مظلومية ومقتل الامام الكاظم

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 30

0

‫يحق لكل شخص أف يطبع او ينشر ىذا الكتاب بأي صورة سواء كانت‬
‫مسموعة أو مقروئة أو مرئية‪.‬‬

‫د‪.‬أحمد الماجدي‬
‫‪3103\6\3‬‬

‫‪1‬‬
‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬

‫تنويو‬
‫قصدت اهلل عزوجل بحاجة فقدمت بين يدي نجواي االماـ الكاظم (ع) وفي‬
‫نفس السنة تحقق المراد مع استحالة تحققو في نفس السنة بل كاف طمعي اف‬
‫يتحقق في السنوات القادمة ونذرت حينها هلل علي اف اكتب قصة عن مظلومية‬
‫واستشهاد االماـ الكاظم (ع) إف تحقق لي مطلبي‪ .‬وبسبب االنشغاؿ في‬
‫توافو الدنيا وعدـ وجود الوقت لهذا المقتل تماىلت عنو بعد أف كتبت جزءا‬
‫منو عاـ ‪ 3118‬وىا انا ذا اكملتو راجيا من اهلل القبوؿ‪.‬‬
‫ارجو من القاريء الكريم اف يالحظ أنني رتبت الروايات بما يجعلها قصة‬
‫متكاملة فقد اخذت من بعض الروايات الخالصة فقط لصغر الكتاب بل بعض‬
‫جزئتها الى اجزاء ووضعت الجزء في المكاف الذي يالئمو‪ .‬جميع‬
‫الروايات ّ‬
‫الكلمات بين االقواس ىي اضافات مني او خالصة لرواية طويلة ولالمانة‬
‫العلمية وضعتها بين االقواس‪.‬‬
‫ارجو كذلك مالحظة اني لم اسرد الروايات الضعيفة رغم تواترىا بين الناس‬
‫ألني لم اجدىا في المصادر‪.‬‬
‫نقطة اخيرة وىي اني سردت المصادر في آخر الكتاب لكي ال تؤثر‪ ٬‬بالنسبة‬
‫للقاريء البسيط‪ ٬‬على قراءة الكتاب اما اذا اراد القاريء اف يتقصى عن‬
‫المصادر فهي موجوده ويستطيع استخراجها من رقمها‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫القصة بإيجاز‬

‫عندما دنى األ جل من أبي عبد اهلل الصادؽ عليو السالـ دخل عليو يزيد بن‬
‫أسباط فقاؿ األماـ الصادؽ لو‪ :‬يا يزيد أترى ىذا (ويقصد االماـ الكاظم (ع))‬
‫؟ إذا رأيت الناس قد اختلفوا فيو ‪ ٬‬فاشهد علي بأني أخبرتك أف يوسف إنما‬
‫كاف ذنبو عند إخوتو حتى طرحوه في الجب الحسد لو ‪ ٬‬حين أخبرىم أنو رأى‬
‫أحد عشر كوكبا والشمس والقمر وىم لو ساجدوف وكذلك البد لهذا الغالـ‬
‫من أف يحسد ‪ ٬‬ثم دعا موسى ‪ ٬‬وعبد اهلل ‪ ٬‬وإسحاؽ ‪ ٬‬ومحمد والعباس وقاؿ‬
‫لهم ‪ :‬ىذا وصي االوصياء وعالم علم العلماء ‪ ٬‬وشهيد على االموات واالحياء‬
‫ثم قاؿ ‪ :‬يا يزيد " ستكتب شهادتهم ويسألوف " (‪.)0‬‬
‫وقاؿ االماـ الصادؽ ايضا ليزيد بن سليط وىو يصف االماـ الكاظم وفيو علم‬
‫الحكم ‪ ٬‬والفهم ‪ ٬‬والسخاء ‪ ٬‬والمعرفة بما يحتاج الناس إليو ‪ ٬‬فيما اختلفوا‬
‫فيو من أمر دينهم ‪ ٬‬وفيو حسن الخلق ‪ ٬‬وحسن الجوار ‪ ٬‬وىو باب من أبواب‬
‫اهلل عزوجل (‪.)3‬‬
‫وبعد استشهاد االماـ الصادؽ ( عليو السالـ ) بدء اعداء المذىب الحق‬
‫الكيد لتمزيقو لما رأوه من توسع ىذا المذىب في زمن االماـ الصادؽ (ع)‬
‫فافترقوا الى فرؽ وبدعم مباشر من العباسيين ولم يبقى مع االماـ الكاظم اال‬
‫الخلص من شيعتو‪.‬‬
‫وانشقت الفرؽ عن االماـ الكاظم‪ ,‬فقالت فرقة منها ‪ :‬إف االماـ الصادؽ(عليو‬
‫السالـ) ىو القائم المهدي ‪٬‬وىذه الفرقة تسمى ‪ :‬الناووسية‪ .‬وقالت فرقة‬
‫أخرى ‪ :‬إف أبا عبد اهلل ( عليو السالـ ) توفي ونص على ابنو إسماعيل ‪ ٬‬وإنو‬

‫‪3‬‬
‫اإلماـ بعده ‪ ٬‬وإنو القائم المنتظر وىم المباركية وأنكروا وفاة إسماعيل في‬
‫حياة االماـ الصادؽ ( عليو السالـ )‪ .‬وادعى فريق منهم امامة محمد بن‬
‫اسماعيل وىم القرامطة‪ .‬وىؤالء الفرؽ الثالثة ىم اإلسماعيلية‪ .‬وقالت فرقة‬
‫أخرى ‪ :‬إف اإلماـ بعده محمد بن جعفر ‪ ٬‬وىذه الفرقة تسمى السمطية‪.‬‬
‫وقالت فرقة أخرى ‪ :‬إف اإلماـ بعد الصادؽ ( عليو السالـ ) ابنو عبد اهلل ‪٬‬‬
‫واعتلوا في ذلك بأنو كاف أكبر ولد أبي عبد اهلل الصادؽ( عليو السالـ )‪.‬‬
‫وىذه الفرقة تسمى الفطحية (‪.)3‬‬
‫وىذا ىو الحاؿ عند موت أحد العظماء حتى تبدأ الدعاوى بانهم يمثلوف‬
‫الخط الطبيعي لهذا العظيم‪ .‬وما تمر السنين واالياـ حتى يتبين زيف ما يدعيو‬
‫المبطلوف‪.‬‬
‫وىنا يتبين ما كاف يعانيو االماـ (ع) من ابتالء تفرؽ الشيعة عنو وبعض اقربائو‬
‫مصداقا لما رواه االماـ الصادؽ (ع) وتشبيو االماـ الكاظم بيوسف الصديق‪.‬‬
‫وابتالء الحرب المعلنة تارة والسرية تارة اخرى من المد السياسي المتمثل‬
‫بالخالفة العباسية من جهة اخرى‪.‬‬
‫وعندما بلغ نبأ وفاة االماـ الصادؽ ( عليو السالـ ) إلى أبو جعفر المنصور‬
‫دعا في جوؼ الليل أبا أيوب الخوزي ‪ ٬‬فلما أتاه رمى كتابا إليو ‪ ٬‬وقاؿ ‪ :‬ىذا‬
‫كتاب محمد بن سليماف يخبرنا بأف جعفر بن محمد قد مات ‪ ٬‬فإنا هلل وإنا‬
‫إليو راجعوف ‪ ٬‬ثم قاؿ لو ‪ :‬اكتب إف كاف أوصى إلى رجل بعينو فقدمو واضرب‬
‫عنقو ‪ ٬‬فكتب وعاد الجواب قد أوصى إلى خمسة أحدىم أبو جعفر المنصور‬
‫‪ ٬‬ومحمد بن سليماف ‪ ٬‬وعبد اهلل ‪ ٬‬وموسى ‪ ٬‬وحميدة ‪ .‬قاؿ المنصور ‪ :‬ما إلى‬
‫قتل ىؤالء سبيل (‪.)4‬‬

‫‪4‬‬
‫ولما ىم المنصور بالحج في سنة وفاتو وصل الخبر الى االماـ الكاظم فقاؿ‬
‫االماـ عليو السالـ ‪ :‬ال واهلل ال يرى أبو جعفر بيت اهلل أبدا‪ .‬ويقوؿ علي بن‬
‫أبي حمزة ‪ :‬فلما نزؿ المنصور بئر ميموف أتيت أبا الحسن عليو السالـ‬
‫فوجدتو في المحراب قد سجد فأطاؿ السجود ‪ ٬‬ثم رفع رأسو إلي فقاؿ ‪:‬‬
‫اخرج فانظر ما يقوؿ الناس ‪ ٬‬فخرجت فسمعت الواعية على أبي جعفر‬
‫المنصور فرجعت فأخبرتو فقاؿ ‪ :‬اهلل اكبر ما كاف ليرى بيت اهلل أبدا (‪. )5‬‬
‫وكانت وفاتو يوـ السبت سنة ثماف وخمسين ومائة واستلم الملك من بعده ابنو‬
‫محمد المهدي(‪.)6‬‬
‫ولما رأى المهدي علو شأف االماـ فأحس بالخطر على زواؿ ملكو فأرسل‬
‫باستدعاء االماـ من المدينة الى بغداد‪.‬‬
‫وحينما أخرج االماـ الكاظم (ع) من المدينة قاصدا بغداد مر بزبالو‪ .‬و التقى‬
‫أبي خالد الزبالي ‪ :‬فأمره (االماـ) بشراء حوائج لو ‪ ٬‬فقاؿ ابي خالد الزبالي ‪:‬‬
‫جعلت فداؾ ىو ذا تصير إلى ىذا الطاغية وال آمنو عليك فقاؿ االماـ‪ :‬يا أبا‬
‫خالد ليس علي منو بأس ‪ ٬‬إذا كانت سنة كذا وكذا وشهر كذا وكذا ويوـ كذا‬
‫وكذا فانتظرني في أوؿ الميل فاني اوافيك إف شاء اهلل ‪ .‬فكاف كما قاؿ عليو‬
‫السالـ‪ .‬ثم قاؿ االماـ لو ‪ :‬يا أبا خالد إف لي إليهم عودة الأتخلص منهم(‪.)7‬‬
‫فلما قدـ االماـ (ع) الى المهدي كانت بينهما مناضرات ولقاءات واخذ‬
‫المهدي يضيق على االماـ (ع) حتى سجنو عنده وىم ليقتلو لوال ارادة اهلل‬
‫كانت تحوؿ دوف ذلك‪ .‬فدعا المهدي حميد بن قحطبة نصف الليل وقاؿ ‪:‬‬
‫إف إخالص أبيك وأخيك فينا أظهر من الشمس ‪ ٬‬وحالك عندي موقوؼ فقاؿ‬
‫‪ :‬أفديك بالماؿ والنفس فقاؿ ‪ :‬ىذا لسائر الناس قاؿ ‪ :‬أفديك بالروح والماؿ‬

‫‪5‬‬
‫واأل ىل والولد ‪ ٬‬فلم يجبو المهدي فقاؿ ‪ :‬أفديك بالماؿ والنفس واالىل‬
‫والولد والدين فقاؿ ‪ :‬هلل درؾ ‪ ٬‬فعاىده على ذلك ‪ ٬‬وأمره أف يقتل االماـ‬
‫الكاظم عليو السالـ في السحرة بغتة‪ .‬فناـ فرأى في منامو االماـ عليا عليو‬
‫السالـ يشير إليو ويقرأ " فهل عسيتم إف توليتم أف تفسدوا في االرض وتقطعوا‬
‫أرحامكم " فانتبو مذعورا ‪ ٬‬ونهى حميدا عما أمره (‪ .)8‬وقاؿ ‪ :‬يا ربيع أعطو‬
‫ثالثة آالؼ دينار وزوده إلى أىلو إلى المدينة‪ .‬يقوؿ الربيع ‪ :‬فأحكمت أمره‬
‫ليال فما أصبح إال وىو في الطريق خوؼ العوايق (‪.)9‬‬
‫وعاد االماـ الى مدينة جده المصطفى (ص) ليمارس واجبو المكلف بو من‬
‫السماء لرعاية مصالح االمة وشؤونهم الدينية‪.‬‬
‫وفي ليلة الخميس سنة تسع وستين ومائة مات محمد المهدي العباسي‬
‫(‪ .)01‬وبويع موسى بن محمد الهادي‪ ٬‬وكاف موسى قاسي القلب‪ ٬‬شرس‬
‫االخالؽ‪ ٬‬صعب المراـ (‪.)00‬‬
‫ولما استلم الخالفة موسى الهادي ولى المدينة إسحاؽ بن عيسى بن علي ‪٬‬‬
‫فاستخلف عليها رجال من ولد عمر بن الخطاب يعرؼ بعبد العزيز بن عبد اهلل‬
‫‪ ٬‬فحمل على الطالبيين واساء إليهم ‪ ٬‬وافرط في التحامل عليهم ‪ ٬‬وطالبهم‬
‫بالعرض كل يوـ ‪ ٬‬وكانوا يعرضوف في المقصورة او يحبسهم فيها ‪(٬‬وىذا ما‬
‫اليقبلو مسلم امن باهلل ونبيو والكتاب الذي انزؿ على نبيو (ص)) وطالب‬
‫العمري الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب‬
‫صاحب فخ ويحيى ابن عبد اهلل بن الحسن بجلب الحسن بن محمد بن عبد‬
‫اهلل بن الحسن وقد ضمناه واغلض عليهم بالمطالبو (‪.)03‬‬

‫‪6‬‬
‫ولما اشتد االذى الذي يتعرض لو الطالبيين فجمع الحسين في ذي القعدة‬
‫سنة تسع وستين ومائة نفر من الطالبيين وفتيانهم وبعض الموالي حيث بلغ‬
‫عددىم ستة وعشرين رجال ونادو في اذاف الصبح ب"حي على خير العمل"‬
‫ولم يتخلف عنهم من الطالبيين رجل سوى االماـ الكاظم والحسن بن جعفر‬
‫بن الحسن المثنى (‪.)03‬‬
‫ولما احتوى الحسين بن علي صاحب فخ على المدينة دعا االماـ الكاظم‬
‫عليو السالـ فأتاه فقاؿ لو ‪ :‬يا ابن عم ال تكلفني ما كلف ابن عمك عمك أبا‬
‫عبد اهلل الصادؽ عليو السالـ فيخرج مني ماال اريد كما خرج من أبي عبد اهلل‬
‫عليو السالـ ما لم يكن يريد ‪ ٬‬فقاؿ لو الحسين ‪ :‬إنما عرضت عليك أمرا فاف‬
‫أردتو دخلت فيو ‪ ٬‬وإف كرىتو لم أحملك عليو واهلل المستعاف ‪ ٬‬ثم ودعو ‪.‬‬
‫فقاؿ لو االماـ عليو السالـ حين ودعو ‪ :‬يا ابن عم إنك مقتوؿ فأجد الضراب‬
‫‪ ٬‬فإف القوـ فساؽ ‪ ٬‬يظهروف إيمانا ‪ ٬‬ويسروف شركا ‪ ٬‬وإنا هلل وإنا إليو راجعوف‬
‫أحتسبكم عند اهلل من عصبة(‪.)04‬‬
‫وخرج الحسين قاصدا إلى مكة ومعو من تبعو من أىلو ومواليو وأصحابو ‪٬‬‬
‫وىم زىاء ثالثمائة ‪ ٬‬واستخلف رجال على المدينة ‪ ٬‬فلما صاروا بفخ تلقتهم‬
‫الجيوش ‪ ٬‬واستدرجوىم الى الوادي وطحنوىم طحنة واحدة وذلك يوـ التروية‬
‫(‪.)05‬‬
‫وجاء الجند بالرؤوس إلى موسى والعباس ‪ ٬‬وعندىما جماعة من ولد الحسن‬
‫والحسين فلم يسأال أحدا منهم إال االماـ الكاظم عليو السالـ فقاال ‪ :‬ىذا‬
‫رأس حسين ؟ قاؿ االماـ (ع)‪ :‬نعم إنا هلل وإنا إليو راجعوف مضى واهلل مسلما‬
‫صالحا صواما آمرا بالمعروؼ ‪ ٬‬ناىيا عن المنكر ‪ ٬‬ماكاف في أىل بيتو مثلو ‪٬‬‬

‫‪7‬‬
‫فلم يجيبوه بشئ (‪ .)06‬ىذا واالماـ يرى من أىل بيتو من حمل رأسو على‬
‫السناف ومن نجى مكبالً بالحديد‪.‬‬
‫عن أبي جعفر الجواد عليو السالـ أنو قاؿ ‪ :‬لم يكن لنا بعد الطف مصرع‬
‫أعظم من فخ (‪.)07‬‬
‫وروي عن النبي (ص) أنو صلى في فخ فبكى في صالتو فقيل ما يبكيك‬
‫لما صليت الركعة االولى فقاؿ لي ‪ :‬يا‬
‫يارسوؿ اهلل فقاؿ‪ :‬نزؿ علي جبرئيل ّ‬
‫محمد إف رجال من ولدؾ يٌقتل في ىذا المكاف ‪ ٬‬وأجر الشهيد معو أجر‬
‫شهيدين (‪.)08‬‬
‫وحمل االسرى من أصحابو إلى موسى بن المهدي فلما بصر بهم انشد شعرا‬
‫ثم أمر برجل من اال سرى فوبخو ثم قتلو ثم صنع مثل ذلك بجماعة من ولد‬
‫أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات اهلل عليو ‪ ٬‬وأخذ من الطالبيين ‪٬‬‬
‫وجعل يناؿ منهم إلى أف ذكر االماـ الكاظم صلوات اهلل عليو فناؿ منو وقاؿ ‪:‬‬
‫واهلل ما خرج حسين إال عن أمره وال اتبع إال محبتو النو صاحب الوصية في‬
‫أىل ىذا البيت قتلني اهلل إف أبقيت عليو ‪ ٬‬قتلني اهلل إف عفوت عن موسى بن‬
‫جعفر ‪ ٬‬ولوال ما سمعت من المهدي فيما أخبر بو المنصور بما كاف بو جعفر‬
‫(ويقصد االماـ الصادؽ) من الفضل لنبشت قبره وأحرقتو بالنار إحراقا‪٬ 0‬‬
‫فأخذه أبو يوسف يعقوب القاضي ولم يزؿ يرفق بو حتى سكن غضبو (‪.)09‬‬
‫وكتب علي بن يقطين إلى االماـ الكاظم عليو السالـ بصورة االمر ‪٬‬فورد‬
‫الكتاب على االماـ‪ ٬‬فلما أصبح أحضر أىل بيتو وشيعتو فأطلعهم االماـ عليو‬
‫السالـ على ما ورد عليو من الخبر وقاؿ لهم ‪ :‬ما تشيروف في ىذا ؟ فقالوا ‪:‬‬

‫‪٘ 1‬زا ٘‪ ٛ‬د‪٠‬ذٔ‪ ُٙ‬فال عجة اْ ٔش‪ ٜ‬اٌ‪ٔ َٛ١‬ثش لثش اٌصذات‪ ٟ‬اٌجٍ‪ ً١‬دجش تٓ عذ‪( ٞ‬سظ‪ٛ‬اْ هللا ذعاٌ‪ ٝ‬عٍ‪)ٗ١‬‬
‫‪8‬‬
‫نشير عليك أصلحك اهلل وعلينا معك أف تباعد شخصك عن ىذا الجبار ‪٬‬‬
‫وتغيب شخصك دونو فإنو ال يؤمن شره وعاديتو وغشمو ‪ ٬‬سيما وقد توعدؾ‬
‫وإيانا معك ‪ ٬‬فتبسم االماـ عليو السالـ ثم تمثل ببيت كعب بن مالك‪:‬‬
‫زعمت سخينة أف ستغلب ربها * فليغلبن مغالب الغالب‬
‫وبينما االماـ (ع) جالس في مصاله بعد فراغو من ورده وقد تنومت عيناه إذا‬
‫سنح جده المصطفى صلى اهلل عليو وآلو في منامو فشكى االماـ إليو موسى‬
‫بن المهدي ‪ ٬‬وذكر ما جرى منو في أىل بيتو وأف االماـ مشفق من غوائلو ‪٬‬‬
‫فقاؿ لو جده المصطفى (ص) ‪ :‬لتطب نفسك يا موسى ‪ ٬‬فما جعل اهلل لموسى‬
‫عليك سبيال ‪ ٬‬ثم قاؿ ‪ :‬قد أىلك اهلل آنفا عدوؾ فليحسن هلل شكرؾ ‪ .‬ثم‬
‫أقبل االماـ الكاظم (ع) على من حضره من مواليو وأىل بيتو فقاؿ ‪ :‬ليفرخ‬
‫روعكم‪ 3‬إنو اليرد أوؿ كتاب من العراؽ إال بموت موسى بن المهدي وىالكو‬
‫فقالوا ‪ :‬وما ذلك أصلحك اهلل ؟ قاؿ ‪ :‬وحرمة ىذا القبر ‪ -‬قد مات في يومو‬
‫ىذا ‪ ٬‬واهلل " إنو لحق مثل ما أنكم تنطقوف "‪ .‬ثم استقبل االماـ عليو السالـ‬
‫القبلة ورفع يديو إلى السماء يدعو ‪ ٬‬وىو يقوؿ في دعائو شكرا هلل جلت‬
‫عظمتو ‪ ٬‬الى اخر الدعاء ‪ .‬ثم قاؿ االماـ (ع) عن جده رسوؿ اهلل صلى اهلل‬
‫عليو وآلو يقوؿ ‪ :‬اعترفوا بنعمة اهلل ربكم عزوجل وتوبوا إليو من جميع ذنوبكم‬
‫‪ ٬‬فإف اهلل يحب الشاكرين من عباده‪ .‬ثم قاموا إلى الصاله وتفرؽ القوـ فما‬
‫اجتمعوا إال لقراءة الكتاب الوارد بموت موسى بن المهدي‪.)09( .‬‬
‫وكانت وفاتو سنة سبعين ومائة (‪ .)31‬وبويع ىاروف الرشيد بن المهدي يوـ‬
‫الجمعة صبيحة الليلة التي مات فيها اخوه موسى (‪ .)30‬وكاف في بداية ملكو‬

‫‪٠ 2‬فشر س‪ٚ‬عىُ ‪٠ :‬ض‪ّ٘ ً٠‬ىُ‬


‫‪9‬‬
‫يوقر االماـ (ع) بالظاىر اماـ الناس ويخفي عداءه لالماـ (ع) ليقوي قبضتو‬
‫على الحكم فاخذ المقربين للرشيد والذين يخفوف تشيعهم يراسلوف االماـ‬
‫بالخفية لمعرفتهم بغوائل الرشيد ومنهم علي بن يقطين‪.‬‬
‫وحج الرشيد في احد السنين ومعو ولديو االمين والمأموف فلما صار إلى‬
‫المدينة بدأ يدخل عليو أىل المدينة ومكة ودخل عليو االماـ الكاظم (ع)‪.‬‬
‫ونزؿ على بساط الرشيد العباسي‪ .‬وىو حينها شيخ مسخد قد أنهكتو العبادة ‪٬‬‬
‫كأنو شن باؿ ‪ ٬‬قد اثر السجود في وجهو وأنفو ‪ ٬‬فأجلسو الرشيد مجلسو‬
‫واظهر لو احتراما لم يظهره لغيره فلما ودعو وخال المجلس فقاؿ المأموف‬
‫البيو‪ :‬يا أمير المؤمنين من ىذا الرجل الذي قد عظمتو وأجللتو ‪ ٬‬فقاؿ ‪ :‬ىذا‬
‫إماـ الناس ‪ ٬‬وحجة اهلل على خلقو ‪ ٬‬وخليفتو على عباده فقاؿ المأموف‪ :‬يا أمير‬
‫المؤمنين أو ليست ىذه الصفات كلها لك وفيك ؟ ! فقاؿ ‪ :‬أنا إماـ الجماعة‬
‫في الظاىر بالغلبة والقهر ‪ ٬‬وموسى بن جعفر إماـ حق ‪ ٬‬واهلل يا بني إنو ألحق‬
‫بمقاـ رس وؿ اهلل صلى اهلل عليو وآلو مني ‪ ٬‬ومن الخلق جميعا ‪ ٬‬وواهلل لو‬
‫نازعتني ىذا االمر الخذت الذي فيو عيناؾ ‪ ٬‬فاف الملك عقيم (‪" )33‬‬
‫وجحدوا بها وٱستػيػقنتػها أنفسهم ظل ًما وعل ًّوا فٱنظر كيف كاف َٰعقبة‬
‫ٱلمفسدين"‪.3‬‬
‫وعندما عاد الرشيد الى بغداد اخذ يضيق على اتباع االماـ الكاظم تارة‬
‫بالسجن واخرى بالتعذيب لما رآه من سمو االماـ وىيبتو ومكانتو بين العامة‬
‫والخاصة‪ .‬ويروى انو سجن محمد بن أبي عمير االزدي ‪ ٬‬وكاف من أوثق الناس‬
‫عند الخاصة والعامة ‪ ٬‬حبس أياـ الرشيد ليلى القضاء ‪ (٬‬وضرب وعذب) ليدؿ‬

‫‪ 3‬س‪ٛ‬سج إًٌّ اال‪٠‬ح ‪14‬‬


‫‪10‬‬
‫على الشيعة وأصحاب موسى بن جعفر عليو السالـ ‪ ٬‬وكاد يقر لعظيم األلم ‪٬‬‬
‫فسمع محمد بن يونس بن عبد الرحمن يقوؿ لو ‪ :‬اتق اهلل يا محمد بن ابى‬
‫عمير فصبر ففرج اهلل عنو ‪ ٬‬وروى الكشى انو ضرب مائة وعشرين خشبة اياـ‬
‫ىاروف ‪ ٬‬وتولى ضربو السندي بن شاىك ‪ ٬‬وكاف ذلك على التشيع (‪.)33‬‬
‫ولما اشتد االمر وزاد طغياف الرشيد حتى انو يسمع الوساطة في اي شيء اال‬
‫اإل فراج عن اتباع االماـ فأرسل علي ابن يقطين الى االماـ يستأذنو في ترؾ‬
‫عمل السلطاف فلم يأذف لو وقاؿ ‪ :‬ال تفعل فإف لنا بك أنسا ‪ ٬‬وإلخوانك بك‬
‫عزا ‪ ٬‬وعسى أف يجبر اهلل بك كسرا ‪ ٬‬ويكسر بك نائرة المخالفين عن أوليائو‬
‫‪ ٬‬يا علي كفارة أعمالكم االحساف إلى إخوانكم إضمن لي واحدة وأضمن لك‬
‫ثالثا ‪ ٬‬إضمن لي أف التلقى أحدا من أوليائنا إال قضيت حاجتو وأكرمتو ‪٬‬‬
‫وأضمن لك أف ال يظلك سقف سجن أبدا وال ينالك حد سيف أبدا ‪ ٬‬وال‬
‫يدخل الفقر بيتك أبدا ‪ ٬‬يا علي من سر مؤمنا فباهلل بدأ وبالنبي صلى اهلل عليو‬
‫وآلو ثنى وبنا ثلث (‪.)34‬‬
‫(وأخذ الرشيد يدس العيوف ويغري المقربين من اإلماـ للحصوؿ على‬
‫أخباره)‪.‬وقاـ يحيى بن خالد بالبحث عن رجل مقرب من االماـ ليشي بو أماـ‬
‫الرشيد فقاؿ يحيى بن خالد ليحيى بن أبي مريم ‪ :‬أال تدلني على رجل من آؿ‬
‫أبي طالب لو رغبة في الدنيا ‪ ٬‬فأوسع لو منها ؟ قاؿ ‪ :‬بلى ‪ ٬‬أدلك على رجل‬
‫بهذه الصفة وىو أحد ابناء‪ 4‬إسماعيل بن جعفر بن محمد ‪ ٬‬فأرسل إليو يحيى‬
‫وأخذ اخبار االماـ وشيعتو منو (‪.)35‬‬

‫‪ ٌُ 4‬اروش االسُ الٕٔ‪ ٟ‬سأ‪٠‬د اٌش‪ٚ‬ا‪٠‬اخ ِرعاستٗ ف‪ ٟ‬و‪ ٗٔٛ‬عٍ‪ ٟ‬ا‪ِ ٚ‬ذّذ تٓ اسّاع‪ٚ ً١‬ذشود اٌذىُ عٍ‪ٝ‬‬
‫شخص‪١‬رٗ ٌٍّذمم‪ .ٓ١‬تً اْ ٕ٘ان س‪ٚ‬ا‪٠‬ح ف‪ ٟ‬تذاس االٔ‪ٛ‬اس ج‪ 48‬ص‪٠ 210‬زوش ِذّذ تٓ إسّاع‪ ً١‬تٓ جعفش أْ‬
‫ِذّذ تٓ جعفش اخ‪ ٛ‬االِاَ اٌىاظُ عٍ‪ ٗ١‬اٌسالَ ٘‪ٚ ِٓ ٛ‬ش‪ ٝ‬تاالِاَ أِاَ ٘اس‪ ْٚ‬اٌعثاس‪.ٟ‬‬
‫‪11‬‬
‫وكاف االماـ الكاظم عليو السالـ يأمر ألبن إسماعيل بالماؿ ويثق بو حتى ربما‬
‫خرج الكتاب منو إلى بعض شيعتو بخط ابن إسماعيل ثم استوحش منو (‪.)36‬‬
‫وجاء ا بن إسماعيل الى عمو علي بن جعفر الصادؽ وقد اعتمروا عمرة رجب ‪٬‬‬
‫فقاؿ ‪ :‬يا عم إني أريد بغداد وقد أحببت أف اودع عمي أبا الحسن ‪ -‬يعني‬
‫موسى بن جعفر (الكاظم) عليو السالـ ‪ -‬وأحببت أف تذىب معي إليو ‪٬‬‬
‫فخرجوا معا نحو االماـ الكاظم فانكب علي بن جعفر على أخيو االماـ فقبل‬
‫رأسو وقاؿ ‪ :‬ىذا ابن أخيك يريد أف يودعك ويخرج إلى بغداد ‪ ٬‬فقاؿ لو ‪:‬‬
‫إدعو فدعوتو وكاف متنحيا ‪ ٬‬فدنا منو فقبل رأسو وقاؿ ‪ :‬جعلت فداؾ يا عم‬
‫أوصني فقاؿ ‪ :‬أوصيك أف تتقي اهلل في دمي فقاؿ مجيبا لو ‪ :‬من أرادؾ بسوء‬
‫فعل اهلل بو وجعل يدعو على من يريده بسوء ‪ ٬‬ثم عاد فقبل رأسو ‪ ٬‬فقاؿ ‪ :‬يا‬
‫عم أوصني فقاؿ االماـ‪ :‬أوصيك أف تتقي اهلل في دمي فقاؿ ‪ :‬من أرادؾ بسوء‬
‫فعل اهلل بو وفعل ‪ ٬‬ثم عاد فقبل رأسو ‪ ٬‬ثم قاؿ ‪ :‬يا عم أوصني ‪ ٬‬فقاؿ االماـ‪:‬‬
‫اوصيك أف تتقي اهلل في دمي فدعا على من أراده بسوء ‪ ٬‬ثم تنحى االماـ عنو‬
‫ومضى علي بن جعفر مع االماـ فتناوؿ االماـ ثالث صرر في كل واحدة مائة‬
‫دينار ومخدة فيها ثالثة آالؼ درىم‪ .‬وقاؿ الخيو اعطها لو‪ .‬فقاؿ علي بن‬
‫جعفر لالماـ‪ :‬جعلت فداؾ إذا كنت تخاؼ منو مثل الذي ذكرت فلم تعينو‬
‫على نفسك ؟ فقاؿ االماـ‪ :‬إذا وصلتو وقطعني قطع اهلل أجلو‪ .‬فخرج علي بن‬
‫جعفر الى ابن اسماعيل فأعطاه الماؿ ففرح بها فرحا شديدا ودعا لعمو‬
‫الكاظم (ع)‪ ٬‬فمضى على وجهو حتى دخل على ىاروف فسلم عليو بالخالفة‬
‫وقاؿ ‪ :‬ما ظننت أف في االرض خليفتين حتى رأيت عمي موسى بن جعفر‬

‫‪12‬‬
‫يسلم عليو بالخالفة ‪ ٬‬فأرسل ىاروف إليو بمائة ألف درىم فرماه اهلل بالذبحة‬
‫فما نظر منها إلى درىم وال مسو‪.)37(.‬‬
‫وىم الرشيد باعتقاؿ االماـ‪.‬‬
‫و(قيل) أف الرشيد قاؿ عند قبر رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وآلو كالمخاطب لو ‪:‬‬
‫" بأبي أنت وامي يارسوؿ اهلل إني أعتذر إليك من أمر عزمت عليو ‪ ٬‬وإني اريد‬
‫أف آخذ موسى بن جعفر فأحبسو ‪ ٬‬الني قد خشيت أف يلقي بين امتك حربا‬
‫تسفك فيها دماؤىم (‪.)38‬‬
‫وىو بهذه الكلمات اراد اف يسمع الناس بأنو يريد ردء الفتنة واهلل يشهد على‬
‫ما في قلبو وىو ألد الخصاـ‪ .‬وما أراد بهذه الكلمات ّإال ليخدع الجهلة من‬
‫الناس فال استإذاف بارتكاب الجرائم واآلثاـ‪.‬‬
‫وفي ىذه اليلة التي ىم بها الرشيد سجن االماـ كتب االماـ وصيتو اماـ شهود‬
‫عديدوف وختمها ىو والشهود ومن جملتها (‪:)39‬‬
‫( أني) أشهد أف ال إلو إال اهلل وحده ال شريك لو ‪ ٬‬وأف محمدا عبده ورسولو‬
‫وأف الساعة آتية ال ريب فيها ‪ ٬‬وأف اهلل يبعث من في القبور ‪ ٬‬وأف البعث بعد‬
‫الموت حق ‪ ٬‬وأف الحساب والقصاص حق وأف الوقوؼ بين يدي اهلل عزوجل‬
‫حق ‪ ٬‬وأف ما جاء بو محمد صلى اهلل عليو وآلو حق حق حق وأف ما نزؿ بو‬
‫الروح االمين حق ‪ ٬‬على ذلك أحيا وعليو أموت ‪ ٬‬وعليو ابعث إنشاء اهلل ‪.‬‬
‫(اشهدكم) أف ىذه وصيتي بخطي وقد نسخت وصية جدي أمير المؤمنين عليو‬
‫السالـ ووصايا الحسن والحسين وعلي بن الحسين ووصية محمد بن علي‬
‫ووصية جعفر بن محمد عليهم السالـ قبل ذلك حرفا بحرؼ ‪ ٬‬وأوصيت بها‬
‫إلى علي ابني وبني بعده إف شاء وآنس منهم رشدا وأحب إقرارىم فذلك لو ‪٬‬‬

‫‪13‬‬
‫وإف كرىهم وأحب أف يخرجهم فذلك لو ‪ ٬‬وال أمر لهم معو ‪ ٬‬وأوصيت إليو‬
‫بصدقاتي وأموالي وصبياني الذين خلفت وولدي(‪.)39‬‬
‫ثم كتب وإف أحب أف يبيع أو يهب أو ينحل أو يتصدؽ على غير ما وصيتو‬
‫فذاؾ إليو وىو أنا في وصيتي في مالي وفي أىلي وولدي(‪.)39‬‬
‫وأودع ودائع االمامة الى أـ أحمد وكانت من النساء المحترمات وكاف االماـ‬
‫(ع) شديد التلطف بها وقاؿ لها ‪ :‬كل من جائك وطلب منك ىذه االمانة في‬
‫أي وقت من االوقات فاعلمي بأنى قد استشهدت وأنو ىو الخليفة من بعدي‬
‫واالماـ المفترض طاعتو عليك وعلى سائر الناس (‪.)31‬‬
‫و أمر االماـ ابنو علي الرضا ( عليو السالـ ) أف يناـ على بابو في كل ليلة أبدا‬
‫ما كاف حيا إلى أف يأتيو خبره‪ .‬فكانوا في كل ليلة يفرشوف للرضا في الدىليز ‪٬‬‬
‫ثم يأتي بعد العشاء فيناـ ‪ ٬‬فإذا أصبح انصرؼ إلى منزلو (‪.)30‬‬
‫فلما كاف من الغد أرسل الرشيد الفضل بن الربيع الى االماـ وىو قائم يصلي‬
‫في مقاـ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وآلو فأمر بالقبض عليو(‪ )33‬فقطع عليو‬
‫صالتو وحمل وىو يبكي ويقوؿ ‪ :‬إليك أشكو يارسوؿ اهلل ما القى وأقبل الناس‬
‫من كل جانب يبكوف ويضجوف فلما حمل االماـ إلى بين يدي الملعوف ىاروف‬
‫شتمو وجفاه ‪ ٬‬فلما جن عليو الليل أمر ببيتين فهيئا لو فحمل االماـ عليو‬
‫السالـ إلى أحدىما في خفاء ودفعو إلى حساف السروي وأمره أف يصير بو في‬
‫قبة إلى البصرة فيسلمو إلى عيسى بن جعفر بن أبي جعفر ‪ ٬‬وىو أميرىا ‪٬‬‬
‫ووجو قبة اخرى عالنية نهارا إلى الكوفة معها جماعة ليعمي على الناس أمر‬
‫االماـ عليو السالـ ‪ .‬فقدـ حساف البصرة قبل التروية بيوـ ‪ ٬‬فدفعو إلى عيسى‬
‫بن جعفر بن أبي جعفر نهارا عالنية حتى عرؼ ذلك ‪ ٬‬وشاع أمره ‪ ٬‬فحبسو‬

‫‪14‬‬
‫عيسى في بيت من بيوت المحبس الذي كاف يحبس فيو ‪ ٬‬وأقفل عليو وشغلو‬
‫عنو العيد فكاف ال يفتح عنو الباب ّإال في حالتين حاؿ يخرج فيها إلى الطهور‬
‫‪ ٬‬وحاؿ يدخل إليو فيها الطعاـ (‪.)33‬‬
‫ودس عيسى بن جعفر العيوف ورفع إليو أف االماـ (ع) كثيرا ما كاف يقوؿ في‬
‫دعائو وىو محبوس ‪ :‬اللهم إنك تعلم أننى كنت أسألك أف تفرغني لعبادتك ‪٬‬‬
‫اللهم وقد فعلت فلك الحمد (‪.)34‬‬
‫وكتب الرشيد في دمو فإستدعى عيسى بن جعفر المنصور بعض خاصتو وثقاتو‬
‫فاستشارىم فيما كتب بو الرشيد ‪ ٬‬فأشاروا عليو بالتوقف عن ذلك واالستعفاء‬
‫منو ‪ ٬‬وكتب عيسى بن جعفر إلى الرشيد يقوؿ لو ‪ :‬قد طاؿ أمر موسى ابن‬
‫جعفر ومقامو في حبسي ‪ ٬‬وقد اختبرت حالو ووضعت من يسمع منو ما يقوؿ‬
‫في دعائو فما دعا عليك ‪ ٬‬وال علي وما ذكرنا بسوء ‪ ٬‬وما يدعو لنفسو إال‬
‫بالمغفرة والرحمة وإف أنفذت إلي من يتسلمو مني ‪ ٬‬وإال خليت سبيلو فإنني‬
‫متحرج من حبسو‪ .‬فوجو الرشيد من يتسلمو من عيسى بن جعفر ‪ ٬‬وصير بو‬
‫إلى بغداد فسلمو إلى الفضل ابن الربيع فبقى عنده مدة طويلة ‪ ٬‬فاراده الرشيد‬
‫على شئ من أمره ‪ ٬‬فأبى (‪.)35‬‬
‫( ولما كاف االماـ في سجن الفضل بن الربيع استدعى ىاروف الفضل وقاؿ لو)‬
‫صر إلى حبسنا فأخرج موسى بن جعفر بن محمد‪( .‬ولكنو ابقاه تحت االقامة‬
‫الجبرية‪ 5‬لمدة قصيرة‪ .‬وكاف سبب التوسعة عن االماـ (ع) لرؤيا رآىا ىاروف‬
‫العباسي‪ .‬فسألوا االماـ ع ّما فعل) فقاؿ عليو السالـ ‪ :‬رأيت النبي صلى اهلل‬
‫عليو وآلو (واوصاني بصالة) واف اقوؿ في دعائي‪ :‬يا سابق الفوت يا سامع كل‬

‫‪ 5‬ساجع اٌرٕ‪ ٗ٠ٛ‬ص‪27‬‬


‫‪15‬‬
‫صوت يا محيي العظاـ وىي رميم بعد الموت أسألك باسمك العظيم االعظم‬
‫أف تصلي على محمد عبدؾ ورسولك وعلى أىل بيتو الطيبين الطاىرين وأف‬
‫تعجل لي الفرج مما أنا فيو ‪ ٬‬ففعلت (‪.)36‬‬
‫(وبعد إخراج االماـ (ع) من السجن دس الرشيد العيوف على االماـ (ع)‬
‫وحصلت بينهما مناظرات واحتجاجات في ىذه الفترة وغالبا ما يريد الرشيد أف‬
‫يستهزء باالماـ (ع) ولكنو ال يفلح وكاف الرشيد مصداقا لقولو تعالى‬
‫"ويمكروف ويمكر ٱللو وٱللو خيػر ٱل َٰمكرين"‪ 6‬وأظهر االماـ (ع) من االمكانات‬
‫العلمية والفقهية ما اذىل الرشيد وحاشيتو)‪.‬‬
‫فسألو ذات يوـ ‪ :‬أتقولوف أف الخمس لكم ؟ قاؿ االماـ (ع)‪ :‬نعم فقاؿ ‪ :‬إنو‬
‫لكثير ‪ ٬‬فقاؿ االماـ ‪ :‬إف الذي أعطاناه علم أنو لنا غير كثير (‪.)37‬‬
‫وقاؿ ىاروف العباسي لالماـ‪ :‬خذ فدكا حتى أردىا إليك ‪ ٬‬فيأبى االماـ االجابة‬
‫(واالماـ يعلم بأف ىاروف الرشيد يريد االستهزاء بو) حتى ألح عليو فقاؿ عليو‬
‫السالـ ال آخذىا إال بحدودىا قاؿ ىاروف‪ :‬وما حدودىا ؟ قاؿ االماـ‪ :‬إف‬
‫حددتها لم تردىا قاؿ ‪ :‬بحق جدؾ إال فعلت ؟ فقاؿ االماـ‪ :‬أما الحد االوؿ‬
‫فعدف ‪ ٬‬و الثاني سمرقند ‪ ٬‬والثالث افريقية والرابع سيف البحر مما يلي‬
‫الجزر وارمينية‪ 7‬فتغير وجو الرشيد واربد واسود ثم قاؿ الرشيد ‪ :‬فلم يبق لنا‬
‫شئ ‪ ٬‬فتحوؿ إلى مجلسي ‪ ٬‬فقاؿ االماـ ‪ :‬قد أعلمتك أنني إف حددتها لم‬
‫تردىا (‪.)38‬‬
‫(وىم الرشيد بقتل االماـ في كثير من المحاوالت فتارة يأمر) خدمو إذا خرج‬
‫موسى بن جعفر من عنده أف يقتلوه ‪ ٬‬فكانوا يهموف بو فيتداخلهم من الهيبة‬

‫‪ 6‬س‪ٛ‬سج االٔفاي ا‪٠٢‬ح ‪30‬‬


‫‪٠ 7‬ش‪٠‬ذ االِاَ اْ ‪٠‬م‪ٛ‬ي اْ فذوا ٌ‪١‬سد اسض صساع‪١‬ح تً لع‪١‬ح االِح االسالِ‪١‬ح‬
‫‪16‬‬
‫والزمع ما يمنعهم من ذلك (واخرى يجلب أناس غرباء ليقتلوه ولم يقتلوه‬
‫النهم يعرفونو انو ولي نعمتهم والمتصدؽ عليهم) (‪.)39‬‬
‫ولما رأى الرشيد سمو االماـ وعلو شأنو ىم باعادة االماـ الى السجن واوكلو‬
‫الى الفضل بن يحيى وجعلو في بعض حجر دوره ‪ ٬‬ووضع عليو الرصد فكاف‬
‫عليو السالـ مشغوال بالعبادة يحيى الليل كلو صالة ‪ ٬‬وقرائة القرآف ودعاء‬
‫واجتهادا ويصوـ النهار في اكثر االياـ ‪ ٬‬وال يصرؼ وجهو من المحراب فوسع‬
‫عليو الفضل بن يحيى واكرمو فاتصل ذلك بالرشيد ‪ ٬‬فكتب إليو ينكر توسيعو‬
‫على االماـ عليو السالـ ويأمره بقتلو فتوقف عن ذلك ‪ ٬‬ولم يقدـ إليو فاغتاظ‬
‫الرشيد لذلك ‪ ٬‬ودعا مسرور الخادـ فقاؿ لو ‪ :‬اخرج على البريد في ىذا‬
‫الوقت إلى بغداد ‪ ٬‬وادخل من فورؾ على موسى بن جعفر فاف وجدتو في دعة‬
‫‪ ٬‬ورفاىية فأوصل ىذا الكتاب إلى العباس بن محمد ومره بامتثاؿ ما فيو ‪٬‬‬
‫وسلم إليو كتابا آخر إلى السندي بن شاىك يأمره فيو بطاعة العباس بن محمد‬
‫‪ ٬‬فدعا العباس بسياط وعقابين وأمر بالفضل بن يحيى فجرده ‪ ٬‬وضربو‬
‫السندي بين يديو مئة سوط (النو أوسع على االماـ)‪ ٬‬وكتب مسرور بالخبر إلى‬
‫الرشيد ‪ ٬‬فأمر بتسليم االماـ (ع) إلى السندي بن شاىك (‪.)41‬‬
‫(وكاف سجن السندي طامورة ال يعرؼ منها الليل من النهار وكاف السندي من‬
‫الناصبين العداء الىل بيت الرحمة فقيده بالحديد وضيق عليو وكاف عليو‬
‫السالـ يعرؼ أوقات الصالة من أصوات السجانين)‪.‬‬
‫وقيل بعث االماـ عليو السالـ إلى الرشيد من الحبس برسالة كانت ‪ :‬إنو لن‬
‫ينقضي عني يوـ من البالء ّإال انقضى عنك معو يوـ من الرخاء ‪ ٬‬حتى نقضي‬
‫جميعا إلى يوـ ليس لو انقضاء يخسر فيو المبطلوف (‪.)40‬‬

‫‪17‬‬
‫(وظهر من االماـ من الكرامات والمعجزات في السجن ما ادىش السجانين‬
‫قبل المحبين وحيرت العقوؿ)‪.‬‬
‫فدعا الرشيد يحيى بن خالد ا لبرمكي فقاؿ لو ‪ :‬يا أبا على أما ترى ما نحن فيو‬
‫من ىذه العجائب أال تدبر في أمر ىذا الرجل تدبيرا تريحنا من غمو ‪ .‬فقاؿ لو‬
‫يحيى بن خالد ‪ :‬الذي أراه لك يا أمير المؤمنين أف تمتن عليو ‪ ٬‬و تصل رحمو‬
‫فقد واهلل أفسد علينا قلوب شيعتنا ‪ ٬‬فقاؿ ىاروف ‪ :‬انطلق إليو وأطلق عنو‬
‫الحديد وأبلغو عني السالـ وقل لو ‪ :‬يقوؿ لك إبن عمك إنو قد سبق مني‬
‫فيك يمين أني ال اخليك حتى تقر لي باالساءة وتسألني العفو عما سلف منك‬
‫‪ ٬‬وليس عليك في إقرارؾ عار وال في مسألتك إياى منقصة ‪( .‬وسلني) بقدر‬
‫ما أخرج من يميني وانصرؼ راشدا (ونسى او تناسى الرشيد كلمة الحسين يوـ‬
‫عاشوراء "‪...‬ىيهات منّا الذلة‪ .)"...‬فقاؿ االماـ ليحيى ‪ :‬يا أبا علي أنا ميت ‪٬‬‬
‫وإنما بقي من أجلي اسبوع (والموعد) يوـ الجمعة عند الزواؿ‪ .‬ثم قاؿ ‪ :‬يا أبا‬
‫علي أبلغو عني يقوؿ لك موسى بن جعفر ‪ :‬رسولي يأتيك يوـ الجمعة فيخبرؾ‬
‫بما ترى ‪ ٬‬وستعلم غدا إذا جاثيتك بين يدي اهلل من الظالم والمعتدي على‬
‫صاحبو والسالـ ‪ .‬فخرج يحيى من عنده حتى دخل على ىاروف فأخبره بقصتو‬
‫وما ورد عليو فقاؿ ىاروف ‪ :‬إف لم يدع النبوة بعد أياـ فما أحسن حالنا (‪.)43‬‬
‫وكتب االماـ عليو السالـ الى علي بن سويد في كتاب إف أوؿ ما أنعى إليك‬
‫نفسي في ليالي ىذه ‪ ٬‬غير جازع ‪ ٬‬وال نادـ ‪ ٬‬وال شاؾ فيما ىو كائن ‪ ٬‬مما‬
‫قضى اهلل وحتم ‪ ٬‬فاستمسك بعروة الدين آؿ محمد والعروة الوثقى الوصي‬
‫بعد الوصي ‪ ٬‬والمسالمة والرضا بما قالوا (‪.)43‬‬

‫‪18‬‬
‫(وامر الرشيد السندي بن شاىك بالتوسيع على االماـ ثم قتلو ليشتبو على‬
‫الناس امر مقتلو عليو السالـ فأمتثل اللعين أمره فأوسع على االماـ) ثم أخذ‬
‫رطبا مسموـ وقدمو الى االماـ فأكل عليو السالـ منها عشر رطبات ويقاؿ‬
‫تسعا ‪ ٬‬فقاؿ لو السندي ‪ :‬تزداد ؟ فقاؿ عليو السالـ لو ‪ :‬حسبك قد بلغت ما‬
‫يحتاج إليو فيما أمرت بو ‪ ٬‬ثم إف السندي أحضر القضاة والعدوؿ قبل وفاة‬
‫االماـ بأياـ وأخرجو إليهم وقاؿ ‪ :‬إف الناس يقولوف ‪ :‬إف أبا الحسن موسى في‬
‫ضنك وضر ‪ ٬‬وىا ىو ذا ال علة بو وال مرض وال ضر (‪ .)44‬فالتفت عليو‬
‫السالـ فقاؿ لهم ‪ :‬أني اخبركم أيها النفر إني قد سقيت السم في تسع تمرات‬
‫وإني أخضر غدا وبعد غد أبيض وأمضي إلى رحمة اهلل ورضوانو‪ .‬فأصبح‬
‫السندي بن شاىك يرتعد ويضطرب مثل السعفة (‪.)45‬‬
‫ثم إف سيدنا االماـ الكاظم عليو السالـ دعا بالمسيب فقاؿ لو يا مسيب إعلم‬
‫أني راحل إلى اهلل عزوجل في ثالث ىذا اليوـ قاؿ ‪ :‬فبكى المسيب فقاؿ لو ‪:‬‬
‫ال تبك يا مسيب فإف عليا إبني ىو إمامك ‪ ٬‬و موالؾ بعدي فاستمسك بواليتو‬
‫‪ ٬‬فإنك ال تضل ما لزمتو فقاؿ المسيب ‪ :‬الحمد هلل ‪ .‬يقوؿ المسيب‪ :‬ثم إف‬
‫سيدي عليو السالـ دعاني في ليلة اليوـ الثالث فقاؿ لي ‪ :‬إنّي على ما عرفتك‬
‫من الرحيل إلى اهلل عزوجل فإذا دعوت بشربة من ماء فشربتها ‪ ٬‬ورأيتني قد‬
‫انتفخت وارتفع بطني ‪ ٬‬وإصفر لوني ‪ ٬‬وإحمر وإخضر ‪ ٬‬وتلوف ألوانا فخبر‬
‫الطاغية بوفاتي ‪ ٬‬فإذا رأيت بي ىذا الحدث فاياؾ أف تظهر عليو أحدا ‪ ٬‬وال‬
‫على من عندي إال بعد وفاتي ‪ .‬قاؿ المسيب‪ :‬فلم أزؿ أرقب وعده حتى دعا‬
‫عليو السالـ بالشربة فشربها ثم دعاني فقاؿ لي ‪ :‬يا مسيب إف ىذا الرجس‬
‫السندي بن شاىك سيزعم أنو يتولى غسلي ‪ ٬‬ودفني ‪ ٬‬وىيهات ىيهات أف‬

‫‪19‬‬
‫يكوف ذلك أبد ا فإذا حملت إلى المقبرة المعروفة بمقابر قريش فألحدوني بها‬
‫وال ترفعوا قبري فوؽ أربع أصابع مفرجات وال تأخذوا من تربتي شيئا لتتبركوا‬
‫بو ‪ ٬‬فاف كل تربة لنا محرمة إال تربة جدي الحسين بن علي عليو السالـ فاف‬
‫اهلل عزوجل جعلها شفاء لشيعتنا وأوليائنا (‪.)46‬‬
‫وفي يوـ استشهاده في رجب سنة ثالث وثمانين ومائة (‪( )47‬بلغ باالماـ‬
‫السم مبلغة حتى انهك قواه ومزؽ احشائو الطاىرة وىو يعاني من آالـ الغربة‬
‫وفراؽ االحبة والسجن وسوء المعاملة‪ .‬وبدأ وجهو الطاىر بالشحوب فتوسد‬
‫االرض مستقبال القبلة وىو ينظر يمينا وشماال وال يرى سوى القيود واالغالؿ‬
‫فأسبل يديو ورجليو وىو يفقد وعيو تارة ويفيق تارة اخرى ويعالج سكرات‬
‫الموت وقاؿ بسم اهلل وباهلل وعلى ملة رسوؿ اهلل وفاضت روحو المقدسة)‪.‬‬
‫قاؿ المسيب ثم أنهيت الخبر إلى الرشيد فوافى السندي بن شاىك‪ .‬فأرسل‬
‫السندي الى عمر بن واقد وبعض وجهاء بغداد وكشف لهم عن وجو االماـ‬
‫فبكوا واسترجعوا‪ .‬فقاؿ السندي‪ :‬فال تبرحوا حتى تغسلوه واكفنو وأدفنو(‪.)48‬‬
‫يقوؿ المسيب فواهلل لقد رأيتهم بعيني وىم يظنوف أنهم يغسلونو فال تصل‬
‫أيديهم إليو ‪ ٬‬ويظنوف أنهم يحنطونو ويكفنونو وأراىم ال يصنعوف بو شيئا ‪٬‬‬
‫ورأيت شخصا يتولى غسلو وتحنيطو وتكفينو وىو يظهر المعاونة لهم ‪ ٬‬وىم ال‬
‫يعرفونو ‪ .‬فلما فرغ من أمره قاؿ لي ذلك الشخص ‪ :‬يا مسيب مهما شككت‬
‫فيو فال تشكن في فاني إمامك وموالؾ ‪ ٬‬وحجة اهلل عليك بعد أبي يا مسيب‬
‫مثلي مثل يوسف الصديق عليو السالـ ومثلهم مثل إخوتو حين دخلوا عليو‬
‫فعرفهم وىم لو منكروف(‪.)48‬‬

‫‪20‬‬
‫فحمل االماـ على نعش ونودي عليو ىذا إماـ الرافضة فاعرفوه ‪ .‬فلما اتي بو‬
‫مجلس الشرطة أقاـ أربعة نفر فنادوا أال من أراد أف يرى اؿ‪ 8...‬ابن اؿ‪...‬‬
‫موسى بن جعفر فليخرج ‪(٬‬فخرج الناس وضجوا بالبكاء والنحيب وأغلقت‬
‫االسواؽ وتوشحت بغداد بالسواد وازدحموا على الجسر لرؤية وتوديع الجسد‬
‫الطاىر)‪ ٬‬وخرج سليماف بن أبي جعفر من قصره إلى الشط ‪ ٬‬فسمع الصياح‬
‫والضوضاء فقاؿ لولده وغلمانو ‪ :‬ماىذا ؟ قالوا ‪ :‬السندي بن شاىك ينادي‬
‫على موسى بن جعفر على نعش فقاؿ لولده وغلمانو‪ :‬إذا عبر بو فانزلوا مع‬
‫غلمانكم فخذوه من أيديهم فإف مانعوكم فاضربوىم وخرقوا ما عليهم من‬
‫السواد ‪ .‬فلما عبروا بو نزلوا إليهم فأخذوه من أيديهم وضربوىم ‪ ٬‬وخرقوا‬
‫عليهم سوادىم ‪ ٬‬ووضعوه في مفرؽ أربعة طرؽ وأقاـ المنادين ينادوف أال من‬
‫أراد الطيب ابن الطيب موسى بن جعفر فليخرج ‪ ٬‬وحضر الخلق ‪ ٬‬ومشى‬
‫حافيا في جنازتو البسا اثواب المصيبة‪ 9‬مشقوؽ الجيب إلى مقابر قريش ‪٬‬‬
‫فدفن االماـ عليو السالـ ىناؾ وكاف قبره كما اوصى بو سالـ اهلل عليو (‪.)49‬‬
‫وفي الليلة التي استشهد فيها االماـ الكاظم عليو السالـ لم يأتي االماـ الرضا‬
‫عليو السالـ للمبيت في الدىليز عند عياؿ ابيو كما كاف يفعل طيلة مكوث‬
‫االماـ الكاظم (ع) في السجن ‪ ٬‬فاستوحش العياؿ وذعروا ودخلهم أمر عظيم‬
‫من إبطائو ‪ ٬‬فلما كاف من الغد أتى الدار ودخل إلى العياؿ وقصد إلى أـ أحمد‬
‫فقاؿ لها ‪ :‬ىات التي أودعك أبي ‪ ٬‬فصرخت اـ أحمد ولطمت وجهها وقالت‬
‫‪ :‬مات واهلل سيدي ‪ ٬‬فكفها وقاؿ لها ‪ :‬ال تكلمي بشي وال تظهريو ‪ ٬‬حتى‬

‫‪ 8‬عزسا ٌُ اسرطع روش اٌىٍّح فّٓ اساد اْ ‪٠‬عشف‪ٙ‬ا فٍ‪١‬شاجع اٌّصذس ‪49‬‬
‫‪ 9‬ذٕ‪ :ٗ٠ٛ‬اٌثعط ‪٠‬ش‪ ٜ‬اْ ِا فعٍٗ سٍ‪ّ١‬اْ تٓ ات‪ ٟ‬جعفش واْ عىس ِا واْ ‪ُ٠‬عّش‪ .‬س‪ٛ‬اء واْ ‪٠‬شائ‪ ٟ‬أَ ٌُ‬
‫‪ُ٠‬شائ‪ٔ ٟ‬ذٓ سشدٔا ِا دصً ِع ٔعش االِاَ (ع)‪.‬‬
‫‪21‬‬
‫‪01‬‬
‫(‪ .)31‬وأقامت أـ أحمد‬ ‫يجئ الخبر إلى الوالي ‪ ٬‬فأخرجت إليو (الوديعة)‬
‫العزاء على روحو الطاىرة سرا حتى اتاىم خبر استشهاده عليو السالـ فأعلنوا‬
‫العزاء‪.‬‬
‫فسالـ عليو يوـ ولد ويوـ مات ويوـ يبعث حيا‬
‫‪00‬‬
‫اعطف على الكرخ من بغداد وابك بها ك ػ ػػنزاً لعػػلم رسػػوؿ اهلل مخ ػػزونا‬
‫م ػػوسى ب ػػن جعفر سر اهلل والعلم الػػمبين ف ػ ػػي الػدين مفروضاً ومس ػ ػ ػ ػنونا‬
‫ب ػػاب الحػ ػػوائج عػػند اهلل والسبب الػػموص ػػوؿ بػ ػػاهلل غ ػ ػ ػػوث المسػ ػتغيثينا‬
‫الػ ػػكاظم الغ ػ ػػيظ عػ ػػمن كاف مقترفاً ذنباً وم ػػن عػ ػ ّػم ب ػػالحسنى المسػ ػ ػيئينا‬
‫ي ػ ػػابن النبػيين كم أظهرت معجزة في السجن أزعجت في الرجس ىارونا‬
‫وك ػ ػػم ب ػ ػػك اهلل عػ ػػافى مبتلى ولكم ش ػػافى م ػ ػػريضاً وأعنى فيك مسػ ػكينا‬
‫لػػم يلهك السجن عن ىدي وعن نسك إذ ال ت ػ ػ ػػزاؿ بػ ػ ػػذكر اهلل مف ػػتونا‬
‫سمػ ػ ػاً فأخػ ػ ػػبرت ػ ػػهم ع ػ ػ ّػما يسػ ػ ػ ػ ػ ػػرونا‬
‫وك ػ ػػم أس ػ ػ ػ ػ ػ ػروا ب ػ ػػزاد أطعػمػ ػ ػ ػوؾ بو ّ‬
‫السم ت ػػم ػ ػ ػ ػكينا‬
‫وللطبيػ ػ ػػب بس ػػطت الػ ػكػف تػػخبره لػ ػ ػػما تػ ػ ػػمكن مػ ػػنها ّ‬
‫بك ػ ػػت ع ػ ػػلى نعػشػك األعداء قاطبة ما حاؿ ن ػ ػػعش لػ ػػو األعداء بػػاكونا‬
‫رامػ ػػوا الب ػػراءة عند الناس من دمو واهلل يػ ػ ػ ػ ػ ػ ػشهد م ػ ػػا كػ ػ ػ ػ ػ ػانوا بريػ ػ ػ ػ ػئينا‬
‫ك ػػم جػ ّػرعتك بنو العباس من غصص تذيػ ػ ػػب أح ػ ػػشاءنا ذكػ ػػراً وتشجينا‬
‫قاسيػ ػ ػػت م ػػا لم تػػقاس األنبياء وقد القيت أضػ ػ ػػعاؼ مػ ػػا كػػانوا يالقونا‬
‫أبكي ػػت جػ ػ ػػديك وال ػ ػ ػػزىراء ّأمػػك واألطػ ػ ػػهار آب ػػاؤؾ ال ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػغر الميامينا‬
‫طػ ػ ػ ػ ػ ػالت لطػ ػ ػ ػ ػ ػوؿ سج ػ ػػود منو ث ػ ػفنتو ف ػ ػػقرحت جبػ ػ ػػهة م ػ ػػنو وعػ ػ ػرنينا‬
‫رأى فػ ػ ػ ػراغتو فػ ػ ػػي الس ػ ػ ػ ػجن منيتو ونعػ ػ ػػمة ش ػ ػ ػ ػ ػ ػكر ال ػ ػ ػباري بها حينا‬

‫‪ ٟ٘ٚ 10‬ادذ‪ِ ٜ‬عجضاذ‪ ُٙ‬عٍ‪ ُٙ١‬اٌسالَ ‪٘ٚ‬زا ِا ‪٠‬ؤوذ دع‪ٛ‬ساالِاَ اٌشظا عٍ‪ ٗ١‬اٌسالَ ‪ٚ‬فاج ات‪ٚ ٗ١‬غسٍٗ ‪ٚ‬دفٕٗ‬
‫صٍ‪ٛ‬اخ هللا عٍ‪ّٙ١‬ا‪.‬‬
‫‪ 11‬لص‪١‬ذج ٌٍس‪١‬ذ صاٌخ اٌمض‪ٟٕ٠ٚ‬‬
‫‪22‬‬
‫ي ػ ػػا وي ػ ػػل ىػػاروف لم تربح تجارتو بصفػ ػ ػػقة كػ ػ ػػاف فػيها الدىر مغبونا‬
‫لي ػ ػػس ال ػػرشيد رشػػيداً في سياستو ك ػ ػ ػالّ وال اب ػ ػ ػػنو ال ػػمأموف مأمونا‬
‫ت ػ ػػاهلل م ػػن كػػاف من قربى وال رحم بين المص ػ ػ ػػلين لػ ػ ػػيالً والمغ ػ ػػنينا‬
‫لهف ػػي لمػ ػ ػػوسى به ػػم طػػالت بليتو وقػد أق ػػاـ بػػهم خمساً وخمسينا‬
‫ي ػ ػ ػزي ػ ػ ػػدىم معجػ ػ ػ ػ ػ ػزات كػ ػ ػ ػل آونة ونائ ػ ػ ػالً ولػ ػ ػ ػػو ظػ ػ ػ ػ ػ ػلماً ي ػ ػػزيدونا‬
‫ل ػ ػػم يح ػ ػػفظوا من رسوؿ اهلل منزلو وال لحسػناه بػ ػ ػػالحسنى ي ػكافونا‬
‫ب ػ ػػاعوا لعػ ػػمري ب ػػدنيا الغير دينهم جػ ػ ػػهالً ف ػما رب ػػحوا دنيا وال دينا‬
‫فػ ػػي كػػل يوـ ي ػػقاسي منهم حػزنا حػتى قضى في سػػبيل اهلل محػػزونا‬

‫تم بعونو تعالى‬

‫‪23‬‬
‫ألمصادر‬
‫(‪ .)0‬بحار األنوار للعالمة المجلسي ج ‪ 48‬ص ‪ .31‬المناقب ج ‪ 3‬ص‪435‬‬
‫(‪ .)3‬بحار األنوار للعالمة المجلسي ج ‪ 48‬ص ‪.03‬‬
‫(‪( .)3‬مقتطفات من) موسوعة المصطفى والعترة (ع) لحسين الشاكري ج‪– 00‬‬
‫ص(‪.)46 – 44‬‬
‫(‪ .)4‬موسوعة المصطفى والعترة (ع) لحسين الشاكري ج ‪ 00‬ص(‪.)38 – 37‬‬
‫(‪ .)5‬بحار األنوار للعالمة المجلسي ج ‪ 48‬ص ‪ :45‬قرب االسناد ص‪.095‬‬
‫(‪ .)6‬مروج الذىب ومعادف الجوىر للمسعودي ‪.‬‬
‫(‪ .)7‬بحار األنوار للعالمة المجلسي ج ‪ 48‬ص ‪ :338‬قرب االسناد ص ‪.091‬‬
‫(‪ .)8‬بحار األنوار للعالمة المجلسي ج ‪ 48‬ص ‪ :039‬المناقب ج‪ 3‬ص‪407‬‬
‫(‪ .)9‬بحار األنوار للعالمة المجلسي ج ‪ 48‬ص ‪ {.048‬اضفنا منو جزء الى‬
‫الرواية في المصدر ‪ 8‬وىو "وقاؿ ‪ :‬يا ربيع أعطو ثالثة آالؼ دينار وزوده إلى‬
‫أىلو إلى المدينة ‪ .‬قاؿ الربيع ‪ :‬فأحكمت أمره ليال فما أصبح إال وىو في‬
‫الطريق خوؼ العوايق}‪ .‬مطالب السؤوؿ ص‪ 83‬طبع ايراف‪.‬‬
‫(‪ .)01‬مروج الذىب ومعادف الجوىر للمسعودي ص ‪.485‬‬
‫(‪ .)00‬مروج الذىب ومعادف الجوىر للمسعودي ص ‪.393‬‬
‫(‪ .)03‬مقاتل الطالبيين البو الفرج االصفهاني ص ‪.394‬‬
‫ص(‪-060‬ص‪ .)063‬مقاتل‬ ‫(‪ .)03‬بحار األنوار للعالمة المجلسي ج ‪48‬‬
‫الطالبيين ص‪.443‬‬
‫ص(‪-061‬ص‪ .)060‬الكافي‬ ‫(‪ .)04‬بحار األنوار للعالمة المجلسي ج ‪48‬‬
‫ج‪ 0‬ص ‪.366‬‬
‫(‪ .)05‬بحار األنوار للعالمة المجلسي ج ‪ 48‬ص ‪.064‬‬
‫(‪ .)06‬بحار األنوار للعالمة المجلسي ج ‪ 48‬ص(‪-064‬ص‪.)065‬‬
‫(‪ .)07‬بحار األنوار للعالمة المجلسي ج ‪ 48‬ص ‪ .061‬عمدة الطالب ص‪070‬‬

‫‪24‬‬
‫طبعة النجف االولى‪.‬‬
‫ص ‪ .071‬مقاتل الطالبيين‬ ‫(‪ .)08‬بحار األنوار للعالمة المجلسي ج ‪48‬‬
‫ص‪.436‬‬
‫(‪ .)09‬بحار األنوار للعالمة المجلسي ج ‪ 48‬ص(‪ – 051‬ص ‪.)053‬‬
‫(‪ .)31‬مروج الذىب ومعادف الجوىر للمسعودي ص ‪.493‬‬
‫(‪ .)30‬مروج الذىب ومعادف الجوىر للمسعودي ص ‪.498‬‬
‫(‪ .)33‬بحار األنوار للعالمة المجلسي ج ‪ 48‬ص ‪.039‬‬
‫(‪( .)33‬ترجمة محمد بن أبي عمير االزدي) في ىامش بحار األنوار ج ‪48‬‬
‫ص‪.079‬‬
‫(‪ .)34‬بحار األنوار للعالمة المجلسي ج ‪ 48‬ص ‪.036‬‬
‫(‪ .)35‬بحار األنوار للعالمة المجلسي ج ‪ 48‬ص ‪.319‬‬
‫(‪ .)36‬بحار األنوار للعالمة المجلسي ج ‪ 48‬ص ‪.319‬‬
‫(‪ .)37‬الكافي للشيخ الكليني ج ‪ 0‬ص ‪ 485‬و ص ‪" 339‬وفيو اف كال محمد‬
‫وعلي قاـ بهذا العمل"‬
‫(‪ .)38‬بحار األنوار للعالمة المجلسي ج ‪ 48‬ص ‪ : 303‬عيوف اخبار الرضا‬
‫(ع) ج‪ 0‬ص‪.73‬‬
‫ص(‪ )379-376‬جزء من‬ ‫(‪ .)39‬بحار األنوار للعالمة المجلسي ج ‪48‬‬
‫الوصية حذفتو لالختصار‪.‬‬
‫(‪ .)31‬شرح أصوؿ الكافي للمازندراني ج ‪ 6‬ص ‪.369‬‬
‫(‪ .)30‬نفس المصدر ‪.31‬‬
‫(‪ .)33‬بحار األنوار للعالمة المجلسي ج ‪ 48‬ص ‪.303‬‬
‫(‪ .)33‬نفس المصدر ‪.38‬‬
‫(‪ .)34‬روضة الواعظين للنيسابوري ص ‪.309‬‬
‫(‪ .)35‬روضة الواعظين للنيسابوري ص ‪.309‬‬
‫(‪ .)36‬بحار األنوار للعالمة المجلسي ج ‪ 48‬ص(‪)305-303‬‬
‫‪25‬‬
‫(‪ .)37‬بحار األنوار للعالمة المجلسي ج ‪ 48‬ص ‪ : 058‬من كتاب االستدراؾ‬
‫(‪ .)38‬بحار األنوار للعالمة المجلسي ج ‪ 48‬ص ‪.044‬‬
‫(‪ .)39‬اقتباس من بحار األنوار للعالمة المجلسي ج ‪ 48‬ص ‪.041‬‬
‫(‪ .)41‬روضة الواعظين للنيسابوري ص ‪.309‬‬
‫(‪ .)40‬بحار األنوار للعالمة المجلسي ج ‪ 48‬ص ‪:048‬كشف الغمة ج‪ 3‬ص‪.3‬‬
‫(‪ .)43‬بحار األنوار للعالمة المجلسي ج ‪ 48‬ص ‪-331‬ص ‪.330‬‬
‫(‪ .)43‬بحار األنوار للعالمة المجلسي ج ‪ 48‬ص ‪ :339‬قرب االسناد ص‪.093‬‬
‫ج ‪ 48‬ص(‪ )348-347‬وكذلك‬ ‫(‪ .)44‬بحار األنوار للعالمة المجلسي‬
‫ص‪.303‬‬
‫ص ‪ .303‬أمالي الصدوؽ‬ ‫(‪ .)45‬بحار األنوار للعالمة المجلسي ج ‪48‬‬
‫ص‪049‬‬
‫(‪ .)46‬بحار األنوار للعالمة المجلسي ج ‪ 48‬ص(‪.)335-334‬‬
‫(‪ .)47‬بحار األنوار للعالمة المجلسي ج ‪ 48‬ص ‪ .337‬االرشاد ص‪317‬‬
‫(‪ .)48‬بحار األنوار للعالمة المجلسي ج ‪ 48‬ص(‪.)336-335‬‬
‫(‪ .)49‬بحار األنوار للعالمة المجلسي ج ‪ 48‬ص(‪.)338-337‬‬

‫‪26‬‬
‫تنويه‬
‫‪٠‬ش‪ ٜ‬تعط اٌّذمم‪ ٓ١‬اْ االِاَ اٌىاظُ عٍ‪ ٗ١‬اٌسالَ لذ ُسجٓ ف‪ ٟ‬سجٓ ٘اس‪ْٚ‬‬
‫اٌعثاس‪ ٟ‬اوثش ِٓ ِشج (‪ٚ‬ألصذ تزٌه اْ ٘اس‪٠ ْٚ‬سجٓ االِاَ ‪٠ٚ‬طٍك سشادٗ‬
‫ٌ‪١‬ع‪ٛ‬د اٌ‪ ٝ‬اٍ٘ٗ) ‪ٚ‬دٌ‪ ٍُٙ١‬اْ ٘اس‪ ْٚ‬اٌعثاس‪ ٟ‬لذ أغٍك سشاح االِاَ دسة‬
‫اٌش‪ٚ‬ا‪٠‬اخ اٌ‪ٛ‬اسدج ف‪ ٟ‬رٌه‪ٌ .‬ىٕٕا ف‪٘ ٟ‬زا اٌىراب ورثٕا اٌعىس ِٓ رٌه اٌشأ‪ِ ٞ‬ع‬
‫االدرفاض تّعّ‪ ْٛ‬اٌش‪ٚ‬ا‪٠‬اخ اٌذاٌح عٍ‪ ٝ‬اغالق سشادٗ عٍ‪ ٗ١‬اٌسالَ‪ .‬فاٌشش‪١‬ذ‬
‫لذ افشج عٓ االِاَ ‪ٌ,‬ىٓ ٌُ اجذ دٌ‪ ً١‬اْ االِاَ لذ عاد اٌ‪ِ ٝ‬ذ‪ٕ٠‬ح جذٖ‬
‫اٌّصطف‪( ٝ‬ص) تً ‪ٚ‬االوثش ِٓ رٌه ٌُ اجذ س‪ٚ‬ا‪٠‬ح ذش‪١‬ش اٌ‪ ٝ‬اعرماي االِاَ ِٓ‬
‫لثً اٌشش‪١‬ذ عذا اٌر‪ ٟ‬س‪ٕ٠ٚ‬ا٘ا ف‪٘ ٟ‬زا اٌىراب د‪١‬س ص‪ّ١‬ش االِاَ اٌ‪ ٝ‬اٌثصشج‪.‬‬
‫فٍزٌه ٌُ اجذ ذ‪ٛ‬افك ت‪ ٓ١‬اغالق سشاح االِاَ اٌىاظُ عٍ‪ ٗ١‬اٌسالَ ‪ٚ‬ع‪ٛ‬دذٗ اٌ‪ٝ‬‬
‫أٍ٘ٗ‪ٌ .‬ىٓ س‪ٚ‬ا‪٠‬ح اغالق سشادٗ عٍ‪ ٗ١‬اٌسالَ ال ‪ّ٠‬ىٓ ٔىشأ‪ٙ‬ا ‪٘ٚ‬زا ِا جعٍٕ‪ٟ‬‬
‫اورة اْ اٌشش‪١‬ذ اٌعثاس‪ ٟ‬لذ ‪ٚ‬ظع االِاَ عٍ‪ ٗ١‬اٌسالَ ذذد االلاِح اٌجثش‪٠‬ح‬
‫(وّا ر٘ة اٌ‪ ٗ١‬اٌثعط االخش ِٓ اٌّذمم‪ٚ )ٓ١‬تزٌه فاْ ٘اس‪ ْٚ‬اٌعثاس‪ٌُ ٟ‬‬
‫‪٠‬سّخ ٌالِاَ تّغادسج تغذاد اٌ‪ ٝ‬اْ اعرمٍٗ ِشج اخش‪ٔ .ٜ‬ذٓ ٕ٘ا ال ٔش‪٠‬ذ اْ ٔث‪ٓ١‬‬
‫صذح ٘زا اٌشأ‪ ٞ‬أ‪ ٚ‬ران فاالِش ِرش‪ٚ‬ن ٌٍّذمم‪ٌ ٓ١‬ىٕٕا اخزٔا اٌشأ‪ ٞ‬اٌثأ‪ٌ ٟ‬ى‪ٟ‬‬
‫‪٠‬ى‪ ْٛ‬ذسٍسً االدذاز ِٕطم‪ِٚ ٟ‬مث‪ٛ‬ي عمٍ‪١‬ا تاالظافح اٌ‪ ٝ‬عذَ ذعاسظٗ ِع‬
‫إٌمً‪.‬‬

‫‪27‬‬
28
29

You might also like