Professional Documents
Culture Documents
مظلومية ومقتل الامام الكاظم
مظلومية ومقتل الامام الكاظم
مظلومية ومقتل الامام الكاظم
يحق لكل شخص أف يطبع او ينشر ىذا الكتاب بأي صورة سواء كانت
مسموعة أو مقروئة أو مرئية.
د.أحمد الماجدي
3103\6\3
1
بسم اهلل الرحمن الرحيم
تنويو
قصدت اهلل عزوجل بحاجة فقدمت بين يدي نجواي االماـ الكاظم (ع) وفي
نفس السنة تحقق المراد مع استحالة تحققو في نفس السنة بل كاف طمعي اف
يتحقق في السنوات القادمة ونذرت حينها هلل علي اف اكتب قصة عن مظلومية
واستشهاد االماـ الكاظم (ع) إف تحقق لي مطلبي .وبسبب االنشغاؿ في
توافو الدنيا وعدـ وجود الوقت لهذا المقتل تماىلت عنو بعد أف كتبت جزءا
منو عاـ 3118وىا انا ذا اكملتو راجيا من اهلل القبوؿ.
ارجو من القاريء الكريم اف يالحظ أنني رتبت الروايات بما يجعلها قصة
متكاملة فقد اخذت من بعض الروايات الخالصة فقط لصغر الكتاب بل بعض
جزئتها الى اجزاء ووضعت الجزء في المكاف الذي يالئمو .جميع
الروايات ّ
الكلمات بين االقواس ىي اضافات مني او خالصة لرواية طويلة ولالمانة
العلمية وضعتها بين االقواس.
ارجو كذلك مالحظة اني لم اسرد الروايات الضعيفة رغم تواترىا بين الناس
ألني لم اجدىا في المصادر.
نقطة اخيرة وىي اني سردت المصادر في آخر الكتاب لكي ال تؤثر ٬بالنسبة
للقاريء البسيط ٬على قراءة الكتاب اما اذا اراد القاريء اف يتقصى عن
المصادر فهي موجوده ويستطيع استخراجها من رقمها.
2
القصة بإيجاز
عندما دنى األ جل من أبي عبد اهلل الصادؽ عليو السالـ دخل عليو يزيد بن
أسباط فقاؿ األماـ الصادؽ لو :يا يزيد أترى ىذا (ويقصد االماـ الكاظم (ع))
؟ إذا رأيت الناس قد اختلفوا فيو ٬فاشهد علي بأني أخبرتك أف يوسف إنما
كاف ذنبو عند إخوتو حتى طرحوه في الجب الحسد لو ٬حين أخبرىم أنو رأى
أحد عشر كوكبا والشمس والقمر وىم لو ساجدوف وكذلك البد لهذا الغالـ
من أف يحسد ٬ثم دعا موسى ٬وعبد اهلل ٬وإسحاؽ ٬ومحمد والعباس وقاؿ
لهم :ىذا وصي االوصياء وعالم علم العلماء ٬وشهيد على االموات واالحياء
ثم قاؿ :يا يزيد " ستكتب شهادتهم ويسألوف " (.)0
وقاؿ االماـ الصادؽ ايضا ليزيد بن سليط وىو يصف االماـ الكاظم وفيو علم
الحكم ٬والفهم ٬والسخاء ٬والمعرفة بما يحتاج الناس إليو ٬فيما اختلفوا
فيو من أمر دينهم ٬وفيو حسن الخلق ٬وحسن الجوار ٬وىو باب من أبواب
اهلل عزوجل (.)3
وبعد استشهاد االماـ الصادؽ ( عليو السالـ ) بدء اعداء المذىب الحق
الكيد لتمزيقو لما رأوه من توسع ىذا المذىب في زمن االماـ الصادؽ (ع)
فافترقوا الى فرؽ وبدعم مباشر من العباسيين ولم يبقى مع االماـ الكاظم اال
الخلص من شيعتو.
وانشقت الفرؽ عن االماـ الكاظم ,فقالت فرقة منها :إف االماـ الصادؽ(عليو
السالـ) ىو القائم المهدي ٬وىذه الفرقة تسمى :الناووسية .وقالت فرقة
أخرى :إف أبا عبد اهلل ( عليو السالـ ) توفي ونص على ابنو إسماعيل ٬وإنو
3
اإلماـ بعده ٬وإنو القائم المنتظر وىم المباركية وأنكروا وفاة إسماعيل في
حياة االماـ الصادؽ ( عليو السالـ ) .وادعى فريق منهم امامة محمد بن
اسماعيل وىم القرامطة .وىؤالء الفرؽ الثالثة ىم اإلسماعيلية .وقالت فرقة
أخرى :إف اإلماـ بعده محمد بن جعفر ٬وىذه الفرقة تسمى السمطية.
وقالت فرقة أخرى :إف اإلماـ بعد الصادؽ ( عليو السالـ ) ابنو عبد اهلل ٬
واعتلوا في ذلك بأنو كاف أكبر ولد أبي عبد اهلل الصادؽ( عليو السالـ ).
وىذه الفرقة تسمى الفطحية (.)3
وىذا ىو الحاؿ عند موت أحد العظماء حتى تبدأ الدعاوى بانهم يمثلوف
الخط الطبيعي لهذا العظيم .وما تمر السنين واالياـ حتى يتبين زيف ما يدعيو
المبطلوف.
وىنا يتبين ما كاف يعانيو االماـ (ع) من ابتالء تفرؽ الشيعة عنو وبعض اقربائو
مصداقا لما رواه االماـ الصادؽ (ع) وتشبيو االماـ الكاظم بيوسف الصديق.
وابتالء الحرب المعلنة تارة والسرية تارة اخرى من المد السياسي المتمثل
بالخالفة العباسية من جهة اخرى.
وعندما بلغ نبأ وفاة االماـ الصادؽ ( عليو السالـ ) إلى أبو جعفر المنصور
دعا في جوؼ الليل أبا أيوب الخوزي ٬فلما أتاه رمى كتابا إليو ٬وقاؿ :ىذا
كتاب محمد بن سليماف يخبرنا بأف جعفر بن محمد قد مات ٬فإنا هلل وإنا
إليو راجعوف ٬ثم قاؿ لو :اكتب إف كاف أوصى إلى رجل بعينو فقدمو واضرب
عنقو ٬فكتب وعاد الجواب قد أوصى إلى خمسة أحدىم أبو جعفر المنصور
٬ومحمد بن سليماف ٬وعبد اهلل ٬وموسى ٬وحميدة .قاؿ المنصور :ما إلى
قتل ىؤالء سبيل (.)4
4
ولما ىم المنصور بالحج في سنة وفاتو وصل الخبر الى االماـ الكاظم فقاؿ
االماـ عليو السالـ :ال واهلل ال يرى أبو جعفر بيت اهلل أبدا .ويقوؿ علي بن
أبي حمزة :فلما نزؿ المنصور بئر ميموف أتيت أبا الحسن عليو السالـ
فوجدتو في المحراب قد سجد فأطاؿ السجود ٬ثم رفع رأسو إلي فقاؿ :
اخرج فانظر ما يقوؿ الناس ٬فخرجت فسمعت الواعية على أبي جعفر
المنصور فرجعت فأخبرتو فقاؿ :اهلل اكبر ما كاف ليرى بيت اهلل أبدا (. )5
وكانت وفاتو يوـ السبت سنة ثماف وخمسين ومائة واستلم الملك من بعده ابنو
محمد المهدي(.)6
ولما رأى المهدي علو شأف االماـ فأحس بالخطر على زواؿ ملكو فأرسل
باستدعاء االماـ من المدينة الى بغداد.
وحينما أخرج االماـ الكاظم (ع) من المدينة قاصدا بغداد مر بزبالو .و التقى
أبي خالد الزبالي :فأمره (االماـ) بشراء حوائج لو ٬فقاؿ ابي خالد الزبالي :
جعلت فداؾ ىو ذا تصير إلى ىذا الطاغية وال آمنو عليك فقاؿ االماـ :يا أبا
خالد ليس علي منو بأس ٬إذا كانت سنة كذا وكذا وشهر كذا وكذا ويوـ كذا
وكذا فانتظرني في أوؿ الميل فاني اوافيك إف شاء اهلل .فكاف كما قاؿ عليو
السالـ .ثم قاؿ االماـ لو :يا أبا خالد إف لي إليهم عودة الأتخلص منهم(.)7
فلما قدـ االماـ (ع) الى المهدي كانت بينهما مناضرات ولقاءات واخذ
المهدي يضيق على االماـ (ع) حتى سجنو عنده وىم ليقتلو لوال ارادة اهلل
كانت تحوؿ دوف ذلك .فدعا المهدي حميد بن قحطبة نصف الليل وقاؿ :
إف إخالص أبيك وأخيك فينا أظهر من الشمس ٬وحالك عندي موقوؼ فقاؿ
:أفديك بالماؿ والنفس فقاؿ :ىذا لسائر الناس قاؿ :أفديك بالروح والماؿ
5
واأل ىل والولد ٬فلم يجبو المهدي فقاؿ :أفديك بالماؿ والنفس واالىل
والولد والدين فقاؿ :هلل درؾ ٬فعاىده على ذلك ٬وأمره أف يقتل االماـ
الكاظم عليو السالـ في السحرة بغتة .فناـ فرأى في منامو االماـ عليا عليو
السالـ يشير إليو ويقرأ " فهل عسيتم إف توليتم أف تفسدوا في االرض وتقطعوا
أرحامكم " فانتبو مذعورا ٬ونهى حميدا عما أمره ( .)8وقاؿ :يا ربيع أعطو
ثالثة آالؼ دينار وزوده إلى أىلو إلى المدينة .يقوؿ الربيع :فأحكمت أمره
ليال فما أصبح إال وىو في الطريق خوؼ العوايق (.)9
وعاد االماـ الى مدينة جده المصطفى (ص) ليمارس واجبو المكلف بو من
السماء لرعاية مصالح االمة وشؤونهم الدينية.
وفي ليلة الخميس سنة تسع وستين ومائة مات محمد المهدي العباسي
( .)01وبويع موسى بن محمد الهادي ٬وكاف موسى قاسي القلب ٬شرس
االخالؽ ٬صعب المراـ (.)00
ولما استلم الخالفة موسى الهادي ولى المدينة إسحاؽ بن عيسى بن علي ٬
فاستخلف عليها رجال من ولد عمر بن الخطاب يعرؼ بعبد العزيز بن عبد اهلل
٬فحمل على الطالبيين واساء إليهم ٬وافرط في التحامل عليهم ٬وطالبهم
بالعرض كل يوـ ٬وكانوا يعرضوف في المقصورة او يحبسهم فيها (٬وىذا ما
اليقبلو مسلم امن باهلل ونبيو والكتاب الذي انزؿ على نبيو (ص)) وطالب
العمري الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب
صاحب فخ ويحيى ابن عبد اهلل بن الحسن بجلب الحسن بن محمد بن عبد
اهلل بن الحسن وقد ضمناه واغلض عليهم بالمطالبو (.)03
6
ولما اشتد االذى الذي يتعرض لو الطالبيين فجمع الحسين في ذي القعدة
سنة تسع وستين ومائة نفر من الطالبيين وفتيانهم وبعض الموالي حيث بلغ
عددىم ستة وعشرين رجال ونادو في اذاف الصبح ب"حي على خير العمل"
ولم يتخلف عنهم من الطالبيين رجل سوى االماـ الكاظم والحسن بن جعفر
بن الحسن المثنى (.)03
ولما احتوى الحسين بن علي صاحب فخ على المدينة دعا االماـ الكاظم
عليو السالـ فأتاه فقاؿ لو :يا ابن عم ال تكلفني ما كلف ابن عمك عمك أبا
عبد اهلل الصادؽ عليو السالـ فيخرج مني ماال اريد كما خرج من أبي عبد اهلل
عليو السالـ ما لم يكن يريد ٬فقاؿ لو الحسين :إنما عرضت عليك أمرا فاف
أردتو دخلت فيو ٬وإف كرىتو لم أحملك عليو واهلل المستعاف ٬ثم ودعو .
فقاؿ لو االماـ عليو السالـ حين ودعو :يا ابن عم إنك مقتوؿ فأجد الضراب
٬فإف القوـ فساؽ ٬يظهروف إيمانا ٬ويسروف شركا ٬وإنا هلل وإنا إليو راجعوف
أحتسبكم عند اهلل من عصبة(.)04
وخرج الحسين قاصدا إلى مكة ومعو من تبعو من أىلو ومواليو وأصحابو ٬
وىم زىاء ثالثمائة ٬واستخلف رجال على المدينة ٬فلما صاروا بفخ تلقتهم
الجيوش ٬واستدرجوىم الى الوادي وطحنوىم طحنة واحدة وذلك يوـ التروية
(.)05
وجاء الجند بالرؤوس إلى موسى والعباس ٬وعندىما جماعة من ولد الحسن
والحسين فلم يسأال أحدا منهم إال االماـ الكاظم عليو السالـ فقاال :ىذا
رأس حسين ؟ قاؿ االماـ (ع) :نعم إنا هلل وإنا إليو راجعوف مضى واهلل مسلما
صالحا صواما آمرا بالمعروؼ ٬ناىيا عن المنكر ٬ماكاف في أىل بيتو مثلو ٬
7
فلم يجيبوه بشئ ( .)06ىذا واالماـ يرى من أىل بيتو من حمل رأسو على
السناف ومن نجى مكبالً بالحديد.
عن أبي جعفر الجواد عليو السالـ أنو قاؿ :لم يكن لنا بعد الطف مصرع
أعظم من فخ (.)07
وروي عن النبي (ص) أنو صلى في فخ فبكى في صالتو فقيل ما يبكيك
لما صليت الركعة االولى فقاؿ لي :يا
يارسوؿ اهلل فقاؿ :نزؿ علي جبرئيل ّ
محمد إف رجال من ولدؾ يٌقتل في ىذا المكاف ٬وأجر الشهيد معو أجر
شهيدين (.)08
وحمل االسرى من أصحابو إلى موسى بن المهدي فلما بصر بهم انشد شعرا
ثم أمر برجل من اال سرى فوبخو ثم قتلو ثم صنع مثل ذلك بجماعة من ولد
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات اهلل عليو ٬وأخذ من الطالبيين ٬
وجعل يناؿ منهم إلى أف ذكر االماـ الكاظم صلوات اهلل عليو فناؿ منو وقاؿ :
واهلل ما خرج حسين إال عن أمره وال اتبع إال محبتو النو صاحب الوصية في
أىل ىذا البيت قتلني اهلل إف أبقيت عليو ٬قتلني اهلل إف عفوت عن موسى بن
جعفر ٬ولوال ما سمعت من المهدي فيما أخبر بو المنصور بما كاف بو جعفر
(ويقصد االماـ الصادؽ) من الفضل لنبشت قبره وأحرقتو بالنار إحراقا٬ 0
فأخذه أبو يوسف يعقوب القاضي ولم يزؿ يرفق بو حتى سكن غضبو (.)09
وكتب علي بن يقطين إلى االماـ الكاظم عليو السالـ بصورة االمر ٬فورد
الكتاب على االماـ ٬فلما أصبح أحضر أىل بيتو وشيعتو فأطلعهم االماـ عليو
السالـ على ما ورد عليو من الخبر وقاؿ لهم :ما تشيروف في ىذا ؟ فقالوا :
٘ 1زا ٘ ٛد٠ذٔ ُٙفال عجة اْ ٔش ٜأٌ َٛ١ثش لثش اٌصذات ٟاٌجٍ ً١دجش تٓ عذ( ٞسظٛاْ هللا ذعاٌ ٝعٍ)ٗ١
8
نشير عليك أصلحك اهلل وعلينا معك أف تباعد شخصك عن ىذا الجبار ٬
وتغيب شخصك دونو فإنو ال يؤمن شره وعاديتو وغشمو ٬سيما وقد توعدؾ
وإيانا معك ٬فتبسم االماـ عليو السالـ ثم تمثل ببيت كعب بن مالك:
زعمت سخينة أف ستغلب ربها * فليغلبن مغالب الغالب
وبينما االماـ (ع) جالس في مصاله بعد فراغو من ورده وقد تنومت عيناه إذا
سنح جده المصطفى صلى اهلل عليو وآلو في منامو فشكى االماـ إليو موسى
بن المهدي ٬وذكر ما جرى منو في أىل بيتو وأف االماـ مشفق من غوائلو ٬
فقاؿ لو جده المصطفى (ص) :لتطب نفسك يا موسى ٬فما جعل اهلل لموسى
عليك سبيال ٬ثم قاؿ :قد أىلك اهلل آنفا عدوؾ فليحسن هلل شكرؾ .ثم
أقبل االماـ الكاظم (ع) على من حضره من مواليو وأىل بيتو فقاؿ :ليفرخ
روعكم 3إنو اليرد أوؿ كتاب من العراؽ إال بموت موسى بن المهدي وىالكو
فقالوا :وما ذلك أصلحك اهلل ؟ قاؿ :وحرمة ىذا القبر -قد مات في يومو
ىذا ٬واهلل " إنو لحق مثل ما أنكم تنطقوف " .ثم استقبل االماـ عليو السالـ
القبلة ورفع يديو إلى السماء يدعو ٬وىو يقوؿ في دعائو شكرا هلل جلت
عظمتو ٬الى اخر الدعاء .ثم قاؿ االماـ (ع) عن جده رسوؿ اهلل صلى اهلل
عليو وآلو يقوؿ :اعترفوا بنعمة اهلل ربكم عزوجل وتوبوا إليو من جميع ذنوبكم
٬فإف اهلل يحب الشاكرين من عباده .ثم قاموا إلى الصاله وتفرؽ القوـ فما
اجتمعوا إال لقراءة الكتاب الوارد بموت موسى بن المهدي.)09( .
وكانت وفاتو سنة سبعين ومائة ( .)31وبويع ىاروف الرشيد بن المهدي يوـ
الجمعة صبيحة الليلة التي مات فيها اخوه موسى ( .)30وكاف في بداية ملكو
ٌُ 4اروش االسُ الٕٔ ٟسأ٠د اٌشٚا٠اخ ِرعاستٗ ف ٟو ٗٔٛعٍ ٟاِ ٚذّذ تٓ اسّاعٚ ً١ذشود اٌذىُ عٍٝ
شخص١رٗ ٌٍّذمم .ٓ١تً اْ ٕ٘ان سٚا٠ح ف ٟتذاس االٔٛاس ج 48ص٠ 210زوش ِذّذ تٓ إسّاع ً١تٓ جعفش أْ
ِذّذ تٓ جعفش اخ ٛاالِاَ اٌىاظُ عٍ ٗ١اٌسالَ ٘ٚ ِٓ ٛش ٝتاالِاَ أِاَ ٘اس ْٚاٌعثاس.ٟ
11
وكاف االماـ الكاظم عليو السالـ يأمر ألبن إسماعيل بالماؿ ويثق بو حتى ربما
خرج الكتاب منو إلى بعض شيعتو بخط ابن إسماعيل ثم استوحش منو (.)36
وجاء ا بن إسماعيل الى عمو علي بن جعفر الصادؽ وقد اعتمروا عمرة رجب ٬
فقاؿ :يا عم إني أريد بغداد وقد أحببت أف اودع عمي أبا الحسن -يعني
موسى بن جعفر (الكاظم) عليو السالـ -وأحببت أف تذىب معي إليو ٬
فخرجوا معا نحو االماـ الكاظم فانكب علي بن جعفر على أخيو االماـ فقبل
رأسو وقاؿ :ىذا ابن أخيك يريد أف يودعك ويخرج إلى بغداد ٬فقاؿ لو :
إدعو فدعوتو وكاف متنحيا ٬فدنا منو فقبل رأسو وقاؿ :جعلت فداؾ يا عم
أوصني فقاؿ :أوصيك أف تتقي اهلل في دمي فقاؿ مجيبا لو :من أرادؾ بسوء
فعل اهلل بو وجعل يدعو على من يريده بسوء ٬ثم عاد فقبل رأسو ٬فقاؿ :يا
عم أوصني فقاؿ االماـ :أوصيك أف تتقي اهلل في دمي فقاؿ :من أرادؾ بسوء
فعل اهلل بو وفعل ٬ثم عاد فقبل رأسو ٬ثم قاؿ :يا عم أوصني ٬فقاؿ االماـ:
اوصيك أف تتقي اهلل في دمي فدعا على من أراده بسوء ٬ثم تنحى االماـ عنو
ومضى علي بن جعفر مع االماـ فتناوؿ االماـ ثالث صرر في كل واحدة مائة
دينار ومخدة فيها ثالثة آالؼ درىم .وقاؿ الخيو اعطها لو .فقاؿ علي بن
جعفر لالماـ :جعلت فداؾ إذا كنت تخاؼ منو مثل الذي ذكرت فلم تعينو
على نفسك ؟ فقاؿ االماـ :إذا وصلتو وقطعني قطع اهلل أجلو .فخرج علي بن
جعفر الى ابن اسماعيل فأعطاه الماؿ ففرح بها فرحا شديدا ودعا لعمو
الكاظم (ع) ٬فمضى على وجهو حتى دخل على ىاروف فسلم عليو بالخالفة
وقاؿ :ما ظننت أف في االرض خليفتين حتى رأيت عمي موسى بن جعفر
12
يسلم عليو بالخالفة ٬فأرسل ىاروف إليو بمائة ألف درىم فرماه اهلل بالذبحة
فما نظر منها إلى درىم وال مسو.)37(.
وىم الرشيد باعتقاؿ االماـ.
و(قيل) أف الرشيد قاؿ عند قبر رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وآلو كالمخاطب لو :
" بأبي أنت وامي يارسوؿ اهلل إني أعتذر إليك من أمر عزمت عليو ٬وإني اريد
أف آخذ موسى بن جعفر فأحبسو ٬الني قد خشيت أف يلقي بين امتك حربا
تسفك فيها دماؤىم (.)38
وىو بهذه الكلمات اراد اف يسمع الناس بأنو يريد ردء الفتنة واهلل يشهد على
ما في قلبو وىو ألد الخصاـ .وما أراد بهذه الكلمات ّإال ليخدع الجهلة من
الناس فال استإذاف بارتكاب الجرائم واآلثاـ.
وفي ىذه اليلة التي ىم بها الرشيد سجن االماـ كتب االماـ وصيتو اماـ شهود
عديدوف وختمها ىو والشهود ومن جملتها (:)39
( أني) أشهد أف ال إلو إال اهلل وحده ال شريك لو ٬وأف محمدا عبده ورسولو
وأف الساعة آتية ال ريب فيها ٬وأف اهلل يبعث من في القبور ٬وأف البعث بعد
الموت حق ٬وأف الحساب والقصاص حق وأف الوقوؼ بين يدي اهلل عزوجل
حق ٬وأف ما جاء بو محمد صلى اهلل عليو وآلو حق حق حق وأف ما نزؿ بو
الروح االمين حق ٬على ذلك أحيا وعليو أموت ٬وعليو ابعث إنشاء اهلل .
(اشهدكم) أف ىذه وصيتي بخطي وقد نسخت وصية جدي أمير المؤمنين عليو
السالـ ووصايا الحسن والحسين وعلي بن الحسين ووصية محمد بن علي
ووصية جعفر بن محمد عليهم السالـ قبل ذلك حرفا بحرؼ ٬وأوصيت بها
إلى علي ابني وبني بعده إف شاء وآنس منهم رشدا وأحب إقرارىم فذلك لو ٬
13
وإف كرىهم وأحب أف يخرجهم فذلك لو ٬وال أمر لهم معو ٬وأوصيت إليو
بصدقاتي وأموالي وصبياني الذين خلفت وولدي(.)39
ثم كتب وإف أحب أف يبيع أو يهب أو ينحل أو يتصدؽ على غير ما وصيتو
فذاؾ إليو وىو أنا في وصيتي في مالي وفي أىلي وولدي(.)39
وأودع ودائع االمامة الى أـ أحمد وكانت من النساء المحترمات وكاف االماـ
(ع) شديد التلطف بها وقاؿ لها :كل من جائك وطلب منك ىذه االمانة في
أي وقت من االوقات فاعلمي بأنى قد استشهدت وأنو ىو الخليفة من بعدي
واالماـ المفترض طاعتو عليك وعلى سائر الناس (.)31
و أمر االماـ ابنو علي الرضا ( عليو السالـ ) أف يناـ على بابو في كل ليلة أبدا
ما كاف حيا إلى أف يأتيو خبره .فكانوا في كل ليلة يفرشوف للرضا في الدىليز ٬
ثم يأتي بعد العشاء فيناـ ٬فإذا أصبح انصرؼ إلى منزلو (.)30
فلما كاف من الغد أرسل الرشيد الفضل بن الربيع الى االماـ وىو قائم يصلي
في مقاـ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وآلو فأمر بالقبض عليو( )33فقطع عليو
صالتو وحمل وىو يبكي ويقوؿ :إليك أشكو يارسوؿ اهلل ما القى وأقبل الناس
من كل جانب يبكوف ويضجوف فلما حمل االماـ إلى بين يدي الملعوف ىاروف
شتمو وجفاه ٬فلما جن عليو الليل أمر ببيتين فهيئا لو فحمل االماـ عليو
السالـ إلى أحدىما في خفاء ودفعو إلى حساف السروي وأمره أف يصير بو في
قبة إلى البصرة فيسلمو إلى عيسى بن جعفر بن أبي جعفر ٬وىو أميرىا ٬
ووجو قبة اخرى عالنية نهارا إلى الكوفة معها جماعة ليعمي على الناس أمر
االماـ عليو السالـ .فقدـ حساف البصرة قبل التروية بيوـ ٬فدفعو إلى عيسى
بن جعفر بن أبي جعفر نهارا عالنية حتى عرؼ ذلك ٬وشاع أمره ٬فحبسو
14
عيسى في بيت من بيوت المحبس الذي كاف يحبس فيو ٬وأقفل عليو وشغلو
عنو العيد فكاف ال يفتح عنو الباب ّإال في حالتين حاؿ يخرج فيها إلى الطهور
٬وحاؿ يدخل إليو فيها الطعاـ (.)33
ودس عيسى بن جعفر العيوف ورفع إليو أف االماـ (ع) كثيرا ما كاف يقوؿ في
دعائو وىو محبوس :اللهم إنك تعلم أننى كنت أسألك أف تفرغني لعبادتك ٬
اللهم وقد فعلت فلك الحمد (.)34
وكتب الرشيد في دمو فإستدعى عيسى بن جعفر المنصور بعض خاصتو وثقاتو
فاستشارىم فيما كتب بو الرشيد ٬فأشاروا عليو بالتوقف عن ذلك واالستعفاء
منو ٬وكتب عيسى بن جعفر إلى الرشيد يقوؿ لو :قد طاؿ أمر موسى ابن
جعفر ومقامو في حبسي ٬وقد اختبرت حالو ووضعت من يسمع منو ما يقوؿ
في دعائو فما دعا عليك ٬وال علي وما ذكرنا بسوء ٬وما يدعو لنفسو إال
بالمغفرة والرحمة وإف أنفذت إلي من يتسلمو مني ٬وإال خليت سبيلو فإنني
متحرج من حبسو .فوجو الرشيد من يتسلمو من عيسى بن جعفر ٬وصير بو
إلى بغداد فسلمو إلى الفضل ابن الربيع فبقى عنده مدة طويلة ٬فاراده الرشيد
على شئ من أمره ٬فأبى (.)35
( ولما كاف االماـ في سجن الفضل بن الربيع استدعى ىاروف الفضل وقاؿ لو)
صر إلى حبسنا فأخرج موسى بن جعفر بن محمد( .ولكنو ابقاه تحت االقامة
الجبرية 5لمدة قصيرة .وكاف سبب التوسعة عن االماـ (ع) لرؤيا رآىا ىاروف
العباسي .فسألوا االماـ ع ّما فعل) فقاؿ عليو السالـ :رأيت النبي صلى اهلل
عليو وآلو (واوصاني بصالة) واف اقوؿ في دعائي :يا سابق الفوت يا سامع كل
17
(وظهر من االماـ من الكرامات والمعجزات في السجن ما ادىش السجانين
قبل المحبين وحيرت العقوؿ).
فدعا الرشيد يحيى بن خالد ا لبرمكي فقاؿ لو :يا أبا على أما ترى ما نحن فيو
من ىذه العجائب أال تدبر في أمر ىذا الرجل تدبيرا تريحنا من غمو .فقاؿ لو
يحيى بن خالد :الذي أراه لك يا أمير المؤمنين أف تمتن عليو ٬و تصل رحمو
فقد واهلل أفسد علينا قلوب شيعتنا ٬فقاؿ ىاروف :انطلق إليو وأطلق عنو
الحديد وأبلغو عني السالـ وقل لو :يقوؿ لك إبن عمك إنو قد سبق مني
فيك يمين أني ال اخليك حتى تقر لي باالساءة وتسألني العفو عما سلف منك
٬وليس عليك في إقرارؾ عار وال في مسألتك إياى منقصة ( .وسلني) بقدر
ما أخرج من يميني وانصرؼ راشدا (ونسى او تناسى الرشيد كلمة الحسين يوـ
عاشوراء "...ىيهات منّا الذلة .)"...فقاؿ االماـ ليحيى :يا أبا علي أنا ميت ٬
وإنما بقي من أجلي اسبوع (والموعد) يوـ الجمعة عند الزواؿ .ثم قاؿ :يا أبا
علي أبلغو عني يقوؿ لك موسى بن جعفر :رسولي يأتيك يوـ الجمعة فيخبرؾ
بما ترى ٬وستعلم غدا إذا جاثيتك بين يدي اهلل من الظالم والمعتدي على
صاحبو والسالـ .فخرج يحيى من عنده حتى دخل على ىاروف فأخبره بقصتو
وما ورد عليو فقاؿ ىاروف :إف لم يدع النبوة بعد أياـ فما أحسن حالنا (.)43
وكتب االماـ عليو السالـ الى علي بن سويد في كتاب إف أوؿ ما أنعى إليك
نفسي في ليالي ىذه ٬غير جازع ٬وال نادـ ٬وال شاؾ فيما ىو كائن ٬مما
قضى اهلل وحتم ٬فاستمسك بعروة الدين آؿ محمد والعروة الوثقى الوصي
بعد الوصي ٬والمسالمة والرضا بما قالوا (.)43
18
(وامر الرشيد السندي بن شاىك بالتوسيع على االماـ ثم قتلو ليشتبو على
الناس امر مقتلو عليو السالـ فأمتثل اللعين أمره فأوسع على االماـ) ثم أخذ
رطبا مسموـ وقدمو الى االماـ فأكل عليو السالـ منها عشر رطبات ويقاؿ
تسعا ٬فقاؿ لو السندي :تزداد ؟ فقاؿ عليو السالـ لو :حسبك قد بلغت ما
يحتاج إليو فيما أمرت بو ٬ثم إف السندي أحضر القضاة والعدوؿ قبل وفاة
االماـ بأياـ وأخرجو إليهم وقاؿ :إف الناس يقولوف :إف أبا الحسن موسى في
ضنك وضر ٬وىا ىو ذا ال علة بو وال مرض وال ضر ( .)44فالتفت عليو
السالـ فقاؿ لهم :أني اخبركم أيها النفر إني قد سقيت السم في تسع تمرات
وإني أخضر غدا وبعد غد أبيض وأمضي إلى رحمة اهلل ورضوانو .فأصبح
السندي بن شاىك يرتعد ويضطرب مثل السعفة (.)45
ثم إف سيدنا االماـ الكاظم عليو السالـ دعا بالمسيب فقاؿ لو يا مسيب إعلم
أني راحل إلى اهلل عزوجل في ثالث ىذا اليوـ قاؿ :فبكى المسيب فقاؿ لو :
ال تبك يا مسيب فإف عليا إبني ىو إمامك ٬و موالؾ بعدي فاستمسك بواليتو
٬فإنك ال تضل ما لزمتو فقاؿ المسيب :الحمد هلل .يقوؿ المسيب :ثم إف
سيدي عليو السالـ دعاني في ليلة اليوـ الثالث فقاؿ لي :إنّي على ما عرفتك
من الرحيل إلى اهلل عزوجل فإذا دعوت بشربة من ماء فشربتها ٬ورأيتني قد
انتفخت وارتفع بطني ٬وإصفر لوني ٬وإحمر وإخضر ٬وتلوف ألوانا فخبر
الطاغية بوفاتي ٬فإذا رأيت بي ىذا الحدث فاياؾ أف تظهر عليو أحدا ٬وال
على من عندي إال بعد وفاتي .قاؿ المسيب :فلم أزؿ أرقب وعده حتى دعا
عليو السالـ بالشربة فشربها ثم دعاني فقاؿ لي :يا مسيب إف ىذا الرجس
السندي بن شاىك سيزعم أنو يتولى غسلي ٬ودفني ٬وىيهات ىيهات أف
19
يكوف ذلك أبد ا فإذا حملت إلى المقبرة المعروفة بمقابر قريش فألحدوني بها
وال ترفعوا قبري فوؽ أربع أصابع مفرجات وال تأخذوا من تربتي شيئا لتتبركوا
بو ٬فاف كل تربة لنا محرمة إال تربة جدي الحسين بن علي عليو السالـ فاف
اهلل عزوجل جعلها شفاء لشيعتنا وأوليائنا (.)46
وفي يوـ استشهاده في رجب سنة ثالث وثمانين ومائة (( )47بلغ باالماـ
السم مبلغة حتى انهك قواه ومزؽ احشائو الطاىرة وىو يعاني من آالـ الغربة
وفراؽ االحبة والسجن وسوء المعاملة .وبدأ وجهو الطاىر بالشحوب فتوسد
االرض مستقبال القبلة وىو ينظر يمينا وشماال وال يرى سوى القيود واالغالؿ
فأسبل يديو ورجليو وىو يفقد وعيو تارة ويفيق تارة اخرى ويعالج سكرات
الموت وقاؿ بسم اهلل وباهلل وعلى ملة رسوؿ اهلل وفاضت روحو المقدسة).
قاؿ المسيب ثم أنهيت الخبر إلى الرشيد فوافى السندي بن شاىك .فأرسل
السندي الى عمر بن واقد وبعض وجهاء بغداد وكشف لهم عن وجو االماـ
فبكوا واسترجعوا .فقاؿ السندي :فال تبرحوا حتى تغسلوه واكفنو وأدفنو(.)48
يقوؿ المسيب فواهلل لقد رأيتهم بعيني وىم يظنوف أنهم يغسلونو فال تصل
أيديهم إليو ٬ويظنوف أنهم يحنطونو ويكفنونو وأراىم ال يصنعوف بو شيئا ٬
ورأيت شخصا يتولى غسلو وتحنيطو وتكفينو وىو يظهر المعاونة لهم ٬وىم ال
يعرفونو .فلما فرغ من أمره قاؿ لي ذلك الشخص :يا مسيب مهما شككت
فيو فال تشكن في فاني إمامك وموالؾ ٬وحجة اهلل عليك بعد أبي يا مسيب
مثلي مثل يوسف الصديق عليو السالـ ومثلهم مثل إخوتو حين دخلوا عليو
فعرفهم وىم لو منكروف(.)48
20
فحمل االماـ على نعش ونودي عليو ىذا إماـ الرافضة فاعرفوه .فلما اتي بو
مجلس الشرطة أقاـ أربعة نفر فنادوا أال من أراد أف يرى اؿ 8...ابن اؿ...
موسى بن جعفر فليخرج (٬فخرج الناس وضجوا بالبكاء والنحيب وأغلقت
االسواؽ وتوشحت بغداد بالسواد وازدحموا على الجسر لرؤية وتوديع الجسد
الطاىر) ٬وخرج سليماف بن أبي جعفر من قصره إلى الشط ٬فسمع الصياح
والضوضاء فقاؿ لولده وغلمانو :ماىذا ؟ قالوا :السندي بن شاىك ينادي
على موسى بن جعفر على نعش فقاؿ لولده وغلمانو :إذا عبر بو فانزلوا مع
غلمانكم فخذوه من أيديهم فإف مانعوكم فاضربوىم وخرقوا ما عليهم من
السواد .فلما عبروا بو نزلوا إليهم فأخذوه من أيديهم وضربوىم ٬وخرقوا
عليهم سوادىم ٬ووضعوه في مفرؽ أربعة طرؽ وأقاـ المنادين ينادوف أال من
أراد الطيب ابن الطيب موسى بن جعفر فليخرج ٬وحضر الخلق ٬ومشى
حافيا في جنازتو البسا اثواب المصيبة 9مشقوؽ الجيب إلى مقابر قريش ٬
فدفن االماـ عليو السالـ ىناؾ وكاف قبره كما اوصى بو سالـ اهلل عليو (.)49
وفي الليلة التي استشهد فيها االماـ الكاظم عليو السالـ لم يأتي االماـ الرضا
عليو السالـ للمبيت في الدىليز عند عياؿ ابيو كما كاف يفعل طيلة مكوث
االماـ الكاظم (ع) في السجن ٬فاستوحش العياؿ وذعروا ودخلهم أمر عظيم
من إبطائو ٬فلما كاف من الغد أتى الدار ودخل إلى العياؿ وقصد إلى أـ أحمد
فقاؿ لها :ىات التي أودعك أبي ٬فصرخت اـ أحمد ولطمت وجهها وقالت
:مات واهلل سيدي ٬فكفها وقاؿ لها :ال تكلمي بشي وال تظهريو ٬حتى
8عزسا ٌُ اسرطع روش اٌىٍّح فّٓ اساد اْ ٠عشفٙا فٍ١شاجع اٌّصذس 49
9ذٕ :ٗ٠ٛاٌثعط ٠ش ٜاْ ِا فعٍٗ سٍّ١اْ تٓ ات ٟجعفش واْ عىس ِا واْ ُ٠عّش .سٛاء واْ ٠شائ ٟأَ ٌُ
ُ٠شائٔ ٟذٓ سشدٔا ِا دصً ِع ٔعش االِاَ (ع).
21
01
( .)31وأقامت أـ أحمد يجئ الخبر إلى الوالي ٬فأخرجت إليو (الوديعة)
العزاء على روحو الطاىرة سرا حتى اتاىم خبر استشهاده عليو السالـ فأعلنوا
العزاء.
فسالـ عليو يوـ ولد ويوـ مات ويوـ يبعث حيا
00
اعطف على الكرخ من بغداد وابك بها ك ػ ػػنزاً لعػػلم رسػػوؿ اهلل مخ ػػزونا
م ػػوسى ب ػػن جعفر سر اهلل والعلم الػػمبين ف ػ ػػي الػدين مفروضاً ومس ػ ػ ػ ػنونا
ب ػػاب الحػ ػػوائج عػػند اهلل والسبب الػػموص ػػوؿ بػ ػػاهلل غ ػ ػ ػػوث المسػ ػتغيثينا
الػ ػػكاظم الغ ػ ػػيظ عػ ػػمن كاف مقترفاً ذنباً وم ػػن عػ ػ ّػم ب ػػالحسنى المسػ ػ ػيئينا
ي ػ ػػابن النبػيين كم أظهرت معجزة في السجن أزعجت في الرجس ىارونا
وك ػ ػػم ب ػ ػػك اهلل عػ ػػافى مبتلى ولكم ش ػػافى م ػ ػػريضاً وأعنى فيك مسػ ػكينا
لػػم يلهك السجن عن ىدي وعن نسك إذ ال ت ػ ػ ػػزاؿ بػ ػ ػػذكر اهلل مف ػػتونا
سمػ ػ ػاً فأخػ ػ ػػبرت ػ ػػهم ع ػ ػ ّػما يسػ ػ ػ ػ ػ ػػرونا
وك ػ ػػم أس ػ ػ ػ ػ ػ ػروا ب ػ ػػزاد أطعػمػ ػ ػ ػوؾ بو ّ
السم ت ػػم ػ ػ ػ ػكينا
وللطبيػ ػ ػػب بس ػػطت الػ ػكػف تػػخبره لػ ػ ػػما تػ ػ ػػمكن مػ ػػنها ّ
بك ػ ػػت ع ػ ػػلى نعػشػك األعداء قاطبة ما حاؿ ن ػ ػػعش لػ ػػو األعداء بػػاكونا
رامػ ػػوا الب ػػراءة عند الناس من دمو واهلل يػ ػ ػ ػ ػ ػ ػشهد م ػ ػػا كػ ػ ػ ػ ػ ػانوا بريػ ػ ػ ػ ػئينا
ك ػػم جػ ّػرعتك بنو العباس من غصص تذيػ ػ ػػب أح ػ ػػشاءنا ذكػ ػػراً وتشجينا
قاسيػ ػ ػػت م ػػا لم تػػقاس األنبياء وقد القيت أضػ ػ ػػعاؼ مػ ػػا كػػانوا يالقونا
أبكي ػػت جػ ػ ػػديك وال ػ ػ ػػزىراء ّأمػػك واألطػ ػ ػػهار آب ػػاؤؾ ال ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػغر الميامينا
طػ ػ ػ ػ ػ ػالت لطػ ػ ػ ػ ػ ػوؿ سج ػ ػػود منو ث ػ ػفنتو ف ػ ػػقرحت جبػ ػ ػػهة م ػ ػػنو وعػ ػ ػرنينا
رأى فػ ػ ػ ػراغتو فػ ػ ػػي الس ػ ػ ػ ػجن منيتو ونعػ ػ ػػمة ش ػ ػ ػ ػ ػ ػكر ال ػ ػ ػباري بها حينا
ٟ٘ٚ 10ادذِ ٜعجضاذ ُٙعٍ ُٙ١اٌسالَ ٘ٚزا ِا ٠ؤوذ دعٛساالِاَ اٌشظا عٍ ٗ١اٌسالَ ٚفاج اتٚ ٗ١غسٍٗ ٚدفٕٗ
صٍٛاخ هللا عٍّٙ١ا.
11لص١ذج ٌٍس١ذ صاٌخ اٌمضٟٕ٠ٚ
22
ي ػ ػػا وي ػ ػػل ىػػاروف لم تربح تجارتو بصفػ ػ ػػقة كػ ػ ػػاف فػيها الدىر مغبونا
لي ػ ػػس ال ػػرشيد رشػػيداً في سياستو ك ػ ػ ػالّ وال اب ػ ػ ػػنو ال ػػمأموف مأمونا
ت ػ ػػاهلل م ػػن كػػاف من قربى وال رحم بين المص ػ ػ ػػلين لػ ػ ػػيالً والمغ ػ ػػنينا
لهف ػػي لمػ ػ ػػوسى به ػػم طػػالت بليتو وقػد أق ػػاـ بػػهم خمساً وخمسينا
ي ػ ػ ػزي ػ ػ ػػدىم معجػ ػ ػ ػ ػ ػزات كػ ػ ػ ػل آونة ونائ ػ ػ ػالً ولػ ػ ػ ػػو ظػ ػ ػ ػ ػ ػلماً ي ػ ػػزيدونا
ل ػ ػػم يح ػ ػػفظوا من رسوؿ اهلل منزلو وال لحسػناه بػ ػ ػػالحسنى ي ػكافونا
ب ػ ػػاعوا لعػ ػػمري ب ػػدنيا الغير دينهم جػ ػ ػػهالً ف ػما رب ػػحوا دنيا وال دينا
فػ ػػي كػػل يوـ ي ػػقاسي منهم حػزنا حػتى قضى في سػػبيل اهلل محػػزونا
23
ألمصادر
( .)0بحار األنوار للعالمة المجلسي ج 48ص .31المناقب ج 3ص435
( .)3بحار األنوار للعالمة المجلسي ج 48ص .03
(( .)3مقتطفات من) موسوعة المصطفى والعترة (ع) لحسين الشاكري ج– 00
ص(.)46 – 44
( .)4موسوعة المصطفى والعترة (ع) لحسين الشاكري ج 00ص(.)38 – 37
( .)5بحار األنوار للعالمة المجلسي ج 48ص :45قرب االسناد ص.095
( .)6مروج الذىب ومعادف الجوىر للمسعودي .
( .)7بحار األنوار للعالمة المجلسي ج 48ص :338قرب االسناد ص .091
( .)8بحار األنوار للعالمة المجلسي ج 48ص :039المناقب ج 3ص407
( .)9بحار األنوار للعالمة المجلسي ج 48ص {.048اضفنا منو جزء الى
الرواية في المصدر 8وىو "وقاؿ :يا ربيع أعطو ثالثة آالؼ دينار وزوده إلى
أىلو إلى المدينة .قاؿ الربيع :فأحكمت أمره ليال فما أصبح إال وىو في
الطريق خوؼ العوايق} .مطالب السؤوؿ ص 83طبع ايراف.
( .)01مروج الذىب ومعادف الجوىر للمسعودي ص .485
( .)00مروج الذىب ومعادف الجوىر للمسعودي ص .393
( .)03مقاتل الطالبيين البو الفرج االصفهاني ص .394
ص(-060ص .)063مقاتل ( .)03بحار األنوار للعالمة المجلسي ج 48
الطالبيين ص.443
ص(-061ص .)060الكافي ( .)04بحار األنوار للعالمة المجلسي ج 48
ج 0ص .366
( .)05بحار األنوار للعالمة المجلسي ج 48ص .064
( .)06بحار األنوار للعالمة المجلسي ج 48ص(-064ص.)065
( .)07بحار األنوار للعالمة المجلسي ج 48ص .061عمدة الطالب ص070
24
طبعة النجف االولى.
ص .071مقاتل الطالبيين ( .)08بحار األنوار للعالمة المجلسي ج 48
ص.436
( .)09بحار األنوار للعالمة المجلسي ج 48ص( – 051ص .)053
( .)31مروج الذىب ومعادف الجوىر للمسعودي ص .493
( .)30مروج الذىب ومعادف الجوىر للمسعودي ص .498
( .)33بحار األنوار للعالمة المجلسي ج 48ص .039
(( .)33ترجمة محمد بن أبي عمير االزدي) في ىامش بحار األنوار ج 48
ص.079
( .)34بحار األنوار للعالمة المجلسي ج 48ص .036
( .)35بحار األنوار للعالمة المجلسي ج 48ص .319
( .)36بحار األنوار للعالمة المجلسي ج 48ص .319
( .)37الكافي للشيخ الكليني ج 0ص 485و ص " 339وفيو اف كال محمد
وعلي قاـ بهذا العمل"
( .)38بحار األنوار للعالمة المجلسي ج 48ص : 303عيوف اخبار الرضا
(ع) ج 0ص.73
ص( )379-376جزء من ( .)39بحار األنوار للعالمة المجلسي ج 48
الوصية حذفتو لالختصار.
( .)31شرح أصوؿ الكافي للمازندراني ج 6ص .369
( .)30نفس المصدر .31
( .)33بحار األنوار للعالمة المجلسي ج 48ص .303
( .)33نفس المصدر .38
( .)34روضة الواعظين للنيسابوري ص .309
( .)35روضة الواعظين للنيسابوري ص .309
( .)36بحار األنوار للعالمة المجلسي ج 48ص()305-303
25
( .)37بحار األنوار للعالمة المجلسي ج 48ص : 058من كتاب االستدراؾ
( .)38بحار األنوار للعالمة المجلسي ج 48ص .044
( .)39اقتباس من بحار األنوار للعالمة المجلسي ج 48ص .041
( .)41روضة الواعظين للنيسابوري ص .309
( .)40بحار األنوار للعالمة المجلسي ج 48ص :048كشف الغمة ج 3ص.3
( .)43بحار األنوار للعالمة المجلسي ج 48ص -331ص .330
( .)43بحار األنوار للعالمة المجلسي ج 48ص :339قرب االسناد ص.093
ج 48ص( )348-347وكذلك ( .)44بحار األنوار للعالمة المجلسي
ص.303
ص .303أمالي الصدوؽ ( .)45بحار األنوار للعالمة المجلسي ج 48
ص049
( .)46بحار األنوار للعالمة المجلسي ج 48ص(.)335-334
( .)47بحار األنوار للعالمة المجلسي ج 48ص .337االرشاد ص317
( .)48بحار األنوار للعالمة المجلسي ج 48ص(.)336-335
( .)49بحار األنوار للعالمة المجلسي ج 48ص(.)338-337
26
تنويه
٠ش ٜتعط اٌّذمم ٓ١اْ االِاَ اٌىاظُ عٍ ٗ١اٌسالَ لذ ُسجٓ ف ٟسجٓ ٘اسْٚ
اٌعثاس ٟاوثش ِٓ ِشج (ٚألصذ تزٌه اْ ٘اس٠ ْٚسجٓ االِاَ ٠ٚطٍك سشادٗ
ٌ١عٛد اٌ ٝاٍ٘ٗ) ٚدٌ ٍُٙ١اْ ٘اس ْٚاٌعثاس ٟلذ أغٍك سشاح االِاَ دسة
اٌشٚا٠اخ اٌٛاسدج ف ٟرٌهٌ .ىٕٕا ف٘ ٟزا اٌىراب ورثٕا اٌعىس ِٓ رٌه اٌشأِ ٞع
االدرفاض تّعّ ْٛاٌشٚا٠اخ اٌذاٌح عٍ ٝاغالق سشادٗ عٍ ٗ١اٌسالَ .فاٌشش١ذ
لذ افشج عٓ االِاَ ٌ,ىٓ ٌُ اجذ دٌ ً١اْ االِاَ لذ عاد اٌِ ٝذٕ٠ح جذٖ
اٌّصطف( ٝص) تً ٚاالوثش ِٓ رٌه ٌُ اجذ سٚا٠ح ذش١ش اٌ ٝاعرماي االِاَ ِٓ
لثً اٌشش١ذ عذا اٌر ٟسٕ٠ٚا٘ا ف٘ ٟزا اٌىراب د١س صّ١ش االِاَ اٌ ٝاٌثصشج.
فٍزٌه ٌُ اجذ ذٛافك ت ٓ١اغالق سشاح االِاَ اٌىاظُ عٍ ٗ١اٌسالَ ٚعٛدذٗ اٌٝ
أٌٍ٘ٗ .ىٓ سٚا٠ح اغالق سشادٗ عٍ ٗ١اٌسالَ ال ّ٠ىٓ ٔىشأٙا ٘ٚزا ِا جعٍٕٟ
اورة اْ اٌشش١ذ اٌعثاس ٟلذ ٚظع االِاَ عٍ ٗ١اٌسالَ ذذد االلاِح اٌجثش٠ح
(وّا ر٘ة اٌ ٗ١اٌثعط االخش ِٓ اٌّذممٚ )ٓ١تزٌه فاْ ٘اس ْٚاٌعثاسٌُ ٟ
٠سّخ ٌالِاَ تّغادسج تغذاد اٌ ٝاْ اعرمٍٗ ِشج اخشٔ .ٜذٓ ٕ٘ا ال ٔش٠ذ اْ ٔثٓ١
صذح ٘زا اٌشأ ٞأ ٚران فاالِش ِرشٚن ٌٍّذممٌ ٓ١ىٕٕا اخزٔا اٌشأ ٞاٌثأٌ ٟىٟ
٠ى ْٛذسٍسً االدذاز ِٕطمِٚ ٟمثٛي عمٍ١ا تاالظافح اٌ ٝعذَ ذعاسظٗ ِع
إٌمً.
27
28
29