Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 8

‫وزارة التعميم العالي والبحث العممي‬

‫جامعة بغداد‬
‫المعيد العالي لمدراسات المحاسبية والمالية‬
‫قسم الدراسات المالية ‪ /‬مصارف‬
‫المرحمة االولى‬

‫تقرير في االدارة االستراتيجية يتناول موضوع‬


‫التفكير االستراتيجي‬
‫مقدم الى الدكتورة خمود ىادي عبود الربيعي‬

‫اعداد‬
‫عمي عبد عذاب الغزالي‬

‫‪8102-8102‬‬
‫مقدمة‬
‫ٌمر العالم فً هذه اآلونة بفترة تحوالت اقتصادٌة وسٌاسٌة واجتماعٌة كبرى تمثل‬
‫تحدٌات لكافة المؤسسات سواء الحكومٌة منها او الخاصة ‪,‬االمر الذي ادى الى‬
‫تغٌر جذري فً المجاالت واالنماط والمعاٌٌر التً تحكم عمل هذه المؤسسات ‪.‬‬
‫وفً ظل التغٌٌرات السرٌعة المتالحقة اصبح من الواضح ان اسالٌب االمس فً‬
‫التفكٌر واالدارة غٌر مالئمة تماما لتحدٌات المستقبل واخذة فً االنهٌار وال بد من‬
‫وجود اسالٌب جدٌدة مبتكرة ‪ .‬واصبح االمر ٌقتضً توفٌر رؤٌة واضحة للشكل‬
‫الذي سٌكون علٌه المستقبل ‪ ,‬كما اصبح هناك ضرورة ملحة لتفعٌل دور التفكٌر‬
‫االستراتٌجً الذي ٌمكننا من مواجهة التحدٌات العالمٌة والمحلٌة عن طرٌق وضع‬
‫استراتٌجٌات فاعلة مع تحقٌق التنفٌذ المرن لهذه االستراتٌجٌات ‪.‬‬
‫ومن هنا اصبح التفكٌر االستراتٌجً ٌشكل لب وجوهر االدارة االستراتٌجٌة مما‬
‫ٌتطلب ضرورة قٌام القٌادات العلٌا بمواجهة وادارة االزمات فً المنظمات‬
‫بتخصٌص جزء كبٌر من وقتهم فً التفكٌر فً االوضاع المستقبلٌة بدال من االكتفاء‬
‫بمواجهة وادارة االزمات الجارٌة ‪.‬‬
‫لذا اصبح من الضروري االخذ بنظر االعتبار فً المبدا القائل‬
‫" ان االدارة االســــــتراتيــــــــــــجية تبدا بالتـــــــــفكير االستــــــــــــــــراتيجي "‬

‫وسنتناول في هذا التقرير االتي ‪:‬‬


‫مفهوم التفكير االستراتيجي‬ ‫‪-‬‬
‫اهمية التفكير االستراتيجي‬ ‫‪-‬‬
‫مميزات التفكير االستراتيجي‬ ‫‪-‬‬
‫انماط التفكير االستراتيجي‬ ‫‪-‬‬
‫الفرق بين التفكير االستراتيجي والتفكير التشغيلي ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫)‪)strategic thinking meaning‬‬ ‫مفهىم التفكير االستراتيجي‬
‫يعد التفكير احد اكثر المفاىيم الغامضة التي قد تفيم وقد تكون عصية عن الفيم ‪ ,‬ويرد ذلك‬
‫عمى ان التفكير ىو عممية ذىنية وظاىرة انسانية وضرورة داخمة في جميع العموم‪.‬‬

‫تنوعت تعاريف التفكير نسبة الى الجية التي قامت بالتعريف بو‪ ,‬فقد عرف عمماء المنطق‬
‫التفكير بانو " الوصول من المقدمات الى النتائج" اما عمماء البيولوجي فقد عرفوا التفكير بانو‬
‫"مجموعة المعادالت التي يبذليا الكائن الحي عندما يحاول ان يحل ما يواجو من مشكالت كي‬
‫يتمكن من فيم البيئة والسيطرة عمييا والتكيف ليا (سرحان وكامل‪.)6 :3641,‬‬

‫اما التفكير االستراتيجي فيرى مايكل بورتر أن التفكير االستراتيجي ىو "الصمغ الذي يجمع‬
‫المبادرات واألنظمة الكثيرة لممؤسسة مع بعضيا البعض" ‪ ,‬والمفكر االستراتيجي العبقري ىو‬
‫الشخص القادر عمى استي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـعاب طبيعة البيئة االستراتيجية وخاصة تعقيداتيا وتفاعالتيا‬
‫المتعددة المس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتويات ويستطيع ان يستنبط الغايات والطرائق التي يمكن ان تحظى باإلجماع‬
‫وتخمق تأثيرات استراتيجية تقود الى اليدف الن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيائي المنشود‬

‫(ياغر‪. )15 :1133,‬‬

‫كما عرف بانو " اسموب تحميل المواقف التي تواجو المنظمة والتي تتميز بالتحدي والتغير ومن ثم‬
‫التعامل معيا من خالل التصور لضمان بقاء المنظمة وارتقائيا بمسؤولياتيا االجتماعية‬
‫واالخالقية حاض ار ومستقبال " (الخفاجي‪. ) 52 :1112,‬‬

‫وعرف ايضا بأنو‪ ":‬تمك القدرات والميارات الذىنية والفكرية الضرورية لقيام الفرد بالتصرفات‬
‫االستراتيجية وممارسة ميام اإلدارة االستراتيجية من عممية تحديد رسالة وغايات وأىداف المنظمة‬
‫وصياغة االستراتيجية وتنفيذىا ومراقبة عممية التنفيذ"‪ (.‬قمش ‪.)1 :1115,‬‬
‫ومن خالل ىذه التعريفات نستطيع ان نمخص تعريف شامل فيمكننا ان نقول بان التفكير‬
‫االستراتيجي ىو " ذلك االسموب الذي تتبناه االدارة العميا والذي تتمكن من خاللو االنتقال من‬
‫العمميات االدارية واالجرائية لحل االزمات الحالية الى تكوين رؤية مستقبمية مختمفة لمعوامل‬
‫المتغيرة الداخمية والخارجية بما يضمن االستخدام االمثل إلمكانات المنظمة مركزة بذلك عمى‬
‫المستقبل اخذه بنظر االعتبار ما حدث وما يحدث ليا في الماضي والحاضر "‬

‫أهمية التفكير االستراتيجي‬


‫إن التفكير االستراتيجي يشير إلى توافر القدرات والميارات الضرورية لمقيام بالتنبؤات المستقبمية‪,‬‬
‫مع امكانية صياغة االستراتيجيات واتخاذ الق اررات المتكيفة مع حياة المنظمة لكسب معظم‬
‫المواقف التنافسية في ظل مواردىا المحدودة‬

‫ويمكن توضيح أىمية التفكير االستراتيجي من خالل النقاط التالية‪:‬‬

‫‪ ‬ترتيب األوليات وتحديدىا واشاعتيا بين العاممين‪.‬‬


‫‪ ‬تطوير القدرة عمى تشكيل المستقبل‪.‬‬
‫‪ ‬وضوح الرؤية فيو مثل البصر والبصيرة لإلنسان‪.‬‬
‫‪ ‬تقميل نسبة الخطأ في التعامل مع المواقف واتخاذ الق اررات‪.‬‬
‫‪ ‬التطوير والتحديث المستمرين مما يمزم لتحسين األداء‪.‬‬
‫‪ ‬حسن التعامل مع االحداث والوقائع من خالل استغالل عنصر الوقت‪.‬‬
‫‪ ‬االستعداد بالحجم الكافي من االمكانيات الفكرية والمادية والبشرية‪.‬‬
‫(اليمباوي‪)6:1112,‬‬
‫مميزات التفكير االستراتيجي‬
‫مميزات التفكير االستراتيجي عمى النحو التالي‪:‬‬

‫‪ -3‬تفكير منظم‪ :‬ألنو يعتمد عمى الرؤية الشمولية لمعالم المحيط‪ ,‬ولربطو األجزاء في شكميا‬
‫المنتظم‪ ,‬والنطالقو من الكميات في فيمو لمظواىر وتحميمو لألحداث‪.‬‬
‫‪ -1‬تفكير تطويري‪ :‬يبدأ من المستقبل ليستمد منو صورة الحاضر‪ ,‬و ينطمق من الرؤية‬
‫الخارجية ليتعامل من خالليا مع البيئة الداخمية‪.‬‬
‫‪ -1‬تفكير افتراقي او تباعدي‪ :‬ألنو يعتمد عمى االبداع و االبتكار في البحث عن افكار‬
‫جديدة و يكتشف تطبيقات مستحدثة لمعرفة سابقة‬
‫‪ -2‬تفكير تنافسي‪ :‬ألنو ُيقر انصاره بواقعية الصراع بين األضداد و القوي و يتطمعون الى‬
‫اقتناص الفرص قبل غيرىم‬
‫‪ -3‬تفكير تركيبي وبنائي‪ :‬ألنو يعتمد عمى اإلدراك‪ ,‬االستبصار والحدس الستحضار الصور‬
‫البعيدة ورسم مالمح المستقبل قبل حدوثو‪.‬‬
‫‪ -4‬تفكير تفاؤلي انساني‪ :‬ألنو يؤمن بقدرات وطاقات االنسان العقمية عمى اختراق العالم‬
‫المجيول‪ ,‬واالحتماالت التي يمكن حدوثيا (الطويل‪.)1113,‬‬

‫أنماط التفكير االستراتيجي‬


‫تتعدد أنماط التفكير االستراتيجي تبعاً لممواقف التي يجابييا متخذو القرار‪ ,‬وفقاً ألساليب‬
‫اختيارىم لمبدائل االستراتيجية‪ ,‬وتصنف عمى النحو التالي‪:‬‬
‫‪ -3‬نمط التفكير الشمولي‪ :‬تيتم االدارة العميا بتحديد اإلطار العام لممشكمة‪ ,‬وتعتمد في‬
‫ذلك عمى خبرتيا المتراكمة في تحديد أولويات العوامل التي تؤثر في المشكمة‪,‬‬
‫وصياغة أطر النتائج المستيدفة (‪.)Lyles & Thomas, 131:1988‬‬
‫‪ -1‬نمط التفكير التجريدي‪ :‬تيتم االدارة العميا بحصر العوامل العامة المحيطة بالمشكمة‬
‫في إطار انتقائي‪ ,‬يقوم عمى فمسفة متخذ القرار وتوجياتو‪ ,‬وغالباً ما يطبق ميولو وقيمو‬
‫التي تتحدد في ضوء حدسو أو خيالو‪ .‬ويقترب ىذا النمط من مفيوم التفكير االستراتيجي‬
‫القائم عمى التغيير الجذري لمسار الوضع القائم‪ ,‬إذ أن التفكير في ما يجب أن يكون‬
‫يعني التفكير في صياغة األدوار الجديدة لممنظمة (محمد‪.)53:1111,‬‬
‫‪ -1‬نمط التفكير التشخيصي‪ :‬يؤكد عمى إجراء تحميل دقيق لمموضوع المراد اتخاذ قرار‬
‫بصدده‪ ,‬ومن ثم تشخيص أىم دواعي اتخاذ القرار‪ ,‬وبالتالي اختيار البديل المناسب‬
‫وصوالً إلى حمول حتمية‪ .‬ويحدد متخذ القرار محاور تفكيره باألسباب التي تقف وراء‬
‫المشكمة اذ يعتمد عل قانون السببية في التحميل و التحقق من قوة العالقة و معنويتيا ‪.‬‬
‫و عند اختيار الحل النيائي لممشكمة يبحث في مدى استجابة الحمول العممية لمعالجة‬
‫الموقف‪ ,‬ويتجمى ىدف متخذ القرار في الوصول إلى حكم مبني عمى التسميم المطمق‬
‫بوجود المتغيرات في عالم الواقع‪ ,‬وال يمكن استثناء عوامل الغموض البيئي في تأثيرىا‬
‫في نتائج صدق القرار‪ ,‬وبذلك تستكمل عممية التشخيص بتحديد مصادر الغموض التي‬
‫تحيط باألسباب والعمل عمى تخفيفيا (يونس‪.)311:1114,‬‬
‫‪ -2‬نمط التفكير التخطيطي‪ :‬يتجو ىذا النمط نحو تحديد النتائج الممكنة كمرحمة أولى‬
‫في التفكير‪ ,‬ثم تييئة مستمزمات الوصول لتمك النتائج‪ ,‬حيث يركز ىذا النمط بشكل أقل‬
‫عمى حتمية توافر جميع األسباب الكامنة وراء المشكمة‪ ,‬وال بد لمسماح لعنصر المرونة‬
‫في تحديد األسباب والمعمومات ومصادرىا‪ ,‬أو الحمول واألىداف الممراد حصرىا‬
‫ألغراض اتخاذ القرار (‪.)Hamal & Prahalad, 1989:63-69‬‬
‫الفرق بين التفكير االستراتيجي والتفكير التشغيلي‬
‫التفكير االستراتيجي تفكير يتعمق بالمستقبل البعيد ويتطمب وضع خطط استراتيجية‬
‫بعيدة االمد لتحقيق اىداف كبيرة وطموحة وىو يتطمب مشاركة العاممين واصحاب‬
‫المصالح في وضع الخطط والسياسات واالستراتيجيات ‪.‬‬
‫اما التفكير التشغيمي فيو تفكير قصير االمد ويتطمب وضع الخطط السنوية لتحقيق‬
‫اىداف قصيرة االمد وىي اىداف اقل اىمية من االىداف االستراتيجية ويمكن ان‬
‫تكون االىداف قصيرة االمد بمثابة نقاط تدقيق او وسائل لتحقيق االىداف‬
‫االستراتيجية ‪.‬‬
‫حيث ان ‪ %66‬من المدراء يفكرون تفكير تشغيمي حتما ‪.‬‬

‫اما التفكير التشغيلي‬ ‫التفكير االستراتيجي‬


‫‪ .1‬فوري‬ ‫‪ .1‬أطول زمن‬
‫‪ .2‬ملموس‬ ‫‪ .2‬االدراك‬
‫‪ .3‬عملي ‪ ,‬تطبيقي‬ ‫‪ .3‬ذهني ‪ ,‬تصوري ‪ ,‬تعليمي‬
‫‪ .4‬يحل المشاكل االنية‬ ‫‪ .4‬يحدد القضايا الرئيسية في المنظمة‬
‫‪ .5‬روتيني وقليل االستمرارية‬ ‫‪ .5‬يدخل مجاالت جديدة‬
‫‪ .6‬يتسم بالكفائة‬ ‫‪ .6‬يتسم بالفعالية‬
‫‪ .7‬عملي‬ ‫‪ .7‬نظري‬
‫‪ .8‬متاح للكل‬ ‫‪Top management .8‬‬
‫المصادر‬

‫الطوٌل‪ ,‬هانً‪ .)2001( .‬اإلدارة التعلٌمٌة مفاهٌم وآفاق‪ ,‬ط‪,2‬عمان‪ :‬الجامعة األردنٌة‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫قلش‪ ,‬عبد هللا‪ 200٢ ( .‬م)‪ .‬اتجاهات حدٌثة فً الفكر اإلداري‪ ,‬مجلة علوم إنسانٌة‪,‬‬ ‫‪-2‬‬
‫‪http://www.ulum.nl‬‬
‫الخفاجً‪ ,‬عباس‪ .)2004(.‬اإلدارة االستراتٌجٌة المدخل والمفاهٌم والعملٌات‪ ,‬عمان‪ :‬دار الثقافة‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫الهلباوي‪ ,‬كمال(‪ .)2004‬التفكٌر االستراتٌجً‪ ,‬المنصورة‪ :‬دار الكلمة‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫سرحان الدمرداش وكامل منٌر (‪, )1663‬التفكٌر العربً ‪,‬مركز دراسات الوحدة العربٌة‬ ‫‪-5‬‬
‫‪,‬ط‪,2‬بٌروت ‪.‬‬
‫ٌاغر‪,‬هاري ار ‪ , )2011(,‬االستراتٌجٌة ومحترفو االمن القومً ‪,‬مركز االمارات للدراسات‬ ‫‪-6‬‬
‫والبحوث االستراتٌجٌة‪.‬‬

You might also like