Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 3

‫توبة الشيخ عادل الكليباني‬

‫"لم أكن ضال بدرجة كبيرة‪ ,‬نعم كانت هناك كبائر وهفوات أرجعها إالى نفسي أول ‪ ,‬ثم إلى السأرة والمجتمع‬
‫لم يأمرني أحد بالصلة يوما ‪ ,‬لم ألتحق بحلقة أحفظ فيها كتاب ال‪ ,‬عشت طفولتي كأي طفل في تلك‬
‫الحقبة ‪ ,‬لعب ولهو وتلفاز‪,‬ونتعلق بالسيارات‪ ,‬ونجوب مجرى البطحاء‪ ,‬ونتسكع في الشوارع بعد خروجنا من‬
‫المدرسأة‪ ,‬ونسهر على التلفاز‪ ,‬والرحلت وغيرها‪.‬‬
‫لم نكن نعرف ال إل سأماعا ‪ ,‬ومن كانت هذه طفولته فل بد أن يشب على اللهو والمتعة والرحلت وغيرها‪,‬‬
‫وهكذا كان‪ .‬وأعتذرعن التفصيل والسأترسأال‪ .‬وأنتقل بكم إلى بداية التعرف على ال تعالى‪ ,‬ففي يوم من اليام‬
‫قمت بإصال والدتي لزيارة إحدى صديقاتها لمناسأبة ما_ لأذكر الن_‪,‬المهم أني ظللت أنتظر خروجها في‬
‫السيارة ‪ ,‬وأدرت المذياع ‪ ,‬فوصل المؤشر_قدرا_ إلى إذاعة القرآن الكريم‪,‬وإذا بصوت شجي حزين ‪ ,‬يرتل‬
‫آيات وقعت في قلبي موقعها السديد لني أسأمعها لول مرة ‪)):‬وجاءت سأكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه‬
‫تحيد((‪.‬صوت محمد صديق المنشاوي_رحمه ال_ كان مؤثرا جدا‪.‬‬
‫صحيح أني لم أهتد بعدها مباشرة‪ ,‬لكنها كانت اللبنة الولى لهدايتي‪ ,‬وكانت تلك السنة سأنةالموت‪ ,‬مات فيها‬
‫عدد من العظماء والسياسأيين والمغنين‪ ,‬وظل معي هاجس الموت حتى كدت أصاب بالجنون افزع من نومي‬
‫طار النوم من عيني ‪ ,‬فل أنام إل بعد أن يبلغ الجهد مني مبلغه‪.‬أقرأ جميع الدعية‪ ,‬ولكن ليزال الهاجس‪.‬‬
‫بدأت أحافظ على الصلة في وقتها مع الجماعة‪ ,‬وكنت فيها متساهل‪ ,‬ولكن كنت أهرب من الصلة‪ ,‬أقطعها‪,‬‬
‫خوفا من الموت‪ .‬كيف أهرب من الموت؟كيف أحيد منه؟‪ ..‬لم أجد إل مفرا واحدا‪ ,‬أن أفر إلى ال‪ ,‬من هو‬
‫ال؟ إنه ربي ‪ ..‬إذن فل تعرف عليه‪ .‬تفكـرت في القيامة‪ ..‬في الحشروالنشر‪ ..‬في السماء ذات البروج‪ ..‬في‬
‫الشمس وضحاها‪ ..‬في القمر إذا تلها‪ ,‬وكنت أقرأ كثيرا‪ ,‬علما أني كنت محبا لكتاب ال حتى وأنا في‬
‫الضللة‪ ..‬ربما تستغربون أني حفظت بعض السور في مكان ل يذكر بال أبدا‪.‬‬
‫عشت هذ الفترة العصيبة التي بلغت سأنين عددا حتى شمرت عن سأاعدا الجد ورأيت ل ملجأمن ال إل إليه‪,‬‬
‫وأن الموت آت ل ريب فيه‪ ,‬فليكن المرء منا مستعدا لهذا‪)):‬ياأيها الذين آمنوا اتقوا ال حق تقاته ول تموتن‬
‫إل وأنتم مسلمون(( ‪ .‬تفكروا _إخواني_ في هذه الية تروا عجبا ‪ ,‬تفكروا في كل ما حولكم من آيات ال‪,‬‬
‫وفي أنفسكم ‪,‬أفل تبصرون؟ عقل سأتدركون أن الساعة آتية ل ريب فيها ‪ ,‬وأن ال يبعث من القبور‪ ..‬فكيف _‬
‫إذن _يكون الحل؟‪ ..‬أن تعود إلى ال ‪ ,‬أن نتوب إليه‪ ,‬أن نعمل بطاعته‪.‬‬
‫المهم أني عدت إالى ال‪ ,‬وأحببت كلمه سأبحانه ‪ ,‬ومع بداية الهداية بدأ ارتباطي الحقيقي بكتاب ال العظيم‬
‫‪ ,‬كنت كلما صليت خلف إمام أعجبتني قراءته أو اليات التي قرأها‪ ,‬أعود مباشرة إلى البيت لحفظها ‪ ,‬ثم‬
‫عينت إماما بجامع صلحا الدين بالسليمانية‪ ,‬وصليت بالناس في رمضان صلة التراويح لعام ‪1405‬هـ نظرا من‬
‫المصحف‪ ,‬وبعد انتهاء الشهر‪ ,‬عاهدت ال ثم نفسي أن أحفظ القرآن وأقرؤه عن ظهر قلب في العام القادم‬
‫بحول ال وقوته‪ ,‬وتحقق ذلك‪ ,‬فقد وضعت لنفسي جدول لحفظ القرآن بدأ من فجر العاشرمن شهر شوا ل‬
‫من ذلك العام‪ ,‬واسأتمر حتى منتصف شهر جمادى الخرة من العام الذي بعده) ‪1406‬هـ(‪ ,‬في هذه الفتره‬
‫أتممت حفظ كتاب ال_ ول الحمد والمنة_‪.‬‬
‫وقد كانت))نومة بعد الفجر(( عائقا كبيرا في طريقي آنذاك‪ ,‬كنت ل أسأتطيع تركها إطلقا إلى أن أعانني ال‪,‬‬
‫وعالجتها بالجد والمثابرة والمصابرة‪ ,‬ومع الصرار والمجاهدة أصبحت الن ل أسأتطيع النوم بعد صلة الفجر‬
‫إطلقا‪ .‬ثم وفقني ال فعرضت المصحف على شيخي فضيلة الشيخ أحمد أبو حسين المدرس بكلية أصول‬
‫الدين بالرياض‪,‬وفرغت من ذلك يوم الثلثاء ‪ 19‬رمضان ‪1407‬هـ ‪ ,‬وكتب لي الشيخ إجازة بسندها إالى‬
‫رسأول ال ‪ ,‬صلى ال عليه وسألم‪ ,‬برواية حفص عن عاصم‪ ,‬ولعـل ال أن يوفقني لتمام العشر بحوله وقوته‪.‬‬
‫هذه قصتي مع القرآن‪ ,‬ونصيحتي لكل من يريد أن يحفظ القرآن أن يحفظ القرآن‪.‬‬
‫وكلمة في ذيل القصة أشير فيها إ لى مسؤليةالسأرة في تربية البـن‪ ,‬ومسئولية المجتمع ‪ ,‬ومسئولية الفرد في‬
‫التفكير والبحث عن الحقيقة والعمل بها‪ .‬ثم أشير إ لى أ همية كتاب ال ‪ ,‬هذا الكتاب العظيم الذي يطبع‬
‫بالملين‪ ,‬وتصدر التسجيلت السأل مية مئات الشرطة منه‪ ..‬تريدون الخيرفي الدنيا عليكم به‪ ,‬تريدون الخير‬
‫في الخره عليكم به‪ ..‬فوال الذي رفع السموات بغير عمد ل أجد في شخصي شيئا أسأتحق به أن أصدر في‬
‫المجالس‪ ,‬أو أن يشار إلي ببنان مسلم‪ ,‬أو أن يحبني شخص وهو لم يرني ‪ ..‬إل بفضل كتاب ال علي ‪ ..‬ما‬
‫أهون هذا العبد السأود على الناس لو ل كتاب ال بين جنبيه ‪ ..‬وكلما تذكرت هذا ل أملك إل دمعة حرى‬
‫تسيل على مقلتي فألجأإلى ال داعيا أن يكون هذا القرآن أنيسالي يوم أموت وحين أوسأد في التراب دفيناوحين‬
‫أبعث من قبري إلى العرض على ربي أرجوه جلت قدرته أن يقال لي إقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا‬
‫فإن منزلتك عند آخر آية كنت تقرؤها وأسأأله جلت قدرته أن أكون مع السفرة الكرام البررة ‪ ,‬وأن يجعل حب‬
‫الناس لي عنوان محبته ورفعهم لي رفعة لدرجتي في الجنة إنه جواد كريم *ثم اسأمعوا ما قاله القحطاني _ رحمه‬
‫ال _ في نو نيته‪:‬‬
‫أنت الذي أدنيتني وحبوتني وهديتني من حيرة الخذلن‬
‫وزعت لي بين القلوب محبة والعطف منك برحمة وحنان‬
‫ونشرت لي في العالمين محاسأنا وسأترت عن أبصار عصياني‬
‫وجعلت ذكرى في البرية شائعا حتى جعلت جميعهم إخوانـ ـ ــي‬
‫وال لو علموا قبيح سأريرتي لبي الس ــلم علي من يلقاني‬

You might also like