Professional Documents
Culture Documents
الاستراتيجيا
الاستراتيجيا
الاستراتيجيا
1
2
الدكتور خليل حسين
االستراتيجيا
التفكير والتخطيط اإلستراتيجي
استراتيجيات األمن القومي
احلروب وإستراتيجية االقتراب غير املباشر
3
منشورات احللبي احلقوقية
AL - HALABI
LEGAL - PUBLICATIONS
ISBN 978-614-401-418-9
ال يجوز نسخ أو استعمال أي جزء من هذا الكتاب All rights reserved
في أي شكل من األشكال أو بأية وسيلة من الوسائل
-سواء التصويرية أم اإللكترونية أم امليكانيكية ،مبا
في ذلك النسخ الفوتوغرافي والتسجيل على أشرطة تنضيد وإخراج
أو سواها وحفظ املعلومات واسترجاعها -دون إذن
MECA
خطي من الناشر. P.O. BOX 113-5096 BEIRUT - LEBANON
Tel. & Fax 961-1-362370, Cellular 961-3-918120
ان جميع ما ورد في هذا الكتاب من ابحاث فقهية E - mail meca@cyberia.net.lb
وآراء وتعليقات وقرارات قضائية وخالصاتها ،هي
من عمل املؤلف ويتحمل وحده مسؤوليتها وال يتحمل
الناشر أية مسؤولية لهذه اجلهة .كما ان الناشر غير منشورات احللبي احلقوقية
مسؤول عن األخطاء املادية التي قد ترد في هذا
املؤلف وال عن اآلراء املقدمة في هذا اإلطار.
فرع اول :بناية الزبن -شارع القنطاري
قرب تلفزيون أخبارية املستقبل
هاتف)+961-1( 364561 :
© All rights reserved
)+961-3( 640544 - 640821 هاتف خليوي:
AL - HALABI Legal Publications ثان :سوديكو سكوير
فرع ٍ
)+961-1( 612632 هاتف:
No part of this publication may be trans-
فاكس)+961-1( 612633 :
lated, reproduced, distributed in any form
or by any means, or stored in a data base ص.ب 11/0475 .بيروت ـ لبنان
or retrieval system, without the prior E - mail elhalabi@terra.net.lb
written permission of the publisher.
www.halabi-lp.com
4
اإلهداء
5
6
املقدمة
7
وباملدارس الفكرية التي ولدتها ،وباملجاالت التي اختصت بها .وهناك
من يصنف االستراتيجية في عامة وخاصة ،فاالستراتيجية العامة
هي التي تهتم بدراسة متطلبات السياسة واحلرب وتسعى إلى إيجاد
السبل لتحقيقها .واالستراتيجية اخلاصة تهتم بدراسة متطلبات
ن �ش��اط م �ح��دد م��ن األن�ش�ط��ة ال �ت��ي تعنى ب�ه��ا األم ��ة ،كاستراتيجية
االق�ت�ص��اد واستراتيجية ال��زراع��ة واستراتيجية التربية وغيرها.
وثمة آخرون يصنفون االستراتيجية في مستويات أو طبقات فيقال
استراتيجية عليا أو كبرى واستراتيجية دنيا أو صغرى ،غير أن
التعريف املعجمي لإلستراتيجية يرتبها على النحو التالي:
8
بأنه استراتيجي ،وقد يوصف قرار سياسي أو اقتصادي ذو أهمية
بالصفة نفسها ،كذلك توصف بها بعض األسلحة املتطورة وبعض
املواد أو املنتوجات أو التقنيات ذات األهمية اخلاصة ،ورمبا شملت
صفة االستراتيجية أمناطاً من التفكير أو الدراسات أو املشروعات،
وك��ذل��ك ك��ل م��ا ه��و ض��روري خل��وض احل��رب وإدارت �ه��ا وي��ؤت��ى ب��ه من
خارج البالد.
ت��رت �ب��ط االس �ت��رات �ي �ج �ي��ة ب��ال �س �ي��اس��ة ارت��ب��اط��اً وث �ي �ق �اً وتعتمد
عليها وتستجيب ملتطلباتها ،وتنفذ املهام التي تُسند إليها .وتتبوأ
االستراتيجية مكان ال�ص��دارة من فن احل��رب ،وه��ي حتيط بجميع
املسائل النظرية والتطبيقية التي لها عالقة بإعداد الدولة وقواتها
املسلحة للحرب وبوضع خطط احلرب وخطط العمليات االستراتيجية
وإدارة دفتها حتى تتحقق الغايات املرسومة لها وفق املبادئ التي
يحددها مذهب الدولة العسكري ونظامها االجتماعي.
9
العسكري ،ولبناء ال�ق��وات املسلحة واستخدامها ،وأس��س تخطيط
العمليات واإلعداد لها وتنفيذها.
10
امل�ه��ام االستراتيجية والتكتيكية املهمة م��ن دون وس�ي��ط .ومتلكت
القيادتان العملياتية والتكتيكية ،في املقابل ،وسائل تدمير بعيدة
امل��دى متكنها م��ن تنفيذ مهام كبيرة العمق وامل�س��اح��ة ذات أهمية
استراتيجية مباشرة.
قسمنا دراستنا إلى ثالثة ابواب ،في الباب األول الذي ضم خمسة
فصول عالج اسس ومبادئ وقواعد اإلستراتيجية والتفكير والتخطيط
االستراتيجي ،وكذلك استراتيجيات األمن القومي وصياغتها وتنفيذها.
فيما ض��م ال�ب��اب الثاني ستة فصول عاجلت استراتيجيات الدفاع
الوطني وما يتعلق بها من أسس اقتصادية وسياسية وعسكرية .فيما
ضم الباب الثالث أربعة فصول عاجلت استراتيجيات احل��روب عبر
التاريخ البشري وصوالً إلى نظرية االقتراب غير املباشر.
أ.د.خليل حسني
11
12
الباب األول
االستراتيجية والتخطيط االستراتيجي
13
14
الفصل ألول
االستراتيجية وعالقتها بالقضايا القومية
ً
أوال :اإلستراتيجية
- 1الصفة اإلستراتيجية:
15
املوقع ،مجرد عنصر من عناصر املواصفات اإلستراتيجية
ملجتمع ما ،إذا أضيف إليه ما ميلكه املوقع من فاعلية،
وتأثير على حركة احلياة اإلقليمية والدولية.
د -وق ��د ت�ن�ع�ك��س ب�ش�ك��ل خ ��اص ،ع �ل��ى ق ��درة وك��ف��اءة النقل
واملواصالت ،وما يحققه من أهمية ،أو ما ميلكه ويشرف
ع�ل�ي��ه امل��وق��ع اجل �غ��راف��ي م��ن مم ��رات وم �ض��اي��ق ،برية/
بحرية.
16
الوضع في نهاية القرن ،ليكون السالح اإلستراتيجي هو
القنبلة الذرية والصواريخ ،ويختلف األمر أيضا في نفس
األمر ،من دولة إلى أخرى.
17
األخرى بالكيفية التي تخدم أغراض الدولة املمتلكة
لها.
18
ج -وجهات نظر حديثة:
( )1هي «العملية التي يتم فيها الصهر الكامل لكل مصادر
ال�ق��وة ف��ي اجلسد السياسي واالق�ت�ص��ادي واالجتماعي
للدولة ،لتحقيق املصلحة القومية املتاحة ،حتت جميع
ال�ظ��روف ،إلنتاج أقصى سيطرة ممكنة على العدو عن
طريق التهديدات ،بهدف حتقيق مصالح األم��ن القومي
للدولة».
( )3أن هـذه املبادئ ليست مطلقة ،وإمنا تتحدد على أساس
قوة الدولة املتاحة وقدراتها القومية.
19
( )4أن تلك املبادئ واخلطط تتشكل على هدى طبيعة النظام
الدولي املعاصر.
20
أقصى طاقتها لتحقيقها ،وهناك مفاهيم متعددة للغاية
القومية ،وأشملها هو« :هي مفهوم شامل للعناصر التي
تشكل االحتياجات الضرورية للدولة ،متضمنة احلماية
الذاتية للدولة ،حماية كيان الدولة ،واستقاللها ،وسالمة
أراضيها ،وأمنها العسكري ،ورفاهيتها االقتصادية».
21
وتتصف باملرحلية في تخطيطها وتنفيذها ،وتنبع أساساً
من الغاية القومية العليا ،وترسم اإلستراتيجية القومية
للدولة.
- 1اإلعداد السياسي.
22
- 3إعداد القوات املسلحة للحرب (التخطيط اإلستراتيجي،
حتديد حجم وبناء القوات املسلحة ،ومراجعة وتطوير نظام
التعبئة ،وجتهيز مسرح العمليات ،والقيادة والسيطرة).
23
واخلارجية ،لبناء الفكر اإلستراتيجي املعاصر ،الذي عليه أن يتحرك
بخطوات محسوبة بدقة ،وبسرعة ملواجهة التحديات واملخاطر ،التي
قد تصل إلى حد التهديدات املباشرة لألهداف واملصالح القومية.
إن الفكر اإلستراتيجي يتعامل مع أمور وعوامل غير مؤكدة ،وقائمة
على نظرية االح �ت �م��االت ،ول�ه��ذا يعد ال�ف��ن اإلس�ت��رات�ي�ج��ي ،ه��و فن
املغامرة احملسوبة.
24
يظهر فيه املخطط اإلستراتيجي العسكري ،ومهارته وذكاؤه ،كما أن
التخطيط العلمي يؤدي إلى أفضل استخدام للقوات املسلحة ،في
عصر يسوده تكنولوجيا سريعة التطور ،ولها شأن في توفير أفضل
استخدام ،للموارد واإلمكانيات املتوافرة بالدولة.
25
في العالقات ،أثبتت خبرة احلروب أن الطبيعة الهجومية،
حتقق أه��داف �اً حاسمة ،وتنطوي على انتهاك السيادة
اإلقليمية لدولة من ال��دول ،أو االعتداء على استقاللها
السياسي ،أو تغير واقع إقليمي بالقوة ،أو فرض عالقات
قوى جديدة ،أو حتقيق نتائج اقتصادية.
(أ) تلجأ ال��دول إلى هذه احلالة ،إما دفاعاً عن نفسها ،أو
دفعاً للتهديد املؤثر على مصاحلها ،ويعد دع��م القدرة
الدفاعية للدولة ،دعماً ملقدرتها على الردع ،إلحباط أي
معاد.
ٍ هجوم
26
(ب) وتفضيل تبني طبيعة الردع على الدفاع يتطلب اآلتي:
أن تكون الدولة األخرى ملمة ،وعلى علم بقدرة قوة <
الردع واملصداقية في استخدامها.
27
الهدف /األهداف القومية.
28
الفصل الثاني
مفهوم عملية التفكير االستراتيجي
أما (ليدل هارت) فقد عرّف اإلستراتيجية على انها ،فن توزيع
واستخدام الوسائط العسكرية لتحقيق هدف السياسة (((.
29
يالحظ على هذه التعاريف ،انها ربطت اإلستراتيجية باجلانب
ال�ع�س�ك��ري ف �ق��ط ،واحل�ق�ي�ق��ة ف ��إن ل �ه��ذا ال��رب��ط م��ا ي��ب��رره ،فكلمة
إستراتيجية وباشتقاقاتها املختلفة يراد بها (جيش) أو (حشد) أو
(فن قيادة) وهي مفردات اختصت باجلانب العسكري أكثر من أي
جانب أخر ،إضافة إلى أن ربط اإلستراتيجية باجلانب العسكري جاء
ليعكس حال املجتمعات أو القوى األوروبية التي كانت تعيش حروباً
طاحنة لتحقيق أه��داف السياسة ،فاحلروب والصراعات املسلحة
كانت هي الصفة الطاغية في تأطير العالقات فيما بينها أكثر من
أي نشاط أخر ،وما كثرة احلروب التي شهدتها القارة األوروبية في
القرون املنصرمة إال تأكيداً لهذه احلقيقة املوضوعية.
30
إلى غير ذلك ،وهكذا ارتبطت اإلستراتيجية بالسياسة العليا للدولة،
فاإلستراتيجية اليوم ،أصبحت حاضرة كصيغة مالزمة لوجود الدولة
في أوقات السلم واحلرب على حد سواء ،وعلى ضوء ما تقدم ،كيف
ميكن تعريف اإلستراتيجية في عصر املعلوماتية الذي نشهده؟
وما يؤخذ على هذا التعريف ،أنه ق ّدم الوسائل على القدرات،
في حني ان قدرات الدولة هي التي تخلق وسائلها وحتدد طبيعتها،
B.H.L. Hart, Op, cit, p 336. (((
عبد القادر محمد فهمي ،املدخل إلى دراسة اإلستراتيجية ،دار مجدالوي ،عمان،2006 ، (((
ص .27
31
فبدون قاعدة اقتصادية متينة ،لن تستطيع الدولة ان متارس سياسة
اقتصادية حتقق من خاللها اهدافها ،كما أن عبارة (في إطار عملية
متكاملة) يشوبها الغموض ،وحتتمل أكثر من تفسير وتأويل ،فهل
يقصد منها عملية التخطيط االستراتيجي م�ث�لاً؟ أم ه��ي مجمل
عمليتي التفكير والتخطيط ؟ كما أن هدف التخطيط االستراتيجي
ال يقتصر على خلق هامش من حرية العمل ليعني صناع القرار على
حتقيق األه��داف ،ذلك ألن عملية التخطيط االستراتيجي ستحدد
بدقة األه��داف القومية التي ال ميكن ان يحيد عنها أو يتجاهلها
صنّاع القرار ،وبالتالي سيضيق هامش احلرية أمام صناع القرار،
ألن��ه أم��ام عملية تخطيط استراتيجي ق��درّت بدقة ق��درات الدولة
ووسائلها واألهداف التي تستطيع اجنازها في ظروف معينة ،ولكن
ميكن القول ان عملية التخطيط االستراتيجي تقدم دليل عمل لصناع
القرار ينظم جهودهم ويحدد مساراتهم وص��والً لتحقيق األهداف
القومية.
32
وماهي ابعاده .لكن (بوفر) يعتبر اول من اخرج االستراتيجية من
اطارها اخلاص (العسكري) إلى اطارها العام (الشمولي).
33
ً
أوال :معنى التفكير االستراتيجي القومي
ليس ثمة اتفاق بني فقهاء السياسة على تعريف موحد لعملية
التفكير االستراجتي ،ذلك ان عملية التفكير االستراتيجي مرتبطة
ب��االن�س��ان ال��ذي يتسم بالتغيّر املستمر ،وبتطور ق��درات��ه وثقافاته
وأساليب قيادته ،ومرتبطة ايضا بالدولة وصراعها من اجل البقاء
في نظام دول��ي ب��ات ال يعترف اال بالقوة ،وه��و يتفاعل مع التغيير
في كل يوم ،بسبب التطورات السياسية واالقتصادية والتكنولوجية
والعسكرية ،فعالم احلرب الباردة يختلف عن عالم ما بعد ايلول /
سبتمبر ،2001وبنا ًء عليه ميكن تناول ع��دد من تعاريف التفكير
االستراتيجي.
34
ويرى آخرون أن التفكير االستراتيجي ،هو تفكير تركيبي
وب �ن��ائ��ي ي�ع�ت�م��د ع �ل��ى اإلدراك واالس �ت �ب �ص��ار واحل ��دس
الستحضار املستقبل واالستعداد له((( .وهذان التعريفان
تعامال ايضاً مع عملية التفكير االستراتيجي ،بشكل غير
م�ح��دد ،فما ه��ي طبيعة التنقيب املكثف م�ث�لاً؟ وماهي
ابعاده وحدوده؟
35
ملنع االح ��زاب م��ن ال��وص��ول اليهم ،ل��م تكن ه��ذه الفكرة
معهودة سابقاً في احلروب ،فهي فكرة ابتكارية جديدة،
كما ليس ب��ال�ض��رورة ان يكون دائ�م�اً املستقبل صيرورة
حتمية ل�ت�ف��اع��ل ال �ظ��واه��ر م��اض�ي�ه��ا ب�ح��اض��ره��ا ،فهناك
ع��وام��ل اخ ��رى ت�ت��دخ��ل ف��ي ت�ك��وي��ن ال �ص��ورة املستقبلية
للظاهرة سواء كانت دولة أو أي كيان اخر.
36
املطلوب للتفكير االستراتيجي ،يختلف في مفهومه عن املفهوم الشائع
لإلبداع واملرتبط عادة في اخليال أو االستجابة ،فاإلبداع اخلاص
بالتفكير االستراتيجي يعني اجل��دي��ة ف��ي ابتكار احل�ل��ول الناجعة
للمشكالت ،أو م��زج ع��دة حلول ف��ي ح��ل استراتيجي واح��د ،وعلى
سبيل املثال يعتبر الدبلوماسي األمريكي ،جورج كينان((( مبدعاً في
تفكيره االستراتيجي ،حينما اقترح سياسة االحتواء ملواجهة االحتاد
السوفيتي السابق ،خالل حقبة احلرب الباردة.
مي�ك��ن اع�ت�ب��ار أن اخل �ط��وة األك �ث��ر أه�م�ي��ة ف��ي عملية اإلبداع
االستراتيجي ،هي اختيار ال�س��ؤال ال��ذي ينبغي أن يخضع للبحث
وال��دراس��ة ،وه��ذا السؤال يخضع إلدراك املفكر االستراتيجي بعد
تأثره بأحد احملفزات الداخلية أو اخلارجية ،وينبغي أن يكون السؤال
يستحق االنتباه والتركيز واإلث��ارة ألهميته االستراتيجية والرتباط
مصير الدولة به ،وحتقق إجابته أعلى فائدة بالنسبة للجهد والوقت
املبذولني.
- 2إتاحة اإلبداع:
37
الشؤون الدولية ،مسألة تعتمد إلى حد كبير على صفات وسلوكيات
تتعلق ب��اإلدراك والبصيرة والتوجه ،ومن أب��رز مكبالت اإلب��داع في
التفكير االستراتيجي هو (اخلوف) ذلك العامل النفسي الذي يعطل
القدرات التفكيرية اإلبداعية ،كما هو حال املبدعني من املفكرين في
ظل األنظمة االستبدادية .فاملبدع ينبغي أن يتصف مبرونة العقل،
وأم��ا إذا ت��ول��دت ف�ك��رة ج��دي��دة حل��ل مشكلة دول�ي��ة م��ا ،هنا تصبح
احلاجة إلى التأمل ضرورية بهدف تفّحص واختبار الفكرة من كافة
اوجهها املمكنة ،بحيث يستطيع املبدع من توضيح الفكرة وتفصيلها
وتطويرها والدفاع عنها أمام النقد الذي قد يوجه إلى فكرته.
- 3طريقة العمل:
- 4التركيز االدراكي:
38
وطبيعة املؤسسة التي يعمل فيها ،والظروف احمليطة به التي تخلق
له بيئة نفسية معينة ،جميعها عوامل تلعب دوراً كبيراً في النتاج
الفكري اإلبداعي وطبيعة الفكر االستراتيجي القومي(((.
39
- 2معوقات التفكير االستراتيجي
40
معينة ،فهو يعبر عن احساس غير واقعي ،ويتناقض متاماً مع خصوبة
عملية التفكير االستراتيجي ،فالتوصل إلى اخليار االستراتيجي،
ينبغي اليقني بوجود خيار افضل منه ،ولكن علينا بالتفكير والتطوير
املستمر للخيارات االستراتيجية ،حتى نصل ألعلى مستوى للقدرات
االدراكية ،فعملية التفكير االستراتيجي عملية مستمرة ومتواصلة.
ج -التنظيم البيروقراطي:
41
يتمتعون بقدر كبير من احلرية في التفكير ،كلما انعكس ذلك على
انتاجهم الفكري والعكس صحيح ،وفي بعض األحيان تطلب السلطة
من مفكريها إيجاد حلول ضيقة ملوضوع معني له ح��دوده احلمراء
التي ال ميكن جتاوزها.
42
- 2حتديد املسار املناسب من بني عدة مسارات ،مبا يتناسب
ال عن حتديد املسارات
وظ��روف ال��دول��ة وقدراتها ،فض ً
البديلة.
43
أما بالنسبة ملهام املفكر االستراتيجي القومي ،فيمكن حصرها
باآلتي:
- 6إن ��ه ي��رب��ط ال�ب�ي�ئ��ة ال��دول �ي��ة وال �ب �ي �ئ��ة االق�ل�ي�م�ي��ة والبيئة
الداخلية لدولته ،ليكشف الفرص والتهديدات ،في بيئة
دولته اخلارجية ،ونقاط القوة والضعف في بيئة دولته
الداخلية.
44
- 1استراتيجية بناء السيناريوهات:
45
التالية ،حيث ميكن تنفيذ بعض هذه اخلطوات بترتيب آخر(((.
- 2استنباط احللول:
46
م��ا ،تسعى إل��ى حتقيق امنها القومي إل��ى أقصى درج��ة ،فذلك هو
(الهدف) ولكي تصل الدولة لهذا الهدف ،عليها بناء مؤسسات األمن
القومي وتشكيلها ،وذل��ك هو (ال�ه��دف ،)1ولكي تبني املؤسسات،
يجب توفير التمويل امل��ال��ي والفني ،وذل��ك ه��و (ال�ه��دف ،)2ولكي
تتوفر ميزانية التمويل حتتاج الدولة إلى إرادة سياسة تنصرف لهذا
االجتاه ،وذلك هو (الهدف ،)3وحتى تقوم اإلرادة السياسية ،ال بد
من وج��ود حاجة ملحة الستتباب األم��ن القومي ك��أن تكون التنمية
الوطنية مثالً ،وذلك هو (الهدف )4وملخص هذا املنهج هو حتديد
الهدف االستراتيجي أوالً ،ثم البدء في حتديد اخلطوة املؤدية اليه،
نزوالً تتابعياً حلني الوصول إلى أول خطوة(((.
47
- 3إزال��ة مخلفات وتداعيات االحتالل ،واع��ادة بناء الدولة
(حت �ت �ي �اً وف��وق �ي �اً) وإع� ��ادة ت�ن�ظ�ي��م ال �ع�لاق��ات اخلارجية
للدولة مبا ينسجم والعقيدة السياسية للدولة وتطلعاتها
القومية (((.
48
من خبرات وقيم وأيديولوجية ،وعوامل اجتماعية ...إلخ ،وذلك بفضل
عوامل العوملة ،وثورة االتصاالت الهائلة التي يشهددها العالم ،ونظام
اآلحادية القطبية الذي تسعى الواليات املتحدة من خالله إلى فرض
منوذج موّحد (امريكي) على العالم ،في مجاالت السياسة واالقتصاد
واألمن وحتى املجتمعات واحلضارات ،وجاءت احداث أيلول/سبتمبر
،2001لتفرز من خالله عوملة االره��اب ،مخاوف وسياسات جعلت
العالم اكثر ارتباطاً ببعضه البعض .وبالتالي ،فعلى املفكر االستراتيجي
ان ال يهمل في تفكيره اية احداث اقليمية أو دولية ،حتى لو كانت غير
مؤثرة في الوقت احلالي على بلده ،أو ذات تأثير محدود.
ً
بدال من مفهوم السبب والنتيجة: -مفهوم الفوضى
49
من املتغيرات احملتملة( ،ت��زاي��د اع��داد ال��دول واملنظمات الدولية،
وانتشار الصراعات واحل��روب واالزم��ات العاملية) فهذا يعني وجود
عدد غير محدد من املخرجات احملتملة ،وهذا يعني أمرين :األمر
األول ،أن��ه ليس هناك م��ا ميكن تسميته « ُم �خ��رج» باملعنى املطلق،
فامل ُخرج ف��ي ح��د ذات��ه ،ج��زء أو مدخل م��ن ش��يء آخ��ر ج��ار بلورته،
فاخلالف السياسي في السودان تبلور إلى انقسام استراتيجي في
الدولة (شمال وجنوب) ،األمر الثاني ،أن ما يظهر على أنه فوضى
في مرحلة معينة أو من زاوية معينة يكمن بداخله شكل أو منط من
(التخطيط والتنظيم) في مرحلة أخ��رى ،في حال نظرت له نظرة
بعيدة ،أو نظرت اليه من زاوية أخرى ،فنظرية (الفوضى اخلالّقة)
التي طرحها الرئيس األميركي جورج بوش (االبن) ما هي إال املقدمة
االع�لام�ي��ة ال�ت��ي ك��ان يعتقد أن�ه��ا مطلوبة م��ن أج��ل ب�ن��اء ن�ظ��ام أمن
إقليمي وف��ق م��ا ينسجم م��ع املصالح االمريكية ف��ي املنطقة ،وقد
أدت هذه اإلستراتيجية إلى تشرخات في املنطقة وفوضى وحروب
طاحنة عالية احلدة ومنخفضة وحروب أهلية في أكثر من مكان.
-مفهوم الترابط:
أن وج��ود أح��د عناصر التفاعل يتوقف على اآلخ��ر ،أي <
إن ه�ن��اك ع�لاق��ة ت��راب��ط ب�ين عناصر التفاعل ،وم��ن ثم
على املفكر االستراتيجي أن يكون واعياً لهذا املفهوم وأن
ال الفصليتوصل لهذه العالقة الترابطية ،فال ميكن مث ً
ب�ين ال�س�ي��اس��ات االم��ري�ك�ي��ة امل �ن �ح��ازة إلس��رائ �ي��ل ،وسبب
كراهية العرب المريكا.
50
أن امل ُخرج أو اإلستراتيجية التي يتم التوصل إليها ليست <
نقطة النهاية في حد ذاتها ،ولكن هي بداية لتداعيات
جديدة يجب فهمها واستيعابها.
51
نظاماً يحكمها (أي هيكل معني) والذي يجب فهمه للتحكم بالواقع
وتغييره ((( ،وتتطلب هذه النظرة ضرورة تخلي املفكر االستراتيجي
عن ثالثة أمور:
52
محاولة هذه األطر القدمية معرفة كافة املتغيرات الكمية
يتم جت��اه��ل العديد م��ن املتغيرات الهامة غير الكمية،
كما حصل من سوء تقدير موقف للمفكرون االمريكيون
جتاه حرب افغانستان ،2001حيث كانوا يعتقدون حرباً
قصيرة يتم من خاللها القضاء على حركة طالبان وتنظيم
القاعدة ثم املساعدة في اعمار افغانستان.
53
وبالتالي حتديد اجتاه السير وإعادة توزيع املوارد جتاهه(((.
ال� �ق ��درة ع �ل��ى اإلب� �ص���ار :وه ��ي س �م��ة ت�ت�ع�ل��ق بأساس -
التفكير في الوقت ،إن التفكير االستراتيجي يعني النظر
املستقبلي ،فاملفكر االستراتيجي يري ما ال يراه اآلخرون،
فهو يرى للخلف من خالل فهم املاضي ،ومن اجلانب وما
Lawrence Eton: Strategic thinking: A discussion paper: California state unive r (((
sity website: www.csun.edu: April 1999, p. 4.
Ibid. p. 5. (( (
جاسم سلطان ،التفكير االستراتيجي واخلروج من املأزق الراهن ،مؤسسة ام القرى للترجمة (((
والتوزيع ،القاهرة ،2006 ،ص.125 – 115 ،
54
وراء األشياء ،ومن خالل األشياء ،ومن ثم يستطيع رؤية
املا بعد.
ال�ق��درة على احل�ل��م :ال��ذي يحد م��ن تفكير البشر هو -
ق�ن��اع��ات مت استنباطها ح��ول املمكن واملستحيل ،وبناء
عليها يتم تقرير ما هو املمكن وغير املمكن ،أما املفكر
االستراتيجي فعليه أن يرى ما يعتبره الناس مستحيالً،
أمراً ممكناً.
55
خاصة به ،وقد قدم ،بول ريتشارد وليندا إلدر ،اجتهاداً هاماً في هذا
الصدد ،حيث يقسمان وظائف العقل إلى ثالث وظائف أساسية:
ال يعتبر ريتشارد وإلدر التفكير نحو هدف أحد أسس التفكير
االستراتيجي فقط ،ولكن أيضاً ج��زء من بنية التفكير ،ويعني أن
paul Richard & Linda Elder , critical thinking: tools for taking charge of your (((
professional and personal life: U.S.A: prentice Hall,2002 pp. 40- 45.
56
اإلنسان عندما يفكر فيما حوله ،ال يفعل ذلك من فراغ أو بطريقة
عشوائية ،وإمنا هناك هدف يريد الوصول إليه((( .وهنا قد حتدث
مشكلتني :أوالً في بعض األحيان يكون هناك غياب في الوعي بالهدف
من التفكير ويترتب على ذلك تفكير غير فعال ،وفي بعض األحيان
تكون األهداف متضاربة ،ومن ثم فعند حتليل التفكير يجب األخذ
في االعتبار أن األهداف املعلنة قد تختلف عن األهداف الفعلية(((.
57
ويترتب على ذلك التفكير بطريقة واحدة ،فالتفكير الفعال يتطلب
تطوير ال�ق��درة على استخراج املفاهيم وإع��ادة تعريفها ،وبالتالي
عملية إعادة بث احلياة في املفهوم .فعلى سبيل املثال ،فإن التنشئة
االجتماعية في الواليات املتحدة األمريكية تبث فكرة تفوق وعدالة
النظام الرأسمالي عن باقي النظم االقتصادية ،ومن ثم فإن مفهوم
«الرأسمالية» مرتبط ل��دى املواطن األمريكي مبعنى الدميقراطية
واخلير ،وذل��ك مقارنة ب��دول مثل االحت��اد السوفيتي السابق ،التي
تفرض التنشئة االجتماعية مفهوماً مختلفاً للرأسمالية.
ال مي�ك��ن ال�ت�ف�ك�ي��ر ب ��دون االس �ت �ن��اد إل ��ى امل �ع �ل��وم��ات والوقائع
واخلبرات التي يبني عليها املفكر منطقه ،والعقل يستوعب املعلومات
بثالثة طرق:
58
< تفعيل اجلهل:
وي �ع �ن��ي ب��ه اس �ت �ي �ع��اب ال �ع �ق��ل مل �ع �ل��وم��ات خ��اط �ئ��ة وال �ع �م��ل على
أساسها ،واالعتقاد خطأ بأنها صحيحة ،وهذا النوع من استيعاب
املعلومات خطير ج��داً ،وب��ال��ذات عندما يتم العمل ب�ن��ا ًء على هذه
املعلومات ،واملشكلة أن صاحب هذه املعلومات ال يشعر بخطورتها
وآثارها السلبية ،ومن ثم على املفكر أن يتخلص من هذه األفكار
واالعتقادات اخلاطئة.
59
-التفكير يقوم على افتراضات:
-فهم التداعيات:
60
-التفكير يهدف إلى اإلجابة على تساؤالت:
61
سابع ًا :منهجية التفكير االستراتيجي
ف��ال �ت �ح��دي��ات ،ه��ي س��ر ن �ه �ض��ة األمم ،ول ��واله ��ا م��ا وجدت
احلضارات ،فهي تستفز اإلنسان نحو التفكير ،وبالتالي فإن وجود
الرؤية العاملية النظامية والتحديات ،هو الذي ينقل دراسة التفكير
االستراتيجي من املستوى اجلزئي اخلاص بالفرد ورؤيته اجلزئية،
إلى املستوى الكلي اخلاص بالدولة ورؤيتها للعالم ودورها فيه ،ويطلق
أرنولد توينبي على التحديات مصطلح «الدافع احليوي» حيث يرى
أن غياب هذا الدافع يهدد بسقوط احلضارات ،فبقاء احلضارات
Gray. colin ,modern strategy: London: Oxford press: 1991: p. 20. (((
62
مرتبط باالستجابة للتحديات(((.
حتد قاس ،وهو أكبرويقسم البعض التحديات إلى ثالث أنواعٍ :
من ق��درة املجتمع على التعامل معه ،وال يستطيع اإلن�س��ان تطوير
آل�ي��ات للتغلب عليه مثل ال �ك��وارث الطبيعية ك��ال��زالزل والبراكني،
وحت� ٍ�د ضعيف ،وه��و حتد غير مستفز ،وحت � ًد خ�لاّق ،وه��و التحدي
الذي يستفز اإلنسان ويجعله يفكر في آليات للتغلب عليه ،أي أن
عملية التفكير االستراتيجي تتطلب أم��راً يشغلها وهو وج��ود حت ًد
للرؤية العاملية النظامية للدولة حتفز على التفكير االستراتيجي
ملواجهتها ( (( .
إن الرؤية العاملية النظامية هي التي حتدد ما إذا كان حتد ما
ميثل حافزاً أم ال ،فتستوعب حتديات وتستبعد حتديات ،وفي حالة
وجود حتد يحفز على التفكير ،يبدأ املفكر االستراتيجي في طرح
أسئلة منهجية ،من بينها:
63
السؤال الثاني :سؤال الواقع ،ويقوم املفكر االستراتيجي من
خالله بتحليل احملفز ف��ي إط��ار البيئة اخلارجية والداخلية ،وهو
يتضمن شقني:
64
مستوى امل�خ��اط��رة ل��دى ك��ل بديل((( ،وم�خ��رج األسئلة السابقة هي
اإلستراتيجية التي ستحدد االهداف والسياسات والبرامج لتحقيق
االهداف القومية الكبرى.
65
التغذية االسترجاعية.
66
الفصل الثالث
التخطيط االستراتيجي القومي
وسمات االستراتيجيات القومية
مع التذكير بأن صفة التغيير الدينامي التي يتصف بها النظام
67
الدولي ،من خالل تزايد وتيرة االحداث الدولية واالقليمية والتي تلقي
بتداعياتها على النظام الدولي ،تدفع باحلكومات في العالم إلى انتهاج
التخطيط االستراتيجي قصير اآلج��ل ،حتى تتمكن استراتيجياتها
القومية من استيعاب اكبر عدد ممكن من االهداف القومية ضمن
فترة زمنية محددة ،ذلك ألن االهداف القومية قد تتغير من جراء
التغييرات االقليمية والدولية ،وبالتالي ،ستكون احلكومات بحاجة
إلى استبدال خططها االستراتيجية بني فترة واخرى ،دون االستقرار
على خطة واحدة ،فكلما كانت عملية التخطيط االستراتيجي اكثر
مرونة ،كلما استطاعت ان حتاكي عدداً اكبر من املتغيرات الدولية
واالقليمية بيسر وسهولة ،وتالياً حتقق االهداف املتوخاة من عملية
التخطيط االستراتيجي.
68
ينبغي أن تكون عليه الدولة ،وما يجب أن تفعله ،وملاذا تفعله؟ للحصول
على أفضل النتائج ،وما يؤخذ على هذا التعريف انه اتصف بالعمومية،
فلم يحدد ماهي طبيعة هذا اجلهد؟ وماهي مكوناته؟
69
وما يؤخذ على تعريف (تيري) انه تعريف عام جداً ،فهو يتجاهل
بيئة الدولة أو املؤسسة التي متارس عملية التخطيط االستراتيجي،
ومن كل هذه التعاريف ميكن أن يفهم ،إن عملية التخطيط االستراتيجي
هي عملية دينامية ومستمرة وخصوصاً بعد إزدي��اد احلاجة لهذا
النوع من التخطيط ،في ظل عالم متغير ومتسارع األحداث ،وعليه
فإن عملية التخطيط االستراتيجي هي استفادة من جتارب املاضي،
وفهم دقيق للحاضر ،من أجل تنبؤ صائب املستقبل وبالتالي ،ميكن
تعريف عملية التخطيط االستراتيجي القومي بأنها:
- 1علمية التخطيط:
70
على دعامتني أساسيتني:
- 3السمة التفاعلية:
71
ث ��ال� �ث� � ًا :أه��م��ي��ة ال �ت �خ �ط �ي��ط االس� �ت ��رات� �ي� �ج ��ي القومي
ومعوقاته
72
الصني الشعبية احلديثة عام ،1949اهتم أوالً بتوفير
األمن الغذائي للمواطن الصيني مشفوعاً بالبناء القيمي
لالنسان ،ثم ب��دأ االهتمام بالتعليم بعد حتقيق الهدف
األول ،ثم توجه االهتمام إلى التصنيع بعد حتقيق الهدف
ال �ث��ان��ي ،ث��م ان �ص��ب االه �ت �م��ام إل��ى ب �ن��اء فلسفة الدولة
احلديثة ،وحتديد توجهاتها وأهدافها القومية.
)1ماذا نفعل؟
73
د -ميكن أن تساعد عملية التخطيط االستراتيجي القومي،
صناع القرار من السياسيني والقادة العسكريني واالمنيني،
في ممارسة أدوارهم ومواجهة مسؤولياتهم بشكل أفضل
نظراً ملا تنطوي عليه عملية التخطيط االستراتيجي ،من
توزيع دقيق للمهام والصالحيات والواجبات واملسؤوليات،
كما ان بإمكان التخطيط االستراتيجي ،املساهمة في
تعزيز العمل اجل�م��اع��ي ،واك�ت�س��اب اخل �ب��رات للوحدات
القرارية في الدول .وبإختصار فإن الفائدة االستراتيجية
من عملية التخطيط االستراتيجي القومي ،هي الوصول
إل��ى األه��داف القومية للدولة بأقل الكلف واخلسائر،
وب��أس��رع وق��ت وب��أق��ل ج�ه��د ،أن��ه ف��ن احل�ف��اظ على بقاء
الدولة((( ،في بيئة قد تكون متصارعة أو متنافسة أو
متحالفة أو متعاونة.
74
التخطيط االستراتيجي ،فكلما كانت احلاجة اليه شديدة،
كلما كانت احتماالت جناحه قليلة ،وكلما قلت احلاجة
اليه كان جناحه مرجحاً.
- 1وضوح األهداف:
75
بها أن تكون واضحة ودقيقة وغير مبهمة ،ويجب ان تتصف هذه
األهداف باالتساق املنطقي وعدم التناقض في إطار االستراتيجية
الواحدة ،أو بني االستراتيجيات املختلفة في إطار املجتمع ككل(((.
- 2واقعية االستراتيجية:
- 3العقالنية والتخصص:
76
في وضع االستراتيجيات إلى دراسة وحتليل املعلومات وفق املناهج
العلمية احلديثة بواسطة اخلبراء واملختصني ،فوضع االستراتيجية
هو عملية فنية يقوم بها اخلبراء.
- 4املرونة:
- 5االستمرارية :Continuity
- 6أمن االستراتيجية:
77
ال
(ال��دول -املنظمات الدولية -الشركات العابرة للقارات) فض ً
عن ح��االت التحالف والتعاون ،وال��دول تسعى ج��ادة ملعرفة النوايا
احلقيقية للدول األخ��رى ،حتى تتصرّف على أس��اس ه��ذه النوايا،
وقد تكتشف دولة ما ،استراتيجية دولة أخرى ،فتوجه الدولة األولى
كل إمكانياتها الحباط استراتيجية الدولة الثانية ،وبالتالي فهناك
بعض الدول تعلن عن استراتيجيات غامضة ،حتتمل اكثر من تفسير
وتأويل ،وهناك بعض الدول تعلن استراتيجيات غير حقيقية بهدف
متويه وتظليل اآلخرين ،وهناك بعض الدول من حتيط استراتيجياتها
بقيود أمنية صارمة حفاظاً على سريتها ،وبالتالي فإن درجة األمن
مطلوبة لالستراتيجية ،ويجب أن تتناسب مع طبيعة االستراتيجية
ال عن الوسائل واملوارد وااله��داف التي تسعى إل��ى حتقيقها ،فض ً
املخصصة لالستراتيجية(((.
78
ه��ذا يعني ان ال�ق�ي��ادة االستراتيجية مت��ارس عملية التفكير
االستراتيجي ثم تصوغ عمليات التفكير هذه وتنظمها إلى خطط
إستراتيجية ثم تطلب من االدارة االستراتيجية (السلطة التنفيذية)
تطبيق هذه االستراتيجيات على ارض الواقع ،بعد ان تخصص املوارد
الالزمة لضمان جناح تطبيق االستراتيجيات القومية ،وتخصيص
الفترة الزمنية الالزمة لها ،وكما يورد املخطط الذي وضعه (جيمس
تايلور وماريا دي لورديس) في دراستهما املعنونة (القيادة واالدارة
االستراتيجية) (((.
79
سياسية خارجية ،أو بسبب عدم رغبة هذه احلكومات بتحمل اعباء
القيادة اإلستراتيجية أو ألسباب تتعلق بعدم االستقرار السياسي
واألمني داخ��ل ال��دول��ة ،ومثال ذل��ك ال��دول النامية وحت��دي��داً الدول
العربية ،وبالتالي ف��أن مستوى فاعلية اداء احلكومات في حتقيق
االه��داف القومية((( ،ه��و ال��ذي مييّز ال�ق�ي��ادات االستراتيجية عن
االدارات اإلستراتيجية.
ال عن القيادة
وميكن القول أن التخطيط االستراتيجي ليس بدي ً
لا للقيادة االستراتيجية االستراتيجية الفعّالة ،فليس هناك ب��دي� ً
الفعالة ،فالتخطيط االستراتيجي في احسن حاالته يساعد القادة
على العمل للوصول إلى اهداف الدولة القومية حتى يتحقق الصالح
ال �ع��ام ،وال�ت�خ�ط�ي��ط االس�ت��رات�ي�ج��ي ف��ي أس ��وأ ح��االت��ه يشتت الفكر
والعمل االستراتيجيني ،ويجعل من الصعب على ال�ق��ادة أن يؤدوا
اعمالهم ،ويعوق الدولة عن حتقيق رسالتها ،وسواء كان التخطيط
االستراتيجي سلبياً أو ايجابياً على الدولة ،فإن األمر كله يعتمد على
طريقة استخدام القادة لعملية التخطيط االستراتيجي ويقصد هنا
Ipid: 373. (( (
جون برايسون ،التخطيط االستراتيجي ،مرجع سابق ،ص .327 (((
80
بالقادة ،هم القيادات العليا والوسطى والدنيا ،في التنظيم الهرمي
للدولة ،إذ ال تقتصر ممارسة التخطيط االستراتيجي على وحدة
صنع ال�ق��رار ف��ي ال��دول��ة فقط ،ب��ل تتعداها إل��ى مستوى القيادات
الدنيا التي يترك لها مجال من احلرية الختيار الطريقة املناسبة
في تنفيذ االستراتيجيات القومية ،وميكن ان تفعّل القيادات عملية
التخطيط االستراتيجي من خالل احملاور التالية:
يجب على القادة فهم مسيرة الدولة عبر التاريخ ،الذي يجب
أن ينظر اليه على إنه عملية تفاعلية من أجل االستمرار والتغيير،
ال عن معرفة تامة بالبيئة الداخلية واخلارجية للدولة ،والتهيؤ
فض ً
ألية مرحلة تتطلب عملية تغيير استراتيجي في مسيرة الدولة.
81
جماعي يساهم الكثير من االفراد في جناحه ،وهذا االجناز اجلماعي
يتحقق باتباع األساليب التالية:
أ -اع �ت �م��اد أس �ل��وب ف��رق ال�ع�م��ل اجل �م��اع �ي��ة ،الن��ه ال ميكن
ل�ش�خ��ص واح ��د أن ت �ك��ون ل��دي��ه ك��ل امل�ع�ل��وم��ات املناسبة
كماً وكيفاً ،وفي هذا امل��ورد قوله تعالى {وَشَ ��اوِ ْر ُه� ْم فِ ي
األَمْرِ }((( .هذا إضافة إلى إننا نعيش في عصر يحتاج
فيه م��ن ف��رق التخطيط االستراتيجي القومي ،الدفاع
عن االستراتيجية ،وصمودها أمام النقد الذي قد يوجه
اليها ،ومبعنى أدق يجب ان يعمل الفريق بروح االحساس
باجلماعة ،أي االحساس بدرجة العالقة والصلة والدعم
املتبادل والغاية املشتركة.
82
- 4ايجاد البيئة احلوارية والفكرية:
83
سادس ًا :عالقة التفكير االستراتيجي بعملية التخطيط
االستراتيجي
84
الفصل الرابع
مراحل التخطيط االستراتيجي القومي
85
ً
أوال :مرحلة تقييم قدرات الدولة وظروفها العامة
86
وعليه تتكون هذه املرحلة من ثالث خطوات ،حيث تبدأ األولى،
ب�ت��واف��ق امل�خ�ط�ط�ين وص � ّن��اع ال �ق��رار ع�ل��ى ال �ب��دء بعملية التخطيط
اإلستراتيجي ثم تأتي اخلطوة الثانية لتحدد قيم الدولة ورسالتها
ورؤي�ت�ه��ا القومية ،بينما تختص اخل�ط��وة الثالثة ف��ي تقييم البيئة
الداخلية للدولة جلهة نقاط القوة والضعف فيها ،إضافة إلى تقييم
البيئة اخلارجية للدولة من حيث الفرص املتاحة والتهديدات التي
تواجهها.
- 1التوافق السياسي:
87
العسكريني الكبار ،يبدأ بالتعريف بطبيعة التخطيط اإلستراتيجي
يفضل عرض احملاضرات العلمية ّ القومي وأهدافه وأساليبه ،كما
اخل��اص��ة بالتخطيط اإلستراتيجي وأه�م�ي�ت��ه ،وف�ت��ح ب��اب املناقشة
واحلوار بني صناع القرار ،والهدف من ذلك تقدمي فكرة عامة عن
عملية التخطيط االستراتيجي القومي إلى صناع القرار مبختلف
مستوياتهم .بعيداً عن اختالفاتهم وجتاذباتهم السياسية.
88
ال��دول �ي��ة ،لتسهيل عملية التخطيط االس�ت��رات�ي�ج��ي ،وث��ال �ث �اً ،ألنهم
ال مع التهديدات والفرص اخلارجية والتي تؤثر األفراد األكثر تفاع ً
بشكل مباشر أو غير مباشر على أمن الواليات املتحدة األمريكية
ومصاحلها.
إذا لم يتم التوصل إلى توافق سياسي بني صناع القرار على
عملية التخطيط اإلستراتيجي ،فإما أن يبدأ العمل بالتخطيط ،مع
تضاؤل فرص النجاح ،وإما أن يتم تكرار خطوة التوافق السياسي،
حتى ميكن التوصل إلى اتفاق مؤثر ،وع��ادة ما يكون من املنطقي،
جون برايسون ،التخطيط اإلستراتيجي ،مرجع سابق ،ص .106 (((
89
تكرار اخلطوة ،أو تضييق نطاق اجلهد املبذول والتركيز على نطاق
ال في إيجاد
أصغر ميكن االتفاق بشأنه ،وقد يكون هذا اجلهد متمث ً
استراتيجيات فعالة إلدراج األجزاء األخرى في وقت الحق.
90
التي تؤمن بها ،فإنها حتتاج إلى اآلليات املناسبة لتثقيف الشعب
عليها ،واآلليات املناسبة لإلعالن عنها والتصريح بها على املستويني
اإلقليمي والدولي ،وفي نهاية املطاف يجدر التذكير بأن طبيعة القيم
األساسية للدولة ودرجة اإلميان بهذه القيم ومستوى الثقافة القيمية،
كلها تعتبر عوامل مؤثرة في عملية التخطيط اإلستراتيجي القومي،
والتي يجب ان تؤخذ بعني االعتبار في التخطيط للمستقبل.
- 2رسالة الدولة:
91
املتحدة ليعلنوا قيام دولة الواليات املتحدة األمريكية املستقلة في
ب��داي��ات القرن الثامن عشر ،وترتكز الهوية األمريكية على أربعة
أس��س :ال �ع��رق األب �ي��ض ،الالتينية االن�ك�ل�ي��زي��ة ،وال��دي��ان��ة املسيحية
البروتستانتية ،والثقافة االنكليزية البروتستانتية ،واستمرت هذه
الركائز إلى نهاية القرن التاسع عشر ،أما اليوم فان الهوية األمريكية
اجلديدة التي أعلنها احملافظون اجل��دد كهوية قومية للدولة ،هي
األمة املسيحية البروتستانتية املتحضرة والتي متثل محور اخلير في
العالم الذي يصارع محور الشر كما تدعي ،هذا التحول في الهوية
القومية للواليات املتحدة يرتبط بدرجة كبيرة مببادئ الدميقراطية
وامل�س��اواة بني البشر ،وبالتالي ف��ان مراعاة هوية الدولة القومية،
يعتبر أمراً ضرورياً بالنسبة لفرق التخطيط االستراتيجي القومي،
بهدف التمييز بني ما يجب أن تفعله ،وما يجب أن ال تفعله.
92
وقد يكون التوسع االستعماري هدفاً قومياً ،والدفاع عن آيديولوجية
الدولة أو العمل على نشرها في اخلارج ،والعمل على دعم التراث
الثقافي واحلضاري للدولة ،وقد يكون السالم هدفاً قومياً تسعى
الدولة إلى حتقيقه(((.
ج -سباق التنمية:
ي�ع�ي��ش ال �ع��ال��م ف��ي أج� ��واء ت�ن��اف�س�ي��ة ،ت �ن��اف��س ف��ي األس���واق
العاملية ،تنافس على املوارد الطبيعية ،تنافس على طرق واملواصالت
ال عن أجواء واالتصاالت ،تنافس في القيم والعادات والتقاليد ،فض ً
العوملة وتداعيات االضطراب العاملي وث��ورة املعلومات التي سادت
العالم ،وينبغي هنا أن يتساءل أعضاء الفريق االستراتيجي القومي،
كيف نحقق التفوق والريادة؟ على املستوى اإلقليمي على اقل تقدير،
م��ا ه��ي امل�ع��وق��ات ال�ت��ي تقف ف��ي طريقنا؟ م��اذا نحتاج لكي نحقق
الريادة؟ ما هي الدول التي تنافسنا؟ ما هي عوامل قوتها؟ وما هي
عوامل ضعفها؟ وأين هي منا اآلن؟ كم نحتاج من الوقت للوصول إلى
أهدافنا؟ وفي الواليات املتحدة تلعب مراكز الفكر واألبحاث ( Think
)Tanksدوراً كبيراً في استنباط األفكار التي تعزّز الزعامة األمريكية
العاملية وم�ث��ال ذل��ك ،مؤسسة ران��د Rand Corporationالتي تصل
ميزانيتها البحثية إلى أكثر من 100مليون دوالر وتضم ()1076
باحثاً ،ومؤسسة هريتدج Heritage foundationالتي تصل ميزانيتها
البحثية إلى أكثر من 30مليون دوالر وتضم 180باحثاً(((.
للمزيد راج��ع خليل حسني ،العالقات الدولية :النظرية وال��واق��ع ..االشخاص والقضايا، (((
منشورات احللبي احلقوقية ،بيروت.2012 ،
دونالد ابلسون ،هل هناك أهمية للمؤسسات البحثية؟ ،مركز األمارات للدراسات والبحوث (((
اإلستراتيجية ،اإلمارات ،أبو ظبي ،2007 ،ص .39
93
- 3حتديد رؤية الدولة:
وتعني تقدمي وصف دقيق وواضح ملا ينبغي أن يكون عليه وضع
الدولة في املستقبل ،بعد االنتهاء من تنفيذ اإلستراتيجية القومية
احلالية ،أي حتديد املكانة للدولة ضمن النظام الدولي ،وهذه الرؤية
تكون أكثر أهمية باعتبارها ستكون األساس األول الذي يقيّم أداء
الدولة ،وألنها ستكون القاعدة التي سيؤسس عليها لالنطالق إلى
املرحلة التالية ،والرؤية تختلف عن رسالة الدولة ،فالرؤية تذهب إلى
أبعد من ذلك ،حيث تهتم الرسالة بتحديد اخلطوط العريضة ألهداف
الدولة ،بينما الرؤية تصف الشكل الذي ينبغي ان تكون عليه الدولة
وترسم صورتها املستقبلية عندما تعمل أجهزتها بالكفاءة املطلوبة
بالنسبة لبيئتها الداخلية واخلارجية ،وإع��داد رؤي��ة الدولة حتتاج
جلهود أكبر من جهود صياغة بيان رسالة الدولة ،وبالتالي فان على
فرق التخطيط أن تتساءل :كيف سيكون شكل الدولة في املستقبل؟
عند االنتهاء من تنفيذ اإلستراتيجية ،ما هي الفروق اجلوهرية بني
الواقع احلالي للدولة وبني واقعها في املستقبل؟ وماهي التكاليف
املطلوبة إلح��داث التغيير اجل��وه��ري للدولة؟ هل ميكن أن نخطط
لفروق أكبر وبتكاليف أقل؟
94
االقتصادية ،العسكرية ،التكنولوجية) ،إال أنها تكون غير قادرة أو
غير راغبة في توظيف هذه العوامل إلحداث التأثير املطلوب لتحقيق
أهدافها القومية((( أما عملية قياس قوة وضعف الدولة فانها تتأثر
بعدة حقائق اساسية ،اولها ان قوة الدولة ذات طبيعة نسبية وغير
مطلقة ،فليس هناك حدود للقوة ،أي ال توجد قوة مطلقة في العالم،
فالواليات املتحدة على رغم قوتها العاملية إال أنها خسرت احلرب في
فيتنام خالل القرن املاضي ،ثانياً ،أن قوة الدولة ذات طبيعة مؤقتة
وغير دائ�م��ة ،ذل��ك بسبب التطور العلمي والتكنولوجي والفكري-
فقوة الدولة األمريكية تغيرت بعد امتالكها السالح النووي ،ثالثاً،
إن ق��وة ال��دول��ة ه��ي ظ��اه��رة عالئقية ،مبعنى أن�ه��ا محصلة تفاعل
جملة من العوامل السياسية واالقتصادية والعسكرية والتكنولوجيا
واحلضارية واجلغرافية ،مع بعضها البعض لتكون احملصلة القوة
القومية للدولة ،االم��ر ال��ذي يجعل من موضوع قياس قوة الدولة،
يختلف من وقت إلى آخر ،أو من حالة إلى أخرى ،فالقياس يستخدم
لتفسير املاضي واحلاضر ،ويساعد على التنبؤ في املستقبل ،أما
الدراسات اإلستراتيجية فتقيس قوة الدولة باألسلوب املقارن مع
غيرها من ال��دول ،والتي تقع في نفس املستوى واملكانة تقريباً في
البنية الهيكلية للنظام الدولي ،اما اهم عوامل القوة فهي:
أ -العامل اجلغرافي:
95
)1موقع الدولة اجلغرافي:
96
واالقتصادي سواء في أوقات السلم أو احلرب ،فثمة دول ذات شكل
منتظم ،أي وقوع أطراف الدولة على مسافات متساوية من املركز
(العاصمة) كالعاصمة اإلسبانية مدريد.
وهناك دول ذات الشكل املستطيل (أي إذا كان طول الدولة ستة
أمثال عرضها) فأنها ستكون معرضة للتجزئة في أوق��ات احلرب،
مثل تشيلي .وهناك دول ذات شكل مجزأ ،األمر الذي يضعف اإلدارة
القومية للدولة داخلياً وخارجياً ،كماليزيا التي تتكون من شطرين.
وه�ن��اك دول ذات شكل مبعثر (ج��زر) ،مثل اندونيسيا املكوّنة من
( )3000ج��زي��رة ،ه��ذا الشكل املبعثر يضعف ال��دف��اع ع��ن الدولة
والسيطرة على جميع أطرافها ،ولكنه يصعب في نفس الوقت عملية
غزو أو احتالاللها.
97
مساحتها ،إضافة إل��ى عوامل أخ��رى ،وق��د تكون املساحة الكبيرة
عبئاً على دولة قليلة السكان النها ال تستطيع الدفاع عن مساحات
مترامية األطراف(((.
)4تضاريس الدولة:
)5السكان:
98
من خالل التوزيع السكاني امل��وازي للثروات الوطنية املستغلة ،أما
التركيبة الدميغرافية ،فتتم وف��ق أربعة تصنيفات :أولها التركيب
االق�ت�ص��ادي ،ويعنى ب��ه تصنيف السكان حسب املستوى املعاشي،
ودخل الفرد ،والتركيب اآلخر هو العمري ،أي تصنيف املجتمع إلى
فئات عمرية (فئة األطفال ذكور وإن��اث ،وفئة الشباب ذكور واناث
وفئة الكبار ذكور وإناث ،وفئة الشيوخ ذكور وإناث) ومن ثم استخراج
نسب الفئات العمرية لتحديد ما إذا ك��ان املجتمع شاباً أو كهالً،
ذكورياً كان أم أنثوياً ،والتصنيف الثالث هو التركيب التعليمي ،حيث
يصنف املجتمع على حساب مؤهالتهم العلمية (دراس ��ات عليا -
دراس��ات جامعية -دراس��ات مهنية -دراس��ات ثانوية -دراسات
ابتدائية -أمية) مع األخذ بعني االعتبار األمية احلاسوبية (اجلهل
باستعمال احلاسوب اآللي) واألمية املعلوماتية (اجلهل بآليات عمل
الشبكات واالنترنيت) .أم��ا التصنيف ال��راب��ع ،فهو التركيب حسب
األقليات (العرقية والدينية واللغوية والطائفية) من أجل الوقوف
على أهم متطلبات وحتديات االندماج القومي داخل الدولة.
)6احلدود:
99
املنافذ احلدودية وعملها األمني ،ومستوى التهريب على احلدود،
ومدى قدرة الدولة على بسط سيطرتها على املناطق احلدودية ،كلها
عوامل ميكن أن تتراوح بني معدالتها نقاط الضعف والقوة.
ب -العامل االقتصادي:
)1ال �ن��اجت ال �ق��وم��ي اإلج �م��ال��ي (م��ا تنتجه ال��دول��ة م��ن سلع
وخدمات خالل فترة زمنية معينة) (((.
100
)7حجم امليزانية العامة.
)9ن�س�ب��ة ال�ت�ض�خ��م ف��ي ال �ع�م �ل��ة ق �ي��اس �اً إل ��ى أس��ع��ار املواد
االستهالكية.
101
ج -العامل العسكري:
102
أهداف السياسة((( أو هي فن استخدام القوى العسكرية للوصول إلى
نتائج حددتها السياسة ،وتتحكم اإلستراتيجية العسكرية بالقوانني
العامة للصراع املسلح ،وأوض��اع احل��رب املقبلة وطبيعتها وطبيعة
التخطيط العسكري ،وفروع القوات املسلحة وأسس استخداماتها
اإلستراتيجية ،وط��رق تسيير دفة الصراع املسلح ،وطبيعة األسس
املادية والتكنولوجية للصراع املسلح ،وأسس قيادة القوات املسلحة،
وقيادة احلرب ،وتصورات وأمناط تفكير العدو في املستقبل ،وفي
ه��ذا امل��ورد ي�ق��ول (ل�ي�ن�ين) «إن احل��رب متثل محكاً ع��امل�ي�اً الختبار
املوارد املادية والروحية لكل أمة» ،فاإلستراتيجية العسكرية ستظل
مجال النشاط العملي للقيادة السياسية والعسكرية العليا ،واملتعلقة
بفن إعداد البالد للحرب ،وتصريف شؤون الصراعات املسلحة في
ظل أوضاع تاريخية محددة((( .وفي هذا املورد كلما كانت العقيدة
العسكرية واإلستراتيجية العسكرية موائمة ومنسجمة مع التوجه
العقائدي للدولة وقدراتها القومية في ظروف مناسبة ،كلما شكل
ذلك عامل قوة من عوامل القوة القومية للدولة ،والعوامل العسكرية
االخرى التي تؤثر في القوة العسكرية للدولة هي:
م�ي��زان�ي��ة اإلن �ف��اق ال�ع�س�ك��ري ق �ي��اس �اً ع�ل��ى ح�ج��م الناجت -
اإلجمالي القومي.
103
)3مستوى وحجم القوى اجلوية:
104
نوع وعدد الغواصات النووية والتكتيكية. -
105
عدد ونوعية األقمار االصطناعية للتجسس واالستطالع -
واملراقبة.
ع� ��دد وم��س��ت��وى ن �ظ��م اإلن� � ��ذار امل �ب �ك��ر ع ��ن الصواريخ -
الباليستية.
106
طبيعة نظم القيادة والسيطرة والتحكم. -
ك �ف��اءة االن �ت �ش��ار امل�ن��ظّ ��م ل�ل�ق��وات ال�ع�س�ك��ري��ة ف��ي أقاليم -
الدولة.
د -العامل االجتماعي:
107
اخل��دم��ات املقدمة ،وميكن أن يقاس ه��ذا امل��ؤش��ر بعدد
الوالدات إلى عدد الوفيات خالل فترة زمنية معينة.
108
(امل �ط��ارات وامل��وان��ي ،وش�ب�ك��ات توليد ال�ط��اق��ة وشبكات
ال��رب��ط االل�ك�ت��رون��ي وس�ك��ك احل��دي��د ،وش�ب�ك��ات الصرف
الصحي ،وامل��وارد الطبيعية املستثمرة وغير املستثمرة،
والطرق السريعة واإلنفاق ،وشبكات النقل اجلوي والبري
والبحري).
109
املؤسسات السياسية.
)13م �س �ت��وى امل� �ي ��زان� �ي ��ات امل��ال��ي��ة ألج� �ه ��زة األم � ��ن القومي
(االستخبارات اخلارجية واالستخبارات الداخلية).
110
)16مكانة االستخبارات في النظام اإلداري للدولة.
111
عليها في حتليل البيئة اخلارجية للدولة ،من خالل مؤشري الفرص
املتاحة والتهديدات البارزة:
أما البيئة الفضائية ،فهي تهم الدولة (إذا كانت الدولة مهتمة
بالنشاط الفضائي اخل��ارج��ي) ف��ي خلق ال�ف��رص ف��ي تعزيز مكانة
الدولة من خالل خلق النشاط في الفضاء اخلارجي عبر اإلجراءات
التالية:
112
إجراء عمليات استكشاف للفضاء اخلارجي من الكواكب <
األخرى واألجرام السماوية ،إضافة إلى إجراء التجارب
العلمية على الكواكب األخرى (القمر ،املريخ) من أجل أن
حتقق الدولة اكتشافاً علمياً يضاف إلى سجلها ،ويرّسخ
احلاجة الدولية اليها.
إج ��راء عمليات التجسس واالس �ت �ط�لاع وامل��راق �ب��ة عبر <
األقمار الصناعية من أجل تعزيز الدولة ألمنها القومي،
وجمع املعلومات عن األعداء واملنافسني ،عبر ما يسمى
باالستخبارات اإلستراتيجية ،كنظام كشف التفجيرات
ا ل �ن��وو ي��ة Integrated Operational Nuclear Detection
.Systemال��ذي يعرف اختصارا IONDSوال��ذي متتلكه
الواليات املتحدة(((.
113
نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات التي تواجهها الدولة،
يجب ربطها مبزيد من االهتمام برسالة الدولة ومهمتها ،باعتبارها
تضع األساس لتحديد القضايا اإلستراتيجية للدولة ،ومن ثم وضع
االستراتيجيات الفعالة التي تعتمد على عوامل القوة وتستفيد من
الفرص املتاحة ،وفي نفس الوقت تقلل من عوامل الضعف وتتغلب
على التهديدات املدركة ،وحتتاج عملية التقييم للبيئات الداخلية
واخلارجية إلى عملية مسح خارجي وداخلي ممنهجة ،إضافة إلى
نظام معلوماتي فعّال.
114
الفصل اخلامس
صياغة االستراتيجيات القومية وتنفيذها
115
ً
أوال :حت��دي��د ال �ق �ض��اي��ا اإلس �ت��رات �ي �ج �ي��ة ال �ت��ي تواجه
الدولة
116
أو خ�ط��ر م�ق�ل��ق) ،وق��د ت��واج��ه ال��دول��ة حت��دي �اً أق��ل خ �ط��ورة م��ن شن
احل��رب عليها ،كأن يكون تآمراً ضد نظامها السياسي ،أو زعزعة
االستقرار األمني في الدولة ،أو محاولة لتفتيت الوحدة الوطنية
للدولة ،أو اإلضرار باملوارد املادية ومصادر الطاقة واملياه ،أو تهديد
املصالح احليوية للدولة ،وف��ي جميع ه��ذه احل��االت ،فعلى أعضاء
فريق التخطيط االستراتيجي أن يطرحوا تساؤالت حول كل حتد،
للوصول إلى قائمة حتديات مرتبة بحسب أهميتها وتوقيتها بالنسبة
للدولة ،لتساعد صانع القرار على اتخاذ القرار املناسب ،من خالل
طرح االسئلة التالية :ما هي طبيعة اخلطر؟ ما هو مصدر اخلطر؟
ما هي العوامل املغذية للخطر؟ ما هي العواقب في حالة الفشل
في مواجهة اخلطر؟ ماذا بإمكاننا أن نفعل ملواجهة اخلطر؟ ما هي
تداعيات اخلطر إذا لم تتم مواجهته؟ هل ميكن جتزئة اخلطر؟ أم
ميكن دمج اخلطر مع أخطار أخرى؟) واألسلوب األمثل في حتديد
القضايا اإلستراتيجية وترتيبها حسب اخلطورة والتوقيت ،هو إجراء
عملية تصويت بني أعضاء فريق التخطيط االستراتيجي الختيار أهم
خمس قضايا مطروحة وترتيبها حسب األهمية (واملقصود باألهمية
هو حجم اخلطورة للتهديد وزمن وقوعه) ،وعموماً ،فأنه ميكن وضع
املعايير التالية ،لتحديد القضايا اإلستراتيجية التي تواجه الدولة،
ومبعنى آخر ،أي القضايا التي تعتبر إستراتيجية بالنسبة للدولة:
117
كانت داخلية أو خارجية.
118
اإلم�ك��ان�ي��ات امل��ادي��ة وامل�ع�ن��وي��ة ال�لازم��ة لتحقيق الهدف
املطلوب ضمن توقيتات زمنية يحددها فريق التخطيط
االستراتيجي (((.
119
اإلستراتيجية التي تواجه الدولة حالياً ،وخالل املستقبل املنظور ،ثم
تبينّ بإيجاز خطط املؤسسات املعنية وادوارها في مواجهة القضايا
اإلستراتيجية ،من حيث األدوات وامل��وارد والتوقيتات واألهداف،
إض��اف��ة إل��ى ب�ي��ان اخل �ي��ارات البديلة ل�ه��ا ،ث��م حت��دد جهة اإلشراف
وال�ت�ن�س�ي��ق وامل�ت��اب�ع��ة لتنفيذ اإلس�ت��رات�ي�ج�ي��ة ،وأخ �ي��راً حت��دد درجة
السرية على الوثيقة اإلستراتيجية متهيداً لتقدميها لصانع القرار
العتمادها.
(((
ثالث ًا :تنفيذ اإلستراتيجية
120
هذه الفرص لتحقيق أهداف استراتيجياتها(((.
121
وم��ن النتائج املرجوة أيضاً ،تعبئة الطاقة واحلماس ملواجهة
القضايا اإلستراتيجية املهمة ال�ت��ي ت�ب��رز على ال�س��اح��ة ،وبتعبير
أدق ،مراجعة اإلستراتيجية للتحقق من طبيعة األداء للمؤسسات
املعنية ،والتأكد من نسبة االه��داف املنجزة من األه��داف املرسومة
لإلستراتيجية ،والتحقق من كفاية املوارد املرصودة والسقف الزمني
احمل��دد لإلستراتيجية ،فهي عملية لتالفي اجل��وان��ب السلبية في
تنفيذ اإلستراتيجية ،وتنمية العوامل اإليجابية فيها ،أما مكاسب
عملية التقييم فيمكن أن تتضمن التالي:
122
(((
الباب الثاني
االستراتيجيات الدفاعية للدول
ال � �ق� ��ائ � �م� ��ون ب� � ��إع� � ��داد االس� �ت ��رات� �ي� �ج� �ي ��ات الفصل الثاني :
ومسؤولياتهم.
مت االعتماد في معلومات هذا الباب على موسوعة املقاتل (بتصرف). (((
123
124
مقدمة
125
ه��ذه األس �ب��اب ف��ي مجملها ،ت��وض��ح إن ك��ان��ت احل��رب ظاهرة
اجتماعية ،وإن ُع��دت نشاطاً إنسانياً قدمياً ومستدمياً .وألن هذه
ه��ي طبيعة احل��رب ،ف��إن توقع حدوثها أم��ر ب��دي�ه��يّ ،واإلع ��داد لها
تبصر وروية ،وحرص ال بد منه ،لكسبها ،وحتقيق القصد منها.
126
ولم يعد هناك فرق ،فكل مساحة يشملها تأثير احلرب ،وأينما وجد
الفرد طاله الضرر.
127
128
الفصل األول
مفاهيم وأسس استراتيجيات الدفاع
129
جاء في تعريف مصطلح« :إستراتيجية الدولة للدفاع» والذي
يعد محاولة من بعض الكتاب لوضع تفسير شامل له -أنه «عملية
واسعة املدى تشمل كل ما مينح الدولة القدرة على ردع العدوان في
أية حلظة ،وحتقيق النصر في أقل وقت ممكن؛ والصمود للحرب
طويلة األم��د؛ والتقليل م��ن اخلسائر التي تسببها ض��رب��ات العدو
واحملافظة على مستوى عال من الروح املعنوية ،وعلى إرادة القتال
والصمود لدى الشعب».
وع �ل��ى ن�ح��و أك �ث��ر ب�س��اط��ةُ ،ع � � َّر َف امل�ص�ط�ل��ح ع�ل��ى أن��ه «جميع
التدابير واإلجراءات واجلهود ،التي تتخذها الدولة زمن السلم ،في
سبيل حتقيق خامتة مظفرة للصراع املسلح».
ً
أوال :مفهوم استراتيجية الدفاع
130
للدفاع .فمن أجل حتقيق النصر في احلرب ،والدفاع عن كيان الدولة،
يتم اإلعداد لذلك في كل مكان ومجال ،وفي كل وقت وزمان ،وفي
كل أوجه النشاط اإلنساني .ويعني ذلك استمرار اإلعداد املتواصل،
وهو ما يعني ،ضمناً ،ضرورة التطوير مِلا سبق إعداده ،كلما تغيرت
املعطيات ،أو استجدت امل��ؤث��رات ،وهو أمر ال بد منه ،ألن التغيير
والتجديد من قوانني الكون األزلية ،التي يجب مراعاتها دائماً عند
التخطيط.
131
ذلك أحياناً ،خالل املواجهة الفعلية ذاتها.
132
االس�ت�خ��دام األم�ث��ل .ل��ذل��ك ،ف��إن األه��داف التي تسعى ال��دول��ة إلى
حتقيقها ،أثناء اإلعداد للدفاع هي:
ويعني ذلك ،ضرورة عودة املواطنني إلى حالة األمان ،بعد رد
اخلطر ،في أقرب وقت ،من دون أن يكون لذلك تأثير ضار عليهم،
مع االستعداد لالستمرار في الدفاع عن الوطن ،إذا دعت احلاجة.
133
وتتطور تبعاً لذلك اإلستراتيجية العسكرية نفسها ،مما يدعو إلى
م��زي��د م��ن ال�ت�ط��ور ف��ي امل �ع��دات والتجهيزات العسكرية ،والعقائد
القتالية ،وأساليب القتال ،في عملية مستمرة ودائمة.
134
من سواحل وبحار ،وما عالها من أج��واء ،س��واء كان ذلك بالقرب
من ال��دول��ة ،أو على أراضيها ،أو بعيداً عنها ،طبقاً لقدرة الدولة
على إدارة الصراع املسلح على أبعاد مختلفة .ويتطلب ذلك إعداداً
جيداً لألرض .حتى ميكن استخدام مواردها وطرقها لصالح الدولة
وقواتها املسلحة .ويشمل إعداد األرض كذلك ،ما ميكن من استغالل
الساحل أو الفضاء ،االستغالل األمثل.
- 6إعداد الشعب.
135
يتضمن إعداد الدولة للدفاع أربع مراحل رئيسية ،هي:
- 1التخطيط:
136
األهداف من اخلطط املوضوعة.
137
الشعب معنوياً .وتشارك الوزارات االقتصادية املختلفة (الصناعة،
وال��زراع��ة ،والتجارة ،واملالية واالقتصاد ،والنقل وامل��واص�لات) في
التخطيط ،للتحول إلى اقتصاديات احلرب.
- 2التنظيم والتنسيق:
138
املدنية والعسكرية بالدولة املشتركة ،في عمل (إجراء)
واحد.
139
- 3التوجيه واملتابعة:
140
املختلفة املشتركة في عمل واح��د (ف��ي توقيت واح��د أو بالتتالي)،
لضمان عدم إهدار الوقت أو اإلمكانات .كما تنبئ املتابعة ،كذلك،
عما ميكن أن يحدث من تناقضات معوقة ،يجب جتنبها وتعديلها.
- 4التنفيذ:
141
142
الفصل الثاني
القائمون بإعداد االستراتيجيات ومسؤولياتهم
ً
أوال :القيادة السياسية
143
أهم السياسات املأخوذة عن السياسة العامة .وتتحدد مسؤوليات
القيادة السياسية ،اخلاصة بإعداد االستارتيجية ،فيما يلي:
144
- 3اخ �ت �ي��ار أف �ض��ل ال��سّ �ب��ل ل�ت�ح�ق�ي��ق ال �س �ي��اس��ة العسكرية
للدولة.
- 4حت ��دي ��د ال� �ه���دف ال��س��ي��اس��ي ال� �ع� �س� �ك ��ري ،م���ن احل���رب
املنتظرة.
- 2وزارة الدفاع.
145
- 3هيئة األركان العامة.
146
املالية ،والبحث العلمي.
- 2م �ق �ت��رح��ات ت �ط��وي��ر اق��ت��ص��اد ال� ��دول� ��ة ،ل �ي�لائ��م خطط
االس �ت��رات �ي �ج �ي��ة ال��دف��اع �ي��ة وم �ت �ط �ل �ب��ات إع� ��داد القوات
املسلحة.
147
خاصة املنشآت اإلنتاجية ،التي يجب أن تتطابق منتجاتها،
مع متطلبات االستخدام العسكري.
148
اجلرحى .وتقدمي العالج الالئق ،ضد الظروف البيئية
غير املواتية في زم��ن احل��رب .فاإلصابات في احلروب
تختلف متاماً عنها في احلياة اليومية العادية للمواطنني،
من حيث طبيعتها (انفجارات شظايا صدمات عصبية
حروق غازات سامة) وأسلوب عالجها .ويكون من املهم
العمل على سرعة عودة املصاب مليدان القتال مرة أخرى
(ب��اع�ت�ب��اره ج�ن��دي م��درب ذو خ �ب��رة) ،وه��و م��ا يستدعي
أن ي�ك��ون ال�ع�لاج مكثفاً .ل��ذل��ك ،فاملستشفيات املدنية،
واألطباء ،وهيئات التمريض في القطاع املدني ،يجب أن
جتهز وتتلقى م��ن التدريبات ف��ي فترة السلم واإلعداد
للحرب ما ميكّنها من معاونة القطاع العسكري ،في وقت
احلرب.
- 8م �ش��ارك��ة اجل��ه��ات األخ � ��رى ،ف��ي ك��ل م��ا ي�ت�ع�ل��ق بإعداد
الدولة للدفاع ،وتقدمي النصح واملشورة واملقترحات عند
التنفيذ.
149
أسبقيات ،عند تنفيذ اخلطة التخصصية ،مبا يتمشى
م��ع امل��راح��ل احمل ��ددة ،وح�ت��ى استكمال اخل�ط��ة املركزية
الشاملة إلع ��داد ال��دول��ة ل�ل�ح��رب .وحت �ت��اج ه��ذه املهمة،
إلى جهود مضنية من أخصائي القوات املسلحة ،لتشعب
مجاالتها وتخصصاتها ،وتعدد اجلهات التي يتم التعامل
معها ،ب��د ًء من إقناعهم بفائدة ذلك االتصال والتعاون،
ان�ت�ه��ا ًء بتنفيذه .م��ن وج�ه��ة أخ��رى ،ف��إن ه��ذه املهمة من
أك�ث��ر األع �م��ال ف��ائ��دة ،ل�ل�ق��وات املسلحة ،ألن�ه��ا تتيح لها
متابعة أعمال ال��وزارات األخ��رى ،والهيئات واملؤسسات،
واحل�ص��ول على آخ��ر البيانات عما أجن��ز ،واملواصفات
احلقيقية والقدرات الطبيعية ،ملا مت تنفيذه في توقيت
حديث .وكل ذلك يساعد القيادات العسكرية على تقدير
موقف إعداد الدولة للدفاع ،في الوقت اآلني ،بدقة.
150
احللف ،هم دول صديقة أو حليفة في وق��ت اإلع��داد ،مما يصعب
معه تنفيذ االتفاق أو التعاهد .لذلك كان على القيادة العسكرية،
أن تراجع من وقت آلخر البنود العسكرية لالتفاقيات واملعاهدات
والتحالفات ،في ضوء املتغيرات املستجدة ،وتقترح املوقف املالئم
(مدى االلتزام بنصوص االتفاقيات واملعاهدات والتحالفات) ،حتى
ميكنها ،بعد إقرار املقترحات من القيادة السياسية العليا ،أن تعدل
في خططها لإلعداد للدفاع.
151
إع��داد ال��دول��ة للدفاع بجهد واف��ر ،خاصة أن��ه يشتمل على ممثلي
معظم ال��وزارات والهيئات احلكومية األكثر صلة مبتطلبات إعداد
االستراتيجية أو بواسطة وزارة الدفاع ،باملتابعة والتقومي والتنسيق،
لضمان جناح األعمال املرحلية ،واخلطة األساسية.
وتعمل األجهزة احلكومية على ضوء املهام ،التي تكلف بها من
قِ بَل القيادة السياسية (الوزير املختص) .ويدرس كل جهاز في مجاله
دراسة وافيه ،ما يوكل إليه من أعمال خاصة بإعداد الدولة للدفاع.
ويشارك في وضع اخلطة العامة ،التي توضع منها اخلطة اخلاصة
(التخصصية) ،بعد أن يُحدد الهدف التخصصي ،والسياسة اخلاصة
بتحقيقه ،وهي تقسّ م إلى أهداف مرحلية ،تنفذها خطط مرحلية
كذلك ،في فترات زمنية محددة التوقيت (أو ذات مدى زمني) ،كما
حتدد أيضاً مطالبها ،للتخطيط والتنفيذ.
وت�ش�ك��ل ع ��ادة جل�ن��ة وزاري� ��ة ،أو حت��دد ه�ي�ئ��ة خ��اص��ة (وزارة
التخطيط) تتولى جتميع خطط ال ��وزارات املتخصصة ،لدراستها
وتنسيقها معاً .وتعد منها اخلطة املركزية ،وتعرضها على القيادة
السياسية التي ميثلها غ��ال�ب�اً ،املجلس األع�ل��ى للدفاع (أو مجلس
الدفاع الوطني طبقاً للتنظيم) .وتكلف القيادة السياسية اللجنة
الوزارية (في حالة إقرارها للخطة) إصدار التوجيهات للتنفيذ.
152
التابعة لها ،لبدء التنفيذ ،مع حتديد املهام ،واملسؤوليات اخلاصة
بذلك.
153
154
الفصل الثالث
إدارة السياسة اخلارجية للدفاع عن الدولة
155
ويتصل بذلك ،ما حتدده املفاهيم السياسية ،مع أن السياسة
«تُعني بدراسة األفكار وتوضح املفاهيم ،وحتدد الغايات والوسائل،
واخليارات ،ومقارنة البدائل ،لذلك فهي تؤثر بشكل مباشر ،أو غير
مباشر ،في اختيار أفضل البدائل ،واحلكم عليها (القرار)» .وتصبح
السياسة ،من هذا املنطلق ،هي السلسلة املتكاملة لصناعة واتخاذ
القرار ،لتحقيق هدفها،أي الهدف الذي سبق أن حددته السياسة
والذي يكون الهدف منه ،حتقيق األمن خارجياً ،وداخلياً.
وتُ� � َع ��دّ إدارة ال �س �ي��اس��ة اخل��ارج �ي��ة ،أح ��د م�ش�ت�م�لات إعداد
االستراتيجية الدفاعية للدولة .ويكون ذل��ك ب��اإلع��داد السياسي،
لتحقيق الهدف من ال��دف��اع عن ال��دول��ة .وتصبح السياسة ،بذلك،
سابقة إلع��داد الدولة للدفاع ،بتحديدها لألهداف السياسية ،ثم
متضمنة لها ،مبا تتخذه من تدابير سياسية لتحقيق الهدف منها.
وه��ي ف��ي م�ج��ال إع ��داد ال��دول��ة ل�ل��دف��اع ،تتحول إل��ى أداة مساندة
لإلعداد العسكري واإلعداد االقتصادي ،وهما من القوى التي تدعم
السياسة في عالقات املجتمع باآلخرين (خارجياً) ،أو بني أفراده
(داخلياً) .وهو تداخل شديد ،يوضح مدى العالقة الوطيدة ،بني تلك
العناصر األساسية الثالثة (سياسية واجتماعية وعسكرية) وتأثرها
بعضها ببعض.
156
- 3القدرات الذاتية ،واملستوى العلمي والتقني للدولة.
157
- 4اإلعداد لكسب الرأي العام العاملي ،سياسياً وأيديولوجياً،
لصالح الدولة ،وقضاياها الدفاعية.
- 1البعثات الدبلوماسية:
158
السياسية ،والقيادات التخصصية ،قدراً من املعلومات ،التي متكنهم،
من التقدير السليم للموقف ،بكافة جوانبه السياسية ،واالقتصادية،
وال �ع �س �ك��ري��ة .وتُ �ع��د أج �ه��زة االس �ت �خ �ب��ارات ال�ش�ك��ل ال��رئ�ي�س��ي لها،
بإمكانياتها وخبراتها ف��ي جمع املعلومات ،وتأكيدها م��ن مصادر
مختلفة ،وهي تؤدي أعمالها ،عادة ،بشكل غير علني.
- 3اإلعالم والدعاية:
- 4العالقات االقتصادية:
159
- 5األعمال العسكرية:
160
- 2تصريحات كبار املسؤولني في الدولة ،للصحف وأجهزة
اإلعالم.
161
162
الفصل الرابع
إعداد القوات املسلحة للدفاع
- 2ق ��وة وإم �ك��ان��ات اخل �ص��م (احمل �ت �م��ل امل �ن �ت �ظ��ر) ،وأهدافه
وحتالفاته ،وعالقاته الدولية واإلقليمية املؤثرة ،وأسلوبه
إلدارة الصراع ،وقدراته االقتصادية.
163
- 4قوى الدولة البشرية ،وخصائصها.
164
وتأخرها تقنياً ،يزيد من العبء على االقتصاد الوطني ،الذي يتحمل
�واع متقدمة من األسلحة .إ ّال أن زيادة
أعبا ًء إضافية الستيراد أن� ٍ
تعداد القوى البشرية ،وخصائصها اجليدة (صحياً وتعليمياً وثقافياً)
متكن من زيادة حجم القوات املسلحة ،مع تسليحها بعتاد منخفض
التقنية نسبياً ،لالستفادة من زيادة العنصر البشري إلحداث التأثير
املطلوب.
165
- 8إعداد مسرح العمليات وجتهيزه ،وهو إجراء يشارك فيه
العديد من الوزارات والهيئات احلكومية وغير احلكومية،
ويعتبر عنصراً قائماً بذاته ألهميته البالغة.
ً
أوال :ال �ت �خ �ط �ي��ط اإلس �ت��رات �ي �ج��ي الس �ت �خ��دام ال �ق��وات
ا ملسلحة
166
- 1ال�ف�ك��رة اإلس�ت��رات�ي�ج�ي��ة ،ال �ع��ام��ة وال��ق��رار اإلستراتيجي
الستخدام القوات املسلحة في احلرب.
167
ثاني ًا :حتديد حجم القوات املسلحة في السلم واحلرب
168
- 1حجم القوات املسلحة العاملة وقت السلم:
169
حتقق النسبة 5 :1امل�ع��ادل��ة ،ب�ين السلم واحل��رب ف��ي حجم
ال �ق��وات ،ال�ت��ي ق��د ت��زي��د أو ت�ق��ل ،ط�ب�ق�اً مل��وق�ف��ي ال��دول��ة السياسي
والعسكري ،وعناصرها اجلغرافية .وم��ن املتعارف عليه ،أن يكون
حجم القوات املسلحة ،بالنسبة لتعداد الدولة ،في ح��دود ،%2.4
وهي نسبة ترتفع في بعض ال��دول ،ذات اإلستراتيجيات الهجومية
أو امليول العدوانية ،لتصل إلى أكثر من %20من تعداد السكان،
وهو أمر يؤثر على األنشطة األخرى في الدولة ،بسبب ارتفاع معدل
العاملني بالقوات املسلحة ،عن املعدل الطبيعي .وحتتفظ بعض الدول
بحجم قواتها العاملة وقت السلم ،مبا يعادل احلجم املطلوب وقت
احل��رب العتبارات سياسية أو أمنية .وق��د تتصل ه��ذه االعتبارات
ال عن أنها ،غالباً ،تتعلق أحياناً باملشاكل اخلارجية للدولة .فض ً
مبشاكلها الداخلية.
- 3األنساق اإلستراتيجية:
170
كافة قوات األفرع الرئيسية العاملة ،وقوات حرس احل��دود ،وخفر
السواحل املوجودة بالقرب من حدود الدولة ،بشكل شبه دائم.
171
الكافية ،والعناصر املتخصصة املختلفة الالزمة لإلسناد.
-خطة التعبئة:
172
اجلزئية ،لصالح املجهود احلربي للدولة( ،التعبئة اجلزئية) ،والتي
عادة تشمل املنشآت (كاملستشفيات وبعض املصانع والورش الفنية)
ووحدات النقل (بأنواعها).
173
لبدء أعمال القتال الرئيسية (خطة التعبئة الشاملة أو اجلزئية).
174
- 3احتالل قوات الدفاع اجلوى ملواقعها احملددة في اخلطة.
175
176
الفصل اخلامس
إعداد االقتصاد الوطني
ً
أوال :أهمية اإلعداد االقتصادي
177
العمل في وقت السلم ،إلعداد الدولة لوقت احلرب ،فتكثر األطراف
املشتركة في اإلعداد ،لتنوع تخصصاته ،ومجاالته ،وتعدد مستوياته.
ويقوم العمل إلعداد اقتصاد الدولة للحرب ،على إدراك متطلبات
ال �ق��وات املسلحة والعمل على تلبيتها ،م��ن دون أن تتأثر حاجات
الشعب .لذا ،تعمل كافة األجهزة االقتصادية كل في تخصصه في
تعاون وثيق ،مع أجهزة الدولة األخرى ،والتنظيمات شبة الرسمية
والشعبية ،للوصول إل��ى أنسب استهالك للموارد لصالح الفئتني
(القوات املسلحة والشعب).
وت �غ �ط��ي احل� ��رب احل��دي �ث��ة م �س��اح��ة واس� �ع ��ة ،ت �ت �ع��دى مسارح
العمليات ،لتصل إلى كل أراضي الدولة .لذا فإن اإلعداد االقتصادي،
يجب أن يشمل في تخطيطه كافة املناطق بالدولة .كما يشمل كافة
التخصصات ،زراعية ،وصناعية ،وجتارية ،وفنية ،وهندسية ،وكل ما
يتعلق باالقتصاد الوطني .وعليه أن يضمن استمرار اإلنتاج ،وسيطرة
مستقرة على العمل في وحدات اإلنتاج ووحدات اخلدمات ،لصالح
املجهود احلربي ،واملجتمع ،من دون تأثر كبير بالصراع ونتائجه.
178
اإلعداد االقتصادي للدولة:
179
بأوسط األم��ور ،لتحقيق هدفه األس��اس��ي ،وه��و «حتقيق
مصلحة املسلمني ،مع احترام حقوق أهل الذمة في دار
السالم» ،وضمان اخلير للدولة أفراداً وجماعة .ويتطلب
ذلك استغالل جميع املوارد املتاحة في اإلنتاج ،االستغالل
األمثل واألكمل .لذلك ،فإن النظام االقتصادي اإلسالمي
احل ��ق ،ي ��وازن ب�ين مصلحة ال �ف��رد ،وم�ص�ل�ح��ة املجموع،
وي �ح��رص ع�ل��ى ت �ع��اون امل�ج�ت�م�ع��ات اإلس�لام �ي��ة ،حفاظاً
على مصلحة اجلماعة اإلسالمية (مبدأ وحدة مصلحة
املسلمني) .وعلى هذا ،فإن التخطيط االقتصادي في هذا
النظام ،يأخذ مببدأ حرية الفرد في اإلنتاج ،والتدخل
الستكمال احتياجات اجل�م��اع��ة ،وه��و م��ا متثله مطالب
القوات املسلحة والشعب لإلعداد للدفاع .ويكون التدخل
ج��زئ��ي ،لتغطية م��ا ن�ق��ص م��ن االس�ت�غ�لال ع��ن االكتمال
واملثالية.
180
ثالث ًا :حتول الدولة إلى اقتصاد احلرب
181
تصديراً) ،والتخطيط للتوسع الرأسي ،في الزراعة (زيادة إنتاجية
األرض).
182
وي�ش�م��ل ال�ت�خ�ط�ي��ط إلع���داد ال �ص �ن��اع��ة ،ك��اف��ة أوج ��ه النشاط
الصناعي ،مع التركيز على الصناعات احلربية ،والصناعات املتصلة
مبطالب املجهود احلربي ،واستغالل االستثمارات الوطنية .وتوضع
أول��وي��ات للصناعات ،إنشا ًء وتطويراً ،طبقاً حليويتها (الصناعات
الثقيلة والوسيطة والدقيقة) ،والتقنية املتقدمة ،واملتاحة ،والكوادر
الفنية ،املتوفرة محلياً ،أو بالعمالة الوافدة (مع الوضع في االعتبار
خطورة زيادة نسبة العمالة الوافدة ،بصفة عامة ،ومن دولة بعينها،
بصفة خاصة).
183
في اإلنتاج (مرونة اإلنتاج).
يؤدي النقل دوراً مهماً خالل السلم واحلرب .ويُعد النقل في
184
العصر احلديث ،عصب املدنية ،والدليل على حيوية األمة .وهو من
جانب النمو االقتصادي ،ذو أهمية بالغة ،الرتباطه بسياسة االستيراد
والتصدير ،وهو ما يؤثر ،أيضاً ،في إعداد االقتصاد للدفاع ،بتأثيره
في توفير االحتياجات في الزمان واملكان املناسبني ،وقدرته على
تكوين االحتياطيات املطلوبة للصمود في الصراع املنتظر ،إضافة
إلى تأثيره في تكلفة السلع وأسعارها.
185
واألنابيب ،وقاطرات وعربات السكك احلديدية .ويجري تخطيط
شبكة امل��واص�لات ،وتنفيذها ،ضمن خطة إع��داد وجتهيز مسرح
ال�ع�م�ل�ي��ات ،لتشمل امل��واص�لات ال��داخ�ل�ي��ة ،واخل��ارج �ي��ة ،مب��ا يخدم
التصور للصراع املنتظر.
186
األدوي��ة ،واملستودعات واملخازن ،واملنشآت العامة األخ��رى .ويوضع
في االعتبار زي��ادة كثافة العمل واالستخدام واالستهالك في وقت
احلرب ،عنه في وقت السلم .إضافة إلى النسبة املتوقعة من اخلسائر
في األجهزة واملرافق.
187
خامس ًا :العوامل املؤثرة على اإلعداد االقتصادي
188
- 8خ�ط��ط ال �ت��دري��ب ملختلف اجل �ه��ات وامل �س �ت��وي��ات (مدنية
وعسكرية).
189
ملواجهة أي طارئ ،أو ظروف غير متوقعه.
أ -الدول الصناعية:
190
والكيماويات واإللكترونيات ووسائل النقل ،على حساب
الصناعات األخرى.
( )3ت��زي��د ف��رص ال �ع �م��ل ،وي �ق��ل م �ع��دل ال�ب�ط��ال��ة ،م��ع ارتفاع
ف��ي األج ��ور ،وك�ث��رة امل�ب�ت�ك��رات وامل�خ�ت��رع��ات (خ��اص��ة ما
يخدم اجلانب العسكري) ،مما يخلق حالة من االزدهار
اقتصادياً.
191
الصرف شبكة االتصاالت املنشآت العامة).
( )6تواجه دول أخرى اخللل ،بني العرض والطلب ،في السوق
احمللي ،بوضع قيود على السلع اإلستراتيجية (الوقود
بأنواعه احلبوب السكر الزيت) ،وتنظيم الصرف لألفراد
مبوجب حصص وبطاقات ،مما يزيد من صعوبة احلياة
اليومية للمواطنني.
- 2االنعكاسات االجتماعية:
192
فرص التوسع ،والتطور بها ،مع ضعف القدرة الشرائية
للمواطنني ،وارتفاع في نسبة التضخم النقدي.
و -ال�ل�ج��وء إل��ى ع�م��ل ال�ن�س��اء وال �ش �ب��اب ،م��ن ه��م دون سن
التجنيد ،مم��ا يؤثر على نظام املجتمع ،وي�ف��رض منطاً
مختلفاً عن تقاليده وأعرافه املتوارثة.
193
ح -تردي حالة الصناعة والزراعة والتجارة بشكل عام ،إلى
مستوى قد يصل إلى توقف كثير من املنشآت عن العمل.
وق��د تتعرض املناطق امل�ت��أث��رة ،إل��ى امل�ج��اع��ات ،وانتشار
األوبئة.
194
الفصل السادس
إعداد أجهزة الدولة والشعب للدفاع
ً
أوال :أهمية اإلعداد
195
ثاني ًا :مشتمالت اإلعداد
196
املعلومات الالزمة لعمل اجلهاز ،أو إصدار معلوماته إلى
اجلهات املستفيدة (طبقاً لطبيعة عمل اجلهاز).
197
ثالث ًا :أجهزة الدولة الرئيسية ومسؤولية اإلعداد للدفاع
يرأس جهاز إعداد الدولة للدفاع ،رئيس الدولة نفسه (ملكاً أو
أميراً أو رئيساً) وتتحدد مسؤولياته في اآلتي:
198
- 2املجلس األعلى إلعداد الدولة للدفاع:
199
ح -إص ��دار ت��وج�ي�ه��ات خ�ط��ط اإلع ��داد التفصيلية ،إلعداد
وإدارة السياسة اخلارجية للدولة ،واالقتصاد الوطني،
وال�ق��وات املسلحة ،وأراض ال��دول��ة ،واملجتمع (الشعب)،
وأجهزة الدولة ،للدفاع.
200
يضمن االستمرار في تنفيذ اخلطط.
- 1وزارة التخطيط:
201
أراض��ي ال��دول��ة كمسرح للعمليات ،ف��ي امل��دى املتوسط
والطويل.
- 2وزارة الدفاع:
202
- 3وزارة اخلارجية:
- 4وزارة الداخلية:
203
- 5وزارة املالية واالقتصاد الوطني:
204
- 6وزارة النفط والثروة املعدنية:
د .ت�خ�ط�ي��ط اس �ت �م��رار ع �م��ل ق �ط��اع ال �ن �ف��ط ،وق ��ت األزم� ��ات
واحلرب.
205
د -تنسيق توزيع وصرف املياه لكافة االستخدامات ،وتكوين
احتياطي إستراتيجي من املوارد املائية املتاحة.
- 8وزارة املواصالت:
- 9وزارة التجارة:
206
ب -اإلش��راف على تكوين وتخزين االحتياطي اإلستراتيجي
ل �ل��دول��ة ،م��ن ك��اف��ة االح �ت �ي��اج��ات ،غ �ي��ر ال �ت��اب �ع��ة ل ��وزارة
متخصصة ،وال�ص��رف منه ،طبقاً لتوجيهات وتعليمات
املجلس األعلى لإلعداد وللدفاع.
- 10وزارة الصحة:
207
- 11وزارة اإلسكان واألشغال العامة:
208
أولية ،ومعدات وأجهزة.
- 13وزارة اإلعالم:
209
- 14وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية:
أ -إع� � ��داد خ��ط��ة ل �ل �ت��وع �ي��ة ال ��دي� �ن� �ي ��ة ،وت� �ق ��وي ��ة العقيدة
وترسيخها.
هـ -ال�ت�ن�س�ي��ق ب�ين أج �ه��زة احل �ك��م احمل �ل��ي ،ووزارة الدفاع،
والوحدات املقاتلة ،داخل قطاع احلكم احمللي (احملافظة
املنطقة).
210
الدولة للدفاع.
ط -ت��أم�ين م ��واد اإلن �ش��اء وال �ب �ن��اء وال �ط��رق ،لتجهيز مسرح
العمليات ،وإعادة إعمار الدولة بعد احلرب.
( )1ت��وف �ي��ر ال �ب �ي��ان��ات وامل �ع �ل��وم��ات واإلح �ص��ائ �ي��ات الدقيقة
والتفصيلية واحلديثة ،واملقارنات والتحليالت الالزمة
ل � �ل� ��وزارات امل �خ �ت �ل �ف��ة ل��وض��ع خ �ط��ط ت �ف �ص �ي�ل�ي��ة دقيقة
وسليمة.
211
مع وزارة الدفاع ،وإجراء التجارب الالزمة عليها.
212
املسلح ،وقيادة التشكيالت املقاتلة ،واستخدام املعدات واألسلحة
املتقدمة .ويتحدد مصير الصراع ،بقُدرة الدولة على إمداد مسارح
العمليات بالتشكيالت وال��وح��دات املقاتلة ،وبكفاءة تلك العناصر،
وعلى مدى صمود الشعب واملجتمع ،وحتمله للمصاعب واخلسائر
والدمار املادي واملعنوي.
213
وحتقق خطة اإلعداد العسكري لألفراد ،التوازن بني أداء الفرد
للخدمة العسكرية ،وممارسة العمل املدني .كما حتدد مدة اخلدمة
اإللزامية ،وم��دد االحتياط والتدريب خ�لال فترة االحتياط .وهي
تعمل ،كذلك ،على إيجاد أرص��دة من القوى البشرية ،في مختلف
التخصصات العسكرية واملدنية املهمة واحلساسة.
214
واملمتلكات والنفس ،شعبة من شعب اجلهاد .اإلعداد املعنوي عامل
مهم ،يفوق اإلعداد املادي قوة .وقد قال سبحانه وتعالى في ذلك:
215
- 7التوعية املضادة ،ملواجهة أساليب العدو ،خلفض الروح
املعنوية.
216
في بعض الوظائف غير احليوية (قيادة املركبات اإلدارية مثالً) أو
في وظائف شديدة األهمية (طائرات مقاتالت).
217
- 1مهام الدفاع املدني:
218
ز -تنظيم وإق��ام��ة ش�ب�ك��ة إن���ذار بجميع امل �ن��اط��ق السكنية
والصناعية ،وربطها بشبكة اإلن ��ذار اخل��اص��ة بالقوات
املسلحة ،لنقل التحذير ب��وق��وع غ��ارة ج��وي��ة ،أو هجوم
صاروخي ،للمدنيني وفي الوقت املناسب.
تُعد هذه الفئة من العاملني ،ذات أهمية بالغة ،في بناء قوة
ال��دول��ة وزي��ادة قدراتها .لذلك ،يجب أن يوليهم املخططون عناية
زائدة ،بوضع مناهج تدريبية إلعدادهم أحسن إعداد ،ألداء دورهم
احليوي في وقتي احلرب والسلم ،على حد سواء.
219
عليها عناصر أخرى مكملة ،مثل:
220
تقييم امل�ج�ه��ود احل��رب��ي ،يمُ � ّك��ن املخططني م��ن ال�ت�ع�رّف على
التوقيتات احلرجة ،التي قد تنشأ خاللها أزم��ة ما ،في واح��د من
قطاعات ال��دول��ة املختلفة .كما يلقي ال�ض��وء على وج��ود وف��رة في
تخصص أو صناعة أو ن�ش��اط ،ميكن االس�ت�ف��ادة منه بإحالته إلى
مجال آخر فيه قصور .كذلك ،فهو يعرِّف املخططني التوقيت ،الذي
يجب أن تبدأ فيه حمالت التوعية واجتاهاتها األكثر فائدة ،للوصول
باحلالة املعنوية للشعب ،إلى الدرجة املطلوبة في الوقت املناسب،
متوافقة في ذلك التصعيد ،مع خطط إعداد الدولة للدفاع األخرى،
وملبية احتياجاتها م��ن م�س�ت��وى وع��ي م�ع�ين ل��دى ال�ش�ع��ب .وتكون
مواد الدعاية والتوعية ،نابعة من تراث األمة وتاريخها وحضارتها
السابقة ،ومرتكزة على حقائقها اجلغرافية وسماتها املعاصرة .إن
اإلملام اجليد بخصائص املجهود احلربي للدولة ،هو مبثابة تسجيل
مبوب ألنشطتها واخلدمات بها ،مما يعني على جتنب األزمات وقت
احلرب ،أو التوصل املبكر إلى حلول.
لم تعد القوة العسكرية ،هي الوحيدة القادرة على حسم الصراع
وإن كانت أهمها بل أصبحت احلرب العصرية ،تستلزم تكاتف كل
قوى الدولة ،عسكرية وسياسية واقتصادية واجتماعية ،وحشدها
جميعاً ،من أجل النصر.
أظ �ه��رت احل ��روب احل��دي �ث��ة ،األه�م�ي��ة ال�ب��ال�غ��ة إلدارة سياسة
الدولة اخلارجية ،لصالح اإلعداد للدفاع .وأنها عنصر مستمر ،قبل،
وأثناء ،وكذلك بعد ،انتهاء الصراع .كما أن الدولة باإلدارة الصحيحة
تستطيع احلفاظ على اجتاهات سير األحداث نحو الهدف ،وتستثمر
النتائج ،وتوجهها ألكبر فائدة ممكنة .وتهيأ الظروف ملرحلة السالم،
221
كما هيأتها ملرحلة احل��رب وال �ص��راع .ل��ذل��ك ،ي�ب��دأ اإلع ��داد لهذه
السياسة مبكراً ،وتستمر السياسة في إدارتها لألزمة إلى أن حتقق
ك��ل األه��داف ،وم��ا يتفرع ع��ن ذل��ك م��ن أه��داف أخ��رى ،ف��ي سلسلة
مستمرة ودائمة.
وت �ع �ك��س األه �م �ي��ة امل �ت��زاي��دة إلع� ��داد ال��دول��ة ل �ل��دف��اع ،أعباء
متزايدة على خطط الدولة للتنمية .ويصبح التنسيق فيما بينهما
ال أساسياً لنجاحهما معاً .كما أن ترتيب أولوياتهما ،وتخطيط عام ً
األعمال املنفذة ومتابعتها ،مسؤولية كل األجهزة الرسمية والشعبية
في الدولة.
222
وسيظل اإلعداد السليم ،املبني على أساليب علمية حديثة ،هو
األساس في النصر ،وإدارة الصراع املسلح بنجاح .وهذا اإلعداد ال
بد أن تواكبه خطوات التنمية والتطور والتقدم بالقوة نفسها.
223
224
(((
الباب الثالث
احلروب واستراتيجية االقتراب غير املباشر
مقد مة
مت االعتماد في معلومات هذا الباب على موسوعة «املقاتل» بتصرف. (((
225
226
مقدمة
227
الذي تالشت معه احلدود الفاصلة بينهم ،وأصبح الفن اإلستراتيجي
Strategic Artأكثر اتساعاً وشموالً ،وأخ��ذت اإلستراتيجية مظهراً
ق��وم�ي�اً ش��ام�لاً ،ل�ت��دور ح��ول ف��ن اس�ت�خ��دام ال�ق��وى القومية للدولة،
لتحقيق الغاية القومية لها.
228
النظرية ،وبعد أن كانت تشمل البعد العسكري فقط ،أضحى لها
مفهوم قومي شامل الستخدام ق��وى ال��دول��ة في مجالها السياسي
والدبلوماسي واالقتصادي واالجتماعي واملعنوي.
229
إن التاريخ جتربة عملية ،الختبار صحة املسائل العسكرية أو
فشلها ،والتاريخ هو جتربة شاملة وحصيلة عدة جتارب في احلرب،
أكدت جناح وتفوق إستراتيجية االقتراب غير املباشر ،وانتصارات
غير متوقعة ،لكل القادة العسكريني العظماء الذين طبقوها ،في
شكلها املادي واملعنوي.
وعلى سبيل املثال وليس احلصر ،في عصر الثورة الزراعية ،أو
ما أطلق عليه عصر املوجة األولى .The 1st Waveالفترة من العصور
القدمية وحتى ال�ق��رن السابع عشر ،العصر ال��ذي ب��دأ باستخدام
السيف والرمح والسهم ،وانتهى باستخدام البندقية وال�ب��ارود في
احل ��رب ،ويحمل ال�ت��اري��خ ال�ع��دي��د م��ن امل �ع��ارك خ�لال ه��ذا العصر،
والتي اعتمد جناحها على تطبيق هذه اإلستراتيجية ،حيث برزت
في احل��روب اإلسالمية ،ومعارك الفتح اإلسالمي ،وفي الفتوحات
الكبرى للحروب اإلغريقية والرومانية والبيزنطية ،وتُ�ع��د حروب
ال�ق��رون ال��وس�ط��ى ،الفترة م��ن ال�ق��رن احل��ادي عشر حتى السادس
عشر ،قليلة التأثر بها ،خاصة في دول الغرب ،ولكن في جانب آخر
من العالم ،قدمت الدولة اإلسالمية في حروبها مع الصليبيني مثاالً
لإلستراتيجية العليا لالقتراب غير املباشر ،وقدمت شعوب الشرق
من املغول والتتار ،مثاالً آخ��ر حققت به إجن��ازات كبيرة على رغم
أهدافها التدميرية وإستراتيجية الرعب التي كانت تسبقها.
230
في مجال إستراتيجية االقتراب غير املباشر .وكانت احلرب العاملية
األولى في مطلع القرن العشرين ،قد حملت العديد من صور االقتراب
غير امل�ب��اش��ر ،وت�ب�ل��ورت تلك اإلستراتيجية ،وتبناها «هتلر» وآلته
العسكرية ،في احلرب العاملية الثانية ،التي أفرزت مفاهيم وأبعاداً
جديدة لإلستراتيجية من الناحية املادية واملعنوية ،وعلى الصعيدين
العسكري واملدني ،وتأتي بعد ذلك ،احلروب العربية اإلسرائيلية في
تطبيقاتها املختلفة إلستراتيجية االقتراب غير املباشر.
231
232
الفصل األول
املفاهيم النظرية إلستراتيجية االقتراب
غير املباشر
233
وإمنا ظهرت أصول العلم العسكري وفنون احلرب ،في سياق وصف
سير احلرب ونتائجها ،وكان على الفكر العسكري أن يحلل أحداث
احلروب القدمية ،ويستنبط فن احلرب ،وقد جرى ذلك في عصور
تالية ،ويطوره طبقاً ملتطلبات كل عصر من العصور ،من ذلك جند أن
أساليب القتال في العصور القدمية ،قد مت إعادة صياغتها وتطويرها
لتكون نظريات عسكرية ،والتي هي جزء من فن احلرب.
ً
أوال :النظرية والعقيدة
234
- 1العقيدة:
235
املبادئ واألف�ك��ار واالجت��اه��ات اخلاصة بتنظيم وتسليح واستخدام
القوات املسلحة وأفرعها الرئيسية».
236
عقيدة الدولة ،طبقاً للمستوى ،وقد ينبع منها في بعض
احلاالت نظرية قتالية.
237
نظرية جديدة ،تقوم على أفكاره واستنتاجاته اخلاصة ،وأخفقوا في
تقدير قيمة وجوهر النظرية ،وعلى اجلانب اآلخر في أملانيا ،فقد
وجد القادة العسكريون في النظرية ،التطور املعاصر والفكر اخلالق،
وتبنى اجليش األملاني النظرية ،وعملوا على أساسها ،وأثبتوا ،في
احلرب العاملية الثانية ،جدواها وفاعليتها.
238
و -اجتاهات تطور نظريات وأساليب القتال داخ��ل وخارج
الدولة.
239
وبشكل عام فإن النظرية تركز على أن أفضل األعمال هو
حتطيم مقاومة العدو.
- 3أم ��ا ص��ن ت ��زو ع ��ام 500ق م ،ف �ك��ان��ت ت�ع�ل�ي�م��ات��ه في
اإلستراتيجية الهجومية تركز على هزمية العدو بدون
حرب ،واالستيالء على املدن ساملة ،وأسر اخلصم أفضل
م��ن تدميره ،وإن ه��دف احل��رب ه��و ض��رب إستراتيجية
العدو ،وذك��ر في ذل��ك« :أن إح��راز مِ ئة انتصار في مِ ئة
معركة ليس هو أفضل ما يكون .إن إخضاع العدو بدون
قتال هو أفضل ما يكون» .وأيضاً« :إن املخطط اجليد
يِخضع العدو دون قتاله».
240
ارت�ب��اط�اً بنوع العملية ومستواها ،واإلم�ك��ان�ي��ات املتيسرة ،وطبيعة
أعمال قتال اخلصم ،وطبيعة مسرح العمليات ،باإلضافة إلى الهدف
السياسي العسكري للعملية اإلستراتيجية ،فقد يكون اآلتي:
أ -مادياً:
241
( )4تنفيذ املهام اإلستراتيجية بأسلوب العمليات املتتالية.
ب -معنوياً:
( )2إيجاد شعور لدى اخلصم بالعجز ،وعدم القدرة على رد
الفعل.
242
القوة ضد الضعف» ،املرتبط بتوزيع قوات العدو ،الناجت عن توزيع
قواتنا ،الذي يعطي العدو فكرة عن تبعثرنا وتوزيع قواتنا .إن إعادة
توزيع قواتنا املبني على توزيع قوات العدو ،ثم إعادة جتميع قواتنا،
عبارة عن سلسلة من العمليات التي تنجم الواحدة منها عن األخرى،
وما احلشد السليم سوى ثمرة توزيع محسوب بحكمة ،ويبرز هنا
مبدأ أساسي يفرض نفسه ،ويتركز في ضرورة جتنب إعطاء العدو
الزمن واحلرية للحشد ضد حشد قواتنا.
243
الفشل في مواجهة أي موقف طارئ لتحقيق الهدف أمراً سيئاً ،فإنه
من األسوأ استمرار متابعة اجلهود في هذا االجتاه غير املجدي.
إن تهديد عدة أهداف متناوبة ،يؤمن الوصول إلى الهدف األقل
حماية ،ويسمح باحتالل هدف واحد على األق��ل ،ميكن منه تهديد
واحتالل أهداف تالية ،ويحقق هذا األسلوب ،استمرار مفاجأة العدو
ويجددها ،كما أنه يضع العدو في حيرة دائمة عن نوايا قواتنا ..بينما
يؤدي تهديد واحتالل هدف واحد إلى فقد املبادأة واملفاجأة لقواتنا،
244
واحتمال الفشل في االستيالء على الهدف أو األهداف التالية.
وتعني عدم الدفع بكل ثقل إمكانيات قواتنا ،عند تنفيذ مهام
رئيسة ،في حالة استعداد العدو وتوقعه لهذا العمل ،وتؤكد التجربة
التاريخية أن الضربات الرئيسة أو األخرى والثانوية ،ال حتقق تأثيراً
ف�ع��االً ،م��ا ل��م يتم ش��ل مقاومة ال�ع��دو ،أو ق��درت��ه على حتاشي هذه
الضربات ،وال ينبغي أن يقبل القادة القيام بهجوم رئيس على عدو،
قبل التأكد من هذا الشلل ،وإضعاف مقاومته ،وإفقاده السيطرة
على قواته ،وحتطيم معنوياته.
245
نفسها ،إضافة إلى ارتفاع الروح املعنوية للعدو بعد جناحه في صد
الهجوم األول.
246
ب -الدراسة الدقيقة والتفصيلية ملسرح العمليات.
- 2مرحلة التخطيط:
247
وتوجيه الضربات الرئيسية في العمق ،باستغالل أعمال
امل �ن��اورة وخ �ف��ة احل��رك��ة ،ل�لال�ت�ف��اف ع�ل��ى أج �ن��اب العدو
وم��ؤخ��رت��ه املفتوحة ،أو ف��ي اجت��اه ال��دف��اع��ات الضعيفة
واألقل توقعاً من وجهة نظر العدو.
248
ج -إعادة النظر عند الفشل في أحد االجتاهات ،بعدم تكرار
الهجوم من نفس االجت��اه وبنفس فكرة الهجوم ،والعمل
على إدخال فكر جديد وسرعة تنفيذه.
ج -ق� ��وات خ ��اص ��ة ،وق � ��وات إب � ��رار ج���وي وب� �ح ��ري ،بحجم
مناسب.
عال.
د -منظومة قيادة وسيطرة على مستوى ٍ
249
ب -احلصار االقتصادي أو العمل على إضعاف اقتصاديات
الدولة املعادية.
250
( )5خطة إعالمية شاملة تستهدف خفض رغبة اخلصم في
القتال أو االستمرار فيه.
251
ز -استثمار اجت��اه ال�ن�ج��اح ،وحت��وي��ل اجل�ه��ود الرئيسية في
اجتاهها ،مبا يحقق الوصول للهدف النهائي.
ط -إس �ت��رات �ي �ج �ي��ة االق� �ت ��راب غ �ي��ر امل �ب��اش��ر وف �ك��رة العملية
الهجومية.
252
تفوق عالية على العدو ،وتوجيهاً في االجتاهات الضعيفة
وغير املتوقعة من العدو.
253
شعوب العالم الغربي ،على عجزهم عن ال��وص��ول إل��ى حل مشكلة
إيجاد سلم قائم على مثل هذا النصر ،ولم تتجاوز رؤيتهم ،ما وراء
الهدف اإلستراتيجي املباشر ،كسب احلرب ،واقتصر تفكيرهم على
أن النصر العسكري يضمن السلم ،إن الثقة ،التي وضعتها الدول
الغربية في دور السالح النووي ،سالحاً ردعاً ،وهم وسراب.
254
فكرة هذا املنظور بشكل دقيق ،بالقضايا الناجمة عن تأثير الفكر
في امليدان السياسي واالقتصادي واالجتماعي.
- 1املجال السياسي:
- 2املجال االقتصادي:
255
جذب االستثمار اخلارجي.
- 3املجال الدبلوماسي:
- 4املجال االجتماعي:
- 5املجال املعنوي:
256
نشر الشائعات ،كما تعرض ل��ودن��دورف في مذكراته عن
النواحي الفنية للدعاية ،مثل خلق روح التضحية والوالء،
فإنه يجب أن يعلم كل فرد في املجتمع ،أثر فقدان احلرب
على حياة األفراد واملجتمع ،ومن الضروري نشر ذلك في
جميع وسائل اإلعالم ،فإن عرض املخاطر جلماهير الشعب
له تأثير يخالف التفكير في املكاسب والغنائم ،وله تأثير
أبعد مدى عن احلديث عن مفاوضات الصلح.
257
258
الفصل الثاني
إستراتيجية االقتراب غير املباشر
259
عندما ظهرت ظاهرة الصراع ،منذ 12.000عام ق .م ،كان ذلك
ميالد عصر جديد في تاريخ البشرية ،وأطلق عليه عصر الزراعة،
أو الثورة الزراعية ،الستقرار املجتمعات واعتمادهم على الزراعة،
أطلق عليه احملللون عصر املوجة األولى «.»The 1st Wave
ً
أوال :حروب العصور القدمية
260
االقتراب املباشر.
261
قام به حتتمس الثالث عام 1447ق .م ،.ومن املعارك الهامة في
التاريخ ،حيث ق��ام رمسيس الثاني ببناء جيش ق��وي قوامه حوالي
30.000رج��ل اض��اف��ة إل��ى 5000مركبة ،ل��م يعرف ال�ت��اري��خ هذا
ال ف��ي أرب��ع ف��رق (أم��ون ،رع ،ب�ت��اح ،سوتخ)،
احلجم م��ن قبل ،مشك ً
أما قوات احليثيني فكانت حوالي 20.000رجل اضافة إلى 3500
مركبة ،مشكلة في كتائب وسرايا.
ب -املراحل الرئيسية:
262
بإقامة معسكر لفرقة آمون شمال شرق قادش ،واستمرار
تقدم فرقة رع جنوب غرب قادش ،مع وجود فرقة بتاح
جنوب شابتون ،وفرقة سوتخ متقدمة في العمق.
263
وأسلوب املناورة امليدانية املستورة لقوات احليثيني من
شمال قادش إلى شرقها ،وتوجيه ضربة جانبية لقوات
ال بارعاً لنجاح أعمال القتال.
رمسيس كل ذلك يعد عم ً
( )5على رغم حصار فرقة آمون شمال شرق قادش بواسطة
احليثيني ،ق��ام رمسيس ب��إع��ادة جتميع ق��وات��ه اخلفيفة
احلركة وتوجيه ضربة مضادة قوية في مواجهة ضيقة إلى
جناح احليثيني الضعيف ،والتي غيرت مجرى احلوادث
لصالح رمسيس.
( )6جلوء رمسيس إلى حصار قادش بعد نهاية العملية ،يعد
لا إستراتيجياً غير مباشر ل�ل��وص��ول إل��ى صلح مع
ع�م� ً
األعداء ،بدالً من تدميرهم.
ارت�ب��ط تكوين وظ�ه��ور اجليش ف��ي أثينا ،مب��ا ح��دث م��ن حتول
اجتماعي وعسكري في املجتمع خالل القرن السادس ق.م ،.ويرجع
عصر امل��دن ،التي اعتبرت نفسها دول��ة مستقلة ف��ي ال�ي��ون��ان ،إلى
القرون ( )6 - 8ق.م .وكان أقوى هذه املدن أثينا وإسبرطة ،وشهدت
القرون ( 5ـ )4ق.م .عظمة احلضارة اليونانية عقب هزمية الفرس.
وظهر تفوق اإلغريق في فنون احلرب والتنظيمات العسكرية ،واإلبداع
ف��ي تطبيقات االق �ت��راب غير املباشر ،على مستوى اإلستراتيجية
واإلستراتيجية العليا.
264
أ -موقعة ماراثون 490( :ق.م:).
265
( )2كانت إستراتيجية قائد جيش أثينا تعتمد على جتنب
االشتباك ال�ب��ري ،واس�ت�خ��دام التفوق البحري اليوناني
بشكل أفضل ،وقتل رغبة العدو الهجومية ،بسلسلة من
اإلغ ��ارات التخريبية ،وتُ�ع��د ف��ي ح��د ذات�ه��ا إستراتيجية
عالية ،هدفها تفتيت قوة العدو باستمرار ،حتى يصل إلى
مرحلة العجز عن رد الفعل .ولم تنجح القوات اليونانية
في حتقيق النصر ،النتشار الطاعون في أثنيا.
( )1اس �ت �خ��دام أك �ث��ر م��ن م �ح��ور ل�ل�ت�ق��دم واالق� �ت ��راب ،محاور
متفرقة ،واالقتراب إلى الهدف ،مبا يحقق إخفاء وخداع
العدو عن الهدف الرئيسي ،وأي�ض�اً حت��رك ال�ق��وات في
اجت��اه معني ث��م التحول نحو ال�ه��دف الرئيسي ـ مفهوم
االقتراب غير املباشر إلى الهدف.
266
أن تكون قوياً في كل مكان ،وإذا حاولت ذلك فستكون
ضعيفاً في كل مكان.
267
اجلهود في اجتاه الضربة الرئيسية.
- 3احلروب الرومانية:
268
ال عاماً ،ونشأ ص��راع بني وفي عام ( )59ق.م .أصبح قيصر قنص ً
قيصر وبومبي في معركة فارسالي عام ( )48ق.م ،التي ظهر فيها
إستراتيجية االق �ت��راب غير امل�ب��اش��ر م��ن قيصر وق ��واده ف��ي مجال
االحتفاظ باالحتياطي واستخدامه ،حيث احتفظ بقوتني احتياطيتني
ف��ي العمق ،وك��ان��ت مهمته الرئيسية تدمير ال�ع��دو ،وذل��ك باملناورة
باالحتياطي وتغيير اجتاهه ملواجهة فرسان بومبي ،مما حقق عامل
املفاجأة وحسم املوقف ،وكانت اهتمامات قيصر يدخل فيها احملاوالت
املستمرة لتدمير معنويات الوحدات املعادية.
269
( )1ن �ظ��راً لضعف ق��وة ج�ي�ش��ه ،ك��ان ه�ن��اك ت�ف��وق دائم
ألعدائه بنسبة 2إلى ،1ووصلت أحياناً إلى نسبة
10إلى 1لصالح أعدائه ،في كل املعارك ،استخدم
ال��دف��اع بشكل من��وذج��ي ،واس�ت�غ��ل األرض لتأمني
األج �ن��اب ،أو ح�ف��ر اخل �ن��ادق ف��ي م��واج�ه��ة الدفاع
إلجبار اخلصم على الهجوم من اجتاهات محددة
طبقاً خلطته.
270
530م م��ع ال �ف��رس ،على رغ��م حتصنه وجتهيز اجليش
للمعركة ،وكان ذلك قبيل يوم نصره الكبير األول.
271
أح��د ق��ادت��ه ،وكانت األع�م��ال القتالية للغزوات تبدأ بدفع السرايا
للعمل بصفة دوري��ات لالستطالع ،أو أعمال اإلغ��ارة والكمائن ،أو
الدعوة اإلسالمية .وكان الهدف منها يشمل اآلتي:
272
8هـ -سبتمبر 629م) في مؤتة ،من ع��دو متفوق ع��ددي�اً .ودفاع
الرسول ،صلى الله عليه وسلم عن خالد بن الوليد الذي نظم هذا
التخلص ،ووصفه بأنه كرُّ ،أي ارتداد منظم ،وليس فراً.
273
د -متركزت قوة املسلمني في منطقة شرقي بدر ،وأصبحت
امل�ي��اه حت��ت سيطرتهم ،وف��ي م�ك��ان يسيطر على ميدان
قتال ورمي مناسب ،واملنطقة تُعد شبـه مضيق ال يسمح
بالتطويق م��ن األج �ن��اب ،وب��ذل��ك ت�ن�ع��دم م�ي��زة الفرسان
املشركني خاصة في ظروف تفوق املشركني ،كانت املقارنة
في املقاتلني 0.3إلى 1وفي اخليل 0.01إلى ،1وفي
اإلبل 0.2إلى 1في صالح املشركني.
( )1املسلمون:
( )2املشركون:
274
أكثر من م��رة ،وعندما فشلت هجمات املشركني وزادت
خسائرهم وفتر حماسهم ،حتول املسلمني إلى الهجوم،
ف�ت�ف��رق امل �ش��رك��ون وول ��وا ب��ال �ف��رار ـ ع�ل��ى أث��ر ال �ه��زمي��ة ـ
إستراتيجية دفاعية هجومية.
275
أ -املفاجأة اإلستراتيجية واالقتراب غير املباشر:
ف��ي مسيرة خ��ال��د ب��ن ال��ول�ي��د م��ن ال �ع��راق إل��ى ال �ش��ام ،معركة
اليرموك 15هـ636 /م ،حيث انطلق من احليرة بالعراق إلى عني
أراض صعبة،
ٍ القمر -قراقر -سوى -تدمر -بصري ،وذلك عبر
وقضى مسيرة ( )18يوماً ،ومتجنباً املسير على الطريق السهل من
اجتاه اجلوف ،فحقق بذلك مفاجأة الروم.
ج -استدراج العدو:
استخدم ه��ذا األس �ل��وب ،النعمان ب��ن مقرن ف��ي معركته ضد
ال�ف��رس ف��ي ن�ه��اون��د ،حيث حتصن ال�ف��رس داخ��ل امل��دي�ن��ة ،وتظاهر
النعمان باالنسحاب ،وعند مطاردة الفرس لهم ،قام النعمان بالتحول
للهجوم وهزميتهم في العراء.
د -احلصار:
276
الروم داخلها ،فضل عمرو حصار املدينة ،ملدة أربعة أشهر ،سقطت
بعدها املدينة.
ب -فكرة اجلانبني.
277
( )2وكانت فكرة سعد بن أبي وق��اص ،في لقاء الفرس على
حدود أرضهم ،احلدود بني العراق وشبه اجلزيرة العربية،
واخ�ت��اروا القادسية ون��زال العدو في أعمال دفاعية ثم
التحول للهجوم ـ إستراتيجية دفاعية هجومية.
( )2ع��اود ال �ف��رس هجومهم ع�ل��ى م��دى أرب �ع��ة أي ��ام ،ومتكن
املسلمون من وقف هجماتهم نتيجة لوصول قوات إضافية،
وبعد التغلب على مشكلة الفيلة من جيش الفرس باحليلة
وتركيز الهجمات عليها.
( )3وبعد مقتل رستم قائد الفرس ،في اليوم الرابع ،حتول
جيش سعد للهجوم واختراق صفوف الفرس وهزميتهم.
278
الفرس ،بقطع سروجها ،وقتل الفيل األبيض واألجرب،
حيث أنهم يقودان باقي الفيلة ،وعزل الفيلة عن اخليالة
الفارسية.
279
أظهر النورمانديون براعة عظيمة في فن احلرب عام 1066م،
عند اجتياحهم إجنلترا بقيادة غليوم ال�ث��ان��ي ،مستخدماً املناورة
اإلستراتيجية ،واالقتراب غير املباشر ،وظهر في معاركه اآلتي:
280
وف��ي ج��ان��ب آخ��ر م��ن ال�ع��ال��م ،ك��ان ال�ع��ال��م ال�ع��رب��ي اإلسالمي،
يصارع دول أوروب��ا في حروبها الصليبية ،على أرض مصر والشام
منذ القرن احلادي عشر ،وزخر التاريخ بالعديد من القادة العرب
األف ��ذاذ خ�لال ت�ل��ك ال�ف�ت��رة ،م��ن أم �ث��ال ن��ور ال��دي��ن زن �ك��ي ،الشهير
بالشهيد ،)1173 - 1115( ،وال��ذي وحد بالد الشام ومصر ضد
الصليبيني ،وأعاد تنظيم املسلمني وحرر أمارة الرها ،وكان صالح
الدين األيوبي ( )1193 - 1137الذي اشتهر مبعركة حطني ،وحترير
القدس ،وكانت له أمجاده في فن احلرب وإستراتيجية االقتراب غير
املباشر .ومن أمثلة تطبيقاتها اآلتي:
281
م��ن حتصيناتها ف��ي ص�ف��وري��ة بأحمالها الثقيلة واحلر
ال�ش��دي��د ،إل��ى منطقة ح�ط�ين ،حيث حكم ص�لاح الدين
جتهيزاته الدفاعية وسيطرته على مصادر املياه بها.
- 4احل� �ص ��ار -م ��ع جت ��وي ��ع أه� ��ل امل � ��دن وإرغ ��ام� �ه ��م على
االستسالم.
282
السياسية والعسكرية.
وعندما جاء القرن السابع عشر ،وقعت أول حرب كبيرة في
التاريخ احلديث ،وهي حرب الثالثني عاماً ( ،)1648 - 1618في
ال �ق��ارة األورب �ي��ة ،واحل��رب األهلية ال�ت��ي م��زق��ت إنكلترا (- 1642
،)1652وكال احلربني لم تسفر عن أعمال إستراتيجية لالقتراب
غير املباشر ،لها طابع مميز أو حتقق نتائج حاسمة في احلرب،
وميكن اعتبار كرومويل في احلرب األهلية خارجاً عن هذا النمط.
حيث قام ببعض األعمال غير املباشرة مثل اآلتي:
283
- 3املناورة الواسعة بالقوات ،لتجنب االصطدام باحلواجز
الدفاعية احلصينة للعدو.
284
الفصل الثالث
إستراتيجية االقتراب غير املباشر
285
ً
أوال :حروب القرن الثامن عشر
286
- 3املناورة اإلستراتيجية املخادعة الجت��اه التقدم ،وتهديد
عدة أهداف في وقت واحد ،وفي كل مرحلة ،مما مينع
العدو من اكتشاف الهدف احلقيقي ،وهي تُعد من أساليب
مارلبورو في حتريك جيوشه.
287
- 1أسس ما هو معروف باسم «احلرب من خطوط داخلية».
ن �ظ��راً ألن ب��روس�ي��ا حتتل م��وق�ع�اً متوسطاً ب�ين أعدائها
احمليطني ،النمسا وفرنسا وروسيا ،فكان فريدريك يقوم
بالدفاع ف��ي مواجهة ك��ل دول��ة معادية ،ث��م توجيه القوة
الرئيسية لضرب اخلصم األكثر خطراً واألشد تهديداً،
ثم االنتقال إلى اجلبهة الثانية ،أي تدمير القوى املعادية
على التتابع ،ومن دون أن يتيح فرصة للخصوم بالتجمع
ضده ،مستفيداً بقدرة قواته العالية على احلركة.
288
ثاني ًا :احلروب النابليونية
289
جهودها بصفة مستمرة ،في أثناء املسير أو االشتباك.
وظ�ه��ر ذل��ك بعد ان�ت�ص��اره على ال �ق��وات النمساوية في
موقعة أول��م ،1805حيث حت��ول إل��ى مهاجمة اجليش
الروسي /النمساوي ،ودمره في أوسترليتز ،وبينما كان
يحقق انتصاره ع��ام 1806على ال�ق��وات البروسية في
يينا ،كان يعيق تقدم القوات الروسية املتحالفة في اجتاه
آخر.
أ -املرحلة األولى:
290
واستنزافها وتشتيتها.
ب -املرحلة الثانية:
291
السكك احلديدية للشمال ،مما أصابها بالشلل التام،
وأدى بالقائد اإلستراتيجي «شيرمان» للتحرر من العلة،
وت�خ�ل�ص��ه م��ن االع �ت �م��اد ال�ك�ل��ي ع�ل��ى ال�س�ك��ك احلديدية
الثابتة ،واالستقالل عنها للحصول على إمكانية املناورة
اإلستراتيجية ،والتغلغل في عمق وأجناب العدو.
292
الصحيحة ،أعطى لألملان ميزة التفوق ،خاصة في املرحلة األولى من
احلرب ،وعندما جاءت احلرب العاملية األولى (1918 - 1914م)،
كانت صراعاً حول الثروة والقوة ،وليست حرباً سياسية ،وعلى رغم
حتقيق معدالت عالية من اإلنتاج ،وعملية حتديث صناعي وجتاري،
وطفرة في النشاط االقتصادي ،لكل أطراف الصراع ،مع تقدم نسبي
لصالح أملانيا ،فإن الثروة والقوة لكل دول أوروبا لم تستطع الصمود
ال أمام احلرب ،ووصلت إلى مرحلة الضعف واإلنهاك في نهاية طوي ً
احلرب ،ولم يحسمها إال تدخل الواليات املتحدة عام 1917م لصالح
احللفاء.
أ -احلصار:
إن احلصار الذي فرض على أملانيا ،منذ بداية احلرب ،والذي
أحكمته ال��والي��ات املتحدة في املراحل األخيرة من احل��رب ،تسبب
في إضعاف االقتصاد األملاني ،وعجل بالثورة الشعبية داخل أملانيا؛
نتيجة ملعاناة الشعب األملاني مادياً ومعنوياً.
ب -حرب الغواصات:
ك��ان اخل �ط��ر ال�ك��ام��ن ف��ي احل �ص��ار ،س�ب�ب�اً ل �ب��دء أمل��ان�ي��ا حرب
293
ال �غ��واص��ات ف��ي ش �ب��اط ،1915خ��اص��ة ف��ي م �ج��ال ق �ط��ع خطوط
املواصالت البحرية البريطانية ،حيث كانت تعتمد عليه بريطانيا
لتموين شعبها وجيشها ،وحققت هذه احلرب نتائج ملموسة ،فقد
وصلت بريطانيا إلى وضع حرج للغاية خالل تلك املرحلة.
د -احلرب النفسية:
294
من القوات األملانية ،إال أنها محدودة األه��داف ،وكانت
ال �ق��وات ال�ب��ري�ط��ان�ي��ة واحل �ل �ف��اء ت�ع�م��ل ب��إس�ت��رات�ي�ج�ي��ة رد
الفعل.
295
أقل القوى ،في أصغر وقت ،وفي أبعد مكان .ومثال آخر
عندما شكل «اللنبي» قوة قتالية من اخليالة والدبابات،
في عام 1918م ،وقام بدفعها عبر املمرات اجلبلية حتى
سهل م��رج بن عامر ق��رب عفولة وبيسان ،ووص��ول هذه
القوة إلى مؤخرة اجليش التركي وعملت ما يسمى «سداً
إستراتيجياً» ،مما أجبر القوات التركية على االنسحاب
شرقاً نحو األردن ،ثم مت تدميرهم بالطيران البريطاني.
296
يُعد تزايد اإلنتاج األملاني ،وتنامي القوة العسكرية من حيث
الكم وال�ن��وع أح��د األس�ب��اب الرئيسية لدعم أف�ك��ار هتلر التوسعية
ف��ي احل��رب العاملية الثانية ،حيث مثلت ال�ق��وة العسكرية األملانية
بحوالي 15%من القوى العاملية ،واعتبرت ثاني قوة عسكرية في
العالم بعد الواليات املتحدة ،وكانت بريطانيا حينها .1.2%بعد أن
أصبح هتلر سيد أملانيا عام ،1933بدأ حرباً سياسية ،متثلت في
إجراء مجموعة من املعاهدات مع بعض دول اجلوار لضمان حيادها،
وإسقاطه ملعاهدة فرساي املفروضة على تسليح أملانيا عام .1935
وفي عام 1936م أعاد تسليح الراين ،وساعد فرانكو على قلب نظام
احلكم في أسبانيا .وب��دأت مرحلة االحتواء وقياس رد الفعل ،في
ظروف غياب اإلرادة السياسية للحلفاء لدخول احلرب ،حيث لم يكن
أمامهم إال استخدام سياسة احلصار االقتصادي والسياسي ،وإمداد
ال��دول املعتدى عليها بالسالح ،وق��ام هتلر في آذار 1938بدخول
النمسا ،وفي ايلول 1938استرد إقليم السوديت ،وفي آذار 1939
احتل تشيكوسلوفاكيا ،وفي نيسان 1939احتلت إيطاليا ألبانيا،
وف��ي اي�ل��ول 1939اجتاحت أملانيا ح��دود بولندا ،التي تُعد بداية
ملرحلة إع�لان حالة احل��رب احلقيقية ،التي ب��دأت ف��ي 10أي��ار /
مايو 1940باختراق حدود بلجيكا وسقوط فرنسا في 25حزيران
/يونيو ،وكانت مثاالً للتفوق العسكري األملاني في أساليب القتال،
والسيطرة اجلوية ،وحرب الغواصات.
297
مهيأة أو ق��ادرة على استمرارها ،وأظهرت أن طموحاتهم أكبر من
إمكانياتهم ،ودلت التجربة على أن هناك حدوداً ال ميكن جتاوزها
عند تنفيذ إستراتيجية هجومية في مسرح غير م�ح��دود ،وبدأت
أملانيا في التخلي عن مكاسبها منذ ع��ام ،1943واالرت ��داد حتت
وطأة الضربات الروسية.
298
واستخلص أن« :اإلستراتيجية السليمة تقوم على تأخير
العمليات ،حتى تنهار معنويات العدو بشكل يسمح بتوجيه
ضربة قاضية له» ،وأن «احلرب احلقيقية تبدأ قبل بدء
العمليات احلربية» ،كما أن «الناس لم يلجؤوا إلى القتل
إال عندما ع �ج��زوا ع��ن احل �ص��ول على هدفهم بطريقة
أخ ��رى ،وأن ه�ن��اك إستراتيجية أوس��ع ت�ق��وده��ا أسلحة
فكرية ،فهل أحطم معنويات العدو بوسائط عسكرية ،إذا
كنت أستطيع ذلك بوسائط أخرى أفضل وأقل نفقة؟»،
«إن إستراتيجيتنا ت�ق��وم على أس��اس تدمير ال�ع��دو من
الداخل ،وقهره بتحطيم معنوياته».
ب -املناورات السياسية
299
أمل��ان�ي��ا ،وذل��ك بعقد سلسلة م��ن التحالفات الدفاعية،
ال في الشرق األوسط مع مصر وسوريا وشرق األردن فمث ً
وفلسطني وت��رك�ي��ا ،وف��ي البلقان م��ع ال�ي��ون��ان ورومانيا،
وقبلها خالل العقد الثالث من القرن العشرين ،كان هناك
حتالفات منفصلة مع بلجيكا ،وبولندا وتشيكوسلوفاكيا،
ويوغسالفيا.
(ب) أحياناً كان هتلر يلجأ إلى الصراحة التامة ،وأش��ار أن
الصراحة التامة قد تكون أفضل طريقة للمحافظة على
السر .وأن العمل املباشر يكون في بعض احل��االت أقل
توقعاً من غيره.
300
امل���ال ،ب �ق��در اع �ت �م��اده ع�ل��ى ط �م��وح األش��خ��اص ،وتنمية
رغبتهم في تولي السلطة.
ب -أعمال اخلداع:
ج -احلصار:
( )1ن �ف��ذت��ه أمل��ان �ي��ا ض��د ب��ري�ط��ان�ي��ا ل�ل�ت��أث�ي��ر ع �ل��ى االقتصاد
301
البريطاني ،والروح املعنوية للشعب البريطاني .كما نفذته
أيضاً ضد روسيا إلحداث نفس الغرض.
أ -احلرب اخلاطفة:
302
رئيسية ضد أجناب العدو ومؤخرته ،بالتعاون مـع قـوات إبـرار/
إسقاط ج��وي في العمق ،وحققت أملانيا جناحاً في تطبيقها لهذا
األسلوب.
ت �ع��ددت تطبيقات ال�ع�م��ل ب��أس �ل��وب األه� ��داف امل �ت �ن��اوب��ة ،لكل
األطراف ،إلخفاء اجتاه الهدف احلقيقي أو الرئيسي.
( )1أملانيا:
303
احللفاء عن حتديد أهدافه التالية ،وعندما احتل تشيكوسلوفاكيا عام
،1939فتح الطريق لغزو بولندا واملجر ورومانيا ،وعندما حتول نحو
الغرب احتل النرويج عام ،1940واحتل هولندا وبلجيكا ،وعندما
أصبح الفرنسيون في حيرة من اجتاه الهجوم الرئيسي األملاني هل
هو نحو باريس ،أم في اجت��اه مؤخرة قواتهم في بلجيكا ،وعندما
استدارت القوات األملانية نحو الغرب أصبحت أهدافها متناوبة نحو
أميان وليل وباريس .كما طبقت القوات األملانية هذا األسلوب على
املستوى التعبوي والتكتيكي ،وكانت دائ�م�اً تستولي على األهداف
احليوية التي حتقق تهديد أكثر من هدف تالي.
304
باالستفادة من طبيعة املسرح وأعماقه الكبيرة وطبيعة
ال�ط�ق��س؛ الس�ت�ن��زاف ال �ق��وات األمل��ان�ي��ة وتهيئة الظروف
املناسبة للتحول للهجوم العام منذ عام .1943
(ج) وفي مسرح عمليات شمال أفريقيا ،كان روميل أبرز من
عمل بإستراتيجية االقتراب غير املباشر ،في كل عملياته
الهجومية ،على رغم تكرارها ،وكان بارعاً لدرجة عالية،
ولم تقف أعماله الدفاعية عند حد الدفاع ،بل شملت
نشاطاً إيجابياً وأعماالً هجومية ،دفاعية هجومية ،ومن
أمثلة تطبيقاته املاهرة معركة «باتل إكس» في 15حزيران
1941م ،وذلك عندما جنح في جذب املجموعة الوسطى
م��ن امل��درع��ات البريطانية إل��ى منطقة قتل ف��ي كابتزو،
عبارة عن ستارة من امل��داف��ع 88مم امل�ض��ادة للدبابات،
وح �ق��ول أل �غ��ام منتشرة ع�ل��ى ن�ط��اق واس ��ع ف��ي املنطقة،
305
وبعد صد الهجوم البريطاني واستنزافه نتيجة للخسائر
الكبيرة ،قام روميل بالتحول للهجوم نحو مؤخرة القوات
البريطانية في ممر حلفاية ،لقطع خط االنسحاب إلى
الشرق.
306
الفصل الرابع
إستراتيجية االقتراب غير املباشر
307
إن عصر املعلومات والتكنولوجيا ،يشمل ت�ط��وراً ه��ائ�لاً ،في
جميع املجاالت االقتصادية والعسكرية ،والسياسية ،واالجتماعية
ال من املعلومات واملعرفة والتكنولوجيا،واحلضارية ،ويحمل كماً هائ ً
سمة القرن الواحد والعشرين ،كما أطلق على التخطيط ملواجهته
«إستراتيجية املعرفة» ،وأصبح من ميلك املعلومات واملعرفة ،ميلك
اليد العليا في أي صراع اقتصادي أو عسكري أو حضاري جديد.
إن ه��دف إستراتيجية االق �ت��راب غير املباشر ،ه��و تفتيت أو
إضعاف مقاومة اخلصم ،ويكون ذلك بتدميره أو قهره من الداخل ،بأقل
تكاليف ممكنة ،وفي أقل زمن متاح .إن املجال القومي لإلستراتيجية،
هو من الضروريات لتحقيق األهداف والغايات القومية للدولة ،وإذا
كان ضرورياً في املجال العسكري ،فال يقل أهمية عنها في املجال
السياسي والدبلوماسي واالقتصادي واالجتماعي واملعنوي لتحقيق
األهداف من دون صراع.
308
- 1إس �ت��رات �ي �ج �ي��ة االق� �ت ��راب غ �ي��ر امل �ب��اش��ر ف��ي املجال
السياسي:
309
ش��يء ث�م�ن�اً ،وه �ن��اك ثمن لكل ش��يء ،واحل �ل��ول الوسط،
وإجهاض املبادرات واملطالب املقدمة».
- 2إس �ت��رات �ي �ج �ي��ة االق� �ت ��راب غ �ي��ر امل �ب��اش��ر ف��ي املجال
االقتصادي:
310
( )3إن تنمية ق��درة الدولة ،تنعكس بشكل غير مباشر على
قدرتها االقتصادية.
311
(ج) اإلعالم والدعاية واملصداقية والشفافية ،في إبراز
مزايا أو قوة وضع االقتصاد الوطني.
- 3إس �ت��رات �ي �ج �ي��ة االق� �ت ��راب غ �ي��ر امل �ب��اش��ر ف��ي املجال
الدبلوماسي والسياسة اخلارجية:
312
سياسة فرق تسد. <
(أ) هدف إلى احليلولة دون تغير الواقع الدولي ،أو اإلخالل
بأوضاعه وعالقاته أو تبديلها ،في اجتاه يخدم مصلحة
دولة على حساب دولة أخرى ،وذلك باتخاذ تدابير دولية
جماعية لقوة ضاغطة ومضادة حملاوالت التغير.
313
نظام إقليمي.
- 4إس �ت��رات �ي �ج �ي��ة االق� �ت ��راب غ �ي��ر امل �ب��اش��ر ف��ي املجال
االجتماعي:
314
- 5إس �ت��رات �ي �ج �ي��ة االق� �ت ��راب غ �ي��ر امل �ب��اش��ر ف��ي املجال
املعنوي:
ج -وي �س �ت �خ��دم ف ��ي ذل���ك أس��ال �ي��ب م�خ�ت�ل�ف��ة م �ث��ل اإلذاع� ��ة
والتليفزيون ،والصحافة والسينما ،والنشرات ،والعمالء،
والشائعات ،واحلصار ،والطابور اخلامس.
- 6إس �ت��رات �ي �ج �ي��ة االق�� �ت� ��راب غ��ي��ر امل� �ب ��اش ��ر وح� ��روب
املستقبل:
315
العسكرية األمريكية هو «النفاذ إل��ى داخ��ل دورة اتخاذ
القرار للقيادة العراقية ولم يتضح وقتها ما هو املقصود
بهذا التصريح ،إذ ظنت وسائل اإلعالم أنه يشير إلى جناح
أجهزة االستخبارات لدول التحالف في كشف تفاصيل
خطط احل��رب العراقية ،إال أن احلقيقة ه��ي أن فكرة
اخ�ت��راق دورة صنع ال�ق��رار للعدو ،ه��ي الفكرة احملورية
التي يتبلور حولها مفهوم أطلق عليه «حرب املعلومات»،
وال �ت��ي ت�ه��دد احل��واس��ب اآلل �ي��ة ،وم��راك��ز التحكم اآللي،
ونظم القيادة والسيطرة ،إال أن هذا النوع من احلروب
قد تطور كثيراً في العصر احلديث ليشمل العديد من
أع�م��ال امل�خ��اب��رات ،واالس�ت�ط�لاع ،واحل��رب اإللكترونية،
والتخريب الفني لنظم املعلومات ،مبا في ذلك حل شفرة
البرقيات ،واحملادثات وغيرها .وعندما بدأت فكرة حرب
املعلومات ،خالل الثمانينيات ،ظهر معها مفهوم حروب
املستقبل وتصوراتها املختلفة في الدول املتقدمة.
316
تلك العقائد يعتمد على احلرب بدون قتل ،أو بال دماء
،Without Bloodوف��ي ص��ورة أخ��رى ،ت��ؤدي إل��ى تدمير
الهدف املطلوب بأقل تدمير مصاحب حوله.
317
واحلركة ،أو باستخدام مواد أخ��رى ،تؤدي إلى هشاشة
املعدن ،والتي بنثرها على أي منشأة أو معدة معدنية
جتعلها هشة ،قابلة للكسر ،وغير صاحلة لالستخدام أو
«احلرمان من االستخدام».
318
خالل الفضاء ،التحكم في عوامل فنية معينة ،تؤثر على
ميزان ال�ق��وى ،وتصبح عمليات التجسس أكثر سهولة،
وتظهر أن��واع جديدة من احل��رب املمتدة زمنيا ،مثل ما
يطلق عليه «القتل اللني» أو القتل الناعم ،Soft Killing
حيث ميكن تدمير أو إع��ادة برمجة ال�ص��واري��خ ومراكز
امل�ع�ل��وم��ات ألي دول��ة ،دون االش�ت�ب��اك الفعلي ف��ي حرب
دموية ،ومتحاشياً التعرف على هوية الدولة املعتدية.
319
وال ��دروع اإلل�ك�ت��رون�ي��ة ،واألس�ل�ح��ة غير القاتلة املتعددة
ال�ت��أث�ي��ر ،واألس�ل�ح��ة ذات ال �ق��درة ع�ل��ى ال�ت��وال��د الذاتي،
وهي األكثر خطورة بسبب عدم القدرة على التحكم في
حصر أعدادها بعد إط�لاق الدفعة األول��ى ،إضافة إلى
العديد من األسلحة الذكية األخ��رى ،حيث يتشكل منها
ال عن األسلحة ميدان ح��رب إلكتروني ،وال��ذي يُعد بدي ً
التقليدية.
320
ألساليب إستراتيجية االقتراب غير املباشر لتكنولوجيا
القرن الواحد والعشرين ،فهي حتقق تدمير اخلصم بأقل
خسائر أو بدونها ،وبأقل تكاليف ممكنة ،وأقل زمن متاح،
أو تؤدي إلى شل اخلصم وسهولة فرض اإلرادة السياسة
عليه .
321
322
الفهرس
الصفحة
املقدمة 7 .....................................................
ال� � �ب � ��اب األول :االس� �ت ��رات� �ي� �ج� �ي ��ة وال �ت �خ �ط �ي��ط
االستراتيجي 13 ............................................
الفصل ألول :االستراتيجية وعالقتها بالقضايا
القومية 15 ...................................................
أوالً :اإلستراتيجية 15 .......................................
- 1الصفة اإلستراتيجية 15 ...............................
- 2عناصر القدرة اإلستراتيجية 17 ......................
ثانياً :اإلستراتيجية القومية العليا 18 .......................
- 1مفهوم اإلستراتيجية القومية 18 ......................
أ -وجهة نظر ليدل هارت 18 ............................
ب -وجهة نظر أندريه بوفر 18 ..........................
ج -وجهات نظر حديثة 19 ...............................
323
الصفحة
19 د -أبعاد اإلستراتيجية القومية ......................
20 - 2عالقة اإلستراتيجية القومية باألمن القومي ......
20 - 3عالقة اإلستراتيجية القومية بالغاية القومية ......
21 - 4عالقة اإلستراتيجية القومية باألهداف القومية...
22 ثالثاً :سياسة الدولة ......................................
23 رابعاً :اإلستراتيجية العسكرية ...........................
25 - 1الهدف اإلستراتيجي العسكري ....................
25 - 2طبيعة اإلستراتيجية العسكرية ....................
25 ( )1القوة أداة هجومية ...............................
26 ( )2القوة كأداة دفاعية ...............................
26 ( )3القوة أداة للردع ..................................
27 خامساً :بناء السياسات واإلستراتيجيات العسكرية .....
27 - 1مستوى القيادة السياسية في الدولة ...............
27 - 2مستوى القيادة السياسية العسكرية ...............
28 - 3مستوى القيادة العسكرية ..........................
ال� �ف� �ص���ل ال�� �ث� ��ان� ��ي :م� �ف� �ه���وم ع� �م� �ل� �ي ��ة ال �ت �ف �ك �ي��ر
29 االستراتيجي ..........................................
34 أوالً :معنى التفكير االستراتيجي القومي ................
36 ثانياً :عالقة اإلبداع بالتفكير االستراتيجي القومي .....
37 - 1وسائل اختيار املشاكل القومية .....................
37 - 2إتاحة اإلبداع ......................................
38 - 3طريقة العمل .......................................
324
الصفحة
38 - 4التركيز االدراكي ...................................
39 ثالثاً :أهمية التفكير االستراتيجي ومعوقاته .............
39 - 1أهمية التفكير االستراتيجي .......................
40 - 2معوقات التفكير االستراتيجي .....................
40 أ -خبرات املفكر االستراتيجي .......................
40 ب -وهم التكامل االدراكي ...........................
41 ج -التنظيم البيروقراطي ............................
41 د -خضوع املفكر االستراتيجي للسلطة .............
42 رابعاً :مراحل التفكير االستراتيجي القومي ومهامه .....
44 خامساً :أدوات التفكير االستراتيجي القومي ............
45 - 1استراتيجية بناء السيناريوهات ....................
46 - 2استنباط احللول ...................................
48 سادساً :أسس التفكير االستراتيجي وبنيته الفكرية ....
48 - 1أسس التفكير االستراتيجي ........................
48 أ -الرؤية العاملية النظامية ...........................
49 -مفهوم الفوضى بدالً من مفهوم السبب والنتيجة..
50 -مفهوم الترابط ....................................
51 -مفهوم االختيار املفاهيمي .........................
51 ب -النظرة بعمق في هيكل الواقع ...................
ج -التركيز نحو هدف والدفع بأجتاهه والتفكير في
الزمن 53 .................................................
- 2بنية التفكير االستراتيجي 55 ..........................
325
الصفحة
56 -التفكير لهدف ما ...................................
57 -التفكير انطالقاً من نسق معرفي ...................
57 -التفكير يتم بنا ًء على مفاهيم .......................
58 -التفكير يقوم على املعلومات والوقائع واخلبرات....
58 < استيعاب املعلومات اخلاملة .......................
59 < تفعيل اجلهل ......................................
59 < تفعيل املعرفة .....................................
60 -التفكير يقوم على افتراضات .......................
60 -فهم التداعيات .....................................
61 -التفكير يهدف إلى اإلجابة على تساؤالت ..........
62 سابعاً :منهجية التفكير االستراتيجي ....................
الفصل الثالث :التخطيط االستراتيجي القومي
67 وسمات االستراتيجيات القومية ......................
68 أوال مفهوم التخطيط االستراتيجي القومي .............
70 ثانياً :سمات التخطيط االستراتيجي القومي ...........
70 - 1علمية التخطيط ...................................
71 - 2دينامية التخطيط االستراتيجي ...................
71 - 3السمة التفاعلية ...................................
72 ثالثاً :أهمية التخطيط االستراتيجي القومي ومعوقاته...
72 - 1مكاسب عملية التخطيط االستراتيجي القومي....
74 - 2معوقات التخطيط االستراتيجي القومي ..........
75 رابعاً :السمات العامة لإلستراتيجية القومية ............
326
الصفحة
75 - 1وضوح األهداف ...................................
76 - 2واقعية االستراتيجية ...............................
76 - 3العقالنية والتخصص ..............................
77 - 4املرونة ..............................................
77 - 5االستمرارية ........................... Continuity
77 - 6أمن االستراتيجية .................................
خامساً :القيادة االستراتيجية وتفعيل عملية التخطيط
78 االستراتيجي .............................................
81 - 1فهم السياق العام للدولة ...........................
81 - 2فهم املستهدفون في االستراتيجية .................
81 - 3تشجيع القيادة اجلماعية ..........................
83 - 4ايجاد البيئة احلوارية والفكرية ....................
سادساً :عالقة التفكير االستراتيجي بعملية التخطيط
84 االستراتيجي .............................................
الفصل ال��راب��ع :م��راح��ل التخطيط االستراتيجي
85 القومي ....................................................
86 أوالً :مرحلة تقييم قدرات الدولة وظروفها العامة ......
87 - 1التوافق السياسي ..................................
88 - 2املشاركون في عملية التخطيط االستراتيجي .....
89 - 3محددات عملية التوافق السياسي .................
89 - 4إخفاق عملية التوافق السياسي ....................
90 ثانياً :حتديد قيم ورسالة الدولة .........................
90 - 1منظومة قيم الدولة ................................
327
الصفحة
91 - 2رسالة الدولة .......................................
91 أ -حتديد هوية الدولة ...............................
92 ب -طبيعة األهداف القومية للدولة .................
93 ج -سباق التنمية .....................................
94 - 3حتديد رؤية الدولة .................................
94 ثالثاً :تقييم بيئة الدولة الداخلية واخلارجية ............
94 - 1تقييّم الوضع الداخلي للدولة ......................
95 أ -العامل اجلغرافي .................................
96 )1موقع الدولة اجلغرافي ...........................
96 )2الشكل اجلغرافي للدولة .........................
97 )3املساحة اجلغرافية للدولة .......................
98 )4تضاريس الدولة ..................................
98 )5السكان ...........................................
99 )6احلدود ...........................................
100 ب -العامل االقتصادي ...............................
102 ج -العامل العسكري .................................
102 )1طبيعة العقيدة العسكرية للدولة .................
102 )2طبيعة اإلستراتيجية العسكرية للدولة ...........
104 )3مستوى وحجم القوى اجلوية .....................
104 )4مستوى وحجم القوة البرية .......................
104 )5مستوى وحجم القوة البحرية ....................
105 )6حجم ومستوى القوات اإلستراتيجية .............
328
الصفحة
105 )7مستوى االستخبارات االستراتيجية ..............
106 )8حجم ومستوى مجموعات الدفاع اإلستراتيجية..
107 د -العامل االجتماعي ................................
109 هـ -العامل السياسي واالستخباراتي ................
111 - 2تقييم الوضع اخلارجي للدولة .....................
الفصل اخلامس :صياغة االستراتيجيات القومية
115 وتنفيذها .................................................
116 أوالً :حتديد القضايا اإلستراتيجية التي تواجه الدولة...
118 ثانياً :صياغة اإلستراتيجية ..............................
120 ثالثاً :تنفيذ اإلستراتيجية ................................
120 - 1اسلوب التنفيذ :املباشر ............................
121 - 2أسلوب التنفيذ غير املباشر ........................
121 رابعاً :تقييم اإلستراتيجية ...............................
123 الباب الثاني :االستراتيجيات الدفاعية للدول .....
125 مقدمة .....................................................
ال �ف �ص��ل األول :م �ف��اه �ي��م وأس� ��س استراتيجيات
129 الدفاع ..................................................
130 أوالً :مفهوم استراتيجية الدفاع ..........................
132 ثانياً :أهمية اإلعداد املسبق لإلستراتيجية ..............
132 ثالثا :أهداف إعداد االستراتيجية .......................
133 رابعاً :عناصر إعداد االستراتيجية ......................
135 خامسا :مراحل إعداد االستراتيجية ....................
329
الصفحة
136 - 1التخطيط ..........................................
138 - 2التنظيم والتنسيق ..................................
140 - 3التوجيه واملتابعة ...................................
141 - 4التنفيذ .............................................
الفصل الثاني :القائمون ب��إع��داد االستراتيجيات
143 ومسؤولياتهم ............................................
143 أوالً :القيادة السياسية ...................................
145 ثانياً :القيادة العسكرية ..................................
151 ثالثاً :األجهزة احلكومية .................................
الفصل الثالث :إدارة السياسة اخلارجية للدفاع عن
155 الدولة .....................................................
156 أوالً :أ ُسس إدارة السياسة اخلارجية ....................
158 ثانياً :أدوات السياسة اخلارجية .........................
158 - 1البعثات الدبلوماسية ...............................
158 - 2أجهزة جمع املعلومات ..............................
159 - 3اإلعالم والدعاية ..................................
159 - 4العالقات االقتصادية ..............................
160 - 5األعمال العسكرية .................................
160 ثالثاً :أسلوب تنفيذ اإلعداد السياسي ...................
163 الفصل الرابع :إعداد القوات املسلحة للدفاع ........
أوالً :ال��ت��خ��ط��ي��ط اإلس��ت��رات��ي��ج��ي الس��ت��خ��دام القوات
166 املسلحة ..............................................
168 ثانياً :حتديد حجم القوات املسلحة في السلم واحلرب....
330
الصفحة
169 - 1حجم القوات املسلحة العاملة وقت السلم ........
169 - 2حجم القوات في وقت األزمات واحلرب ...........
170 - 3األنساق اإلستراتيجية ..............................
170 أ -النسق اإلستراتيجي األول ........................
171 ب -النسق اإلستراتيجي الثاني ......................
172 ثالثاً :نظام التعبئة .......................................
172 -خطة التعبئة .........................................
173 رابعاً :االنتشار اإلستراتيجي للقوات املسلحة ...........
177 الفصل اخلامس :إعداد االقتصاد الوطني ...........
177 أوالً :أهمية اإلعداد االقتصادي ..........................
178 ثانياً :التخطيط االقتصادي للدفاع عن الدولة ..........
181 ثالثاً :حتول الدولة إلى اقتصاد احلرب ..................
181 - 1إعداد القطاع الزراعي .............................
182 - 2إعداد القطاع الصناعي ............................
184 - 3إعداد قطاع املواصالت في الدولة ................
186 رابعاً :متطلبات إعداد اقتصاد احلرب ...................
188 خامساً :العوامل املؤثرة على اإلعداد االقتصادي .......
س��ادس��اً :انعكاسات اإلع��داد االقتصادي للدفاع عن
190 الدولة ...............................................
190 - 1االنعكاسات العامة على االقتصاد .................
190 أ -الدول الصناعية ..................................
191 ب -الدول غير الصناعية والدول النامية ............
192 - 2االنعكاسات االجتماعية ............................
331
الصفحة
الفصل ال �س��ادس :إع��داد أج�ه��زة ال��دول��ة والشعب
195 للدفاع ..................................................
195 أوالً :أهمية اإلعداد ......................................
196 ثانياً :مشتمالت اإلعداد .................................
198 ثالثاً :أجهزة الدولة الرئيسية ومسؤولية اإلعداد للدفاع...
198 - 1مسؤوليات رئيس الدولة ...........................
199 - 2املجلس األعلى إلعداد الدولة للدفاع ..............
200 - 3مسؤوليات مجلس الوزراء ..........................
201 رابعاً :مسؤولية الوزارات الرئيسية ودورها ..............
201 - 1وزارة التخطيط ....................................
202 - 2وزارة الدفاع .......................................
203 - 3وزارة اخلارجية ....................................
203 - 4وزارة الداخلية .....................................
204 - 5وزارة املالية واالقتصاد الوطني ....................
205 - 6وزارة النفط والثروة املعدنية .......................
205 - 7وزارة الزراعة واملوارد املائية .......................
206 - 8وزارة املواصالت ...................................
206 - 9وزارة التجارة .......................................
207 - 10وزارة الصحة .....................................
208 - 11وزارة اإلسكان واألشغال العامة ..................
208 - 12وزارة الصناعة والكهرباء .........................
209 - 13وزارة اإلعالم ....................................
332
الصفحة
210 - 14وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية ...............
210 - 15وزارة البلديات والشؤون القروية .................
211 - 16األجهزة املركزية املتخصصة .....................
211 أ -مركز املعلومات ودعم القرار السياسي ...........
212 ب -جهاز التعبئة واإلحصاء ..........................
212 ج -جلنة متابعة اخلطة ..............................
212 خامساً :إعداد الشعب واملجتمع للدفاع ..................
213 سادساً :أهداف إعداد الشعب للدفاع ...................
214 سابعاً :اإلعداد السياسي املعنوي للشعب ................
216 ثامناً :التنشأة العسكرية للشعب .........................
217 تاسعاً :دور املنظمات شبه العسكرية والشعبية ..........
217 عاشراً :الدفاع املدني ....................................
218 - 1مهام الدفاع املدني .................................
- 2إع���داد املهنيني واألخ��ص��ائ��ي�ين ال�لازم�ين ،إلدارة
219 النشاط االقتصادي وقت احلرب .......................
219 حادي عشر :تقييم املجهود احلربي للدولة ..............
الباب الثالث :احلروب واستراتيجية االقتراب غير
225 املباشر .....................................................
227 مقدمة .....................................................
ال�ف�ص��ل األول :امل�ف��اه�ي��م ال�ن�ظ��ري��ة إلستراتيجية
233 االقتراب غير املباشر ...................................
234 أوالً :النظرية والعقيدة ...................................
235 - 1العقيدة .............................................
333
الصفحة
235 ( )1عقيدة عسكرية .................................
235 ( )2عقيدة قتالية ...................................
236 ج -العالقة بني النظرية والعقيدة ....................
237 - 2ليدل هارت ونظرية االقتراب غير املباشر ........
238 - 3األسس العامة للنظرية .............................
239 ثانياً :جوهر إستراتيجية االقتراب غير املباشر .........
240 ثالثاً :األهداف اإلستراتيجية العسكرية .................
242 رابعاً :قواعد إستراتيجية االقتراب غير املباشر ........
243 - 1مطابقة الهدف مع اإلمكانيات .....................
243 - 2استمرار احملافظة على الهدف ....................
244 - 3اختيار االجتاه األقل توقعاً .........................
244 - 4استثمار النجاح في االجتاهات الضعيفة ..........
244 - 5اختيار االجتاهات التي تؤدي إلى أهداف متناوبة..
245 - 6املرونة عند التخطيط وانتشار القوات ............
- 7احلرص في استخدام كل اإلمكانيات إذا كان اخلصم
245 مستعداً .................................................
245 - 8عدم إعادة الهجوم عند فشله في املرة األولى......
خ��ام��س��اً :متطلبات تطبيق إستراتيجية االق��ت��راب غير
246 املباشر ...................................................
246 - 1مرحلة التحضير للعملية ...........................
247 - 2مرحلة التخطيط ..................................
248 - 3مرحلة إدارة أعمال القتال .........................
334
الصفحة
- 4تنظيم واستخدام القوات 249 ...........................
س��ادس��اً :أس��ل��وب تطبيق إستراتيجية االق��ت��راب غير
املباشر 249 ...............................................
- 1على املستوى القومي 249 ...............................
- 2على املستوى اإلستراتيجي العسكري 251 ..............
سابعاً :أسس جناح إستراتيجية االقتراب غير املباشر252 ...
ث��ام��ن��اً :ال��س�لاح ال��ن��ووي وإستراتيجية االق��ت��راب غير
املباشر 253 ...............................................
ت��اس��ع��اً :امل��ج��ال القومي إلستراتيجية االق��ت��راب غير
املباشر 254 ...............................................
- 1املجال السياسي 255 ...................................
- 2املجال االقتصادي 255 .................................
- 3املجال الدبلوماسي 256 ................................
- 4املجال االجتماعي 256 ..................................
- 5املجال املعنوي 256 ......................................
الفصل الثاني :إستراتيجية االقتراب غير املباشر
في العصور القدمية والوسطى 259 ........................
أوالً :حروب العصور القدمية 260 ............................
- 1عملية قادش (عام 1285ق.م261 ................... ).
أ -عملية قادش 262 ......................................
ب -املراحل الرئيسية 262 ................................
( )1مرحلة اإلعداد للحرب 262 ..........................
( )2مرحلة التقدم إلى فينيقيا 262 ......................
335
الصفحة
262 ( )3مرحلة إدارة العملية ............................
263 ج -تطبيقات إستراتيجية الهجوم غير املباشر ......
264 - 2احلروب اإلغريقية ( )323 - 500ق.م ............
265 أ -موقعة ماراثون 490( :ق.م..................... ).
265 ب -احلرب البلوبونيزية )404 - 431( :ق .م ......
268 - 3احلروب الرومانية .................................
269 - 4احلروب البيزنطية1068 - 527( :م) ............
ثانياً :احلروب اإلسالمية (العام األول الهجري 622م/
271 عام 10هـ 62 -م) ......................................
272 أ -ال تعزيز للفشل .....................................
272 ب -التخلص املنظم من العدو املتفوق جتنبا للهزمية..
273 ج -املناورة باجلهود وتركيزها ضد مراكز ثقل العدو..
273 د -مفاجأة العدو بأساليب قتالية جديدة .............
273 - 1موقعة بدر الكبرى( :رمضان 2هـ -مارس ...)624
274 ( )1املسلمني ........................................
274 ( )2املشركني ........................................
- 2الفتوحات اإلسالمية (عام 11هـ 632 -م /عام
275 100هـ 718 -م) ......................................
276 أ -املفاجأة اإلستراتيجية واالقتراب غير املباشر...
276 ب -شل رماة العدو .................................
276 ج -استدراج العدو .................................
276 د -احلصار .........................................
336
الصفحة
هـ -العمليات التشتيتية 277 ..............................
- 3معركة القادسية ( 16هـ637 /م) 277 .................
ثالثاً :حروب القرون الوسطى :القرن ( )17 - 11م279 .....
الفصل الثالث :إستراتيجية االقتراب غير املباشر
في عصر الثورة الصناعية 285 .............................
أوالً :حروب القرن الثامن عشر 286 ..........................
ثانياً :احلروب النابليونية 289 ................................
أ -املرحلة األولى 290 ......................................
ب -املرحلة الثانية 291 .....................................
ثالثاً :احلرب األهلية األمريكية 291 ..........................
رابعاً :احلرب العاملية األولى (292 ......... )1918 - 1914
- 1تطبيقات إستراتيجية االقتراب غير املباشر (على
املستوى السياسي العسكري) 293 ...........................
أ -احلصار 293 ...........................................
ب -حرب الغواصات 293 .................................
ج -العمل من خطوط داخلية 294 ........................
د -احلرب النفسية 294 ..................................
- 2تطبيقات إستراتيجية االقتراب غير املباشر (على
املستوى اإلستراتيجي العسكري) 294 .......................
خامساً :احلرب العاملية الثانية (296 ...... )1945 - 1939
- 1على املستوى السياسي 298 .............................
أ -هتلر وإستراتيجية االقتراب غير املباشر 298 .........
ب -املناورات السياسية 299 ..............................
337
الصفحة
301 - 2على املستوى السياسي العسكري ..................
301 أ -العمل من خطوط داخلية .........................
301 ب -أعمال اخلداع ...................................
301 ج -احلصار ..........................................
301 د -القذف اجلوي اإلستراتيجي ......................
302 - 3على املستوى اإلستراتيجي العسكري ..............
302 أ -احلرب اخلاطفة ..................................
303 ب -اإلبرار اجلوي والبحري .........................
303 ج -اختيار األهداف املتناوبة .........................
303 ( )1أملانيا ...........................................
304 ( )2قوات احللفاء ...................................
304 د -صور مختلفة لالقتراب غير املباشر .............
304 ( )1في العملية الدفاعية ............................
306 ( )2في عمليات االنسحاب ..........................
306 هـ -احلرب النفسية .................................
الفصل الرابع :إستراتيجية االقتراب غير املباشر
307 في عصر ثورة املعلومات والتكنولوجيا ...............
- 1إستراتيجية االق��ت��راب غير امل��ب��اش��ر ف��ي املجال
309 السياسي .............................................
- 2إس��ت��رات��ي��ج��ي��ة االق���ت���راب غ��ي��ر امل��ب��اش��ر ف��ي املجال
310 االقتصادي ...............................................
310 أ -على املستوى الداخلي ..............................
311 ب -على املستوى اخلارجي ............................
338
الصفحة
- 3إس��ت��رات��ي��ج��ي��ة االق���ت���راب غ��ي��ر امل��ب��اش��ر ف��ي املجال
312 الدبلوماسي والسياسة اخلارجية ........................
312 ( )1توازن القوى ........................................
313 ( )2األمن اجلماعي ....................................
- 4إس��ت��رات��ي��ج��ي��ة االق���ت���راب غ��ي��ر امل��ب��اش��ر ف��ي املجال
313 االجتماعي ...............................................
- 5إستراتيجية االق��ت��راب غير امل��ب��اش��ر ف��ي املجال
314 املعنوي ................................................
- 6إس��ت��رات��ي��ج��ي��ة االق���ت���راب غ��ي��ر امل��ب��اش��ر وحروب
315 املستقبل .................................................
323 الفهرس ....................................................
339
340
الدكتور خليل حسني
ح��ائ��ز على دك��ت��وراه دول��ة ف��ي العلوم السياسية /اختصاص عالقات .1
دولية.
أس��ت��اذ التنظيم الدبلوماسي والقضايا ال��دول��ي��ة ف��ي كلية احل��ق��وق في .4
جامعة بيروت العربية.
أسَّ س العديد من مراكز الدراسات واألبحاث ،ورأس حترير عدة مجالت .8
دورية.
من مؤلفاته:
موسوعة القانون الدولي العام :اجلزء األول والثاني ،منشورات احللبي .2
احلقوقية ،بيروت.2012 ،
341
موسوعة املنظمات العاملية :اجل��زء األول وال��ث��ان��ي ،منشورات احللبي .4
احلقوقية ،بيروت.2012 ،
342
.16التنظيم ال��دول��ي :املنظمات القارية واإلقليمية ،دار املنهل اللبناني،
بيروت.2010 ،
343
.28الكومنولث الروسي :مشروع احتاد أم انحالل ،مركز دراسات السياسة
اخلارجية.1993 ،
.29امل��ف��اوض��ات ال��ع��رب��ي��ة -اإلس��رائ��ي��ل��ي��ة ،وق��ائ��ع ووث���ائ���ق ،مكتبة بيسان،
.1993
.30مؤمتر مدريد وآفاق السالم ،املركز اللبناني للبحوث والتوثيق واألعالم،
.1991
.31عهد احلكومتني في لبنان ،املركز اللبناني للبحوث والتوثيق واألعالم،
.1991
.32شهادات الهزمية :إسرائيل في لبنان ،املركز اللبناني للبحوث والتوثيق
واألعالم.1991 ،
.33أث��ر امل��ش��ارك��ة ف��ي سياسة لبنان اخل��ارج��ي��ة ،امل��رك��ز اللبناني للبحوث
والتوثيق واألعالم.1988 ،
�International & regional organizations, Dar Al Manhal Al alub .344
nani, 2007.
إض��اف��ة إل��ى ع��ش��رات ال��دراس��ات املنشورة ف��ي مجالت لبنانية وعربية وأجنبية
محكمة.
344
ظلت االستراتيجيا م��ن املصطلحات اجل��ذاب��ة التي
استعملت في غير دراسة ومجال .وتطور استعمالها واقترانها
بالقضايا غير العسكرية .فبات لكل قضية استراتيجية يحاول
من خاللها الوصول إلى أفضل املمكن.