالصئئلح بينهئئم ،قئئال سا ئبححانه }- :عولإن عطائعفتعئئان م ئعن الوتمح ئوؤممن ع
يم اقوئعتتعئلتئوا فعأع و
صئللتحوا بعوئيئنعئتهعمحئئا ت فعأع و
ل ل ل ل
ها ععلعئى اولتوخئعرى فعئعقئاتلتوا النلتئ تعئوبحغئي عحنتئ تعفيئءع إلعلئ أعومئلر اللنئه فعئلإن فعئاء و ت إلوحئعدا تع
بعئغعئ و
يم {ٍ -ساورة الجرات ، -9/و بناء على ذلك فإن اختلف لل لبالوععودلل عوأعقولسطتوا إلنن اللنهع تلي ي
ب الوتمحوقسط ع
الصئئحابةم ل ينئئع مئئن القتئئداء بئئم فئ الئئتزّامهم بالشئئرع ،و فيمحئئا أجعئوا عليئئه ،بئئل الئ تعئئال يأمرنئئا
يم نتئعولمله لل ل ل ل
غي ئعر عسائلبحيلل الوتمحئوؤممن ع
يمئ لعئهت اولئتعدى عويعئتنبحلئوع عو بذلك ف قوله }- :عوعمن يتعشاقلق النرتساوعل من بعئوعئد عمئا تعئبحعئ ن ع
ص ئةيا{ٍ -سائئورة النسئئاء ، -115/و بئئا أن الشئئرع قئئد شئئهد لئئم تمل مئئا تعئ ئونل ونت ل ل
ص ئله عجعهن ئعم عوعسائئاء و ع ع ع ع و
باليئئان و العمحئئل الصئئال ،و تقئئق وعئئده علئئى أيئئديهم ،فئئإن اليئئةم تشئئمحلهم قبحئئل غيهئئم ف ئ أمرهئئا
بإتبحاع سابحيل الؤممنيم .
و أما الطأ الثالث فيتعلق بنظرة الابري إل مسألةم تعليل الحكاما الشرعيةم و الفعال الليئةم ،
و تفسئئيه لئئا ،فزّعئئم الئئابري أنئئا مسئئألةم توقئئع فئ ئ إشئئكال ل يقبحئئل حل ،و اليئئات القرآنيئئةم فيئئه
متضاربةم ،فإذا قلنا :أفعال ال تمعللةم صادرة عن علةم ،فهذا عيم الشكال ،لنه يعنئ أن )) إرادة
ال ئ ليسئئت حئئرة حريئئةم مطلقئئةم ،بئئل هئئي موجهئئةم لئئدوافع و اعتبحئئارات ،أو ب ئواعث و أغ ئراض ...مئئا
يتناف مع الكمحال الطلق ،الذي يتصف به ال (( ،هذا بالضافةم إل أن )) هناك آيئات فئ القئئرآن
تفيد أن ال ل يصدر ف أفعاله عن أيةم دوافع مهمحا كانت ،و أنئه ل يتسئأل عمحئا يفعئل ،و بالتال
فأفعاله غي تمعللةم إطلقا ((. 324
و إذا كانت فرضيةم أن أفعاله تمعللةم انتهت بنا إل أنا غي تمعللةم ،فهذا يعن أنا ل ترمي إل
أي هدف ،و ل تصدر عن أي حكمحةم ،ما يعن أيضا أنا أفعال عشوائيةم عبحثيئئةم ،و هئئي صئئفات
تناقض فكرة الكمحال اللي ،هذا فضل على أن ال وصف نفسه ف القئرآن بئأنه ل يفعئل العبحئئث ،
323
أنظر كتابنا :الصحابةم العتزّلون للفتنةم الكبخى ،ط ، 1دار البحلغا ،الزّائر . 2003 ،
324
بنيةم العقل ،صا. 159 :
و بذلك نصل إل القول )) :إن أفعاله ل يكن أن تكئئون غيئ تمعللئةم (( ،عكئئس مئئا سائبحق تقريئئره ،
و بذلك نكون إذا عللنا الفعال و الحكاما نكون انتهينا إل أنا غي تمعللئئةم ،و إذا قلنئئا :إنئئا غيئ
تمعللةم انتهينا إل أنا تمعللةم ،و هذا تناقض. 325
و تحليله هذا غير صحيح ،و يتضمن مغالطة و خطأ في فهم القرآن الكريم ،لنه
أول إن القرآن الكريم ل يوجد فيه أي تناقض في مسألة تعليل أحكام ا تعالى و
أفعاله ،فهي يمعللة عل أساس حكمته و كماله و غناه ،و قدرته و إرادته المطلقتين ،
و ليست معللة عن نقص و حاجة ،فالقرآن الكريم مليء باليات التي يتثبت أن أفعال
ا تعالى و أحكامه كلها ذحكم و مصالح و منافع ضمن الرادةا اللهية الحكيمة الغنية
ك لذرلأملأئذأكذة إذبني أجاذعدل ذفي المطلقة البعيدةا عن العبث ،قال تعالى }- :أوإذرذ أقاأل أرلُب أ
ك البدأماء أونأرحين نيأسببيح بذأحرمذد أ
ك ض أخذليفأةو أقايلورا أأتأرجأعيل ذفيأها أمن ييرفذسيد ذفيأها أويأرسفذ ي الأرر ذ
ت ارلذجلن ك أقاأل إذبني أأرعلأيم أما لأ تأرعلأيموأن {َ -سورةا البقرةا ، -30/و}أوأما أخلأرق ي س لأ أ أونيقأبد ي
اأ هيأو طذعيموذن ،إذلن ل ق أوأما أيذرييد أأن يي ر س إذلل لذيأرعبييدوذن ،أما أيذرييد ذمرنيهم بمن بررز م أوا ر ذلن أ
ق يكلل أشريمء فأقألدأرهي ق يذو ارلقيلوذةا ارلأمذتيين {َ -سورةا الذاريات ،-58-56و} أوأخلأ أ اللرلزا ي
تأرقذديورا{َ -سورةا الفرقان ، -2/و }-أأفأأحذسربتيرم أأنلأما أخلأرقأنايكرم أعبأوثا أوأأنليكرم إذلأريأنا أل تيررأجيعوأن{َ
اي أعألى بأأشمر ق قأردذرذه إذرذ أقايلورا أما أأنأزأل راأ أح ل -سورةا المؤمنون ،-115/و}أوأما قأأديرورا ر
ب اللذذي أجاء بذذه يموأسى ينوورا أوهيودىَ بلللنا ذ
س تأرجأعيلونأهي بمن أشريمء قيرل أمرن أأنأزأل ارلذكأتا أ
اي ثيلم أذررهيرم س تيربيدونأأها أوتيرخيفوأن أكذثيورا أويعلبرميتم لما لأرم تأرعلأيمورا أأنتيرم أولأ آأبايؤيكرم قيذل ر قأأراذطي أ
ضذهرم يأرلأعيبوأن{َ -سورةا النعام ، -91/و }أوأأررأسرلأنا البرأياأح لأأواقذأح فأأأنأزرلأنا ذمأن ذفي أخرو ذ
اللسأماء أماء فأأ أرسقأريأنايكيموهي أوأما أأنتيرم لأهي بذأخاذزذنيأن{َ -سورةا الحجر ،-22/و}أوأجأعرلأنا ذمأن
ارلأماء يكلل أشريمء أحلي أأفأأل ييرؤذمينوأن{َ -سورةا النبياء ،-30/و )) و حرم الخبائث ((-
س بمرن ب أوالأرزلأيم ذررج د صا ي لن أسورةا -و}-أيا أألُيأها اللذذيأن آأمينورا إذنلأما ارلأخرمير أوارلأمريذسير أوا أ
طاذن أفارجتأنذيبوهي لأأعلليكرم تيرفلذيحوأن{َ -سورةا المائدةا . -90/ أعأمذل اللشري أ
و ثانيا إن التناقض الذي توهه الابري ل حقيقةم له أصل ف القئئرآن و ل فئ العقئئل ،لنئئه بئئا
أن الئ تعئال تمتصئف بصئفات الكمحئال الطلئق ،و ل يتصئف بأيئةم صئفةم نقص ،فإنه سائبححانه خلق
العئئال عئئن كمحئئال ل عئئن نقئئص ،فبحمحئئا أنئئه غنئ تمطلئئق ،فل يصئئح أصئئل افئتاض حكايئئةم الاجئئةم و
البحئواعث فئ أفعئئال الئ و أحكئئامه . ،و بئئا أنئئه أيضئئا حكيئئم خئبحي فل يصئئح أصئئل افئتاض حكايئئةم
العشوائيةم و العبحثيةم ف أفعاله و أحكامه .و أما قوله تعال }- :عل يتوسأعتل ععنمحا يعئوفععتل عوتهوم يتوسأعتلوعن{ٍ
-ساورة النبحياء -23/فهو دليل على طلقةم الرادة الليةم الت تفعل ما تريد عئئن حكمحئئةم و غنئ ،ل
عن قهر و حاجةم و عبحثيةم .و عليه فإننا إذا قلنا :إن أفعال ال تعال تمعللئةم فل يتئؤمدي ذلئئك مطلقئئا
إل ما توهه الابري ،فهي معللةم عن حكمحةم و إرادة و كمحال و غن ،و ليست تمعللةم عن ضعف
و نقص و حاجةم ،و هذا الذي قلناه يشهد له القرآن و تيؤمكده ف آيات كثية جدا .
325
نفسه ،صا. 159 :
و ثالثا إن الابري عرض مسألةم تعليل أحكاما الشرع بطريقئةم غيئ صئئحيحةم ،تناولئئا كأنئا مقارنئئةم
بيم ئ ملئئوق و ملئئوق مثلئئه ،و هئئذا خطئئأ منهجئئي فئئادح ،فمحئئن أيئئن لئئه أن ال ئ تعئئال إذا قلنئئا :إن
أفعاله و أحكامه تمعللةم ،قال هو :كان فيهئا خاضئعا لئدوافع و بئواعث و أعئراض ؟ ! ،إنئئه ليئس لئه
فئ ذلئئك دليئئل مئئن الشئئرع و ل مئئن العقئئل ،و إنئئا أخطئئأ فئ ذلئئك لنئئه قئئاس الئئالق بئئالخلوق ،و
صئتي{ٍ -سائئورة الشئئورى،-11/ نسئئي أو تناسائئى أن الئ تعئئال }:لعيئس عكلمحثوللئله عشئيء وهئو النسئلمحيع البح ل
ت ع و ق عتع و ع
صعمحتد ،لو يعلود عوعلو تيولعئود ،عوعلوئ يعتكئن لنئهت تكتفئةوا أععحئقد{ٍ-سائورة الخلصا-1/ ل و}قتول تهعو اللنهت أععحقد ،اللنهت ال ن
س إلنل لليعئوعبحتتدولن ،عما أتلريئتد لمونئتهئم مئن مروزنق ، -4و أنه سابححانه عندما قال }:عوعما عخلعوق ت ل ل
ت اولنن عواولن ع
ل ل ل ل
يم ئ {ٍ -سائئورة الئئذاريات ،-58-56عيقئئب عوعمئئا أتلري ئتد عأن يتطوعتمحئئون ،إلنن اللنئهع ته ئعو ال ئنرنزاتق تذو الوتق ئنوة الوعمحت ت
وراء ذلك مبحاشرة بقوله } :ما أتلريتد لمونئهم ممن مروزنق وما أتلريتد عأن يطوعلمحولن ،إلنن اللنه هو الئنرنزاتق تذو الوتقئنوةل
ع تع ت ت عع ت ع
يم {ٍ ، -فهو سابححانه خلق النسان لغايةم و حكمحةم و ليئس عئن حاجئةم و نقئص ،و ل لعبحئئث ل
الوعمحت ت
،لذا نبحه هذا النسان و حذره من أن يتصور أن الئ فئ حاجئةم إلئ خلقئه و عبحئادته لئه ،وإنئا فعئل
ذلك لكم و مصال ربانيةم عن كمحال تمطلق و حكمحةم بالغةم .و بذلك يتبحيم أن اعتاضات الئئابري
ليست منطقيةم و ل شرعيةم ،و ف غي ملها ،ل تتتصيور إل ف جنب الخلوق العاجزّ .
و الطئأ الرابئع يتعلئق هئو أيضئا بسئألةم الكمحةم و التعليل ،ادعى فيئه الئابري أن الشئاعرة و
أهئئل السئئنةم قبحلهئئم أنكئئروا الس ئبحبحيةم و التعليئئل . 326و ق ئوله هئئذا غي ئ صئئحيح علئئى إطلقئئه ،لن فيئئه
خطأ واضحا ،ف تعمحيم حكمحئه علئئى أهئل السئنةم كلهئئم و إلئاقهم بالشئاعرة ،و الصئحيح هئئو أن
أبا السن الشعري و أتبحاعه هم الذين أنكروا الكمحةم و التعليل ف أحكاما ال و أفعاله. 327
و أمئئا أهئئل السئئنةم فئئأكثرهم اثبحت ئوا الكمحئئةم و التعليئئل كأئمحئئةم السئئلف ،و جهئئور الفقهئئاء ،
كئئالفقيهيم الشئئافعييم اب ئ بكئئر القفئئال و أب ئ علئئي بئئن أب ئ هريئئرة ،و الفقيهيم ئ النبحلييم ئ أبئ السئئن
التمحيمحي ،و أب الطاب الكلوذان . 328و قد ذكر ابن قيئئم الوزيئئةم أن إثبحئئات الكمحئةم و التعليئل هئئو
قئئول جهئئور أهئئل السائئلما ،و أكئئثر طوائئئف النظئئار و الفقهئئاء قاطبحئئةم ،إل مئئن تئئرك الفقئئه و تكلئئم
بأصول النفاة. 329
و الطأ الئامس يتعلئق بنظئرة الئابري إلئ القيئاس الفقهئي و مئوقفه منئه و مئا ذكئره عنئه ،فقئد
326
نفس الرجع ،صا. 205 ، 161 ، 160 :
327
ابن تيمحيةم :ممحوع الفتاوى ،ج 8صا ، 467 ، 377 :ج 9صا . 287 :و دقائق التفسي ،ج 2صا. 109 :
328
ابئئن تيمحيئئةم :منهئئاج السئئنةم ،ج 1صا . 144 :و ممحئئوع الفتئئاوى ،ج 16صا . 498 :و دقئئائق التفسئئي ،ج 2صا:
. 110
329
ابن قيم الوزيةم :شفاء العليل ،دار الفكر ،بيوت ،1978 ،صا . 206 :
ادعئى أن العلمحئئاء القئئائليم بالقيئئاس ،أقئئاموا مشئئروعيته علئئى أسائئاس مارسائئةم الصئئحابةم لئئه ،و إجئئاعهم
على الكم بالرأي و الجتهاد ف كل واقعةم وقعت لم. 330
و قوله هذا فيه خطأ واضح ،هو أن الفقهاء القائليم بالقياس ل تيقيمحوا مشروعيته على مارسائئةم
الصحابةم له فقط ،و إنا أقاموه أول على الكتاب و السنةم ،و احتجوا له بآيئات و أحئاديث كئثية
ل ،كقئوله تعئئال } :إلنن لفئ عذللئ ع ل
كصئئالر{ٍ -سائئورة آل عمحئران، -13/و }إلنن لفئ عذلئ ع ك لععوبح ئعرة نلتووللئ العبو ع
لععلبحئرة لممحن عيوشى{ٍ -ساورة النازعات ، -26/و}وإلعذا جاءهم أعمر من العملن أعلو اولو ل
ف أععذاعتواو بلئله عولعئوو عو ع ع ت و وق ع و ع وع ع
ل ل ل ل ل
عريدوهت إلعل النرتساولل عوإلعل أتوولل العوملر مونئتهئوم لعععلعمحئهت النئذيعن يعوس عتنبحلتطونعهت مونئتهئوم عولعئوولع فع و
ضئتل الليئه ععلعويتكئوم عوعروحعتتئهت
ل{ٍ -سائ ئئورة النسئ ئئاء ،-83/و حئ ئئديث النئ ئئب-عليئ ئئه الصئ ئئلة و السئ ئئلما- لعتنئبحعئوعتتئ ئتم النش ئ ئويعطاعن إللن قعللي ة
)) )) إذا حكم الاكم فاجتهد فأصاب ،فله أجران ،و إذا حكم فأخطأ فله أجئئر واحئئد (( 331و
لي ئئس هن ئئا م ئئال اساتقص ئئائها ،فق ئئد ذك ئئر بعض ئئها الوف ئئق ب ئئن قدام ئئةم القدسا ئئي فئ ئ روض ئئةم الن ئئاظر ،و
السبحكي ف الباج ف شرح النهاج ،و الشوكان ف إرشاد الفحول. 332
و قال أيضا –أي الابري -إن القياس الفقهي كان من السلطات الت قيدت العقل العرب ،و
كان عقبحةم ف طريقه .333و قوله هذا غي صحيح علئى إطلقئه ،لن القيئاس الفقهئي هئو ضئرب مئن
ضروب الجتهئئاد الئذي أجئازه الشئئرع و حئث عليئئه ،فئإذا اسائتخدما بطريقئئةم صئئحيحةم ،و بعنئ آخئئر
إذا كئئان قياسائئا جليئئا صئئحيحا ،فهئئو وسائئيلةم مئئن وسائئائل معرفئئةم الحكئئاما الشئئرعيةم ،و إنتئئاج العرفئئةم
الصحيحةم ،و عدما اساتخدامه تيوقعنا ف أخطاء فادحةم و تمضحكةم ،و الشواهد على ذلك كئئثية ،
منها :
إذا قلنا :با أن ال تعال حرما على البن أن ينهر والديه ،فإنه يئرما عليئئه أيضئئا لعنهمحئئا ،كئئان
هذا قياساا صحيحا ،لكننا إذا أنكرناه نكون قد خالفنئا الشئئرع و العقئئل ،و أضئحكنا النئاس علينئا
.
و الشئئاهد الثئئان هئئو :إذا قئئال طئبحيب لريئئض مئئا :ل تأخئئذ دما هئئذا الرجئئل ،لنئئه يمحئئل مئئرض
الدز .ث ئ قلنئئا نئئن :يإئئب علئئى هئئذا الريئئض أن ل يأخئئذ الئئدما مئئن أنئئاس آخريئئن يمحلئئون مئئرض
الدز .فقياسانا يكون صحيحا خالصا ،أما إذا أنكرناه فنكئون قئد أخطأنئا خطئأ فادحا و أضئحكنا
330
ببحنيةم العقل ،صا. 140 :
331
التمذي :السنن ،ج 3صا. . 615 :
332
أنظئئر :روضئئةم النئئاظر ،ط ، 2جامعئئةم المئئاما ممحئئد بئئن سائئعود ،الريئئاض ،1399 ،صا 85 :و مئئا بعئئدها .و إرشئئاد
الفحول ،ط ، 1دار الفكر ،بيوت ، 1992 ،ج 1صا 296 :و ما بعئدها .و الباج ،ط ، 1دار الكتئب العلمحيئةم
،بيوت ،1404 ،ج 3صا 9 :و ما بعدها .
333
بنيةم العقل ،صا. 570 ، 569 ، 567 :
الناس على عقولنا .
و الشئئاهد الثئالث مفئئاده أننئا إذا قلنئا :إن الشئئرع حئرما المحئر و النصئاب و الزلما لنئا رجئئس
من عمحل الشيطان .ث قلنا :إن كل شيء ثتبحت أنه رجس من عمحل الشيطان ،فهئئو حئراما .يكئئون
قياسانا هذا صحيحا ،لكننا إذا قررنا خلفه نكون قد أخطأنا .
و الشاهد الخي – أي الرابع -هو أننا إذا قلنا :المحر تحرما لنه تيذهب العقئل و المئوال ،
و تييرب البحيوت ،و تيفسد التمحع ،و قياساا على ذلك قلنا :إن الخدرات هي أيضا حراما مع أنا
ل تئذكر فئ الشئرع ،لنئا تفعئل مئا يفعلئه المحئر و أكثر مئن ذلئك ،كئان قياسائنا صئحيحا ل شئك
فيه .لكننا إذا قلنا :إنا حلل أو مبحاحةم بدعوى أنا ل تذكر بعينها ف الشرع ،نكئئون قئئد أخطأنئئا
،و خالفنا حكمحةم الشرع و العقل معا .
و عنئئدما ذكئئر الئئابري أن النكريئئن للقيئئاس ذكئئروا أن فئ الشئئرع أمئئورا لئ يعرفئوا لئئا تعليل و ل
قياساا قال :إنه ل مناصا )) من أحد الوقفيم ،إما التخلص مئئن إشئئكاليةم التعليئل بئئتك القيئئاس ،و
إمئ ئ ئئا التمحسئ ئ ئئك بالقيئ ئ ئئاس مئ ئ ئئع الحتفئ ئ ئئاظ بإشئ ئ ئئكاليةم التعليئ ئ ئئل دون حئ ئ ئئل (( ،و إمئ ئ ئئا تاوزهئ ئ ئئا – أي
الشئئكاليةم ، -فيتطلئئب المئئر إعئئادة تأسائئيس الصئئول علئئى طريقئئةم الشئئاطب فئ بنئئاء الحكئئاما الفقهيئئةم
على مقاصد الشريعةم و ليس على مرد التعليل. 334
و ردا عليئئه أقئئول :أول إن مسئئألةم التعليئئل سائبحق أن تناولناهئئا و أثبحتنئئا أن التعليئئل حقيقئئةم شئئرعيةم و
كونيئةم ثابتئةم ،و مئئن ثئ فل يصئئح دعئئوى النكريئئن للقيئئاس و التعليئئل بئأنه توجئئد أحكئئاما شئئرعيةم غيئ
تمعللئئةم ،لنئئه بئئا أن الئ تعئئال أخبخنئئا فئ كتئئابه العزّيئئزّ الكيئئم ،بئئأنه سائبححانه حكيئئم عليئئم ،لطيئئف
قدير ،بديع مريد ،فعال لا يريد ،و له تمطلق صفات الكمحال ،فأفعاله تعال كلها لحكم بالغئئةم ،
ل{ٍ -سائئورة و مصئئال نافعئئةم ،نعئئرف بعضئئها ،و نهئئل معظمحهئئا ،و} عوعمئئا تأولتيتتئئم مئئن الوعلول ئلم إللن قعللي ة
ب لزودلن ئ لعولةمحئئا{ٍ -سائئورة ط ئئه .-114/فئئإذا ل ئ نعئئرف لمئئر مئئا وجهئئا ف ئ السا ئراء ، -85/و}عوقئتئل نر م
التعليئئل و الكمحئئةم ،فئئذلك مئئرده إل ئ :إمئئا أننئئا ل ئ نفهئئم النئئص فهمحئئا صئئحيحا .و إمئئا أن النئئص
يتناول أمرا ل تيدركه العقل ،فهو فوق طاقته .و إما أن النص ل يصئل النسئان إلئ فهمحئه بعئد .و
إما أن النص الديثي الذي ناول فهم ليس صحيحا .
و ثانيئئا إن إشئئكاليةم التعليئئل الئئت توههئئا الئئابري سا ئبحق أن ناقشئئناه فيهئئا و أثبحتنئئا أنئئا وهئئم ،ل
حقيقةم لا ف الشئرع و ل فئ العقئل معئا .مئا يعنئ أن اقئتاحه الذي اقئتحه للتخلص مئن الشئكاليةم
الزّعومةم ،ل حاجةم لنا فيه ،و غي مطلوب أصل .لنئه ل تنئاقض بيمئ التعليئل و القيئاس الصئحيح
،و مقاصد الشريعةم و من ثئ فل حاجئةم أصئل إلئ إعئادة تأسائيس الصئول ،علئى القاصئد ،لنئا
هئئي فئ ئ الصئئل موجئئودة فئ ئ الشئئرع ،و تقئ ئوما أسااسائئا علئئى الكمحئئةم و التعليئئل اللئئذين يقئ ئوما عليهمحئئا
334
بنيةم العقل . 163 ،
موضوعا القياس الصحيح ،و مقاصد الشريعةم ،فل قياس و ل مقاصد دون حكمحةم و تعليل .
و بذلك يتبحيم أن طعن الابري ف القيئاس الشئئرعي مطلقئئا هئئو طعئئن فئ غيئ ملئئه ،كئان عليئئه
أن ل تيعمحئئم حكمحئئه ،و يتف ئيرق بيم ئ القيئئاس اللئئي الصئئحيح ،النتئئج البحئئدع ،و بيم ئ القيئئاس الفسئئد
للشرع و العقل معا .لكنه ل يفعل ذلك ليصل إل ما تيطط و تيهد له ،من إنكئئار القيئئاس مطلقئئا
،و النتصار لبن جزّما الظاهري و مدرساته ،ليوظف ذلك ف مشروعه الذي يدعو إليه. 335
و أما الطأ السادس فيتعلق بوضوع مقاصد الشريعةم ،فقد زعم الابري أن فكر أب إساحاق
الشاطب )ت 790ه( ،الذي أقامه على مفهوما مقاصد الشريعةم و كلياتا ،و على الطرقئئةم التكيبحيئئةم
،هئئي عناصئئر لئ يكئئن لئئا حضئئور تأسايسئئي قبحئئل الشئئاطب ،و )) ل أي نئئوع مئئن الضئئور فئ حقئئل
العرف ئئةم البحيئ ئئان(( ، 336ثئ ئ ادع ئئى أن مفهئ ئوما الكلئ ئئي ك ئئان غائبحئ ئئا تام ئئا م ئئن الق ئئل العرفئ ئ البحي ئئان قبح ئئل
الشاطب. 337
و ردا عليه أقول :أول فبحالنسبحةم لا قاله عن مفهوما القاصد و الصال فئ الشئريعةم ،فهئو قئول
غيئ صئئحيح ،لنئئه قئئد سائبحق الشئئاطب علمحئئاء كئئثيون ،أشئئاروا إلئ موضئئوع القاصئئد و الصئئال ،و
بعض ئئهم ذك ئئره مئ ئرارا ،و توسا ئئع في ئئه ،أذك ئئر منه ئئم تس ئئعةم علمح ئئاء ،أول ئئم أب ئئو بك ئئر الص ئئاصا )ت
يمئ لعتكئوم عويعئوهئلديعتكوم تسائنععن النئلذيعن لمئن قعئوبحللتكئوم ل
370ه ( ،فإنه عندما فيسر قوله تعال }- :يتلريتد الليئهت ليتبحعئ م ع
ب ععلعويتكئوم عوالليئهت ععلليئقم عحلكيئقم{ٍ -سائئورة النسئئاء ، -26/ذكئئر أن هنئئاك رأيئئا يئئرى أن معنئ ذلئئك عويعئتئتئو ع
هو )) بيان ما لكم فيئه مئن الصئلحةم ،كمحا بينئه لئم ،و إن كئانت العبحئادات و الشئرائع متلفئةم فئ
نفسها ،فإنا متفقةم ف باب الصال ((. 338
و ثانيهم أبو العال الوين إماما الرميم )ت 478ه( ،فإنه قئال )) :و مئئن قئال و الالئةم هئئذه
،ل أثئئر لئئذا الختصئئاصا ،و أنئئا هئئو أمئئر وقئئائي ،فقئئد نئئادى علئئى نفسئئه بالهئئل بقاصئئد الشئريعةم
،و قضايا مقاصد الخاطبحيم ،فيمحا تيؤممرون به و تينهون عنه (( ،و قال )) :و لا تقق تيزّ الصئئول
بواصئئها ،و تيزّهئئا بقاصئئدها ،و صئئارت القواعئئد كلهئئا ف ئ التكليئئف تئئت ربقئئةم واحئئدة (( ،و قئئد
كرر الوين عبحارة مقاصد الشرع مرارا. 339
335
سايتبحيم ذلك لحقا ف مبححث قادما من هذا الفصل ،إن شاء ال تعال .
336
يقصد بالقل العرف البحيان :علوما الشريعةم ،و اللغةم و الدب ،و علم الكلما .
337
بنيةم العقل ،صا. 547 :
338
الصاصا :أحكاما القرآن ،دار إحياء التاث العرب ،بيوت ،1405 ،ج 3صا. 126 :
339
الوين :البخهان ف أصول الفقه ،ط ، 4دار الوفئاء ،مصر ، 1418 ،ج 1صا ، 206 ، 133 :ج 2صا، 24 :
. 688 ، 590
و الثئالث هئو حجئةم السائلما أبئو حامئد الغزّالئ )ت 505ه( ،قئال )) :لنئا رددنئا الصلحةم إلئ
حفئئظ مقاصئئد الشئئرع ،و مقاصئئد الشئئرع تتعئئرف بالكتئئاب و السئئنةم و الجئئاع (( . 340و الرابئئع هئئو
الفقيه إبراهيم بن عبحد الصمحد الالكي التنوخي)ت بعد526:ه( ،صينف كتابا ساه :النوار البحديعةم
إل ئ اسا ئرار الش ئريعةم ، 341و عن ئوانه شئئاهد علئئى أن م ئؤملفه كئئان لئئه تص ئيور -علئئى القئئل -عئئن لحكئئم
الشريعةم و أسارارها و غاياتا المحيدة النافعةم .
و الامس هو الفقيه علء الدين الكاساان )ت 587ه( ،قال ف كتابه بدائع الصنائع )) :لن
شرف النكاح و خطره ،لا يتعلق به من القاصئد الدينيئةم و الدنيويئةم (( . 342و السئادس هئو الفسئر
أبئئو عبحئئد ال ئ القرطئئب )ت 671ه ( ،فئئإنه قئئال ف ئ تفسئئيه )) :هئئذا قئئول مئئن خفئئي عليئئه مقاصئئد
الشريعةم ((. 343
و السابع هو شيخ السالما ابن تيمحيئةم )ت 728ه( ،لئه أقئوال كثية جئدا فئ مقاصئد الشئريعةم و
أسائ ئرارها ،منهئئا قئ ئوله )) :إن الشئ ئريعةم جئئاءت بتحصئئيل الصئئال و تكمحيلهئئا ،و تعطيئئل الفاسائئد و
تقليلها (( ،و قد كرر هئذا فئ مواضئئع كئثية مئئن مصئنفاته . 344منهئا قئوله )) :و مئن تأمئل أصئول
الش ئريعةم و مقاصئئدها ،ت ئبحيم لئئه أن هئئذا القئئول هئئو الص ئواب (( ،و نئئص علئئى ان الش ئريعةم اشئئتمحلت
على الصال و الاسان ،و القاصد الت للعبحاد ف معاشهم و معادهم. 345
و الثامن هو الفقيئه القئق ابئن قيئم الوزيئةم )ت 751ه( ،فهئو أيضئا لئه أقئوال كثية عئن أسائرار
الش ئريعةم و مقاصئئدها و لحكمحهئئا ،نئئدها مبحثوثئئةم ف ئ مصئئنفاته ،مئئن ذلئئك قئ ئوله )) :و هئئذه أسائ ئرار
يعرفها من له لالتفات إل أسارار الشريعةم ،و مقاصدها و لحكمحها (( ،و قئوله )) :إذا تئئأملت أصئئول
الشريعةم و قواعدها ،و ما اشتمحلت عليه من الصئئال و درء الفاسائئد(( . 346و قئوله أيضئئا )) :و هئذه
الواضئئع و أمثالئئا ل تتمحلهئئا إل العقئئول الواسائئعةم الئئت لئئا إشئراف علئئى أسائرار الشئريعةم و مقاصئئدها و
لحكمحها ((. 347
و آخرهم –أي التاساع -الفقيه الصئول العئزّ بن عبحئد السئلما)ت 660ه( ،و هئو مئن علمحئاء
340
أبو حامد الغزّال :الستصفى ،ط ، 1دار الكتب العلمحيةم ،بيوت ، 1414 ،صا. 179 :
341
ابن فرحون :الديبحاج الذهب ،دار الكتب العلمحيةم ،بيوت ،د ت ،ج 1صا. 87 :
342
علء الدين الكاساان :بدائع الصنائع ،ط ، 2دار الكتاب العرب ،بيوت ، 1982 ،ج 3صا. 97 :
343
القرطب :تفسي القرطب ،ط ، 2دار الشعب ،القاهرة 1372 ،هج 7صا. 189 :
344
انظر مثل :ممحوع الفتاوى ،ج 1صا ، 265 :ج 15صا ، 312 :ج 20صا ، 48 :ج 30صا . 136 :و منهاج
السنةم ،ج 1صا. 551 :
345
ممحوع الفتاوى ن ج 8صا 179 :ن ج 33صا. 103 :
346
زاد العاد ف هدى خي العبحاد ،ط ،14مؤمساسةم الرساالةم ،بيوت ،1986 ،ج 1صا. 216 :
347
أعلما الوقعيم ،دار اليل بيوت ، 1973 ،ج 4صا. 112 :
القئئرن السئئابع الجئئري ،تركنئئاه فئ الخيئ لهيئئةم مئئا قئئاما بئئه فئ علئئم مقاصئئد الشئريعةم ومصئئالها ،و
لعتاف الابري بذلك ،ليد الابري على نفسه ،فإنه ذكر ف كتابه العقئل الخلقئي أن للعئزّ بن
عبحئئد السئئلما ،كتبحئئا بناهئئا علئئى فكئئرة القاصئئد ،ث ئ أكئئد علئئى أن العئئزّ هئئو )) أحئئد أقطئئاب مدرسائئةم
القاصد ،ف الفكر السالمي ،إن ل يكن الؤمساس الفعلي لا ،فقد عاش قبحل الشاطب بنحو قئرن
و ثلئئث قئئرن مئئن الزّمئئان ((. 348و نقئئل أيضئئا أقئوال لبئئن تيمحيئئةم تتعلئئق بقاصئئد الشئريعةم و مصئئالها ،
منهئئا ق ئوله )) :الصئئال هئئي الئئت تترجئئح ،و الهئئم ف ئ هئئذا البحئئاب معرفئئةم الصئئلح ((،و علئئى )) أن
الواجب تصيل الصال ،و تكمحيلها ،و تبحطيل الفاساد و تقليلها . 349(( ...
و بذلك يتبحيم أن ما ادعاه الابري من أنه لئ يكئن للفكئر القاصئدي حضئور قبحئل الشئاطب ،هئو
ادعاء غي صئحيح ،نقضئه الئابري بنفسئه ،عنئدما اعئتف صئراحةم أن العئزّ بئن عبحئد السئلما ،أحئد
أقطاب الفكئر القاصئئدي ،إن لئ يكئن هئئو مؤمساسئئه .لكئن الغريئب فئ المئئر أن الئابري أبقئى علئى
هئئذا التنئئاقض قائمحئئا فئ كتئئابيه :بنيئئةم العقئئل ،و العقئئل الخلقئئي ،فالطبحعئئةم الئئت عنئئدي مئئن كتئئاب
بنيةم العقئل ،هئي الطبحعئةم السئابعةم الصئادرة فئ نوفمحئبخ ، 2004عئن مركئزّ دراسائات الوحئدة العربيئةم ،
بئ ئبحيوت ،و الطبحع ئئةم ال ئئت عن ئئدي م ئئن كت ئئابه العق ئئل الخلق ئئي العربئ ئ ،و ه ئئي الثاني ئئةم الص ئئادرة سا ئئنةم
، 2001عئئن الركئئزّ الثقئئاف العربئ ئ بئئالغرب ،المئئر الئئذي يعنئ ئ أن طبحعئئةم بنيئئةم العقئئل السئئابعةم قئئد
صدرت بعد صدور الطبحعةم الثانيةم من العقل الخلقي بأكثر من عئئاميم ! .فئئالفروض أنئئه كئئان عليئئه
أن يتزّيل هذا التناقض إذا كان قد تنبحه إليه .
و ربا قيقال أن الابري عندما قال ما ذكره ف كتابه بنيةم العقئل ،لئ يكئئن علئئى علئئم بئا قئاما بئه
ابن عبحئد السئلما ،و ابئن تيمحيئةم ،و ابن قيم الوزيئةم ،و هئذا لئه وجئه مئن الصئحةم ،لكئن الفئروض
أنئئه كئئان عليئئه أن ل تيإئئازف و يصئئدر ذلئئك الكئئم القطعئئي ،فهئئو مسئئئول عنئئه ،حئئت أنئئه عنئئدما
اطلع علي ما كتبحه هؤملء ،فإنه ل تيغيه !! .
و أما بالنسبحةم لا قاله عئئن مفهئوما كليئئات الشئريعةم مئن أنئه كئان غائبحئئا تامئا ،عئئن القئئل السئمحى
ة
بئئالعرف البحي ئئان قبح ئئل الش ئئاطب ،فه ئئو ق ئئول غيئ ئ ص ئئحيح أيض ئئا ،فق ئئد أش ئئار إلي ئئه علمح ئئاء كئئثيون فئ ئ
مصئئنفاتم ،منهئئم :أبئئو العئئال الئئوين ،فقئئد قئئال ف ئ كتئئابه البخهئئان )) :و لكنئئه تينظئئر ف ئ كليئئات
الشرع ،و مصالها العامةم (( ،و قال )) :و القول فيمحا يإئئوز و تيتنئئع مئئن كليئئات الشئرائع (( ،و
)) ث التعلق بالمثلةم و الكلما ف بناء القواعد و الكليات ((. 350
و ثئئانيهم أبئئو حامئئد الغزّال ئ ،فقئئد قئئرر أن كليئئات الشئريعةم يعئئود ظهورهئئا إلئ زمئئن الصئئحابةم
348
العقل الخلقي العرب ،صا. 599 ، 596 :
349
نفس الرجع ،صا. 617 :
350
ج 1صا ، 248 ، 78 :ج 2صا. 875 :
عنئئدما قئئال )) :و أمئئا الصئئحابةم ل ئ يكئئثر بثهئئم ،و ل ئ يطئئل ف ئ الفئئروع نظرهئئم ...فئئإنم اشئئتغلوا
بتقعيد القواعد ،و ضبحط أركان الشريعةم و تأسايس كلياتا ((. 351
و الثالث هو الصول الفسر فخر الدين الرازي )ت 606ه( ،فقد قال فئ كتئابه الصئول :
)) و إن ئئا يك ئئون بالتنص ئئيص عل ئئى كلي ئئات الحك ئئاما(( . 352و الراب ئئع ه ئئو الفقي ئئه أب ئئو الن ئئاقب ممح ئئود
الزّنئ ئئان الشئ ئئافعي)ت 656ه( ،فئ ئئإنه قئ ئئال )):قئ ئئد تقئ ئئرر ف ئ ئ كليئ ئئات الشئ ئئرع أن الصئ ئئلة مشئ ئئروعةم
للخشوع ((. 353
و الامس هو الفقيه ابن دقيق العيد )ت 702ه( ،فإنه قال )) :و غايةم ما ف البحاب أن يكون
الشئ ئئرع أخئ ئئرج بعئ ئئض الزّئيئ ئئات عئ ئئن الكليئ ئئات لصئ ئئلحةم تصئ ئئها ،أو تعبحئ ئئدا يإئ ئئب إتبحئ ئئاعه (( . 354و
السادس هو تقي الدين بن تيمحيةم ،فإنه عندما رد على ابن الطر الشيعي ،قال )):فإن النب يكئئون
قد نص على كليات الشريعةم الت لبد منها ،أو ترك منها ما يتاج إل القياس (( ،و قال أيضا :
)) و منهم من يقول :النصوصا قد انتظمحت جيع كليات الشريعةم ،فل حاجةم للقياس ((. 355
و السئئابع هئئو ابئئن قيئئم الوزيئئةم ،فئئإنه نئئص علئئى أن القاضئئي إذا ل ئ يكئئن فقيئئه )) النفئئس ف ئ
المئارات و دلئئل الئال ،كفقهئه فئ كليئات الحكئاما ضئييع القئوق (( ،و قئال أيضئا )) :و مئن
نظئئر فئ كليئئات الشئرائع و مئئا فيهئئا مئئن السائئتحبحاب و الزّواجئئر عئئن الفئواحش و الوبقئئات (( . 356و
آخرهم الفقيه علئئي بئن عبحئئد الكئاف التسئبحكي )ت 756ه( ،قئال فئ كتئابه البئئاج )) :إن الشئريعةم
التئ ئئأخرة قئ ئئد تنسئ ئئخ بعئ ئئض الحكئ ئئاما ،أمئ ئئا كلهئ ئئا فل ،لن قواعئ ئئد العقائئ ئئد لئ ئ تتنسئ ئئخ ،و كئ ئئذلك
الكليات المحس ((. 357
و أشي هنا إل أمر هاما جدا ،مفاده أن قواعد الشريعةم و كلياتا ،تنيبحه إليها السئلمحون مبحكئرا
،على ما أشار إليه أبو حامئد الغزّالئ ،أخئذوها مئن اليئات و الحئاديث الامعئةم ،كقئوله تعئال :
)) فمحن يعمحل مثقئال ذرة خيا يئئره ،ومئئن يعمحئل مثقئال ذرة شئرا يئره ((-سائورة القارعئئةم ، -5/و قئوله
351
الغزّال :النخول ف تعليقات الصول ،ط ، 2دار الفكر ،دمشق 1400 ،ه ،صا . 495 :
352
الصول ف علم الصول ،ط ، 1جامعةم الماما ممحد بن ساعود ،الرياض ، 1400 ،ج 5صا. 61 :
353
ممحد الزّنان :تريج الفروع على الصول ،ط ، 2مؤمساسةم الرساالةم ،بيوت ، 1398 ،صا. 320 :
354
ابن دقيق العيد :شرح عمحدة الحكاما ،دار الكتب العلمحيةم ،بيوت ، ،ج 3صا. 105 :
355
منهاج السنةم ،ج 6صا. 411 ، 410 :
356
ابن قيم الوزيةم :بدائع الفوائد ،ط ، 1مكتبحةم نزّار البحاز ،مكئةم الكرمئةم ، 1996 ،ج 3صا . 634 :و شئفاء العليئل ،
صا. 123 :
357
ج 2صا. 121 :
عليه الصلة و السلما )):إنا العمحال بالنيئات (( ، 358و )) ل ضئرر و ل ضئرار(( . 359فكئان ثئرة
ذل ئئك أن ص ئئنف الفقه ئئاء كتبح ئئا فئ ئ قواع ئئد الفق ئئه و كلي ئئاته ،قبح ئئل أن يتؤمل ئئف الش ئئاطب )ت 790ه(
موافقئئاته بزّمئئن طويئئل ،منهئئم :أبئئو طئئاهر الئئدباس النفئئي ،صئئنف كتابئئا فئ تلئئك القواعئئد جئئع فيئئه
عشر قواعد .و صنف أبو زيد الدبوساي النفئئي )ت 430ه( كتابئئا سئاه :تأسائيس النظئئر ،جئئع فيئئه
86قاعئ ئئدة فقهيئ ئئةم . 360و صئ ئئنف ممحئ ئئود الزّنئ ئئان )ت 656ه( كتابئ ئئا عنئ ئوانه :تريئ ئئج الفئ ئئروع علئ ئئى
الصول.و ألف العزّ بن عبحد السلما كتابا ساه :قواعد الحكاما فئ مصئال النئاما .و صئنف النجئم
الطوف النبحلي)ت 710ه( كتابيم ها :القواعد الكبخى ،و القواعد الصغرى. 361
و الطئأ السئابع يتعلئق بوضئئوع الخلق ،فإنه -أي الئابري -زعئم أن الئدين فئ السائلما ليئس
أسااس الخلق ،ث عئاد و قال :إن الئذين ل يقبحلئون هئذه العبحئارة ،يقبحلئون القئول )) :بأن الدين
ف السالما ليس وحده أسااس الخلق ،ليس وحده مصدر الكم الخلقي ((. 362
و ردا عليه أقول :أول إن زعمحه بأن دين السالما ليئس هئو أسائئاس الخلق ،هئئو افئتاء
على الشرع و القيقةم معا ،لسبحب منطقي واضح ،هو أنه با أن أخلق السالما مصدرها الكتاب
و السنةم ،فإن هذا يقتضي بالضرورة أنا أخلق قائمحةم على السائلما ،أصئئول و فروعئا .،و بئا أنئا
–أي أخلق السالما -هئي جئزّء مئن الشئريعةم السائلميةم الت مصئدرها القئرآن و السنةم ،فئإن ذلئك
يقتضي بالضرورة أن كل من الخلق و باقي مكونات الشئريعةم مصئدرها واحئد ،هئو ديئن السائلما
.
و ثانيا إن قوله الثاني هو نقض لقوله الول تقريبا ،لن هناك فرقا كبيرا بين
القولين ،و مع ذلك فإن القول الثاني هو أيضا غير صحيح شرعا ،لن العقل في
الحقيقة ل يصح له أن يتقدم على دين ا ،و ل ييساويه ،و ل ييزاحمه ،و ل يكون
ندا له ،و ل يقوم بدوره ،فالسلم هو وحده مصدر الخلق ،أصول و فروعا .و
أما العقل فليس مصدرا للتشريع في السلم ،و إذا مارسه فيكون اجتهادا ،و هو
مبدأ أجازه الشرع و حث عليه في مجاله المناسب ،بأن يكون قائما على أساس من
الشرع و غاياته و مقاصده ،و بذلك يكون دين السلم هو أساس الخلق تشريعا و
اجتهادا .و هذا ليس تضييقا على العقل ،و ل طعنا فيه ،و إنما هو الوضع الصحيح
الذي اختاره ا تعالى للعقل ،الذي مجاله الحقيقي فهم النصوصا ،و الجتهاد في
العبادات ،و الدعوةا إلى ا تعالى ،و السعي لكتشاف قوانين الطبيعة و تسخيرها
358
. البحخاري :الصحيح ،ج 1صا. 3 ،1 :
359
. اللبحان :صحيح الامع الصغي ،ج 1صا 1348 :
360
الشقر :تاريخ الفقه السالمي ،صا. 134 .
361
نفسه ،صا. 134 :
362
العقل الخلقي ،صا. 103 :
ت أوأما ذفي ارلأرر ذ
ض أجذميوعا لخير البشرية ،قال تعالى }- :أوأسلخأر لأيكم لما ذفي اللسأماأوا ذ
ت للقأرومم يأتأفألكيروأن{َ سورةا الجاثية. -13/ بمرنهي إذلن ذفي أذلذ أ
ك ألأيا م
و ثالثا إنه يجب التفريق بين قولنا :أخلق السلم تتوافق مع العقل و الفطرةا .و
بين قولنا :إن أخلق السلم أساسها العقل .فالقول الول صحيح ،و الثاني ليس
صحيحا ،يرفضه السلم رفضا مطلقا ،لنه تحريف له ،و طعن فيه ،و إنكار
لخصوصياته ،لن السلم دين إلهي ،و ليس تشريعا أرضيا و ل دينا بشريا ،حتى
يقال :إن أخلقه أساسها العقل ! .لذا فإن دعوىَ الجابري تتضمن تأليها للعقل و
الهوىَ و تقديسهما باسم الخلق .و قولنا هذا الذي ذكرناه ردا على الجابري ،هو من
ضروريات دين السلم ،تشهد له نصوصا شرعية كثيرةا ،منها قوله تعالى ) :إذذن
صذليأن{َ ) (57سورةا النعام ،و } إذذن ارليحركيم إذلل ق أوهيأو أخريير ارلأفا ذ ص ارلأح ل ارليحركيم إذلل ذرلذ يأقي لُ
س لأ يأرعلأيموأن{َ -سورةا ك البديين ارلقأيبيم أولأذكلن أأركثأأر اللنا ذ ذرلذ أأأمأر أألل تأرعبييدورا إذلل إذلياهي أذلذ أ
ق أوأما س إذلل لذيأرعبييدوذن ،أما أيذرييد ذمرنيهم بمن بررز م ت ارلذجلن أوا ر ذلن أ يوسف -40/و}أوأما أخلأرق ي
ق يذو ارلقيلوذةا ارلأمذتيين {َ -سورةا الذاريات ،-58-56و اأ هيأو اللرلزا ي طذعيموذن ،إذلن ل أيذرييد أأن يي ر
طذعيموذن، ق أوأما أيذرييد أأن يي رس إذلل لذيأرعبييدوذن ،أما أيذرييد ذمرنيهم بمن بررز م ت ارلذجلن أوا ر ذلن أ }أوأما أخلأرق ي
ك أعألى ق يذو ارلقيلوذةا ارلأمذتيين {َ -سورةا الذاريات ،-58-56و }ثيلم أجأعرلأنا أ اأ هيأو اللرلزا ي إذلن ل
أشذريأعمة بمأن ارلأرمذر أفاتلبذرعأها أوأل تأتلبذرع أأرهأواء اللذذيأن أل يأرعلأيموأن{َ -سورةا الجاثية - 18/و
صأراذطي يمرستأذقيوما أفاتلبذيعوهي أولأ تأتلبذيعورا اللُسبيأل فأتأفألر أ
ق بذيكرم أعن أسذبيلذذه أذلذيكرم }أوأألن هأأذا ذ
صايكم بذذه لأأعلليكرم تأتليقوأن{َ -سورةا النعام. -153/ أو ل
و الطأ الثامن هو أيضا يتعلق بوضوع العقل أسااس الخلق ،فزّعم الئئابري أن هنئئاك إجاعئئا
فئ الثقافئةم العربيئئةم علئئى اعتبحئار العقئل أسااسائا للخلق ،و هئذا الجئئاع تيؤمساسئه العنئ اللغئئوي لكلمحئةم
عقل.363
و زعمحه هذا غي صئحيح فئ معظمحئه ،لنئه أول أن الثقافئةم الئت ادعى أنئه حئدث فيها إجئاع
هي نفسها تنقض دعواه ،و ذلك أن الثقافةم الت ساها عربيةم ،هي ف أسااساها ثقافةم إسالميةم تق ئوما
أسااساا على ديئن السائئلما ،و بئا أن ديئن السائئلما ينقئض دعئوى الئئابري نقضئا ،علئئى مئا سائبحق أن
بينئئاه ،فئئإن ذلئئك الجئئاع الزّع ئوما ل وجئئود لئئه ف ئ التاريئئخ السائئلمي ،و كئئان عليئئه أن تيوثئئق دع ئواه
ليدلنا على الصادر الت اعتمحد عليها ،أو على القدمات النطقيةم الئت تعئئل مئئا ذهئئب إليئئه اسائتنتاجا
منطقيا صحيحا .
و ثانيا إن الابري نفسه نقض-تقريبحا -زعمحه هذا ،عندما قال -ف وموضع لحق من كتابه-
364
)) :العتاف بالعقل كأسائئاس للخلق فئ الثقافئةم العربيئئةم قئائم بئئا يتشئبحه الجئئاع ،و هئذا أكيئئد
363
العقل الخلقي ،صا. 104 :
364
نفس الرجع ،صا. 122 :
(( .و قئوله هئئذا يتلئئف عئئن الول الئئذي نئئص علئئى حئئدوث الجئئاع ،و الثئئان الئئذي فيئئه بئئا يتشئبحه
الجئئاع .و مئع ذلئك فئإن القئئول الثئان صئحيحه هئئو عكسئه ،بعنئ أنئه هنئئاك مئا يتشئبحه الجئاع فئ
الثقافةم السالميةم على أن السالما هو أسااس الخلق ل العقل ،بدليل العطييم التييم :أولمحا أن
م ئئا ادع ئئاه ال ئئابري ل يص ئئدق إل عل ئئى الفلسا ئئفةم و العتزّل ئئةم ال ئئذين ب ئئالغوا فئ ئ اسا ئئتخداما العق ئئل عل ئئى
حساب الشريعةم -خلل العصر السالمي ، -و هذان التياران كانا ضعيفيم بالقارنةم إلئ تيئئار علمحئئاء
الشريعةم.
و العطى الثان يتمحثل فئ أن الثقافئةم السائلميةم-سئاها الئابري عربيئةم -كانت هئي الهيمحنئةم علئى
اليئئاة العلمحيئئةم ف ئ العصئئر السائئلمي ،و هئئي الئئرك السااسائئي الفاعئئل ف ئ التمحئئع و الدولئئةم ،لسئئب
واحد هو أن تلك الثقافةم كئانت تقئوما علئى ديئن السائلما و علئومه و تراثئه ،و بئا أن المئر كئذلك
،فل يكن أن تكون الخلق ف الثقافةم السالميةم تقوما على العقل .
و الطئأ التاسائع يتعلئق هئو أيضئا بسئألةم العقئل أسائاس الخلق ،فزّعئم الئابري أن القئول
بأن العقل أسااس الخلق فئ الئوروث السائلمي يئدعمحه القئرآن الذي دعئا إلئ العتبحئار و انتقئد-ف
آيئئات كئئثية – الئئذين ل يسئئتعمحلون عقئئولم للتمحييئئزّ بيمئ ئ الئئق و البحاطئئل ،و بيمئ ئ اليئ ئ و الشئئر ،
كقوله تعال } :عوإلعذا لقيعل علتتم اتنبحلعتوا عما عأنعزّعل الليهت عقالتواو بعول نعئتنبحلتع عما أعلو ع وفيئعنا ععلعويله آعباءعنا أععولعوو عكئئاعن آبئعئاتؤتهوم
لع يعئوعلقتلوعن عشويئاة عولع يعئوهتعتدوعن{ٍ -ساورة البحقرة -170/و}عوعمثعتل النلذيعن عكعفترواو عكعمحثعلل النئلذي يعئونعلئتق لبئعئا لع
ص ئيم بتوك ئقم عتومح ئقي فعئته ئوم لع يعئوعلقلتئئوعن {ٍ -سائئورة البحقئئرة ، -171/و منهئئا أيضئئا ل
يعوس ئعمحتع إللن تدععئئاء عون ئعداء ت
ب لن تئئأنيب ال ئ تعئئال للمحشئئركيم لكئئونم ل ييئئزّون بيم ئ الئئق و البحاطئئل ،كق ئوله تعئئال } :عل ئتوم قتئلتئئو ق
صئ ئتروعن لبئعئا عوعلئ ئتوم آعذاقن لن يعوسئ ئعمحتعوعن لبئعئا أتوولعئئل ئ ع يمئ ئ لن يئبح ل ل
ك عكالعنوئععئئالما بعئول تهئ ئوم أع ع
ضئ ئيل يعئوفعقتهئئوعن بئعئا عوعلئ ئتوم أعوع ت ق تو
ك ته ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئتم الو عغئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئافلتلوعن{ٍ -سائ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئورة الع ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئراف -179/ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ .
أتوولعلئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ع
و ردا عليئئه أقئئول :إن احتجئئاجه بئئذه اليئئات ليئئس فئ ملئئه ،و إخئراج لئئا عئئن موضئئوعها و
سائئياقها ،لنئئه اسائئتخدمها بطريقئئةم ملتويئئةم للوصئئول إل ئ مئئا يتريئئده ،و ذلئئك أن ال ئ تعئئال أنكئئر علئئى
الكفئار تعطيئل عقئئولم ،و دعئئاهم إلئ اسائتخدامها اسائتخداما صئئحيحا لتئدلم علئى ربئم و توصئئلهم
إلئ اليئئان بئئه ،و اللئئتزّاما بشئريعته فئ الخلق و العقائئئد ،و العئئاملت و العبحئئادات ،و فئ كئئل
جوانب الياة .فجاء الئابري و أخرجهئا مئن موضئوعها و سائياقها ،و أهئدافها ،و زعئم أنئا دعئوة
إلئ ئ ات ئئاذ العق ئئل أسا ئئاس الخلق ،و ه ئئذا تري ئئف لتل ئئك الي ئئات ،ف ئئال تع ئئال دع ئئا الكف ئئار بتل ئئك
اليات إل اساتخداما عقولهم لتيؤممنوا به و يعبحدوه ،و الابري اساتخدمها ليتبحعد الناس عئئن ربئئم ،و
يتخئئذوا عقئئولم ،مصئئدرا للتشئ ئريع الخلقئئي ،بئئدل مئئن التشئ ئريع الخلقئئي الربئئان .و عجبحئئا مئئن
الئئابري مئا فعئئل ! ،فحئت الئانب الخلقئي الئذي هئئو مئئن أخئص خصئئائص السائلما ،عمحئئل علئئى
إبعاده منه ،لتكوين أخلق ل دينيةم .
و الطأ العاشر يتعلق هو أيضا بسألةم العقل أسائاس الخلق ،فزّعئم الئابري أن مئا تيؤميئد ذلئك
أن هنئ ئئاك أحئ ئئاديث ترويه ئئا كتئ ئئب الدب و الخلق ،تتعل ئئق بالعقئ ئئل ،و مهمح ئئا تكئ ئئن درج ئئةم هئ ئئذه
الحئئاديث فئئإن مضئئمحونا العئئاما ل يتنئئاقض مئئع مئئا ورد ف ئ القئئرآن ،كمحئئا أن الكثئئار منهئئا )) معنئئاه
اع ئتاف النتمحيم ئ إل ئ الئئوروث السائئلمي الئئالص ،بكئئون العقئئل أسائئاس الخلق فعل ،و هئئذا مئئا
يهمحنا ((. 365
و قئوله هئئذا غيئ صئئحيح ،لنئئه أول أن الحئئاديث الئئت ذكرهئئا و التعلقئئةم بالعقئئل ،قئئد نئئص
نقاد الديث على أنا كلها موضوعةم-أي مكذوبةم ، -و ل يصح منها حئئديث . 366و مئئن ثئ فل
يصح العتمحاد عليها أصل . ،كمحا أن الطريقةم الت اتبحعها الابري ف حكمحه على تلك الحئئاديث-
،ليسئئت طريقئئةم صئئحيحةم ،لتمحييئئزّ صئئحيح الحئئاديث مئئن سائئقيمحها ،لن تقيقهئئا يتئئم وفئئق منهجيئئةم
نتقئئاد الئئديث الئئت تمحئئع بيمئ نقئئد السائئانيد و التئئون معئئا ،و ليئئس بالعتمحئئاد علئئى الكئئثرة و القلئئةم ،
لن الئئذين كئئذبوا أحئئاديث العقئئل و غيهئئا ،كئئان كئئثيا منهئئم متخصصئئا ف ئ الكئئذب متفننئئا فيئئه ،
فيجعئل للحئديث الواحئد الكئذوب طرقئا و متونئا كثية ،لتضئليل النئاس و التئدليس عليهئم . 367لئذا
فل يصح ما زعمحه الابري بأن كثرة تلك الحاديث تؤميد ما ذهب إليه .
و ثانيئئا إن قئوله بئئأن مئئا يتشئئي إلئ صئئحةم أحئئاديث العقئئل ،هئئو أنئئا تتفئئق مئئع القئئرآن ،فهئئو قئئول
باطل ،لن القرآن ينقض دعوى العقل أسااس الخلق ف السائئلما ،و هئئي تتنئاف معئئه بالضئئرورة ،
لن السائئلما ديئئن ال ئ ،و الخلق جئئزّء منئئه ،و هئئذا يعن ئ بالضئئرورة أن أخلق السائئلما أسااسائئها
ديئئن الئ تعئئال مصئئدرا و تشئريعا .و قئئد سائبحق أن ناقشئئنا الئئابري فئ هئئذا الوضئئوع ،و نقضئئنا عليئئه
دعواه .
و الطئئأ الئئادي عشئئر – و هئئو الخيئئ -يتعلئئق هئئو أيضئئا بسئئألةم العقئئل أسائئاس الخلق فئ ئ
السائلما ،فزّعئئم الئابري أن )) كئون العقئئل تييئئزّ بيمئ السئن و القبحيئح بصئورة بديهيئةم ،الشئئيء الئذي
يإعئئل منئئه أسائئاس الخلق يقتضئئيه الشئئرع نفسئئه ،باعتبحئئار أن الكلئئف بئئأداء الواجبحئئات الدينيئئةم مئئن
صئلة و زكئاة و صئياما ...و اجتنئاب النئواهي ،و الوقئوع بالتال تئت طائلةم السئؤموليةم ،و اساحقاق
365
نفس الرجع ،صا. 111 :
366
ابن تيمحيةم :بغيةم الرتاد ف الرد على الفلسافةم و القرامطةم ،ط ، 1مكتبحئئةم العلئوما و الكئئم ،د ما ن . 247 ، 1408 ،
و اللبحان :السلسلةم الضعيفةم ،ج 5صا ، 398 :رقم . 2379 :
367
للتوساع ف ذلك أنظر كتابنا :مدرساةم الكذابيم ف روايةم التاريخ السالمي و تدوينه ن ط ، 1دار البحلغا ،الزّائر 2003
.
الثواب و العقاب ...يإب أن يكون عاقل بالغا ((. 368
و قوله هئذا كئأقواله السئابقةم يندرج فئ خانةم التغليئط و الحتيال علئى الشئرع و العقئل معئا ،لن
قدرة العقل على التمحييئزّ بيمئ كئثي مئن أنئواع التسئن و القبحئح بالبحديهئةم ،ل يعنئ بالضئرورة مئا ادعئاه
الئئابري مئئن أن الشئئرع يقتضئئي بئئأن يكئئون العقئئل أسااسائئا للخلق ؛ لنئئه يإئئب الرجئئوع إلئ ئ الشئئرع
نفسه ،لعرفةم مئا يطلبحئه منئا و يأمرنئا بئه .و نئن إذا رجعنئا إليئه وجئدناه تيعلئن صئراحةم بئأن الئ تعئال
أعطى للنسئان عقل ليمحيئزّ بئه بيمئ اليئ و الشئر ،و بيمئ اليئان و الكفئر ،و بيمئ النةم و النئار ،
كل ذلك لكي يؤممن هئئذا النسئان بربئئه حئق اليئان ،و يعبحئئده العبحوديئةم الصئئحيحةم ،و يلئتزّما بشئئرعه
س إلنل لليعئوعبحتتدولن ،عمئئا أتلريئتد لمونئتهئئم مئن مروزنق عوعمئئا أتلريئتد ف كل جوانب الياة ،و} عما عخلعوق ت ل ل
ت اولنن عواولن ع
ل ل ل ل
صلعلت يم {ٍ -ساورة الذاريات ، -58-56و }قتول إلنن ع عأن يتطوعتمحون ،إلنن اللنهع تهعو النرنزاتق تذو الوتقنوة الوعمحت ت
ص ئلر ،إلنن اوللنعسئئاعن لعلفئئييم{ٍ -سائئورة النعئئاما ،-162/و}عوالوعع و
ل ي عوعمعئئالت لللي ئله عر م
ب الوععئئالعمح ع
ل
عونتتس ئكي عوعوميعئئا ع
صووا لبال ن صا ل ل ل ل ل
ص ولبخ{ٍ -ساورة العصر ،3-1/فئال صووا لباولعمق عوتعئعوا ع
لات عوتعئعوا ع تخوسنر ،إنل النذيعن آعمنتوا عوععمحلتوا ال ن ع
تعال أعطئى للنسئان العقئل ليئس ليتخئذه تمشئرعا و إلئا ،و ل ليكئون نئدا و مزّاحئا منافسئا لئه ،و
ل ليتقئئدما عليئئه ،و إنئئا أعطئئاه العقئئل ليكئئون عبحئئدا عئئاقل مؤممنئئا بربئئه مطيعئئا لئئه ظئئاهرا و باطنئئا ،ف ئ
عقائئئده و أخلقئئه ،و ساياسائئته و اقتصئئاده ،وفئ ئ كئئل أحئ ئواله .و بنئئاء علئئى ذلئئك فئئإن مئئا زعمحئئه
الابري من أن مبحدأ العقل أسااس الخلق هئو مئن مقتضئيات الشئرع ،هئو زعئم باطئل ،صئوابه هئو
:إن من مقتضيات الشرع نقض دعوى الابري و إبطالا .
و يتبحيم من مناقشتنا لدعوى الابري :العقل أسااس الخلق ف السالما ،أنه كان تمصرا على
دعواه ،ل يتك وسايلةم إل اساتخدمها لثبحاتا ،و قئد ناقشئناه فيهئا ،و نقضئئناها عليئئه ،لنئئه أدعئئى
أم ئرا معروفئئا بطلنئئه بالضئئرورة مئئن ديئئن السائئلما .و مئئع ذلئئك ظئئل مص ئرا علئئى دع ئواه ليصئئل إل ئ مئئا
خطط له ف مشروعه القومي العلمحئان ،مئئن تجيئم للشئئرع و تقزّيئ لئه ،و مزّاحتئه و التقئدما عليئه ،
و تفريغئئه مئئن متئواه ،حئئت فئ مئئال الخلق الئئذي هئئو مئئن أخئئص خصئئائص السائئلما ،ليصئئل فئ
النهايةم إل إقامةم فلسفةم تقوما على الوى و الغليفئئةم بئدعاوى العقئئل و العقلنيئةم ،و القوميئئةم و العلمحانيئةم
.
و ختامئئا لئئذا البححئئث يت ئبحيم أنئئه كئئانت لكئئل مئئن ممحئئد أركئئون و ممحئئد عابئئد الئئابري أخطئئاء
منهجيئةم كئثية تتعلئئق بالشئريعةم و الفقئئه و أصئوله ،ذكرنئئا منهئا طائفئةم متنوعئةم ،تئبحيم منهئئا أن أخطئئاء
الرجليم كانت –ف الغالب -ذات خلفيات مذهبحيةم ترمي إل تقيق أهداف تمسطرة سالفا .
ثالثا :الخأطاء المنهجية المتعلقة بعلم الكلما و أصولا الدين :
و قع كل من ممحد أركون ،و ممحد عابد الئابري فئ أخطئاء منهجيةم متنوعئةم ،تتعلئق بنظرتمحا
368
العقل الخلقي ،صا. 113 :
إل قضايا من علم الكلما و أصول الدين ،و موقفهمحاا منها ،فبحخصوصا أركئون فلم أعئثر لئه علئى
ت أخطئئاء كئئثية فئ هئئذا الئئال ،لنئئه ليئئس مئئن اختصاصئئه ،و لئ يركئئزّ عليئئه فئ مؤملفئئاته-الئئت أطلعئ ت
عليها -؛ عكس الابري الذي عكتثرت أخطاؤه فئ هئئذا الئال ،الئت سائنتناولا فئ موضئئعها الخصئئص
لا من مبححثنا هذا ،إن شاء ال تعال .
و سائئأذكر مئئن أخطئئاء أركئئون أربعئئةم ،أولئئا إنئئه زعئئم أن علئئم أتصئئول الئئدين ،تدشئئن مئئن قلبحئئل أب ئ
السئئن الشئئعري )ت 324ه( ،و أب ئ منصئئور عبحئئد القئئاهر البحغئئدادي)ت 429ه(.369و ق ئوله هئئذا
غي صحيح تاما ،لن علم أصول الئدين موجئودة أصئوله و فروعئه فئ القئرآن الكريئ بأكمحئل وجئه و
أوفاه ،ساواء فيمحا يتلق بال وصفاته ،أو بلق الكون و نايته ،أو باليئئان و الكفئئر ،أو بالرسائئل
و دعواتم .كمحا أنه –أي علم أصول الدين -قد تدشن فعليا علئئى أيئئدي أهئئل العلئم فئ القئئرن الثئان
الجئئري بظهئئور الطوائئئف الذهبحيئئةم و الفكريئئةم ،كالعتزّلئئةم ،و الهمحيئئةم ،و الشئبحهةم ،و أهئئل السئئنةم ،
ث أزدهئر أكئثر فئ القئرن الثئالث الجئري عنئدما اشتد النئزّاع الفكئري حئول مسئائل العقيئدة ،كقضئيةم
خلئئق القئئرآن ،و صئئفات ال ئ تعئئال ،المئئر الئئذي أدى إلئ كئئثرة الؤملفئئات ف ئ علئئم أصئئول الئئدين ،
فصئ ئئنف العتزّلئ ئئةم كتبحئ ئئا ،منهئ ئئا :كتئ ئئاب الجئ ئئج ،و كتئ ئئاب الق ئ ئوالب،و كتئ ئئاب الع ئ ئراض ،و هئ ئئي
للمحتكلم أب الذيل العلف العتزّل)ت 226أو 235ه( ،370و ألف أهل السئئنةم مصئئنفات أصئوليةم ،
منهئئا :الئئرد علئئى الزّنادقئئةم و الهمحيئئةم لحئئد بئئن حنبحئئل ،و كتئئاب خلئئق أفعئئال العبحئئاد للبحخئئاري ،و
تأويئ ئئل متلئ ئئف الئ ئئديث لبئ ئئن قتيبحئ ئئةم ،و كتئ ئئاب الئ ئئرد علئ ئئى الهمحيئ ئئةم لبئ ئ سائ ئئعيد الئ ئئدارمي ،و هئ ئئذه
الصئئنفات كلهئئا مطبحوعئئةم و متداولئئةم بيم ئ أهئئل العلئئم ،و هئئي قئئد تألفئئت قبحئئل أن يتصئئنف أبئئو السئئن
الشئ ئئعري كتبحئ ئئه علئ ئئى مئ ئئذهب أهئ ئئل السئ ئئنةم ،عنئ ئئدما كئ ئئان ببحغئ ئئداد ف ئ ئ الربئ ئئع الول مئ ئئن القئ ئئرن الرابئ ئئع
الجري. 371
كمحا أن قوله بأن الشعري و أب منصور قد دشنا علم أصول الدين ،هئئو كلما غيئ علمحئئي ،
و ل معن له ،لنه إذا سايلمحنا جدل بأن الشعري هو الذي ديشئن علئم أصئول الدين – و هئو أمئر
غيئ صئئحيح ، -فهئئذا يعنئ أن المئئر قئئد تيئ و تانتهئئي منئئه ،فمحئئا الئئذي فعلئئه أبئئو منصئئور البحغئئدادي ؟
! ،فهل أعاد تدشينه من جديد ؟ ! ،و باذا ،و على أي أسااس ؟ .
و إذا سائئلمحنا مئئرة أخئئرى بزّعمحئئه –و هئئو غيئ صئئحيح -بئئأن الرجليمئ دشئئنا علئئم أصئئول الئئدين ،
فئئأين التكلمحئئون الكبحئئار الئئذين عاشئ ئوا فئ ئ الفئئتة بيمئ ئ الشئئعري التئئوف سائئنةم 324ه ،و أبئ ئ منصئئور
ت
التئئوف سائئنةم 429ه ؟ ،و مئئا هئئي أعمحئئالم العلمحيئئةم ؟ ،و منهئئم :أبئئو عبحئئدال بئئن ماهئئد صئئاحب
ت
369
الفكر الصول و اساتحالةم التأصيل ،صا. 129 :
370
عبحد القاهر البحغدادي :الفرق بيم الفرق ،صا. 132 ، 124 ، 123 :
371
ابن العمحاد النبحلي :شذرات الذهب ،ج 4صا 130 :و ما بعدها .
الش ئ ئئعري ،و أب ئ ئئو عبح ئ ئئد الئ ئ ئ ب ئ ئئن حام ئ ئئد النبحل ئ ئئي البحغ ئ ئئدادي)ت 403ه( ،و أب ئ ئئو بك ئ ئئر البح ئ ئئاقلن
الشعري) 372ت 403ه( .فلمحاذا أغفلهم أركون ؟ .
و الطأ الثان يتمحثل ف أنه-أي أركون -عندما ذكر حديثا ف العقل-ل تيوثقه -و زعم أن كئئل
الفكئر السائلمي تأسائس وتطئور علئى )) قاعئدة اليئان التمحثئل بالصئل اللئي للعقئل (( . 373و قئوله
هذا غي صحيح ف معظمحه ،و ل يصدق إل على الفلسائئفةم السئئلمحيم الشئئائيم التئئابعيم لرسائئطو و
من تأثر بم ،لكنه ل يصئدق علئى عمحئوما علمحئاء أهئل السنةم ،فهئم لئ يقولئوا بئذلك ،خاصئةم أهئل
الديث الذين بينوا أن كل أحاديث العقل مكذوبةم ل يصح منهئا حئديث ،و العقئئل عنئدهم عئئرض
ملوق غريزّي ف النسان . 374
و أمئئا الطئئأ الثئئالث فيتمحثئئل فئ أنئئه-أي أركئئون -عنئئدما أشئئار إلئ الصئراع الئئذي حئئدث بيمئ
العتزّلئئةم و النابلئئةم ،وصئئف موقئئف العتزّلئئةم بئئأنه ل مؤمسائئطر – أي عقلنئ ل أتسائئطوري ، -و وصئئف
موقف النابلةم بأنه موقف إيان أو تسليمحي. 375
و قوله هذا يتضمحن أخطئاء و مبحالغئات ،لنئه أول أن وصئفه لفكئر العتزّلئةم بأنه غيئ تمؤمسائطر ،
بعن أنه عقلن ،هو وصف غي صحيح ف معظمحه ،لن العتزّلةم ،ل تيقيمحئوا معظئئم أصئئولم علئئى
العقئئل الصئئحيح الصئ ئريح ،و ل علئئى النقئئل الصئئحيح ،و إنئئا أقئئاموه علئئى ظنئئون و تريئئدات ،و
خاضوا ف أمور بعقولم الئدودة فئ مواضئيع قئال فيهئا الشئرع كلمحتئئه النهائيئةم ،كإثبحئات الصئفات لئ
تعئئال ،و تقئئدي الشئئرع علئئى العقئئل ،و هئئم نفئوا الرؤيئئةم و كئئثيا مئئن الصئئفات ،و خاضئوا فئ مئئا ل
تيدركه العقل ، 376و هذا خطأ منهجي كبحي ،فليئئس مئن العقئل أن يئوض العقئل فئ أمئئور ل يتئدركها
،و أن يتقئئدما العقئئل علئئى الشئئرع ،أو يتسئئاويه أو يتزّاحئئه .تلئئك هئئي بعئئض ج ئوانب عقلنيئئةم العتزّلئئةم
الزّعومئئةم ،الئئت زعئئم أركئئون بأنئئا غي ئ تمؤمسائئطرة ،و هئئي ف ئ القيقئئةم كئئثيا مئئا قئئامت علئئى الظنئئون و
الوهاما و تأويل الشرع .
372
نفس الصدر ،ج 5صا. 21 ، 20 ، 17 :
373
تارييةم الفكر ،صا. 65 :
374
ابئئن تيمحيئئةم :درء تعئئارض العقئئل و النقئئل ،حققئئه رشئئاد سائئال ،دار الكنئئوز ،الريئئاض ، 1391 ،ج 1صا ، 50 :ج 2
صا . 331 :و الئ ئئرد علئ ئئى النطقييم ئ ئ ،دار العرفئ ئئةم ،بيئئوت ،صا . 196 :ال ئئارث الاسا ئئب :مائي ئئةم العق ئئل ،ط ، 2دار
الكندي ،بيوت ،صا . 205 :ابن قيم الوزيةم :نقد النقول ،صا . 60 :اللبحان :الضعيفةم ،ج 5صا. 398 :
375
الفكر السالمي ،صا. 188 :
376
أنظر مثل :القاضي عبحد البحار العتزّل :شرح الصول المحسةم ،الزّائر ،موفم للنشر ، 1990 ،ج : 1صا ، 120 :و
ما بعدها ،و الشهرساتان :اللل و النحل ،ج 1صا. 75 :
و ثانيا إن النابلةم -و معهم أهل الديث -ل تيقيمحوا فكرهم على مرد التسليم بل دليل ،و
إنئئا هئئو تسئئليم أقئئاموه علئئى النقئئل الصئئحيح ،و العقئئل البحئئديهي الص ئريح ،و احتج ئوا لئئه بختلئئف
الدلئةم الشئرعيةم و العقليةم معئا .و مئن يطلئع علئى رسائالةم الئرد علئى الزّنادقئةم لحئد بئن حنبحل يتبحيم لئه
يقينئئا بئأن الرجئئل كئئان ملمحئا بقئئالت عصئئره ،متمحكنئا مئئن منهئئج الئئرد الشئئرعي العقلئئي ،قئئوي الجئةم
دامئئغ البخهئئان .،و قئئد سائئار علئئى نجئئه كئئثي مئئن النابلئئةم و أهئئل الئئديث ،كمحئئا فعئئل أبئئو سائئعيد
ال ئئدارمي فئ ئ ال ئئرد عل ئئى الهمحي ئئةم ،و اب ئئن خزّي ئئةم)ت 311ه( ،فئ ئ كت ئئاب التوحي ئئد ،و اب ئئن عقي ئئل
البحغدادي )513ه( ،ف كتابيه :النتصار لهل الديث ،و الئئرد علئئى الشئئاعرة التعئزّال ،و منهئئم
أيضئ ئ ئئا :الوفئ ئ ئئق بئ ئ ئئن قدامئ ئ ئئةم القدسائ ئ ئئي)ت 620ه( فئ ئ ئ كتئ ئ ئئابيه :البخهئ ئ ئئان فئ ئ ئ بئ ئ ئئان القئ ئ ئئرآن ،و ذما
التأويئئل.377و بلغئئت هئئذه الدرسائئةم أوجهئئا علئئى يئئد شئئيخ السائئلما بئئن تيمحيئئةم )ت 728ه(،و تلمئئذته
كالذهب)ت 748ه( ،و ابن القيم) 751ه( ،و مصنفات هؤملء معروفئةم و متداولئةم بيمئ أهئل العلئم
ف عصرنا الال .
و أما زعمحه بأن النابلةم يقولون :ينبحغي أن نتلقى القئرآن بل كيئف ،بعنئ دون أن نسئأل :كيئف
نفهمحئئه ،؟ ،و كيئئف نفسئئره ؟ ،لنئئه ليئئس ف ئ حاجئئةم إل ئ تفسئئي أو تأويئئل ،و علينئئا أن نتلقئئاه و
نتشئيربه داخليئئا . 378فهئئو افئتاء علئئى الق ئوما ،لن النابلئئةم و أهئئل الئئديث يقولئئون :بل كيئئف فيمحئئا
يص صفات ال تعئال ،و يقولئون :يإئب إثبحئات كئل الصئفات الئواردة فئ الشئرع بل تكييئف،و ل
تش ئبحيه ،و ل تسئئيم ،ول تأويئئل ،و ل تعطيئئل . 379لكنهئئم ل ئ يقول ئوا مئئا زعمحئئه أركئئون ،و كئئان
عليه أن تيوثقه لكي نتثبحت منه ،و كيف يقولون ذلك ،و القئئرآن يثهئئم علئئى تئئدبر القئئرآن و فهمحئئه
ل ،؟ ،قئئال تعئئال } :أعفععل يئتعئعدبئنروعن الوتق ئرآعن أعوما ععلعئئى قتئلتئئو ن
بب أعقوئعفاتلئعئا{ٍ سائئورة ممحئئد ، -24/و}كتعئئا ق و ع ت
ل
ك تمعبحاعرقك لميعندبئنتروا آعياتلله عوليعتععذنكعر أتوولتوا اولعلوعبحاب{ٍ -ساورة صا ، - 29/و هئم لئو لئ يتئدبروا
ل عأنعزّلوعناهت إللعوي ع
القرآن و يفهمحوه ما أخرجوا كنوزه ف مؤملفاتم التفسييةم ،التقدمةم منها و التأخرة. 380
و أمئئا الطئئأ الخي ئ – أي الرابئئع ، -فيتعلئئق بوضئئوع صئئفات ال ئ تعئئال ،فقئئد زعئئم أركئئون أنئئه
توجد ف القرآن كلمحات تتؤمدي إل )) تفسيات تسيمحيةم ،أو تشبحيهيةم ،من مثل )) ث اسائتوى علئى
العئئرش (( ،و )) عليئئم بئئالقلم (( ،و )) إنئئه سئئيع عليئئم (( ،تتؤمخئئذ علئئى حرفيتهئئا مئئن قبحئئل التفسئئي
377
للتوساع ف هذا الوضوع ،أنظر كتابنا :الزمةم العقيديةم بيم الشاعرة و أهل الديث ،صا 148 :و ما بعدها .
378
السالما ،أوروبا ،صا. 188 :
379
أنظر كتابنا :الزمةم العقيديةم ،صا 8 :و ما بعدها .
380
أنظر " أبو السيم بن أب يعلى :طبحقات النابلةم ،ج 2صا . 120 ، 106 ، 55 ، 51 :و من تفاسايهم العروفةم و
الطبحوعةم و التداولئةم بيمئ أهئل العئم :زاد السئي فئ علئم التنفسئي لبئن الئوزي .و التفسئي الكئبحي ،و دقائق التفسئي ،و هئا
لبن تيمحيةم .و التفسي القيم لبن القيم .
السالمي التقليدي (( 381و قوله هذا خطأ من وجهيم :
الول إنئئه زعئئم بئأن فئ القئرآن كلمحئات تتئؤمدي إلئ تفسئيات تسئيمحيةم او تشئبحيهيةم ،و هئو زعئم
باطل ،و جهل بنهج فهم القرآن و تفسئئيه ،أو هئئو تاهئل لئئه ،لن القئئرآن تيفسئئر بعضئئه بعضئئا ،
و يإب فهمحه بذلك النهج ،فمحسألةم صفات ال تعال ،يإب النظر إليهئئا مئئن خلل ثلثئةم آيئئات ،
صئتي{ٍ -سائورة الشئورى ، -11/و}قتول تهئعو هي قوله تعئال }:لعيئس عكلمحثوللئله عشئيء وهئو النسئلمحيع البح ل
ت ع و ق عتع و ع
ل
صعمحتد ،لو يعلود عوعلو تيولعود ،عوعلو يعتكن لنهت تكتفةوا أععحقد{ٍ-سائورة الخلصا ،-4-1/و}فعلع اللنهت أععحقد ،اللنهت ال ن
ضلربتواو للليئله العومثعئاعل إلنن الليئهع يعئوعلعئتم عوعأنتتئوم لع تعئوعلعتمحئوعن{ٍ -سائورة النحئل ،-74/فإذا قلنا :إن الئ تعئال
تع و
سئئيع بصئئي ،فسئئمحعه و بصئئره ل يتش ئبحاهان سئئع و بصئئر ملوقئئاته مطلقئئا ،و إن جئئع بينهئئم السائئم
الشتك .و إذا قلنا :ال اساتوى على العئئرش ، ،فهئذا السائتواء ل يتشئبحه اسائئتواء الخلئئوقيم نائيئئا ،
إل ف السام ،لن اختلف الذات يستلزّما حتمحا اختلف الصفات ،و بئئذلك يصئبحح إثبحاتنئئا لئئذات
الئ ئ تعئئال و صئئفاته ،هئئو إثبحئئات وجئئود ل إثبحئئات تكنئئه و كيفيئئةم ؛ و يتقئئال نفئئس الشئئيء فئ ئ بئئاقي
الصئفات الئت ثبحتئت فئ الشئرع ،و بئذلك ل تيوجئد أي تشبحيه و ل تسئم فئ آيئات القئرآن الكريئ ،
عكس ما ادعاه أركون .
و الوجه الثان إنئئه زعئئم أن التفسئي السائئلمي التقليئدي يأخئذ آيئئات الصئئفات -الئت سئاها أركئون
تسئئيمحيةم – علئئى حرفيتهئئا ،و هئئذا زعئئم باطئئل ،و افئتاء علئئى السئئلف و أهئئل الئئديث معئئا ،لن
هؤملء صيرحوا مرارا أن صفات ال يإب إثبحاتا كلها و ل )) يتعرضوا لا برد و ل تأويل ،بل أنكئئروا
على من تأولا ،مع اتفاقهم على أنئا ل تتشبحه نتعئوت الخلئوقيم ،وأن الئ تعئال ليئس كمحثلئه شئيء
،و ل تنبحغئئي النئئاظرة و ل التنئئازع فيهئئا ،فئئإن ذلئئك مولئئةم للئئرد علئئى الئ و رسائوله ،أو حومئئا علئئى
التكييف أو التعطيل (( . 382و كان الشافعي يقول :إن الصفات نتثبحتها ل تعال ،و هئئي ل تئئدرك
حقيقتهئئا بئئالفكر و الرويئئةم ،و ننفئئي عنهئئا التشئبحيه كمحئئا نفاهئئا الئ تعئئال عئئن نفسئئه ،فئ قئوله تعئئال
)) ليئئس كمحثلئئه شئئيء و هئئو السئئمحيع البحصئئي (( -383سائئورة الشئئورى . -11/و أمئئا مئئا يتئئروى عئئن
السئلف بئأن صئفات الئ تعئئال تئئر كمحئا جئاءت ،فليئئس القصئود أنئئه تتؤمخئذ علئئى حرفيتهئئا كمحئا زعئم
أركون ،و إنا القصود أنا تتثبحت كمحا جاءت من دون تأويل و ل تعطيل ،و ل نفئئي و ل تشئبحيه ،
ول تسيم و ل تكييف. 384
381
أركون :القرآن . 33 ،
382
الذهب :السي ،ج 11صا. 376 :
383
نفس الصدر ،ج 10صا. 80 :
384
أنظر كتابنا :الزمةم العقيديةم ،صا 8 :و ما بعدها .
و أما بالنسبة إلى أخطاء الجابري المنهجية المتعلقة بعلم الكلم و أصول الدين ،
فهي كثيرةا و متنوعة ،أذكر منا طائفة في مجموعتين ،الولى تتعلق بالقضاء و
القدر ،و صفات ا تعالى ،و تتضمن خمسة أخطاء ،أولها إن الجابري يرىَ أن
آيات القرآن متعارضة فيما يخص مسألة القضاء و القدر ،فمنها آيات تفيد الختيار ،
كقوله تعالى } :إذلنا هأأدريأناهي اللسذبيأل إذلما أشاذكورا أوإذلما أكيفوورا{َ -سورةا النسان،-3/
اأ أغنذلُي أحذميدد{َ -سورةا لقمان -12/و و}أوأمن يأرشيكرر فأإ ذنلأما يأرشيكير لذنأرفذسذه أوأمن أكفأأر فأإ ذلن ل
ضلذرل فأأ يرولأئُذ أ
ك اي فأهيأو ارليمرهتأذدي أوأمن يي ر
منها آيات تفيد الجبر ،كقوله تعالى } :أمن يأرهذد ر
اي أوذمرنيهم لمرن أحقل ر
ت هييم ارلأخاذسيروأن{َ -سورةا العراف ، -178/و} فأذمرنيهم لمرن هأأدىَ ر
ضللأية{َ -سورةا النحل.385-36/ أعلأريذه ال ل
و فهمحئئه هئئذا-ليئئات الئئبخ و الختيئئار -غيئ صئئحيح ،لنئئه أول يئئالف مئئا نئئص عليئئه القئئرآن
صراحةم من أنه كتاب تمكم غي متناقض ل يأتيه البحاطل من بيم يديه و ل من خلفئه ،لقئوله تعئال
:كتاب تأحكمحت آياته ث تفصلت من لئدن حكيئئم خئبحي((-سائئورة هئود ، -1و أنئه كتئئاب}عل يعئأولتيله
حيئند{ٍ -سائئورة فصئئلت ، -42/و عليئئه فل يمئ يئعديله وعل لمئن خوللفئله عتنلزّيئل مئن حلكيئنم عل
ق و ع
ل ل
الوعبحاطئتل مئئن بعئ و ل ع و ع و ع
يصئئح شئئرعا و ل عقل القئئول بئئأن آيئئات القئئرآن متناقضئئةم فيمحئئا بينهئئا .نعئئم قئئد تكئئون متعارضئئةم ف ئ
عقول بعض الناس ،لكنها فئ القيقئةم ليسئت متعارضئةم أصئل فئ كتئاب الئ تعئال ،و مئا علينا إل
البححئئث و التئئدبر فيهئئا ،لئئل إشئئكالتا التعوهئئةم ،مئئن خلل الفهئئم الصئئحيح لئئا ،بتفسئئي القئئرآن
ت
بالقرآن ،و بالسنةم النبحويةم ،و با أجع عليه الصحابةم ،و با صيح ف بدائه العقول و العلم الصحيح
.
و ثانيا إننا إذا انطلقنا مئن ذلئك الفهئم ،يتئبحيم لنئا جليا أنئه ل تيوجئد أي تنئاقض ،بيمئ آيئات
ص علئئى أن ال ئ تعئئال خلئئق كئئل شئئيء و قئيدره الئئبخ و الختيئئار ،فهئئي علئئى ثلثئئةم أنئواع ،أولئئا نئ ي
تقئديرا ،كقئوله تعئال }- :عوعخلعئعق تكئنل عشئينء فعئعقئندعرهت تعئوقئلديةرا{ٍ -سائورة الفرقئان ، -2/و}عونعئوفئ ن
س عوعمئا و
ب عمئن عدنسائاعها{ٍ -سائورة الشئمحس/ عسا نواعها ،فعأعولععمحعهئا فتتجوعرعهئا عوتعئوقعواعهئا ،قعئود أعفوئلعئعح عمئن عزنكاعهئا ،عوقعئود عخئا ع
،-10-7و عليه فإن النسان –مثل -ليس له إي اختيار ف خلق نفسه ،و ل ف اختيئار والئديه
و جنسه ،و ليس هو الذي جعل نفسه تمسيا ف جوانب من ذاته ،و تميا فئ جئوانب أخئئرى مئئن
نفسه.
و النوع الثاني -من تلك اليات -أنص صراحة على أن النسان له اختيار و حرية
التصرف ،و مسئُول عن أعماله و سييحاسب عليها ،فيما يتعلق بالجانب الختياري
من نفسه الذي هو يحر فيه ،كقوله تعالى )) :قد أفلح من زكاها ،و قد خاب من دساها
385
العقل الخلقي ،صا . 86 ، 82 ،81 :بنيةم العقل ،صا. 535 :
ت أرذهينأدة{َ -سورةا المدثر ، -38/و س بذأما أكأسبأ ر (( –سورةا الشمس ، - 10-9/و}يكلُل نأرف م
ق ذبارليحرسأنى ،فأأسنييأبسيرهي لذرلييرسأرىَ أوأألما أمن بأذخأل أوارستأرغأنى ، صلد أطى أواتلأقى أو أ }فأأ ألما أمن أأرع أ
فأأسنييأبسيرهي لذرليعرسأرىَ{َ -سورةا الليل. -10-5/
ص على أن الانب الختياري ف النسان ،ليئس هئو و النوع الثالث –من تلك اليات -نع ع
فيئئه حئ ئرا حريئئةم تامئئةم ،يتصئ ئيرف فيئئه كمحئئا يتريئئد ،و إنئئا هئئو فيئئه تمكئئم بئئالرادة و الشئئيئةم الليئئةم ،
فالنسان قئد يتريئد أمئرا ،و الئ تعئال قئد يتريئده أيضئا فتتفئق الرادتئان ،فيتحقئق فئ الواقئع بإرادة و
مشيئةم منه سابححانه .لكن ذلك النسان قد يتريد أمرا ما ،ال تعال ل يتريده ،فتختلف الرادتان و
ل يتحقئ ئئق إل مئ ئئا أراده ال ئ ئ .لن إرادة النسئ ئئان مئ ئئدودة و مكومئ ئئةم بئ ئئالرادة الليئ ئئةم الطلقئ ئئةم،و ل
تستطيع أن تفعل كل مئا تريئده مئن الفعئال التعلقئةم بالئانب الختيئاري ،لذا قال سائبححانه } :للعمحئن
يم{ٍ-سائورة التكئئوير، -29-28 / ل
ب الوععئالعمح ععشئاء لمنتكئوم عأن يعوسئتعلقيعم ،عوعمئا تععشئاتؤوعن إلنل عأن يععشئاء اللنئهت عر ي
ك عل تعئوهئلدي عمئونو مثئال ذلئك مسئألةم الدايةم ،فالنسئان ل يلكهئا لنئا بيد الئ تعئال لقئوله } :إل ئن ع
ت عولعلكئ ئنن اللئن ئهع يعئوهئ ئلدي عمئئن يععشئئاء عوتهئ ئعو أعوعلئع ئتم لبالوتمحوهتعئ ئلديعن{ٍ -سائئورة القصئئص ،-56/لكنئئه –أي أعوحبحعوبحئ ئ ع
النسئئان -يسئئتطيع الخئئذ بأسائ ئبحاب الدايئئةم و وسائئائلها الؤمديئئةم إليهئئا ،بعنئ ئ أنئئه يسئئتطيع أن يسئئعى
للوصول إليها ،فإذا أخلص نيته ل تعال ،و التزّما بشئرعه ظئاهرا و باطنئا ،سايصئل إليهئا ،و تيكرمئه
ال با ،لنه سابححانه هو الذي وعئئده بئا ،و الئ ل تيلئف العئئاد .و بئذلك يتئبحيم أن الدايئةم فعل
هئئي بيئئد الئ تعئئال ،يتكئرما بئئا عبحئئاده الخلصئئيم اللئئتزّميم بشئئرعه . ،فلئئو كئئان النسئئان يلئئك الدايئئةم
لنحه ئئا لنفس ئئه م ئئن دون عمح ئئل ،أو قبح ئئل اكتمح ئئال ش ئئروطها ،لكن ئئه م ئئع ذل ئئك يكن ئئه الوص ئئول إليه ئئا
باختياره و حريته ،إذا سالك الطريئق الصئحيح الوصئل إليهئا .و بئذلك نكئون قئد جعنئا بيمئ اليئات
القرآنيةم الت زعم الابري أنا متعارضةم ،و دفعنا عنها التعارض التيوهم ف فهمحها ،و لئ المحئئد أول
ت
و أخيا .
و أما الطأ الثان فيتمحثل ف أن الابري قال :إن أهل السنةم تيسكوا ببحدأ )) ل فاعل إل ال ،
كئئرد فعئئل لنفئئي العتزّلئئةم للقضئئاء و القئئدر ،و قئئالوا أيضئئا بئئالثواب و العقئئاب ،الئئذي يعنئ العئتاف
بسؤموليةم النسان ،لنه بدونا تسئقط الئدود و التكئاليف أصئل ،و يصبحح الفقئه غيئ ذي موضئوع
،و هنئئا قئئامت أزمئئةم قييئئم :كيئئف نتفئئظ بالقضئئاء و القئئدر ،و هئئو قيمحئئةم دينيئئةم أسااسائئيةم ،و بيمئ ئ
السؤموليةم البحشريةم ،الت بدونا ل يبحقى لوامر ال و نواهيه ،و ل لثوابه و عقابه معن ((. 386
و قئوله هئئذا غيئ صئئحيح فئ معظمحئئه ،و ل توجئئد أزمئئةم قيئئم فئ الئئذهب الصئئحيح أصئئل ،
لنئئه أول ل ئ يفئ ئيرق-أي الئئابري -بيمئ ئ أهئئل السئئنةم قبحئئل انتشئئار الئئذهب الشئئعري و بعئئده ، 387لن
386
العقل الخلقي العرب ،صا. 86 :
387
انتشئئر الئئذهب الشئئعري انتشئئارا واسائئعا فئ ئ القئئرن الئئامس الجئئري و مئئا بئئده ،و للتوسائئع ف ئ ذلئئك أنظئئر كتابنئئا :الزمئئةم
العقيديةم بيم ألشاعرة و أهل الديث ،صا 12 :و ما بعدها .
الئئذهب السئئن كئئان مئئذهبحا تمهيمحنئئا يثئئل غالبحيئئةم السئئلمحيم ،قبحئئل انتشئئار الشئئعريةم ،فلمحئئا انتشئئرت
انقسئئم أهئئل السئئنةم إل ئ طئئائفتيم ،الول ئ تثئئل السئئنةم السئئلف ،و هئئم أهئئل الئئديث و النابلئئةم ،و
الثانيةم تثئل السنةم اللئف ،و هئم الشئاعرة و الاتريديئةم . 388و الفئتة الئت ظهئر فيها العتزّلئةم و كئان
لئم فيهئا نفئوذ و نشئاط قئوييم ،كئئان فيهئا أهئئل السئنةم جاعئئةم واحئئدة فكئرا و طائفئئةم ،لكئن الئابري
يتكلئئم عئئن هئئذه الفئئتة ،و ينسئئب إلئ ئ أهئئل السئئنةم فكئئر الشئئعري الئئذي مئئازال لئ ئ يظهئئر بعئئد،ولئ ئ
يعتقئئدونه أصئئل .لئئذا فهئئم ل ئ يقول ئوا بكسئئب الشئئعري ،و ل بنفيئئه للحكمحئئةم و التعليئئل ،الئئت بن ئ
عليها الشعري الكسب و نفي التأثي. 389المر الذي يعنئ أن قئول الئابري بئأن أهئل السنةم قالوا :
)) ل فاعل إل ال (( هو قول ل يصح نسبحته إل أهل السنةم-،قبحل انقسامهم ، -لكنه يصدق علئئى
الشاعرة بعد أنقساما السنييم على أنفسهم .فأهل السنةم –قبحئئل انقسئئامهم -لئ يقولئوا :ل فاعئئل إل
الئ ئ ،و إنئئا قئئالوا :ل خئئالق إل الئ ئ ،و أثبحتئ ئوا للنئئاس أفعئئالم و أعمحئئالم الخلوقئئةم ،و ميئئزّوا بيمئ ئ
أعمحالم الضطراريةم ،و أعمحالم الختياريةم السؤموليم عنها. 390
و ثانيا إن أزمةم القيم التويهةم ل وجود لا أصل ،فئ ديئن السائلما ،و ل فئ مئذهب السئنةم-قبحل
ت
انقسامه ، -لن موضوع إثبحات القضاء و القدر ف حقيقته الشرعيةم ،ل علقةم له مطلقا بسألةم الئئبخ
و الختيار كمحا توهها العتزّلةم و التأثرون بم .لن الذهب السن يتثبحت للنسان اختياره و مسؤموليته
،و قدرته على التأثي ف إطار من القضاء و القدر الذي يعن أن ال تعال قضى و قيدر ف ئ الزل
كل ما سايخلقه ،و ما سايحدث ف الستقبحل ،با فيهئا أفعئال البحشئر الت سائيفعلونا مئن دون إكئراه
لم ،فعل ذلك بإرادته و مشيئته ،و قدرته و علمحه ،و حكمحتئه و عئدله سابححانه و تعئال ،و بنئاء
على ذلك فإن سائبحق علئم الئ تعئال لكئل مئا سائيحدث مستقبحل ،بئا فيهئا أفعئال النسئان ،فئإنه ل
يسئئتلزّما الجبحئئار و الك ئراه و الظلئئم ،و هئئذا الئئذي ل ئ يفهمحئئه العتزّلئئةم و الوافقئئون لئئم ،أو أنئئم ل ئ
يتريدوا فهمحئئه .لن القضئئاء و القئدر ،هئو مئن ضئئروريات الربوبيئةم و كمحالتئئا ،فئالله الئذي ل يعلئم
ماذا سايحدث مستقبحل ليس بإله ،كمحا أن علمحه بذلك ل تيعد أبدا ظلمحا و ل إكراها ،و إنئئا هئئو
كشف لتجب الغيب .
و لتوضئئيح المئئر أكئئثر ،أذكئئر مثئئال رائعئئا لفهئئم العلقئئةم بيمئ قضئئاء الئ و قئئدره ،وبيمئ أفعئئال
النسان و حريته ،و مفاده أنه لا انتشر الطاعون زمئن الليفئةم عمحئئر بئن الطئاب-رضئئي الئ عنئه، -
و امتنع من دخول البحلد الذي انتشر فيه ،قال له أحد السلمحيم )) :أتفئئر مئئن قئئدر الئ ؟ ،قئئال :
388
نفسه ،صا 12 :و ما بعدها .
389
ابن تيمحيةم :ممحوع الفتاوى ،ج 8صا ، 467 ، 377 :ج 9صا . 287 :و دقائق التفسي ،ج 2صا. 109 :
390
انظئر مثئئل :البحخئئاري :خلئئق أفعئال العبحئاد ،صا . 113 :و ابئئن تيمحيئئةم :ممحئئوع الفتئئاوى ،ج 8صا . 394 :و ابئن قيئم
الوزيةم :الصواعق الرسالةم ،ج 4صا. 1584 :
ل
ت إن كان لك إبل هبحطت واديا له عتئدوتان ،إحئداها خصئبحةم ، أعفر من قدر ال إل قدر ال ،أرأي ع
و أخئئرى جئئدباء ،أليئئس إن رعيئئت الصئبحةم رعيتهئئا بقئئدر الئ ،و إن رعيئئت الدبئئةم رعيتهئئا بقئئدر الئ
(( . 391و هئئذا مثئئال عمحلئئي و نظئئري رائئئع للفهئئم الصئئحيح للعلقئئةم بيمئ ئ القضئئاء و القئئدر و أفعئئال
النسان .
و ثالثئئا إن نفئئي القضئئاء و القئئدر هئئو الئئذي يئتئثي مشئئكلةم عويصئئةم ل حئئل لئئا ،و ل تنفئئع مهئئا
الزّعبحلت الوفاء .لن نفي ذلك يعن نسئبحةم الهئل إلئ الئ تعئال ،بأنه ل يعلئم الغيئب الستقبحلي
،و هذا يتناف تاما مع صفات ال الالق و كمحاله ،المر الذي يعن تسويته بلقئئه ،فالنسئئان هئو
الئئذي ل يعلئئم الغيئئب ،و ل يعلئئم بالشئئيء إل بعئئد حئئدوثه ،بئئل و أكئئثر مئئن ذلئئك ،فقئئد أص ئبحح
النسئئان-بنئئاء علئئى تصئ ئيورهم -أحسئئن مئئن خئئالقه ،لنئئه –أي النسئئان -إذا لئ ئ يعلئئم الغيئئب فهئئو
ملئ ئئوق يتناسائ ئئب ذلئ ئئك مئ ئئع لخلقتئ ئئه ،أمئ ئئا الئ ئ تعئ ئئال فل يصئ ئئح عقل و ل شئ ئئرعا نسئ ئبحته إلئ ئ الهئ ئئل
بالستقبحل .
بل و أكثر من ذلك ،فإن النسان يستطيع أن يقرأ الستقبحل و يتنبحئأ بئه ،و يعلئم بالحتمحئال مئا
ذا سايحدث ف الستقبحل ،بنسبحةم ناح عاليةم ف كثي من الحيان .لكن الله فئ تصئور تنفئئاة القئدر
ل يعلئم الغيئب إل بعئد حدوث الفعئل ،فيكئون الخلئوق أحسن حئال مئن خالقه ،و هئذا بل شئك
هو من الباطيل الت أوصلنا إليها نفي العتزّلةم للقضاء و القدر .
و رابعئئا إن نفئئي القضئئاء و القئئدر ،يئتئثي مشئئكلةم أخئئرى ،تتمحثئئل ف ئ التصئئادما مئئع نتصئئوصا الشئئرع
جلئةم و تفصئئيل ،فهئي –أي النصئئوصا -قئد نصئئت صئراحةم -فئ آيئئات كئثية – علئئى أن الئ تعئئال
عئال الغيئئب و الشئئهادة ،و أنئئه يعلئم مئئا كئان و مئئا سائيكون ،و أنئئه أعطئى للنسئئان الريئئةم الكافيئةم
للقيئئاما بعمحئئارة الرض ،و أنئئه سايحاسا ئبحه عئئن أعمحئئاله ،ف ئ إطئئار مئئن العئئدل و الرحئئةم ،و الكمحئئةم و
الحسئ ئئان ،و أنئ ئئه تعئ ئئال ليئ ئئس بظلما للعبحيئ ئئد ،قئ ئئال سائ ئ ئبححانه } :ععئ ئئاللت الوغعويئ ئ ئ ل
ب عوالنشئ ئ ئعهاعدةل الوعكبحليتئ ئ ئ
ب{ٍ - الومحتعئعالل{ٍ -ساورة الرعد ،-9/و }أععل يئوعلعمحواو أعنن الليهع يئوعلعم لسانرتهم وعونواتهم وأعنن الليئهع ععلنما الوغتيئئو ل
ت ت و ع ع و ع ع ت وع ت تع
ك أععح ئةدا{ٍ -سائئورة الكهئئف ، -49/فهئئذه اليئئات-و غيهئئا- ل
سائئورة التوبئئةم ،-78/و }عوعل يعظول ئتم عربيئ ع
تنقئئض مزّاعئئم نتفئئاة القضئئاء و القئئدر مئئن أسااسائئها ،فهئل نئئتك كتئئاب الئ تعئئال ،و نأخئئذ بأوهئئاما و
ظنون العتزّلةم ف نفيهم للقضاء و القدر ؟ ! .
و الطأ الثالث يتعلق هو أيضا بسألةم القضاء و القئدر ،فقئد زعئئم الئئابري أن القئئول بعلئئم الئ
الزل ،و حريةم النسان و اختياره ،هئو فعل تنئاقض ،لن )) القئول بئأن لئ علمحئا قئديا يلئزّما عنئه
إن ال يعلم ذلك مئن الزل كئل شيء بئا فئ ذلئك الفعئال الئت سايأتيها النسئان ،و إذا كئان الئ
يعلئئم ذلئئك منئئذ الزل فئئإن علمحئئه يتحئئول ف ئ هئئذه الالئئةم إل ئ نئئوع مئئن البخيئئةم ،و سائئيؤمول المئئر ف ئ
391
البحخاري :الصحيح ،ج 5صا ، 2163 :رقم . 5397 :و مسلم :الصحيح ،ج 4صا ، 1740 :رقم . 2219
النهايئئةم ،إلئ ئ القئئول إنئئه تعئئال ق ئيدر بسئئابق علمحئئه علئئى النسئئان أفعئئاله و إذا كئئان المئئر كئئذلك ،
فلمحاذا يأمره بأشياء و ينهاه عن أشياء و هو يعلم منئئذ الزل مئئا سائئيفعل ؟ ،و واضئئح إذاة أن القئئول
بالعلم الزل ف ميدان اللي يلزّما عنه القول بالبخ و الضطرار ف ميدان البحشري ((. 392
و ردا عليئئه أقئئول :أول إننئ ل أدري هئئل الئئابري ل يفهئئم ،أما أنئئه ل يتريئئد أن يفهئئم بئئأنه ل
تيوجد أي تناقض بيم علم ال الزل و القول بريةم النسان و اختياره ف الال الختئئار فيئئه ؟ ،لن
ت
سابحق العلم ل يلزّما الجبحار بالضرورة ،فبحمحا أن ال تعال عال الغيب و الشهادة ،و علما الغيوب ،
فعلمحه با سايحدث قبحل خلقئه للعئال هئو مئن ضئروريات ألئوهيته و كمحالئا ،و ل يكئن تتصئيور إلئه ل
يلعئم الغيئب ،و مئن زعئم عكئس ذلئك فهئو واهئم مئالف للنقئل و العقئل معئا ،فعلمحئه للئا سايحدث
هئئو علئئم انكشئئاف ل علئئم جئبخ و ل قهئئر فيمحئئا يتعلئئق بأفعئئال النسئئان الختياريئئةم ،و بئئا أن علمحئئه
بذلك هو علم كمحال و انكشاف ل علم جبخ و قهئر ،فإن التنئاقض الئذي ذكئره الئابري ل وجئود
له أصل ف علم ال تعال .
و حت ف علم النسان يكن تصيور ذلئك ،و مثئاله إذا قال العلئم :هئذا التلمحيئذ ساينجح ،و
التلمحيئئذ الفلنئ ئ ل ينجئئح ،بئئدون أن يعلمحهمحئئا بئئذلك لكئئي ل يتئئؤمثر فيهمحئئا بكلمئئه ،و أدى واجبحئئه
ك ئئامل تاههمح ئئا ،ثئ ئ بع ئئد الختبحئئار تق ئئق م ئئا قئئاله السا ئئتاذ ،فنجئئح الول و رسا ئئب الث ئئان ،فه ئئل
الساتاذ هو السبحب فيمحا حدث ؟ و هل علمحه التوقع هو السبحب ف ذلك ؟ ،طبحعا ل ،لن كل
ما فعله الساتاذ أنه تنبحأ بثقئةم بنئاء علئئى العطيئئات الئت يعرفهئئا عئئن التلمحيئذين ،فئالول كئئان متهئئدا ،
و الثان كان كسول ،فتنبحأ بنجئئاح الول ،و تنبحئئأ برسائوب الثئان ،فتحقئئق مئا تئئوقعه ،و لئ يتئدخل
علمحئئه الس ئبحق التوقئئع ف ئ الرسائئوب و ل ف ئ النجئئاح ،و مئئن ث ئ فل يصئئح أن يرفئئع ولئ ئ أمئئر التلمحيئئذ
الكسول دعوى قضائيةم ضد الساتاذ بتهمحةم أنه تسبحب ف رساوب ابنه لنه كان يعلم ذلك تمسبحقا !
.فالعلم السبحق إذا ل يلزّما جبخا و ل قهرا ،و إذا كان ذلك جائزّا ف حق البحشر ،فال تعئئال أولئ
ت
بأن يكون علما الغيوب من دون أكراه و ل جبخ و ل ظلم للعبحاد .
و ثانيا إن قوله )) فلماذا يأمره بأشياء و ينهاه عن أشياء ،و هو يعلم منذ الزل ،
ما سيفعل (( ،فهو اعتراض ل يصح ،لن ا تعالى عالم عادل حكيم ،أفعاله كلها
ل تخرج عن العدل و الحكمة و الحسان و الرحمة ،و عليه فإن من كمال عدله و
رحمته ،و إقامة حجته على عبده ،فقضى سبحانه بأن ييخرج سابق علمه إلى
الواقع ،فخلق الكون و من فيه ،و حرمل النسان المانة ،ليعيش تجربة الخلفة في
الرض بنفسه ،لييقيم عليه الحجة ،و ل يبقى له أي يعذر فيما بعد .لذا قال تعالى :
اي أعذزيوزا اذ يحلجةد بأرعأد اللُريسذل أوأكاأن ر
س أعألى ر
}لُريسلو لُمبأبشذريأن أويمنذذذريأن لذئُألل يأيكوأن ذلللنا ذ
أحذكيوما {َ -سورةا النساء-165/
392
التاث و الداثةم ،صا. 58 :
،و ما يشهد لا قلناه ،أن ال تعال أخبخنا أن يوما القيامةم أن بعض النئاس تينكئئرون جرائمحهئئم الئئت
ل
ف عكئ ئعذبتواو ععلعئئى عأنتفسئ ئلهوم عو ع
ضئ ئنل ععونئته ئئم نم ئئا عك ئئانتواو ارتكبحوه ئئا فئ ئ ال ئئدنيا ،فق ئئال سائ ئبححانه } :انظئت ئور عكويئ ئ ع
يعئوفتعئ ئتروعن{ٍ -سائئورة النعئئاما-24/ئ ،فئئال تعئئال عنئئدما خلئئق النسئئان و هئئو يعلئئم مئئا سائئيفعله هئئذا
الخلوق الر ،كان عادل حكيمحا رحيمحا ،ليقطع كل أعذار النسئئان .و مئئع ذلئئك فئئإنه سائبححانه
لو حاساب الناس بناء على ساابق علمحه با سائيفعلونه الرض مئئن دون أن يلقهئئم و يسئئتخلفهم فيهئا
،لكان عادل رحيمحا ،حكيمحا معهم ،لكنه مع ذلك شاء سابححانه أن تيرج ساابق علمحئئه الزلئ إلئ
واقع ملوق ليتحمحل النسان المانةم الت تكلف با .
و ثالثا إن القول بالتناقض بين إثبات العلم الزلي ل ،و القول بحرية النسان و
اختياره ،هو طعن في القرآن الكريم ،الذي أثبت المرين معا في آيات كثيرةا جدا ،
فلو كان المر فيه تناقض كما زعم الجابري ما أثبت القرآن ذلك ،و هو كتاب ا
تعالى اليمحكم الذي ل يأتيه الباطل من بين يديه و ل من خلفه ،و هو اليمنزه عن
التعارض و التناقض .
و أما اخطأ الرابع –من المحوعةم الول ، -فيتعلق بتشابه القرآن ،فقال الابري :إن مئن
متشئئابه القئئرآن هئئو اليئئات الئئت تتفيئئد التش ئبحيه ظاهريئئا . 393و ق ئوله هئئذا غي ئ صئئحيح مئئن وجهيمئ ئ ،
أولمحا إنه ل يصح أن تيقال أن ف القرآن آيات تتفيد التشبحيه ،لنه من الفروض أن ننظئئر إلئ آيئئات
س الصفات مئن خلل قواعئد التنزّيئه ،الئت ذكرهئا الئ تعئال فئ القئرآن ،و هئي قئوله تعئال }- :لعويئ ع
صئعمحتد ،لوئ صئتي{ٍ -سائورة الشئورى ، -11/و}قتول تهئعو اللنئهت أععحئقد ،اللنئهت ال ن عكلمحثوللله عشيء وهو النسئلمحيع البح ل
ت ع و ق عتع
ضئلربتواو للليئله العومثئعئاعل إلنن
يعللئود عوعلوئ تيولعئود ،عوعلوئ يعتكئئن لنئهت تكتفئةوا أععحئقد{ٍ-سائئورة الخلصا ، -4-1/و}فعلع تع و
الليئهع يعئوعلعئتم عوعأنتتئوم لع تعئوعلعتمحئئوعن{ٍ -سائئورة النحئئل ، -74/فئئالفروض علئئى قئئارئ القئئرآن عنئئدما يسئئمحع
اليئئات التعلقئئةم بالصئئفات ينظئئر إليهئئا مئئن خلل تلئئك القواعئئد التنزّيهيئئةم .فعنئئدما يسئئمحع-مثل -ق ئوله
تعلى )) :بل يداه مبحسوطتان ((-ساورة الائئدة ، - 64/ل تيشبحهه بأيئدي الخلوقئات ،و ل يقئول :
س عكلمحثوللئله عشئويءق عوتهئعو النسئلمحيتع كيئئف هئئي ؟ ،و إنئئا يقرأهئئا فئ إطارآيئئات التنزّيئئه كقئوله تعئئال } :لعويئ ع
صئتي{ٍ -سائئورة الشئئورى ، -11/و بئئذلك تترفئئع كئئل الشئئكالت و التسئئاؤلت الئئت ربئئا قئئد تطئئر البح ل
ع
على عقول بعض الناس ،و من ث فل يصح القول بأن تلك الصفات تفيد التشبحيه .
و ثانيهمحا إن آيات الصئئفات فئ القئئرآن ليسئئت مئئن التشئابه ،فهئي واضئحةم وضئوح الشئمحس ،
مئئن أنئئا صئئفات لئ تعئئال وصئئف بئئا نفسئئه ،يإئئب إثبحاتئئا لئئه فئ إطئئار مئئن التنزّيئئه ،بل تشئبحيه و ل
تسئئيم ،و ل تعطيئئل و ل تأويئئل ،مئئن دون أيئئةم ماولئئةم لعرفئئةم تكنههئئا .لن مئئا قمحنئئا بئئه هئئو إثبحئئات
وجئئود ل إثبحئئات تكنئئه و كيفيئئةم ،و أمئئر كهئئذا ل يصئئح وصئئفه بئئأنه مئئن التشئئابه ،لن التشئئابه هئئو
ذلك المر الذي معنئاه غيئ تمئدد،و يتمحئل عئدة معئان ،و هئذا ل يصئدق علئى آيئات الصئفات فئ
393
بنيةم العقل ،صا. 59 :
القرآن ،كالسمحع و البحصر ،و الوجه ،و الكلما ،فهي صفات حقيقيةم تليق بال تعال .
و أما الطأ الخي-أي الامس – فيتعلق هئو أيضئئا بسئئألةم صئفات الئ تعئئال ،و يتمحثئئل فئ
ساكوت الابري عئن أخطئاء العتزّلئةم و الهئم بن صئفوان و تبخيريهئا .أذكئر منهئا أربعئةم أمثلئةم ،الول
مفئاده أن الئابري قئال :إن جهئم بئن صئفوان يقئول )) :ل يإئوز أن تيوصئف البحارئ بصئفةم تيوصئف
با خلقه ،لن ذلك يقتضي تشبحيها ،فنفى كونه حيا عالا ،و أثبحت كونه قادرا فاعل خالقا لنئئه
ل تيوصف بشيء من خلقه بالقدرة و الفعل و اللق (( ،ث قال الابري :إن ذلك يإئئب أن تيفهئئم
على ضوء قول جهم )) :إن ال ل يإوز أن يعلم الشيء قبحل خلقه (( ،و قوله )) :ل تيقال :إن
ال ل يزّل عالا بالشياء قبحل أن تكون ((. 394
و هذه الزّاعم الت نقلهئا الئابري عئن الهئم ،هئي قئول علئى الئ بل علئم ،و افئتاء عليئه ،
و كئئذب علئئى العقئئل و العلئئم معئئا .لنئئه أول عزععئئم بئئأنه ل يإئئوز أن تيوصئئف ال ئ بصئئفةم تيوصئئف بئئا
خلق ئئه ،ب ئئدعوى أن ذل ئئك يقتض ئئي التشئ ئبحيه حس ئئب زعمح ئئه .و ه ئئذا كلما باط ئئل م ئئن أسااسا ئئه ،لن
الص ئواب هئئو أن نقئئول :ل يإئئوز أن نتش ئيبحه صئئفات ال ئ تعئئال بصئئفات ملوقئئاته ،و ليئئس كمحئئا زعئئم
الهم -على ما نقله الئئابري ، -و الفئرق بيمئ الفهئوميم واضئئح حاسائم ل مئئال للمحقارنئئةم بينهمحئا ؛ و
مفهوما جهم بن صفوان هو السبحب ف انرافه و أخطائه و متناقضاته ،و الدليل على بطلن مفهئئومه
بعدما اتصاف الالق و الخلوق بصفات لا مسمحى واحد ،هئو أن هئذا الفهئوما و التعريئف ل يكئن
اللئئتزّاما بئئه ف ئ التفريئئق بيم ئ صئئفات الئئالق و الخلئئوق ،فهنئئاك صئئفات تمحعهمحئئا ف ئ العن ئ و السائئم
بالضئ ئئروة –مئ ئئع اختلف المحاثلئ ئئةم ، -منهئ ئئا صئ ئئفتا الوجئ ئئود و اليئ ئئاة ،فالنسئ ئئان موصئ ئئوف بئ ئئالوجود
كمحوجود و متصف بالياة ككائن حي ،و ال تعال بالضئرورة لئه وجئود بئا أنئه موجئود ،و بئا أنئه
هئو الئالق فبحالضئرورة أنئه حئي ،لن اليئت ل يلئق و ل قئدرة لئه ،و هئل تيتصئيور فئ العقئل و العلئم
أن خالق هئا الكئئون العجيئب ليئئس حيئا و ل عالئا ،و ل حكيمحئا و ل سئيعا و ل موجئئودا ...؟ ! .
و بناء على زعم الهم فإنه يستلزّما نفي أثبحات الوجود لئ و اليئاة و القئدرة ،بعنئ أنئه غيئ موجئئود
أصل ،و هذا أمر باطل شرعا و عقل ،لكنه يستلزّمه زعم الهم اساتلزّاما ضروريا .
و ثانيا إن ما نقله الابري عن الهم بن صفوان فيه تناقض صارخ ،يتمحثل ف أنه نفى كون
ال ئ حيئئا عالئئا ،لكئئي ل تيوصئئف بصئئفةم يتصئئف بئئا الخلئئوق ،ث ئ أنئئه أثبحئئت مئئن جهئئةم أخئئرى كئئونه
تعال قادرا فاعل ،و هذا تناقض لنه وصف ال تعال بصفتيم يتصف بمحا النسان هو أيضئئا ،و
ها :القدرة و الفعل ،فالنسان قادر و فاعل بل شك ،فله القدرة و الفاعليئةم فئ العمحئل و التغييئ
،و هذا الذي يزّعم الهمحيئةم و العتزّلئةم بأنم يدعون إليئه فئ مقئاومتهم للجبخيئةم الت قئال با المويئون
394
العقل السياساي ،صا. 272-271 :
على ما ذكره عنهم الابري. 395
و أما زعم الهم-على ما نقله الابري -بأنه )) ل تيوصف بشيء من خلقه بالقئدرة و الفعئل
(( ،فهذا حديث خرافةم ،يضئحك بئه علئى نفسئه و علئى الناس ،لن كلمئه هئذا الذي يإئادل بئه
يتضئئمحن قئئدرة و فعل ،و هئئو كلما تمئئالف للنقئئل و العقئئل و الواقئئع ،يتغئئالط بئئه و يئئدلس بئئه علئئى
الناس ،و يتسلط به عليهم ليضئللهم و تيريوج بينهئم أوهئامه .و إل فئإن كئل إنسئان يإئد فئ نفسئه
إحساساا يقينيا بأنه حي قادر فاعل .
و ثالثا إن قول الابري بأنه يإب فهم قول الهم على ضوء قوله )) :إن ال ل يإوز أن يعلم
الشيء قبحل خلقه (( ،و )) ل تيقال :إن ال ل يزّل عالا بالشياء قبحل أن تكون (( ،هو قول باطئئل
مئئردود علئئى صئئاحبحه ،و اف ئتاء علئئى ال ئ تعئئال ،ل دليئئل عليئئه مئئن الشئئرع و ل مئئن العقئئل ،و ل
يصئئح التسئئليم لئئه بئئه ،و قئئد سائبحق أن ناقشئئنا هئئذا الوضئئوع و بينئئا بطلنئئه ،و أثبحتنئئا أن صئئفةم العلئئم
الزل هي من مقتضيات اللوهيةم و كمحالا ،و أن سابحق العلم الزل ل يستلزّما البخ و ل القهر .
مع العلم بأن ما يزّعمحه الهم بن صفوان ما هو إل تشبحيه ل بلقه ،رغم أنئه يزّعئم أنئه يتريئد
التنزّيه ،لن الذي ل يعلم الشياء قبحل حدوثها ،هو النسئئان الخلئئوق ،و إذا كئئان الئ هئئو أيضئئا
ل يعلمحها قبحل حئدوثها حسئئب زعئم الهئم ،فهئذا يعنئ التسئئويةم بيمئ الئالق و الخلئوق فئ وصئفهمحا
بالهل و عدما علم الغيب ،و هذا هو التشبحيه بعينيه ،و التعطيل بذاته ،فإله الهمحيئئةم ميئئت جاهئئل
،عاجزّ تمعطل ،يتشبحه المحادات !! .
و أما الثال الثان فيتمحثل ف أن الابري عندما عرض موقف الهم بن صئفوان مئن الصئفات و
نفيه لا ،و ما يتعلق بئا مئن جبخ و اختيار ،قئال :إنئه يإئب فهم نظريتئه حسئب ظروفئه السياسايةم
ف مواجهته للموييم ،الذين قالوا بالبخ فئ حكمحهئئم للنئاس ،فجئاء موقئئف الهئئم رد فعئئل لئئؤملء ،
فقئئال بالقئئدر و نفئئى صئئفةم العلئئم و اليئئاة و غيهئئا ،لئئذا فئئإن فهئئم تلئئك الثئئار فئ إطارهئئا السياسائئي
يتزّيل عنها ما يبخر وصفها بالتعطيل ((. 396
و تبخيره هذا ف غي مله ،و ل يرفع الطأ عن الهم ف نظرته إل الصفات و القدر ،لنه أول
إن ما فعله الهم ف معارضته للموييم هو أنه رد خطا بطأ ،فهم قالوا بئئالبخ و حكمحئوا النئئاس بئئه
،و احتجئوا بآيئئات فهمحوهئئا حسئئب مصئئالهم و أهئوائهم ،و أيولئوا مئئا تيالفهئئا أو تناسائئوها ،و هئئو
أصحابه ارتكبحوا نفس الطأ ،عندما تطيرفوا ف موقفهم من مسألت البخ و القدر معئئا ،فنفئوا الولئ
،و ق ئئالوا بالثاني ئئةم تطرف ئئا ، 397و تس ئئكوا بالي ئئات القرآني ئئةم ال ئئت تواف ئئق فكره ئئم و أهئ ئواءهم ،و أيولئ ئوا
395
نفسه ،صا. 272 ، 271 :
396
نفسه ،صا. 271 :
397
من العروف ف كتب القالت أن الهم قال بالبخ ،لكن الابري خالف ذلك و جعله من القدريةم و عليه فننحن نناقشه
اليئئات الئئت تالفهئئا أو أغفلوهئئا .و كئئل منهمحئئا أخطئئأ ف ئ مئئوقفه مئئن مسئئألةم القضئئاء و القئئدر ،و
حريةم النسان ،و ل يتخذ الوقف الصحيح منها ،و هذا أمر قد سابحق أن ناقشناه و بيناه .
و ثانيا إن العلم فوق السياساةم ،و الطأ هو الطأ ،و القيقةم العلمحيةم فوق الظروف السياسايةم
و الجتمحاعيةم و القتصاديةم ،و هذا ل يلتزّما به البخيون و ل القدريون ،فكل منهمحئئا ركئئب رأسائئه و
هئواه ،و اتبحئئع ظنئئونه و أوهئئامه ،و جعئئل كلما الئ و رسائوله وراء ظهئئره ،و افئئتى عليهمحئئا و علئئى
النئئاس .و بنئئاء علئئى ذلئئك فئئإن الئئبخرات الئئت ذكرهئئا الئئابري فئ مئئوقفه مئئن الهئئم ،هئئي غيئ مقبحولئئةم
شرعا ،و ل عقل ،و ل علمحا .
و أما الثال الثالث فيتمحثل ف أن الابري ذكر أخطاء للمحعتزّل واصل بن عطاء و أصئئحابه ،فئ
نفي صفات ال تعئال و إثبحئات القئدر ،و سائكت عنهئا و بررهئا كمحا فعئل مئع الهئم بن صئفوان ،
فقئئال :إن واصئئل بئئن عطئئاء تكلئئم فئ الصئئفات و قئئال )) :إن الئ ل تيوصئئف بئئالعلم و القئئدرة ،و
الرادة و الياة ،كمحا تيوصف البحشر ،على نو ما رأيناه عند الهم بن صئئفوان ،و نفئئي الصئئفات
،و هئئي تئئؤمول كلهئئا إل ئ صئئفةم العلئئم ،مئئن مقتضئئيات القئئول بريئئةم الرادة ،و الث ئواب و العقئئاب ،
كمحئئا رأينئئا عنئئد جهئئم كئئذلك .و هئئذا مئئا سائ ئتيطلق عليئئه فيمحئئا بعئئد مصئئطلح :التوحيئئد و العئئدل ،
التوحيئئد معنئئاه تنزّيئئه ال ئ مئئن الصئئفات الئئت تتطلئئق علئئى البحشئئر (( . 398و معن ئ ذلئئك عنئئد واصئئل بئئن
عطاء ،أن )) ذات ال و صفاته شيء واحد ،فل يإوز الفصل بينهمحا كمحئئا هئئو الئئال فئ النسئئان
و صفاته ،لن ذلك تيؤمدي إل القول بتعدد القئئدماء :الئذات و الصئئفات و هئئذا شئئرك ،فئ حيمئ
أن السالما هو دين التوحيد ،و التوحيد يقتضي عدما فصل صفات ال عن ذاته ((. 399
و قوله هذا فيه أباطيل و مغالطات ،سابحق الرد عليها فيمحا ذكرناه عن مسئألةم الصئفات عامئةم ،
و عن الهم بن صفوان خاصئئةم ،و لكننئا مئئع ذلئئك نقئئول :أول ليئس صئحيحا أن نفئي صئئفةم العلئم
من مقتضيات القول بريةم الرادة ،و الثواب و العقاب ،لن سابحق العلم ل يستلزّما الكراه و القهر
و الجبحار ،و إنا هو من ضروريات اللوهيةم و كمحالتا ،و هذا أمر سابحقت مناقشته و تبحيانه .
و ثالثا إن قول الابري بأن التوحيد معناه تنزّيئه الئ تعئال مئن الصئفات الت تتطلئق علئى البحشئر ،
هو قول يتمحل معنييم ،الول إن التوحيد الذي يقصئئده هئئو عئئدما تشئبحيه صئفات الئ تعئئال بصئئفات
ملوقاته ،و هذا معن صحيح موافق للشرع و العقل معا ،لكنه احتمحئال بعيئد جدا عئن النص ،و
ل يكئئاد يتمحلئئه .هئئذا فضئئل علئئى أن التوحيئئد عنئئد العتزّلئئةم هئئو نفئئي الصئئفات كمحئئا سائبحق أن ذكرنئئاه
مرارا .و العن الثان يعن أن التوحيئد معنئاه عئدما وصئف الئ تعئال بصئفات تتطلئق علئى الخلئوقيم ،
و ثالثا إن قوله الخي الذي عيقب به على واصل بن عطاء ،هو تغليئط و اساتغفال للقئارئ ،
لن الشرع ل يفصل بيم ذات ال و صفاته ،و ل قال أهل السئنةم بئذلك . 400و عليئئه فئإن زعمحئئه
بئئأن ذلئئك الفصئئل يئتئؤمدي إل ئ تعئئدد القئئدماء ف ئ الئئذات و الصئئفات هئئو زعئئم غي ئ وارد أصئئل ،لن
التعدد يكون بالذوات ل بالصفات .
مئئع العلئئم أن الصئواب ليئئس كمحئئا أراد أن يقئوله هئئو ،مئئن أن إثبحئئات الصئئفات يئتئؤمدي إلئ تعئئدد
القئئدماء ،فهئئذا زعئئم باطئئل و تغليئئط و اسائئتغفال للقئئارئ ،لن الصئواب هئئو أن إثبحئئات الصئئفات لئ
تعال ل تيؤمدي مطلقا إل تعدد الذوات و القدماء ،فال تعال وصف نفسه بصفات كئثية ،و هئئو
واحئئد أحئئد فئ ذاتئئه و صئئفاته ،متصئئف بصئئفات الكمحئئال و هئئي غيئ منفصئئلةم عنئئه ،فإثبحاتئئا ل يعنئ
فصلها عن ذاته تعال ،و إنا يعن إثبحاتا له على ما يليق به ،و عدما نفيها عنه ،عكئئس مئئا يزّعمحئئه
واصل بن عطاء و العتزّلةم الذين يغالطون الناس و أنفسهم ،فينفون صفات ال تعال ،و يعطلونا ،
ث يزّعمحون أنم ل يفصلون بيم ذات ال وصفاته ،فأي صفات بقيت لكي يزّعمحوا ذلك ؟ ! .
400
ابن أب العزّ النفي :شرح العقيدة الطحاويةم ،صا. 126 ،125 :
و أما قوله-أي الئئابري -بئأنه ل يإئئوز الفصئل بيمئ ذات الئ و صئئفاته ،كمحئا هئو الئئال فئ
النسئئان و ذاتئئه ،فهئئو مثئئال غي ئ صئئحيح ،لن النسئئان كفئئرد و ليئئس كجنئئس ،ليسئئت صئئفاته
للقيئةم منفصئئلةم عئئن ذاتئئه ،فهئئي تابعئئةم للئئذات بئئا يليئق بصئئاحبحها ،فعنئئدما نقئئول :إن هئئذا النسئئان اع
تمتصئئف بصئئفات عخلقيئئةم جيلئئةم ،ل يعنئ ئ ذلئئك أنئئا منفصئئلةم عنئئه ،و أنئئه تمتعئئدد الئئذوات ،و إنئئا
القصود أن ذاته متصفةم بتلك الصفات .مع العلم أن القارنةم بيم ذات ال تعئئال و صئئفاته ،و بيمئ
النسئئان وصئئفاته ،ل تصئئح أصئئل ،لن ال ئ هئئو الئئالق الزل ئ الواحئئد ف ئ ذاتئئه و صئئفاته .لكئئن
النسان كجنس هو الخلوق الادث التعدد الذوات و الصفات .
و أما الثال الرابع –و هو الخي -فيتعلق بسكوت الابري عن شبحهةم الهم بن صفوان
،ف نفيه لعلم ال و شرحه لكلمه بشبحهةم أخرى .فالشبحهةم الولئ زعئئم فيهئا الهئم بئأنه )) ل يإئوز
أن يعلئئم الئ الشئئيء قبحئئل خلقئئه ،لنئئه لئئو علئئم ثئ خلئئق ،عأبقئئي علمحئئه علئئى مئئا كئئان أما لئ يبحئئق ؟ ،
فإن بقي فهئئو جهئل ،فئإن العلئئم بئأن سائيوجد غيئ العلئئم بئأن قئد توجئد ،و إن لئ يبحئق فقئد تغيئ ،و
التغيئ ملئئوق ليئئس بقئئدي (( ،ثئ شئئرح الئئابري كلما الهئئم بئئأنه يريئئد أن يتنئئزّه الئ مئئن الهئئل ،فئ
حالةم إذا تغي الشيء العلوما ،و ل يتغي علمحه ،و أنه يتريد أن تينزّه الئ مئن النقئص فئ حالةم إذا مئا
تغي علم ال بتغي الشيء العلوما .ث أكد علئى أن )) تنزّيئه الئ مئن الهئل و النقئئص يقتضئئي القئول
أن ل يإوز أن يعلم الشيء قبحل خلقه له ،و إنا يعلمحه حيم خلقه ((. 401
و ردا عليه أقول :أول إن ما نقله الجابري عن الجهم هو كلم جاهل بال تعالى
و صفاته ،لن العلم الذي تصروره هو علم النسان الجاهل الناقص ،الذي يتصف
علمه بالزيادةا و النقصان و التغير ،حسب معلومات النسان .أما ا تعالى و هو
الخالق الزلي العظيم علم الغيوب ،الذي ليس كمثله شيء ن و هو السميع البصير
الذي يعلم السر و أخفى ،فإن علمه كامل مطلق ل يتصف أبدا بالزيادةا و ل بالنقصان
،لن هذا هو الذي دل عليه الشرع ،و يليق بال تعالى .مما يعني أن الشبهة التي
أوردها الجهم ل معنى لها ،و ل يصح نسبتها إلى ا تعالى أصل .فبما أن علم ا
كامل مطلق فهو ل يتأثر مطلقا بأحوال النسان ،و ل بما يجري في الكون بأسره ،
فعلمه سبحانه غير مرتبط بحوادث المخلوقات أصل ،فو صفة أزلية مطلقة ،تليق به
سبحانه ،و ل يصح أصل القول بأن ذاته و صفاته عرضة للحوادث ،لن الحوادث
تتعلق بالمخلوقات ،و ل تتعلق برب المخلوقات الحي الذي ل يموت ،قال سبحانه :
ظاذهير أوارلأباذطين أوهيأو بذيكبل أشريمء أعذليدم{َ -سورةا الحديد ،-3/و }هيأو ارلألويل أوارلذخير أوال ل
ت أوأسببرح بذأحرمذدذه أوأكأفى بذذه بذيذينو ذ
ب ذعأباذدذه أخذبيورا{َ - }أوتأأولكرل أعألى ارلأحبي اللذذي أل يأيمو ي
ت أوأل ذفي ب أعرنهي ذمرثأقايل أذلرمةا ذفي اللسأماأوا ذ ب أل يأرعيز ي سورةا الفرقان ،-58/و} أعالذذم ارلأغري ذ
ا ي لأب لُمذبيمن{َ -سورةا سبأ -3/و } ر ك أوأل أأركبأير إذلل ذفي ذكأتا م صأغير ذمن أذلذ أ ض أوأل أأ رارلأرر ذ
ض أمن ت أوأما ذفي الأرر ذ إذلأهأ إذلل هيأو ارلأحلُي ارلقألُيويم لأ تأأريخيذهي ذسنأةد أولأ نأرودم للهي أما ذفي اللسأماأوا ذ
401
العقل السياساي ،صا. 272 :
طوأن بذأشريمء بمرن أذا اللذذي يأرشفأيع ذعرنأدهي إذلل بذإ ذرذنذذه يأرعلأيم أما بأريأن أأريذديذهرم أوأما أخرلفأهيرم أولأ ييذحي ي
ض أولأ يأيؤويدهي ذحرفظيهيأما أوهيأو ارلأعلذلُي ت أوالأرر أ ذعرلذمذه إذلل بذأما أشاء أوذسأع يكررذسلُيهي اللسأماأوا ذ
ارلأعذظييم{َ -سورةا البقرةا. -255/
و أمئئا تعليئئق الئئابري فئ شئئرحه لقولئئةم الهئئم ،فهئئو غيئ صئئحيح ،لن تنزّيئئه ال ئ تعئئال مئئن
الهل و النقص ل يقتضي نفي علم ال بالغيب ،و إنا نفيئئه هئئو الئئذي يقتضئئي الهئئل و النقئئص ،
لنه ل يصح ف الشرع و ل فئ العقئئل وصئئف الئ تعئئال بعئئدما العلئم الزلئ ،و اللئه الئذي ل يعلئئم
الغيئئب ليئئس إلئئه و ل ربئئا .كمحئئا أن زعمحئئه بئئأن ال ئ يعلئئم حيم ئ اللئئق هئئو قئئول علئئى ال ئ بل علئئم و
افتاء عليه ،و جهل به و بصفاته ،و إنكار لا ثبحت ف الشرع ،و تسويةم ل بالنسئئان ،و تشئبحيه
لئئه بئئه ،لن علئئم النسئئان هئئو الئئذي يئئدث أثنئئاء الفعئئل أو بعئئده .و لئئو كئئان ال ئ تعئئال ل يعلئئم
الغيئئب مئئا أخبخنئئا عئئن تفاصئئيل كئثية عمحئئا سائئيحدث يئوما القيامئئةم .و ل أخئئبخ الصئئحابةم بئئأنه سائيمحكن
لئئم ف ئ الرض و قئئد تقئئق ذلئئك فعل .و ل أخبخنئئا بئئأن الئئروما الئئذين هزّمهئئم الفئئرس ساينتصئئرون ف ئ
بضع سانيم .و ل أخبخنا بأنه سايمحكن لدينه ف الرض ،و قد تقق ذلك فعل .
و أما الشبحهةم الثانيةم فإن الابري خيلط فيها حقا و باطل ،و ناقض فيها نفسه با قاله ف
الشئبحهتيم ،و مفادهئئا أنئئه قئئال-لتوضئئيح شئبحهةم الهئئم )) : -إذا كئئان الئ يعلئئم مئئا سائئيفعله المويئئون
قبحئئل أن يلقهئئم ،و قبحئئل أن يغتصئ ئبحوا الك ئئم بئئالقوة ،فإننئئا سائئنكون أمئئاما احتمح ئئاليم :إم ئئا أن علمح ئئه
سايبحقى كمحا كان عندما هاجوا الكعبحةم مثل ،و ف هذه الالةم إما أن نقول :إن ال هئئو الئئذي أراد
منهم ذلك قبحل أن يفعلوه ،فيكون هو الذي حتمحه عليهم ،و هئذا غيئ معقئئول و ل يإئئوز .و إمئا
أن يكونوا قد فعلئوا مئا فعلئوا مئن تلقئاء أنفسئهم و بحض إرادتئم ،و فئ هئذه الالةم نتسئاءل :هئل
علئئم الئ هئئذا الئئذي فعلئئوه أما ل ؟ ،فئئإذا علمحئئه فسئئيكون علمحئئا تمضئئافا إلئ علمحئئه السئئابق ،و هئئذا ل
يإوز لن علمحئه كامئل ل يتمحئل الضئافةم ،و أمئا إذا قلنئا :إنئه لئ يعلمحئه ،فإننئا سائنكون قئد أضئفنا
إليه الهل .و إذاة فالل العقول الئذي ل يإئر إلئ تناقضئات و نقئائض مثئل تلئك ،هئو أن نقئول :
إن ال ئ خلئئق العئئال بئئا فيئئه النسئئان ،و أن المئئور تئئري فئ العئئال حسئئب سائئنن و قئوانيم ،قئئدرها
تقديرا ،كحركةم الفلك مثل .أماالنسان فقئد خلئق لئه أو فيئه ،قدرة با يعقئل ،و إرادة و اختيئارا
؛ وأكثر من ذلك بييم له بواساطةم الرسائل و عئن طريئق العقئل سابحيل اليئ و سابحيل الشئر ،و النسئان
هئئو الئئذي يتئئار هئئذه أو تلئئك ،فيفعئئل هئئذا أو ذاك ،هنئئا حيمئ ئ الفعئئل يتئئدخل علئئم الئ ئ ليحكئئم
بالسن أو القبحح ،بالثواب أو بالعقاب ((. 402
و تعقيبحئئا عليئئه أقئئول :أول إن علئئم الئ تعئئال ل يصئئح وصئئفه بالزّيئئادة و ل بالنقصئئان ،فهئئو علئئم
كامل شامل أزل ،ل يصح فيه افتاض ما افتضه الابري ،و إن كان هئئو نفسئئه اعئئتف فئ النهايئةم
402
العقل السياساي ،صا. 272 :
بأن علم ال كامل ل يتمحل الضافةم .كمحا أن قضيةم الموييم ،لئ يطرحهئا بطريقئةم صئحيحةم ،لن
ما فعله المويون كان بئإرادة و مشئيئةم مئن الئ تعئئال مئئن دون أن تيتمحئئه عليهئئم ،ول رضئئي بئه و ل
أحبحئئه ،لن سائ ئبحق العلئئم ل يسئئتلزّما إجبحئئارا و إكراهئئا و ل قهئ ئرا ،و ل حبحئئا و ل رضئئى .و كئئل مئئا
يدث ف الكون هو بإرادة و مشيئةم من ال و بقدر منه ،فل يدث ف الكون ما ل يتريده ،لكنئئه
يدث فيه ما تيبحه و يرضاه ،و ما ل تيبحه و ل يرضاه ،فل بد من التفريق بيم الرادة و الشئئيئةم و
بيم ئ البحئئةم و الرضئئا ،و قئئد فعئئل ال ئ ذلئئك للكئئم بالغئئةم ،منهئئا :ابتلء النسئئان و اختبحئئاره ف ئ هئئذه
الدنيا ،فلو أن ال تيعاقب كئل مئرما فئ الئدنيا ،و تيإئازي كئل تمسئن فيهئا أيضئئا ،فل معنئ لرسائئال
الرسال ،و إنزّال الكتب ،و ابتلء النئاس بعضئهم ببحعئض ،و ل فائئدة مئئن خلئق النئةم و النئار أصئئل
.
و لذلك كان ما فعله الحجاج بن يوسف في ضربه للكعبة الشريفة ،هو عمل ل
يرضاه ا و ل يحبه ،لكنه يدخل في مشيئُته و قدره ،و هذا أمر من ضروريات
الربوبية و كمالتها .فال تعالى ل يرضي لعباده الكفر ،لكن الكفر موجود و هو
الغالب على بني آدم ،و هو سبحانه ل يحب الظلم و الفسوق و العصيان ،لكن
الرض تموج بذلك .فهو سبحانه خالق كل شيء بإرادته و مشيئُته ،و قدرته و
ضهي لأيكرم أوأل تأذزير ضى لذذعأباذدذه ارليكرفأر أوذإن تأرشيكيروا يأرر أ حكمته ،قال تعالى } :أوأل يأرر أ
أواذزأرةاد ذورزأر أيرخأرىَ ثيلم إذألى أرببيكم لمررذجيعيكرم فأيينأببئُييكم بذأما يكنتيرم تأرعأميلوأن إذنلهي أعذليدم بذأذا ذ
ت
ساي لأهأأدىَ اللنا أ س اللذذيأن آأمينورا أأن للرو يأأشاء ر صيدوذر{َ -سورةا الزمر ، ،-7/و} أأفألأرم يأريأ أ ذ ال لُ
ب ارليمتأطأهبذريأن{َ -سورةا ب التللواذبيأن أوييذح لُ اأ ييذح لُ أجذميوعا {َ -سورةا الرعد -31/و ) إذلن ر
ب ارلأكافذذريأن{َ -سورةا الروم ، -45/و } إذنلهي أل ييذح لُ
ب البقرةا ، -222/و} إذنلهي أل ييذح لُ
ب يكلل يمرخأتامل فأيخومر{َ -سورةا اأ أل ييذح لُ ظالذذميأن{َ -سورةا الشورىَ، -40 /و }إذلن ل ال ل
لقمان. -18/
و ثانيا إن كل ما حدث على أيدي الموييم –حسب مثال الابري -ت بإرادة مئن الئ و
مشيئته ،و علمحه و قدرته و حكمحته من جهةم ،و باختيار من الموييم و عن وعئئي منهئئم ،و مئئن
دون إكراه و ل إجبحار ،ول رضى من الئ ول حئب منئه ،مئن جهئةم أخئرى .و هئذا المئر الشئرعي
النطقي الواضح ،هو الذي ل يفهمحه الابري أو ل تيرد فهمحه رباللفيات مذهبحيةم مبحيتةم .
و أمئئا قئوله :إن الئ تعئئال خلئئق الكئئون بئئا فيئئه النسئئان ،وفئئق سائنن و قئوانيم قئئدرها تقئئديرا ،
عليها سايي الكون ،فهو كلما صحيح موافق للقرآن الكري ،و لذهب أهل السنةم ،الذين يعتقدون
أن ال تعال قبحل أن يلق العال قيدر مقاديره تقديرا ،بعلمحئه و لحكمحتئه ،و عنئدما خلقئئه جعلئه يسئي
وفق ما قدره له ف ساابق علمحه الزل. 403
لكئئن الئئابري أخطئئأ عنئئدما اسائئتثن أفعئئال النسئئان مئئن ذلئئك التقئئدير السئبحق ،عنئئدما قئئال :
403
صديق حسن خان :قطف الثمحر من عقيدة أهل الثر ،صا 84 :و ما بعدها .
)) حيم ئ الفعئئل يتئئدخل علئئم ال ئ (( ،و هئئو ادعئئاء ل دليئئل عليئئه مئئن الشئئرع و ل مئئن العقئئل ،بئئل
الشئئرع يرفضئئه رفضئئا ،و ينقضئئه نقضئئا .وأمئئا إذا كئئان يتعلئئق بسئئألةم الئئبخ و الختيئئار الئئت سائبحقت
مناقشتها ،فقد بينا أن سابحق العلم اللي الغيب الزل ل يستلزّما البخ و الكراه ،و ل ينئئع النسئئان
من مارساةم حريته و أعمحاله ،و تمحل مسؤمولياته .
و هو أيضا قد اعتف بأمرين خطيين نقض بمحا ما بناه نقضا ،أولمحا إنه أقر بأن علئئم الئ
كامل ل يتمحل الضافةم .و ثانيهمحا إنه اعتف بأن الل العقول بالنسبحةم للق العال با فيه النسان
،هئئو القئئول :إن الئ خلئئق الكئئون )) وفئئق سائئنن و قئوانيم قئيدرها تقئئديرا ،كحركئئةم الفلئئك مثل ((-
سائئورة ، -و هئئذا يعنئ أن الئ تعئئال يعلئئم الغيئئب الزلئ ،لنئئه لئئو لئ يكئئن كئئذلك ،مئئا اسائئتطاع
يققئئدر خلئئق العئئال تقئئديرا مسئئتقبحليا .و مئئن ثئ فل يصئئح شئئرعا و ل عقل اسائئتثناء النسئئان مئئن هئئذا
التقئئدير السئئتقبحلي القئئائم علئئى العلئئم .كمحئئا أن اعئ ئتافه بئئذين المريئئن هئئو نقئئض لنظريئئةم الهمحيئئةم و
العتزّلةم ف نفي القضاء و القدر و العلم ،الت دافع عنها الابري مرارا و تكرارا .
و إذا كان الابري كثيا ما ساكت عن أخطاء الهمحيةم و العتزّلةم ،و برر آراءهم و دافع
عنهئئا ،فئئإنه لئ ئ يفعئئل ذلئئك مئئع أهئئل السئئنةم ،فقئئد حئئرصا علئئى انتقئئادهم ،و تمحيئئل أقئ ئوالم مئئا ل
تتمحله ،و قد يتقئيولم-أحيانئا -مئا لئ يقولئوه .مئن ذلئك إنئه عنئدما تعئيرض لسئألةم مرتكئب الكبحية ،
ذكر أن أهل السنةم قالوا :إنه فاساق ل تيرجه فسقه مئئن كئونه مؤممنئئا ،مئئا داما يئؤممن بئال و رسائئله و
كتبحه .و بعنئ آخئر إنئه مئؤممن عئاصا إن شاء الئ غفئر لئه .ثئ انتقئد السنييم فئ ذلئك و قال :إن
فيه إدانةم خفيفةم للموييم ،و ينطوي أيضا على التساهل ف مسألةم الوعد و الوعيئئد ،و ذلئئك أنئئه ))
إذا كان ال سايغفر للمحؤممن العاصي ،فمحعن هذا أنه سايخلف وعيده ،علمحئا بأن الئ توعئد مرتكئب
الكبحائر بالعقاب الشديد ((. 404
و أقول :إنه ذكر أن أهل السنة قالوا :إن مرتكب الكبيرةا مؤمن عاصا ،إن شاء
ا عفر له ،ثم عاد و قال – في انتقاده للسنيين )) : -إنه إذاكان ا سيغفر للمؤمن
العاصي ، (( ...فقوله هذا ييخالف ما ذكره قبل ذلك ،فهناك فرق كبير بين :إن
المؤمن العاصي في حكم ا إن شاء عذبه و إن شاء غفر له ،و بين قوله )) :إذا
كان ا سيغفر للمؤمن العاصي (( ،فأهل السنة لم يقولوا :إن ا سيغفر لمرتكب
الكبيرةا ،و إنما قالوا :إنه ل يخلد في النار .و هذا يعني أنه يستحق دخول النار
بذنوبه ،من دون الخلود فيه ،و مع ذلك فإن ا تعالى ربما يغفر له قبل دخولها ،
علما بأن كثيرا من النصوصا ذكرت أن صاحب الذنوب يدخل النار إذا كانت ذنوبه
أكثر من حسناته ، 405و هذا معروف من دين السلم بالضرورةا ،كقوله تعال :
404
العقل السياساي ،صا. 274 :
405
انظر :صديق حسن خان ،قطف الثمحر ،صا . 132 :و ابن أب العزّ النفي :شئئرح العقيئئدة الطحاويئةم ،صا 316 :و
ما بعئدها .و ابئن قيئم الوزيئئةم :طريئق الجرتيمئ و بئاب السئعادتيم ،ط ، 2دار ابئن القيئم ،الئدماما ، . 1994 ،صا:
ك اللذذيأن أخذسيروا أأنفيأسهيرم ذفي أجهأنلأم أخالذيدوأن{َ سورةا ت أمأواذزينيهي فأأ يرولأئُذ أ }أوأمرن أخفل ر
ك هييم ارليمرفلذيحوأن{َ - ت أمأواذزينيهي فأأ يرولأئُذ أ المؤمنون ،-103/و }أوارلأورزين يأروأمئُذمذ ارلأح لُ
ق فأأمن ثأقيلأ ر
سورةا العراف. -8/
و أم ئئا المحوع ئئةم الثاني ئئةم – م ئئن الخط ئئاء النهجي ئئةم -التعلق ئئةم بعل ئئم الكلما و أص ئئول ال ئئدين ،
فتتضمحن ساتةم أخطاء متنوعةم ،أولا إنه-أي الئابري -قال :إن الشيعةم كلهئم قالوا بأن المامئةم بعئد
النب-عليه الصلة و السلما-كانت من حق علي بن أب طالب -رضي الئ عنئئه ، -مئئا عئئدا الشئئيعةم
الزّيديةم الذين يعتفون بلفةم أب بكر و عمحر-رضي ال عنهمحا. 406-
و قوله هذا يتضمحن خطئأ يتعلئق بوقئف الزّيديئةم مئن المامئةم ،و هئو أنئه ليئس كئل الزّيديةم قئالوا
بصئئحةم خلفئئةم أبئ بكئئر و عمحئئر ،و ذلئئك أن الزّيديئئةم تتكئئون مئئن ثلث فئئرق ،هئئي :السئئليمحانيةم ،و
البحتيةم ،و الاروديئةم ،فئالول و الثانيئةم قالتئا :إن المامئةم شئئورى بيمئ السئلمحيم ،و أثبحتتئا إمامئةم أبئ
بكر و عمحر ؛ لكن الثالثةم خالفتهمحا ،و ادعت أن اللفةم لعلي بن أب طئئالب بالوصئئف ل بالسائئم
،بعد النب-عليه الصلة و السئئلما ، -و كفئئرت الصئئحابةم لئئتكهم بيعئةم علئئي حسئئب زعمحهئئا . 407و
موقفها هذا ينقض التعمحيم الذي أصدره الابري ،عن موقف الزّيديةم من المامةم .
و الطأ الثان يتمحثل ف أن الابري نقل عن التكلم أب بكر البحاقلن)ت 403ه( ،إنه قال :
)) ما ل دليل عليه يإب نفيه (( ،ث عقب عليه بقوله :إن هذا البحدأ يقضي )) بإبطئال كئل شيء
فئ الغئائب ليئس عليئه دليئئل مئن الشئئاهد ،و واضئئح أن هئذا البحئئدأ هئئو مئئن الطئئورة بكئئان ،بالنسئبحةم
لقضايا علم الكلما .ذلئك لنئه يربئط عئال الغيئب ،عئال اللوهيئةم ،و البحعئث و السئاب ...بعال
الشئئهادة :الطبحيعئئةم و النسئئان ،ربئئط معلئئول بعلئئةم ،أو علئئى القئئل ربئئط مشئئروط بشئئرطه ،بيئئث
يتصبحح عال الشهادة شئرطا فئ وجئود عئال الغيئب ،و ذلئك مئا يئس الدين نفسئه كعقيئدة ،و ليئس
وساائل الدفاع عنه ((.408
و قوله هذا يتضمحن أخطاء و مبحالغات ،لنه أول إن كلما البحاقلن صحيح ل مطعن فيه
ك س لعئ عف عمئا لعويئ ع ،و هو تعبحي عن مبحدأ شرعي ،تمستنتج من القرآن الكري ،كقوله تعئال} :عولع تعئوقئ ت
ك عكاعن ععونهت عموستؤموةل{ٍ -ساورة الساراء ، - 36/و )) قئئل صعر عوالوتفعؤماعد تكيل أتولئل ع ل ل
بله عولقم إلنن النسومحعع عوالوبحع ع
568و ما بعدها .
406
العقل السياساي ،صا. 246 :
407
أنظئئر مثل :أبئئو السئئن الشئئعري :مقئئالت السائئلمييم ،ج 1صا . 18 :و ابئئن حئزّما :الفصئئل فئ اللئئل و الهئواء و
النحئ ئئل ،ج 1صا . 455 :و الشهرسائ ئئتان :اللئ ئئل و النحئ ئئل ،ج 1صا . 184 :و عبح ئئد الق ئئاهر البحغ ئئدادي :الف ئئرق بيمئ ئ
الفئئرق ،صا 30 :و مئئا بعئئدها .و أقئئول :إننئ ئ لئ ئ أتكئئن مئئن الصئئول علئئى كتئئب الزّيديئئةم ،لككن ئ اعتمحئئد علئئى مصئئادر
متخصصةم ف الفرق و القالت .
408
بنيةم العقل ،صا. 443-442 :
هئئاتوا برهئئانكم إن كنتئئم صئئادقيم ((-سائئورة البحقئئرة ، - 111/و } لإن يعئتنبحلعتئئوعن إلنل الظنئنن عوعمئئا تعئوه ئعوى
س عولععقود عجاءتهم ممن نرمبلتم اولتعدى{ٍ -ساورة النجم ، -23/و }-عولمعن الننالس عمن تعيإالدتل لف اللنله او علنتف ت
ب يمنلنيئئ{ٍ -سائئورة الئئج . -8/و البحئئاقلن لئ يكئئن يقصئئد مئئا ذهئئب إليئئه بلغع وليئ لعولئنم وعل تهئةدى وعل كلتئعئا ن
ع ع
409
الابري ،لن تراث الرجل-أي البحاقلن -يشئهد علئى أنئه لئ يكئن يقصئد مئا ذهئب إليئه الئابري
.
و ثانيئا إن الئابري حيئل كلما البحاقلن مئا ل يتمحلئه ،و جيعئده تعيئدا بل دليئل ،و حئيوله
من حبحةم صغية إل قبحئةم كئبحي ،لن البحئاقلن قئال )) :مئئا ل دليئئل عليئه يإئب نفيئئه (( ،مئن دون أن
تيئئدد مصئئدر هئئذا الئئدليل ،و إنئئا الئئابري هئئو الئئذي حئئدده و حصئئره ف ئ الشئئاهد الئئادي ،و هئئذا
تريف للنص و توجيه له بطريقةم غي صحيحةم ،علمحئا بئأن مصئئادر الدلئةم ثلثئةم ،هئي :الشئرع ،و
العقل ،و الشاهدة الاديةم ،و هذه الصادر يقول با أبو بكر البحاقلن ،كغيه مئئن علمحئئاء السئئلمحيم
،و مؤملفئئاته الئئت وصئئلتنا تشئئهد علئئى ذلئئك . 410فعمحئئل الئئابري هئئو اعتئئداء علئئى كلما الرجئئل ،و
إخئراج لئئه مئئن إطئئاره العرفئ و الزّمئئان الئئذي قيئئل فيئئه .علمحئئا بئئأن مئئا ذهئئب إليئئه الئئابري هئئو جئئانب
تتض ئئمحنه مقول ئئةم البح ئئاقلن ،و لي ئئس حصئ ئرا ل ئئا ،فج ئئاء ه ئئو و جع ئئل ال ئئزّء كل ،و أبع ئئد الئ ئوانب
الخئئرى .فالبحئئاقلن قئئال )) :مئئا ل دليئئل عليئئه يإئئب نفيئئه (( ،و الئئابري جعلهئئا تقئئول )) :مئئا ل
دليل عليه من الشاهدة السوساةم يإب نفيه (( ،فتأمل ! .فمحقولةم البحاقلن فيها اشئتاط للئئدليل مئئن
دون تديد لصدره ،و الثانيةم فيها اشتاط للئدليل مئع تديئئد مصئدره ،التمحثئل فئ الشئئاهد الئادي ،
ما يعن أن مقولةم الابري ل تنطبحق على مقولةم البحاقلن إل بنسبحةم الثلث دون الثلثيم البحاقييم .
و ثالثا إنه حت إذا سالمحنا-جدل -با ذهب إليه الابري ف تفسيه لقولةم البحاقلن ،فإن
أدلئئةم عئئال الشئئهادة ل تتشئئكل أي خطئئر علئئى ديئئن السائئلما ،إذا اتسائئتخدمت بطريقئئةم صئئحيحةم ،و
توضئئعت فئ مكانئئا الناسائئب ،لن العقئئل و العلئئم إن لئ يتثبحتئئا الئئدين فإنمحئئا لئئن يسئئتطيعا نفيئئه .هئئذا
فضئل علئى أن العلئم الئديث أثبحئت بالدلةم الصئحيحةم الدامغئةم بأنه ل يصئح القئول بئأن مئا ل تتدركه
الئواس ل وجئئود لئئه ،فهئئذه مقولئئةم أصئبححت خرافئئةم مئئن خرافئئات تاريئئخ الفكئئر النسئئان ،لن العلئئم
الئئديث أثبحئئت وجئئود عئوال غيئ مرئيئئةم لئ يكئئن النسئئان يراهئئا و ل يعرفهئئا ،و هئئي اليئوما مئئن حقئئائق
العلئئم الكئئبخى الئئت ل تئتئرى ،كعئئال الئئذرة ،و الاذبيئئةم ،و عئئال الراثيئئم و الفيوسائئات .علمحئئا بئئأن
القرآن الكري نفسه يدخل ف عال الشئئهادة السئئوس ،فهئئو دليئئل علمحئئي مئادي دامئئغ تمعجئزّ ،شئاهد
على صدق نبحوة ممحد رساول ال -عليه الصلة و السلما ، -فإذا اساتشهد به السئئلم فهئئو يستشئئهد
بئدليل مئادي ملمحئئوس .و أمئئا فيمحئا يئص وجئئود الئ سائبححانه و تعئال ،فالئئدليل علئى وجئئوده دليلن
409
. أنظر مثل :البحاقلن :كتاب تهيد الوائل و تلخيص الدلئل
410
أنظر :نفسه .
ماديئئان تمشئئاهدان ملمحوسائئان ،هئئا :كتئئاب ال ئ النظئئور ،و هئئو الكئئون و مئئا فيئئه مئئن ملوقئئات ،و
كتابه السطور ،و هو القرآن الكري ،و الكتابان تمعجزّان يشهدان على وجود ال تعال .
و أما الطأ الثئالث فيتعلئئق بوضئئوع الئوارق عنئد ابئن خلئدون و مئئوقفه منهئئا ،فقئئال الئابري :
قئئرر ابئئن خلئئدون أن )) خئئرق العئئادة كئئان زمئئن النئئب فقئئط ،أمئئا بعئئد ذلئئك فقئئد :ذهبحئئت الئوارق و
صئئار الكئئم للعئئادة كمحئئا كئئان ،أي صئئارت الق ئوانيم الطبحيعيئئةم مطئئردة ف ئ مئئال الطبحيعئئةم و الق ئوانيم
الجتمحاعيةم تمطردة ف مال العمحران ...و لنقل ف مال الشريعةم أيضا ((. 411
و قوله هذا فيه خطئأ فئ النقئل و الفهئم ،و تقويئل للرجئل مئا لئ يقلئه و مئال يعتقئده ،لنئه أول
إن ابن خلدون ل يقل أبدا أن الوراق كانت زمن النب-عليه الصلة و السم -فقط ،ثئ ذهبحئئت و
صارت كالعادة ،و إنا قال :إن ف زمن رساول ال ذهبحت العصئبحيةم ،و كئئان الهئئاد و الئدين قائمحئئا
حاكمحئئا ،و )) العئئادة معزّولئئةم ،حئئت إذا انقطئئع أمئئر النبحئئوة و ال ئوارق الهولئئةم ،تراجئئع الكئئم بعئئض
ت
الشيء للعوائد ((. 412و نفس العن قئاله فئ النص الذي نقلئه عنئه الئابري ،فئذكر فيئه ابن خلدون
أنئئه لئئا ذهئئب زمئئن النئئب-عليئئه الصئئلة و السئئلما ، -و تئوالت القئئرون انصئئر الئئدد النبحئئوي ،بئئذهاب
العج ئزّات النبحويئئةم ،و ت ئولت تلئئك الصئئيغةم قليل قليل ،و )) ذهبحئئت ال ئوارق ،و صئئار الكئئم للعئئادة
كمحا كان ،فتاعتبخ أمر العصبحيةم و ماري العوائد ،فيمحا ينشأ عنها مئن الصئال و الفاسائد (( . 413و
قئئال أيضئئا )) :عنئئدما نسئئي النئئاس شئئأن النبحئئوة و الئ ئوارق ،و رجعئ ئوا إلئ ئ أمئئر العصئ ئبحيةم و التغئئالب
((. 414
فهئذه القئوال شئاهدة علئى عكئئس مئئا ادعئاه الئابري ،فقئيوله مئئا لئ يقئئل ،و نقئئل كلمئه نقل
ناقصئئا مبحتئئورا ،ل نئئدري أتعمحئئد فئ ذلئئك ،أما ل ؟ ،فئئابن خلئئدون لئ يقئئل أبئئدا أن الئوارق كئئانت
خاصةم بزّمن الرساول-صلى ال عليئئه وسائئلم -يئ تئئوقفت بعئئده .كمحئا أنئئه لئ يقصئد بعبحئئارة :العئادة ،
ما قصده الابري ،فالعادة كمحا ذكرها ابن خلدون قصد با العادات و التقاليد العصبحيةم الت كئئانت
سائئائدة زمئئن الاهليئئةم التعلقئئةم بئئالكم ،فلمحئئا ضئئعف التئئدين ،و تطئئاول الزّمئئن عئئادت بعئئض العوائئئد
التعلقئئةم بالعصئ ئبحيةم إلئ ئ الظهئئور مئئن جديئئد ،و هئئذا قئئاله ابئئن خلئئدون صئ ئراحةم .و أمئئا الئئابري فقئئد
أعطى لعنئ العئادة مفهومئا فكريئا عمحيقئا ،معنئاه السنن و القئوانيم و النئواميس الت تكئم الطبحيعئةم و
العمحران البحشري ،و حت الشريعةم .و هذا كلما ل يقله ابن خلئدون و مئئا قصئئده باسائئتخدامه لعبحئئارة
العادة الت نقلناها عنه آنفا .
411
بنيةم العقل ،صا. 551 :
412
ابن خلدون :تاريخ العبخ و ديوان البحتدأ و البخ ،ج 1صا. 216 :
413
ابن خلدون :القدمةم ،صا. 167 :
414
العبخ ،ج 3صا. 4 :
و ثانيا إن ما يتبحئت خطئأ الئابري فيمحئا نقلئه عنئه ،أن ابئن خلئدون نفسئه كئان يئؤممن بئدوث
الوارق على أيدي تأناس عاشوا بعد رساول ال-عليه الصلة و السلما ،-فمحن ذلئئك أنئئه قئئال )) :و
عنئئد ظهئئور الغلة مئئن الصئئوفيةم ،و جنئئوحهم إلئ ئ كشئئف حجئئاب الئئس ،و ظهئئور الئ ئوارق علئئى
أيديهم ،و التصرفات ف عال العناصر ((. 415
و الشاهد الثان هئو أنئه عنئدما تكليئم عئن الكيمحيئائييم قئال )) :إنئا هئو مئن منحئى كلمهئم فئ
المور السحريةم ،و ساائر الوارق ،و مئا كئئان مئن أمئئر اللج و غيه (( . 416و الشئئاهد الثئالث هئئو
إنه عندما تكيلم عن بعض أولياء الغرب السالمي و أعيانه ،قئال )) :و أمئئا وقئئوع الئوارق فيهئئم ،
و ظهور الكامليم ف النوع النسان من أشخاصهم ،فقد كان فيهم من الولياء ((. 417
و الشئئاهد الرابئئع -و هئئو الخيئئ ، -فئئإن ابئئن خلئئدون قئئال :إن الصئئوفيةم لئئم واقعئئات تيئئبخون فيهئئا
بالغيبحئئات قبحئئل وقوعهئئا ،و يئئتقون بمحمحهئئم و قلئئوى أنفسئئهم فئ الوجئئودات ،السئئفليةم و تصئئي طئئوع
إرادتم. 418
فهذه أقوال ابئن خلئدون نفسئه تنقئض مئا ادعاه الئابري فئ حقئه ،و هئي شئاهدة علئى خطئأ
الئئابري ف ئ النقئئل و الفهئئم ،و تقويئئل ابئئن خلئئدون مئئا ل ئ يقلئئه .فهئئل تعيمحئئد ف ئ ذلئئك أما أخطئئأ ؟ ،
يبحدو ل أنه تعيمحد ذلك ،لن المر واضح وضوح الشمحس ف رابعةم النهئئار ،فعئئل ذلئئك انطلقئئا مئئن
خلفيته الذهبحيةم لدمةم مشروعه الفكري .
و أما الطأ الرابع فيتمحثل ف قول الابري بأن العتزّلةم اسائتخدموا مبحئئدأ :العقئل قبحئل ورود الشئرع
.فئ ئ ج ئئدالم لغيئ ئ الس ئئلمحيم ،لن ئئم ج ئئادلوا فئ ئ أول أمره ئئم المحاع ئئات ال ئئت لئ ئ تك ئئن أسا ئئلمحت ،
كالانويةم الت كانت تنشر عقائدها ،و تطعن ف السالما. 419
و ردا عليه أقول :أول يإب أن ل يغيئب عنئا أن العتزّلئةم عنئدما قئالوا بئذلك البحئدأ ،هئو مغالطةم
منهم ،و قد سابحق أن أن ناقشنا مبحدأهم هذا .و حقيقةم قئئولم التقئدما بيمئ يئدي الئ و رسائوله ،لن
مبحدأهم هذا ل يصح شرعا و ل عقل -ف ميزّان العقل الؤممن -بعدما ظهئئر السائئلما ،و أظهئره الئ
على الدين كله ،فكان من الواجب عليهم اللتزّاما بئئه فئ كئئل أحئوالم مئع السئلمحيم و غيهئم ،إن
كانوا حقا عقلنييم منطقييم مع ال و أنفسهم .
و أما قوله بان العتزّلةم اساتخدموا مبحدأهم لادلةم غي السلمحيم ،فهو قول غي صحيح ف معظمحه
415
القدمةم ،صا. 413 :
416
نفس الصدر ،صا. 453 :
417
العبخ ،ج 6صا. 105 :
418
القدمةم ،صا. 388 ، 372 ، 88 :
419
العقل الخلقي ،صا. 116 :
،لن العتزّلئئةم اسائئتخدموا مبحئئدأهم لت ئبخير مئئوقفهم مئئن الشئئرع نفسئئه ،و ال ئ تعئئال يقئئول } :يعئئا أعيئعهئئا
يمئ ئ يئعئعدلي اللئن ئله عوعرتسائئوللله عواتنئتقئ ئوا اللئن ئهع إلنن اللئن ئهع علسئئيقع ععلليئ ئقم{ٍ -سائئورة الجئ ئرات/ ل
الئنئذيعن آعمنئت ئوا عل تتئعقئ ئمدتموا بعئ و ع
. -1كمح ئئا أن ئئم اسا ئئتخدموه لتأوي ئئل النص ئئوصا و توجيهه ئئا لدم ئئةم أص ئئولم ،فئ ئ مس ئئائل الص ئئفات و
القضاء و القدر و الرؤيةم. 420
و ثانيا إن قوله بأن العتزّلةم جادلوا ف أول أمرهم غي السلمحيم ،هو قئول غيئ صئئحيح ،و إنئا
الصئئحيح هئئو عكئئس ذلئئك ،فئئإنم جئئادلوا السئئلمحيم قبحئئل غيهئئم ،لن ظهئئورهم نفسئئه كئئان بسئبحب
اللف ئئات العقديئئةم بيمئ ئ السئئلمحيم أنفس ئئهم ،فهئئم الئئذين خرجئ ئوا م ئئن حلق ئئةم الس ئئن البحص ئئري بسئ ئبحب
الختلف ف مسألةم مرتكب الكبحية ،ث دخلوا ف مادلت مع متلئئف الفئئرق السائئلميةم فئ مسئئائل
:ال ئئبخ و الختي ئئار ،و القض ئئاء و الق ئئدر ،و الص ئئفات اللي ئئةم ،و المام ئئةم ،و ه ئئذا الم ئئر ذك ئئره
الئئابري نفسئئه مئرارا فئ بعئئض كتبحئئه . 421و نئئن إذا تفحصئئنا كتئئاب شئئرح الصئئول المحسئئةم للقاضئئي
عبحئئد اليئئار نئئده موجهئئا ف ئ معظمحئئه للئئرد علئئى الفئئرق السائئلميةم الخالفئئةم للمحعتزّلئئةم ،و هئئذا أمئئر ل
يتاج إل توثيق .
و أما الطأ الامس فيتعلق بسألةم الوعد و الوعيد ،فذكر الابري أن العتزّلةم قالوا :إن الئ ل
يلف وعده و ل وعيده ،فلبد أن )) تيإئئزّي السئئن بئالثواب الئذي وعئئده و تيإئزّي السئئيء بالعقئئاب
الئئذي نئئص عليئئه ،فل تيعقئئل عنئئدهم أن يئتئدخل ال ئ الكئئافر النئئةم ،و ل الئئؤممن النئئار ،بينمحئئا قئئال
غيهم من أهل السنةم :إن ال يفعل ما يشاء ((. 422
و قئوله هئئذا فيئئه تغليئئط و افئتاء علئئى أهئئل السئئنةم ،لن السئئنييم قئئالوا :إن الئ تعئئال يفعئئل مئئا
يشئئاء ،ليئئس فيمحئئا يئئص الوعئئد و الوعيئئد مطلقئئا ،و إنئئا قئئالوا ذلئئك بصئئفةم عامئئةم ،ردا علئئى العتزّلئئةم
الئئذين أوجبحئوا علئئى الئ فعئئل الصئئلح و الصئئلح .فقئئال أهئئل السئئنةم :إن الئ فعئئال لئئا يتريئئد ،و ل
يئتئوجب عليئئه أحئئد شئئيئا ،إل مئئا أوجبحئئه هئئو علئئى نفسئئه ،بئئإرادته و مشئئيئته ،و عئئدله و حكمحتئئه ،و
رحته و لطفه. 423
و أما فيمحا يص مسألةم الوعد و الوعيد ،فأهل السنةم اتفقوا على خلود الكفار فئ النار ،و
أن أي إنسان لقي ربه كافرا به عيذبه و ل يغفر له .لكنهم قالوا :إن مرتكب الكبحية مئئن السئئلمحيم
420
مثال ذلك تأويل القاضي عبحد البحار لصفةم العلم و الرؤيةم ،أنظر شرح الصول المحسئةم ج 1صا ، 133 :و مئا بعئئدها
،و 161و ما بعدها .
421
أنظر :العقل الخلقي ،صا , 113 :ما بعدها .و العقل السياساي ،صا 274 :و ما بعدها .
422
التاث و الداثةم ،صا. 57 :
423
أنظر مثل :ابن قيم الوزيةم :مفتاح دار السعادة ،دار الكتب اعلمحيةم ،بيوت ،د ت ،ج 2صا 51 :و ما بعدها .
أمره إل ال تعال ،إن شاء غفر له ،و إن شاء عيذبه ،مع أنه يستحق الوعيد ،و إن دخل النار
فل تيلئئد فيهئئا .و قئئالوا أيضئئا :إن هنئئاك نصوصئئا كئئثية أشئئارت إلئ ئ دخئئول مرتكئئب الك ئبحية النئئار
فعل. 424
و الطأ الخي –السادس من المحوعةم الثانيةم ، -يتعلق بسألةم تقبحيح العقل للشياء و تسينها
،فذكر الابري أن العتزّلةم قالوا بقدرة العقل على التحسيم و التقبحيئح ،و توسائع فئ شئرح مئئوقفهم ،
ث ئ قئئال )) :و أمئئا أهئئل السئئنةم فقئئد كئئانت آراؤهئئم ف ئ هئئذه السئئألةم و ف ئ غيهئئا ،عبحئئارة عئئن ردود
صئئريةم أو ضئئمحنيةم علئئى أراء العتزّلئئةم (( ،ث ئ ذكئئر أن الشئئاعرة قئئالوا خلف مئئا ذهئئب إليئئه العتزّلئئةم ،
بعن أنه ل مال للعقل ف التقبحيح و التحسيم ،و إنا ذلك للنقل وحده. 425
و قوله هذا يتضمحن خطأين يتمحثلن ف التعمحيئم و الغفئال ،فأمئئا التعمحيئم فئإنه ذكئئر أهئل السئنةم
عامئئةم دون تفريئئق بينهئئم ،لن أهئئل السئئنةم ليسئ ئوا علئئى رأي واحئئد فئ ئ مسئئألةم التحسئئيم و التقبحيئئح ،
فمحنهم من قال بأن العقل تييسن و تيقيبحح ،و منهم من خالف ذلك . 426و أمئئا الغفئئال فئئإنه-أي
الئئابري -أغفئئل الطائفئئةم السئئنيةم الئئت قئئالت بالتحسئئيم و التقبحيئئح العقلييمئ مئئن جهئئةم ،و ذكئئر الطائفئئةم
السنيةم الخئرى الئت قالت بعكئس ذلئك ،كالشئاعرة و مئن وافقهئم مئن الئذاهب السنيةم الربعئةم مئن
جهةم ثانيةم .و الذين أغفلهم هم أهل الديث و من وافقهم من الالكيةم و الشافعيةم و النابلئةم،.427
الذين قالوا بالتحسيم و التقبحيح العقلييم ،كأب بكئر القفئال ،و أبئ علئي بن أبئ هريئرة الشئافعييم ،
و أبئ ئ ئ السئ ئئن التمحيمحئ ئئي ،و أبئ ئ ئ الطئ ئئاب الكلئ ئئوذان ،و ابئ ئئن تيمحيئ ئئةم ،و ابئ ئئن القيئ ئئم ،و هئ ئئم مئ ئئن
النابلةم. 428
و يتبحيم ما ذكرناه -ف مبححثنا هذا -أن البحاحثييم أركون و الابري ،كانت لمحا أخطاء كثية
تتعلئئق بعلئئم الكلما و أصئئول الئئدين ،معظمحهئئا هئئي مئئن أخطئئاء الئئابري .وقئئد ناقشئئناها فيمحئئا أخطئئآ
فيه ،و بينا وجه الصواب ف ذلك .وكانت أخطاؤها –فئ الغئالب -أخطئاء منهجيةم ذات خلفيئات
فكريةم مذهبحيةم موجهةم .
رابعا :الخأطاء المنهجية المتعلقة بالفلسفة و المفاهيم و المصطلحات :
424
أنظر مثل :ابن تيمحيةم :ممحوع الفتاوى ،ج 8صا ، 270 :ج 14صا . 498 :و ابن القيم :طريق الجرتيمئ ،ج 1
صا ، 568 :و مئئا بعئئدها .و ابئئن أبئ ئ العئئزّ النفئئي :شئئرح العقيئئدة الطحاويئئةم ،صا ، 316 :و مئئا بعئئدها . 369 ،و
الللكائي :اعتقاد أهل السنةم ،ج 1صا. 162 :
425
العقل الخلقي ،صا 114 :و ما بعدها .
426
ابن تيمحيةم :ممحوع الفتاوى ،ج 8صا. 90 :
427
نفسه ،ج 8صا. 90 :
428
ابن تيمحيةم :منهاج السئنةم ج 1صا . 144 :و ممحئوع الفتئاوى ،ج 8صا . 90 :و ابئن قيئم الوزيئئةم :الصئواعق الرسائلةم ،
ج 4صا. 1450 :
و قئئع كئئل مئئن ممحئئد أركئئون ،وممحئئد عابئئد الئئابري ،فئ ئ أخطئئاء منهجيئئةم تتعلئئق بالفلسئئفةم و
الفاهيم و الصطلحات ،معظمحها هي من أخطاء الابري ،فبحالنسبحةم لركون أذكر من أخطائه اثنيم ئ
،أولمحئئا إنئئه قئئال :إن السائئلما الرسئئي حئئال دون نئئوض الفلسئئفةم ،و حئئدثت منافسئئةم بيمئ الفقهئئاء
ح ئراس الدولئئةم ،الئئذين يئتئبخرون أعمحالئئا ،و يضئئمحنون تط ئبحيق الش ئريعةم ،و بيم ئ التأمئئل الفلسئئفي الئئذي
كئ ئ ئ ئئان ينتقئ ئ ئ ئئد أشئ ئ ئ ئئياء أسااسائ ئ ئ ئئيةم تئ ئ ئ ئئص تفسئ ئ ئ ئئي النصئ ئ ئ ئئوصا ،و تعظيئ ئ ئ ئئم المئ ئ ئ ئئور الدنيويئ ئ ئ ئئةم (( . 429
و ق ئوله هئئذا يتضئئمحن أخطئئاء و مغالطئئات ،لنئئه أول ليئئس صئئحيحا أن كئئل الئئدول –السائئلما
الرسئئي حسئئب أركئئون -ف ئ العصئئر السائئلمي ،حئئالت دون نئئوض الفلسئئفةم ،فقئئد توجئئدت دول و
خلفاء و ملوك و أمراء شيجعوا الفلسفةم ماديا و معنويا ،و كان بعضهم فلسافةم ،فمحئئن الئئدول الئئت
شجعت الفلسفةم :الدولةم العبحاسائئيةم زمئئن هئئارون الرشئئيد)ت 293ه( ،و الئئأمون )ت 218ه ، 9و
العتصئ ئ ئئم)ت 227ه( ،و الواث ئ ئئق )ت 232ه ( .و الدول ئ ئئةم البحويهي ئ ئئةم )447-334ه( ،و الدولئ ئ ئئةم
العبحيديئئةم السئئاعيليةم)567-297ه( ،و الدولئئةم الغلبحيئئةم زمئئن إبراهيئئم بئئن الغلئئب )ت 289ه( ،و
الدولئئةم المويئئةم بالنئئدلس زمئئن الليفئةم عبحئئد الرحئئن بئئن الكئئم)ت 239ه( ،و سائئلطنةم بلد الئئروما زمئئن
اللئئك ركئئن الئئدين قلئئج )ت 600ه( ،و دولئئةم الغئئول زمئئن الئئوزير النصئئي الطوسائئي)ت 672ه(. 430
و ثانيا إنه ليس الفقهاء فقط هم الذين كانوا حراساا للدول القائمحةم خلل العصئر السائلمي
،و إنئئا كئئثيا مئئن الفلسائئفةم هئئم أيضئئا كئئانوا حراسائئا للئئدول الئئت عاصئئروها أو عاشئ ئوا فئ ئ كنفهئئا ،
فخئئدموها و ديعمحوهئئا ،و اسائئتفادوا منهئئا ف ئ نشئئر الفلسئئفةم و التمحكيم ئ لئئا ،منهئئم :الفلسائئفةم الئئذين
تولئوا ترجئئةم العلئوما القديئةم إلئ اللغئةم العربيئةم زمئئن الدولئةم العبحاسائئيةم ،كيوحنئا بئن ماسائئويه ،و حنيمئ بئن
إساحاق ،و إساحاق بن حنيم ،و ثابت بن قرة الصابئ ،و ييح بن البحطريئئق . 431و منهئئم أيضئئا :
يعقئ ئئوب الكنئ ئئدي ،و الئ ئئوزير أبئ ئئو الفضئ ئئل بئ ئئن العمحيئ ئئد )ت 360ه( ،و الشئ ئئاعر الضئ ئئال ابئ ئئن هئ ئئانئ
الندلس ئئي)ت 362ه( ،و أب ئئو عل ئئي ب ئئن سائئينا )ت 428ه( ،و اب ئئن رش ئئد الفي ئئد)ت 595ه( ،و
قاضئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئي القضئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئاة رافئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئع الئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئدين اليلئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئي)ت 642ه(. 432
429
تارييةم الفكر العرب السالمي ،صا. 298 :
430
أنظئئر :ابئئن النئئدي :الفهرسائئت ،ج 1صا . 139 :و السئئيوطي :تاريئئخ اللفئئاء ،صا . 522 ،306 :و ابئئن كئئثي :ج
13صا . 37 :و ابن تيمحيةم :ممحوع الفتوى ،ج 13صا . 207 :و ابن القيئم :إغاثئةم اللهفئان ،صا . 196 ،170 :و
إبراهيئئم التهئئامي :جهئئود علمحئئاء الغئئرب ف ئ الئئدفاع ،صا . 627 ،623 :و أركئئون :معئئارك مئئن أجئئل النسئئنةم ،صا،61 :
. 62
431
ابن الندي :الفهرسائ ج 1صا . 139 :و ابن أب أصيبحعةم :عيون النبحاء ف طبحقات الطبحاء ،حققه نزّار رضا ،دار مكتبحةم
الياة ،بيوت ،د ت ،صا. 295 ، 226 :
432
الذهب :السي ،ج 16صا . 137 :و العبخ ف خبخ مئن غئئبخ ،ج 2صا . 335 ، 334 :و ابئئن النئدي :الفهرسائت ،
ج 1صا . 358 :و ابن العمحاد النبحلي :شذرات الذهب ،ج 4صا ،318 :ج 5صا. 134 :
و ثالثا إن الفلسفةم الت دافع عنها أركون ل تكن كمحا زعم ،فقد كان الغالب عليها الضلل و
النلل و السلبحيةم ،بنطقها الرساطي العقيم ،و إلياتا الظنيةم الخالفةم للشرع و العقل معئئا ،كقولئئا
بأزليئئةم الكئئون ،و نفيهئئا للصئئفات الليئئةم ،و قولئئا بالعقئئل الفعئئال و العقئئول العشئئرة . 433فأص ئبححت
هذه الفلسفةم خطئرا علئى السائلما و السئلمحيم،و العقئل و العلئم معئا ،مئا حتيئم علئى علمحئاء السائلما
التصدي لا ،لنقاذ الدين و العقل و العلئم ،مئن براثن هئذه الفلسئفةم الترافيةم العقيمحةم الئدمرة للفئرد
و التمحع فكرا و سالوكا .هذه الفلسفةم هي الت دافع عنها أركون و زعئئم أنئئا كئئانت تئئارس النقئئد و
التأمئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئل الفلسئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئفي ! .
و أمئ ئئا الطئ ئئأ الثئ ئئان فمحفئ ئئاده أن أركئ ئئون زعئ ئئم أن الدراسائ ئئات النقديئ ئئةم الفلسئ ئئفيةم و الجتمحاعيئ ئئةم
التفكيكيئئةم الديثئئةم ،قضئئت علئئى الفكئئرة القديئئةم الئئت تئئؤميمن قاعئئدة دينيئئةم أو عقلنيئئةم للشئئياء تئئؤممن
للنسان طمحأنينته .ث ادعى أنه بناء على الظروف الاليةم الت نعيشها ،ف ظل النزّعةم الاديةم النفعيةم
الئئت تتحكئئم بأنظمحئئةم القيئئم غيئ السئئتقرة ،أصئبحح يسئئتحيل ))علينئئا الن أن نؤمسائئس لهوتئئا معينئئا ،أو
فلسئئفةم تمعينئئةم ،أو أخلقئئا معينئئةم ،أو ساياسائئةم معينئئةم علئئى قاعئئدة العهئئد النطلئئوجي الثئئابت الئئدائم
((. 434
و ردا عليئئه أقئئول :إنئئه صئئحيح بئئأن كئئثيا مئئن البئئاث العلمحيئئةم أثبحتئئت علئئى مسئئتوى الطبحيعئئةم و
النسان ،بطلن كثي من العقائئد و الئذاهب و الفكار القديئةم منهئا و الديئدة ،لكنهئا لئ تقئض
على كل ما كان يعتقده النسئان ،مئن عقائئئد و أفكئار .كمحئا أنئئا -أي البئاث العلمحيئةم الديثئةم-
أثبحتئئت حقئئائق علمحيئئةم كئئثية كئئانت ف ئ خدمئئةم الئئدين و دعمحتئئه بقئئوة ،كإثبحئئات حئئدوث الكئئون ،و
إمكانيةم نايته . 435و أثبحتت أيضا العجاز العلمحي البحاهر ف القرآن الكري ،و صحةم ما جاء فيه من
حقئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئائق فئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ متلئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئف العلئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئوما الديثئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئةم. 436
كمحا أنا –أي الباث الديثةم -و إن كانت قد وجهت ضربات قويةم و دامغةم للديان البحاطلةم
و الرفئئةم ،فإنئئا مئع ذلئك لئ تقئض عليهئئا علئئى مسئتوى المحارسائئةم العمحليئةم ،فهئي مئا تئزّال قائمحئةم ،و
تئئؤمدي وظيفتهئئا ف ئ متمحعاتئئا ،و مئئا ت ئزّال تئئوفر الطمحأنينئئةم لعتنقيهئئا ،و هئئم يتضئئحون مئئن أجلهئئا ،و
يوت ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئون فئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ سائ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئبحيلها ،كح ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئال اليه ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئود و النص ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئاري و الن ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئدوس .
و ثانيئا إن قئوله بأنه أصئبحح -فئ عصئرنا الئال -يستحيل علينئا تأسائيس لهئوت أو فلسئفةم أو
433
سايأت توثيق ذلك عندما نتكلم عن أخطاء الابري التعلقةم بالفلسفةم .
434
معارك من أجل النسنةم ،صا. 36 :
435
أنظئئر مثل :عبحئئد المحيئئد سئئاحةم :فئ أعمحئئاق الفضئئاء ،دار الشئئروق ،القئئاهرة ،1980 ،صا 71:و مئئا بعئئدها 84 ،و
ما بعدها .
436
أنظر مثل :موريس بوكاي :دراساةم الكتب القدساةم على ضوء العلوما الديثةم .
أخلق ،أو ساياساةم ،تقوما على الثبحات و تتصف بالدواما ،فهو زعم تمبحالغ فيه جدا .لن التغيات
الت حدثت ل تقض علئى كئل الثئوابت ،و إنئا قضئت علئى بعضئها ،و حافظت علئى أخئرى ،و
جئئاءت بث ئوابت جديئئدة ،تضئئاف إل ئ الث ئوابت القديئئةم ،الطبحيعيئئةم منهئئا و البحش ئريةم .و مثئئال ذلئئك :
دين السالما ،فرغم ما تعيرض له من أخطار عسكريةم و ساياسايةم و فكريةم ،فإنه ما يزّال ثابتا شاما
بأصئ ئوله و فروع ئئه و مرونت ئئه ،ال ئئت مكنت ئئه م ئئن التعام ئئل اليإ ئئاب م ئئع التغيئات الديث ئئةم ،جامع ئئا بيمئ ئ
الص ئ ئ ئ ئ ئئالةم و العاص ئ ئ ئ ئ ئئرة الص ئ ئ ئ ئ ئئحيحةم ،و ه ئ ئ ئ ئ ئئذه حقيق ئ ئ ئ ئ ئئةم ل ينكره ئ ئ ئ ئ ئئا إل مك ئ ئ ئ ئ ئئابر تمتعص ئ ئ ئ ئ ئئب .
و هو –أي أركون -نسي أو تناساى بأنه قدما لنا فكره-ف عال التغيات -علئئى أنئئه حقيقئئةم ثابتئةم
،و هو منذ أكثر من ثلثيم سانةم يسعى جاهئئدا لتحقيئئق مشئئروعه الفكئئري الئئذي موضئئوعه السااسائئي
:نقئئد العقئئل السائئلمي .فئإذا كئئان كئئل شئيء تمتغيئ فل ثبحئئات و ل اسائتقرار و ل طمحأنينئةم دائمحئةم ،
فلمحاذا هو إذاة يإهئد نفسئه هئذا الجهئاد كلئه ؟ ،و مئاذا عساه أن يتقئدما لنئا ؟ ،أيتقئدما لنئا الثئوابت
أما التغيات ،القئئائق أو الوهئئاما ؟ ،و هئئل يئتئوفر لنئئا الطمحأنينئئةم أما القلئئق ؟ .و هئئل توجئئد حقئئائق
لكئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئي يتقئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئدمها لنئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئا ،و هئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئو يقئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئول بعكئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئس ذلئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئك ؟ .
و أما بالنسبحةم للجابري فإن أخطاءه النهجيةم التعقلةم بالفلسفةم و الفاهيم و الصطلحات كثية
،أذكرها ف ممحوعتيم ،الول تتضمحن أخطاء تتعلق بتنظم العرفةم حسب تقسيم الابري ،و هئئي :
نظئاما البحيئان ،و نظئاما البخهئان ،و نظئاما العرفئان ،ففيمحئا يئص الول فهئو عنئد الئابري نظئاما معرفئ
لغئوي واحئد عربئ أصئيل ،يقئوما أسااسائا علئى :مبحئدأ النفصئئال ،بعنئ عئدما الئتابط فئ الطبحيعئةم .و
مبحئئدأ التجئئويزّ ،بعنئ ئ غيئئاب السئ ئبحبحيةم و عئئدما الحتكئئاما إليهئئا .و منهئئج القيئئاس الشئئرعي .و مبحئئدأ
الساتدلل بالشاهد علئئى الغئئائب . 437و هئو نظئئاما يعتمحئئد علئئى البحيئئان الئذي تمحلئئه اللغئةم العربيئةم ،و
قئئد قننتئئه علئوما اللغئئةم و البحلغئئةم ،و علئوما الئئدين و علئئم الكلما ،و هئئذه العلئوما هئئي الئئت يتكئئون منهئئا
ه ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئذا النظ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئاما. 438
و قئوله هئئذا يتضئئمحن أخطئئاء و مغالطئئات ،أول إنئئه أخطئئأ خطئئأ فادحئئا عنئئدما ألئئق علئوما ديئئن
السائئلما باجتهئئادات الفقهئئاء و مقئئالت التكلمحيمئ و علئوما اللغئئةم العربيئئةم ،و أطلئئق عليهئئا كلهئئا اسئئا
واحئئدا سئئاه :نظئئاما البحيئئان ،و عمحلئئه هئئذا ل يصئئح شئئرعا و ل عقل ،لن علئوما السائئلما –الصئئرفةم
– هي علوما ربانيةم إليةم مصئئدرها القئرآن الكريئ ،و السئنةم الصئئحيحةم الوافقئةم لئئه ،و هئئي علئوما قائمحئةم
بئئذاتا تتعلئئق بالعقائئئد و الخلق ،و الفقئئه و أصئ ئوله ،و العمحئ ئران البحشئئري ،و طبحيعيئئات الكئئون و
مفاهيمحه ،و أخبحئار النبحيئاء و أقئوامهم ،و أخبحئار يئوما القيامئةم و حئوادثه ،فهذه كلهئا علئوما ربانيةم
437
تكوين العقل العرب ،صا . 328 :و التاث و الداثةم ،صا. 309 ،142 :
438
تكوين العقل ،صا. 328 ، 244 :
مضةم ل دخل للبحشر فيها ،المر تيوجب أن تتسمحي باسها الشرعي نظاما و أصئئول و فروعئئا ،و ل
تتلحق بأيةم علوما بشريةم .كمحا أنه يإب تييزّها أيضئئا عئئن اجتهئادات علمحئاء السائئلما فئ متلئف العلئوما
،الت هي جهود بشريةم لفهم الوحي و تطبحيقه ،و ل ترقى أبدا إل مكانةم علوما السالما ،الت هي
علئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئوما ال ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئوحي .
كمحئئا أنئئا –أي علئوما السائئلما – ليسئئت نظامئئا لغويئئا بيانيئئا كمحئئا ادعئئى الئئابري ،فليسئئت اللغئئةم
فيهئئا إل مئئرد وسائئيلةم للفهئئم فقئئط ،لن عل ئوما السائئلما هئئي عل ئوما ربانيئئةم إليئئةم الصئئدر ،يثئئل فيهئئا
الانب اللغوي البحيان جانبحا من جوانبحها الكثية .كمحا أن عبحارة :البحيان ل تعن ف الشرع مئئرد اللغئئةم
كمحئئا صئئورها الئئابري ف ئ نظئئاما البحيئئان الزّع ئوما ،و إنئئا لئئا معئئان أخئئري نئئص عليهئئا القئئرآن الكري ئ ،
كق ئوله تعئئال )) :و بينئئات مئئن الئئدى و الفرقئئان ((-سائئورة البحقئئرة ،-185/و )) ذلئئك بئئأنه كئئانت
تأتيهم رسالهم بالبحينات (( –التغابن ، -6/و)) ما تفرق الذين أوتوا الكتاب إل من بعد ما جاءتم
البحينئئةم ((-سائئورة البحينئئةم ، -4/و )) و لقئئد أنزّلنئئا إليئئك آيئئات بينئئات ((-سائئورة البحقئئرة ، - 99/فعلئوما
السالما ليست بيانا بعن اللغةم و الكلما و اللفاظ و العبحارات فقط ،فهذا جانب واحد يثل اللغةم
كوسائئيلةم للفهئئم فقئئط ،و إنئئا هئئي أعظئئم مئئن ذلئئك بكئئثي ،فهئئي كلما الئ تعئئال ،و كلما رسائوله-
عليه الصلة و السلما ، -و هي كلهئئا علئوما و حقئئائق ،بيئان و بينئئات ،هدايئةم و أنئوار ،حجئج
و آيات ،براهيم و دلئل ،لقوله تعال )):قل فللئه الجةم البحالغئةم (( -سائورة النعئاما ، - 149/و
))قئئل يأيهئئا النئئاس قئئد جئئاءكم برهئئان مئئن ربكئئم ((سائئورة النسئئاء ،- 147/و)) فقئئد جئئاءكم بينئئةم مئئن
ربكم و هدى و رحةم ((-ساورة النعاما ، - 157/و )) لقد أنزّلنا إليك آيات بينئات ،و مئئا يكفئئر
بئئا إل الفاسائئقون ((-سائئورة البحقئئرة ،- 99/و )) قئئد جئئاءكم مئئن ال ئ نئئور و كتئئاب تمني ئ (( –سائئورة
الائئئدة، - 15/و )) لئئئن اتبحعئئت أهئ ئواءهم مئئن بعئئد مئئا جئئاءك مئئن العلئئم ((-سائئورة القئئرة،- 145/
فعلوما هذه صفاتا ل يصح أبدا إلاقها بأي نظاما من نتظئم البحشئر ،فهئي علئوما ربانيئةم ل تئدانيها أيئةم
علوما أخئرى ،لكئن الئابري ألقهئا بعلئوما اللغئةم و اجتهئادات الفقهئاء و مقئالت التكلمحيمئ ،فقيزّمهئا
و ميعها ،و أذهب خصائصها .و هو قد ناقض نفسه ف هذا العمحئل ،عنئدما ذكئر أنئه اعتمحئد فئ
تصنيفه للعلوما على تبنيتها الداخليةم ف الثقافةم العربيةم ،لكنه عندما تكيلم على علوما السائئلما ،سئئاها
علوما البحيان ،و ألقهئا بعلئوما اللغةم و علئم الكلما، 439و لئ يعتمحئد علئى بنيتهئا الداخليئةم ،رغئم أنئا
تتلف عنها اختلفا جذريا ،فهي علئوما الئئوحي ،و الخئئرى مئئن علئوما البحشئر ،فهئئو إذاة قئد خئالف
مئ ئ ئئا قئ ئ ئئاله و لئ ئ ئ ئ يلئ ئ ئئتزّما بئ ئ ئئه ،و لئ ئ ئ ئ يضئ ئ ئئع علئ ئ ئ ئوما السائ ئ ئئلما فئ ئ ئ ئ مكانئ ئ ئئا الصئ ئ ئئحيح اللئئ ئ ئئق بئ ئ ئئا .
و ثانيئئا إن ق ئوله بئئأن اللغئئةم العربيئئةم تمحئئل الطئئاب البحيئئان ،فهئئو كلما فيئئه تغليئئط ،لن هئئذه
الاصئئيةم ليسئئت خاصئئةم باللغئئةم العربيئئةم و ل بئئا سئاه الئئابري نظئئاما البحيئئان ،فكئئل شئئعوب العئئال تمحئل
439
تكوين العقل ،صا . 329 :و بنيةم العقل ،صا. 565 :
لتغ ئئاتم تنظعمحه ئئم العرفي ئئةم فئ ئ العقائ ئئد وال ئئذاهب ،و الخلق و السئئلوكيات الخ ئئرى ،فلغ ئئات البحش ئئر
كلهئ ئئا وسائ ئئائل تتئ ئئؤمدي دورا تمتشئ ئئابا ،ليئ ئئس كمحئ ئئا يتريئ ئئد الئ ئئابري أن تيوهنئ ئئا بئ ئئه ،و تيغالطنئ ئئا فيئ ئئه .
كمحا أن قوله بأن السلطةم الرجعيئةم الولئ والسااسائيةم الت حكمحئت البحيئان العربئ هئي سائلطةم اللغةم
العربيئئةم . 440هئئو قئئول غيئ صئئحيح علئئى إطلقئئه ،فل يصئئدق علئئى علئوما السائئلما ،لنئئا علئوما ل
تثل فيها اللغئةم العربيئةم إل وسائيلةم للفهئم و التوضئيح فقئط ،لقئوله تعئال )) :و مئا أرسائلنا مئن رسائول
إل بلسئئان لي ئبحيم لئئم ((-سائئورة إبراهيئئم-4 /ئ ،فعل ئوما السائئلما هئئي وحئئي تتفهئئم بئئالقرآن نفسئئه ،و
السنةم النبحويئئةم الصئئحيحةم ،فئالوحي هئئو الئذي يتحكئم فئ اللغئةم و ليئئس العكئس .مئئع العلئئم أن الئدور
الذي تقوما به اللغةم العربيةم ف العلوما السالميةم ،و اللغويةم و الدبيةم و الكلميةم ،ليس خاصئئا بئئا ،
فنفس الدور تقئوما بئه كئل لغئات العئال فئ العلئوما الئت تسئتخدما فيهئا ،و عليئه فل يصئح حصئر دور
اللغئئةم ف ئ النظئئاما الئئذي سئئاه الئئابري بنظئئاما البحيئئان ،فهئئذا الئئدور موجئئود ف ئ كئئل أنظمحئئةم العرفئئةم دون
اسا ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئتثناء .
و مئئا تيؤمكئئد مئئا قلنئاه أن الئئابري نفسئئه اعئئتف بئذلك عنئئدما قئئال :إن كل مئئن البحيئئان السئن ،و
العرفان الشيعي و الصوف ،تأساسا معا باعتمحاد )) القرآن و الئئديث أول و قبحئل كئل شئيء ((. 441
فاللغئ ئئةم واحئ ئئدة ،و الصئ ئئدر واحئ ئئد أيضئ ئئا ،لكئ ئئن النظئ ئئاميم متلفيمئ ئ اختلفئ ئئا كئ ئبحيا بئ ئئاعتاف الئ ئئابري
نفسئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئه. 442
و أما زعئم الئابري بئأن نظئاما البحيئان اسائتوحى فكئره مئن لغةم العئرب و بيئتهئم الصئحراويةم. 443
فذلك ل يصدق على علوما السائلما ،و ل يصئئدق علئئى العلئوما الخئرى إل جزّئيئا ،فبحالنسئبحةم لعلئوما
السالما ،فإن مصدرها هو القرآن الكري ،و هو قد تئاوز بلغتئه الظئروف الطبحيعيئةم و الجتمحاعيةم و
القتصئ ئئاديةم الصئ ئئحراويةم ،تاوزهئ ئئا بلغتئ ئئه و مواضئ ئئيعه التنوعئ ئئةم ال ئئت تناولئ ئئا ،و ال ئئت تتعلئ ئئق بالعقائئ ئئد و
الخلق ،و الشرائع و التاريئخ ،و الفئاهيم و التصئورات ،و الطبحيعيئات و الليئات ،فلغئةم القئرآن
تاوزت لغةم الصحراء ،فهي لغةم دين وعلوما و حضئارة .و أمئا بالنسئبحةم للفقئه و علئوما اللغةم ،فهي
ل تد مصدريتها اللغويةم النهائيةم و السااسايةم إل ف القرآن الكري أول ثئ فئ السئئنةم النبحويئئةم الصئئحيحةم
ثانيئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئا ،و فئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ كلما العئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئرب ثالثئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئا .
و ثالثا إن المبادئ التي ادعى الجابري أن نظام البيان يقوم عليها ،فليس المر كما
ادعى ،فبعضها صحيح ينطبق على علوم السلم ،و بعضها الخر غير صحيح ل
ينطبق عليها ،فمبدأ النفصال –عدم الترابط في الطبيعة -ل مكان له في علوم
440
بنيةم العقل ،صا. 241 :
441
بنيةم العقل ،صا. 415 :
442
أنظر ما كتبحه الابري عن نظامي البحيان و العرفان ف كتابيه :تكوين العقل العرب ،و بنيةم العقل العرب .
443
بنيةم العقل ،صا. 242 :
السلم ،لن القرآن الكريم نص في عشرات اليات على أن الكون يمحكم مترابط
ق يكلل أشريمء فأقألدأرهي يمقردر بوسنن ل اضطراب فيها و ل خلل ،كقوله تعالى }:أوأخلأ أ
اذ اللذذي أأرتقأأن يكلل أشريمء إذنلهي أخذبيدر بذأما تأرفأعيلوأن{َ صرنأع لتأرقذديورا{َ -سورةا الفرقان ،-2/و } ي
ق النلأهاذرك ارلقأأمأر أوأل الللرييل أسابذ يس أينبأذغي لأأها أأن تيردذر أ
-سورةا النمل، --88/و}أل اللشرم ي
ض أمأدردأناأها أوأأرلقأريأنا ذفيأها أرأواذسأيك يأرسبأيحوأن{َ -سورةا يممس ،-40/و}أوالأرر أ أويكلُل ذفي فألأ م
أوأأنبأرتأنا ذفيأها ذمن يكبل أشريمء لمرويزومن{َ -سورةا الحجر. -19/
و أما البحدأ الثان ،و هو مبحدأ التجويزّ ،الذي يعن إبعاد السبحبحيةم و العليةم ،فهو أيضا مبحئدأ ل
مكئان لئئه فئ علئوما السائلما ،لن القئرآن الكريئ نئص فئ آيئات كئثية جئدا علئئى أن الئ تعئال خلئق
العئئال وفئئق أسائبحاب و لحكئئم و تسائنن ثابتئئةم ل تتغيئ إل بئئإذنه تعئئال ،مئئا يعنئ أن مبحئئدأ التجئئويزّ ليئئس
مبحدأ إسالميا ،قال تعال )) :الذي خلق كل شيء فقدره تقديرا ((-ساورة ، -و}-عوأعورعسائولعنا المريئعئاعح
ل ل ل ل
يم{ٍ -سائورة الجئر ،-22/و }عوعجععولنعئا لععواقعح فععأنعزّلونعئا مئعن النسئعمحاء عمئاء فعأعوسائ ع وقيئعناتكتمحوهت عوعمئا عأنتتئوم لعئهت بعئالزن ع
لمئعن الوعمحئئاء تكئنل عشئوينء عحئلي أعفععل يئتوؤملمنئتئوعن{ٍ -سائورة النبحيئاء ،-30/و مبحئئدأ السئبحبحيةم يقئوما أسااسائا علئى
مبحئئدأ عئئدما النفصئئال النئئف الئئذكر ،و هئئا مبحئئدآن مئئن مبحئئادئ بنئئاء الكئئون نئئص عليهمحئئا القئئرآن ف ئ
آيات كثية جدا ،ما يعن أن ما ادعاه الابري ل يصدق على علوما السالما ،و إنا يصدق علئئى
ك ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئثي م ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئن التكلمحيمئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ الن ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئافيم للسئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئبحبحيةم و الكمح ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئةم و التعلي ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئل .
و أما مبدأ القياس فهو مبدأ أقره الشرع ،إذا كان قياسا جليا صحيحا ،مارسه
الفقهاء قديما و حديثا ،و هو يقوم أساسا على العلية و قياس التمثيل ،و ييمارسه
أهل العلم في مختلف تخصصاتهم بناء على المماثلة الصحيحة من عدمها ،عكس ما
ييريد الجابري أن ييوهمنا به ،في هجومه على القياس و الحط من قيمته ،و قد سبق
أن تناولنا هذا الموضوع في المبحث المتعلق بالخطاء المنهجية في الشريعة و الفقه
و أصوله .كما أن الجابري ييغالط كثيرا في انتصاره للقياس الرسطي و حطه على
القياس الفقهي ،و ينسى أن المنطق الرسطي نفسه يقوم على قياس المماثلة الذي شن
عليه الجابري حربا ل هوادةا فيها ،في انتقاده للقياس الفقهي ،و انتصاره للبرهان. 444
فعندما يقول المنطق الرسطي :كل إنسان فان ،و عمر إنسان ،فعمر فان .يكون قد
استخدم قياس المماثلة ،فهناك مماثلة بين :كل إنسان ،و عمر إنسان ،فهي مماثلة
في النسانية .و توجد مماثلة أخرىَ في الفناء ،الذي يشمل كل الناس ،و منهم عمر
الذي يفنى مثلهم .
و أما مبحدأ الساتدلل بالشاهد على الغئائب ،فهئو مبحئدأ صئحيح شئرعا و عقل ،و لئه مكانئةم
هامةم ف علوما السالما ،و ف علوما أخرى ،لكن الابري بالغ ف الجوما عليه و الط مئئن قيمحتئئه ،
انطلقئئا مئئن خلفيئئاته الذهبحيئئةم الئئدفوع بئئا . 445فأمئئا صئئحته شئئرعا ،فئئإن الئ تعئئال أمرنئئا و حثنئئا فئ
444
ذكر ذلك مرارا ف كتابيه تكوين العقل ،و بنيةم العقل .
445
أنظر مثل :بنيةم العقل ،صا . 308 :و سايتب ذلك جليا ف نايةم هذا الفصل ،بول ال تعال .
آيئئات كئثية علئئى السئيي فئ الرض لعرفئئةم أخبحئئار الاضئئيم و العتبحئئار بئئا ،و هئئذا السئيي هئئو أسائلوب
من أسااليب الساتدلل ف القرآن الكري ،يقوما على البححث عن العلل و اللفيئئات ،و الثئئار الاديئئةم
،لعرفئئةم عاقبحئئةم الكئئذبيم و العتبحئئار بئئم ،بنئئاء علئئى السائئتدلل بالشئئاهد علئئى الغئئائب ،عئئن طريئئق
العتمحئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئاد علئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئى الثئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئار الاديئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئةم ا لشئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئاهدة لعرفئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئةم الاضئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئي الهئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئول .
ت
و أمئئا عقل و علمحئئا ،فئئإن الهئئول يتعئئرف بئئالعلوما و ليئئس بئئالهول مثلئئه ،و علئئم التاريئئخ ،و
علئ ئئم الث ئئار ،و علئ ئئم اليولوجيئ ئئا ،و عل ئئم التاري ئئخ الطئ ئبحيعي للك ئئون ،كلهئ ئئا علئ ئوما تقئ ئوما علئ ئئى مبح ئئدأ
السائ ئئتدلل بالشئ ئئاهد علئ ئئى الغئ ئئائب ،لن الاضئ ئئر الئ ئئادي الشئ ئئاهد هئ ئئو مفتئ ئئاح الاضئ ئئي الغئ ئئائب .
ت
و أمئئا اسائئتخداما هئئذا البحئئدأ – السائئتدلل بالشئئاهد علئئى الغئئائب – فئ مسئئائل العقيئئدة التعلقئئةم
بال تعال و صفاته و ملئكته ،و في متلف القضايا الغيبحيةم الخئرى ،فهئو أمئر أقئره الشئرع ،و لئه
مكانته ف علوما السائلما -علئوما الكتئاب و السنةم ، -لكنئه ل يتسئتخدما بنفئس الطريقئةم الت تيستخدما
با فئ تاريئخ الكئون و النسئان ،و إنئا يتسئتخدما بطريقئةم تناسائب الوضئوع ،بنئاء علئى قئوله تعئال :
ل ل ل لل
س عكمحثولئ ئه عشئ ئويءق عوتهئ ئعو النسئ ئمحيتع البحعصئ ئتي{ٍ -سائئورة الشئئورى، -11/و }قئتئول تهئ ئعو اللئن ئهت أععحئ ئقد ،اللئن ئهت } لعويئ ئ ع
صعمحتد ،لو يعللود عوعلو تيولعود ،عوعلو يعتكن لنهت تكتفةوا أععحقد{ٍ-ساورة الخلصا ، ، -4-1/و } تعئوعلعتم عمئئا لفئ ال ن
ب{ٍ -سائ ئئورة الائئ ئئدة .-11/فعنئ ئئدما نتثبحئ ئئت ت ععلنما الوغتيئ ئئو ل
ك أعنئ ئ ع ت ت ك إلنئ ئ ع نعئوفلسئ ئئي عولع أعوعلعئ ئتم عمئ ئئا لفئ ئ نعئوفلسئ ئ ع
للنسئئان صئئفات السئئمحع و البحصئئر و العلئئم و اليئئاة و القئئدرة ...نتثبحتهئئا أيضئئا لئ تعئئال علئئى أسائئاس
أنا صفات حسن ل تشبحه صفات الخلوقيم إل ف السام ،لنه تعئئال ليئئس كمحثلئئه شئئيء ،فنحئئن
هن ئئا اسا ئئتخدمنا مبح ئئدأ السا ئئتدلل بالش ئئاهد عل ئئى الغ ئئائب ال ئئذي ل نئ ئراه ،بن ئئاء عل ئئى ع ئئدما المحاثل ئئةم ،
فئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئالكون ال عشئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئاعهد دليئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئل علئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئى خئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئالقه الئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئذي ل ن ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئراه بأبصئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئارنا .
ت
و يتئبحيم مئئا ذكرنئاه أن إلئاق الئابري لعلئوما السائلما بئا سئاه نظئئاما البحيئئان و علئئومه ،هئو عمحئل
باطئئل شئئرعا و عقل ،لئئه خلفيئئات مذهبحيئئةم تمبحيتئئةم ،ترتبحئئت عنئئه نتائئئج خطية ،منهئئا :التسئئويةم بيم ئ
علوما الوحي و علوما البحشر .و طمحس أهم خصائص علئوما السائلما و هئي الربانيةم ،و وصئفها بأنئا
مرد لغةم و كلما و عبحارات ،تفتقد إل الئدليل و الجئئةم و البخهئئان ،فليسئئت علومئئا و ل حقئئائق .
و عمحلئئه هئئذا هئئو تريئئف للشئئرع و اعتئئداء عليئئه ،و تغليئئط للقئ ئراء و تئئدليس عليهئئم ،و هئئو عمحئئل
يرفضه السالما جلةم و تفصيل ،لن علومه حقائق مطلقةم ،و صئفها الئ تعئال بأنئا نئور و بيان ،
هئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئدي و برهئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئان ،حجئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئج و آيئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئات .
و أمئئا النظئئاما العرف ئ الثئئان الئئذي سئئاه الئئابري :نظئئاما البخهئئان ،فهئئو أيضئئا يتضئئمحن أخطئئاء
منهجيةم وقع فيها الابري فئ نظرتئه إلئ هئذا النظئاما و مئوقفه منئه ،فوصئفه بئأنه نظئاما برهئان عقلنئ
يونئئان الصئئل ،يعئئود إلئ بدايئئةم الفلسئئفةم و التفكيئ العلمحئئي فئ اليونئئان قبحئئل أرسائئطو بثلثئئةم قئئرون ،و
هو نظاما يكفي نفسئه بنفسئه ،قئاما علئى البخهئان القئائم علئى طبحيعيئات أرسائطو و إليئاته ،و منهجئه
يقئ ئوما عل ئئى اللحظ ئئةم و التجرب ئئةم ،و السا ئئتنتاج العقل ئئي ،و يتك ئئون م ئئن ع ئئدة علئ ئوما ،ك ئئالنطق ،و
الطبحيعيئئات و الليئئات.و البخهئئان عنئئد الئئابري و العتئئبخ عنئئده ،هئئو ذلئئك البخهئئان الئئذي )) يقتضئئي
ت
النطلق من مبحادئ و أصول يقينيةم ،و النظئر فيمحئا يلئزّما عنهئا مئئن نتائئئج ،لزّومئئا ظروريئا يفرضئئه ربئط
الس ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئبحبحات بأسا ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئبحابا ((. 446
و كلمه هذا يتضمحن أخطاء و مغالطات ،لنه أول ل يصح أن تيقال أن نظاما البخهان تيونان
الصل ،لنه با أن العلئم قد توجئد قبحل حضئارة اليونئان بقئرون كئثية ،و العلئم هئو القيقئةم ،و ل
حقيقئئةم دون برهئئان ،فهئئذا يعنئ ئ أن البخهئئان قئئد عرفئئه النسئئان قئئديا فئ ئ حضئئارات السئئومرييم ،و
الشورييم و الفراعنةم ،قبحل أن تعرفئه الضئارة اليونانيةم التئأخرة عئن تلئك الضئارات الت توصئلت إلئ
حقائق علمحيةم كثية ،ف مال الطب و الندساةم و الفلئك ،و غيهئا مئن العلئوما ،توصئلت إلئ ذلئك
بفضئ ئ ئ ئئل منهجهئ ئ ئ ئئا العلمحئ ئ ئ ئئي القئ ئ ئ ئئائم علئ ئ ئ ئئى اللحظئ ئ ئ ئئةم و التجربئ ئ ئ ئئةم ،و التأمئ ئ ئ ئئل و السائ ئ ئ ئئتنتاج. 447
و ربا تيقال :إن تلك الضارات أي القديةم -مزّجت القيقةم باليال ،و العلم بالسااطي
،خلفئ ئئا لضئ ئئارة اليونئ ئئان .و هئ ئئذا اع ئ ئتاض ل يصئ ئئح مطلقئ ئئا ،لن كئ ئئل حضئ ئئارات العئ ئئال –دون
اسائئتثناء -مزّجئئت القيقئئةم باليئئال ،و العلئئم بالرافئئةم ،مئئع اختلف درجئئات الئئزّج .و ربئئا كئئانت
حضئئارة اليونئئان هئئي مئئن أكئئثر الضئئارات أسائئطوريةم ف ئ التاريئئخ ،فهئئي معروفئئةم بكئئثرة آلتهئئا ،و شئئدة
صراعها فيمحا بينها من جهةم ،و فيمحا بينها و بيم النسان اليونان من جهةم أخرى .و ف فلسافتها
من قال بكثي من السااطي باسام العلم و النطق ،كمحا هو حال أرساطو ،ففي إلياته و طبحيعيئئاته
كئئثي مئئن الوهئئاما و الظنئئون السائئاطي . 448و حئئت الضئئارة الديثئئةم تتضئئمحن فئ ئ فكرهئئا كئئثيا مئئن
الوهئئاما الرافئئات الغلفئئةم بئئالعلم و النطئئق ،كخرافئئةم اللئئاد ،و الداروينيئئةم ،و الصئئدفةم ،و الاديئئةم
التارييئ ئ ئئةم ،و الاديئ ئ ئئةم الدليئ ئ ئئةم فئ ئ ئ ئ الاركسئ ئ ئئيةم ،و نظريئ ئ ئئةم الحئ ئ ئ ئوال الثلث فئ ئ ئ ئ علئ ئ ئئم الجتمحئ ئ ئئاع.
و ثانيا إنه يجب علينا أن ل يغيب عنا أن النبياء –عليهم السلم -كان لهم دور
كبير في تعليم الناس التفكير العلمي الصحيح ،الموافق للشرع الصحيح ،و العقل
البديهي الصريح ،و العلم المحسوس الصحيح ،قبل أن تظهر حضارةا اليونان
بعشرات القرون ،و قد ذكر لنا القرآن الكريم ،نماذج مما كان يدور بين النبياء و
أقوامهم من مجادلت و مناقشات ،كان فيها منهج النبياء منهجا علميا قويا دامغا ،
قام على البرهان القائم على اليقينيات و القطعيات العقلية و الحسية معا ،ليصل
بالمكذبين إلى نتائج حاسمة دامغة ،و ييقيم عليهم الحجة البالغة ،و البرهان الساطع ،
عن طريق ربط المعلولت بعللها ،و النتائج بمقدماتها ،و عن طرق مخاطبة العقول
446
تكوين العرب ،صا . 329 ،244 :و بنيةم العقل ،صا . 416 ، 384 :و التاث و الداثةم ،صا.204 ، 142 :
447
أنظئئر مثل :دافيئئد برجئئان :الكئئون ،ترجئئةم نزّيئئه الكيئئم ،سالسئئلةم ل يئئف ،دار التجئئةم بيوت ،دت ،صا، 12 ، 8 :
. 287
448
سانذكر بعضها قريبحا ،إن شاء ال تعال .
ك أفاذطذر اللسأماأوا ذ
ت ت يريسليهيرم أأذفي ر
اذ أش لُ و القلوب معا .فمن ذلك قوله تعالى }- :أقالأ ر
ض يأرديعويكرم لذيأرغفذأر لأيكم بمن يذينوبذيكرم أوييأؤبخأريكرم إذألى أأأجمل لُمأسورمى {َ -سورةا إبراهيم/ أوالأرر ذ
اي ارلأواذحيد ارلقألهاير {َ -سورةا ب لُمتأفأبريقوأن أخريدر أأذم ر
صاذحبأذي البسرجذن أأأأررأبا د ، -10و }أيا أ
يوسف ،-39/و }أأتأرديعوأن بأرعول أوتأأذيروأن أأرحأسأن ارلأخالذذقيأن{َ -سورةا الصافات/
صير أوأل ييرغذني أعن أ
ك أشريوئُا{َ- ،-125و}إذرذ أقاأل ذلأذبيذه أيا أأبأ ذ
ت لذأم تأرعبييد أما أل يأرسأميع أوأل ييرب ذ
ف أخلأ أ
ق سورةا مريم ،-42/و قول نوح –عليه السلم –في جداله لقومه }- :أألأرم تأأرروا أكري أ
ت ذطأباوقا{َ -سورةا نوح. -15/ ل
اي أسربأع أسأماأوا م
و ثالثئئا إن الئئابري بئئالغ فئ مئئدح فلسئئفةم أرسائئطو ،الئئت سئئاها البخهئئان و أطنئئب فئ تعظيمحهئئا ،
عندما وصفها بأنا عقلنيةم و علمحيةم و تريبحيةم ،و ساكت عن أخطائها و نقائصها ،و أسااطيها و
أوهامهئئا الكئئثية و التنوعئئةم ،و سائئأذكر منهئئا أمثلئئةم مئئن كتئئب الئئابري نفسئئه ،أولئئا إن أرسائئطو كئئان
يقول بأزليةم الكون و قدمه ،بعن أنه غي ملوق . 449و قوله هذا زعئئم باطئئل ،و رجئئم بئالغيب ،
و قئئول بل علئئم ،ينكئئره القئئرآن الكريئ الئئذي نئئص فئ آيئئات كئئثية علئئى خلئق الكئئون و حئئدوثه ،و
يتبحطلئ ئ ئئه أيضئ ئ ئئا العلئ ئ ئئم الئ ئ ئئديث الئ ئ ئئذي قئ ئ ئئال بئ ئ ئئدوث الكئ ئ ئئون ،و حئ ئ ئئدد لئ ئ ئئه عمحئ ئ ئرا تقريبحيئ ئ ئئا. 450
و الثال الثئان زعئم فيئه أرسائئطو أن الجئراما السئمحويةم الزليئةم الركئةم ،لبئد أن تكئون مادتئئا تتلئف
عن مادة الجساما الرضيةم التغية ،باساتمحرار . 451و زعمحه هئئذا هئئو أيضئا باطئئل ،و رجئئم بئالغيب ،
و قئئول بل علئئم ،لن العئئال كلئئه ملئئوق ،ليئئس فيئئه شئئيء أزلئ ئ ،و أجرامئئه و نئئومه و كئ ئواكبحه ،
مكوناتا متشابةم العناصر ،مئن حيئث تركيبحهئا الكيمحيئائي ،لن مادتئا الصئليةم الولئ واحئدة ،بنئاء
علئ ئئى مئ ئئا ذكئ ئئره القئ ئئرآن الكريئ ئ و العلئ ئئم الئ ئئديث ،فئ ئئال تعئ ئئال يقئ ئئول } :أععوعلوئ ئ يعئ ئعر النئ ئلذيعن عكعفئ ئتروا أعنن
ض عكانعئتئع ئئا عرتوئةقئ ئئا فعئعفتعئوقعناتهئع ئئا عوعجععولنئع ئئا لمئ ئعن الوعمحئ ئئاء تكئ ئنل عشئ ئوينء عحئ ئلي أعفععل يئتوؤملمنئت ئئوعن{ٍ سائ ئئورة ل
النسئ ئعمحاعوات عواولعور ع
النبحيئئاء ،-30/و العلئئم الئئديث يقئئول بئئذلك أيضئئا ،بنئئاء علئئى نظريئئةم النفجئئار العظيئئم ،و علئئى
البئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئاث العلمحيئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئةم الئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئت أثبحتئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئت التشئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئابه ف ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ البحنئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئاء الكيمحيئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئائي للنج ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئوما. 452
453
و الثال الثالث زعم فيه أرساطو أن حرارة الكواكب و ضوئها يتولدان من احتكاكها بالواء
.و قوله هذا زعم باطل ،و رجم بالغيب ،و قول بل علم ،لن مصدر حرارة الكواكب و ضئئوئها
ليئ ئئس كمحئ ئئا زعئ ئئم أرسائ ئئطو ،و إنئ ئئا مصئ ئئدرها هئ ئئي النجئ ئوما ،الئ ئئت هئ ئئي كتئ ئئل ملتهبحئ ئئةم شئ ئئديدة الئ ئرارة
449
بنيةم العقل ،صا . 407 :و ابن تيمحيةم :درء تعارض العقل و النقل ،ج 1صا. 397 :
450
عبحد المحيد ساحةم :ف أعمحاق الفضاء ،صا 71 :و ما بعدها .
451
بنيةم العقل ،صا. 407 :
452
عبحئد المحيئد سئاحةم :الرجئع السئابق ،صا . 71 ، 64 :و عبحئد العليئم عبحئد الرحئن خضئر :الظئواهر الغرافيئةم بيمئ العلئم و
القرآن ،ط ، 1الدار السعوديةم ،الرياض ، 1984 ،صا 59 :و ما بعدها .
453
بنيةم العقل ،صا. 407 :
كالشئئمحس مثل ،الئئت تتقئئدر حرارتئئا سائئطحها ب 6 :ألف درجئئةم مئويئئةم ،و تتقئئدر حئرارة جوفهئئا ،
بئئاللييم مئئن الئئدرجات الئويئئةم ،و منهئئا -أي الشئئمحس -يسئئتمحد كوكبحنئئا الضئئوء و الئرارة معئئا. 454
و الثال الرابع زعم فيه أرساطو أن الجساما السمحاويةم ل تتق ،لنا تدور باساتمحرار ف أفلكها
،و مفعئئول الحئتاق التولئئد عئئن الحتكئئاك يقئئع علئئى الئواء القريئئب منهئئا ،خاصئئةم الئواء القريئئب مئئن
الشئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئمحس ،الئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئذي يئت ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئؤمدي احئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئتاقه-بالحتكئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئاك -إل ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ حرارتئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئا و ضئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئوئها. 455
و قوله هذا غي صحيح ،ورجم بالغيب ،و قول بل علم ،فكيف سح لنفسه أن يقول ذلك
بل دليل عقلي و ل مادي ،و ل يكن له ف ذلك إل الطن و الازفةم ؟ ،فقوله باطئئل مئئن أسااسائئه
،لن الجسئاما السئمحاويةم كئالنجوما مثل ،هئي أجئراما ملتهبحئةم حرارتئئا ذاتيئةم ،أثبحئئت العلئئم أنئئا ملوقئئةم
كبحئئاقي العئئال ،و سائئائرة إل ئ طريئئق الئئوت و النئئدثار ،منهئئا الشئئمحس الئئت هئئي ف ئ طريئئق اسائئتهلك
طاقته ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئا الداخلي ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئةم اللتهبح ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئةم. 456
و الثال الئامس زعئم فيئه أرسائطو أن النجئوما الئت تقئع خارج الكئواكب السئيارة السبحعةم ،هئي
كئواكب ثابتئئةم . 457و قئوله هئئذا غيصئئحيح ،و كلما بل علئئم ،و رجئئم بئالغيب ،لن كئئل مئئا فئ
الكون من أجساما و كواكب ،و نئوما و مئرات ،هئئو فئ حركئةم دائمحئةم منتظمحئةم ضئئمحن حركئةم الكئئون
فئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ اتس ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئاعه و ت ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئدده. 458
و الثئئال السئئادس قئئال فيئئه أرسائئطو أن الرض ثابتئئةم ،يتعئئاقب عليهئئا الليئئل و النهئئار ،و الفصئئول
الربعةم ،بسبحب الفلك اليط با . 459و قوله هذا غي علمحي ،و ليس صحيحا ،لن مسألةم دوران
الرض حول نفسها و الشمحس أصبححت من القائق العلمحيةم الثابتئةم السئومةم ،و هئي بدورانا حئول
نفسها يتعاقب الليل و النهار ،و بدورانا حول الشئمحس تتعئاقب الفصئول الربعئةم مئرة فئ السئنةم .و
هئئذه حقئئائق علمحيئئةم ثابتئئةم ل تتئئاج إل ئ توثيئئق ،و هئئي شئئاهدة أيضئئا علئئى خطئئأ مئئا ادعئئاه أرسائئطو .
و الثئئال السئئابع-و هئئو الخيئئ -زعئئم فيئئه أرسائئطو أنئئه ليئئس للك ئواكب حركئئةم خاصئئةم بئئا حئئول
نفسئئها ،و ل حئئول غيهئئا. 460و كلمئئه هئئذا غيئ صئئحيح ،و رجئئم بئئالغيب ،و قئئول بل علئئم ،
يدل على أن أرساطو ل يتما عقله و ل علمحئه ،عنئدما تكلئم فئ أمئور غيبحيةم ل تيكنئه إدراكهئا عقل
454
عبحد المحيد ساحةم :الرجع السابق ،صا. 48 ، 47 ، 25 :
455
بنيةم العقل ،صا. 407 :
456
أنظر :عبحد العليم عبحد الرحن خضر الرجع السابق ،صا 128 :و ما بعدها .و عبحد المحيد ساحةم :الرجع السابق : ،
47و ما بعدها ،و 74و ما بعدها .و دافيد برجامين :الكون ،صا 128 :و ما بعدها .
457
بنيةم العقل ،صا. 407 :
458
عبحد العليم عبحد الرحن :الرجع السابق ،صا 101 :و ما بعدها .و عبحد المحيد ساحةم :الرجع السابق ،صا. 70 :
459
بنيةم العقل ،صا. 407 :
460
بنيةم العقل ،صا. 408 :
و ل مشاهدة ،علمحا بأن الثابت علمحيا هو عكس ما ادعاه أرسائئطو .لن الكئواكب السئئيارة مثل ،
كلهئئا تئئدور حئئول نفسئئها و حئئول الشئئمحس . 461و قئئد أشئئار القئئرآن الكري ئ إل ئ حركئئةم الك ئواكب و
النجوما و الكون بأساره ،قبحل العلم الديث بقئرون عديئدة ،و فئ زمئن كئانت فيئه طبحيعيئات أرسائطو
س عينبحعغلئي علئعئا عأن هي الهيمحنةم على الفلسافةم و علمحئئاء الطبحيعئةم ،فمحئئن ذلئك قئوله تعئال }- :عل النشئومح ت
ك يعوس بحعتحوعن{ٍ -سائورة ي ئئس ، -40/و ))و السئمحاء تودلرعك الوعقمحئر وعل اللنيئل ساابلق النئهئالر وتكئلي لفئ فعئلعئ ن
عع ع و ت ع ت ع ع
بنيناهئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئا بأيئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئد وإنئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئا لوسائ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئعون ((-سائ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئورة . -
و نكتفي بتلك المثلةم ،لن أخطاء أرساطو العلمحيةم كثية جدا، 462و الت ذكرناها هي كافيةم
لقامةم الدليل الدامغ على أن فلسفةم أرساطو ليست كمحا زعم الابري بأنا علمحيةم برهانيئئةم تريبحيئئةم ،و
إنا هي فلسفةم فيها الطأ و الصواب ،و القيقةم و اليال ،و العلم و الوهاما ،و أن صاحبحها ل
يكن علمحيا و ل برهانيا و ل تريبحيا ف كئل مئا قئاله .فقئد أثبحتنا أنئه تكلئم فئ أمئور غيبحيةم ل تيكنئه
إدراكها و ل مشاهدتا ،تكلئئم فيهئا بل علئئم و ل برهئان ،و ل هئئي مئا يتسئتنبحط بالتأمئئل الصئئحيح
و السائ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئتنتاج النطقئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئي .
و ربئئا يقئئول بعئئض النئئاس :إنئئه ل يصئئح أن ننتقئئد أرسائئطو ف ئ آرائئئه العلمحيئئةم التعلقئئةم بالطبحيعئئةم ،
باحتكامنئئا إلئ العلئوما الديثئئةم العاصئئرة ،لن الرجئئل تكلئئم فئ ذلئئك بنئئاء علئئى علئوما عصئئره .و هئئذا
اعئ ئتاض صئئحيح كتئ ئبخير و اعتئئذار مئئن جهئئةم ،لكنئئه خطئئأ مئئن جهئئةم أخئئرى ،لن أرسائئطو وقئئع فئ ئ
خطئئأين ،الول إنئئه أخطئئأ فئ ئ أرائئئه التعلقئئةم بالطبحيعئئةم ،الئئت ذكرنئئا أمثلئئةم منهئئا .و هئئذا النئئوع مئئن
الخطاء من الواجب و من حقنا أيضا أن نتنبحه و تنشي إليه ،لن أرسائئطو أخطئأ فيمحئئا ذهئب إليئئه .
و أما الطأ الثان فهو خطأ جسيم ،يتعلق بنهج البححث و التفكي ،و الساتدلل البخهان ،
و ذلك أن أرساطو خاض ف غيبحيات ل يدركها عقل و ل مشاهدة علمحيئةم صئئحيحةم ،و تكلئئم فيهئا
بل علم و ل برهان ،و إنا خاض فيها بئالظن و الرجئم بالغيب و الازفئات ،و بئا أنئه فعئل ذلئك
فمحئئن حقنئئا أن ننتقئئده و ناسا ئبحه فيمحئئا ذهئئب إليئئه .لنئئه لئ ئ ي ئتما عقلئئه و ل علمحئئه ،ول غيه مئئن
الناس .فالطأ الثان هذا هو خطأ منهجي يتعلق بصئمحيم النهئج العلمحئي و مكونئاته ،و ليئس خطئأ
فئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ تطئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئبحيق النه ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئج .
و أما بالنسبحةم لخطاء أرساطو التعلقةم بفلسفته الليةم – ما وراء الطبحيعئةم -فهئي كئثية أيضئئا ،
و أبعئئد مئئا تكئئون عئئن النهئئج العلمحئئي البخهئئان ،الئئذي ادعئئاه الئئابري فئ وصئئفه لفلسئئفةم أرسائئطو الئئت
ساها نظاما البخهان حسب زعمحه .و ساأذكر منها مثاليم ،أولمحا يتعلق بئال تعئال و صئفاته ،فئال
461
عبحد المحيد ساحةم :ف أعمحاق الفضاء ،صا 27 :و ما بعدها .
462
أنظر مثل :بنيةم العقل ،صا ، 407 :و ما بعدها ،فقد ذكرها الابري و سائكت عنهئا .و الشهرسائتان :اللئل و النحئل
،ج 2صا. 458 ، 457 :
عنئئد أرسائئطو و أصئئحابه هئئو علئئةم غائيئئةم ل فاعلئئةم ،ل ئ يتبحئئدع الفلك و ل حركتهئئا ،لكنئئه شئئرط ف ئ
حصول حركتها ،و هئو تيئرك الفلئك ليتشبحه بئه ،كتحريئك العشئوق للعاشئق ،و الئ عنئدهم )) ل
يفعل شيئا ،و ل يتريد شيئا ،و ل يعلم شيئا ،و ل يلق شيئا (( ،و موضوعه الوحيد تعيقل ذاته .
و زعئئم أرسائئطو أ ،ال ئ إذا كئئان يتمحتئئع باللئئذة السئئرمديةم الئئت ل ننالئئا نئئن إل أحيانئئا ،فهئئذا )) أمئئر
عجئئب ،و إذا كئئانت لئئذته أكئئبخ و أعظئئم ،فهئئذا أعجئئب ،و الواقئئع أن لئئه اللئئذة الكئئبخى ((. 463
و تعليقا عليه أقول :إن أقواله هذه عن ال تعال ،هي رجم بالغيب ،و قول على ال بل علئئم
،ليس له فيها دليل من العقل الصريح و ل من العلم الصحيح ،فالرجل يتكلم و ل يعئي مئئا يقئول
،و نن ل نناقشه ف أوهامه ،لنه ليس من العقل و ل مئن العلئم أن نناقشئه فيهئا ،و إنئا نطئالبحه
بالبخهان الذي ادعى الابري بأنه خاصا بفلسفةم أرساطو ،و لن يإد برهانا تيوصله إل مزّاعمحه الوهيئئةم
،لن أرسائطو تكلئم عئن أشئياء غيبحيةم ل يكئن معرفتهئا إل مئن طريقيمئ ،أولمحئا كتئاب منيئ مئن الئ
تعال الكري ،و ثانيهمحا قول من رسائئول كريئ ،و هئذان الطريقئان ل يتئوفران عنئئد أرسائطو فئ مزّاعمحئئه
،م ئئا يعنئ ئ أن مق ئئالته م ئئا ه ئئي إل خي ئئالت و ظن ئئون و أهئ ئواء ،ل ت ئئت إلئ ئ البخه ئئان ،و ل إلئ ئ
العقلنيةم ،و ل إل العلمحيةم ،و ل إل التجريبحيةم بصلةم ،الت زعم الابري أنا من خصئئائص فلسئئفةم
أرسائ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئطو .
كمحا أن أرساطو –فيمحا ادعاه -ل يتما عقله ول علمحه ،و ل تلمذته و ل من جاء بعده ،
فمحن الذي أخبخه أن ال تعال ل يلق العال ،و أنئئه ل يعلئم ،و ل يريئد و ل يفعئئل شئيئا ،و أنئه
يتمحتئئع و يلتئئذ باللئئذة الكئئبخى ؟ .هئئذه الظنئئون و الوهئئاما ل سائئند لئئا مئئن العقئئل و ل مئئن العلئئم ،
س عولععقئود عجئئاءتهم مئئن نرمبلئتم يصئئدق علئئى قائلهئئا قئوله تعئئال } :إن يعئتنبحعتئئوعن إل الظئنن عوعمئئا تعئوهئعوى او علنتفئ ت
ل ل لن ن
اولتعدى{ٍ -ساورة النجم ، -23/فتلك الزّاعم ما هي إل أوهاما و ظنئون ،خئدع بئا أرسائطو نفسئه و
أتبحئئاعه مئئن جهئئةم ،و دلئئت علئئى أنئئه لئ يكئئن هئئو و أصئئحابه فئ مسئئتوى العلئئم و البخهئئان مئئن جهئئةم
أخرى ،حت أن شيخ السالما ابن تيمحيةم وصف الرساطييم بأنم من )) أجهل الناس ،و أضلهم ،
و أشئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئبحههم بالبحه ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئائم م ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئن اليئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئوان ((. 464
و أمئئا الثئال الثئان فيتعلئق بئالعقول ،و هئي عشئئرة عنئئد أرسائطو و أتبحئاعه الشئئائيم ،أولئئا
العقل الفعال ،و هو أول ما صدر عن ال حسئب زعمحهئم ،ومفئارق للمحئادة غيئ مئزّوج بئا ،و ل
يوت ،و هو إلي الوهر تمبحدع كل ما تت فلك القمحئر . 465و أمئا العقئول التسئعةم التبحقيئةم ،فهئي
463
بنيةم العقل ،صا . 413 ، 412 :و ابن تيمحيةم :درء التعارض بيم النقل و العقئل ،ج 1صا . 397 :و ممحئوع الفتئاوى
،ج 18صا . 230 :و رساالةم ف تقيق الشكر ،صا . 104 :
464
درء التعارض ،ج 5صا. 65 :
465
بنيةم العقل ،صا . 410 :و الشهرساتان :اللل و النحل ،ج 2صا . 449 :و ابن تيمحيةم :ممحوع الفتئاوى ،ج 9صا:
جئ ئ ئواهر قائمحئ ئئةم بنفسئ ئئها ،و مئ ئئدبرات النفئ ئئوس .و زعئ ئئم الشئ ئئاؤون – أي الرسائ ئئطيون -فئ ئ ئ العصئ ئئر
السالمي بأن العقول العشرة هي اللئكةم ،تتصئف بالقئئدما و الزليئئةم.و العقئل فئ النسئان هئئو أيضئا
جئ ئئوهر قئ ئئائم بنفسئ ئئه ،و لئ ئئه طئ ئئابع إلئ ئئي ،حئ ئئت أن أرسائ ئئطو وصئ ئئفه بئ ئئأنه )) هئ ئئو الئ ئ فينئ ئئا ((. 466
و هذه القوال هي أيضا رجم بالغيب ،و قول بل علم ،و خوض ف غيبحيات ل يعلمحها إل
ال تعال ،و ل دليل عليها من العقل و ل من العلم .و هئي تندرج فئ إطئار السائاطي و الوهئاما ،
و الهواء و الظنون ،يرفضها دين السالما جلةم و تفصئئيل ،و ل وزن لئئا فئ ميئزّان العلئئم و العقئئل
و البخه ئ ئ ئ ئئان ال ئ ئ ئ ئئذي زع ئ ئ ئ ئئم ال ئ ئ ئ ئئابري أن فلس ئ ئ ئ ئئفةم أرسا ئ ئ ئ ئئطو أق ئ ئ ئ ئئامته و تنتمح ئ ئ ئ ئئي إلي ئ ئ ئ ئئه .
و رابعا إن منطق أرساطو الذي قاما عليه البخهان الزّعوما ،هو منطق عقيم ،ل توليد فيه و ل
إبداع ،كان وبال على العقل البحشري طيلةم قرون عديدة ،فأضئره أكئثر مئا نفعئه ،ثئ تليئص منئه أهئل
العلئئم نائيئئا تقريبحئئا ف ئ وقتنئئا الاضئئر ،فل مكانئئةم لئئه ف ئ مناهئئج البححئئوث التطبحيقيئئةم الطبحيعيئئةم منهئئا و
النسانيةم معا .فهو منطق ل يتاج إليه الذكي و ل ينتفع به الغئب ،و ل إنتئاج فيئه و ل إبئداع ،و
هئئذه القيقئئةم اعئئتف بئئا الئئابري نفسئئه ،فئئإنه مئئع مبحئئالغته ف ئ مئئدح نظئئاما البخهئئان و تعظيمحئئه ،فئئإنه
وصئئف منطئئق أرسائئطو -الئئذي يقئوما عليئئه نظئئاما البخهئئان -بئئأنه )) منطئئق عقيئئم ،إذا مئئا حاكمحنئئاه مئئن
النظئئور العاصئئر للمحعرفئئةم ...فئئالنطق الرسائئطي عقيئئم فعل و غي ئ صئئارما ،إذا قيئئس بقئئاييس إنتئئاج
العرفئئةم و اختبحارهئئا ف ئ زماننئئا ،لكنئئه لئ يكئئن كئئذلك فئ زمئئانه لقئئد كئئان سائئلحا عقليئئا ضئئد أشئئكال
المحارسائ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئات اللعقليئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئةم و السوفسئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئطائيةم ((. 467
و أما دفاعه عنه ،فهو دفاع ضعيف جدا ،و ل مبخر له ،و يتضمحن تناقضا مئع نقئده السئابق
له ،لن القيقةم هي أن ذلئك النطئق كئان عقيمحئا تمعيقئا للتفكيئ الفطئري السليم و العلمحئي التجريئب
البح ئئدع ،و إيإابي ئئاته القليل ئئةم ل تغنئ ئ و ل تيس ئئمحن م ئئن ج ئئوع ،و يك ئئن السا ئئتغناء عنه ئئا كلي ئئةم ه ئئي
ومنطقها ،بالعتمحاد على العقل الفطري الطبحيعي فئ النسئئان .و أرسائئطو نفسئه لئ ينعئئه منطقئئه مئئن
الغئراق فئ كئثرة الخطئئاء و الوهئاما ،و اليئالت و الرافئات ،الئئت ل دليئئل عليهئا مئئن العقئئل و
ل من العلم .علمحا بأن علمحئاء السائئلما قئد رفضئئوه – أي النطئق الرسائطي -منئئذ البحدايئةم ،و أقئاموا
الدليل العمحلي على عقمحه و عدما ضروريته ،بتكهم له و تفئوقهم فئ العلئوما بئدونه مئئن جهئةم ،و أقئاما
بعضهم الدليل العلمحئي علئى بطلنئه كئابن تيمحيئةم ،و ابن القيئم الوزيئةم ،و السيوطي ،و غيهئم مئن
. 104و جورج طرابيشي :وحدة العقل العرب السالمي ،ط ، 2دار الساقي ،بيوت ،2002 ،صا. 95 ،92 :
466
الشهرسا ئئتان :الل ئئل و النح ئئل ،ج 2صا . 450 ، 449 :و اب ئئن تيمحي ئئةم :ممح ئئوع الفت ئئاوى ،ج 9صا . 104 :و درء
التعارض ،ج 4صا . 205 :و جورج طرابيشي :الرجع السابق ،صا. 92 :
467
التاث و الداثةم ،صا. 136 :
جه ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئةم أخ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئرى. 468
و أشي ف هذا القاما إل خطأ فادح ردده الابري مرارا ،مفاده أن الليفةم الأمون و ابن
حزّما و ابن رشد و ابن خلدون و الشاطب كانوا يسعون إلئ تأسائيس البحيئئان علئئى البخهئئان . 469و بئا
أن البحيئئان –عنئئد الئئابري -يشئئمحل علئوما السائئلما و اللغئئةم ،و الفقئئه و علئئم الكلما ،و البخهئئان يعنئ
فلسفةم أرساطو ،فمحعن ذلك أن علوما السالما الضةم ،و بعن آخر علوما الكتاب و السئئنةم الصئئحيحةم
،هئئي مئئن البحيئئان الئئذي هئئو مئئرد أقئوال و ألفئئاظ ل برهئئان فيهئئا و ل دليئئل ،فهئئي إذاة تتئئاج إلئ مئئن
تيبخهنهئئا لثبحئئات صئئحتها ،و مئئن ث ئ فهئئي تتئئاج إل ئ نظئئاما البخهئئان لتيبخهنهئئا حسئئب زعئئم الئئابري .
و زعمحئه هئا باطئل مئئن أسااسائه ،مئئردود علئئى أصئحابه ،لن علئوما السائئلما هئئي علئوما ربانيئةم
تمبخهنةم بذاتا .و لن البخهان الرساطي الزّعزّما هو نفسه يتاج إل البخهان للبخهنه على صدقه ،فهئئو
نظئئاما خليئئط مئئن الئئق و البحاطئئل ،و الهئواء و الظنئئون ،و الوهئئاما ،و قئئد أقمحنئئا الئئدليل علئئى ذلئئك
آنفئئا .و عليئئه فل يصئئح شئئرعا و ل عقل الزّعئئم بئئأن علئ ئوما السائئلما كئئانت فئ ئ حاجئئةم إلئ ئ إعئئادة
التأسائئيس علئئى برهئئان اليونئئان ،و الص ئواب هئئو أن عل ئوما السائئلما كئئانت ف ئ حاجئئةم ماسائئةم إل ئ مئئن
يقرأها من داخلها بنهاجها الشرعي العلمحي التعدد الطرق الساتدلليةم ،يقرؤها بعقل واع تمتفتح ،و
بقلئئب صئئادق خاشئئع .و لئ تكئئن تلئئك العلئوما فئ حاجئئةم مطلقئئا إلئ شقشئئقات و ألعيئئب و أوهئئاما
التكلمحيمئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ و الفلسائ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئفةم ،و ل إلئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ش ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئطحات الص ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئوفيةم و خي ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئالتم .
و ختامئئا لوضئئوع نظئئاما البخهئئان الزّعئوما أشئئي هنئئا إلئ ثلثئئةم أمئئور تتعلئئق بئئه ،أولئئا يتعلئئق بقئئول
للجابري وصف فيه أرساطو بأنه هو الذي تسمحت ف تفكيه أعلى مراتب العقلنيةم .470و قوله هئئذا
كلما غي ئ علمحئئي ،و هئئو زعئئم باطئئل و تمضئئحك ،لن فكئئر أرسائئطو إذا كئئان فيئئه جئئانب عقلن ئ
علمحي ف فلسفته ،كمحا هو حال فلسافةم آخرين ،فإن ف فكره جوانب كئثية مليئةم بالخطئاء ،و
ليسئئت مئئن العلئئم فئ ئ شئئيء ،و إنئئا هئئي ظنئئون و أوهئئاما و خيئئالت و أسائئاطي تتعلئئق بطبحيعيئئاته و
إلياته ،ل يتما فيها عقله و ل علمحه و ل غيه ،و قد سائبحق أن ذكرنئا طرفئئا مئئن أخطئئائه و تخرافئئاته
.
و المر الثان يتعلق بقول للجابري قال فيه )) :لبد أن يكون القارئ اللم بفكر أرساطو ،قد
ت
لحئئظ أننئئا تعاملنئئا مئئع النطئئق الرسائئطي بوصئئفه منهجئئا ،و ليئئس بوصئئفه منطقئئا صئئوريا .كمحئئا تعاملنئئا
مئ ئئع فلسئ ئئفته بوصئ ئئفها رؤيئ ئئةم للعئ ئئال ،و ليئ ئئس بوصئ ئئفها قضئ ئئايا ميتافيزّيقيئ ئئةم ،و هئ ئئذا مئ ئئا قصئ ئئدناه قصئ ئئدا
468
أنظر :ممحود يعقوب :ابن تيمحيةم و النطق الرساطي ،ديوان الطبحوعات الامعيةم ،الزّائر ،صا. 230 ، 23 :
469
تكوين العقل ،صا . 256 ، 254 :و بنيةم العقل العرب ،صا. 567 ، 557 :
470
التاث و الداثةم ،صا. 136 :
((. 471
و قئ ئوله هئئذا يتضئئمحن تغليطئئا و ماولئئةم للتمحلئئص و الئئروب مئئا قئئاله فئ ئ مئئدح فلسئئفته أرسائئطو و
تعظيمحهئئا ،و سائئكوته عئئن أخطائهئئا و نقائصئئها و انرافاتئئا النهجيئئةم .لن النتقئئادات الئئت وجهناهئئا
لنظاما البخهان-أي فلسفةم أرساطو -هي ف الصل أخطاء علمحيةم تتعلق بالنهج أكثر ما تتعلق بتطبحيقه
و اللتزّاما به ،فالنطق الصوري-أي الرساطي -ف أصئئله منهئج نئاقص عقيئئم ،تمعيئئق للفكئئر الطئبحيعي
،غيئ ضئروري للفكئئر النسئئان .كمحئا أن معظئئم أخطئاء أرسائطو العلمحيئةم التعلقئئةم بطبحيعيئئاته و إليئئاته ،
أسائبحابا القيقيةم و العمحيقئةم هئي أخطئاء منهجيةم مضئةم تتعلئق بنهئج التفكيئ نفسئه ،الذي خاض بئه
أرسا ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئطو ماهي ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئل الغي ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئب بل دلي ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئل ص ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئحيح م ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئن العق ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئل و ل م ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئن العل ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئم .
و المر الثئالث مفئاده أن نظئرة الئابري إلئ مئا سئاه بنظئامي البخهئان و البحيئان و انتقئاده لئذا
الخيئ ،هئي نظئرة ليسئت جديئدة مئن حيئث الصئل ،فقئد ورثهئا عئن سالفه مئن الفلسائفةم الشئائيم
وساايرهم فيها ،فهم قد سابحقوه إل تلك النظرة ،فحكى عنهم ابن قيم الوزيئئةم ،بق ئوله )) :ويظن
جهال المنطقيين و فروخا اليونان أن الشريعة خطاب للجمهممور ول احتجماج فيهمما ،و
أن النبياء دعوا الجمهور بطريممق الخطابممة ،والحجممج للخممواصا وهممم أهممل البرهممان
يعنون نفوسهم ومن سلك طريقتهم ،وكل هذا من جهلهم بالشريعة والقرآن فإن القرآن
مملوء من الحجج والدلمة والمبراهين فمي مسمائل التوحيمد وإثبمات الصمانع ،والمعماد
وإرسمممممممممممممممممال الرسمممممممممممممممممل ،وحمممممممممممممممممدوث العمممممممممممممممممالم ((. 472
و أمئئا النظئئاما العرفئ الثئئالث الئئذي سئئاه الئئابري بنظئئاما العرفئئان ،فهئئو –كمحئئا وصئئفه الئئابري-
نظ ئئاما فارسا ئئي هرمس ئئي الص ئئل يقئ ئوما أسا ئئاس عل ئئى الكش ئئف و الوص ئئال و التج ئئاذب و ال ئئدفع عل ئئى
مسئ ئئتوى الوجئ ئئدان و العاطفئ ئئةم ،تتمحثئ ئئل مكونئ ئئاته ف ئ ئ :التص ئ ئيوف ،و الفكئ ئئر الشئ ئئيعي ،و الفلسئ ئئفةم
الساعيليةم ،و التفسي البحاطن ،و الفلسفةم الشئراقيةم ،و الكيمحيئاء القديئةم ،و السئحر و الطلسائم
و التنجيئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئم.473
و أقول :إن انتقادات الابري لذا النظاما العرف كانت صحيحةم ف معظمحها ،لنه نظاما يفتقد
إلئ النهئئج العلمحئئي الوضئئوعي القئئائم علئئى النقئئل الصئئحيح ،و العقئئل الصئريح ،و العلئئم الصئئحيح ،
لئئذا كئئان نظامئئا غيئ ئ صئئحيح فئ ئ منطلقئئه و معظئئم جئ ئوانبحه ،قئئاما أسااسائئا علئئى الظنئئون و الهئ ئواء ،
العاطفةم و الوجدان ،و السحر و الرافةم .لكن الذي غاب على الابري أن ف هئئذا النظئئاما طائفئئةم
و هئئي الصئئوفيةم ريكئئزّت علئئى جئئانب مئئن النسئئان ل يصئئح إغفئئاله ،و يإئئب الهتمحئئاما بئئه ،و هئئو
الانب القلب العئاطفي الوجئدان ،فهئذا الئانب لبئد مئئن الهتمحئاما بئئه و تربيتئئه كاهتمحامنئئا بالعقئل و
471
بنيةم العقل ،صا. 413 :
472
مفتاح دار السعادة ،ج 1صا. 145 :
473
تكوين العقل العرب . 329 ،و التاث و الداثةم ،صا. 142 :
السئئم ،و ربئئا كئئان أولئ ئ منهمحئئا فئ ئ كئئثي مئئن الحيئئان .لكئئن الطئئأ الئئذي وقئئع فيئئه العرفئئانيون و
الابري يتمحثل فيمحئا يأت ،فالعرفئانيون اهتمحئوا بالعاطفئةم و اليئال و جعلوهئا مصئدرا لنتئاج العرفئةم ،
و أهل ئوا النقئئل و العقئئل معئئا ،فأص ئبحح نظئئامهم يفتقئئد إل ئ السائئتدلليةم العلمحيئئةم الصئئحيحةم ،و ليئئس
قئ ئ ئ ئ ئ ئئادرا عليهئ ئ ئ ئ ئ ئئا بفئ ئ ئ ئ ئ ئئرده .فلمحئ ئ ئ ئ ئ ئئا أهلئ ئ ئ ئ ئ ئوا النقئ ئ ئ ئ ئ ئئل و العقئ ئ ئ ئ ئ ئئل و العلئ ئ ئ ئ ئ ئئم ضئ ئ ئ ئ ئ ئئلوا و أضئ ئ ئ ئ ئ ئئلوا. 474
و الابري أخطأ عندما رفض نظاما العرفان جلةم و تفصيل ،و ل تييزّ بيم الانب الصحيح ،و
الئوانب البحاطلئةم منئه ،مئئن حيئئث النطلئئق و السائاس ؛ أمئا مئئن حيئئث النهئج الئذي كئئان خاضئئعا لئئه
نظئئاما العرفئئان ،فكئئان منهجئئا غيئ صئئحيح ،كمحئئا أشئئار إلئ ذلئئك الئئابري فئ انتقئئاداته لئئذا النظئئاما .
لكئئن الئئابري مئئن جهئئةم أخئئرى ل ئ يضئئع النهئئج الصئئحيح للتعامئئل مئئع الئئانب الصئئحيح مئئن العرفئئان
الئئذي أغفلئئه الئئابري انتصئئارا لئئا سئئاه نطئئاما البخهئئان .و أمئئا نئئن فنعتقئئد أن الئئانب الوجئئدان مئئن
النسئان يإئب إخراجئه مئن نظئاما العرفئان كليةم ،و إرجئاعه للشئرع الذي هئو ديئن كامئل شامل تيربئ
ل
يمئ عرتسائوةل مونئتهئوم يعئوتئلئتئو ث لفئ اولتميم ع النسئئان عقل و وجئئدانا و جسئئمحا ،قئئال تعئئال }- :تهئعو النئذي بعئععئ ع
ضئ ئعلنل يمبحل ن ل ل ل ل لل
يمئئ{ٍ -سائئورة ب عواولوكعمحئ ئةمع عولإن عكئئانتوا مئئن قعئوبحئ ئتل لعفئئي ع ععلعويلهئ ئوم آيعئئاته عويئتعزّمكيلهئ ئوم عويئتععلمتمحتهئ ئتم الوكتعئئا ع
ل المحعةم -2/و } وتكلتواو عواوشئعربتواو عولع توسئلرفتواو إل ئنهت لع تليئ ي
يم{ٍ -سائورة العئراف -31/و }عوعمئا ب الوتمحوسئلرف ع
س إلنل لليعئوعبحتتدولن ،عما أتلريتد لمونئتهم ممن مروزنق عوعما أتلريئتد عأن يتطوعلتمحئولن ،إلنن اللنئهع تهئعو الئنرنزاتق عخلعوق ت ل ل
ت اولنن عواولن ع
بي عوعمعئالت للليئله عر م ل
صئلعت عونتتسئكي عوعوميعئا ع
يم {ٍ -ساورة الئذاريات ،-58-56و }قتئل إلنن ع ل
و
ل ل
تذو الوتقنوة الوعمحت ت
يم{ٍ -سائئورة النعئئاما ،-162/و أمئئا بئئاقي نظئئاما العرفئئان فل قيمحئئةم لئئه شئئرعا و ل عقل و ل ل
الوععئئالعمح ع
علمحئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئا ،و يإئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئب تئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئذير النئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئاس منئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئه .
و ختاما لوضوع تنظم إنتاج العرفةم ،أشي هنا إل أمرين هاميم ،الول هو أن التمحع السالمي
ف ئ القئئرن الثئئان الجئئري و مئئا بعئئده ل ئ يكئئن مضئئطرا و ل ف ئ حاجئئةم ماسائئةم إل ئ نظئئاما البخهئئان –أي
فلسفةم أرساطو،-و ل إل نظئئاما العرفئئان علئى حئد تعئبحي الئابري ،لكئئن طئائفتيم مئئن السئلمحيم انرفتئئا
عئئن السائئلما ،فواحئئدة تبحنئئت فلسئئفةم اليونئئان ،و الخئئرى تبحنئئت فلسئئفةم العرفئئان ،فسئئاهتا ف ئ إفسئئاد
الفكئئر و تريبحئئه لهئئداف و خلفيئئات مذهبحيئئةم كئئثية ،أشئئار الئئابري إلئ ئ بعضئئها . 475و بنئئاء علئئى
ذلك فإن السالما كدين و نظاما معرف ل يكن مطلقا فئ حاجئةم إلئ نظئئاما آخئر مئن خئارجه ،و ل
السئ ئ ئ ئ ئ ئئلمحون اللئ ئ ئ ئ ئ ئئتزّمون بئ ئ ئ ئ ئ ئئدينهم الفئ ئ ئ ئ ئ ئئاهون لئ ئ ئ ئ ئ ئئه ،كئ ئ ئ ئ ئ ئئانوا فئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ حاجئ ئ ئ ئ ئ ئئةم إليئ ئ ئ ئ ئ ئئه هئ ئ ئ ئ ئ ئئم أيضئ ئ ئ ئ ئ ئئا.
و أما المر الثان فهو أن منطق أرساطو الذي بالغ الابري ف مدحه و الدفاع عنه ،ل يكن
السالما ف حاجةم إليه مطلقا ،لنئه دين كامئل شئامل يقئوما علئى منطئق شئرعي عقلئي علمحئي فطئري
طبحيعي ،عكس منطق اليونان الناقص القاصر العقيئئم ،الئذي لئ يكئئن السائلما فئ حاجئةم إليئه أصئئل
474
أنظر مثل انتقادات ابن الوزي للصوفيةم و الشيعةم ف كتابه تلبحيس إبليس .
475
أنظر :تكوين العقل ،صا 179 :و ما بعدها 227 ،و ما بعدها .
و لنه أيضا مالف للسالما و ل يتفق معه أصول و ل فروعا ،لنئه منطئق قئاما فئ أصئوله و فروعئه
علئ ئ ئئى فلسئ ئ ئئفةم اليونئ ئ ئئان الوثنيئ ئ ئئةم السائ ئ ئئطوريةم ،و هئ ئ ئئذا أمئ ئ ئئر اعئ ئ ئئتف بئ ئ ئئه الئ ئ ئئابري ص ئ ئ ئراحةم. 476
و أما المحوعةم الثانيةم –من أخطئاء الئابري النهجيةم -التعلقئةم بالفلسئفةم و الفئاهيم ،فتتضئمحن
خسئئةم أخطئئاء ،أولئئا يتمحثئئل ف ئ أن الئئابري قئئال )) :إن العطيئئات التارييئئةم الئئت نتئئوفر عليهئئا الي ئوما
تضئئطرنا إلئ العئتاف للعئئرب و اليونئئان و الوروبييمئ بئئأنم وحئئدهم مارسائوا التفكيئ النظئئري العقلنئ
477
بالشكل الذي سح بقياما معرفةم علمحيةم أو فلسفيةم أو تشريعيةم منفصئلةم عئن السائطورة و الرافئةم ((
.
و ق ئوله هئئذا غي ئ صئئحيح ،لن السائئطورة و مئئا يتصئئل بئئا مئئن أوهئئاما و ظنئئون و خيئئالت ل ئ
تنفصل عن التفكي النظري العقلن ،عند اليونان ،و ل عند العرب ،و ل عنئئد الوروبييمئ ،و إن
ضاق مالئا و اتسع مئن أمئةم إلئ أخئرى ،و مئن طائفئةم إلئ أخئرى ،و مئن زمئان إلئ آخئر ،و مئن
مذهب إل آخر ،فاليونان مثل كان تفكيهم الساطوري الراف جزّءا كبحيا ل يتجئزّأ مئئن تفكيهئئم
العلمحئئي ،و هئئذا معئئروف و ثئئابت عنهئئم ،فئئأفلطون و أرسائئطو و أفلئئوطيم يتقئئال أنئئم هئئم الئئذين
اقئئتحوا علئئى قئئومهم ديانئئةم تألوهيئئةم الك ئواكب التنزّيهيئئةم-حسئئب اعتقئئادهم -بئئدل مئئن ديئئانتهم الش ئعبحيةم
اليونانيةم التشبحيهيةم، 478و أرساطو كان يقول بالطبحيعةم الليةم للعقول و الجراما السمحاويةم الزليةم. 479
و أرساطو و أتبحاعه قالوا برافات كثية ،ل دليل لم فيها من العقل و ل من العلم ،كقولم
بئئالعقول العش ئئرة ،و وص ئئفهم لئ ئ تعئئال بئئالعجزّ و عئئدما العلئئم ،و قئئولم بق ئئدما الع ئئال ،و الطبحيعئئةم
الليئئةم للعقئئل . 480و الئئابري نفسئئه نئئاقض مئئا قئئاله عنئئدما قئئال :إن الفلسئئفةم اليونانيئئةم برمتهئئا تئئد
أصولا و فصولا ف السااطي الغريقيةم .و قال أيضئا :إن منطق أرسائطو ملتحئم التحامئا عضئويا مئع
إليات أرسائطو . 481و بئا أن إليئات أرسائطو كئثية السائاطي و الهئواء و الوهئاما ،فمحنطقئئه تملتحئئم
بئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئذلك .
و أمئئا السئئلمحون – سئئاهم الئئابري العئئرب -خلل العصئئر السائئلمي ،ففكرهئئم العلمحئئي
ك ئئانت في ئئه ك ئئثي م ئئن السا ئئاطي و الوه ئئاما و الظن ئئون و الي ئئالت ،فالفلسا ئئفةم منه ئئم ورثئ ئوا أسا ئئاطي
476
التاث و الداثةم ،صا. 312 ،172 :
477
تكوين العقل العرب ،صا. 17 :
478
جورج طرابيشي :العقل الستقيل ،صا. 126 :
479
علئئي أبئو ريئئان :تاريئخ الفكئر الفلسئفي :أرسائطو و الئئدارس التئئأخرة ،دار العرفئةم الامعيئئةم ،السائكندريةم ، 1990 ،صا:
. 201 ، 191 ، 157
480
سابحق توثيق ذلك .
481
التاث و الداثةم ،صا. 312 ، 172 :
الفلسئئفةم اليونانيئئةم عامئئةم و الشئئائيةم خاصئئةم ،و زادوا فيهئئا مئئن خرافئئاتم ،كقئئولم بئئأن العقئئول العشئئرة
هئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئي اللئكئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئةم ،و قئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئولم بنظريئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئةم الفيئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئض. 482
و أما الصئوفيةم و الشئيعةم فتتعئد السائاطي مئن الكونئات السااسايةم لفكرهئم و مئذاهبحهم ،و هئذا
بئئاعتاف الئئابري نفسئئه . 483و كئئذلك التكلمحئئون ،فالعتزّلئئةم منهئئه –مثل – لئئم خرافئئات و أوهئئاما
تتفق مع مذهبحهم ،كنفيهم لصئفات الئ تعئال ،و زعمحهئم بعئدما قيئاما الصئفات الختياريئةم بئذات الئ
سائ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئبححانه ،و نفيهئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئم للقضئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئاء و القئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئدر. 484
و أما الوروبيون ،فهم عندما كسروا سالطان الكنيسةم ،و انقلبحئوا علئى طبحيعيئات أرسائطو و منطقئه
،تلصئ ئوا م ئئن السا ئئاطي و الراف ئئات ال ئئت ك ئئانت تيمح ئئن عل ئئى الوروبييمئ ئ فئ ئ العص ئئور الوسا ئئطى ،و
اختعوا أسااطي و أوهاما جديدة ف العصر الديث ف ظل الثئئورة العلمحيئةم ،و ألبحسئئوها ثئئوب العلئئم و
العقلنيةم ،و أدخلوها فئ منهئج البححئث العلمحئي الساتقرائي التجريئب عنئدهم ،كقئولم باللئاد ،و
الصدفةم ،و الداروينيةم ،و الاديةم الدليةم ،و الاديةم التارييةم .و أما الذين يدينون منهئئم بالنصئرانيةم ،
فهئ ئ ئ ئ ئ ئئم أيضئ ئ ئ ئ ئ ئئا لئ ئ ئ ئ ئ ئئم خرافئ ئ ئ ئ ئ ئئاتم ،كخرافئ ئ ئ ئ ئ ئئةم الثئ ئ ئ ئ ئ ئئالوث :الب ،و البئ ئ ئ ئ ئ ئئن ،و روح القئ ئ ئ ئ ئ ئئدس .
و الطأ الثان يتمحثل ف ساكوت الابري عن أخطاء وقع فيها الفيلسوف أبو نصر الفاراب )ت
ق5 :ه ( ،أذكر منها ثلثةم ناذج ،أولئا يتمحثئل فئ أن الئابري نقئل عئن الفئاراب بئأنه قال )) :إن
مرتبحئةم الفيلسئوف تفئئوق مرتبحئئةم النئب ،باعتبحئار أن الفيلسئوف يتلقئئى القئئائق مئن العقئل الفعئئال بعقلئه ،
ف حيم يتلقى النب ذلك بخيلته بواساطةم العقل الفعال أيضا ،الذي هو واسائئطةم بيمئ الئ و النسئئان
((. 485
و قئوله هئذا غيئ صئئحيح ،و رجئم بئالغيب ،و قئئول علئى الئ بل علئئم ،و افئتاء علئى الشئئرع و
العقئئل معئئا ،و مئئع ذلئئك سائئكت عنئئه الئئابري ناقئئد العقئئل العرب ئ ! .أول إنئئه ل مئئال للمحقارنئئةم بيمئ
النب و الفيلسوف أصل ،فئالفكرة باطلئةم مئئن أسااسائها ،لن النئب يتلئف عئئن البحشئئر بئالوحي ،قئال
ل أعنعنا إلعلتتكوم إللعئهق عوالحئقد فععمحئن عكئاعن يعئورتجئو للعقئاء عربمئله فعئوليعئوععمحئول تعال }- :قتول إلنعنا أععنا بععشقر مثوئلتتكوم تيوعحى إل عن
لا عوعل يتوشئلروك بلعلبحئعئاعدةل عربمئله أععحئةدا{ٍ -سائئورة الكهئئف -110/فهئئو نئئب يتلقئئى الئئوحي مئئن الئ عمحةل ل
صئئا ة عع ع
تعئئال بواسائئطةم الئئروح الميمئ ئ .و أمئئا الفيلسئئوف فهئئو ،ليئئس نبحيئئا و ل ملكئئا ،و إنئئا هئئو إنسئئان
عئئادي ل يتلئئف عئئن عامئئةم النئئاس فئ شئئيء ،لكنئئه اسائئتخدما حواسائئه و عقلئئه فئ البححئئث كغيه مئئن
482
ابن تيمحيئةم :ممحئئوع الفتئاوى ،ج 9صا . 104 :منهئئاج السئئنةم ،ج 1صا . 342 ،341 :و درء التعئارض ،ج 1صا:
. 228و الشهرساتان :اللل و النحل ،ج 2صا. 172 :
483
أنظر :تكوين العقل العرب ،صا 179 :و ما بعدها .
484
سابحق توثيق ذلك .
485
بنيةم العقل ،صا. 452 :
طوائف العلمحاء ،و وساائله ف بثه و دراساته ،كلها نسبحيةم ،و من ث فهو ل يتلف عن غيه مئئن
العلمحئئاء م ئئن حي ئئث الوسا ئئائل و القئئدرات ،و ل يكئئن أن يص ئئل النبحيئئاء العص ئئوميم فئ ئ مك ئئانتهم و
علمحه ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئم .
و ثانيئا إن حكايةم العقئل الفعئال الئذي زعمحئه الفئاراب ،هئو خرافئةم و وهئم و خيال ،أخئذها
الفئئاراب عئئن سائئلفه مئئن الشئئائيم بالعتمحئئاد علئئى الظئئن و اليئئال فئ كئئثي مئئن السئئائل الطبحيعيئئةم و
الليةم ،باسام العلم و النطق ،بل دليل مئئن النقئل الصئحيح ،و ل مئن العقئل الصئريح ،و ل مئن
العلم الصحيح .و نن إذا سالمحنا –جدل -بوجود هذا العقل الفعال الزّعوما ،فلمحئاذا ل يدركه كئل
الناس و يتعرفون عليه ،أو على القل كل أهل العلم ؟ ! ،فيصبححون كلهئئم فلسائفةم يتفوقئون علئئى
النبحياء حسب زعم الفاراب .و إذا كان الفلسافةم يأخذون علومهم من العقل الفعال بواساطةم العقئئل
،فلمحاذا فلسفتهم مليئةم بالخطاء العلمحيةم ،و الرافات ،و الوهئئاما و الظنئئون ،كمحئا سائبحق أن بيننئاه
فيمح ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئا ي ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئص فلس ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئفةم أرسا ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئطو ؟ ! .
و ف مقابل ذلك ند النبحياء-عليهم السلما -أدلةم صدقهم دامغةم ل أخطاء فيها و ل خرافات
،أيدهم ال تعال بختلف الدلئل و اليات و الئبخاهيم ،خئاتهم ممحئئد رسائول الئ-عليئه الصئئلة و
السئئلما -الئئذي أيئئده الئ تعئئال بعجئئزّة علمحيئئةم خالئئدة تئئدى الئ بئئا عئئال الئئن و النئئس معئئا ،منئئذ
أك ئئثر م ئئن 14قرن ئئا ،لئ ئ يس ئئتطع أح ئئد ال ئئرد علي ئئه ،و ل توج ئئد في ئئه خط ئئأ علمح ئئي واح ئئد ،و تض ئئمحن
معجزّات علمحيةم مذهلةم ف متلف مالت العلئوما .و هئذا خلف مئئا وجئدناه فئ فلسئفةم أرسائطو الئت
تزّعئئم العقئئل الفعئئال ،فقئئد وجئئدنا فيهئئا أخطئئاء علمحيئئةم و منهجيئئةم كئئثية تتعلئئق بطبحيعيئئاته و إليئئاته ،
ذكرن ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئا منه ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئا طرف ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئا فيمح ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئا تق ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئدما آنف ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئا .
و أمئئا الثئئال الثئئان –الئئذي نقلئئه الئئابري و سائئكت عنئئه -فمحفئئاده أن الفئئاراب انتهئئى مئئن عرضئئه
الفلسئئفي البخهئئان إلئ القئئول بئئأن الفلسئئفةم أسائبحق مئئن اللئئةم -أي السائئلما، -و مئئن ثئ فئئإن اللئئةم تابعئئةم
للفلس ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئفةم. 486
هذه النتيجةم عيدها الابري نتيجةم برهانيةم ،و هي ف القيقةم ظن و وهم ،و افتاء على الشرع و
العقل معا ،ليس له فيمحا زعمحئه دليئل صئحيح ،لنئه أول أن ديئن السائلما ليئس جديئدا ،فهئو ديئن
ال تعال ف الرض و السمحاء ،قبحل أن تيلق النسان ،عبحدته بئه اللئكئةم و الئن ،قال سائبححانه
س إلنل }- :إلنن الئ ئمديعن لعنئ ئعد الليئ ئله اللوسائ ئلعتما{ٍ -سا ئئورة آل عمحئ ئران ، -19/و}عوعم ئئا عخلعوقئ ئ ت ل ل
ت اولئ ئنن عواولنئ ئ ع
ل ل ل ل ن ل ل ل
يم ئ {ٍ- ليعئوعبحتئتدون ،عمئئا أتلري ئتد مونئتهئئم مئئن مروزق عوعمئئا أتلري ئتد عأن يتطوعتمحئئون ،إلنن اللنئهع ته ئعو ال ئنرنزاتق تذو الوتق ئنوة الوعمحت ت
ل سائئورة الئئذاريات -58-56و }عشئ ئرع لعتكئئم مئ ئن الئ ئمديلن مئئا و ن ل
ك عوعمئئا حيئنعئئا إللعويئ ئ ع صئئى بئلئه تنوةحئئا عوالئنئذي أعوو ع و ع ع ع عع
ل لل ل ل ون ل ل
يم عمئئا تعئودتعوتهوم صئ وئيئعنا بلئه لإبوئعراهيئعم عوتموعسائئى عوعيعسئئى أعون أعقيتمحئوا الئمديعن عوعل تعئتعئعفنرقتئوا فيئه عكبحت ئعر ععلئعئى الوتمحوشئلرك ع ع
486
بنيةم العقل العرب ،صا. 424 :
ل ل لل لل لل
ب{ٍ -ساورة الشورى . -13/فالسالما الذي جئئاء إلعويه اللنهت عويإتعلب إلعويه عمن يععشاء عويعئوهدي إلعويه عمن يتني ت
بئئه ممحئئد –عليئئه الصئئلة و السئئلما -هئئو نسئئخةم جديئئدة للئئدين الواحئئد ،الئئذي هئئو السائئلما ،و قئئد
كئئان أول بشئئر علئئى الرض مسئئلمحا نبحيئئا ،و هئئو آدما عليئئه السئئلما ، -فزّعئئم الفئئاراب بتقئئدما الفلسئئفةم
علئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئى الئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئدين ،هئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئو زعئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئم باطئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئل مئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئن أسااسائ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئه .
و ثانيا إننا إذا نظرنا إل السألةم من الناحيةم التارييةم الضةم ،فإنه ليس للفاراب دليل فيمحا زعمحه
مئئن أن الفلسئئفةم أسا ئبحق مئئن الئئدين ،لنئئه ليئئس لئئه دليئئل تئئاريي و ل عقلئئي يتثبحئئت مئئا ادعئئاه ،لن
القضيةم كلها رجم بالغيب ،و هي تتمحئل ثلثئةم احتمحئالت ،هئي :إمئا أن يكئون الدين هئو السائبحق
،و إمئئا أن يكئئون التفلسئئف هئئو السائبحق ،و إمئئا أنمحئئا ظهئرا فئ وقئئت واحئئد .كئئان علئئى الفئئاراب أن
تيقدما الدليل ليجح ما زعمحه ،و إن كان الحتمحال الول هئو الصئحيح لنئه يتفئق مئع السائلما ،و
لن النس ئ ئ ئ ئ ئ ئئان الول ل ش ئ ئ ئ ئ ئ ئئك أن ئ ئ ئ ئ ئ ئئه ك ئ ئ ئ ئ ئ ئئان يع ئ ئ ئ ئ ئ ئئرف خ ئ ئ ئ ئ ئ ئئالقه ،و ه ئ ئ ئ ئ ئ ئئذا أسا ئ ئ ئ ئ ئ ئئاس الت ئ ئ ئ ئ ئ ئئدين .
و أما زعمحئئه بئأن اللئةم –أي السائلما -تابعئةم للفلسئفةم لنئئا أسائبحق مئئن ملئةم ديئن السائلما ،فهئذا
زعم باطل ل دليل عليه من الشرع و ل من العقل ،و ل من التاريخ ،و الثابت أن دين ال الئذي
هو السالما كان أسابحق ف الظهور من الفلسئفةم ،علمحئا بأن التابعيئةم فئ القيقئةم ل تتعلئق بالتقئدما فئ
الظهور و ل بالتئأخر فيئه ،و إنئا تتعلئق بئالق و البحاطئل ،و بالقائئل ،فبحمحئا أن السائلما هئو الدين
ال ئئق ،و ه ئئو دي ئئن الئ ئ تع ئئال ال ئئذي أمرن ئئا باتبح ئئاعه ،و ل يرض ئئى م ئئن البحش ئئر غيئه ،فه ئئذا يس ئئتلزّما
بالضئئرورة إتبحئئاعه مئئن كئئل النئئاس مئئن فلسائئفةم و علمحئئاء و عئ ئواما ،و غيهئئم مئئن بنئ ئ آدما .و بئئذلك
تسقط مزّاعم الفئاراب ،الئت هئي ليسئت مئن النقئل ،و ل مئن العقئل و ل مئن العلئم فئ شيء .
و أما الثال الخي -الثئالث الئذي سائكت عنئه الئئابري -فمحفئئاده أن الفئئاراب زعئم أن الفلسئئفةم
هي الت تتعطي البخاهيم لا فئ اللئةم-أي دين السائلما ، -لن )) الراء النظريئةم الت فئ اللةم ،و الئت
تتؤمخ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئذ فيه ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئا بل براهيمئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ،و إن ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئا ت ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئد براهينه ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئا فئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ الفلس ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئفةم النظري ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئةم ((. 487
و قئوله هئئذا غيئ صئئحيح ،لنئئه أول ليئئس صئئحيحا أن الفلسئئفةم الزّعومئئةم هئئي الئئت تعطئئي
الئ ئبخاهيم علئئى صئئدق ديئئن السائئلما ،لن السائئلما بئئذاته برهئئان كئ ئبحي ،يضئئم عئئددا ل تيصئئى مئئن
اليات و الجج ،و البخاهيم و الدلئل ،على صدقه ،و أنئه ديئن الئ الالد ،و قد أثبحئت صئدقه
،و صئحته ،و رد علئى تمنكريئه زمئن رسائول الئ –عليئه الصئلة و السئلما، -و مئا بعئده ،مئن دون
فلسئفةم اليونئان و ل غيهئئا ،و مئن قبحئل أن يعرفهئا السئلمحون بئأكثر مئن 150سائنةم ،لئذا وصئئفه الئ
تعال ف آيات كثية ،بأنه علم وحق ،و هدي و نور ،و برهان و بيان ،و آيات و حجئج .و
من كانت هذه صفاته فل يتاج أبدا إل فلسفةم اليونان ول إل غيها من الفلسئئفات و الئئذاهب ،
487
بينيةم العقل ،صا. 453 :
لكئ ئ ئ ئ ئئي تيقيئ ئ ئ ئ ئئم الجئ ئ ئ ئ ئئج و الئ ئ ئ ئ ئ ئبخاهيم علئ ئ ئ ئ ئئى صئ ئ ئ ئ ئئدقه ،فهئ ئ ئ ئ ئئو برهئ ئ ئ ئ ئئان بنفسئ ئ ئ ئ ئئه غنئ ئ ئ ئ ئ ئ بئ ئ ئ ئ ئئذاته .
و أمئئا زعمحئئه بئئأن الراء النظريئئةم الئئت فئ ئ اللئئةم تتوجئئد بل براهيمئ ئ ،فهئئو زعئئم باطئئل ،لن ديئئن
السا ئئلما لي ئئس آراء ،و إن ئئا ه ئئو كلما الئ ئ تع ئئال ،و كلما رسائ ئوله علي ئئه الص ئئلة و الس ئئلما .و لن
النص الشرعي الذي هو من القرآن و السنةم الصحيحةم الوافقئةم لئه ،هئو دليئل بئذاته ،و ل يتئاج إلئ
برهان من خارجه ،لن ال و رساوله ل يقئئولن إل الئق .وإنئا أقئوال الفلسائئفةم هئي الئت تتئئاج إلئ
م ئئن تيبخهنه ئئا ،لن ئئا أفك ئئار بشئ ئريةم ظني ئئةم تتض ئئمحن ال ئئق و البحاط ئئل ،و الظ ئئن و ال ئئوى ،و ال ئئوهم و
الرافئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئةم.
و ثانيئئا إن مئئا ذكرنئئاه ل ينفئئي بئئأن للعقئئل السئئلم مئئال واسائئعا للئئدفاع عئئن ديئئن السائئلما و
التعريف به و نشره ،لن عمحله هذا ليس إيإادا للئبخاهيم مئئن العئئدما ،لن السائئلما يمحئئل براهينئئه فئ
ذاته ،و إنا هو إخراج لبخاهيم السالما و شرح لئا و تعريئف بئا ،باسائتخداما كئل الوسائائل الشئرعيةم
و الفي ئئدة المحكن ئئةم ،ب ئئا فئ ئ ذل ئئك اسا ئئتخداما براهيمئ ئ العلئ ئوما الديث ئئةم ،لن الش ئئرع ح ئئث عليه ئئا و
تمستخدمةم ف القرآن الكري ،و بذلك نوظف براهيم كتاب ال النظور ،لدمةم كتاب ال السئئطور
،لنئ ئ ئ ئئه ل تنئ ئ ئ ئئاقض بيمئ ئ ئ ئ ئ الكتئ ئ ئ ئئابيم ،فئ ئ ئ ئئالول مئ ئ ئ ئئن كلما الئ ئ ئ ئ ئ ،و الثئ ئ ئ ئئان مئ ئ ئ ئئن خلئ ئ ئ ئئق الئ ئ ئ ئ ئ .
و أمئئا الطئئأ الثئئالث -مئئن المحوعئئةم الثانيئئةم -فيتعلئئق باسائئتخداما الئئابري لبحعئئض الصئئطلحات
القوميئئةم العربيئئةم الديثئئةم و إسائئقاطها علئئى أمئئور ليسئئت منهئئا ،و ل تنطبحئئق عليهئئا ،منهئئا :مصئئطلح
الفكر الدين العرب ،أطلقه على الكتاب و السنةم .و مصطلح :الثقافةم العربيئئةم ،أطلقئئه علئئى الفقئئه
السالمي ،و ما أنتجه السلمحون من علوما و تراث ،و جعله الطار الذي تشكل فيه العقل العرب
و ترع ئ ئ ئئرع في ئ ئ ئئه ،و ه ئ ئ ئئو أيض ئ ئ ئئا الط ئ ئ ئئار الرجع ئ ئ ئئي الرئيس ئ ئ ئئي ال ئ ئ ئئذي تش ئ ئ ئئكل في ئ ئ ئئه ه ئ ئ ئئذا العق ئ ئ ئئل.488
و تعقيبحئئا عليئئه أقئئول :إن اسائتخدامه للمحصئئطلحات القوميئئةم الديثئةم و إطلقهئئا علئئى مصئئطلحات
إسائئلميةم قديئئةم ،هئئو تريئئف تمتعمحئئد للتاريئئخ ،مرفئئوض شئئرعا و عقل و تاريئئا ،مئئن جهئئةم ،و هئئو
طمحئئس لئئدين السائئلما و علئئومه و تراثئئه و تاريئئخ أهلئئه مئئن جهئئةم أخئئرى ،لن ديئئن السائئلما هئئو ديئئن
ال تعال ف الرض و السمحاء ،ليس دينا عربيا و ل دينا أعجمحيئا ،و علئئومه هئئي علئوما إسائئلميةم ،
و شرعيةم ،و ربانيةم ،و هي علوما الوحي ،و علوما الكتاب و السنةم الصئئحيحةم ،و ليسئئت علومئئا
عربيةم ،كمحا زعم الابري ،لن دين السالما ل تيعرف باللغةم الت يكتب با ،و إنا تيعرف بالسائم
الذي سئاه الئ تعئال بئه ،و بالبحئادئ الئت يمحلهئا ،لذا كئان دين كئل النبحيئاء -مئع اختلف لغئاتم
– واحئئد اسئئه السائئلما ،و بنئئاء علئئى ذلئئك فل يصئئح مطلقئئا تسئئمحيةم ديئئن السائئلما بئئالفكر الئئدين
العرب ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ،فهئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئي تسئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئمحيةم فيهئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئا طمحئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئس لقيقئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئةم السائ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئلما الربانيئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئةم العاليئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئةم .
و أما مصطلح الثقافةم العربيةم ،الذي كان هو الطار الرجعي للعقل العرب الزّعوما ،فهو وهم
488
تكوين العقل ،صا. 134 ، 102 ، 95 ، 67 :
مئئن أوهئئاما الئئابري ،الئئت أطلقهئئا علئئى عصئئر كئئانت فيئئه الثقافئئةم-بإيإابياتئئا و سائلبحياتا -تقئوما أسااسائئا
على الكتئاب و السئنةم ،و علئى مئا أنتجئه السئلمحون مئن فقئه و علئوما أخئرى ،و فئ ظئل تحكئم قاما
أسااساا على الشريعةم السائلميةم طيلئةم العصئئر السائلمي ،فهئذه العطيئات تبحطئئل حكايئةم الثقافئةم العربيئةم
الزّعومئئةم مئئن أصئئلها .لن هئئذا الصئئطلح –أي الثقافئئةم العربيئئةم -حئئديث النشئئأة ظهئئر منئئذ نئئو 150
سانةم أو أقل ،اساتخدمه القوميئئون العئرب لهئدافهم القوميئةم ،فشئوهوا بئه السائئلما و تاريئخ أهلئه ،و
اف ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئتوا ب ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئه عل ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئى ال ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئدين و التاري ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئخ مع ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئا .
و الطأ الرابع يتعلق باللغةم و علقتهئئا بالتصئورات و العقائئئد ،و أذكئئر لتوضئيح ذلئك مثئاليم ،
أولمحا زعم فيه الابري أن دراساات حديثةم أكدت على أن اللغئةم –أي لغئةم )) -تتئدد أو علئى القئئل
تتسئئاهم مسئئاهةم أسااسائئيةم فئ تديئئد نظئئرة النسئئان إلئ الكئئون و تصئيوره لئئه ككئئل و كئئأجزّاء ((. 489
و قوله غي صحيح تاما أو بنسبحةم ، 100/ 99لنئئه أول إذا كئئان النسئئان يتئأثر بلغتئئه و يتئؤمثر
فيهئئا هئئو أيضئئا ،فكلما الئئابري غيئ ئ صئئحيح فئ ئ الئئال الئئذي حئئدده ،و هئئو نظئئرة النسئئان إلئ ئ
الكون و تصيوره ،لن هذه الال تدده الديان و العقائد و الذاهب على اختلفاتا و تناقضاتا ،
و عليها بن النسان-قديا و حديثا -نظرته إلئ الئ و الكئئون ،و النسئان و اليئاة .و بعنئ آخئر
إنا هئي الت تتيئب النسئان علئى السائئلةم الزليئةم العروفئةم ،و هئي :مئن أيئن ؟ ،و إلئ أيئن ؟ ،و
لاذا ؟ ،و على ضوء الجابةم عليها يبحن النسان حياته ف هذه الياة الدنيا ،و ليست اللغئئات هئئي
الئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئت تتيبحئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئه علئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئى تلئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئك السائ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئئلةم .
و أما عن كيفيةم نشأة تلك الديان و العقائد و الذاهب ،فهي أيضا غي متعلقةم باللغات ،و
ليست هي الت أنشأتا .لن الدين إذا كان دينا ربانيا صحيحا ،فال تعال هو واضعه و مشئيرعه
،و أما الديان و العقائد و الذاهب الرضيةم ،فهي من وضع البحشر ،تابعةم لؤمساسئيها ،بنئاء علئى
نظرتئم إلئ الئ تعئال ،و الكئون و اليئاة و النسئان .فهئذه النطلقئات هئي الت تتئدد أصئول تلئك
الديئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئان و العقائئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئد و الئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئذاهب و فروعهئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئا ،و ليسئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئت اللغئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئات .
و ثانيا إن المثلةم على صحةم ما قلناه ،و على خطئأ مئا ذهئب إليئه الئابري ،هئي كثية جئدا ،
منهئئا :إن العئئرب فئ الاهليئئةم كئئانت اللغئئةم العربيئئةم مئئن أهئئم الروابئئط الئئت تمحعهئئم ،لكنهئئم مئئع ذلئئك
كانوا متلفيم ف عقائدهم ،فكان فيهئئم :الئئوثن ،و اليهئئودي ،و النصئران ،و الئدهري .و منهئئا
إن النئاس فئ العصئئر السائلمي كئئانت اللغئةم العربيئةم هئئي السئائدة بينهئم ،لكنهئم كئانوا منقسئمحيم فئ
عقائهم و مذاهبحهم ،فمحئع غلبحئةم السائلما عليهئم ،فقئد كئان فيهئم اليهئود ،و النصئارى ،و الئوس
،و الصئئابئةم ،و النئئدوس .و أمئئا علئئى مسئئتوى الئئذاهب بيمئ السئئلمحيم ،فقئئد كئئانوا منقسئئمحيم إلئ
عشئرات الئئذاهب علئئى مسئئتوى الصئئول و الفئئروع ،و قئئد ذكرتئئم كتئئب القئئالت و اللئئل و النحئئل
489
تكوين العقل العرب ،صا. 72 :
بالتفصئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئيل .
ومنها أيضا حال دولئةم لبحنئان العاصئرة ،فهئي مئع أنئا دولئةم عربيئةم ،و اللغةم العربيئةم فيهئا هئي
لغئئةم البحلئئد ،فئئإن متمحعهئئا تمتمحئئع تمتعئئدد الديئئان و الئئذاهب و الطوائئئف ،كئئثي الفتئ و الصئراعات و
التناقضئات .فئأين دور اللغةم الزّعئوما فئ تديئد نظئرة النسئان إلئ الئ و الكئون ،و اليئاة و النسئان
فئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ دول ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئةم لبحن ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئان ؟ ! .
و أمئئا اساتشئئهاد الئئابري ببحعئئض الدراسائئات الديثئئةم ،فيمحئئا ذهئئب إليئئه ،فهئئي دراسائئات غيئ موفقئئةم
فيمحا ذهبحت إليه ،و مبحالغةم فيمحئا قالته ،لننئا ل نئتك حقئائق الواقئع الدامغئةم الشئاهدة ،و نتبحئع تلئك
ت
الدراساات الت بدو أنا كانت مدفوعةم بلفيات مذهبحيةم عرقيةم قوميةم ،عنصريةم متعصبحةم ،مئئا أوصئلها
إل ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ البحالغئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئةم بتحويئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئل البحئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئةم الصئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئغية إل ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ قبحئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئةم ك ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئبحية .
و أما الثال الثان فقال فيه الابري :إن اللغةم ليست مرد أداة للفكئر ،بئل هئي أيضئا قالب لئه
.ث ذكر قول للبحاحث اللئان هئردر)ت 1803ما ( ،يقئول فيئه )) :إن كئل أمئةم تتكلئم كمحا تفكئر
،و تفكئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئر كمحئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئا تتكلئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئم ((. 490
و ردا عليئئه أقئئول :أول صئئحيح أن النسئئان يتفاعئئل مئئع لغتئئه تئئأثيا و تئئأثرا فئ مئئال
مدود ،لكنها مئع ذلئك تبحقئى فئ الصئل أنئا مئرد وسائيلةم للفكئر و التفئاهم بيمئ الناس ،و آيئةم مئن
ضئيل الليئهت عمئئن آيات ال تعال ،لقوله سابححانه } :وما أعرساولعنا لمن نرساونل إللن بلللسالن قعئولمله لليبحئميمئ علئم فعئي ل
ع و تع ع ت و ت ت عع و ع
تيعشئئاء ويئه ئلدي مئئن يعشئئاء وه ئو الوعلزّي ئزّ اوللكي ئم {ٍ ) (4سائئورة إبراهيئئم ،و}ولم ئن آيئئاتلله خول ئق النس ئمحاوا ل
ع و ع ع ت عع ع ع عت ع ع ت ع ت ع عع و
ن لل ل
ف أعلولسنعتلتكوم عوأعلوعوانلتكوم إلنن لف عذل ع ض عواوختلعل ت
يم{ٍ -سائورة الئروما ،-22/فئذلك هئو ك علعيات لمولععئالمح ع عواولعور ل
دورها ،و ل دخل لا ف تديد نظرة النسئان إلئ الئ و الكئئون ،و اليئاة و النسئان ،و مئا يئتتب
ع ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئن ذل ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئك م ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئن سا ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئلوكيات ،و ه ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئذا أم ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئر سائ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئبحقت البخهن ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئةم علي ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئه .
و ثانيا إن قول اللان هردر ليس صئحيحا ،و الصئواب هئو :إن النسئان تيفكئر بناء علئى مئا
يعتقئئده ،و يتكلئئم بنئئاء علئئى مئئا يعتقئئده أيضئئا ،وليئئس بنئئاء علئئى لغتئئه الئئت يتكلئئم بئئا .لن مئئا يعتقئئد
النسئئان هئئو الئئذي يتحكئئم فئ ئ سائئلوكياته :تفكيا ،و عمحل ،و تكلمحئئا ،و ليسئئت اللغئئةم هئئي الئئت
تتحكئئم ف ئ ذلئئك .و الئئدليل علئئى ذلئئك أن هنئئاك أمثلئئةم كئئثية ،تثبحئئت وجئئود وحئئدة ف ئ التفكي ئ و
التصئ ئئورات و العقائئ ئئد ،مئ ئئع تعئ ئئدد اللغئ ئئات .كمحئ ئئا أنئ ئئا تثبحئ ئئت أيضئ ئئا وجئ ئئود اختلف فئ ئ التفكيئ ئ و
التصورات و العقائد ،مع وحدة اللغئةم .فأمئئةم السائلما-مثل -لغاتئا متعئددة ،و عقائئئدها و تصئئوراتا
،و عبحاداتا و أخلقها واحدة .و أمةم العرب لسانا واحد ،و أديانا و مذاهبحها متعددة و متناقضةم
.
و أمئئا الئئذين قئئالوا بئئأن اللغئئةم هئئي الئئت تئئدد تفكيئ النسئئان فئ نظرتئئه إلئ الئ و الكئئون ،و
490
تكوين العقل العرب ،صا. 73 :
النسان و الياة ،و أنه تيفكر انطلقا منها ،فسئبحب ذلئئك ليئئس لن اللغئةم تفعئئل ذلئئك فئ الواقئئع ،
و حددت لم عقائدهم و تصوراتم ،و إنا هم الذين اعتقدوا أنا تفعل ذلئئك .فئئأخرجوا اللغئةم مئئن
كونا وسايلةم إلئ عقيئدة ،تتحكئم-حسئب زعمحهئم -فئ تصئوراتم و عقائئدهم ،فعبحئدوها و قيدسائوها
ضئلنهت اللنئهت ععلئعئى ت عمئلن انتعئعذ إلعلئعهت عهئعواهت عوأع ع ،و ضئئحوا مئئن أجلهئئا ،فصئئدق عليهئئم قئوله تعئئال } :أعفعئعرأعيوئ ع
ص ئلرله لغعشئئاعوة فععمحئئن يعئوه ئلديله لمئئن بعئوع ئلد اللنئله أعفععل تعئعذنكتروعن{ٍ - لل ل
عول ئنم عوعختعئعم ععلعئئى عسوئعه عوقعئولبحلئه عوعجعع ئعل ععلعئئى بع ع
ل
ساورة الاثيةم . -23/و الدليل الادي على أنم يعبحدون أهواءهم و أنم على خطأ فيمحا ذهبحئوا إليئئه ،
هو أن الئذين تيئئالفوهم فئ ذلئك لئ يقولئوا بقئئولم ،و تصئدوا للئرد عليهئئم ،فلئئو كئانت اللغئةم هئي
الئئت تتحكئئم ف ئ تفكيهئئم و عقائئئدهم لقئئالوا بقئئولم ،و مئئا ردوا عليهئئم .و بنئئاء علئئى ذلئئك فئئإن
مقدساي اللغةم ليست اللغةم بذاتا هي الئت جعلتهئم يقولئون بئا ذهبحئوا إليئه ،و إنئا تمعتقئدهم فيهئا هئو
الئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئذي أوصئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئلهم إل ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ذلئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئك القئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئول .
و أما الطأ الخي –الامس من المحوعةم الثانيةم -فيتمحثل ف اساتخداما الابري لصطلحات غي
دقيقةم تتمحل أكثر من معن ،و فيها تئويه و إيهئاما بئالنقص ،و تغليئط فئ الفهئم ،كئان فيهئا علئى
الئئابري أن يتفئئادى ذلئئك باسائئتخداما الصئئطلحات ف ئ مكانئئا الناسائئب بدقئئةم ،قمحئئن ذلئئك ،ق ئوله :
التيارات البحاطنيةم فئ السائلما . 491فقئوله هئذا يعنئ أن فئ دين السائلما تيئارات باطنيئةم ،و هئذا غيئ
صحيح تاما ،لن السالما ل توجد فيه باطنيئةم أصئئل .و الئئابري أراد أن يقئئول :التيئئارات البحاطنيئةم
ف ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ التاريئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئخ السائ ئ ئ ئ ئ ئ ئئلمي ،أو ف ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ تاريئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئخ السائ ئ ئ ئ ئ ئ ئئلما ،أو ف ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ العصئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئر السائ ئ ئ ئ ئ ئ ئئلمي .
و منها ،قوله )) :عامل السلطةم و طبحيعتها الساتبحداديةم ف السالما (( . 492و هئئذا قئئول غيئ
صحيح ،و خطي جدا ،يتضمحن طعنا ف السالما ،مع أنه –أي السائئلما -ليئئس فيئئه اسائتبحداد و ل
طغي ئئان ،و ه ئئو كل ئئه ع ئئدل و رح ئئةم ،و ق ئئد طتبح ئئق زم ئئن الن ئئب-علي ئئه الص ئئلة و الس ئئلما ،-و اللف ئئةم
الراشدة أحسن تطبحيق ،ث اختل الوضع و انتشر الظلم بعد ذلك .و الابري أراد أن يقول :عامئئل
السئئلطةم و طبحيعتهئئا السائتبحداديةم بعئئد اللفئئةم الراشئئدة ،أول زمئئن الئئدولتيم المويئئةم و العبحاسائئيةم ،و مئئا
بعئ ئ ئ ئ ئ ئئدها ،أو خلل العصئ ئ ئ ئ ئ ئئر السائ ئ ئ ئ ئ ئئلمي منئ ئ ئ ئ ئ ئئذ قيئ ئ ئ ئ ئ ئئاما الدولئ ئ ئ ئ ئ ئئةم المويئ ئ ئ ئ ئ ئئةم و مئ ئ ئ ئ ئ ئئا بعئ ئ ئ ئ ئ ئئدها .
و منها أيضا ،قوله )) :تتعلق بالفكر الفلسفي ف السالما (( . 493و قوله هذا غيئ صئحيح
،لنئئه ل تيوجئئد فئ السائئلما فكئئر فلسئئفي ،لن ديئئن السائئلما وحئئي ،إمئئا أنئئه كلما الئ تعئئال ،و
إمئئا أنئئه كلما رسائوله –صئئلى الئ عليئئه وسائئلم ، -أمئئا الفكئئر الفلسئئفي فهئئو كلما بشئئري ،لئئذا كئئان
491
تكوين العقل ،صا. 157 :
492
نفس الرجع ،صا. 103 :
493
نفس الرجع ،صا. 63 :
عليئئه أن يقئئول :الفكئئر الفلسئئفي ف ئ التاريئئخ السائئلمي ،أو ف ئ العصئئر السائئلمي ،أو ف ئ الضئئارة
السائ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئلميةم ،أو الفكئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئر الفلسئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئفي عنئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئد السئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئلمحيم ،أو ف ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ تاريئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئخ السئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئلمحيم .
و تيستنتج ما ذكرناه ف مبححثنا هذا أنه كانت للجابري 494أخطاء منهجيئئةم كئثية ،تتعلئئق بنتظئئم
إنتئئاج العرفئئةم ،و قضئئايا فلسئئفيةم و فكريئئةم أخئئرى ،ذكرنئئا طائفئئةم منهئئا كنمحئئاذج مئئن بئئاب التمحثيئئل ل
الصر ؛ تبحيم من خللا أنه كان متعصبحا للفلسفةم الرساطيةم سااكتا عن أخطائها ،مدفوعا بلفيئئات
مذهبحي ئئةم و قوميئ ئئةم أوقعت ئئه فئ ئ أخط ئئاء ك ئئثية ،فئ ئ م ئئوقفه م ئئن علئ ئوما السا ئئلما ،و فلسئ ئئفةم اليونئ ئئان .
خأامسج ججا :أخأطج ججاء الجج ججابري فج ججي نظرتج ججه إلج ججى المدرسج ججة المغربيج ججة الندلسج ججية و أهج ججل الحج ججديث :
وقئئع الئئابري فئ أخطئئاء كئئثية تتعلئئق بنظرتئئه إلئ الدرسائئةم الغربيئئةم و الندلسئئيةم ،و مدرسائئةم أهئئل
الئئديث ،و مئئوقفه منهمحئئا ،فبحخصئئوصا الدرسائئةم الولئ ئ فئئإنه انتصئئر لئئا انتصئئارا كئ ئبحيا ،و بقئئوة و
حاس ،علئى مسئتوى رجالئا و مشئروعها الفكئري ،فرجالئا هئم :ابن حئزّما الظئاهري)ت 456ه( ،و
ابئئن رشئئد الفيئئد )ت 595ه( ،و أبئئو إسائئحاق الشئئاطب)ت 795ه( ،و ابئئن خلئئدون)ت 808ه
( .و أمئئا مشئئروعها الفكئئري–حسئئب مئئا قئئاله الئئابري -فيقئ ئوما علئئى السائئس التيئئةم :نقئئد القيئئاس
الفقهي و الصوف معا ،نقد فكرة التجويزّ ،القول ببحدأ السبحبحيةم و اطراد الوادث ،نقد فكرة العادة
و النكار على منكري الطبحائع ،نقد فكرة إمكان الكرامات و العرفان الصوف ،القول بالقاصئئد فئ
الشئ ئريعةم السا ئئلميةم ،التح ئئرر م ئئن سا ئئلطةم الس ئئلف التجس ئئدة فئ ئ الروي ئئات و الج ئئاع ،ط ئئرح مفهئ ئوما
السا ئئتقراء و السا ئئتنتاج –أي منط ئئق أرسا ئئطو ، -ط ئئرح مش ئئروع فك ئئري نق ئئدي عقلنئ ئ ،تي ئئزّ بوح ئئدة
التفكي ئ بيم ئ أقطئئابه ،فكئئان مشئئروعهم بئئديل عقلنيئئا قئئاما علئئى مفئئاهيم هئئي نفسئئها الئئت قئئاما عليهئئا
الفكئ ئ ئ ئ ئ ئئر الئ ئ ئ ئ ئ ئئديث ف ئ ئ ئ ئ ئ ئ أوروبئ ئ ئ ئ ئ ئئا ،و ل زالئ ئ ئ ئ ئ ئئت تتؤمسائ ئ ئ ئ ئ ئئس الفكئ ئ ئ ئ ئ ئئر العلمحئ ئ ئ ئ ئ ئئي إل ئ ئ ئ ئ ئ ئ الي ئ ئ ئ ئ ئ ئوما. 495
و قوله هئذا يتضئمحن أخطئاء و مغالطئات كثية ،لنئه أول أن مئا قئاله عئن هئؤملء مئن نقئدهم
للقياس و رفضهم له ،هو أمر غي صحيح ،و ل يصدق إل على ابن حزّما فقط ،و أما الخئئرون
فل يص ئئدق عليه ئئم ،ف ئئابن رش ئئد ق ئئال بالقي ئئاس الفقه ئئي ،و خ ئئالف الظاهري ئئةم و رد عليه ئئم بال ئئدليل
العقلئئي ،لن )) الوقئئائع بيمئ ئ أشئئخاصا الناسائئي غيئ ئ متناهيئئةم ،و النصئئوصا متناهيئئةم ،و القئ ئرارات
متناهيئئةم ،و مئئال أن تيقابئئل مئئا ل تيتنئئاهى بئئا تيتنئئاهى (( . 496و أمئئا الشئئاطب و ابئئن خلئئدون فهمحئئا
أيضئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئا قئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئال بالقيئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئاس و احتجئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئا بئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئه فئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ مواضئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئع كئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئثية فيمحئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئا كتبحئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئاه. 497
494
لننا خصصنا معظم هذا البححث لخطاء الابري ،و ل نعثر لركون على أخطاء كثية ف مئال الفلسئفةم ،لنئه لئ يئض
فيها ،كمحا فعل الابري .
495
بنيةم العقل العرب ،صا. 567 ، 564 ،558 ،552 :
496
ابن رشد الفيد :بدايةم التهد و نايةم القتصد،دار الفكر ،بيوت ،دت ،ج 1صا. 3 :
497
ابن خلدون :القدمةم ،صا . 454 ، 453 ، 219 :الشاطب :العتصاما ،ج 1صا494 ، 493 ، 390 ، 348 :
و ثانيا إن ما قاله عن موقف هؤملء من التحرر من سالطةم السلف ،هو قول غيئ صئحيح ،و
في ئئه التبح ئئاس ،لن ه ئئؤملء لئ ئ يرفضئ ئوا مبحئئدأ الجئئاع و ل أنك ئئروا حئئدوثه ،و ك ئئانت لقئ ئوال السئئلف
عندهم مكانةم و اعتبحار ،فابن حزّما الذي ادعى الابري أنه كان )) ضد سالطةم السلف مهمحا كان
هئئذا السئئلف (( ،فكئئان ثئئورة عليهئئم . 498هئئو ادعئئاء مئئالف للحقيقئئةم ،لنئئه إذا كئئان ابئئن حئزّما قئئد
دعا إل الجتهاد ،و حرما التقليد ، 499فإنه كان أيضا يأخذ بئرأي السئئلف و يتئئج بئئه ،و قئئد فعئئل
ذلئئك كئئثيا فئ ئ كتئئابه الحلئئى . 500و أمئئا ابئئن رشئئد و الشئئاطب و ابئئن خلئئدون ،فهئئم أيضئئا قئئالوا
ت
بإجئاع السلف ،و جعلئوه مئن الدلةم الشئرعيةم ،و احتجئوا بئه ،و بأقوال السلف فئ مواضئع كثية
فئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ بعئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئض مص ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئنفاتم. 501
و ثالثا إن موضوع مقاصد السريعةم ليس خاصا بذه الدرساةم الت ساها الابري بالغربيئئةم الندلسئيةم
،فإنه قد سابحق أن تطرقنا إل هذا الوضوع ،و أثبحتنا بالدلئئةم و الشئواهد التنوعئئةم أن مقاصئئد الشئريعةم
تكلئئم فيهئئا علمحئئاء كئئثيون قبحئئل الشئئاطب ،و ل هئئي مئئن مبحتكراتئئه ،و ل هئئي مئئن مبحتك ئرات علمحئئاء
الغئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئرب أيضئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئا .
و أما مسئألةم القئول بالسئبحبحيةم و اطئراد الئوادث ،و إثبحئات الطبحئائع فئ الطبحيعةم ،فإن المئر ليئس
كمحا قاله الابري ،لن هذه الدرساةم -الغربيةم الندلسئيةم -لئ يتفئق مثلوهئا علئى القئول بذلك .فابن
حزّما الذي ذكر الابري بأنه حل بشدة على الشاعرة ف إنكارهم للطبحائع ،و السبحبحيةم ف أفعال الئ
تعال و ملوقاته ، 502ل يئذكر أيضئا أن هئذا الرجئل -أي ابن حئزّما -متنئاقض مئع نفسئه ،فئ مئوقفه
م ئئن ه ئئذه الس ئئألةم ،لن ئئه ق ئئال أيض ئئا )) و اعل ئئم أن السائ ئبحاب كله ئئا منفي ئئةم ع ئئن أفع ئئال الئ ئ تع ئئال و
أحكامه ،حاشا ما نص تعال عليه أو رسائوله (( . 503و هئئو هنئا متنئاقض مئئع نفسئه مرتيمئ ،الولئ
عنئئدما انتقئئد الشئئاعرة ف ئ إنكئئارهم للطبحئئائع و الس ئبحبحيةم ،ث ئ و هئئو هنئئا يقئئول برأيهئئم .و الئئرة الثانيئئةم
عندما أكد على أن السابحاب كلها منتفيةم عن أفعال ال و أحكئامه ،ثئ يستثن منهئا مئا نئص عليئه
الشئرع مئئن تلئئك السائبحاب ،مئا يعنئ أنئه اعئئتف بئأن السائبحاب موجئئودة فئ أفعئال الئ و أحكئامه .
و كذلك الشاطب ،فهو ل يكن يتثبحت السبحبحيةم و ل الطبحئائع ،عكئس مئا ادعئاه الئابري ،فهئو
.و الوافقات ،ج 1صا. 173 ، 90 ، 89 :
498
بنيةم العقل ،صا. 569 :
499
نفسه ،صا. 569 :
500
أنظر :اللى ،دار الفاق الديدة ، ،بيوت دت ،ج 2صا ، 53 ،50 ،47 ، 6 :ج 3صا. 189 :
501
أنظئئر :ابئئن رشئئد :بدايئئةم التهئئد ،ج 1صا . 196 ، 76 ، 10 ،7 :و ابنخلئئدون :القدمئئةم ،صا، 263 ،192 :
. 264و الشاطب :الوافقات ،ج 1صا ، 110:ج 2صا ، 246 :ج 3صا. 42 :
502
بنيةم العقل ،صا. 521 :
503
الحكاما ف أصول الحكاما ،ط ، 1دار الديث ،القاهرة ، 1404 ،ج 8صا. 566 :
–أي الشاطب -كان علئى مئذهب الشئعريةم فئ نفئي السئبحبحيةم و طبحئائع الشئياء و خصائصئها ،و قئد
تطرق لذه السألةم ف كتابه الوافقات ،و أعلئن صئراحةم نفيئئه لئئا ،و حئاول الئدفاع عئئن وجهئةم نظئره
باسائ ئ ئ ئئتخداما التأويئ ئ ئ ئئل ،و تفسئ ئ ئ ئئي النصئ ئ ئ ئئوصا علئ ئ ئ ئئى مئ ئ ئ ئئذهبحه ،لكنئ ئ ئ ئئه لئ ئ ئ ئ تيوفئ ئ ئ ئئق فئ ئ ئ ئ ذلئ ئ ئ ئئك. 504
و رابعئئا إن قئ ئوله بئئأن هئئؤملء أخئئذوا ببحئئدأ السائئتنتاج ،و هئئو النطئئق الرسائئطي ،هئئو قئئول ليئئس
ص ئئحيحا عل ئئى إطلق ئئه ،لن الم ئئر في ئئه كلما آخ ئئر ك ئئان عل ئئى ال ئئابري أن يتش ئئي إلي ئئه ،و ه ئئو أن
الشاطب كان متحفظا فئ مئوقفه مئن النطئق الصئوري و انتقئده ،فئذكر-أي الشئاطب -أن اساتخدامه
لعبحئئارة القئئدمتيم ل يعن ئ مئئا يريئئده الناطقئئةم ،و أعلئئن ص ئراحةم أن اسائئتخداما منطئئق آرسائئطو يتنئئاف مئئع
ضل طريقةم العرب فئ الخاطبحئةم علئى ذلئك النطئق .و نئص صئراحةم علئى أنئه الشريعةم و البحديهةم ،و ف ي
ل يلئئتزّما طريقئئةم أهئئل النطئئق فئ تقريئئر القضئئايا الشئئرعيةم ،لنئئه )) ل احتيئئاج إلئ ضئوابط النطئئق ،فئ
تصيل الراد ف الطالب الشرعيةم . (( ،مع العلم أنه -أي الشاطب -قد ذما الفلسائئفةم و اسائتهجن
منهئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئاجهم و ازدراه . 505فهئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئذا كلما خطي ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ جئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئدا سائ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئكت عنئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئه الئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئابري .
و أمئئا ق ئوله بئئأن هئئذه الدرسائئةم تبحنئئت أيضئئا مبحئئدأ السائئتقراء منهجئئا ،فهئئو كلما غي ئ صئئحيح ف ئ
معظمحه ،لن هئذه الدرسائةم هئي مدرسائةم أرسائطيةم مشئائيةم صئوريةم النطئق ، 506ل يصح أن يتقئال أنئا
اسائئتقرائيةم النهئئج أيضئئا ،لن أرسائئطو أهئئل السائئتقراء مئئن منطقئئه ،و كئئان تصئئوره لئئه سائئاذجا ،و
يعتقد أنئئه يتسئتخدما مئع الصئئغار ،و أمئا الكبحئار التخصصئئون ،فيتسئتخدما معهئئم النطئق الصئوري.507
و يؤميد ذلك أن ابن حزّما الذي قال عنه الابري بأنه أخذ بالساتقراء ،508نص صراحةم على أنه
ل يأخئذ بالساتقراء ،و هئاجه كمحا هئاجم القيئاس الفقهئي ،و أفئرد لئذلك مبححثا فئ كتئابه التقريئب
لد النطئق . 509و أمئا ابئن رشئد فئأغلب الظئن أنئه كئان مهمحل للساتقراء علئى طريقئةم سائلفه أرسائطو
،و هئئو قئئد ذكئئر صئراحةم تعظيمحئئه للمحنطئئق الصئئوري ، 510حئئت أن ابئئن قيئئم الوزيئئةم ،أطلئئق علئئى ابئئن
رشئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئد بئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئأنه :أسائ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئي منط ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئق اليونئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئان. 511
و أما الشئاطب و ابن خلدون فئأغلب الظئن أنمحئا قئال بالساتقراء و أخئذا بئه ،لنمحئا فقيهئان
504
الوافقات ،ج 1صا. 196 :
505
اموافقات ،ج 1صا ، 52 . 51 :ج 4صا.339 ، 338 ، 337 :
506
أنظر :بنيةم العقل ،صا ، 529 ،526 :و ما بعدها .
507
ماهر عبحد القادر :النطق و مناهج البححث ،دار النهضةم العربيةم ،بيوت ،1985 ،صا146 ، 144 ، 18 :
508
بنيةم العقل ،صا. 640 ،567 :
509
التقريب لد النطق ،حققه إحسان عبحاس ،دار مكتبحةم الياة ،بيوت ،صا. 163 :
510
ابن رشد :تافت التهافت ،الكتبحةم العصريةم ،بيوت ، 2006 ،صا. 235 :
511
مفتاح دار السعادة ج 1صا . 153 :
،و ليسئئا فيلسئئوفيم أرسائئطييم .و أشئئي هنئئا أيضئئا إل ئ أن الئئابري عنئئدما تع ئيرض لنطئئق أرسائئطو ف ئ
كتئئابه بنيئئةم العقئئل العربئ ئ ،مئئدحه و ل ئ ينتقئئده . 512لكنئئه انتقئئده ف ئ كتئئاب ال ئتاث و الداثئئةم ،و
وصئئفه بئأنه عقيئئم ل ينتئئج ،و ل يصئئلح للعلئئم التجريئئب . 513و هئئو عنئئدما شئئرح منطئق أرسائئطو فئ
كتابه بنيةم العقل مدحه ول ينتقده بأنه أهل الساتقراء .لكنه ف موضع آخر من نفس الكتاب مدح
السائئتقراء و أعلئئى مئئن شئئأنه ،بقئوله )) :و ذلئئك بواسائئطةم السائئتقراء ،فإنئئا لعمحئئري الطريقئئةم العلمحيئئةم
حقئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئا ((. 514
و خامس ئئا إن ق ئئول ال ئئابري ب ئئأن الدرسا ئئةم الغربي ئئةم الندلس ئئيةم نق ئئدت العرف ئئان الص ئئوف ،و أنك ئئرت
الكرامات و الوارق ،هو قول يصدق على كل مثلي هذه الدرساةم ،فهو إن صئئدق علئئى ابئن حئزّما
و ابن رشد ،فإنه ل يصدق على ابئئن خلئئدون و الشئئاطب ،فئابن خلئئدون قئال بكرامئئات الصئئوفيةم ،
و زعئم بأن لئم واقعئات تيئبخون فيهئا بالغيب ،و لئم تصئرف فئ الئوادث السئفليةم . 515و الشئاطب
ه ئئو أيض ئئا م ئئدح الص ئئوفيةم و أثنئ ئ عليه ئئم ،و اع ئئتف ب ئئأحوالم و أق ئئر بكرام ئئاتم و خئ ئوارقهم. 516
و بئئذلك يت ئبحيم مئئا ذكرنئئاه ،أن زعئئم الئئابري بئئأن الدرسائئةم الغربيئئةم الندلسئئيةم كئئانت تتمحتئئع
بوحدة فكريةم بيمئ جيئع مثليهئا جعتهئم تلئك البحادئ الت ذكرناهئا ،هئو زعئم غيئ صئحيح ،إذ تئبحيم
بالدلةم الدامغةم بأن هؤملء ل يتفقوا علئى أي مبحئدأ مئن مبحئادئ تلئك الدرسائةم الزّعومئةم ،مئا يعنئ أنئا
مدرسائئةم وهيئئةم ،تقئوما علئئى مشئئروع فكئئري تمتئعوهم تملفئئق ،و تمرقئئع تمتنئئاقض ،و متنئئافر متنئئاثر ،غيئ
تمنسئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئجم ،يفتقئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئد إلئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ التوثيئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئق و الصئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئحةم ،و القئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئوة و الحكئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئاما .
و أشي ف هذا القاما إل أربعةم أمور هامةم ،أولا يتعلق بسكوت الابري عن أخطاء و نقائص
و سا ئلبحيات مثلئئي مدرسائئته الئئت يتبحشئئر بئئا ،ففيمحئئا يتعلئئق بئئابن ح ئزّما أذكئئر علئئى ذلئئك مثئئاليم ،الول
يتمحثئئل فئ أن الئئابري ذكئئر قئئول لبئئن حئزّما يقئئول فيئئه :إن كتئئب )) أرسائئطو فئ النطئئق و الطبحيعيئئات
كلها ساالةم مفيدة دالةم على توحيد ال عزّ وجئئل و قئدرته (( . 517و قئوله هئذا يتضئئمحن أخطئئاء كئثية
سائئكت عنهئئا الئئابري ،منهئئا أن ابئئن ح ئزّما أصئئدر حكمحئئا عامئئا علئئى مؤملفئئات أرسائئطو ف ئ النطئئق و
الطبحيعةم بأنا ساالةم دالةم على التوحيد ،و هذا غي صحيح ،و الابري يعرف ذلك بل شئئك ،لنئئه
هئ ئ ئ ئ ئئو نفسئ ئ ئ ئ ئئه اعئ ئ ئ ئ ئئتف ب ئ ئ ئ ئئأن منطئ ئ ئ ئ ئئق أرسائ ئ ئ ئ ئئطو عقيئ ئ ئ ئ ئئم ل تينتئ ئ ئ ئ ئئج معرفئ ئ ئ ئ ئئةم فئ ئ ئ ئ ئ العلئ ئ ئ ئ ئئم التجريئ ئ ئ ئ ئئب .
512
صا 415 :و ما بعدها .
513
صا . 136 :
514
بنيةم العقل ،صا , 415 :ما بعدها . 547 ،
515
القدمةم ،صا. 388 ، 372 ، 88 :
516
الوافقات ،ج 1صا ، 354 ،338 :ج 2صا ، 296 ، 276 :ج 3صا. 239 :
517
بنيةم العقل ،صا. 522 :
كمحا أنه ليس صحيحا بأن كل كتب أرساطو ف الطبحيعيات ساالةم مفيدة ،و إنا هئئي كتئئب فيهئا
الطأ و الصواب ،و مليئةم أيضا بالوهاما و السااطي ،على ما سابحق أن بيناه فيمحا تقدما ،و ذكرنا
أيض ئ ئ ئ ئئا أن ال ئ ئ ئ ئئابري ه ئ ئ ئ ئئو نفس ئ ئ ئ ئئه ذك ئ ئ ئ ئئر أخط ئ ئ ئ ئئاء لرسا ئ ئ ئ ئئطو فئ ئ ئ ئ ئ الطبحيعي ئ ئ ئ ئئات و سا ئ ئ ئ ئئكت عنه ئ ئ ئ ئئا.
و من أخطائه أيضا أنه زعم أن كتب أرساطو دالةم على توحيئد الئ و قدرته ،و هئذا كلما غيئ
صحيح ف معظمحئه ،لن طبحيعيئات أرسائطو مبحنيةم علئى إليئات أسائطوريةم ،فيمحئا يتعلئق بئال و العقئول
العشرة ،و التوحيد عند أرساطو هو الكفر بعينه ف ديئن السائئلما ،لن الئ عنئئده علئئةم غائيئةم للكئئون
ليسئئت فاعلئئةم لئئه ،فل يتريئئد و ل يعلئئم و ل يلئئق شئئيئا ،المئئر الئئذي جعئئل ابئئن تيمحيئئةم يصئئف مئئن
يقئئول بئ ئرأي أرسائئطو فئ ئ الئ ئ بئئأنه مئئن )) أجهئئل النئئاس و أضئئلهم ،و أشئ ئبحههم بالبحهئئائم مئئن اليئ ئوان
((. 518
و أمئا الثال الثئان فيتمحثئل فئ أن الئابري عنئدما تعئرض لوقئف الشئاعرة و العتزّلئةم فئ قئولم بعئدما
تقبحيئح العقئل و تسئينه للشئياء ،و انتقئدهم فيئه، 519و هئئم مئن الدرسائةم الئت سئاها الئابري البحيئان .
ساكت عن موقف ابن جزّما الذي وافق العتزّلةم و الشاعرة فيمحا قئئالوا بئئه ،و هئئو مئئن مدرسائئةم البخهئئان
الزّعومةم الت ينتصر لا الابري .فابن حزّما أنكر صراحةم التحسئيم و التقبحيئح العقلييمئ ،و أرجئع ذلئك
إل الشرع وحده . 520فكان على الابري أن تيشي إل ذلك ،لن هذه القضيةم لئئا أهيتهئئا فئ نظئئاما
البخهان الابري الزّعوما ،خاصةم و أن الابري قد قال بأن ابن حزّما قاما بنقد شامل للبحيئئان و العرفئئان
مع ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئا لع ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئادة التأسا ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئيس. 521
و أما فيمحا يتعلق بابن رشد ،فإن الابري قد بالغ ف مئدح الرجئئل ،و سائكت عئن أخطئائه و
سالبحياته ،و أحيانا تيبخرها تبخيرا ضعيفا جدا ،كمحوقفه من مبحالغةم ابن رشد ف تعظيمحه لرسائئطو و
فلسفته . 522و ما كان له أن يفعل ذلك ،لن البححث العلمحي الوضوعي اليادي يفرض عليئئه أن
يع ئ ئئرض فك ئ ئئر الرج ئ ئئل عل ئ ئئى حقيقت ئ ئئه ،بئ ئ ئئا ل ئ ئئه و مئ ئ ئئا علي ئ ئئه ،و ينق ئ ئئده نقئ ئ ئئدا علمحيئ ئ ئئا حيادي ئ ئئا .
و أمئئا بالنسئبحةم للشئئاطب ،فمحئئن مئواقفه الئئت سائئكت عنهئئا الئئابري موقفئئان ،أولمحئئا إن الشئئاطب
كئئان علئئى طريقئئةم الشئئعريةم ف ئ نفئئي الس ئبحبحيةم و القئئول بعئئدما التحسئئيم و التقبحيئئح العقلييم ئ .523و مئئع
518
درء التعارض ن ج 5صا. 63 :
519
العقل الخلقي 115 ،و ما بعدها .
520
الفصل ف اللل و الهواء النحل ،ج 1صا ، 68 :ج 3صا. 65 ، 63 :
521
بنيةم العقل ،صا. 527 :
522
الئئابري :ابئئن رشئئد :سائئية و فكئئر ،مركئئزّ دراسائئات الوحئئدة العربيئئةم ، 2001 ،صا 171 :و مئئا بعئئدها .و هئئذا الكتئئاب
تصلت عليه بعدما أنيت الدراساةم و أرسالتها إل النشر فاساتفدت به هنا .
523
الوافقات ،ج 1صا. 87 :
ذلئئك ألقئئه الئئابري بئئا سئئاه نظئئاما البخهئئان ،و لئ تيلحقئئه بالبحيئئانييم الئئذين قئئالوا بئئذلك حسئئب نظئئرة
الابري إليهم .كمحئا أننئ لئ أعئثر لئه علئى أي انتقئاد وجهئئه للشئاطب فيمحئا يئص هئئذين الوضئئعيم .
و ثانيهمحا يتعلق برد الشاطب على ابن رشد ،عنئدما زعئم –أي ابن رشئد -بأن علئوما الفلسئفةم
مطلوبةم )) إذ ل تيفهم القصود من الشريعةم على القيقةم إل با (( ،فأنكر عليئه الشئاطب زعمحئه هئذا
،بقئ ئوله )) :و لئئو قئئال قائئئل :إن المئئر بالضئئد مئئا قئئال ،لئئا بعئعتئئد فئ ئ العارضئئةم (( ،ثئ ئ رد عليئئه
مستش ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئهدا ب ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئأحوال الس ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئلف فئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ فهمحه ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئم للشئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئريعةم دون فلس ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئفةم اليون ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئان. 524
فهذا الختلف السااساي بيم الرجليم دليل قوي على غياب النسجاما و وحدة الفكر بينهمحئا ،
و أنمحئئا ينتمحيئئان إلئ مدرسائئتيم فكريئئتيم متلفئئتيم ،و ليئئس كمحئئا زعئئم الئئابري بأنمحئئا يكونئئان مدرسائئةم
واحدة ،و الذي ينقض ذلك هو الذي بيناه ،و ساكت عنه الابري ،و ما كان له أن يفعل ذلك
.
و أمئئا المئئر الثئئان فيتعلئئق بشئئروع ابئئن ح ئزّما ،فقئئد ادعئئى الئئابري أن ابئئن ح ئزّما كئئان يهئئدف
بشروعه إل تأسايس البحيان علئى البخهئان . 525و زعمحئه هئذا ينقضئه مئا نقلئه هئو شخصئيا مئن أن ابن
ح ئزّما قئئال ف ئ كتئئابه الفصئئل ف ئ اللئئل و اله ئواء و النحئئل )) :و اعلمح ئوا أن ديئئن ال ئ تعئئال ظئئاهر ل
باطن فيه ،و جهر ل سار تته ،كله برهان ل مسامةم فيه (( . 526فبحمحا أن دين ال كله برهئئان ،
فهئئو ليئئس بيانئئا بئئالعن الئئابري ،و مئئن ثئ ل يتئئاج إلئ برهئئان مئئن خئئارجه ،و هئئل يتئئاج البخهئئان
اللي إل برهان بشري ؟؟ .و بئا أن ديئن الئ كلئه برهئان عنئد ابن حئزّما ،فل يصئح أن يتقئال بئأن
ابئئن ح ئزّما كئئان يسئئعى إلئ تأسائئيس البحيئئان علئئى برهئئان فلسئئفةم اليونئئان ،و إن كئئان يتريئئد ذلئئك فعل ،
فه ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئو متن ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئاقض م ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئع نفس ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئه .
و المئئر الثئئالث يتعلئئق بشئئروع الشئئاطب ،فقئئد ادعئئى الئئابري أن الشئئاطب هئئو أيضئئا كئئان
يهئئدف إلئ تأسائئيس البحيئئان علئئى البخهئئان ،527بعن ئ تأسايسئئه علئئى منطئئق أرسائئطو .و زعمحئئه هئئذا غي ئ
ص صئراحةم علئئى أن )) البخهئئان قئئائم علئئى البحيئئان ،و أن صئئحيح ،ينقضئئه الشئئاطب بنفسئئه ،فئئإنه نئ ي
الئئدين قئئد اكتمحئئل قبحئئل مئئوت الرسائئول ((-عليئئه الصئئلة و السئئلما ، -و أن ال ئ تعئئال )) أنئئزّل القئئرآن
برهانا ف نفسئه علئى صئحةم مئا فيئه (( . 528فدين السائلما عنئد الشئاطب براهئان بئذاته ل يتئاج إلئ
برهان اليونان ،و ل إل عرفان الصوفيةم و الشيعةم ،و ل إل كلما التكلمحيم .و كلمه هذا ينسئف
524
نفس الصدر ،ج 3صا. 376 ، 328 :
525
بنيةم العقل ،صا. 567 :
526
تكوين العقل ،صا. 293 :
527
بنيةم العقل ،صا. 567 ، 547 :
528
الوافقات ،ج 3صا. 377 ، 90 :
جانبحا كبحيا من مشروع الابري الزّعوما .فلمحاذا أغفل الابري ما قاله الشاطب ؟ ،فهل ل يتنبحه إليئئه
أما أنئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئه سائ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئكت عنئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئه ؟ .
و أمئئا المئئر الرابئئع -و هئئو الخيئئ ، -فيتعلئئق بأهيئئةم مئئا جئئاءت بئئه الدرسائئةم الغربيئئةم الندلسئئيةم ،
فئئأدعى الئئابري أن الشئئروع الئئذي قئئدمته الدرسائئةم الزّميئئةم و الرشئئديةم ،و اللدونيئئةم و الشئئاطبحيةم ،قئئاما
على تأساس علمحيةم عقلنيةم ،هي نفسها الت قاما عليها الفكئئر الئئديث فئ أوروبئئا ،و مئئا تئزّال تتؤمسائئس
التفكيئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ العلمحئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئي إلئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ اليئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئوما. 529
و ق ئوله هئئذا فيئئه حئئق و باطئئل ،لنئئه سا ئبحق أن ناقشئئنا أسائئس هئئذه الدرسائئةم الزّعومئئةم ،و بينئئا أن
مثليهئئا لئ ئ يتفقئ ئوا كلهئئم علئئى أي مبحئئدأ مئئن البحئئادئ الئئت قئئال الئئابري أنئئا تقئ ئوما عليهئئا مدرسائئتهم ،
فمحنهم من قال بالساتقراء ،و منهم من نفاه ،و منهئئم مئئن قئال بالسئبحبحيةم ،و منهئئم مئئن نفاهئا ،و
منهئئم مئئن قئئال بالكرامئئات ،و منهئئم مئئن أنكرهئئا ...إلئ .كمحئئا أن مبحئئادئ هئئذه الدرسائئةم ليسئئت هئئي
نفسها الت قاما عليها الفكر الوروبئ الئئديث ،و ليسئئت هئئي الئت أساسئت الفكئر العلمحئئي الئئديث،
لن مدسارساةم الابري هي ف أصلها أرساطيةم مشائيةم ،بناء علئى أعمحئال ابئن رشئد الفلسئفيةم ،و هئي
ليسئت اسائتقرائيةم تريبحيئةم . ،و نئن نعلئم أن العلئئم الئئديث بأوروبئئا قئاما أسااسائئا علئئى أنقئئاض طبحيعيئئات
أرسائطو و منطقئه ،فمحئا هئئو العمحئل اليإئاب البحاشئر الئذي قئدمته لئه الدرسائةم الابريئةم الزّعومئئةم ؟ ،مئع
العلئم أن الدرسائةم الغربيئةم الندلسئيةم الابريئةم ،إذا نزّعنئا منهئا فلسئفةم أرسائطو انئارت مئن أسااسائها ،و
هئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئي بالفعئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئل منهئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئارة ،بكئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئم أن فلسئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئفةم أرسائ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئطو باطلئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئةم ف ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ معظمحهئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئا .
و أما بالنسبحةم لوقف الابري من أهل الديث ،فئإنه أخطئأ فئ حقهئم مئئن جئانبحيم ،أولمحئا
إنه أغفلهم إغفال تاما كمحدرساةم فكريةم سانيةم قائمحةم بذاتا و أصولا ،و فروعها و تراثها ،فلئئم يإعئئل
لا مكانا متمحيزّا ف النظم العرفيةم الت ذكرها ،و ل ميزّها فئ النظئاما الئذي سئاه البحيئان ،وأدخئل فيئه
العتزّلةم و الشاعرة ،و أهل اللغةم ،فهئو و إن كئان ألقهئم بئه ،فلئم تييزّهئم فيئه كمحئا ميئزّ غيهئم.
و الانب الثان هو أنه أغفلهئم أيضئا إغفئال شبحه تئاما تقريبحئا ،علئى مسئتوى علمحئائهم ،و
جاعتهم ،و فكرهم .فكان نادرا ما يئذكر بعئض علمحئائهم ،كئئابن تيمحيئةم مثل ،كئان يئئذكرهم عنئئدما
يستدعي سائياق الكلما ذلئئك ،فيكئون ذكئئره لئم عرضئئيا تمقتضئبحا . 530و أمئئا إغفئاله لئم كجمحاعئةم و
طائفئئةم ،فئئإنه عنئئدما تكلئئم عئئن أهئئل السئئنةم فئ العصئئر العبحاسائئي قئئال )) :بئئل أيضئئا لئئدي أهئئل السئئنةم
أنفسئهم ،تمعتزّلئةم و أشئاعرة (( . 531و قئوله هئذا يتضئمحن ثلثةم أخطئاء ،أولئا إنئه أدخئل العتزّلئةم فئ
أهئل السئنةم ،و هئئم ليسئوا منهئئم .و ثانيهئا إنئه جعئل الشئئاعرة مئئن أهئل السئنةم زمئن العصئر العبحاسائي
529
بنيةم العقل العرب ،صا. 564 :
530
سانفصل ذلك ،و نوثقه قريبحا .
531
العقل السياساي ،صا. 303 :
دون أن يدده زمنيا ،لن الشاعرة ل يكن لم وجئئود فئ العصئئر العبحاسائئي الول ) 232-132ه(
،و ل كئئان لئئم وجئئود جئئاعي فئ ئ عصئئر التئ ئراك) 322-232ه( ،و لئ ئ يكئئن لئئم نفئئوذ إل فئ ئ
النصئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئف الثئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئان مئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئن القئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئرن الئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئامس الجئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئري و مئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئا بعئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئده. 532
و الطأ الثان هو أنه-أي الابري -لئ يئذكر أهئل الئديث مئن بيمئ أهئل السئنةم ،رغئم أنئم
كئئانوا يثلئئون قطئئب أهئئل السئئنةم ،فئ القئئرن الثئئان و الثئالث و الرابئئع للهجئئرة ،و كئئان علمحئئاؤهم هئئم
أعلما السلمحيم كالماما مالئك ،و الليئث بئن سائئعد ،و الشئئافعي ،و أحئد بئن حنبحئل ،و إسائحاق
بئئن راهئئويه ،و البحخئئاري ،و مسئئلم ،و ابئئن قتيبحئئةم ،و ابئئن خزّيئئةم ،و الطئئبخي ،و غيهئئم كئئثي .
كمحا أنه أغفلهم كطائفةم صاحبحةم مذهب تمتمحيزّ ،فلم يهتم بأصولم ،و ل بواقفهم العلمحيةم
من قضايا عصرهم ،و أدرجهم -من دون أن يذكرهم -مع الذين ساهم أهئئل البحيئئان ،عنئئدما ادعئى
أن جيئع الفكريئن البحيئانييم ،كئانت تئؤمطرهم الرؤيئةم البحيانيةم الت شئيدها التكلمحئون . 533و زعمحئه هئذا
غيئ ئ صئئحيح بالنسئ ئبحةم لهئئل الئئديث ،فهئئو ل يصئئدق عليهئئم ،لنئئم كئئانوا معارض ئئيم للمحعتزّلئئةم و
أمثئ ئئالم منئ ئئذ البحدايئ ئئةم ،معارضئ ئئةم عقائديئ ئئةم منهجيئ ئئةم ،و ردوا عليهئ ئئم بنهئ ئئج مغئ ئئاير لنهجهئ ئئم ،مغئ ئئايرة
أسااسائئيةم ،الئئذي مئئن أساسئئه :تقئئدي الشئئرع علئئى العقئئل مئئع عئئدما إهئئال العقئئل و وضئئعه ف ئ مكئئانه
الناسائ ئئب .و العتمحئ ئئاد علئ ئئى الكتئ ئئاب بل تأويئ ئئل صئ ئئوف و ل شئ ئئيعي ،و بل تأويئ ئئل كلمئ ئئي و ل
فلسئئفي ،و فهمحهمحئئا مئئن داخلهمحئئا ،و بئئا أجئئع عليئئه الصئئحابةم و التئئابعيم .و إثبحئئات كئئل الصئئفات
الليةم الت أثبحتها الشرع ،بل تأويل و ل تعطيل ،و بل تسيم و ل تشبحيه و ل تكييف ،و إنا هئئو
الثبحئئات و التنزّيئئه .و تبحن ئ منهئئج شئئرعي عقلئئي علمحئئي ف ئ مسئئائل العقيئئدة و الفئئاهيم و التصئئورات
للرد على مالفي أهل السنةم ،يقوما على :نقد منهج التكلمحيم و إبطاله شئرعا وعقل .و الحتكئاما
إل منطق العقئئل و اليئان فئ اسائتخداما المثلئةم النظريئئةم و الواقعيئةم فئ الئئرد علئئى الخئئالفيم .و إظهئار
مغالطات كثي التكلمحيم ف تعاملهم مع الشرع والعقول .و قئد طبحئق هئذا النهئج أعلما أهئل السئنةم
ف القرن الثالث الجري و ما بعده ،كأحد بن حنبحل ف كتابه الرد على الزّنادقةم ،و البحخئئاري فئ
خلق أفعال العبحاد و الرد على الهمحيةم ،و ابئن قتيبحئةم فئ تأويئئل متلئئف الئئديث ،و الئدارمي فئ الئرد
علئئى الهمحيئئةم ،و الطئئبخي ف ئ التبحصئئي ف ئ الئئدين ،و غيهئئم كئئثي . 534فهئئذه السائئس –و غيهئئا-
532
أنظر كتابنا :الزمةم العقيديةم بيم الشاعرة و أهل الديث ،صا 13 :و ما بعدها .
533
بنيةم العقل ،صا. 549 :
534
اللل :السنةم ،ط ،2دار الرايةم ،الرياض ، 1415 ،ج 1صا . 559 ، 547 :و الدارمي :الرد على الهمحيئئةم ط
،2دار ابن الثي الكويت ،1995 ،صا، 139 ،138 ، 67 ،47 ، 46 ،45 ، 44 ،34 ، 33 ،22 ، 18 :
. ، 154 ،153و ابن قتيبحةم :تأويل متلف الديث ،صا . 252 ، 84-83 :عبحد ال بن أحد بئن حنبحئل :السئنةم ،ط
،2دار الكتب العلمحيةم بيوت ،صا . 13 :الطيب البحغئدادي :تاريئخ بغئداد ،ج 7صا . 64 :ابئن خزّيئةم :كتئاب التوحيئد،
ط ،6شركةم الرياض ، 1418 ،صا . 258-257 ، 135 ، 94 ،59 ،58 :و الطبخي :التبحصي ف الدين ،ط ،1دار
شواهد دامغةم على أن أهل الديث منذ القرن الثان و مئا بعئده كئانوا يثلئون مدرسائةم فكريئةم و حركيةم
،ل ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئم منه ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئج عق ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئدي يمغ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئاير لنه ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئج العتزّل ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئةم و الت ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئأثرين ب ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئم .
و أمئئا بالنس ئبحةم ل ئواقفهم العلمحيئئةم مئئن قضئئايا عصئئرهم ،فئئإن الئئابري أغفلهئئم أيضئئا عنئئدما تع ئيرض
لوضوع السبحبحيةم ،ذكر أن العتزّلةم و الشاعرة ،و أهل السنةم قبحلهم أنكئرو السئبحبحيةم . 535فلم يئذكرهم
–أي أهل الديث -باسهم ،و أخطأ ف تعمحيم حكمحه على السنييم كلهم ،لن أهئئل الئئديث و
السئئنييم عامئئةم ل ئ ينف ئوا الس ئبحبحيةم ،و اثبحت ئوا الكمحئئةم و التعليئئل ،و السا ئبحاب و الطبحئئائع ،و أمئئا الئئذين
نفوهئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئا فهئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئم الشئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئاعرة. 536
و عندما تطرق لوضوع القضاء و القدر ،و خلق أفعال العبحاد ،ذكر موقف العتزّلةم ،و أهل
السئئنةم الئئذين مثلهئئم أبئئو السئئن الشئئعري ،فنسئئب مئئوقفهم إليئئه ، 537و أغفئئل ذكئئر أهئئل الئئديث ،
الئئذين تيئئزّوا بئئوقفهم قبحئئل الشئئعري و بعئئده ،و قئئالوا :إن كئئل شئئيء بقئئدر ،و أن أفعئئال العبحئئاد
ملوقئئةم لئ ئ ،و أعمحئئالم واقعئئةم باختيئئارهم و إرادتئئم ،و هئئي أفعئئال حقيقئئةم ،فخئئالفوا بئئا العتزّلئئةم و
الش ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئاعرة مع ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئا. 538
و عندما تعرض لسألةم التقبحيح و التحسيم ،و موقف العتزّلئةم و الشئاعرة منهئا ،أغفئل موقئف
أهئل الئديث منهئا . 539و هئم قئد قالوا بالتحسئيم و التقبحيح العقلييمئ ،فخالفوا الشئاعرة ،و وافقئوا
العتزّل ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئةم فئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ذل ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئك. 540
كمحا أنه –أي الابري -أغفل كثيا من العمحال العلمحيةم القيمحةم الت أنزّها علمحاء أهل الئديث
التئئأخرين ،فئ ئ الئئرد علئئى مئئالفيهم ،و لئ ئ يتوليهئئا الهتمحئئاما الئئذي تسئئتحقه .فمحئئن هئئؤملء :هبحئئةم الئ ئ
الللكئئائي)ت 418ه( ،لئئه كتئئاب شئئرح أصئئول اعتقئئاد أهئئل السئئنةم ،.و أبئئو نصئئر السئئجزّي )ت
العاص ئئمحةم الري ئئاض ،1996 ،صا . 212 ، 147 :و اب ئئن قي ئئم الوزي ئئةم :اجتمحئئاع اليئئوش السائئلميةم ،صا، 98 ،96 :
. 100-99البحخاري :خلق أفعال العبحاد ،دار الشهاب ،الزّائر ،دت ،صا . 17 ، 16 :ابن تيمحيئئةم :درء التعئئارض ،
ج 1صا ، 356 :ج 2صا. 163 :
535
بنيةم العقل العرب ،صا . 205 :
536
ابن تيمحيةم :ممحوع الفتاوى ،ج 4صا ،192 :ج 8صا ، 467 :ج 9صا . 287 :و ابن القيم :شفاء العليل ،صا:
. 206 ،188
537
العقل الخلقي العرب ،صا. 83 :
538
أنظئئر مثل :الللكئئائي :اعتقئئاد أهئئل السئئنةم ،ج 2صا . 535 ، 334 :و ابئئن القيئئم :الص ئواعق الرسائئلةم ،ج 2صا:
. 724و ابئئن أبئ ئ العئئزّ النفئئي :شئئرح العقيئئدة الطحاويئئةم ،صا . 436 ، 249 :وأبئئو بكئئر السئئاعيلي :اعتقئئاد أئمحئئةم
الديث ،صا. 60 :
539
العقل الخلقي ،صا 95 ،94 ،93 :و ما بعدها .
540
ابئن تيمحيئةم :ممحئوع الفتئاوى ،ج 8صا . 90 :و منهئاج السئنةم ،ج 1صا . 144 :و ابئن القيئم :الصئواعق الرسائلةم ،ج
4صا. 1450 :
444ه( له رساالةم ف الرف و الصوت ،و أبو الوفاء بن عقيل له كتاب الرد على الشئئاعرة العئزّال
،و الوفئئق بئئن قامئئةم القدسائئي )ت 620ه( لئئه كتئئاب منئئاظرة ف ئ القئئرآن ،و ذما التأويئئل ،و تقئئي
الدين بن تيمحيةم له كتئب كثية فئ مئذهب أهئل الئديث و أهئل السئنةم و الئرد علئى مئالفيهم منهئا :
منهئاج السئنةم النبحويئةم ،و درء تعئارض العقئل و النقئل ،و الئئرد علئئى النطقييمئ .و منهئئم أيضئئا ابئن قيئم
الوزيةم ،له كتاب اجتمحاع اليوش السالميةم على غزّو الهمحيةم و العطلةم ،و الصواعق الرسالةم على
الهمحي ئئةم و العطل ئئةم ، 541و ك ئئل ه ئئذه الكت ئئب ال ئئت ذكرناه ئئا مطبحوع ئئةم و متداول ئئةم بيمئ ئ أه ئئل العل ئئم .
و أشي هنا إل أن الشيخ تقي الدين بن تيمحيةم ،هو من أكثر علمحاء أهل الئديث و النابلةم مئن
ص ئئنف مص ئئنفات ك ئئثية فئ ئ نق ئئد ال ئئذاهب و الطوائ ئئف السا ئئلميةم ،و ق ئئد تي ئئزّت مؤملف ئئاته بال ئئدة و
البتكئئار ،و التوليئئد و العمحئئق ،و اللئئتزّاما بالنقئئل الصئئحيح و العقئئل الصئريح ،علئئى منهئئاج السئئلف
الصئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئال .
لكئئن الئئابري ل ئ يهتئئم ب ئتاث ابئئن تيمحيئئةم و ل بفكئئره إل نئئادرا ،و ل ئ يتئوليه مئئا يسئئتحق مئئن
اهتمحاما ،رغم العلقات القويةم بيم فكر ابن تيمحيةم،و بيم الوضوعات الفكريةم الت تطرق إليها الابري
،فهو ف الفصل الثان من القسم الرابع -من كتابه بنيةم العقل -الئئذي خصصئئه لشئئروع إعئئادة البحنئئاء
أفرد مساحات واساعةم لعلما مدرساته ،فابن حزّما تناول فكره ،من صئئفحةم 514 :إلئ ، 528و
ابن رشد من صفحةم 529 :إل ، 536و الشاطب من صفحةم 538 :إل ، 547لكنه ل تيفرد
لبن تيمحيئةم مكانئئا كالئئذي أفئرده لئؤملء ،و إنئئا خصئص صئفحةم و نصئئف ليتشئي إلئ العلقئةم الفكريئةم
الئ ئ ئ ئ ئئت تربئ ئ ئ ئ ئئط بيم ئ ئ ئ ئ ئ ابئ ئ ئ ئ ئئن ح ئ ئ ئ ئ ئزّما و ابئ ئ ئ ئ ئئن تيمحيئ ئ ئ ئ ئئةم ،و بيم ئ ئ ئ ئ ئ ابئ ئ ئ ئ ئئن رشئ ئ ئ ئ ئئد و ابئ ئ ئ ئ ئئن تيمحيئ ئ ئ ئ ئئةم. 542
و ف الفصل الثان عشر من كتابه تكوين العقل العرب ،أفرد لبن حزّما 4صفحات ،و لبن
تومرت و ابن باجةم لكل منهمحئا 3صئفحات ،و لبئن رشئئد 8صئفحات ،ولبئئن تيمحيئةم ثلئث صئئفحةم
ضئئم 6أسائئطر . 543و عنئئدما تع ئيرض لوضئئوع النطئئق الرسائئطي ف ئ كتئئابه تكئئوين العقئئل ،أشئئار ف ئ
سائئطر واحئئد إلئ أن ابئئن تيمحيئئةم نقئئد ذلئئك النطئئق . 544و عنئئدما تعئئرض بتوسائئع لنفئئس موضئئوع النطئئق
الرساطي ،شرحا و مدحا ، 545ل تيصص لعمحل ابن تيمحيةم فئ نقئده مكانئا ،رغئم أهيئةم مئا قاما بئه
ابئئن تيمحيئئةم فئ نقئئض منطئئق أرسائئطو .و قئئد أظهئئرت دراسائئات متخصصئئةم أن عمحئئل ابئئن تيمحيئئةم للمحنطئئق
541
عن الكتب الت ذكرناها أنظر :الزمةم العقيديةم بيم الشاعرة و أهل الديث ،صا 148 :و ما بعدها .
542
بنيةم العقل ،صا. 537-536 :
543
تكوين العقل العرب ،صا. 322 ، 319 -312 ،311-309 ، 9-3-307 ،306 -293 :
544
صا. 254 :
545
بنيةم العقل ،صا 415 :و ما بعدها .
الصوري ،كان نقدا علمحيا عمحيقا شامل ،ل يتسبحق إليئه بذلك النهج ،و بتلئك الكيفيئةم . 546و فئ
الفصئئل العش ئرين مئئن كتئئابه العقئئل الخلقئئي خصئئص مطلبحئئا عئئرض فيئئه كتئئاب السياسائئةم الشئئرعيةم ف ئ
إص ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئلح الراع ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئي و الرعي ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئةم ،لب ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئن تيمحي ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئةم ،عرض ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئه فئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ 3ص ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئفحات. 547
و أشي هنا إل أمرين هاميم ،أولمحا إن الابري أغفل انتقادات ابن تيمحيئةم الكثية الت وجههئا
لبن حزّما و ابن رشد معا ،منها إنه انتقئد ابئن حئزّما فئ عئدة مواضئع مئن مؤملفئئاته ،. 548فانتقئده فئ
إنكئئاره للقيئئاس ،و مبحئئالغته فئ الخئئذ بالظئئاهر ،و فئ نفيئئه لصئئفات الئ تعئئال ،و وصئئفه بئئأنه مئئن
ض ئئل م ئئذهب الش ئئعري عل ئئى النف ئئاة الخلطيمئ ئ الض ئئطربيم ال ئئذين فئ ئ كلمه ئئم ال ئئق و البحاط ئئل .و ف ي
ت
مئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئذهب ابئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئن ح ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئزّما ف ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ مئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئال الصئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئفات الليئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئةم. 549
كمحا أنئه انتقئد ابن رشئد انتقئادا لذعئا فئ مواضئع كثية مئن مصئنفاته ،انتقئده فيها أكئثر مئا
انتقد ابن حزّما .فذكر ابن تيمحيةم أن ابن رشئد ييل إلئ باطنيئةم الفلسائفةم ،و أنئه أسائوأ مئن العتزّلئةم ،
ف صفات ال تعال .و أنه من الهمحيةم تنفاة الصفات ،و ف كلمه و أصحابه الشائيم خطئأ كئثي
،و تقصئئي عظيئئم ،فيئئه مئئن التنئئاقض مئئا ل تيصئئى ،و كئئان تيفئئي عكئئس مئئا تيظهئئر ،متذبئئذبا ف ئ
مسئئألت العئئاد و أزليئئةم الكئئون ،و قئئد ييئئل إل ئ القئئول بقئئدمه .و كئئان فيئئه تعصئئب مفئئرط للفلسائئفةم
بالبحاطل ،مع عدما معرفته بتحقيق مذاهبحهم .و كان دائم التعصب لرساطو مغاليا ف تعظيمحئئه. 550
و هذه النتقئادات كئان علئى الئابري أن يعرضئها ،و يتعامئل معهئا بوضئئوعيةم ،و ل يسكت عنهئا
،لنئئا انتقئئادات خطية تقئئوض جانبحئئا ك ئبحيا مئئن مشئئروع الئئابري الئئذي تثئيئل فيئئه الرشئئديةم قتطبحئئه .
و أما المر الثان فيتمحثل ف أن الابري أدعى أن ابئن تيمحيئةم فئ نضئاله اسائتلهم ظاهريئئةم ابئن حئزّما
،و طريقةم ابن رشد الت اقتحها ف كتئئابه الكشئف عئئن مناهئج الدلئةم . 551و قئوله هئئذا غيئ صئحيح
546
أنظر :ساامي النشار :مناهج البححث عند مفكري السالما ،دار النهضةم العربيةم ،بيوت،1984 ،صا 187 :و ما بعئدها
.و ممحئئد حسئئن الزّيئئن : :منطئئق ابئئن تيمحيئئةم ،ط ،1الكتئئب السائئلمي ، ،بيوت ،صا 43:و مئئا بعئئدها .و ممحئئود
يعقوب :ابن تيمحيةم و النطق الرساطي ،أنظر مثل صا 35 :و ما بعدها. .
547
صا . 618-616 :
548
لكنئئه مئئع ذلئئك كئئان ابئئن تيمحيئئةم يعئئتف لبئئن ح ئزّما بالص ئواب و الفضئئل ف ئ السئئائل الئئت يتصئئيب فيهئئا ،أنظئئر مثل :دقئئائق
للينئد ،ط ، 2مؤمساسئةم علئوما القئرآن ،دمشئق ، 1404،ج 2صا . 169 :ممحئئوع الفتئاوى ،ج التفسئي ،حققئه السئيد ا ت
26صا ، 80 :ج 33صا . 15 :و درء التعارض ،ج 3صا. 34 :
549
أنظ ئئر مثل :ممح ئئوع الفت ئئاوى ،ج 26صا . 80 :و الفت ئئاوى الك ئئبخى ،ج 2صا . 380 :و درء التعئئارض ،ج 3صا:
، 34 ، 24ج 4صا. 133 :
550
درء التعارض ،ج 1صا ،85 :ج 3صا ، 837 ، 221 :ج 5صا ، 206 :ج 9صا . 197 :و ممحوع الفتاوى ،
ج 4صا ، 164 :ج 6صا . 518 :و مناهج السنةم ،ج 1صا. 356 :
551
تكوين العقل ،صا. 322 :
،فمحع أن ابن تيمحيةم قد اساتفاد ما كتبحئه العلمحئاء مئن قبحلئه ،كالبحئاقلن ،و القاضئي أبئ يعلئى الفئراء
،و ابئئن حئزّما ،و ابئئن رشئئد ،و ابئئن الئئوزي ،فئئإن منهجئئه الفكئئري يتلئئف اختلفئئا كئبحيا مئئع ابئئن
حزّما ،و جذريا مع ابن رشد ،لن منهج ابن تيمحيةم هو منهج أهل الديث و النابلةم الذي ذكرنئاه
سائابقا،و هئئو قئئد صئيرح بئئأنه علئئى ذلئئك النهئئج عشئرات الئرات فئ مصئئنفاته ،و ربئئا مئئئات الئرات .و
هو تيالف ابن حزّما ف الصفات و الظاهريةم ،و ف موقفه مئن فلسئئفةم أرسائئطو و منطقئئه ،و قئد سائبحق
أن ذكرنا طرفا من انتقاداته لئه .و أمئا بينئه و بيمئ ابئن رشئد فل مئال للمحقارنئةم بيمئ الرجليمئ منهجئا و
تفكيا و سالوكا ،و النتقادات اللذعةم الت وجهه إليه ،و أشرنا إليها آنفا شاهدة علئئى مئا أقئول ،و
علئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئى مئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئدىعمحق الئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئوة بيمئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ الرجليمئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ .
و أشئئي فئ هئئذا القئئاما إلئ أن الئئابري لئ يكتئئف بإغفئئال أهئئل الئئديث كمحدرسائئةم مسئئتقلةم
بفكرهئئا و رجالتئئا و تراثهئئا ،و إنئئا ألقهئئم أيضئئا بالئئذين سئئاهم البحيئئانييم ،و عمحئئم عليهئئم أحكئئامه
الئ ئئت أصئ ئئدرها عليهئ ئئم .ل ئئذا وجئ ئئدناه يقئ ئئول بئ ئئأن ابئ ئئن تيمحيئ ئئةم ناضئ ئئل مئ ئئن أجئ ئئل البحيئ ئئان باسائ ئئم الئ ئئذهب
النبحلي . 552و قوله غي صحيح ،لن ابن تيمحيةم و أهئل الئديث لئ يإاهئدوا مئن أجئل ذلئك البحيئان
،و إنئئا جاهئئدوا مئئن أجئئل نظئئاما آخئئر ،كئئان الئئابري قئئد أغفلئئه عنئئدما ألقئئه باليئئان ،و القيقئئةم أنئئم
جاهئئدوا مئئن أجئئل نظئئاما الئئوحي ،الئئذي هئئو نظئئاما الكتئئاب و السئئنةم الصئئحيحةم ،و ل ئ تيإاهئئدوا مئئن
أجئل ذلئك البحيئان الزّعئوما ،و كيئف تيإاهئدون مئن أجلئه ؟ ،و هئم قئد خاضئوا صئراعا طئويل متعئدد
البحهئئات فئ مقاومئئةم العناصئئر الئئت قئئال الئئابري أنئئا كئئانت تثئئل نظئئاما البحيئئان و العرفئئان و البخهئئان ،
إنم قاوموا العتزّلئةم ،و الشئيعةم ،و الصئوفيةم ،و الشئاعرة ،و الفلسائفةم ،مئن أجئل نظئاما الئوحي ،
القئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئائم علئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئى الكتئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئاب و السئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئنةم الصئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئحيحةم الوافقئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئةم لئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئه. 553
و أمئئا لئئاذا أغفئئل الئئابري مدرسائئةم أهئئل الئئديث كمحدرسائئةم فاعلئئةم مسئئتقلةم بئئذاتا و رجالتئئا و
تراثها ،فيبحدو لئ أنئئه فعئئل ذلئك لمريئن هئئاميم ،أولمحئا إن مدرسائةم أهئل الئديث كئئانت تثئل نظامئا
رابعا مغايرا للنظم الثلثةم الت ذكرها ،و اساتقلليتها هذه تتفسد عليه حساباته الذهبحيةم البحيتةم سائئلفا .
و ثانيهمحا إن الصائص اليإابيةم الت نسبحها الابري إل الدرساةم الغربيةم الندلسيةم و افتخر با
،هي ف الصل خصائص موجودة أصل ف مدرساةم أهل الديث ،الت تتصئف بتلئك الصئائص و
بأكثر منها ،كقولم بالتقبحيح و التحسيم العقلييم ،و إثبحاتم للسبحبحيةم و الكمحةم و التعليل ،و قولم
بريةم النسان و مسؤموليته عن أفعئئاله فئ إطئار إثبحئئات القضئاء و القئئدر ،و قئئولم بالسائتقراء كمحنهئئج
552
نفسه ،صا. 322 :
553
للتوساع ف الطلع على ما قئاما بئه أهئل الئديث فئ النتصئار لئذهبحهم و مقاومئةم معارضئيهم أنظئر مثل كتابينئا :صئفحات
من تاريخ أهل السنةم و المحاعةم ببحغداد .و و الزمةم العقيديةم بيم الشاعرة و أهل الديث .
للبححئئث العلمحئئي ،و جعهئئم بيمئ النقئئل الصئئحيح و العقئئل الصئريح ،و دعئئوتم إلئ الجتهئئاد و نبحئئذ
التقليد الذهب . 554فهذه الصائص -وغيها -الئت تتمحيئزّ با مدرسائةم أهئل الئديث ،لئو اعئتف بئا
الابري فإنا ساتنقض عليه مشروعه الفكري الذي ادعئى أن مدرسائته الغربيئئةم الندلسئيةم انفئئردت بئا ،
و الئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ تعئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئال أعلئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئم بالصئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئواب .
و ختاما لذا الفصل-أي الثان -يتب ما ذكرناه ،أن البحاحثييم ممحد أركون و ممحد عابد
الئئابري قئئد وقعئئا ف ئ أخطئئاء منهجيئئةم كئئثية تتعلئئق بنظرتيهمحئئا و موقفيهمحئئا مئئن قضئئايا تتعلئئق بئئالقرآن
الكريئ ئ و الشئ ئريعةم و الققئئه ،و علئئم الكلما و أصئئول الئئدين ،و الفلسئئفةم و مئئا يتصئئل بئئا ،و قئئد
ذكرنا على ذلك أمثلةم كثية جدا .تبحيم منها أنا ل تكن أخطاء ف العلومات فقط ،و إنا كئئانت
أخط ئئاء منهجي ئئةم فئ ئ السا ئئاس ،ذات خلفي ئئات مذهبحي ئئةم متعصئ ئبحةم فئ ئ معظمحه ئئا ،أوقع ئئت الرجليمئ ئ فئ ئ
أخط ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئاء فادح ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئةم .
554
سابحق توثيق ذلك .
الفصل الثالث
الخأطاء التاريخية المتعلقة بالقرآن و الشريعة و علوما أخأرى
...................................................................................
الفصل الثالث
الخأطاء التاريخية المتعلقة بالقرآن و الشريعة و علوما أخأرى
و قع البحاحثان ممحد أركون و ممحد عابد الابري ،ف أخطاء تارييةم كثية ،تتعلق بالقرآن و
الشريعةم ،و السنةم و السية النبحويتيم ،ونشأة الثقافةم و العلوما و تطورها خلل العصر السالمي ،
كان فيها أركون أكثر خطأ و خطرا من الابري .
أول :الخأطاء التاريخية المتعلقة بالقرآن الكريم :
ت على أخطاء تارييةم كثية تتعلق بالقرآن الكري ،وقع فيها ممحد أركون ،ليس من لقد عثر ت
بينها ما يص الابري ، 555لذا سانفرد مبححثنا هذا لخطاء أركون ،الت منها قوله )) :صحيح
أن النب كان قد أمر بكتابةم بعض اليات ف حياته (( . 556و زعم أيضا :إنه يطيب )) للتاث
النقول أن يذكر أنه ف حالت معينةم ،فإن بعض السور قد تساجل كتابةم فورا على جلود اليوانات
،و أوراق النخيل ،أو العظاما السطحةم ((. 557
و قوله هذا زعم باطل مردود عليه ،و افتاء تمتعمحد ل دليل له فيه ،تنقضه الشواهد التارييةم
الصحيحةم و الضعيفةم معا ،أولا من القرآن الكري ،و مفاده أن ال تعال يقول}- :إلننا عونتن نعئنزّلوعنا
لافلتظوعن{ٍ -ساورة الجر ، -9/فال تعال تكفل بفظ كتابه ،و من مظاهر ذلك ل
المذوكعر عوإننا لعهت عع
،حفظه ف الصدور و تدوينه ف الكتب .كمحا أنه سابححانه كثيا ما وصف القرآن الكري بأنه
ل ك الولكعتاب لع ري ل ل ل
يم{ٍ -ساورة البحقرة ،-2/و}عوعأنعزّلوعنا إللعوي ع
ك ب فيه تهةدى لمولتمحتنق ع ت عو ع كتاب ،كقوله } :عذل ع
ب عوتمعهويلمحةنا ععلعويله {ٍ -ساورة الائد ، -48/و ليكون يم يعديوله لمن الولكعتا ل
ع صمدةقا لمعمحا بعئ و ع عب لباولعمق تم ع
ل
الوكعتا ع
القرآن كتابا كمحا وصفه ال تعال لبد أن تيدون ف كتاب .و با أن ال تعال وصف كتابه بأنه
)) كتاب تأحكمحت آياته ث تفصلت من لدن حكيم خبحي((-ساورة هود ،-1و}-عل يعأولتيله الوعبحالطتل
حيند{ٍ -ساورة فصلت} ، -42/وعأنزّلوعنا إللعي ع ل يم يعديله وعل لمن خوللفله عتنلزّيل من حلكينم عل ل
بك الوكعتا ع عع و ق و ع من بعئ و ل ع و ع و ع
ب عوتمعهويلمحةنا ععلعويله {ٍ -ساورة الائد ، -48/فهذا يستلزّما أنه يم يعديوله لمن الولكعتا ل
ع لباولعمق تم ع
صمدةقا لمعمحا بعئ و ع ع
ليكون مكمحا ل يأتيه البحاطل أبدا ،فلبد أن يكون مفوظا ف الصدور و مدونا و مرتبحا ف السطور
.و بصفةم عامةم فإن الفظ الكامل للقرآن الكري الذي توله ال تعال بنفسه ،ل يتم ف الواقع
حقيقةم ،و بطريقةم صحيحةم كاملةم مأمونةم كمحا وعد ال تعال ،إل بفظه ف الصدور و تدوينه
ف الكتب ،و با أن ال تول ذلك و وعده الق ،فهذا يعن بالضرورة أن القرآن الكري قد تحفظ
555
إل خطأ واحدا يتعلق بتاريخ القرآن وافق فيه أركون ،سانذكره ل حقا من هذا البححث ،إن شاء ال تعال .
556
الفكر السالمي ،صا. 190 :
557
تارييةم الفكر ،صا. 288 :
و تديون بالفعل وفق الطريقةم الت ذكرناها ،ول المحد.
و الشاهد الثان يتمحثل ف حرصا رساول ال-عليه الصلة و السلما -على تدوين الوحي و
التزّامه به ،فقد صح الديث أن الصحاب زيد بن ثابت كاتب الوحي-رضي ال عنه -قال :
ت الوحي(( ت جار رساول ال –صلى ال عليه وسالم ، -فكان إذا نزّل الوحي أرسال إ ي
ل فكتبح ت )) كن ت
. 558فهذا شاهد حديثي تاريي صحيح على أن النب-عليه الصلة و السلما -كان حريصا ملتزّما
بتدوين القرآن الكري كلمحا نزّل عليه ،و ليس كمحا زعم أركون بأن النب كان قد أمر بكتابةم بعض
اليات .
و الشاهد الثالث مفاده أنه صيح البخ بأن كاتب الوحي الصحاب زيد بن ثابت قال )) :كنا
عند رساول ال نتؤملف القرآن من الرقاع . 559((...فهذا يعن أن القرآن كان مكتوبا بيم أيديهم ف
الوراق و القراطيس و اللود ،و كان الصحابةم يترتبحون تساوره و آياته . 560و واضح أيضا أن
الصحاب يقصد القرآن كله و ليس بعضه ،لنه ل يقل :كنا نؤملف بعض القرآن ،أو آيات و
ساور منه ،و إنا قال :كنا نؤملف القرآن .كمحا أنه ل معن من القياما بذلك العمحل من أجل ترتيب
بعض القرآن ،و ليس كله .و با أنه قال :كنا نتؤملف -أي نترتب -القرآن من الرقاع ،فهذا يعن
بالضرورة أن القرآن كان مكتوبا يمدونا بيم أيديهم .
و أما الشاهد الرابع فمحفاده أنه صيح البخ أن الصحاب عبحد ال بن عبحاس –رضي ال عنه -قال
)) :كانت الصاحف ل تبحاع ،كان الرجل يأت بورقه عند النب-صلى ال عليه وسالم -فيقوما
الرجل فيحتسب فيكتب ،ث يقوما آخر فيكتب ،حت يفرغا من الصحف(( . 561فهذه الروايةم تثبحت
أن القرآن الكري كان مكتوبا كله –أي الذي نزّل ، -و أن الصحابةم كانوا حريصيم على تدوينه ،
و أن الصاحف كانت منتشرة بينهم .
و الشاهد الامس مفاده أن عثمحان بن عفان – رضي ال عنه -قال :كان ما يأت عليه
558
الئديث صئححه اليثمحئي فئ ممحئع الزّوائئد ،ج 8صا . 578 :ابئن أبئ داود :الصاحف ،دار الكتئب العلمحيئةم ،بيوت
، 1995 ،صا. 3 :
559
أحئئد بئئن حنبحئئل :السئئتند ،ج 5صا . 184 :و الئئاكم :السئئتدرك علئئى الصئئحيحيم ،دار الكتئئب العلمحيئئةم ،بيوت ،
، 1990ج 2صا . 249 :و اللبحان :صحيح التمذي ،ج 3صا ، 254 :رقم . 3099 :
560
ابن حجر :فتح البحاري ،دار العرفةم ،بيوت ، 1379 ،ج 9صا. 11 :
561
الديث رواه البحيهقي ف السنن الكئبخى ،ج 6صا . 16 :و رجئال الئديث هئم :ممحئد بئن عبحئد الئ بئن بزّيئع ،و الفصئل
بن العلء البحصري ،و جعفر الصادق ،و والئده ممحئد البحئاقر ،و علئي بئن السئيم زيئن العابئدين ،و ابئن عبحئاس .و هئؤملء
كلهم ثقات ،فالساناد صحيح ،و عن الثلثةم الوليم أنظر :ابن حجر :تذيب التهذيب ،ط ،1دار الفكر ،بيوت ،
،1984ج 1صا . 486 :و أبو الجاج الزّي :تذيب الكمحئال ،ط ، 1مؤمساسئةم الرسائالةم ،بيوت ، ، 1980 ،ج
23صا . 243 :و أما البحاقون فهم ثقات معرفون .
الزّمان أنه عليه الصلة و السلما كانت تنزّل عليه السور ذوات العدد ،فكان إذا نزّل عليه الشيء
دعا من كان يكتب ،فيقول :ضعوا هؤملء اليات ف السور الت تذكر كذا و كذا ((. 562
فالديث شاهد على حرصا رساول ال على كتابةم القرآن و وضع آياته ف مكانا الناساب .
و الشاهد السادس يتمحثل ف حديث صحيح بقول فيه النب –عليه الصلة و السلما )) : -ل
تكتبحوا عن شيئا غي القرآن ،و من كتب عن غي القرآن فليمححه (( . 563فهذا الديث يتضمحن
اعتافا بأن القرآن كان مكتوبا ،و فيه أمر من النب-عليه الصلة و السلما -بكتابةم القرآن ،و
حرصا منه على اللتزّاما بكتابته ،و الشراف عليه و متابعته .كمحا أنه –عليه الصلة و السلما -ل
يقل بعض القرآن ،و إنا قال القرآن مطلقا .
و أما الشاهد السابع فيتعلق باهتمحاما النب-صلى ال عليه وسالم -بكتابةم القرآن و حرصه
عليه ،منذ العهد الكي و ما بعده ،و المثلةم التيةم تثبحت ذلك .أولا إنه كان لرساول ال تكتاب
وحي ف العهد الكي ،مهم :عبحد ال بن ساعد بن أب سارح ،و أبو بكر الصديق ،و عمحر بن
الطاب ،و عثمحان بن عفان-رضي ال عنهم . 564فلو ل يكن رساول ال تيدون القرآن و يرصا
على تدوينه ،ما اتذ تكتابا للوحي منذ العهد الكي -مرحلةم الضعف و النةم ، -و لكتفى بفظه
ف الصدور ،و با أنه ل يكتف بذلك و اتذ كتابا للوحي دل ذلك على أنه كان تيدون القرآن و
حريصا على تدوينه منذ الرحلةم الكيةم .
و الثال الثان يتمحثل ف حادثةم إسالما عمحر بن الطاب ،فإنه وجد صحيفةم عند أخته مكتوبا
فيها بعض ساور القرآن الكري ،فقرأها و كانت سابحبحا ف إسالمه . 565فهذه الادثةم تتشي إل أن
القرآن كان تيكتب منذ العهد الكي ،وأن الصحابةم الوائل كانوا يهتمحون بذلك .
و الثال الثالث يتمحثل ف أن رساول ال-عليه الصلة و السلما -عندما هاجر إل الدينةم مع
أب بكر الصديق –رضي ال عنه ، -أخذ معه أدوات الكتابةم ،من قلم و رقاع ،و عندما أدركهم
ساراقةم بن مالك ف مطاردته لمحا ،و أراد ساراقةم الرجوع ،ساال رساول ال بأن يكتب له كتابا ،
فأمر النب عامر بن فهية بأن يكتب له ذلك ،فكتب له ما أراد . 566فهذه الادثةم دليل على أن
رساول ال كان حريصا على تدوين القرآن عند نزّوله ،حت و إن كان مهاجرا فارا بدينه من
الكفار ،لنه ل يمحل معه أدوات الكتابةم إل ليدون القرآن ف أي مكان نزّل عليه .
562
الديث صححه التمذي ،السنن ،ج 5صا ، 372 :رقم . 3086 :
563
مسلم :الصحيح ،ج 4صا ، 2298 :رقم . 3004 :
564
ابن حجر :فتح البحارئ ،ج 9صا . 22 :و ابن كثي :البحدايةم ،ج 5صا. 340 ،339 :
565
ابن ساعد :الطبحقات الكبخى ،دار صادر ،بيوت ،ج 3صا. 267 :
566
البحخاري :الصحيح ،ج 12صا ، 249 :رقم 3616 :
و الثال الثالث يتمحثل ف أن الصحاب رافع بن مالك النصاري –رضي ال عنه ، -عندما لقي
رساول ال-صلى ال عليه وسالم -بالعقبحةم أعطاه ما تأنزّل عليه من القرآن ف العشر سانيم الت خلت
،فقدما به رافع إل الدينةم . 567فهذا البخ شاهد على أن القرآن الذي كان قد نزّل على رساول ال
،كان مكتوبا ،لنه لو ل يكن تمدونا فل معن أن تيعطيه له الرساول ليأخذه معه إل الدينةم ،و
ما ذا تيعطيه ،و الفوظ ل تيعطى ؟ ،كمحا أن رافعا ليس ف مقدوره أن يفظ القرآن كله ف مدة
بيعةم العقبحةم القصية .و لاذا تيتعب نفسه لفظه ف هذه الديةم القصية ،و رساول ال و الصحابةم
الوائل يفظونه ،و هم ساتيهاجرون إل الدينةم قريبحا ؟ ،فكان يكفيه حفظ بعض السور أو كتابتها
و يأخذها معه ريثمحا يأت هؤملء .و بناء على ذلك فإن معن :أعطاه ما تأزل عليه ،هو أن النب
–عليه الصلة و السلما -أعطاه كل ما تأنزّل عليه من القرآن مكتوبا تمدونا .
و الثال الخي-أي الرابع -مفاده أنه لا تجع القرآن كله ف بدايةم عهد أب بكر الصديق ،من
الرقاع و القراطيس و العظاما ،ل يدث أي إشكال فيمحا يص القرآن الكي . 568ما يعن أنه كان
مكتوبا منذ الرحلةم الكيةم ،أو أنه تدون من جديد أيضا ،أو أن المرين حدثا معا .
و أما الشاهد الثامن فمحفاده أنه لا تجع القرآن ف بدايةم خلفةم أب بكر-رضي ال عنه ، -تجع
كله اعتمحادا على الفوظ و الكتوب معا ،و ل يدث أي نقص ف القرآن الدون . 569المر
ت
الذي يعن أنه لا تتوف الرساول-عليه الصلة و السلما -ترك القرآن كله مكتوبا مفوظا .
570
و الشاهد التاساع يتمحثل ف أنه ل تيوجد ف أمهات كتب الديث و القرآن و التاريخ
دليل تيناقض ما ذكرناه ،يقول بأن رساول ال-عليه الصلة و السلما -كان يكتب بعض القرآن و
يتك بعضه ،على ما ادعاه أركون ،و نن نتحداه بأن يأت لنا بدليل تمعتبخ تيؤميد ما ادعاه .
و الشاهد العاشر يتمحثل ف كثرة تكتاب الوحي ،فقد اتذ النب-عليه الصلة و السلما-
تكتابا كثيين ليكتبحوا له الوحي ،أشهرهم :زيد بن ثابت ،و تأب بن كعب ،و اللفاء الربعةم ،
و أبان بن ساعيد بن العاصا ،و عثمحان بن خالد بن ساعيد ،و عبحد ال بن الرقم ،و عبحد ال
بن رواحةم ،و قد تقدر عددهم الجال بأربعيم كاتبحا . 571فهذا العدد الكبحي دليل قاطع على
حرصا رساول ال على تدوين القرآن كله ،فعندما يغيب واحد أو بعضهم يلفهم الاضرون ،و لو
567
ابن حجر :الصابةم ف معرفةم الصحابةم ،ط ، 1دار اليل ،بيوت ، 1412 ،ج 2صا. 444 :
568
سايأت توثيق ذلك لحقا .
569
سانوثق ذلك قريبحا .
570
القصود كتب أهل السنةم العتبخة ،الت أطلعت عليه ،و هي كثية جدا .
571
اب ئئن ك ئئثي :البحداي ئئةم ،ج 5صا ، 339 :و م ئئا بع ئئدها .و اب ئئن حجئئر :الفتئئح ،ج 9صا . 22 :و ص ئبححي الصئئال :
مبحاحث ف علوما القرآن ،صا. 69 :
ل يكن حريصا لتذ واحدا أو اثنيم أو حت ساتةم ،و با أنه اتذ ذلك العدد الكبحي من كتاب
الوحي دل على أن عمحليةم التدوين كانت تمنظمحةم ،و شاملةم للقرآن كله ،و أن عمحليةم النسخ عن
الصل كانت جاريةم تيارساها تكتاب الوحي ،و غيهم ،و الشاهد الرابع الذي سابحق ذكره تيؤميد ما
قلناه هنا .
و أما الشاهد الخي-أي الادي عشر -فيتمحثل ف كثرة الصحابةم القراء الذين تصصوا ف
قراءة القرآن و حفظه ،و فهمحه و مدارساته ،فقد كان عددهم كبحيا ،بدليل أنه تقتل منهم ف حادثةم
بئر معونةم زمن النب 70 :رجل من القراء .و تقتل منهم ف معركةم اليمحامةم سانةم 11هجريةم ،نو
500رجل. 572و هذا العد الكبحي من القراء يص الذين اساتشهدوا ،و ل يص الحياء ،و هم
كلهم تكونوا زمن رساول ال –عليه الصلة و السلما ، -ما يدل على أن النب كون عددا كبحيا
من الختصيم ف القرآن حفظا و فهمحا و تدريسا ،و هذه العمحليةم تستلزّما وجود القرآن كله مكتوبا
مدونا ف مصاحف كثية جدا ،للقياما بعمحليةم التحفيظ و القراء و الدارساةم .
و بذلك يتب ما ذكرناه أن ما ادعاه أركون زعم باطل مردود عليه ،ل يكن له فيه دليل من
العقل،و ل من التاريخ ،و افتى على الصادر عندما زعم أنا ذكرت أنه ف حالت معينةم تكتبحت
بعض السور عند نزّولا .فهذا افتاء على القرآن و الديث و التاريخ ،و ليس لركون فيمحا ادعاه
إل و الظن و الوى ،و الشواهد الت ذكرناها هي أدلةم قاطعةم على بطلن زعمحه .
و أما الطأ الثان فيتعلق بمحع القرآن زمن أب بكر الصديق -رضي ال عنه ، -زعم فيه أركون
أن أبا بكر فيكر بتجمحيع )) أكبخ عدد من السور و كتابتها من أجل حفظها ،و ت بذلك تشكيل
أول مصحف ف حالته البحدائيةم ((. 573
و قوله هذا زعم باطل و افتاء على الشرع و التاريخ معا ،فليس أبو بكر هو الذي فكر
ف تمحيع بعض القرآن بل سابحب .و هو ل يفكر ف تمحيع أكبخ عدد من القرآن ،و إنا أمر
بمحع القرآن كله ،و هو ل يأمر بكتابةم بعض القرآن ،و إنا أمر بمحعه كله ،لنه كان مكتوبا
كله زمن النب .و ليس هو أول من شكل مصحفا للقرآن ،لن الصاحف كانت منتشرة بيم
الصحابةم كمحا سابحق أن ذكرناه ،و إنا هو أول من شكل مصحفا كامل ممحوعا من النسخ
القرآنيةم الصليةم الت تدونت بيم يدي رساول ال عليه الصلة و السلما . -فأركون تمطئ و واهم
فيمحا ادعاه ،و الدليل على ما قلته العطيات التيةم :
إنه لا قتل كثي من القراء ف معركةم اليمحامةم سانةم 11هجريةم ،اقتح عمحر بن الطاب على
أب بكر –رضي ال عنهمحا ، -أن يإمحع القرآن خشيةم أن يضيع كثي منه ،بذهاب القراء ،فمحزّال
572
ابن كثي :فضائل القرآن ،صا . 32 :و البحخاري :الصحيح ،ج 4صا. 1720 ، 1500 :
573
تارييةم الفكر العرب ،صا . 288 :
به حت أقنعه بذلك ،ث أقنع هو أيضا زيد بن ثابت بأهيةم ذلك العمحل ،و قال له )) :فتتبحع
القرآن فاجعه (( ،574فلم يقل له :اجع بعض القرآن ،كمحا زعم أركون .و إنا أمره بمحع كل
القرآن ،فقاما زيد و تتبحع جيع القرآن ،من الرقاع و الكتاف ،و صدور الرجال ،فجمحعه كله إل
آيتيم افتقداها ،كان يفظهمحا و يسمحعهمحا من رساول ال ،فوجدها عند الصحاب خزّيةم
النصاري ،فألقهمحا بالقرآن المحوع ،و الياتان ها }- :لععقود عجاءتكوم عرتساوقل مون عأنتفلستكوم ععلزّيقزّ
ف نرلحيقم{ٍ -ساورة التوبةم ، -128/ث سايلم الصحف إل لل
ص ععلعويتكم لبالوتمحوؤممن ع
يم عرتؤو ق ل ل
ععلعويه عما ععنتيوم عحلري ق
أب بكر ،فبحقي عنده ،ث انتقل إل عمحر بن الطاب فبحقي عنده ،فلمحا اساتشهد انتقل الصحف
إل ابنته حفصةم أما الؤممنيم-رضي ال عنها. 575-
و قد جع زيد بن ثابت القرآن كله معتمحدا على الكتوب و الفوظ معا ،حت أنه عندما
افتقد آيتيم من ساورة الحزّاب –و كان يفظ القرآن كله -كان يسمحعهمحا من رساول ال ،ل
يكتبحهمحا حت وجدها عند خزّيةم بن ثابت النصاري ،و ألقهمحا بسورتمحا ف الصحف . 576و
هذا يعن أنه وجدها مكتوبتيم و ليس مفوظتيم ،لنه هو نفسه كان يفظ القرآن كله ، 577و
هو شيخ القراء و تكتاب الوحي ،و قال أنه افتقدها ،و كان يسمحعهمحا من النب-عليه الصلة و
السلما ، -فلم يقل أنه ل يعرفهمحا و ل يفظهمحا ،و إنا قال افتقدها ،ما يعن أنه افتقدها
مكتوبتيم ،فلمحا وجدها مكتوبتيم عند خزّيةم النصاري ،أخذها ،فهو افتقدها مكتوبتيم ل
مفوظتيم ،فلمحا وجدها مكتوبتيم ألقهمحا بالصحف الماما. 578
و ما يؤمكد ذلك و يزّيده إثبحاتا ،أنه قد صيح البخ عن علي بن أب طالب -رضي ال عنه -إنه
قال )) :أعظم الناس أجرا ف الصاحف أبو بكر ،إن أبا بكر أول من جع القرآن بيم اللوحيم
((. 579فهذه شهادة منه لب بكر بأنه جع القرآن كله ،لنه قال :جع القرآن ،و ل يقل بعضه
،فقوله عاما يشمحل كل القرآن الكري .
ث لا جع زيد-رضي ال عنه -القرآن كله كتبحه ف أوراق على شكل كتاب و ربطها بيط
حت ل يضيع منها شيء . 580فعمحليةم جع القرآن تت بطريقةم تمنظمحةم و تمتقنةم ،و ل تتم كمحا زعم
574
البحخاري :الصحيح ،ج 4صا ، 1720 :رقم . 4402 :
575
نفسه ،ج 4صا . 1720 :و مسلم الصحيح ،ج 4صا ، 1914 :رقم . 2465 :
576
البحخاري :الصدر السابق ،ج 4صا ، 1488 :رقم ، 1720 ، 3823 :رقم . 4402 :
577
نفس الصدر ،ج 3صا ، 1386 :رقم . 3599 :و مسلم :الصدر السابق ،ج 4صا ، 1914 :رقم . 2465 :
578
البحخاري :نفس الصدر ،ج 4صا . 1720 :و ابن حجر :الفتح ،ج 9صا. 14 :
579
ابن كثي :فضائل القرآن ،صا. 32 :
580
ابئئن حجئئر :الفتئئح ،ج 9صا . 16 :و السئئيوطي :التقئئان ف ئ عل ئوما القئئرآن ،ج 1صا . 164 :و ص ئبححي الصئئال :
مبحاحث ف علوما القرآن ،صا. 74 :
أركون بأن زيد بن ثابت جعه بطريقةم بدائيةم ،لن تلك الطريقةم هي أحسن ما كان معروفا عندهم
،و وصف أركون لا بأنا بدائيةم أراد منها الطعن ف العمحليةم برمتها ،علمحا بأن الهم ف العمحليةم هو
الرصا و الدقةم ف التدوين و التنظيم ،و ليس التزّييم و نوعيةم الادة .
و تيلحظ على عمحليةم جع القرآن أمور هامةم جدا يإب أن ل تغيب عنا ،منها إن عمحليةم
المحع تت بإجاع من الصحابةم كلهم ،فلم تدث أيةم معارضةم ،و ل احتجاج ،و ل اساتدراك
على ما جعه زيد بن ثابت .كمحا أنا تت بأمر من خليفةم السلمحيم ،و تت رعايته و إشرافه ،و
قد خصص لا صحابيا جليل متخصصا ف القرآن الكري رسا و حفظا و إقراء و خبخة ،هو زيد
بن ثابت – رضي ال عنه ، -الشهود له بالكفاءة و الصلح .
و منها أيضا أنا تت بعد وفاة رساول ال –عليه الصلة و السلما -بدة قصية ،ف نفس
السنةم الت تتوف فيها سانةم 11هجريةم .ف ظل وحدة المةم و تاساكها و التفافها حول الليفةم أب
بكر الصديق – رضي ال عنه. -
فالرساول –عليه الصلة و السلما -ترك القرآن كله مفوظا ف الصدور ،و مكتوبا ف السطور
،و ممحوعا عند كثي من أصحابةم ف مصاحف خاصةم بم .لكنه ل يتكه ممحوعا كامل ف
كتاب واحد عنده ،اعتمحادا على التنسخ الصليةم الت كتبحت بيم يديه ،و هي عمحليةم ليست صعبحةم
و ل مكلفةم ،فكانت تكفي منه كلمحةم واحدة لمحعه ،فتيجمحع ف طرفةم عيم ،لكنه ل يأمر بذلك
! .فلمحاذا إذاة فعل الصعب و ترك السهل ؟ ،و لاذا ل يأمر بمحعه ف كتاب واحد يبحقى عنده ؟
.ل شك أن رساول ال ل يتك ذلك نسيانا و ل إهال ،وإنا يبحدو أنه فعل ذلك لمحلةم أمور ،
منها إن الاجةم ف زمانه ل تكن داعيةم إل جعه كله ف كتاب واحد .و إنه عليه الصلة و
السلما ل يكن متخوفا على القرآن من الضياع ،لن ال تعال تكفل بفظه ،و لنه –أي
الرساول -كان يعلم أنه تركه مفوظا مكتوبا عند صحابته الكراما المناء الوفياء الذين شهد لم ال
و رساوله باليان و العمحل الصال .
و منها أيضا يبحدو أن ال تعال أراد أن تيكرما صحابةم رساول ال –عليه الصلة و السلما – بأن
تيشركهم ف حفظ كتابه بعد وفاة رساوله ،رفعا لكانتهم ،و تعبحيا عن رضاه عنهم ،و إبرازا
لكانتهم ف حفظ الدين ،و ال تعال أعلم بالصواب .
و أما الطأ الثالث فيتعلق با قاما به عثمحان-رضي ال عنه -ف توحيد الصحف الشريف ،فقد
زعم أركون أن عثمحان اتذ )) قرارا نائيا بتجمحيع تمتلف الجزّاء الكتوبةم ساابقا ،و الشهادات
الشفويةم الت أمكن التقاطها من أفواه الصحابةم الول (( ،فأدى ذلك إل تشكيل نص متكامل
تفرض نائيا بأنه الصحف القيقي لكل كلما ال. 581
581
تارييةم الفكر العرب ،صا. 288 :
و قوله هذا زعم باطل مردود عليه ،و فيه افتاء تمتعمحد ل دليل له عليه من التاريخ و ل من
الساتنتاج العقلي ،لنه أول كان عليه أن تيوثق زعمحه ،و هذا ل يفعله .و كان عليه أيضا أن
يذكر الروايات الصحيحةم 582ف هذا الوضوع ،فعثمحان عندما قرر توحيد الصحف ل يكن ذلك
عمحل فرديا و بل سابحب ،و إنا هو عفعل ذلك عندما حدث خلف بيم السلمحيم ف القراءات و
الروف ،جاء حذيفةم بن اليمحان-رضي ال عنه -إل عثمحان و أخبخه با حدث من خلف بيم
السلمحيم حول القرآن عندما شهد فتح أرمينيا سانةم 25هجريةم ،و طلب منه الساراع لوضع حل
قبحل أن يتلف السلمحون ف الكتاب اختلف اليهود و النصارى .فجمحع عثمحان الصحابةم الذين
كانوا بالدينةم ،و طرح عليهم الشكلةم ،و تشاور معهم فيها ،و اقتح عليهم بأن يإمحع الناس
على مصحف واحد ،فل تكون فرقةم و ل اختلف ،فوافقوه و قالوا له :لنعم ما رأيت. 583
فكيون عثمحان لنةم لتوحيد الصحف بوافقةم من الصحابةم ،فكان على رأساها :زيد بن ثابت
،و ساعيد بن العاصا ،و عبحد ال بن الزّبي ،و الارث بن هشاما -رضي ال عنهم ، -ث أرسال
عثمحان-رضي ال عنه -إل حفصةم أما الؤممنيم طلب منها أن تترسال إليه الصحف الماما لينسخوا
منه ث يرده إليها ،فأرسالته إليه ،فنسخوه ف الصاحف و ردوه إليها .ث أمر عثمحان بإرساال
الصاحف النسوخةم إل القاليم ،و أمر بإحراق كل ما عداها من الصاحف الخرى ،فوجد
عمحله هذا قبحول و إعجابا و ارتياحا ،عند السلمحيم ،و اثنوا عليه و ل ينكروا فعله .و كان علي
–رضي ال عنه -يقول عن حرق عثمحان للمحصاحف )) :لو ل يصنعه عثمحان لصنعته (( ،و قال
أيضا عن عثمحان )) :فوال ما فعل الذي فعل ف الصاحف إل عن مل منا جيعا ((. 584
و بذلك يتبحيم أن ما قاما به عثمحان كان قرارا جاعيا ول يكن فرديا ،و أن عمحله ف الصحف
كان توحيدا للمحصحف و ليس جعا له ،فلم تدث أيةم عمحليةم جع جديدة من الكتوب و ل من
الفوظ ،لن القرآن كان ممحوعا كله تمسبحقا ف الصحف الماما ،ث تنسخت منه الصاحف الت
تأرسالت إل القاليم ،فكانت هذه الصاحف منسوخةم نسخا كامل من الصحف الماما الذي
تأرجع إل حفصةم ،و ل تدث فيها أيةم زيادة و ل نقصان .المر الذي يثبحت قطعا أن أركون ل
يكن موضوعيا عندما زعم أن عثمحان قاما بتجمحيع متلف الجزّاء الكتوبةم ساابقا ،و الشهادات
582
كل الروايات الت سانذكرها حئول توحيئد عثمحئان الصئحف و ما يتعلئق بئا ،هئي روايئات صئحيحةم السائانيد ،بنئاء علئى ما
ذكره مؤملفو الكتب الت ساأذكرها .
583
البحخ ئئاري :الص ئئحيح ،ج 4صا ، 1908 :رق ئئم . 4702 :و اب ئئن حج ئئر :الفت ئئح ،ج 9صا . 18 :و الس ئئيوطي :
التقان ،ج 1صا. 166-165 :
584
البحخاري :الصحيح ،ج 3صا ، 1291 :ج 4صا . 1906 :ابن كثي :فضائل القرآن ،صا 39 :و ما بعدها .ابن
حجئ ئئر :الفتئ ئئح ،ج 9صا . 18 :السئ ئئيوطي :التقئ ئئان ،ج 1صا . 166 ، 165 :اب ئئن أبئ ئ داود :الص ئئاحف ،صا:
. 15
الشفويةم الت أمكن التقاطها من أفواه الصحابةم الوليم .فزّعمحه هذا كله باطل ،تنقضه الروايات
الصحيحةم الت ذكرناها .و نن نتحداه مرة أخرى بأن يأت لنا بروايات تارييةم صحيحةم تثبحت
مزّاعمحه و أوهامه .
و ثالثا إن زعمحه بأن هناك )) تمشكلةم صحةم النص الشكل ف ظل الليفةم عثمحان ،و النقد
ت
التاريي الاصا به (( . 585هو زعم باطل ل يذكر دليل على صدقه ،و تنقضه القائق التارييةم الت
ذكرناها ساابقا ،الت بينت أنه ل تدث فيها أيةم مشكلةم تتعلق بصحةم النص ،فقد تت بإجاع من
الصحابةم و بوافقةم منهم .فأركون يتعمحد إثارة الشكوك الشبحهات ،و يتعلق بالوهاما و الظنون من
دون دليل صحيح .
كمحا أن قوله بأن الصحف اساتغرق 25سانةم بعد وفاة النب لكي اكتمحل زمن عثمحان . 586فهو
غي صحيح ،لن الصحف تاكتمحل متنا و حفظا و تدوينا-من دون جع ، -زمن رساول ال –عليه
الصلة و السلما ، -فعندما توف تركه كامل ،من دون جع ،فجمحعه أبو بكر ،و وحده
عثمحان-587رضي ال عنهمحا ، -فالمحع الذي حدث زمن أب بكر ،و التوحيد الذي ت زمن
عثمحان ،ل يكن لمحا أي تأثي ف متوى القرآن و متنه ،من حيث الزّيادة و النقصان .فالذي
حدث هو أمر شكلي خارجي تنظيمحي توثيقي يصب ف خدمةم النص و الفاظ عليه ،و ل يكن له
أي تأثي سالب على متوى النص ،لكن أركون تيغمحض عينيه عن القيقةم ،و يسعى لتحويل
اليإابيات إل سالبحيات ليطعن ف القرآن ،و تيذهب عنه خصائصه اليإابيةم التوثيقيةم الت يتازبا عن
الكتب القدساةم الرفةم .
كمحا أن التاريخ الذي حدده لكتمحال النص-حسب زعمحه، -و هو 25سانةم ،هو تاريخ غي
صحيح ،لن النب-عليه الصلة و السلما -توف سانةم 11هجريةم ،و عثمحان شرع ف توحيد
الصحف سانةم 25للهجرة ،فيكون الفارق الزّمن 14سانةم و ليس 25سانةم .
و أخطأ أيضا عندما قال :إن بعد موت النب ببحضع سانوات )) راح عثمحان تيشكل نسخةم رسيةم
للوحي -الصحف . 588(( -فهذا خطأ واضح ،فيه إغفال لا ما قاما به أبو بكر الصديق ،و فيه
خطأ ف اساتخداما عبحارة :بضع ،لن البحضع ف اللغةم العربيةم هو العدد ما بيم ، 589 9-3 :و
عليه فإن عثمحان يكون قد شيكل الصحف حسب زعم أركون ما بيم 3إل 9سانوات من وفاة
585
الفكر السالمي ،صا. 125 :
586
تارييةم الفكر ،صا. 288 :
587
سابحق توثيق ذلك .
588
الفكر السالمي ،صا. 190 :
589
متار الصحاح ،صا. 43 :
الرساول-عليه الصلة و السلما ، -و هذا كلما غي صحيح تاما ،لن عثمحان شرع ف توحيد
الصحف بعد 14سانةم من وفاة رساول ال ،و ليس بعد 3أو 9سانوات من وفاته .
و أما قوله بأن الوثائق الت تتفيد ف عمحل تاريخ نقدي للنص القرآن قد تدمرت باسرار. 590
فهو قول مبحالغ فيه جدا ،و فيه خطأ كبحي ،لنه ل توجد أيةم وثائق ذات قيمحةم إل الصاحف الت
أمر عثمحان بإحراقها ،و هذه الصاحف الت أمر بإحراقها كانت للصحابةم ،و ل تتلف مطلقا
عن الصحف الماما ف متواها ،لن مصدرها واحد هو رساول ال –صلى ال عليه و سالم، -
فأخذوا عنه القرآن حفظا و كتابةم و قراءة .و إنا الذي كان حادثا هو أن بعض الصحابةم كانت
لم شروح لبحعض اليات كتبحوها ف مصاحفهم للشرح فقط ،و ليس إدخال لا ف مت القرآن لنه
كان مفوظا تميزّا لديهم ل يتلط عليهم ،كمحا أنه حدثت اختلفات بيم السلمحيم ف القراءات
من حيث الشكل و التنقيط و النطق ، 591ما اساتدعي تدخل الليفةم عثمحان لوضح حل للمحشكل
،فوحد الصحف رسا و قراءة ،و قد وافقه على ذلك الصحابةم و اساتجابوا له عندما أمرهم برق
الصاحف .و لو كان الصحف الماما يالف مصاحفهم ما اساتجابوا له ،و لالفوه و تدوه ،
و با أنم ما فعلوا ذلك ،دل المر-قطعا -على أن القرآن كان واحدا بينهم ،و أن الصاحف
الت أحرقت ل تكن تتلف عن الصحف الماما تمطلقا .لكن أن أركون يتك الروايات الصحيحةم
الواضحةم ،و يتعلق بالوهاما و الظنون و الشكوك و الشبحهات و تيثيها بل دليل من العقل و ل
من التاريخ .
و تأشي هنا إل أمر هاما جدا ،مفاده أن عمحليةم توحيد الصحف زمن عثمحان –رضي ال
عنه-تت ف ظروف اجتمحاعيةم و ساياسايةم عاديةم حسنةم للغايةم ،بوافقةم من الصحابةم و برضى من
السلمحيم ،و بأمر من الدولةم و بإشراف منها ،و بتدوين من لنةم تمتارة متخصصةم تولت نسخ
الصحف الماما ،و عمحلها هذا ل يكن تدميا للنص القرآن كمحا زعم أركون ،و إنا هو عمحليةم
نسخ و نقل و حفظ للمحصحف الماما .
و أما الطأ الامس فيتعلق بزّعم أركون بأن للقرآن مرحلتيم ،الول شفويةم زمن النب ،و الثانيةم
مكتوبةم مغلقةم ناجزّة نائيةم تت زمن التدوين الرسي . 592و زعمحه باطل من أسااساه ،يتضمحن تغليطا
و تريفا للتاريخ ،لن القرآن الكري ل تكن له إل مرحلةم واحدة فقط ،كان فيها مفوظا ف
الصدور ،و مكتوبا ف السطور ،و مفتوحا و تمغلقا بيد الرساول-عليه الصلة و السلما ، -و أما
590
الفكر السالمي ،صا. 126 :
591
صبححي الصال :الرجع السابق ،صا 255 ، 85 ، 79 :و ما بعدها .
592
الفكر الصول ،صا. 337 ، 205 ، 131 :
جعه زمن أب بكر ،و توحيده زمن عثمحان ،فهو عمحل ل تيثل مرحلةم جديدة ،و إنا عمحل
شكلي تنظيمحي تكمحيلي للمحرحلةم الول .و الدلةم على كلمنا هذا سابحق أن ذكرناها فل نعيدها هنا
.
ضح حت الن ،و و زعم أيضا أن النص القرآن الشفوي تديون كتابةم ف ظروف تارييةم ل )) تتو ي
ل تيكشف عنها النقاب (( . 593و زعمحه هذا وهم و خيال ،و افتاء تمتعمحد ،لن القرآن الكري
له مرحلةم واحدة كان فيها مفوظا و مدونا زمن رساول ال –عليه الصلة و السلما ، -و تاريه
معروف ثابت موثق ف ظروف عاديةم للغايةم ،ذكرنا طرفا منها ،و هي موجودة ف الكتب
التحصصةم بعلوما القرآن و تاريه ،علمحا بأن القرآن الكري هو أول و أهم مصدر لتاريخ القرآن ،
فالقرآن تيؤمرخ لنفسه ،و يمحل تاريه ف ذاته ،ث تأت بعده السنةم النبحويةم الصحيحةم الوافقةم له ،ث
تأت فيمحا بعد مصادر ثانويةم أخرى .
و أركون يتعمحد إثارة الشكوك و الشبحهات لتييوج لا و يبحن عليها أوهامه ،انطلقا من
خلفياته الذهبحيةم للوصول إل أهداف تمسطرة سالفا ،كمحقارنته بيم الناجيل و القرآن ،فقال إنه إذا
كانت الناجيل قتدونت فيمحا بيم 100 – 70سانةم ،من موت السيح ،فإن القرآن أيضا له مرحلةم
شفويةم عندما ةديون بعد 30سانةم حسب التاث العروف على حد زعمحه. 594
و زعمحه هذا باطل مردود عليه ،و هو ل يل من تكراراه ،علمحا أنه ل مال للمحقارنةم بيم
الناجيل و القرآن الكري متنا و إسانادا و توثيقا ،فإذا كانت الناجيل تدونت ما بيم 100-70
سانةم ،من وفاة السيح-عليه السلما -و ليست لا أساانيد ،فإن أمر القرآن الكري يتلف تاما ،
فهو قد تحفظ و تدون كله زمن رساول ال-عليه الصلة و السلما، -و و صلنا بالتواتر مكتوبا و
مفوظا و تمسندا .أما حكايةم الثلثيم سانةم ،فهي خرافةم من خرافات أركون الذي ل يل من التعلق
بالوهاما و نفخها ،لنه سابحق أن ذكرنا أخبحارا و روايات صحيحةم تؤمكد قطعا بأن القرآن يدود كامل
زمن رساوله ال ،و تجع زمن أب بكر ف نفس السنةم الت تتوف فيها النب-عليه الصلة و السلما –
ف سانةم 11للهجرة ،و تويحد مصحفه زمن عثمحان سانةم 25هجريةم ،فبحينه و بيم وفاة رساول ال
14سانةم ،و ليس 30سانةم ،و ساابقا كان قد زعم أن الصحف كان قد اساتغرق 25سانةم بعد
وفاة النب لكي اكتمحل زمن عثمحان .فلمحاذا هذا الختلف ؟ ،أما أنه ل يعرف الساب ؟ .نعم
إنه يعرف الساب ،لكنه يتعمحد التحريف ،و التغليط و الفتاء ،ليصل إل ما خطط له سالفا .
و أما قوله )) :هنا ند أنفسنا أماما الشكلةم الضخمحةم للكلما الشفهي الذي أصبحح نصا
593
نفس الرجع ،صا. 41 :
594
تارييةم الفكر العرب صا. 173 :
(( . 595فهذا من تويلته و تضخيمحاته الت ل يل من تكراراها ،لنه ل توجد أيةم مشكلةم ف
كلما ال تعال من حيث تاريه و توثيقه ،و من حيث فهمحه ،فالقرآن لا نزّل على قلب رساول
ال -عليه الصلة و السلما -تدون مبحاشرة ف السطور و تحفظ ف الصدور ,و ل تدث أيةم تمشكلةم
لديهم من حيث نظرتم إل كلما ال ،و أنا الكفار هم الذين تعجبحوا كيف ينزّل ال كلمه على
بشر منهم ،فرد عليهم ال تعال ف آيات كثية ،و بيم تافت اعتاضاتم ،ليس هنا مال ذكرها.
و ها هو أركون اليوما يتعجب كمحا تعجب هؤملء ،و يتلق مشكلةم مفتعلةم جعلها ضخمحةم ،و هو
يعرف الرد القرآن عليها ،لكنه تمتبحع لواه ،ل يريد إتبحاع الق الذي ذكره القرآن .
و أما الطأ السادس فيتعلق بزّعم أركون من أن تشكل القرآن أثار احتجاجات و معارضات ،
فادعى أن القرون الجريةم الول كانت )) قد شهدت اعتاضات و احتجاجات ،وصلت إل
مسألةم تشكل النص القرآن (( ،و )) يكن أن نضرب مثل على ذلك ،اثنيم من القضاة اللذين
أدانتهمحا السلطةم العبحاسايةم ف القرن الرابع الجري لنمحا احتجا على بعض قراءات النص الرسي
الشكل ،بعض القراءات فقط ((. 596
ت
و ردا عليه أقول :أول إن عبحارة :تشكل النص القرآن ،هي عبحارة ممحلةم يإب تفصيل الراد
منها ،لنه إذا كان القصود منها تشكل القرآن مضمحونا و قراءة ،فهذا قد ت نائيا على يدي
رساول ال –عليه الصلة و السلما ، -فهو قد تتوف و ترك القرآن كامل مفوظا مكتوبا ،معروفةم
قراءاته ،و هذا الانب ل يطرأ عليه أي تغيي إل يومنا هذا .
و أما إذا كان القصود بتشكل القرآن :جعه و توحيده ،و تييزّ قراءاته الصحيحةم من الشاذة ،
فهذا أمر صحيح حدث بعد وفان الرساول-عليه الصلة و السلما ، -و هو أمر ل يس مضمحون
القرآن و متنه أصل ،و إنا يصب ف خدمةم النص و حفظه ،و تسهيل قراءته و التعامل معه و
النتفاع به .و واضح من كلما أركون أنه قصد العن الثان بعبحارة :تشكل النص القرآن ،ليطعن
به ف العن الول الذي يص مت القرآن و مضمحونه و قراءاته الصحيحةم .و عمحله هذا فيه تغليط
و افتاء تمتعمحد ليصل إل ما خطط له سالفا ،و هو الطعن ف القرآن الكري .و هذا هو ديدنه ،
فيأت إل الانب اليإاب فيطعن فيه و يلفه بالشبحهات و الشكوك ،ث تيوجهه حسب هواه ،و
هذا هو الذي حدث ف مسألةم تشكل القرآن بالعن الثان ،فبحدل من أن يكون ما حدث للقرآن
من جع و توحيد ،و تييزّ للقراءات ،هو عمحل يدما الت و يزّيد ف حفظه و تنظيمحه ،جعله
أركون عمحل سالبحيا ،و اتذه وسايلةم للطعن ف القرآن و التشكيك ف متنه ،بل دليل من التاريخ و
ل من العقل .
595
الفكر السالمي ،صا. 146 :
596
تارييةم الفكر العرب ،صا. 289 :
و ثانيا يإب علينا ف نظرتنا إل القرآن و ما يتعلق به مضمحونا و شكل و تاريا ،أن نتكم
دوما و قبحل كل شيء إل التواترات و اليقينيات ،و الثوابت الشرعيةم و التارييةم ،و ل ننساق
وراء الهواء و الظنيات ،و الكذوبات من الحاديث و الروايات التارييةم .و بناء على ذلك فإننا
نقول :إن ال تعال قد تكفل بفظ كتابه حفظا كامل .و أن القرآن الكري ،قد تدون و تحفظ
كله زمن رساول ال .و أنه تجع زمن أب بكر ،و توحد زمن عثمحان بوافقةم و إجاع من الصحابةم
كلهم ،من دون أيةم معارضةم منهم ،و ل من باقي السلمحيم .و بناء على هذه اليقينيات و
التواترات و الثوابت الشرعيةم و التارييةم ،فإن كل ما تيروى من طعن ف القرآن ،فهو إما أنه
مكذوب ،و إما أنه خطأ من صاحبحه ،و إما أنه ليس ما تيطعن به ف القرآن ،و إنا تاساتخدما
فقط للطعن فيه من باب التغليط و التدليس و التحريف .
و أما ما تيروى عن الصحاب عبحد ال بن مسعود-رضي ال عنه ، -من أنه أنكر كون ساورت
العوذتيم من القرآن ،و أنه اعتض على توحيد الصحف زمن عثمحان ،و أب حرق مصحفه. 597
فبحخصوصا موقفه من العوذتيم ،فقد أنكره بعض العلمحاء كابن حزّما ،و النووي ،و قالوا :إن
ذلك باطل مكذوب عليه ،ليس بصحيح . 598و موقفهمحا هذا صحيح ،تؤميده الشواهد الثابتةم
التيةم :أولا إن نسبحةم ذلك لبن مسعود ،هو طعن ف القرآن نفسه ،و تشكيك فيه ،و رد له و
تكذيب له ،لنه با أن العوذتيم موجودتيم ف القرآن الكري الذي تول ال حفظه ،و توحفظ و
تديون زمن -النب عليه الصلة و السلما، -و تجع و توحد زمن الصحابةم بإجاع منهم ،فهذا يعن
بالضرورة الشرعيةم و التارييةم أن من ينكر العوذتيم أو غيها من ساور القرآن ،فإنه يطعن ف القرآن
و تيكذبه من جهةم ،لكن القرآن نفسه تيكذب الطاعن فيه ،و ينقض شبحهاته و مزّاعمحه من جهةم
أخرى .و بناء على ذلك فإن القرآن ينقض ما تنسب لبن مسعود و يتبحطله .و با أن المر
كذلك فل يصح نسبحةم ذلك إل ابن مسعود العروف بعلمحه و صلحه و طول صحبحته للنب و كبحار
الصحابةم .
و أما إذا قيل :ربا يكون ابن مسعود قد اخطأ فيمحا صدره عنه و قاله ،فهذا أمر تمستبحعد جدا
،بل ل يصح أن يصدر عنه ،لكانته و علمحه ،و لن هذا المر ليس ما تينسى أو تيغلط فيه ،و
ل تيتذكر بعد نسيانه و الطأ فيه .فأين كان هو عندما كان الرساول-عليه الصلة و السلما ، -و
الصحابةم يقرؤون العوذين ف الصلة و خارجها مدة سانيم طويلةم ؟ ! .و أين كان هو عندما
597
أنظئئر مثل :عبحئئد العظيئئم الزّرقئئان :مناهئئل العرفئئان ،ط ،1دار الفكئئر ،بيوت ، 1996 ،ج 1صا . 197 :و ابئئن
أب داود :الصاحف ،صا 58 :و ما بعدها .و صبححي الصال :مبحاحث عي علوما القرآن ،صا25 :
598
النووي :المحوع ،ط ،1دار الفكر بيوت ،1996 ،ج 3صا . 350 :و ابن حزّما :اللى ،ج 1صا.13 :
وجدها زيد بن ثابت مكتوبةم و وضعها ف الصحف الماما عند أول جع له ؟ ! .و أين ...و
أين ؟ .
و الشاهد الثان هو من السنةم النبحويةم الصحيحةم ،فقد ثبحت أن رساول ال-عليه الصلة و
السلما -كان يقرآ بالعوذتيم ف الصلة ،و قال عنهمحا )) :آيات أنزّلت الليلةم ،ل يثر مثلها :قل
أعوذ برب الفلق ،و قل أعوذ برب الناس (( . 599فهذا دليل دامغ على بطلن ما تنسب لبن
مسعود ،لنه ل تيعقل أن تنزّل العوذتان بكةم ،و يظل السلمحون يقرؤونمحا ف العهدين الكي و
الدن و ابن مسعود ل يعرف أنمحا من القرآن ! .
و الشاهد الثالث هو الجاع ،فقد سابحق أن ذكرنا أن الصحابةم أجعوا على ما قاما به أبو بكر
ف جعه للقرآن ،كانت العوذتان من المحوع ،دون أن تدث أيةم معارضةم و ل احتجاج ،و ل
إنكار من ابن مسعود ،و ل من غيه من الصحابةم ،فديل ذلك على أن العوذتيم من القرآن و أن
ابن مسعود ل يكن ينكرها .
و الشاهد الرابع يتمحثل ف أن الصحيح الروي عن ابن مسعود ف موقفه من العوذتيم ،ينقض
ما تنسب إليه من إنكاره كونمحا من القرآن ،و هو أن قراءة عاصم الصحيحةم العتمحدة ،من بيم
القراءات السبحع ،هي مرويةم عن علي بن أب طالب و ابن مسعود -600رضي ال عنهمحا . -و هي
تتوي على العوذتيم ،و من أكثر القراءات انتشارا ف العصر الديث ،فديل ذلك على بطلن ما
تنسب لبن مسعود .
و الشاهد الامس مفاده أن انفراد عبحد ال بن مسعود بانكار كون العوذتيم من القرآن
الكري ،مالفا بذلك القرآن ،و السنةم الصحيحةم ،و إجاع الصحابةم ،هو دليل دامغ على
بطلن ما تنسب إليه من إنكار كون العوذتيم من القرآن ،فلو كان المر كمحا تزعم لقال ذلك
صحابةم آخرون .
و أما ما تيروى عن ابن مسعود من القراءات الشاذة الحرفةم للقرآن ن كقراءته }إلنن الليهع لع
ت
يعظوللتم لمثوئعقاعل نلةم{ٍ ،بدل من )) إن ال ل يظلم مثقال ذرة (( -ساورة النساء ، -40/فهي قراءة
مكذوبةم عليه ،لنا تالف الصحف الماما البحكري العثمحان ،الذي أجع عليه الصحابةم ،من
ت 601ف القراءات العشر العتمحدة ،فلم أعثر فيها على شيء من بينهم ابن مسعود .و قد بث ت
تلك القراءات الشاذة الرفةم للقرآن .
و لنا أيضا –أي القراءات الشاذة -تالف قراءة عاصم الصحيحةم العتمحدة من بيم القراءات
599
مسلم :الصحيح ،ج 1صا. 558 :
600
ابن ماهد :السبحعةم ف القراءات ،ط ، 2دار العارف ،القاهرة ، 1400 ،صا. 70 :
601
ب :النشر ف القراءات العشر لبن الزّري :و السبحعةم ف القراءات لبن ماهد .
بثت ف كتا ي
السبحع و العشر معا ،و هي قراءة مرويةم عن علي و ابن مسعود -رضي ال عنهمحا ، -و ل تيوجد
فيها شيء من تلك القراءات الشاذة الزّعومةم . 602
و أما ما تروي عن ابن مسعود من معارضتةم عندما عويحد عثمحان الصحف ،و رفض إحراق
مصحفه ،فإن المر تممحل يتاج إل تفصيل من جانبحيم ،أولمحا إن ابن مسعود ل يكن يطعن ف
صحةم القرآن ،و ل ف صحةم عمحليةم توحيده ،الت تت زمن عثمحان ، 603بدليل أنه ل يعتض
على جع القرآن زمن أب بكر ،و ل أنكر شيئا منه ،و هذا الصحف هو الذي تنسخت منه
الصاحف العثمحانيةم .و لنه أيضا أن قراءته الصحيحةم الرويةم عنه و عن علي -،رضي ال عنهمحا-
هي قراءة عاصم العتمحدة الوافقةم للرسام العثمحان .
و أما الانب الثان فيتعلق بوقف ابن مسعود من اللجنةم الت تولت عمحليةم النسخ و التوحيد ،
فقد تروي أنه اعتض على تعييم زيد بن ثابت رئيسا لا ،لنه كان يرى أنه أول منه للقياما بتلك
الهمحةم . 604لكنه عاد و رضي با جرى ،بعدما تبحيم له صحةم ما قاما به عثمحان و من معه من
الصحابةم. 605
و بالنسبحةم لثال القاضييم اللذين ذكرها أركون و قال إنمحا احتجا على بعض قراءات النص
الرسي ،فأدانتهمحا السلطةم العبحاسايةم ف القرن الرابع الجري ،فهو مثال غامض كان على أركون أن
تيوضحه و تيوثقه ،فيذكر أساء القاضييم ،و الصادر الت تكلمحت عنهمحا و فيمحا قاما به .لكنه ل
يفعل ذلك ،و ترك المر غامضا تملغزّا و كأنه تعمحد ذلك للتمحويه و التغليط ،و التضخيم و البحالغةم
ت عنهمحا و ل أعثر لمحا على أي ذكر واضح فيمحا ذهب إليه ،و التشويش على القارئ ،فقد بث ت
ثابت .لكنن عثرت على حادثتيم مرتبحطتيم بوضوع قراءات القرآن الشاذة ،حدثتا لقارئيم ببحغداد
ف القرن الرابع الجري ،و اساتتابمحا العلمحاء ف ملسيم تعقدا لمحا .و يبحدو ل أن أركون يقصد
هذين القارئيم .الول هو :القارئ ممحد بن أحد بن شنبحوذ البحغدادي)ت 328ه( ،قرأ بالقراءات
الشاذة النسوبةم إل الصحابييم ابن مسعود و تأب بن كعب -رضي ال عنهمحا ، -فأنكر عليه الناس
و العلمحاء القراءة بالشواذ ،و ترفع أمره إل القضاء سانةم 323ه ،فتعقد له ملس ناظره فيه العلمحاء ،
كان من بينهم :شيخ القراء ابن ماهد ،و القاضي أبو السيم عمحر بن ممحد ،فانتهى اللس
باساتتابةم ابن شنبحوذ ،فتاب عمحا صدر منه ،و أعلن أنه سايقرأ بصحف عثمحان ،و كتب ف ذلك
602
أنظر مثل :ابن ماهد :السبحعةم ف القراءات ،صا. 70 :
603
الزّرقان :مناهل العرفان ،ج 1صا. 197 :
604
نفسه ،ج 1صا . 197 :و النسائي :السنن ،ج 8صا ، 134 :رقم . 5063 :
605
الذهب :السيي ،ج 1صا. 488 :
مضر وقع فيه الاضرون بطوطهم. 606
و الثان هو :القارئ أبو بكر بن لمقسم البحغدادي)ت 354ه( ،إنه ل يكن يلتزّما
بالقراءات الصحيحةم ،و كان يقرأ وفق ما بدا له أنه صحيح ف اللغةم ،و لو خالف بذلك
القراءات الصحيحةم القائمحةم على الرسام العثمحان ،فظهرت منه قراءات منكرة ،خالف با الجاع و
صواو علنييا {ٍ ل
تفيرد با ،و هي ل توز عند المحيع ،فكان يقرأ قوله تعال } :فعئلعنمحا اوساتعئويأعتساواو مونهت عخلع ت
-ساورة يوساف ،-80/هكذا )) :فلمحا اساتيأساوا منه خلصوا نجيبا (( ،و زعم أنه لو قرأنا )) نيبحا
(( لكان قويا .فلمحا أظهر ذلك أنكر عليه العلمحاء و عقدوا له ملسا بضور شيخ القراء ابن ماهد
،فناقشوه ف المر ،و اساتتابوه ،فأظهر التوبةم عمحا صدر منه. 607
و قبحل الرد على أركون ،أشي هنا إل أن القراءات الشاذة هي القراءات الخالفةم
للمحصحف الماما –أي العثمحان ،-الت ل تتوفر فيها شروط الصحةم و هي :موافقةم القراءة
للمحصحف العثمحان .و موافقةم القراءة للغةم العربيةم و لو بوجه .و صحةم الساناد ،و قد اشتط بعض
العلمحاء تواتره و ليس صحته فقط. 608
و بناء على ذلك يتب أن القراءات الت أظهرها ابن شنبحوذ و ابن لمقسم هي قراءات مالفةم
للمحصحف الماما التواتر المحع على صحته ،لنا ل تتوفر فيها شروط الصحةم .لكن أركون زعم أن
الرجليم 609احتجا على بعض فراءات النص الرسي ،و القيقةم أنمحا خالف الجاع التواتر ،و
حيرفا القرآن ،و أهل الصحيح من القراءات و تسكا بالضعيف الشاذ غي الصحيح .
و أما الطأ السابع فيتعلق بزّعم أركون بأن هناك مشاكل تارييةم تص تشيكل القرآن ،و
أدعى أن السلمحيم نزّعوا الصفةم التارييةم عن كيفيةم تشكل الصحف ،و طمحسوا الشاكل التعلقةم
بذلك. 610
و ردا عله أقول :إن هذا الرجل ل يل من تكرار أوهامه و مفتياته ،و تضخيمحها و نفخها و
تعيدها ،لتيوهم القارئ على أنا حقائق ،من دون أن قيقدما أي دليل علمحي صحيح من الشرع ،
و ل من العقل ،و ل من التاريخ .و حكايةم التارييةم الزّعومةم سابحق دحضها ف البححث الول من
الفصل الثان .و أثبحتنا أيضا أن القرآن تشكل نائيا ف حياة رساول ال –عليه الصلة و السلما ،
606
ابن العمحاد النبحلي :شذرات الذهب ،ج 4صا . 150 :و صبححي الصال :مبحاحث ف علوما القرآن ،صا. 251 :
607
ابن كئثي :البحدايئةم ،ج 11صا . 311 :و ابئن العمحئاد النبحلئي :نفئس الصئدر ،ج 4صا . 286 :و صئبححي الصال :
نفس الرجع ،صا. 251 :
608
صبححي الصال :نفس الرجع ،صا. 255 :
إن صح أنه يقصد ابن شنبحوذ و ابن لمقسم . 609
610
الفكر السالمي ،صا. 264 :
تدوينا و حفظا و قراءة ،ث جعه الصحابةم و وحدوه بإجاع منهم و بطريقةم علمحيةم صحيحةم
سااهت ف حفظه و تنظيمحه ،و ل تس أبدا مضمحون القرآن .المر يتثبحت أن السلمحيم دونوا من
تاريخ القرآن جانبحيم هاميم ،الول هو الانب اللي التعلق بالوحي زمن النب-صلى ال عليه
وسالم ، -فقد ساجلوا لنا تاريخ النزّول و التدوين ،و سااهوا بأنفسهم ف تدوينه وحفظه بيم يدي
رساول ال .و الانب الثان هو الانب البحشري الض بعد وفاة النب-عليه الصلة و السلما، -
فجمحعه الصحابةم و وحدوا مصحفه ،و سااهم العلمحاء السلمحون ف تنقيطه و تقسيم آياته ،و
تديد و ضبحط قراءاته الصحيحةم وفق منهج علمحي صحيح. 611
كمحا أنه ل توجد أيةم مشاكل تتعلق بتاريخ القرآن طمحسها السلمحون على حد زعم أركون ،و
كان عليه أن يذكر لنا شواهد موثقةم إن كان صادقا فيمحا يقول .و القيقةم الثابتةم تارييا ،هي أن
السلمحيم ساجلوا كل ما يتعلق بالقرآن الكري من روايات صحيحةم و ضعيفةم و موضوعةم ،و الدليل
على ذلك أن كتاب الصاحف لب بكر بن أب داود ،هو كتاب متخصص ف تاريخ القرآن ،
مضمحونا و تاريا ،ضم ف طياته روايات كثية فيها الصحيح و البحاطل ،و لو كان السلمحون
طمحسوا الشاكل الت توهها أركون ما دونوا الروايات البحاطلةم الت تقدح ف القرآن و تطعن فيه .و
من أراد التأكد من ذلك فلياجع الكتاب فهو مطبحوع و متداول بيم أهل العلم ،و موجود على
شبحكةم النتنت بالان .
و أما زعمحه بأننا اليوما ل نستطيع العودة إل النص القرآن الفتوح لن السلمحيم الوائل أغلقوه
بشكل نائي (( . 612فهو زعم باطل يندرج ضمحن طريقةم أركون ف التغليط و التلعب
بالصطلحات ،و الفتاء على الشرع و التاريخ و العقل .و هو إما أنه ل يعي ما يقول ،أو أنه
يتعمحد ذلك ،لن القرآن الكري ل يوجد فيه نص مغلق و آخر مفتوح ،فهو كتاب واحد كان
مفتوحا مفوظا مدونا زمن النب-عليه الصلة و السلما ، -فلمحا توف اكتمحل و انغلق نائيا إل البد
مضمحونا و قراءة ،هذه حقيقةم تارييةم ثابتةم متواترة ل شك فيها .أما ما قاما به الصحابةم من جع
و توحيد للمحصحف ،فهو ل يس الت مطلقا زيادة و ل نقصانا ،و إنا صب ف خدمته .و أما
حكايةم أركون من أن السلمحيم أغلقوا القرآن الفتوح فهي خرافةم من خرافات أركون الت ل يل من
تكراراها ،و إذا ل تستح فاصنع ما شئت .
و أما زعمحه بأن مشكلةم الصحف الرسي الغلق أثار )) الكثي من الناقشات و الادلت بعد
ت
موت النب مبحاشرة (( . 613فهو افتاء مفضوح و تمتعمحد ،لن التواتر تارييا أنه ل يدث أي
611
أنظر مثل :صبححي الصال :مبحاحث ف علوما القرآن .
612
الفكر الصول ،صا. 213 :
613
السالما أوروبا ،صا. 79 :
خلف بيم الصحابةم حول مت القرآن و مضمحونه ،بعد وفاة رساول ال-صلى ال عليه وسالم، -و
أن الرصا عليه هو الذي دفع أبا بكر و الصحابةم إل جع كل القرآن بطريقةم علمحيةم منظمحةم ،من
دون حدوث أي خلف و ل معارضةم من احد.
لكن المر الذي حدث و تشبحث به أركون و نفخه و جعده ،و أخرجه من إطاره ،و
عويظفه بطريقته اللتويةم ،الت حولته إل مشكلةم تتعلق بالنص القرآن ،هو اختلف عادي للغايةم ف
وجهات النظر بيم عمحر و أب بكر و زيد بن ثابت –رضي ال عنهم ،-ف شرعيةم جع القرآن ف
مصحف واحد ،و هو عمحل ل يفعله رساول ال ،ث سارعان ما اتفقوا على جع القرآن بعدما تبحيم
لم أهيته و فائدته .هذا هو الذي حدث حول القرآن بعد وفاة النب-عليه الصلة و السلما، -و
ل تيوجد غيه ،و إن كان عند أركون غيه فليأتنا به إن كان صادقا .فذلك الذي حدث ليس
خلفا على مضمحون القرآن و متنه ،كمحا أراد أن تيصيوره أركون ،و إنا هو خلف حول طريقةم
لصيانته و الفاظ عليه ،فهو خلف إيإاب و حرصا تمبحكر لصيانته ،و فيه إحساس بالسؤموليةم تاه
كتاب ال تعال ،و أمةم السالما ،لكي ل تقع فيمحا وقع فيه أهل الكتاب .لكن أركون ل تيعجبحه
ذلك ،فجاء إل هذه الادثةم اليإابيةم العظيمحةم ،و زعم أنا أثارت الكثي من الناقشات و
الادلت الت تتعلق بالنص الرسي الغلق حسب زعمحه ،ليصل إل ما خطط له سالفا من الطعن ف
ت
القرآن بكل الوساائل التاحةم أمامه ،انطلقا من خلفياته الذهبحيةم العلمحاينةم التغريبحيةم الاقدة و الفاقدة
للمحوضوعيةم و الياد العلمحييم .
و من أوهامه أيضا أنه زعم أن السلمحيم ف القرن الرابع الجري تفرضت عليهم نسخةم واحدة
من القرآن ،بعدما حدث إجاع بينهم على ذلك ،بعد فتة طويلةم من الحتجاج و اللف على
شكل و مضمحون النص القرآن(( . 614و قوله هذا وهم و خرافةم ،لن القرآن كان نسخةم واحدة
مضمحونا وقراءة ف حياة النب-عليه الصلة و السلما ، -و ما بعده إل يومنا هذا .و نن نطالب
أركون بتوثيق زاعمحه ،لنتأكد منها و نققها ،لن حادثةم الجاع الت ادعاها ما هي إل وهم و
خيال ،و ل وجود لا ف التاريخ ،فقد بثت عنها طويل و ل أعثر لا على أثر و ل على خبخ .
و أركون نفسه اعتف –ضمحنيا -با قلتته ،و ناقض نفسه أيضا ،عندما ذكر مرارا بأن القرآن
الرسي الغلق هو النص الوحيد الذي تفرض على السلمحيم منذ زمن عثمحان . 615لكن أركون ل يتبحال
ت
بتناقضاته ،الهم عنده أنه تيغالط و تييرف ،بل ملل و ل كلل ،ليطعن ف مضمحون القرآن و
مصداقيته و مصدريته .
و أما الطأ الامس فيتعلق بوقف أهل السنةم و الشيعةم الماميةم من الصحف العثمحان ،
614
تارييةم الفكر ،صا. 94 ،60 :
615
الفكر الصول ،صا . 213 :و السالما أوروبا ،صا. 79 :
616
،بعدما حدثت فذكر أركون أن هؤملء السنةم و الشيعةم أجعوا على صحةم الصحف العثمحان
بينهم مناقشات و صراعات عنيفةم انتهت باتفاقهم على ذلك. 617
و إحقاقا للحق أقول :إن ما قاله أركون غي صحيح ،و تنقضه شواهد كثية ،تتثبحت أن
الجاع الذي حكاه أركون ل وجود له ف الاضي و ل ف الاضر ،لن أهل السنةم و إن أجعوا
على صحةم ما ف الصحف العثمحان ،فإن الشيعةم الماميةم ،ل يقولوا بذلك ،بدليل الشواهد التيةم
:
أولا إن علمحاء الشيعةم الماميةم قالوا صراحةم بتحريف القرآن الكري-الصحف العثمحان، -
منهم :ممحد بن يعقوب الكلين ،و الفيد ،و مسن الكاشان ،و اللسي ،و نعمحةم ال
الزّائري ،و العاصر آيةم ال المحين ،الذي قال ذلك صراحةم ف كتابه كشف الساتار بأن
الصحابةم حيرفوا القرآن. 618
و الشاهد الثان هو أن علمحاء الشيعةم ألفوا كتبحا كثية خصصوها لوضوع تريف القرآن بدون
لف و ل دوران ،منهم :أحد بن ممحد البخقي ،له كتاب التحريف ،و علي بن السن ،له
كتاب التنزّيل من القرآن و التحريف ،و حسن بن ساليمحان اللي له كتاب التنزّيل و التحريف ،و
ممحد بن السن الصيف ،له كتاب التحريف و التبحديل . 619و من متأخريهم الحدثيم :اليزا
ت
حسيم النوري الطبخساي )ت 1320ه ( ،له كتاب شامل مفصل حول موضوع تريف القرآن ،
ساه :فصل الطاب ف إثبحات تريف كتاب رب الرباب ،ث ألف آخر خصصه للرد على بعض
الشبحهات حول كتابه فصل الطاب .و منهم أيضا :الندي ميزا سالطان أحد ،له كتاب
تصحيف كاتبحيم و نقض آيات كتاب تمبحيم ،و الندي ممحد متهد اللكنوي ،له كتاب :ضربةم
حيدريةم ،موضوعه تريف القرآن. 620
و الشاهد الثالث يتمحثل ف حادثةم تارييةم وقعت بيم السنةم و الشيعةم الماميةم ببحغداد سانةم 398
هجريةم ،مفادها أنه عندما حدث بيم الطائفتيم نزّاع اتهت جاعةم من الشيعةم إل الشيخيم السنييم
القاضي أب ممحد الكفان ،و أب حامد السافرايين الشافعي ،و معهم مصحف ادعوا أنه
مصحف ابن مسعود ،فجمحع القاضي الفقهاء و القضاة و العيان ،و عرض عليهم ذلك الصحف
616
نفس الشيء قاله الابري ،فذكر انه ل تيوجد خلف حول القرآن بيم السنةم و الشيعةم ،إل ف التأويل .بنيةم العقل العرب
،صا :هامش صا . 321 :
617
تارييةم الفكر ،صا . 289 :و القرآن ،صا. 12 :
618
الكلين :أصول الكاف ،ج 1صا ، 239 ، 228 :ج 2صا . 619 :و إحسئان إلئي ظهيئ :الشئيعةم و السئنةم ،صا:
. 77و فيصل نور :الشيعةم و السنةم ،مقال على النتنت ف موقع فيصل نور .
619
إحسان إلي ظهي :الشيعةم و السنةم ،صا. 124 ، 123 :
620
نفسه ،صا. 125 ، 124 :
،فوجدوه تيالف الصحف العثمحان ،فأشار أبو حامد السافرايين برقه ،فتحرق بضور الشيعةم ،
فغضبحوا غضبحا شديدا ،و سابحوا من فعل ذلك و دعوا عليه ،فأدى ذلك إل حدوث فتنةم تمدمرة
الطائفتيم. 621
فهذه الادثةم أظهرت عكس ما زعمحه أركون من حدوث إجاع بيم السنةم و الشيعةم حول
الصحف العثمحان ،فهي أثبحتت بأن الصحف الذي أطهره الشيعةم يالف الصحف العثمحان ،ما
جعل أهل السنةم يرقونه .و ليت الؤمرخيم ذكروا لنا متواه بالتفصيل لنطلع على ما فيه و نقارنه
بالصحف الماما البحكري العثمحان الوجود عندنا .
و الشاهد الرابع يتمحثل ف أن القول بتحريف القرآن الكري عند الشيعةم الماميةم هو من
ضروريات مذهبحهم ،الذي ل يثبحت إل بالقول بتحريف القرآن ،لن اعتقادهم بالئمحةم الثن عشر
العصوميم ،الواجب اليان بم و طاعتهم ،و الكافر من ل تيؤممن بم .و اعتقادهم بأن أئمحتهم
يعلمحون ما كان و ما سايكون ،و تكفيهم للصحابةم و لكل من ل يعتقد بذهبحهم ، 622هو أمر
مالف للقرآن و مناقضا له تاما ،ل يثبحت إل بضرورة القول بتحريفه-أي القرآن .-و هذا أمر قد
صيرح به عال الشيعةم العروف بالسيد عدنان ،عندما قال )) :إن القول بالتحريف و التغيي من
السلمحات عند الفرقةم القةم-أى الثن عشريةم، -و كونه من ضروريات مذهبحهم ،و به تظافرت
أخبحارهم((. 623
و الشاهد الخي –أي الامس ، -يتمحثل ف شهادات بعض علمحاء أهل السنةم ،على أن
الشيعةم الماميةم يقولون بتحريف القرآن الكري ،منهم :أبو ممحد ابن حزّما الندلسي ،ف كتابه
الفصل ف اللل و الهواء و النحل. 624و الزّركشي ف كتابه البخهان ف علوما القرآن. 625و ابن
حجر العسقلن ف كتابه فتح البحارئ ،الذي قال فيه :زعم الروافض -منهم الشيعةم الماميةم -أن
كثيا من القرآن )) ذهب لذهاب حلته ،و هو شيء اختلقه الروافض ،لتصحيح دعواهم أن
التنصيص على إمامةم علي و اساحقاقه اللفةم عند موت النب -صلى ال عليه وسالم -كان ثابتا ف
القرآن و أن الصحابةم كتمحوه ،و هي دعوى باطلةم ((. 626
621
ابن كثي :البحدايةم ،ج 11صا. 339 :
622
أنظر :الكلين :الصئول مئن الكاف ،ج 1صا . 258 ، 187 ، 145 :و أبئو السئن النئدوي :صئورتان متضئادتان ،
ط ، 1القاهرة ،دار الصحوة ، 1985 ،صا. 55 :
623
فيصل نور :الشيعةم و السنةم ،على شبحكةم النتنت بوقع فيصل نور .
624
ج 4صا. 139 :
625
ج 2صا. 127 :
626
فتح البحاري ،ج 9صا. 65 :
و من شهادات السنييم العاصرين :إحسان إلي ظهي ،فقد أشارا إل قول الشيعةم الماميةم
بتحريف القرآن ف كثي من كتبحه ،الت منها :الشيعةم و القرآن ،و الشيعةم و السنةم ،و ها كتابان
مطبحوعان ومتداولن بيم أهل العلم ،و ها على شبحكةم النتنت بالان . 627و منهم أيضا :الشيخ
أبو السن الندوي ،فقد أشار إل قول الشيعةم بتحريف القرآن ف كتابه :صورتان متضادتان لنتائج
جهود الرساول العظم عند السنةم و الشيعةم الماميةم. 628
و بناء على ما ذكرناه ،فهل كان أركون يإهل قول الشيعةم الماميةم بتحريف القرآن ،عندما
ادعى أن السنييم و الشيعةم أجعوا على صحةم الصحف العثمحان؟ ،أعتقد أنه ل يكن يإهل ذلك ،
لنه من الستبحعد جدا أن ل يطلع على قول الماميةم بتحريف القرآن و هو قد أطلع على بعض
أمهات مصنفاتم الت نصت صراحةم على التحريف ،منها كتاب الكاف ف الصول للكلين. 629
و إذا كان المر كذلك فلمحاذا قال أركون بالجاع على عدما التحريف؟ ،اعتقد أن أركون ل
يقل ذلك طلبحا للحق ،و ل دفاعا عن القرآن ،لنه سابحق أن طعن فيه و أنكر حقائقه مضمحونا و
تاريا ،و إنا قال ذلك لمر خطي جدا ،خطط له مسبحقا ،مفاده أنه إذا قلنا :إن السنةم و
الشيعةم ل تيإمحعوا على صحةم الصحف العثمحان ،و إن طائفةم منهم تقول بتحريفه ،عساتهل بعد ذلك
معرفةم مصدر الروايات الت ذكرت أن القرآن تعيرض للتحريف ،فتيقال مبحاشرة :إن تلك الروايات
هي من مفتيات الطائفةم الت تطعن ف الصحابةم و القرآن و تقول بتحريفه.
و أما إذا قلنا بالرأي الذي قال به أركون من أن كل من أهل السنةم و الشيعةم اجعوا على
صحةم الصحف العثمحان ،فإنه عيصتعب علينا الطعن ف الروايات الت ذكرت أن القرآن الكري تعيرض
للتحريف من جهةم ،و يستهل القول بصحتها من جهةم أخرى ،بدعوى أنا ظهرت ف وساط
إسالمي مض تممحع على القول بعدما تعرض القرآن للتحريف ،و با أنا ظهرت فيه ،فهي إذا
تتعبخ عن القيقةم و ليست من مفتيات الطائفةم الت تطعن ف القرآن ،لنه ل وجود لا أصل ف
التمحع السالمي .و بذلك يستطيع أركون أن يعتمحد علي تلك الروايات للطعن ف القرآن الكري ،
و إثارة الشكوك و الشبحهات حوله ،و الطعن أيضا ف الجاع الذي زعم أنه حدث بيم السنةم و
الشيعةم ،و ال تعال أعلم بالصواب .
و قولنا هذا الذي ذكرناه عن عدما إجاع السنةم و الشيعةم على صحةم الصحف العثمحان هو
حقيقةم تارييةم و واقعيةم ل نستطيع نفيها ،و علينا أن نعتف با أحبحبحنا أما كرهنا ،أحزّنتنا أما
أفرحتنا ،علمحا بأن ذلك ل يضر القرآن الكري شيئا ،لن القرآن شاهد على صحته بنفسه ،بأنه
627
عن الكتاب السنةم و الشيعةم أنظر صا 65 :و ما بعدها.
628
صا . 92 :
629
أشار إليه ف بعض كتبحه الت رجعت إليها .
مفوظ تمعجزّ ،تمكم ل يأتيه البحاطل من بيم يديه و ل من خلفه ،و أن ال تعال تول حفظه .
و أما الروايات الكذوبةم الت قالت بتحريف القرآن ،فهي روايات مكذوبةم باطلةم قطعا ،لن القرآن
ينقضها و تيدحضها ،و لن الروايات الديثيةم و التارييةم الصحيحةم تردها و تكذبا و تبحطلها .و
لن العقل يكم بعدما صحتها لنا تتالف القرآن و التاريخ و العلم الديث الذي أثبحت وجود
العجاز العلمحي و الرقمحي و التاريي الدامغ ف القرآن ،ما يعن أنه كتاب معجزّ مفوظ ل يأتيه
البحاطل من بيم يديه و ل من خلفه. 630
و أما الطأ التاساع فيتعلق بنظرة أركون إل العلقةم بيم القرآن و التوراة فيمحا يص القصص
القرآن فإنه ادعى بأنه توجد مؤمثرات خارجيةم ف القصص القرآن ،أتته من مصدر موثوق و
صحيح هو التوراة ،و بالتال )) إدانةم الخطاء و التشويهات ،و اللغاءات و الضافات ،الت تيكن
أن توجد ف النسخةم القرآنيةم بالقياس إل النسخةم التوراتيةم ((. 631
و ردا عليه أقول :إن هذا الرحل يتعمحد الفتاء و التغليط ،ل يعي ما يقول ،أو أنه يتعمحد
ذلك .و قوله زعم باطل شرعا و تاريا ،عقل و علمحا ،و هو قول ل يقوله مسلم أبدا ،و
إنا هو قول من ل يدين بالسالما قديا و حديثا بل دليل و ل برهان .و بناء على ذلك فعلى
أركون أن تيعلن صراحةم موقفه القيقي العادي لدين السالما .فعليه أن يفعل ذلك إن كان
موضوعيا مع نفسه و صادقا معها ،و إل فإن كلمه الزّعوما شاهد على أن قائله ل يدين بالسالما
.
و ثانيا إننا ل ننعه من البححث و حريةم الفكر ،لكننا نطالبحه فقط بأن يلتزّما بالوضوعيةم و الياد
العلمحي ،و أن ل يقول إل الق و ل يتبحع أهواءه و ظنونه ،و أوهامه ،لن الكلما الذي نقلناه
عنه ل يت إل العلم ،و ل إل العقل ،و ل إل الشرع ،و ل إل التاريخ بصلةم أبدا ،بدليل
الشواهد و العطيات التيةم :
إن القرآن الكريم قد حسم مسألة العلقة بينه و بين التوراةا و النجيل غير
المحرفرين حسما نهائيا واضحا ل يلبس فيه ،و أكد على أنها علقة وحي رباني جاء
لنقاذ البشرية ،و لتصحيح و تقويم النحرافات التي كانت عند أهل الكتاب ،و يينقذهم
مما هم فيه من ظلل ،فال تعالى الذي أوحى لموسى و عيسى –عليهما السلم ، -
هو نفسه الذي أوحى إلى محمد رسول ا خاتم النبياء و المرسلين-عليه الصلةا و
السلم ، -و ليست هي علقة اقتباس و ل تأثر .و أكد صراحة على أن التوراةا و
الناجيل الحالية قد تعرضت للتزوير و التحريف ،و أن القرآن الكريم هو كتاب إلهي
ك أكأمايمصدق لما بين يديه من الكتاب و مهيمنا عليه .قال تعالى }- :إذلنا أأروأحريأنا إذلأري أ
بق أويأرعيقو أ ح أوالنلبذبييأن ذمن بأرعذدذه أوأأروأحريأنا إذألى إذربأراذهيأم أوإذرسأماذعيأل أورإرسأح أ
أأروأحريأنا إذألى ينو م
630
سابحق التطرق إل ذلك و توثيقه .
631
الفكر السالمي ،صا. 143 :
س أوأهايروأن أويسلأريأماأن أوآتأريأنا أدايووأد أزيبوورا{َ -سورةا ب أوييوني أ أوالأرسأباذط أوذعيأسى أوأألُيو أ
ب قأرد أجاءيكرم أريسوليأنا ييبأيبين لأيكرم أكذثيورا بملما يكنتيرم تيرخيفوأن النساء ، -163/و }أيا أأرهأل ارلذكأتا ذ
ب لُمذبيدن{َ -سورةا المائدةا-15/ اذ ينودر أوذكأتا د ب أويأرعيفو أعن أكذثيمر قأرد أجاءيكم بمأن ر ذمأن ارلذكأتا ذ
ك اللذذيأن ييأساذريعوأن ذفي ارليكرفذر ذمأن اللذذيأن أقايلورا آأملنا بذأ أرفأواذهذهرم ،و }أيا أألُيأها اللريسويل لأ يأرحيزن أ
ب أسلمايعوأن لذقأرومم آأخذريأن لأرم يأأريتو أ
ك أولأرم تيرؤذمن قييلوبيهيرم أوذمأن اللذذيأن ذهايدورا أسلمايعوأن لذرلأكذذ ذ
ضذهم بميأثاقأهيرم ضذعذه{َ )سورةا المائدةا .-41 /و )فأبذأما نأرق ذ ييأحبريفوأن ارلأكلذأم ذمن بأرعذد أمأوا ذ
ظا بملما يذبكيرورا بذذه {َ ضذعذه أونأيسورا أح ور ألعلناهيرم أوأجأعرلأنا قييلوبأهيرم أقاذسيأةو ييأحبريفوأن ارلأكلذأم أعن لمأوا ذ
ضذعذه {َ -سورةا سورةا المائدةا،- 13/و }بمأن اللذذيأن أهايدورا ييأحبريفوأن ارلأكلذأم أعن لمأوا ذ
اذ ثيلمق بمرنهيرم يأرسأميعوأن أكلأأم ر طأميعوأن أأن ييرؤذمينورا لأيكرم أوقأرد أكاأن فأذري د النساء ،- 46/و }أأفأتأ ر
ييأحبريفونأهي ذمن بأرعذد أما أعقأيلوهي أوهيرم يأرعلأيموأن{َ -سورةا البقرةا ، - 75/و }فأأوريدل لبللذذيأن
اذ لذيأرشتأيرورا بذذه ثأأمنا و قأذليلو فأأوريدل لليهم بملما
ب بذأ أريذديذهرم ثيلم يأيقويلوأن هأأذا ذمرن ذعنذد ر
يأركتييبوأن ارلذكأتا أ
ت أأريذديذهرم أوأوريدل للهيرم بملما يأركذسيبوأن {َ -سورةا البقرةا . 79/ أكتأبأ ر
و ثانيها إن التاريخ الصحيح و الضعيف معا قد حسم مسألةم العلقةم بيم القرآن و التوراة و
الناجيل حسمحا نائيا على مستوى التاريخ ،و ذلك أن تاريخ السية النبحويةم -بصحيحها و ضعيفها
–شاهد على أنه ل تكن هناك أيةم علقةم أخذ و ل تأثر و ل تأثي بيم القرآن و تلك الكتب ،و
قد ساعت قريش جاهدة باتاما النب-صلى ال عليه وسالم -بأنه يأخذ من أهل الكتاب ،ففشلت
ف ذلك فشل ذريعا ،و قد ساجل ال تعال دعواها و رد عليها ردا مفحمحا ،و تداها بالقرآن .
و كذلك اليهود ف الدينةم ،فهم مع شدة عداوتم للسالما و نبحيه و السلمحيم ،فإنم ل يإرؤوا
على اتاما رساول ال بأنه يأخذ عنهم ،و هو أقوى سالح ف أيديهم لوكا المر كمحا زعم أركون ،
و با أن قريشا و اليهود عجزّوا ف إثبحات تلك العلقةم الوهومةم الزّعومةم ،مع حرصهم عليها ،و
شدة عداوتم للسالما ،ديل ذلك على أن زعم أركون الذي أخذه عن شيوخه الستشرقيم ،هو
زعم باطل و خرافةم من خرافاته .
و الشاهد الثالث يتمحثل ف أنه ل مال للمحقارنةم بيم القرآن الكري و بيم التوراة و الناجيل ،
من حيث الصحةم و القبحول ف العقائد و الفاهيم ،و التصورات و القصص و الشرائع ،فقصص
القرآن الكري عن النبحياء قصص نظيفةم مثاليةم رائعةم ،مقبحولةم شرعا و عقل ،و ل تتثي أيةم
اعتاضات يأباها العقل ،خلف قصص النبحياء ف كتب اليهود القدساةم-العهد القدي ، -فقد
وصفتهم بأقبحح الوصاف ،ل يتصف با الرجل العادي من الؤممنيم ،فزّعمحت أن نوحا ساكر و
تعرى ،و أن لوطا ساكر و زنا بابنتيه ،و أن داود رقص أماما الرب ،و زن بارته و قتل زوجها ،
و أن ساليمحان كفر وعبحد الصناما . 632فهل يصح ف العقل أن يرتكب النبحياء تلك القبحائح ،و
هم القدوة الذين أرسالهم ال تعالىإل البحشر ليبحلغوهم رساالته ؟ ! .
632
سابحق توثيق ذلك ف البححث الول من الفصل الثان .
و ثالثا إن زعمحه بأن التوراة مصدر موثوق صحيح ،هو زعم باطل و تمضحك ،و قول بل
علم و ل برهان ،يدل على أن صاحبحه بعيد جدا عن الوضوعيةم العلمحيةم .لن الثابت علمحيا أن
التوراة الاليةم ل تكتب زمن موساى-عليه السلما ، -و إنا كتبحت على امتداد ثلثةم قرون على
القل ،بعد موت موساى-عليه السلما -بفتة زمانيةم طويلةم جدا ،مع افتقادها للساانيد ،و جهالةم
تكتابا القيقييم ،و وجود ثلثةم تنسخ متلفةم فيمحا بينها . 633و أما مضمحونا فهو أيضا مرفوض
شرعا و عقل و علمحا ،لنا ملوءة بالتناقضات و الرافات ،و الخطاء العلمحيةم سابحق ذكر طرف
منها ف البححث الول من الفصل الثان. 634
ذلك هو حال التوراة الت وصفها أركون بأنا مصدر موثوق صحيح ،أما القرآن العجزّ الذي
تدى ال به عال الن و النس ،و الذي تديون و تحفظ زمن النب-عليه الصلة و السلما ، -فهو
حسب أركون مشكوك ف مصدريته و أصالته و مضمحونه .و زعم باطل ،ل يت إل العلم ،و ل
إل الوضوعيةم العلمحيةم بصلةم .
و أما قوله بأن هناك شيء واحد أسااساي تييزّ القرآن عن التوراة و الناجيل ،و هو مافظته
على لغته الصليةم –أي العربيةم ، -ف حيم أن الكتب الخرى تترجت تمبحكرا جدا إل اللغةم الغريقيةم
أو تكتبحت با .635فهو كلما فيه صواب قليل ،و تعصب كبحي ،و افتاء كثي ،كل ذلك منعه
من أن يعتف بالفوارق السااسايةم الكثية و العمحيقةم الت يتاز با القرآن الكري على التوراة و
الناجيل و باقي الكتب القدساةم ،مع إقرارنا بأن من تلك الصائص بقاؤه مكتوبا باللغةم العربيةم الت
نزّل با إل يومنا هذا ،كمحا أشار إل ذلك أركون ،و أما الصائص الخرى الت أغفلها أركون
فمحنها:
إن القرآن الكري ظهر ف فتة كان فيها تاريخ البحشريةم قد دخل دائرة الضوء ،و خرج من دائرة
الظلما تقريبحا ،و تكتب و تحفظ زمن النب –عليه السلما، -و وصل إلينا بالتواتر حفظا و تدوينا و
إسانادا و إجاعا. 636
و أما التوراة و الناجيل فهي على العكس من ذلك تاما ،فل أساانيد لا ،و ل لا أصول
موحدة ،و ل تيعرف تكتابا على القيقةم ،و ل تواريخ تدوينها .و ظهرت كلها ف فتات مظلمحةم
633
عبحد الوهاب طويلةم :الكتب القدساةم ،صا 91 :و ما بعدها .و موريس بوكاي :الكتب القدساةم ف ضوء العلئم الئئديث ،
صا. 29 :
634
للتوساع ف ذلك أنظر :موريس بوكاي :نفس الرجع ،صا 39 :و ما بعدها .
635
السالما أوروبا ،صا. 81 :
636
سابحق توثيق ذلك مرارا .
637
من تاريخ البحشريةم تعرفت بالتاريخ القدي ،غلبحت عليها الفت و الروب و الرافات و السااطي
.
و منها أيضا أن القرآن الكري كتاب معجزّ مضمحونا و لغةم و تركيبحا ،بشهادة القرآن نفسه ،و
قد تدى ال تعال به عال الن و النس معا ،و حكم عليهم -منذ نو 15قرنا -بأنم لن
يستطيعوا التيان بثله و لو كان بعضهم لبحعض ظهيا ،و الواقع يشهد على صدق القرآن ف
تديه للجن و النس معا ،فل أركون و ل شيوخه ،و ل أمثاله ،اساتطاعوا الرد على تدي
القرآن ،و ذهبحت كل شبحهاتم و شكوكهم ،و تريفاتم هبحاء منثورا ،و ل تصمحد أبدا أماما
البححث العلمحي الايد النزّيه .و ف العصر الديث أثبحت التفسي العلمحي للقرآن وجود جانب هاما من
جوانب العجاز ف القرآن ،يتعلق بالعلوما الديثةم و علم العداد ،أذهل العلمحاء الختصيم بذلك
العجاز .و هذا أمر ل نده ف أي كتاب من كتب البحشر القديةم ،الدينيةم و العلمحيةم مها ،و
قد سابحق أن ذكرنا ناذج من بعض كتب أرساطو فيها أخطاء و أوهاما علمحيةم كثية .كمحا بينت
دراساات علمحيةم حديثةم وجود أخطاء علمحيةم و مستحيلت ف التوراة و الناجيل ،638هذا فضل عن
كثرة متناقضاتا و خرافاتا وعجائبحها الستحيلةم. 639
ومنها أيضا أن ف القرآن الكري التوحيد الالص الكامل الطلق ل تعال ف صفاته و أفعاله ،
فهو سابححانه منزّه عن النقائص و الشبحيه و الثيل ،له الصفات الثلى و الساء السن ،و اليات
ت
ف ذلك كثية جدا .و أما العهد الديد و القدي ،فإن الول-أي الناجيل -فل تيوجد فيها
توحيد أصل ،فهي كتب تتضمحن ديانةم تثليثيةم وثنيةم .و أما الثانيةم –أي العهد القدي -فتوحيدها
بعيد جدا عن القرآن الكري ،فقد وصفت ال تعال بالنقائص و الصفات القبحيحةم ،و زعمحت أنه
يتعب و يزّن ،و يندما و يشرب المحر،و تيلق ذهنه و يرج الدخان من أنفه. 640
تلك هي بعض الصائص و الفوارق السااسايةم الت يتمحيزّ با القرآن عن كل الكتب القدساةم
،ذكرنا بعضها للرد على أركون ،و إل فإن خصائصه كثية جدا .و هو –أي أركون -مع تيزّه و
إخلله بالنهج العلمحي الوضوعي ،فإنه اعتف بأمر خطي و هاما جدا ،نقض به مزّاعمحه السابقةم
عندما قال )) :و لذا السبحب أقول بأن البححث التاريوي الكاديي أنك نفسه من دون جدوى ،
من اجل تقليص الصحةم الليةم للخطاب القرآن ،و ذلك عن طريق الكثار من ربطه بالرجعيات
637
رؤوف شلب :أضواء على السيحيةم ،صا 21 :و ما بعدها .
638
أنظر :موريس بوكاي :الرجع السابق ،صا 39 :و ما بعدها ،و 104و ما بعدها .
639
سابحق ذكر بعض منها .
640
أنظر :البححث الول من الفصل الثالث .
القديةم (( . 641فهذا اعتاف صريح بفشل دراساات الستشرقيم و تلمذتم ف ساعيهم الثيث
لنكار الصفةم الليةم للقرآن الكري ،و تفسيه تفسيا بشريا ،بدعوى أنه تمقتبحس من كتب اليهود
و النصارى ،لكنهم فشلوا ف ذلك فشل ذريعا ،كمحا فشل من قبحل إخوانم و أمثالم ف العهد
النبحوي و ما بعده.
و أما الطأ العاشر فيتعلق بدى توافق معطيات القرآن الكري مع التاريخ ،فقد زعم أركون
أن الروايات التارييةم القرآنيةم أحدثت أنواعا من اللط و الذف ،و الضافةم و الغالطات بالقياس
إل معطيات التاريخ الواقعي السوس. 642
و زعمحه هذا باطل من أسااساه ،و افتاء تمتعمحد ل دليل له فيه ،لنه أول أن القرآن الكري
ليس كتابا ف التاريخ ،و إنا هو ف السااس كتاب دين ،فيه اليان و الدايةم و التبيةم و أخبحار
النبحياء و اللل و الراما ،و العقائد و الفاهيم ،لكنه مع ذلك أشتمحل على كثي من القائق
العلمحيةم و التارييةم ،ذكرها ال تعال لتؤمدي وظائفها الحددة لا ،من دون التزّاما بذكر الزّمان و
ت
الكان ،و تفاصيلها التارييةم التعلقةم با ،لكنها مع ذلك فهي حقائق صحيحةم ل شك فيها ،و
ليست خلطا و ل حذفا كمحا ادعى أركون.
و أما زعمحه بأن الروايات التارييةم القرآنيةم أحدثت مغالطات ،فهو زعم باطل ل دليل عليه
،و هو عندما أطلق على اليات القرآنيةم لفظ :الروايات القرآنيةم ،تيغالط و تيرف ،بخالفته
للقرآن نفسه ،فهي آيات و ليست روايات ،لقوله تعال )) :كتاب تأحكمحت آياته ث تفصلت
من لدن حكيم خبحي((-ساورة هود . -1و هو الغالط أيضا عندما اتم القرآن بأنه أحدث -با
ذكره من أخبحار -مغالطات ل تتفق مع الواقع التاريي السوس ،من دون أن تيقدما لنا مثال واحدا
صحيحا على صدق دعواه ،و نن نتحداه بأن قيقدما لنا مثال واحدا صحيحا تيدعم به دعواه ،
علمحا بأن الدعوى ل يعجزّ عنها أحد ،ففي إمكان أي إنسان أن يدعي ما يتريد ،لكنه ليس ف
إمكانه إثبحات كل ما يدعيه .و بناء على ذلك فنحن نطالب أركون بأن تيعطي لنا مثال واحد
تيدعم به زعمحه ،على أن يتج علينا بالقائق ل بالوهاما و الشبحهات و ل بأخبحار العهدين القدي
و الديد ،فهي كتب ليست لا قيمحةم تارييةم علمحيةم ،لنا تفتقد إل التوثيق العلمحي ،و ملوءة
بالتناقضات و الرافات ،و الستحيلت و التحريفات. 643
و ثانيا إنه-أي أركون – عندما تسائل :هل زار النب إبراهيم –عليه السلما -مكةم ،مع أن
القرآن يؤمكد ذلك ،و الواقع التاريي ينفيه ؟ ،أجاب بقوله :إن زيارة إبراهيم إل مكةم تتعتبخ
641
القرآن ،صا. 100 :
642
الفكر السالمي ،صا. 203 :
643
أنظر :البححث الول من الفصل الثان .
حقيقةم ل تتناقش بالنسبحةم للوعي الساطوري ،أو النغمحس ف اليال الساطوري ،لكن ذلك )) ل
يعن شيئا تيذكر بالنسبحةم للوعي التاريي الديث الذي يضبحط الوقائع ضبحطا تارييا مققا ((. 644
و ردا عليه أقول :أول إن زعمحه هذا دعوى بل دليل ،أقامها على الظن و الوى ،ل على
العلم و الوضوعيةم و الياد العلمحي ،لن مسألةم زيارة إبراهيم الليل-عليه السلما -إن كان القرآن
أكدها ،و هي حقيقةم ل شك فيها ،و ل تذكرها كتب اليهود و النصارى و غيها ،فإن ذلك
ليس دليل على عدما حدوث الزّيارة ،لمرين أسااساييم ،أولمحا إن تلك الكتب ل تتديون إل بعد
أكثر من 10قرون من زيارة إبراهيم –عليه السلما -إل مكةم الكرمةم .و لنا أيضا أنا تكتب
تفتقد إل التوثيق العلمحي و مليئةم بالباطيل و الرافات و الخطاء العلمحيةم ،بسب التحريف الذي
تعيرضت له ،و كتب هذه حالتها ل يصح شرعا و ل عقل و ل علمحا الحتجاج با أصل .
و المر الثان هو أن عدما ذكر حادثةم ما ف الكتب التارييةم ،ل يعن بالضرورة أنا ل تدث
،و إنا قد يعن ذلك أنا ساقطت بسبحب النسيان و الغفلةم .أو أنا تأهلت لعدما أهيتها عند
الكاتب .أو أنا تأساقطت عمحدا لنا ليست ف مصلحةم الذين ديونوا تلك الكتب ،و ل شك أنه
ليس ف مصلحةم اليهود و ل النصارى أن يذكروا ف كتبحهم زيارة إبراهيم –عليه السلما -إل مكةم ،
لتيقيم بيت ال الراما ،و يتك با ذريته ليكون منها ممحد خات النبحياء و الرساليم –عليه الصلة و
السلما .
و بناء على ذلك فإنه لن يصح زعم أركون ف إنكاره للزّيارة إل إذا أقاما الدليل الادي القاطع
على عدما حدوث الزّيارة ،و هذا لن يظفر به أبدا ،لن الزّيارة حقيقةم و ليست وها و ل خرافةم
،و ل تيوجد ف التاريخ الصحيح ما تيالفها .و أما دعوى أركون فهي الرافةم الت يرفضها البححث
العلمحي الوضوعي الصحيح ،لنه ل تيقمحها عليه ،و إنا أقامها على الظن و الوى .
ث أشار بعد ذلك إل أن العقائد الدينيةم تتاول حايةم حقائقها من مناهج النقد و البححث
التاريي ،لن )) القائق الدينيةم ل تتطابق مع القائق الواقعيةم من تارييةم ،أو فلكيةم ،أو فيزّيائيةم
،أو غيها (( ،لذا فإن العلمحاء من كل الديان ،با فيها السالما ،تياولون منع تطبحيق النهجيةم
التارييةم على النصوصا القدساةم.645
و ردا عليه أقول :أول إن أركون متناقض مع نفسه هنا ،مع ما نقلناه عنه ساابقا عندما زعم
أن التوراة هي مصدر موثوق صحيح ،ث هو هنا تيعمحم حكمحه على كل الكتب الدينيةم با فيها
التوراة ،بأنا تضم حقائق دينيةم ل تتطابق مع حقائق التاريخ و الفلك و الفيزّياء ،فأين صحةم
التوراة الوثوق فيها ؟ .فهذا دليل على أن أركون قال كلمه السابق ليطعن ف القرآن ،و تيساير
644
السالما أوروبا ،صا. 75 :
645
نفسه صا. 75 :
شيوخه السشرقيم ف اتاماتم البحاطلةم للقرآن الكري ،لن كلمه هذا ينقض عليه دعواه السابقةم .
و ثانيا إن ما نقلناه عنه هنا ،ل يصدق مطلقا على السالما رغم أنف أركون الذي يرصا
دائمحا على تسويةم السالما بالديان البحاطلةم ،ليطمحس حقائقه معتمحدا على أوهامه و ظنونه . ،
فالسالما هو دين العلم الذي أقاما النهج العلمحي الصحيح التعدد الطرق الساتدلليةم حسب طبحيعةم
كل علم ،و هذا سابحق أن فصلناه ف الفصل الثان عندما رددنا على دعوى الابري من أن القرآن
ليست فيه طرق اساتدلل ،فل داع لعادته هنا .كمحا أنه قد سابحق أن بينا أيضا أن التفسي
العلمحي للقرآن أثبحت بالدلةم القاطعةم أن القرآن يتضمحن إعجازا علمحيا باهرا ف متلف العلوما الديثةم
،ما ينقض دعوى أركون بأن حقائق القرآن تالف حقائق العلم ،و أن علمحائه تياولون منع تطبحيق
النهجيةم العلمحيةم عليه ،كغيهم من علمحاء الديان الخرى .و افتاء على القيقةم لن علمحاء
السلمحيم الختصيم ف متلف العلوما هم الذين أنشؤموا هيئةم عاليةم للعجاز العلمحي ف القرآن و
السنةم ،و هل من يفعل ذلك ياف من تطبحيق النهج العلمحي على القرآن ؟ ! .و هل من يفعل
ذلك يستطيع إثبحات ما يريد تقيقه إذا كانت حقائق القرآن تتناقض مع القائق العلمحيةم حسب
زعم أركون ؟ ! .
و ثالثا إن السالما نفسه يدعوا إل تطبحيق النهج العلمحي على القرآن نفسه ،و على التاريخ و
الطبحيعةم أيضا ،كقوله تعال }- :أعفعلع يعئتععدبئنتروعن الوتقورآعن عولعوو عكاعن لمون لعنلد عغ ولي الليله لععوعجتدواو لفيله
ف بععدأع اولعولعق تثن اللنهت تينلشتئ اوختللعةفا عكثلةيا{ٍ -ساورة النساء ،-82/و}قتول لسايتوا لف اولعور ل
ض عفانظتتروا عكوي ع
ت لمن قعئوبحللتكوم ن ل ل
النوشأععة اولخعرعة إلنن اللنهع عععلى تكمل عشويء قعديقر{ٍ -ساورة العنكبحوت ، -20/و }قعود عخلع و
ل تسانعقن فعلسيتواو لف العور ل
يم {ٍ -ساورة آل عمحران.-137/ ف عكاعن ععاقبحعةمت الوتمحعكنذبل ع ض عفانوظتترواو عكوي ع
و أشي هنا إل أمر هاما جدا ،مفاده أن كثرا من الكشوفات الثريةم الديثةم أطهرت صدق
ما أخبخ به القرآن الكري عن الضارات و المم السابقةم ،حت أنه ظهر حاليا علم جديد تيسمحى
العجاز التاريي ف القرآن ،ما يزّال ف بداياته الول و له مستقبحل واعد وطريف ،و تمبحشر بنتائج
باهرة ،لو يإد العلمحاء الخلصيم الكفاء التخصصيم ف الثار و اللغات القديةم و التفرغيم له .و
من تلك الكشوفات الت أظهرت ما أخبخ به القرآن بطريقةم تمعجزّة ،اكتشاف مدينةم إرما ذات
العمحاد ،و ما حل بقوما لوط من عذاب و دمار ،و ناة جثةم فرعون الروج ،و ذكر القرآن
لامان ،و غيها من الكشوفات الثريةم. 646
و فيما يتعلق بهامان فإن التوراةا و الناجيل لم تذكر أنه كان معاصرا لموسى-عليه
السلم ، -و إنما ذكر شخصا بهذا السم كان مع أحد ملوك الفرس عاش بعد موسى
بفترةا طويلة .لكن القرآن ذكر صراحة أن هامان كان مع فرعون زمن نبي ا
646
للتوساع ف ذلك أنظر :موساوعةم العجاز العلمحئي فئ القئرآن و السئنةم ،علئى شئبحكةم النئتنت .و علئى موقئع إسائلميات ،.
على نفس الشبحكةم .
موسى-عليه السلم ، -و من اليمقربين منه ،و هو الذي أمره بأن يبني له صرحا ،قال
تعالى } :أوأقاأل فذررأعروين أيا أألُيأها ارلأمألي أما أعلذرم ي
ت لأيكم بمرن إذلأمه أغريذري فأأ أروقذرد ذلي أيا أهاأماين
صرروحا للأعبلي أأطللذيع إذألى إذلأذه يموأسى أوإذبني ألأظيلُنهي ذمأن ارلأكاذذذبيأن{َ - طيذن أفارجأعل بلي أ أعألى ال ب
سورةا القصص ،-38/و عندما ياكتشف حجر رشيد بمصر سنة 1799م و يحلت
طلسم اللغة الهيروغليفية الفرعونية القديمة ،و يعرف تاريخ الفراعنة ،تمكنا من
التعررف على حجر فرعوني هو الن في متحف هوف بالنمسا ،مكتوب عليه اسم
هامان ،و أنه كان من المقربين من فرعون ،و كان مسؤول عن عمال مقالع
الحجار .و هذا وصف يمطابق تماما لما ذكره القرآن ،في وقت كان فيه تاريخ
الفراعنة مجهول تماما لم ييعرف إل بعد اكتشاف حجر رشيد سنة 1799م . 647فهذا
التوافق العجيب ،إعجاز يمذهل يزيد المؤمنين إيمانا ،و يهدي الضالين الموضوعيين
إلى الدين الحق ،و يزيد المتعصبين ضلل و بعدا عن الحق ،لنهم يرفضون الحق
،و يتبعون أهوائهم و ظنونهم و مصالحهم الدنيوية الزائلة ،و ل يظرون في النهاية
إل أنفسهم .
و أما الطأ الخي –أي الادي عشر -فيتمحثل ف أن أركون زعم أننا ))ل نعرف مت بدأ
السلمحون يستخدمون النص القرآن كنص عبحادي ف الصلوات ،و الطقوس ،و ل كيف تطيور ذلك
على مدار التاريخ (( . 648و قوله هذا غي صحيح ،و فيه تعمحد ف التضليل و التدليس ،و
الغفال لقائق التاريخ الثابتةم العروفةم ،و ذلك أن السلمحيم مروا برحلتيم ف العهد الكي ف
قراءتم للقرآن ف الصلة ،فالرحلةم الول كانت قبحل فرض الصلوات المحس ليلةم الساراء و العراج
سانةم 10أو 11هجريةم ،و ف هذه الرحلةم كان السلمحون يقرؤون القرآن ف الصلة و خارجها ،
وهي ليست الصلوات المحس ،و إنا تتمحثل ف قياما الليل الذي كان يقومه النب –عليه الصلة و
ل ل
السلما -و أصحابه الكراما ،بدليل قوله تعال } :عيا أعيئعها الوتمحنزّمتل ،قتلم اللنويعل إلنل قعليةل ،ن و
صعفهت أعلو
ك ص لمونهت قعلليةل ،أعوو لزود ععلعويله عوعرتملل الوتقورآعن تعئورتيل ( -ساورة الزّمل -4-1/و }إنن كربن ك
ك يكجععلكمم أكن ك انتق و
صكفهم كوثمجلمثكهم كوكطائإكف ة مكن النإذيكن كمكع ك إ
ك كواللنهم يمجكقمدمر اللنعيكل كوالنجكهاكر { - تكجمقومما أكعدكنى من ثمجلمثكإي اللنعيإل كونإ ع
سورة المزمل ،-20/و هذه السورة-أي الزّمل -هي ساورة مكيةم من أوائل ما نزّل من القرآن ،و
تأت ف الرتبحةم الثالثةم ف النزّول ،و قد اسرت هذه الرحلةم نو 10سانوات .و أما الرحلةم الثانيةم
فبحدأت بفرض الصلوات المحس ليلةم الساراء و العراج ،و قراءة القرآن فيها واجب ،و ل صلة إل
بقراءة القرآن . 649و بذلك يتبحيم أن أركون كان معتمحدا فيمحا ادعاه من باطل ،مع أن المر واضح
647
هارون ييح :معجزّات القرآن ،صا 58 :و ما بعدها .
648
القرآن ،هامش صا . 155 :
649
ابن كثي :تفسي القرآن العظيم ،ط ، 1دار السئلما ،الريئئاض ، 1414 ،ج 4صا . 365 ،262 :و ممحئئد رمضئان
البحئئوطي :فقئئه السئئية ،دار الفكئئر ،الزّائئئر ، 1991 ،صا . 108 :و السئئيد سائئابق :فقئئه السئئنةم ،دار اليئئل ،بيوت ،
،1995ج 1صا. 102 :
ثابت ،و معروف تمديون ف كتب السية و التاريخ ،و التفسي الفقه .
و قبحل إناء مبححثنا هذا تأشي إل ثلثةم أمور هامةم جدا ،أولا إن أركون ف طعنه ف القرآن
الكري ،و إثارة الشكوك و الشبحهات حوله هو يسي على تخطى أسالفه من القدماء و الحدثيم
ت
الطاعنيم ف القرآن ،و ذلك أن قريشا هي أول من طعن ف القرآن الكري ،و ساعت جاهدة للرد
عليه و إبطاله ،و إيإاد تفسي بشري له ،فعجزّت و فشلت فشل ذريعا ،و اساتسلمحت ف النهايةم.
ث لا انتصر السالما ،و أظهره ال تعال على الدين كله ،طعن فيه أهل الذمةم ،منهم :النصران
تيوحنا الدمشقي)ت 133ه ( ،كان من رجال الكنيسةم الشرقيةم ،و عاش ف البحلط الموي
بدمشق ،و كان تيتقن اللغةم العربيةم ،و له معرفةم بالعلوما الشرعيةم ،و الفلسفةم اليونانيةم ،صنف كتابا
ساه :ينبحوع العرفةم ،مله بالطعن ف السالما ما أشبحع به غليله و حقده و تعصبحه على السالما و
رساوله و أتبحاعه ،فشكك ف أن يكون السالما امتدادا لنفيةم إبراهيم -عليه السلما ، -و ادعى أن
السالما هو هرطقةم مسيحيةم يقوما على عقيدة النساطرة ،ف القول ببحشريةم السيح ،و قال أن
النب-عليه الصلة و السلما -كانت معرفته بالعهدين القدي و الديد ضعيفةم ،و وقع على ذلك
مصادفةم ،و أنه أخذ عن الراهب الريوساي بيى .و زعم أيضا أن القرآن نتاج لحلما اليقضةم ،
لن الرساول تلقاه و هو نائم. 650
و بتلك الباطيل و السااطي و الغالطات وضع تيوحنا الدمشقي أسااسايات الدل السيحي ضد
السالما ،و قد ساار على طريقته من جاء بعده من النصارى الطاعنيم ف القرآن إل يومنا هذا .و
منهم أيضا :تيودور أبو قرة ،و هو من تلميذ تيوحنا الدمشقي ،و عبحد السيح الكندي )ت ق:
4ه ( ،صنف رساالةم عن السالما ،طعن فيها ف القرآن الكري و النب-عليه الصلة و السلما، -
و قد نشرها النصرون ف العصر الديث ،لتعليم النصارى أسااليب مادلةم السلمحيم حول القرآن و
الرساول-651صلى ال عليه وسالم. -
و أما الدثون الطاعنون ف القرآن مضمحونا و تاريا ،فهم كثيون جدا ،على رأساهم
الستشرقون ،و هؤملء لم حركةم فكريةم اساتشراقيةم عاليةم ،لا من العمحر أكثر من 200سانةم ،و
تلك قدرات بشريةم و ماديةم هائلةم .ركزّت أسااساا على الدراساات السالميةم عامةم ،و القرآنيةم
خاصةم ،متبحعةم طريقةم تيوحنا الدمشقي مع الختلف ف الوساائل و المكانات و الظروف ،فكتبحوا
ف مصادر القرآن و تاريه ،و أرجعوه إل الوساط الوثن العرب ،و اليهودي النصران ،و الزّرادشت
و الندي القدي ،فعلوا كل ذلك لنفي الصفةم الليةم عن القرآن .و من الستشرقيم الذين كتبحوا ف
ذلك الوضوع :ساانت كلي ،و ساايدر ساكاي ،و ويلم وير ،و آرثر جفري ،و إبراهاما جيجر ،
650
عبحد الرحن ممحد عبحد السن :الغارة التنصييةم على أصالةم القرآن الكري ،صا 19 :و ما بعدها .
651
نفس الرجع ،صا. 23 :
وفسنك. 652
و أما الذين كتبحوا منهم ف تاريخ القرآن فمحنهم :بواتيه ،له كتاب تاريخ القرآن ،و إدوارد
سال ،له كتاب التطور التاريي للقرآن ن أصدره سانةم ، /1898و اليهودي جولد تزّهي ،له
كتاب :تاريخ النص القرآن ،أصدره سانةم 1860ما. 653
و هؤملء هم على طريقةم كفار قريش ،و تيوحنا الدمشقي و أمثاله ،و قد أعياهم البححث من
أن يصلوا إل حقائق لتأييد مزّاعمحهم ،فلم يصلوا إل إل الوهاما و الظنون ،و الرفات و السااطي
ف إنكارهم لنبحوة ممحد –عليه الصلة و السلما، -و طعنهم ف القرآن الكري ،فبحاؤوا بفشل ذريع و
إخفاق تاما .لن القرآن الكري ل يقبحل التفسي البحشري أبدا ،فهو كمحا تدى القدميم و أعجزّهم
،فهو ما يزّال يتحدى العاصرين و تيعجزّهم ،و سايبحقى كذلك إل أن يرث ال الرض و من
عليها .و هؤملء الستشرقون هم شيوخ أركون الذين ساار على نجهم و دربم ف طعنه ف القرآن و
إثارة الشكوك و الشبحهات حوله ،و قد ذكرنا على ذلك أمثلةم كثية جدا ،تبحيم منها أن الرجل
أعاد تكرار أباطيل شيوخه و أسالفه .
و أما المر الثان فيتعلق بطبحيعةم فكر أركون ،فإنه كثيا ما كان يصف السالما بالساطوريةم ،
و يصف فكره هو بالعلمحيةم ،لكن المر الاما الذي تبحيم ل هو أن فكر أركون تتثل فيه الساطورة
جانبحا كبحيا ،فوجدته فكرا مبحنيا على كثي من الظنون ،و الوهاما و الرافات ،يرد با القائق
الشرعيةم و التارييةم ،و العقليةم و العلمحيةم .و نن وصفنا فكره بذلك بناء على مناقشاتنا له ،
وردودنا عليه ،و دحضنا لزّاعمحه .
و المر الخي-أي الثالث -يتعلق بالنهج الذي اتبحعه أركون فيمحا كتبحه عن القرآن الكري ،فقد
تبحيم ل ما كتبحه أركون عن القرآن أنه منهج تيزّ بصائص سالبحيةم كثية ،منها إنه أغفل و أبعد
القرآن و السنةم من أن يكونا مصدرين أسااساييم ف أباثه عن القرآن .و إنه أغفل و أبعد الخبحار
التارييةم الصحيحةم الت تتعارض مع ظنونه و خلفياته الذهبحيةم .و إنه أكثر من البحالغات ،و
الفتيات و التقزّيات من دون أي ساند علمحي صحيح .و إنه كان سالبحيا تاه شيوخه الستشرقيم
ف موقفهم من القرآن من جهةم ،و متهجمحا هو عليه و تمثيا حوله الشبحهات و الشكوك ،من
جهةم أخرى .
تلك هي بعض خصائص منهج أركون الذي طبقه على القرآن و علومه و
تاريخه ،و هو منهج قد انتقده القرآن و ذمه ،و فضح أهله منذ أكثر من 14قرنا ،في
ق أوأأنتيرم تأرعلأيموأن{َ
ق ذبارلأباذطذل أوتأركتييموأن ارلأح ل
ب لذأم تأرلبذيسوأن ارلأح ل
قوله تعالى } :أيا أأرهأل ارلذكأتا ذ
-سورةا آل عمران ،-71/فهذه الية وحدها فضحت منهج اليهود و النصارىَ و الذين
652
نفس الرجع ،ة. 80 ،78 ،73 :
653
نفس الرجع ،صا. 75 :
على شاكلتهم قديما وحديثا ،فهؤلء ييلبسون الحق بالباطل ،و يكتمون الحق و هم
يعلمون أنه حق .و من ذلك أيضا قوله تعالى } :ذإن يأتلبذيعوأن إذلل الظللن أوأما تأرهأوىَ
س أولأقأرد أجاءيهم بمن لرببذهيم ارلهيأدىَ{َ -سورةا النجم، -23/و هذا ينطبق على أركون ار أ
لنفي ي
و شيوخه في دراساتهم عن السلم ،فهم في ذلك يمتبعون لهوائهم و ظنونهم ،
ييجادلون في القرآن بغير علم و ل هدىَ و ل كتاب منير ،مصداقا لقوله تعالى :
ب لُمذنيمر{َ -سورةا الحمج.-8/ اذ بذأغريذر ذعرلمم أوأل هيودىَ أوأل ذكأتا م
س أمن ييأجاذديل ذفي ل
}أوذمأن اللنا ذ
فهذه اليات و غيرها تنطبق تماما على أركون و شيوخه في منهجيتهم غير العلمية
في تعاملهم مع القرآن مضمونا و تاريخا ،و هم بإصرارهم عليه ييجسدون الدليل
المادي على صدق القرآن الكريم في انتقاده و فضحه لهم من جهة ،و يشهدون على
أنفسهم على صدق ما قاله القرآن فيهم من جهة أخرىَ .
و اساتنتاجا ما ذكرناه ف مبححثنا هذا ،يتبحيم جليا أن أركون وقع ف أخطاء تارييةم كثية تتعلق
بالقرآن الكري مضمحونا وشكل و تاريا ،ذكرنا منها ناذج كثية جدا ،ناقشناه فيها و نقضناها
عليه ،كانت أسابحابا –ف الغالب -ساوء النيةم و اللفيات الذهبحيةم الغرضةم ،و النراف النهجي
.
ثانيا :الخأطاء التاريخية المتعلقة بالشريعة و السنة السيرة :
ت على طائفةم من الخطاء التارييةم التعلقةم بالشريعةم السالميةم ،و السنةم النبحويةم ،و السية
عثر ت
الطهرة ،وقع فيها البحاحثان ممحد أركون و ممحد عابد الابري ،هي ف معظمحها من أخطاء أركون
.ففيمحا يص الخطاء التعلقةم بالشريعةم ،فهي كلها من أخطاء أركون ،أولا إنه زعم أن التقضاة
ف النصف الول من القرن ،الول الجري كانوا يستوحون أحكامهم من العراف الليةم قبحل
السالما ،و من أرائهم الشخصيةم ،و أما )) الرجوع إل القانون القرآن فلم يدث إل بشكل
متقطع ،و ليس بشكل منتظم كمحا حاولت الروايةم الرسيةم أن تشيعه ((. 654
و قوله هذا زعم باطل ،و دعوى بل دليل من الشرع و ل من العقل و ل من التاريخ ،و
كان عليه أن تيوثقها من مصادرنا إن كان صادقا فيها ،لكنه ل يفعل ذلك لنه ليس له بيم يديه
إل الدعاوى و الغالطات و الشبحهات الت أخذها عن شيوخه .مع العلم أن الثابت شرعا و تاريا
أن القضاء ف العهدين النبحوي و الراشدي كان مصدره القرآن أول ،و السنةم النبحويةم ثانيا ،و
الجتهاد القائم عليهمحا ثالثا . 655فالشريعةم السالميةم كانت هي مصدر القضاء ،و هو جزّء
أسااساي ل يتجزّأ منها ،أما حكايةم العراف الليةم فهي ل تكن أصل ف القضاء و ل فرعا منه
أبدأ ، 656لكنها ربا توجدت ف حالت فرديةم تتعلق باجتهادات القاضي تندرج ضمحن ما يتعرف
654
تارييةم الفكر ،صا. 297 :
655
ممحود الفضيلت :القضاء ف صدر السالما ،دار الشهاب ،الزّائر ،د ت ،صا. 100 :
656
أنظر :نفس الرجع .
بالعرف عند الفقهاء .و هذا تيالف تاما ما ذهب إليه أركون الذي حيول البحةم الصغية جدا إل
قبحةم كبحية جدا ،جعل الساتثناء الجتهادي النادر إل قاعدة أسااسايةم عامةم يقوما عليها القضاء ف
صدر السالما .و زيادة ف إبطال زعمحه أورد الشواهد التيةم :أولا إن القرآن الكري تكلم عن
القضاء أمرا و تشريعا و تطبحيقا ف آيات كثية جدا ،كقوله تعال } :عولع تعأوتكلتواو أعومعوالعتكم بعوئيئنعتكم
لبالوعبحالطلل عوتتودلتواو لعبا إلعل اولتنكالما للتعأوتكلتواو فعلريةقا مون أعومعوالل الننالس لبالل ولث عوعأنتتوم تعئوعلعتمحوعن{ٍ -ساورة البحقرة/
ت تيعمكتمحوعك لفيعمحا عشعجعر بعوئيئنعئتهوم تثن لع عليإتدواو لف عأنتفلسلهوم ل
ك لع يئتوؤممتنوعن عح نع
، -188و}-فعلع عوعربم ع
ب لباولعمق حرجا منما قعضيت ويسلممحواو تعسلليمحا{ٍ -ساورة النساء ، -65/و}إلننا عأنزّلوعنا إللعي ع ل
ك الوكعتا ع ع و عو ع ع ت ع ت و ة عع ة
ل لل ل ل
يم عخصيةمحا{ٍ -ساورة النساء ، 105/و } عوعمن نلو يم الننالس عبا أععراعك الليهت عولع تعتكن لمولعخآئن ع لتعوحتكعم بعئ و ع
ل
ل
ك تهتم الوعكافتروعن{ٍ -ساورة الائدة ،-44/و } ،عفاوحتكم بعوئيئنعئتهم عبا عأنعزّعل الليهت عويتكم ل عبا عأنعزّعل الليهت فعأتوولعئل ع
عولع تعئتنبحلوع أعوهعواءتهوم ععنمحا عجاءعك لمعن اولعمق للتكلل عجععولعنا لمنتكوم لشورععةمة عولمونئعهاةجا {ٍ -ساورة الائدة -48/و،
ل ل ل
يم الننالس عأن عوتتكتمحواو لبالوععودل إلنن الليهع و}إلنن الليهع يعأوتمترتكوم عأن تتؤميدواو الععماعنات إلعل أعوهلعها عوإلعذا عحعكومحتتم بعئ و ع
صةيا{ٍ -ساورة النساء ، - 58/و}-تثن عجععولعناعك عععلى عشلريععنةم معن نلعلنمحا يعلظتتكم بلله إلنن الليه عكاعن علسيعا ب ل
ة ع ع ع
ل
اولعوملر عفاتنبحلوععها عوعل تعئتنبحلوع أعوهعواء النذيعن عل يعئوعلعتمحوعن{ٍ -ساورة الاثيةم ، 18/هذا فضل عن آيات
الحكاما التفصيليةم التنوعةم التعلقةم بالتجارة و الدود و الياث .فالقرآن إذاة هو الصدر السااساي
الول للقضاء ف السالما و تاريه .
و الشاهد الثان هو من السنةم النبحويةم ،فقد كان النب-عليه الصلة و السلما -هو القاضي
الول ف زمانه بأمر من ال تعال ،فكان يكم بيم السلمحيم و يتطبحق عليهم الشريعةم السالميةم ف
متلف جوانب الياة .و كانت له أفضيات كثية جدا ،دونتها كتب الديث و السية و
الفقه . 657كمحا أنه كان للنب-عليه الصلة و السلما -قضاة عينهم على النواحي و القاليم ،منهم
:عمحر بن الطاب ،و علي بن أب طالب ،و تمعاذ بن جبحل -658رضي ال عنهم . -و من
أقواله ف القضاء أنه عليه الصلة و السلما كان يقول )) :ل يكم أحد بيم اثنيم و هو غضبحان
(( ،و )) و إذا تقاضى إليك اثنان فل تقضي للول حت تسمحع كلما الخر ،فسوف تدري
كيف تقضي((. 659
و الشاهد الثالث يتعلق بالقضاء زمن اللفاء الراشدين ،فقد توساع القضاء ف زمانم ،و
تاساتحدثت فيه أشياء كثية ،لكنه مع ذلك ظل قضاء إسالميا صرفا ،يقوما أسااساا على القرآن و
657
للتوساع أنظر :ممحود الفضيلت :الرجع السابق ،صا. 45 :
658
أح ئئد ب ئئن حنبح ئئل :الس ئئند ،ج 1صا . 156 :و خليف ئئةم ب ئئن خي ئئاط :تاري ئئخ خليف ئئةم خي ئئاط ،ج 1صا . 14 :و ممح ئئود
الفضيلت :نفس الرجع ،صا 74 :و ما بعدها .
659
التمذي :السنن ،ج 3صا . 618 :و اللبحان :الامع الصغي و زياداته ،ج 1صا. 1360 ، 44 :
السنةم أول ،و ما أجع عليه الصحابةم ثانيا ،و على الجتهاد الفردي ثالثا. 660
و الشاهد الرابع يتمحثل ف الدليل العقلي ،ومفاده أنه با أن التمحع ف النصف الول من القرن
الول الجري كان متمحعا إسالميا يقوما أسااساا على القرآن و السنةم النبحويةم ،تشريعا و تطبحيقا ،فل
يصح عقل و ل شرعا الزّعم بأن القضاة السلمحيم أهلوا التشريعات القضائيةم الوجودة ف القرآن و
السنةم ،و اعتمحدوا على اجتهادا تم الاصةم ،و العراف الليةم القديةم .
و أما الشاهد الخي –أي الامس ، -فيتمحثل ف قول لركون ينقض زعمحه الذي نقلناه
عنه ساابقا ،يقول فيه :إنه لا توقف الوحي بوفاة النب أصبحح القرآن )) تيرجع إليه من أجل تديد
العايي الخلقيةم ،و السياسايةم ،و الشعائريةم ،و القضائيةم ،الت ينبحغي أن تتحكم منذ الن
فصاعدا بفكر كل مسلم (( . 661فهذا رد دامغ من أركون على نفسه ،و هو كاف وحده لدحض
ما ادعاه ساابقا ،لكن الرجل ل يعي ما يقول ،أو أنه يتعمحد الوقوع ف التناقضات و ل يتبحال
با من أجل الوصول إل ما يتريد .و خلصةم ما ذكرناه هي أن القضاء ف صدر السالما كان
قضاء إسالميا مضا قائمحا أسااساا على الكتاب و السنةم .
و الطأ الثان زعم فيه أركون أن عمحليةم الرور من مرحلةم الازات القرآنيةم إل )) مرحلةم إناز
القوانيم الصارمةم الواضحةم الت هي الشريعةم السالميةم (( تت ف مناخ تأساطوري. 662
و قوله هذا وهم و خرافةم ،ل دليل عليه من الشرع و ل من التاريخ ،لن القرآن الكري كله
حقائق بجازاته و تشبحيهاته و بختلف أسااليبحه التعبحييةم ،على ما سابحق أن بيناه ف الفصل الثان .و
لن الشريعةم هي أيضا حقائق ثابتةم على مستوى النصوصا و التطبحيق ،و تاريها معروف موجود ف
القرآن و السنةم ،و كتب الفقه و التاريخ. 663
و كذلك الفقه السالمي 664فتاريه معروف وتمديون ظهر تمبحكرا زمن النب-عليه الصلة و
السلما ، -عندما كان الصحابةم يطبحقون السالما ظاهرا و باطنا ،ث ازدهر أكثر زمن اللفةم
الراشدة و ما بعدها ،عندما توساعت الدولةم السالميةم ،و كتثرت الشاكل و القضايا ،و ازدهرت
الركةم العلمحيةم بشكل كبحي على أيدي الصحابةم و تلمذتم و من جاء بعدهم . 665كل ذلك ت ف
660
ممحود :الفضيلت :الرجع السابق ،صا. 259 ، 218 ، 204 ،172 :
661
الفكر السالمي ،صا. 73 :
662
تارييةم الفكر ،صا. 299 :
663
أنظئئر مثل :ممحئئد الزّفئ ئزّاف :التعريئئف بئئالقرآن و الئئديث ،ة 250 :و مئئا بعئئدها .و عمحئئر سائئليمحان الشئئقر :تاريئئخ الفقئئه
السالمي ،صا 35:و ما بعدها .و ممحود الفضيلت :القضاء ف صدر السالما ،صا 47 :و ما بعدها .
664
أركئئون ل يتفئئرق بيمئ الشئريعةم و الفقئئه السائئلمي ،و قئئد سائبحق أن تناولنئئا هئئذا الوضئئوع فئ الفصئئل الثئئان ،و رددنئئا فيئئه علئئى
أركون .
665
أنظر نفس الراجع السابقةم .
ظروف بشريةم عاديةم للغايةم ،و ف مناخ اخوي إيان ل مال فيه للمحناخ الساطوري الذي توهه
أركون من دون دليل من الشرع و ل من العقل و ل من التاريخ .
و أما الطأ الخي-أي الثالث -فيتمحثل ف زعم أركون بأن القانون -أي الفقه السالمي-
تاساتلحق بالشريعةم . 666و قوله هذا باطل شرعا و تاريا ،لن الفقه السالمي أو القانون كمحا ساه
أركون تمكون من فقهيم ،ها :فقه الشريعةم ،و فقه الجتهاد ،الول جزّء ل يتجزّأ من الشريعةم ،
و بعن آخر من دين السالما ،ظهر بظهوره لنه جزّء منه .و الثان هو فقه بن على فقه الشريعةم
،و تاساتنبحط منها ،و بعن آخر هو ثرة لا ،و هو التاث الفقهي السالمي الذي أنتجه علمحاء
السالما .و هو أيضا قد ظهر تمبحكرا زمن النب –عليه الصلة و السلما ، -على أيدي أصحابه ،
ث اتسع ماله فيمحا بعد. 667فالفقه السالمي ل تيستلحق بالشريعةم كمحا زعم أركون ،و إنا هو ثرة
أصيلةم لا ،و لولها ما ظهر هذا الفقه ،و علمحاء المةم تيفرقون جيدا بيم الشريعةم كدين ،و بيم
الفقه كاجتهاد تمستنبحط منها. 668
و أما الخطاء التارييةم التعلقةم بالسنةم النبحويةم ،فهي من أخطاء أركون و الابري معا ،فمحن
أخطاء الول أنه زعم بأنه حسب العلومات و الوثائق التوفرة لدينا فإن الليفةم عمحر بن عبحد العزّيزّ
التوف سانةم 99ه717/ما ،هو أول من اساتخدما مصطلح السنةم بعن الديث النبحوي ،و كان
ذلك ف سانةم 80ه700/ما. 669
و قوله هذا غي صحيح تاما و يتضمحن أخطاء تارييةم ،لنه أول قال :إن الليفةم عمحر بن
عبحد العزّيزّ اساتخدما عبحارة :السنةم سانةم 80هجريةم .و هذا غي صحيح لن الذي كان يكم
الدولةم المويةم ف هذه السنةم هو الليفةم عبحد اللك بن مروان ) 86-65ه( ،و عمحر بن عبحد العزّيزّ
ل يتول اللفةم إل ف سانةم 99ه .كمحا أنه –أي أركون -أشار إل أن عمحر بن عبحد العزّيزّ توف
سانةم 99ه717/ما ،و هذا غي صحيح ،فقد مات سانةم 101ه719/ما. 670
وثانيا إنه ليس عمحر بن عبحد العزّيزّ هو أول من اساتخدما مصطلح السنةم بعن الديث النبحوي،
فهذا مصطلح اساتخدمه النب نفسه-عليه الصلة و السلما ، -فقد ورد اساتخدامه ف أحاديث
666
الفكر الصول ،صا. 23 :
667
أنظر :عمحر ساليمحان الشقر :تاريخ الفقه السالمي ،صا 55 :و ما بعدها .
668
أنظر مثل :الشقر :تاريخ الفقه ،صا 75 ،71 :و ما بعدها .
669
الفكر السالمي ،صا. 22 :
670
ابن العمحاد النبحلي :الشذرات ،ج 2صا. 5 :
كثية ، 671منها قوله عليه الصلة و السلما )) :فمحن رغب عن سانت فليس من ((. 672
و أما اساتخدامه زمن الصحابةم فقد كان منتشرا بينهم ،بدليل رساالةم عمحر بن الطاب ف
القضاء ،الت ورد فيها مصطلح السنةم بعن الديث النبحوي ،و هي رساالةم صحيحةم الساناد
ذكرتا مصادر إسالميةم كثية. 673
و بذلك يتبحيم أن ما ادعاه أركون غي صحيح ،مضمحونا و توثيقا ،فعجبحا منه كيف يقول :
)) و ف هذه الالةم الراهنةم لعلوماتنا و الوثائق الت نتلكها ،ند أول اساتخداما لتعبحي سانةم النب ل
يصل إل عاما 80ه700/ما(( . 674ث هو ل يذكر لنا أي مصدر من الصادر الزّعومةم ،و ل
تيوثق دعواه .مع أن القيقةم أن الصادر التوفرة تالف زعمحه تاما ،و قد ذكرنا بعضها .فل هو
ذكر وثائقه الزّعومةم ،و ل وثق دعواه ،و ل اساتثن الصادر الت تالف زعمحه .
و الطأ الثان زعم فيه أركون أن الديث النبحوي ما هو إل اختلق مستمحر ،ما عدا بعض
النصوصا القليلةم الت يصعب تديدها و حصرها . 675و قوله هذا غي صحيح ف معظمحه ،لن
الديث الصحيح هو الصل ،و الضعيف هو الساتثناء ،و ليس كمحا زعم أركون عندما قلب
الوضع .لن الحاديث الضعيفةم و الكذوبةم ل تظهر و ل تنتشر إل بعد انتشار الحاديث
الصحيحةم بيم السلمحيم ،بدليل الشواهد التيةم :
أولا إن السنةم النبحويةم كانت منتشرة بيم السلمحيم منذ زمن النب-عليه الصلة و السلما –
لنا هي الفسرة للقرآن و الطبحقةم له على أرض الواقع ،و كان السلمحون ف حاجةم ماساةم إليها ،
ت
لذا نص القرآن الكري ف آيات كثية على وجوب إتبحاع السنةم النبحويةم و اللتزّاما با.
و الشاهد الثان هو أن السنةم النبحويةم كانت منتشرة بشكل واساع زمن اللفةم الراشدة ،بسب
حب السلمحيم لا و حاجتهم الاساةم إليها ،و حث القرآن الكري على وجوب إتبحاعها ،و إكثار
بعض الصحابةم من التحديث بالسنةم النبحويةم ف مالس العلم و غيها. 676
و الشاهد الثالث يتمحثل ف أن السنةم النبحويةم كان كثي منها مدونا ف صحف و رقاع شخصيةم
ف القرن الول الجري ،ث زاد عددها عندما أمر الليفةم عمحر بن عبحد العزّيزّ بتدوين الديث
671
أنظر مثل :ابن ماجةم :السنن ،ج 1صا . 16 :و مالك ابن أنس :الوطأ بروايةم ممحد بن السن ،ط ، 1دار الفكر ،
دمشق ، 1413 ،ج 2صا. 427 ،184 :
672
البحخاري :الصحيح ،ج 5صا. 1949 :
673
أنظئ ئئر مثل :ابئ ئئن تيمحيئ ئئةم :منه ئئاج الس ئئنةم ،ج 6صا . 71 :و ال ئئدارقطن :الس ئئنن ،ج 4صا . 207 ، 206 :الطي ئئب
البحغدادي :تاريخ بغداد ،ج 10صا . 449 :و اللبحان :متصر إرواء الغليل ،ج 1صا. 521 :
674
الفكر السالمي ،صا. 22 :
675
تارييةم الفكر العرب ،صا. 297 :
676
ممحد عجاج الطيب :السنةم قبحل التدوين ،صا 75 :و ما بعدها .
النبحوي .677و بناء على الشواهد الت ذكرناها فإنه با أن السنةم النبحويةم هي الفسرة للقرآن و الطبحقةم
له ،و الشرع أمر باللتزّاما با ،و حاجةم السلمحيم إليها ماساةم ،فإن ذلك يعن –بالضرورة -أن
السنةم الصحيحةم كانت معروفةم و مطبحقةم و منتشرة بيم السلمحيم بكثرة قبحل الفتنةم الكبخى)-35
41ه( و بعدها .
و بناء على ذلك فإنه ل يصح شرعا و ل عقل و ل تاريا القول با زعمحه أركون من أن
الديث النبحوي كان اختلقا مستمحرا ل يصح منه إل القليل الذي يصعب تييزّه و حصره .و إنا
الصحيح هو عكس ما زعمحه أركون تاما من أن السنةم الصحيحةم هي الصل و الكثر انتشارا و
تداول .ث لا انتشر الكذب على الرساول-عليه الصلة و السلما – تصدى له علمحاء الديث و
بذلوا جهودا كبحية مضنيةم لتنقيةم السنةم و تييزّ صحيحها من ساقيمحها ،وفق منهج علمحي نقدي
كامل جع بيم نقد الساانيد و التون معا . 678و هذا أمر أغفله أركون معتمحدا على التقزّي و
الغفال ،و التغليط و التدليس ،و التحريف و التهويل .
و الطأ الثالث زعم فيه أركون أن الحاديث النبحويةم كانت تتثار و تتستحضر طبحقا لاجيات
)) اللحظةم و الوساط مشفوعةم بإساناد تمتغي لن يستقر قبحل القرن الرابع الجري(( . 679و قوله هذا
فيه خطأ كثي و صواب قليل ،جعله تييول البحةم الصغية إل قبحةم كبحية ،لن الصل ف الحاديث
النبحويةم هو الصحةم و النتشار بيم السلمحيم و ليس العكس ،فلمحا انتشر الكذب تول علمحاء المةم
مهمحةم الفاظ على السنةم و تنقيتها و تقيقها .لكن أركون أغفل ذلك و ضخم دور الكذابيم ف
إفساد الديث النبحوي ،و هذا عمحل ليس من النهج العلمحي الوضوعي ف شيء .
وأخطأ أيضا عندما عمحم حكمحه على الساانيد و زعم أنا لن تستقر قبحل القرن الرابع الجري
.و هذا غي صحيح لن أساانيد الحاديث الصحيحةم كانت ثابتةم معروفةم لدى أهل العلم ،ول
تتعرض للتغيي و ل للتحريف.و ليس صحيحا أنه ل تستقر قبحل القرن الرابع الجري ،لن كثيا
من الحاديث النبحويةم كانت مستقرة متنا و إسانادا ف الصحف و الدفاتر الشخصيةم ف القرن الثان
الجري ،و ف النصف الثان منه بدأت ف الساتقرار على مستوى الؤملفات ،كمحوطأ الماما مالك
.ث ف القرن الثالث الجري اساتقرت السنةم النبحويةم الصحيحةم ف دواوين السنةم الكبخى ،كمحسند
أحد بن حنبحل ،و صحيح البحخاري ،و صحيح مسلم ،و سانن أب داود. 680
و أما الطأ الخي –أي الرابع -زعم فيه أركون أن المحيع –عمحوما -يعتفون للشافعي بأنه
677
نفس الرجع ،صا 329 :و ما بعدها .
678
نفس الرجع ،صا 219 :و ما بعدها 239 ،و ما بعدها .
679
الفكر السالمي ،صا. 264 :
680
عمحر ساليمحان الشقر :تاريخ الفقه السالمي ،صا 86 :و ما بعدها .
)) فرض للمحرة الول الديث النبحوي على أسااس أنه الصدر الثان السااساي ليس فقط للقانون و
التشريع ،و إنا أيضا للسالما بصفته نظاما تمددا ((. 681
و قوله هذا غي صحيح ،و فيه تغلط و تدليس ، ،و هو افتاء مكشوف ،لن كون السنةم
النبحويةم هي الصدر الثان من مصادر التشريع ف السالما هو من العروف بالضرورة من دين السالما
،منذ زمن النب-عليه الصلة و السلما -إل زمن الشافعي و ما بعده .لنه ل إسالما دون سانةم
نبحويةم .و أما عمحل الشافعي فهو ليس اكتشافا و ل فرضا و ل تأسايسا للمحصدر التشريعي الثان ف
السالما ،لن السنةم كانت معروفةم منذ العهد النبحوي بأنا الصدر الثان بعد القرآن الذي هو نفسه
ص على ذلك ف آيات كثية .فجاء الشافعي وصنف كتابا جع فيه مصادر التشريع العروفةم ، ن ي
على رأساها الكتاب و السنةم و رتبحها و احتج لا ،علمحا بأن الحتجاج التعلق بالسنةم ليس جديدا
لنه معروف موجود ف القرآن و السنةم النبحويةم.
و أما أخطاء الابري التارييةم التعلقةم بالسنةم النبحويةم ،فمحنها إنه ادعى أن )) بعض علمحاء
السالما قد أجازوا وضع الديث ف مال التغيب و التهيب أي ف مال الخلق(( . 682و قوله
هذا غي صحيح ،و كان عليه أن تيوثقه ،و يذكر لنا بعض هؤملء الذين ساهم علمحاء السالما
لنتأكد من ذلك ،فربا كانوا من الكذابيم السوبيم على العلمحاء الذين يتعمحدون الكذب على
النب-عليه الصلة و السلما -ف كل الالت و ليس ف الخلق فقط ،لن كلمه الذي قاله
عنهم هو طعن وقدح فيهم ،و هو مرفوض عند علمحاء أهل السنةم الذين أجعوا على أن من تعمحد
الكذب-أي الوضع -على النب-عليه الصلة و السلما -فليتبحوأ مقعده من النار بناء على الديث
الصحيح الروي ف هذا البحاب .ساواء كان الديث الكذوب يتعلق بالعقائد و الشرائع ،أو
بالخلق و الفضائل ،أو بالتغيب و التهيب.683
و يبحدو أن الابري أخلط بيم وضع الديث الوضوع ،و بيم روايةم الديث الضعيف ،
فعلمحاء الديث أجازوا روايةم –و ليس وضع -الحاديث الضعيفةم لتيمحيزّوها و يتبخونا و تيذروا
الناس منها ،لكنهم ل تيإيزّوا ذلك ف الحاديث الوضوعةم-الكذوبةم . 684-و أما بالنسبحةم للعمحل به
فإن بعض كبحار العلمحاء كيحيح بن معيم ،و البحخاري و مسلم و ابن حزّما ل تيإيزّوا العمحل بالضعيف
مطلقا ،لكن كثيا من علمحاء الديث كأحد بن حنبحل ،و ابن عبحد البخ ،و عبحد الرحن بن مهدي
أجازوا العمحل بالضعيف ف فضائل العمحال فقط بشروط ثلثةم هي :أن يكون الديث الضعيف
681
تارييةم الفكر ،صا. 75 :
682
العقل الخلقي ،صا. 535 :
683
ممحد الزّفزّاف :الرجع السابق ،صا . 265 :و ممحود الطحان :تيسي مصطلح الديث ،صا. 89 ، 88 :
684
ساليمحان الشقر :تاريخ الفقه السالمي ،صا . 106 :و ممحود الطحان :نفس الرجع ،صا. 64 :
غي شديد الضعف .و أن يندرج الديث الضعيف تت أصل من أصول الشريعةم العمحول با .و
أن ل تيعتقد عند العمحل به بأنه ثابت عن الرساول-صلى ال عليه وسالم. 685-
و بناء على ذلك فإن الابري أخطأ فيمحا قاله ،و يبحدوا أن المر قد أختلط عليه بيم جواز
العمحل بالضعيف ف فضائل العمحال ،و بيم ما قاله من إحازة بعض علمحاء السالما جواز وضع
الديث ف الخلق و الفضائل .
و أما الطأ الثان فيتمحثل ف أن الابري ذكر أن أبا سافيان بن حرب لا أسالم ،كان النب-
عليه الصلة و السلما -تيعامله معاملةم سايد القبحيلةم طيلةم حياته عليه الصلة و السلما .حت أن
بعض الصادر نقلت عن ابن عبحاس أنه قال )) :ما ساأل أبو سافيان رساول ال شيئا إل قال:
نعم(( .و أشار الابري ف الامش إل أن مسلمحا هو الذي روى هذه الروايةم ،نقلها عنه أحد
ضحى السالما. 686 أميم ف كتابه ت
و قوله هذا غي ثابت ،فالقول الذي رواه عن ابن عبحاس ل أعثر له على أثر ف صحيح
مسلم ،و ل ف الكتب الديثيةم الخرى ،و ل ف مصنفات الرح و التعديل ،و ل ف كتب
التاجم و التواريخ .كمحا أن الطريقةم الت أتبحعها ف توثيقه لتلك الروايةم غي ساليمحةم ،فكان عليه أن
يرجع إل الصادر التخصصةم ،خاصةم و أنا متوفرة ،أو على القل يرجع إل الراجع الديثيةم
التخصصةم .و عدما رجوعه إل تلك الصادر هو الذي أوقعه ف هذا الطأ .
و الطأ الخي –أي الثالث -يتعلق بطريقةم ذكر الابري لديث موضوع مذكور ف مؤملفات
الشيعةم ،مفاده أن النب-عليه الصلة و السلما -قال لعلي )) :لول أن يقول فيك طوائف من أمت
ما قالت النصارى ف عيسى بن مري لقلت فيك اليوما مقال ، ((...ث قال أن الصادر السنيةم هي
أيضا ذكرت هذا الديث. 687
و طريقته هذه –ف العرض -تتضمحن إشارة إل أن أهل السنةم هم أيضا يأخذون بذلك الديث
أو تيسللمحون به ،لكن القيقةم هي أن أهل السنةم كثيا ما يذكرون الحاديث الضعيفةم و الوضوعةم
ف كتبحهم ،ليس لنا صحيحةم و يأخذون با ،و إنا يذكرونا لتتعرف ،و لتتمحيزّ ،و لتيعتبخ با ،
و لتتحقق ،و لتيحذر منها ،و قد يأخذون ببحعضها ف الفضائل بشروط... 688إل .
و أما الديث الذي ذكره الابري فل تيوجد ف الصحاح و ل ف السنن ،و ل ف مسند أحد
685
نفس الرجع ،صا . 107 :و نفسه ،صا. 65-64 :
686
العقل السياساي ،صا. 111 :
687
بنيةم العقل ،صا. 331 :
688
ممحود الطحان :تيسي مصطلح الديث ،صا . 64 :و الشقر :تاريخ الفقه ،صا. 106 :
،و قد رواه الطبخان ف العجم الكبحي ،و ليس فيه زيادة الشيعةم )) :ترثن و أرثك ((. 689و أما
الديث من حيث الصحةم و الضعف ،فهو حديث موضوع. 690
و أما الخطاء التارييةم التعلقةم بالسية النبحويةم فمحنها أربعةم ،هي من أخطاء أركون ،أولا
يتمحثل ف زعمحه بأن الرساول –صلى ال عليه وسالم -لا كان ف الدينةم أحاط نفسه بجلس من
10أعضاء ستهم )) الصادر القديةم بالهاحرين الول (( كلهم من قريش ،وهم :أبو بكر ،و
عمحر ،و عثمحان ،و علي ،و طلحةم ،و ساعيد بن زيد ،و ابن عوف ،و ابن أب وقاس ،و
الزّبي ،و أبو عبحيدة. 691
و قوله هذا غير صحيح في معظمه ،لن الذين سموا بالمهجرين السابقين الولين
ليسوا هؤلء العشرةا ،فقط ،فعددهم أكبر من ذلك بكثير ،فهو يشمل كل المسلمين
الذين هاجروا إلى المدينة ،و هم من قريش و من غيرها من القبائل .و الذي سماهم
بذلك السم هو ا تعالى في القرآن الكريم ،و لست المصادر القديمة على حد زعم
أركون ،و قد وصفهم ا بذلك في قوله }- :أواللسابذيقوأن الألويلوأن ذمأن ارليمأهاذجذريأن
ضورا أعرنهي أوأأأعلد لأهيرم أجلنا م
ت اي أعرنهيرم أوأر ي ضأي ر صاذر أواللذذيأن اتلبأيعويهم بذإ ذرحأسامن لر ذ لن أ أوا أ
ك ارلفأرويز ارلأعذظييم{َ -سورةا التوبة. -100/ تأرجذري تأرحتأأها الأرنأهاير أخالذذديأن ذفيأها أأبأودا أذلذ أ
و أما زعمحه بأن النب أحاط نفسه بؤملء العشرة بالدينةم ،هو قول غي صحيح ،و يستبحطن
انتقادا لرساول ال –عليه الصلة و السلما ، -لن الصحيح هو أن النب أحاط نفسه بكل الصحابةم
لل ن
ت علتوم عولعوو دون اساتثناء ،بشهادة القرآن الكري الذي قال لرساول ال } :فعبحلعمحا عروحعةم معن الليه لن ع
ف ععونئتهوم عواوساتعئوغلفور علتوم عوعشالوورتهوم لف العوملر فعلإعذا ل ت فعيظا عغللي ع
ك عفاوع ت ضواو لمون عحوول ع ب علنعف ي ظ الوعقول ل تكن ع
ل ت فعئتعئعونكول عععلى الليله إلنن الليهع تلي ي
يم{ٍ -ساورة آل عمحران ، -159/فكانوا كلهم حوله ب الوتمحتعئعومكل ع عععزّوم ع
،و كان هو لم أبا و أما ،و كانوا هم يقولون له )) :بأب أنت و أمي يا رساول ال ((. 692
و الطأ الثان يتمحثل ف أن أركون ذكر مرارا أن النب أمضى عشرين سانةم كاملةم بكةم و الدينةم ف
الدعوة إل السالما . 693و تديده للدعوة بعشرين سانةم هو تديد غي صحيح ،لن الدعوة
اساتمحرت 23سانةم ،و هذا من التاريخ التواتر ،لن رساول ال-صلى ال عليه وسالم -نزّل عليه
الوحي و له 40سانةم ،و تتوف له 63سانةم . 694و ل أدري لاذا أركون مصر على أن الدعوة
689
الطبخان :العجم الكبحي ،ج 1صا. 320 :
690
عبحئئد الرحئئن بئئن ممحئئد ال ئرازي :علئئل الئئديث ،حققئئه مئئب الئئدين الطيئئب ،دار العرفئئةم ،بيوت 1405 ،ه ج 1صا:
. 313
691
تارييةم الفكر العرب ،صا. 175 :
692
البحخاري :الصحيح ،ج 6صا. 2447 :
693
أنظر مثل :تارييةم الفكر ،صا. 285 ، 280 ، 220 :
694
أنظر مثل :ابن كثي :فضائل القرآن ،صا. 15 :
دامت عشرين سانةم ؟ ! .فهل يندرج ذلك ضمحن طريقته ف التغليط و التحريف ؟ .
و أما الطأ الثالث فيتمحثل ف أن أركون زعم أن المةم الثاليةم الت حلم با السلمحون ل تتحقق
مطلقا بشكل مسوس ف التاريخ . 695و قوله هذا غي صحيح ،و فيه تريف للتاريخ ،لن المةم
السالميةم تققت فعل على أرض الواقع ،زمن النب-عليه الصلة و السلما -و ف اللفةم الراشدة
ف عوتعئونئعهووعن ،بشهادة القرآن الكري ،لقوله تعال }- :تكنتم خيئر أتنمنةم أتخلرجت لللننالس تعأومروعن لبالومحعرو ل
ع وت تت و ع و ت و عوع
خيئةرا نتلم مونئتهتم الوتمحوؤملمتنوعن عوأعوكثعئترتهتم الوعفالساتقوعن{ٍ ب لععكاعن ع و ععلن الومحنعكلر وتتئوؤملمتنوعن لبالليله ولعو آمن أعوهل الولكعتا ل
عو عع ت ت ع
ل
لات لعيعوستعوخلعفنئتهم لف ل ل ل ل ل
-ساورة آل عمحران ، -110/و }عوعععد اللنهت النذيعن آعمنتوا منتكوم عوععمحلتوا ال ن
صا ع
ضى علتوم عولعيتبحعمدلعنئتهم ممن بعئوعلد ل ل ل ل ل
ف النذيعن من قعئوبحللهوم عولعيتعمحمكنعنن علتوم دينعئتهتم النذي اورتع ع ض عكعمحا اوساتعوخلع ع اولعور ل
ك تهتم الوعفالساتقوعن{ٍ -ساورة ل ل
ك فعأتوولعئل ع عخووفلهوم أعومةنا يعئوعبحتتدونعلن عل يتوشلرتكوعن لب عشويةئا عوعمن عكعفعر بعئوععد عذل ع
النئئور ،-55/و قد اساتمحرت ف العطاء و الييةم إل حدوث الفتنةم الكبخى سانةم 35هجريةم ،و ما
بعدها ،لنا و إن كانت تضررت كثيا ،فإنا اساتمحرت ف الدعوة و العطاء و البداع بنسب
متلفةم ،و قد كانت لا فتات ارتفعت فيها درجةم الوحدة و العطاء و التعاون و الييةم ،كمحا هو
الال زمن السلطان عمحاد الدين زنكي)ت 541ه( ،و ابنه نور الدين ممحود )ت 569ه ( ،و
الناصر صلح الدين اليوب)ت 589ه(. 696
و الطأ الخي –أي الرابع – زعم فيه أركون أنه ل يصح من السية النبحويةم إل مقاطع متفرقةم
تمعتف بصحتها . 697و قوله هذا زعم باطل ،و افتاء تمتعمحد عكسه هو الصحيح ،و ما صح من
السية أكثر بكثي ما ل يصح منها ،بدليل الشواهد التيةم :
أولا القرآن الكري ،فهو الصدر السااساي للسية ،ساجل كل مراحلها و مطاتا الكبخى
و كثيا من تفاصيلها ،من غزّوات و حوادث متنوعةم تتعلق بالسية و الدعوة ف العهدين الكي و
ضايل فعئعهعدى ،عو عوعجعدعك ععائلةل فعأعوغعن{ٍ – ل
الدن .كقوله تعال } :أععلو عليإودعك يعتيةمحا عفآعوى ،عو عوعجعدعك ع
ك النلذي صودعرعك {ٍ -ساورة الشرح -1/و}اقوئعرأو لباوسالم عربم ع ك ع ساورة الضحى -9-6/و}أععلو نعوشعروح لع ع
ك النلذيعن عكعفترواو لليتثوبحلتتوعك عخلععق ،عخلععق ا وللنعساعن لمون ععلعنق {ٍ -ساورة العلق ، -2-1 /و}عوإلوذ عيوتكتر بل ع
خيئتر الوعمحاكللريعن{ٍ -ساورة النفال ،-30/و }إللن أعوو يعئوقتتئتلوعك أعوو تيولرتجوعك عوعيوتكتروعن عوعيوتكتر الليهت عوالليهت ع و
صالحبحلله لع عوتعزّون ل صرهت الليهت إلوذ أعوخرعجهت النلذين عكعفرواو عثالن اثوئنعئ و ل
ها لف الوعغالر إلوذ يعئتقوتل ل ع يم إلوذ تع ع ت ع ع صتروهت فعئعقود نع ع ععتن ت
إلنن الليهع عمعععنا فععأنعزّعل الليهت عسالكينعتعهت ععلعويله عوأعينعدهت لبتتنوند نلو تعئعرووعها عوعجعععل عكللعمحةمع النلذيعن عكعفترواو اليسوفعلى عوعكللعمحةمت
695
تارييةم الفكر ،صا. 18 :
696
أنظئئر مثل :ممحئئد طقئئوش :التاريئئخ السائئلمي الئئوجيزّ ،ط ، 1دار النفئئائس ،بيوت ، 2002 ،صا 196 :و مئئا
بعدها .
697
الفكر السالمي ،صا. 144 :
الليله لهعي الوعتولعيا عوالليهت ععلزّيقزّ عحلكيقم{ٍ -ساورة التوبةم ،-40/و}عوالنسابلتقوعن العنوتلوعن لمعن الوتمحعهالجلريعن
ت عوتلري عوتتعئعها العنوئعهاتر واعلنصالر والنلذين اتنئبحئعوهم بللإحسانن نرلضي الليه عونئهم ورضواو عونه وأععند علم جننا ن
ع ت ع ت و عع ت ع ت ع ع تو ع ع ع ع ع عت ت و ع
ل
صعرتكتم الليهت بلبحعودنر عوعأنتتوم أعذلنةمق ل ل لل ل
ك الوعفووتز الوععظيتم{ٍ -ساورة التوبةم ،-100/و }عولععقود نع ع عخالديعن فيعها أعبعةدا عذل ع
صعرتكتم الليهت لف عمعوالطعن عكثلعيةن عويعئووعما عفاتنئتقواو الليهع لعععلنتكوم تعوشتكتروعن{ٍ -ساورة آل عمحران ،-123/و}لععقود نع ع
ضاقعت علعيتكم العر ل
ت تثن عولنويتتمض عبا عرتحبحع ويم إلوذ أعوععجبحعوتتكوم عكثوئعرتتتكوم فعئلعوم تتئوغلن ععنتكوم عشويةئا عو ع و ع و ت و ت تحنعئ و ن
س يعودتختلوعن لف لديلن اللنله ت الننا ع
ل
يمودبللريعن{ٍ -ساورة التوبةم ،-25/و}إلعذا عجاء نع و
صتر اللنه عوالوعفوتتح ،عوعرأعيو ع
أعفوئعواةجا{ٍ -ساورة النصر ، -2-1/فالقرآن الكري هو الصدر السااس و الول للسية النبحويةم ،ساجل
منها شيئا كثيا ،هو وحده كاف لرد زعم أركون .
و الشاهد الثان يتمحثل ف حوادث السية النبحويةم ،القوليةم و الفعليةم و التقريريةم الت دونتها
كتب الديث الققةم كصحيحي البحخاري و مسلم ،و الكتب الخرى الت يغلب عليها الصحيح،
كمحسند أحد بن حنبحل ،و سانن التمذي ،و ابن ماجةم ،و أب داود ،و غيها. 698
و أما الشاهد الخي-أي الثالث -فيتمحثل ف بعض كتب التاريخ الت أرخت للسنةم النبحويةم ،و
معطم ما فيها صحيح ،لن مؤملفيها من النقاد الققيم ،كثيا ما نقدوا الروايات و مصوها ،كمحا
فعل ابن كثي ف جزّء السية من تاريه ،و الذهب ف الزّء الول من كتابه تاريخ السالما .و ف
عصرنا الال قاما بعض النقاد الققيم بتحقيق السية النبحويةم وفق منهج أهل الديث ،منهم :أكرما
ضياء الدين العمحري ،و ممحد ناصر الدين اللبحان ،و أعمحالمحا مطبحوعةم و متداولةم بن أهل العلم .
و أما أخطاء الابري التعلقةم بالسية النبحويةم ،فعثرت منها على خطأين ،أولمحا يتعلق بنظرة
الابري إل الدعوة السالميةم فتساءل :هل كانت تثل مشروعا ساياسايا معينا منذ بدايتها ،و هو
الذي حققته على أرض الواقع بإنشاء الدولةم و غزّو الروما و الفرس و غيهم ؟ ،ث شكك ف ذلك
و تفظ من الخذ بالروايات الت ذكرت أن النب-عليه الصلة و السلما -كان قد بشر السلمحيم
منذ أن كان بالدينةم . ،ث قال :إننا إذا أخذنا بتلك الروايات فإن الدعوة المحديةم ساتفقد جوهرها
،بعن )) كونا دعوة دينيةم أول و أخيا (( ،و لنا أيضا صيورت الرساول-صلى ال عليه وسالم-
كقائد عسكري أساس إمبخاطوريةم . 699ث قال )) :و ليس ف القرآن قط ،و هو الرجع العتمحد أول
و أخيا ،ما تيفيد أن الدعوة المحديةم دعوة تمحل مشروعا ساياسايا معينا (( ،ث ذكر آيةم الذن
صلرلهوم لععقلديقر{ٍ -ساورة الئج،-39/ ل ل لل
بالقتال }أتذعن للنذيعن يئتعقاتعئتلوعن بلأع ئنتهوم ظتلتمحوا عوإلنن اللنهع عععلى نع و
ف عونعئعهووا ععلن الوتمحنعكلر عولللنله
صعلةع وآتعئوا النزّعكاةع وأعمروا لبالومحعرو ل
ع عت ع وت ض أععقاتموا ال ن ع ت و}النلذيعن لإن نمنكنناتهوم لف اولعور ل
698
الشقر :تاريخ الفقه 95 ،و ما بعدها .
699
العقل السياساي ،صا. 23 ، 22 ، 21 :
ععاقلبحعةمت اولتتمولر{ٍ -ساورة الئج ،-41/ث قال )) :و لكن التمحكيم و النصر هنا ها للدين و ليس
لشروع ساياساي يكن الديث عنه بعزّل عن الدين ((. 700
و قوله هذا غي صحيح ، ،لنه أول إن طريقةم تشكيكه ف الروايات الديثيةم الت ذكرها حول
النتصار السياساي للسالما ،و بن عليها موقفه هي طريقةم غي علمحيةم ف قبحول و رد الروايات ،فإنه
قال :من الائزّ أن تلك الروايات نتسبحت إل الرساول-عليه الصلة و السلما -بعد قياما دولةم السالما
،و نتسبحت إليه على طريقةم العرب ف التجويزّ ف الكلما . 701و ليس هكذا تتقق الروايات و
تتحص لن احتمحال صحتها يبحقى جائزّا و واردا أيضا ،بأنا ل تتنسب إل النب و إنا قالا فعل.
لذا كان عليه إن أراد الوصول إل القيقةم ،أن يإمحع تلك الروايات و يققها إسانادا و متنا على
طريقةم أهل الديث ،و ل يعتمحد على مرد الحتمحال ،و التجيح النظري بل مرجح حقيقي .
و ثانيا إن نظرته إل السالما كدين و دولةم هي نظرة ناقصةم ،ليست نابعةم من صمحيم دين
السالما ،و ل أدري هل غابت عنه ،أما ل يعتقدها ،أما تعمحد إغفالا ؟ .و حقيقةم السالما إنه
دين ربان عالي يشمحل كل جوانب الياة دون اساتثناء ،فهو دين و دنيا ،و سايف و مصحف،
صلة و اقتصاد ،عبحادة و ساياساةم ،لذا فنحن إذا وصفنا السالما بذلك ،ل نفقده جوهره ،و إنا
نضعه ف مكانه الصحيح اللئق به الذي يستحقه .
و أما قوله بأن تلك الروايات صيورت الرساول-صلى ال عليه و سالم -كقائد عسكري أساس
إمبخاطوريةم ،فهو قول فيه تغليط ،لن ممحدا –عليه الصلة و السلما -كان رساول نبحيا ،و قائدا
عسكريا ،و مربيا مرشدا ،و ساياسايا منكا ،أساس دولةم توساعت كثيا على أيدي أصحابه ،
فكانت دولةم النبحوة و اللفةم الراشدة ،و ل تكن إمبخاطوريةم كمحا وصفها الابري.
و أما قوله بأنه ل تيوجد ف القرآن ما تيفيد بأن الدعوة و السالميةم كانت تمحل مشروعا
ساياسايا معينا ،فهو قول غي صحيح ،لن ف القرآن الكري آيات كثية نصت صراحةم على أن
السالما يمحل مشروعا عاليا معينا يقوما على أسااس دين السالما ،ف متلف جوانب الياة من
دون اساتثناء ،و هو مشروع ل يكن تقيقه على أرض الواقع ،دون مشروع متكامل الوانب
ساياسايا و عسكريا ،و اقتصاديا و اجتمحاعيا ،و إيانيا و أخلقيا .و اليات الت تؤميد ما قلناه
ل
يم {ٍ -ساورة النبحياء -107/و }قتول عيا كثية ،منها قوله تعال } :عوعما أعورعساولعناعك إلنل عروحعةمة لمولععالعمح ع
ل ك النسمحاوا ل ل نل لل
تض ل إللعهع إللن تهعو تويليي عوتيي ت ت عوالعور ل س إمن عرتساوتل الليه إلعويتكوم عجيةعا الذي لعهت تمول ت ع ع
أع ئيعها الننا ل
ت
ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل
ن ل
ب التممي الذي يئتوؤممتن بالليه عوعكلعمحاته عواتنبحتعوهت لعععلتكوم تعئوهتعتدوعن{ٍ -ساورة العراف/ ن عفآمنتواو لبالليه عوعرتساوله النل م
}-158تهعو النلذي أعورعساعل عرتساولعهت لباولتعدى عولديلن اولعمق لليتظولهعرهت عععلى المديلن تكلمله عولعوو عكلرعه الوتمحوشلرتكوعن{ٍ
700
نفسه ،صا. 23 :
701
نفسه ،صا. 23 :
ض عكعمحا ت لعيعوستعوخللعفنئتهم لف اولعور ل صاللا ل ل ل ل
-ساورة التوبةم -33/و}-عوعععد اللنهت النذيعن آعمنتوا منتكوم عوععمحلتوا ال ن ع
ضى علتوم عولعيتبحعمدلعنئتهم ممن بعئوعلد عخووفللهوم أعومةنا ل ل ل ل ل
ف النذيعن من قعئوبحللهوم عولعيتعمحمكنعنن علتوم دينعئتهتم النذي اورتع ع اوساتعوخلع ع
ك تهتم الوعفالساتقوعن{ٍ -ساورة النئئور،-55/و ل
ك فعأتوولعئل عيعئوعبحتتدونعلن عل يتوشلرتكوعن لب عشويةئا عوعمن عكعفعر بعئوععد عذل ع
اليات الول تتضمحن التمحكيم بالضرورة ،و اليات الخية نصت صراحةم على التمحكيم السياساي
و المن ،و الجتمحاعي و العسكري ،و اليان و الخلقي ،الذي سايتحقق على أيدي
الصحابةم بفضل من ال تعال و توفيق منه .و هذه اليات الخية )) وعد ال الذين آمنوا منكم
و عمحلوا (( ...ل يذكرها الابري عندما ذكر آيات الذن بالقتال و التمحكيم ،و هي}أتلذعن لللنلذيعن
صلرلهوم لععقلديقر{ٍ -ساورة الئج ، -39/و}النلذيعن لإن نمنكنناتهوم لف ل
يئتعقاتعئتلوعن بلأع ئنتهوم ظتلتمحوا عوإلنن اللنهع عععلى نع و
ف عونعئعهووا ععلن الوتمحنعكلر عولللنله ععاقلبحعةمت اولتتمولر{ٍ -ساورة صعلعة وآتعئوا النزّعكاعة وأعمروا لبالومحعرو ل
ع عت ع وت ض أععقاتموا ال ن ع ت اولعور ل
الئج ،-41/و هي -الت ذكرناها -تبحيم أن ما ذكره الابري من أنه ليس )) ف القرآن قط ما
تيفيد أن الدعوة المحديةم تمحل مشروعا ، (( ...هو قول غي صحيح ،يبحدو أنه قال بذلك ليصل
إل علمحنةم السالما و تفريغه من مشروعه السياساي ،بطريقةم ملتويةم ظاهرها الرصا على السالما و
الفاظ عليه .
صألةاأض أأأقايموا ال ل و رابعا إن تعليقه على قوله تعالى } :اللذذيأن ذإن لملكلناهيرم ذفي ارلأرر ذ
ف أونأهأروا أعذن ارليمنأكذر أوذللذ أعاقذبأةي ارلييموذر{َ -سورةا الحمج/ أوآتأيوا اللزأكاةاأ أوأأأميروا ذبارلأمرعيرو ذ
،-41هو تعليق غير صحيح فيه تغليط ،لن الية صريحة في أن التمكين للمؤمنين
و الدين معا ،و ليس للدين فقط كما زعم الجابري .كما أن التمكين للدين يستلزم
التمكين للمؤمنين ،و هو تمكين لمشروع إسلمي شامل لكل جوانب الحياةا ،لن الية
صألةاأ أوآتأيوا اللزأكاةاأ أوأأأميروا ض أأأقايموا ال ل قالت صراحة } :اللذذيأن ذإن لملكلناهيرم ذفي ارلأرر ذ
ف أونأهأروا أعذن ارليمنأكذر أوذللذ أعاقذبأةي ارلييموذر{َ -سورةا الحمج، -41/و هذا كله ل ذبارلأمرعيرو ذ
يتحقق على أرض الواقع إل بوجود مشروع إسلمي عملي شامل يقوم أساسا على
التمكين السياسي و العسكري للمؤمنين ،و هو المر الذي تحقق على أرض الواقع
في العهدين المدني و الراشدي .
و أما قوله )) :و لكن التمحكيم و النصر ها للدين ،و ليس لشروع ساياساي يكن الديث عنه
بعزّل عن الدين (( ،فهو قول ينطوي على نوع من التناقض ،لن الابري كان قد شكك ف
كون الدعوة و السالميةم كانت تمحل مشروعا ساياسايا منذ بدايتها ،ث هو هنا يقول ما نقلناه
عنه ،و يعتف بأن الشروع الذي بشر به السالما هو مشروع ساياساي ل ينفصل عن الدين ! .و
الهم ف المر أن السالما كان يمحل مشروعا ساياسايا عاليا ،يقوما على الدين ،و ل معن للتكلم
عن مشروع ساياساي بعزّل عن دين السالما ،كمحا حاول الابري أن تيوهنا بذلك .
و أما الطأ الخي-أي الثان ، -فيتمحثل ف أن الابري قال :إن مرحلةم الهر بالدعوة بكةم
امتدت )) ما بيم سات و سابحع سانوات من السنةم الرابعةم إل الثالثةم عشر للبحعثةم (( . 702و قوله هذا
فيه خطأ ف الساب ،لن عدد السنوات من السنةم الرابعةم على السنةم الثالثةم عشر للبحعثةم ،إما أنه
يساوي 10سانوات إذا كانت السنتان الول و الخية كاملتيم ،و إما أنه 9سانوات أو نوها
إذا كانت السنتان الول و الخية ناقصتيم .و على التقديرين فإن مدة الرحلةم الهريةم ل تتد ما
بيم 7-6سانوات كمحا قال الابري ،حسب الطار الزّمن الذي حدده من السنةم الرابعةم إل السنةم
الثالثةم عشر للبحعثةم .
ثالثا :الخأطاء التاريخية المتعلقة بنشأة الثقافة و العلوما في العصر السلمي:
ت على أخطاء كثية تتعلق بنشأة الثقافةم و العلوما و تطورها ،خلل العصر السالمي ،و عثر ت
قع فيها البحاحث ممحد عابد الابري ،من بينها خطأ واحد فقط لركون ،يتمحثل ف قوله )) :ند
ف الواقع أن القصاصيم الؤملفيم ،قد ظهروا ف متمحع الفتوحات على هيئةم المحثليم الفاعليم من
أجل تشكيل جاعةم العلمحاء – رجال الدين . 703(( -
و قوله هذا غي صحيح تاما ،لن جاعةم العلمحاء ظهرت تمبحكرا ف التمحع السالمي و قبحل
الفتوحات ،و قبحل ظهور القصاصيم .فإنا تكونت على يدي رساول ال-عليه الصلة و السلما-
،فهو الذي رباها و علمحاها ،و أشرف عليها و رعاها ،و حثها على طلب العلم و الصبخ عليه،
ما أدى إل ظهور حركةم علمحيةم نشطةم ف العهدين النبحوي و الراشدي ، 704كان على رأساها علمحاء
كبحار الصحابةم كأب بكر و عمحر ،و علي و ابن مسعود ،و أب موساى الشعري و تأب بن
كعب ،و زيد بن ثابت و عائشةم أما الؤممنيم-رضي ال عنهم، -و هم الذين نشروا علوما الكتاب و
السنةم و العربيةم ،و على أيديهم تكيون جيل علمحاء التابعيم. 705
و أما اخطاء الابري التعلقةم بنشأة الثقافةم و العلوما فهي كثية ،أذكر طائفةم منها ف ثلث
ممحوعات ،الول تتعلق با ساه الابري :الثقافةم العربيةم قبحل عصر التدوين و خلله، 706و تتضمحن
ساتةم أخطاء ،أولا يتعلق ببحدايةم الثقافةم العربيةم ،فادعى أنا بدأت ف التكوين انطلقا من نقطةم ما
داخل العصر الاهلي ،و هذا أمر ممحع عليه ضمحنيا على القل ،و قد امتدت تلك الثقافةم على
نو 150سانةم قبحل السالما حسب غالبحيةم القوال ،و بدايتها كانت بسيطةم تاما ،يبحدو أنا
702
العقل السياساي ،صا. 34 :
703
تارييةم الفكر ،صا. 84 :
704
أنظر مثل :ممحد عجاج الطيب :السنةم قبحل التدوين .و عمحر ساليمحان الشقر :تاريخ الفقه السالمي .
705
عمحر ساليمحان الشقر :تاريخ الفقه السالمي ،صا. 73 :
706
يبحدأ عصر التدوين حسب الابري من منتصف القرن الثان الجئري إلئ منتصئف القئرن الثئالث الجئري .الئتاث و الداثئةم ،
صا. 142 :
بديهيةم ل تتاج إل برهان. 707
و قوله هذا زعم ل دليل عليه ،و رجم بالغيب ،و تعلق بأوهاما ،و تدليس على القراء و تغليط
لم ،لنه أول ل تيوثق زعمحه بدليل تاريي و ل عقلي ،عندما حدد بدايةم تكيون الثقافةم العربيةم
الزّعومةم ،عند نقطةم ما من تاريخ الاهليةم تعود إل 150سانةم قبحل السالما .و نن ل نسلم بذا
ت أو تيرجح زعمحه ، التحديد و ل بالجاع أو شبحهه الذي ادعاه الابري ،لنه ل يذكر دليل يتثبح ت
ما يعن أنه ف إمكان أي باحث آخر أن تيرجع تلك البحدايةم إل 20قرنا قبحل السالما ،أ و
تيرجعها آخر إل 20يوما قبحل ظهور السالما .المر الذي يعن أن طريقةم الابري ليست علمحيةم ،و
ل تعتمحد على العطيات التاريةم الوثقةم و الثابتةم ،و إنا تعتمحد على التخمحيم و الرجم بالغيب ،و
هذا أمر ل يعجزّ عنه أحد.
و هو بذلك الفعل يكون قد غالط و ديلس ،عندما حدد وهيةم تبحدأ منها الثقافةم العربيةم
الزّعومةم ،و زعم أنا فكرة بدائيةم تاما و بسيطةم تبحدوا أنا بديهيةم ل تتاج إل برهان .و زعمحه هذا
تغليط تمتعمحد ،لن الفكرة البحديهيةم هي تلك الفكرة الت تقوما على خصائص ثابتةم تارييا ،و هي
ل تتوفر فيمحا يص نشأة الثقافةم العربيةم الت تقوما على فكرة مددة وهيا .لكن مع ذلك قبحلها
الابري بل برهان ،و هو صاحب نظاما البخهان الدافع عنه و التحمحس له.
و الطأ الثان زعم فيه الابري أننا )) ل نعرف شيئا عن الثقافةم العربيةم قبحل عصر التدوين إل ما
قد ت تدوينه ف عصر التدوين نفسه (( . 708و قوله هذا غي صحيح على إطلقه ،و فيه مبحالغةم
شديدة ،لنه أغفل مصدرين هاميم لتلك الثقافةم ل يدخلن ف عصر التدوين الذي حدده الابري
من منتصف القرن الثان إل منتصف القرن الثالث للهجرة ،أولمحا الصدر القرآن فهو قد تدون زمن
الرساول-عليه الصلة و السلما، -و قد ساجل لنا أخبحارا كثية متنوعةم عن التمحع العرب قبحل
السالما و أثناء نزّول القرآن .
و الصدر الثان يتمحثل ف الصادر الثريةم ف الزّيرة العربيةم قبحل عصر التدوين ،و التمحثلةم ف
النقوش و السكوكات و العمحائر و غيها. 709
و أما الطأ الثالث فيتمحثل ف زعم الابري بأن )) الثقافةم العربيةم قد تأساست ف عصر التدوين
بمحع اللغةم العربيةم و تقنينها و تدوينها .710و قوله هذا غي صحيح ف معظمحه ،لن الثقافةم السمحاة
عربيةم هي ف الصل قامت أسااساا على القرآن الكري ،و بدونه تسقط كليةم ،فل حضارة عربيةم و
707
تكوين العقل العرب ،صا. 47 ، 36 :
708
التاث و الداثةم ،صا. 142 :
709
أنظر مثل :لطفي عبحد الوهاب ييح :العرب ف العصور القديةم ،دار النهضةم العربيةم ،بيوت صا 121 :و ما بعدها .
710
التاث و الداثةم ،صا. 162 ،159 :
ل إسالميةم ،و ل ثقافةم إسالميةم و ل عربيةم ،ما يعن أن الزّء السااساي و الهم من تلك الثقافةم
قبحل عصر التدوين ،تأساس على القرآن فبحل عصر التدوين بنحو 150سانةم .لكن الابري أغفل
هذه القيقةم الشرعيةم و التارييةم الكبخى الدامغةم ! ،و ل أدري أنسيها أما تناسااها ؟ .
و الطأ الرابع ادعى فيه الابري أن عصر التدوين هو الطار الرجعي للثقافةم و الفكر العربييم
ف متلف مالتا . 711و قوله هذا غي صحيح ف معظمحه أيضا ،لن الثقافةم الت تدونت ف عصر
التدوين معظمحها إسالميةم الصدر ،كالفقه و التفسي ،و علوما القرآن و السية ،و علوما اللغةم
العربيةم ،و هذه العلوما مصدرها السااساي و الول القرآن الكري ،و هو ل يدخل ف مدونات
عصر التدوين ،لنه تدون زمن النب-عليه الصلة و السلما ، -لذا فإن الصدر الرجعي لتلك العلوما
هو القرآن و ليس مؤملفات عصر التدوين .علمحا بأن هناك جانب من تلك الثقافةم يإد إطاره الرجعي
صنفت فيه،و مؤملفات العلوما القديةم الت تترجت ف ف عصر التدوين ،كالصنفات الديثيةم الت ت
هذا العصر .
و أما الطأ الامس فيتمحثل ف أن الابري وصف عمحليةم التدوين بأنا )) كانت ف القيقةم
عمحليةم إعادة بناء ذلك الوروث الثقاف ف الشكل الذي يإعل منه تراثا ،إي إطارا مرجعيا لنظرة
العرب إل الشياء ،إل الكون و النسان ،و التمحع و التاريخ(( . 712و قوله هذا غي صحيح
على إطلقه ،لنه إذا كان يصدق على الطوائف الت أساست عقائدها و أفكارها على الؤملفات
صنفت ف عصر التدوين ،فإنه ل يصدق على السلمحيم الذين يأخذون دينهم و مفاهيمحهم و الت ت
سالوكياتم من القرآن الكري مبحاشرة ،لن القرآن ليس من مدونات عصر التدوين .
و الطأ الخي -أي السادس من المحوعةم الول ، -يتمحثل ف أن الابري قال :إن الثقافةم
العاميةم كانت رائجةم ف بلد العرب قبحل عصر التدوين ،فلمحا تدونت أصبححت ثقافةم عالةم . 713و
قوله هذا غي صحيح على إطلقه ،و يتضمحن خطأين واضحيم ،أولمحا إن مقياس التمحييزّ بيم
الثقافةم العاميةم و العالةم ليس مقياساا واحدا ،و إنا هو ممحوعةم مقاييس ،من بينها مقياس التدوين،
الذي هو ليس مقياساا حاسا ،و ل يكفي وحده ،و ليس ضروريا أيضا ،لذا فإن الثقافةم إذا توفر
فيها الختصون ،و تيزّت بالوضوع و العمحق و التقنيم ،فهي ثقافةم عالةم حت و إن ل تتديون .و
إذا تدونت و ل يتوفر فيها ما ذكرناه فهي ثقافةم عاميةم و إن تدونت ،لن مهمحةم التدوين بالدرجةم
الول تقييد العلم و حفظه .و مثال ذلك السنةم النبحويةم الصحيحةم ،فقد كانت علمحا و ثقافةم عالةم
قبحل تدوينها ،فلمحا تدونت بقيت علمحا كمحا كانت قبحل تدوينها ،و أصبححت علمحا مدونا مفوظا
711
تكوين العقل ،صا . 59 :و التاث و الداثةم ،صا. 142 :
712
تكوين العقل ،صا. 61 :
713
تكوين العقل ،صا . 184 :و بنيةم العقل العرب ،صا. 14 :
تمقننا .
و الطأ الثان هو أن الابري أغفل علوما القرآن و ثقافتها ،فنحن حت إذا أخذنا بقياساه فإنه
ل ينطبحق على علوما السالما قبحل عصر التدوين ،لنا تقوما على القرآن ،و هو ليس من مدونات
ذلك العصر .و قد كان لتلك العلوما-قبحل التدوين -شيوخ و طلب متفرغون ،و لا مراكزّ علمحيةم
معروفةم ،كالكوفةم و البحصرة ،و مكةم و الدينةم ،و فيها تصصات و عمحق ف البححث ،و لبحعض
صحف تيدونون فيها علومهم ، 714فهذه العلوما ل تكن ثقافةم عاميةم ،و ل يكن أن تكون علمحائها ت
كذلك .و بناء على ما ذكرناه يكننا أن نقول :إن الثقافتيم العاميةم و العالةم كانتا رائجتيم ببحلد
السلمحيم قبحل عصر التدوين ،و خلله و بعده .
و تيلحظ على الابري-فيمحا قاله عن الثقافةم العربيةم و عصر التدوين -انه أغفل السالما
كمحنطلق أسااساي وحيد ،و كبحدايةم حقيقيةم لتك الثقافةم ،و تاوزه و تطاه ،و جعله جسرا عبخ عليه
إل عصر التدوين ،مع أن القيقةم الكبخى و العظمحى هي :إنه ل حضارة إسالميةم ،و ل عربيةم ،
و ل عربيةم إسالميةم ،و ل إسالميةم عربيةم ،من دون السالما ،فإذا ساحبحناه ساقط كل شيء و أنار
كليةم .و مع ذلك فإن الابري ترك السالما و تعلق بنقطةم وهيةم من العصر الاهلي ث قفزّ با و
جيعدها إل عصر التدوين ،الذي جعله الطار الرجعي لكل الثقافةم السمحاة بالعربيةم الت من
مكوناتا السالما ،الذي أصبحح جزّءا ل يتجزّأ منها .و عمحله هذا هو عمحليةم طمحس و تلعب ،
و تقزّي و تريف للسالما و حقائق التاريخ.
و أما المحوعةم الثانيةم فتتعلق أخطاؤها بالعقل و التفكي العلمحي ف عصر التدوين ،و تتضمحن
خسةم أخطاء ،أولا يتمحثل ف أن الابري ادعى أن تنصيب العقل ف السالما بدأ على يد الليفةم
الأمون)ت 218ه( ،عندما شرع ف ترجةم الفلسفةم اليونانيةم. 715
و قوله هذا زعم باطل ،و فيه تغليط ،لن الذي فعله الأمون ليس تنصيبحا للعقل السلم ف
دين السالما و ل ف تاريه ،و إنا هو تنصيب للعقل اليونان الفلسفي القائم على الشرك و
الوثينةم ،و الضللت و السااطي ،الت تقوما عليها فلسفةم اليونان ف الطبحيعيات و الليات ،و
الت برمتها تد أصولا و فصولا ف السااطي اليونانيةم ،باعتاف الابري نفسه. 716
و أما العقل ف السالما فقد تنصب رسيا عند نزّول أول آيةم من القرآن الكري ،بقوله تعال - :
ك النلذي عخلععق ،عخلععق ا وللنعساعن لمون ععلعنق -ٍ{...ساورة العلق ، -2-1 /فهذا هو
}اقوئعرأو لباوسالم عربم ع
العقل السلم الذي نصبحه السالما ،ث نى و ترعرع ف أحضانه ،برعيايةم من الوحييم –الكتاب و
714
أنظر مثل :ممحد عجاج الطيب :السنةم قبحل التدوين ،صا 348 :و ما بعدها .
715
تكوين العقل ،صا. 235-229 :
716
التاث و الداثةم ،صا. 312 :
السنةم ، -حت أصبحح عقل كامل ناضجا متنزّنا ،قائمحا على النقل الصحيح ،و العقل الصريح ،و
العلم الصحيح ،ل مال فيه للوهاما و الرافات و الضللت ،و تلى ذلك واصحا ف كبحار
علمحاء الصحابةم و التابعيم الذين قامت على أيديهم الركةم العلمحيةم قبحل عصر التدوين. 717
و ف مقابل ذلك يإب أن ل يغيب عنا أن العقل اليونان الوثن الذي تنصب باسام السالما على
حد زعم الابري ،كان ف –عمحومه -حربا على السالما ،تريبحا وإبعادا و احتواء .و ل يكن
السالما مضطرا أبدا إل تبحن ذلك العقل الوثن و فلسفته ، 718و قد عاش السلمحون بالسالما و
للسالما أكثر من 150سانةم من دون العقل اليونان و فلسفته .
و أما الطأ الثان فيتمحثل فيمحا ادعاه الابري من أن التفكي العلمحي عند العرب بدأ بتدوين
اللغةم العربيةم و تقنينها . 719و قوله هذا غي صحيح تاما ،لنه أول إن التفكي العلمحي ليس مرتبحطا
بتدوين اللغةم ارتبحاط ضرورة ،و إنا هو مرتبحط أسااساا بالتكوين النفسي و العقلي للنسان من داخله
.و التفكي العلمحي ف العصر السالمي ،كيونه السالما نفسه ،قبحل عصر التدوين بأكثر من
150سانةم .و ذلك أن السالما كيون السلمحيم تكوينا شامل كامل متوازنا جع بيم الروح و العقل
و السد ،و أول القرآن الكري التفكي العلمحي أهيةم كبخى ،فحث عليه و أرشد إليه ،و حيذر
من البتعاد عنه ،و النسياق وراء الظنون و الهواء . 720و نفس المر فعله النب – صلى ال عليه
وسالم – مع الصحابةم ،فقد كونم تكوينا علمحيا فطريا صحيحا ،عندما أبعدهم عن الرافات و
ناهم عن السحر و الشعوذة و الكهانةم . 721و عندما مات ابنه إبراهيم ف يوما حدث فيه كسوف
للشمحس و قال بعض الناس :إنا كسفت لوت إبراهيم ،أنكر عليهم قولم ،و قاما ف الناس و
قال لم :إن الشمحس و القمحر ل ينكسفان لوت أحد ،و لكنهمحا آيتان من آيات ال((. 722
فأعطاهم درساا عمحليا ف التفكي العلمحي الصحيح ،و البحعد عن التفكي الساطوري ف تعليل الظواهر
الطبحيعيةم .
و ثانيا إن وجود العلوما و العلمحاء من الصحابةم و التابعيم قبحل عصر التدوين ،هو دليل قاطع
على أن هؤملء كان لم تفكي علمحي صحيح ،كان ساائدا بيم أهل العلم قبحل عصر التدوين ،
لنه ل علوما و ل علمحاء بدون تفكي علمحي .و عمحليةم تدوين اللغةم العربيةم و تقنينها هي نفسها
717
عمحر ساليمحان الشقر :تاريخ الفقه السالمي ،صا. 73 :
718
سانتطرق لذا الوضوع ف المحوعةم الثانيةم من أخطاء الابري من هذا البححث .
719
التاث و الداثةم ،صا. 262 :
720
سابحق التوساع ف ذلك عندما تطرقنا إل طرق الساتدلل ف القرآن ف الفصل الثان .
721
. أنظر مثل :ابن أب العزّ النفي :شرح العقيدة الطحاويةم ،صا 502 :و ما بعدها
722
البحخاري :الصحيح ،ج 1صا. . 353 :
دليل دامغ على وجود التفكي العلمحي قبحل عصر التدوين ،لن الذين جعوها و نظمحوها و قننوها ،
ما كان ف مقدورهم فعل ذلك ،دون تفكي علمحي صحيح ،فجاء تدوينهم للغةم العربيةم و العلوما
الخرى ثرة لذلك التفكي و ليس العكس ،و بعن آخر أنه كان موجودا قبحل التدوين ،فلم
يظهر معها ،و ل هي أوجدته .
و الطأ الثالث يتمحثل ف أن الابري ادعى أن الطار الرجعي الق للعقل العرب ليس العصر
الاهلي و ل العصر السالمي الول ،و إنا هو عصر التدوين ،لن ما نعرفه عن ما قبحل عصر
التدوين إنا ت بناؤه ف عصر التدوين. 723
و قوله هذا غي صحيح على إطلقه ،لن ذلك العصر ليس إطارا مرجعيا للقرآن و علومه ،
و من ث ليس هو إطارا مرجعيا للعقل السلم الذي يأخذ دينه و شريعته و ثقافته و مفاهيمحه من
القرآن الكري .و إنا هو-أي عصر التدوين -إطار للطوائف الت تأخذ فكرها و مذاهبحها من
الصنفات الت تدونت ف عصر التدوين .كمحا أنه ليس صحيحا بأن ما نعرفه عن العصر الاهلي و
صدر السالما إنا ت بناؤه ف عصر التدوين ،لننا نعرف أشياء كثية جدا عن العصر الاهلي و
عن صدر السالما من القرآن الكري و الثار الاديةم التبحقيةم إل اليوما .
و ثانيا إنه من الطأ القول بأن العقل العرب يإد مرجعيته ف العلوما الت دونت ف عصر التدوين
،لن معظم هذه العلوما ،كالفقه و السية ،و العقائد و الخلق ،و اللغةم العربيةم ،تقوما
أسااساا على القرآن الكري و تد مرجعيتها النهائيةم فيه .و با أن القرآن الكري تدون زمن الرساول-
عليه الصلة و السلما ، -و ليس هو من مدونات عصر التدوين ،فهذا يعن بالضرورة أن تلك
العلوما و معها عصر التدوين نفسه تد مرجعيتها النهائيةم ف القرآن الكري ،و من ث فإن العقل
السلم -العرب حسب الابري -يإد إطاره الرجعي الق ف القرآن الكري و ليس ف غيه .
و الابري عندما جعل عصر التدوين هو الرجع الق للعقل العرب فيمحا يتعلق بالعصر
الاهلي و صدر السالما ،يكون قد جعل العرب يعيشون جاهليتيم ،الول جاهليتهم قيل
السالما ،و الثانيةم جاهليتهم ف العصر السالمي الول ،مع الختلف ف طبحيعةم كل جاهليةم و
خصائصها و ظروفها ،علمحا بأن الاهليةم الثانيةم خيال ل وجود لا ف الواقع ،و إنا دعوى الابري
تؤمدي إل القول با و العتقاد بوجودها .
و أما الطأ الرابع فيتمحثل ف قول الابري بأن الواقع )) التاريي تيؤمكد با ل مال للطعن فيه ،
أن أول عمحل علمحي منظم مارساه العقل العرب هو جع اللغةم العربيةم ،و وضع قواعد لا(( . 724و
723
تكوين العقل ،صا. 68 :
724
نفس الرجع ،صا. 72 :
قوله هذا غي صحيح أيضا ،لن أول عمحل علمحي منظم قاما به العقل السلم -العرب عند
الابري -هو تدوين القرآن الكري ،فقد اساتمحرت عمحليةم تدوينه منذ نزّوله طيلةم 23سانةم ،فاتذ له
النب-عليه الصلة و السلما -كتبحةم كثيين لتدوينه ،و اهتم به الصحابةم اهتمحاما كبحيا ،و تعاونوا ف
تدوينه و ترتيبحه و حفظه تت إشراف رساول ال-صلى ال عليه و سالم -؛ فلمحا توف تجع القرآن و
توحد على أيدي الصحابةم زمن اللفةم الراشدة ،و تت العمحليةم على أيدي لنةم متخصصةم ف رسام
القرآن و قراءاته و تاريه .فكان ذلك أعظم عمحل علمحي ف التاريخ السالمي على الطلق ،ت
على أيدي الصحابةم زمن رساول ال و ما بعده .حدث ذلك قبحل تدوين اللغةم العربيةم بأكثر من
120سانةم ،فالفارق كبحي جدا بيم التدوينيم ،من حيث الهمحةم و الهيةم ،و الشخاصا الذين
تولوا الهمحةم ،و من حيث الظرفيم الزّمان و الكان .لكن الابري أغفل العمحل الول و ما ترتب عنه
،و ل أدري أنسيه أما تناسااه؟ .
و الطأ الخي –الامس من المحوعةم الثانيةم ، -يتعلق بالبحدايةم الزّمنيةم لدراساةم تكيون العقل
العرب عند الابري ،الذي اتذ عصر التدوين بدايةم لدراساةم تكيون ذلك العقل .لكنه عندما درس
العقل السياساي العرب بدأه بالدعوة السالميةم ،بدعوى أن موضوع العقل السياساي هو المحارساةم
السياسايةم النظمحةم ،و ليس إنتاج العرفةم القعدة القننةم .علمحا بأن المحارساةم السياسايةم ف الضارة
العربيةم السالميةم بدأت مع ظهور السالما. 725
و قوله هذا صحيح فيمحا يص العقل السياساي ،لكنه غي صحيح فيمحا يتعلق بتكيون العقل
السالمي-العرب حسب الابري ، -لنه سابحق أن بينا أن هذا العقل يإد مصدريته و مرجعيته
السااسايةم و النهائيةم ف العهد النبحوي نظريا و عمحليا أول ،ث يإدها ف العهد الراشدي عمحليا أيضا
.لكن ذلك ل ينع من وجود مرجعيات جزّئيةم جانبحيةم ظهرت فيمحا بعد ،كمحا هو حال الفلسفةم
اليونانيةم و البحاطنيةم ،اللتان يدخلن ف التطورات الفكريةم الت طرأت على العقل السالمي ،الذي
يبحقى دائمحا يإد مصدريته و مرجعيته النهائيةم ف السالما .
و أما التعليل الذي قدمه فهو ضعيف جدا ،و ل يصح و غي تمقنع ،لنه إذا كان تمبخر
المحارساةم السياسايةم هو الذي جعله يبحدأ دراساةم العقل السياساي العرب من بدايةم الدعوة السالميةم ،
فإن نفس البخر يإعله أيضا يبحدأ ف دراساته لتكيون العقل العرب العلمحي و الخلقي و القتصادي ،
من نفس الفتة أيضا .لن هذا التكيون يإد مرجعيته العمحليةم و العلمحيةم النظريةم ف العهد النبحوي أيضا
و يبحدأ ببحدايته،و التمحثلةم ف الكتاب و السنةم .
و يتبحيم ما ذكرناه -من أخطاء المحوعتيم ، -أن الابري قاما بعمحليةم اغتيال و ساطو ،و تشويه
725
العقل السياساي ،صا. 18 :
للعقل السالمي ،فسمحاه العقل العرب بدل من السالمي ،و اختلق له بدايةم وهيةم ف العصر
الاهلي ،بدل من بدايته السالميةم القيقيةم ،الصحيحةم الثابتةم ،و ربطه بإطار فكري متأخر ساه
عصر التدوين ،بدل من إطاره الرجعي السالمي التقدما عن عصر التدوين بأكثر من 150سانةم .
و ربطه أيضا برجعيةم بشريةم بدل من مرجعيته الربانيةم التمحثلةم ف القرآن و السنةم النبحويةم الصحيحةم .
و أما أخطاء المحوعةم الثالثةم -و هي الخية – فتتعلق بوضوع ترجةم الفلسفةم اليونانيةم إل اللغةم
العربيةم ف عصر التدوين ،و تتضمحن ثلثةم أخطاء ،أولا يتمحثل ف أن الابري ادعى أنه لا انتشرت
تأطروحات الفكر الانوي و الشيعي الغنوصي ،و أراد الأمون التصدي لمحا ،ل يكن هناك سالح
آخر إل سالح العقل الكون التمحثل ف الفلسفةم اليونانيةم ،فسعى إل تنصيبحه بتجةم الفلسفةم إل
اللغةم العربيةم.726
و قوله هذا يتضمحن خطأ كبحيا ،يتمحثل ف الزّما الذي أصدره بأنه ل يكن هناك أماما الأمون
سالح آخر للرد على الانويةم و الشيعةم الغنوصيةم ،إل سالح الفلسفةم اليونانيةم .فهذا حكم غي
شرعي ،و ل علمحي ،و ل عقلي ،و هو حتمحيةم ل دليل عليها ،إل البحالغةم و مض التحكم .
فقد كان ف مقدور الأمون و غيه من أهل العلم أن يردوا على الفلسفةم الانويةم و الشيعيةم الغنوصيةم
و ينقضونا ،و يردوا أيضا حت على الفلسفةم اليونانيةم ،باساتخداما النقل الصحيح-أي الشرع ، -و
العقل الصريح ،و العلم الصحيح .فل داع للمحبحالغةم ف تعظيم الفلسفةم اليونانيةم الوثنيةم الزّعومةم ،الت
تقوما ف كثي من جوانبحها على الوهاما و الظنون ،و السااطي و النطق العقيم .فهل فلسفةم هذا
حالا يصح أن قيقال فيها أنا كانت السلح الوحيد الذي كان ف مقدور الأمون اساتخدامه للرد
على الذاهب الت كان يتخوف منها ؟ ! .
و أما الطأ الثان فيتمحثل ف زعم الابري بأن الأمون و أمثاله من الفلسافةم الذين سااروا على
طريقته ف اساتخداما الفلسفةم كسلح ،كانوا يسعون إل )) تأسايس البحيان على البخهان (( . 727و
قوله هذا غي صحيح ف معظمحه ،لنه أدخل علوما الوحي – السالما ، -ف نظاما البحيان الزّعوما ،
و هذا ل يصح شرعا و ل عقل .كمحا أن العتزّلةم و الفلسافةم الذين اساتخدموا الفلسفةم اليونانيةم
اساتخدموها للنتصار لفكارهم و مذاهبحهم ،و السالما بريء من ذلك لنه ل يكن مضطرا أبدا
إل الساتعانةم بالكلما العتزّل الفارغا و ل إل فلسفةم اليونان الرافيةم العقيمحةم ،و ل لغيها من
الذاهب و الفلسفات لينتصر با .فهو الوحي العصوما الجةم بذاته ،و البخهان الساطع الدامغ ،
726
تكوين العقل ،صا ، 229 ، 225 :و ما بعدها .
727
نفس الرجع ،صا 299 ،266 ، 256 ، 256 ، 225 :و ما بعدها .
الذي ل يأتيه البحاطل من بيم يديه و ل من خلفه ،فدين السالما له علومه و طبحيعياته ،و منطقه
و إليهياته.
و أما القول بأن الأمون ترجم الفلسفةم اليونانيةم لنصرة البحيان ،فهذا قول مشكوك فيه و غي
ثابت تارييا ،أو على القل ل يكن هو السبحب الوحيد ف ترجةم تلك الفلسفةم إل اللغةم العربيةم،
بدليل الشاهدين التييم :أولمحا إن قسمحا كبحيا من الفلسفةم اليونانيةم كان قد تترجم إل اللغةم العربيةم
قبحل أن يشرع الأمون ف ترجةم الفلسفةم اليونانيةم سانةم 215هجريةم . 728فقد تترجت كتب قديةم
صنفت باللغةم العربيةم ف الفلسفةم ،من ذلك كثية إل اللغةم العربيةم قبحل ذلك التاريخ ،و أخرى قد ت
أن الكيمحيائي جابر بن حيان)ت 200ه( ،ألف نو 300كتاب ف الفلسفةم شرحا و نقدا ،
منها :كتاب النطق على رأي أرساطو ،و شرح إقليدس ،و مصطحات أرساطو . 729فلمحاذا تترجت
هذه الكتب –و غيها -قبحل الأمون ؟ ،علمحا بأن جابر بن حيان كان شيعيا باطنيا. 730
و الشاهد الثان هو إنه ما تيضعف زعم الابري ،أن العتزّلةم أنفسهم كانوا عقلنييم -حسب
زعمحهم -على رأساهم الأمون الذي ألقه الابري بالفلسافةم .المر الذي يعن أنم –أي العتزّلةم-
ل يكونوا ف حاجةم إل منطق أرساطو و ل إل فلسفته .و هم كانوا قد دخلوا ف نزّاعات مذهبحيةم
حادة مع تخصومهم مبحكرا ،عندما تكونوا زمن السن البحصري 731و ما بعده ،قبحل ترجةم الفلسفةم
اليونانيةم ،ما يعن أنم كانوا قد تضيلعوا ف النطق و الدال ،قبحل التعرف علي فلسفةم اليونان .و
هم و إن سااهوا ف ترجتها فقد ظلوا مافظيم على مذهبحهم منهجا و تطبحيقا ،و ل ينتمحوا إل
الفلسافةم ،بل خاصمحوهم و ردوا عليهم ،و هذا أمر أشار إليه الابري مرارا ف كتابيه تكوين العقل
العرب ،و بنيةم العقل العرب .
و الطأ الثالث –الخي من المحوعةم الثالثةم -يتمحثل ف قول نقله الابري عن الستشرق كارل
بكر ،مفاده أن السالما لا حاربته الفلسفةم العنوصيةم اساتعان بالفلسفةم اليونانيةم للرد عليها . 732و
هذا القول ذكره الابري من دون أي تعليق ما قد يعن أنه موافق له ،و هو يندرج ضمحن فكرته
الت ذكرناه ف الطأ الثان من هذه المحوعةم .و ذلك القول فيه تغليط ،و افتاء على الشرع ،لن
دين السالما ل يستعن بالفلسفةم اليونانيةم مطلقا ،و إنا الذين اساتعانوا با ،و اساتفادوا منها هم
التفلسفةم و العتزّلةم و التأثرون بم .و أما المحثلون القيقيون للسالما و هم أهل السنةم من السلف
728
التاريخ السالمي الوجيزّ ،صا. 169 : ممحد طقوش :
729
ابن الندي :الفهرسات ،دار العرفةم ،بيوت ، 1978 ،ج 1صا. 503 ،502 :
730
نفسه 501 ،و ما بعدها .
731
عنهم أنظر :عبحد القاهر البحغدادي :الفرق بيم الفرق .
732
تكوين العقل ،صا. 225 :
و أهل الديث و من ساار على نجهم فل يصدق ذلك عنهم ،لنم كانوا خصوما للفلسفةم
اليونانةم طيلةم العصر السالمي ،و قاوموها بشدة ،و بختلف الوساائل العلمحيةم و العمحليةم ،لنا
كانت تثل خطرا داها على الدين و العقل معا. 733
و تأشي ف هذا القاما إل أمر هاما جدا يتعلق بتجةم العلوما القديةم إل اللغةم العربيةم خلل عصر
التدوين ،و مفاده أن عمحليةم التجةم صاحبحتها نقائص و سالبحيات كثية ،على مستوى الدوافع و
اللفيات و الظاهر و الثار .فمحن ذلك أول أن ترجةم تلك العلوما إل اللغةم العربيةم ل تكن ضروريةم
؛ و إن كان السالما ل يرما على أهله النتفاع با عند غيهم من خيات و ماسان ،و تارب
مفيدة و علوما نافعةم ،لكن مع ذلك فإن ترجةم تلك العلوما أرى 734أنه ل يكن من الضروري على
السلمحيم ترجتها ،فقد عاشوا بدونا نو قرنيم من الزّمن .و لو ل تتجم تلك العلوما إل اللغةم
العربيةم لنمحت و ترعرعت العلوما الطبحيعيةم و الرياضيةم ف التمحع السالمي نوا مليا طبحيعيا ،لنا
علوما ضروريةم ل يستغن عنها متمحع من التمحعات البحشريةم .و قد كانت أصولا قائمحةم ف التمحع
السالمي ،نشأت ف ظل السالما نو قرنيم من الزّمن ،اساتجابةم لمرين أسااسايم ،أولمحا إن
السالما يث على كل العلوما النافعةم ،و يدعوا إل النظر ف الفاق و النفس ،و ف كل مظاهر
الكون لكتشاف قوانينه و تسخيه لدمةم النسان ،هذا فضل على أن بعض عبحاداته و أحكامه
ل بد لا من رياضيات و فلك ،كالواريث و أوقات الصلة و الج .و ثانيهمحا أن الاجةم
لتلك العلوما حاجةم ماساةم ،تعل نشأتا ف التمحع السالمي -الواساع التنوع العراق و
الجناس -أمرا ضروريا دون ضرورة إل ترجةم العلوما القديةم .
و ثانيا إن تلك الترجمة -في عمومها -تمممت بطريقممة خاطئُممة و ناقصممة ،واكبتهمما
سلبيات كثيرةا ،منها أن الحاجة لترجمة علوم الوائممل لممم تصممدر عممن حاجممة داخليممة
حقيقية تمثل قاعدةا عريضة في المجتمع ،و إنما صدرت عن رغبة أفراد قليليممن مممن
رجال السياسة ،كالخليفة المنصور ،و هممارون الرشمميد و المممأمون ،و هممذا الخيممر
أشهرهم ،و أكثرهم توسعا فيها .735
733
أمثل :ابئئن قتيبحئئةم :أدب الكئئاتب ،صا . 4 :و الئئذهب :السئئي ،ج 17صا ، 15 :ج 23صا . 143 :و ابئئن كئئثي :
البحدايةم ،ج ، 71 2ج 11صا . 224 :و ابئن الئوزي :النتظئم ،ج 10صا . 194 :و ابئن حجئر :الفتئح ،ج 12
صا. 202 :
734
قئئد تيئئالفن بعئض البحئاحثيم فيمحئا أراه ،مئن أن ترجئئةم العلئوما القديئئةم لئ تكئئن أمئرا ضئروريا ،لكننئ أرى ذلئك ،و قئئد ذكئئرت
دليلئئي لتئئدعيم مئئا ذهبحئئت إليئئه .وا أقئئول إن المئئر لئ ئ يكئئن ضئئروريا ،مئئع أن التمحئئع السائئلمي كئئان ف ئ حاجئئةم إل ئ العل ئوما
الطبحيعيةم ،و كان أمامه إما الكتفاء با عنده من تلك العلوما و تطويرها مليا ،و إما أن تيتجم كتب العلوما القديةم التعلقئئةم
بتلك العلوما لينتفع با .فالمر إذا ل يصل إل حد الضرورة ،و كان فيه اختيار بيم طريقيم .
735
للتوساع ف موضوع التجةم أنظر مثل :ابن الندي :الفهرسات .
كما أن عملية الترجمة لم تتم بأمر من علماء المة ،و ل بإشراف منهم ،و ل تمت
على أيدي مسلمين سنيين ملتزمين أتقياء متخصصين في الترجمة و علوم الوائل ،و
إنما معظم الذين تولوها هم من أهل الذمة من يهود و نصار و غيرهم. .736و نحممن ل
ك
ضممى أعنمم أ نثق في هؤلء ،و من حقنمما أن ل نثممق فيهممم ،لقمموله تعممالى }-)) :أولأممن تأرر أ
ت أأرهممأواءيهماذ هيأو ارلهيأدىَ أولأئُذذن اتلبأرعمم أصاأرىَ أحلتى تأتلبذأع ذمللتأهيرم قيرل إذلن هيأدىَ ر ارليأيهويد أولأ النل أ
صيمر{َ -سورةا البقرةا -120/و - اذ ذمن أولذلي أولأ نأ ذ ك ذمأن ر ك ذمأن ارلذعرلذم أما لأ أبأرعأد اللذذي أجاء أ
ضممهيرم أأرولذيأمماء بأرعمم م
ض أوأمممن صمماأرىَ أأرولذيأمماء بأرع ي
}أيا أألُيأها اللذذيأن آأمينورا لأ تأتلذخيذورا ارليأهيمموأد أوالنل أ
اأ لأ يأرهذدي ارلقأروأم الظلممالذذميأن{َ -سممورةا المائممدةا ، -51/و كممما يأتأأولليهم بمنيكرم فأإ ذنلهي ذمرنهيرم إذلن ر
تعلم هؤل اللغة العربية لييترجموا إليها العلوم القديمة ،كان في مقدور المسلمين أيضمما
تعلم اللغات القديمة لييترجموا علومها إلى اللغة العربية .و مما يممبين أن نوايمما هممؤلء
المترجمين لم تكن خالصة ،أنهم ترجموا أمورا تتناقض مممع السمملم كليممة ،و تممدمر
المجتمع السلمي تدميرا ،و ل يجوز ترجمتها شرعا ،على رأسمها إلهيمات اليونممان
المليئُة بالضللت و الشركيات ؛ فلو تولى الترجمة مسلمون أتقياء ما ترجموا ذلك .
و منها أيضا أن تلممك العلمموم يترجمممت دون تمحيممص و تمييممز بيممن صممحيحها مممن
سقيمها ،وهذا خطأ فادح صاحب عملية الترجمة ؛ فكان من اللزم أن تيممترجم العلمموم
الضممرورية النافعممة ،كممالطب و الهندسممة ،مممع الشممروح و المقممدمات و التنبيهممات و
التحممذيرات ؛و أن ل تيممترجم العلمموم الضممارةا المعارضممة للشممرع ،ككتممب السممحر و
الشعوذةا ،و إلهيات اليونان و منطقهم. 737
و قممد يممرىَ بعممض النمماس فممي ترجمممة العلمموم القديمممة إلممى اللغممة العربيممة عمل
حضاريا إيجابيا ،و هذا رأي وجيه فيه جانب كبير من الصحة ،لممو أن العمليممة تمممت
بطريقة صحيحة و على أيدي أمينة ،و بما أنها تمت بطريقة خاطئُممة مليئُممة بالنقممائص
و السلبيات فعدمها أولى من ترجمتها .
و ختاما لهذا الفصل-أي الثالث -يتبين مما ذكرناه ،أن الخطاء التاريخية المتعلقممة
بالقرآن و الشريعة ،و السنة و السيرةا ،هي في معظمها مممن أخطمماء أركممون ،خلف
الخطاء التاريخية المتعلقة بنش أةا الثقافمة و العلموم فمي العصمر السملمي ،فغالبيتهما
كانت من أخطاء الجابري .و قد تبين – مممن خلل المثلممة الكممثيرةا الممتي ذكرناهمما -أن
أسباب تلك الخطاء يعود بعضها إلى النقص في الطلع على الروايات التاريخية ،و
بعضها الخر سممببه التجاهممات و الخلفيممات المذهبيممة الممتي كممانت تتممدخل فممي تفسممير
الحوادث و المفاهيم و توجهها توجيها مذهبيا متعصبا .
736
أنظر مثل :ابن الندي :الفهرسات ،ج 1صا 339 :و ما بعدها 414 ،و ما بعدها .
737
أنظر مثل :صديق حسن خان :أبد العلوما ،دار الكتب العلمحيئةم ،بيوت ، 1978 ،ج 1صا 258 :و مئا بعئئدها .
و ابن الندي :الفهرسات ،ج 1صا. 679 :
...............................................................
الفصل الرابع
ت على أخطاء تاريخية كثيرةا جدا ،وقع فيها الباحثان محمد أركممون و محمممد عثر ي
عابد الجابري ،تتعلق بالصحابة و الفتنة الكبرىَ ،و الطوائف السلمية على اختلفها
،كانت غالبيتها من أخطاء الجابري ،سنذكره تباعا حسب مبمماحث هممذا الفصممل ،إن
شاء ا تعالى .
أول :الخطاء التاريخية المتعلقة بالصحابة قبل الفتنة :
فبالنسبة لخطاء أركون التاريخية المتعقلة بالصحابة ،فمنها ثلثة أخطاء ،أولهمما
يتمثممل فممي أن أركممون زعممم بممأن كلمممة الصممحابة لممم تممرد فممي القممرآن ،و الواقممع أنهمما
)) سوف يتشكل لحقا ،و يتمجد ،و يتزين ،و يتعظممم (( . 738و قمموله هممذا غيممر صممحيح
تماممما ،مخممالف للقممرآن و السممنة و التاريممخ ،لنممه أول أن كلمممة الصممحابة بمعنممى
أصحاب النبي-عليه الصلةا و السلم ، -موجودةا فعل في القرآن الكريم ،وردت فيممه
ايمم إذرذ أأرخأرأجممهي اللممذذيأن أكفأمميرورا صممأرهي ر بصيغة المفرد في قوله تعالى } :إذلل أتن ي
صيروهي فأقأرد نأ أ
اي أسمذكينأتأهي ام أمأعأنما فأ أأنأزأل ر صاهحبههه لأ تأرحأزرن إذلن ر أ أثانذأي ارثنأريذن إذرذ هيأما ذفي ارلأغاذر إذرذ يأيقويل له و
ايمم اذ ذهأي ارليعرليأمما أو ر أعلأريذه أوأأيلأدهي بذيجينومد للرم تأأرروأها أوأجأعأل أكلذأمةأ اللذذيأن أكفأيرورا اللُسرفألى أوأكلذأمةي ر
أعذزيدز أحذكيدم{َ -سورةا التوبة ، -40/و إذا كان القرآن قد وصف أبا بكممر بممأنه صمماحب
الرسول-صلى ا عليه وسلم ، -فإن الذين آمنمموا بممه عليممه الصمملةا و السمملم و كممانوا
معه ،هم أيضا أصحابه بالضرورةا .
و ثانيا إن مصطلح الصحابة بمعنى أصحاب رسممول ام ،ورد فمي السممنة النبويمة
عدةا مرات ،منها قوله عليممه الصمملةا و السمملم )):ليممت رجل صممالحا مممن أصممحابي
يحرسني (( ،و قوله )) :اللهم أمض لصحابي هجرتهم. 739(( ...
و أما زعمه بأن كلمة الصحابة يمجدت و يزينت و يعظمت لحقا ،فهذا زعم باطل ،
لن الذي مدح الصحابة و عظمهم ،و زكاهم و شهد لهم بالرضوان و العمل الصالح
هو الشرع الحكيم ،و ليس المسلمون هم الذين شهدوا لهم بذلك ،فقد كانوا متبعين ل
ك تأرح أ
ت اي أعذن ارليمرؤذمذنيأن إذرذ ييأبايذيعونأ أ ضأي ل مبتدعين .من ذلك قوله تعالى}- :لأقأرد أر ذ
اللشأجأرذةا فأأعلذأم أما ذفي قييلوبذذهرم فأأأنأزأل اللسذكينأةأ أعلأريذهرم أوأأأثابأهيرم فأرتوحا قأذريوبا{َ -سورةا الفتح /
اذ أواللذذيأن أمأعهي أأذشلداء أعألى ارليكلفاذر يرأحأماء بأرينأهيرم تأأراهيرم يرلكوعا ،-18و}لُمأحلمدد لريسويل ل
ك أمثأليهيرمضأواونا ذسيأماهيرم ذفي يويجوذهذهم بمرن أأثأذر اللُسيجوذد أذلذ أ اذ أوذر ر ضول بمأن ل يسلجودا يأربتأيغوأن فأ ر
738
الفكر الصول ،صا. 139 :
739
البحخاري :الصحيح ،ج 1صا ، 435 :رقم ، 1233 :ج 3صا ، 1057 :رقم . 2729 :
ظ أفارستأأوىَ أعألى يسوقذذه ع أأرخأرأج أش ر
طأ أهي أفآَأزأرهي أفارستأرغلأ أ ذفي التلروأراذةا أوأمثأليهيرم ذفي ا ر ذلنذجيذل أكأزرر م
ت ذمرنيهم لمرغفذأرةاوصالذأحا ذ اي اللذذيأن آأمينوا أوأعذميلوا ال ل ب اللُزلراأع لذيأذغيظأ بذذهيم ارليكلفاأر أوأعأد ل ييرعذج ي
أوأأرجورا أعذظيوما{َ -سورةا الفتح ، -29/و }أواللسابذيقوأن الألويلوأن ذمأن ارليمأهاذجذريأن
تضورا أعرنهي أوأأأعلد لأهيرم أجلنا م اي أعرنهيرم أوأر ي ضأي ر صاذر أواللذذيأن اتلبأيعويهم بذإ ذرحأسامن لر ذ لن أ أوا أ
ك ارلفأرويز ارلأعذظييم{َ -سورةا التوبة. -100/ تأرجذري تأرحتأأها الأرنأهاير أخالذذديأن ذفيأها أأبأودا أذلذ أ
و أما الخطأ الثاني فيتعلق بموضوع الخلفة بعد وفاةا النبي-عليه الصلةا و السلم-
،ادعى فيه أركون أن حادثة السممقيفة كممانت مناقشممة كممبرىَ حاسمممة ،قسمممت المموعي
السلمي و مزقته ،و كانت فيها قبيلة بني هاشم و بني أمية موجممودتين علممى السمماحة
مستعدتين لخوض الصراع بسبب الخلفة .ثم تعقدت المسألة أكممثر بممدخول النصممار
الصمراع ،و همم قبيلممة أخمرىَ لهممم طموحمماتهم السملطوية أيضمما .ثممم قمال )) :إننما ل
نستطيع أن ينخفي إلى البد هممذه الحقممائق السوسمميولوجية -التاريخيممة الممتي ضمممنها أو
ضدها سوف تشق الفكرةا السلمية طريقها ((. 740
و قوله هذا غير صحيح فممي معظمممه ،و يتضمممن أباطيممل و مغالطممات ،أول إن
الذي حدث في سقيفة بني ساعدةا و بيعة أبي بكر الصديق-رضي ا عنممه ، -هممو أول
تجربة شورية –ديمقراطية بلغة العصر -ناجحة حققها الصحابة بعد وفاةا رسممول امم-
عليه الصلةا و السلم ، -و أدت إلى تورحد المسلمين حول خليفة واحد ،و تكوين دولة
الخلفة الراشدةا ،التي فتحت العالم وأطاحت بدولتي الفرس و الممروم ،و تحقممق فيهمما
ت لأيأرستأرخلذفأنليهم صالذأحا ذ اي اللذذيأن آأمينوا ذمنيكرم أوأعذميلوا ال ل وعد ا تعالى عندما قال }- :أوأعأد ل
ضممى لأهيممرم ف اللممذذيأن ذمممن قأربلذذهممرم أولأييأمبكنأمملن لأهيممرم ذدينأهيمميم اللممذذي اررتأ أ فذممي ارلأرر ذ
ض أكأممما ارسممتأرخلأ أ
كك فأأ يرولأئُذمم أأولأييبأبدلأنليهم بمن بأرعذد أخروفذذهرم أأرمونا يأرعبييدونأذني أل ييرشذريكوأن ذبي أشريوئُا أوأمن أكفأأر بأرعأد أذلذ أ
هييم ارلأفاذسيقوأن{َ -سورةا النممور . -55/فهذه الحادثة جمعت المسلمين قلبا وقالبمما ،و لممم
تقسمهم و ل مزقتهم ،و أما الخلفات التي حدثت في الفتنمة الكمبرىَ و م ا أنجمر عنهما
من تمزق و انقسامات بين المسلمين ،فل علقة لها بما حدث في السقيفة. 741
و ثانيا إن الذي حدث في السقيفة هو اختلف تنروع ل اختلف تناقض و تضاد ،و
ل اختلف تناحر و تصادم و تآَمر ،و إنما اختلفت آراؤهم حول موضوع الخلفة ثممم
اتفقت في النهاية-بعد التشاور -على اختيار أبممي بكممر خليفممة ،و هممو الممذي مممدحه امم
اأمم أمأعنأمما صاذحبذذه لأ تأرحأزرن إذلن ر تعالى بأنه كان } :أثانذأي ارثنأريذن إذرذ هيأما ذفي ارلأغاذر إذرذ يأيقويل لذ أ
اي أسذكينأتأهي أعلأريذه أوأأيلأدهي بذيجينومد للرم تأأرروأها أوأجأعأل أكلذأمةأ اللذذيأن أكفأمميرورا اللُسممرفألى أوأكلذأمممةي فأأأنأزأل ر
اي أعذزيدز أحذكيدم{َ -سورةا التوبة ،-40/فتمت على يديه وحدةا المسمملمين اذ ذهأي ارليعرلأيا أو ر
ر
المادية و المعنوية معا .و أما ما ييروىَ من امتناع بعض الصحابة من بيعة أبي بكممر ،
كعلي و بني هاشم ،فهممي روايممات مكذوبممة وضممعتها الطوائممف المذهبيممة و السياسممية
المنحرفة التي ظهرت في الفتنة الكبرىَ و ما بعدها. 742
740
تارييةم الفكر ،صا. 284 ، 282 ، 145 :
741
سانتطرق إل ذلك لحقا .
742
سانعود إل هذا الوضوع لحقا ،إن شاء ال تعال .
و ثالثا إن أركون ييمارس –كعادته -التضخيم و التجعيد ،و يبني عليهمما أوهممامه و
ظنونه بل أدلة صحيحة ،ليصل إلممى ممما خطممط لممه سمملفا .و مسممألة السممقيفة هممي فممي
الحقيقة حادث اختلف عادي طبيعي و قع بين الصحابة فعالجوه بسرعة و حكمة مممن
دون إي صراع و ل عنف ،بدليل أنهم مباشرةا بعد بيعتهم أبي بكر دخلمموا فممي حممرب
المرتدين و هزموهم ،و شرعوا في الفتوحات السلمية .ثم لما يتوفي أبممو بكممر خلفممه
عمر بن الخطاب من دون أن يحدث أي خلف حول مسألة الخلفة ،فهذه أدلة دامغة
يتبطل مزاعم أركون حول حادثة السقيفة و ما ترتب عنها .
و أما الخطأ الخير-أي الثالث -فيتعلق بمكانمة الصمحابة رضمي ام عنهمم ،فقمد
ذكر أركون أن كتب التراجم السنية بالغت في تصمموير الصممحابة شخصمميات مثاليممة ،
حجبت )) الحقيقة التاريخية المتعلقة بكل شخصية من الشخصمميات اليمممترجم لهمما (( ،
فممدخلت بممذلك عناصممر أسممطورية زائممدةا علممى سمميرهم ؛ كممانت ترمممي إلممى تشممكيل
شخصيات نموذجية يمقدسة. 743
و قوله هذا فيه حق و باطل ،فأما الحق فإنه قد يرويت فعل روايات كثيرةا مكذوبممة
ينسبت إلى بعض الصحابة ،لكنها لم تكن كلها مممدحا ،فبعضممها مبممالغ فممي المممدح ،و
بعضاها الخر مبالغ فممي الممذم و القممدح ،حسممب التجاهمات المذهبيممة للكممذابين الممذين
رووا التاريخ . 744و أما ما قاله عن كتب التراجم السممنية فممذلك ل ييمثممل إل جانبمما مممن
الحقيقة ،و قد سكت أركون عن الجانب الخممر .لن الغممالب علممى تلممك الكتممب أنهمما
يتدرون كل ما يصلها من أخبار عن الصحابة من دون تمييز لصحيحها من سممقيمها ،و
هذه الظاهرةا نجدها واضحة في كتب التراجم التي ترجمت للصحابة ،كتاريخ دمشممق
لبن عساكر ،و السممتيعاب فممي معرفمة الصممحاب لبمن عبمد الممبر ،و الصمابة فمي
معرفة الصحابة لبن حجر العسقلني .
و أما الباطل الموجود في كلم أركممون فيتمثممل فممي عممدم تفريقممه بيممن الروايممات
المثالية الصحيحة و المثالية المكذوبة ،فشكك فيها كلها ،انطلقا من خلفيتممه المذهبيممة
المتعصممبة الممتي ترفممض مبممدأ مثاليممة الصممحابة أصممل ،بنمماء علممى نزعتممه العلمانيممة
التغريبية الستشراقية في موقفها من السلم و رسوله و تاريخه .و هذا موقممف غيممر
علمي تماما .لن مثالية الصحابة و خيرتهم ثابتة شرعا و تاريخما ،فأم ا شمرعا فمإنه
توجد نصوصا كثيرةا شهدت للصحابة باليمان و العمل الصالح ،و زكتهم و وصفتهم
بأنهم خير أمة يأخرجت للنمماس ،و قممد سممبق أن ذكرنمما طرفمما منهمما آنفمما .و أممما تاريخمما
فمصممنفات التاريممخ شمماهدةا علممى مممواقفهم المثاليممة العظيمممة فممي إيمممانهم بالسمملم ،و
جهادهم في سبيله بممأموالهم و أنفسممهم ،و صممبرهم علممى الذىَ و الفقممر و العمموز فممي
العهدين المكي و المدني.
و أما أخطاء الجمابري التاريخيمة المتعلقمة بالصمحابة فتتموزع علمى موضموعين ،
أولهما خاصا بجماعة الصحابة الفقراء المستضعفين زمن الممدعوةا السمملمية بمكممة و
المدينة و ما بعدها ،فذكر الجابري أن هذه الجماعة كانت تتكون من الصحابة الفقراء
و المستضعفين بمكة ،كعمار بن ياسر ،و أبي ذر ،و المقداد بن السود ،و خباب بن
743
تارييةم الفكر العرب ،صا. 17 :
744
للتوساع ف ذلك أنظر كتابنا :مدرساةم الكذابيم ف روايةم التاريخ السالمي و تدوينه ،صا 47 :و ما بعدها .
الرث ،و يبممدوا أن هممذه الجماعممة تحرلقممت حممول علممي بممن أبممي طممالب بمكممة ،فكممان
حليفهم ،و يحمل قضمميتهم بمكممة و ممما بعممدها ،و هممم قممد بقمموا معممه و مممع النممبي بمكممة
تسومهم قريش أشد العذاب ،و لم تكن لعلي قبيلممة تمموجهه .فكممانت تلممك الجماعممة هممي
جماعة العقيدةا في السلم ،على رأس المؤمنين الصادقين ،و هناك حديث يقممول )) :
يأمرت بحب أربعة ،لن ا يحبهم ،علي ،و أبي ذر ،و سلمان ،و المقداد ((. 745
و قوله هذا غير صحيح في معظمه ،و يتضمن أخطاء كممثيرةا ،نممذكرها مممن خلل
مناقشتنا للجابري و ردنا عليه ،أول إن الستضعاف كان يشمل كل الجماعة المسلمة
بمكة ،و لم يكن خاصا بطائفة منهم ،مع اختلف درجمماته و أشممكاله ،مممن مسمملم إلممى
آخمر حسمب ظروفمه و يخصوصمياته ،بمدليل قموله تعمالى –عنمدما وصمف المسملمين
ض تأأخايفوأن أأن يأتأأخطلفأيكمميم ضأعيفوأن ذفي الأرر ذ بالستضعاف} : -أوارذيكيرورا إذرذ أأنتيرم قأذليدل لُمرستأ ر
ت لأأعلليكمرم تأرشميكيروأن{َ -سمورةا النفمال/ صذرذه أوأرأزقأيكم بمأن الطليبأبا ذ س أفآَأوايكرم أوأأيلأديكم بذنأ راللنا ي
-26و أما في العهد المكي فلم يبممق هنمماك جماعممة المستضممعفين ،بممدليل قمموله تعممالى
)) فآَواكم و أيدكم بنصره ،و رزقكم من الطيبات (( .
و أما زعمه بأنه يبدو بأنه يوجدت جماعة كان علي حليفها و زعيمها ،و يجمل
قضيتها فهو استنتاج باطل و حديث خرافة ،ليس له دليل عليه إل الظن ،و كان عليه
أن ييدعمه بالشواهد إن كان صادقا في زعمه ،و الشواهد التية يتبطل دعواه :أولها
من القرآن الكريم ،فهو شاهد على أن المسلمين كانوا جماعة واحدةا مع النبي و حوله
–عليه الصلةا و السلم -و ليس حول علي و ل حول غيره من الصحابة ،قال تعالى:
اذ أواللذذيأن أمأعهي أأذشلداء أعألى ارليكلفاذر يرأحأماء بأرينأهيرم تأأراهيرم يرلكوعا يسلجودا }-لُمأحلمدد لريسويل ل
ك أمثأليهيرم ذفي ضأواونا ذسيأماهيرم ذفي يويجوذهذهم بمرن أأثأذر اللُسيجوذد أذلذ أ اذ أوذر ر ضول بمأن ل يأربتأيغوأن فأ ر
ظ أفارستأأوىَ أعألى يسوقذذه ع أأرخأرأج أش ر
طأ أهي أفآَأزأرهي أفارستأرغلأ أ التلروأراذةا أوأمثأليهيرم ذفي ا ر ذلنذجيذل أكأزرر م
ت ذمرنيهم لمرغفذأرةاو صالذأحا ذ اي اللذذيأن آأمينوا أوأعذميلوا ال ل ب اللُزلراأع لذيأذغيظأ بذذهيم ارليكلفاأر أوأعأد ل ييرعذج ي
ظاو
ت فأ ر ت لأهيرم أولأرو يكن أ
اذ ذلن أ أوأأرجورا أعذظيوما{َ -سورةا الفتح ،-29/و }فأبذأما أررحأممة بمأن ر
ف أعرنهيرم أوارستأرغفذرر لأهيرم أوأشاذوررهيرم ذفي الأرمذر فأإ ذأذا ك أفارع ي ضورا ذمرن أحرولذ أ لنفأ لُب أ ظ ارلقأرل ذأغذلي أ
ب ارليمتأأوبكذليأن{َ -سورةا آل عمران. -159/ اأ ييذح لُ اذ إذلن ر ت فأتأأولكرل أعألى ر أعأزرم أ
و الشاهد الثاني يتمثل في أن زعمه بوجود جماعة الفقراء المستضعفين الملتفة
حول علي ،يعني وجود جماعة أو أكثر كانت تقابل جماعة المستضعفين ،ضمن
جماعة المسلمين العامة ،و هذا كلم خطير ،يتضمن طعنا في رسول ا ،و تفريقا
و تقسيما لجماعة المسلمين بمكة التي شهد لها القرآن و التاريخ أنها كانت جماعة
واحدةا مؤمنة مجاهدةا ،فزعمه هذا هو نفسه شاهد على بطلن نفسه ،و نحن نطالبه
بتوثيق زعمه الباطل المرفوض شرعا و تاريخا .
و أما الشاهد الثالث فيتمثل في أن عليا في العهد المكي كان صغيرا ما يزال بلعممب
مع الطفال ،لنه عندما نزل الوحي على رسول ا كان لعلممي مممن العمممر مممابين-5 :
10سنوات . 746فهممل يصمح فمي العقممل أن طفل يحممل قضممية جماعمة مممن الكبممار ،و
يقودهم في ظروف صعبة؟ ! ،و هل في مقدور طفل قيادةا هممؤلء ؟ ! ،و هممل يصممح
745
العقل السياساي العرب ،صا. 182 ، 181 ، 152 :
746
الذهب :تاريخ السالما ،صا 1 :صا . 490 :و ابن العمحاد النبحلي :الشذرات ،ج 1صا. 222 :
في العقل أن جماعة مممن الكبممار المستضممعفين يلتفممون حممول طفممل ضممغير ليقممودهم و
يحمل همهم ؟ ! ،و ما عسى أن ييقدمه الطفل لهؤلء ؟ ،و ما ذا في مقدوره أن ييقممدمه
747
لهم ؟ ،و هل يصح في العقل أن صحابيا كعمار بن ياسر كان عمره نحو 43سممنة
عند بداية الدعوةا السمملمية ،يلتممف حممول طفممل ؟ ! .هممذه التسمماؤلت ل تحتمماج إلممى
إجابات لنها واضحة معروفة .
و ثانيا إن وصفه لجماعة المستضعفين الفقراء بمكة بأنهم كانوا جماعة العقيممدةا ،
هو وصف فيه تفريق لجماعة المممؤمنين الممذين شممهد لهممم القممرآن بممأنهم كممانوا جماعممة
واحدةا حول نبيهم .و وصفه لهم يكن خاصا بالمستضعفين ،و إنما هو كان يشمل كممل
المؤمنين لنهم كلهم كانوا جماعة العقيدةا و الجهاد ،و القرآن قد شهد لهم بمذلك .علمما
بأنه ل توجد علقة ضرورةا بين صدق اليمان و العقيدةا ،و بين الوضمماع الماديممة و
الجتماعية للفراد ؛ فإذا كانت طائفة صغيرةا من فقراء مكة قد أسمملمت ،فقممد قابلتهمما
طائفتان أخريان ،الولى تمثل العدد الكبير من المستضممعفين بمكممة الممذين لممم ييسمملموا
رغم فقرهم و ضعفهم .و الثانيممة تمثممل العممدد القليممل مممن الغنيمماء الممذين أسمملموا مممع
مكانتهم و غناهم و جاههم .
كمممما أن قممموله بمممأن )) المممدعوةا السممملمية التمممف حولهممما فمممي البدايمممة الفقمممراء و
المستضعفون (( .748هو قول غير صممحيح علممى إطلقممه ،لن المسمملمين كلهممم كممانوا
ضممأعيفوأن فذممي الأرر ذ
ض بمكة قلة مستضعفين ،لقوله تعالى } :أوارذيكيرورا إذرذ أأنتيممرم قألذيممدل لُمرستأ ر
صممذرذه أوأرأزقأيكممم بمممأن الطليببأمما ذ
ت لأأعلليكممرم س فأممآَأوايكرم أوأأيلممأديكم بذنأ ر
تأأخممايفوأن أأن يأتأأخطلفأيكمميم النلمما ي
تأرشمميكيروأن{َ -سممورةا النفممال ، -26/فالمسمملمون كممانوا قلممة مممن الفقممراء ،و قلممة مممن
الغنياء ،و قلة و من الميسورين و متوسطي الحال .و مما يبطل زعممم الجممابري أن
الوائل الدين دخلوا في السلم كانوا من الغنيمماء و المسمميورين و أصممحاب المكانممة
في المجتمع القرشي ،و هم :خديجة ،و أبو بكر ،و طلحة ،و الزبير ،و عثمان ،و
الزبير بن العوام ،بالضافة إلى علي و زيد بن حارثة فهما أيضا لم يكونا من الفقراء
،و ل من المستضعفين ،لنهما كانا يعيشان في بيت النبي-عليممه الصمملةا و السمملم. -
علما بممأن اليمممان يتعلممق أساسمما بممما فممي القلمموب ،مممن صممدق و إخلصا و اسممتعداد
لليمان ،و ل يتعلق أساسا بما في الجيوب من أموال .
و أما قوله بأن عليا لم تكن له قبيلة توجهه ،فهذا قممول يتضمممن تدليسمما و تغليطمما ،
لن عليا كان صغيرا في العهد النبوي ،و لم يدخل أصل لعبة القبيلة ،لنه كان يعيش
مع النبي-عله الصلةا و السلم -في بيته ،و هو الذي رباه و رعاه و وجهه ،و مع ذلك
فإنه قد استفاد من قبيلته بني هاشم في حمايتها لرسول ا .
كما أن قوله بأن جماعة المستضعفين بقوا مع علي و)) مع النبي في مكة تسومهم
قريش أشد العذاب (( ، 749هو كلم غير صحيح في معظمه ،و يتضمن باطل كممثيرا ،
لنه أول أن جماعة المستضعفين كممانت مممع النممبي و حمموله و لممم تكممن مممع علممي و ل
حوله .و ثانيا إن عليا لم يكن من المستضعفين ،لنه كممان صممغيرا ،و يتمتممع بحمايممة
747
الذهب :السي ،ج ، 1صا. 426 :
748
التاث و الداثةم ،صا. 113 :
749
اعقل السياساي ،صا. 152 :
قبيلته له .و ثالثا ل تصح التسوية بين ظروف جماعة المستضعفين و ظروف علي بن
أبي طالب التي تختلف من حيث العمر و القبيلة و المكانة فممي العهممد المكممي .و رابعمما
إنه ل تصح التسوية بين المستضعفين و علي من حيث اضطهاد قريش لهم ،فهممو قممد
سوىَ بينهم عندما قال :بقوا مع علي و مع النبي تسومهم قريش أشد العذاب .و هذا ل
يصممح ،لنممه عنممدما كممان المستضممعفون تسممومهم قريممش أشممد العممذاب ،كممان علممي
صغيرا ،و يتمتممع بحمايممة قممبيلته لممه ،لممذا ل ييعممرف لعلممي أنممه تعممررض للضممطهاد و
التعذيب في العهد المكي. 750
ت بحممب أربعممة ، ((...فهممو حممديث و أممما الحممديث الممذي ذكممره الجممابري )) أيمممر ي
ضعيف . 751كان علممى الجممابري أن يتأكممد منممه مممن حيممث الصممحة و الضممعف ،لنممه
حديث ييستخدم في المناظرات و المفاضلت التي تجممري بيممن أهممل السممنة و الشمميعة .
كما أنه حديث تترتب عنه أمور لها أهميتها في النظرةا إلى الصممحابة .لكممن الجممابري
ظفه فيما ذهب إليه ،و لم يبال أهو حديث صحيح أم ضعيف ! . و ر
و أما بالنسبة للخطمماء التاريخيممة المتعلقممة بحالممة الفقممر الممتي تميممزت بهمما جماعممة
المستضعفين حسب ما ذكره الجابري ،فسنذكرها من خلل الوضع المادي لثلثة من
كبار هذه الجماعة ،و هم :عمار بن ياسر ،و المقممداد بممن السممود ،و علممي بممن أبممي
طالب رضي ام عنهممم .لكننمما قبمل التفصمميل فيهمما يجمب أن ل يغمب عنمما أن جماعمة
الفقراء المستضعفين تحسن حالهم في العهد المدني ،بدليل قوله تعالى ... )) :فممأواكم
و أيدكم بنصره ،و رزقكم مممن الطيبممات لعلكممم تشممكرون((-سممورةا النفممال . -26/ثممم
تحسممن حممالهم أكممثر زمممن الخلفممة الراشممدةا ،عنممدما أكثيممرت الغنممائم و تعممدد مصممادر
الدخل .لكن الغريب في المر أن الجابري لم ييبال بهممذه التغيممرات و التحسممنات الممتي
طرأت على وضعية تلك الجماعة ،و ظل ييكرر أن جماعة المستضعفين كممانت فقيممرةا
مستضعفة في العهد المكي و ما بعده. ! 752
فبالنسبة لعمار بن ياسر -رضي ا عنه ، -فقد ذكممره الجممابري مممن بيممن الفقممراء
المستضممعفين ،و قممال إن عطمماءه السممنوي –كغيممره مممن المستضممعفين -كممان هممزيل
بالمقارنة إلى ما كان يأخذه كبراء بني هاشم و أشراف قريش بما فيهم الطلقمماء ،الممذين
لم يلتحقوا بالسلم إل بعمد الفتمح ،لن عممر بمن الخطماب كمان ييموزع العطماء علمى
)) أساس القرابة من النبي مع اعتبار السابقة في السلم ((. 753
و قوله هذا غير صحيح في معظمه ،لنه أول كان عليه أن يوثق أخبمماره ،و يممذكر
طريقممة تقسممم العطمماء بالرقممام و الصممناف للمقارنممة فيممما بينهمما ،و للتأكممد منهمما فممي
المصادر التي أستخدمها و في غيرها ،لكنه لم يفعل ذلممك .كممما أن قمموله بممان عمممارا
كان من المستضعفين في العهدين المدني و الراشدي هو قول غير صحيح كممان عليممه
أن ييوثقه .ففي العهد المدني فإن القرآن شاهد على أن لم يعد فيممه مستضممعفون ،لقمموله
750
ت عليها .بناء على الصادر الت أطلع ت
751
اللبحان :سالسلةم الحاديث الضعيفةم ،ج ،54ج 5صا ، 190 :ج 7صا . 129 :و الامع الصئغي و زيئئاداته ،ج 1
صا. 349 ، 319 :
752
سابحق توثيق ذلك .
753
العقل الخلقي ،صا. 62 :
صذرذه أوأرأزقأيكم بمأن الطليبأبا ذ
ت لأأعلليكرم تأرشيكيروأن{َ -سورةا النفممال/ تعالى :أفآَأوايكرم أوأأيلأديكم بذنأ ر
. -26و أما في العهد الراشدي فقد كانت لعمممار مكانممة مرموقممة ،حممتى أن عمممر بممن
الخطاب وله إمارةا الكوفة ،و كان يخدمه بنفسه ،و ذلك أنه عندما كان عمار بمدينممة
حمص كتب إلى عمر بأنه ييريد الحج ،و سأله أن يبني له داره بالمدينة قبممل قممدومه ،
فبناها له عمر و شارك بنفسه في بنائها . 754
و ثانيا إن الجابري رعركس طريقة عمر بن الخطاب في تقسيم العطاء ،فذكر أنه
وزع العطاء على أساس القرابة من النممبي مممع اعتبممار السمملم ،و الصممواب هممو أنممه
و رزع العطاء على أساس السابقة في السلم أول مع مراعاةا القرابة من الرسول-عليه
الصلةا و السمملم -ثانيمما .و ليممس صممحيحا بممأن عمممر بممن الخطمماب قممردم الطلقمماء علممى
السمابقين الوليمن ممن المستضمعفين . 755و إنمما قسممم العطماء علمى عمموم الصمحابة
كالتي :
-1المهاجرون الذين شاركوا في غزوةا بدر لهم 5آلف درهم سنويا .
-2النصار الذين شاركوا في غزوةا بدر لهم 4آلف درهم سنويا .
-3المهاجرون قبل الفتح ،لهم 3آلف درهم سنويا .
-4المهاجرون بعد الفتح لهم ألف درهم سنويا .
و ألحق الحسن و الحسممين و سمملمان الفارسممي بأهممل بممدر و أعطممى كل منهممم 5آلف
درهم سنويا .و حتى الولد و النساء فرض لهم عطاءهم السمنوي بمما يكفيهممم .علممما
بأنه زاد في عطاء العباس و علي و أمهات المؤمنين لقرابتهم من النبي-عليممه الصمملةا
و السلم. 756-
و بذلك يتبين أن ما قاله الجابري من أن عطاء عمار كان هزيل بالمقارنة إلممى بنممي
هاشم و أشراف قريش و حتى الطلقاء ،كممان فيممه حممق وباطممل ،و تممدليس و تغليممط ،
لنه ليس صحيحا بأن عطاء الطلقاء و كل أشراف قريش كان أكبر من عطمماء عمممار
و أصحابه السابقين المستضعفين ،بل كان عطاء عمممار أكممبر مممن عطمماء الطلقمماء ،و
أكبر من معظم أشراف قريش .و حتى بنو هاشم لم يكن كممل أفرادهممم يأخممذون أكممبر
من عمار و المهاجرون الولون ،لن الحسن و الحسين و هما أبنمماء فاطمممة –رضممي
ا عنهم -كممان عطاؤهمما يسمماوي عطماء عمممار و المهمماجرين الوليممن الممذين شممهدوا
بدرا ،و قد يروي أن عمر بن الخطاب أوصل عطاء عمار إلى 6آلف درهم. 757
كممما أن قمموله بممأن عطمماء المستضممعفين كممان هممزيل ،يتضمممن تدليسمما و تغليطمما
واضحين ،لن السابقين الولين من المهاجرين الذين شهدوا بدرا ،كانوا الولين فممي
سلم العطاء ،و زاد عن عطاء السابقين الولين من النصممار .و عليممه فل يصممح أبممدا
القول بأن عطاء المستضعفين كان هممزيل ،و هممم علممى رأس القائمممة ،و حممتى و إن
كان عطاؤهم أقل من عطاء العباس و علي و زوجات النبي-عليه الصلةا و السلم، -
754
ابن الثي :أساد الغابةم ،ج 1صا . 810 ،808 :عمحر بن شئبحةم :أخبحئار الدينئةم ،دار الكتئئب العلمحيئئةم بيوت،1996 ،
ج 1صا. 150 :
755
ابن الثي :الكامل ف التاريخ ،ج 1صا 350 :و ما بعدها .
756
نفسه ،ج 1صا 350 :و ما بعدها .
757
الذهب :السي ،ج 1صا. 622 :
فهو لم يكن عطاء هزيل على حد زعم الجابري ،بحيث ل يكفممي صمماحبه ،و ل يسممد
حاجته ،و كيف يكون كذلك و هو أكبر عطمماء فمي سمملم التقسمميم ؟ ! ،و إذا كمان كممما
زعم الجابري فهذا يعني أن الغالبية السمماحقة مممن الصممحابة و المسمملمين كممانوا فقممراء
وليممس عممماربن ياسممر و أصممحابه فقممط ،لن عطمماءهم كممان هممزيل ،بحكممم أن الفئُممة
الولى الكثر نصيبا كان عطاؤها هزيل ! ! .و هذه نتيجة باطلة لن مقدماتها كممانت
باطلة .
و أممما الصممحابي المقممداد بممن السممود)ت 33ه( –رضممي امم عنممه ، -الممذي جعلممه
الجممابري مممن الفقممراء المستضممعفين ،فقممد تحسممنت ظروفممه الماديممة و أصممبح مممن
الميسورين ،بل من الغنيمماء ،فقمد كممانت لمه أملك متنوعمة ،و عنممد وفماته أوصممى
للحسن و الحسين لكل منهما 18ألف درهم ،و أوصى لمهات المممؤمنين لكممل واحممدةا
منهن 7آلف درهم . 758و حتى الجابري اعترف بأن المقداد بن السود الذي كان من
المستضعفين ،بنى دارا بمكممة و جعممل أعلهمما شممرفات ،و جصصممها مممن الممداخل و
الخارج. 759
و أما علي بن أبي طالب -رضي ا عنه ، -فقد أدعى الجابري أن عليما لممم يكمن ممن
أصحاب الموال ،و لم يكن له)) حظ من الغنيمة سوىَ ما كان يناله من العطاء و كان
ييوزعه على الفقراء (( . 760و قوله هذا غير صحيح ،لنه أول لم ييوثق لنمما دعممواه ،و
لم يفصل لنا مقدار ما كان علي يأخذه من العطاء هو و أسممرته ،وكممان عليممه أن يفعممل
ذلك ليثبت ما ادعاه .لذا فنحن نقول :كان علي يأخذ مبلغا كبيرا جدا مممن العطمماء قيممدر
بأربعين ألف دينار سنويا . 761و هذا المبلغ الكبير يبدو أنه مجموع ما كان يأخذه علممي
من عطائه و عطاء أفراد أسرته الكبيرةا ،التي كممانت تتكممون عنممد استشممهاده مممن 4 :
زوجات ،و 11سرية أم ولد ،و 31ولدا 14-ذكرا 17 ،أنثى ، -هذا سوىَ الخدم و
العبيد . 762فهل ييعقل أن رجل ييعيل أسمرةا تتكمون ممن أكمثر ممن 44فممردا ،ييقمال أنممه
ييوزع عطاءه على الفقراء و هو ليس ما أصحاب الموال ؟ ! .و هممل ييعقممل أن رجل
تزيد أسرته عن 44فردا ،ديقال بأنه كان ييوزع عطاءه علممى الفقممراء ؟ .فبممماذا كمان
ييعيل عائلته إذا كان ييوزع عطاءه على الفقراء ؟ .
و ثانيا إذا كان علي ل مال له ،و ييوزع ماله علممى الفقممراء ،فكيممف أسممتطاع أن
يجمممع أممموال تركهمما لممورثته عنممدما تيمموفي ،و بعضممها أوصممى بممه فممي وصمميته قبممل
وفاته ؟ ! ،و منها أنه ترك الضياع و النخيل و المممزارع و الوقمماف ،و تممرك ورثتممه
758
نفس الصدر ،ج 1صا. 389 :
759
العقل السياساي ،صا. 145 :
760
نفس الصدر ،صا. 152 ، 146 :
761
أحئئد بئئن حنبحئئل :السئئند ،ج 1صا . 159 :و فضئئائل الصئئحابةم ،ج 1صا . 539 :و ابئئن تيمحيئئةم :منهئئاج السئئنةم ،ج
7صا . 481 :و ابن كثي :البحدايةم ،ج 7صا. 333 :
762
أنظئئر :الطئئبخي :تاريئئخ الطئئبخي ،ج 2صا . 163 :و ابئئن كئئثي :البحدايئئةم ،ج 7صا . 356 ، 353 :و ابئئن تيمحيئئةم :
منهاج السنةم ،ج 7صا . 483 :و الذهب :اللفاء الراشدون ،صا. 398 :
من أغنياء قومهم و مياسيرهم .و تشهد وصيته التي كتبها سممنة 39ه ،أنممه كممان يملممك
الراضي و البار ،و الزروع و الرقيممق . 763فهممل يصممح فممي العقممل أن رجل يعممول
أكثر من 44فممردا مممن أسممرته ،و يتصممدق علممى الفقممراء ،و يممموت و يممترك لممورثته
أموال جعلتهم من أغنياء قومهم ،ثم ديقال أنه لم يكن مممن أصممحاب الممموال علممى حممد
زعم الجابري ؟؟ !! .
و مما ييثبت ذلك أيضا أن الجابري نفسه اعترف بممما قلنمماه و نمماقض بممه نفسممه فيممما
ادعاه ،عندما قال :إن الثروات تكدست في أيدي كبراء بني هاشم . 764و بما أن عليمما
هو ثاني كبراء بني هاشممم بعممد العبمماس -رضممي امم عنهممما -فهممذا يعنممي أن الممموال
تكدست بيديه هممو أيضمما ،و إل ممما كممان فممي مقممدوره إعالممة أكممثر مممن 44فممردا ،و
التصدق على الفقراء ،و توقيف الوقاف ،و ترك ورثته أغنياء .فهل رجل هذا ح اله
ديقال أنه لم يكن من أصحاب الموال ؟! .
و بذلك يتبين أن الجابري لم يكن موضوعيا حياديا عندما ذكر ما كممان يملكممه كبممار
الصحابة الغنيمماء مممن أممموال ،كممالزبير ،و طلحممة ،و ابممن عمموف ،و عثمممان بممن
عفان-رضي ا عنهم ، -ذكر ذلك بشيء من التهويل و التضممخيم ،و كممأنهم امتلكوهمما
بطريق غير شرعي . 765لكنه من جهة أخرىَ لم يتعرض إلى ما كان يملكه علممي مممن
أملك متنوعة ،و زعم أنه كان ييوزع عطاءه على الفقراء ،مما ييشممعر بممأنه ممما كممان
يملك شيئُا إل الضروري من الحياةا ،و هممذا خلف الواقممع الممذي لممم يممذكره الجممابري
الجابري .
و أما الموضوع الثاني ،فيتعلق بمسألة الخلفة و مما حمدث حولهما ممن اختلف و
اتفاق بعد وفاةا النبي-عليه الصمملةا و السمملم ،-و قممد تضمممن أخطمماء كممثيرةا وقممع فيهمما
الجابري ،سنذكرها تباعا فيما يأتي إن شاء ا تعالى.
أولها إنه ادعى أن عليا تأخر في بيعته لبي بكر الصديق احتجاجمما منممه ،لنممه كممان
)) يرىَ نفسه أحق الناس بخلفة النبي (( . 766و قوله هذا غير صممحيح ،لنممه أول أن
المصادر التي اعتمد عليها في ذلك الموضمموع الخطيممر و الهممام ،كممانت قليلممة جممدا و
مطيعون فيها أيضا ،كتاريخ الطمبري ،و المامممة و السياسممة المنسموب لبمن قتيبممة ،
فالول مؤلفه ثقة ،لكن المادةا التي جمعها فيه مطعممون فيهمما ،لنممه درون فيممه الغممث و
السممين ،و الصمحيح و المكمذوب ،و روىَ عمن كمل ممن همب ودب ممن الصمادقين و
الكذابين ،و لم ييحقممق وروايمماته .و كتمماب هممذا حمماله ،ل يصممح أخممذ روايمماته إل بعممد
تحقيقها إسنادا و متنا .و أما كتاب المامة و السياسة فل يصح العتممماد عليممه ،لن
مؤلفه مجهول ،و أخباره ليست لهمما قيمممة علميممة ،و قممد سممبق أن أثبتنمما ذلممك بالدلممة
القاطعة في الفصل الول من كتابنا هذا .
763
عمحر بن شبحةم :أخبحار الدينةم ،ج 1صا 140 ، 138 ، 136 :و ما بعدها .و ابن تيمحيةم :منهاج السئئنةم ،ج 7صا:
481و ما بعدها .
764
العقل السياساي ،صا. 62 :
765
نفس الرجع ،صا. 146 ، 145 :
766
العقل السياساي ،صا. 99 :
و فمي مقابممل تلمك الكتمب فماتته مصممادر تاريخيمة و حديثيممة هاممة جمدا ،إمما أنممه
أهملها ،أو أنه لم يعتمد عليها اعتمادا أساسيا ،منها :البداية و النهاية لبممن كممثير ،و
تاريخ السلم للذهبي ،و الطبقات الكبرىَ لبن سعد ،و تاريخ خليفة خياط لخليفة بممن
خياط ،و الجامع الصحيح للبخاري ،و الجامع الصحيح لمسلم ،و المسند لحمممد بممن
حنبل ،و غيرها من المصنفات الحديثية التي هي و إن كانت مصنفات حديثية فإنها قد
تضمنت أخبارا تاريخية كثيرةا هامة ،تتعلق بتاريممخ الصممحابة .و نحممن ل نقمول أن
كل ما في تلك الكتب من أخبار هي صممحيحة و إنممما نقممول :إن تلممك المصممنفات هممي
أكثر قيمة ،و صحة ،و أهمية ،و موضوعية فيما ترويه من أخبار ،767بالمقارنة إلى
المصنفات التي اعتمد عليها الجابري و قد أشرنا إليها آنفا .
و ثانيا إن مما ييبطل زعم الجابري بأن عليا كان يرىَ أنه أحق بالخلفة هو أن
القرآن الكريم قد حسم مسألة الخلفة حسما نهائيا ل كلم بعهده ،عندما جعلها شورىَ
بين المسلمين بالختيار ،و لم يجعلها في بيت ،و ل في قبيلة ،و ل في شخص أو
أشخاصا يمعينين ،و ذلك في قوله تعالى } :أوأأرميرهيرم يشوأرىَ بأرينأهيرم أوذملما أرأزرقأناهيرم
يينفذيقوأن{َ -سورةا الشورىَ ،-38/و} أوأيروذلي الأرمذر ذمنيكرم فأذإن تأأناأزرعتيرم ذفي أشريمء فأيرلُدوهي
ل{َ - ك أخريدر أوأأرحأسين تأأرذوي واذ أواللريسوذل ذإن يكنتيرم تيرؤذمينوأن ذبارلذ أوارليأروذم الذخذر أذلذ أ
إذألى ر
سورةا النساء ،-59/و بناء على ذلك فإن كل الروايات الحديثية و التاريخية التي
تخالف ما نصت عليه هاتان اليتان فهي باطلة ،حتى و إن عدد الكذابون طرقها إلى
آلف الطرق .
و مما ييبطل ذلك أيضا أنه قد ثيبت في السنة النبوية و التاريممخ معمما أن رسممول امم –
عليه الصلةا و السلم -يتوفي و لم ييوصا بالخلفة لحد مممن الصممحابة مممن بعممده .و ل
ييوجد حديث صحيح فيه النص على إمامة علي المزعومة ،و قممد أجمممع أهممل الحممديث
على بطلن ما ييروىَ من أحاديث في إمامته . 768و من ثم فل يصح أن ييقال :إن عليمما
كان يرىَ أنه أحق بالخلفة من غيره ،بما أن الشرع قد حسم مسألة المامممة حسممما و
جعلها شورىَ بين المسلمين .
و ثالثا إن مما ييبطل دعوىَ الجابري أيضا ،أنه قد صحت أخبار تاريخية دلت على
أن عليا لم يكن يعتقد أنه أحق بالخلفمة ،ول أنمه همو الممام المنصموصا عليمه شمرعا
الواجب طاعته ،أذكر منها الشواهد التيمة :أولهما إنمه ثبمت فمي صمحيح البخ اري و
غيره ،أنه في اليممام الخيممرةا قبيممل وفمماةا رسممول امم –عليممه الصمملةا و السمملم -قممال
العباس لعلي :إني لعرف وجمموه بنممي عبممد المطلممب عنممد الممموت ،فمماذهب بنمما إلممى
النبي-صلى ا عليه وسلم – فلنسأله فيمن هذا المر ؟ ،إن كان فينا علمنا ذلك ،و إن
كان في غيرنا علمناه فأوصى بنا .فقال علي :ل و ا ،لئُن سألناها رسول امم-صمملى
767
بالنسبحةم للصحيحيم فهمحا أصح الكتب بعد القرآن الكري .
768
أنظ ئئر :ابئئن كئئثي :البحداي ئئةم ،ج 5صا . 263 :الضئئياء القدسا ئئي :الحئئاديث الختئئارة ،مكتبحئئةم النهضئئةم الديثئئةم ،مكئئةم
الكرمةم ، 1410 ،ج 2صا . 263 :و ابن تيمحيةم :منهاج السنةم ،ج 8صا . 362 :و السيوطي :تاريئخ اللفئاء ،صا:
. 7
ا عليه و سلم -فمنعناها ،ل ييعطيناها النمماس مممن بعممده أبممدا ،و إنممي و امم ل أسممألها
رسول ا-صلى ا عليه و سلم. -769
و الشاهد الثاني يتمثل في خمبر-إسممناده حسمن -مفماده أن علممي بممن أبممي طمالب يموم
الجمل) سنة 36ه( اعترف أمام جيشه بأن النبي-عليه الصلةا و السلم ، -لم يعهد إليه
في المارةا شيئُا ،و أن عمله هذا اجتهاد منه و رأي اختاره.770
و الشاهد الثالث هو أنه صرح الخبر أن عليا -رضي ا عنه -كان يقول أمممام النمماس
771
في الكوفة )) :خير الناس بعد الرسول-صلى ا عليه و سلم : -أبو بكر و عمر ((
.فتفضيله لبي بكر و عمر على نفسه في الخيرية دليل قوي على أنه لم يكن يرىَ أنه
أحق بالخلفة منهما .
و الشمماهد الرابممع يتمثممل فممي أنممه تممواترت الخبممار عممن أعيممان آل الممبيت كممابن
عباس ،و الحسن ،و الحسين ،و ابن الحنفية ،و محمد البمماقر ،و جعفممر الصممادق –
رضي ا عنهم -بأنهم كانوا ييوالون أبا بكر و عمر ،و ييفضلونهما عن علممي بممن أبممي
طالب . ،و قالوا بأن الرسول-صمملى امم عليممه و سمملم -لممم ييمموصا بالخلفممة لحممد مممن
بعده . 772فلو كان علي يعتقد أنه أحق بالخلفة من أبي بكر و عمممر ،و أنهممما اغتصممبا
حقه ،لقال آل البيت بقوله ،و ما شهدوا بالذي نقلناه عنهم .
و أما الروايات الحديثية التي نقلهمما الجممابري عممن الشهرسممتاني ،و الممتي يحتممج بهمما
الشيعة ،في دعواهم بالنص على إمامة علي و أولده ،كالحديث المزعوم الذي يقول
لعلي )) :أنت وصري ،و ولي هذا المر من بعممدي (( ، 773فهممي أحمماديث كلهمما باطلممة
لنهمما تخممالف القممرآن الكريممم ،و السممنة النبويممة الصممحيحة ،و الروايممات الصممحيحة
المروية عن علي و آل البيت –رضي ا عنهم -التي ذكرنا طرفا منها .
و أما لخطأ الثاني –من أخطاء الموضوع الثمماني -فيتمثممل فممي أن الجممابري ررجممح
الروايات التي تقول إن عليا امتنع فعل عن بيعة أبي بكممر ،معتمممدا علممى روايممة قممال
إنها تشهد بالصحة لمعظم الروايات التي كان قد ذكرها ،و هذه الرواية نقلها الجابري
من كتابي المامة و السياسة ،و تاريخ الطبري ،فرواية المامة و السياسة مفادهمما أن
أبا بكر لما كان على فراش الموت ،ندم علممى ممما فعلممه مممع علممي ،و قممال )) :فليتنممي
تركت بيت علي ،و إن كانوا قد أغلقوه على الحرب (( ،و رواية الطممبري مفادهمما إن
769
بئ ئئاري :الصئ ئئحيح ،ج 4صا ، 1615 :ج 5صا . 2311 :و أح ئئد ب ئئن حنبح ئئل :الس ئئند ،ج 1صا . 263 :و
الطبخي :تاريخ الطبخي ،ج 2صا. 229 :
770
أنظر :اللل :السنةم ،ج 1صا . 291 ، 289 :و عبحد ال بن احد بن حنبحل :السنةم ،ج 2صا. 578 ، 570 :
و الذهب :تاريخ السالما ،ج 1صا . 160 :و ابن حجر اليثمحي :الصواعق الرقةم ،ج 1صا. 570 ، 269 :
771
اللل :نفسه ،ج 1صا .291 ، 289 :و عبحد ال بن أحد :نفس الصدر ،ج 2صا. 578 :
772
اذهب :السي ،ج 4صا . 401 :و ابن تيمحيةم :منهاج السنةم ج 7صا . 396 :و اليثمحي :الصواعق الرقةم ،ج 1صا:
162و ما بعدها .و البحيهقي :شعب اليان ،ط ، 1دار الكتب العلمحيةم ،بيوت ، 1410 ،ج 1صا. 197 :
773
بنيةم العقل ،صا. 310 :
أبمما بكممر قممال )) :و دد ي
ت إنممي لممم أكشممف بيممت فاطمممة ،و إن كممانوا قممد غلقمموه علممى
الحرب ((. 774
و موقفه هممذا غيممر صممحيح منهجمما و تطبيقمما ،لنممه أول ررجممح روايممات ضممعيفة
برواية لم ييحققها و ل أثبت صحتها ،فل يصممح ترجيممح الضممعيف بالضممعيف ،فكممان
عليه أن ييبت صحة الرواية التي ررجح بها ،لكنمه لممم يفعممل ذلمك .و همي روايممة غيمر
صحيحة إسنادا و ل متنا ،فمممن حيممث السممناد فممإن روايممة كتمماب المامممة و السياسممة
إسممنادها غيممر صممحيح لن مممن رجمماله :أبممو عممون عمممرو بممن عمممرو بممن عممون
النصاري ، 775و الثاني هو مؤلممف كتمماب المامممة و السياسممة ،الول مجهممول، 776و
المؤلف هو أيضمما مجهممول .و أممما روايممة الطممبري فإسممنادها ل يصممح أيضمما ،و مممن
رجماله :علموان بمن داود البجلمي ،و يحيمى بمن عبممد امم بمن كممثير ، 777الول يمنكمر
الحديث ،و انفرد بأحاديث ل ييتابع عليها .و الثاني ضرعفه النسائي. 778
و أما متنها فهو ل يصمح أيضما ،بمدليل الشمواهد التيمة :أولهما إنمه توجمد روايمات
أخرىَ صحيحة ذكرت أن عليا بايع أبا بكر طواعيممة مممن دون إكممراه ممن أحممد ،و لمم
تذكر حكاية أبي بكر و بيت علي أصل .و هذه الروايات سنذكرها قريبا إن شمماء امم
تعالى.
و الشاهد الثاني هو أنه سبق أن ذكرنا روايات صحيحة عن علي بن أبي طممالب و
آل بيته-رضي ا عنهم -فيهمما مممدح لبممي بكممر الصممديق ،و تفضمميل لممه ،و اعممتراف
بأسبقيته و خلفته ،فلو كان أبو بكمر فعمل بمبيت علمي مما زعمتمه تلمك الروايمة لمذمه
هؤلء و حطوا عليه ،و لنتقدوه و ما سكتوا عنه .
و الشاهد الثالث يتمثل في أن ذلك الفعل المنسوب لبي بكر ل يليممق أن يصممدر مممن
رجل عظيم كأبي بكر الصمديق المذي شمهد لممه القممرآن و السمنة و التاريمخ باليمممان و
الخلصا ،و الشمهامة و الشممجاعة ،و الخلق الحسممنة ،فمذلك الفعممل المنسمموب إليمه
ليس من أخلقممه ،و ل مممن أخلق المسمملم ،و ل مممن شمميم الرجممال الحممرار النزهمماء
الشرفاء .
و أما الروايات الصحيحة الممتي يتثبممت بيعممة علممي لبممي بكممر طواعيممة مممن دون
779
إكراه ،فأولها رواية ذكرت أنه عندما بايع المسلمون أبا بكر البيعة العاممة بالمسمجد ،
774
العقل السياساي ،صا. 101 :
775
كتئئاب المامئئةم و السياسائئةم ،ج 1صا . 8 ، 5 :مئئع العلئئم أن الؤملئئف ذكئئر السائئناد كئئامل فئ البحدايئئةم ،ثئ كئئرر بعضئئها
فيمحا بعد .
776
ابن حجر :اللسان ،ج 4صا . 372 :و الذهب :اليزّان 5صا . 338 :و الغن ف الضعفاء ،ج 2صا. 487 :
777
تاريخ الطبخي ،ج 2صا. 335 :
778
العقيلي :الضعفاء ،ج 3صا . 619 ، 419 :و ابن حجر :لسان اليزّان ،ج 4صا. 189 :
779
ت إليها ،و سانذكرها عند ذكر كل روايةم إن شاء ال تعال .
صححتها الصادر الت رجع ت
تخلف علي و الزبير – رضي ا عنهما -فلما لم يرهما أبو بكممر أرسممل إليهممما ،فلممما
حضرا كلمهما أبو بكر و أنبهما فبايعاه طواعية من دون إكراه. 780
و الرواية الثانية ذكرت أنه لما تأخر علي و الزبير عمن بيعمة أبمي بكمر العاممة فمي
المسجد ،طلبهما أبو بكر ،فلما حضرا أخبراه بأنهما غضبا لنهما يأخرا عن المشورةا
يمموم السممقيفة ،ثممم بايعمماه و أبلغمماه بأنهممما يريممان أنممه-أي أبممو بكممر -هممو أحممق النمماس
بالخلفة ،و أنه لصاحب الغار ،و أنهما ليعرفان شرفه و خيره ،و لقممد اأأمممره رسممول
ا-صلى ا عليه و سلم -أن ييصلي بالناس. 781
و الرواية الثالثة مفادها أنه لما يتوفي رسول امم –عليممه الصمملةا و السمملم -بليممال
قليلة صلى أبو بكر بالناس صلةا العصر ،فكان علي من بين الذين صلوا خلفه ،فلما
انقضممت الصمملةا ،التقيمما وخرجمما معمما مممن المسممجد يمشمميان و يتبممادلن الحممديث و
يضحكان . 782فهذه الحادثة دليل دامممغ علممى أن الرجليممن ممما كانمما متخاصمممين ،و قممد
حدثت بعد أيام قليلة من وفاةا رسول ا و بيعة الناس لبي بكر ،فلو كان أبو بكممر قممد
اعتدىَ على بيت علي ،أو أن عليا قد اعتزله و أحس أن أبا بكممر قممد شممن عليممه حربمما
على حد زعم الجابري ،783ما حدث ذلك اللقاء الخوي الودي بين الرجلين .
و الرواية الرابعة مفادها أنه لما بايع الناس أبا بكر البيعة العامة بالمسجد ،ذهممب
أبوا سفيان إلى علمي بمن أبمي طممالب ،و حماول إثممارته علممى أبممي بكممر و قممبيلته تيمم ،
باستخدام النعرةا القبلية ،فرده علي بحزم و قوةا ،و قال له )) :لطالما عاديت السلم
و أهله يا أبا سفيان ،فلم يضره ذلك شيئُا ،إنا وجدنا أبا بكر لها أهل ((. 784
و بذلك يتبين أن عليا قد بايع أبا بكر عندما بايعه النماس البيعمة العاممة ،بالمسممجد ،
بايعه من دون إكراه ،و لم يتأخر عن بيعته أياما ،و ول شهرا ،و ل ستة أشممهر ،و
إنما تماطل هو و الزبير لنهما غضبا عندما لم ييستشارا يوم السقيفة ،و ليس لن عليا
كان يرىَ أنه أحق بالخلفة من كل الناس على ممما ادعمماه الجممابري ،و ل أن أبمما بكممر
اغتصبها منه .و أما لماذا لم ييستشارا فممي حادثممة السممقيفة ؟ ،فممالمر واضممح ،و هممو
أنهما لم يكونا حاضرين لن المر تم بسرعة في سممقيفة بنممي سمماعدةا ،و لممم يحضممره
معظم الصحابة و ليس فقط علي و الزبير. 785
و أما ما ييذكر أن عليا تأخر 6أشهر لكي بايع أبا بكر الصممديق ،فهممو ل يصممح ،و
الصحيح هو أنه بايعه مرتين ،الولى بايعه مع الناس في البيعة العامة ،و الثانية جدد
له البيعة بعد 6أشهر عندما توفيت زوجته فاطمة-رضممي امم عنهمما ، -و ذلممك عنممدما
780
عبحد الئ بئن أحئد :السئنةم ،ج 2صا . 154 :الئبحيهقي :السئنن ،ج 8صا . 183 :و ابئن كئثي :البحدايئةم ،ج 5صا:
. 261و الذهب :اللفاء الراشدون ،صا . 6 :و السيوطي :تاريخ اللفاء ،صا. 69 :
781
الئئذهب :نفئئس الصئئدر ،صا . 8 :و ابئئن كئئثي :نفئئس الصئئدر ،ج 5صا . 262 :و السئئيوطي :نفئئس الصئئدر ،صا:
. 152
782
البحخاري :الصحيح ،ج 3صا . 1370 ، 1036 :و أحد بن حنبحل :السند ،ج 1صا. 8 :
783
العقل السياساي ،صا. 101 :
784
السيوطي :الصدر السابق ،صا. 67 :
785
أنظر مثل :ابن كثي :البحدايةم و النهايةم ،ج صا 246 ، 5 :و ما بعدها .
اختلف أبو بكر مع فاطمة في مسألة ميراث النبي –عليه الصمملةا و السمملم ، -فعنممدما
ضبت عليه بعض الشيء ،سايرها زوجها علي بن أبي طممالب ، خالفها في رأيها و تغ ر
فلما توفيت و كان بعض الناس قد تكلموا في علي جممدد البيعممة لبممي بكممر-رضممي امم
عنهما. 786
و أشير هنا إلى أن الجابري اتخذ مواقف غير صحيحة من مسألة ببيعة علممي لبممي
بكر الصديق ،فمنها إنه قال :إن عليا امتنع فعل عن مبايعة أبي بكر. 787و موقفه هممذا
غير صحيح سبق إبطاله و نقضه بالروايات الصحيحة التي ذكرناها آنفا .
و منهمما أيضمما-أي المواقممف -إنممه قممال :لممو افترضممنا أن الشمميعة هممم الممذين وضممعوا
روايات امتناع علي من بيعة أبي بكر ،فإنه يمكن العتراض عليها بأن ييقال )) :لو
وضع الشيعة تلك الروايات لكان في مضمونها ما ييفيد أن النبي-صا -قد أوصى لعلممي
بمالمر مممن بعممده ،لن نظريممة الشمميعة تقموم كلهما علممى الوصممية ،و خلمو الروايمات
المذكورةا من احتجاج علي بالوصية ،مثلمه مثمل احتجماج المهماجرين علمى النصمار
بحديث )) الئمة من قريش (( ،و إذن ليممس مممن مصمملحة الممرواةا الشمميعة أن يضممعوا
روايات من جنس الروايات التي ذكرنا ((. 788
و موقفه هذا غير صحيح ،لنه أول إن بعض الروايات التي ذكرها الجابري عن
امتناع علي من بيعة أبي بكر تتضمن في باطنها القول بالنص ،و ذلك عنممدما ذكممرت
أن عليا قال إنه أحمق بالخلفمة ،ممن كمل الصمحابة .فلمماذا ادعمت ذلمك؟ ،و الثمابت
شرعا أن القرآن الكريم جعل الخلفة شورىَ بين المسلمين ،و لم يخصها بفممرد ،و ل
بجماعة ،و ل بأسرةا ،و ل بقبيلة .أليس ذلممك الدعمماء يتضمممن الشمارةا إلممى النممص
المزعوم ؟ ،هذا فضل على أن بعض المصادر التي اعتمد عليهمما الجممابري ،كتاريممخ
اليعقوبي ،و مروج الذهب للمسعودي ،قالت بالنص على علي ،و كل مممن اليعقمموبي و
المسعودي ييؤمنان بالوصية،و إمامة علي علممى مممذهب الشمميعة الماميممة ،و هممذا أمممر
واضح في كتابيهما .
و بما أن تلك الروايممات -الممتي ذكممرت أن عليمما امتنممع مممن بيعممة الصممديق -تخممالف
القرآن الكريم ،و السنة الصحيحة ،و الخبار التاريخية الثابتممة ،كممما سممبق أن بينمماه ،
فهممي إذن روايممات مكذوبممة بل شممك ،افتراهمما الممرواةا الممذين يطعنممون فممي الصممحابة
عامة ،و في أعيانهم خاصة ،و هي روايات تصب في تيار الشمميعة المعممروف عنهممم
طعنهم في الصحابة ،و هم يختلقون و يروون كل ما يطعن فيهم من قريب و من بعيممد
،من دون تمييز لها من حيث تعلقها بالنص و المامة أو بغيرهما ،لنهمما كلهمما تخممدم
فكرهم .789و قد يتعمد بعضهم ذكر الروايات غير الصريحة في النص على المامة ،
لكي تنتشر بين السنيين و تجد بعض القبول لديهم ،و ل تيممثير الرفممض المطلممق لهمما ،
786
نفس الصدر ،ج 5صا. 286 ، 262 :
787
العقل السياساي ،صا. 101 :
788
نفسه ،صا. 101 :
789
لتوساع ف ذلك أنظر كتابنا :مدرساةم الكذابيم ف روايةم التاريخ السالمي و تدوينه .
لكنها يتثير فيهم الشك و البلبلة و الحيرةا ،و بذلك يكممون هممذا النمموع مممن الروايممات قممد
أدىَ وظيفته المحددةا له .
و ثانيا لقد غاب عن الجابري أن الشيعة ليسوا صنفا واحدا ،عنممدما قممال :يجممب أن
تتضمممن روايمماتهم الشممارةا للنممص و المامممة .لن الشمميعة الولممى كممانت فيهمما عممدةا
اتجاهات ،منها اتجاه ييفضل أبا بكر و عمر على علي بن أبي طالب .و اتجاه ييفضممل
عليه الخلفاء الراشدين الثلثة الذين سممبقوه –الصممديق ،عمممر ،عثمممان . -و اتجمماه ل
يفضل عليا إل على عثمان .و اتجاه ييفضل عليا على جميع الصحابة بما فيهم الخلفمماء
الذين سبقوه ،و يرىَ أنه أحق بالخلفة منهم ،كما حال معظم الزيدية .و اتجاه ييفضل
عليا على جميع الصحابة و يقول بالنص على إمامته و آل بيته من بعده ،و يطعن فممي
الصحابة ،و هذا التجمماه مثلممه مؤسممس الرفممض عبممد امم بممن سممبأ ،و مممن سممار علممى
نهجه. 790
و بذلك يتبن أن الروايات الممتي ذكرهمما الجمابري و اسممتبعد كممون الشمميعة هممم الممذين
وضعوها بدعوىَ عدم تضمنها النص على إمامة علي بن أبممي طممالب ،هممي روايممات
من وضع بعض تلك التجاهات الشيعية سواء التي قالت بالنص أم التي لم تفل به .
و أما موقفه الخير -أي الثممالث -فيتعلممق بممدعوىَ الجممابري بممأن الروايممات الممتي
ذكرت أن عليا و بعض الصحابة امتنعوا من بيعة أبي بكر حتى أجبرهم على البيعة ،
هممي روايممات تحمممل علممى )) العتقمماد فممي أنهمما روايممات يمحايممدةا تنقممل وقممائع جممرت
بالفعل (( . 791و قوله هذا غير صحيح مضمونا و منهجا ،فأما مضمونا فقممد سممبق أن
توسعنا في مناقشة الجابري في ترجيحه لروايات امتناع علممي مممن بيعممة أبممي بكممر ،و
بينا بطلنها و أثبتنا الصحيح مكانها.
و أما منهجا فإنه ارتكب خطأ منهجيمما كممبيرا يتعلممق بطريقممة تمحيممص الروايممات ،
فالطريقممة الممتي اتبعهمما ناقصممة ،كممان عليممه أن يجمممع كممل الروايممات المتعلقممة ببيعممة
الصحابة للصديق ،و ينقمدها إسمنادا و متنما ،لكنمه لمم يفعمل ذلمك .علمما بأننما إذا لمم
نستخدم منهجنا هذا ل نستطيع تمييمز صمحيح الروايمات ممن سمقيمها تمييمزا صمحيحا
كامل يطمئُن إليه القلب و يقبله العقل .
و من قصوره المنهجي أيضا أنه اعتمد –أساسا -في مسألة بيعة علي لبي بكر
على كتابين هما :الماممة و السياسمة ،و تاريمخ الطمبري ،الول ل يصمح العتمماد
عليممه أصممل ،فممي موضمموع حسمماس كالممذي نحممن بصممدده ،لن مممؤلفه مجهممول
يمغرض ،و لنه أيضا مملوء بالخطاء ،و هذا أمر أثبتنمماه فممي الفصممل الول .و أممما
تاريخ الطبري فهو كتاب جمع بين الغث و السمممين ،و الصممحيح و الموضمموع،و بيممن
الرواةا الصممادقين و الكممذابين ،مممن دون أي تحقيممق فممي الغممالب العممم.لممذا فل يصممح
العتماد عليه إل بعد تحقيق رواياته إسنادا و متنا ،و هذا أمر لم يفعله الجابري .
و أممما الخطممأ الثممالث – مممن المجموعممة الثانيممة -فيتمثممل فممي أن الجممابري ادعممى أن
المصادر )) تسكت تماما عن علي بن أبي طالب زمن أبي بكر ،و كأنه ل وجود له ،
790
أنظئر مثل :عبحئد القئاهر البحغئدادي :الفئرق بيمئ الفئرق ،صا 30 :و ما بعئدها .و الشهرسائتان :اللئل ،ج 1صا ،189 :و
ما بعدها 204 ،و ما بعدها .
791
العقل السياساي ،صا. 101 :
مما يحمل على العتقاد أنه كان-بلغة السياسة المعاصرةا -يؤدي ثمن ممموقفه ممن بيعممة
أبي بكر ((. 792
و قوله هذا غير صحيح تماما ،لنه أول اعتمد أساسا على مصدرين أو ثلثة فيممما
يتعلق بأعمال علي و أحواله زمن خلفة أبي بكر ،ثم ادعى أن المصادر سكتت عنممه
تماما ! ،فهذا خطأ منهجي كبير وقع فيه الجابري ،لن هناك مصممادر أخممرىَ كممثيرةا
لم يرجع إليهمما الجممابري ،فيهمما ذكممر لبعممض أعمممال علممي و علقتممه بممأبي بكممر أيممام
خلفته ،سنذكرها قريبا فممي مكانهمما المناسممب إن شمماء امم تعمالى .كممما أن عممدم ذكممر
المصادر لشخص ما ل يعني بالضرورةا أنه مغضوب عليه .
و ثانيا إن الشواهد على خطأ ما ادعاه الجابري كثيرةا ،أولها أنه صرح الخبر أن بعد
وفاةا النبي-عليه الصلةا و السلم -بليال صلى أبو بكممر بالنمماس صمملةا العصممر ،كممان
علي من بين المصلين خلفه ،فلما انقضت الصلةا خرج أبو بكر و علي يمشمميان معمما
و يتبادلن الحديث ،فوجد أبو بكر الحسن بن علي يلعممب مممع الولد ،فحملممه و قممال:
)) يا بابي شبه النبي ،ليس شبيها بعلي (( ،فضحك علي بن أبممي طممالب .793فلممو كممان
الممرجلن متخاصمممين متغاضممبين ،و متنممافرين متعمماديين ،ممما حممدث بينهممما الممذي
ذكرنمماه ،فالعلقممة بينهممما كممانت علقممة أخويممة حميمممة ،يصممليان معمما ،و يمشمميان و
يمزحان معا .علما بأن هذا تم بعد بيعة أبي بكر الذي يبويع يوم السقيفة في اليوم الممذي
توفي فيه رسول ا -عليه الصلةا و السلم. -794
و الشاهد الثاني يتمثل في الخبر الصحيح الذي مفاده أنه بعد وفاةا النممبي-صمملى امم
عليه و سلم -بشهرين و أيام خرج أبو بكر إلى ضاحية ذي القصة بالمدينة المنورةا مع
الجند ،شاهرا سيفه لمقاتلة المرتدين ،فاعترضه بعض الصحابة و نصحوه بالرجوع
إلى المدينة ،كان من بينهم علي بن أبممي طممالب ،الممذي نصممحه بممالعودةا ،و قممال لممه :
)) إلى أين يا خليفة رسول ا ،أقول لك ما قاله رسول ا –صمملى ام عليمه و سمملم-
يوم أحد :ألم ر سيفك ،و ل تفجعنا بنفسك ،و ارجع إلى المدينة ،فوا لئُن يفجعنمما بممك
ل يكون للسلم نظام أبدا ،فسمع منه أبو بكر و رجع. 795
فهذه الحادثمة دليممل دامممغ علمى أن عليمما بمايع أبمما بكمر قبممل وفماةا فاطممة-رضمي امم
عنها، -و أنه كان شديد الحب له ،و على علقة جيدةا معه ،و مخالطا له ،و لممم يكممن
كما زعم الجابري بأن عليا كان مهمشا و مغضوبا عليه زمممن خلفممة أبممي بكممر .فلممو
كان علي مفارقا لبي بكر ،كارها و مخاصما له ،ما فعل معممه ممما ذكرنمماه ،و لحثممه
على الخروج لعله ييقتل فيتخلص منه .لكن الذي حدث هو عكس ذلك تماما .
792
نفس الرجع ،صا. 104 :
793
البحخاري :الصحيح ،ج 3صا . 1370 ،1036 :و أحد بن حنبحل :السند ،ج 1صا. 8 :
794
ابن كثي :البحدايةم ،حوادث سان 11هجريةم ،ج 6صا. 692 :
795
نفس الصدر ،ج 6صا . 707 :و السيوطي :تاريخ اللفاء ،صا. 75 :
و الشاهد الثالث يتضمن أعمال لعلي 796حدثت في خلفة أبي بكر ،أولهمما إنممه لممما
ارتدت العرب و خاف أبو بكر أن تتعممرض المدينممة لي خطممر محتمممل مممن هممؤلء ،
عرين جماعة من الصحابة لحماية المدينة ليل ،كان من بينهم علي بن أبي طالب كلفممه
بحماية نقب من أنقاب المدينة. 797
و العمل الثاني مفاده أن علي بن أبي طالب كممان أيممام خلفممة أبممي بكممر كاتبمما لممه-أي
لبي بكر . 798-و العمل الثالث مفاده أنه لما أراد أبو بكمر غمزو المروم ش اور جماعمة
من الصحابة كان من بينهم علي بن أبي طالب ،فوافقه على ذلك . 799و العمل الرابممع
مفاده أن الصحابة الذين كان أبو بكر يستشمميرهم ،و النمماس يأخممذون عنهممم الفقممه فممي
زمانه ،كان من بينهممم :علممي بممن أبممي طممالب ،و عمممر بممن الخطمماب-800رضممي امم
عنهما. -
و أما الشاهد الخير-أي الرابع -فيتمثل فمي مواقمف علمي وآل بيتمه ممن أبمي بكمر و
خلفتممه ،وهممي مواقممف كلهمما مممدح و ثنمماء و اعممتراف باسممتقامة أبممي بكممر و صممحة
خلفته ،فمن ذلك أن عليا ترضي علي أبي بكر و شهد لممه للسممتقامة فممي خلفتممه ،و
السير على سنة النبي-عليه الصلةا و السلم -و العمل بها .و كان يقممول أمممام النمماس :
)) خير الناس بعد الرسول-صلى ل عليه و سلم -أبو بكر و عمر ((. 801
و منها أيضا أن كبار آل بيت علي كانوا على طريقته في ممموقفه مممن أبممي بكممر ،و
منهم :محمد النفس الزكيممة ،و زيممن العابممدين ،و محمممد البمماقر ،و جعفممر الصممادق،
هؤلء -و غيرهم -أثنوا على على أبي بكر و شهدوا له بالفضل ،و فضلوه علممى علممي
بن أبي طالب و اعترفوا بخلفته ،و فال محمد الباقر )) :أجمع بنمموا فاطمممة-رضممي
ا عنهممم -علممى أن يقولمموا فممي الشمميخين أحسممن ممما يكممون مممن القممول(( ،و قممال زيممد
العابدين علي بن الحسين )) :أعلم و ا أن البراءةا من الشيخين ،البراءةا من علي ((
،كما أنه سماه الصديق ،و عندما أنكر عليه بعض الرافضممة تسممميته بممذلك ،قممال لممه
زين العابدين )) :ثكلتك أمك ،قد سماه رسول ا و المهاجرون و النصار ،و من لممم
يسمه صديقا فل صدق ا عز وجل قوله في الدنيا و الخرةا ،اذهب فأحب أبمما بكممر و
عمر رضي ا عنهما (( . 802فلو كممان علممي يمهمشمما ،و مغضمموبا عليممه ،و مسممكوتا
796
ل نلئتزّما فئ ذكئر هئذه العمحئال بئذكر الصئحيح فقط ،لننئا فئ صئدد الئرد علئى الئابري الئذي زعئم أن الصئادر سائكتت عئن
علي زمن خلفةم أب بكر .لذا نن سانذكر كل ما وجدناه ف الصادر بغض النظر عن الصحةم من عدمها.
797
ابن كثي :الصدر السابق ،ج 6صا . 311 ،301 :و الطبخي :تاريخ الطبخي ،ج 2صا. 255 :
798
ابن الثي :الكامل ف التاريخ ،ج 2صا. 268 :
799
اليعقوب :تاريخ اليعقوب ،ج 2صا. 133 :
800
ابن الوزي :النتظم ،ج 4صا . 75 ، 74 :و ابن عبحد البخ :التمحهيد ،ج 5صا . 315 :و البحيهقي :شئعب اليئان ،
ج 4صا . 375 :و اليعقوب :نفس الصدر ،ج 2صا. 138 :
801
عبحد له بن أحد :السنةم ،صا . 578 ،570 :و اللل :السنةم ،ج 1صا . 291 ، 289 :و الذهب :تاريخ السالما
،ج 1صا . 160 :و ابن حجر اليثمحي :الصواعق الرقةم ،ج 1صا . 69 :و اللبحان :ظلل النةم ،ج 2صا317 :
.
802
ابن حجر اليثمحي :الصواعق ،ج 1صا 155 :و ما بعدها ،و 164و ما بعدها .و ابن تيمحيةم :منهئاج السئئنةم ،ج 7
عنه ،و يمضيق عليه ،و مأخوذ حقه ،زمن خلفة أبي بكر ،ما قال علممي و آل بيتممه
ما نقلناه عنهم في موقفهم من أبي بكر الصديق .
و بمذلك يتبمن ممن الشمواهد الربعمة المتي ذكرناهما أن ممما ادعماه الجممابري مممن أن
المصادر سكتت تماممما عممن علممي فممي خلفممة أبممي بكممر ،و كممأنه غيممر موجممود لنممه
مغضوب عليه ،لموقفه من بيعة أبي بكر ،هو ادعاء باطل تنقضه تلك الشواهد الممتي
ذكرناها ،و التي تثبت عكس ما ذهب إليه تماما .
و أما الخطأ الخير –الرابع من المجموعة الثانية -فيتعلق بموضمموع الخلفممة عنممد
أهل السنة ،فقد ادعى الجابري أن أهل السنة لم تكن لهم أصول منهجية في التكلم فممي
مسألة المامة للرد علممى الشمميعة القممائلين بممالنص ،فسمملكوا مسمملك أهممل الحممديث فممي
معارضة نظرية الشيعة ،فلجئُوا إلى التاريخ لثبات أن الخلفة بالختيار ليس بالنص
،و التاريخ عندهم هو سيرةا السلف الول التي تقوم مقام النمص عنمد غيمابه ،لقمد لج أ
803
الشيعة إلى الرأي لثبات وجود النص ،و لجأ أهل السنة إلى الثر لثبات الختيار
.
و قوله هذا غير صحيح في معظمه ،لنه أول إن القول بالختيار فممي المامممة
القائمة على الشورىَ ،هو عنممد أهممل السممنة ل يقمموم علممى التاريممخ فقممط ،و إنممما يقمموم
أساسا على الكتمماب و السممنة ،لنممه مممن بممديهيات الشممرع الممتي كممانت معروفممة لممدىَ
المسلمين في العهدين النبوي و الراشدي ،لن القرآن نص علمى ذلمك صمراحة ،فمي
قوله تعالى } :أوأأرميرهيرم يشوأرىَ بأرينأهيرم أوذملما أرأزرقأناهيرم يينفذيقوأن{َ -سورةا الشورىَ، -38/
اأ أوأأذطييعورا اللريسوأل أوأيروذلي الأرمذر ذمنيكرم فأذإن تأأناأزرعتيرم ذفي و }أيا أألُيأها اللذذيأن آأمينورا أأذطييعورا ر
ك أخريممدر أوأأرحأسممين
اذ أواللريسوذل ذإن يكنتيرم تيرؤذمينوأن ذبارلذ أوارليأممروذم الذخممذر أذلذمم أ أشريمء فأيرلُدوهي إذألى ر
ل{َ -سورةا النساء ،-59/فالصحابة في موقفهم مممن الخلفممة تصممررفوا بنمماء علممى تأأرذوي و
هذه اليات ،التي نصت على أن كل أمور المسلمين -من بينها المامة -هممي شممورىَ
بينهممم ،و عليممه فممإن مسممالة المامممة محسممومة بنممص القممرآن علممى أنهمما شممورىَ بيممن
المسلمين و ليست خاصة بشخص ،و ل بأسرةا ،و ل بقبيلة ،و ل بجماعة ،مما يعني
أن القول بالنص في المامة –كما يدعي الشيعة -هو قول باطل بنص القممرآن الممذي ل
تصمد أمامه كل الروايات الحديثية و التاريخية الممتي تممدعي النممص فممي المامممة علممى
علي و آل بيته ،لنها روايات باطلة يردها القرآن أول ،و السنة الصممحيحة الموافقممة
له ثانيا ،و الروايات التاريخية الصحيحة الموافقة لهما ثالثا. 804
و أما الحاديث الصحيحة التي اعتمد عليها أهممل السممنة فممي القممول بالختيممار فممي
المامممة ،فمنهمما قمموله عليممه الصمملةا و السمملم )) :عليكممم بسممنتي و سممنة الخلفمماء
الراشدين من بعدي ،عضوا عليها بالنواجممذ (( ،و )) الئمممة مممن قريممش ،ممما أقماموا
الدين و إذا اسمترحموا رحمموا ،و إذا حكمموا عمدلوا ،و عاهمدوا أوفموا (( . 805فهمذه
صا. 396 :
803
تكوين العقل ،صا. 104 :
804
سابحق توثيق ذلك ف مسألةم بيعةم علي لب بكر .
805
البحخئ ئئاري :الصئ ئئحيح ،ج 3صا . 1289 :و ابئ ئئن حجئ ئئر العسئ ئئقلن :تلخي ئئص الئ ئبحي ،ج 4صا . 42 :و اللبح ئئان :
الحمماديث تتضمممن الخبممار عممما سمميحدث ،و تقريممر مبممدأ الختيممار و التممداول علممى
السلطة فيما يخص من يتولى الخلفة ،و حتى حديث )) الئمة مممن قريممش(( ،فهممو و
إن حصر الخلفة في قريش فإنه يتضمن أيضا مبدأ الختيار و التممداول علممى السمملطة
بين قريش ،لنكه مع ذلك لم يحصرها فيها على التأبيممد ،فهممو حصممر مممؤقت مشممروط
بإقامة الدين و العدل ،و إل خرجت منهم الخلفة ،التي هي في الصمل شمورىَ بيمن
المسلمين مطلقا بنص القرآن الكريم .علما بأن قريشا –بعممد و فمماةا رسممول امم -كممانت
أولى القبائل و أجدرها بتولي الخلفة لمكانتهمما الدينيممة و التاريخيممة ،و القتصممادية و
القبلية ،فتلك الولوية هي أولوية ظرفية استثنائية محكومة بالشورىَ و إقامة الممدين و
العدل .
و ثانيا إن قول الجابري بأنه ل مانع من افتراض تدخل العوامل السياسة في عصر
التدوين ،من أن تتدخل في إعادةا صياغة المناقشات الممتي دارت فممي اجتممماع السممقيفة
للرد على الشيعة في مسألة المامة ،فيقدم المحضر بطريقة تحمممل علممى القنمماع بممأن
خلفة أبي بكر كانت بالختيار و إجماع الصحابة ،و أنه ل أحد ذكر الوصية و أشار
إليها منهم ،و إنما اعتمدوا في ذلك على السوابق في اختيار أبي بكر . 806فهممو مجممرد
افتراض نظري يحتاج إلى أدلة لثباته ،لنه ليس كل ما هممو ممكممن عقل بالضممرورةا
أنه حدث في الواقع .و كان عليه أيضا أن يفترض عكس ما ذهب إليه ،بأن يفممترض
أن الشيعة في عصر التدوين هم الذين اخترعوا حكاية النص على المامة للممرد علممى
السممنيين فممي قممولهم بالختيممار ،وليممس أهممل السممنة هممم الممذين فعلمموا ذلممك .فكممل مممن
الحتمالين وارد من الناحية النظرية ،كممان مممن المفممروض علممى الجممابري أن يكممون
موضوعيا فيفترضهما معا بالتساوي .علما بأن موقف السنيين ييؤيمده القمرآن الكريمم،
و هو ليس من مدونات عصممر التمدوين ،ممما يعنممي أن مموقفهم هممو الصمحيح ،و أن
موقف الشيعة غيممر صممحيح لنممه يخممالف القممرآن ،و بممما أن تلممك الروايممات تخممالف
القرآن و السمنة الصمحيحة الموافقممة لمه ،و تخمالف أيضما الروايمات التاريخيممة الثابتمة
الموافقة لهما-أي الكتاب و السنة ، -فهي مكذوبة بل شك .
و ثالثا إنه قال :إن حديث )) الخلفة بعدي ثلثممون سممنة ،ثممم ملممك بعممد ذلممك (( ،
يعني أن الحكم بعد الخلفاء الراشدين يملك دنيوي ،و هو )) يجعل الخلفة بعد الخلفمماء
الراشدين غير ذي موضوع ،إل إذا كان المقصود هو بيان الكيفية التي سارت عليهمما
الخلفة زمن الراشدين .و في هذه الحالة سنكون أممام تاريممخ لواقممع مضمي ،و ليممس
أمام نظرية للحاضر و ل للمستقبل (( لن الحديث حكم على الحاضر و المستقبل بعد
الخلفاء الراشدين ،بأن الخلفة ستكون ملكا عضوضا .ثم قرر الجابري بممأن نظريممة
الخلفة عند أهل السنة هي اسم بل مسمى ،إذا أخذنا بها بمعنى التشريع للكيفية الممتي
يجب أن يكون عليها الحكم. 807
صحيح التغيب و التهيب ،ج 2صا. 273 :و الامع الصعي و زياداته ،ج 1صا. 453 :
806
تكوين العقل ،صا. 107 :
807
العقل السياساي ،صا. 309 :
و معنى كلمه أنه ييريد أن يقول :إن الخلفممة الراشممدةا ل تتكممرر بعممد زوالهمما ،لن
الحديث نص على أنهما ل تتكمرر ،فل فائمدةا ممن السمعي لمحاولمة إحيائهما ممن جديمد
،لنها ماتت و محكوم عليها بعدم التكرار بعدما عاشت 30سنة .
و ردا عليه أقول :إن الحديث ليس كما فهمه الجابري و وجهه كما ييريد ،و كممان
عليه أن يفهمه فهما بل مبالغة ،و في إطار النصوصا الشرعية الخرىَ .فهو حديث
فيه إخبار بما سيحدث مستقبل ،و هو من أحاديث دلئل النبمموةا ،و الواقممع التمماريخي
شهد له بالصحة إلى يومنا هممذا ،فمنممذ زوال الخلفممة الراشممدةا سممنة 40هجريممة ،لممم
تتكرر إلى يومنا هذا على امتداد 14قرنا تقريبمما .لكنممه مممع ذلممك ل يتضمممن تيئُسمما و
حكما أبديا بعدم تكرار خلفة النبوةا ،لنه لم ينص على التأبيد المطلق بعدم تكراراه ،
و لن القرآن الكريم و السنة الصحيحة ييبشران بتكرارهمما ،فممالقرآن يقممول }- :أوأعممأد
ف اللذذيأن ذمن ض أكأما ارستأرخلأ أ ت لأيأرستأرخلذفأنليهم ذفي ارلأرر ذ صالذأحا ذ اي اللذذيأن آأمينوا ذمنيكرم أوأعذميلوا ال ل ل
ضى لأهيرم أولأييبأبدلأنليهم بمن بأرعذد أخممروفذذهرم أأرمنومما يأرعبيمميدونأذني أل قأربلذذهرم أولأييأمبكنألن لأهيرم ذدينأهييم اللذذي اررتأ أ
ك هييم ارلأفاذسيقوأن{َ -سورةا النممور ، -55/فهذا ك فأأ يرولأئُذ أييرشذريكوأن ذبي أشريوئُا أوأمن أكفأأر بأرعأد أذلذ أ
وعد إلهي مشروط يتحقق في أي زمان و مكان إذا تحققت شممروطه فممي أي مجتمممع
مسلم .
و أما من السنة النبوية ،فمنها حديث صحيح يتضمممن بشممارةا مسممتقبلية بممأن خلفممة
النبوةا ستتكرر مستقبل بعد خلفة الملك ،و نص الحديث هو )) تكون النبوةا فيكم ما
شاء ا أن تكون ثم يرفعهمما إذا شمماء أن يرفعهمما ثممم تكممون خلفممة علممى منهمماج النبمموةا
فتكون ما شاء ا ان تكون ثممم يرفعهمما إذا شمماء امم أن يرفعهمما ثممم تكممون ملكمما عاضمما
فيكون ما شاء ا أن يكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكممون ملكمما جبريمة فتكممون
ممما شمماء امم أن تكممون ثممم يرفعهمما إذا شمماء أن يرفعهمما ثممم تكممون خلفممة علممى منهمماج
النبوةا ((. 808
و ختاما لمبحثنا هذا يتبن أن الباحثين محمد أركون و محمد عابد الجابري وقعا في
أخطاء تاريخية فادحة تتعلق بالصحابة ،فأركون ذكرنا له ثلثممة أخطمماء ،كممان فيهيمما
مجازفا مبالغا ،قليل البضاعة في العلوم السلمية و التاريخ .و أما الجمابري فكمانت
أخطاؤه كثيرةا جدا ،ذكرنا طرفا منها ،و رددنا عليه فيها بشيء من التفصمميل ،تممبين
منها انه لم يلتزم فيها بالمنهجية العلمية الصحيحة في نقممده للروايممات التاريخيممة .و لممم
يكن حريصما علمى توسميع مجمال بحثمه للطلع علمى مختلمف المصمادر الحديثيمة و
التاريخية ،و اكتفي –في الغالب -بمصدرين أو ثلثة مطعون فيها كلها ،ففاتته بممذلك
روايات صحيحة كثيرا ما خالفت ما ذهب إليه .
ثانيا :الخطاء التاريخية المتعلقة بالفتنة الكبرى )41-35ه( :
و قع البحاحث ممحد عابد الابري ف أخطاء تارييةم كثية جدا تتعلق بوضوع الفتنةم الكبخى و
808
أحئئد بئئن حنبحئئل :السئئند ،ج 4صا . 273 :و علئئي اليثمحئئي :ممحئئع الزّوائئئد ،ج 5صا . 341 :و اللبحئئان :السلسئئلةم
الصحيحةم ،ج 1صا. 34 :
ما نتج عنها ،أذكرها ف ثلث ممحوعات ،الول تتعلق بأسابحاب الثورة على الليفةم الشهيد عثمحان
بن عفان -رضي ال عنه ، -و تتضمحن أربعةم أخطاء ،أولا يتمحثل ف أنه ادعى أن الفقر و الاجةم
ها اللذان حركا الثورة على عثمحان و قريش ،فكان العامل القتصادي هو الرك لا ،الذي أحدث
صراعا طبحقيا بيم الفقراء و الغنياء بسبحب ساوء توزيع الثروة ،ما أدى إل تكدس الثروات من غنائم
و خراج الفتوحات ،بيد فئةم قليلةم ف الركزّ ،مقابل اتساع حجم العامةم ف المصار و الدن و
الرياف؛ فأحدث ذلك تفاوتا واساعا و عمحيقا بيم الغنياء و الفقراء .و قد زاد ف حدة ذلك
الوضع توقف الفتوحات و ازدياد النمحو السكان ،و هجرة العراب إل المصار .و قد كان عامل
عثمحان على الكوفةم ساعيد بن العاصا يقول عن الراضي الزّراعيةم بسواد الكوفةم )) :إنا السواد
بستان قريش (( .و ما يدل على فقر العامةم أنه عندما دخل الثوار إل الدينةم ناقمحيم على عثمحان ،
تدخل علي بن أب طالب و أخذ ما ف بيت الال و وزعه عليهم. 809
و قوله هذا غي صحيح تاما تقريبحا ،فيه أخطاء كثية جدا ،و صواب قليل جدا ،لنه أول
إن قوله هذا تغلب عليه الزّاعم و الدعاوى ،و يفتقد إل الشواهد و الدلةم التارييةم الصحيحةم ؛
علمحا بأن الدعاوى ل يعجزّ عنها أحد ،و هي ف متناول كل إنسان ،عكس القائق الت هي
ليست ف متناول أي إنسان .و بناء على ذلك فإننا نرى أن الابري ل قيقدما فيمحا ذهب إليه دليل
صحيحا واضحا ،و بالغ ف توجيه النصوصا لدمةم ما أرتأه ،و أغفل نصوصا أخرى تالف ما
ذهب إليه ،سانذكرها قريبحا إن شاء ال تعال .
و أما الشواهد التارييةم الت ذكرها لثبحات ما قاله ،فهي ثلثةم شواهد ساق ذكرها و توثيقها ف
قوله السابق ،نعيدها هنا للرد عليه ،أولا يتمحثل ف قوله بتوقف الفتوحات ف خلفةم عثمحان ،ما
أدى إل قلةم الغنائم و تفاقم الزمةم القتصاديةم .و هو ل تيدد الفتة الت توقفت فيها الغنائم ،
لكنه يقصد -ف أغلب الظن -توقفها ف السنوات الخية من خلفةم عثمحان عندما ظهرت العارضةم
،و ل يقصد السنوات السابقةم عندما كانت الفتوحات و الغنائم كثية ،و العارضةم ل تظهر بعد.
و بناء على ذلك فإن التعليل الذي قدمه الابري غي صحيح ،لن فتوحات السلمحيم و مغازيهم
ل تتوقف حت ف السنوات الخية من خلفةم عثمحان ،و كانت لم فتوح و مغاز و غنائم ف
سانوات 34 ، 33 ، 32 ، 31 ، 30 :للهجرة . 810علمحا بأن الابري قد ناقض نفسه عندما
809
العقل السياساي ،صا . 184 ، 150 ، 148 ، 147 . 146 ، 143 ، 141 :و التاث و الداثةم ،صا ، 113 :
. 116
810
أنظر :الطبخي :تاريخ الطبخي ،ج 2صا، 630 ، 629 ، 628 ، 627 ، 625 ، 620 ، 618 ، 608 ، 607 :
. 634 ، 633و ابن قتيبحةم :العارف ،صا. 43 :
ذكر ف كتابه العقل السياساي أن الفتوح قد توقفت . 811ث ذكر ف كتابه العقل الخلقي العرب
أنه عندما تقتل عثمحان كانت جاعةم من الصحابةم ف الغازي. 812
و الشاهد الثان يتمحثل ف ذكر الابري لقولةم عامل الكوفةم ساعيد بن العاصا ،الت تقول :
)) إنا السواد بستان قريش ((،و هذه القولةم ل تيوثقها الابري ،و ل حققها ،و ل ذكر لا
813
ت عليها منسوبةم إل ساعيد بن العاصا ف الطبحقات الكبخى لمحد بن ساعد ، إسانادا .لكنن عثر ت
814
و ف تاريخ الطبخي مذكورة مرتيم ،و ف كتاب الغان لب الفرج الصفهان مذكورة مرتيم أيضا
.فهل صحيح أن ساعيدا قال تلك القولةم ؟ .
أول ففيمحا يص أساانيد تلك الروايات فهي ل تصح ،لن الروايةم الول الت ذكرها أبو الفرج
الصفهان من رجالا :علي بن ماهد ،و ممحد بن إساحاق ،و ملد بن حزّة بن بيض ،و عامر
الشعب ،فالول متوك تمتهم بالوضع و الكذب. 815و الثان ضعيف تمتهم بالكذب و يروي عن
الهوليم . 816و الثالث يبحدو انه مهول ،فلم أعثر له على ذكر ف كتب التاجم و الرح و
التعديل .و الرابع و هو عامر الشعب ل يكن شاهد عيان لا روى لنه ولد سانةم 31ه ،و ساعيد
بن العاصا تول إمارة الكوفةم ما بيم 34-28 :هجريةم ،فكان للشعب 3سانوات .
و أما الروايةم الثانيةم الت ذكرها الصفهان ،فمحن رجالا :عثمحان بن عبحد الرحن الوقاصي ،و
الشهاب الزّهري ،الول متوك ضعيف ،قال فيه بعض النقاد :سااقط ل تيتج به ،تمتهم
بالكذب . 817و الثان ثقةم لكنه ل يكن شاهد عيان للخبخ ،لنه ولد سانةم 50هجريةم ،و ساعيد
بن العاصا تول إمارة الكوفةم مابيم 34-28 :هجريةم ،فخبخه هذا تمرسال ،و مراسايل الزّهري ضعفها
أكثر الدثيم. 818
و أما روايةم ابن ساعد فقد رواها بل إساناد و اكتفى بقوله :قالوا .819لذا فهي غي مقبحولةم ،لنا
فقدت شرطا أسااسايا من شروط صحةم البخ .و أما روايةم الطبخي الول فإسانادها غي صحيح ،
811
صا . 143 :
812
صا. 63 :
813
أنظر العقل السياساي ،صا . 184 :
814
الطبحقات الكئبخى ،ج 5صا . 32 :و تاريئخ الطئبخي ،ج 2صا . 642 – 641 ، 637 :و كتئاب الغئان ،ج 12
صا. 168 ، 167 :
815
الزّي :تذيب الكمحال ،ج 5صا . 184 :و ابن حجر :تقريب التهذيب ،ج 1صا. 405 :
816
سابحق توثيقه .
817
ابن الوزي :الضعفاء و التوكيم ،ج 2صا . 169 :و ابن عدي :الكامل ف الضعفاء ،ج 5صا. 159 :
818
عبحد الليل العلئي :جامع التحصيل ،ط ، 2عال الكتب ،بيوت ، 1986 ،صا. 90 :
819
الطبحقات الكبخى ،ج 5صا. 32 :
لن فيه :ممحد بن عمحر الواقدي ،و هو متوك كذاب ،ليس بثقةم . 820و أما روايته الثانيةم فهي
الخرى إسانادها ل يصح ،لن فيه :شعيب ،و سايف بن عمحر التمحيمحي ،فالول مهول ،و الثان
ضعيف متوك. 821
و أما بالنسبحةم للمحت فإن ما تيرد به على ما رواه ابن ساعد و الطبخي و أبو الفرج الصفهان
،ثلثةم روايات ،أولا أنه تروي أن ساعيد بن العاصا كان جالسا مع جاعةم من أهل الكوفةم ،فقال
حبحيش بن فلن السادي :ما أجود طلحةم بن عبحيد ال – رضي ال عنه ، -فقال ساعيد :إن من
له مثل النشاساتج 822لقيق أن يكون جوادا ،و ال لو أن ل مثله لعاشكم ال به عيشا رغيدا .
فقال عبحد الرحن بن حبحيش :و ال لوددت أن هذا اللطاط 823لك – أي لسعيد ، -فغضبحت
المحاعةم و قالت له :فض ال فاك ،و ال لقد همحنا بك ،فقال أبوه حبحيش :هو غلما فل
تاوزوه .فقالوا :يتمحن له ساوادنا ! فقال الب :و يتمحن لكم أضعافه .فنهض الشت النخعي ،و
ابن الكواء ،و عمحي بن ضابئ و غيه إل الغلما ،فقاما أبوه ليمحنع عنهم ،فضربوها ضربا مبخحا ،و
اختلط المر على ساعيد بن العاصا. 824
فهذا البخ صريح بأن السواد كان لهل الكوفةم ،لن الشت و أصحابه اعتضوا على
الغلما عندما تن أن يكون السواد لسعيد ،لكي يرده عليهم .و ساعيد نفسه قد تن أنه لو كانت
أرض اللطاط ملكه لرده على أهل الكوفئةم ،و لئاد بئه عليهئم .فكيئف إذن يطمحئع فئ أخئذ سائوادهم
،و يزّعم خصومه أنئه كئان يقئئول عئئن سائوادهم :هئو بسئتان قريئش ؟ .و هئئذا الئبخ و إن كئئان رواه
ابئئن الثيئ بل إسائئناد فهئئو يصئئلح للئئرد بئئه علئئى مئئا رواه ابئئن سائئعد بل إسائئناد أيضئئا ،و علئئى مئئا رواه
الطئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئبخي بإسائ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئناد غي ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ صئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئحيح ،,و يئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئذلك نئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئرد الضئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئعيف بالضئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئعيف .
و الروايئئةم الثانيئئةم هئي أنئئه تروي أن سائئعيد بئئن العئئاصا كئئان يئئدعوا إخئوانه و جيانئئه كئئل جعئئةم ،
فيصنع لم الطعاما ،و يلع عليهم الثياب الفاخرة ،و يأمر لم بالوائزّ الواساعةم ،و يبحعث إلئ عيئئالم
بئئالبخ الكئئثي .و كئئان أيضئئا يرسائئل مئئول لئئه فئ ئ كئئل جعئئةم إلئ ئ مسئئجد الكوفئئةم ،و معئئه صئ ئترر فيهئئا
820
الئئذهب :السئئي ج 3صا. 184 :و ابئئن الئئوزي :الضئئعفاء و الئئتوكيم ،حققئئه عبحئئد ال ئ القاضئئي ،ط 1بيئوت ،دار
الكتب العلمحيةم ، 1406 ،ج 3صا. 87 :
821
سابحق توثيقه ف الفصول السابقةم .
822
هئئو أرض كئئثية الئئدخل تقئئع فئ العئراق ،كئئان عثمحئئان بئئن عفئئان ،قئئد أطعهئئا لطلحئئةم .يئئاقوت المحئئوي :معجئئم البحلئئدان ،
بيوت دار الفكر ،د ت ،ج 5صا. 287-286 :
823
هو منطقةم فزّراعيةم واساعةم ،كانت للكاسارة على جانب الفئرات .نفئس الصئدر ،ج 5صا. 192 ، 16 :و ابئن الثيئ :
الكامل ،ج 3صا. 31 :
824
ابن الثي :نفس الصدر ،ج 3صا. 31 :
الدناني ،فيضعها بيم الصليم ،فكثر الصلون ليليةم كل جعةم بسجد الكوفةم . 825فهئئل مئئن كئئانت
ه ئئذه أخلق ئئه فئ ئ إحس ئئانه له ئئل الكوف ئئةم ،يق ئئال عن ئئه أن ئئه ظلمحه ئئم وأخ ئئذ غلل سائ ئوادهم ؟ إن ئئه م ئئن
السئتبحعد جئئدا أن يظلئئم سائئعيد بئئن العئئاصا أهئئل الكوفئئةم و تلئئك أخلقئئه فئ الحسئئان إليهئئم .و هئئل
يئ ئ ئئتكه أهئ ئ ئئل الكوفئ ئ ئئةم يفعئ ئ ئئل بئ ئ ئئم ذلئ ئ ئئك ،و هئ ئ ئئم العروفئ ئ ئئون بالشئ ئ ئئونةم و الشئ ئ ئئغب و القلقئ ئ ئئل ؟ ! .
و الروايةم الثالثةم هي أن أخلق سائعيد بن العئاصا الت اشتهر بئا بيمئ الناس ،كالسئخاء و
الصدق ،و اللم و الهاد ، 826تأب عليه أن يظلم رعيته و يأخذ حقهئا ظلمحئا و عئدوانا ،لذا فإنه
م ئ ئ ئ ئئن الرجئ ئ ئ ئ ئئح ج ئ ئ ئ ئئدا ،أن تلئ ئ ئ ئ ئئك القول ئ ئ ئ ئئةم ال ئ ئ ئ ئئت تريوج ئ ئ ئ ئئت عن ئ ئ ئ ئئه ه ئ ئ ئ ئئي مئ ئ ئ ئ ئئن اختلق خصئ ئ ئ ئ ئئومه .
و أمئئا الشئئاهد الثئئالث الئئذي ذكئئره الئئابري فيتعلئئق بئئالبخ الئئذي يقئئول بئئأن الثئوار لئئا دخلئوا
الدينئئةم تئئدخل علئئي بئئن أب ئ طئئالب و وزع عليهئئم مئئا ف ئ بيئئت الئئال مئئن أم ئوال .و هئئو خئئبخ أشئئار
الئئابري فئ الئئامش إلئ أنئئه أخئئذ الئئبخ مئئن كتئئاب المامئئةم و السياسائةم ،ج 1صا ، 35 :و تاريئئخ
ت فيهمحئا طئويل عئن الئبخ ،فلئم أعئثر ت إلئ الكتئئابيم و بثئ ت الطئبخي ،ج 2صا . 66 :لكننئ رجعئ ت
لئئه علئئي أي ذكئئر فيهمحئئا .و نئئن إذا افتضئئنا -جئئدل -بأننئئا وجئئدناه ،فإننئئا ل نقبحئئل روايئئةم المامئئةم و
السياساةم ،لن مؤملفه مهول تمغرض مطعون ف أمانته العلمحيئةم ، 827و ل نقبحئئل روايتئئه إل إذا صئحت
م ئئن طري ئئق آخ ئئر .و أم ئئا رواي ئئةم الط ئئبخي فه ئئي أيض ئئا ل نقبحله ئئا إل بع ئئد تقيقه ئئا إسا ئئنادا و متن ئئا ،لن
الطئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئبخي ل ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ تيقئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئق روايئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئاته علئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئى كئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئثرة تناقضئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئاتا و ضئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئعف رواتئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئا. 828
و حت إذا افتضنا –جدل -أننئا عثرنئا علئى تلئك الروايةم و إسانادها كئان صئحيحا ،فهئي
ل تدل بالضرورة على ما ذهب إليه الابري من أن توزيع الموال على الثوار هو دليئئل علئئى انتشئئار
الفقر ،لن توزيعها عليهم ل يعن بالضرورة أنئئم كئانوا فقئراء تمعئوزين ،لن العئواما فئ حالئةم الثئورات
و الضطرابات يتطلعون إل الزّيد و نب كل ما يقع تت أيديهم ،و إن ل يكونئوا فئ حاجئئةم إلئ
ت عليهئا -علئى أيئةم روايةم ما أخئذوه .هئذا زيئادة علئى أننئ لئ أعئثر –فئ الصئادر الكئثية الئت اطلعئ ت
تتشئئي بصئراحةم إلئ أن الثئئائرين علئئى عثمحئئان كئئانوا يتعئئانون مئئن الفقئئر و الاجئئةم ،و ل كئئانوا يتطئئالبحون
بالغ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئذاء و الكس ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئاء ،و ل بالزّي ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئادة فئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ العط ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئاء و الرزاق.
و ثانيئئا إن الوضئئع القتصئئادي فئ خلفئئةم عثمحئئان بئئن عفئئان –رضئئي الئ عنئئه -ليئئس كمحئئا زعئئم
الئئابري ،فقئئد كئان وضئئعا جيئدا ،عئاش فيئئه معظئم النئاس حيئاة رغئئد و رفاهيئةم ،ل فقئئر فيهئا و ل
825
أبو الجاج الزّي :تذيب الكمحال ،ج 10صا. 506 :
826
الذهب :السي ،ج 3صا . 445 :و ابن كثي :البحدايةم ،ج 8صا. 84 :
827
سابحق إثبحات ذلك ف الفصل الول .
828
سابحق تناول ذلك .
829
: عئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئوز ،بئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئدليل الش ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئواهد التيئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئةم
أولئئا إن عثمحئئان لئئا تئئول اللفئئةم زاد للنئئاس فئ عطئئائهم عمحئئا كئئانوا يأخئئذونه زمئئن عمحئئر بئئن
الطئئاب . 830الئئذي كئئان قئئد فئئرض العطئئاء لكئئل فئئئات التمحئئع ،مئئن كبحئئار وصئئغار ،و رجئئال و
نس ئئاء ،و مئ ئوال و عبحيئئد .831ف ئئإذا ك ئئان ه ئئذا ه ئئو ح ئئال النئئاس زم ئئن عمح ئئر ،فل ش ئئك أن وض ئئعيتهم
القتصئئاديةم قئئد تسئئنت أكئئثر زمئئن عثمحئئان عنئئدما زاد ف ئ تأعطيئئاتم عمحئئا كئئانوا يأخئئذونه مئئن قبحئئل .
و الشاهد الثان يتمحثل فيمحا تروي من أن عثمحان عندما عكتثر كلما النئاس فيئئه سائنةم 34هجريئئةم ،
صئر فئ إيصئالا إليهئم . خرج و خطب فيهم ،فكان ما قاله لم :إنه ل يرمهم حقوقهم ،و مئا ق ي
فلم يعتض عليه أحد و ل كذبه،و ل اشتكى إليه فقره و حئاجته . 832و هئئذه الروايئئةم و إن كئئانت
ضعيفةم ،لن من رجالا ممحد بئن عمحئئر الواقئئدي ،فإننئئا نسئتخدمها كشئاهد مسئئاعد ضئعيف ،لنئرد
به الروايات الضعيفةم الت اساتخدمها الئابري ،و أغفئل الروايئات الضئعيفةم الئت تالفهئا ،و عليئه فنحئن
نرد الضعيف بالضعيف لنمحنع مالفنا من الحتجاج با ،و نئذيكره بئأن هنئاك روايئات تتئالف الروايئات
الت احتج با ،و ما عليه إل أن يإمحع كل الروايات و يققها إسانادا و متنا إن أراد الحتجئئاج بئئأي
منهئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئا .
و الشاهد الثالث مفاده أنه ف خلفةم عثمحان ،و بالخص سانةم 30هجريةم ،عكتثرت أموال
الغنائم و الراج و أتت من كل جهةم ،حت ضاق با عثمحان ذرعا و اتذ لا خزّائن ؛ فلمحا كئئثرت
قسئمحها علئى النئاس ،فكئان يئأمر للرجئئل الواحئد بائئةم ألئئف بئدرة-كيئس مئئن النقئود ، -فئ كئئل بئدرة
أربعةم آلف أوقيةم . 833فهذه الروايةم نصئت صئراحةم علئى أن عثمحئان قسم المئوال الكثية علئى الناس
عامئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئةم دون اسائ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئتثناء .
و الشاهد الرابع يتضمحن روايةم حسنةم الساناد 834رواهئا شئاهد عيئان هئو السئن البحصئري ،
ت عثمحان على ما نقمحوا عليه ،قيل ما يأت على النئاس يئوما إل وهئم يقتسئمحون فيئه
يقول فيها )) :أدرك ت
829
إنن ئئا فئ ئ ه ئئذه الشئ ئواهد سا ئئنعتمحد عل ئئى الرواي ئئات الص ئئحيحةم و الض ئئعيفةم ،نسئئتخدما الصئئحيحةم لبطئئال زعمحئئه ،و نسئئتخدما
الضعيفةم كأدلةم مساعدة لنه تاهلها من جهةم ،و نرد با الروايات الضعيفةم الت اساتخدمها الابري من جهةم أخري ،فنئئرد
الضعيف بالضعيف .
830
الطبخي :تاريخ الطبخي ،ج 2صا. 591 :
831
ابن الثي :الكامل ،ج 1صا 350 :و ما بعدها .
832
أنظر :الطبخي :الصدر السابق ،ج 2صا. 645 :
833
السيوطي :تاريخ اللفاء ،صا . 156 :و ابن عساكر :تاريخ دمشق ،ج 29صا. 258 :
834
رجالئا هئم :البحخئاري ،و موسائى بئن إسئاعيل ،و مبحئارك بئن فضالةم ،و السئن البحصئري ،و هئم كلهئم ثقئات .الئذهب :
الكاشف ،ج 2صا ،238 :ج 3صا . 3012 :و علي اليثمحي :ممحع الزّوائد ،ج 9صا. 110 . 94 . 93 :
خيا يقئئال لئئم :يئئا معشئئر السئئلمحيم اغئئدوا علئئى أعطيئئاتكم فيأخئئذونا وافئئرة ،ثئ يقئئال لئئم :اغئئدوا علئئى
أرزاقكئئم فيأخئئذونا وافئئرة ،ثئ يقئئال لئئم :اغئئدوا علئئى السئئمحن والعسئئل ،و العطيئئات جاريئئةم ،والرزاق
دارة ،والعدو متقى ،وذات البحيم حسن ،والي كثي ،وما من مئئؤممن يئئاف مؤممنئا ،ومئن لقيئه فهئو
أخوه .و قد كان من إلفته ونصيحته ومودته قد عهد إليهم أنئا سائتكون أثئرة 835فئإذا كئانت فاصئبخوا .
قال :السن فلو أنم صبخوا حيم رأوها لوساعهم ما كانوا فيه من العطاء والرزق واليئ الكئئثي بئئل قئئالوا :
ل والئ مئئا نصئئابرها .فئوال مئئا وردوا ،ومئئا سائئلمحوا والخئئرى كئئان السئئيف مغمحئئدا عئئن أهئئل السائئلما ،
فسلوه على أنفسهم ،فوال ما زال مسلول إل يوما النئاس هئذا و أيئ الئ إنئ لراه سائيفا مسلول إلئ يئوما
القيام ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئةم((. 836
و هذه الروايةم رواها ثقةم كان فيها شاهد عيان للسنوات الخية مئئن خلفئئةم عثمحئئان -رضئئي
ال عنه ،-فيها وصف دقيق هاما لانب من الوضاع القتصاديةم و الجتمحاعيةم و المنيئةم اليئدة الئت
ك ئئانت سا ئئائدة فئ ئ م ئئدة خلف ئئةم عثمح ئئان عام ئئةم و الت ئئأخرة منه ئئا خاص ئئةم ، 837ك ئئانت فيه ئئا العطي ئئات
والرزاق متوفرة ،تتوزع على كئل الناس دون اسائتثناء ،فئ جئو ملئؤمه الخئاء و الرخئاء ،و المئن و
المان .فهل يصح بعد هذا الوصف الشامل الرائع ،الزّعم بأن التمحئع السائلمي زمئن عثمحئان كئان
يتعئ ئ ئ ئ ئ ئئان مئ ئ ئ ئ ئ ئئن الظلئ ئ ئ ئ ئ ئئم و الفقئ ئ ئ ئ ئ ئئر ،و الئ ئ ئ ئ ئ ئئوع و العئ ئ ئ ئ ئ ئئوز ،علئ ئ ئ ئ ئ ئئى مئ ئ ئ ئ ئ ئئا ادعئ ئ ئ ئ ئ ئئاه الئ ئ ئ ئ ئ ئئابري ؟ ! .
و الشاهد الامس يتمحثل ف روايةم صحيحةم الساناد 838ذكرها ابئن عسئاكر فئ تئاريه مفادهئئا أنئه
فئ زمئئن عثمحئئان كئئانت الئرأة تئئذهب إلئ بيئئت الئئال فتحمحئئل وقرهئئا ،و تقئئول )):اللهئئم بئيدل ،اللهئئم
غييئ ئ (( ،فلمحئئا قتتئئل عثمحئئان –رضئئي الئ ئ عنئئه -قئئال الشئئاعر حسئئان بئئن ثئئابت-رضئئي الئ ئ عنئئه: -
ى و حربا كاللهب
تقلتم بيدل فقد بيدلكم به × سانةم حر ي
839
ما نقمحتم من ثياب خلفةم × و عبحيد و إماء و ذهب
835
الثرة هي تفضيل النسان نفسه على غيه .ابن هاديةم :قاموس الطلب الديد ،صا. 11 :
836
ابن كثي :البحدايةم ،ج 7صا . 214 :و اليثمحي :ممحع الزّوائد ،ج 9صا . 94 ، 93 :و الطبخان :العجئئم الكئبحي ،ج
1صا. 97 :
837
لن السئئن البحصئئري كئئان لئئه مئئن العمحئئر عنئئدما قتتئئل عثمحئئان 14سائئنةم ،و هئئو قئئد شئئهد ي ئوما الئئدار .ابئئن العمحئئاد النبحلئئي:
الشذرات ،ج 2صا. 48 :
838
رجئئال السائئناد هئئم :ابئئن عسئئاكر ،أبئئو القاسائئم السئئمحرقندي ،و أبئئو السئئيم بئئن النقئئور ،و ممحئئد بئئن عبحئئد الئ بئئن السئئيم
الدقاق ،و ممحد بن هارون الضرمي ،و ساوار بن عبحد ال العنبخي القاضي ،و عبحد الرحن بن مهدي ،و حئاد بئن زيئد ،
و ييح بن ساعيد ،و ساعيد بن السيب ،و هؤملء كلهم ثقئات سئعوا مئن بعضئئهم .أنظئئر :الئئذهب :السئئي ،ج 11صا:
، 543ج ، 15صا ، 25 :ج 16صا ، 564 :ج 18صا 373 :و مئئا بعئئدها ،ج 20صا29 :و مئئا بعئئدها .و
الزّي :تذيب الكمحال ،ج 12صا. 238 :
839
تاريخ دمشق ،ج 39صا . 474 :و ابن كثي :البحدايةم ،ج 7صا. 194 :
فهئئذه الروايئئةم هئئي أيضئئا شئئاهدة علئئى الرخئئاء القتصئئادي و العئئدل الجتمحئئاعي ،زمئئن خلفئئةم
عثمحان بن عفان ،حت أنا قالت الرأة و ل تقل الرجل ،و هي أضعف منه .كمحئا أنئا قالت الئرأة
مطلقئئا مئئن دون تديئئد لكانتهئئا الجتمحاعيئئةم ،فكئئانت تئئذهب إل ئ بيئئت الئئال و تل وقئئر بعيهئئا بئئا
تتاجه من خيات ،فلمحا زالت خلفةم عثمحان حلب الناس الدماء .
و ثالثا إن الابري ل تيفرق بيم الفقر و العوز ،و بيم التنافس علئئى متئئاع الئدنيا و التكئئالب و
التهالك عليها ،لن الذي حدث هو أن الثئئائرين علئئى عثمحئئان لئ يكونئوا فقئراء و ل معئئوزين ،و إنئئا
كئئانوا يتطئئالبحون بالزّيئئد مئئن ملئئذات الئئدنيا الاديئئةم منهئئا و العنويئئةم .لئئذا لئ نعئئثر علئئى مئئا يتشئئي إلئ أن
الثوار كانوا تيطالبحون بالبحزّ ،و ل بزّيادة الرزاق و العطيات ،و إنا كئانوا يتطئالبحون بتغييئ الئولة ،و
الد من نفوذ بن أميةم ،و مطالب أخرى ليست مئئن بينهئئا الطالبحئئةم بئالبحزّ لشئبحاع البحطئئون . 840و لئئو
كانت ثورة هؤملء بسب الفقئر و الئئوع ،لكئئانت ثئورتم ثئورة عارمئئةم تشئمحل كئئل المصئئار الئت خئرج
منها الثوار أول ،ث تشمحل القاليم الخرى ثانيا بكم أن سابحب الثورة يشمحلهم كلهئئم ،لكئئن ذلئئك
لئ ئ يئئدث .و إنئئا خرجئئت طوائئئف مئئن الثئ ئوار مئئن مصئئر و الكوفئئةم و البحصئئرة نئئو الدينئئةم ،فئ ئ زي
الجاج و أخفوا نواياهم البحيتةم عن الناس. 841
و رابعئئا إن قئئول الئئابري بئئأن سائئوء توزيئئع الئئثروة أدى إلئ تركزّهئئا بأيئئدي الغنيئئاء فئ الركئئزّ
دون المصئئار ،هئئو قئئول غيئ ثئئابت و ضئئعيف جئئدا ،و فيئئه تضئئخيم و تغليئئط ،بئئدليل الشئئاهدين
التييم ئ :أولمحئئا إنئئه مئئن الثئئابت تارييئئا أن الفتوحئئات السائئلميةم شئئارك فيهئئا كئئل السئئلمحيم القئئادرين
علئئى حئئل السئئلح ،علئئى اختلف قبحئئائلهم و أجناسائئهم و لغئئاتم ،و كئئانت الغنئئائم مئئن مصئئادر
الدخل السااسايةم للدولةم و للناس زمن عثمحان ، 842فكان للمحقئئاتليم أربعئئةم أخئئاس ) ( 4/5الغنئئائم ،
لمحس التبحقي تيرسال إل الليفةم لتيصرفه بالعدل و فق الصلحةم الشرعيةم .و با أن المر هكئئذا فل وات
ت
تيوجد ساوء توزيع للثروة ،و ل تركزّ لا بأيدي فئةم من الناس دون غيها.
و الشئاهد الثان يتمحثئل فئ أنئه سابحق أن بينا و أثبحتنا بالشئواهد التنوعئةم أن عثمحئان-رضئي الئ
عن ئئه -سا ئئار عل ئئى طريق ئئةم عمح ئئر فئ ئ تقس ئئم العط ئئاء و زاد علي ئئه ،فف ئئرض للمحس ئئلمحيم م ئئا يكفيه ئئم م ئئن
العطيات و الرزاق من دون حرمان ليةم فئةم من النئاس ،فعئم الرخئاء و عكثتئرت اليات ،و انتشئر
المئئن و المئئان .و بئئا أن المئئر هكئئذا فل يصئئح مئئا ادعئئاه الئئابري مئئن وجئئود سائئوء توزيئئع للئئثروة و
تركزّها بيد الغنياء ف الركزّ-أي الدينةم -من دون المصار .
840
أنظر مثل :الطبخي :تاريخ الطبخي ،ج 2صا 647 :و ما بعدها .
841
نفس الصدر ،ج 2صا 652 :و ما بعدها .
842
إبراهيم حركات :التمحع و السياساةم ف عصر الراشدين ،الدار الهليةم ،بيوت ، 1985 ،صا. 190 :
و أما الطأ الثان –من المحوعةم الول -فمحفاده أن الابري ادعى أن عثمحان كان يتصرف ف
بيت الال كأنه يتصرف ف ماله منعا و عطاء ،و هذا سالوك معئروف فئ الغنيئاء السائخياء ،فهم
تينفقئئون مئئن أمئوالم و أمئوال غيهئئم بغيئ حسئئاب .و يتضئئاف إلئ ذلئئك أن )) النئئص الشئئرعي الئئذي
تيئئدد طريقئئةم صئئرف المحئئس يسئئمحح بثئئل هئئذا التصئئرف )) لئ و للرسائئول و لئئذي القربئ ، ((...و قئئد
صار أمره إل الماما ،وجدنا أنفسنا أماما وضع عتيث ت البحاحث على تصديق ما تيروى ف هذا الشئئأن
عن عطاء عثمحان من بيت الال لذويه و أقاربه ((. 843
و زعمحه هذا غي صحيح ،لنه أول ل يقق الروايات الت ذكرها كشواهد على ما ادعاه
،خاصةم و أنه اعتمحد أسااساا على كتابيم مطعون فيهمحا ،الول كتاب المامئئةم و السياسائئةم و مئؤملفه
مهول تمغرض ،و الثان هو تاريخ اليعقوب ،لبن واصح اليعقوب ،و هو متعصئئب لئئذهبحه الشئيعي و
كتئئابه معظئئم أخبحئئاره بل أسائئانيد ،و ملئئوء بئالطعن فئ الصئئحابةم ، 844و هئئي-أي الروايئئات -تتفئق مئئع
مذهبحه ،و تتناقض مع تزّكيةم القرآن و السنةم للصئحابةم ،و مئع روايئات تارييئةم أخئرى تئالف مئا ذكئره
اليعقئئوب. 845فكئان علئئى الئئابري أن تيقئئق الروايئئات الئئت ذكرهئئا إسائنادا و متنئئا ،و تيقارنئئا بالروايئئات
الت تالفها ،لكنه لئ يفعئل ذلئك ،و هئذا خطئأ منهجي يرفضئه النهج العلمحئي النقئدي التمححيصئي
الشامل .
و ثانيا إن ذكره للية و فهمه لها كانا ناقصين ،لن الية ليست كما ذكرها هو ،
و إنما هي هكذا }أوارعلأيمورا أأنلأما أغنذرميتم بمن أشريمء فأأ ألن ذرلذ يخيمأسهي أوذلللريسوذل أولذذذي ارلقيررأبى
أوارليأأتاأمى أوارلأمأساذكيذن أواربذن اللسذبيذل ذإن يكنتيرم آأمنتيرم ذبارلذ أوأما أأنأزرلأنا أعألى أعربذدأنا يأروأم ارلفيررأقاذن
اي أعألى يكبل أشريمء قأذديدر{َ -سورةا النفال-41/ يأروأم ارلتأأقى ارلأجرمأعاذن أو ر
و أمئئا فهمحئئه النئئاقص لليئئةم فهئئو واضئئح ،فهئئي خاصئئةم بمحئئس الغنئئائم ،و ليسئئت خاصئئةم بكئئل
أمئ ئوال السئئلمحيم فئ ئ بيئئت الئئال .كمحئئا أنئئا حئئددت مئئالت صئئرف التمحئئس ،و هئئي سائئتةم :لئ ئ ،و
للرسائئول ،و لئئذوي القرب ئ ،و اليتئئامى ،و السئئاكيم ،و ابئئن الس ئبحيل .لكئئن الئئابري ل ئ يئئذكر إل
الثلثةم الوليم فقط ،فلمحاذا أغفل البحاقيم ؟ .
و تلك اليةم ل تعط للماما حريةم التصرف ف أموال المحس حسب هواه ،و إنا عليه أن تيوزعهئئا
وفئ ئئق أوامئ ئئر الش ئ ئريعةم الئ ئئت حئ ئئددت مئ ئئالت الصئ ئئرف ،و يإئ ئئب فهمحهئ ئئا ف ئ ئ إطئ ئئار روح الش ئ ئريعةم و
مقاصدها و نصوصها ،الئت تأمر بالعئدل و الحسئان و إيصئال القئوق إلئ أهلهئا .لكئن الئابري
ويجه اليةم توجيها غي صئئحيح ،لتتفئق مئئع فكرتئه الاطئئةم حئئول العامئل القتصئادي الحئرك للثئئورة ،و
ت
843
العقل السياساي ،صا. 142 :
844
أنظر مثل :ج 2صا 118 :و ما بعدها .
845
سايأت ذكر بعضها قريبحا .
التعلقةم أيضا باتاما عثمحان بالنراف عن الشرع ف التصرف بأموال السلمحيم و التلعب با .
و بذلك يتبحيم أن تلك اليةم ليست كمحا قال الئابري بأنئا تئث البحئاحث علئى التصئديق بئا
يئتئروى عئئن عثمحئئان فئ تصئيرفه فئ بيئئت الئئال .بئئل هئئي علئئى العكئئس مئئن ذلئئك ،تعلنئئا ل نصئئدق بئئا
تروي عن عثمحان ف تصرفه مع خس الغنائم ،فهو صحاب جليل و خليفةم راشد ،مشهود له بالنئئةم
،ل تيالف الشرع الذي أمره بتوزيع المحئس علئى سائتةم أقسئاما ،فتيعطئل القسمحةم و يإعلهئا قي قسم
واحد هو :قسم ذوي القرى ! .
و الابري عندما اتم عثمحان بذلك معتمحدا على كتئئاب المامئةم و السياسائةم ،و تاريئئخ اليعقئوب
،أغفل روايةم ذكرها الطئبخي تئالف مئا ادعاه هئو-أي الئابري ، -و مفادهئا أن عثمحئان عنئدما اتمحئه
الثئوار بإعطئئاء أقئئاربه المئوال مئئن بيئئت الئئال ،دافئئع عئئن نفسئئه ،و أعلئئن أمئئاما النئئاس أنئئه ل يسئئتحل
أموال السلمحيم ،و أنه لئ يتصئرف فئ المحئس إل بئا أمئر بئه الشئرع ،و ل يأكئل إل مئن مئاله. 846
فهذه الروايةم و إن كان ف إسانادها ضعف لن من رجالا سائيف بن عمحئر التمحيمحئي و هئو ضئعيف ،
فإنئئا أولئ مئئن روايئئات الؤملئئف الهئئول ،و اليعقئئوب التحيئئزّ .و هئئي أيضئئا تئئرد مئئا ادعئئاه الئئابري فئ
اتامه لعثمحان ،و كان عليه أن ل يغفلها و يتصرف معها بطريقةم علمحيةم .علمحا بأن هذه الروايئئةم هئئي
الئئت تتفئئق مئئع أخلق الصئئحاب الليئئل عثمحئئان بئئن عفئئان الشئئهود لئئه بالنئئةم ،و هئئو مئئن السئئابقيم
الوليم من الهاجرين و النصار الذين رضي ال عنهم و رضوا عنه ،بشهادة القرآن الكري .
و أمئئا الطئئأ الثئئالث –مئئن المحوعئئةم الولئئ ،-فيتمحثئئل فئ أن الئئابري نقئئل خئبخا عئئن اليعقئئوب مئئن
دون اعئتاض و ل تقيئئق ،و ذكئئره بطريقئئةم تتفيئئد الثبحئئات ل الشئئك ،عنئئدما قئئال :إن عثمحئئان منئئع
بعض كبحار الصحابةم أعطياتم ،كمحا فعل مع عبحد ال بن مسعود. 847
و زعمحئئه هئئذا غيئ ثئئابت ،لن هنئئاك مصئئادر أخئئرى ذكئئرت مئئا تيئئالف ذلئئك ،منهئئا :البحدايئئةم و
النهايئ ئئةم لبئ ئئن كئ ئئثي ،و سائ ئئي أعلما النبحلء ،و اللفئ ئئاء الراشئ ئئدون ،لشئ ئئمحس الئ ئئدين الئ ئئذهب ،الئ ئئت
ذكئئرت أن ابئئن مسئئعود هئئو الئئذي تلئئى عئئن عطئئائه طواعيئئةم ،بعئئدما أصئبحح غنيئئا ،و قئئد مئئات و تئئرك
خلفه ثروة . 848لكن الذهب ذكر روايةم أخرى توافق ما ذكئئره اليعقئوب مئن أن عثمحئان هئئو الئذي حئرما
عبحد ال ابن مسعود من عطائه ،لكنها غي صحيحةم الساناد ،لنه تمنقطع . 849و بئذلك يتئبحيم أن
ما قاله الئابري غيئ ثابت و خلفئه هئو الثئابت ،فكئان عليئه أن يإمحئع الروايئات و يققهئا قبحل أن
846
الطبخي :تاريخ الطبخي ،ج 2صا. 651 :
847
العقل السياساي ،صا. 142 :
848
البحدايةم ،ج 7صا . 175 :و السي ،ج 1صا . 497 :و اللفاء الراشدون ،صا. 220 :
849
أنظر :ساي أعلما النبحلء ،ج 1صا. 498 :
تيدون ما نقلناه عنه .
و الطأ الخي –الرابئع مئن المحوعئةم الولئ -يتعلق بعمحال عثمحئان علئى المصئار ،فقئد ادعى
الئئابري أن مئئا زاد فئ تئئأزما الوضئئاع زمئئن عثمحئئان ،هئئو أنئئه جعئئل )) تجئئل عمحئئاله مئئن بنئ أميئئةم قئبحيلته
(( . 850و زعمحئئه هئئذا غي ئ صئئحيح ،و ل يثبحئئت أمئئاما القئئائق التارييئئةم ،لن عثمحئئان كمحئئا اسائئتعمحل
ت مئن ولتئه عشئرين واليئا ،و مئن أقئاربه ،فقئد اسائتعمحل أكثر منهئم مئن قبحائئل أخئرى ،و قئد أحصئي ت
هئم :عبحئئد الئ بئن الضئئرمي ،و القاسائئم بئن ربيعئةم الثقفئئي ،و يعلئئى بئن منيئةم ،و الوليئئد بئن عقبحئةم ،و
ساعيد بن العاصا ،و عبحد ال بن ساعد بن أب سارح ،و معاويةم بن أب سافيان ،و عبحد ال بئئن عئئامر
بن كريزّ ،و ممحد بن أب بكر ،و أبو موسائى الشئعري ،و جريئر بن عبحئد الئ ،و الشئعث بن قيئس
، ،و عتبحئ ئئةم بئ ئئن النحئ ئئاس ،و السئ ئئائب بئ ئئن القئ ئئرع ،و سائ ئئعد بئ ئئن أبئ ئ وقئ ئئاصا ،و خالئ ئئد بئ ئئن العئ ئئاصا
الخزّومئئي ،و قيئئس بئئن اليثئئم السئئلمحي ،و حئبحيب بئئن اليبئئوعي ،و خالئئد بئئن عبحئئد الئ بئئن نصئئر ،و
أميم بن أب اليشكري .851
فهؤملء هم ولته الذين أحصيتهم ،ل يوجد منهم من أقاربه إل خسةم من عشئرين واليئئا
، ،و هم :معاويةم بئن أبئ سائفيان ،و الوليئد بئن عقبحئةم ،و سائعيد بئن العئئاصا ،و عبحئئد الئ بئن سائعد
بئئن أب ئ سائئرح ،و عبحئئد ال ئ بئئن عئئامر بئئن كريئئزّ .فهئئل يصئئح – بعئئد هئئذا – أن تيقئئال أن عثمحئئان
ص أقاربه بالمارة دون غيهم من الناس ؟ .و ربا يقئال أنئه أكئثر مئن أقئاربه فئ السئنوات الخية خ ي
من خلفته ،لذلك تأيلب عليه الشاغبحون .و هذا ادعاء غيئ صئئحيح ،و مبحئالغ فيئئه جئدا ،لنئئه إذا
لته ف السنةم الخية من خلفته ) سانةم 35:ه( وجدنا ثلثةم فقط من أقاربه ،و هم : رجعنا إل تو ي
معاويةم على الشاما ،و عبحد ال بن ساعد بن أب سارح على مصئر ،و عبحئد الئ بن كريئزّ علئى البحصئرة
.و بئئاقي ولتئئه – ف ئ تلئئك السئئنةم – مئئن غي ئ أقئئاربه ،و عئئددهم تسئئعةم ،و هئئم :قيئئس بئئن اليثئئم
السلمحي على خراساان ،و القاسام بن ربيعئةم الثقفئي علئى الطئائف ،و يعلئى بن منيةم علئى صئنعاء ،و
أبئئو موسائئى الشئئعري علئئى الكوفئئةم ،و جريئئر بئئن عبحئئد الئ علئئى قرقيسئيا ،و الشئئعث بئن قيئئس علئئى
أذربيجئئان ،و عتبحئئةم بئئن النحئئاس علئئى حل ئوان ،و السئئائب بئئن القئئرع علئئى أص ئبحهان . 852أل تئئرى أن
عثمحان قد اتذ عمحئال مئن متلئف القبحائئل ،و أن ولتئه مئن أقئاربه هئم ثلثئةم مقابئل تسئعةم ليسئوا مئن
صئئهم بالوليئئاتأقاربه ؟ فهذا يثبحت أن الناقمحيم عليه افتوا عليه عندما اتمحوه بأنه حاب أقئئاربه ،و خ ي
دون غيهئئم مئئن النئئاس ،فصئيدق الئئابري بئئذلك و ردده فئ كتئئابه العقئئل السياسائئي العربئ مئئن دون
850
العقل السياساي ،صا. 146 :
851
الطبخي :الصئئدر السئابق ،ج 2صا. 693 :و الئئذهب :السئي ،ج 3صا. 482 :و خليفئةم خيئاط :تاريئخ خليفئةم خيئاط
،ج 1صا. 157 ، 156 :
852
الطبخي :الصدر السابق ج 2صا. 693 ، 605 :
تقيئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئق لئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئه .
و أما ما أشار إليه الابري من أن عمحئال عثمحئان مئن قئبحيلته كئان فيهئم مئن طتعئن فئ سائلوكهم
،و كانوا مل للنتقاد. 853فإنن أتشئي هنئا إلئ أن معظئم التامئات الوجهئةم إلئ هئؤملء هئي اتامئات
باطلئ ئئةم ، 854افتاهئ ئئا الئ ئئرواة الكئ ئئذابون رؤوس الفتنئ ئئةم لتثئ ئئوير النئ ئئاس علئ ئئى عثمحئ ئئان و عمحئ ئئاله ،و تقيئ ئئق
أهدافهم الدنيويةم البحيتةم سالفا .و قد كئان عمحئئال عثمحئان مئئن أقئئاربه كلهئئم فئ مسئتوى ل بئأس بئه مئئن
الخلق و ال ئزّما ،و الشئئجاعةم و العئئدل بيم ئ الرعيئئةم ،عكئئس مئئا كئئان تيروجئئه عنهئئم تخصئئومهم مئئن
الكئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئاذيب و التامئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئات .
فالوليد بن عقبحةم بن أب معيط ،كان قد اساتعمحله أبو بكر و عمحئئر علئى الصئدقات ،ثئ وله
عثمحئئان علئئى الكوفئئةم مئئا بيم ئ -25 :ئ 29هجريئئةم ،تروي أنئئه كئئان خللئئا عئئادل مئئع رعيتئئه ،أفئئاض
عليها اليات،و ل يكن على داره باب .و عندما عزّله عثمحان تفجع عليه الحرار و العبحيئئد ،و قئئد
عزّلئئه عنئئدما شئئهد عليئئه بعئئض النئئاس أنئئه شئئرب المحئئر ،فأقئئاله و أقئئاما عليئئه الئئد . 855فهئئذا الرجئئل
ارتكب ذنبحا بشربه للخمحر ،فحيده عثمحان و عزّلئئه مئئن منصئبحه ،لكنئئه ذنئئب ل تيلغئئي أعمحئئاله الصئئالةم
،و حئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئب النئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئاس لئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئه .
و أمئا سائئعيد بئن العئاصا فقئد عينئه عثمحئان واليئا علئئى الكوفئةم خلفئا للوليئد ،مئن سائنةم 29إلئ
34هجريئةم ،كئانت لئه فتوحئات فئ أذربيجئان ،و جرجئان ،و طبخسائتان ،و غيهئا مئن البحلئدان ،و
كئئان موصئئوفا بالكمحئئةم و العقئئل ،و حسئئن السئئية و الس ئريرة ،كئئثي الئئود حسئئن الخلق. 856
و أما عبحد ال بن ساعد بن أب سارح وال مصر ،كأن قد أسالم ف العهد الكئي ثئ ارتئد عئن
السالما ،لكن النب –عليه الصئلة و السئلما -قبحئل تئوبته و رجئوعه إلئ السائلما يئوما فتح مكئةم .و
قد وله عمحر ابن الطاب صعيد مصر ،ث وله عثمحان مصر كلها ،فكانت سايته مستقيمحةم أثنئئاء
وليتئه عليهئا ،و حقئق انتصئارات جهاديةم مشئهورة ،منهئا فتح إفريقيئةم سانةم 27هجريئةم ،و النتصئار
على الروما ف معركةم ذات الصواري سانةم 34هجريةم .و أما التامات الت وجهها إليه رؤوس الفتنئئةم ،
853
العقل السياساي ،صا. 146 :
854
لقد جعتهئا و حققتهئا ،تئبحيم أن معظمحهئا ل يصح ،و للتوسائئع فئ ذلئك أنظئر كتابنئا :الثئورة علئى سائيدنا عثمحئان بئن عفئان
،صا 14 :و ما بعدها .
855
أنظ ئئر :الط ئئبخي :التاري ئئخ ،ج 2صا ، 621 ،72 :ج 3صا . 221 :و اب ئئن ك ئئثي :البحداي ئئةم ،ج 7صا . 151 :و
البحخاري :الصحيح ،كتاب فضائل الصحابةم ،ج 3صا . 1405 :و مسلم :الصحيح ،ج 3صا. 1331 :
856
الئئذهب :السئئي ،ج 3صا . 443 :و ابئئن كئئثي :البحدايئئةم ،ج 8صا . 84 :و ابئئن العمحئئاد النبحلئئي :الشئئذرات ،ج 1
صا . 65 :ابن حجر :الصابةم ،ج 3صا . 107 :و ابن عساكر :تاريخ دمشق ،ج ، 21صا. 142 :
857
. فقئ ئ ئ ئ ئ ئئد تتبحعتهئ ئ ئ ئ ئ ئئا و حققته ئ ئ ئ ئ ئ ئئا فلئ ئ ئ ئ ئ ئئم تصئ ئ ئ ئ ئ ئئح ،و لي ئ ئ ئ ئ ئ ئئس هنئ ئ ئ ئ ئ ئئا م ئ ئ ئ ئ ئ ئئال الئ ئ ئ ئ ئ ئئوض فيهئ ئ ئ ئ ئ ئئا
و أما وال البحصرة عبحد ال بن عامر بن كريزّ ،فهو ابن خال عثمحان ،وله البحصرة سائنةم 29
إل ئ اساتشئئهاد عثمحئئان سائئنةم 35هجريئئةم .و قئئد كئئانت لئئه فتوحئئات ،و عتئئرف بالسئئخاء و الك ئرما ،و
العدل و الرفق ،و اللم و الشئجاعةم ،و حئب رعيتئه لئه . 858و لئ أعئثر علئى أيئةم اتامئات وجههئا
إليئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئه رؤوس الفتنئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئةم الثئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئائرين علئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئى عثمحئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئان و ولتئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئه .
و أما وال الشاما معاويةم ابن أب سافيان فلم أعثر على أي خبخ يتشئي إلئ أن رعيتئه اشئتكت منئه
أو ثئئارت عليئئه ،مئئا يعن ئ أنئئه كئئان عئئادل ف ئ رعيتئئه مبحوبئئا لئئديها تمتحكمحئئا فيهئئا ،لئئذا ل ئ يكئئن مئئع
الثئ ئ ئ ئئائرين وفئ ئ ئ ئئد مئ ئ ئ ئئن الشئ ئ ئ ئئاما ،لن الوفئ ئ ئ ئئود الثئ ئ ئ ئئائرة خرجئ ئ ئ ئئت مئ ئ ئ ئئن مصئ ئ ئ ئئر و الكوفئ ئ ئ ئئةم و البحصئ ئ ئ ئئرة .
و أتشئئي هنئئا إلئ أن الئئابري نقئئل عئئن الطئئبخي أن عثمحئئان أعطئئى لئواليه علئئى مصئئر :عبحئئد الئ بئئن
سائئعد بئئن أب ئ سائئرح تخئئس التمحئئس الئئذي أتخئئذ مئئن غنئئائم فتئئح إفريقيئئةم سائئنةم 27هجريئئةم . 859و هئئذا
النئئص النقئئول صئريح بئئأن عثمحئئان أعطئئى ذلئئك الئئال لعبحئئد الئ بئئن أبئ سائئرح و هئئو مئئن أقئئاربه ،لكنئئه
نئئص نئئاقص تصئيرف فيئئه الئئابري حئئت أخرجئئه عئئن حقيقتئئه و سائئياقه النهئئائي ،و ل أدري هئئل فعئئل
ذلئك نسيانا أما تعمحئدا ؟ .علمحئا بأن النئص الئذي نقلئه يتفئق مئع فكرتئه فئ اتئاما عثمحئان بسئوء توزيئع
ال ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئثروة و ماب ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئاة أق ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئاربه .
و أما النص كمحا هو عند الطبخي ،فيقول على لسئان عثمحئان )) :و قئالوا :إنئ أعطيئئت ابئن
أب سارح ما أفاء ال علي ،وإن إنا نفلته خس ما أفئاء الئ عليئه مئن المحئس فكئان مائئةم ألئف وقئد أنفئذ
مثئئل ذلئئك أبئئو بكئئر وعمحئئر رضئئي الئ عنهمحئئا ،فزّعئئم النئئد أنئئم يكرهئئون ذلئئك فرددتئئه عليهئئم وليئئس ذاك
لئئم ،أكئئذالك ؟ ،قئئالوا :نعئئم . 860(( ...فالئئابري تصئ ئيرف فئ ئ النئئص حئئت أخرجئئه مئئن سائئياقه و
حقيقته ،و وجهئه كمحئا يتريئد ،فأغفئل دفئاع عثمحئان عئن نفسئه ،و تراجعئه عئن إعطاء تخئس التمحئس
لعبحد ال واليه على مصر ،و توزيعه علئى الند ،و اعئتاف الناقمحيم عليئه بذلك .فتئدبر ذلئك ؟ ! ،
إن عمحل الابري هذا ليس من الوضوعيةم العلمحيةم ف شيء ،و هو يندرج ف التحريف و التغليط .
و با أنه تبحيم لنا أن الروايات الت ذكرها الابري ف أسابحاب الثورة على عثمحان غيئ صئئحيحةم ،
و أن السابحاب الت ذكرها ليست هي السابحاب القيقيةم ف الثئورة عليئه ،فمحئا هئي السابحاب القيقيئةم
857
أنظر كتابنا :الثورة على سايدنا عثمحان ،صا 31 :و ما بعدها .
858
ال ئئذهب :الس ئئي ،ج 3صا . 19 :و اب ئئن عبح ئئد ال ئئبخ :السا ئئتيعاب ،ج 3صا . 933 ، 932 :و اب ئئن عس ئئاكر :تاريئئخ
دمشق ،ج 29صا . 261 ،249 :و ابن كثي :البحدايةم ،ج 8صا. 88 :
859
العقل السياساي ،صا. 141 :
860
تاريخ الطبخي ،ج 2صا. 651 :
العمحيقئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئةم و الئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئؤمثرة فئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ الثئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئورة عليئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئه ؟ .
لقد تبحيم ل من دراسات للفتنةم الكبخى أن أسابحابا القيقيةم الرئيسيةم العمحيقةم و الاسةم تتمحثل ف
أربعئئةم أسا ئبحاب ، 861أولئئا السئئد و الغية و النانيئئةم مئئن بعئئض النئئاس خاصئئةم رؤوس الفتنئئةم كالشئئت
النخع ئئي ،و ممح ئئد ب ئئن أبئ ئ تحذيف ئئةم ،و ممح ئئد ب ئئن أبئ ئ بك ئئر ،ه ئئؤملء و أمث ئئالم دفعته ئئم أن ئئانيتهم و
حسدهم لبحعض الرجالت التنفذين ف الدولةم من المويييم و غيهم ،إلئ العمحئئل ضئدهم و تئأليب
النئئاس عليهئئم ،لسائئقاط دولتهئئم ،و هئئذا المئئر أشئئارت إليئئه الروايئئةم الصئئحيحةم الئئت ذكرهئئا السئئن
البحص ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئري فئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ وص ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئفه للمحجتمح ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئع فئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ناي ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئةم خلف ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئةم عثمح ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئان. 862
و الس ئبحب الثئئان يتمحثئئل ف ئ التكئئالب علئئى الئئدنيا و التنئئاحر علئئي تحطامهئئا ،طلبحئئا للمحزّيئئد و
التوساع ف ملذاتا ،من دون أن يكون ذلك عن فقر و حاجةم ،و إنا كان ذلك عن شبحع و بطنئةم
،و وفئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئرة للئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئثروة ،و عئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئدل فئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ التوزيئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئع .
و الس ئبحب الثئئالث يتمحثئئل ف ئ العص ئبحيةم القبحليئئةم ،و ذلئئك أن كئئثيا مئئن القبحائئئل غي ئ القرشئئيةم ،
يبحئئدو أنئئه اسائئتثقلت احتكئئار قريئئش للسئئلطةم ،و رأت ف ئ ذلئئك إنقاصئئا مئئن مكانتهئئا و تئئأخيا لئئا ؛
فسعت جاهدة لتغيي ذلك الوضع ،مستخدمةم متلف الوساائل التاحةم لا ،فوجدت ف زمن خلفئئةم
عثمحئئان الفرصئئةم مواتيئئةم لئئا لتحقيئئق أهئئدافها ؛و قئئد كئئانت القبحائئئل اليمحنيئئةم علئئى رأس العارضئئيم الئئذين
ثئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئاروا علئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئى عثمحئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئان ،و هئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئذا أمئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئر أشئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئار إليئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئه الئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئابري نفسئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئه. 863
و آخرهئئا –أي الس ئبحب الرابئئع -يتمحثئئل ف ئ الكيئئد و الكئئر اللئئذين قئئاما بمحئئا أعئئداء
السالما و السلمحيم ،لفساد الدين ،و تسمحيم الفكئئر السائئلمي ،و تفريئئق السئئلمحيم ،
و قد قامت بذلك العمحل الاكر الركةم السبحئيةم بزّعامةم عبحد الئ بئئن سائبحأ اليهئئودي التمحسئئلم
،ال ئئت نش ئئرت بيمئ ئ الس ئئلمحيم الرف ئئض ،و حكاي ئئةم الوص ئئيةم ،و أن علي ئئا ه ئئو الوص ئئي ،وأن
الصئئحابةم ظلمحئئوه .و قئئد واصئئلت نشئئاطها بعئئد مقتئئل عثمحئئان ،و بلئئغ المئئر ببحعئئض أتبحاعهئئا
إل ئ ئ ئ تئ ئ ئئأليه علئ ئ ئئي بئ ئ ئئن أب ئ ئ ئ طئ ئ ئئالب ،الئ ئ ئئذي تصئ ئ ئئدى لئ ئ ئئم ب ئ ئ ئزّما وأحرقهئ ئ ئئم بالنئ ئ ئئار. 864
861
هذا ل ينع من وجود أسابحاب أخرى ثانويةم ل تكن حاسةم ،اساتغلها دعاة الفتنةم ف الثورة على عثمحان .
862
سابحق ذكرها و توثيقها .
863
أنظر :العقل السياساي ،صا. 172 ،152 :
864
الطئبخي :تاريئخ الطئبخي ،ج 2صا . 647 :و ابئن كئثي :البحدايئةم ،ج 7صا . 186 :و ابئن عسئاكر :الصئدر السئابق ،
ج 29صا . 10 :ابن قتيبحئةم :تأويئل متلئف الئديث ،صا . 73 :و ابئن حجئر:اللسئان ،ج 3صا. 289 :و ابئن عسئاكر :
تاريئئخ دمشئئق ،ج 29صا . 10 :و ابئئن تيمحيئئةم :منهئئاج السئئنةم النبحويئئةم ،ج 3صا.459 :و الئئذهب :ميئزّان العتئئدال ،ج
4صا. 105 :و ابن حجر :لسان اليزّان ،ج 3صا. 289 :
و أما المحوعةم الثانيةم فتتعلق بوقف الصحابةم من الفتنةم الكبخى و دورهم فيها ،و تتضمحن
سابحعةم أخطاء ،أولا يتمحثل ف أن الابري ادعى أن المصادر تتشي بوضوح إل أن بعض الصحابةم
كعمحار و علي ،و طلحةم و الزّبي ،حرضوا الثوار على عثمحان ،و كان لم تنظيم مركزّي بالدينةم
،و لم اتصالت بالثائرين ف الطراف .و عندما حاصر الثوار الدينةم امتنع عمحار من الروج
-عندما أمره عثمحان -إل الثوار لردهم ،و قال )) :و ال ل أردهم عنه ((. 865
و قوله هذا ل يصح ،لنه اعتمحد على روايةم إسانادها غي صحيح ،لن من رجاله :ممحد بن
عمحر الواقدي )ت 207ه( ،و هو ليس بثقةم ،متهم بالكذب و التحريف و التدليس ،و معروف
بروايةم الناكي عن الهوليم ،و كان حاطب ليل ف مؤملفاته ،خيلط فيها الغث و السمحيم ،و الرز
بالدر الثمحيم ،لذا طرحه العلمحاء و ل يتجوا به ،حت قال الشافعي عن مؤملفاته :تكتب الواقدي
كذب . 866و من كانت تلك هي أخلقه و منهجيته ،فل يصح الخذ عنه و ل العتمحاد عليه
ف أمر خطي كالذي نن بصدده ،خاصةم و أن الواقدي كان يتشيع ،تيارس التقيةم و تيفي
التشيع و تيظهر التسنن . 867مع العلم أن الروايةم الت ذكرها الابري تتوافق مع مذهب الواقدي،
لنا تطعن ف الصحابةم .
و تيلحظ على الابري أنه ف ذكره لتك الروايةم قال :إن الصادر تتشي ، ...و ل يذكر إل
مصدرا واحدا فقط ،هو تاريخ الطبخي . 868و هذا خطأ منهجي واضح ف الكتابةم العلمحيةم ،لنه
يتضمحن تغليطا للقراء .كمحا أن الروايةم الت ذكرها ل تيققها إسانادا و ل متنا ،و بن عليها
اساتنتاجاته الطية ،الت تطعن ف كبحار الصحابةم الشهود لم باليان و العمحل الصال .
و الطأ الثان ادعى فيه الابري أن الصادر أجعت على أن الصحابييم طلحةم و الزّبي كانا
الركييم البحاشريين للثورة على عثمحان ،و أنمحا كانا وراء الرساالةم الت تأرسالت باسام الصحابةم إل
المصار تدعو الاهدين إل القدوما إل الدينةم (( ،لساتجاع القوق و إنقاذ السالما من عثمحان
بن عفان ،و مطلعها )) :من الهاجرين الوليم و بقيةم الشورى ،إل بن بصر من الصحابةم و
التابعيم و بعد ،فإن كتاب ال قد تبدل و سانةم رساوله قد تغيت . (( ...ث عندما واجه زعيم
الثوار الشت النخعي الصحاب طلحةم بن عبحيد ال بتلك الرساالةم ل ينكرها. 869
865
العقل السياساي ،صا. 183 :
866
الذهب :السي ،ج 9صا . 469 :و ابن أب حات :الرح و التعديل ،ج 8صا. 20 :
867
ابن الندي :الفهرسات ،ج 1صا. 144 :
868
العقل السياساي ،صا. 183 :
869
نفس الرجع ،صا150 :
و زعمحه هذا غي ثابت ،و فيه تغليط و تضخيم لا ذكره ،لنه أول ادعى أن الصادر
أجعت على ما ذهب إليه ،و ل يذكر إل مصدرين ،ها :المامةم و السياساةم الهول مؤملفه ،و
تاريخ الطبخي ،فهمحا إذاة مصدران اثنان فقط ،فأين الصادر الت قال أنا أجعت على ما ادعاه ؟
! .و حت أنه لو اساتخدما أربعةم أو خسةم مصادر فل يصح القول بأن الصادر أجعت على ما
ذهب إليه ،لن الصادر الت تناولت الفتنةم الكبخى كثية ،تتوزع على كتب التواريخ و التاجم ،
و الديث و الرح و التعديل ،و الدب .
و أما زعمحه بأن طلحةم و الزّبي كانا الركييم للثورة على عثمحان ،فهو زعم يتاج إل إثبحات ،
علمحا بأن الروايتييم اللتيم ذكرها ل تيوجد فيهمحا تصريح بأن طلحةم و الزّبي –رضي ال عنهمحا -كانا
الركييم للثورة .فالرساالةم الول و مطلعها )) :من الهاجرين الوليم و بقيةم الشورى (( ،ليست
صريةم بأنمحا ها اللذان كتبحا الرساالةم ،فهي على فرض صحتها-جدل ، -فتيحتمحل أن يكون بعض
الناس كتبحها على لسان الصحابةم أو على لسان بعضهم .
و ثانيا إن اساتنتاجاته الت بناها على روايةم كتاب المامةم و السياساةم ،هي اساتنتاجات باطلةم ،
لن الروايةم ذاتا غي صحيحةم إسانادا ،و تردها روايات أخرى متنا ؛ فمحن حيث الساناد فهو غي
صحيح ،لن من رجاله :الؤملف ،و الخول بن إبراهيم ،و أبو حزّة الثمحال . 870الول مهول
تمغرض مطعون فيه ،ل يصح العتمحاد عليه فيمحا ديونه ف كتابه المامةم و السياساةم .و الثان يبحدو
أنه مهول الال والعيم ،فلم أعثر له أي ذكر ف كتب الرح و التعديل ،و التاجم و التواريخ .و
الثالث ضعيف متوك ليس بشيء ،شيعي تيؤممن بالرجعةم . 871و الروايةم الت رواها تتفق مع مذهبحه
ف الطعن ف الصحابةم و الط من مكانتهم .و أما متنا فتوجد روايات كثية تالف ما ذهب إليه
الابري ف اعتمحاده على روايةم المامةم و السياساةم و تاريخ الطبخي ؛ و تلك الروايات نصت صراحةم
على براءة كبحار الصحابةم من التآمر على عثمحان و كتابتهم للرساائل ضده ،و سانذكرها قريبحا إن
شاء ال تعال .
و أشي هنا إل أن الطبخي ذكر روايتيم ف تاريه فيهمحا تصريح بأن الصحابةم بالدينةم كتبحوا إل
الصحابةم بالمصار دعوهم إل العودة من الهاد لنقاذ السالما و الهاد من أجله عندهم
بالدينةم . 872الول إسانادها ل يصح ،لن من رجاله :ممحد بن عمحر الواقدي ،و هو ضعيف
تمتهم بالكذب ،و يروي الناكي عن الهوليم ،و تيارس التقيةم. 873و الروايةم الثانيةم من رجال
870
المامةم و السياساةم ،ج 1صا. 52 ، 42 :
871
ابن حجر :التقريب ،ج ،1صا . 132 :و العقيلي :الضعفاء ،ج 1صا. 172 :
872
ج 2صا. 662 ، 644 :
873
سابحق توثيق ذلك .
إسانادها :عبحد الرحن بن يسار الدن ،و ممحد بن إساحاق بن يسار ،و عمحرو بن حاد بن
طلحةم الكوف ،و جعفر بن عبحد ال المحدي .الول هو الذي روى البخ ،لكنه ل يكن شاهد
عيان فيمحا رواه ،فهو من الطبحقةم الثالثةم ،كان عليه أن تيصرح عمحن سعه ،و عليه فإن البخ
تمرسال . 874و الثان تمتهم بالكذب مشهور بالتدليس عن الضعفاء و الهوليم ،ترمي بالتشيع ،و
الثالث كان رافضيا ، 875فالبخ موافق لذهبحه ،و هو يصب ف خدمةم التشيع و الرفض .و أما
الراوي الرابع فيبحدو أنه مهول الال ،فلم أعثر على جرح و ل على تعديل يتعلقان به .و بذلك
تكون روايةم الطبخي الثانيةم غي صحيحةم هي أيضا .
وأشي هنا إل أن الشرار الثائرين على عثمحان هم الذين كانوا يكتبحون الرساائل باسام الصحابةم
و زوجات النب-عليه الصلة و السلما ، ،-و ليس الصحابةم و أمهات الؤممنيم هم الذين كتبحوها .
لكنن ل أدري هل الابري تنبحه إل ذلك و أغفله ،أما ل يتنبحه إليه ؟ .و الذليل على ما قلته هو
أنه قد صيح البخ 876بأنه لا اساتشهد عثمحان -رضي ال عنه -و أنكرت عائشةم أما الؤممنيم قتله ،
ت إل الناس تأمرهم بالروج إليه (( فقالت : ت كتبح لقال لا مسروق بن الجدع )) :هذا عمحلك أن ل
ت إليهم بسوداء ف بيضاء ،حت )) ل و الذي آمن به الؤممنون ،و كفر به الكافرون ،ما كتبح ت
ت ملسي هذا (( ،ث قال ساليمحان العمحش –أحد الرواة : -إنم كانوا يرون أنه تكتب علي جلس ت
لسانا (( . 877و ف روايةم أخرى 878أن الشت النخعي جاء إل عائشةم – رضي ال عنها -و قال
لا )) :ما تقوليم ف قتل عثمحان ؟ ،فقالت :معاذ ال أن آمر بسفك دماء السلمحيم ،و
اساتحلل حرماتم و هتك حجابم(( ،فقال لا الشت )) :كتبحت إلينا تأمرننا ،حت إذا قامت
الرب على سااق ،أنشأتن تنهيننا (( ،فحلفت عائشةم بقولا )) :ل و الذي آمن به الؤممنون و
874
ابن حجر :التقريب ،ج 1صا . 370 :و البحخاري :الصحيح ،ج 3صا. 1395 :
875
عن الثان و الثالث أنظر :ابن الوزي :الضعفاء ،ج 3صا . 41 :و ابن حجر :التقريئب ،ج 1صا . 476 :و الئذهب :
الغنئ ئ فئ ئ الضئ ئئعفاء ،ج 2صا . 483 :و ابئ ئئن حجئ ئئر :طبحقئ ئئات الدلس ئئيم ،ط ، 1مكتبح ئئةم الن ئئار ،عمح ئئان ،ج 1صا :
. 51
876
رجاله كلهم ثقات ،و هم :أبو معاويةم الضرير ،و ساليمحان العمحئش ،و خيثمحئةم بئن عبحئد الرحئن ،و مسئروق بئن الجئدع .
انظئ ئ ئئر :الئ ئ ئئذهب :الس ئ ئ ئيي ج 9صا،93 :و ابئ ئ ئئن حجئ ئ ئئر :النقريئ ئ ئئب ،ج 1صا،254 :و تئ ئئذيب التهئ ئئذيب ،ج 10صا:
،100و الزّي :تذيب الكمحال ،ج 8صا. 370 :
877
ابن ساعد :الطبحقات ،ج 3صا. 82 :
878
يبحدوا أنا صحيحةم الساناد ،على ما قاله مقق كتاب السنةم للخلل ،ج 2صا. 340 :و هو قد أشار إل أنه ل يتوصئئل
إل معرفةم عائشةم بنت عمحرة أما الجاج الدليةم ) نفسه ،ج 2صا ، ( 340 :لكن يبحدوا أنا صحابيةم -،فهي ثقةم ،-لن
ابن حجر ذكرها ف كتابه الصابةم ف معرفئةم الصئحابةم ج 8صا . 44 :و الروايئةم فئ النهايئةم تتقئوى بالروايئةم الصئحيحةم السئابقةم
الذكر .
ت إليهم ساوداء ف بيضاء ف أمر عثمحان إل يومي هذا (( . 879و هذا كفر به الكافرون ،ما كتبح ت
يعن أن رؤوس الفتنةم كانوا تيزّيورون الكتب على لسان زوجات رساول ال –عليه الصلة و السلما-
و ينسبحونا إليهن ،ليستخدموها كوسايلةم فعالةم ف تريض الناس على عثمحان و ولته ،و إعطاء
شرعيةم لعمحالم التخريبحيةم ،بدعوى أن الصحابةم هم الذين شيجعوهم عليها ،و يتوافقونم عليها
و يزّيد ذلك تأكيدا و توضيحا الروايات التيةم ،أولا أنه تروي أن ممحد بن أب حذيفةم –لا حل
بصر -كان تيزّيور الكتب على ألسنةم زوجات النب-صلى ال عليه و سالم ، -فكان تيرسال أناساا إل
طريق الدينةم ،ث تيقدمون بالكتب و عليهم آثار السفر ،فيتلقاهم و معه الناس ،و تينزّلم السجد
و يقرؤون عليهم الكتب –الزّيورة، -و فيها الشكايةم من عثمحان و الطعن فيه ،فيضج الناس بالبحكاء
و الدعاء. 880
و ثانيها أنه تروي أن جاعةم السبحئيةم و أعوانم من رؤوس الفتنةم ،كانوا تيزّيورون الكتب ف عيوب
ولتم ،و تيرسالونا إل المصار ،و يتبحادلونا فيمحا بينهم ،لينشروا سومهم و مكرهم بيم أكبخ عدد
881
. مكن من الناس
و ثالثها أنه تروي أن الشرار لا ،عادوا إل الدينةم ذهبحوا إل علي بن أب طالب و طلبحوا منه
ت إلينا :فقال :و ال ما ل
أن يذهب معهم إل عثمحان ،فلمحا رفض الذهاب معهم قالوا له :لع كتبح ع
كتبحت إليكم كتابا قط .فنظر بعضهم إل بعض ث انصرفوا.882
و هذه الشواهد التارييةم –الصحيحةم منها و الضعيفةم -أغفلها الابري ،و تسك بروايات
أخرى ضعيفةم ،ضخمحها لتخدما فكرته البحيتةم سالفا .و هذا عمحل ليس من الوضوعيةم العلمحيةم ف
شيء ،فكان عليه أن يإمحع كل الروايات فتيقارن بينها و تيققها إسانادا و متنا لتيمحيزّ صحيحها من
ساقيمحها ،لكنه ل يفعل ذلك ،و اكتفى بأخذ ما انتقاه بدون معيار نقدي صحيح .
و أما الروايات التارييةم الصحيحةم و الضعيفةم الت تنقض مزّاعم الابري ف اتامه للصحابةم
ت دفاعهم عنه من جهةم أخرى ، بالتآمر على عثمحان و التحريض على قتله من جهةم ،و تثبح ت
فسأذكر منها 12روايةم ،أولا إنه صيح البخ أن عائشةم أما الؤممنيم -،رضي ال عنها -أنكرت
قتل عثمحان ،و نفت أيةم مشاركةم لا ف قتله ،و أنكرت أيضا أن تكون أرسالت كتبحا إل الشرار
ليثوروا على عثمحان و يقتلونه ،و قد تبحييم أن رؤوس الفتنةم هم الذين زيوروا تلك الكتب و نسبحوها
للصحابةم .
879
أبو بكر اللل :السنةم ،ج 2صا. 340 :
880
ابن حجر :الصدر السابق ،ج 6صا. 11 :
881
الطبخي :التاريخ ج 1صا. 647 :
882
نفس الصدر ،ج 2صا. 656 :
و ثانيها أن عائشةم لا تسائلت عمحن قتل عثمحان بن عفان ،قالت )) : ،تقتل مظلوما ،لعن ال
من قتله (( .883و ثالثها أنه صحت الروايات عن علي بن أب طالب -رضي ال عنه -أنه أنكر قتل
عثمحان ،و نفى أن يكون له أي دور ف قتله ،من ذلك أنه قال يوما مقتل عثمحان )) :اللهم ل
أقتل و ل أمال (( . 884و كان يقسم بال بأنه ل يقتل عثمحان ،و ل أمر بقتله ،و ل رضي به،و
قد نى عنه فلم تيسمحع منه.و ذكر ابن كثي أن ذلك ورد عن علي من عدة طرق تتفيد القطع عند
كثي من أئمحةم الديث. 885وكان هو و عائشةم يلعنان 886قتلةم عثمحان . 887و قد صح! البخ أنه
ت بقتله ،و لكن غتلبحت (( . 888
قال )) :و ال ما قتلت عثمحان ،و ل أمر ت
و الروايةم الرابعةم أنه صيح البخ 889عن عبحد ال بن عبحاس -رضي ال عنه -أنه كان ينهي عن
قتل عثمحان ،و تيعظم شأنه . 890و الروايةم الامسةم مفادها أنه صح البخ 891أن الصحاب عبحد ال
بن سالما -رضي ال عنه -كان ينهي الشرار عن قتل عثمحان،و يقول لم :ل تقتلوا عثمحان ،فوال
لئن قتلتمحوه ل تصلوا جيعا أبدا (( . 892و عندما قتلوه قال لم )) : 893يا أهل مصر ،يا قتلةم
عثمحان قتلتم أمي الؤممنيم ،أما و ال ل يزّال عهد متلوف ،و دما مسفوح ((. 894
و الروايةم السادساةم 895مفادها أنه لا حوصر عثمحان ف داره كان معه 700شخص ليدافعوا عنه
،كان من بينهم كثي من الصحابةم و أبنائهم ،كعبحد ال بن عمحر،و السن بن علي ،و عبحد ال
883
هذا البخ صحيح الساناد ،على ما ذكره اليثمحي .ممحع الزّوائد ،ج 9صا. 97 :
884
اللل :السنةم ،ج 2صا. 328 :
885
البحدايةم ،ج 7صا. 193 :
886
البخ صحيح ،و رجاله :عبحد ال بن أحد بن حنبحل ،و أبوه أحد ،و ممحد بن النفيئةم ،و أبئو معاويئةم ،الضئرير ،و أبئو
مالك الشجعي ،و ساال بن أب العد ،و الثلثئةم الوائئل ،ثقئات ،و البحئاقون هئم أيضا ثقئات .انظئر :الئذهب :السئيي ،ج
3صا ،249 :ج 6صا ،249 ،184 :ج 5صا. 108 :
887
عبحد ال بن أحد :فضائل الصحابةم ،ج 1صا. 455 :
888
رجاله هم :عبحد الرزاق بئن هاما ،و معمحر بئن راشئد ،و عبحئد الئ بئن طئاوس ،و أبئوه طاوس ،الولن ثقتئان مشئهوران ،و
الخيان هم أيضا ثقتان .انظر :ابن حجر :تذيب التهذيب ،ج 5صا . 234 :و التقريب ،ج 1صا . 281 :ابن كثي
:البحدايةم ،ج 7صا. 193 :
889
البخ صحيح على ما قاله مقق تاب السنةم للخلل ،ج 2صا. 329 :
890
نفسه ج 2صا. 329 :
891
صححه مقق كتاب السنةم للخلل ،ج 2صا. 335 :
892
نفسه ،ج 2صا. 335 :
893
البخ صححه اليثمحي .ممحع الزّوائد ،ج 9صا. 93 :
894
اليثمحي :ممحع الزّوائد ،ج 9صا. 93 :
895
صحيحةم حسب القق .اللل :نفس الصدر السابق ،ج 2صا. 334 :
بن الزّبي ،لكن عثمحان أمرهم بعدما القتال. 896
و السابعةم -صححها القق -مفادها أنه لا حوصر عثمحان بن عفان أرسال النصار الصحاب
زيد بن ثابت -رضي ال عنه -إل عثمحان تيبخوه أنم مستعدون للدفاع عنه بالسيف ،فأب عثمحان
القتال من أجله . 897و الروايةم الثامنةم 898مفادها أن صفيةم أما الؤممنيم –رضي ال عنها -خرجت
لتد عن عثمحان ،فلقيها الشت النخعي فضرب وجه بغلتها حت مالت ،فقالت صفيةم لولها لكنانةم
)) :ردون ل يفضحن هذا الكلب (( ،فلمحا رجعت وضعت خشبحا بيم منزّلا و منزّل عثمحان لتينقل
عليه الطعاما و الشراب (( ، 899فمحوقفها هذا مثال رائع لدفاع أمهات الؤممنيم عن الليفةم الشهيد
عثمحان بن عفان .
و أما الروايةم التاساعةم فمحفادها أنه لا جاء الثوار إل الدينةم ،أنكر عليهم طلحةم و الزّبي و
علي –رضي ال عنه -ميئهم ،و أرسالوا أبناءهم لمحايةم عثمحان بن عفان ،و عندما سعوا بأن
عثمحان ةاعتدي عليه ف السجد و تأخذ إل بيته ذهبحوا إليه يعودونه. 900
و الروايةم العاشرة مفادها أن لا قدما وفد مصر إل الدينةم و اقتبوا منها ،أرسال إليهم عثمحان
جاعةم من الصحابةم ليدوهم ،فخرج إليهم علي ،و ممحد بن مسلمحةم ،و ساعيد بن زيد ،و زيد
بن ثاب ،و كعب بن مالك ،و غيهم من الصحابةم ،فاتصلوا بم و أقنعوهم بالرجوع ،
فسمحعوا منهم و عادوا إل مصر. 901
و الروايةم الاديةم عشر مفادها أن عدة مصادر ذكرت أن الليفةم عثمحان أوصى للزّبي بن العواما
بأن يتول رعايةم أولده و حفظ أموالم بعد وفاته . 902فلو كان الزّبي ضد عثمحان ،و يتؤملب الناس
و تيرضهم عليه ،و لو ل يكن مل ثقةم عند عثمحان ،ما أوصى بأن يتول الزّبي رعايةم أولده و
حفظ أموالم من بعده .و با أنه فعل ذلك ،و ل تيوصا لحد غيه ،ديل ذلك على أن العلقةم
بيم الصحابييم الليليم كانت حسنةم و قويةم ،و أن عثمحان كان يثق ف الزّبي ثقةم كبحية .
و أما الروايةم الخية –أي الثانيةم عشرة -فمحفادها أن الشرار الثائرين لا قدموا إل الدينةم ،
896
نفسه ،ج 2صا. 334 :
897
نفسه ،ج 2صا. 333 :
898
صحيحةم الساناد ،و رجالا :علي بن العد،و زهي بن معاويةم ،و كنانةم مول صفيةم ؛ و هؤملء ثقات .انظر :ابن حجر:
التقريب ،ج 1صا.398 :و الذهب :تذكرة الفاظ ،ج 20صا. 342 :و العجلون :معرفةم الثقات ،ج 2صا. 228 :
899
علي بن العد :مسند ابن العد ،ج 1صا. 390 :
900
الطبخي :التاريخ ،ج 2صا. 645 ،653 :
901
نفس الصدر ،ج 2صا. 658 :
902
أنظر :البحيهقي :السنن الكبخى ،ج 6صا . 282 :و ابن الثي :أساد الغابةم ف معرفةم الصحابةم ،ج 1صا . 378 :و
ابن عساكر :تاريخ دمشق ،ج 18صا . 379 :و ابن حجر :الصابةم ف معرفةم الصحابةم ،ج 2صا. 565 :
ذهب وفد مصر إل علي ،و اتصل وفد البحصرة بطلحةم ،و ذهب وفد الكوفةم إل الزّبي ،فلم
يستجب لم و ل واحد من هؤملء الثلثةم ،و صاحوا بم و طردوهم .فخرجوا من الدينةم مذوليم ،
و بعد 3مراحل اجتمحعوا و اتفقوا على العودة إل الدينةم ،فدخلوها و معهم الكتاب الزّعوما و
حاصروا عثمحان ،فأنكر عليهم طلحةم و الزّبي و علي عودتم ،فلم يستجيبحوا لم. 903
و بذلك يتبحيم-ما ذكرناه -أن اتاما الابري لعيان الصحابةم بتأليب الناس على عثمحان و
الشاركةم ف قتله ،هو اتاما باطل ،تنقضه الروايات الت الكثية الت ذكرناها ،و الت أثبحتت أنم ل
تيشاركوا ف قتله ،و ل ف التأليب عليه ،و ل يرضوا بقتله .لكن السؤمال الذي يفرض نفسها علينا
هو :با أن هؤملء الصحابةم ل تيشاركوا ف قتل عثمحان ،فلمحاذا ل ينعوا الشرار من قتله ؟ .
أول إن أهم سابحب حال دون الصحابةم من منع الشرار من قتلهم لعثمحان-رضي ال عنه ، -أنه
هو شخصيا-أي عثمحان -منعهم من القتال عنه ،و قد كان معه 700رجل من الصحابةم و
أبنائهم ،و قد طلبحوا منه قتال الشرار فلم يأذن لم بقتالم ، 904لكي ل تتسفك الدماء بسبحبحه ؛
لنه كانت معه أحاديث نبحويةم -صحيحةم -أوصاه فيها رساول ال –عليه الصلة و السلما -بالصبخ
و عدما عزّل نفسه إذا تطلب منه ذلك ،فقال له ف الديث )) :إن ال لعله تيقمحصك قمحيصا ،فإن
أرادوك على خلعه ،فل تلعه (( ،و ف حديث آخر ،أن رساول ال عهد إليه عهدا حيثه على
التمحسك به ،لذا عندما حاصروه أصر على موقفه و صبخ على البحلء . 905كمحا أنه ربا كان يأمل
أن الشرار سايفعون عنه حصارهم دون قتال .
و ثانيا يبحدو أن الصحابةم الكراما كانوا يرون أن المر ساينفرج و ل يطول ،و سايفع الشرار
حصارهم عن عثمحان بن عفان ،و ل يصل بم المر إل ارتكاب جريةم قتل عثمحان بن عفان خليفةم
السلمحيم .
و ثالثا أنه واضح من الروايات الصحيحةم –الت سابحق ذكرها -أن عمحليةم قتل عثمحان تت باليلةم
و الكر ،و ذلك أن ممحوعةم الرميم الذين قتلوه تسيوروا عليه الدار ،و ل يأتوها من بابا ،ف
غفلةم من الصحابةم –و من معهم -الذين كانوا يرصونه ،من الذين ياصرونه ،فلم ينتبحهوا للقتلةم
إل بعد تنفيذ جريتهم ،و إل ما كانوا يتكوهم يدخلون عليه ليقتلوه ،و قد كانت معه طائفةم من
أبناء الصحابةم و غيهم.
و رابعا أن الشرار كانت لم شوكةم ف الدينةم ،و هم ف نو 2000فرد أو أكثر ،مقابل
أهل الدينةم الذين ربا ل يكن فيهم العدد الكاف للتصدي لؤملء ،لن أهلها كانوا ف الج و
903
الطبخي :الصدر السابق ،ج 2صا . 653 :و ابن كثي :البحدايةم ،ج 7صا. 174 :
904
سابحق توثيق ذلك ،و أنظر أيضا :اللل :السنةم ،ج 2صا. 334 ،338 :
905
نفس الصدر ،ج 2صا. 327 ،326 :
الثغور ،المر الذي ميكن الثائرين من الساراع ف ارتكاب جريتهم قبحل أن تصل المدادات من
القاليم لنجدة الليفةم. 906
و أما الطأ الثالث –من المحوعةم الثانيةم -فيتعلق بروايةم نقلها الابري من تاريخ الطبخي ،و
الكامل ف التاريخ لبن الثي ،و شرح نج البحلغةم للمحتكلم الشيعي العتزّل ابن أب الديد ، 907و
مفادها أن عمحار بن ياسار-رضي ال عنه -ف معركةم صفيم سانةم 37هجريةم ،كان تيرض على
القتال و تيشيد بقتل عثمحان ،و يقول )) :انضوا معي عبحاد ال إل قوما يزّعمحون أنم يطلبحون بدما
ظال ،إنا قتله الصالون ...قالوا تقتل إمامنا مظلوما ،ليكونوا بذلك جبحابرة ملوكا ((. 908
و هذه الروايةم أخطأ فيها الابري لنه ذكرها و اعتمحد عليها من دون أي شك و ل تفظ ،و
أثبحتها بطريقةم الثبحات و القرار ،و هي روايةم ل تصح إسانادا و ل متنا .فأما إسانادا فإن الطبخي
ذكرها مسندة ،و ابن الثي أوردها بل إساناد ، 909و أما كتاب شرح نج البحلغةم ،فهو كتاب
صنف ف القرن السابع الجري ،علمحا بأن أصله و هو كتاب نج البحلغةم ،ل تصح أدب متأخر ت
صنف ف القرن الامس الجري بل أساانيد 910و ملوء نسبحته إل علي بن أب طالب ،فهو كتاب ت
بالتناقضات 911مؤملفه الشريف الرتضي )ت 436ه( مطعون فيه بسب الرفض و الغلو فيه . 912و
شارحه ابن أب الديد هو أيضا مروح بسبحب الرفض و العتزّال، 913و الروايةم الت ذكرها تتوافق مع
مذهبحه ف الرفض و التشيع ،فهي إذاة ل تصح من حيت الساناد .
و أما روايةم الطبخي السندة فمحن رجالا :أبو منف لوط بن ييح ،و هشاما بن الكلب ،و
ت
906
ابن كثي :البحدايةم ،ج 7صا. 197 :
907
مصئئدر تلئئك الروايئئةم هئئو الطئئبخي ذكرهئئا تمسئئندة ،و أوردهئئا ابئئن الثيئ بل إسائئناد ج 3صا . 186 :و أمئئا ابئئن أبئ الديئئد
فهو متأخر عاش ف القرن السابع اليلدي ،نقلها من الصادر السابقةم له و هو مروح مطعون فيه بسب العئئتزّال و الرفئئض
.
908
العقل السياساي ،صا . 183 :
909
الكامل ف التاريخ ،ج 3صا. 186 :
910
ل توجئئد أسائئانيد فئ نئج البحلغئةم ،فئئأنظر مثل صا ،192 :و مئا بعئدها .نئج البحلغئةم ،شئئرح ممحئد عبحئئده ،ط ، 1دار
العرفةم ،بيوت . 2005 ،
911
أنظر مثل :ابن تيمحيةم :منهاج السنةم ،ج 4صا . 24 :و مشهور آل ساليمحان :كتب حذر منها العلمحاء ،دار الصمحيعي
،الرياض ، 1415 ،ج 2صا . 254 ،253 :
912
الذهب :السي ،ج 17صا. 588 :
913
ابن كثي :البحدايئةم ،ج . 199 ، 13و صئلح الئدين الصئفدي :الئواف بالوفيئات ،دار إحيئاء الئتاث العربئ ، 2000 ،
ج 18صا 47 :و ما بعدها. .
915
لهن . 914الول شيعي تمتهم بالكذب ،متوك يروي عن الهوليم و الكذابيم مال بن أعيم ا ت
.و الثان هو أيضا شيعي تمتهم بالكذب ،يروي الخبحار الوضوعةم . 916و الثالث مهول. 917
و أما متنها فيقطر دما و حقدا و عصبحيةم على الليفةم الشهيد عثمحان بن عفان ،فادعت
أنه ل تيقتل مظلوما ،و هذا كذب و افتاء ،و كلما باطل شرعا و تاريا ،فأما شرعا فقد
صحت أحاديث عن رساول ال-عليه الصلة و السلما -نصت على أن عثمحان تيقتل شهيدا
ومظلوما . 918و أما تاريا فقد سابحق أن ذكرنا الروايات الصحيحةم على أن عثمحان كان خليفةم راشدا
عادل ف رعيته ،و فر لا الرخاء القتصادي و المن الجتمحاعي ،فقتله كان جريةم ف حقه و
حق المةم السالميةم .و حت إذا افتضنا أنه ارتكب أخطاء ،فهي أخطاء اجتهاديةم ل تتوصل إل
قتل خليفةم السلمحيم ؛ لذا كان قتله و بال على المةم السالميةم إل يومنا هذا .و عندما ل تيقتص
من رؤوس الشرار قتلةم عثمحان ،اساتمحروا ف ضللم و فسادهم و مكرهم ،حت قتلوا عليا و فرقوا
المةم شيعا و أحزّابا .
و أما الطأ الرابع –من المحوعةم الثانيةم -فيتمحثل ف أن الابري ذكر روايةم من كتاب المامةم
و السياساةم ،مفادها أنه ف معركةم صفيم سانةم 37هجريةم عندما طلب معاويةم التحكيم –حادثةم رفع
الصاحف -و أظهر علي قبحوله ،تدخل عمحار بن ياسار و أنكر عليه قبحوله للتحكيم ،و كان ما
قاله له )) :ما لك يا أبا السن ؟ ،شككتنا ف ديننا ،و رددتنا على أعقابنا بعد مائةم ألف تقتلوا
منا و منهم .أفل كان هذا قبحل السيف ،و قبحل طلحةم و الزّبي و عائشةم ((. 919
و هذه الروايةم ل تصح إسانادا و ل متنا ،و ل يتنبحه إليها الابري ،اللهم إل إذا كان تعمحد ف
ذكرها ،و ف الالتيم فهو مسئول عن الطأ الوارد فيها .فمحن حيث الساناد فليس فيه رواة إل
الؤملف، 920و هو مؤملف مهول مطعون فيه، 921و إساناد هذا حاله ل يتقبحل .و أما مت الروايةم
فهو يمحل شاهدين على ضعفه و اساتبحعاده و تعرضه للتحريف ،الول إنه ذكر أن عمحارا قال ما
914
الطبخي :التاريخ ،ج 3صا. 98 :
915
الذهب :السي ،ج 7صا . 320 :و ابن حجر :اللسان ،ج 5صا. 508 :
916
الذهب :نفئس الصئدر ،ج 10صا . 102 ، 101 :و ميئزّان العتئدال ،ج 7صا . 89 :و ابئن حجئر :لسئان اليئزّان
،ج 6صا. 196 :
917
ابن حجر :التقريب ،ج 1صا. 225 :
918
سابحق ذكر بعضها .
919
العقل السياساي ،صا. 183 :
920
أنظر :المامةم و السياساةم ،ج 1صا. 186 :
921
سابحق توثيق ذلك ف الفصل الول .
نقلناه عنه عندما رفع أهل الشاما الصاحف، 922و هذا خطأ فادح لن عمحارا كان قد تقتل قبحل رفع
الصاحف . 923و الطأ الثان يتمحثل ف أن مؤملف المامةم و السياساةم –الذي نقل عنه الابري-
زعم أنه عندما أنكر عمحار على علي قبحول التحكيم ،نادى ف الناس و دخل العركةم فقتل . 924و
هذا خبخ غي ثابت تالفه روايات أخرى ،لنه عندما رفع أهل الشاما الصاحف و وافق علي على
التحكيم توقف القتال نائيا . 925فكيف تيزّعم بأن عمحارا تقتل بعد ذلك ؟ ! .
و الطأ الامس يتعلق با قاله الاري )) :من ذلك ما تذكره مصادرنا التارييةم من أنه
اجتمحع أناس من أصحاب الن-صا -فكتبحوا كتابا ذكروا فيه ما خالف فيه عثمحان من سانةم رساول
ال و سانةم صاحبحيه (( ،كان من بينهم عمحار بن ياسار و القداد بن الساود ،ث تواصوا على
إيصاله إل عثمحان و كانوا عشرة ،فلمحا اقتبوا من دار عثمحان بقي عمحار وحده ،فدخل على
عثمحان و أعطاه الكتاب ،فلمحا رآه أهل الدار ضربوه حت فتقوا بطنه و تغشي عليه ،فجروه و
طرحوه على البحاب ،فأخذه بعض الناس إل أهله . 926
و خبخه هذا ل يصح إسانادا و ل متنا ،نقله الابري من كتاب المامةم و السياساةم ،فأما
إسانادا فلم يذكر له مؤملف الكتاب رواة ،و ل تيوجد ف الساناد إل الؤملف نفسه، 927و هو مروح
لنه مهول و مطعون فيه .علمحا بأن الابري قال )) :من ذلك ما تكره مصادرنا التارييةم (( ،و
هو ل يذكر إل كتابا واحدا مطعون فيه ،هو المامةم و السياساةم ،فأين الصادر الخرى ؟ ،و هذا
خطأ ف منهجيةم الكتابةم العلمحيةم .
و أما متنا فهي تمحل شواهد على بطلنا و تلعب الرواة با ،أولا إن هذه الروايةم نفسها-
الت ذكرها الابري -زعمحت أن عثمحان أعطى تخس غنائم لروان بن الكم . 928و هذا خبخ غي
ثابت تالفه روايات أخرى نصت على أن الذي تأرسال إل عثمحان من غنائم فتح إفريقيةم هو أربعةم
لمحس ،لن وال مصر كان قد نيفله عثمحان تخس المحس ،فأخذه و لمحس و ليس ا ت أخاس ا ت
ت عليها أرسال إليه البحاقي الذي يساوي أربعةم أخاس المحس .هذا فضل على أن الصادر الت أطلع ت
922
أنظر :العقل السياساي ،صا . 183 :و المامةم و السياساةم ،ج 1صا. 186 ،171 :
923
أنظر :الطبخي :التاريخ ،ج 3صا . 98 :و ابن كثي :البحدايةم ،ج 7صا. 288 :
924
ج 1صا. 188 ،187 :
925
أنظر :الطبخي :الرجع السابق ،ج 3صا 101 :و ما بعدها .و ابن كثي :الرجع السابق ،ج 7صا.291 :
926
العقل السياساي ،صا. 182 :
927
المامةم و السياساةم ،ج 1صا. 48 :
928
نفسه ،ج 1صا. 48 :
ل تذكر أن عثمحان أعطى ذلك الال لروان بن الكم. 929
و الشاهد الثان إن تلك الروايةم نفسها ذكرت أن عثمحان عطل تطبحيق حد شرب المحر على
واليه على الكوفةم الوليد بن عقبحةم .ث عادت و قالت أنه أخره ،ث ذكرت ف النهايةم أنه أمر بتطبحيق
الد عليه بعد التأخر الذي حصل . 930و قوله هذا فيه تلعب و تغليط و افتاء على عثمحان ،
لن هناك فرقا بيم تعطيل الد و تأخيه ،علمحا بأن الصحيح هو أنه ل يدث تعطيل و ل تأخي
،لنه صيح البخ بأن عثمحان طبحقه عليه مبحاشرة عندما جيء به و شهد عليه شاهدان بأنه شرب
المحر ،و شهد ثالث بأنه رآه يتقيأ ،فقال عثمحان :إنه ل يتقيأ حت شربا(( ،و طبحق عليه الد
الشرعي . 931فلم تياول الدفاع عنه ،و أكد ما قاله الشهود ،فأين التعطيل و التأخي الزّعومان ؟
!.
و الشاهد الثالث هو إن تلك الروايةم نفسها ذكرت أن عثمحان ترك الهاجرين و النصار و ل
يستعمحلهم ف شيء. 932و هذا زعم باطل ،سابحق تفنيده و بينا أن عثمحان اساتعمحل ولة من الصحابةم
و غيهم ،و من أقاربه ،و من متلف القبحائل الخرى ،و من الصحابةم الذين اساتعمحلهم ،أبا
موساى الشعري ،و ساعد بن أب وقاصا ،و جرير بن عبحد ال. 933
و الشاهد الرابع هو إن تلك الروايةم نفسها ذكرت أن عثمحان ترك الهاجرين و النصار ،و أصبحح
ل تيشاورهم و اساتغن برأيه عن رأيهم . 934و هذا زعم باطل ،و كلما تمضحك ،ل داعي للبححث
له عن الشواهد و الؤميدات من الصادر الخرى ،لن الكتاب نفسه ذكر مرارا و تكرارا أن عثمحان
كان يستشي الصحابةم و يستنجد بم ،و الروايةم نفسها ذكرت أن عثمحان عندما خرج إل السجد،
التقى بعلي و اساتشاره و اشتكى إليه ما تيلقي من الثائرين عليه. 935
و هذا الؤملف الهول إما أنه جاهل ل يعي ما يقول ،و إما أنه ماكر تمادع يتلعب بالتاريخ
و تيرفه لدمةم مذهبحيته و عصبحيته ،و يضحك به على القراء ،حت أنه روى أن عمحارا عندما أخذ
الكتاب إل عثمحان ،ضربه أهل الدار حت فتقوا بطنه .و هل من تفتق بطنه يبحقى على قيد الياة
؟! .
929
أنظر مثل :الطئبخي :التاريئخ ،ج 2صا . 597 :و ابئن كئثي :ج 7صا . 152 :و الئذهب :اللفئاء الراشئدون ،صا:
. 185
930
المامةم و السياساةم ،ج 1صا. 51 ،48 :
931
مسلم :الصحيح ،ج 3صا . 1331 :و أبو داود :السنن ،ج 1صا. 48 :
932
المامةم و السياساةم ،ج 1صا. 48 :
933
سابحق توثيق ذلك عندما تطرقنا لوضوع عمحال عثمحان .
934
المامةم و السياساةم ،ج 1صا. 48 :
935
نفسه ،ج 1صا. 48 :
و أما الطأ السادس -من المحوعةم الثانيةم -فيتمحثل ف أن الابري قال :إن طلحةم و الزّبي
خرجا إل مكةم-بعد قتل عثمحان -ليس للمحطالبحةم بدما عثمحان ،و إنا للثورة على علي بن أب طالب
طلبحا للخلفةم ،و اعتمحد ف ذلك على روايةم قال قيها )) :تروي مصادرنا التارييةم ف هذا الصدد ،
أن ساعيد بن العاصا ساأل طلحةم و الزّبي و هم جيعا ف طريقهم إل البحصرة لعلن الثورة على
علي بن أب طالب :إن ظفرتا لن تعلن المر ، .قال :لحدنا ،أيا أختاره الناس ،قال :بل
اجعلوه لولد عثمحان ،فإنكم تطلبحون دمه ،قال :ندع شيوخ الهاجرين –يقصدان نفسيهمحا -و
نعلها لبنائهم ،قال :ل ل (( ،فرجع ساعيد و معه رجال قومه و حلفائهم من ثقيف ،و مضى
البحاقون .ث ويثقها بالشارة إل تاريخ الطبخي. 936
و قوله هذا غي صحيح ،لن الروايةم الت اعتمحد عليها ل تصح إسانادا و ل متنا ،فأما
إسانادا فمحن رجاله :أبو السن الدائن ،و أبو عمحرو ،و عتبحةم بن الغية بن الخنس . 937الول
ثقةم إذا حدث عن الثقات . 938و الثان يبحدو أنه مهول ،فلم أساتطيع التعرف عليه رغم البححث
الطويل .و الثالث مهول الال ل العيم ،فلم أعثر له على جرح و ل على تعديل ف مصنفات
الرح و التعديل ،و ل ف التواريخ و التاجم ،و ليس له ذكر أيضا ف التون الديثيةم العروفةم ،لذا
يتجح لدي أن الساناد ل يصح .
و أما متنها فتده الشواهد التيةم :أولا إن نفس تلك الروايةم وردت ف الطبحقات الكبخى لبن
ساعد ،و ف تاريخ دمشق لبن عساكر ،نصت على أن الصحابييم طلحةم و الزّبي خرجا للمحطالبحةم
بدما عثمحان، 939و ليس فيها ما ذكرته روايةم الطبخي من أن طلحةم و الزّبي أخبخا ساعيد بن العاصا
بأنمحا إذا انتصرا سايكون المر لن اختاره الناس منهمحا .فعدما وجود هذه الزّيادة عند ابن ساعد ،و
ابن عساكر ،يكفي لرد الزّيادة الواردة ف تاريخ الطبخي ،الت قد تتشي إل تلعب الرواة بروايةم
الطبخي ،و تيقوي ذلك الرجحات الثلثةم التيةم :أولا إننا إذا افتضنا-جدل -أن طلحةم و الزّبي
خرجا طلبحا للخلفةم ،فهمحا ليس غبحييم لكي تيفصحان لسعيد بن العاصا عن نيتهمحا البحيتةم ،و ها
ت
يعلمحان أن ساعيدا من بن أميةم ،و من قبحيلةم عثمحان و عصبحيته .و إن افتضاحهمحا يعن النتحار
السياساي و العسكري معا ،و الخلقي أيضا .لذا فليس من الكمحةم ول من الصلحةم أن تيقدما
طلحةم و الزّبي على ما زعمحته روايةم الطبخي ،المر الذي تيشي إل أن تلك الزّيادة تمقحمحةم ف الروايةم
936
العقل السياساي ،صا. 153 :
937
الطبخي :تاريخ الطبخي ،ج 3صا. 9 :
938
صلح الدين الصفدي :الواف بالوفيات ،ج 22صا. 29 :
939
الطبحقات الكبخى ،ج 5صا . 34 :و تاريخ دمشق ،ج 21صا. 117 :
.
و الرجح الثان هو أن الروايةم زعمحت أن ساعيدا و قومه و حلفاءهم رجعوا عندما سعوا بالمر ،
لكنها ذكرت أن ابن عثمحان :أبان و الوليد ،ل يرجعا مع أقربائهمحا و قبحيلتهمحا ،و واصل السي
مع طلحةم و الزّبي ، 940و إن كان الابري ل يشر إل وجود ولدي عثمحان مع طلحةم و الزّبي و
جيشهمحا .و الذي يعنينا هنا هو أنه غي معقول و تمستبحعد جدا ،أن يسمحع ولدا عثمحان بأن طلحةم
و الزّبي يطلبحان اللفةم لنفسيهمحا ،و ل يطلبحان دما أبيهمحا عثمحان ،ث ل يرجعان و يبحقيان معهمحا
ويوضان معهمحا معركةم المحل !! .و هل تيعقل أن يتكهمحا قومهمحا الذين رجعوا من بن أميةم و
ثقيف ؟! .و ربا قيقال :إنمحا ربا ل يسمحعا بالمر .و هذا احتمحال تمستبحعد جدا ،يكاد يكون
غي وارد أصل ،لن المر قد شاع بيم الموييم و ثقيف ،و ها أول بالسمحاع ،و با أن المر
قد شاع بيم هؤملء الذين رجعوا فهذا يعن أن المر قد انكشف للجمحيع .
و الرجح الثالث هو أنه من الثابت أن الناس الذين خرجوا مع طلحةم و الزّبي و على رأساهم
عائشةم أما الؤممنيم -رضي ال عنها -خرجوا للمحطالبحةم بدما عثمحان الشهيد القتول ظلمحا ،فلو حدث
ما زعمحته روايةم الطبخي من انكشاف أمر طلحةم و الزّبي ،لعاد معظم اليش و ليس المويون و
حلفاؤهم فقط ،لن ما زعمحته تلك الروايةم هو خيانةم عظمحى .و با أن اليش ل يعد ديل ذلك
على أن ما زعمحته روايةم الطبخي غي صحيح .
و أما الشاهد الثان فيتضمحن أربع روايات صحيحةم الساناد ،الول ذكرها أحد بن حنبحل ف
مسنده ،و مفادها أن الصحابييم طلحةم و الزّبي-رضي ال عنهمحا -خرجا إل البحصرة طلبحا لدما
عثمحان . 941و الروايةم الثانيةم ذكرها الطبخي ف تاريه ،و مضمحونا أن طلحةم و الزّبي و عائشةم-
رضي ال عنهم -ذهبحوا إل البحصرة للمحطالبحةم بدما عثمحان القتول ظلمحا. 942
و الروايةم الثالثةم ذكرها ابن حجر العسقلن ف فتح البحاري ،و مفادها أن الدث عمحر بن
شبحةم )ت 262ه( ،قال )) :إن أحدا ل ينقل أن عائشةم و من معها نازعوا عليا ف اللفةم ،و
ل دعوا إل أحد منهم ليولوه اللفةم ،و إنا أنكروا على علي منعه-أي تأخيه القصاصا -من قتل
قتلةم عثمحان ،و ترك القتصاصا منهم((. 943
940
الطبخي :الصدر السابق ،ج 3صا. 9 :
941
السند ،ج 1صا . 165 :و الروايةم صححها الضئياء القدسائئي فئ الحئاديث الختئئارة ج 3صا.33 :و اليثمحئئي فئ ممحئئع
الزّوائد ،ج 7صا. 27 :
942
تاريخ الطبخي ،ج 3صا . 35-34 :و الروايةم حقق إسانادها البحاحث ممحد أمزّون ف كتابه :تقيق مواقف الصحابةم من
الفتنةم ،ط ، 3دار طيبحةم ،الرياض، 1420 ،ج 2صا. 90 :
943
فتح البحاري ،ج 13صا. 56 :
و آخرها –أي الرابعةم -ذكرها الافظ شس الدين الذهب ف ساي أعلما النبحلء ،و مفادها
أن طلحةم بن عبحيد ال ،قال –عندما تقتل عثمحان )) : -كان من شيء ف أمر عثمحان ،ما أرى
كفارته إل سافك دمي و طلب دمه ((. 944
و الشاهد الثالث يتضمحن أربع روايات ضعيفةم الساانيد ،نذكرها كأدلةم ضعيفةم مساعدة
تتقوى بالروايات الصحيحةم السابقةم من جهةم ،و نرد با الضعيف الذي احتج به الابري من جهةم
أخرى .الول رواها الطبخي ف تاريه ،ومفادها أن عمحران بن تحصيم وأبا الساود الدؤل ساأل
طلحةم و الزّبي عن سابحب خروجهمحا إلىالبحصرة ،فقال :الطلب بدما عثمحان . 945و الروايةم الثانيةم
رواها الطبخي أيضا مفادها أن طلحةم و الزّبي قال أنمحا خرجا للمحطالبحةم بالقتصاصا من )) قتلةم
عثمحان ،فإن هذا إن تترك كان تركا للقرآن ،و إن تعمحل به كان إحياء للقرآن ((. 946
و الروايةم الثالثةم ذكرها الطبخي ف تاريه ،و مفادها أن رجل ساأل الزّبي :يا أبا عبحد ال ما هذا
؟ ،قال :تعدي على أمي الؤممنيم رضي ال عنه ،فتقتل بل لترة و ل عذر ،قال :و من ؟ ،قال:
الغوغاء من المصار ونزاع القبائل وظاهرهم العراب والعبيد ،قال :فتريدون ماذا
؟ ،قال :يننهض الناس فييدرك بهذا الدم لئُل ييبطل فإن في إبطاله توهين سلطان ا
بيننا أبدا ،إذا لم يفطم الناس عن أمثالها لم يبق إمام إل قتله هذا الضرب. 947(( ...
و أما الروايةم الخية –أي الرابعةم -فقد ذكرها خليفةم بن خياط ف تاريه ،و ما جاء فيها أن
طلحةم بن عبحيد ال-رضي ال عنه -كان يقول –أثناء معركةم المحل )) : -اللهم تخذ لعثمحان من
اليوما حت ترضي((. 948
و تأشي هنا إل أمرين هاميم ،أولمحا أن الروايات الصحيحةم و الضعيفةم الت ذكرناها ردا على
الابري و التعلقةم بالطأ السادس ،منها ما رواه الطبخي ،لكن الابري ساكت عنها و أهلها ،
وتسك بروايةم ضعيفةم بن عليها اتامه للصحابييم الليليم طلحةم و الزّبي .و عمحله هذا ليس من
الوضوعيةم ،و ل من النهجيةم العلمحيةم الستقيمحةم ف شيء .و كان عليه أن يإمحع كل تلك الروايات
و تيققها إسانادا و متنا ،و ل تيارس النتقاء بطريقةم غي علمحيةم .
و المر الثان مفاده أنه قد تبحيم ل أن طلحةم و الزّبي –رضي ال عنهمحا -ل تيرجهمحا سابحب
واحد ،و إنا أخرجتهمحا أربعةم أسابحاب أسااسايةم ،أولا إيانمحا بضرورة القصاصا من قتلةم عثمحان
944
ج 1صا. 34 :
945
ج 3صا. 14 :
946
تاريخ الطبخي ،ج 3صا. 29 :
947
تاريخ الطبخي ،ج 3صا. 29 :
948
تاريخ خليفةم خياط ،ج 1صا. 43 :
الشهيد القتول ظلمحا ،و هذا موقف تيشاركهم فيه عامةم السلمحيم .و السبحب الثان هو التكفي عمحا
يكون صدر منهمحا من بعض التهاون ف حق عثمحان و النتصار له ،و هذا السبحب أشار إليه
الذهب فيمحا يتعلق بطلحةم. 949و السبحب الثالث يبحدو أنمحا رأيا أن عليا تأخر ف تنفيذ القصاصا ف
قتلةم عثمحان ،بعد مرور أربعةم أشهر من اساتشهاد عثمحان .و رغم أن هذا التأخر له ما يبخره ،فيبحدو
أنمحا –أي طلحةم و الزّبي -رأيا ضرورة التحرك ساريعا لتنفيذ القصاصا .
و آخرها-أي السبحب الرابع -هو أنمحا ربا رأيا أن عليا ل ييكنه وضعه الذي هو فيه ،من
تنفيذ القصاصا ،فدفعهمحا ذلك إل الروج إل مكةم و البحصرة لمحع العساكر ،و با يتمحكنان من
الطالبحةم بدما عثمحان ،و كسر شوكةم هؤملء القتلةم .
و أما إذا قيل :لاذا ل يطالب طلحةم و الزّبي-رضي ال عنهمحا -با عزّما عليه ف الدينةم
؟ فيقال :إن خطتهمحا الت رساها ل يكن تطبحيقها ف الدينةم ،لنمحا يعلمحان أن عليا ليس ف
مقدوره تنفيذها ،لن قتلةم عثمحان هم من حوله يثلون جيش الدينةم .و لنمحا –أيضا -كانا على
علم بأن عليا ل يوافق على خطتهمحا ،و قد رتوي أنمحا طلبحا منه تنفيذ القصاصا ،فاعتذر لمحا
بأنه عاجزّ عن تنفيذه .و طلبحا منه –أيضا -أن يول أحدها على الكوفةم ،و الخر على البحصرة ،
ليأتيانه بالعساكر فيستعيم با على قتلةم عثمحان ،فقال لمحا أنه ساينظر ف المر ،ث ف النهايةم ل
يوافق على ما اقتحاه عليه . 950و إذا قيل لاذا ل يبخ طلحةم و الزّبي عليا –رضي ال عنهم-
بطتهمحا ؟ فالواب واضح وهو أنمحا كان يعلمحان أن عليا ل يوافقهمحا على ما خططا له و عزّما
على تنفيذه ،فإن أخبخاه فخطتهمحا ساتفشل .
و أما الطأ الخي –السابع من المحوعةم الثانيةم -فيتعلق بوقف طلحةم بن عبحيد ال من
الثائرين على عثمحان ،فقد ادعى الابري أن طلحةم كان تيرض هؤملء على عثمحان ،و نقل عن
الطبخي أن عثمحان لا رأى ما يقوما به طلحةم ضده ،دعا ال بقوله )) :اللهم اكفن طلحةم بن عتبحيد
ال ،فإنه حل علي هؤملء و ألبحهم (( . 951و الابري ل يذكر الروايةم كاملةم ،و إنا اساتل القول من
ساياقه دون إتاما للخبخ ،لذا يإب ذكره كمحا ورد عند الطبخي ،و نصه )) :قال محمد وحدثني
إبراهيم بن سالم عن أبيه عن بسر بن سعيد قال وحدثني عبد ا بن عياش بن أبي
ربيعة قال دخلت على عثمان رضي ا عنه فتحدثت عنده ساعة فقال يا ابن عياش
تعال فأخذ بيدي فأسمعني كلم من على باب عثمان فسمعنا كلما منهم من يقول :ما
949
اللفاء الراشدون ،صا. 288 :
950
ابن كثي :الصدر السابق ج 7صا. 245 ، 230-229 :
951
العقل السياساي ،صا. 150 :
تنتظرون به ،ومنهم من يقول :انظروا عسى أن يراجع .فبينا أنا وهو واقفان إذ
مر طلحة بن عبيد ا فوقف فقال :أين ابن عديس ؟ فقيل :ها هو ذا ،قال :فجاءه
ابن عديس فناجاه بشيء ،ثم رجع ابن عديس ،فقال لصحابه :ل تتركوا أحدا
يدخل على هذا الرجل ول يخرج من عنده قال :فقال لي عثمان هذا ما أمر به طلحة
بن عبيد ا .ثم قال عثمان :اللهم اكفني طلحة بن عبيد ا فإنه حمل علي هؤلء
وألبهم ،وا إني لرجو أن يكون منها صفرا وأن يسفك دمه إنه انتهك مني ما ل
يحل له ،سمعت رسول ا -صلى ا عليه وسلم -يقول :ل يحل دم امرىَء مسلم إل
في إحدىَ ثلث :رجل كفر بعد إسلمه فييقتل ،أو رجل زنى بعد إحصانه فيرجم ،أو
رجل قتل نفسا بغير نفس .ففيم يأقتل ؟ . 952((...
و يتمحثل خطأ الابري فيمحا نقلناه عنه أنه اعتمحد على روايةم غي صحيحةم ،بن عليها فكرته ،و
كان عليه أن تيققها فبحل اعتمحاده عليها ،و هي روايةم ل تصح إسانادا و ل متنا ،فأما إسانادا فمحن
رجاله ممحد بن عمحر الواقدي ،ساه الطبخي ممحد ،و هو نفسه ممحد بن عمحر الواقدي ،و هو
ضعيف متهم بالكذب ،مل كتبحه بالباطيل و الروايةم عن الاهيل ،و ذكر ابن الندي أنه كان
شيعيا تيظهر التسنن و تيارس التقيةم. 953و هذا البخ الذي رواه يتفق مع تشيعه ،لن فيه طعنا و
اتاما خطيا لصحاب جليل مشهود له بالنةم ،لذا فروايته مرفوضةم من حيث الساناد .
و ثانيا إن مت تلك الروايةم ترده الشواهد الربعةم التيةم :أولا إن البخ نفسه تقريبحا ورد
بإساناد صحيح ف أكثر من مصدر ،هذا نصه )):حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن
زيد عن يحيى بن سعيد عن أبي أمامة بن سهل قال :كنا مع عثمان وهو محصور في
الدار ،وكان في الدار مدخل من دخله سمع كلم من على البلط ،فدخله عثمان
فخرج إلينا وهو متغير لونه فقال :إنهم ليتواعدونني بالقتل آنفا قال قلنا يكفيكهم ا يا
أمير المؤمنين .قال :ولذأم يقتلونني ؟ سمعت رسول ا -صلى ا عليه وسلم -يقول :
" ليحل دم امرىَء مسلم إل بإحدىَ ثلث كفر بعد إسلم ،أو زنا بعد إحصان ،أو
قتل نفس بغير نفس " فوا ما زنيت في جاهلية ول في إسلم قط ،ول أحببت أن لي
بديني بدل منذ هداني ا ،ول قتلت نفسا ،فبم يقتلونني ؟ ((. 954
فهذا البخ ل تيوجد فيه أي ذكر و ل إشارة إل طلحةم بن عبحيد ال ،و قد ورد بإساناد
صحيح مغاير لساناد روايةم الطبخي الضعيف ،و رجاله هم :محمد بن عمر الواقدي ،و
إبراهيم بن سالم عن أبيه ،و بسر بن سعيد ،و عبد ا بن عياش بن أبي ربيعة .أما
رجال الروايةم الصحيحةم الخالفةم لروايةم الطبخي فهم :سليمان بن حرب ،و حماد بن زيد ،و
يحيى بن سعيد ،و أبو أمامة بن سهل .و با أن إساناد الروايةم الثانيةم صحيح ،و إساناد
952
تاريخ الطبخي ،ج 2صا. 669-668 :
953
سابحق توثيق ذلك .
954
أبو داود :السنن ،ج 2صا. 577 :و اللبحان :صحيح ابن ماجةم ،ج 2صا. 77 :
الثانيةم-أي روايةم الطبخي -ل يصح فهذا يعن أن الول قد تكون تعيرضت للتحريف و التلعب .
و الشاهد الثان يتمحثل ف أن الديث النبحوي الذي ورد ف الروايتيم ذكرته عدة كتب حديثيةم
بطرق صحيحةم ل تيوجد من بيم رجالا عبحد ال بن عياش 955الذي كان شاهد عيان حسب روايةم
الطبخي؛ ما يعن أن هذا الديث قد يكون أقحم ف روايةم الطبخي إقحاما ،خاصةم و أن الناسابحةم
بينه و بيم ساياق روايةم الطبخي ضعيفةم ،عكس الروايةم الثانيةم الت فيها الناسابحةم بينها و بيم الديث
قويةم جدا و صريةم فيمحا يتعلق بالقتل .
ت ف مصنفات التاجم و التواريخ ،و الرح و التعديل ، و الشاهد الثالث مفاده هو أنن بث ت
و ل أعثر على أي خبخ تيشي إل أن عبحد ال بن عياش بن أب ربيعةم كان مع عثمحان ف الدار ،
إل ما رواه الطبخي عن ممحد بن عمحر الواقدي و نقله عنه ابن الثي ، 956و حت الطبخي نفسه ل
يذكر هذه الشخصيةم ف حوادث الفتنةم الكبخى إل مرة واحدة .و تفيرد الواقدي الطعون فيه بذه
الروايةم هو أمر تيوحي بأن الروايةم قد تكون تعيرضت للتحريف و التلعب على يد الواقدي ،خاصةم
و أنا تتفق مع مذهبحه ف الطعن ف الصحابةم .
و الشاهد الرابع يتمحثل ف أن روايةم الطبخي تتضمحن عبحارات تتوحي بأنا مدساوساةم ،منها قول
عثمحان ف دعائه على طلحةم )) :إن لرجو أن يكون منها صفرا ،و أن تيسفك دمه ،إنه انتهك
من ما ل يل(( ،فالراوي يتريد أن تيظهر للناس بأن دعوة عثمحان قد تاساتجيبحت عندما دعا على
طلحةم ،لننا نعلم أن طلحةم تقتل ف معركةم المحل سانةم 35هجريةم ،انتصارا لعثمحان و ليس كمحا
تريد الروايةم .
و أما أخطاء المحوعةم الثالثةم فتتضمحن أربعةم أخطاء متفرقةم لا علقةم بالفتنةم الكبخى ،أولا
يتعلق بالصحاب أب ذر الغفاري-رضي ال عنه ، -مفاده أن الابري ذكر روايةم من كتاب أنساب
الشراف للبحلذري ،تقول :إنه لا أكثر أبو ذر من انتقاداته لوال الشاما معاويةم بن أب سافيان ،
اشتكى هذا الخي إل عثمحان ،فأمره بإرسااله إليه ،فبحعثه إليه ف حالةم تمهينةم ،فلمحا وصل الدينةم
،قال لعثمحان )) :تستعمحل الصبحيان و تمحي المحى ،و تقيرب الطلقاء ،فنفاه إل الربذة خارج
الدينةم ،فلم يزّل با حت مات ((. 957
و يتمحثل خطأ الابري هنا ف أنه اعتمحد على روايةم غي صحيحةم ،بن عليها موقفه من دون
955
أنظئر مثل :البححئاري :الصئحيح ،ج 6صا . 2521 :و مسئلم :الصئحيح ،ج 3صا . 1302 :و التمئذي :السئنن ،
ج 4صا. 19 :
956
الكامل ف التاريخ ،ج 3صا. 64 :
957
العقل السياساي ،صا. 181 :
أن تيققها ،و الدليل على أنا غي صحيحةم ،هو أنه أول أن الروايةم الت ذكرها ليس لا إساناد
،لن البحلذري رواها من دون إساناد عندما ترجم لب ذر الغفاري . 958و روايةم خطية كهذه ل
يصح قبحولا من دون إساناد ،لن الساناد شرط أسااساي من شروط صحةم البخ.
و ثانيا إن متنها هو أيضا ل يصح ،لن التصرفات الت نسبحتها إل عثمحان ف تعامله مع أب
ذر هي تصرفات تتناف مع الشرع ،و مع أخلق عثمحان الليفةم الراشد الشهود له بالنةم ،و الذي
هو من السابقيم الوليم من الهاجرين الذين رضي ال عنهم و رضوا عنه ،لقوله تعال - :
ل ل ل
ضواو ععونهتصالر عوالنذيعن اتنئبحعئتعوتهم بللإوحعسانن نرلضعي الليهت ععونئتهوم عوعر ت
}عوالنسابلتقوعن العنوتلوعن معن الوتمحعهاجلريعن عواعلن ع
ك الوعفووتز الوععلظيتم{ٍ -ساورة التوبةم/ ل لل ل وأععند علم جننا ن
ت عوتلري عوتتعئعها العنوئعهاتر عخالديعن فيعها أعبعةدا عذل ع ع ع تو ع
. -100فتلك التصرفات النسوبةم إل عثمحان ل تصدر عن عواما الؤممنيم ،فكيف تصدر عن
صحاب جليل خليفةم راشد ؟ ! .
تو لنا أيضا تتوجد روايات أخرى صحيحةم الساانيد تنقض ما ذكرته روايةم الابري ،و تثبح ت
بصراحةم أن عثمحان ل تيسئ لب ذر ،و ل نفاه ،و ل عامله بقسوة ،و إنا أبو ذر هو الذي اختار
القاما بالربذة ،بحض إرادته من دون إكراه من أحد.و هي أربع روايات صحيحةم ،أولا ما رواه
الافظ شس الدين الذهب ،عن ساليمحان بن الغية ،عن حيد بن هلل ،عن عبحد ال بن
الصامت ،أن أبا ذر الغفاري-رضي ال عنه -اساتأذن الليفةم عثمحان -رضي ال عنه -ف الروج
إل الربذة فأذن له. 959و ثانيها ما رواه ابن ساعد ،قال :أخبخنا يزّيد بن هارون ،أخبخنا هشاما بن
حسان ،عن ممحد بن سايين ،أنه لا اساتقدما عثمحان أبا ذر من الشاما إل الدينةم ،اقتح عليه أن
يبحقى عنده ،فأب و قال له :ل حاجةم ل ف دنياكم .ث قال له )) :ائذن ل حت أخرج إل
الربذة (( فأذن له عثمحان بالروج إليها.960
و الثالثةم رواها أيضا ابن ساعد ،و فيها :أخبخنا عفان بن مسلم ،و عمحرو بن عاصم الكيلن
،قال :حدثنا ساليمحان بن الغية ،عن حيد بن هلل ،قال حدثنا عبحد ال بن الصامت ،أن أبا
ذر اساتأذن الليفةم عثمحان للخروج إل الربذة ،فأذن له ،و زيوده با يتاج إليه . 961و الرابعةم رواها
ابن لحبحان ،و قال :أخبخنا عبحد ال بن ممحد الزدي ،حدثنا إساحاق بن إبراهيم ،أخبخنا ابن شيل
،حدثنا شعبحةم ،حدثنا عمحران الون ،أنه سع عبحد ال بن الصامت يقول :لا اساتقدما عثمحان أبا
958
أنساب الشراف ،ح 5صا. 53 :
959
الذهب :سايي أعلما النبحلء ج 2صا60 :ن . 67
960
ابن ساعد :الطبحقات الكبخى ج 4صا. 227 :
961
نفس الصدر ج 4صا. 232 :
ذر من الشاما إل الدينةم ،و دخل عليه و كلمحه ،و أعلن له السمحع و الطاعةم ،اساتأذنه ف أن
يأت الربذة ،فأذن له عثمحان بالروج إليها. 962
فهذه الروايات الربع ذات الأساانيد صحيحةم ، 963تبحيم بلء أنه ل يدث أي إكراه ،و ل
إهانةم من عثمحان لب ذر -رضي ال عنهمحا ، -و ل فيها أنه منع الناس من أن يكيلمحوه ؛ بل فيها
الشاورة و السمحع و الطاعةم ،و الجلل و الكراما .
و هناك روايةم صحيحةم ذكرها ابن ساعد و البحخاري ،فيها اقتاح و تيي و ترج ،من عثمحان
لب ذر –عندما جاءه مشتكيا -بالعتزّال و البحعد عمحا هو فيه ،فاختار الروج إل الربذة ؛ و
ليس فيها أنه أهانه و نفاه إل الربذة .و موجزّ الروايةم هو أن زيد بن وهب قال :مررت بالربذة فإذا
أنا بأب ذر –رضي ال عنه -فقلت له :ما أنزّلك منزّلك هذا ؟ فذكر له أنه لا اساتقدمه عثمحان
من الشاما إل الدينةم ،كثر الناس عليه با كأنم ل يروه قبحل ذلك ؛ ث قال له أبو ذر :
)) فذكرت ذاك لعثمحان ،فقال ل :إن شئت تنحيت فكنت قريبحا .فذاك الذي أنزّلن هذا النزّل ،
و لو أيمروا علي حبحشيا لسمحعت و أطعت …((. 964
و ل تناقض بيم ما قررناه هنا ،و بيم ما ذكرناه ساابقا ،من أن أبا ذر هو الذي أساتأذن
عثمحان للخروج إل الربذة ،و ل يإبخه على الروج إليها ؛ لن ما ذكرته روايةم البحخاري و ابن ساعد
هو تصوير لانب ما جرى بيم الرجليم ،و هو يندرج ضمحن السياق العاما لا جرى بينهمحا .فيبحدو
أن أبا ذر لا شكا لعثمحان ما لقيه من مضايقات – من جراء إقبحال الناس عليه – ناقشه ف المر
و اقتح عليه حلول ،المر الذي جعل أبا ذر يفكر ف المر جيدا ،و يتخذ قرارا نائيا بالروج إل
الربذة ،فأساتأذن عثمحان للخروج إليها ،فأذن له و توجه إليها .و ما يؤمكد هذا الحتمحال هو أن
الروايات الصحيحةم السابقةم الذكر ،قد نصت صراحةم على أن عثمحان ل ينف أبا ذر إل الربذة ،و
إنا هو الذي خرج إليها طواعيةم ،بعدما اساتأذن عثمحان ف الروج إليها .
و ما يزّيد ف إثبحات أن أبا ذر خرج إل الربذه باختياره دون إكراه من عثمحان ،أنه جاء
962
صحيح ابن حبحان ،حققه شعيب الرناؤوط ،بيوت ،مؤمساسةم الرساالةم 1993 ،ج 13صا. 301 :
963
-أنظئئر :ابئئن أب ئ حئئات :الصئئدر السئئابق ج 3صا ،230 :ج 4صا144 :ج 5صا 84 :ج 6صا، 250 :ج 7صا،30 :ج
9صا. 295 :و ابئئن حبحئئان :الثقئئات ،حققئئه الس ئئيد ش ئئرف ال ئئدين احئئد ،ط 1بيئئوت ،دار الفكئئر 1975 ،ج 4صا:
، 147ج 5صا. 30 :و صحيح ابن حبحان ج 13صا.301 :و ابن حجر :تقريب التهذيب ،حققه ممحئد عوامئئةم ،ط ، 1
ساوريا دار الرشيد ، 1986 ،ج 1صا. 308 :و الذهب :ميئزّان العتئدال ج 7صا77 :و ما بعئدها .و تئذكرة الفاظ ،
حققئئه حئئدي السئئلفي ،ط 1الريئئاض ،دار الصئئمحيعي 1415 ،ه ،ج 1صا. 392 ،380 ،379 :و احئئد بئئن عبحئئد الئ
العجلي :معرفةم الثقات ،حققه عبحد العليم البحستوي ،ط 1الدينةم النورة ،مكتبحةم الدار ، 1985 ،ج 2صا.328 :
964
البحخاري :الصحيح ،ج 2صا. 509:و ابن ساعد :الطبحقات ج 4صا. 226 :
ف حديث صحيح الساناد ،أن أما ذر قالت :ما سايي عثمحان أبا ذر إل الربذة ،و لكن رساول
965
ال –صلى ال عليه و سالم -قال له )) :إذا بلغ البحناء سالعا فاخرج عنها –أي عن الدينةم(( -
.فلب ذر أمر من النب -عليه الصلة و السلما -بالروج من الدينةم إذا كثر عمحرانا ،جاء
متزّامنا مع رجوعه إل الدينةم ،و إقبحال الناس عليه على إثر خلفه مع معاويةم بن أب سافيان ،ف
قضيةم بيت الال و اكتناز الموال .فكل ذلك جعل أبا ذر يدرك أن أمر الرساول بالروج من الدينةم
قد حان أوانه ،دون أن يكرهه عثمحان عليه .و ف هذا المر يقول الافظ ابن عساكر )) :و ل
تيسيي عثمحان أبا ذر ،و لكنه خرج هو إل الربذة ،لا تيوف الفتنةم الت حذره النب -صلى ال عليه
و سالم ، -فلمحا خرج تعقيب ما جري بينه و بيم أمي الؤممنيم عثمحان ،ظن –بضم الظاء -أنه هو
الذي أخرجه ((. 966
و أما ما رواه الافظ عبحد الرزاق ،عن معمحر ،عن ابن طاووس ،عن أبيه ،أن الرساول
-عليه الصلة و السلما -قال لب ذر )) :كيف بك إذا أخرجوك من الدينةم ؟ قال :آت الرض
القدساةم .قال :فكيف بك إذا أخرجوك منها ؟ قال :آت الدينةم .قال :كيف بك إذا أخرجوك
منها ؟ قال :آخذ سايفي فأضرب به ،قال :فل و لكن اسع و أطع و إن كان عبحدا (( ،ث
تضيف الروايةم أن أبا ذر لا خرج إل الربذة وجد عبحدا يصلي بالناس ،فصل خلفه ،وأقره ف مكانه
عندما أراد النسحاب حيم أحس به . 967فهذا الديث ظاهر إساناده صحيح ،لن رجاله ثقات
معروفيم .و فيه تصريح بأن أبا ذر يرج – بضم الياء و تسكيم الاء و فتح الراء -من الدينةم .
لكن يإب فهمحه ف إطار الديث الصحيح النف الذكر ،و الروايات الصحيحةم السابقةم ،و عليه
فيمحكن القول أن هذا الديث فيه إخبحار بأن أبا ذر سايجد معارضةم ف التمحع ،من جراء دعوته
لذهبحه التشدد ،عندما أوجب على الناس الزّهد ،و حيرما على الغنياء كنزّ الموال و إن أدوا
زكواتا . 968فمحقاومةم بعض الناس له ،و عدما موافقةم كثي من الصحابةم له ف موقفه هذا ،هو نوع
من القاومةم و الخراج له ،لكنه ليس إخراجا فيه الظلم و اليف و الهانةم ،كمحا زعمحته الروايات
الغرضةم البحاطلةم ،لذا أمره رساول ال – عليه الصلة و السلما-بالعزّلةم و الروج و عدما القاومةم
دفعا للفتنةم ،لن مذهبحه إن صلح له و للزّهاد ،فإنه ل يصلح لعامةم الناس .كل ذلك دفعه إل
اختيار العزّلةم و الروج من الدينةم إل الربذة بإرادته ،دون إكراه من عثمحان .و هذا هو الذي
صيرحت به روايةم عبحد الرزاق ،فعندما ذكرت الديث ،قالت أن أبا ذر خرج إل الربذة ،و ل تقل
965
الاكم النيسابوري :الستدرك على الصحيحيم ج 3صا. 387 :و الذهب :سايي أعلما النبحلء ج 2صا72 :
966
تاريخ دمشق ،دما ،دن ،دت ،ج 66صا. 202 :
967
مصنف عبحد الرزاق ،حققه حبحيب العظمحي ،ط 2بيوت ،الكتب السالمي، 1403 ،ج 2صا. 381 :
968
ابن تيمحيةم :منهاج السنةم ،ج 6صا 272 :و ما بعدها
أنه تأخرج أو تنفي إليها .
و أما الطأ الثان فيتعلق باليهودي التمحسلم عبحد ال بن سابحأ العروف بابن السوداء ،أحد
أقطاب رؤوس الفتنةم و الضلل ،و ذلك أن الابري قال :إن روايات سايف بن عمحر التمحيمحيي عن
عبحد ال بن سابحأ ،ذكرت أنه جاء إل الدينةم مع الثوار )سانةم 35ه( ،ث اختفى نائيا ،و ل تعود
رواياته-أي سايف -تذكره. 969
و قوله هذا غي صحيح تاما ،لن الطبخي ذكر ابن سابحأ ف موضعيم أثناء معركةم المحل سانةم
36هجريةم ،باسام عبحد ال بن السوداء بروايةم سايف بن عمحر. 970و أشار إليه باسام جاعته الركيةم
العروفةم بالسبحئيةم ،فذكرها ف سانةم ،35و ، 36و 37هجريةم عدة مرات بروايةم سايف بن عمحر
التمحيمحي ،منها قوله )) :فتذمرت السبحئيةم و العراب (( ،و )) صاحت السبحئيةم (( ،و ذكر أن
أصحاب المحل أجعوا على الطالبحةم بدما عثمحان و قتال السبحئيةم. 971
و ذكرها أيضا باسام السبحئيةم بروايةم الخبحاري الشيعي أب منف لوط بن ييح ،ذكرها ف سانت
66 ، 43هجريةم . 972ما تيشي إل أن جاعةم عبحد ال بن سابحأ ل يتوقف نشاطها بعد مقتل علي
بن أب طالب ،و إنا واصلته و كانت معروفةم باسها الركي :السبحئيةم .
و الطأ الثالث –من المحوعةم الثالثةم -يتعلق بوقف علي بن أب طالب -رضي ال عنه-
من قضيةم رفع الصاحف و التحكيم ف موقعةم صفيم سانةم 37هجريةم ،فقد ذكر الابري أن عليا
قبحل التحكيم مبخا ،بسبحب ضغوط تيار واساع من جيشه كان يرغب ف تنب الرب ،فكان
الوارج قد قبحلوا التحكيم أول ،ث رفضوه و اتمحوا عليا بالكفر ثانيا. 973
و هو هنا قد أخطأ ،لنه اعتمحد على روايةم مشهورة ،لكنها غي صحيحةم إسانادا و ل متنا ،
فمحن حيث الساناد إنه اعتمحد على نصر بن مزّاحم فيمحا ذكره عن موقعةم صفيم ف كتابه وقعةم
صفيم ،و على الطبخي ف روايته الشهورة عن وقعةم صفيم . 974فالول قال فيه علمحاء الرح و
التعديل :شيعي ،كثي الطأ ،مضطرب الديث ،كذاب متوك ،رافضي مغال ،ليس بثقةم و ل
بأمون. 975
969
العقل السياساي ،صا. 176 :
970
تاريخ الطبخي ،ج 3صا. 39 ، 32 :
971
انظر تاريخ الطبخي ،ج 2صا ،702 :ج 3صا. 60 ، 59 ، 43 ، 40 ، 9 ، 4 :
972
نفس الصدر ،ج 3صا. 655 ، 443 ، 184 :
973
العقل السياساي ،صا. 256 ، 154 ، 122 :
974
العقل السياساي ،صا . 257 ، 122 :و تاريخ الطبخي ،ج 3صا 101 :و ما بعدها .
975
العقيلي :الضعفاء ،ج 4صا . 300 :و ابن حجر :اللسان ،ج 6صا. 157 :
و الثان –أي الطبخي -هو ثقةم لكنه اعتمحد على الخبحاري أب منف لوط بن ييح ،الذي قال
فيه نقاد الديث :إنه شيعي تمتق صاحب أخبحارهم ،و أخبحاري تالف ل تيوثق به ،و ضعيف
ليس بشيء و ل بثقةم. 976
و أما متنا فهي روايةم تمحل وجهةم نظر الشيعةم ،تالفها وجهةم نظر الوارج الذين يرون أن
عليا رفض الوافقةم على التحكيم ،لكنه تأجبخ على قبحوله بسبحب ضغوط اليمحنييم على رأساهم
الشعث بن قيس . 977فكل طرف تيمحل الطرف الخر السؤموليةم ،و يزّعم أن عليا ل يقبحل الصلح
،لكي ل تيظهره بأنه كان يرد الصلح مع أهل الشاما ،و إنا تأجبخ على الوافقةم ،إما بضغوط من
الوارج و إما بضغوط من الشيعةم اليمحنيةم .لكن الصحيح ليس كمحا قاله الشيعةم و ل الوارج ،و
إنا هو ما صيح ف البخ من أنه لا أرسال أهل الشاما بصحف إل علي ،و دعوه إل الحتكاما إليه
صيبحا من الولكعتا ل
ب يتودععووعن إلعل ل ل نل
و قالوا له :بيننا و بينكم كتاب ال } :أععلو تعئعر إعل الذيعن أتووتتواو نع ة ع
كلتا ل ل ل
ضوعن{ٍ -ساورة آل عمحران ،-23/قال علي ب الليه ليعوحتكعم بعوئيئنعئتهوم تثن يعئتعئعونل فعلريقق مونئتهوم عوتهم يموعلر ت ع
:نعم أنا أول بذلك ،بيننا و بينكم كتاب ال ،فجاءه القراء –أي الوارج فيمحا بعد -و أنكروا
عليه فعلته . 978فعلي-رضي ال عنه -قبحل التحكيم من تلقاء نفسه ،تاشيا مع ما تيوجبحه الشرع ،
من الرجوع إل الكتاب و السنةم عند التنازع ،من دون أي ضغوط من الشيعةم اليمحنيةم ،و ل من
القراء الوارج .
و أما القولةم الت ذكرها الابري ،و نسبحها إل السن البحصري ف تأنيبحه لعلي عندما قبحل
التحكيم ،و الت تقول )) :ل يزّل أمي الؤممنيم علي رحه ال يعرف النصر ،و تيساعده الظفر حت
عحيكعم ،فعللعم تتيكم و الق معك ؟ ،أل تضي تقدما ،ل أبا لك و أنت على الق(( . 979فهي
مقولةم أشار الابري إل أنه أخذها من كتاب الكامل لب العبحاس اتلمحبخد ، 980من دون أن تيققها
ت عنها ف كتب التواريخ و التاجم ،و الرجال و الدب فلم أجدها إل عند البخد ف .و قد بث ت
ت
الكامل ذكرها بل إساناد . 981لذا فنحن ل نقبحلها لنا روايةم فقدت شرطا أسااسايا من شروط صحةم
البخ من جهةم ،و لنا تتعلق بأمر له أهيته من جهةم ثانيةم ،و لنا وردت ف كتاب أدب و لغةم
976
ابن حجر :نفس الصدر ،ج 4صا. 492 :
977
أبئئو إسائئحاق إطفيئئش :الفئئرق بيمئ الباضئئيةم و الئوارج ،د ن ،د ما ن ،د ت ،صا . 8 ، 7 :و سائئليمحان بئئن داود بئئن
تيوساف :الوارج هم أنصار الماما علي ،دار البحعث ،الزّائر . 105 ، 104 ،
978
البحخاري :الصحيح ،كتئاب التفسئي ،ج 3صا . 1832 :و ابئن كئثي :البحدايئةم ،ج 7صا . 291 :و أحئد بئن حنبحئل
:السند ،ج 3صا . 485 :و ممحد أمزّون :تقيق مواقف الصحابةم ،ج 2صا. 217-216 :
979
العقل السياساي ،صا. 191 :
980
نفسه ،صا. 191 :
981
الكامل للمحبخد ،ج 1صا. 244 :
من دون توثيق من جهةم ثالثةم .
و أما الطأ الخي – الرابع من المحوعةم الثالثةم -فيتعلق بالصحاب عبحد ال بن عبحاس –رضي
ال عنه ، -فذكر الابري –نقل عن الطبخي -أنه لا كان عبحد ال بن عبحاس واليا على البحصرة لعلي
و حدث بينه و بيم أب الساود الدؤل نزّاع ،كتب هذا الخي إل علي يتهم ابن عبحاس بالنفاق
على نفسه من بيت الال ؛ فكتب إليه علي يطلب منه أن تيبخه با حدث ،فنفى ابن عبحاس أن
يكون صرف شيئا من بيت الال ،فشدد علي الناق عليه ،فغضب و جع ما ف بيت مال
البحصرة ،ث دعا أخواله ،فاجتمحعت معه قيس كلها و حل الال تت حايتهم ،و ذهب به حت
وصل مكةم و اساتقر با. 982
و الابري قد أخطأ هنا ف اعتمحاده على هذه الروايةم من دون تشكيك و ل تقيق لا ،فهي
روايةم ل تصح إسانادا ،و تمستنكرة و تمستبحشعةم متنا .فأما إسانادا فإن الطبخي قال ف إسانادها )) :
حدثن عمحر بن شبحةم قال :حدثن جاعةم عن أب منف عن ساليمحان بن أب راشد ،عن عبحد
الرحن بن عبحيد بن أب الكنود ،قال . 983(( ...و إساناده هذا فيه ماهيل و ضعيف ،فأما الاهيل
فهم المحاعةم الذين حدث عنهم عمحر بن شبحةم ،فل نعرف عنهم شيئا ،فهم مهولو الذوات و
الحوال .و منهم أيضا ساليمحان بن أب راشد ،و عبحد الرحن بن عبحيد ،فهم ف عداد الهوليم
على ما يبحدو ،فقد بثت عنهمحا طويل ف كتب ،و الرح و التعديل التواريخ و التاجم ،فلم
أعثر على أي جرح و ل تعديل يتعلق بمحا .و أما الضعيف فهو أبو منف لوط ،قال فيه نقاد
الديث : :إنه شيعي تمتق صاحب أخبحارهم ،و أخبحاري تالف ل تيوثق به ،و ضعيف ليس
بشيء و ل بثقةم ، 984و رجل هذا حاله ل تقبحل روايته ،خاصةم و أنا تتعلق ببخ يتفق مع مذهبحه
،و فيه طعن ف ابن عبحاس و العبحاساييم من بعده ،و هو يندرج ضمحن العداء القائم بيم العبحاساييم
و العلوييم ف صراعهم الرير على اللك .
و أما متنا ،فهو مت تمستبحعد تاما و تمستنكر جدا ،لن عبحد ال بن عبحاس الصحاب
الليل القدر ،الشهود له باليان و العلم و العمحل الصال ،ل قيقدما على ذلك العمحل الذي هو
خيانةم للمحسلمحيم ف أموالم و أماناتم ،و هو عمحل ل يصدر عن عواما الؤممنيم فكيف يصدر عن
خواصهم ؟ ! .لذا فهو اتاما باطل افتاه بعض رواة البخ الروحيم الذين أشرنا إليهم ف نقدنا
للساناد .
982
العقل السياساي ،صا. 211 :
983
الطبخي :التاريخ ،ج 3صا . 154 :
984
ابن حجر :نفس الصدر ،ج 4صا. 492 :
و ختاما لا ذكرناه ،يتبحيم أن أخطاء الابري التعلقةم بالصحابةم و الفتنةم الكبخى كانت كثية
جدا ،ذكرناها ف البححثيم السابقيم ،فمحا هي السابحاب الت أوقعته ف ذلك ؟ .تبحيم ل ما ذكرناه
ف ردودنا عليه ،أن السابحاب الت أوقعته ف تلك الخطاء ،تعود أسااساا إل أربعةم أسابحاب رئيسيةم
،أولا عدما تبحن الابري لنهج تاريي نقدي تحيصي يإمحع بيم نقد الساانيد و التون معا ،ف
تعامله مع الروايات الديثيةم و التارييةم .
و السبحب الثان يتمحثل ف عمحليةم النتقاء الت مارساها الابري ف تعامله مع الخبحار من دون
تقيق ف الغالب العم ،فكان يأخذ الروايةم الت ينتقيها و يتك الروايات الت تالفها ،مع عدما
توسايع مال البححث عن الروايات ف متلف الصنفات .
و السبحب الثالث يتمحثل ف مبحالغةم الابري ف تضخيم دور عاملي القبحيلةم و الغنيمحةم ،ف صنع
حوادث الفتنةم الكبخى على حساب عوامل أخري ،معتمحدا على روايات غي صحيحةم ف معظم
الحيان .
و آخرها-أي السبحب الرابع -يتمحثل ف إهال الابري لصادر تارييةم و حديثيةم هامةم و كثية
،ذكرنا طائفةم منها ف ردودنا على أخطائه الديثيةم و التارييةم .و ف مقابل ذلك وجدناه يعتمحد
اعتمحادا أسااسايا على كتابيم مطعون فيهمحا ،ها :المامةم و السياساةم لؤملف مهول ،و تاريخ
الطبخي للطبخي ،و قد اساتخدمهمحا بل نقد و ل تحيص ف الغالب العم .
و لكن العجيب و الغريب ف المر أن الابري مع كثرة أخطائه ،و خطورة أفكاره و أرائه
التعلقةم بالصحابةم و الفتنةم الكبخى ،فإنه قال كلما خطيا جدا و غي مسؤمول تاما ،عندما ذكر
أنه كتب كتابه العقل السياساي العرب 985بطريقةم تتبخئ الكاتب ،و تتمحل القارئ مسؤموليةم فهم ما
يتريده .و إنه حاول القتصار على عرض الادة و النصوصا ،فكان دوره دور الهندس ،يبحن من
دون أن يتدخل ،ل كصاحب نظريةم ،و ل كصاحب تأويل مسبحق .و قال أيضا :إنه جع ف
كتابه العقل السياساي مادة تعله مقبحول عند كل التيارات الفكريةم ،لن كل منها ساتجد ما تيعبخ
عن مطامها ث قال )) :إن آراء القارئ ل تتلزّمن ،ما داما الكتاب حال أقوال يضع القارئ ف
حرج مع نفسه ،حت و لو كان القارئ هو الؤملف نفسه ((. 986
و ردا عليه أقول :إن كلمه هذا مرفوض جلةم و تفصيل ،لنه ل يصح شرعا و ل عقل
أن يكتب مؤملف ما كتابا يطرح فيه آراءه و يرد فيه على متلف التيارات ،ث يقول ف النهايةم بأنه
غي مسؤمول عمحا كتبحه ،فمحن السؤمول إذاة ؟ و من الذي يتجمحل تبحعات ما كتب ؟ .إنه هو
السؤمول الوحيد عن كل ما كتبحه فيه ،و ل ينفع الفرار ،و ل الختفاء ،و ل التمحلص ،ساواء
985
هو الذي تناول فيه بتوساع تاريخ صدر السالما ،و تاريخ الصحابةم و الفتنةم الكبخى .
986
التاث و الداثةم ،صا. 339 :
اعتف بذلك أما ل .
و ثانيا إن كتابه العقل السياساي ل يكن حال أقوال فقط ،كمحا زعم الابري ،و إنا كان
أيضا حال كثي من الراء و التحليلت ،و الخطاء و الشكوك ،و الشبحهات و التامات ،و
الدعاوى و الطاعن الت طعن با ف أعيان الصحابةم ،بل دليل صحيح .
و ليس صحيحا بأن دوره ف كتابه العقل السياساي كان كدور الهندس ،فإنه ف القيقةم
قد تعدى ذلك بكثي ،ليقوما بدور الناقد اللل ،و الذهب التحيزّ ،و التلهم بل دليل صحيح ،
ت
كاتامه لبحعض كبحار الصحابةم بالظلم و التآمر و النراف عن الشرع ،فكانت له بذلك جرأة على
البحاطل تاوز با دور الهندس و البحاحث الايد معا .
و ليس صحيحا أيضا ،ما ادعاه الابري بأن كتابه العقل السياساي كان مقبحول عند كل
التيارات ،فهو إن كان مقبحول عند العلمحانييم و النحرفيم و الطاعنيم ف الصحابةم ،فهو مرفوض
عند الؤممنيم الصادقيم فيمحا يتعلق بالخطاء الكثية التعلقةم بالسالما و الصحابةم و الفتنةم الكبخى .
ثالثا :الخأطاء التاريخية المتعلقة بالطوائف السلمية :
يتضمحن هذا البححث طائفةم من الخطاء التارييةم التعلقةم بالطوائف السالميةم ،وقع فيها
البحاحثان ممحد أركون و ممحد عابد الابري ،أكثرها من أخطاء هذا الخي .فبحالنسبحةم لخطاء
أركون فأولا يتمحثل ف قوله بأن منةم خلق القرآن )) حصلت ضد الذهب النبحلي ،و زعيمحه أحد
بن حنبحل ((. 987
و قوله هذا غي صحيح جلةم و تفصيل ،و كلما بل علم ،لنه أول ل تيوثق قوله ،و كان
عليه أن تيوثقه ،لن النهجيةم العلمحيةم تفرض ذلك عليه .و هو قول ل أسااس له من الصحةم ،لن
منةم خلق القرآن فرضها العتزّلةم بزّعامةم الليفةم الأمون ،على أهل السنةم كلهم من دون اساتثناء ،
لذا وجدناه يتحن علمحاء أهل السنةم من مدثيم و فقهاء ،و قضاة و أعيان ،من دون تفريق .و
قد فرضها عليهم ببحغداد و العراق و مصر و غيها من القاليم ،و مات بسبحبحها طائفةم من علمحاء
أهل السنةم ،كأحد بن نصر التزّاعي ،و البحويطي ،و تنعيم بن حاد . 988و تعذب بسبحبحها
آخرون أشد العذاب ،كأحد بن حنبحل ،و ممحد بن الكم الصري ،و أبو جعفر هارون البلي
الصري. 989
و ثانيا إنه عندما فرض الأمون على أهل السنةم القول بلق القرآن سانةم 218هجريةم ،ل يكن
أحد بن حنبحل قد تاشتهر بعد ،وإنا النةم هي الت شهرت به عندما صمحد فيها .كمحا أن مذهبحه ل
987
أركون :القرآن ،صا. 11 :
988
ابن كثي :البحدايةم ،ج ، 10صا. 335 ،305 :
989
القاضي عياض :ترتيب الدارك ،ج 1صا. 359 ، 269 :
يكن تكيون أصل ،و ل طائفته النبحليةم قد ظهرت بعد ،و إنا تي ذلك بعد وفاة أحد)ت 241ه(
،على أيدي تلمذته و أتبحاعهم . 990و بناء على ذلك فل يصح ما ادعاه أركون ،لن زعمحه يعن
أن الأمون فرض النةم على جاعةم ل تظهر بعد إل الوجود .
و الطأ الثان يتعلق بقوله :إن جابر بن زيد)ت 93أو 103ه( هو من مؤمساس الدرساةم
اللهوتيةم القانونيةم الارجيةم . 991و قوله هذا غي ثابت و فيه تعمحيم ل يصح ،فبحخصوصا التعمحيم
فإن جابرا ليس هو مؤمساس الدرساةم الارجيةم عامةم ،و إنا هو مؤمساس الدرساةم الباضيةم على ما
يقوله الباضيون .و أما الوارج فهم عدة فرق ،و لم مؤمساسون كثيون ،كنافع ابن الزرق)ت
65ه( مؤمساس طائفةم الزارقةم ،و ندة بن عامر)ت 169ه( زعيم طائفةم النجدات ،و زياد بن
الصفر زعيم الصفريةم. 992
و أما القول غي الثابت ،فهو قوله بأن جابر بن زيد من مؤمساسي الدرساةم الارجيةم ،و
يقصد الباضيةم ،مسايرا ما يقوله الباضيون .فهو هنا تكلم بلسانم ،و ل يتكلم بلسان البحاحث
الوضوعي الحايد ،لن دعوى الباضيةم غي ثابتةم ،و غي تمسلم با تارييا ،لنه تيوجد ما يناقضها
ت
.لذا كان عليه أن تيشي إل ما قاله هو و الباضيةم ،و يذكر ما يالفه من القوال ،و تيقق ف
المر إن اساتطاع إل ذلك سابحيل .
و بناء على ذلك فنحن نقول :إنه صيح البخ 993بأن جابر بن زيد قد تبخأ من الباضيةم ،و من
خوارج النهر . 994و قد عيده السنيون منهم ،فوثقوه ،و شهدوا له بالعلم و الساتقامةم ،و رووا
حديثه و فقهه ف مصنفاتم ،و ترجوا له ف مؤملفاتم. 995و با أن الرجل هذا هو حاله ،فل
يصح للباضيةم النتساب إليه،و ل لغيهم أن ينسبحه إليهم.
و أما الطأ الخي –أي الثالث -فيتعلق بأهل السنةم ،فقال :إن السنييم مثل احتكروا
990
أنظ ئئر :أب ئئو الس ئئيم ب ئئن أبئ ئ يعل ئئى :طبحق ئئات النابل ئئةم ،حقق ئئه ممح ئئد حام ئئد الفق ئئي ،مطبحع ئئةم الس ئئنةم المحدي ئئةم ،الق ئئاهرة ،
، 1962ج 1صا . 7 :و الذهب :السي ،ج 14صا . 298 :و ابن الوزي :مناقب الماما أحئئد ،ط ، 3دار الفئاق
الديديئئةم ،بيوت ، 1982 ،صا . 512 :و بئئدر الئئدين النبحلئئي :متصئئر فتئئاوى ابئئن تيمحيئئةم ،صا . 14 :و ابئئن كئئثي :
البحدايةم ،ج 11صا. 278 :
991
الفكر السالمي ،صا. 23 :
992
الشهرساتان :اللل و النحل ،ج 1صا. 159 ، 141 ،137 :
993
رجاله هم :عبحد الصمحد بن عبحد الوارث ،و هاما بئن سائعيد ،و ثئابت البحنئان ،و هئؤملء كلهئم ثقئات .ابئن حجئر :التقريئب،
ج 1صا . 547 ،356 ، 132 :و الذهب :الكاشف ،ج 1صا. 653 :
994
ابئئن سائئعد :الطبحقئئات الكئئبخى ،ج 7صا . 182 :و الئئزّي :تئئذيب الكمحئئال ،ج 4صا . 434 :و ابئئن كئئثي :البحدايئئةم ،
ج 9صا. 95 :
995
أنظئئر مثل :الئئزّي :نفئئس الصئئدر ،ج . 437 ،436و ابئئن تيمحيئئةم :ممحئئوع الفتئئاوى ،ج 25صا . 18 ، 15 :و ابئئن
كثي :نفس الصدر ،ج 9صا. 14 :
)) كليا مفهوما السالما لصالهم (( ،لكثرتم و سايطرتم السياسايةم ،لكننا )) ل نستطيع إطلقا أن
نقول بأنم تمتفوقون من الناحيةم اللهوتيةم –الدينيةم -على بقيةم الذاهب و الفرق الت ظهرت ف
القرون الجريةم المحسةم الول ،فهم معنيون بالعتاضات نفسها من الناحيةم التارييةم .و اللل نفسه
ف الصادر ،و الضياع البدي نفسه للوثائق الول ،مثلهم ف ذلك مثل بقيةم الطوائف أو
الذاهب((. 996
و قوله هذا فيه تغليط ،و افتاء على القيقةم ،لن قول أهل السنةم بانم يتكرون السالما
لصالهم ،هذا نابع من اعتقادهم بأنم على الق ،و هذا ليس خاصا بم ،فكل فرقةم من الفرق
تدعي أنا على حق و صواب ،و غيها على باطل و انراف ،و هذا يصدق أيضا على
أصحاب الديان الخرى فيمحا بينهم .و النسان يستطيع أن تييزّ بيم الق و البحاطل ،إذا تسيلح
بالعلم و الخلصا ،و الوضوعيةم و الياد ،لكن أركون ليس من هذا الصنف ليستطيع التمحييزّ بيم
الق و البحاطل ،لذا زعم أن الذهب السن –الذي كان عليه الصحابةم و السلف الصال -ل
يتلف عن الذاهب الخرى ،و هذا افتاء على القيقةم ،لن الذهب السن هو الذهب الوحيد
الذي ينسجم تاما النسجاما مع القرآن الكري ،ف أصول الدين و فروعه ،كمحسألةم الصحابةم ،و
الصفات ،و اليان ،و غي ذلك ،و أما الذاهب الخرى فل تقوما أسااساا على القرآن ،و إنا تقوما
على روايات و أقاويل شيوخها أول ،و ث تنظر ف القرآن و تتعامل معه من خلل تلك القوال و
الروايات ثانيا ،تمستخدمةم التأويل البحعيد و الفاساد ،و التحريف التعمحد للنصوصا الشرعيةم ،و
النتقاء البحيت ف التعامل معها .و بناء على ذلك فإن هذه الذاهب باطلةم لنا ل تنبحع من القرآن
ت
و ل تتفق معه .
و أما حكايةم الضياع البدي للوثائق الول ،فكان عليه أن يذكر لنا أمثلةم ،لن كلمه
هذا تممحل فيه حق و باطل ،و يتمحل عدة تأويلت ،فكان عليه أن تيدد لنا بدقةم ما يتريد ،لكنه
ل يفعل ذلك جريا على طريقته و عادته ف التغليط وإثارة الشكوك و الشبحهات .و لكننا مع ذلك
نقول :إذا كان يقصد التنسخ الصليةم الت كتبحها أصحابا و ل تصلنا بنسخها الصليةم ،و ل
منسوخةم عن الصل ،فهذا صحيح بأنه ضياع.و أما إذا قصد اتلنسخ الصيلةم الت وصلتنا مفوظةم
ف الصدور ،و موثقةم و منسوخةم ف الكتب ،فهذا ليس ضياعا أبدأ ،و إنا هو الوسايلةم الوحيدة
الأمونةم للمححافظةم على القرآن و السنةم و التاث الفكري السالمي ،و أغلب الظن أن أركون
يقصد العن الثان ليصل إل الطعن ف مصدريةم القرآن و السنةم ،و التاث العلمحي السالمي .
و أما أخطاء الابري التارييةم التعلقةم بالطوائف السالميةم ،فسأذكر منها ساتةم أخطاء ،
996
السالما ،أوروبا ،صا. 99-98 :
أولا إنه ادعى أن ممحد البحاقر و ابنه جعفر الصادق ،ها من أئمحةم الشيعةم الماميةم ،و تيعد جعفر
الصادق الماما الشيعي الكبخ الذي كان مسالا لهل السنةم ،و هو الذي أشرف على تنظيم
الفكر الشيعي ،و صياغةم قضاياه صياغةم نظريةم للرد على السنييم و العتزّلةم و غيهم .و كان والده
ممحد البحاقر يصر المامةم ف ذريةم جده السيم ،و عليه فهو الماما بعد أبيه زين العابدين. 997
و ردا عليه أقول :بدايةم يإب أن ل يغيب عنا أن معن الماما عند الشيعةم الماميةم ل يعن
مرد عال يفت للناس و يصلي بم ،و يتؤملف الكتب ،و إنا المر عندهم أكبخ من ذلك بكثي ،و
هم يذكرون ذلك ف مصنفاتم .فالئمحةم الثن عشر الذين تيؤممنون بم ،هم ف درجةم النبحياء أو
أكثر ،فهم معصومون من الطأ ،و كلمهم شرع و مقدس يإب الخذ به ،و هم يعلمحون ما
998
كان و ما سايكون ،و اليان بم واجب ،و من أنكر إمامتهم أو إماما واحد منهم فهو كافر
.
و أما ما قاله الابري عن البحاقر و جعفر و جده زين العابدين ،فهو قول غي ثابت و ل
يصح تارييا ،و الابري عندما قال ذلك ل يكن حياديا و ل موضوعيا ،لنه أول تكلم بلسان
صلدق لا فيمحا ادعته ،و ل يتكلم بلسان أهل السنةم ،و ل بلسان البحاحث الشيعةم الماميةم الت ع
الايد ،و ل بلسان البحاحث الشاك الرتاب فيمحا يكتب ،فكان ناقل لا قالته الشيعةم بل شك و
ل نقد و ل تحيص ،و با أنه تكلم بلسانم فنقول له :إن ما ذكرته غي ثابت تارييا و ل
يصح ،و هناك شواهد كثية تالفه و تنقضه.و أما إذا زعم أنه تكلم بلسان البحاحث الحايد،
ت
فنقول له :هذا غي صحيح ،لن كلمك الذي قلته شاهد عليك ،بأنك نقلت كلمهم من دون
نقد و ل تشكيك ،و ل ذكر لوقف أهل السنةم ،و ل لرواياتم و أخبحارهم عن آل البحيت .
و ثانيا إن الشواهد الصحيحةم و الضعيفةم الت تنقض ما ذكره الابري كثية جدا ،منها إن
حكايةم المامةم و الئمحةم هي حكايةم تمتلقةم ،لنه ل وجود لا ف القرآن أصل ،و من ث ل يكن
أن يكون آل البحيت تيؤممنون با لنا تمتلقةم و ل وجود لا ف القرآن الكري .و الشاهد الثان هو
أنه لو كان ممحد البحاقر و ابنه جعفر و باقي آل البحيت على مذهب الشيعةم الماميةم ،لذكر ذلك
عنهم أهل السنةم ف مصنفاتم ،و علمحا جعلوهم من علمحاء أهل السنةم ،و علمحا اساتشهدوا بم ف
الديث و الفقه و العقائد ،و ل ما حدثوا عنهم ،و علمحا اثنوا عليهم الثناء السن. 999
997
تكوين العقل العرب ،صا . 220 ،63 :و بنيةم العقل ،صا . 326 ، 320 ، 319 :و العقل السياساي ،صا. 246 :
998
الكلين :الكاف من الصول ،ج 1صا. 258 ، 187 ،185 :
999
أنظر مثل :ابن كثي :تفسي القرىن العظيم ،ج 1صا ، 23 :ج 4صا . 22 :و البحدايةم و النهايةم ،ج 9صا . 360 :و
ابئن حجئر :الفتئح ،ج 2صا . 262 :و الئبحيهقي :العتقئاد ،ط ، 1دار الفئاق الديئدة ،بيوت ، 1401 ،صا:
. 107والئئذهب :السئئي ،ج 6صا 270 ،256 :و مئئا بعئئدها .و تئئذكرة الفئئاظ ،ج 1صا . 125 ، 124 :و ابئئن
تيمحيةم :منهاج السنةم ،ج 2صا. 473 ، 245 :
و الشاهد الثالث هو أنه لو كان آل البحيت يقولون بالمامةم و الوصيةم ،ما نقل عنهم أهل السنةم
عكس ذلك تاما ،فقد صحت الخبحار بأن عليا-رضي ال عنه -ما قال بالمامةم و ل ادعى
الوصيةم ،و هذا أمر سابحق إثبحاته و توثيقه .و نفس المر تروي عن كبحار آل البحيت ،فمححمحد البحاقر
ل يكن على مذهب الماميةم و ل على طريقتهم ،و كان تيعظم الشيخيم . 1000و ابنه جعفر
الصادق ذكر الذهب أنه كان يقول )) :من زعم إن إماما معصوما تمفتض الطاعةم ،فأنا منه بريء
(( ،و )) إنا و ال ل نعلم كل ما يسألوننا عنه ،و لغينا أعلم منا ((. 1001و ذكر ابن حجر
اليثمحي أن عمحر بن علي بن السيم-أخ البحاقر -أنكر أن يكون النب-عليه الصلة و السلما-
أوصى لعلي ث لبنائه كالسن و السيم إل ممحد البحاقر .و قال عن والده زين العابدين :
)) فوال ما أوصى أب برفيم اثنيم ،فقاتلهم ال ((، 1002و يعن الشيعةم الذين يكذبون علي آل
البحيت .
و أما الشاهد الرابع فيتمحثل ف أنه لو كان آل البحيت يقولون بالوصيةم و المامةم كمحا يزّعم
الشيعةم الماميةم ،لنكروا على الصحابةم بيعتهم للشيخيم أب بكر و عمحر ،و لنكروا أيضا
خلفتهمحا ،و علمحا أثنوا عليهمحا الثناء السن ؛ فعلي بن أب طالب اعتف بإمامةم الشيخيم ،و صيح
عنه أنه كان تيعلن أما الل أن أفضل الناس بعد الرساول-صلى ال عليه و سالم -أبو بكر و
عمحر . 1003و كانت الشيعةم السياسايةم الول الت كانت مع علي ف المحل و صفيم ،تفضل
الشيخيم على علي نفسه . 1004و تروي أن ممحد البحاقر قال )) أجع بنوا فاطمحةم-رضي ال عنهم-
على أن يقولوا ف الشيخيم أحسن ما يكون من القول. 1005و قال أيضا )) :ما أدركت أحدا من
أهل بيت إل يتولها (( . 1006و تروي أن جعفر الصادق لا أثن على الشيخيم ،قيل له :لعلك
قلت ذلك تقيةم ،قال :أنا إذا من الشركيم ،و ل نالتن شفاعةم ممحد((-1007عليه الصلة و
السلما. -
و ذكر شيخ السالما تقي الدين بن تيمحيةم أن النقل ثابت و متواتر عن جيع آل البحيت من
1000
ابن كثي :البحدايةم ،ج 9صا. 160 :
1001
ساي أعلما النبحلء ،ج 6صا. 260 :
1002
ابن حجر اليثمحي :الصواعق الرقةم ،ج 1صا. 164 :
1003
سابحق توثيق ذلك .
1004
ابن تيمحيةم :منهاج السنةم ،ج 4صا. 132 :
1005
ابن حجر اليثمحي :الصدر السابق ،ج 1صا. 155 :
1006
ابن كثي :البحدايةم ،ج 9صا. 360 :
1007
ابن حجر اليثمحي :الصدر السابق ،ج 1صا. 165 :
بن هاشم و التابعيم من ولد السن و السيم ،و غيها أنم كانوا )) يتوالون أبا بكر و عمحر ،و
كانوا تيفضلونمحا على علي (( . 1008وذكر القق الفقيه ممحد بن علي الشوكان اليمحن أنه لا رأى
الشيعةم يسبحون الصحابةم ،و يكذبون عليهم ،ألف كتابا ساه إرشاد الغب إل مذهب أهل البحيت ف
صحب النب ،ذكر فيه إجاعهم-أي آل البحيت -من ثلثةم عشر طريقا على عدما ذكر الصحابةم
بسب أو ما تيقاربه ،فعل ذلك لكي يذب عن أعراض الصحابةم الذين هم خي القرون ،و اقتصر
على أقوال أئمحةم آل البحيت ليكون ذلك أوقع ف نفوس من يكذب على الصحابةم . 1009و الشاهد
من كلمه هو أنه لو كان الصحابةم أنكروا إمامةم آل البحيت الزّعومةم ،ما اتذ آل البحيت ذلك الوقف
منهم –أي من الصحابةم . -
و الشاهد الخي-أي الامس – هو أنه لو كان آل البحيت على مذهب الشيعةم الماميةم لا
أنكروا على الرافضةم أقوالم فيهم ،و لا اتمحوهم بالكذب عليهم .فكان جعفر الصادق يغضب من
1010
الرافضةم و يقتهم ،إذا علم بأنم يتعرضون لب بكر بالذما ،فكان ينكر ذلك ظاهرا و باطنا
.و كان أخ البحاقر عمحر بن زين العابدين ينكر على الشيعةم القائليم بالوصيةم و يدعوا عليهم بقوله :
قاتلهم ال. 1011
و أما بالنسبحةم للذين يكذبون على آل البحيت ،فقد ذكر ابن تيمحيةم أن )) الكذب على
هؤملء-أي آل البحيت -ف الرافضةم أعظم المور ،لسايمحا على جعفر بن ممحد الصادق ،فإنه ما
تكذب على أحد ما تكذب عليه ،حت نسبحوا إليه كتاب الفر و البحطاقةم ،و اختلج العضاء ،و
جدول اللل ،و أحكاما الرعود . 1012((...و ذكر الناقد القق ابن قيم الوزيةم عن بعض العلمحاء
أن الرافضةم-أي الشيعةم الماميةم -و ضعت من فضائل علي و أهل بيته نو 300ألف حديث
موضوع-أي مكذوب ، -ث قال :إن هذا غي تمستبحعد ،فلو تتتبحع ما عند الرافضةم من تلك
الروايات لتوجد المر كذلك. 1013
و أما الطأ الثان فيتعلق ببحدايةم تدوين العلوما عند السلمحيم ،فعندما ذكر الابري ما قاله أهل
السنةم عن ذلك ،أشار إل أن الشيعةم ييدعون بأنم هم أول من ديون العلوما ،إذ تعود بداياته إل
1008
منهاج السنةم ،ج 7صا. 396 :
1009
الشوكان :البحدر الطالع بحاسان من بعد القرن ،السابع ،دار العرفةم ،بيوت ،ج 1صا. 233 :
1010
الذهب :السي ،ج 6صا . 255 :و ابن حجر اليثمحي :الصواعق الرقةم ،ج 1صا. 162 :
1011
االيثمحي :نفس الصدر ،ج 1صا. 164 :
1012
منهاج السنةم النبحويةم ،ج 2صا. 464 :
1013
نقد النقول ،صا. 105 :
زمن علي بن أب طالب و ما بعده ،و ذكروا أن سالمحان الفارساي أول من صنف ف الثار ،و أن
أبا ذر الغفاري هو أول من صنف ف الديث و الثار بعد الؤمساسيم ،و أن ابن أب رافع التوف
ت
ف أول خلفةم علي سانةم 35هجريةم ،ألف كتابا عنوانه :السنن و الحكاما و القضايا ،و بذلك
يكون هو القدما ف التأليف بالضرورة .ث ادعى الابري أن الذهب تكلم عن بدايةم العلوما عند
السنةم ،و ساكت عن تدوين العلوما عند الشيعةم ساكوتا)) ليس صادرا عن ساهو أو عن دافع
شخصي ،بل هو ف القيقةم ساكوت من جانب السلطةم الرجعيةم العرفيةم ،و اليديولوجيةم ،الت
ينتمحي إليها الذهب،و هي السلطةم الت تتد العقل العرف اليديولوجي لهل السنةم كافةم((.1014
و قوله هذا خطأ من وجهيم ،أولمحا إنه صيدق ما نقله عن الشيعةم من دون دليل و ل تقيق
،و كيذب ما قاله أهل السنةم من دون دليل و ل تحيص أيضا .و ثانيهمحا إنه اتم الذهب بل
حجةم و ل برهان ،و كان عليه أن يتحقق أول ما ادعاه الشيعةم قبحل أن يأخذ برأيهم ،لن ما
قاله هؤملء هو مرد دعوى و ليس دليل ،و الدعوى ل يعجزّ عنها أحد .و لكنه ساايرهم و بن
على دعواهم فكرته غي الثابتةم تارييا .علمحا بأن الذين نقل الابري عن الشيعةم بأنم كانوا من
أوائل الشيعةم الؤملفيم ،هو ادعاء غي ثابت تارييا ،بل و ل يصح ،لن أبا ذر و سالمحان و أبا
رافع-رضي ال عنهم -هم كغيهم من الصحابةم الجلء ،كانوا كلهم على منهاج واحد ،ل
رفض فيه و ل سابحئيةم ،و تراجهم موجودة ف مصنفات أهل السنةم ،تشهد على أنم ما كانوا
يؤممنون أصل بفكرة المامةم و ل الوصيةم و ل العصمحةم ،و إنا كانوا كعلي و آل بيته-رضي ال
عنهم -ل يدعوا المامةم و ل العصمحةم ،و كانوا يتولون الشيخيم. 1015
و أما ساكوت الذهب فليس سابحبحه ما زعمحه الابري من أنه أخفى القيقةم لدوافع مذهبحيةم ،و إنا
هو ديون ما وجده عن هؤملء من دون خلفيات مذهبحيةم ،لنه عندما ترجم لب ذر و سالمحان و أب
رافع ،وجدناه يذكرهم على أنم صحابةم أجلء ،كغيهم من الصحابةم الكراما ،و ل تيتجم لم
1016
على أنم من الشيعةم الماميةم ،كمحا يدعي الشيعةم ،و إنا ذكر عنهم ما تيسر له من أخبحارهم
.
و تأشي هنا إل أن التدوين الذي قصده الذهب هو التدوين التعلق يتصنيف الكتب النظمحةم
الوجهةم للعلمحاء و التداولةم بيم أهل العلم ،و ل يقصد التدوينات الشخصيةم من مذكرات و
تعليقات و صحف خاصةم ،فهذا النوع من التدوين كان منتشرا بيم علمحاء الصحابةم و أهل العلم
ف زمانم،و بعضه يعود إل زمن النب-عليه الصلة و السلما ، -كالصحيفةم الصادقةم لعبحد ال بن
1014
تكون العقل العرب ،صا. 64 :
1015
سابحق إثبحات ذلك و توثيقه .
1016
أنظر مثل :السي ،ج 1صا 505 :و ما بعدها ،و ج 2صا. 46 ، 16 :و تذكرة الفاظ ،ج 1صا.17 :
عمحرو بن العاصا -رضي ال عنهمحا. 1017-
و بذلك يتب أن الابري ل يكن موضوعيا و ل حياديا ف موقفه من مسألةم بدايةم التدوين
عند السنةم و الشيعةم ،فصيدق ما نقله عن الشيعةم بل دليل و ل تقيق ،و كذب السنييم بل
دليل و ل برهان ،و اتم الذهب بل حجةم و ل بيان .
و الطأ الثالث يتمحثل ف أن الابري عندما نقل ما ادعاه الشيعةم عن بدايةم التدوين عندهم
،كان ما نقله عنهم أنه قال )):و ابن أب رافع التوف ف أول خلفةم علي حوال 35هجريةم ،و
ت
قد ألف كتابا بعنوان :السنن و الحكاما ،و بذلك يكون أبو رافع ،و قد كان مول للرساول ،
هو أقدما ف التأليف بالضرورة ((. 1018
و الابري أخطأ هنا عندما ل تيفرق بيم الب و البن ،فذكر :ابن أب رافع ،ث قال :و
بذلك يكون أبو رافع ...و هذا غي صحيح ،لن الب هو أبو رافع أسالم مول النب-عليه
الصلة و السلما ، -تتوف ف خلفةم علي ،و قيل ف زمن عثمحان .و أما البن ،فهو عبحيد ال بن
أب رافع ،كان كاتبحا لعلي بن أب طالب ،و هو من الطبحقةم الثالثةم ،حت أن الشهاب الزّهري الولود
سانةم 50هجريةم ،قد روى عنه. 1019
و أما الطأ الرابع فيتمحثل ف أن الابري ادعى أن ممحد بن النفيةم – من أبناء علي من غي
ولد فاطمحةم -هو الذي )) قيدما السااس و الطار لنظريةم المامةم الشيعيةم بختلف تلويناتا((. 1020و
قوله هذا غي ثابت تارييا و ل يصح ،ل تيوثقه و ل حققه ،و كان عليه إن تيوثقه و تيحصه .
و ما ينقض ما ادعاه الابري من موقف ابن النفيةم من المامةم ،هو أنه قد صح عنه-أي ابن
النفيةم -أنه كان يعتقد بأفضليةم الشيخيم أب بكر و عمحر على أبيه علي ،و ينهي عن الطعن
فيهمحا . 1021فلو كان تيؤممن بالمامةم على طريقةم الشيعةم الماميةم ،لنكر خلفةم الشيخيم و ما
فضلهمحا على علي ،و لقال أنمحا اغتصبحا المامةم ،و خالفا الشرع ،و ارتدا عن السالما لن من
ل تيؤممن بأئمحةم الشيعةم الماميةم فهو كافر . 1022و لو كان ابن النفيةم تيؤممن با زعمحه الابري ،لا
ويثقه أهل السنةم ،و لا دونوا حديثه و فقهه ف مصنفاتم . 1023و با أنم فعلوا ذلك ،فهذا دليل
1017
ممحد عجاج الطيب :السنةم قبحل التدوين ،صا 348 :و ما بعدها .
1018
تكوين العقل ،صا. 64 :
1019
ابن عبحد البخ :الساتيعاب ،ج 1صا . 529 ، 27 :و ابن الثي :أساد الغابةم ،ج 1صا . 25 :و ابن ساعد :الطبحقئات
الكبخى ،ج 4صا . 73 :و الذهب :الكاشف ،ج 1صا . 679 :و ابن حجر :التقريب ،ج 1صا. 370 :
1020
العقل السياساي ،صا. 231 :
1021
البحخاري :الصحيح ،ج 3صا ، 1132 :رقم . 3468 :و ابن حجر اليثمحي :الصواعق الرقةم ،ج 1صا. 162 :
1022
سابحق ذكر ذلك و توثيقه ،من كتاب الكاف للكلين .
1023
أنظر مثل :البحخاري :الصحيح ،ج 1صا ،61 :ج 4صا . 1917 :و أبو داود :السنن ،ج 1صا . 223 ،63 :و
قوي على بطلن ما زعمحه الابري .
و الطأ الامس يتمحثل ف أن الابري جعل العتزّلةم من أهل السنةم ،عندما قال )) :بل أيضا
لدي أهل السنةم أنفسهم معتزّلةم و أشاعرة (( ،و قال )) :و لدى أهل السنةم خاصةم معتزّلةم و
أشاعرة (( ،و قال أيضا :إن ابن حزّما أراد تأسايس نظاما معرف )) تيؤمساس فكر أهل السنةم معتزّلةم و
أشاعرة ((. 1024
و كلمه هذا غي صحيح تاما فيمحا يتعلق بالعتزّلةم ،و ل أدرى هل تعمحد ذلك أما ل ؟! .و
قد كرر ذلك ثلث مرات ،و الرد عليه ل يتاج إل بث و ل إل توثيق ،لن المر واضح
ثابت متواتر ،من أن العتزّلةم ظهروا كطائفةم عندما اعتزّل واصل بن عطاء حلقةم شيخه السن
البحصري التوف سانةم 110هجريةم ،و ألتف حوله أصحابه ،ث تيزّت كل طائفةم بفكرها و مذهبحها
،و بنهجها و جاعتها ،و دخلتا ف مناظرات و مادلت كثية ،بلغت أوجها ف منةم خلق
القرآن الشهورة ،و فيها كيفر كل منهمحا الخر . 1025فالذي قاله الابري غي صحيح تاما .
و أما الطأ الخي-أي السادس -فيتمحثل ف أن الابري ادعى بأن قضيةم خلق القرآن الت
خاض فيها التكلمحون و تناقشوا حولا انتهت بم إل )) تكريس حل وساط يقول بأن القرآن قدي
بعانيه ،ملوق بألفاظه و حروفه ((. 1026
و قوله هذا قي صحيح ،و ل يدث ف التاريخ هذا الل الوساط الزّعوما ،لن اللف حول
مسألةم خلق القرآن ظل قائمحا بيم أهل السنةم و الغتزّلةم دون أي حل وساط ،فالعتزّلةم قالوا القرآن
ملوق ،و أهل السنةم قالو القرآن كلما ال غي ملوق .لكن المر الطي الذي حدث بعد ذلك
أن السنييم اختلفوا فيمحا بينهم حول حقيقةم كلما ال تعال ،و انقسمحوا إل السنةم السلف ،و
ميثلهم النابلةم و أهل الديث ،و إل السنةم اللف ،و ميثلهم الشاعرة و الاتريديةم ؛ فقال السلف
أن القرآن كلما ال حقيقةم حرفا و صوتا ،و أنه تعال ل يزّل متكلمحا إذا شاء ،فيتكلم با شاء
و مت شاء .و قال اللف أن القرآن ليس كلما ال على القيقةم ،و إنا هو حكايةم و عبحارة عنه
،هو كلما نفسي واحد ل يتعدد و ل يتبحعض ،و ليس بصوت و ل برف ،فإذا تكلم به
بالعبخيةم كان توراة ،و إذا تكلم به بالسريانيةم كان إنيل ،و إذا تكلم به بالعربيةم كان قرآنا .و
ظل اللف قائمحا بيم الطائفتيم علمحيا و عمحليا طيلةم العصر السالمي إل يومنا هذا .1027
1031
تارييةم الفكر ،صا. 73 :
1032
أنظر :ابن العمحاد النبحلي :الشذرات ،ج 3صا . 81 ، 57 :و ابن كثي :البحدايةم ،ج 10صا. 714 ، 708 :
1033
تارييةم الفكر ،صا. 92 :
1034
عئ ئئن ذلئ ئئك أنظئ ئئر :الئ ئئذهب :العئ ئئبخ ف ئ ئ خئ ئئبخ مئ ئئن غئ ئئبخ ،ج . 60و الس ئئي ،ج 21صا . 314 :و الس ئئلوي الناص ئئري:
الساتقصئئاء ،ج . 200 ،194 ،177 ، 125 ، 75 ،74و عبحئئد العزّيئئزّ سائئال :تاريئئخ الغئئرب ف ئ العصئئر السائئلمي
الذهب الالكي و فرض سايادته على كامل بلد الغرب تقريبحا .
و أما الطأ الرابع فيتمحثل ف قول أركون )) :و أنا أقلد حرفيا عبحارة جيلةم ذات تبعد أنطلوجي
للحكيم السلم عبحد القادر الرجان الذي يقول :نازعت الق بالق للحق (( , 1035و قوله هذا
يتضمحن خطأين ،الول خطأ ف النسبحةم إل بلد هذا الرجل ،فهو ليس عبحد القادر الجرجاني ،و
إنا هو عبحد القادر بن أب صال الكيلني أو الجيلني ،نسبحةم إل بلد جيلن أو كيلن بالعراق
،و ليس الرجان نسبحةم إل جرجان ببحلد فارس . 1036و ثانيهمحا إنه قال ساينقل كلما اليلن
حرفيا ،لكنه ل يلتزّما بذلك ،فنقله ناقصا بل توثيق ،و قوله الكامل هو )) :الناس إذا وصلوا إل
القضاء و القدر أمسكوا إل أنا فانفتحت ل فيه روزنةم ،فنازعت الق بالق و للحق ((. 1037
و الطأ الامس يتعلق هو أيضا باسام شخصيةم علمحيةم مشهورة ،قال عنها أركون )) :و ف
مفهوما مقاصد الشريعةم الذي تاشتهر به أبو إساحاق الشيازي )ت 790ه( (( . 1038و هو هنا
أخلط بيم شخصيتيم ،الول هي الت أرادها :أبو إساحاق إبراهيم بن موساى المحي الالكي
الشاطبي الندلسي التوف سانةم 790هجريةم .و الشخصيةم الثانيةم هي :أبو إساحاق إبراهيم بن علي
.فهو أراد أن يقول :أبو إساحاق الفيوز أبادي الشيرازي الشافعي التوف سانةم 476هجريةم
1039
ت
الشاطب )ت 790ه( ،و ليس أبو إساحاق الشرازي)ت 476ه ، 9فهناك فارق واضح بيم
الرجليم ف الذهب ،و السام ،و البحلد ،و سانةم الوفاة ،و ل يتفقان إل ف الكنيةم و السام فقط .
و أما الطأ الخي-أي السادس -فيتعلق بسألةم خلق القرآن ،فقد ادعى أركون أن العارضيم
للمحعتزّلةم ف تلك السألةم المحثليم للمحوقف الرثوذكسي ،و يقصد أهل السنةم ،قالوا :إن القرآن
)) تمزّامن ل عزّ وجل ،بعن أنه سارمدي مثله ،و ليس حادثا أو ملوقا ف لظةم ما ...لقد توجد
منذ الزل كال ،لنه كلما ال ،و ل يكن فصل كلمه عنه ((. 1040
و قوله هذا غي صحيح ف معظمحه ،و ل يثل موقف أهل السنةم من مسألةم خلق القرآن ،و
،مؤمساسةم شبحاب الامعةم ،مصر ،د ت ،صا 447 :و ما بعدها .
1035
الفكر الصول ،صا. 293 :
1036
عبحئئد النعئم ماجئئد و علئئي البحنئئا :الطلئس التئئاريي للعئال السائئلمي ،ط ، 2دار الفكئر العربئ ،الريطئةم رقئم . 8 ، 7 :و
ابن العمحاد النبحلي :الشذرات ،ج 6صا. 331-303 :
1037
ابن قيم الوزيةم :مدارج السالكيم ،ط ، 2دار الكتاب العرب ،بيوت ، 1973ج 1صا . 199 ، 99 :و ابن تيمحيةم
:ممحدوع الفتاوى ،ج 2صا ، 458 :ج 8صا. 306 :
1038
الفكر الصول ،صا. 7 :
1039
ابن العمحاد النبحلي :الشذرات ،ج 5صا. 323 :
1040
اسالما ،أوروبا ،صا. 188 :
كان عليه أن تيوثق كلمه الذي ادعى أنه تيثل الوقف الرثوذكسي ،و يقصد به أهل السنةم ،لكنه
ل يفعل ذلك و حرمنا من إمكانيةم التحقق منه .
و أما موقف أهل السنةم من تلك السألةم ،فهم قالوا :إن القرآن كلما ال غي ملوق ،و ل
يقولوا أنه قدي ،و هو كلما ال حقيقةم بروفه و معانيه ،منه بدأ و إليه يعود ،و هو من علم ال
و كلمه و أمره .و علمحه و كلمه صفتان ل ليستا ملوقةم . ،و فيرقوا بيم اللق و المر ،
فالقرآن من أمر ال و علمحه و أمره و ليس من خلقه ،لقوله تعال } :أعلع لعهت اولعولتق عوالعومتر تعئعبحاعرعك
ل
ك لمعن الليله لمن عول ل
ل يم{ٍ -ساورة العراف -54/و )) بعئوععد النذي عجاءعك لمعن الوعلوللم عما لع ع ل
ب الوععالعمح ع
الليهت عر ي
صني{ٍ -ساورة البحقرة ، 1041-120/و بناء على ذلك ل تيوصف القرآن باللق و ل بالدوث ولع نع ل
ع
،لن الذي تيوصف بذلك هو الخلوق ،و هذا ل يتبحينه أركون .كمحا أنه أخطأ عندما زعم أن أهل
السنةم يقولون بأن القرآن مزّامن ل و سارمدي مثله ،فهذا ل يقله أهل السنةم ،فال عندهم هو
الزل السرمدي الوحيد بذاته ،و صفاته تابعةم لذاته ،و ليست منفصلةم عنه ،و ل هي ذواتا
مغايرة له .فهو سابححانه ل يزّل متكلمحا باء شاء ،و مت شاء. 1042
و أما أخطاء الابري فسنذكر منها خسةم أخطاء ،أولا إنه زعم أن الشواهد و القرائن تتؤمكد
كلها أن )) الموييم ل ميحاولوا توظيف الدين و ل ما يت إليه بصلةم ف إطفاء الشرعيةم على
حكمحهم ،باساتثناء فكرة القضاء و القدر الت تعن أنم انتصروا على تخصومهم بالقوة ،و أن هذا
النتصار كان مسألةم حتمحيةم ((. 1043
و قوله هذا غي صحيح ،و غريب جدا أن يصدر من الابري ،و نن ل نتوساع ف البححث
لحضار الشواهد التارييةم للرد عليه ،و لكننا سانرد عليه بكلمه هو شخصيا ،فيد الابري على
نفسه .علمحا بأنه ل تيعقل أن تظهر دولةم تكم السلمحيم مبحاشرة بعد العهدين النبحوي و الراشدي ،و
ل تستخدما الدين اساتخداما واساعا و أسااسايا ف قيامها و ضمحان اساتمحرارها .مع أن كل الدول
الت شهدها العصر السالمي اساتخدمت الدين اساتخداما أسااسايا ،كالدولةم العبحاسايةم ،و العتبحيديةم ،
و الرابطيةم ،و الوحديةم ،و المحلوكيةم ،و غيها كثي ،فمحا بالك بالدولةم المويةم الت قامت ف زمن
هيمحن عليه السالما و عاش فيه الصاحبحةم و التابعون ؟ ! .
و أما رد الابري على نفسه ،فمحن ذلك أنه قال :إن معاويةم بن أب سافيان أكد شرعيةم
1041
أنظر مثل :ابن تيمحيةم :ممحوع الفتاوى ،ج ، 144 : 3و ج 6صا . 313 :و الللكائي :اعتقاد أهل السنةم ،دار طيبحةم
،الرياض ، 1402 ،ج 1صا. 151 :و ابن أب العزّ النفي :شرح العقيدة الطحاويةم ،صا . 168 :و ابن كثي :البحدايئئةم
،ج 10صا . 33 :و صديق حسن خان :قطف الثمحر ،صا . 72 ،71 :و أبو اليسن بن أب يعلئئى :طبحقئات النابلئئةم
،ج 2صا. 414 :
1042
انظر نفس الصادر .
1043
العقل الخلقي ،صا. 142-141 :
قريش ف الكم بديث )) الئمحةم من قريش (( ،ث قال الابري )) :ثلثةم ثوابت بن عليها معاويةم
دولته ،و ساتكون نفسها الت سايعتمحدها اللفاء المويون من بعده :الالدة ،و الواكلةم ،و الشرعية
القرشية ((. . 1044و قال أيضا :إن حديث )) الئمحةم ف قريش (( الذي رواه معاويةم ،أراد به
تذكي الموييم بأن اللفةم شرعا ف قريش و ليس ف غيهم ،و تيؤمساس به أيضا شرعيةم الكم
الموي . 1045فكلمه هذا صريح ل يتاج إل تعليق ،و شاهد على أن الابري نقض به كلمه
السابق .
و أما الطأ الثان فيتمحثل ف قول الابري )) :لقد تدث الاساب نفسه عن فتنةم الميم
و الأمون ف كتابه الكاساب ،و ذكر أنا اساتمحرت 18سانةم على فتات متقطعةم ،و ف متلف
بقاع الدولةم (( .1046و قوله هذا يتضمحن خطأ فادحا واضحا ،يتعلق بدة الرب الهليةم بيم الخوين
الميم و الأمون ،فإنه ذكر أنا اساتمحرت 18سانةم ،و هذا غي صحيح تاما ،و ل ادري هل هو
خطأ من الابري أما هو من الاساب ل يتنبحه إليه الابري ؟ .و الصواب هو أن الميم بدأ حكمحه
سانةم 193إل 198هجريةم ،ث خلفه الأمون إل سانةم 218هجريةم ،و الرب بينمحها بدأت سانةم
194إل سانةم 198هجريةم . 1047فمحدة حكم الميم 5سانوات ،فكيف تيقال :إن الرب الهليةم
اساتمحرت بيم الخوين 18سانةم ؟ ! ،و هي ف القيقةم دامت 4سانوات فقط .
و الطأ الثالث يتمحثل ف قول الابري )) :العصر العبحاساي الول ،و يتد من تأسايس هذه الدولةم
–أي العبحاسايةم -عقب ساقوط الموييم سانةم 132هجريةم ،إل بدء خلفةم التوكل سانةم 230هجريةم
...أما العصر العبحاساي الثان فيمحتد من سانةم 232هجريةم سانةم تول التوكل اللفةم. 1048((...و
كلمه هذا يتضمحن تناقضا واضحا يتعلق بسنةم بدايةم خلفةم التوكل ،فذكر أنا بدأت سانةم ، 230
ث عاد و قال أنا بدأت سانةم ، 232فهذا تناقض واضح ،فإما أنه تول اللفةم سانةم ،230و
أما سانةم ، 232فل يكن المحع بيم السنتيم .علمحا بأن الصواب هو أنه تول اللفةم سانةم
، 232و ليس 230هجريةم. 1049
و الطأ الرابع يتعلق بسنةم احتلل الصليبحييم للقدس الشريف ،فقد نقل الابري عن
1044
العقل السالمي ،صا. 207 ،206 :
1045
نفس الرجع ،صا. 208 :
1046
العقل الخلقي ،صا. 539 :
1047
ابن العمحاد النبحلي :شذرات الذهب ،ج 2صا ، 460 ،440 ،431 :ج 3صا. 81 :
1048
تكوين العقل ،صا. 289 :
1049
ابن كثي :البحدايةم و النهايةم ،ج 10صا. 350 ، 310 :
البحاحث أحد الشرباصي أن الصليبحييم احتلوا بيت القدس سانةم 495هجريةم .1050و هذا غي
صحيح ،لن الصليبحييم احتلوا القدس الشريف سانةم 492هجريةم ،و ليس سانةم . 1051 495و ل
أدري أهذا الطأ من الابري أما من احد الشرباصي و ل يتنبحه إليه الابري ؟ .لكن الابري يبحقى
مسؤمول عمحا كتبحه ف الالتيم .
و أما الطأ الخي-أي الامس -فمحفاده أن الابري قال:إن الدولةم الوحديةم لا قامت
جيسدت الشروع الذهب الذي ناضل ابن حزّما الطاهري من أجله . 1052و قوله هذا ل يصح إل
ف بعض جوانبحه ،لن الشروع الزّمي من أهم خصائصه :رفض الشعريةم ،و رفض التصيوف و
العرفان الشيعي بإمامته و عصمحته ،و تبحن منطق أرساطو ،و الدعوة إل الجتهاد و رفض التقليد
الذهب . 1053و أما الشروع التومرت الذي طبحقته الدولةم الوحديةم ،فمحن خصائصه :تبحن الشعريةم
ف أصول الدين ،و تشجيع الفلسفةم ،و تبحن مذهب الشيعةم ف المامةم و العصمحةم ،و تشجيع
التصوف ،و الدعوة إل الجتهاد و ماربةم التقليد الذهب عامةم و الالكي خاصةم. 1054
و يتبحيم من القارنةم بيم الشروعيم ،أنمحا يتفقان حول نقطتيم ،و ها الدعوة إل الجتهاد و
نبحذ التقليد ،و تشجيع الفلسفةم .لكنهمحا يتلفان ف ثلث نقاط أسااسايةم ،هي :الوقف من
الشعريةم ،و الوقف من التصيوف ،و الوقف من العرفان الشيعي إمامةم و عصمحةم .و بذلك يتب
أن ما تيفيرق بيم الشروعيم أكثر ما يإمحع بينهمحا ،ما يعن أن ما قاله الابري من أن الدولةم
الوحديةم جيسدت الشروع الزّمي على الواقع ،من دون أن تيشي إل نقاط التشابه و الختلف
بيم الشروعيم ،هو قول غي صحيح على إطلقه ،و ل يصح إل ف بعض جوانبحه فقط .
و ختاما لذا الفصل -أي الرابئئع – يتئبحيم أن البحئاحثييم ممحئد أركئئون و ممحئئد عابئئد الئئابري ،
قئ ئئد وقعئ ئئا فئ ئ أخطئ ئئاء تارييئ ئئةم كئ ئئثية جئ ئئدا ،تتعلئ ئئق بتاريئ ئئخ الصئ ئئحابةم و الفتنئ ئئةم الكئ ئئبخى ،و الطوائئ ئئف
السالميةم و قضايا متفرقةم ؛ و قعا فيها لنمحا ل يلتزّما بالنهجيئةم العلمحيئةم الصئحيحةم فئ نقئد الخبحئار
التارييئئةم ،و لئ ئ تيوسائئعا م ئئال البححئئث للطلع علئئى أك ئئبخ عئئدد مكئئن م ئئن الصئئادر التاثيئئةم .و قئئد
ناقشناها و رددنئا علئى أخطائهمحئا الكثية ،وفئق منهئج أهئل الئديث فئ نقئد السائانيد و التئون معئا
،و قد التزّمنا به قدر الستطاع ،و ل المحد أول و أخيا .
1050
تكوين العقل ،صا. 288 :
1051
أنظر :ابن كثي :البحدايةم ،ج 12صا . 156 :و ابن العمحاد النبحلي :الشذرات ،ج 5صا. 401 :
1052
تكوين العقل ،صا. 307 :
1053
تكوين العقل ،صا ، 304 ، 303 ،302 :و ما بعدها .
1054
الذهب :السي ،ج 21صا . 314 :و ابئن خلئدون :العئبخ ،ج 6صا . 300 :و الناصئري السئلوي :الساتقصئاء ،ج
1صا . 200 ، 197 ، 157 ، 157 :و الابري :تكوين العقل ،صا. 322 ، 321 ،320 :
.......................................................................................
الفصل الخامس
مقارنة بين فكر محمد أركون و محمد عابد الجابري
نصئئص هئئذا الفصئئل للمحقارنئئةم بيمئ فكئئر البحئئاحثييم ممحئئد أركئئون و ممحئئد عابئئد الئئابري ،مئئن
متلئئف ال ئوانب الفكريئئةم الئئت تناولناهئئا بالنقئئد و الناقشئئةم ف ئ الفصئئول الربعئئةم السئئابقةم ،علئئى أن ل
نل ئئتزّما بتوثي ئئق ك ئئل ال ئئادة العلمحي ئئةم ال ئئت سانس ئئتخدمها فئ ئ ه ئئذا الفص ئئل ،لن ئئه سائ ئبحق توثيقه ئئا فئ ئ تل ئئك
الفصول.
أول :المقارنة من حيث اللتزاما بالمنهجية العلمية:
نتنئئاول فئ هئئذا البححئئث القارنئئةم بيمئ أركئئون و الئئابري مئئن حيئئث اللئئتزّاما بالنهجيئئةم العلمحيئئةم ،مئئن
خلل سابحعةم جوانب تتعلق با ،أولئا :اسائتخداما الصئئادر ،فبحالنسئبحةم لركئئون فئإنه اخئذ معظئم مئادته
العلمحيئ ئئةم عئ ئئن السائ ئئلما و تراثئ ئئه و تئ ئئاريه ،مئ ئئن كتئ ئئب الستشئ ئرقيم ،مئ ئئن دون الرجئ ئئوع إلئ ئ الصئ ئئادر
السائئلميةم ف ئ الغئئالب العئئم.و هئئذا عمحئئل مرفئئوض علمحيئئا و منهجيئئا ،و مئئردود علئئى صئئاحبحه ،لئئذا
فنح ئئن نط ئئالبحه بئئأن يتح ئئرر م ئئن قي ئئود الستش ئئرقيم و أغلل ئئم،و يرج ئئع إلئ ئ مص ئئادرنا بوض ئئوعيةم و روح
علمحيةم حياديةم نقديةم ،من دون خلفيات اساتشراقيةم تمبحيتةم .
و أمئئا الئئابري فهئئو أحسئئن حئئال مئئن أركئئون فيمحئئا يتعلئئق باسائئتخداما الصئئادر ،لكنئئه لئ يكئئن فئ
الستوى الطلوب ،فقد اعتمحد على مصئئادر قليلئةم بالنسئبحةم للمحواضئيع الئت ناقشئئناه و رددنئا عليئئه فيهئا
؛ خاصةم التعلقةم بالخبحار التارييةم ،الئت لئ تكئن لئا قيمحئةم علمحيةم معتئبخة ،و بعضئها مطعئون فيئه ل
يصح العتمحاد عليه ،و ل تيؤمخذ منه إل بذر و تحيص .
و الانب الثان يتعلق بتوثيق الادة العلمحيةم الت اساتخدماها البحاحثان ،فبحخصئئوصا أركئون فئإنه لئ
يلتزّما بتوثيق العطيات و الشواهد و الروايات الئت اسائتخدمها ،فمحعظمحهئا كئئان بل توثيئق .و نفئس
المر يصدق علئى الئابري ،فئإنه ذكئر مئادة علمحيئةم غزّيئرة فئ مؤملفئاته مئن دون أ ،تيوثقهئا ،لكنئه مئع
ذلك فهو أحسن حال من أركون ف هذا المر .
و أما الانب الثالث فيتعلق بالذاتيةم و الوضوعيةم ،فبحالنسبحةم لركون فلم يكن حياديا ف كل ما
كتئئب تقريبحئئا ،بئل كئئان ذاتيئا متحيئزّا فئ أكئثر مئئا كتبحئه عئن السائئلما و مئئا يتعلئق بئئه .حئت أن سئح
لنفسئئه –لفئئرط تيئئزّه -أن يتحئئدى مشئئاعر السئئلمحيم بل دليئئل مئئن الشئئرع ،و ل مئئن العقئئل ،و ل
مئن العلئئم ،و تيظهئر انزّعئئاجه منهئئم و مئن دينهئم ،مئن دون احئتاما لئم و ل لئدينهم فئ كئثي مئئن
الواضع من مؤملفاته ،مع كثرة الدعاوى العريضةم و الغالطات . ،و قد مئارس ذلئك باسائم العلئم و
الوضوعيةم و العقلنيةم ،و هو بعيد عن ذلك ف معظم ما كتب عئن السائئلما ، 1055و قئد ذكرنئا
على ذلك أمثلةم كثية جدا فيمحا سابحق أن ذكرناه .
و أما الابري فهو أيضا ل يكن حياديا ف كثي ما كتبحه ،لكنه أقل ذاتيةم من أركون ،فهو قد
م ئئارس التحي ئئزّ و الت ئئدليس و التغلي ئئط فئ ئ ط ئئرح أفك ئئاره و النتص ئئار ل ئئا ،و ق ئئد ذكرن ئئا طرف ئئا منه ئئا ،
كسئ ئئكوته عئ ئئن أخطئ ئئاء العتزّلئ ئئةم و أرسائ ئئطو ،بئ ئئدعوى النتصئ ئئار للعقلنيئ ئئةم ،و هئ ئئذا عمحئ ئئل ليئ ئئس مئ ئئن
الوضئوعيةم العلمحيئةم فئ شيء ،فالق أحئق أن يتتبحع ،و العقلنيةم القئةم تفئرض علئى صئاحبحها اللئتزّاما
بالق ف كل الحوال .
و الئئانب الرابئئع يتعلئئق بوقئئف ممحئئد أركئئون و عابئئد الئئابري مئئن منهئئج نقئئد الئئبخ عنئئد أهئئل
الئئديث ،فإنمحئئا قئئد اتفقئئا ف ئ موقفهمحئئا منئئه ،فطعنئئا فيئئه بل فهئئم صئئحيح لئئه ،و بل درايئئةم بئئه ،و
حيطا على أصحابه بل حق .و قد ناقشئناها و رددنئا عليهمحئا بئا فيئه الكفايةم فئ البححئث الثان مئن
الفصل الول .
و أما الانب الامس فيتعلق باساتخداما الصطلحات الديثةم الرتبحطئةم بعلئوما النسئان و التمحئع
،فقد أكثر أركون من اساتخدامها ،و كانت –ف الغالب العم -مصئئطلحات جوفئئاء ،جرهئئا معئئه
ت عليهئا ، -فئزّادت مئن صئعوبةم فهئم كلمئه و تعقيئده مئن دون طائئل ،مئا ف كل أباثه-الت أطلع ت
أدى بالتجم إل الكثار من الشروح و التعليقات الئئت زادت فئ حجئئم مؤملفئئات اركئئون مئئن جهئةم ،و
أرهقئ ئئت القئ ئئارئ و شوشئ ئئت عليئ ئئه مئ ئئن جهئ ئئةم أخئ ئئرى .كمحئ ئئا أن معظئ ئئم تلئ ئئك الصئ ئئطلحات لئ ئ يكئ ئئن
اسائئتعمحالا ظروري ئئا للفه ئئم و الثئ ئراء ،فق ئئد كئئان يك ئئن السائئتغناء عنه ئئا نائي ئئا .و ك ئئأن أركئئون كئئان
يستخدمها لتيخفي با هزّالةم مادته العلمحيئةم ،ويتشئئغل القئارئ بفئك ألغازهئئا و طلسئها مئئن دون طائئئل
ف النهايةم .
و أما الابري فلم تيكثر من اسائتخداما مصئئطلحات تلئئك العلئوما ذات الصئلةم بؤملفئاته ،و قئد
أشئئار فئ مقدمئئةم كتئئابه تكئئوين العقئئل العربئ إلئ انئئه سايسئئتخدما جهئئازا مفهوميئئا اصئئطلحيا فئ أبئئاثه
1055
ت عليها .
بناء على كتبحه الت أطلع ت
عن العقل العرب ،لكنه ل تيكثر من اساتخدامها بالقارنةم إل ما فعلةم أركون.
و الانب السادس ،يتعلق بالناهج الغربيئةم فئ البححئث و التحليئل و الكتابئةم العلمحيئةم ،فبحالنسئبحةم
لركون فإنه أكثر مئئن الشئارة إلئ أنئه سايسئتخدما الناهئج الغربيئةم فئ البححئئث و التحليئل ،و ادعئى أنئئه
يتطبحق النهئج التحليلئي التفكيكئي ،و منهئج التارييئةم ،و قئد ذكرنئا طرفئا مئن ذلئك فئ الفصئل الثان
،و تبحيم أنئا مناهئج مئدودة قاصئرة ،ل تصئلح لدراسائةم القئرآن الكريئ و السئنةم النبحويئةم الصئحيحةم ،و
أن أركون أخفق – من خلل تطبحيقه لا – ف الوصول إل ما خطط له سائلفا .و أمئئا الئئابري فهئو
أيضا اساتخدما بعض الناهج الغربيةم ف مال تنظم العرفةم ،و التحليل و التفكيك ،لكنه لئ تيوفئق فئ
تطبحيقها على كثي من الواضع الت ناقشناه و أظهرنا أخطاءه فيها .
و أما الانب الخي –أي السابع -فيتعلئق بنقئد الخبحئار و تحيصئها ،فبحالنسئبحةم لركئون فقئد
كئئان بعيئئدا كئئل البحعئئد عئئن نقئئد الخبحئئار و تقيقهئئا ،فلئئم أعئئثر لئئه علئئى أيئئةم روايئئةم نقئئدها و حققهئئا
لتيمحيزّهئئا مئئن حيئئث الصئئحةم و البحطلن ،وفئئق النهئئج العلمحئئي الكامئئل الئئذي يإمحئئع بيم ئ نقئئد التئئون و
السائئانيد معئئا .و هئئذه نقطئئةم ضئئعف كئبحية-إلئ جئانب نقئئاط الضئئعف الخئئرى -فئ أبئئاث أركئئون ،
لن الذي يكتب ف السائلميات و تاريهئا ،و ل يكئون ملمحئا بذلك النهج علمحئا و تطبحيقئا و درايئةم
،فإن أباثه ل قيمحةم لا ف غالب الحيان .
و أما الابري فهو أحسن حال من أركون ،فقد عثرت له على تقيقات و ترجيحات لبحعض
الروايئئات التارييئئةم ،لكنهئئا كئئانت قليلئئةم جئئدا ،بالقارنئئةم إلئ الكئئم الكئبحي مئئن الروايئئات الئئت ذكرهئئا و
اعتمحد عليها من دون أن تيققها .مئع العلئم بئأن رواياته الت حققهئا كئانت ناقصئةم مئن حيئث النقئد
و التمححيص ،لنه ل ينقد أساانيدها ،و أهلها إهال كليا .
ثانيا :المقارنة من حيث التأثر بالمستشرقين:
ل يتئئاج البحئئاحث إلئ كئبحي عنئئاء ليئتئدرك أن أركئئون متئئأثر بالستشئرقيم تئئأثرا كئبحيا ،لن كتبحئئه
ملوءة بذلك ،و قد ذكرنا من ذلك أمثلةم كثية جدا فيمحا تقدما من كتابنا هذا .تبحيم من خللا أنه
تلمحيئ ئئذ وفئ ئ لئ ئئم ،و شئ ئئديد الئ ئئب لئ ئئم و الثنئ ئئاء عليهئ ئئم ،و كئ ئئثي التنئ ئئويه بأعمحئ ئئالم البحاطلئ ئئةم منهئ ئئا و
الصحيحةم .و قال بقولم ف الطعن ف السالما و القرآن ،و السنةم النبحويةم ،و إنكئئار الصئئفةم الربانيئئةم
لدين السالما .و هو عندما يتظاهر بنقئده للمحستشئرقيم يبحقئى دائمحا تلمحيئذهم الريئص علئى مئدحهم
،و النوه بأعمحالم ،و العتمحد على تراثهم،و الخذ بأفكارهم ،و الحيرض لم على مواصلةم أباثهم
ت ت ت
ف الطعن ف السالما و أهله و تاريه ،فكان تلمحيذا وفيا للمحستشئرقيم ،و ابنئا عاقئئا لمتئه ،و باحثئا
ظالا لدين أجداده.
و أما الابري فهو مع اعتافه بأنه اساتفاد من الستشرقيم ف متلف مالت العرفةم ، 1056فإنه ل
1056
التاث و الداثةم ،صا. 309 :
يكئئن سا ئلبحيا تئئاههم ف ئ كئئل مئئا قئئالوه عئئن السائئلما و تئئاريه ،فقئئد قئئاومهم و أخئئذ منهئئم بئئوعي ،
خاصةم فيمحا يتعلق بطعن هؤملء ف مصدريةم القرآن و نبحوة ممحد –عليه الصلة و السلما ، -فإنن ل ئ
أعثر على أثر تيشي إل أنه تأثر بضللت هؤملء التعلقةم بدين السالما و رساوله .
ثالثا :المقارنة من حيث الموقف من السلما )) :مصدرا ،و اعتقادا ،و مكانة ((
نصئئص هئئذه القارنئئةم لب ئراز موقئئف أركئئون و الئئابري مئئن السائئلما ،مئئن حيئئث الصئئدريةم ،و
العتقاد ،و الفهم ،و مكانةم السالما ف فكئر الرجليمئ .فبحخصئوصا الصئئدريةم التمحثلئةم فئ الكتئئاب و
السنةم ،فقد طعن أركون ف مصئدريةم القئرآن ،و شئكك فيئه مئرارا و تكئرارا ،و زعئم أن أصئوله –أي
القرآن -الول قد ضاعت ،وأنه تعيرض للتحريف ،و ل تيكتب ف العهد النبحئئوي ،مئئن دون أن يتقئئد
ما دليل ص ئئحيحا ،تمس ئئايرا فئ ئ ذل ئئك ش ئئيوخه الستش ئئرقيم .و ق ئئد ناقش ئئناه فئ ئ مزّاعمح ئئه و شئ ئبحهاته و
نقضانا عليه ،بتوساع ف الفصل الثالث .
و أما موقفه من السنةم النبحويةم ،فكان أساوأ من موقفه من القرآن ،فقد زعم أنه ل تيفظ منها إل
القليل اليسي ،و البحاقي مكذوب تمفتعل ،و ما هو إل اختلق مستمحر ،متبحعا ف ذلئئك مئئا يقئوله
أسائئاتذته الستشئئرقون الئئذين سا ئبحقوه إل ئ القئئول بتلئئك الزّاعئئم ،و قئئد ناقشئئناه ف ئ شئبحهاته و دعئئاويه و
نقضناه عليه ف الفصليم الول و الثالث .
و أما الابري فمحوقفه من مصدريةم القرآن يتلف تاما عن موقف صديقه أركون ،فلم أعثر له
علئى مئا تيشي إلئ أنئه طعئن فئ مصئدريةم القئرآن الربانيةم أو شئكك فيها .و قد نئيوه بأهيته كمحصئدر
موثئئوق فئ التأريئئخ للسئئية النبحويئئةم ،و قئئد أشئئار إلئ ذلئئك فئ القسئئم الئئذي خصصئئه للسئئية النبحويئئةم مئئن
كتابه العقل السياساي العرب .
لكئئن مئئوقفه مئئن السئئنةم النبحويئئةم يتلئئف تامئئا عئئن مئئوقفه مئئن القئئرآن الكري ئ ،و يقئئتب كئئثيا مئئن
موق ئئف أرك ئئون م ئئن الس ئئنةم النبحوي ئئةم ،و ذل ئئك أن ئئه طع ئئن فئ ئ طريق ئئةم ج ئئع السئئنةم و تقيقه ئئا ال ئئت اتبحعه ئئا
الئئدثون ف ئ جعهئئم لئئا و تييئئزّ صئئحيحها مئئن سائئقيمحها ،و قئئد ناقشئئناه ف ئ ذلئئك و رددنئئا عليئئه ف ئ
الفصليم الول والثالث .
و أما موقفهمحا من حيث العتقاد بدين السالما ،فإن من يقرأ ما كتبحئئه أركئئون عئئن السائلما ،
و ما نقلناه عنه ف الفصليم الثان و الثالث من طعن ف السالما ،و تشكيك فيه ،و هجئوما عليئئه
،و تري ئئض عليئئه ،فئئإنه يكئئم علئئى ه ئئذا الرجئئل-أي أركئئون -بئئأنه لي ئئس مسئئلمحا ،و مئئا ه ئئو إل
مستشرق يمحل اسائم السئلمحيم ؛ لكنئه يندهش مئن جهةم أخئرى عنئدما يإئد هئذا الرجئل تيظهئر حرسائه
علئئى السائئلما ،و يقئئول مئ ئرارا بئئأنه مسئئلم . 1057إنئئه رجئئل متنئئاقض مئئع نفسئئه ،عليئئه أن يتزّيئئل هئئذا
1057
أنظر :السالما ،أوروبا ،صا. 140 ، 138 ، 132 ، 126 ، 45 ،44 :
التنئئاقض إذا كئئان تملصئئا فيمحئئا يكتئئب و يقئئول .و أمئئا إذا كئئان متلعبحئئا طالبحئئا للشئئهرة علئئى طريقئئةم
خالف تتعرف ،فهو ل يتبحال بذلك التناقض و ل يهمحه .
و أما الابري فهو يتلف عن أركون من حيث العتقاد بدين السالما ،فكتبحه شاهدة –خاصئةم
التئئأخرة منهئئا -علئئى أنئئه يئعئدين بالسائئلما عقيئئدة ،و لئ أعئئثر علئئى مئئا ينقئئض ذلئئك صئراحةم كمحئئا هئئو
حئئال أركئئون .لكنئئه هئئو أيضئئا متنئئاقض مئئع نفسئئه بيمئ ئ اعتقئئاده بالسائئلما ،و بيمئ ئ مشئئروعه الفكئئري
العلمحان القومي ،الذي سانشي إليه قريبحا إن شاء ال تعال .
و أما مئن حيئث فهمحهمحئا للسائلما ،فئإن الرجليمئ لمحئا أخطئاء كئثية فئ فهم السائلما ،ذكرنئا
طرفا منها ف الفصل لثان ،كان فيها أركون أكثر خطأ ف فهمحه للسالما من الابري .
و أما مكانةم السالما ف فكر الرجليم ،فإن السالما عند أركون ما هو إل تراث موروث
فقد دوره العمحلي اليوما بكم قئانون التارييئةم الزّعئوما .و هئئو ليئس مصئدرا للتشئريع و ل للخلق ،و
ل للمحفئئاهيم و العقائئئد ،و ليئئس هئئو دينئئا إليئئا كمحئئا يئئدعي السئئلمحون ،و ل يتلئئف عئئن غيه مئئن
الديان كالسيحيةم و اليهوديةم .
و هو تمعيقد جدا تاه السالما ،ينزّعج مئن كئل مئن يئدحه أو تينصئفه ،أو يتبحجلئه و تيدافع
عنئئه ،أو يعئئتف بحاسائئنه و خصائصئئه الربانيئئةم الئئت تيئئزّه عئئن غيه مئئن الديئئان الخئئرى . 1058و ف ئ
مقابل ذلك نده يفتخر بؤملفئاته ،و يئدح أعمحئال شئيوخه الستشئرقيم ،و يصئئدق عليئه قئوله تعئال :
ب النئلذيعن عل يئتوؤملمنتئئوعن بلئئاوللخعرلة عوإلعذا ذتكل ئعر النئلذيعن لمئئن تدونلئله إلعذا ته ئوم
ت قتئلتئئو ت
ل
}عوإلعذا ذتك ئعر اللنئهت عووح ئعدهت اوشعئأعنز و
يعوستعوبحلشتروعن{ٍ -ساورة الزّمر .-45/إنئه رجئل تمعقئد تئاه السائلما ،كئثي الئدعاوى و الفتخئار بؤملفئاته
الزّيلةم .و إنه مسكون بواجس و شكوك ،و خيالت و شبحهات ل حقيقئئةم و ل وجئئود لئئا إل فئ
فكره و ف تراث شيوخه .
و أما الابري ،فمحكانةم السالما ف مشروعه الفكري تشبحه مكانته ف فكر أركون ف جوانب ،و
تتلف عنها ف جوانب أخرى ،فالسالما عنئئده مئئوروث حضئئاري ،اتسائئتهلك خلل مرحلتئئه التارييئئةم
المحتدة من نايئةم العصئر الئاهلي إلئ عصئر النهضئئةم العربيئئةم الديثئةم فئ القئرن التاسائع عشئئر اليلدي و
ما بعده .فهو الن تمقمو ما تاريي و حضاري من القومات السااسايةم للقوميةم العربيةم. 1059
و السائئلما عنئئده ليئئس مصئئدرا وحيئئدا للتلقئئي ،و ليئئس رسائئالةم إليئئةم كاملئئةم :عقيئئدة و شئريعةم ،
أخلقئا و مفئئاهيم ،و ليئس هئو مشئروع حيئاة أبديئةم يتوقئئف عليئه مصئي البحشئريةم جعئاء .حئت بلئغ بئئه
المر إل انه قال :من مهاما الفكر العرب اليوما العمحل على تويل العقيدة إل مرد رأي. 1060
1058
أنظر مثل :تارييةم الفكر ،صا . 199 ، 140 ،123 ،86 :و الفكر السالمي ،صا. 193 ،184 ، 83 :
1059
أنظر :تكوين العقل ،صا . 338 :و بنيةم العقل ،صا . 571 :و التاث و الداثةم ،صا. 117 ، 116 :
1060
عئئن مئئا قلنئئاه عنئئه ،أنظئئر :العقئئل السياسائئي ،صا . 327 :و بنيئئةم العقئئل ،صا . 552 ،416 ، 7 :و تكئئوين العقئئل ،
1061
و مع ذلك فقد عثرت على قوليم للجابري وصف ف أحئدها السائلما بأنه ديئن و دولئةم
،و ف الثان قال )) :لنن اعتقد و تأؤمن بأن السالما دين و دنيا (( . 1062فمحا تفسي هذا التنئئاقض
بيم ما نقلناه عنه آنفا ،و بيم قئوليه الخييئن؟ .إنئه توجئد أربعئةم احتمحئالت لتفسئيه ،أولئا إنئه قال
ذلئئك مئئن بئئاب العتقئئاد بئئأن السائئلما ديئئن و دولئئةم ،و ديئئن و دنيئئا.و ثانيهئئا إنئئه قئئال ذلئئك مئئن بئئاب
وصئئف السائئلما ذاتئئه ،بئئأنه ديئئن شئيرع للئئدين و الدولئئةم ،و للئئدين و الئئدنيا معئئا ،فهئئو يئتئؤممن بئئذلك
من باب الوصف و القرار بشيء موجود ،و ليس من باب العتقاد النظري و العمحلي.
و ثالثهئئا إنئئه قئئال ذلئئك مئئن بئئاب وصئئف السائئلما مئئن الناحيئئةم التارييئئةم ،بئئأنه كئئان فئ عصئئره
ال ئئذهب دين ئئا و دول ئئةم ،و دين ئئا و دني ئئا .و آخره ئئا-أي الحتمح ئئال الراب ئئع ، -إن ئئه ق ئئال ذل ئئك م ئئن ب ئئاب
التلعئئب و التضئئليل ،و ذر الغبحئئار فئ عيئئون منتقئئديه مئئن السائئلمييم ،لسائئكاتم و التخفيئئف مئئن
انتقاداتم له .
فبحالنسئبحةم للحتمحئال الول فهئئو تمسئتبحعد ،لن الشئروع الئئابري شئهد علئى نفسئه بئأنه مشئروع
قومي علمحان ديقراطي ،ل تيثل فيه السالما إل مقوما تراثيا تاوزه الزّمئئن .و أمئئا الحتمحئئالن الثئئان
و الثالث فهمحا واردان ،و يبحئدو لئ أنئه يقصئد أحئئدها أو هئا معئئا.و أمئا الحتمحئال الرابئع فهئئو وارد ،
لكن ال تعال أعلم به .
رابعا :المقارنة من جهة الهداف و الخصائص :
فمحن حيث الهداف ،فإن مشروع أركون الفكئري أقئامه أسااسائا علئى دراسائةم السائلما ،تئت
عنوان :نقد العقل السالمي ،قصد الوصول إل جلةم أهداف ،أهها اثنان ،الول السعي لضرب
السالما بالسالما ،تهيدا للجهاز عليه نائيا ،بواساطةم جلةم من الوسائائل ،منهئا :الدعوة إلئ تديئد
السالما و عصرنته .و التشكيك ف قطعيات دين السالما ،و نشر شبحهات الستشرقيم و العلمحانييم
حوله .و تكوين نبحةم علمحانيةم من أبناء السلمحيم يكونون بوقا للفكر الغرب ف الشرق و الغرب معئئا
.و التظئئاهر بئئالرصا علئئى تديئئد الفكئئر السائئلمي مئئن جهئئةم ،و العمحئئل علئئى طمحسئئه و تريفئئه و
تفريغه من متواه من جهةم ثانيةم. 1063
و هئئدفه الثئئان هئئو الئئدعوة إل ئ اللدينيئئةم –أي العلمحانيئئةم الئئت هئئي مئئذهب أركئئون -بيمئ ئ
و هذا الرجل اعتف صراحةم بأنه يدعو إل علمحنةم السائلما لابئةم السلطات الدينيئةم الئت تنئق
حريئئةم التفكئئر ف ئ النسئئان ،و وسائئائل تقيئئق هئئذه الريئئةم . 1066و هئئذا الرجئئل أمئئره غريئئب جئئدا ،
فمحئئن أجئئل ذلئئك أمضئئى حيئئاته فئ تئئأليف الكتئئب لتشئئويه السائئلما و تريئئف تئئاريه ! ،إنئئه ل يعئئرف
حقيقئئةم السائئلما،و مئئا ذاق حلوة اليئئان بئئه ،إنئئه ل يعلئئم أن الريئئةم القيقيئئةم ل يإئئدها إل فئ عبحئئادة
ال تعال على دين السالما عقيدة و شريعةم ،فإذا فعئل ذلئك تيلص مئن قيئود مئذهبحيته و ظنئونه و
تشبحهاته ،و أصبحح حرا طليقا يعبحد ال على بصية من أمره ل يشى أحدا إل ال تعال .
و أمئئا الشئئروع الئئابري فأهئئدافه واضئئحةم ،أههئئا إيإئئاد فكئئر قئئومي عرب ئ يق ئوما علئئى العلمحانيئئةم و
الئئديقرا طيئئةم ،و الداثئئةم و العقلنيئئةم الغربيئئةم ،مئئع عئئدما إحئئداث قطيعئئةم مئئع الئتاث عامئئةم و السائئلما
خاصئئةم ،لنئئه –أي السائئلما -مقئوما تراثئئي مئئوروث-فئ نظئئر الئئابري ، -مئئن أهئئم القومئئات التاثيئةم ،
إل جانب اللغةم العربيةم . 1067فمحشئئروع الئئابري علمحئئان قئئومي تغريئئب ،دوره السااسائئي ابعئئاد السائلما
و إحلل مشروعها ملئئه ،تكئئون فيئئه العلمحانيئةم هئي الئدين الرضئي الئذي تقئوما عليئه اليئاة ،ل يثئل
فيهئئا السائئلما إل مقومئئا توراثيئئا ،ل دور لئئه ف ئ تئئوجيه اليئئاة ،لن هئئذا الئئدور تق ئوما بئئه العلمحانيئئةم و
1064
أنظر مثل :تارييةم الفكر ،صا . 294 ،267 ، 214 :و السالما ،أوروبا ،صا. 203 ، 102 ، 101 :
1065
تارييةم الفكر ،صا. 294 :
1066
تارييةم الفكر ،صا. 294 :
1067
أ :تكوين العقل ،صا 7 :صا :و بنيةم العقئل ،صا. 568 :و العقئل السياسائي ،صا . 317 :و الئتاث و الداثئةم ،صا:
. 332 ، 17
الداثةم ،و الديقراطيةم و العقلنيةم الزّعومةم ،و بذلك يتم الساتغناء عن السالما ،و تفريغه من متواه
الربان العقيدي التشريعي .
و أما القارنةم من حيث خصائص الشروعيم ،فهنئاك خصئائص تمحعهمحئا ،و أخئرى تتفرقهمحئا
،فأمئئا الئئت تمحعهمحئئا فمحنهئئا :إن كل مئئن أركئئون و الئئابري ألغئئى السائئلما مئئن مشئئروعه كحئئل لئئا
يتعئئانيه السئئلمحون مئئن تلئئف فئ جيئئع الئئالت مئئن جهئئةم ،و حرصئئا علئئى اسائئتخداما السائئلما لضئئرب
السالما نفسه بطريقةم تناساب كل منهمحا من جهةم أخرى .و ف مقابل ذلك فإن كل منهمحا انتصئئر
لغي السالما بتبحن مشروع فكري تملفق متنافر ،يتخذ من العلمحانيةم بديل للسالما و مناهضا له .
و منهئا أيضئا أن كل مئن الشئرعيم يثل خطئرا علئى السائلما ،لكئن مشئروع الئابري أخطئر
من مشروع أركون ،لن مشروع هذا الخيئئ -علئئى خطئئورته -فهئو مكشئوف فئ هئدمه للسائلما و
عداوته له ،المر الذي يإعل السلمحيم ينفرون منه ،و ل تد كتبحه اسائئتجابةم واسائئعةم بينهئئم فئ غئئالب
الحيان .لكن مشئئروع الئابري عكئئس مشئئروع أركئئون ،فهئو مشئئروع كئثيا مئا تيظهئر عكئس مئا
يتبحطن ،و يستخدما السالما لضرب السالما نفسه ،كمحا فعل فئ مسئئألةم البحيئان و البخهئان ،و العقئئل
و الخلق ،و نظاما الكم ف السالما ،فمحشروع الابري ينتهي إل شل السالما علمحيا و ساياسايا
،و أخلقيا و حضاريا ،ليحتويه ف النهايةم و يإعله مقوما تراثيا ميتا.
و منهئئا أيضئئا إن كل مئئن الشئئروعيم ينظئئر إل ئ القئئرآن علئئى أنئئه يفتقئئد إل ئ العيئئار الئئذات
الصحيح الذي بواساطته تنيزّ بيم اليات الكمحات و التشابات ،و با أنه يفتقئئد إلئ ذلئئك حسئئب
زعمحهمحا ،فإن لكل إنسان أن يفهئئم السائلما علئئى هئواه و كمحئا يتريئئد ،و ل يصئح لئه أن تينكئئر علئى
من تيالفه ف فهم السالما ،حتةم و إن انتهى بئه فهمحئه إلئ هئدما السائلما ،و نقئض قواعئده .و هئذا
البح ئئدأ الطيئ ئ ين ئئدرج ض ئئمحن مبح ئئدأ التأوي ئئل الفاسا ئئد ال ئئذي ق ئئال ب ئئه البحاطني ئئةم و الؤمول ئئون للص ئئفات م ئئن
التكلمحيم و الفلسائفةم فئ العصئئر السائلمي فئ فهمحهئئم للسائلما حسئب خلفيئئاتم الذهبحيئةم . 1068و
هو البحدأ نفسه قال به الن أركون و الابري ،و قد رددنا عليهمحا ف الفصل الثان.
و منهئئا أيضئئا إن كل مئئن أركئئون و الئئابري تعصئئب لشئئروعه الفكئئري و بشئئر بئئه مئئن جهئئةم ،و
جعل نفسه ف حرج شديد و تناقض صارخ عندما أعلن كئئل منهمحئئا أنئئه يئدين بالسائئلما ،و هئئو
يعمحل ضده بشروعه الفكري من جهةم أخرى ! .
و من ذلك أيضا إن كل من الشروعيم جعل السالما توراثا فكريا موروثا اساتهلكه الزّمن من
جهةم ،و ساعى إل احتوائه و ترويضه ،وتقزّيه و تشويهه من جهةم أخرى .كمحا أن كل منهمحئئا اتئئذ
العقل السلم موضوعا له ،ساه أركون :نقد العقل السائئلمي ،و سئئاه الئئابري :نقئئد العقئئل العربئ ،
1068
للتوساع ف مبحدأ التأويل الفاساد و خطورته ،انظر كتاب الصواعق الرسالةم على الهمحيةم و العطلةم لبن قيم الوزيةم .
فالوضوع واحد وإن اختلفت زوايا النظر و مالت الطرح و التسمحيةم .
و أمئئا الصئئائص الئئت تفئئرق بيم ئ الشئئروعيم و تيئئزّ بينهمحئئا ،فئئإن مشئئروع أركئئون يتمحيئئزّ بئئأنه
مشروع تغريب اساتشئراف قلبحا و قالبحئا ،ظئاهرا و باطنئا ،توضئع خصيصئا لئدما السائلما .و بتنئ أسااسائا
علئئى الطعئئن ف ئ السائئلما و التشئئكيك فيئئه ،بئئاختلق الكئئاذيب و ترويئئج الش ئبحهات ح ئوله ،و هئئذه
حقيقةم ثابتةم تشهد با كتب أركون .
و إنه مشئروع أكثر طمحسئا للحئق ،و جئرأة علئى البحاطئل ،يطعئن فئ ديئن السائلما صئراحةم ،و
يئئدح الستشئئرقيم علنيئئةم ،و تيرضئئهم علئئى السائئلما و أهلئئه ،و يثهئئم علئئى الزّيئئد مئئن بئذل الهئئود
لدما السالما بدعوى البححث العلمحي و العقلنيةم و تديد الفكر السالمي .
و منها أيضا إنه مشروع أمضى صاحبحه عقودا من عمحره لنازه ،و ريوج له بكئئل مئا
يسئئتطيع ،فلئئم تيقئئق مئئا كئئان يرجئئوه ،و لئ يإئئد رواجئئا فئ الغئئرب و ل فئ الشئئرق بئئاعتاف أركئئون
نفسه ،عندما قال بأن دراسائاته عئن السائلما ظلئت مهولئةم أو متجاهلئةم مئن قبحئل معظئم البحئاحثيم ،و
أن دعوته الت أطلقها فئ السبحعينات مئن اجئل التجديئد )) النهجئي فئ مئال الدراسائات الطبحقئةم علئى
السالما ظل بدون صدى تيذكر حت الن ((. 1069
فهذا الرجل يشتكي ما حدث لنتئاجه الئذي لئ يإئد الئرواج الئذي كئان يئأمله ،ونسئئي أو تناسائئى
أن سا ئبحب عئئدما إقبحئئال الغئئرب علئئى إنتئئاجه هئئو أنئئه ل ئ يئئأتيه بديئئد يئتئذكر ،و إنئئا أعئئاد إليئئه بضئئاعته
القديةم الت تطعن ف السالما و السلمحيم ،الت كان أركون قد أخذها عن شيوخه الستشرقيم .
و ل ئ يتقبحئئل الشئئرق السئئلم علئئى إنتئئاج أركئئون ،لنئئه ل ئ يئئأتيه بديئئد أيضئئا ،و إنئئا ق ئيدما لئئه بضئئاعةم
الستشئ ئئرقيم السئ ئئمحومةم ،العروفئ ئئةم بأباطيلهئ ئئا و مفتياتئ ئئا ،قئ ئئدمه إل ئ ئ السئ ئئلمحيم بلسئ ئئان تلمحيئ ئئذ وف ئ ئ
للساتشراق و أهله .فمحاذا كان ينتظئر أركئون مئن السئلمحيم ؟ ،إن رفضئهم لفكئره هئو الئرد الصئحيح
شرعا و عقل و علمحا ،لن فكر أركون هو فكر اساتشراقي قلبحئا و قالبحئا ،أقئئامه صئئاحبحه علئئى منهئج
الستشرقيم ردد من خلله أوهامهم و أكاذيبحهم على السالما و أهله .
و أمئئا الصئئائص الئئت تيئئزّ بئئا مشئئروع الئئابري ،فمحنهئئا إنئئه مشئئروع فكئئري انتصئئر للعلمحانيئئةم و
القوميةم على حساب السالما ،انتصر لمحئئا باسائم البخهئان و العقلنيئةم الزّعئئوميم ،و أيخئئر السائئلما و
علومه بدعوى البحيان .منطلقا ف ذلك مئئن خلفيئات قوميئةم علمحانيئةم واضئحةم ،رددهئئا الئابري مئرارا ،
حت أنه دعا إل تويل العقيدة إل مرد رأي .
و منها أيضا إنه مشروع يستبحطن الطعن فئ السائلما بطريقئةم خفيةم ملتويئةم ،كتفضئيله نظئاما
البخهان على ما ساه بنظاما البحيان ،الذي أدخل فيه علوما الكتاب و السنةم من دون أن يستثنيها منئه
،المئئر الئذي يعنئ أن علئوما الشئئرع غيئ مبخهنئئةم ،و ل تقئوما بئذاتا ،و لبئئد لئئا مئئن نظئئاما البخهئئان
1069
الفكر الصول ،صا . 242 :و معارك من أجل النسنةم ،صا. 296 :
لتقوما عليه ،و بدونه ل قياما لا .و من ذلك أيضا زعمحه بأن النصوصا الشرعيةم متعارضةم فئ مسئئألت
القضئئاء و القئئدر ،و الكمحئئةم و التعليئئل ،و هئئذا ادعئئاء باطئئل يتضئئمحن طعنئئا فئ ئ الئئدين بئئأن آيئئاته
متعارض ئئةم ،و ل يتق ئئدما حل ص ئئحيحا لس ئئألتيم م ئئن أخط ئئر الس ئئائل الفلس ئئفيةم و أعوص ئئها .و تل ئئك
الزّاعم سابحق أن ناقشناه فيها و رددنا عليه ،و بينا وجه الق فيها .
و منا أيضا إنه مشروع قاما على تراث فكئئري تملفئئق متنئئافر ،يفتقئئد إلئ النسئجاما و التنئاغم
،و الئتابط و التانئئةم ،جئئع فيئئه صئئاحبحه خليطئئا مئئن الرسائئطيةم و الزّميئئةم ،و الرشئئديةم و اللدونيئئةم ،و
القاصديةم الشاطبحيةم ،و أضاف إليئه جانبحئا مئن الفكئر الغربئ الئديث ،ليإئاد مشئروع علمحئان قئومي
جذوره توراثيةم قوميةم دينيةم ،يتقبحله العرب بل مقاومةم ،و يرون فيه امتدادا لم من العصر الاهلي إل ئ
يومهم هذا .فهو ل يعد إل السالما و تراثئه مئن أجلهمحئا ،و إنئا عئاد إليهمحا ليتوظفهمحئا فئ مشئروعه
القومي العلمحان ،يكون السالما فيه ترساا قديا موروثا تيؤمدي دورا تارييا تمدد سالفا .
خأامسا :المقارنة بين المشروعين من حيث المضمون :
تبحيم ل من القارنةم بيم فكر الرجليم من حيث الضمحون ،أن الغئئالب علئئى فكئئر أركئون الفقئئر
الدقع ف مال البداع و التوليد ،مع ضئعف الئتابط و العمحئق فئ الطئرح ،و كثرة الئدعاوى العريضئةم
ال ئئت يتك ئئثر أرك ئئون م ئئن إظهاره ئئا .و مؤملف ئئاته تك ئئاد تك ئئون ذات موض ئئوع واح ئئد ،م ئئع ك ئئثرة التكئ ئرار
للمحصطلحات الوفاء ،و قلةم الشواهد و العطيات العلمحيةم .
و يغلئئب علئئى فكئئره أيضئئا كئئثرة التديئئد للشئئكوك و الش ئبحهات ،و الفتيئئات و الوهئئاما الئئت
أخذها من تراث الستشرقيم ف غالب الحيان .مع الضعف الشديد فئ النقئئد و التمححيئص للروايئئات
التارييةم ،و غياب النعئعفس الطويل ف الدال و الناقشات.
و تيلحظ على فكره أيضئا أن الرافئةم تثل جانبحئا أسااسايا مئن فكئره ،فهئو –أي أركئون -فئ
دراسااته عن السالما يعتمحد على الرافةم اعتمحادا أسااسايا ،و ذلك أنه يتلق الشبحهات و الظنئئون ،و
الوهئئاما ،و يبحنئ ئ عليهئئا فكئئره ،كمحئئا فعئئل فئ ئ مئئوقفه مئئن مصئئدريةم القئئرآن و تئئوثيقه و تئئدوينه ،و
مقابل ذلك كثيا ما يزّعم أن ف السائلما عناصئئر أسائطوريةم ،و ينسئى أو يتناسائى أن السائطورة مئن
صمحيم فكره ف موقفه من السالما !! .
و وجدناه أيضا يتلق حكايةم اللمفكر فيه ،ث يضخمحها ،حت أصبحح مسكونا با و ملكئئت
عليه جانبحا كبحيا من تفكيه ،ظنا منه أنه اكتشف أمرا خطيا ،ساكت عنه السلمحون لخفائه عئئن
البحئئاحثيم عئئن القيقئئةم .و غئئاب عنئئه أنئئه ل يوجئئد فئ ئ السائئلما شئئيء ل تمفكئئر فيئئه ،و أن الئئذي
تساكت عنئه ليئس لنئه غيئ صئحيح ،أو غيئ تمفكئر فيئه ،و إنئا هئو تسائكت عنئه لنئه صئحيح ،و مئن
القطعيات القائمحةم على الدلةم الشرعيةم و العقليةم و التارييةم .
و مئئن خرافئئاته التعلقئئةم بالسائئلما أيضئئا ،زعمحئئه أن السائئلما إل ئ الي ئوما ل ئ يتعئئرض إل ئ النقئئد و
التمححي ئئص . 1070و زعمحئ ئئه هئ ئئذا تمضئ ئئحك ،و يشئ ئئهد التاريئ ئئخ و الواقئ ئئع علئ ئئى بطلنئ ئئا ،لن أعئ ئئداء
السائئلما منئئذ أكئئثر مئئن 14قرنئئا و هئئم ينقئئدونه و تيحصئئونه و يكيئئدون لئئه ،فمحئئا بلغئوا مرادهئئم منئئه ،
كأركون و شيوخه و أمثالم من العلمحئئانييم و اللحئئدة .و أركئئون يعلئئم ذلئئك جيئئدا ،لكنئئه متحيئئزّ،
ينكر الشمحس ف رابعةم النهار ،ليبحقى متمحسكا برافته ف موقفه من السالما .
و منهئئا أيضئئا خرافتئئه السئئتقبحليةم الغريبحئئةم ،عنئئدما تنبحئئأ بئئأن الئئذي حئئدث للنص ئرانيةم الوروبيئئةم ف ئ
صراعاتا الائجةم مع العلم ،سائيحدث نفئس المئئر مئئع السائئلما ،و ربئا هئو علئئى البئواب . 1071و
هذه نبحئوءة أركونيئةم تدل علئى أن هئذا الرجئل إمئا أنئه ل يعئي مئا يقئول ،أو أنئه يتعمحئد إطلق مثئل
هذه الرافات .و يبحدو أنه بناها على خرافةم أخئرى أخئئذها عئن الستشئرقيم ،الئت تزّعئم أن السائلما
نسخةم تمقتبحسةم و تمرفةم عن الديانتيم اليهوديةم و النصئرانيةم ،و قئد سابحق أن ناقشئناه فئ ذلئك و نقضئنا
عليه خرافته.
و بئئا أن الرافئئةم تثئئل جانبحئئا ك ئبحيا مئئن فكئئر أركئئون ،وجئئدناه يتكئئثر مئئن اسائئتخدامها باسائئم
السائئطورة و السائئطرة و يتهئئم بئئا السائئلما و تئئاريه ،و يصئئف-أي أركئئون -أوهئئامه بالوضئئوعيةم و
العلمحيةم ،قلبحا للحقيقةم ،و تدليسا على القئراء .و فكئر هئئذا حئاله يسئتحيل عليئه الصئئمحود و التأصئيل
،و يإب تغيي عنوان كتابه :الفكر الصول و اسائتحالةم التأصئيل ،إلئ :الفكئر الركئئون و اسائتحالةم
التأصيل ،لنه فكر يقوما على الرافةم و الظنون و الهواء !! .
و أما بالنسبحةم لفكر الابري فهو أكثر قوة و ترابطا ،و عمحقا و إثراء بالقارنةم إل فكر أركئئون
،لكنه فهو أيضا تيعان من التفكك و التنافر على مستوى البحناء الداخلي للفكار و الفاهيم ،و قد
فصئلنا بعئض ذلئئك فئ مبححئئث نظئئرة الئئابري إلئ الدرسائئةم الغربيئئةم و الندلسئئيةم ،و إغفئئاله لدرسائئةم أهئئل
الئديث .كمحئا أن دراسائتنا لفكئره مئن الناحيةم التارييةم و النهجيئةم أظهئرت أن فكئره يتضئمحن كثيا مئن
العيوب و النقائص ،و الغالطئات ،و الباطيئل ،و قد ذكرنئا نئاذج كئثية مئن ذلئك فيمحئا تقئدما مئن
كتابنا هذا .
و ختاما لذا الفصل تأشي هنئا إلئ أنئه تئبحيم لئ مئن دراسائت لفكئر أركئون و الئابري أنئه تيوجئد
بينهمحئئا ن ئئوع م ئئن التكام ئئل و التخص ئئص عل ئئى الس ئئتوى الفك ئئري ،و تع ئئاون و تواص ئئل عل ئئى مس ئئتوى
العلقئ ئئات الشخصئ ئئيةم ،فبحخصئ ئئوصا التكامئ ئئل الفكئ ئئري بيمئ ئ الرجليمئ ئ ،فكئ ئئل منهمحئ ئئا ريكئ ئئزّ فئ ئ دراسائ ئئته
للسائئلما و العقئئل السئئلم ،علئئى جئئانب مغئئاير للجئئانب الئئذي ريكئئزّ عليئئه الخئئر .فئئأركون ريكئئزّ علئئى
الئئانب النظئئري و العقئئدي ،و الئئابري ريكئئزّ علئئى الئئانب اللغئئوي و الفلسئئفي و القئئومي و التئئاريي ،
1070
الفكر الصول ،صا. 81 :
1071
السالما ،أوروبا ،صا. 86 :
المئر الئذي أوجئد نوعئا مئن التكامئل بيمئ الشئروعيم ،لكنئه تكامئل يقئوما علئى هئدما السائلما و تئاريه
،و ل يقئ ئوما علئئى بنائهمحئئا .و قئئد اعئئتف أركئئون بئئأنه توجئئد أعمحئئال فكريئئةم قليلئئةم جئئدا ،تصئئب فئ ئ
الالت الت كتب هو فيها ،فذكر من بينها أعمحال ممحد عابد الابري. 1072
و أمئا علئى مسئتوى العلقئات الشخصئيةم بيمئ الرجليمئ ،فهئي علقئات قويةم حيمحيةم ،وصئفها
الابري بأنا علقات صئئداقةم ،و زمالئئةم ،و أخئئوة . 1073و لعلئل هئئذه العلقئئات القويئةم هئئي السئبحب
ف ساكوت كل منهمحا على أخطاء الخر ،فلم أعثر على أي انتقاد وجهه أحدها إلئ الخئر ،فئ
أباثهمحا –الت أطلعت عليها ، -رغئم أنئا كئثيا مئا تعرضئت إلئ مواضئع متشئابةم تتضئمحن إشئكالت
،كالت تتعلق بتاريخ القرآن ،و السنةم النبحويةم ،و نشأة الفقه السالمي .
......................................................................................
1072
الفكر الصول ،صا. 185 ، 97 :
1073
التاث و الداثةم ،صا. 32 :
الخاتمة
توصلنا من خلل بثنا هذا إلئ نتائئج كثية جئدا ،هئي مبحثوثئةم فئ فصئول ثانيئاه ،تتعلئق
بالخطئئاء التارييئئةم و النهجيئئةم ف ئ مؤملفئئات البحئئاحثييم ممحئئد أركئئون و ممحئئد عابئئد الئئابري ،منهئئا :إن
كل منهمحا كانت له أخطاء منهجيةم كثية ،تتعلق بالكتابةم العلمحيةم و النقد التاريي ،ذكرنئئاه مفصئئلةم
فئ ئ الفص ئئل الول ،تئ ئبحييم منه ئئا أنمح ئئا أخل ك ئئثيا بقواع ئئد الكتاب ئئةم العلمحي ئئةم ،و أهل النق ئئد الت ئئاريي
الشامل،و إن مارساه الابري ف بعض الواضع بطريقةم ناقصةم.
و منهئا أنمحئا وقعئئا فئ أخطئئاء منهجيئةم كئثية تتعلئق بئالفهم و التعامئئل مئع القئئرآن و الشئريعةم ،و
الفلسفةم و علم الكلما ،ذكرناها بالتفصئيل فئ الفصئل الثان و ناقشئناها فيهئا ،و نقضئناها عليهمحئا
،كزّعمحهمحا بأنه ل تيوجد معيار واحد ثابت صحيح لفهم السالما على حقيقتئئه ،و إنئئا هئئو مفتئئوح
يستجيب لكل التأويلت و التفهوما على اختلفاتا و تناقضاتا.
و تئبحيم أيضئئا أن كل منهمحئئا كئئان منطلقئئا –فئ أبئئاثه -مئئن خلفيئةم مذهبحيئةم متعصئبحةم ،فئأركون
ك ئئان م ئئدفوعا بعلمحاني ئئةم متغيرب ئئةم حاق ئئدة ،و ال ئئابري ك ئئان م ئئدفوعا بعلمحاني ئئةم قومي ئئةم تمتفلس ئئفةم ،قص ئئد
الوصئئول إل ئ أهئئداف تمسئئطرة سائئلفا ،باسائئتخداما متلئئف الوسائئائل التاحئئةم لئئديهمحا ،علئئى حسئئاب
السالما و تاريه :عقيدة و شريعةم ،أخلقا و ساياساةم.
و منها أيضا أن مشروع كل منهمحا كان موجها أسااساا ضد السالما ،فأركون ل يكن تيفي
ذلك عن القئراء ،فقئد كئان يطعئن فئ السائلما و يتشئكك فيئه علنيةم .لكئن الئابري كئان مشئروعه
أخطر من الول ،لنه اسائتخدما طرقئا ملتويئةم لضئرب السائلما ،فش يله علمحيئا و ساياسائيا و أخلقيئا
،لتحويله إل موروث ميت تيؤمدي دورا تارييا تحدد له سالفا .
كمحئئا تن ئبحيم أن كل منهمحئئا وقئئع ف ئ أخطئئاء تارييئئةم كئئثية جئئدا و خطية أيضئئا ،كئئالت تتعلئئق
بتاري ئئخ الق ئئرآن و الس ئئنةم ،و الس ئئية و الفق ئئه ،و الص ئئحابةم و الفتنئئةم الك ئئبخى ،ك ئئانت أخطره ئئا مزّاع ئئم
أركون التعلقةم بتاريخ القرآن الكري ،و روايات الابري التعلقةم بالصحابةم و الفتنةم الكبخى .
و ال ول التوفيق ،و المحد ل أول و أخيا ،و صلى ال على ممحد و آله و صحبحه أجعيم .
د /خالد كبحي علل -الزّائر1427-ه2006/ما –
................................................................
أهم المصادر و المراجع
أهم المصادر و المراجع :
أول :المصادر :
ابن الوزي :النتظم :ط ،1دار صادر ،بيوت 1358 ،ه
ابن الوزي :مناقب الماما أحد ،ط ، 3دار الفاق الديديةم ،بيوت 1982 ،
ابن الوزي :الضعفاء و التوكيم ،حققه عبحد ال القاضي ،ط 1بيوت ،دار الكتب العلمحيةم . 1406 ،
ابن الوزي :الوضوعات ف الحديث الرفوعات ،ط ، 1الدينةم النورة ،الكتبحةم السلفيةم 1966 ،
ابن حبحان :صحيح ابن حبحان ،حققه شعيب الرناؤوط ،بيوت ،مؤمساسةم الرساالةم 1993 ،
ابن حبحان :الثقات ،حققه السيد شرف الدين احد ،ط 1بيوت ،دار الفكر . 1975 ،
ابن تيمحيةم :منهاج السنةم النبحويةم ،ط ، 1حققه ممحد رشاد ساال ،مؤمساسةم قرطبحةم القاهرة . 1401 ،
ابن تيمحيةم :بغيةم الرتاد ف الرد على الفلسافةم و القرامطةم ،ط ، 1مكتبحةم العلوما و الكم ،د ما ن . 1408 ،
ابن تيمحيةم :درء تعارض العقل و النقل ،حققه رشاد ساال ،دار الكنوز ،الرياض . 1391 ،
ابن تيمحيةم :الرد على النطقييم ،دار العرفةم ،بيوت ،صا. 196 :
ابن تيمحيةم :ممحوع الفتاوى ،جع ابن قاسام ،الرياض ،مكتبحةم العارف ،دت .
ابن كثي :البحدايةم و النهايةم ،منشورات دار العارف ،بيوت . 1985 ،
ابن كثي :تفسي القرآن العظيم ،ط ، 1دار السلما ،الرياض . 1414 ،
ابن الندي :الفهرسات ،دار العرفةم ،بيوت . 1978 ،
ابن العمحاد النبحلي :شذرات الذهب ،ط ،1حققه عبحد القادر الرناؤوط ،مكتبحةم ابن كثي ،دمشق .
ابن قتيبحةم -الكتاب غي ثابت إليه : -المامةم و السياساةم ،طبحعةم الزّائر ،موفم للنشر . 1989،
ابن العرب أبو بكر :العواصم من القواصم ،حققه مب الدين الطيب ،هامش صا . 209 :
ابن قيم الوزيةم :النار النيف ،حققه عبحد الرحن العلمحي ،دار العاصمحةم ،الرياض. 1998 ،
ابن قيم الوزيةم :بدائع الفوائد ،ط ، 1مكتبحةم نزّار البحاز ،مكةم الكرمةم . 1996 ،
ابن قيم الوزيةم :زاد العاد ف هدى خي العبحاد ،ط ،14مؤمساسةم الرساالةم ،بيوت . 1986 ،
ابن قيم الوزيةم :مدارج السالكيم ،ط ، 2دار الكتاب العرب ،بيوت . 1973
و ابن قيم الوزيةم :طريق الجرتيم و باب السعادتيم ،ط ، 2دار ابن القيم ،الدماما . 1994 ،
ابن قيم الوزيةم :مفتاح دار السعادة ،دار الكتب العلمحيةم ،بيوت ،د ت
ابن قيم الوزيةم :شفاء العليل ،دار الفكر ،بيوت . 1978 ،
ابن قدامةم القدساي :روضةم الناظر ،ط ، 2جامعةم الماما ممحد بن ساعود ،الرياض . 1399 ،
ابن الصلح :مقدمةم ابن الصلح ف علوما الديث ،ط ، 1دار الفاراب ،د ما ن . 1984 ،
ابن قتيبحةم :تأويل متلف الديث ،دار اليل ،بيوت . 1972 ،
ابن خلدون :مقدمةم ابن خلدون ،ط ،1دار الكتب العلمحيةم 1993 ،
ابن خلكان :وفيات العيان ،حققه إحسان عبحاس ،دار صادر ،بيوت ،دت
ابن أب داود :الصاحف ،دار الكتب العلمحيةم ،بيوت . 1995 ،
ابن رشد الفيد :بدايةم التهد و نايةم القتصد،دار الفكر ،بيوت ،دت .
ابن حزّما :اللى ،دار الفاق الديدة ،بيوت ،د ت
ابن حزّما .الحكاما ف أصول الحكاما ،ط ، 1دار الديث ،القاهرة . 1404 ،
ابن حزّما :التقريب لد النطق ،حققه إحسان عبحاس ،دار مكتبحةم الياة ،بيوت ،صا. 163 :
ابن ساعد :الطبحقات الكبخى ،دار صادر ،بيوت .
ابن ماهد :السبحعةم ف القراءات ،ط ، 2دار العارف ،القاهرة 1400 ،
ابن الندي :الفهرسات ،دار العرفةم ،بيوت . 1978 ،
ابن حجر :طبحقات الدلسيم ،ط ، 1مكتبحةم النار ،عمحان .
ابن حجر :الصابةم ف معرفةم الصحابةم ،ط ، 1دار اليل ،بيوت . 1412 ،
ابن حجر :تذيب التهذيب ،ط ،1دار الفكر ،بيوت . 1984 ،
ابن حجر :فتح البحاري ،دار العرفةم ،بيوت . 1379 ،
ابن حجر :تقريب التهذيب ،حققه ممحد عوامةم ،ط ، 1ساوريا دار الرشيد . 1986 ،
ابن أب يعلى أبو السيم :طبحقات النابلةم ،حققه ممحد حامد الفقي ،مطبحعةم السنةم المحديئئةم ،القئئاهرة 1962 ،
.
ابن الهدل :كشف الغطاء عن حقائق التوحيد ،حققئه أحئئد بكيئ ،التئاد العئئاما التونسئئي للشئئغل ،تئئونس ،د
ت.
ابن تيمحيةم :الرساالةم التدمريةم ،دار الشهاب ،الزّائر ،د ت .
ابن أب أصيبحعةم :عيون النبحاء ف طبحقات الطبحاء ،حققه نزّار رضا ،دار مكتبحةم الياة ،بيوت ،د ت .
ابن حزّما :الفصل ف اللل و الهواء و النحل ،مكتبحةم الاني ،القاهرة .
ابن فرحون :الديبحاج الذهب ،دار الكتب العلمحيةم ،بيوت ،د ت .
ابن الصلح :مقدمةم ابن الصلح ف علوما الديث ،دار الدى ،د ت ،الزّائر .
ابن جاعةم :النهل الروي ،ط ،2دار الفكر ،دمشق . 1406 ،
أحد بن حنبحل :السند ،مؤمساسةم قرطبحةم ،القاهرة ،د ت .
احد بن حنبحل :فضائل الصحابةم ،حققه ممحد عبحاس ،ط ، 1بيوت ،مؤمساسةم الرساالةم . 1983 ،
اللبحان ناصر الدين :سالسلةم الحاديث الضعيفةم ،مكتبحةم العارف ،الرياض ،د ت .
اللبحان :نصب الانيق ،ط ، 3الكتب السالمي ،بيوت . 1996 ،
اللبحان :السلسلةم الصحيحةم ،مكتبحةم العارف ،الرياض ،دت
اللبحان :الامع الصغي و زياداته ،الكتب السالمي ،دت .
البحاقلن :تهيد الوائل و تلخيص الدلئل ،ط ، 1مؤمساسةم الكتب الثقافيةم ،بيوت .
البحخاري :الصحيح ،ط ،3حققه ديب البحغا ،دار ابن كثي ،بيوت.1987 ،
البحخاري :خلق أفعال العبحاد ،دار الشهاب ،الزّائر ،دت .
البحيهقي :السنن الكبخى ،مكتبحةم دار البحاز ،مكةم الكرمةم 1994 ،
البحيهقي :العتقاد ،ط ، 1دار الفاق الديدة ،بيوت . 1401 ،
البحيهقي :شعب اليان ،ط ، 1دار الكتب العلمحيةم ،بيوت . 1410 ،
التمذي :السنن ،حققه أحد شاكر و آخرون ،دار إحياء التاث العرب ،بيوت ،دت .
لاكم النيسابوري :الستدرك على الصحيحيم ،دار الكتب العلمحيةم ،بيوت .
الارث الاساب :مائيةم العقل ،ط ، 2دار الكندي ،بيوت ،صا. 205 :
الطيب البحغدادي :الكفايةم ف علم الروايةم ،الكتبحةم العلمحيةم ،الدينةم النورة ،د ت .
اللل :السنةم ،ط ،2دار الرايةم ،الرياض . 1415 ،
الدارمي :الرد على الهمحيةم ط ،2دار ابن الثي الكويت . 1995 ،
الذهب :تذكرة الفاظ ،حققه حدي السلفي ،ط 1الرياض ،دار الصمحيعي . 1415 ،
الذهب :ميزّان العتدال ،ط ، 1دار الكتب العلمحيةم ،بيوت . 1995 ،
الذهب :تذكرة الفاظ ،ط ، 1دار الكتب العلمحيةم ،بيوت ،د ت .
الذهب :أحاديث متارة من موضوعات ابن الوزي و الوزقان ،الدينةم النيورة ،مكتبحةم الدار . 1404
الذهب :سايي أعلما النبحلء ،ط ، 3مؤمساسةم الرساالةم ،بيوت 1985 ،
الرازي فخر الدين :الصول ف علم الصول ،ط ، 1جامعةم الماما ممحد بن ساعود ،الرياض . 1400 ،
الزّيلعي عبحد ال :نصب الرايةم ،حققه يوساف البحنوري ،مصر ،دار الديث 1357 ،ه .
السخاوي :العلن بالتوبيخ لن ذما التاريخ ،حقه فرانزّ روزنتال ،دار الكتب العلمحيةم ،بيوت ،د ت .
السجزّي أبو نصر :رساالةم أب نصر السجزّي إل أهل زبيد ،حققه ممحد كري عبحد ال ،ط ، 1دار الرايةم ،
السعوديةم . 1404 ،
السبحكي علي بن عبحد الكاف :الباج ،ط ، 1دار الكتب العلمحيةم ،بيوت 1404 ،
الشاطب :الوافقات ،حققه عبحد ال دراز ،دار العرفةم ،بيوت .
الشوكان :إرشاد الفحول ،ط ، 1دار الفكر ،بيوت . 1992 ،
الشوكان :البحدر الطالع بحاسان من بعد القرن ،السابع ،دار العرفةم ،بيوت .
الضياء القدساي :الحاديث الختارة ،حققه عبحد اللك بن دهيش ،ط 1مكةم ،مكتبحئةم النهضئةم الديثئةم 1410
.
الطبخي :تاريخ الطبخي ،ط ،1الكتبحةم العلمحيةم ،بيوت . 1407
الطبخي :التبحصي ف الدين ،ط ،1دار العاصمحةم الرياض . 1996 ،
الطبخان :العجم الكبحي ،ط ،2مكتبحةم العلوما و الكم ،الوصل .
علء الدين الكاساان :بدائع الصنائع ،ط ، 2دار الكتاب العرب ،بيوت . 1982 ،
عبحد ال بن أحد بن حنبحل :السنةم ،ط ،2دار الكتب العلمحيةم بيوت
عبحد الرحن بن ممحد الرازي :علل الديث ،حققه مب الدين الطيب ،دار العرفةم ،بيوت . 1405 ،
عبحد الرزاق :مصنف عبحد الرزاق ،حققه حبحيب العظمحي ،ط 2بيوت ،الكتب السالمي. 1403 ،
عبحد الليل العلئي :جامع التحصيل ،ط ، 2عال الكتب ،بيوت . 1986 ،
العجلئئي احئئد بئئن عبحئئد ال ئ :معرفئئةم الثقئئات ،حققئئه عبحئئد العليئئم البحسئئتوي ،ط 1الدينئئةم النئئورة ،مكتبحئئةم الئئدار ،
.1985
عمحر بن شبحةم :أخبحار الدينةم ،دار الكتب العلمحيةم بيوت. 1996 ،
الغزّال أبو حامد :الستصفى ،ط ، 1دار الكتب العلمحيةم ،بيوت . 1414 ،
القرطب :تفسي القرطب ،ط ، 2دار الشعب ،القاهرة . 1372 ،
مسلم بن الجاج :التمحييزّ ،حققه مصطفى العظمحي ،السعوديةم ،مكتبحةم الكوثر 1411 ،
مسلم :الصحيح ،حققه فؤماد عبحد البحاقي ،دار إحياء التاث العرب ،بيوت ،دت .
النذري :التغيب و التهيب ،ط ،1دار الكتب العلمحيةم ،بيوت . 1417
ممحد الزّنان :تريج الفروع على الصول ،ط ، 2مؤمساسةم الرساالةم ،بيوت . 1398 ،
الزّي أبو الجاج :تذيب الكمحال ،ط ، 1مؤمساسةم الرساالةم ،بيوت . 1980 ،
النووي :شرح النووي على صحيح مسلم ،ط ،2دار إحياء التاث العرب. 1392 ،
النسائي :سانن النسائي الكبخى ،ط ،2مكتبحةم الطبحوعات السالمي ،حلب 1986 ،
الكلين ممحد بن يعقوب :الكاف ،ط ، 3دار الكتب السالميةم ،طهران 1328 ،ه .
اليثمحي علي أبو بكر :ممحع الزّوائد و منبحع الفوائد ،دار الفكر بيوت . 1418 ،
ول ال الدهلوي :النصاف ف بيان أسابحاب الختلف ،ط ، 3دار النفائس ،بيوت 1983 ،
الللكائي هبحةم ال :اعتقاد أهل السنةم ،دار طيبحةم ،الرياض. 1402 ،
ثانيا :المراجع :
إحسان إلي ظهي :الشيعةم و السنةم ،ط ، 1دار الصحوة ،القاهرة . 1986 ،
إحسان إلي ظهي :الشيعةم و التشيع فرقا و تاريا ،ط ، 4ترجان السنةم ،باكستان 1405 ،ه .
إبراهيم حركات :التمحع و السياساةم ف عصر الراشدين ،الدار الهليةم ،بيوت. 1985 ،
أبو السن الندوي :صورتان متضادتان ،ط ، 1القاهرة ،دار الصحوة . 1985 ،
أبو زهرة ممحد :ماضرات ف النصرانيةم ،ط ،3دار الكتاب العرب ،مصر . 1961 ،
بوكاي موريس :الكتب القدساةم ف ضوء العلوما الديثةم ،ط ، 4دار العارف ،بيوت .
الصاصا :أحكاما القرآن ،دار إحياء التاث العرب ،بيوت . 1405 ،
خالد كبحي علل :الزمةم العقيديةم بيم الشاعرة و أهل الديث ،ط ، 1دار الماما مالك ،الزّائر 2005 ،
خالد كبحي علل :مدرساةم الكذابيم ،ف روايةم التاريخ السالمي و تدوينه ،دار البحلغا ،الزّائر . 2003 ،
خالد كبحي علل : :أخطاء ابن خلدون ف كتابه القدمةم ،دار الماما مالك ،البحليدة ،الزّائر . 2005 ،
خالد كبحي علل :الثورة على سايدنا عثمحان بن عفان ،دار البحلغا ،الزّائر . 2003 ،
جورج طرابيشي :وحدة العقل العرب السالمي ،ط ، 2دار الساقي ،بيوت . 2002 ،
دافيد برجان :الكون ،ترجةم نزّيه الكيم ،سالسلةم ل يف ،دار التجةم بيوت ،دت .
السيد ساابق :فقه السنةم ،دار اليل ،بيوت . 1995 ،
ساامي النشار :مناهج البححث عند مفكري السالما ،دار النهضةم العربيةم ،بيوت. 1984 ،
شلب رؤوف :أضواء على السيحيةم ،الكتبحةم العصريةم ،بيوت . 1975 ،
الصال صبححي :مبحاحث ف علوما القرآن ،ط ، 25دار العلم للمحلييم ،بيوت . 2002 ،
صديق حسن خان :أبد العلوما ،دار الكتب العلمحيةم ،بيوت . 1978 ،
صديق حسن خان القنوجي :قطف الثمحر ،ط ،2دار الماما مالك . 1414 ،
طويلةم عبحد الوهاب :الكتب القدساةم ،ط ، 2دار السلما القاهرة . 2001
عبحد المحيد عرفان :الستشرقون و العرفان ،ط ، 2الكتب السالمي ،بيوت . 1983 ،
عبحد العزّيزّ ساال :تاريخ الغرب ف العصر السالمي ،مؤمساسةم شبحاب الامعةم ،مصر ،د ت .
عبحد العظيم الزّرقان :مناهل العرفان ،ط ،1دار الفكر ،بيوت 1996 ،
عبحد المحيد ساحةم :ف أعمحاق الفضاء ،دار الشروق ،القاهرة . 1980 ،
عبحد العليم عبحد الرحن خضر :الظواهر الغرافيةم بيم العلم و القرآن ،ط ، 1الدار السعوديةم ،الرياض 1984
عجاج الطيب :السنةم قبحل التدوين ،ط ، 1مكتبحةم وهبحةم ،مصر . 1963 ،
عمحر فاروخ :التبحشي و الساتعمحار ف البحلد العربيةم ،الكتبحةم العصريةم ،بيوت . 1986 ،
عمحر سايليمحان الشقر :تاريخ الفقه السالمي ،قصر الكتاب ،الزّائر . 1990 ،
عمحر ساليمحان الشقر :تاريخ الفقه السالمي ،قصر الكتاب ،البحليدة الزّائر ،د ت .
عمحر ساليمحان الشقر :خصائص الشريعةم السالميةم ،قصر الكتاب ،البحليدة ،الزّائر ،د ت .
عمحر ساليمحان الشقر :الدخل إل دراساةم الدارس و الذاهب الفقهيةم ،ط ، 2دار النفائس ،الردن 1998 ،
.
لطفي عبحد الوهاب ييح :العرب ف العصور القديةم ،دار النهضةم العربيةم ،بيوت .
ماهر عبحد القادر :النطق و مناهج البححث ،دار النهضةم العربيةم ،بيوت 1985 ،
ممحد الزّفزّاف :التعريف بالقرآن و الديث ،ط ، 4مكتبحةم الفلح ،الكويت . 1984 ،
ممحد أركون :الفكر السالمي قراءة علمحيةم ،ترجةم هاشم صال ،ط ، 2مركزّ التاد القومي ،
و الركزّ الثقاف العرب ،بيوت ،الدار البحيضاء . 1996 ،
ممحد أركون :تارييةم فكر العرب السالمي -هو نفسه :نقد العقل السالمي ، -ترجةم صال
هاشم ،ط ، 3مركزّ التاد القومي ،و الركزّ الثقاف العرب ،بيوت ،الدار البحيضاء 1998،
ممحد أركون :القرآن :من التفسي الوروث ،إل تليل الطاب الدين ،ط ، 1ترجةم هاشم
صال ،دار الطليعةم بيوت . 2001 ،
ممحد أركون :السالما ،أروبا ،الغرب ،ترجةم هاشم صال ،ط ، 2دار الساقي ،بيوت
2001
ممحد أركون :الفكر الصول و إساتحالةم التأصيل ،ترجةم هاشم صال ،ط ، 2دار الساقي
بيوت . 2002 ،
ممحد أركون :معارك من أجل النسنةم ف السياقات السالميةم ،ترجةم هاشم صال ،ط ، 1دار
الساقي بيوت . 2001 ،
ممحد عابد الابري :تكوين العقل العرب ،ط ، 8الركزّ الثقاف العرب ،الدار البحيضاء ،د ت .
ممحد عابد الابري :بنيةم العقل العرب ،ط ، 7مركزّ دراساات الوحدة العربيةم بيوت . 2004 ،
ممحد عابد الابري :العقل السياساي العرب ،ط ، 6الركزّ الثقاف العرب ،الدار البحيضاء 2003 ،
.
ممحد عابد الابري :العقل الخلقي العرب ،ط ، 2الركزّ الثقاف العرب ،الدار البحيضاء ،
. 2001
ممحد عابد الابري :التاث و الداثةم – دراساات و مناقشات – ط ، 2مركزّ دراساات الوحدة
العربيةم ،بيوت 1999 ،
ممحد حسن الزّين :منطق ابن تيمحيةم ،ط ،1الكتب السالمي ، ،بيوت . 1979 ،
ممحد رمضان البحوطي :فقه السية ،دار الفكر ،الزّائر . 1991 ،
ممحد طقوش :التاريخ السالمي الوجيزّ ،ط ، 1دار النفائس ،بيوت . 2002 ،
ممحد أمزّون :تقيق مواقف الصحابةم من الفتنةم ،ط ، 3دار طيبحةم ،الرياض1420 ،
ممحود الطحان :أصول التخريج و دراساةم الساانيد ،ط ،3مكتبحةم العارف ،الرياض. 1996 ،
ممحود يعقوب :ابن تيمحيةم و النطق الرساطي ،ديوان الطبحوعات الامعيةم ،الزّائر ،د ت .
ممحود الطحان :تيسي مصطلح الديث ،مكتبحةم رحاب ،الزّائر ،د ت .
ممحود الفضيلت :القضاء ف صدر السالما ،دار الشهاب ،الزّائر ،د ت .
مشهور آل ساليمحان :كتب حذر منها العلمحاء ،دار الصمحيعي ،الرياض. 1415 ،
...................................................................................................
فهرس المحتويات
المقدمة :
الفصل الولا
الخأطاء المنهجية في الكتابة العلمية و النقد التاريخي
-في مؤلفات أركون و الجابري -
أول :أخأطاء في منهجية الكتابة العلمية .
ثانيا :أخأطاء في منهج النقد التاريخي .
الفصل الثاني
الخأطاء المنهجية المتعلقة بالقرآن و الشريعة و علم الكلما و الفلسفة-
-في مؤلفات أركون و الجابري-
أول :الخأطاء المتعلقة بالنظر إلى القرآن و فهمه و التعامل معه
ثانيا :الخأطاء المتعلقة بالشريعة و الفقه
ثالثا :الخأطاء المتعلقة بأصولا الدين
رابعا :الخأطاء المتعلقة بالفلسفة
خأامسا :أخأطاء الجابري في نظرته إلى المدرسة المغربية الندلسية و أهل الحديث
الفصل الثالث
الخأطاء التاريخية المتعلقة بالقرآن و الشريعة و علوما أخأرى
أول :الخأطاء التاريخية المتعلقة بالقرآن الكريم .
ثاني ج ج ج ج ج ج ج ج ججا :الخأط ج ج ج ج ج ج ج ج ججاء التاريخي ج ج ج ج ج ج ج ج ججة المتعلق ج ج ج ج ج ج ج ج ججة بالشج ج ج ج ج ج ج ج ج جريعة و الس ج ج ج ج ج ج ج ج ججنة و الس ج ج ج ج ج ج ج ج ججيرة .
ثالثج ج ج ج ج ججا :الخأطج ج ج ج ج ججاء التاريخيج ج ج ج ج ججة المتعلقج ج ج ج ج ججة بنشج ج ج ج ج ججأة الثقافج ج ج ج ج ججة و العل ج ج ج ج ج جوما و تطورهج ج ج ج ج ججا .
الفصل الرابع
الخطاء التاريخية المتعلقة بالصحابة و الفتنة الكبرى و الطوائف
السلمية
أول :الخأطاء التاريخية المتعلقة بالصحابة قبل الفتنة
ثانيا :الخأطاء التاريخية المتعلقة بالفتنة الكبرى
ثالثا :الخأطاء التاريخية المتعلقة بالطوائف السلمية
رابعا :أخأطاء تاريخية متعلقة بقضايا متفرقة
الفصل الخامس
مقارنة بين فكر محمد أركون و محمد عابد الجابري
أول :المقارنة من حيث اللتزاما بالمنهجية العلمية
ثانيا :المقارنة من حيث التأثر بالمستشرقين
ثالثا :المقارنة من حيث الموقف من السلما :مصدرا و اعتقادا و مكانة
رابعا :المقارنة من جهة الهداف و الخصائص المتعلقة بفكر الرجلين
خأامسا :المقارنة بين المشروعين من حيث المضمون
الخاتمة :
أهم المصادر و المراجع :
فهرس المحتوايات :
مصنفات للمؤلف :
-1صفحات من تاريخ أهل السنة و الجماعة ببغداد .
-2الداروينية في ميزان السلما و العلم .
-3قضية التحكيم في موقعة صفين – دراسة وفق منهج علم الجرح و التعديل –
-4الث ججورة عل ججى سججيدنا عثم ججان بججن عف ججان – دراس ججة وف ججق منه ججج عل ججم الجججرح و التع ججديل-
-5مدرسج ج ج ج ج ج ج ج ججة الكج ج ج ج ج ج ج ج ججذابين فج ج ج ج ج ج ج ج ججي روايج ج ج ج ج ج ج ج ججة التاريج ج ج ج ج ج ج ج ججخ السج ج ج ج ج ج ج ج ججلمي و تج ج ج ج ج ج ج ج ججدوينه .
- 6الصج ججحابة المعج ججتزلون للفتنج ججة الكج ججبرى – دراسج ججة وفج ججق منهج ججج أهج ججل الجج ججرح و التعج ججديل –
-7الزمج ج ججة العقيديج ج ججة بيج ج ججن الشج ج ججاعرة و أهج ج ججل الحج ج ججديث –خأللا القرنيج ج ججن 6-5:الهجرييج ج ججن-
-8أخأطج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ججاء المج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ججؤرخ ابج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ججن خألج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ججدون فج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ججي كتج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ججابه المقدمج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ج ججة
.