W


‫م‬-.،+ ‫א
ز
 

א‬،‫
دא"!א‬$‫א‬%&'‫*)
س‬
 K!‫و‬23‫
א‬4'‫*
ذ‬0‫א‬

 =>‫א?وא‬W6789:
‫<!;وא‬
 


http://hanine98.maktoobblog.com

1
 ‫‪
F‬א

א
‪

E‬‬
‫ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﺎﻟﻔﺼﻞ ‪:‬‬
‫ﻳﻨﻔﺘﺢ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻣﻦ ﺭﻭﺍﻳﺔ ) ﺍﻟﻠﺺ ﻭ ﺍﻟﻜﻼﺏ ( ﻋﻠﻰ ﻋﻮﺩﺓ ﺳﻌﻴﺪ ﺇﱃ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺟﺪﻩ ﻣﱰﻭﻳﺎ ﰲ ﺣﺠﺮﺗﻪ ‪.‬‬

‫‪:‬‬ ‫ﺍﻟﻮﺻﻒ‬ ‫‪-1‬‬

‫ﺃ‪ -‬ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻋﻮﺩﺓ ﺳﻌﻴﺪ ﻣﻬﺮﺍﻥ ﺇﱃ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻠﻲ‬
‫‪ -‬ﺣﺪﻳﺚ ﺳﻌﻴﺪ ﻣﻬﺮﺍﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻠﻲ‬
‫ﺏ ـ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ‪:‬‬
‫‪ -1‬ﺳﻌﻴﺪ ﻣﻬﺮﺍﻥ ‪ :‬ﺗﻌﺐ ‪/‬ﻳﻠﻬﺚ‪ /‬ﺻﺮﻳﺢ ‪/‬ﻣﺘﺮﰊ ‪ /‬ﻳﻌﺎﱐ ﻣﻦ ﺗﻨﻜﺮ ﺍﺑﻨﺘﻪ ﻟﻪ ‪ /‬ﻳﻌﺎﱐ ﻣﻦ ﺧﻴﺎﻧﺔ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ‪ /‬ﺧﺴﺮ ﺍﳌﺎﻝ‬
‫ﻭ ﺍﻟﻨﻘﻮﺩ ﻭ ﺍﳊﻠﻲ ‪ /‬ﻳﻌﺎﱐ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺷﺎﻳﺔ ‪ /‬ﻋﺎﱏ ﻣﻦ ﺧﻴﺎﻧﺔ ﻭ ﺟﺤﻮﺩ ﻭ ﺿﻴﺎﻉ ﺟﻬﺪ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﺳﺪﻯ ‪ /‬ﳛﺘﺎﺝ ﺇﱃ ﻛﻠﻤﺔ ﻃﻴﺒﺔ ‪/‬‬
‫‪ -2‬ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻠﻲ ‪ :‬ﺳﻴﺪ ﺍﻷﺣﻴﺎﺀ ‪ /‬ﻭﺟﻪ ﳓﻴﻞ ‪ /‬ﻃﺎﻗﻴﺔ ﺑﻴﻀﺎﺀ ‪ /‬ﲦﺎﻧﲔ ﻋﺎﻣﺎ ‪ /‬ﻋﲔ ﱂ ﺗﻔﻘﺪ ﺟﺎﺫﺑﻴﺘﻬﺎ ﻭ ﻧﻔﺎﺫﻫﺎ ﻭ ﺳﺤﺮﻫﺎ ‪ /‬ﻓﺎﺋﺾ‬
‫ﺍﳊﻴﻮﻳﺔ ‪/‬‬
‫ﺝ – ﺍﳌﻜﺎﻥ ‪:‬‬
‫‪ -1‬ﻃﺮﻳﻖ ﺍﳉﺒﻞ ‪ :‬ﺃﺭﺽ ﺃﻃﻔﺎﻝ ‪ /‬ﺭﻣﺎﻝ ‪ /‬ﺩﻭﺍﺏ ‪ /‬ﺻﻐﲑﺍﺕ ﺍﻟﺒﻨﺎﺕ ‪ /‬ﺍﻟﻜﺴﺎﱃ ﺍﳌﺴﺘﻠﻘﲔ‬
‫‪ -2‬ﺍﻟﺒﻴﺖ ‪ :‬ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﳌﻔﺘﻮﺡ ﻣﻦ ﺃﻗﺼﻰ ﺍﻟﺰﻣﻦ‬
‫‪ -3‬ﺍﻟﺒﻴﺖ ‪ :‬ﻣﺴﻜﻦ ﺑﺴﻴﻂ ‪ /‬ﺣﻮﺵ ﻏﲑ ﻣﺴﻘﻮﻑ ‪ /‬ﳔﻠﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻣﻘﻮﺳﺔ ﺍﳍﺎﻣﺔ ‪ /‬ﺣﺠﺮﺓ ﻭﺣﻴﺪﺓ ‪ /‬ﻃﻔﻮﻟﺔ ‪ /‬ﺃﺣﻼﻡ ‪ /‬ﺣﻨﺎﻥ ﺃﺏ ‪/‬‬
‫ﺃﺧﻴﻠﺔ ﲰﺎﻭﻳﺔ ‪ /‬ﻣﻨﺸﺪﻭﻥ ‪ /‬ﻣﺮﻳﺪﻭﻥ ‪ /‬ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺬﻛﺮ ‪ /‬ﺷﺎﻱ ﺍﺧﻀﺮ‬
‫‪ -4‬ﺍﳊﺠﺮﺓ ‪ :‬ﻗﺪﳝﺔ ‪ /‬ﻓﺮﺍﺵ ﺑﺴﻴﻂ ‪ /‬ﺃﺭﻓﻒ ﳎﻠﺪﺍﺕ ‪ /‬ﺭﺍﺋﺤﺔ ﺍﻟﺒﺨﻮﺭ‬
‫ﺩ – ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ‪ :‬ﻋﺸﺮﺓ ﺃﻋﻮﺍﻡ ‪ :‬ﺯﻣﻦ ﺍﻟﺴﺠﻦ‬
‫ﺍﳌﺴﺎﺀ ) ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺧﻴﻂ ﺫﻫﱯ ﻳﺘﺮﺍﺟﻊ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﻮﺓ ( ‪ :‬ﺯﻣﻦ ﺍﳊﺪﺙ‬
‫ﻟﻴﻠﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ‪ :‬ﺃﻭﱃ ﻟﻴﺎﱄ ﺍﳊﺮﻳﺔ‬

‫‪:‬‬ ‫ﺍﻟﺘﺄﻭﻳﻞ‬ ‫‪-2‬‬

‫ﺳﻌﻴﺪ ﻣﻬﺮﺍﻥ ﰲ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻠﻲ ‪ /‬ﺃﻭ ﺑﺎﻷﺣﺮﻯ ﻣﻊ ﻃﻴﻒ ﻭﺍﻟﺪﻩ ‪ ،‬ﻣﻊ ﺻﻮﺕ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻭ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻟﻴﺲ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﻋﻠﻲ ﻣﺮﻳﺪﻭﻥ ﻭ ﺃﺗﺒﺎﻉ ‪.‬‬
‫ﺷﺨﺼﻴﺘﺎﻥ ﻳﻮﺣﺪ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺍﻟﺒﻴﺖ ‪ ،‬ﻭ ﻳﻔﺮﻕ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ‪ :‬ﺍﻟﺴﻦ ‪ /‬ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ‪ /‬ﺍﳍﻢ ﺍﻟﺬﺍﰐ ﻭ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﻲ ‪ /‬ﺍﻟﺪﻳﻦ‬
‫ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ‪ :‬ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ) ﱂ ﻳﻌﻦ ﺑﺎﻻﻟﺘﻔﺎﺕ ﺇﱃ ﻗﻮﻟﻪ ‪ ،‬ﻭ ﻣﻀﻰ ﺯﻣﻦ ﺻﺎﻣﺖ ﻭ ﻋﻴﻨﺎ ﺳﻌﻴﺪ ﺗﺘﺎﺑﻊ ﻃﺎﺑﻮﺭﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻤﻞ‬
‫ﻳﺰﺣﻒ ﲞﻔﺔ ﺑﲔ ﺛﻨﻴﺎﺕ ﺍﳊﺼﲑﺓ (‬
‫ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻠﻲ ‪ :‬ﻏﺎﺋﺐ ﰲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ‬
‫ﻣﻦ ﺍﳌﺮﻳﺪﻳﻦ ﺍﳌﻨﺸﻐﻠﲔ ﺑﺬﻛﺮ ﺍﷲ ‪،‬‬
‫ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺮﻭﻥ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺳﺠﻨﺎ‬
‫ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴﻤﻌﻮﻥ ﻛﺜﲑﺍ ﻭ ﻻ ﻳﻜﺎﺩﻭﻥ ﻳﺴﻤﻌﻮﻥ ﺷﻴﺌﺎ‬
‫ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻄﻠﺒﻮﻥ ﺍﻟﺮﲪﺔ ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭ ﺍﻵﺧﺮﺓ‬
‫ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺮﻭﻥ ﺃﻥ ﺍﶈﺒﺔ ﻫﻲ ﺍﳌﻮﺍﻓﻘﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﺃﻣﺮ ‪ ،‬ﻭ ﺍﻻﻧﺘﻬﺎﺀ ﻋﻤﺎ ﺯﺟﺮ ‪ ،‬ﻭ ﺍﻟﺮﺿﺎ ﲟﺎ ﺣﻜﻢ ﻭ ﻗﺪﺭ‬
‫ﺳﻌﲔ ﻣﻬﺮﺍﻥ ‪ :‬ﻣﻌﺎﻧﺎﺓ ﻣﻦ ﺍﳋﻴﺎﻧﺔ ﻭ ﺍﳉﺤﻮﺩ ﻭ ﺿﻴﺎﻉ ﺟﻬﺪ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﺳﺪﻯ ‪ +‬ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺠﻦ‬
‫ﺗﻨﻜﺮﺕ ﻟﻪ ﺍﺑﻨﺘﻪ‬
‫ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺲ ﻭ ﺍﻟﺒﻮﺡ ﻭ ﺍﻟﺸﻜﻮﻯ‬
‫ﻣﻘﺒﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺭ‬
‫ﰲ ﺣﺎﺟﺔ ﺇﱃ ﻛﻠﻤﺔ ﻃﻴﺒﺔ‬

‫ﻓﻜﺎﻥ ﳎﻲﺀ ﺳﻌﻴﺪ ﺇﱃ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﰲ ﻏﲑ ﳏﻠﻪ ) ﻭ ﻟﻜﻦ ﻫﻞ ﻣﻦ ﻣﺄﻭﻯ ﺁﻭﻱ ﺇﻟﻴﻪ ؟ ( ‪ ،‬ﻓﻠﻢ ﺟﺎﺀ ﺳﻌﻴﺪ ﻣﻬﺮﺍﻥ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﻴﺦ ؟‬
‫‪ -‬ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﳊﻈﺔ ﺑﻮﺡ ﻭ ﺍﻋﺘﺮﺍﻑ ) ﱂ ﺗﻄﻞ ﻭ ﻛﺄ‪‬ﺎ ﴰﺲ ‪ ،‬ﺧﻴﻂ ﺫﻫﱯ ﻳﺘﺮﺍﺟﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻮﺓ ( ﺗﻜﺸﻒ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺳﻌﻴﺪ ﻛﺎﻥ ﺿﺤﻴﺔ‬
‫ﻣﺆﺍﻣﺮﺓ ‪/‬ﻭﺷﺎﻳﺔ ‪/‬ﺧﻴﺎﻧﺔ ‪:‬‬
‫‪ -1‬ﺗﻄﻠﺐ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺍﻟﻄﻼﻕ ﳏﺘﺠﺔ ﺑﺴﺠﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﻣﻬﺮﺍﻥ‬
‫‪ -2‬ﺗﺘﺰﻭﺝ ﻣﻦ ﺍﺣﺪ ﺃﺗﺒﺎﻋﻪ‬

‫‪2‬‬
 ‫‪ -3‬ﻳﺴﺘﺤﻮﺫﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺎﻝ ﻭ ﺍﻟﻨﻘﻮﺩ ﻭ ﺍﳊﻠﻲ ﻭ ﺍﻟﺒﻨﺖ‬
‫‪ – 4‬ﻳﺘﺤﻮﻝ ﺍﻟﺘﺎﺑﻊ ﺇﱃ ﻣﻌﻠﻢ ﻗﺪ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭ ﲨﻴﻊ ﺃﻧﺬﺍﻝ ﺍﻟﻌﻄﻔﺔ ﺃﺻﺒﺤﻮﺍ ﻣﻦ ﺭﺟﺎﻟﻪ ‪.‬‬
‫‪ -5‬ﱂ ﻳﻘﺒﺾ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺘﺪﺑﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻮﻟﻴﺲ‬
‫‪ -6‬ﺃﻥ ﺳﻌﻴﺪ ﺗﻌﻠﻖ ﺑﻨﺒﻮﻳﺔ ﰲ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﱃ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ ﺑﺎﳉﻴﺰﺓ ﺣﻴﺚ ﺭﺁﻫﺎ ﲢﻤﻞ ﺳﻠﺔ ‪.‬‬

‫ﻭ ﻟﻜﻦ ‪ :‬ﻣﻦ ﻫﻮ ﺳﻌﻴﺪ ؟‬

‫ﻋﻼﻭﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺳﻌﻴﺪ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻣﺜﻘﻒ ‪ /‬ﻣﺘﺮﰊ ‪ /‬ﻳﻈﻬﺮ ﺃﻧﻪ ﺍﺑﻦ ﺑﻴﺖ ﻛﺒﲑ ‪ ،‬ﺑﻴﺖ ﻣﻔﺘﻮﺡ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ ‪ ،‬ﻣﺸﻬﻮﺩ ﻟﻪ‬
‫ﺑﺎﻟﺘﺪﻳﻦ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺡ ﻭ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ) ﳔﻠﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ( ﻭ ﺑﻴﺖ ﻛﺒﲑ ﺑﺎﻟﺘﻮﺍﺿﻊ ﻭ ﺍﻟﺒﺴﺎﻃﺔ‬
‫ﺧﻼﺻﺔ ‪:‬‬
‫ﰲ ﺃﻭﻝ ﻟﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﻟﻴﺎﱄ ﺍﳊﺮﻳﺔ ‪ ،‬ﳚﺪ ﺳﻌﻴﺪ ﻣﻬﺮﺍﻥ ﻧﻔﺴﻪ ﰲ ﻭﺿﻊ ﻣﺘﺄﺯﻡ ‪ ،‬ﻭ ﺭﲟﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﻮﺩﺗﻪ ﺇﱃ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﰲ ﻏﲑ ﳏﻠﻬﺎ ‪ ،‬ﻭ ﻻ‬
‫ﺗﺴﻌﻔﻪ ﻋﻠﻰ ﻓﺘﺢ ﺻﻔﺤﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ‪....‬ﻭ ﻟﻜﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﻛﺸﻔﺖ ﻋﻦ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﺧﻔﻴﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺓ ﻭ ﺩﻭﺍﺧﻞ ﺳﻌﻴﺪ ‪ ..‬ﻭ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻷﻫﻢ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪
F‬א

א
‪

E‬‬
‫ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﺎﻟﻔﺼﻞ ‪:‬‬
‫ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﻳﻐﺎﺩﺭ ﺳﻌﻴﺪ ﻣﻬﺮﺍﻥ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻠﻲ ﺫﺍﻫﺒﺎ ﳌﻼﻗﺎﺓ ﺻﺪﻳﻖ ﻋﻤﺮﻩ ﺭﺅﻭﻑ ﻋﻠﻮﺍﻥ‬

‫‪-1‬ﺍﻟﻮﺻﻒ ‪:‬‬
‫ﺃ‪ -‬ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺫﻫﺎﺏ ﺳﻌﻴﺪ ﻣﻬﺮﺍﻥ ﳌﻼﻗﺎﺓ ﺭﺅﻭﻑ ﻋﻠﻮﺍﻥ‬
‫‪ -‬ﻋﺪﻡ ﲤﻜﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﻣﻦ ﻣﻼﻗﺎﺓ ﺭﺅﻭﻑ ‪ ،‬ﺟﻌﻠﻪ ﻳﻘﺼﺪﻩ ﰲ ﺑﻴﺘﻪ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻟﻘﺎﺀ ﺳﻌﻴﺪ ﻣﻬﺮﺍﻥ ﻣﻊ ﺭﺅﻭﻑ ﻋﻠﻮﺍﻥ‬
‫‪ -‬ﺧﺮﻭﺝ ﺳﻌﻴﺪ ﻣﻬﺮﺍﻥ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﺭﺅﻭﻑ ﻋﻠﻮﺍﻥ ﻭﻗﺪ ﺣﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﻭﺭﻗﻴﺘﲔ ﻣﻦ ﺫﺍﺕ ﺍﳋﻤﺴﺔ ﺟﻨﻴﻬﺎﺕ ‪.‬‬
‫ﺏ‪ -‬ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ‪:‬‬
‫‪ -1‬ﺳﻌﻲ ﻣﻬﺮﺍﻥ ‪ :‬ﻏﺮﻳﺐ ﺍﳌﻨﻈﺮ ‪ /‬ﺑﺬﻟﺔ ﺯﺭﻗﺎﺀ ‪ /‬ﺣﺬﺍﺀ ﻣﻄﺎﻁ ‪ /‬ﻧﻈﺮﺓ ﺟﺮﻳﺌﺔ ﺣﺎﺩﺓ ‪ /‬ﺃﻧﻒ ﺃﻗﲎ ﻃﻮﻳﻞ ‪ /‬ﻻ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺘﺬﻛﺮ‬
‫ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ‪...‬‬
‫‪ -2‬ﺭﺅﻭﻑ ﻋﻠﻮﺍﻥ ‪ :‬ﺗﻈﻬﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ – ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺴﺮﺩ ‪ -‬ﻧﺎﻣﻴﺔ ﻣﺘﺤﻮﻟﺔ ﻭ ﻣﺘﻐﲑﺓ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﰲ ﺍﳌﺎﺿﻲ ‪ :‬ﻃﺎﻟﺐ ﺭﻳﻔﻲ ‪ /‬ﺭﺙ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ‪ /‬ﻛﺒﲑ ﺍﻟﻘﻠﺐ ‪ /‬ﻛﺎﻥ ﺃﺣﺪ ﻣﺮﺗﺪﻱ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﻬﺮﺍﻥ ‪ /‬ﻗﻠﻢ ﺻﺎﺩﻕ ﻣﺸﻊ ‪ /‬ﳏﺮﺭ‬
‫ﲟﺠﻠﺔ ﺍﻟﻨﺬﻳﺮ ‪ /‬ﺍﻟﺼﻮﺕ ﺍﳌﺪﻭﻱ ﺑﺎﳊﺮﻳﺔ ‪ /‬ﺃﺳﺘﺎﺫ ﻭ ﺳﻴﻒ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﺍﳌﺴﻠﻮﻝ‬
‫‪ -‬ﰲ ﺍﳊﺎﺿﺮ ‪ :‬ﺻﺤﻔﻲ ﻛﺒﲑ ‪ /‬ﻛﺜﲑ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭ ﺍﻷﺷﻐﺎﻝ ‪ /‬ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﳝﻠﻚ ﺇﻻ ﺣﺼﲑﺓ ﻭ ﻻ ﳝﻠﻚ ﻧﻘﻮﺩﺍ‬
‫‪ /‬ﻭﺟﻪ ﻣﺴﺘﺪﻳﺮ ﳑﺘﻠﻰﺀ‬
‫ﺝ – ﺍﳌﻜﺎﻥ ‪:‬‬
‫‪ -1‬ﻣﺒﲎ ﺟﺮﻳﺪﺓ ﺍﻟﺰﻫﺮﺓ ﲟﻴﺪﺍﻥ ﺍﳌﻌﺎﺭﻑ ‪ /‬ﺃﺩﻭﺍﺭ ‪ /‬ﻣﻜﺘﺐ ﺍﺳﺘﻌﻼﻣﺎﺕ ‪ /‬ﻣﻮﻇﻔﻮﻥ ‪ /‬ﺳﻜﺮﺗﲑ ‪ /‬ﺩﻭﺍﻣﺔ ﻻ ﺗــﻬﺪﺃ ‪ /‬ﻃﺎﺑﻮﺭ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺍﺕ ‪ /‬ﺃﺻﻮﺍﺕ ﺍﳌﻄﺎﺑﻊ ‪ /‬ﺣﺠﺮﺓ ﻛﺒﲑﺓ ﻣﺴﺘﻄﻴﻠﺔ ﺯﺟﺎﺟﻴﺔ ﺍﳉﺪﺍﺭ‬
‫‪ -2‬ﺍﻟﺴﻜﻦ ‪ :‬ﻛﻮﺭﻧﻴﺶ ﺍﻟﻨﻴﻞ ‪ /‬ﺷﺎﺭﻉ ﺍﻟﻨﻴﻞ ‪ /‬ﻓﻴﻼ ﺭﻗﻢ ‪ / 18‬ﻓﻴﻼ ﲝﺪﻳﻘﺔ ﻣﺘﺮﺍﻣﻴﺔ ‪ /‬ﺃﺷﺠﺎﺭ ‪ /‬ﻭ ﺳﺎﺋﺪ ﻣﺴﺘﻘﺮﺓ ‪ /‬ﺍﻟﺜﺮﺍﺀ‬
‫ﻭ ﺍﻟﻐﲎ ﻭ ﺫﻛﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ‪ /‬ﲢﻒ ‪ /‬ﺣﻮﺍﻣﻞ ﻣﺬﻫﺒﺔ ‪ /‬ﺯﺧﺎﺭﻑ ‪ /‬ﻣﻘﺎﻋﺪ ﻭﺛﲑﺓ ‪ /‬ﺭﻭﺍﺋﻊ ‪ /‬ﻓﺮﺍﻧﺪﺍ ‪ /‬ﺃﻛﻞ ﻭ ﺷﺮﺍﺏ ‪ /‬ﲤﺎﺛﻴﻞ ﺻﻴﻨﻴﺔ‬
‫ﺩ‪ -‬ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ‪ :‬ﻟﻴﻞ ‪ :‬ﲰﺎﺀ ﻏﺎﺏ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﳍﻼﻝ ‪ /‬ﳒﻮﻡ ﺗﻮﻣﺾ ﰲ ﻇﻠﻤﺔ ﺭﻫﻴﺒﺔ‬
‫ﻣﺪﺓ ﻗﺼﲑﺓ ‪ :‬ﺯﻣﻦ ﲢﻮﻝ ﺭﺅﻭﻑ ﻣﻦ ﳏﺮﺭ ﺇﱃ ﺻﺤﻒ ﻛﺒﲑ‬

‫‪-1‬ﺍﻟﺘﺄﻭﻳﻞ ‪:‬‬
‫ﻳﻜﺸﻒ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺑﲔ ﺳﻌﻴﺪ ﻣﻬﺮﺍﻥ ﻭ ﺭﺅﻭﻑ ﻋﻠﻮﺍﻥ ﻋﻦ ﺷﺨﺼﻴﺘﲔ ‪:‬‬
‫ﺃ‪ -‬ﻳﺘﻔﻘﺎﻥ ﰲ ﺍﳌﺎﺿﻲ ) ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻣﺸﺘﺮﻙ ( ‪ :‬ﰲ ﺍﻻﺳﻢ ) ﻣﻬﺮﺍﻥ ﻋﻠﻰ ﻭﺯﻥ ﻋﻠﻮﺍﻥ ( ‪ /‬ﺍﻹﻗﺎﻣﺔ ﺑﺒﻴﺖ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ ‪ /‬ﰲ ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ ‪/‬‬
‫ﰲ ﺣﻀﻮﺭ ﺣﻠﻘﺎﺕ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﺑﺒﻴﺖ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻠﻲ ‪ /‬ﻛﺎﻥ ﺭﺅﻭﻑ ﺃﺳﺘﺎﺫﺍ ﻭ ﻣﺮﺷﺪﺍ ﻭ ﺷﺎﻫﺪﺍ ‪ ،‬ﻭ ﻛﺎﻥ ﺳﻌﻴﺪ ﺗﻠﻤﻴﺬﺍ‬

‫‪http://hanine98.maktoobblog.com‬‬

‫‪3‬‬
 ‫ﺏ – ﳜﺘﻠﻔﺎﻥ ﰲ ﺍﳊﺎﺿﺮ ) ﺗﺒﺎﻋﺪ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭ ﺛﻘﺎﰲ ( ‪:‬‬
‫ﺭﺅﻭﻑ ﻋﻠﻮﺍﻥ‬ ‫ﺳﻌﻴﺪ ﻣﻬﺮﺍﻥ‬
‫‪ -‬ﺻﺤﻔﻲ ﻛﺒﲑ‬ ‫‪ -‬ﺳﻌﻴﺪ ﻻ ﳝﻠﻚ ﻣﻦ ﺍﳌﺎﻝ ﺷﻴﺌﺎ ﺳﻮﻯ ﺑﻌﺾ ﻛﺘﺐ‬
‫‪ -‬ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺗﺮﻓﻞ ﰲ ﺍﻟﻌﺰ ﻭ ﺍﻟﻐﲎ ﻭ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﻌﻤﻞ‬ ‫‪ -‬ﱂ ﳜﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﺑﻌﺪ‬
‫‪ -‬ﺟﺮﻳﺪﺓ ﻭ ﻓﻴﻼ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻮﺭﻧﻴﺶ ﻭ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﻭ ﺧﺪﻡ ﻭ ﺻﺤﺔ‬ ‫‪ -‬ﻻ ﻳﻔﻜﺮ ﰲ ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﳌﺎﺿﻲ‬
‫‪ -‬ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﳌﺴﺎﻋﺪﺓ‬

‫ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ؟‬

‫ﺭﺅﻭﻑ ﻋﻠﻮﺍﻥ‬ ‫ﺳﻌﻴﺪ ﻣﻬﺮﺍﻥ‬
‫‪ -‬ﻭ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﲢﻮﻝ ﻣﻦ ﺻﻮﺕ ﻟﻠﺤﺮﻳﺔ ﺇﱃ ﺻﺤﻔﻲ ﻛﺒﲑ‬ ‫‪ -‬ﺍﻷﻭﻝ ﺑﻘﻲ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﻪ ‪ ،‬ﱂ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﰲ‬
‫‪ -‬ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺘﻨﻜﺮ ﻟﻠﻤﺎﺿﻲ ﻭ ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ ) ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ ‪ /‬ﺍﻟﻔﻘﺮ ‪/‬‬ ‫ﺍﳊﺮﻓﺔ ﺍﻟﻘﺪﳝﺔ ) ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﺮﻗﺔ (‬
‫ﺣﻠﻘﺎﺕ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﰲ ﺑﻴﺖ ﻣﻬﺮﺍﻥ (‬ ‫‪ -‬ﱂ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺮﺟﻊ ﺃﺩﺏ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻭ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ‬
‫‪ -‬ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻄﻮﻱ ﺻﻔﺤﺔ ﺳﻌﻴﺪ ﻣﻬﺮﺍﻥ‬ ‫‪ -‬ﱂ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺃﻥ ﻳﻨﺴﻰ ﺍﳌﺎﺿﻲ‬

‫ﺧﻼﺻﺔ ‪:‬‬
‫ﺗﺸﺘﺪ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﻭ ﺍﻟﻀﺎﺋﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﻌﻴﺪ ﻣﻬﺮﺍﻥ ‪ ،‬ﻭ ﳚﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻣﺎﻡ ﻭﺍﻗﻊ ﺁﺧﺮ ﱂ ﻳﺄﻟﻔﻪ ﻗﺒﻞ ﺩﺧﻮﻟﻪ ﺍﻟﺴﺠﻦ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﰲ ﺍﻷﻣﺲ ‪ ،‬ﺗﻨﻜﺮﺕ ﻟﻪ ﺍﺑﻨﺘﻪ‬
‫‪ -‬ﺍﻟﻴﻮﻡ ‪ ،‬ﻳﺘﻨﻜﺮ ﻟﻪ ) ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ( ‪ ،‬ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻭ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﻭ ﺍﻟﺮﻓﻴﻖ‬
‫ﻭ ﻳﺘﻀﺢ ﺃﻥ ﺳﻌﻴﺪ ﻗﺪ ﺃﺧﻄﺄ ﻣﺮﺓ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ ‪:‬‬
‫‪ -1‬ﱂ ﳚﺪ ﻣﻦ ﻳﺴﺎﻋﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻧﺪﻣﺎﺝ ﰲ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ) ‪ -‬ﻻ ﻭﻗﺖ ﻟﻠﻤﺰﺍﺡ ‪ ،‬ﺃﻧﺖ ﱂ ﲤﺎﺭﺱ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻗﻂ ‪ ،‬ﻭ ﺃﻧﺖ ﺧﺮﺟﺖ ﺃﻣﺲ‬
‫ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺠﻦ ‪ ،‬ﻭ ﺃﻧﺖ ﺗﻌﺒﺚ ﻭ ﺗﻀﻴﻊ ﻭﻗﱵ ﺑﻼ ﻃﺎﺋﻞ ‪(..‬‬
‫‪ -2‬ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻳﻌﻴﺶ ﲢﺖ ﺿﻐﻂ ﺍﳌﺎﺿﻲ ‪ ،‬ﻓﻬﻮ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻳﺬﻛﺮ ﺍﻟﻔﻴﻼﺕ ﺍﻟﱵ ﺳﺮﻗﻬﺎ‬
‫‪ -‬ﱂ ﻳﺘﺨﻠﺺ ﺑﻌﺪ ﻣﻦ ﻫﺎﺟﺲ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﱃ ﺍﳊﺮﻓﺔ ﺍﻟﻘﺪﳝﺔ ‪ ) :‬ﻛﻴﻒ ﻛﺎﻥ ﺳﻌﻴﺪ ﻳﻨﻈﺮ ﻭ ﻳﺼﻒ ﺃﺛﺎﺙ ﻓﻴﻼ ﺭﺅﻭﻑ ﻋﻠﻮﺍﻥ (‬
‫‪ -‬ﺃﺻﺒﺢ ﻳﻜﺮﻩ ﻛﻞ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ‬
‫ﻭ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﻓﻀﺎﺀ ﻟﻠﺨﻴﺒﺔ ﺑﺎﻣﺘﻴﺎﺯ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﲰﺎﺀ ﻏﺎﺏ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﳍﻼﻝ‬
‫‪ -‬ﻋﺪﻡ ﻭﻗﻮﻉ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﰲ ﻣﻘﺮ ﺍﳉﺮﻳﺪﺓ‬
‫‪ -‬ﺑﺮﻭﺩﺓ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﺑﲔ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺘﲔ‬
‫ﻭ ﻫﻲ ﺇﺷﺎﺭﺍﺕ ﺫﻛﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺍﻭﻱ ﲡﻌﻠﻨﺎ ﻧﻘﻒ ﻋﻠﻰ ﺗﻀﺨﻢ ﺃﺯﻣﺔ ﺍﻟﺒﻄﻞ ‪ ،‬ﻭ ﺗﻔﺎﻗﻤﻬﺎ ‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪
F‬א

אא
‪


E‬‬
‫ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﺎﻟﻔﺼﻞ ‪:‬‬
‫ﳜﺮﺝ ﺳﻌﻴﺪ ﻣﻦ ﻓﻴﻼ ﺭﺅﻭﻑ ﻋﻠﻮﺍﻥ ‪ ،‬ﰒ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻟﻠﺴﺮﻗﺔ ‪ ،‬ﻓﻴﻨﻜﺸﻒ ﺃﻣﺮﻩ ﻭ ﻳﻀﺒﻄﻪ ﺭﺅﻭﻑ ﰲ ﻭﺿﻊ ﺗﻠﺒﺲ ‪،‬‬
‫ﻓﻴﺴﺘﺮﺟﻊ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻌﺸﺮﺓ ﺟﻨﻴﻬﺎﺕ ‪ ،‬ﻭ ﻳﻄﺮﺩﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻴﺖ ‪.‬‬

‫‪-1‬ﺍﻟﻮﺻﻒ ‪:‬‬
‫ﺃ – ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺧﺮﻭﺝ ﺳﻌﻴﺪ ﻣﻦ ﻓﻴﻼ ﺭﺅﻭﻑ ﻋﻠﻮﺍﻥ‬
‫‪ -‬ﻋﻮﺩﺓ ﺳﻌﻴﺪ ﺇﱃ ﻓﻴﻼ ﺭﺅﻭﻑ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺴﺮﻗﺔ‬
‫‪ -‬ﺍﻧﻜﺸﺎﻑ ﺃﻣﺮ ﺳﻌﻴﺪ ﻣﺘﻠﺒﺴﺎ ﺑﺎﻟﺴﺮﻗﺔ‬
‫‪ -‬ﻃﺮﺩ ﺭﺅﻭﻑ ﻟﺴﻌﻴﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻴﻼ‬
‫ﺏ – ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺳﻌﻴﺪ ﻣﻬﺮﺍﻥ ‪ :‬ﺿﺎﺋﻊ ﺑﻼ ﺃﺻﻞ ﻭ ﺑﻼ ﻗﻴﻤﺔ ﻭ ﺑﻼ ﺃﻣﻞ ‪ /‬ﺻﺎﺣﺐ ﻣﻬﻨﺔ ﺻﺎﳊﺔ ﻭ ﻋﺎﺩﻟﺔ ‪ /‬ﱂ ﻳﻘﻮ ﻋﻠﻰ ﻧﺴﻴﺎﻥ ﺍﳌﺎﺿﻲ ‪/‬‬

‫‪4‬‬
 ‫‪ -‬ﺭﺅﻭﻑ ﻋﻠﻮﺍﻥ ‪ :‬ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻋﺎﺭﻳﺔ ‪ /‬ﺟﺜﺔ ﻋﻔﻨﺔ ﻻ ﻳﻮﺍﺭﻳﻬﺎ ﺗﺮﺍﺏ ‪ /‬ﺧﺪﺍﻉ ﻭ ﻣﻜﺮ ‪ /‬ﺧﻴﺎﻧﺔ ﻟﺌﻴﻤﺔ ‪ /‬ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ‬
‫ﻓﻴﻠﺴﻮﻑ ﺍﳊﺮﻓﺔ ﺍﻟﻘﺪﳝﺔ‬

‫ﺝ ‪ -‬ﺍﳌﻜﺎﻥ ‪ :‬ﺟﺴﺮ ﻋﺒﺎﺱ ‪ :‬ﺃﺭﻳﻜﺔ ﺣﺠﺮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ) ﻓﻀﺎﺀ ﺍﻟﻌﺘﻤﺔ ( ) ﻓﻀﺎﺀ ﺍﻟﺒﲔ ﺑﲔ (‬
‫‪ :‬ﻋﻠﻰ ﺷﺎﻃﺊ ﺍﻟﻨﻴﻞ ‪ :‬ﺟﺮﻯ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﻛﺄﻣﻮﺍﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﺗﻨﻐﺮﺱ ﰲ ﺟﻨﺒﺎ‪‬ﺎ ﺃﺳﻬﻢ ﺍﻟﻀﻴﺎﺀ ﺍﳌﻨﻌﻜﺴﺔ ﻣﻦ‬
‫ﻣﺼﺎﺑﻴﺢ ﺍﻟﺸﺎﻃﺊ ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻔﻴﻼ ‪ :‬ﺃﻏﺼﺎﻥ ﻛﺜﻴﻔﺔ ‪ /‬ﺃﻭﺭﺍﻕ ﻭ ﺃﺯﻫﺎﺭ ‪/‬ﺃﺳﻨﺎﻥ ﻣﺪﺑﺒﺔ ‪ /‬ﺍﻟﺸﺠﲑﺍﺕ ﻭ ﺍﻷﺷﺠﺎﺭ ﻭ ﺍﻟﻈﻠﻤﺔ ‪ /‬ﻛﺜﺎﻓﺔ ﺍﻟﻈﻠﻤﺔ ‪ /‬ﺟﺪﺍﺭ‬
‫ﺃﻣﻠﺲ ‪/‬‬
‫ﺩ ‪ -‬ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ‪ :‬ﺍﻟﻠﻴﻞ ‪ :‬ﺩﻧﺖ ﺍﻟﻨﺠﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺽ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﻗﺘﺮﺏ ﺍﻟﻔﺠﺮ‬
‫ﻫـ ‪ -‬ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﺍﻟﺴﺮﺩﻳﺔ ‪ :‬ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﳋﻠﻒ ‪ :‬ﻓﺎﻟﺮﺍﻭﻱ ﻳﻌﺮﻑ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﻄﻞ ‪ ،‬ﺍﻧﻪ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﺣﱴ ﲟﺎ ﰲ ﺃﻋﻤﺎﻕ‬
‫ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ‪ ،‬ﻭ ﳜﺘﺮﻕ ﲨﻴﻊ ﺍﳊﺠﺐ ‪ ،‬ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺃﻥ ﻳﻌﻄﻴﻨﺎ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﻋﺎﱂ ﻳﻬﻴﻤﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﺗﺎﻡ ‪ .‬ﻭ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﳏﻜﻴﺔ ﺑﻀﻤﲑ ﺍﻟﻐﺎﺋﺐ ‪،‬‬
‫ﻭ ﺍﳌﺘﻜﻠﻢ ﻭ ﺍﳌﺨﺎﻃﺐ ﻭ ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﲢﺘﻔﻆ ﻟﻠﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﺑﺎﺳﺘﻘﻼﳍﺎ ﺍﻟﻨﺴﱯ ﻭ ﻣﺎ ﻳﺼﺪﺭ ﻋﻨﻬﺎ ﻻ ﻳﻄﺎﺑﻖ ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﺍﻟﺮﺍﻭﻱ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ‬
‫ﻭ ﺇﻥ ﺗﻘﺎﻃﻌﺖ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﲟﺎ ﻳﻌﻜﺲ ﺧﻄﺎﺑﺎ ) ﻟﻴﱪﺍﻟﻴﺎ ( ﻓﻨﻴﺎ ﳚﺴ‪‬ﺪ ﺻﺮﺍﻉ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻭﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻭﺍﳌﻮﺍﻗﻊ ﻭﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‬
‫ﲟﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻭﺣﻴﺎﺩ‪.‬‬
‫‪ -2‬ﺍﻟﺘﺄﻭﻳﻞ ‪:‬‬
‫ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﰲ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺑﲔ ﺳﻌﻴﺪ ﻣﻬﺮﺍﻥ ﻭ ﺭﺅﻭﻑ ﻋﻠﻮﺍﻥ ﺇﱃ ﺗﻮﺻﻞ ﺳﻌﻴﺪ ﺇﱃ ﻋﺪﺓ ﺣﻘﺎﺋﻖ ﻣﻨﻬﺎ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺃﻥ ﺭﺅﻭﻑ ﻋﻠﻮﺍﻥ ﱂ ﻳﻌﺪ ﺭﺅﻭﻑ ﻋﻠﻮﺍﻥ ﺃﻳﺎﻡ ﺯﻣﺎﻥ ‪ ،‬ﱂ ﻳﻌﺪ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ) ‪ ...‬ﻓﻘﺪ ﻣﻀﻰ ﻛﺄﻣﺲ ﺃﻭ ﻛﺄﻭﻝ ﻳﻮﻡ ﰲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ‬
‫ﺃﻭ ﻛﺤﺐ ﻧﺒﻮﻳﺔ ﺃﻭ ﻛﻮﻻﺀ ﻋﻠﻴﺶ ( ﺹ ‪ ) 37 :‬ﺃﺻﺒﺢ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻋﺎﺭﻳﺔ ‪ ،‬ﺟﺜﺔ ﻋﻔﻨﺔ ﻻ ﻳﻮﺍﺭﻳﻬﺎ ﺗﺮﺍﺏ ( ‪ .‬ﺹ ‪37 :‬‬
‫‪ -‬ﺃﻥ ﺧﻴﺎﻧﺔ ﺭﺅﻭﻑ ﻋﻠﻮﺍﻥ ﺃﻓﻈﻊ ﻭ ﻻ ﺗﻘﻞ ﻋﻦ ﺧﻴﺎﻧﺔ ﻧﺒﻮﻳﺔ ﻭ ﻋﻠﻴﺶ‬
‫‪ -‬ﺧﻴﺎﻧﺔ ﺟﻌﻠﺖ ﺭﺅﻭﻑ ﻋﻠﻮﺍﻥ ) ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ( ﻳﺮﻓﻞ ﰲ ﺍﻟﻨﻌﻢ ﻭ ﻗﺼﺮ ﺍﻷﻧﻮﺍﺭ ﻭ ﺍﳌﺮﺍﻳﺎ ‪ ،‬ﻭ ﺟﻌﻠﺖ ﺳﻌﻴﺪ ﻣﻬﺮﺍﻥ ) ﺍﻟﺘﻠﻤﻴﺬ ( ﻳﻘﻀﻲ ﻋﺸﺮ‬
‫ﺳﻨﻮﺍﺕ ﰲ ﺍﻟﺴﺠﻦ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺧﻴﺎﻧﺔ ﺭﺅﻭﻑ ﻷﻗﻮﺍﻟﻪ ﺍﳌﺄﺛﻮﺭﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺼﻮﺭ ﻭ ﺍﻷﻛﻮﺍﺥ ﻭ ﺍﻟﺴﺮﻗﺔ ﻭ ﲢﺎﻣﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻏﻨﻴﺎﺀ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺃﻥ ﺻﺪﺍﻗﺔ ﺃﻣﺲ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺻﺪﺍﻗﺔ ﻣﺸﺎﻋﺮ ﺟﻠﻴﺪ ﻭ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﺇﱃ ﺍﳌﻜﺮ ﻭ ﺍﳋﺪﺍﻉ ‪ ،‬ﺃﻛﺜﺮ ﻣﺎ ﻫﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻟﻠﺤﻴﺎﺀ‬

‫ﻭ ﻟﻜﻞ ﺧﻴﺎﻧﺔ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺣﺴﺎﺏ ﻭ ﲦﻦ ‪:‬‬

‫‪ -‬ﻋﺎﺩ ﺳﻌﻴﺪ ﻣﻬﺮﺍﻥ ﺇﱃ ﺍﻟﻔﻴﻼ ﻣﻦ ﺍﺟﻞ ) ﻣﻐﺎﻣﺮﺓ ﺩﲰﺔ ﺳﺘﻌﻄﻲ ﺭﺩﺍ ﺣﺎﲰﺎ ﻋﻠﻰ ﺧﺪﺍﻉ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﻛﻠﻪ ( ﺹ ‪38 :‬‬
‫‪ -‬ﺍﻧﻜﺸﻒ ﺃﻣﺮﻩ ‪ ،‬ﻭ ﺍﻧﻜﺸﻒ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﺪﻳﻘﲔ ﺃﺻﺒﺤﺎ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﲔ ﻻ ﻳﻠﺘﻘﻴﺎﻥ ‪:‬‬
‫‪ -1‬ﺭﺅﻭﻑ ﻋﻠﻮﺍﻥ ‪ :‬ﻋﻤﻼﻕ ﻳﺪﻩ ﻣﺪﺳﻮﺳﺔ ﰲ ﺟﻴﺒﻪ ﻛﺄ‪‬ﺎ ﺗﻘﺒﺾ ﻋﻠﻰ ﺳﻼﺡ‬
‫ﻓﻢ ﻧﺎﻃﻖ ﺑﺎﻟﻌﺪﺍﻭﺓ ﻭ ﺍﻟﻜﺮﺍﻫﻴﺔ ‪ ) .‬ﺇﻥ ﺭﺃﻳﺘﻚ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﺴﺄﺳﺤﻘﻚ ﻛﺤﺸﺮﺓ ( ﺹ ‪44 :‬‬
‫) ﺃﺭﺟﻊ ﺍﻟﻨﻘﻮﺩ ( ‪ :‬ﺹ ‪44 :‬‬
‫) ﻻ ﺗﺮﱐ ﻭﺟﻬﻚ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ( ﺹ ‪44 :‬‬
‫‪ -2‬ﺳﻌﻴﺪ ﻣﻬﺮﺍﻥ ‪ :‬ﺳﺠﲔ ﺑـ ) ﺭﺃﺱ ﺩﺍﺋﺮ ( ﻭ ) ﻟﻴﺲ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ( ﻭ ) ﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﻳﻌﻴﺶ ﺑﻌﻘﻠﻴﺔ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻭ ﻣﺎ ﻗﺒﻠﻪ (‬

‫ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﳜﻴﺐ ﺃﻣﻞ ﺳﻌﻴﺪ ﰲ ﺍﻷﺻﺪﻗﺎﺀ ‪ ،‬ﻳﻜﺘﺸﻒ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻗﺪ ﺗﻐﲑ ‪ ،‬ﻭ ﺃﻧﻪ ﺿﺤﻴﺔ ﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺗﻨﻜﺮﺕ ﳌﺒﺎﺩﺋﻬﺎ ﻭ ﺃﻓﻜﺎﺭﻫﺎ ‪.‬‬
‫ﳚﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﻏﲑ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺂﻟﻒ ﻣﻊ ﻭﺍﻗﻊ ﺟﺪﻳﺪ ) ﺃﻧﻈﺮ ﺍﻟﻌﻼﻣﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﺮﺳﻢ ﺍﳌﻜﺎﻥ ﻭ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ( ‪ ،‬ﻓﺴﻌﻴﺪ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﻧﻔﺴﻪ ﰲ ﻓﻀﺎﺀ ﺗﻐﻠﺐ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻌﺘﻤﺔ ‪ ،‬ﻭ ﻋﺪﻡ ﻭﺿﻮﺡ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ‪...‬ﻭ ﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻛﺎﻥ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺸﻞ ‪.‬‬
‫ﻟﻘﺪ ﻓﺸﻞ ﰲ ﺃﻭﻝ ﻣﻐﺎﻣﺮﺓ ﻭ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﳒﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺮﺓ ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﳒﺎﺓ ﻣﻜﺪﺭﺓ ﺑﺎﳍﺰﳝﺔ‬
‫ﻛﻤﺎ ﻳﻜﺸﻒ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻋﻦ‬
‫‪ -‬ﻋﻠﻢ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﳌﺴﺒﻖ ﲞﻴﺎﻧﺔ ﻧﺒﻮﻳﺔ ﻟﻪ ﻣﻊ ﻋﻠﻴﺶ‬
‫‪ -‬ﺃﻥ ﺳﻌﻴﺪ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﻄﻮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﺪﺧﻠﻬﺎ ﻧﺒﻮﻳﺔ ﻛﺨﺎﺩﻣﺔ ) ﻋﻠﻴﻚ ﺃﻥ ﺗﺼﻌﺪ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻄﺢ ﻭ ﻣﻨﻪ‬
‫‪‬ﺒﻂ ﺇﱃ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﺣﱴ ﺗﻌﺮﻑ ﻃﺮﻳﻘﻚ ‪ ،‬ﻻ ﺁﻟﺔ ﻣﻌﻚ ﻭ ﻻ ﺑﻄﺎﺭﻳﺔ ﻭ ﻻ ﻓﻜﺮﺓ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻋﻦ ﺍﳌﻜﺎﻥ ‪ .‬ﱂ ﺗﺴﺒﻘﻚ ﻧﺒﻮﻳﺔ ﺇﻟﻴﻪ ﻟﺘﻌﻤﻞ ﻏﺴﺎﻟﺔ ﺃﻭ‬
‫ﺧﺎﺩﻣﺔ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻮﻗﺖ ( ﺹ ‪39 :‬‬

‫‪http://hanine98.maktoobblog.com‬‬

‫‪5‬‬
 ‫ﺧﻼﺻﺔ ‪:‬‬
‫ﻳﺘﻀﺢ ‪ -‬ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ – ﺃﻥ ﺳﻌﻴﺪ ﻳﺴﲑ ﰲ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﺴﺪﻭﺩ ﻣﻨﺬ ﺧﺮﻭﺟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺠﻦ ‪:‬‬

‫ﺇﺫﺍ ﺭﺍﺟﻌﻨﺎ ﺍﻟﻌﻼﻣﺎﺕ ﺍﻟﺪﺍﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻜﺎﻥ ﻭ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﳒﺪﻫﺎ ﻛﻠﻬﺎ‬

‫‪ -‬ﺫﻫﺎﺑﻪ ﺇﱃ ﻋﻠﻴﺶ ﻛﺎﻥ ﻣﺴﺎﺀ‬
‫ﺗﻨﺒﺊ ﻋﻦ ﺍﺳﺘﺤﺎﻟﺔ ﻋﻮﺩﺓ ﺳﻌﻴﺪ ﺇﱃ ﺍﳊﻴﺎﺓ ‪ ،‬ﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻟﻴﺠﺪ‬
‫‪ -‬ﺫﻫﺎﺑﻪ ﺇﱃ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻥ ﻟﻴﻼ‬
‫ﻧﻔﺴﻪ ﰲ ﺍﻟﺴﺠﻦ ‪.‬‬
‫ﻓﻤﺎﺫﺍ ﻳﻌﲏ ﻋﻴﺪ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ؟ ﻭ ﺯﻣﻦ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ؟‬ ‫‪ -‬ﻟﻘﺎﺅﻩ ﻣﻊ ﺭﺅﻭﻑ ﻋﻠﻮﺍﻥ ﻛﺎﻥ ﻟﻴﻼ‬
‫‪ -‬ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺴﺮﻗﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻴﻼ‬
‫ﻭ ﺃﻥ ﺃﻭﺿﺎﻋﻪ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭ ﺍﳌﺎﺩﻳﺔ ﺗﺰﺩﺍﺩ ﺳﻮﺀﺍ ﻳﻮﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﻳﻮﻡ ‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪
F‬א

א
و
אدس
‪

E‬‬
‫ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﺎﻟﻔﺼﻞ ‪:‬‬
‫ﻳﺘﺤﺪﺙ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﳋﺎﻣﺲ ﻭ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻋﻦ ﳉﻮﺀ ﺳﻌﻴﺪ ﻣﻬﺮﺍﻥ ﺇﱃ ﻣﻌﻠﻢ ﺍﻟﻘﻬﻮﺓ ﻃﺮﺯﺍﻥ ﺑﺎﺣﺜﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻼﺡ ‪ ،‬ﻭ ﻟﻘﺎﺋﻪ‬
‫ﺑﻨﻮﺭ ﺍﻟﱵ ﺗﺴﺎﻋﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﺻﻄﻴﺎﺩ ﺿﺤﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﺟﻞ ﺣﺎﺟﺘﻪ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ‪ ،‬ﻳﺒﺎﻏﺖ ﺳﻌﻴﺪ ﻣﻬﺮﺍﻥ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﰲ ﺳﻴﺎﺭﺗﻪ ﻣﻊ ﻧﻮﺭ ﰲ ﻭﺿﻌﻴﺔ ﳐﻠﺔ‬
‫‪ ،‬ﻓﻴﺴﻄﻮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻭ ﻳﺄﺧﺬ ﻣﻌﻪ ﻧﻮﺭ ‪ ،‬ﺍﻟﱵ ﻳﺘﺮﻛﻬﺎ ﰲ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ‪ ،‬ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻳﻨﺼﺤﻬﺎ ﲝﺴﻦ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴﻞ ﰲ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻠﺖ ﰲ‬
‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ‪ ،‬ﰒ ﻳﻮﺍﻋﺪﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻟﻘﺎﺀ ﻗﺮﻳﺐ ‪.‬‬

‫‪ -1‬ﺍﻟﻮﺻﻒ ‪:‬‬
‫ﺃ‪ -‬ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ‪ - :‬ﺫﻫﺎﺏ ﺳﻌﻴﺪ ﺇﱃ ﺍﳌﻌﻠﻢ ﻃﺮﺯﺍﻥ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﺴﺪﺳﺎ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻟﻘﺎﺀ ﺳﻌﻴﺪ ﻣﻊ ﻧﻮﺭ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺍﺗﻔﺎﻕ ﺳﻌﻴﺪ ﻭ ﻧﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﺳﺮﻗﺔ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﺍﺑﻦ ﺻﺎﺣﺐ ﻣﺼﻨﻊ ﺍﳊﻠﻮﻯ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﲤﻜﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻄﻮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ‬
‫‪ -‬ﺇﻋﻄﺎﺀ ﺳﻌﻴﺪ ﻣﻬﺮﺍﻥ ﻟﻨﻮﺭ ﻭﻋﺪﺍ ﺑﺎﻟﺰﻳﺎﺭﺓ‬

‫ﺏ – ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ‪:‬‬
‫‪ -1‬ﺳﻌﻴﺪ ﻣﻬﺮﺍﻥ ‪ :‬ﻗﺎﻣﺔ ﳓﻴﻠﺔ ﻣﻔﺘﻮﻟﺔ ‪ /‬ﻣﺘﻮﺳﻄﺔ ﺍﻟﻄﻮﻝ ‪ /‬ﻏﻀﺒﺎﻥ ‪ /‬ﻧﻈﺮﺓ ﳏﻤﺮﺓ ‪ /‬ﻻ ﳛﺐ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﳌﺼﺎﻧﻊ‬
‫‪ -2‬ﻧﻮﺭ ‪ :‬ﳓﻴﻠﺔ ‪ /‬ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﻣﺴﺎﺣﻴﻖ ﺩﲰﺔ ‪ /‬ﻓﺴﺘﺎﻥ ﺍﺑﻴﺾ ﻳﻨﻄﻖ ﺑﺎﻹﻏﺮﺍﺀ ‪ /‬ﺍﺫﺭﻉ ﻭ ﺳﻴﻘﺎﻥ ‪ /‬ﺟﺴﺪ ﻳﺼﺮﺥ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺘﻬﺘﻚ ‪ /‬ﺷﻌﺮ‬
‫ﻗﺼﲑ ﻋﺮﺑﺪ ﰲ ﺍﳍﻮﺍﺀ ‪ /‬ﻣﻮﻣﺲ ‪ /‬ﲢﺐ ﺳﻌﻴﺪ ‪ /‬ﻧﺎﻓﻌﺔ ﺩﺍﺋﻤﺎ ‪ /‬ﳑﺜﻠﺔ‬
‫‪ -3‬ﺍﳌﻌﻠﻢ ﻃﺮﺯﺍﻥ ‪ :‬ﻣﻌﻠﻢ ﻗﻬﻮﺓ ‪ /‬ﺭﺟﻞ ﺣﺬﺭ ‪ /‬ﻳﺘﺎﺟﺮ ﰲ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﻭ ﺍﻟﺬﺧﲑﺓ ‪ /‬ﺟﺪﻉ‬
‫‪ -4‬ﺍﺑﻦ ﺻﺎﻧﻊ ﺍﳊﻠﻮﻯ ‪ :‬ﻟﻘﻄﺔ ‪ /‬ﺃﺑﻮﻩ ﻗﻮﻱ ‪ /‬ﺃﻫﻠﻪ ﻛﺎﻟﻨﻤﻞ ‪ /‬ﺻﻴﺪ ﻧﻮﺭ ‪ /‬ﺻﺎﺣﺐ ﺳﻴﺎﺭﺓ‬

‫ﺩ‪ -‬ﺍﳌﻜﺎﻥ ‪ -1 :‬ﺍﳌﻘﻬﻰ ‪ :‬ﺣﺠﺮﺓ ﻣﺴﺘﺪﻳﺮﺓ ‪ /‬ﻧﺼﺒﺔ ﳓﺎﺳﻴﺔ ‪ /‬ﻛﺮﺍﺳﻲ ﺧﺸﺒﻴﺔ ‪ /‬ﻣﻘﺎﻋﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺶ ﺍﳌﻔﺘﻮﻝ ‪/‬‬
‫‪ -2‬ﺧﻼﺀ ﺷﺎﻣﻞ ‪ :‬ﻇﻼﻡ ﻛﺜﻴﻒ ‪ /‬ﺻﻤﺖ ﻣﻬﻴﺐ‬
‫‪ -3‬ﻣﺪﻓﻦ ﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ ‪ :‬ﺻﺤﺮﺍﺀ ﺍﻟﻌﺒﺎﺳﻴﺔ ‪ /‬ﳘﺴﺎﺕ ﻣﻐﺮﻗﺔ ﰲ ﺍﻟﺴﺮ ‪ /‬ﻗﻠﻮﺏ ﻫﺎﻧﺌﺔ ‪ /‬ﻣﺴﺮﺍﺕ ‪ /‬ﺣﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﻨﻔﺜﺎﺕ‬
‫‪ -4‬ﻃﺮﻳﻖ ﻣﻈﻠﻢ ‪ +‬ﺍﳉﺒﻞ ﻋﻨﺪ ﺍﳌﻨﻌﻄﻒ ﻛﻘﻄﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺍﺷﺪ ﻛﺜﺎﻓﺔ‬

‫ﺝ – ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ‪ :‬ﺍﻟﻠﻴﻞ ‪ :‬ﳒﻮﻡ ﰲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻛﺎﻟﺮﻣﺎﻝ ‪ /‬ﺍﻟﻈﻼﻡ‬

‫‪ -2‬ﺍﻟﺘﺄﻭﻳﻞ ‪:‬‬
‫ﻳﻠﺠﺄ ﺳﻌﻴﺪ ‪ -‬ﻭ ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ‪ -‬ﰲ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻟﻔﺼﻠﲔ ﺇﱃ ﻓﻀﺎﺀ ﻣﺸﺒﻮﻩ ) ﺍﻟﻈﻼﻡ ﺍﻟﻜﺜﻴﻒ ‪ /‬ﺍﻟﺼﻤﺖ ﺍﳌﻬﻴﺐ ‪/‬‬
‫ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﳌﻈﻠﻢ ( ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺍﺣﺘﺴﺎﺀ ﺍﻟﺸﺎﻱ ﻭ ﺍﳋﻤﺮﺓ ﻭ ﻋﻘﺪ ﺍﻟﺼﻔﻘﺎﺕ‬
‫‪ -‬ﻣﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﺘﻨﺎﺑﻠﺔ ﻭ ﳎﺮﻣﻲ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ‬
‫‪ -‬ﺍﻟﻨﺎﺯﺣﲔ ﺇﱃ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ﻃﻠﺒﺎ ﻟﻠﻬﻮﺍﺀ ﻭ ﺍﻟﺮﺍﺣﺔ‬
‫‪ -‬ﻣﻠﺘﻘﻰ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻭ ﺍﻟﺪﻋﺎﺭﺓ‬

‫‪6‬‬
 ‫ﻭ ﻳﻜﺸﻒ ﺍﻟﺮﺍﻭﻱ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻟﻔﺼﻠﲔ ﻋﻦ ﺣﺴﻦ ﺍﺳﺘﻐﻼﻝ ﻟﻠﻔﻀﺎﺀ ﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻲ ‪،‬ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻋﺪﺓ ﻣﻔﺎﺭﻗﺎﺕ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺍﳌﻔﺎﺭﻗﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﻭ ﻫﻲ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﰲ ﻣﻨﺘﻬﻰ ﺍﻟﺬﻛﺎﺀ ﲡﻌﻞ ﻣﻦ ﻣﺪﻓﻦ ﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ ﻛﻔﻀﺎﺀ ﻋﺎﻡ ﻳﺴﺘﻮﺟﺐ ﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﻭ ﺍﻻﺣﺘﺮﺍﻡ ﻭ ﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺲ ﻟﻠﺸﻬﻴﺪ ‪،‬‬
‫ﻗﺒﻠﺔ ﻟﻠﻔﺴﺎﺩ ﻭ ﺍﻟﺰﻧﺎ ﻭ ﺍﻻﲡﺎﺭ ﰲ ﺍﳌﻤﻨﻮﻋﺎﺕ ﻭ ﻣﺴﺮﺣﺎ ﻟﻠﺴﺮﻗﺔ ﻭ ﺍﻟﺴﻄﻮ ‪ ،‬ﻭ ﻛﺄﻧﻨﺎ ﺑﺈﺷﺎﺭﺓ ﺗﺒﻠﻐﻨﺎ ﺃﻧﻨﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﳎﺘﻤﻊ ﻻ ﳛﺘﺮﻡ ﺍﻟﺘﻀﺤﻴﺎﺕ‬
‫ﻭ ﺩﻣﺎﺀ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺍﻟﺰﻛﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ‪...‬‬
‫‪ -‬ﺍﳌﻔﺎﺭﻗﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻭ ﻫﻲ ﺃﻧﻪ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ ‪ ،‬ﺳﻴﺠﺪ ﺳﻌﻴﺪ ‪ -‬ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻣﻨﺬ ﺧﺮﻭﺟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺠﻦ ‪ -‬ﺳﻴﺠﺪ ﻣﻦ ﻳﺪﻋﻤﻪ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺍﳌﻌﻠﻢ ﻃﺮﺯﺍﻥ ) ﲤﻜﻴﻨﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻼﺡ ( ﻭ ﻧﻮﺭ ) ﲤﻜﻨﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻄﻮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ (‬
‫‪ -‬ﺍﳌﻔﺎﺭﻗﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ‪ :‬ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ ‪-‬ﻛﺎﻥ ﺭﺅﻭﻑ ) ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ( ﻳﺘﺪﺭﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻔﺘﻴﺔ ﺑﺜﻴﺎﺏ ﺭﺛﺔ ﻭ ﺿﻤﺎﺋﺮ ﻧﻘﻴﺔ‬
‫‪-‬ﻛﺎﻥ ﺭﺅﻭﻑ ﻭ ﻣﻦ ﻣﻌﻪ ﳛﺼﻠﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﻟﻠﺠﻬﺎﺩ ﻻ ﻟﻼﻏﺘﻴﺎﻝ‬
‫‪-‬ﻛﺎﻥ ﺭﺅﻭﻑ ﻳﺘﻤﺮﻥ ﻭ ﻳﻠﻘﻲ ﺍﳊﻜﻢ‬
‫‪-‬ﻛﺎﻥ ﺭﺅﻭﻑ ﻳﻘﻮﻝ ‪ ) :‬ﺍﳌﺴﺪﺱ ﺃﻫﻢ ﻣﻦ ﺣﻠﻘﺔ ﺍﻟﺬﻛﺮ‪ ...‬ﳛﺘﺎﺝ ﺍﻟﻔﱴ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺇﱃ ﺍﳌﺴﺪﺱ ﻭ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ‪ ،‬ﺍﳌﺴﺪﺱ‬
‫ﻳﺘﻜﻔﻞ ﺑﺎﳌﺎﺿﻲ ﻭ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻟﻠﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ‪ ،‬ﺗﺪﺭﺏ ﻭ ﺍﻗﺮﺃ ( ﺹ ‪48 :‬‬
‫‪ -‬ﻭ ﰲ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ ﻛﺎﻥ ﺭﺅﻭﻑ ﻳﻘﻬﻘﻪ ﻭ ﳝﺠﺪ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﺴﺮﻗﺔ ‪ ) :‬ﺑﺮﺍﻓﻮ ‪...‬ﻛﻲ ﻳﺘﺨﻔﻒ ﺍﳌﻐﺘﺼﺒﻮﻥ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﺫﻧﺒﻬﻢ ‪ ،‬ﺍﻧﻪ‬
‫ﻋﻤﻞ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﻳﺎ ﺳﻌﻴﺪ ‪ ،‬ﻻ ﺗﺸﻚ ﰲ ﺫﻟﻚ ( ﺹ ‪48 :‬‬
‫‪ -‬ﻛﺎﻥ ﺭﺅﻭﻑ ﻳﻘﻮﻝ ‪ :‬ﺇﻥ ﻧﻮﺍﻳﺎﻧﺎ ﻃﻴﺒﺔ ﻭ ﻟﻜﻦ ﻳﻨﻘﺼﻨﺎ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ‪ .‬ﺹ ‪52 :‬‬
‫ﺧﻼﺻﺔ ‪:‬‬
‫ﰲ ﻇﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ‪ ،‬ﻛﺎﻥ ﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﻧﺘﻔﻬﻢ ﻛﻮﻥ ﺳﻌﻴﺪ ﳛﻤﻞ ﻋﻘﻴﺪﺓ ﻻ ﺗﺘﻐﲑ ‪ ،‬ﻓﻬﻮ ﺍﺑﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻋﻄﺎﻩ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺍﳌﻴﻼﺩ ‪:‬‬
‫) ﻭ ﺷﻬﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﳋﻼﺀ ﻣﻬﺎﺭﺗﻚ ‪ .‬ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺍﻧﻚ ﺍﳌﻮﺕ ﻧﻔﺴﻪ ﻭ ﺇﻥ ﻃﻠﻘﺘﻚ ﻻ ﲣﻴﺐ ( ﺹ ‪ 48:‬ﺇﻥ ﺇﺻﺮﺍﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻀﻲ ﻗﺪﻣﺎ ﳓﻮ ﻣﺎ ﳚﻌﻠﻪ ﻛﺄﻧﻪ‬
‫ﱂ ﻳﺪﺧﻞ ﺍﻟﺴﺠﻦ ‪ ،‬ﺃﻭ ﻛﺄﻧﻪ ﱂ ﳜﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺠﻦ ‪ ،‬ﻫﻮ ﺫﻟﻚ ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ ﺑﺎﻟﻈﻠﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﱂ ﻳﻔﺎﺭﻗﻪ ﻃﻴﻠﺔ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻭ ﻫﻮ ﰲ ﺍﻟﺴﺠﻦ ‪،‬‬
‫ﺑﻞ ﻇﻞ ﻳﻼﺯﻣﻪ ﳊﺪ ﺍﻵﻥ‬
‫ﺍﻧﻪ ﺍﳌﺎﺿﻲ ﻭ ﺍﳊﺎﺿﺮ ﺍﳌﺘﺼﻼﻥ ﲞﻴﻮﻁ ﺍﳋﻴﺎﻧﺔ ﻭ ﺍﻟﻨﻜﺮﺍﻥ ‪ ،‬ﻭ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺑﻘﻲ ﻣﻦ ﺍﳌﺎﺿﻲ ﻣﻦ ﻳﺪﻋﻤﻪ ) ﻃﺮﺯﺍﻥ ﻭ ﻧﻮﺭ ( ﰲ ﻣﻘﺎﺑﻞ‬
‫ﺣﺎﺿﺮ ﻻ ﻳﺮﻯ ﻣﻨﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﻭ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭ ﺍﻟﻌﺘﻤﺔ ‪.....‬ﻓﻤﻦ ﺗﻜﻮﻥ ﻧﻮﺭ ؟‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪
F‬א

א
و
א
‪

E‬‬
‫ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﺎﻟﻔﺼﻞ ‪:‬‬
‫ﰲ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻟﻔﺼﻠﲔ ‪ ،‬ﻳﺬﻫﺐ ﺳﻌﻴﺪ ﻣﻬﺮﺍﻥ ﺇﱃ ﺣﺎﺭﺓ ﺳﻜﺔ ﺍﻹﻣﺎﻡ ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﱃ ﻋﻠﻴﺶ ﻭ ﻗﺘﻠﻪ ‪ ،‬ﰒ ﻳﻬﺮﺏ‬
‫ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﺍﳌﺴﺮﻭﻗﺔ ﰲ ﺍﲡﺎﻩ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻠﻲ ﻟﻼﺧﺘﺒﺎﺀ ﻫﻨﺎﻙ ‪.‬ﰲ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻐﺪ ‪ ،‬ﻳﻜﺘﺸﻒ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﳉﺮﺍﺋﺪ ﺍﻧﻪ ﻗﺘﻞ‬
‫ﺍﻟﺴﺎﻛﻦ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﺷﻌﺒﺎﻥ ﺣﺴﲔ ﺑﺪﻝ ﻋﻠﻴﺶ ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻳﻌﺮﻑ ﺑﺄﻧﻪ ﻗﺪ ﺃﺻﺒﺢ ﻣﻄﺎﺭﺩﺍ ﺑﻌﺪ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺍﺣﺪ ﺍﳉﲑﺍﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺁﻩ ﻭﻫﻮ ﻳﻐﺎﺩﺭ‬
‫ﻣﻜﺎﻥ ﺍﳉﺮﳝﺔ ‪ ،‬ﻓﻴﻘﺮﺭ ﺗﻐﻴﲑ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻠﻲ ﰲ ﺍﳊﺎﻝ ‪.‬‬

‫‪ -1‬ﺍﻟﻮﺻﻒ ‪:‬‬
‫ﺃ – ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ‪:‬‬
‫‪ -1‬ﺫﻫﺎﺏ ﺳﻌﻴﺪ ﻣﻬﺮﺍﻥ ﺇﱃ ﺣﺎﺭﺓ ﺳﻜﺔ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻟﻼﻧﺘﻘﺎﻡ ﻣﻦ ﻧﺒﻮﻳﺔ ﻭ ﻋﻠﻴﺶ ‪.‬‬
‫‪ -2‬ﻳﻘﺘﻞ ﺳﻌﻴﺪ ﻣﻬﺮﺍﻥ ﻋﻠﻴﺶ ﻭ ﻳﺘﻮﻋﺪ ﻧﺒﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﳌﺮﺓ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ ‪.‬‬
‫‪ -3‬ﳉﻮﺀ ﺳﻌﻴﺪ ﺇﱃ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻠﻰ ﻟﻼﺧﺘﺒﺎﺀ ‪.‬‬
‫‪ -4‬ﺳﻌﻴﺪ ﻣﻬﺮﺍﻥ ﻳﻜﺘﺸﻒ ﺍﻧﻪ ﱂ ﻳﻘﺘﻞ ﻋﻠﻴﺶ ‪ ،‬ﻭ ﺇﳕﺎ ﻗﺘﻞ ﺍﻟﺴﺎﻛﻦ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﺷﻌﺒﺎﻥ ﺣﺴﲔ ‪.‬‬
‫‪ -5‬ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺃﺣﺪ ﺍﳉﲑﺍﻥ ﺑﺄﻧﻪ ﺭﺃﻯ ﺳﻌﻴﺪ ﻣﻬﺮﺍﻥ ﻳﻐﺎﺩﺭ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻋﻘﺐ ﺍﺭﺗﻜﺎﺏ ﺍﳉﺮﳝﺔ ‪.‬‬
‫‪ -6‬ﻣﻐﺎﺩﺭﺓ ﺳﻌﻴﺪ ﻣﻬﺮﺍﻥ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻠﻲ ﻗﺎﺻﺪﺍ ﺍﳉﺒﻞ ‪.‬‬
‫ﺏ ‪ -‬ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ‪:‬‬
‫‪ -1‬ﺳﻌﻴﺪ ﻣﻬﺮﺍﻥ ‪ :‬ﻳﻔﻜﺮ ﰲ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻡ ﻣﻦ ﻧﺒﻮﻳﺔ ﻭ ﻋﻠﻴﺶ ‪ /‬ﺃﻥ ﻳﺼﻔﻲ ﺍﳊﺴﺎﺏ ﻣﻊ ﺭﺅﻭﻑ ﻋﻠﻮﺍﻥ ‪ /‬ﺭﺃﺱ ﻛﺨﻠﻴﺔ ﺍﻟﻨﺤﻞ ‪ /‬ﺑﺬﻟﺔ ﺯﺭﻗﺎﺀ‬
‫‪ /‬ﺣﺬﺍﺀ ﻣﻄﺎﻁ ‪ /‬ﻣﺴﺪﺱ ‪ /‬ﻧﱪﺍﺕ ﺻﻮﺕ ﻋﺎﺟﺰﺓ ‪ /‬ﻣﻄﺎﺭﺩ ‪ /‬ﺇﻋﻴﺎﺀ ﺷﺪﻳﺪ ‪ /‬ﻋﺠﺰ ﻛﺎﻟﻐﺮﻕ ‪ /‬ﻻ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻨﻔﺴﻪ ‪ /‬ﻣﻦ ﺍﻹﻋﻴﺎﺀ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ‬
‫ﺣﺮﺍﻛﺎ ‪ /‬ﺗﻌﻴﺲ ﺟﺪﺍ ‪ /‬ﺩﺍﺧﻠﻪ ﺍﻟﻘﻠﻖ ‪ /‬ﻣﺘﻌﺐ ‪ /‬ﻻ ﻳﻔﻬﻢ ﺷﻴﺌﺎ‬
‫‪ -2‬ﺳﻨﺎﺀ ‪ :‬ﺷﻮﻛﺔ ﻣﻨﻐﺮﺯﺓ ﰲ ﻗﻠﺐ ﺳﻌﻴﺪ ﻣﻬﺮﺍﻥ ‪ /‬ﳏﺒﻮﺑﺔ ﺭﻏﻢ ﺇﻧﻜﺎﺭﻫﺎ ﻷﺑﻴﻬﺎ‬

‫‪7‬‬
 ‫) ﻣﻜﻮﻥ ﺍﻧﺪﻣﺎﺟﻲ ‪ :‬ﱂ ﺗﻈﻬﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺮﺡ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ‪ ،‬ﻭ ﻟﻜﻦ ﳝﻜﻦ ﺩﺭﺍﺳﺘﻬﺎ ﻛﺄﺣﺪ ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﳌﻌﺎﺭﺿﺔ (‬
‫‪ -3‬ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻠﻲ ‪ :‬ﺭﺟﻞ ﻏﺮﻳﺐ‪ /‬ﻳﻐﻤﻐﻢ ﺑﺼﻮﺕ ﻏﲑ ﻣﻔﻬﻮﻡ ‪ /‬ﻳﺘﺮﱎ ﺑﻜﻼﻡ ﻣﺒﻬﻢ ‪ /‬ﻣﺘﺠﺎﻫﻞ ‪/‬‬
‫ﺝ ‪ -‬ﺍﳌﻜﺎﻥ ‪ -1:‬ﺑﻴﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﻔﺘﺮﻕ ﺛﻼﺙ ﻋﻄﻔﺎﺕ ﲝﺎﺭﺓ ﺳﻜﺔ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﰲ ﻇﻠﻤﺔ ﺣﺎﻟﻜﺔ ‪ /‬ﺃﻏﻠﻘﺖ ﺍﻟﺪﻛﺎﻛﲔ ‪ /‬ﺧﻼ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ‬
‫) ﻣﺴﺮﺡ ﺍﳊﺪﺙ (‬
‫‪ -2‬ﺑﻴﺖ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻠﻲ ‪ :‬ﺣﻮﺵ ﻏﲑ ﻣﺴﻘﻮﻑ ) ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻻﺧﺘﺒﺎﺀ (‬
‫ﺩ ‪ -‬ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ‪ :‬ﻟﻴﻞ ‪ :‬ﻇﻼﻡ ﺩﺍﻣﺲ ‪ /‬ﰲ ﺳﺎﻋﺔ ﻳﺄﻭﻱ ﻛﻞ ﳐﻠﻮﻕ ﺇﱃ ﺣﺠﺮﻩ ‪ /‬ﰲ ﺻﻤﺖ ﺍﻟﻠﻴﻞ ) ﺯﻣﻦ ﻭﻗﻮﻉ ﺍﳊﺪﺙ (‬
‫ﺳﺒﺢ ﺍﻷﺫﺍﻥ ﻓﻮﻕ ﺃﻣﻮﺍﺝ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺍﳍﺎﺩﺋﺔ ) ﺯﻣﻦ ﺩﺧﻮﻝ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻻﺧﺘﺒﺎﺀ (‬
‫ﻫــ ‪ -‬ﺗﻘﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﺴﺮﺩ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺍﳊﻮﺍﺭ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ‪ /‬ﺍﳊﻮﺍﺭ ﺍﳌﺒﺎﺷﺮ ‪ /‬ﺍﻟﻮﺻﻒ‬
‫‪ -‬ﺍﻟﺴﺮﺩ ‪ :‬ﺍﻥ ﺍﻟﺴﺮﺩ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺼﻨﻊ ﺍﳊﺪﺙ ‪ ،‬ﺍﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﻬﻼﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﳝﺜﻞ ﺑﺆﺭﺓ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﻭ‬
‫ﲤﻔﺼﻠﻬﺎ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ‪ ،‬ﻭ ﺫﻟﻚ ﻋﱪ ﺍﳉﻤﻊ ﺑﲔ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻔﺼﺤﻰ ﻭ ﺍﻟﻌﺎﻣﻴﺔ ﰲ ﲨﻠﺔ ﻗﺼﲑﺓ ﻭ ﺳﺮﻳﻌﺔ‬
‫‪ -‬ﺍﻻﺳﺘﺮﺟﺎﻉ ‪ :‬ﺑﻐﺎﻳﺔ ﺍﻹﺛﺮﺍﺀ ‪ ،‬ﺍﺛﺮﺍﺀ ﺍﳊﺪﺙ ﺃﻭ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ‬
‫ﲏ ﻭﺗﺼﻮﻳﺮﻩ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻲ ﻟﻠﺒﻴﺌﺔ ﺍﶈﻠﻴ‪‬ﺔ ﻭﻧﻔﺎﺫﻩ ﺇﱃ ﺟﻮﻫﺮ‬
‫‪ -‬ﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺮ ﻭ ﺧﺼﻮﺻﻴﺘﻪ ﺗﻜﻤﻦ ﰲ ﺻﺪﻗﻪ ﺍﻟﻔ ‪‬‬
‫ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻋﱪ ﺻﺮﺍﻋﻬﺎ ﻣﻊ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻭﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﶈﻴﻂ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺗﻘﻨﻴﺔ )ﺍﳉﺮﻳﺪﺓ ( ‪ :‬ﻟﺘﻐﻴﲑ ﻣﺴﺎﺭ ﺍﻟﺴﺮﺩ‬
‫ﻭ ) ﺍﳊﻠﻢ ( ﻟﺘﻘﺮﻳﺐ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﺇﱃ ﺍﳉﻮ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﺍﳌﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻄﻞ‬
‫‪ -‬ﺍﻟﺘﻮﻫﻴﻢ ﺑﺎﻟﻮﺍﻗﻊ ) ‪ : ( Effet de Réel‬ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺣﻀﻮﺭ ﺃﲰﺎﺀ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻣﺎﻛﻦ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺺ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ) ﺍﻟﻨﻴﻞ (‬
‫ﻭ ) ﻣﻴﺪﺍﻥ ﺍﳌﻌﺎﺭﻑ ( ﻭ ) ﺷﺎﺭﻉ ﳏﻤﺪ ﻋﻠﻲ ( ﻏﲑﻫﺎ ‪..‬‬

‫
‪>*FW‬ن
‪F2G J‬ن‪D
E‬א‪ JC‬د‪%H!IJ‬א
‪
H;M9N‬دא"!א‪L7‬ل‪ E‬‬

‫‪-2‬ﺍﻟﺘﺄﻭﻳﻞ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻳﻨﻜﺸﻒ ﺳﻌﻴﺪ ﻣﻬﺮﺍﻥ ﻓﺼﻼ ﺑﻌﺪ ﻓﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ‪ ،‬ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﰲ ﻣﺰﺍﺟﻬﺎ ﻭ ﻓﻜﺮﻫﺎ ﻭ ﺗﻄﻠﻌﺎ‪‬ﺎ ﻭ ﻫﻮﻳﺘﻬﺎ ﻭ ﺳﻠﻮﻛﻬﺎ ‪ ...‬ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺑﻌﻘﻴﺪﺓ‬
‫ﻻ ﺗﺘﻐﲑ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻭ ﻟﻮ ﻋﺎﺷﺖ ﺳﻨﺎﺀ ﻭﺣﻴﺪﺓ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﻛﻠﻪ ﺹ ‪60 :‬‬
‫‪ -‬ﻟﻦ ﻳﻨﺜﲏ ﻋﻦ ﻋﺰﻣﻪ ﺹ ‪60 :‬‬
‫‪ -‬ﻓﺴﻌﻴﺪ ﻣﺴﻜﻮﻥ ﺑﺎﳌﺎﺿﻲ ) ﺃﻧﺖ ﻣﻄﺎﺭﺩ ‪ .‬ﻣﻨﺬ ﻋﻠﻢ ﺑﺎﻹﻓﺮﺍﺝ ﻋﻨﻚ ﻭ ﺃﻧﺖ ﻣﻄﺎﺭﺩ ( ﺹ ‪ 59 :‬ﱂ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﺮﺭ ﻣﻦ ﺳﻄﻮﺓ ﺍﳌﺎﺿﻲ‬
‫ﻭ ﺛﻘﻞ ﺍﻟﻌﺸﺮ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﱵ ﻗﻀﺎﻫﺎ ﰲ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﺑﺴﺒﺐ ﺧﻴﺎﻧﺔ ﻻ ﺗﻐﺘﻔﺮ ﺇﻻ ﺑﺎﳌﻮﺕ ﺇﱃ ﺃﺻﺤﺎ‪‬ﺎ ‪ ،‬ﺗﻨﻀﺎﻑ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺧﻴﺎﻧﺔ ) ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ‪:‬‬
‫ﺭﺅﻭﻑ ( ﺍﻟﱵ ﻫﻲ ﺧﻴﺎﻧﺔ ﺃﺑﺸﻊ ﺟﺪﺍ ﻣﻦ ﺧﻴﺎﻧﺔ ﻧﺒﻮﻳﺔ ﻭ ﻋﻠﻴﺶ ‪...‬ﺍﳋﺎﺋﻦ ﺍﻟﺮﻓﻴﻊ ﺍﳌﻤﺘﺎﺯ ‪ ،‬ﺃﻫﻢ ﰲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻣﻦ ﻋﻠﻴﺶ ﺳﺪﺭﺓ ﻭ ﺍﺧﻄﺮ‬
‫ﺹ‪ 61 :‬ﻓﺴﻌﻴﺪ ﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺠﻦ _ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺧﺮﺝ ﻓﻌﻼ _ ﻭ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻗﺎﺑﻌﺎ ﰲ ﺍﻟﺴﺠﻦ ‪ ،‬ﺳﺠﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻟﱵ ﻻ ﺗﺘﻐﲑ ‪ ،‬ﻛﺘﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ‬
‫ﺍﻟﺸﻘﺎﺀ ) ﺑﺬﻟﺔ ﺯﺭﻗﺎﺀ ﻭ ﺣﺬﺍﺀ ﻣﻄﺎﻁ (‬
‫‪ -‬ﺇﻥ ﺳﻌﻴﺪﺍ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﻳﻌﻴﺶ ‪:‬‬
‫‪ -1‬ﺣﺎﻟﺔ ﻋﺼﺒﻴﺔ ﺷﺪﻳﺪﺓ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﰲ ﺍﻟﻴﻘﻈﺔ ‪ ) :‬ﺃﻧﺖ ﺗﻨﺪﻓﻊ ﺑﺄﻋﺼﺎﺑﻚ ﺑﻼ ﻋﻘﻞ ( ﺹ ‪ ) 59 :‬ﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﳉﺮﳝﺔ (‬
‫) ﻓﻜﺮﺓ ﻣﱰﻋﺠﺔ ﺃﻥ ﻳﺮﺍﻙ ﺍﻵﺧﺮﻭﻥ ﻭ ﺃﻧﺖ ﻧﺎﺋﻢ ‪ (..‬ﺹ ‪ ) 66 :‬ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﳉﺮﳝﺔ (‬
‫‪ -‬ﻭ ﰲ ﺍﻟﻨﻮﻡ ‪ ) :‬ﺭﺍﺟﻊ ﻭﻗﺎﺋﻊ ﺍﳊﻠﻢ ( ﺹ ‪65-64 :‬‬
‫) ﳕﺖ ﻧﻮﻣﺎ ﻃﻮﻳﻼ ﻭ ﻟﻜﻨﻚ ﻻ ﺗﻌﺮﻑ ﺍﻟﺮﺍﺣﺔ ‪ ،‬ﻛﻄﻔﻞ ﻣﻠﻘﻰ ﲢﺖ ﻧﺎﺭ ﺍﻟﺸﻤﺲ ‪ ،‬ﻭ ﻗﻠﺒﻚ ﺍﶈﺘﺮﻕ ﳛﻦ ﺇﱃ‬
‫ﺍﻟﻈﻞ ﻭ ﻟﻜﻦ ﳝﻌﻦ ﰲ ﺍﻟﺴﲑ ﲢﺖ ﻗﺬﺍﺋﻒ ﺍﻟﺸﻤﺲ ‪ ،‬ﺃﱂ ﺗﺘﻌﻠﻢ ﺍﳌﺸﻲ ﺑﻌﺪ ؟! ( ﺹ ‪66 :‬‬
‫‪ -2‬ﻭ ﺻﺮﺍﻋﺎ ﻧﻔﺴﻴﺎ ﻛﺒﲑﺍ ﻗﺒﻞ ﺍﳉﺮﳝﺔ ﻭ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﳉﺮﳝﺔ ‪:‬‬
‫‪ -1‬ﻗﺒﻞ ﺍﳉﺮﳝﺔ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺗﺮﺩﺩ‪ /‬ﺣﲑﺓ ‪ /‬ﺗﺴﺎﺅﻝ ‪ /‬ﺧﻴﺒﺔ ‪ /‬ﺯﻭﺑﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ) ﻋﻠﻴﺶ ‪ ،‬ﻧﺒﻮﻳﺔ ‪ ،‬ﺭﺅﻭﻑ ‪ ،‬ﺳﻨﺎﺀ (‬
‫‪ ) -‬ﻋﻠﻴﻚ ﺃﻥ ﺗﻨﺘﻈﺮ ﻃﻮﻳﻼ ﻭ ﺗﺪﺑﺮ ﺃﻣﺮﻙ ﰒ ﺗﻨﻘﺾ ﻛﺎﳊﺪﺃﺓ ( ﺹ ‪59 :‬‬
‫‪ ) -‬ﺍﻵﻥ ﻻ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻻﻧﺘﻈﺎﺭ ( ﺹ ‪59 :‬‬
‫‪ -2‬ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﳉﺮﳝﺔ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻫﺮﻭﺏ ‪ /‬ﺣﺬﺭ ﺷﺪﻳﺪ ‪ /‬ﺳﺮﻋﺔ ‪ /‬ﺍﻟﻀﺠﺔ ﺗﻼﺣﻖ ﺣﻮﺍﺳﻪ ‪ /‬ﺫﻫﻮﻝ ﺷﺎﻣﻞ ‪ /‬ﺑﻼ ﻭﻋﻲ ‪ /‬ﺑﻼ ﻓﻜﺮﺓ ‪ /‬ﺍﻧﺰﻋﺎﺝ ‪ /‬ﳎﻬﻮﺩ ﻋﺼﱯ‬
‫ﻛﻮﺍﺑﻴﺲ ﰲ ﺍﻟﻴﻘﻈﺔ ﻭ ﺍﳊﻠﻢ‬

‫‪8‬‬
 ‫ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻌﺪ ﺧﺮﻭﺟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺠﻦ ‪ ،‬ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻻ ﲤﻠﻚ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ‪ ،‬ﺗﺴﻜﻨﻬﺎ ﺍﻟﺘﻮﺍﺑﻊ ﻭ ﺍﻟﺰﻭﺍﺑﻊ ﺣﱴ ﻭ ﻫﻲ ﻗﺮﻳﺒﺔ ﻣﻦ‬
‫ﺟﺬﻭﺭﻫﺎ ﻭ ﺭﺑﺎﻃﻬﺎ ﻭ ﻣﺄﻭﺍﻫﺎ ) ﺑﻴﺖ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻠﻲ ( ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﺩ ﻳﻌﺘﺮﻑ ﻟﻪ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﺎﻟﺬﻧﺐ ﻟﻮﻻ ﺗﺪﺧﻞ ﺍﻟﺮﺍﻭﻱ ‪ ) :‬ﺍﻗﻄﻊ ﻟﺴﺎﻧﻚ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ‬
‫ﳜﻮﻧﻚ ﻭ ﻳﻌﺘﺮﻑ ( ﺹ ‪69 :‬‬

‫ﺧﻼﺻﺔ ‪:‬‬
‫ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻔﺼﻮﻝ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻗﺪ ﻛﺸﻔﺖ ﻋﻦ ﻫﺰﳝﺔ ﻭ ﺧﻴﺒﺔ ﺍﻟﺒﻄﻞ ‪ ،‬ﻭ ﺃﻥ ﲨﻴﻊ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻻ ﺗﺄﰐ ﺇﻻ ﻣﺎ ﻳﻌﺎﻛﺴﻪ ﺣﻘﻪ ﰲ ) ﻓﺠﺮ‬
‫ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﻭ ﺍﻟﺰﺭﻗﺔ ﻭ ﺍﻻﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻭ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺍﳌﻨﺴﻴﺔ ( ﺹ ‪ ، 64 :‬ﻓﻘﺪ ﺍﺯﺩﺍﺩﺕ ﺧﻴﺒﺘﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﻛﺘﺸﻒ ﺍﻧﻪ ﻗﺎﻡ ﲜﺮﳝﺔ ﺑﻼ ﺟﺪﻭﻯ ‪ ،‬ﻓﻬﻮ ﱂ ﻳﻘﺘﻞ‬
‫ﻋﻠﻴﺶ ‪ ،‬ﻭ ﺇﳕﺎ ﻗﺘﻞ ﺍﻟﺴﺎﻛﻦ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﺷﻌﺒﺎﻥ ﺣﺴﲔ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ﲟﺤﻞ ﺍﳋﺮﺩﻭﺍﺕ ﺑﺸﺎﺭﻉ ﳏﻤﺪ ﻋﻠﻲ ‪ ،‬ﺃﻣﺎ ﻋﻠﻴﺶ ﻭ ﻧﺒﻮﻳﺔ ﻓﻘﺪ ﺭﺣﻼ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﻴﺖ‬
‫ﰲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺎﺀ ﻓﻴﻪ ﺳﻌﻴﺪ ﻳﻄﻠﺐ ﺍﺑﻨﺘﻪ ‪.‬‬
‫ﻳﺘﺤﺼﻞ ﳑﺎ ﺳﺒﻖ ‪ ،‬ﺃﻥ ﺳﻌﻴﺪﺍ ﻛﺸﺨﺼﻴﺔ ﻏﲑ ﻣﺘﻮﺍﺯﻧﺔ ‪ ،‬ﺗﻌﻴﺶ ﺣﺎﻟﺔ ﻋﺼﺒﻴﺔ ﺷﺪﻳﺪﺓ ‪ ،‬ﺗﻔﺘﻘﺪ ﻟﻠﺮﻋﺎﻳﺔ ﻭ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‬
‫ﻭ ﺍﳌﺎﺩﻱ ﻭ ﺍﳌﻌﻨﻮﻱ ﻭ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ‪ ،‬ﻛﺎﻥ ﻻ ﺑﺪ ﻭ ﺃﻥ ﺗﺮﺗﻜﺐ ﺧﻄﺄ ﺃﻭ ﺃﺧﻄﺎﺀ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺍﺭﺗﻜﺒﺖ ﺍﳋﻄﺄ ﺍﻷﻭﻝ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺫﻫﺒﺖ ﺇﱃ ﺑﻴﺖ ﻋﻠﻴﺶ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺍﺭﺗﻜﺒﺖ ﺍﳋﻄﺄ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋﺎﺩﺕ ﺇﱃ ﻓﻴﻼ ﺭﺅﻭﻑ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺴﺮﻗﺔ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺍﺭﺗﻜﺒﺖ ﺍﳋﻄﺄ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺎﻣﺖ ﲜﺮﳝﺔ ﻗﺘﻞ ﺑﺪﻭﻥ ﺟﺪﻭﻯ ‪.‬‬
‫ﻓﺘﻀﺎﻋﻔﺖ ﺃﺯﻣﺔ ﺍﻟﺒﻄﻞ ‪،‬ﻭﺃﺻﺒﺢ ﻣﻄﺎﺭﺩﺍ ﺑﻔﻌﻞ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺳﺮﻗﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ‬
‫‪ -‬ﻗﺘﻞ ﺷﻌﺒﺎﻥ ﺣﺴﲔ‬
‫ﻓﻬﻞ ﺧﺮﺝ ﺳﻌﻴﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺠﻦ ؟‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫

‬ ‫‪F‬א

א
‪E‬‬
‫ﻳﻨﺘﻘﻞ ﺳﻌﻴﺪ ﻣﻬﺮﺍﻥ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﻣﻦ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻠﻲ ﺇﱃ ﺑﻴﺖ ﺍﳌﻮﻣﺲ ﻧﻮﺭ‬ ‫ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﺎﻟﻔﺼﻞ ‪:‬‬
‫‪ -1‬ﺍﻟﻮﺻﻒ ‪:‬‬
‫ﺃ‪ -‬ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺍﻧﺘﻘﺎﻝ ﺳﻌﻴﺪ ﻣﻬﺮﺍﻥ ﻣﻦ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻠﻲ ﺇﱃ ﺑﻴﺖ ﺍﳌﻮﻣﺲ ﻧﻮﺭ ‪.‬‬
‫ﺏ – ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ‪:‬‬
‫‪ -1‬ﺳﻌﻴﺪ ﻣﻬﺮﺍﻥ ‪ :‬ﺧﻔﺎﺵ ﺍﻟﻠﻴﻞ ‪ /‬ﻣﺘﺤﺠﺮ ﺍﻟﺒﺎﻃﻦ ‪ /‬ﻗﻠﺐ ﺣﺠﺮ ‪ /‬ﻗﻤﻴﺺ ﻃﺤﻴﲏ ﻣﺘﻠﺒﺪ ﺑﺎﻟﻌﺮﻕ ﻭ ﺍﻟﻐﺒﺎﺭ ‪ /‬ﺍﻟﻀﺠﺮ ‪/‬‬
‫ﻭﺟﻪ ﺳﺎﺧﻦ ‪ /‬ﺫﻗﻦ ﺧﺸﻨﺔ‬
‫‪ -2‬ﻧﻮﺭ ‪ :‬ﺃﻗﻤﺸﺔ ﻣﻔﺼﻠﺔ ‪ /‬ﻛﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺼﺎﺻﺎﺕ ‪ /‬ﻋﻴﻮﻥ ﻣﺘﻌﺒﺔ ‪ /‬ﺃﻗﺪﺍﻡ ﺛﻘﻴﻠﺔ ﻣﺘﻤﻬﻠﺔ‬
‫ﺝ‪ -‬ﺍﳌﻜﺎﻥ ‪ :‬ﺷﻘﺔ ﻧﻮﺭ ‪/‬ﻣﺪﺧﻞ ﻣﺴﺘﻄﻴﻞ ‪ /‬ﺣﺠﺮﺓ ﺟﺎﻧﺒﻴﺔ ‪ /‬ﺣﺠﻢ ﻣﺘﻮﺳﻂ ‪ /‬ﻃﻌﺎﻡ ﻭ ﺷﺮﺍﺏ ﻭ ﲪﺎﻡ ‪ /‬ﺣﺠﺮﺓ ﻧﻮﻡ‬
‫ﺩ‪ -‬ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ‪ :‬ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻠﻴﻞ ‪.‬‬
‫‪ -2‬ﺍﻟﺘﺄﻭﻳﻞ ‪:‬‬
‫‪ -1‬ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻧﺴﺪﺍﺩ ﺍﻷﻓﻖ ‪ ،‬ﻭ ﺗﺄﺯﻡ ﺍﻟﻮﺿﻊ ‪ ،‬ﱂ ﳚﺪ ﺳﻌﻴﺪ ﻣﻬﺮﺍﻥ ﺑﺪﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﺠﻮﺀ ﺇﱃ ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ ﺍﻟﻘﺪﳝﺔ ‪...‬ﺇﱃ ﺍﳊﺐ ﺍﻟﻘﺪﱘ‪ ...‬ﺍﻟﺬﻱ‬
‫ﲣﻠﻰ ﻋﻨﻪ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﻧﺒﻮﻳﺔ ‪ ،‬ﳉﺄ ﺇﱃ ﺍﳌﻮﻣﺲ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﱵ ﻇﻞ ﻳﻨﺘﻈﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﳌﻐﺮﺏ ﺇﱃ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺒﺎﺏ ‪ /‬ﺍﻟﻌﺘﺒﺔ ﺍﳌﻈﻠﻤﺔ ‪ ،‬ﺑﻌﺪ ﺃﻥ‬
‫ﺍﻛﺘﺸﻒ ﺃﻥ ﺍﳉﺮﳝﺔ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻣﻨﺸﻮﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺤﻒ ﻭ ﺍﳉﺮﺍﺋﺪ ‪.‬‬
‫ﻏﺎﺩﺭ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻠﻰ ‪ ،‬ﻭ ﻣﺎ ﺗﺰﺍﻝ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺮﻏﺒﺎﺕ ﻭ ﺍﳍﻮﺍﺟﺲ ﺗﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻴﻪ ) ‪‬ﺬﺍ ﺍﳌﺴﺪﺱ ﺍﺳﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺍﺻﻨﻊ ﺃﺷﻴﺎﺀ‬
‫ﲨﻴﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻁ ﺃﻻ ﻳﻌﺎﻛﺴﲏ ﺍﻟﻘﺪﺭ ‪ .‬ﻭ ﺑﻪ ﺃﻳﻀﺎ ﺍﺳﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺃﻭﻗﻆ ﺍﻟﻨﻴﺎﻡ ﻓﻬﻢ ﺃﺻﻞ ﺍﻟﺒﻼﻳﺎ ‪ .‬ﻫﻢ ﺧﻠﻘﻮﺍ ﻧﺒﻮﻳﺔ ﻭ ﻋﻠﻴﺶ ﻭ ﺭﺅﻭﻑ ﻋﻠﻮﺍﻥ‬
‫( ﺹ ‪72 :‬‬
‫‪ -1‬ﻏﺎﺩﺭ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻠﻲ ﻭ ﻧﻔﺴﻪ ﻻ ﺗﺰﺩﺍﺩ ﺇﻻ ﺗﺼﻠﺒﺎ ﻭ ﻋﻨﺘﺎ ﻭ ﻋﻨﺎﺩﺍ ‪ ،‬ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻌﺐ ﺃﻥ ﻳﻔﺘﺢ ﺳﻌﻴﺪ ﻗﻠﺒﻪ ﺍﳌﻐﻠﻖ ‪،‬ﻓﺎﻻﻋﺘﺮﺍﻑ‬
‫ﻳﺆﺫﻱ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ )‪ ، (75‬ﻭ ﺑــﻢ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻌﺘﺮﻑ ؟‬
‫‪ -‬ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻭ ﻗﺪ ﺩﺧﻠﻪ ﻣﻈﻠﻮﻣﺎ ﻭﺧﻴﺎﻧﺔ ﻭ ﻏﺪﺭﺍ‬
‫‪ -‬ﺳﻨﺎﺀ ‪ ،‬ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻻ ﺗﻌﺮﻓﻪ ‪ ،‬ﻻ ﺗﺬﻛﺮﻩ‬
‫‪ -‬ﺷﻌﺒﺎﻥ ﺣﺴﲔ ‪ ...‬ﻛﻐﲑﻩ ‪ ...‬ﺃﺻﻞ ﺍﻟﺒﻼﻳﺎ‬

‫‪http://hanine98.maktoobblog.com‬‬

‫‪9‬‬
 ‫ﺇﻥ ﺳﻌﻴﺪﺍ ﺣﺎﻟﺔ ﻋﺼﺒﻴﺔ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﻋﻨﻴﺪﺓ ﻣﺘﺼﻠﺒﺔ ﲢﺘﺎﺝ ﺇﱃ ﻋﺎﱂ ﺟﺪﻳﺪ ﻳﻨﺴﻴﻬﺎ ‪ ،‬ﻳﻘﻮﺩﻫﺎ ‪ ،‬ﳜﺮﺟﻬﺎ ‪ ،‬ﻳﻐﺴﻠﻬﺎ ‪ ،‬ﻳﱰﻉ ﻋﻨﻬﺎ ) ﺍﻟﻘﻤﻴﺺ‬
‫ﺍﻟﻄﺤﻴﲏ ﺍﳌﺘﻠﺒﺪ ﺑﺎﻟﻌﺮﻕ ﻭ ﺍﻟﻐﺒﺎﺭ ( ﺹ ‪ 73 :‬ﳚﻌﻠﻬﺎ ﺗﺘﻨﻔﺲ ﻫﻮﺍﺀ ﻧﻘﻴﺎ ) ﻧﻈﺮ ﳓﻮ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ ﻭ ﻫﻮ ﻳﺘﻨﻔﺲ ﰲ ﻋﻤﻖ ﻗﺎﺋﻼ ‪ :‬ﺟﻬﺔ ﲝﺮﻳﺔ ﻓﻴﻤﺎ‬
‫ﺃﻇﻦ ‪ ،‬ﻫﻮﺍﺀ ﻟﻄﻴﻒ ﺣﻘﺎ ( ‪74 .‬‬
‫ﻣﺎ ﻳﻌﺮﻓﻪ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻵﻥ ﻫﻮ ﺃﻧﻪ ﺑﺄﻣﺎﻥ ﺑﺒﻴﺖ ﻧﻮﺭ ) ﲪﺎﻡ ﻭ ﺷﺮﺍﺏ ﻭ ﻃﻌﺎﻡ ﻭ ﺳﺮﻳﺮ ( ﰲ ﺣﺠﺮﺓ ﲡﺎﻭﺭ ﻭ ﺗﻄﻞ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﱂ ﺍﻷﻣﻮﺍﺕ‬
‫) ﺍﻟﻘﺮﺍﻓﺔ (‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪F‬א

א‪E‬‬
‫ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﺎﻟﻔﺼﻞ ‪ :‬ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺼﻞ ‪ ،‬ﺗﻈﻞ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﺔ ﺳﻌﻴﺪ ﻣﻬﺮﺍﻥ ﻣﻦ ﺍﳌﻐﺮﺏ ) ﺯﻣﻦ ﺧﺮﻭﺝ ﻧﻮﺭ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﻤﻞ ( ﻟﻮﺣﺪﻫﺎ‬
‫ﻗﺎﺑﻌﺔ ﰲ ﺍﳊﺠﺮﺓ ﻣﻊ ﺃﻓﻜﺎﺭﻫﺎ ﻭ ﻫﻮﺍﺟﺴﻬﺎ ﻭ ﺭﻏﺒﺎ‪‬ﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﻔﺠﺮ ) ﺯﻣﻦ ﻋﻮﺩﺓ ﻧﻮﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ( ‪.‬‬

‫‪-1‬ﺍﻟﻮﺻﻒ ‪:‬‬
‫ﺃ‪-‬ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺧﺮﻭﺝ ﻧﻮﺭ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﻤﻞ ‪ ،‬ﻭ ﺑﻘﺎﺀ ﺳﻌﻴﺪ ﻣﻬﺮﺍﻥ ﳌﻔﺮﺩﻩ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﳊﺠﺮﺓ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻋﻮﺩﺓ ﻧﻮﺭ ﺇﱃ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﲢﻤﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﻒ ﺟﺮﻳﺪﺓ ﺭﺅﻭﻑ ﻋﻠﻮﺍﻥ ) ﺍﻟﺰﻫﺮﺓ ( ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺳﻌﻴﺪ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﻧﻮﺭ ﺃﻥ ﺗﺸﺘﺮﻱ ﻟﻪ ﻗﻤﺎﺷﺎ ﻳﺼﻠﺢ ﻟﺒﺬﻟﺔ ﺿﺎﺑﻂ ‪.‬‬
‫ﺏ‪-‬ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ‪:‬‬
‫‪ -1‬ﺳﻌﻴﺪ ﻣﻬﺮﺍﻥ ‪ :‬ﻭﺣﻴﺪ ﺑﻜﻞ ﻣﻌﲎ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ‪ /‬ﻗﻠﺐ ﻗﺘﻠﻪ ﺍﻷﱂ ﻭ ﺍﻟﻐﻀﺐ ‪/‬‬
‫‪ -2‬ﻧﻮﺭ ‪ :‬ﰲ ﺍﻟﺜﻼﺛﲔ ‪ /‬ﺗﻜﺬﺏ ﻋﻠﻨﺎ ﻟﺘﺒﺪﻭ ﺃﺻﻐﺮ ‪ /‬ﺳﺨﺎﻓﺎﺕ ﻭ ﺭﺫﺍﺋﻞ ‪ /‬ﻟﻮﻥ ﺍﲰﺮ ﺑﺎﻫﺖ ﺑﻼ ﺯﻭﺍﻕ ‪/‬‬
‫‪ -3‬ﻧﺒﻮﻳﺔ ‪ :‬ﺧﺎﺩﻣﺔ ﺍﻟﺴﺖ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺔ ‪ /‬ﺟﺴﺪ ﺛﺎﺋﺮ ‪ /‬ﲨﺎﻝ ﻓﻼﺣﻲ ﻟﺬﻳﺬ ﺍﻟﻄﻌﻢ ‪ /‬ﻭﺟﻪ ﲬﺮﻱ ﻣﺴﺘﺪﻳﺮ ‪ /‬ﻋﻴﻨﲔ ﻋﺴﻠﻴﺘﲔ ‪ /‬ﺍﻧﻒ ﻗﺼﲑ‬
‫ﳑﺘﻠﺊ ‪ /‬ﻓﻢ ﻣﺘﺸﺮﺏ ﲟﺎﺀ ﺍﳊﻴﺎﺓ ‪ /‬ﺍﻟﺪﻗﺔ ﺍﳋﻀﺮﺍﺀ ﰲ ﺍﻟﺬﻗﻦ ‪ /‬ﺍﻟﻘﺎﻣﺔ ﺑﺪﻳﻌﺔ ‪ /‬ﺍﳌﺸﻴﺔ ﺣﺒﻴﺒﺔ ‪ /‬ﻣﻮﺳﻴﻘﻰ ﻋﺬﺑﺔ ‪ /‬ﻳﺘﻴﻤﺔ‬
‫ﺝ‪-‬ﺍﳌﻜﺎﻥ ‪ :‬ﺍﳊﺠﺮﺓ ‪ :‬ﺳﻘﻒ ﺍﺑﻴﺾ ﺑﺎﻫﺖ ‪ /‬ﻗﱪ ‪ /‬ﺳﺠﻦ ‪ /‬ﺍﻟﻈﻠﻤﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﻭ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ‪/‬‬
‫ﺩ‪-‬ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ‪ :‬ﺍﳌﺴﺎﺀ ‪ :‬ﲰﺎﺀ ﺍﳌﻐﻴﺐ ﻛﺪﺭﺓ ‪/‬‬
‫ﻫـ ‪ -‬ﺃﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﺴﺮﺩ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺍﻻﺳﺘﺮﺟﺎﻉ ) ﻗﺼﺔ ﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﺒﻄﻞ ﻣﻊ ﻧﺒﻮﻳﺔ (‬
‫‪ -‬ﺍﳊﻮﺍﺭ ﺍﳌﺒﺎﺷﺮ ‪ :‬ﻳﻠﻌﺐ ﺍﳊﻮﺍﺭ ﺩﻭﺭﺍ ﻣﻬﻤﺎ ﰲ ﺍﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﺃﻋﻤﺎﻕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭ ﻣﺎ ﻳﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻫﻮﺍﺟﺲ ﺍﻟﻘﻠﻖ ﻭ ﺍﳊﲑﺓ‬
‫ﻭ ﺣﺎﺟﺘﻬﺎ ﺇﱃ ﻣﻦ ﻳﻘﺎﲰﻬﺎ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻭ ﻳﺸﺎﺭﻛﻬﺎ ﺍﻟﻜﻼﻡ ‪ ،‬ﺇﱃ ﺟﺎﻧﺐ ﺫﻟﻚ ﻛﺸﻒ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﻋﻦ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﺣﺠﻢ ﺍﳌﻌﺎﻧﺎﺓ ﻟﺪﻯ ﺳﻌﻴﺪ ﻭﻧﻮﺭ ﻣﺜﻼ‬
‫‪ -‬ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﻄﺒﻘﻲ ﻭ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ) ﺳﻌﻴﺪ ﻭ ﺭﺅﻭﻑ (‬
‫‪ -‬ﺍﻧﺪﺣﺎﺭ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ) ﺳﻌﻴﺪ ﻭ ﻧﻮﺭ (‬
‫‪ -‬ﺧﻄﺎﺏ ﺍﻟﺘﺴﻠﻂ ﻭ ﺍﻟﻘﻤﻊ ﻭ ﺍﻟﺘﺮﻫﻴﺐ ) ﺳﻌﻴﺪ ﻭ ﺣﺴﺐ ﺍﷲ (‬
‫‪ -‬ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ ﺑﺎﻻﻏﺘﺮﺍﺏ ) ﺳﻌﻴﺪ ﻭ ﻧﻮﺭ (‬
‫‪ -‬ﺃﻣﺎ ﺍﳊﻮﺍﺭ ﻏﲑ ﺍﳌﺒﺎﺷﺮ ﲜﻤﻴﻊ ﺃﺷﻜﺎﻟﻪ ‪ ،‬ﻓﻬﻮ ﻳﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻭ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻭ ﻣﺎ ﺗﻌﺎﻧﻴﻪ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻣﻦ ﺻﻮﺭ ﻭ ﺃﻟﻮﺍﻥ ﺍﻟﻀﻴﺎﻉ‬
‫ﻭ ﺍﳊﺰﻥ ﻭ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ‪.‬‬

‫‪ -2‬ﺍﻟﺘﺄﻭﻳﻞ ‪:‬‬
‫ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺼﻞ ‪ ،‬ﳚﻌﻞ ﳒﻴﺐ ﳏﻔﻮﻅ ﺍﻟﺒﻄﻞ ﳜﻠﻮ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﺩﺍﺧﻞ ﺣﺠﺮﺓ ﻧﻮﺭ ‪ ،‬ﺗﺘﺒﺪﻯ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺭﺻﺎﺻﺎﺕ ﻃﺎﺋﺸﺔ ‪،‬‬
‫ﺍﺑﻨﺘﻪ ﺳﻨﺎﺀ ‪ ،‬ﺣﺒﻪ ﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ‪ ،‬ﻛﻠﻬﺎ ﺭﺻﺎﺻﺎﺕ ﻃﺎﺋﺸﺔ ) ﻭ ﻛﺎﻟﺮﺻﺎﺹ ﺗﻄﻴﺶ ﺭﻏﺎﺋﺐ ﻛﺜﲑﺓ ﰲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﳐﻠﻔﺔ ﻭﺭﺍﺀﻫﺎ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﳊﻠﻘﺎﺕ‬
‫ﺍﶈﺰﻧﺔ ( ﺹ ‪78 :‬‬
‫ﻳﺘﻮﻟﺪ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭ ﻫﻲ ﻟﻮﺣﺪﻫﺎ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﺑﲔ‪:‬‬
‫‪ -1‬ﺍﺳﺘﺤﻀﺎﺭ ﺍﻟﺬﻛﺮﻳﺎﺕ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻻﺳﺘﺮﺟﺎﻉ ‪ ،‬ﻭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﺸﻒ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ﻋﻦ ﻋﻼﻗﺔ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻨﺒﻮﻳﺔ ‪ ،‬ﻭ ﻛﻴﻒ ﺗﻌﻠﻖ ‪‬ﺎ‬
‫ﺇﱃ ﺣﺪ ﺍﳉﻨﻮﻥ ‪ ،‬ﻭ ﺃﺣﺒﻬﺎ ﺑﻜﻞ ﻭﻓﺎﺀ ﻭﺇﺧﻼﺹ ‪ ،‬ﻭﻃﻠﺐ ﻳﺪﻫﺎ ﻟﻠﺰﻭﺍﺝ ﻭ ﺍﳔﺪﻉ ﰲ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﺍﻷﻣﲔ ‪ :‬ﻋﻠﻴﺶ‬
‫‪ -2‬ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺍﻟﺸﻘﻲ ﺍﻟﱵ ﻻ ﻳﺰﻳﺪ ﺳﻌﻴﺪ ﻣﻬﺮﺍﻥ ﺇﻻ ﺇﺻﺮﺍﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻡ ) ﺍﻻﻧﻔﻌﺎﻝ ﻳﻜﺎﺩ ﳝﺰﻕ ﻋﺮﻭﻗﻪ ﻭ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺗﺘﺰﺍﺣﻢ ﰲ‬
‫ﺭﺃﺳﻪ ﰲ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ﻭ ﺗﻴﺎﺭ ﻣﺜﻞ ﺗﻴﺎﺭ ﺍﳋﻤﺮ ﻳﻐﻤﺮ ﺧﻴﺎﻟﻪ ﻓﻴﺆﻣﻦ ﺑﺄﻧﻪ ﺳﻴﺘﻤﺨﺾ ﻋﻦ ﺃﻣﺮ ﺧﻄﲑ ﻻ ﻳﻘﻞ ﺷﺎﻧﺎ ﻋﻦ ﺍﳋﻠﻖ ﺃﻭ‬
‫ﺍﻟﻨﺼﺮ ‪ ،‬ﻓﻴﻮﺩ ﻟﻮ ﻳﺘﺼﻞ ﺑﺎﻟﻨﺎﺱ ﻟﻴﻌﺮﺏ ﳍﻢ ﻋﻤﺎ ﻳﻬﺰ ﺻﺪﺭﻩ ﰲ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﻭ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ‪ ،‬ﻭ ﻟﻴﺆﻛﺪ ﳍﻢ ﺑﺄﻧﻪ ﺳﻴﻨﺘﺼﺮ ﻭ ﻟﻮ ﺑﻌﺪ ﺍﳌﻮﺕ ‪.‬‬

‫‪10‬‬
 ‫ﺍﻧﻪ ﻭﺣﻴﺪ ﺣﻴﺎﻝ ﺍﳉﻤﻴﻊ ﻭ ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ‪ ،‬ﱂ ﻳﻔﻘﻬﻮﺍ ﺑﻌﺪ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﻭ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ‪ ،‬ﻭ ﻻ ﻳﻔﻄﻨﻮﻥ ﺇﱃ ﺃ‪‬ﻢ ﺃﻳﻀﺎ ﳍﻢ ﺣﺪﻳﺚ‬
‫ﺻﻤﺖ ﻭ ﻭﺣﺪﺓ ( ﺹ ‪85-84 :‬‬

‫ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﳚﻌﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ ) ﺳﻨﺎﺀ‪ ،‬ﻧﺒﻮﻳﺔ ‪ ،‬ﻋﻠﻴﺶ ‪ ،‬ﺭﺅﻭﻑ ( ﺭﻏﻢ ﺃ‪‬ﺎ ﻏﺎﺋﺒﺔ ﰲ ﺍﳊﺪﺙ ﻓﻬﻲ ﺗﻼﺯﻣﻪ ﻭ ﻛﺄ‪‬ﺎ‬
‫ﺗﻌﻴﺶ ﻣﻌﻪ‪ ،‬ﺗﻼﺯﻣﻪ ﻛﺄ‪‬ﺎ ﺍﻟﻈﻞ ‪ ،‬ﻭ ﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﳚﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﳏﺎﺻﺮﺍ ﰲ ﺃﻓﻜﺎﺭﻩ ﻭ ﺭﻏﺒﺎﺗﻪ ﻭ ﻛﺄﻧﻪ ﰲ ﺳﺠﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻮﺍﻃﻒ ﺍﳌﺘﻼﻃﻤﺔ ﺗﻨﻌﻜﺲ ﺻﻮﺭﻫﺎ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺟﺪﺭﺍﻥ ﺍﳊﺠﺮﺓ ﺑﺎﻟﻈﻠﻤﺔ ﻭﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﻭ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﻭ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ‬
‫ﻓﻴﺠﺪ ﰲ ﻧﻮﺭ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺍﳌﺴﻜﻴﻨﺔ ﺍﳊﻤﺎﻳﺔ ) ﺍﳊﺠﺮﺓ ( ﻭ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ) ﺍﳊﺐ ( ﻣﺎ ﱂ ﳚﺪﻩ ﰲ ﺭﺅﻭﻑ ﻋﻠﻮﺍﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ‪ ،‬ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ‪،‬‬
‫ﺻﺪﻳﻖ ﺃﻣﺲ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻟﺐ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻋﱪ ﺟﺮﻳﺪﺓ ﺍﻟﺰﻫﺮﺓ ﻭ ﺟﻌﻞ ﺳﻌﻴﺪﺍ ﻣﺪﺍﻧﺎ ﻗﺒﻞ ﲰﺎﻉ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ‪.‬‬

‫ﺇﻥ ﺳﻌﻴﺪﺍ ﻭ ﻧﻮﺭﺍ ﳝﺜﻼﻥ ﻣﻌﺎ ﳕﻮﺫﺟﲔ ﻟﻠﻀﻴﺎﻉ ﻭ ﺍﻷﺳﻰ ‪ ،‬ﺍﻷﻭﻝ ﺿﺤﻴﺔ ﺍﳋﻴﺎﻧﺔ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ ﻭ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻣﻮﻣﺲ ) ﻇﺎﻫﺮﺓ‬
‫ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ( ﺗﻌﻴﺶ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ‪ ،‬ﻓﻬﻞ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﻧﻮﺭ ﺇﻧﻘﺎﺫ ﺳﻌﻴﺪ ؟ ﻫﻞ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺇﺧﺮﺍﺟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺠﻦ ؟ ﻫﻞ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺳﻌﻴﺪ ﺇﻧﻘﺎﺫ ﻧﻮﺭ ؟‬
‫ﻫﻞ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻧﺘﺸﺎﳍﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ؟‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪F‬א

אد
و
א
‪

E‬‬
‫א
ﺑﺎﻟﻔﺼﻞ ‪:‬‬
‫ﻳﻈﻞ ﺳﻌﻴﺪ ﰲ ﺑﻴﺖ ﻧﻮﺭ ﻳﻔﻜﺮ ﰲ ﺍﳌﺎﺿﻲ ‪ ،‬ﻳﻌﻴﺪ ﺃﺣﺪﺍﺛﻪ ‪ ،‬ﻳﺴﺘﺤﻀﺮ ﺫﻛﺮﻳﺎﺗﻪ ‪ ،‬ﻳﺼﻞ ﺑﻪ ﺍﳌﻠﻞ ﻭ ﺍﻟﻀﺠﺮ ﺇﱃ‬
‫ﺣﺪ ﻻ ﻳﻄﺎﻕ ‪ ،‬ﻓﻴﻘﺮﺭ ﺍﳋﺮﻭﺝ ﺇﱃ ﻣﻘﻬﻰ ﻃﺮﺯﺍﻥ ﳏﺎﻭﻻ ﺍﺳﺘﻄﻼﻉ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ‪.‬‬

‫‪-1‬ﺍﻟﻮﺻﻒ‬
‫ﺃ‪ -‬ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺑﻘﺎﺀ ﺳﻌﻴﺪ ﳌﻔﺮﺩﻩ ﰲ ﺑﻴﺖ ﻧﻮﺭ‬
‫‪ -‬ﺧﺮﻭﺟﻪ ﺇﱃ ﻣﻘﻬﻰ ﻃﺮﺯﺍﻥ‬
‫‪ -‬ﻳﻌﻮﺩ ﺇﱃ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻓﻴﺠﺪ ﺃﻥ ﻧﻮﺭﺍ ﻗﺪ ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻻﻋﺘﺪﺍﺀ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺷﺒﺎﻥ‬
‫‪ -‬ﺧﺮﻭﺝ ﺳﻌﻴﺪ ﻟﻴﻼ ﺇﱃ ﻣﻘﻬﻰ ﻃﺮﺯﺍﻥ ﻣﺮﺓ ﺛﺎﻧﻴﺔ‬
‫‪ -‬ﻋﻮﺩﺓ ﻧﻮﺭ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻔﺠﺮ‬

‫ﺏ‪ -‬ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ‪ ) :‬ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻔﺖ ﺍﻻﻧﺘﺒﺎﻩ ﺇﱃ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﻻ ﺗﺸﺎﺭﻙ ﰲ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ‪ ،‬ﻭ ﻟﻜﻦ ﻳﺴﺘﺤﻀﺮﻫﺎ ﺍﻟﺴﺮﺩ‬
‫ﺑﺪﺍﻓﻊ ﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ‪ ،‬ﳍﺬﺍ ﻭﺟﺐ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﺎ ﺗﻀﻴﻔﻪ ﻟﻠﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻣﻦ‬
‫ﺃﺑﻌﺎﺩ ﻭ ﺩﻻﻻﺕ (‬
‫‪ -1‬ﺍﳌﺮﺣﻮﻡ ﺍﻟﻌﻢ ﻣﻬﺮﺍﻥ ‪ :‬ﻭﺍﻟﺪ ﺳﻌﻴﺪ ﻣﻬﺮﺍﻥ ‪ /‬ﺍﻟﻜﻬﻞ ﺍﻟﻄﻴﺐ ‪ /‬ﺑﻮﺍﺏ ﻋﻤﺎﺭﺓ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ ‪ /‬ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭ ﺍﻟﻘﻨﺎﻋﺔ‬
‫ﻭ ﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ‪ /‬ﻳﺴﻜﻦ ﲝﻮﺵ ﺍﻟﻌﻤﺎﺭﺓ ‪ /‬ﺍﻋﺘﻨﻖ ﺍﻟﺮﺿﻰ ‪ /‬ﳏﺘﺮﻡ ‪/‬‬
‫‪ -2‬ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻠﻰ ﺍﳉﻨﻴﺪﻱ ‪ :‬ﳊﻴﺔ ﺑﻴﻀﺎﺀ‪ /‬ﻭﺟﻪ ﻭﺿﺊ ‪ /‬ﳏﺒﺔ ﻣﺸﻌﺔ ‪/‬‬
‫‪ -3‬ﺳﻌﻴﺪ ﻣﻬﺮﺍﻥ ‪ :‬ﳒﺎﺑﺔ ‪ /‬ﻗﻠﺐ ﺍﺑﻴﺾ ‪/‬‬
‫‪ -4‬ﺭﺅﻭﻑ ﻋﻠﻮﺍﻥ ‪ :‬ﻃﺎﻟﺐ ﺑﻜﻠﻴﺔ ﺍﳊﻘﻮﻕ ‪/‬ﺷﻬﻢ ‪ /‬ﻛﺎﺫﺏ‬
‫‪ -5‬ﻧﻮﺭ ‪ :‬ﰲ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﺇﻋﻴﺎﺀ ﺻﺎﺭﺥ ‪ /‬ﺍﲪﺮﺍﺭ ﰲ ﺍﻟﻌﻴﻨﲔ ‪ /‬ﻣﻴﺘﺔ ‪ /‬ﺑﺎﻛﻴﺔ ‪ /‬ﺗﻌﺒﺎﻧﺔ ﺟﺪﺍ ‪ /‬ﺣﺰﻥ ﺑﺎﻟﻎ‬
‫ﺕ‪ -‬ﺍﳌﻜﺎﻥ ‪:‬‬
‫‪ -1‬ﻏﺮﻓﺔ ﻧﻮﺭ ‪:‬‬
‫‪ -2‬ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ ﺻﺎﺑﺮ ‪ :‬ﻗﻠﻌﺔ ﻭﺳﻂ ﺣﺪﻳﻘﺔ ﻏﻨﺎﺀ ‪ /‬ﻗﺎﻋﺔ ﺍﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﻓﺨﻴﻤﺔ ‪ /‬ﻣﻘﻌﺪ ﻭﺛﲑ ‪ /‬ﳑﺮﺿﺔ ﺃﺟﻨﺒﻴﺔ‬
‫‪ -3‬ﻣﻘﻬﻰ ﺍﳌﻌﻠﻢ ﻃﺮﺯﺍﻥ‬
‫ﺙ‪ -‬ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ‪ :‬ﺍﳌﺴﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﻠﻴﻞ ‪ :‬ﺍﻟﻈﻼﻡ ‪ /‬ﺍﻟﻠﻴﻞ ‪ /‬ﺍﻟﻈﻠﻤﺔ ‪ /‬ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﺗﻠﻮﺡ ﺃﺿﻮﺍﺅﻫﺎ ﰲ ﺍﻷﻓﻖ ‪/‬‬
‫ﻣﻼﺣﻈﺔ ‪ :‬ﻳﻈﻬﺮ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ ‪ ،‬ﺃﻥ ﺳﻌﻴﺪﺍ ﻏﺪﺍ ﻻ ﻳﺘﺤﺮﻙ ﺇﻻ ﰲ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﻭ ﰲ ﺇﻃﺎﺭ ﺿﻴﻖ ﺑﲔ ﺑﻴﺖ ﻧﻮ ﺭ‬
‫‪http://hanine98.maktoobblog.com‬‬

‫‪11‬‬
 ‫ﻭ ﻣﻘﻬﻰ ﺍﳌﻌﻠﻢ ﻃﺮﺯﺍﻥ ‪ ،‬ﻭ ﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﺃﺻﺒﺢ ﺍﳌﻜﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﳌﻌﺎﺭﺿﺔ ﻟﻠﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﱵ ﻻ ﺗﺘﺤﺮﻙ ﺇﻻ‬
‫ﻛﺎﳋﻔﺎﺵ ﻣﻊ ﺍﻟﻈﻼﻡ ‪ ،‬ﻭ ﻳﻜﺸﻒ ﺫﻟﻚ ﻋﻦ ﺍﳌﺄﺯﻕ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﺍﻟﱵ ﺗﻌﻴﺸﻪ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﺧﺮﻭﺟﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺠﻦ ‪.‬‬
‫ﺝ‪ -‬ﺃﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﺴﺮﺩ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺍﻻﺳﺘﺮﺟﺎﻉ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺗﻴﺎﺭ ﺍﻟﻮﻋﻲ‬
‫‪ -‬ﻣﻦ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﻼﻓﺘﺔ ﻟﻼﻧﺘﺒﺎﻩ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﳉﻮﺀ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﺇﱃ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺃﻭ ﺗﻴﺎﺭ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ‪،‬ﻣﻦ ﺧﻼﻝ‬
‫ﺍﳌﻮﻧﻮﻟﻮﺝ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻟﺘﺴﻠﻴﻂ ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻷﺿﻮﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻠﻪ ﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻲ ‪ ،‬ﻭ ﺫﻟﻚ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺗﺼﻮﻳﺮ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻜﻴﺎﻥ‬
‫ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻟﻠﺒﻄﻞ ﻭ ﻣﻮﺍﻗﻔﻪ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ‪ ،‬ﺑﻞ ﺑﺪﺍ ﺳﻌﻴﺪ ﰲ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﳌﻮﺍﺿﻊ ﻳﻜﻠﻢ ﻧﻔﺴﻪ ‪ ،‬ﺑﻞ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﲟﻔﺮﺩﻩ ﰲ‬
‫ﻣﻨﺎﺟﺎﺓ ﻟﻠﻨﻔﺲ ﺗﻜﺸﻒ ﻋﻤﺎ ﻳﻌﺘﻤﻞ ﰲ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻣﻦ ﺻﺮﺍﻋﺎﺕ ﻭ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﺟﺮﺍﺀ ﺍﳋﻮﻑ ﻭ ﺍﻹﺣﺒﺎﻁ ﻭ ﺍﻟﺘﺸﺘﺖ ﻭ ﺍﻟﻘﻠﻖ ﺍﻟﺬﻱ‬
‫ﺃﺻﺒﺢ ﻳﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻴﻪ ‪.‬‬
‫ﻟﻘﺪ ﻭﺟﺪ ﺳﻌﻴﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺮﺓ ﻭﺣﻴﺪﺍ ‪ ،‬ﺳﺠﲔ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﺍﳌﺘﺼﺎﺭﻋﺔ ﻣﻊ ﺭﻏﺒﺎ‪‬ﺎ ﻭ ﻣﻮﺍﻗﻔﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ‪ ،‬ﻭ ﻛﺎﻥ‬
‫ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﺃﻥ ﲢﻀﺮﻩ ﺍﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻛﺮﻳﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺃﻭ ﺍﳌﻮﺍﻗﻒ ‪...‬ﻭ ﺍﻟﱵ ﻋﻠﻰ ﺿﻮﺋﻬﺎ ﻛﺨﻠﻔﻴﺔ ﻣﺘﺪﺍﻋﻴﺔ ﳛﺪﺩ ﻣﻮﺍﻗﻔﻪ‬
‫ﻭ ﻗﺮﺍﺭﺍﺗﻪ ﻭ ﺳﻠﻮﻛﺎﺗﻪ ﻭ ﺍﻟﱵ ﳚﺪﻫﺎ ﺗﺘﻮﺯﻉ ﺑﲔ ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﻭ ﺍﳋﻮﻑ ‪..‬ﻓﺎﻟﻜﺎﺗﺐ ﻳﺴﺘﻐﻞ ﺍﻟﺪﻭﺍﻓﻊ ﻭ ﺍﻟﻨﻮﺍﺯﻉ ﺍﳌﺘﺮﺳﺒﺔ ﰲ ﻧﻔﺴﻪ‬
‫ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﲢﺪﻳﺪ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﱵ ﲢﺮﻙ ﺗﻮﺟﻬﺎﺗﻪ ‪ ...‬ﻭ ﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻓﺎﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﻌﻰ ﺇﱃ ﺗﻘﺪﱘ ﺻﻮﺭﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﳌﺘﺼﺎﺭﻋﺔ ﰲ‬
‫ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺍﳌﺼﺮﻱ ‪ ،‬ﻭ ﰲ ﻧﻔﺲ ﲢﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﺗﻘﺪﻣﻬﺎ ﻣﻘﺮﻭﻧﺔ ﺑﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻭ ﺍﻟﺘﺪﻗﻴﻖ ﰲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻹﻧﺴﺎﱐ ﰲ ﳊﻈﺎﺕ ﺍﳊﻜﻲ‬
‫ﻋﱪ ﺗﺼﻮﻳﺮ ﺍﻟﻌﻤﻖ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﻤﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﻣﻮﻗﻒ ﺍﻟﺬﺍﺕ ‪.‬‬
‫ﻭ ﻫﻜﺬﺍ ﳒﺪ ﺃﻥ ﳒﻴﺐ ﳏﻔﻮﻅ ﻗﺪ ﺣﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﻭﺃﻥ ﻳﻔﺘﺢ ﺁﻓﺎﻗﺎ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻣﻦ‬
‫ﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺐ ﻭﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺚ ﺧﺎﺻﺔ ﰲ ﺁﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﺴﺮﺩ ﻭﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺗﻘﻨﻴﺎﺕ ﺍﻻﲡﺎﻩ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﺍﳌﺘﻜﺊ ﻋﻠﻰ " ﺗﻴﺎﺭ ﺍﻟﻮﻋﻲ ‪ ،‬ﺗﺎﺭﻛﺎ ﺍﻷﻣﺮ‬
‫ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻟﻠﻘﺎﺭﺉ ﻳﺴﺘﻨﺘﺞ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﲡﺮﺑﺘﻪ ﻫﻮ ﻛﻘﺎﺭﺉ ‪.‬‬

‫‪ -2‬ﺍﻟﺘﺄﻭﻳﻞ ‪:‬‬
‫א

‪

11‬‬
‫ﺳﻌﻴﺪ ﺑﲔ ﺍﳉﺪﺭﺍﻥ ‪:‬‬
‫)‪ (1‬ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺼﻞ ‪ ،‬ﻳﻈﻞ ﺳﻌﻴﺪ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻟﻮﺣﺪﻩ ﻳﺴﺘﺮﺟﻊ ﺍﻟﺬﻛﺮﻳﺎﺕ ﺑﲔ ﺍﳉﺪﺭﺍﻥ ﻋﻨﺪ ﻧﻮﺭ ‪ ،‬ﻭ ﻳﺴﺘﻤﺮ‬
‫ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﰲ ﺍﺳﺘﻐﻼﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﻣﻦ ﺍﺟﻞ ﺇﻟﻘﺎﺀ ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎﺓ ﺳﻌﻴﺪ ﻣﻬﺮﺍﻥ ‪ ،‬ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺮﺓ ﻳﻜﺸﻒ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﻋﻦ‬
‫ﺟﻮﺍﻧﺐ ﻗﺎﺳﻴﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺓ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ ﻳﺘﺒﲔ ﻣﻦ ﺧﻼﳍﺎ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺍﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺍﺑﻦ ﺭﺟﻞ ﻃﻴﺐ ﺻﺎﱀ ) ﺍﻟﻌﻢ ﻣﻬﺮﺍﻥ ( ﻓﻘﲑ ﻳﺸﺘﻐﻞ ﺑﻮﺍﺑﺎ‬
‫‪ -‬ﺍﻧﻪ ﺍﺑﻦ ﺃﺳﺮﺓ ﻣﺘﺪﻳﻨﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﻌﻢ ﲜﻠﺴﺎﺕ ﻫﻨﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻳﻠﻌﺐ ‪...‬‬
‫‪ -‬ﻓﻘﺪ ﺳﻌﻴﺪ ﺃﺑﺎﻩ ﻛﺎﻟﻠﻐﺰ‬
‫‪ -‬ﻭ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ ﻣﺮﺿﺖ ﺍﻷﻡ ‪ ،‬ﰒ ﻣﺎﺗﺖ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻔﻘﺮ‬
‫‪ -‬ﺍﻧﻜﺸﻒ ﺃﻣﺮ ﺳﻌﻴﺪ ﰲ ﺃﻭﻝ ﺳﺮﻗﺔ‬
‫ﻭ ﻟﻜﻦ ﺭﺅﻭﻑ ﻗﺎﻝ ﻟﺴﻌﻴﺪ ‪ ) :‬ﻻ ﲣﻒ ‪ ،‬ﺍﳊﻖ ﺃﱐ ﺍﻋﺘﱪ ﺍﻟﺴﺮﻗﺔ ﻋﻤﻼ ﻣﺸﺮﻭﻋﺎ ( ﺹ ‪ 90 :‬ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻧﻘﻄﺔ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ‪ ،‬ﺑﺪﺍﻳﺔ‬
‫ﺍﻟﺘﺤﻮﻝ ﰲ ﺣﻴﺎﺓ ﺳﻌﻴﺪ ‪ ،‬ﺍﻟﱪﻛﺎﻥ ﻭ ﺍﻟﺰﻟﺰﺍﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻏﲑ ﺣﻴﺎﺓ ﺳﻌﻴﺪ ﻣﻬﺮﺍﻥ ‪.‬‬
‫‪ -1‬ﺗﺮﻙ ﺑﻮﺍﺑﺔ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ ﻭ ﺫﻫﺐ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﺯﻕ ) ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻃﻲ ﻟﻠﺴﺮﻗﺔ ﻃﺒﻌﺎ (‬
‫‪ -2‬ﺗﺰﻭﺝ ﺳﻌﻴﺪ ﻧﺒﻮﻳﺔ ﻭ ﻏﲑ ﺍﳌﺴﻜﻦ ‪.‬‬
‫ﻳﺒﺪﻭ ﳑﺎ ﺳﺒﻖ ﺃﻥ ﺳﻌﻴﺪﺍ ﻛﺎﻥ ﺿﺤﻴﺔ ﳎﺘﻤﻊ ﺑﻜﺎﻣﻠﻪ ‪ ،‬ﻭ ﰲ ﻣﻘﺪﻣﺘﻪ ﺭﺅﻭﻑ ﻋﻠﻮﺍﻥ ﺭﺟﻞ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ‪.‬ﻛﺎﻥ ﺳﻌﻴﺪ ﺿﺤﻴﺔ ﺍﻟﻴﺘﻢ‬
‫‪ ،‬ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻞ ﻣﻨﻪ ﺭﻏﻢ ﺣﺪﺍﺛﺔ ﺳﻨﻪ ﻳﺘﺤﻤﻞ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ ‪ ،‬ﻭ ﺍﻟﱵ ﱂ ﳚﺪ ﻣﺎ ﻳﺼﺮﻓﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺮﺿﻬﺎ ‪ ،‬ﻓﻠﺠﺄ ﺇﱃ‬
‫ﺍﻟﺴﺮﻗﺔ ‪ ،‬ﻭ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺼﺪ ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ ﻟﻸﻏﻨﻴﺎﺀ ﺍﳌﺆﻃﺮ ﺑﺎﳋﱪﺓ ﺍﻷﺟﻨﺒﻴﺔ ‪ ،‬ﺭﻣﻲ ﺑﻪ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ‪ ،‬ﻓﻤﺎﺗﺖ ﺍﻷﻡ ﺑﻌﺪ ﺷﻬﺮ ﰲ ﺑﻴﺘﻬﺎ ‪...‬‬
‫ﻭﺭﺅﻭﻑ ﻋﻠﻮﺍﻥ ﻟﻸﺳﻒ ﻳﻌﺮﻑ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ‪ ...‬ﻳﻌﺮﻑ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻋﻦ ﺳﻌﻴﺪ ‪ )...‬ﻟﻮ ﻗﺒﻠﺖ ﺃﻥ ﺍﻋﻤﻞ ﳏﺮﺭﺍ ﰲ ﺟﺮﻳﺪﺗﻚ ﻳﺎ ﻭﻏﺪ‬
‫ﻟﻨﺸﺮﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﺫﻛﺮﻳﺎﺗﻨﺎ ﺍﳌﺸﺘﺮﻛﺔ ﻭ ﳋﺴﻔﺖ ﻧﻮﺭﻙ ﺍﻟﻜﺎﺫﺏ ‪ (..‬ﺹ ‪91 :‬‬
‫ﺳﻌﻴﺪ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﳉﺪﺭﺍﻥ ‪:‬‬
‫ﺧﺎﺭﺝ ﺍﳉﺪﺭﺍﻥ ﻳﺘﻤﻠﻚ ﺳﻌﻴﺪﺍ ﺇﺣﺴﺎﺱ ﺍﳌﻄﺎﺭﺩ ‪ ،‬ﻳﺘﺤﻮﻝ ﺇﱃ ﻓﺄﺭ ﺃﻭ ﺛﻌﺒﺎﻥ ‪،‬ﳜﺎﻑ ﻣﻦ ﺍﻷﺿﻮﺍﺀ ‪ ،‬ﻗﻠﻖ‬ ‫) ‪(2‬‬
‫‪12‬‬
 ‫ﻭﺧﻮﻑ ﻭ ﻇﻠﻤﺔ ﻭ ﻭﺣﺪﺓ ‪...‬‬
‫ﻭ ﻳﺘﺤﻮﻝ ﻣﻘﻬﻰ ﻃﺮﺯﺍﻥ ﺇﱃ ﻓﻀﺎﺀ ﻟﻠﻤﻬﺮﺑﲔ ﻭ ﺍ‪‬ﺮﻣﲔ ﻭ ﺍﳌﺨﱪﻳﻦ ﻭ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﳌﻄﺎﺭﺩﻳﻦ ﻭ ﺍﳍﺎﺭﺑﲔ‬
‫ﺳﻌﻴﺪ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﱃ ﺍﳉﺪﺭﺍﻥ ‪:‬‬
‫)‪ (3‬ﻣﻊ ﻧﻮﺭ ﻳﻈﻬﺮ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺄﱂ ﻟﻨﻮﺭ ) ﻓﺘﻤﺘﻢ ﻏﺎﺿﺒﺎ ‪ :‬ﺍﻟﻜﻼﺏ ! ( ﺹ ‪ ، 94 :‬ﻳﺒﺪﻭ ﺭﺟﻼ ﺁﺧﺮ ﺃﻛﺜﺮ ﻃﻴﺒﺔ‬
‫ﻭ ﺣﻨﺎﻧﺎ ﻭ ﺭﺃﻓﺔ ‪ ،‬ﺭﺟﻼ ﻛﺎﻥ ﺑﺪﻭﺭﻩ ﳛﻠﻢ ﲝﻴﺎﺓ ﺃﲨﻞ ﻭ ﺃﺣﺴﻦ ﺭﻏﻢ ﺇﺻﺮﺍﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻡ‪ .‬ﻭ ﺗﻈﻬﺮ ﻧﻮﺭ ﻭﻓﻴﺔ ﻣﺘﺸﺒﺜﺔ ﲝﺒﻬﺎ ﻟﺴﻌﻴﺪ ﺃﻛﺜﺮ‬
‫ﳑﺎ ﻛﺎﻥ ‪ ،‬ﻛﺎﻟﺘﺰﺍﻡ ﻻ ﻳﺘﻐﲑ ‪ ،‬ﻭ ﻛﺄ‪‬ﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻘﻴﺾ ﻣﻦ ﻧﺒﻮﻳﺔ ﻭ ﻋﻠﻴﺶ ﻭ ﺭﺅﻭﻑ ﺍﳋﻮﻧﺔ ‪ ،‬ﻓﻨﻮﺭ ﲤﺜﻞ ﳕﻮﺫﺟﺎ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺮﺧﻴﺼﺔ ﻭ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﻘﺪﻡ‬
‫ﻣﺎ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻵﺧﺮﻭﻥ ﻓﻌﻠﻪ ﻟﺴﻌﻴﺪ ‪ ،‬ﻭ ﰲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻣﺜﺎﻝ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺍﻟﱵ ﳝﻜﻦ ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﺸﺪﺍﺋﺪ ‪ ...‬ﻭﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﺍﳌﻔﺎﺭﻗﺔ ﺍﻟﱵ‬
‫ﺗﺮﻓﻊ ﻧﻮﺭﺍ ﻋﻦ ﺑﺎﻗﻲ ﺍﳋﻮﻧﺔ ‪,‬‬

‫‪ :‬ﺗﻜﺸﻒ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻼﻣﺎﺕ ﰲ ﺍﻟﻨﺺ ﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻲ ﻋﻦ ﺇﺷﺎﺭﺍﺕ ﺫﻛﻴﺔ ﻭ ﰲ ﻣﻨﺘﻬﻰ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ‪ ،‬ﻭ ﺍﻟﱵ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺜﻼ ‪:‬‬ ‫‪;
E‬א‬
‫‪ -‬ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺍﻷﻭﱃ ‪ ) :‬ﻓﺘﻔﺤﺼﻪ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺑﻌﻴﻨﲔ ﺯﺟﺎﺟﻴﺘﲔ ﻣﺴﺘﻨﻜﺮﺍ ﻭ ﻣﺪ ﺑﺼﺮﻩ ﺇﱃ ﺣﻴﺚ ﺍﺳﺘﻠﻘﺖ ﺍﻷﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﻌﺪ ﻭﺛﲑ ﺑﺜﻮﺏ ﻛﺎﻟﺴﺨﺎﻡ (‬
‫ﺹ ‪90 :‬‬
‫ﺇﻥ ﺗﻮﺟﻪ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﺄﻣﻪ ﺇﱃ ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ ﺻﺎﺑﺮ ﻳﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺕ ﺍﻟﻄﺒﻘﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﻮﺩ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ﺍﳌﺼﺮﻱ ‪ ،‬ﻭ ﺍﻟﺬﻱ ﳚﻌﻞ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ‬
‫ﻏﲑ ﻣﺘﺴﺎﻭﻳﺔ ﺑﲔ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﲔ ‪ ،‬ﻟﻘﺪ ﺭﻓﺾ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﺃﻥ ﻳﺴﻤﻲ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﻃﺒﻴﺒﺎ ‪ ،‬ﺑﻞ ﲰﺎﻩ ) ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺑﻌﻴﻨﲔ ﺯﺟﺎﺟﻴﺘﲔ ( ﺇﺷﺎﺭﺓ ﻣﻨﻪ ﺇﱃ ﻏﻴﺎﺏ‬
‫ﺍﻟﻀﻤﲑ ﺍﳌﻬﲏ ﻭ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺍﻹﻧﺴﺎﱐ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻯ ﺍﻷﱂ ﻭ ﻻ ﻳﺘﺤﺮﻙ ﺑﻮﺍﺯﻉ ﺇﻧﺴﺎﱐ ﺃﻭ ﻭﻃﲏ ﺃﻭ ﻣﻬﲏ ‪...‬ﺇ‪‬ﺎ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻻ ﺗﻔﻬﻢ‬
‫ﺍﻟﺮﲪﺔ ﻭ ﺍﻧﺸﻐﻠﺖ ﺑﺎﳍﺎﺟﺲ ﺍﳌﺎﺩﻱ ‪...‬‬
‫‪ -‬ﺷﺒﺎﻥ ﻟﻌﻠﻬﻢ ﻃﻠﺒﺔ ﻭ ﺃﻧﺎ ﺃﻃﺎﻟﺒﻬﻢ ﺑﺎﳊﺴﺎﺏ ( ﺹ ‪94-93 :‬‬ ‫‪ -‬ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ‪ - ) :‬ﺿﺮﺑﻮﱐ ! ‪ -‬ﺍﻟﺒﻮﻟﻴﺲ ؟‬
‫ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﻮﺍﺭ ﺑﲔ ﻧﻮﺭ ﻭ ﺳﻌﻴﺪ ‪ ،‬ﻳﺘﺒﺪﻯ ﺃﻥ ﻧﻮﺭﺍ ﻻ ﲣﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﺳﻌﻴﺪ ‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﺑﺪﻭﺭﻫﺎ ﺗﺘﻌﺮﺽ ﺇﱃ ﺍﻟﻈﻠﻢ ‪ ،‬ﻭ ﻟﻸﺳﻒ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻞ‬
‫‪ ،‬ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ ‪ ،‬ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ‪ ،‬ﻭ ﻛﺄﻧﻨﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﳎﺘﻤﻊ ﱂ ﺗﻌﺪ ﻓﻴﻪ ﻛﻠﻤﺔ ﻟﻠﻘﻴﻢ ‪ ،‬ﺑﻞ ﺻﺎﺭ ﻏﺎﺑﺔ ﻳﺄﻛﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﻮﻱ ﺍﻟﻀﻌﻴﻒ ‪ ...‬ﻭ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ‬
‫ﻳﺮﻓﻀﻪ ﺳﻌﻴﺪ ﻭ ﻻ ﻳﺴﺘﺴﻴﻐﻪ ﺇﻃﻼﻗﺎ ﺑﻞ ﻳﺴﺘﻨﻜﺮﻩ ) ﲤﺘﻢ ﻏﺎﺿﺒﺎ ‪ :‬ﺍﻟﻜﻼﺏ ! ( ‪.‬‬

‫ﺍﻟﺴﺨﺎﻡ ‪ :‬ﺍﻟﻔﺤﻢ ﺍﳋﺸﱯ‬

‫א

‪12‬‬
‫ﺧﺎﺭﺝ ﺑﻴﺖ ﻧﻮﺭ ‪:‬‬
‫ﺍﺷﺘﺪ ﺍﳊﺼﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻔﻌﻞ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻷﻣﻦ ﻭ ﺍﳌﺨﱪﻳﻦ ﻭ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ‪ ،‬ﻭ ﻳﻈﻬﺮ ﺃﻥ ﺭﺅﻭﻑ ﻋﻠﻮﺍﻥ ﱂ ﻳﺬﺧﺮ ﺟﻬﺪﺍ ﰲ ﺃﻥ ﳚﻌﻞ ﻣﻦ‬
‫ﺳﻌﻴﺪ ﳎﺮﻣﺎ ﻳﺘﻬﺪﺩ ﺃﺭﻭﺍﺡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺎﻟﺴﻼﺡ ﰲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ ﻭ ﰲ ﻛﻞ ﻣﻨﻌﻄﻒ ﻭ ﻛﻞ ﺯﺍﻭﻳﺔ ‪...‬ﻟﻘﺪ ﺟﻌﻞ ﻣﻨﻪ ﳎﺮﻡ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺑﺎﻣﺘﻴﺎﺯ ‪ ،‬ﻭ ﻣﻦ‬
‫ﺃﺧﺒﺎﺭﻩ ﻭ ﺃﻧﺒﺎﺀ ﻏﺰﻭﺍﺗﻪ ﺯﻭﺑﻌﺔ ﻻ ﺗــﻬﺪﺃ ‪ ) ...‬ﲨﻴﻊ ﺍﳉﺮﺍﺋﺪ ﺳﻜﺘﺖ ﺃﻭ ﻛﺎﺩﺕ ﺇﻻ ﺟﺮﻳﺪﺓ ) ﺍﻟﺰﻫﺮﺓ (‪...‬ﻭ ﻟﻦ ﻳﻬﺪﺃ ﺭﺅﻭﻑ ﻋﻠﻮﺍﻥ ﺣﱴ‬
‫ﻳﻄﻮﻕ ﻋﻨﻘﻪ ﲝﺒﻞ ﺍﳌﺸﻨﻘﺔ ‪ ،‬ﻭ ﻣﻌﻪ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻭ ﺍﳊﺪﻳﺪ ﻭ ﺍﻟﻨﺎﺭ ( ﺹ ‪98 :‬‬
‫ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻗﺮﺭ ﺳﻌﻴﺪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺭﺅﻭﻑ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﺍﻵﺗﻴﺔ ﻭ ﺍﻷﺧﲑﺓ ‪ ) :‬ﻟﺘﻜﻦ ﺁﺧﺮ ﻏﻀﺒﺔ ﺃﻃﻠﻘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﱂ ( ﺹ ‪99 :‬‬
‫ﺍﻟﺬﻱ ﻇﺎﻫﺮﻩ ﺍﻟﺸﺮﻑ ﻭﺑﺎﻃﻨﻪ ﺍﻟﻌﻔﻦ ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﱃ ﺑﻴﺖ ﻧﻮﺭ ‪:‬‬
‫ﺗﻌﻮﺩ ﻧﻮﺭ ﺇﱃ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭ ﻣﻌﻬﺎ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﱵ ﺟﻌﻠﺖ ﻣﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻄﻼ ‪ ،‬ﻭ ﻫﻲ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﻭﺭﺩﺕ ﰲ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻟﻔﺼﻠﲔ ﰲ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻮﺿﻊ ‪:‬‬
‫‪)-‬ﻋﺎﺩ ﺍﳌﻬﺮﺏ ﻳﻘﻮﻝ ‪ :‬ﻛﺜﲑﻭﻥ ﲢﺪﺛﻮﺍ ﻋﻨﻚ ﺃﻣﺎﻣﻲ ﺑﺈﻋﺠﺎﺏ ‪ (..‬ﺹ ‪92 :‬‬
‫‪ ) -‬ﻓﻘﺎﻝ ﺻﱯ ﺍﻟﻘﻬﻮﺓ ﲝﻤﺎﺱ ‪ :‬ﺃﻱ ﺿﺮﺭ ﰲ ﺳﺮﻗﺔ ﺍﻷﻏﻨﻴﺎﺀ ! ( ﺹ ‪92 :‬‬
‫‪ ) -‬ﰒ ﺍﺳﺘﻄﺮﺩﺕ ‪ :‬ﻭ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﻋﻨﻚ ﻧﺎﺱ ﻛﺄﻧﻚ ﻋﻨﺘﺮﺓ ‪ (...‬ﺹ ‪100 :‬‬
‫ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ﺗﺆﻛﺪ ﺃﻥ ﺭﺅﻭﻑ ﻋﻠﻮﺍﻥ ﻓﺸﻞ ﰲ ﺃﻣﺮﻩ ‪ ،‬ﻭ ﰲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺸﻐﻞ ﺍﻟﻨﲑﺍﻥ ﰲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ ﺣﻮﻝ ﺳﻌﻴﺪ ‪ ،‬ﻛﺎﻥ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ‬
‫ﺍﻧﻪ ﻳﺼﻨﻊ ﻣﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻄﻼ ‪ ،‬ﻭ ﻫﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺃﺻﺒﺢ ﻣﺘﻌﺎﻃﻔﺎ ﻣﻊ ﺳﻌﻴﺪ ‪،‬ﺭﻏﻢ ﺃﻧﻪ ﻻ ﳛﺐ ﺍﻟﻘﺘﻞ ‪ ،‬ﻓﻬﻮ ﰲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﻳﻜﺮﻩ ﺍﳋﻴﺎﻧﺔ ‪.‬‬

‫‪.‬‬ ‫ﻭ ﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻳﺘﺤﻮﻝ ﺳﻌﻴﺪ ﻣﻦ ﺳﺎﺭﻕ ﺇﱃ ﺛﺎﺋﺮ‬

‫ﻭ ﻫﻨﺎ ﺗﺘﺠﻠﻰ ﻗﻴﻤﺔ ﻧﻮﺭ ) ﺍﺳﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﻤﻰ (ﻧﻮﺭ ﻳﻨﲑ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻟﺴﻌﻴﺪ ) ﺍﺳﻢ ﻋﻠﻰ ﻏﲑ ﻣﺴﻤﻰ ( ﺑﺎﳍﺮﺏ ﻭ ﺍﳊﺐ ﻭ ﺍﻷﻣﺎﻥ ﻭ ﺍﻹﺧـﻼﺹ ‪،‬‬
‫ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﺍﳋﻴﺎﻧﺔ ﻭ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻡ ‪ .‬ﻭ ﺇﻻ ﻛﻴﻒ ﻧﻔﺴﺮ ﺃﻥ ﺗﺒﻴﻊ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺇﻃﻌﺎﻡ ﺳﻌﻴﺪ ‪ ،‬ﻭ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﻜﺮﺍﺀ ) ﺍﻹﳚﺎﺭ ( ؟‬

‫‪13‬‬
 ‫‪F‬א

א
‪

E‬‬
‫א
ﺑﺎﻟﻔﺼﻞ ‪:‬‬
‫ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﳜﺮﺝ ﺳﻌﻴﺪ ﻣﺘﺠﻬﺎ ﺇﱃ ﻣﻘﻬﻰ ﻃﺮﺯﺍﻥ ﻻﺳﺘﻄﻼﻉ ﺁﺧﺮ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ‪ ،‬ﻓﻴﺨﱪﻩ ﻃﺮﺯﺍﻥ ﺑﺎﻥ ﺍﺣﺪ‬
‫ﺃﻋﻮﺍﻥ ﻋﻠﻴﺶ ﺳﺪﺭﺓ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺍﳌﻌﻠﻢ ﺑﻴﺎﻇﺔ ﻳﻮﺟﺪ ﺑﺎﳌﻘﻬﻰ ﻣﻦ ﺍﺟﻞ ﻋﻘﺪ ﺻﻔﻘﺔ ‪ ،‬ﻓﻴﻐﺘﻨﻢ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﻻﻋﺘﺮﺍﺽ ﻃﺮﻳﻖ‬
‫ﺍﳌﻌﻠﻢ ﺑﻴﺎﻇﺔ ﻣﻦ ﺍﺟﻞ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻧﺘﻘﺎﻝ ﻋﻠﻴﺶ ﻭ ﻧﺒﻮﻳﺔ ‪.‬‬
‫‪-1‬ﺍﻟﻮﺻﻒ‬
‫ﺃ‪-‬ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ‪ - :‬ﺧﺮﻭﺝ ﺳﻌﻴﺪ ﺇﱃ ﻣﻘﻬﻰ ﺍﳌﻌﻠﻢ ﻃﺮﺯﺍﻥ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺍﻋﺘﺮﺍﺽ ﺳﻌﻴﺪ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﳌﻌﻠﻢ ﺑﻴﺎﻇﺔ‬
‫‪ -‬ﺗﺮﻙ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﰲ ﺣﺎﻟﻪ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻓﺸﻞ ﰲ ﺍﳊﺼﻮﻝ ﻣﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ‪.‬‬
‫ﺏ‪-‬ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ‬
‫‪ -‬ﺳﻌﻴﺪ ﻣﻬﺮﺍﻥ ‪ :‬ﻋﺰﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺘﻞ ‪ /‬ﺇﺻﺮﺍﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻡ‬
‫‪ -‬ﺍﳌﻌﻠﻢ ﺑﻴﺎﻇﺔ ‪ :‬ﺍﺣﺪ ﺃﻋﻮﺍﻥ ﻋﻠﻴﺶ ﺳﺪﺭﺓ ‪ /‬ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺷﻴﺌﺎ ﻋﻦ ﻋﻠﻴﺶ ﺳﺪﺭﺓ ﺳﻮﻯ ﺍﻧﺘﻘﺎﻟﻪ ﺇﱃ ﺭﻭﺽ‬
‫ﺍﻟﻔﺮﺡ ‪/‬‬
‫ﺝ‪-‬ﺍﳌﻜﺎﻥ‪ :‬ﻫﻀﺒﺔ ﺍﳌﻘﻬﻰ ‪ :‬ﺍﻟﻐﺎﺑﺔ ‪ /‬ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﳌﻨﺤﺪﺭ ‪ /‬ﺧﻼﺀ ‪/‬‬
‫ﺩ‪-‬ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ‪ :‬ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻠﻴﻞ ‪ :‬ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻤﺮ ‪ /‬ﺿﻮﺀ ﻭﺍﱐ ‪/‬‬

‫‪ -‬ﰲ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﳌﻮﻧﻮﻟﻮﺝ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ‪ ،‬ﳒﺪ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻳﻨﻘﺴﻢ ﺇﱃ ﻗﺴﻤﲔ ‪:‬‬

‫‪ -1‬ﺯﻣﻦ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻭ ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ‪ ،‬ﻭﻫﺬﺍ ﺯﻣﻦ ﻇﺎﻫﺮ ﰲ ﺍﻟﻨﺺ ﻭ ﳝﻜﻦ ﺭﺻﺪﻩ ﻋﱪ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻼﻣﺎﺕ ) ﺍﻧﻈﺮ ﺍﻟﻌﻼﻣﺎﺕ ﺍﻟﺪﺍﻟﺔ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ( ﻭ ﳛﺘﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﺣﻴﺰﺍ ﻛﺒﲑﺍ ﻭ ﺑﻌﺪﺍ ﻓﻨﻴﺎ ﺫﻱ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺪﻻﻻﺕ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻭ ﺃﺑﻌﺎﺩﻫﺎ ‪،‬‬
‫‪ -2‬ﺯﻣﻦ ﺍﻟﺘﺪﺍﻋﻲ ) ﺍﳌﻮﻧﻮﻟﻮﺝ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﺍﳌﺒﺎﺷﺮ ﻭ ﻏﲑ ﺍﳌﺒﺎﺷﺮ ( ﻭﻫﻮ ﻳﺘﺨﻄﻰ ﻛﻞ ﺍﳌﻘﺎﻳﻴﺲ ﺍﳌﻨﻄﻘﻴﺔ ‪ ،‬ﻟﻴﺤﻠﹼﻖ ﰲ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﳌﻄﻠﻖ‪،‬‬
‫ﺣﻴﺚ ﺗﺘﺪﺍﺧﻞ ﲨﻴﻊ ﺍﻷﺯﻣﻨﺔ ﻭ ﻳﺼﺒﺢ ﺍﳊﺪﺙ ﺍﳌﺘﺪﺍﻋﻲ ﻫﻮ ﺍﻟﺒﻄﻞ ‪ ،‬ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﳚﻤﻊ ﰲ ﺗﺪﺍﻋﻴﻪ ﺃﺷﺘﺎﺗ‪‬ﺎ ﻣﻦ ﺍﳌﺎﺿﻲ ﻭ ﺍﳊﺎﺿﺮ ﻭ ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ‪،‬‬
‫ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﺔ ﻭﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﺸﻴﺨﻮﺧﺔ ‪ ،‬ﺑﻞ ﻭﳚﻤﻊ ﺍﻷﻣﻨﻴﺎﺕ ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﻟﺼﺎﺣﺒﻪ ‪ ،‬ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﻳﺘﻢ ﰲ ﳊﻈﺎﺕ ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﺩﻗﺎﺋﻖ ﺃﻭ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﺃﻭ‬
‫ﺃﻳﺎﻡ ﺃﻭ ﺷﻬﻮﺭ ﺃﻭ ﺳﻨﻮﺍﺕ ‪ ...‬ﻟﻴﺼﺒﺢ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ ﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻲ ﻳﺘﺨﻄﻰ ﺍﳌﻜﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺰﻣﺎﻧﻴﺔ ﻭﻳﺸﻤﻞ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺮﻳﻀﺔ ﻟﻴﻠﺘﺒﺲ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﳌﺎﺿﻲ ﻭﺍﳊﺎﺿﺮ‬
‫ﻭﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻛﺬﻟﻚ ﳒﺪ ﺍﳌﻜﺎﻥ ﻳﺘﻘﺴﻢ ﺇﱃ ﻗﺴﻤﲔ ‪:‬‬
‫‪ -1‬ﻣﻜﺎﻥ ﻭﺍﻗﻌﻲ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺴﺮﺣﺎ ﻟﻮﻗﻮﻉ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻭ ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ‪ ،‬ﻭﻫﻮ ﰲ ﺭﻭﺍﻳﺘﻨﺎ ﻳﻨﻘﺴﻢ ﺑﺪﻭﺭﻩ ﺇﱃ ﻗﺴﻤﲔ ‪ :‬ﻣﻜﺎﻥ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﻭ ﻳﺘﻤﺜﻞ ﰲ ﺑﻴﺖ‬
‫ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻠﻲ ‪ ،‬ﻭ ﺷﻘﺔ ﻧﻮﺭ ‪ ،‬ﻭ ﻗﺼﺮ ﺭﺅﻭﻑ ﻋﻠﻮﺍﻥ ‪....‬ﻭ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻧﺘﻘﺎﻝ ﻭ ﻳﺘﻤﺜﻞ ﰲ ﺍﳊﻲ ﺍﻟﺸﻌﱯ ) ﻋﻄﻔﺔ ﺍﻟﺼﲑﰲ ( ﻭ ﻣﻘﻬﻰ ﺍﳌﻌﻠﻢ‬
‫ﻃﺮﺯﺍﻥ ﻭ ﺍﻟﻐﺎﺑﺔ ﻭ ﺍﳌﻘﱪﺓ ﻭ ﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ ‪....‬ﻭ ﻫﻲ ﺗﺴﺘﺪﻋﻲ ﲢﻠﻴﻼ ﺧﺎﺻﺎ ﻷﳕﺎﻃﻬﺎ ‪ ،‬ﻭ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻌﺐ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﺩﻻﻻ‪‬ﺎ‬
‫ﻭ ﺃﺑﻌﺎﺩﻫﺎ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ) ﺭﺍﺟﻊ ﻋﻼﻣﺎﺕ ﺍﳌﻜﺎﻥ (‬
‫‪ ، -2‬ﻭﻫﻨﺎﻙ " ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﺘﺪﺍﻋﻲ " ‪ ،‬ﻭﻫﻮ ﻳﺸﻜﻞ ﺍﳋﻠﻔﻴﺔ ﺍﳌﺎﺩﻳﺔ ﺍﳌﻜﺎﻧﻴﺔ ﻟﻸﺣﺪﺍﺙ ﺍﳌﺘﺪﺍﻋﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻋﻨﺪ ﺍﺳﺘﺜﺎﺭ‪‬ﺎ ﺑﺎﳊﺪﺙ‬
‫ﺍﳋﺎﺭﺟﻲ ‪ ،‬ﻭﻗﺪ ﻧﺮﺍﻩ – ﰲ ﺍﻟﻨﻔﺲ – ﻭﺍﺿﺤ‪‬ﺎ ﺑﺘﻔﺎﺻﻴﻠﻪ ﻭ ﻣﻮﺟﻮﺩﺍﺗﻪ ‪ ،‬ﻭ ﻣﺜﺎﻟﻪ ‪ - ) :‬ﺭﺅﻭﻑ ﻋﻠﻮﺍﻥ ‪ ،‬ﺧﱪﱐ ﻛﻴﻒ ﻳﻐﲑ ﺍﻟﺪﻫﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ‬
‫ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﺍﻟﺒﺸﻊ ؟!ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﺍﻟﺜﺎﺋﺮ ‪ .‬ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﰲ ﺷﻜﻞ ﻃﺎﻟﺐ ‪ .‬ﺻﻮﺗﻚ ﺍﻟﻘﻮﻱ ﻳﺘﺮﺍﻣﻰ ﺇﱃ ﻋﻨﺪ ﻗﺪﻣﻲ ﺃﰊ ﰲ ﺣﻮﺵ ﺍﻟﻌﻤﺎﺭﺓ ﻗﻮﺓ‬
‫ﺗﻮﻗﻆ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻷﺫﻥ ‪ .‬ﻋﻦ ﺍﻷﻣﺮﺍﺀ ﻭ ﺍﻟﺒﺎﺷﺎﻭﺍﺕ ﺗﺘﻜﻠﻢ ‪ .‬ﻭ ﺑﻘﻮﺓ ﺍﻟﺴﺤﺮ ﺍﺳﺘﺤﺎﻝ ﺍﻟﺴﺎﺩﺓ ﻟﺼﻮﺻﺎ ‪ .‬ﻭ ﺻﻮﺭﺗﻚ ﻻ ﺗﻨﺴﻰ‬
‫ﻭ ﺃﻧﺖ ﲤﺸﻲ ﻭﺳﻂ ﺃﻗﺮﺍﻧﻚ ﰲ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﳌﺪﻳﺮﻳﺔ ﺑﺎﳉﻼﺑﻴﺐ ﺍﻟﻔﻀﻔﺎﺿﺔ ﻭ ﲤﺼﻮﻥ ﺍﻟﻘﺼﺐ ‪.‬‬
‫ﻭ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﺘﺪﺍﻋﻲ ﻫﺬﺍ ﻏﲑ ﻭﺍﺿﺢ ﻛﺎﻟﻜﻮﺍﺑﻴﺲ ﻭ ﺍﻷﺣﻼﻡ ﻭ ﻣﺸﺎﻋﺮ ﺍﶈﺒﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻜﺮﺍﻫﻴﺔ ﻭ ﻣﻦ ﺃﻣﺜﻠﺘﻪ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻭﺍﺟﺐ ﺍﳌﺮﻭﺀﺓ ﻳﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﻷﻓﻌﻰ ! ‪ :..‬ﺹ ‪13 :‬‬
‫‪ -‬ﺍﻣﺮﺃﺓ ؟!‪ ....‬ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﻻ ﺗﻜﻮﻧﺎﻥ ﺇﻻ ﻻﻣﺮﺃﺓ ‪ .‬ﺗﺮﻯ ﺃﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﺃﻋﺰﺏ ؟ ﺹ ‪32 :‬‬
‫‪ -‬ﺃﻧﺖ ﻳﺎ ﺭﺅﻭﻑ ﻭﺭﺍﺀ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ‪..‬ﺹ ‪98 :‬‬
‫– ﺃ ﺃﻧﺖ ﺣﻘﺎ ﺭﺅﻭﻑ ﻋﻠﻮﺍﻥ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻘﺼﺮ ! ﺃﻧﺖ ﺍﻟﺜﻌﺒﺎﻥ ﺍﻟﻜﺎﻣﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﲪﻠﺔ ﺍﻟﺼﺤﻒ ؟! ﺗﻮﺩ ﺃﻥ ﺗﻘﺘﻠﲏ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻵﺧﺮﻭﻥ ‪ .‬ﻭ ﻛﻤﺎ‬
‫ﺗﻮﺩ ﺃﻥ ﺗﻘﺘﻞ ﺿﻤﲑﻙ ‪ .‬ﻭ ﻛﻤﺎ ﺗﻮﺩ ﺃﻥ ﺗﻘﺘﻞ ﺍﳌﺎﺿﻲ ‪ .‬ﻟﻜﻨﲏ ﻟﻦ ﺃﻣﻮﺕ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺃﻗﺘﻠﻚ ‪ .‬ﺹ ‪99 :‬‬

‫‪http://hanine98.maktoobblog.com‬‬

‫‪14‬‬
 ‫‪ -3‬ﺍﻟﺘﺄﻭﻳﻞ ‪:‬‬
‫ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ‪ ،‬ﻳﻈﻬﺮ ﺃﻥ ﻭﺣﺶ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻡ ﱂ ﻳﻬﺪﺃ ﰲ ﻧﻔﺲ ﺳﻌﻴﺪ ‪ ،‬ﻓﺘﺼﺪﺭ ﻋﻨﻪ ﺭﺻﺎﺻﺔ ﻃﺎﺋﺸﺔ ﺃﺧﺮﻯ ‪ ،‬ﻭ ﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﻧﻮﻉ‬
‫ﺁﺧﺮ‪ ،‬ﳊﺴﻦ ﺍﳊﻆ ﺭﺻﺎﺻﺔ ﻏﲑ ﻗﺎﺗﻠﺔ ‪ ،‬ﻓﻬﻮ ﻳﻨﺠﺢ ﰲ ﺍﻋﺘﺮﺍﺽ ﺃﺣﺪ ﺃﻋﻮﺍﻥ ﻋﻠﻴﺶ ﺳﺪﺭﺓ ‪ ،‬ﻭ ﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺟﺪﻭﻯ ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺮﺟﻞ ﱂ‬
‫ﻝ ﲟﺎ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻔﻴﺪ ﺳﻌﻴﺪﺍ ﰲ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﱃ ﺍﳋﻮﻧﺔ ‪ .‬ﻓﺨﺎﺏ ﺳﻌﻲ ﺳﻌﻴﺪ ﻭ ﻭﺟﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﺣﻴﺪﺍ ﰲ ﺍﳋﻼﺀ ‪.‬‬
‫‪‬ﻳ ‪‬ﺪ ﹺ‬
‫ﺗﻘﻄﻌﺖ ﻛﻞ ﺍﳋﻴﻮﻁ ‪،‬ﻭ ﺍﻧﺴﺪﺕ ﻛﻞ ﺍﻷﺑﻮﺍﺏ ﺃﻣﺎﻡ ﺳﻌﻴﺪ ‪ ،‬ﻭ ﻛﺄﻥ ﺃﻋﺪﺍﺀﻩ ﺫﺍﺑﻮﺍ ﻛﻤﺎ ﻳﺬﻭﺏ ﺍﳌﻠﺢ ‪.‬‬
‫ﻓﺄﻳﻦ ﺗﻜﻤﻦ ﺃﳘﻴﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺼﻞ ؟‬
‫‪ -1‬ﺍﺳﺘﻐﻞ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﺍﳊﺪﺙ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻟﻴﺠﻌﻞ ﻣﻨﻪ ﻣﻮﻗﻔﺎ ﻭ ﺻﻮﺭﺓ ﻟﻠﻤﺮﻭﺀﺓ ﻭ ﺍﻟﻌﻔﻮ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﻃﻠﻖ ﺳﻌﻴﺪ ﻣﻬﺮﺍﻥ ﺍﳌﻌﻠﻢ‬
‫ﺑﻴﺎﻇﺔ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺗﺄﺩﻳﺐ ‪ ،‬ﻭ ﻫﻮ ﺃﺣﺪ ﺃﺗﺒﺎﻉ ﻋﻠﻴﺶ ﺳﺪﺭﺓ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﲡﺎﻫﻠﻮﺍ ﺣﻖ ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ ﻭ ﺍﻟﺰﻣﺎﻟﺔ ﻳﻮﻡ ﺟﺎﺀ ﺳﻌﻴﺪ ﻳﻄﺎﻟﺐ ﺑﺎﺑﻨﺘﻪ ﰲ ﻋﻄﻔﺔ‬
‫ﺍﻟﺼﲑﰲ ‪ .‬ﻓﺴﻌﻴﺪ ﻳﻌﺮﻑ ﺃﻋﺪﺍﺀﻩ ﻭ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺭﺻﺎﺻﺎﺗﻪ ﻃﺎﺋﺸﺔ ‪.‬‬
‫‪ - 2‬ﻳﻜﺸﻒ ﺍﳊﺪﺙ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺳﻌﻴﺪﺍ ﻟﻴﺲ ﳎﺮﻣﺎ ﻭ ﻻ ﺳﺎﺭﻗﺎ ﻭ ﻻ ﺧﺎﺭﺟﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ‪ ،‬ﻭ ﻻ ﻇﺎﳌﺎ‬
‫ﻭ ﻟﻜﻨﻪ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺇﺣﻘﺎﻕ ﺍﳊﻖ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻈﻠﻢ ‪ ،‬ﺑﻌﺪ ﱂ ﻳﻨﺼﻔﻪ ﺍ‪‬ﺘﻤﻊ ‪ ،‬ﻭ ﻭﺟﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﺿﺎﺋﻌﺎ ﺑﻼ ﺑﻨﺖ ﻭﻻ ﺑﻴﺖ ﻭ ﻻ ﻣﺎﻝ ﻭ ﻻ‬
‫ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﻭ ﻻ ﻋﻤﻞ ﻭ ‪....‬‬
‫‪ -3‬ﺍﻥ ﻇﻬﻮﺭ ﻋﻠﻴﺶ ﰲ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﳊﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﺮﺍﻓﻪ ﺑﺎﳋﻴﺎﻧﺔ ‪ ،‬ﺃﻣﺎ ﻭﻗﺪ ﺍﻋﺘﺮﻑ ﲟﺴﺆﻭﻟﻴﺘﻪ ﻓﻠﻢ ﻳﻌﺪ‬
‫ﻫﻨﺎﻙ ﺳﺒﺐ ﳊﻀﻮﺭﻩ ﻣﻊ ﻧﺒﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ‪ ،‬ﻓﻬﻤﺎ ﺧﺎﺋﻨﺎﻥ ﺃﺣﻘﺮ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻧﻌﺮﻓﻬﻢ ‪ ،‬ﻇﺎﻫﺮﻫﻢ ﺍﻟﺸﺮﻑ ﻭﺑﺎﻃﻨﻬﻢ ﺍﻟﻌﻔﻦ ‪ ،‬ﳍﺬﺍ ﺃﻋﺮﺽ‬
‫ﺍﻟﺮﺍﻭﻱ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻭ ﺭﻛﺰ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻫﻢ ﺃﺷﺮﻑ ﻣﻨﻬﻤﺎ ) ﻧﻮﺭ ﻭ ﺍﳌﻌﻠﻢ ﻃﺮﺯﺍﻥ ﻣﺜﻼ( ‪.‬‬
‫



















‪ – 4‬ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺔ ﺣﻀﻮﺭ ﺍﳌﻌﻠﻢ ﻃﺮﺯﺍﻥ ﰲ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ‪ ،‬ﻓﻬﻮ ﳝﺜﻞ ﻃﻴﻨﺔ ﺍﻷﺻﺪﻗﺎﺀ ﺍﻷﻭﻓﻴﺎﺀ ﺍﻟﺸﺮﻓﺎﺀ ‪ ،‬ﻓﺮﻏﻢ ﻇﺮﻭﻑ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﰲ‬
‫ﻣﺴﺘﻨﻘﻊ ﻣﻦ ﻣﺴﺘﻨﻘﻌﺎﺕ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ ‪ ،‬ﻓﺬﻟﻚ ﱂ ﳚﻌﻞ ﻣﻨﻪ ﺇﻧﺴﺎﻧﺎ ﻭﺿﻴﻌﺎ ﺣﻘﲑﺍ ﺑﻞ ﺭﺟﻼ ﺷﻬﻤﺎ ‪ ،‬ﺍﻟﺜﺎﺑﺖ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﻢ ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ ﻭ ﻣﺒﺎﺩﺋﻬﺎ ‪،‬‬
‫ﻳﻘﻒ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺸﺪﺓ ‪ ،‬ﻭ ﻳﻠﱯ ﺍﳊﺎﺟﺔ ‪ ) .‬ﺟﺪﻉ (‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪F‬א

אא
‪

E‬‬
‫א
ﺑﺎﻟﻔﺼﻞ ‪ :‬ﳜﺮﺝ ﺳﻌﻴﺪ ﻣﻦ ﺣﺠﺮﺓ ﻧﻮﺭ ﻣﺘﻨﻜﺮﺍ ﰲ ﺑﺬﻟﺔ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻗﺎﺻﺪﺍ ﻓﻴﻼ ﺭﺅﻭﻑ ‪ ،‬ﻋﺎﺯﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻡ ‪ ،‬ﻳﺘﺮﺻﺪ‬
‫ﺳﻌﻴﺪ ﺭﺅﻭﻓﺎ ﺇﱃ ﻏﺎﻳﺔ ﻋﻮﺩﺗﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﰲ ﺍﻟﻠﻴﻞ ‪ ،‬ﻓﻴﻐﺘﻨﻢ ﻧﺰﻭﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻭﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺮﺻﺎﺹ ‪ ،‬ﻳﻔﺎﺟﺄ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﺎﻟﺮﺩ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻴﻘﻔﻞ ﻫﺎﺭﺑﺎ ﺑﻘﺎﺭﺏ ﻗﺎﻃﻌﺎ ﻧـﻬﺮ ﺍﻟﻨﻴﻞ ‪.‬‬
‫‪-1‬ﺍﻟﻮﺻﻒ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺧﺮﻭﺝ ﺳﻌﻴﺪ ﻣﺘﻨﻜﺮﺍ ﰲ ﺯﻱ ﻋﺴﻜﺮﻱ ﻟﻴﻼ ﰲ ﺍﲡﺎﻩ ﻓﻴﻼ ﺭﺅﻭﻑ ‪.‬‬ ‫ﺃ‪-‬ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺳﻌﻴﺪ ﻳﻄﻠﻖ ﺍﻟﺮﺻﺎﺹ ﻋﻠﻰ ﺭﺅﻭﻑ ﻋﻠﻮﺍﻥ ﻋﻨﺪ ﻣﺪﺧﻞ ﺍﻟﻔﻴﻼ‬
‫‪ -‬ﺳﻌﻴﺪ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﱃ ﺑﻴﺖ ﻧﻮﺭ ﺟﺮﳛﺎ‬
‫‪ -‬ﻧﻮﺭ ﺗﻌﻮﺩ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﻭ ﲣﱪﻩ ﺑﺄﻧﻪ ﻗﺘﻞ ﺭﺟﻼ ﺿﻌﻴﻔﺎ ‪.‬‬

‫ﺏ‪-‬ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ‪:‬‬
‫‪ -1‬ﺳﻌﻴﺪ ﻣﻬﺮﺍﻥ ‪ :‬ﻓﻮﺭﺓ ﻧﺸﺎﻁ ﻋﺠﻴﺐ ‪ /‬ﻭﺣﺪﺓ ﻣﻈﻠﻤﺔ ﺑﻼ ﻧﺼﲑ ‪ /‬ﺿﻴﺎﻉ ﻏﲑ ﻣﻌﻘﻮﻝ ‪ /‬ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻟﻨﺎﻓﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺎﺭ‪/‬‬
‫‪ -2‬ﺭﺅﻭﻑ ‪ :‬ﺭﻣﺰ ﺍﳋﻴﺎﻧﺔ‬
‫ﺝ‪-‬ﺍﳌﻜﺎﻥ ‪ :‬ﻓﻴﻼ ﺭﺅﻭﻑ ‪ :‬ﺍﻟﻘﺼﺮ ‪ /‬ﺍﻟﻜﻮﺭﻧﻴﺶ ‪ /‬ﺍﻟﺴﻼﻣﻠﻚ ‪ /‬ﳑﺸﻰ ﺍﳊﺪﻳﻘﺔ‬
‫) ﻣﻼﺣﻈﺔ ‪ :‬ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﺳﺘﺒﺪﻝ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﻛﻠﻤﺔ ﻓﻴﻼ ﺑﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻘﺼﺮ (‬
‫ﺩ‪-‬ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ‪ :‬ﺍﻟﻠﻴﻞ ‪ :‬ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ﺻﺒﺎﺣﺎ ‪ /‬ﺃﺿﻮﺍﺀ ﺍﳌﺼﺎﺑﻴﺢ ‪ /‬ﻫﻮﺍﺀ ﺭﻃﻴﺐ ﻭ ﲢﺖ ﲰﺎﺀ ﺻﺎﻓﻴﺔ ﻣﺮﺻﻌﺔ ﺑﺎﻟﻨﺠﻮﻡ ﻭ ﺗﺮﺑﻴﻊ‬
‫ﺍﻟﻘﻤﺮ ﻣﻌﻠﻖ ﻓﻮﻕ ﺃﺷﺠﺎﺭ ﺍﻟﺸﺎﻃﺊ‬
‫) ﻣﻼﺣﻈﺔ ‪ :‬ﰲ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﳌﻮﺍﺿﻊ ﳒﺪ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﻛﺮﺭ ﻭﺻﻒ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ) ﺍﳋﻼﺀ ‪ /‬ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ‪ /‬ﺍﻷﺷﺠﺎﺭ ‪ /‬ﺍﻟﻠﻴﻞ ‪(...‬‬
‫ﻟﻴﻜﺸﻒ ﻟﻨﺎ ﻣﺎ ﻳﻌﺘﻤﻞ ﰲ ﻧﻔﺴﻴﺔ ﺍﻟﺒﻄﻞ ﻭ ﻫﻮ ﻣﻘﺒﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﺪﺙ ‪..‬ﻭ ﰲ ﻣﺮﺍﺕ ﻳﺬﻛﺮ ﻧﺒﺎﺡ ﺍﻟﻜﻼﺏ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﳍﻮﺍﺟﺲ ﺍﳋﻮﻑ‬
‫ﻭ ﺍﻟﻘﻠﻖ ﺍﻟﱵ ﺗﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺳﻌﻴﺪ ﺣﱴ ﻭﻫﻮ ﰲ ﺍﻟﻈﻼﻡ (‬
‫‪ -2‬ﺍﻟﺘﺄﻭﻳﻞ‬
‫ﺇﻥ ﺇﺻﺮﺍﺭ ﺳﻌﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻡ ﻣﻦ ﺭﺅﻭﻑ ﺟﻌﻠﻪ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻻ ﻳﺒﺎﱄ ﺑﺎﳌﺨﺎﻃﺮ ) ﻣﺮ ﰲ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﺑﺄﻓﺮﺍﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ( ﺹ ‪110 :‬‬
‫‪15‬‬
 ‫‪ -‬ﻳﺘﻨﻜﺮ ﰲ ﺯﻱ ﺿﺎﺑﻂ‬
‫‪ -‬ﻳﺮﻛﺐ ﺍﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﳌﺼﺎﻋﺐ ) ﻳﻘﻄﻊ ﻣﺴﺎﻓﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻣﻦ ﺷﺎﺭﻉ ﺍﻻﲰﺎﻋﻠﻴﺔ ‪ ،‬ﻣﺴﺘﻘﻼ ﺗﺎﻛﺴﻲ ﺇﱃ‬
‫ﺟﺴﺮ ﺍﳉﻼﺀ ﻣﺮﻭﺭﺍ ﺑﻄﺮﻳﻖ ﳏﺮﻭﺱ ﺑﺎﻟﺸﺮﻃﺔ ‪ ،‬ﺭﺍﻛﺒﺎ ﻗﺎﺭﺑﺎ ﺇﱃ ﺍﳉﻨﻮﺏ ﺣﻴﺚ ﻗﺼﺮ ﺭﺅﻭﻑ ‪ ،‬ﻭﺻﻮﻻ ﺇﱃ ﺍﻷﺭﺽ ﰲ‬
‫ﺍﻟﻀﻔﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ‪ ،‬ﻣﺮﺗﻘﻴﺎ ﺍﳌﻨﺤﺪﺭ ﺇﱃ ﺍﻟﻜﻮﺭﻧﻴﺶ ‪ ،‬ﻗﺎﻃﻌﺎ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺍﻷﻳﺴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﺇﱃ ﺁﺧﺮﻩ ‪ ،‬ﻣﺎﺋﻼ ﻣﻊ ﺷﺎﺭﻉ ﺍﳉﻴﺰﺓ ﰒ‬
‫ﺇﱃ ﳝﲔ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﺇﱃ ﺃﻥ ﻭﺻﻞ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ (‬
‫ﻭ ﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻓﻬﻮ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﻌﻰ ﺇﱃ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﳏﻮ ﺍﳋﻴﺎﻧﺔ ﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ‬
‫‪ -‬ﺭﺩ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﻟﻸﻣﻮﺍﺕ ﻭ ﺍﻷﺣﻴﺎﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻓﻘﺪﻭﺍ ﺍﻷﻣﻞ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻟﻀﻴﺎﻉ ﺍﻷﺑﺪﻱ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻗﺘﻞ ﺍﻟﻌﺒﺚ‬
‫‪ -‬ﺟﻌﻞ ﻟﻠﻤﻮﺕ ﻣﻌﲎ ‪ ،‬ﻓـ ) ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﻼ ﺃﺧﻼﻕ ﻛﻜﻮﻥ ﺑﻼ ﺟﺎﺫﺑﻴﺔ ( ﺹ ‪115 :‬‬
‫‪ -‬ﺍﺳﺘﺮﺩﺍﺩ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﳌﻌﻨﺎﻫﺎ ﺍﳌﻔﻘﻮﺩ ‪.‬‬
‫ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﺻﺒﺢ ﻳﺪﺭﻙ ﺗﻌﺎﻃﻒ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻌﻪ ) ﻣﻦ ﻣﺒﺪﺃ ﺃﻧـﻬﻢ ﻻ ﳛﺒﻮﻥ ﺍﻟﻘﺘﻞ ‪ ،‬ﻭ ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻳﻜﺮﻫﻮﻥ ﺍﳋﻴﺎﻧﺔ ( ‪:‬‬
‫‪ ) -‬ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻌﻲ ﻋﺪﺍ ﺍﻟﻠﺼﻮﺹ ﺍﳊﻘﻴﻘﻴﲔ ( ﺹ ‪110 :‬‬
‫‪ ) -‬ﻣﺄﺳﺎﰐ ﺍﳊﻘﻴﻘﻴﺔ ﺃﻧﲏ ﺭﻏﻢ ﺗﺄﻳﻴﺪ ﺍﳌﻼﻳﲔ ﺃﺟﺪﱐ ﻣﻠﻘﻰ ﰲ ﻭﺣﺪﺓ ﻣﻈﻠﻤﺔ ﺑﻼ ﻧﺼﲑ ( ﺹ ‪110 :‬‬
‫‪ ) -‬ﺳﺎﺋﻖ ﺗﺎﻛﺴﻲ ‪ ،‬ﺩﺍﻓﻊ ﻋﻨﻚ ﲝﺮﺍﺭﺓ ﻭ ﻟﻜﻨﻪ ﻗﺎﻝ ﺍﻧﻚ ﻗﺘﻠﺖ ﺭﺟﻼ ﺿﻌﻴﻔﺎ ( ﺹ ‪116 :‬‬
‫‪ ... ) -‬ﻗﺎﻝ ﺍﺣﺪﻫﻢ ﻋﻨﻚ ﺍﻧﻚ ﻣﻨﺒﻪ ﻣﺴﻞ ﰲ ﺍﳌﻠﻞ ﺍﻟﺮﺍﻛﺪ ‪ (..‬ﺹ ‪117:‬‬

‫ﻓﺴﻌﻴﺪ ﺍﻟﻴﻮﻡ ) ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ( ﻫﻮ ﻏﲑ ﺳﻌﻴﺪ ﺃﻣﺲ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ‪ ) :‬ﺃﻧﺎ ﺃﻓﻬﻢ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻛﺜﲑﺍ ﳑﺎ ﺃﻏﻠﻖ ﻋﻠﻲ ﻓﻬﻤﻪ ﻣﻦ ﻛﻠﻤﺎﺗـﻚ‬
‫ﺍﻟﻘﺪﳝﺔ ( ﺹ ‪110 :‬ﻭ ﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻓﻘﻀﻴﺔ ﺳﻌﻴﺪ ﻫﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﺷﻌﺐ ﺑﻜﺎﻣﻠﻪ ‪ ،‬ﻗﻀﻴﺔ ﺛﺎﺋﺮ ﻣﻠﻘـﻰ ﰲ ﻭﺣـﺪﺓ ﻣﻈﻠﻤـﺔ ﺑـﻼ ﻧـﺼﲑ ‪ ،‬ﻣﻠﻘـﻰ ﰲ ) ﺿـﻴﺎﻉ ﻏـﲑ‬
‫ﻣﻌﻘﻮﻝ ﻭ ﻟﻦ ﺗﺰﻳﻞ ﺭﺻﺎﺻﺔ ﻋﻨﻪ ﻋﺪﻡ ﻣﻌﻘﻮﻟﻴﺘﻪ ﻭ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﺍﺣﺘﺠﺎﺟﺎ ﺩﺍﻣﻴﺎ ﻣﻨﺎﺳﺒﺎ ( ﺹ ‪110 :‬‬
‫ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺗﺘﺤﻮﻝ ﺍﳋﻴﺎﻧﺔ ﻭﺗﻨﺘﻘﻞ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﺘﻮﻯ ﺍﳋﺎﺹ )ﺧﻴﺎﻧﺔ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻧﺒﻮﻳﺔ ﻭﺧﻴﺎﻧﺔ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﺭﺅﻭﻑ ﻋﻠﻮﺍﻥ ( ﺇﱃ ﺍﳌﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻌـﺎﻡ‬
‫)ﺧﻴﺎﻧﺔ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﳌﺒﺎﺩﺋﻬﺎ ﻭﲣﻠﻴﻬﺎ ﻋﻨﻬﺎ ( ‪ ،‬ﻭ ﻳﺘﺤﻮﻝ ﺻﻮﺕ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﺣﺘﺠﺎﺟﺎ ﺿﺪ ﺍﻟﻄﺒﻘﻴـﺔ ﻭ ﺍﻻﻧﺘﻬﺎﺯﻳـﺔ ﻭ ﺍﻟﻔﺎﺳـﺪﻳﻦ ﻭ ﺍﳌﻔـﺴﺪﻳﻦ ﻭ ﺍﳌﻨـﺎﻓﻘﲔ‬
‫ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺧﺎﻧﻮﺍ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭ ﺟﻌﻠﻮﻫﺎ ﳎﺮﺩ ﺷﻌﺎﺭﺍﺕ ﺭﻧﺎﻧﺔ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﳊﻖ ﰲ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﻭ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ‪.‬‬
‫ﻭ ﻟﻜﻦ ﰲ ‪‬ﺎﻳﺔ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻀﻌﻪ ﻧﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﳏﻚ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﺑﲔ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﺇﱃ ﺍﳍﻼﻙ ﻭ ﺍﳌﻮﺕ ﳒﺪﻩ ﻳﻘﻮﻝ ‪:‬‬
‫) ﺳﺘﺠﺪﻳﻨﲏ ﻋﻨﺪ ﻭﻋﺪﻱ ‪ ،‬ﺳﻨﻬﺮﺏ ﻭ ﻧﻌﻴﺶ ﻣﻌﺎ ﺇﱃ ﺍﻷﺑﺪ ‪ (..‬ﺹ ‪ 117 :‬ﻟﻘﺪ ﺃﺩﺭﻙ ﺃﻧﻪ ﳒﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺮﺓ ﻣـﻦ ﻣـﻮﺕ ﳏﻘـﻖ ‪ ،‬ﻣـﻦ ﻛﻤـﲔ ﻣﻨـﺼﻮﺏ‬
‫‪،‬ﻓﻘﺪ ﻣﺮﺕ ﺭﺻﺎﺻﺔ ‪ -‬ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺻﺎﺹ ﺍﳌﺘﺘﺎﺑﻊ ‪ -‬ﺃﺻﺎﺏ ﺃﺯﻳﺰﻫﺎ ﺻﻤﻴﻢ ﺃﺫﻧﻪ ‪،‬ﻭ ﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻓﻘﺪ ﺃﺻﺒﺢ ﺭﺅﻭﻑ ﰲ ﺣﺼﻦ ﻣﻨﻴﻊ ﲝﺮﺍﺳﺔ ﻣﺸﺪﺩﺓ ‪ ،‬ﻓﻬﻞ‬
‫ﻳﻌﺎﻭﺩ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﻜﺮﺓ ؟‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫

‬ ‫‪F‬א

א
‪E‬‬
‫ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﺎﻟﻔﺼﻞ ‪:‬‬
‫ﻳﻼﺯﻡ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻴﺖ ﻧﻮﺭ ‪ ،‬ﻭ ﺗﺼﻠﻪ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ﺑﺄﻧﻪ ﻗﺘﻞ ﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﺑﺪﻝ ﺭﺅﻭﻑ ‪ ،‬ﻳﻐﻀﺐ ‪ ،‬ﻳﺼﺮﺥ ﺇﱃ ﺃﻥ ﻳﺄﺧﺬﻩ ﺍﻟﺘﻌﺐ ﺇﱃ‬
‫ﺍﻟﻨﻮﻡ ‪ ،‬ﰒ ﺗﻌﻮﺩ ﻧﻮﺭ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﺿﺠﺮﺓ ﻏﺎﺿﺒﺔ ﺧﺎﺋﻔﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﻌﻴﺪ ﻣﻦ ﻋﺎﻗﺒﺔ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﻭ ﺍﻹﺟﺮﺍﻡ ‪.‬‬

‫‪-1‬ﺍﻟﻮﺻﻒ‬
‫ﺃ‪-‬ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ‪ - :‬ﻣﻘﺘﻞ ﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﺑﺪﻝ ﺭﺅﻭﻑ ﻋﻠﻮﺍﻥ‬
‫‪ -‬ﺣﺴﺮﺓ ﺳﻌﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺑﺮﻳﺎﺀ ﳌﺎ ﺃﺻﺎﺑـﻬﻢ ﻣﻦ ﺭﺻﺎﺻﺎﺗﻪ ﺍﻟﻄﺎﺋﺸﺔ‬
‫‪ -‬ﻋﻮﺩﺓ ﻧﻮﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ‬
‫ﺏ‪-‬ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ‪:‬‬
‫‪ -1‬ﺳﻌﻴﺪ ﻣﻬﺮﺍﻥ ‪ :‬ﻭﺣﻴﺪ ﰲ ﺍﻟﻠﻴﻞ ‪ /‬ﺭﺟﻞ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ‪/‬‬
‫‪ -2‬ﻧﻮﺭ ‪ :‬ﻋﻴﻨﲔ ﻣﻴﺘﺘﲔ ‪/‬ﺷﻔﺔ ﺳﻔﻠﻰ ﻣﺘﺪﻟﻴﺔ ‪ /‬ﻇﻬﺮ ﳏﺪﻭﺩﺏ ‪ /‬ﺃﻧﻔﺎﺱ ﻣﻨﻜﻤﺸﺔ ‪ /‬ﺗﻄﻠﺐ ﺍﳌﻮﺕ ‪/‬ﻣﻌﺬﺑﺔ ‪ /‬ﺣﺰﻳﻨﺔ‬
‫ﺝ‪-‬ﺍﳌﻜﺎﻥ ‪ :‬ﺑﻴﺖ ﻧﻮﺭ ‪ :‬ﺍﻟﺸﻴﺶ ‪ /‬ﺍﻟﻘﺮﺍﻓﺔ ‪ /‬ﻭﺳﻂ ﺍﳊﺠﺮﺓ ‪ /‬ﺍﻟﻜﻨﺒﺔ ‪ /‬ﺍﳊﺮﺍﺭﺓ‬
‫ﺩ‪-‬ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ‪ :‬ﺍﻟﻠﻴﻞ‬

‫‪16‬‬
 ‫ﺍﻟﺘﺄﻭﻳﻞ‬ ‫‪-3‬‬
‫ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﻳﻜﺘﺸﻒ ﺳﻌﻴﺪ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺍﻧﻪ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻗﺘﻞ ﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﻭ ﻟﻴﺲ ﺭﺅﻭﻑ ﻋﻠﻮﺍﻥ‬
‫‪ -‬ﺃﺻﺒﺢ ﺭﺟﻞ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﳌﺘﻬﻢ ﲜﻨﻮﻥ ﺍﻟﻌﻈﻤﺔ ﻭ ﺍﻟﺪﻡ ﻭ ﻓﻘﺪﺍﻥ ﺍﻟﻮﻋﻲ‬
‫‪ -‬ﻣﻄﻠﻮﺏ ﲟﻜﺎﻓﺄﺓ ﺿﺨﻤﺔ ﳌﻦ ﻳﺮﺷﺪ ﺇﻟﻴﻪ ‪.‬‬
‫ﻳﻐﻀﺐ ﺳﻌﻴﺪ ﻷﻥ ﻣﺴﺪﺳﻪ ﱂ ﻳﻌﺪ ﻳﻘﺘﻞ ﺇﻻ ﺍﻷﺑﺮﻳﺎﺀ ‪ ،‬ﻭ ﻟﻜﻦ ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﺗﻈﻞ ﻟﺪﻳﻪ ﻋﻘﻴﺪﺓ ﺭﺍﺳﺨﺔ ﺑﺎﻥ ﻣﺎ ﺍﻗﺘﺮﻓﻪ ﺭﺅﻭﻑ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻦ‬
‫ﺭﺻﺎﺻﺔ ﻃﺎﺋﺸﺔ ﺗﺼﻴﺐ ﺍﺣﺪ ﺍﻷﺑﺮﻳﺎﺀ ‪ ،‬ﻭﺃﻥ ﻣﺎ ﺟﻨﺘﻪ ﺍﳋﻴﺎﻧﺔ ﻣﻦ ﻭﺣﺪﺓ ﻭ ﻇﻠﻤﺔ ﻭ ﺳﺠﻦ ﺃﺷﺪ ﻗﺴﺎﻭﺓ ﻭ ﺃﳌﺎ ﻣﻦ ﺭﺻﺎﺻﺔ ﻃﺎﺋﺸﺔ ‪ ...‬ﺍﻧﻪ ﻻ‬
‫ﻳﺮﻯ ﻓﺮﻗﺎ ﺑﻴﻨﻪ ﻭ ﺑﲔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺓ ‪ ،‬ﻓﻬﻢ ﻳﺴﻬﺮﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﺮﺟﺎﻉ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ‪...‬ﲣﺘﻠﻒ ﺍﳌﻨﺎﺻﺐ ﻭ ﻻ‬
‫ﲣﺘﻠﻒ ﺍﳌﻬﻤﺎﺕ ‪...‬ﺍﻧﻪ ﳝﺜﻞ ﺍﳌﻼﻳﲔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻧﻪ ﺍﳊﻠﻢ ﻭ ﺍﻷﻣﻞ ﻭ ﻓﺪﻳﺔ ﺍﳉﺒﻨﺎﺀ ‪..‬ﺍﻧﻪ ﺍﳌﺜﻞ ﻭ ﺍﻟﻌﺰﺍﺀ ﻭ ﺍﻟﺪﻣﻊ ‪...‬ﺃﻣﺎ ﺍﳋﻮﻑ ﻣﻦ ﺍﳌﻮﺕ ‪ ،‬ﻓﻬﻮ‬
‫ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻜﻮﻧﻪ ﻣﻴﺘﺎ ﻣﻨﺬ ﺃﻥ ﺃﻧﻜﺮﺗﻪ ﺍﺑﻨﺘﻪ ‪ ،‬ﻭ ﺣﱴ ﻋﻄﻒ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻫﻮ ﻋﻄﻒ ﺻﺎﻣﺖ ﻋﺎﺟﺰ ﻛﺄﻣﺎﱐ ﺍﳌﻮﺕ ‪.‬‬
‫ﰒ ﺗﺄﰐ ﻧﻮﺭ ﻟﺘﻜﺸﻒ ﺃﻥ ﺳﻌﻴﺪﺍ ﰲ ﻣﺘﺎﻫﺔ ﻭ ﻳﻔﺘﻘﺪ ﻟﺒﻮﺻﻠﺔ ‪ ) :‬ﺃﻧﺖ ﺗﻔﻜﺮ ﰲ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﻻ ﰲ ﺍﳍﺮﺏ ‪ ،‬ﻭ ﺳﻮﻑ ﺗﻘﺘﻞ ‪ ،‬ﻫﻞ ﺗﻈﻦ ﺍﻧﻚ‬
‫ﺳﺘﻬﺰﻡ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﲜﻨﻮﺩﻫﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﳝﻸﻭﻥ ﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ ؟ ( ﺹ ‪121 :‬‬
‫ﺇﻥ ﻧﻮﺭﺍ ) ﺍﳌﺜﺎﻝ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﻟﻠﻴﺄﺱ ﻭ ﺍﻟﻀﻴﺎﻉ ( ﺗﺒﺪﻭ ﻋﺎﺟﺰﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺄﺛﲑ ﰲ ﺑﻄﻞ ﻳﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﰲ ﺍﻟﻈﻼﻡ ‪...‬ﻭ ﻛﺄﻧﻨﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﻧﻮﺭ‬
‫ﺧﺎﻓﺖ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﳉﺪﻭﻯ ﻣﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﳉﻌﻞ ﺍﻷﻗﺪﺍﺭ ﺗﺘﻐﲑ ‪...‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫

‬ ‫





‪F‬א

אدس
‪E‬‬
‫א
ﺑﺎﻟﻔﺼﻞ ‪:‬‬
‫ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺼﻞ ‪ ،‬ﻳﻘﻀﻲ ﺳﻌﻴﺪ ﰲ ﺍﻟﺸﻘﺔ ﻟﻴﻠﺔ ﰒ ‪‬ﺎﺭﺍ ﰒ ﻟﻴﻠﺔ ﻣﻨﺘﻈﺮﺍ ﻋﻮﺩﺓ ﻧﻮﺭ ‪ ،‬ﳝﻞ ﻣﻦ ﺍﻻﻧﺘﻈﺎﺭ ﻓﻴﺨﺮﺝ‬
‫ﺇﱃ ﻣﻘﻬﻰ ﻃﺮﺯﺍﻥ ﻳﻄﻠﺐ ﻃﻌﺎﻣﺎ ‪ .‬ﰲ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﻳﻌﺘﺮﺿﻪ ﺍﺛﻨﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﳌﺨﱪﻳﻦ ‪ ،‬ﻓﻴﻬﺮﺏ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺑﺄﻋﺠﻮﺑﺔ ‪ ،‬ﻭﻳﺮﺟﻊ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﻘﺔ‬
‫ﺣﻴﺚ ﻻ ﳚﺪ ﻧﻮﺭﺍ ‪.‬‬

‫‪-1‬ﺍﻟﻮﺻﻒ‬
‫ﺃ‪-‬ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ‪ - :‬ﻋﺪﻡ ﻋﻮﺩﺓ ﻧﻮﺭ ﺇﱃ ﺑﻴﺘﻬﺎ‬
‫‪ -‬ﺧﺮﻭﺝ ﺳﻌﻴﺪ ﺇﱃ ﻣﻘﻬﻰ ﻃﺮﺯﺍﻥ ﲝﺜﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭ ﻧﻮﺭ‬
‫‪ -‬ﺍﻧﻔﻼﺕ ﺳﻌﻴﺪ ﻣﻦ ﺍﳌﺨﱪﻳﻦ ﻭ ﻋﻮﺩﺗﻪ ﺇﱃ ﺑﻴﺖ ﻧﻮﺭ‬
‫‪ -‬ﺻﺎﺣﺒﺔ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺗﻄﺮﻕ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻃﺎﻟﺒﺔ ﺩﻓﻊ ﺍﻹﳚﺎﺭ‬
‫‪ -‬ﻧﻮﺭ ﱂ ﺗﻌﺪ ﺇﱃ ﺍﻟﺒﻴﺖ ‪ ،‬ﻭ ﺳﻌﻴﺪ ﻳﻔﻜﺮ ﰲ ﻣﻐﺎﺩﺭﺓ ﺍﻟﺸﻘﺔ‬
‫ﺏ‪-‬ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ‬
‫‪ -1‬ﺳﻌﻴﺪ ﻣﻬﺮﺍﻥ ‪ :‬ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﻭ ﺍﳉﻮﻉ ﻭ ﺍﻟﻈﻤﺄ ﻭ ﺍﻻﻧﺘﻈﺎﺭ ‪ /‬ﺣﲑﺓ ﻭ ﻗﻠﻖ ‪ /‬ﻳﺎﺋﺲ ‪ /‬ﻧﺎﺩﻡ ‪ /‬ﺗﺴﺎﺅﻝ ‪ /‬ﳐﺘﻨﻖ ‪/‬‬
‫ﺣﺰﻳﻦ ‪ /‬ﳛﺐ ﻧﻮﺭ ‪/‬‬
‫‪ -2‬ﻧﻮﺭ ‪ :‬ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭ ﺍﻟﻌﻄﻒ ﻭ ﺍﻷﻧﺲ ‪/‬‬
‫ﺝ‪-‬ﺍﳌﻜﺎﻥ ‪ :‬ﺷﻘﺔ ﻧﻮﺭ ‪ :‬ﺍﳊﺠﺮﺓ ﺍﳌﻐﻠﻘﺔ ‪ /‬ﺍﻟﻈﻠﻤﺔ ﺍﳊﺎﺭﺓ ﺍﻟﻘﺎﺗﻠﺔ ‪ /‬ﺍﻟﻮﺣﺸﺔ ﻭ ﺍﻟﻀﻴﻖ ﻭ ﺍﻟﻘﻠﻖ‬
‫ﺩ‪-‬ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ‪ :‬ﻟﻴﻞ ﻭ ‪‬ﺎﺭ ﻭ ﻟﻴﻞ ‪ /‬ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻠﻴﻞ‬
‫‪ -2‬ﺍﻟﺘﺄﻭﻳﻞ‬
‫ﺑﺪﻭﻥ ﻧﻮﺭ ﺃﺻﺒﺢ ﺳﻌﻴﺪ ﳐﻨﻮﻗﺎ ‪ ،‬ﻳﻌﻴﺶ ﺣﻴﺎﺓ ﳑﺰﻗﺔ ﻣﺘﺮﳓﺔ ﻓﻮﻕ ﺍﳍﺎﻭﻳﺔ ‪ ،‬ﻓﻤﺮﺍﺭﺓ ﺍﻻﻧﺘﻈﺎﺭ ﺟﻌﻠﺘﻪ ﻳﻌﺮﻑ‬
‫ﺣﺠﻢ ﺍﳋﺴﺎﺭﺓ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺣﺪﺛﺘﻪ ﻏﻴﺎﺏ ﻧﻮﺭ ‪ ،‬ﻓﺎﻋﺘﺮﻑ ﺍﻧﻪ ﳛﺒﻬﺎ ‪ ،‬ﻭ ﻫﻲ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺍﻟﻀﺎﺋﻌﺔ ﰲ ﺧﻀﻢ ﺍﻷﻣﻮﺍﺝ ﺍﻟﻼﻣﺒﺎﻟﻴﺔ ﺃﻭ‬
‫ﺍﳌﻌﺎﺩﻳﺔ ‪ ،‬ﺫﻫﺒﺖ ﻧﻮﺭ ﻭ ﺫﻫﺐ ﻣﻌﻬﺎ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﺩ ﺃﻥ ﻳﻌﻴﺪ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺇﱃ ﺳﻌﻴﺪ ‪.. .‬ﻭ ﻭﺟﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﺣﻴﺪﺍ ﰲ ﻏﺮﻓﺔ‬
‫ﺣﺎﺭﺓ ﻗﺎﺗﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺣﺸﺔ ﻭ ﺍﻟﻀﻴﻖ ﻭ ﺍﻟﻘﻠﻖ ‪...‬ﺑﻘﻲ ﺳﻌﻴﺪ ﻟﻮﺣﺪﻩ ﻳﻄﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ ﺇﱃ ﺍﳌﻘﱪﺓ ‪.‬‬
‫‪http://hanine98.maktoobblog.com‬‬

‫‪17‬‬
 ‫

‬ ‫‪F‬א

א
‪E‬‬
‫א
ﺑﺎﻟﻔﺼﻞ ‪:‬‬
‫ﻳﻐﺎﺩﺭ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﳊﺠﺮﺓ ﻟﻴﻼ ﻧﺎﺳﻴﺎ ﺑﺬﻟﺘﻪ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ‪ ،‬ﻭ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﺒﻮﻟﻴﺲ ﰲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ ﻳﻠﺠﺄ ﺇﱃ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻠﻲ‬
‫ﺣﻴﺚ ﻳﻄﻠﺐ ﺍﳉﻮﺍﺭ ﻭ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ‪.‬‬

‫‪-1‬ﺍﻟﻮﺻﻒ‬
‫ﺃ‪-‬ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ‪ - :‬ﻣﻐﺎﺩﺭﺓ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻣﺘﺴﻠﻼ ﻋﻨﺪ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻠﻴﻞ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﳉﻮﺀ ﺳﻌﻴﺪ ﺇﱃ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻠﻲ‬
‫ﺏ‪-‬ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ‬
‫‪ -‬ﺳﻌﻴﺪ ﻣﻬﺮﺍﻥ ‪ :‬ﻓﺎﻗﺪ ﻟﻠﺜﻘﺔ ‪ /‬ﺧﺎﺋﻒ ‪ /‬ﺟﺎﺋﻊ ‪ /‬ﻏﺎﺿﺐ ‪/‬‬
‫‪ -‬ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻠﻲ ‪ :‬ﻏﺎﺭﻕ ﰲ ﳒﻮﻯ ‪ /‬ﻋﻴﻨﲔ ﻏﺎﺋﺒﺘﲔ ‪/‬‬
‫ﺝ‪-‬ﺍﳌﻜﺎﻥ ‪ :‬ﺣﺠﺮﺓ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻠﻲ ‪/‬‬
‫ﺩ‪-‬ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ‪ :‬ﺍﻟﻠﻴﻞ ‪/‬ﺩﺑﺖ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﻜﻮﺓ ﺍﻟﱵ ﻳﺴﻴﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻘﻤﺮ ‪.‬‬

‫‪ -2‬ﺍﻟﺘﺄﻭﻳﻞ‬
‫ﺑﻌﺪ ﻃﻮﻝ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭ ﻭ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﺳﺘﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﱃ ﻣﻘﻬﻰ ﻃﺮﺯﺍﻥ ﺑﻌﺪ ﺍﺣﺘﻼﻝ ﺍﻟﺒﻮﻟﻴﺲ ﻟﻠﻤﻨﻄﻘﺔ ﻛﻠﻬﺎ ‪ ،‬ﳉﺄ ﺳﻌﻴﺪ ﺇﱃ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﺸﻴﺦ‬
‫ﻋﻠﻲ ﻛﺎﺷﻔﺎ ﻋﻦ ﻏﻴﻀﻪ ﻭ ﺣﻨﻘﻪ ﻣﻦ ﻫﺮﻭﺏ ﺍﻷﻭﻏﺎﺩ ﻣﻦ ﻳﺪﻩ ‪ ،‬ﺃﻣﺎ ﻧﻮﺭ ﻓﻼ ﻻ ﳝﻠﻚ ﳍﺎ ﺇﻻ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺑﺎﻥ ﲢﻔﻈﻬﺎ ﺍﻟﺼﺪﻓﺔ ﺇﻥ ﺃﻋﻮﺯﻫﺎ ﺍﻟﻌﺪﻝ‬
‫ﻭ ﺍﻟﺮﲪﺔ ‪ .‬ﺇﻥ ﺷﻌﻮﺭ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﺎﳍﺰﳝﺔ ﻭ ﺍﻟﻀﻴﺎﻉ ﺣﱴ ﺍﳌﻮﺕ ﻛﺎﻥ ﻻ ﻳﺴﺎﻭﻱ ﺷﻴﺌﺎ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺃﺩﻯ ﺍﳋﻮﻧﺔ ﺍﻷﻭﻏﺎﺩ ﺍﳊﺴﺎﺏ ‪ ،‬ﻭ ﻟﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻔﻠﺖ‬
‫ﺍﻷﻋﺪﺍﺀ ﻭ ﺃﻥ ﳜﺴﺮ ﻧﻮﺭﺍ ‪،‬ﻭ ﺃﻥ ﻳﻨﺴﻰ ﺍﻟﺒﺬﻟﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ‪ ،‬ﻭ ﺃﻻ ﳚﺪ ﻣﺎ ﻳﺄﻛﻠﻪ ‪...‬ﻓﺘﻠﻚ ﺃﻣﻮﺭ ﺗﻜﻮﻥ ‪..‬ﻗﻀﺎﺀ !؟ ‪ ،‬ﻗﺪﺭﺍ ! ‪..‬ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ‪!...‬‬
‫‪..‬ﺳﺘﺠﻌﻠﻪ ﻳﺪﻓﻦ ﺭﺃﺳﻪ ﰲ ﺍﳉﺪﺍﺭ ﻭ ﻫﻮ ﻭﺍﺛﻖ ﺍﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺣﻖ ‪ ..‬ﺃﻣﺎ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻠﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭ ﺍﻵﺧﺮﺓ ‪ ،‬ﻭ ﻋﻦ ﻓﺘﻨﺔ ﺍﳊﻴﺎﺓ ‪ ،‬ﺃﻣﻮﺭ ﻛﺎﻥ‬
‫ﻳﻔﻬﻤﻬﺎ ﻭﺍﻟﺪ ﺳﻌﻴﺪ ‪ ،‬ﺃﻣﺎ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﳌﻬﻢ ﻋﻨﺪﻩ ﺍﻵﻥ ﺃﻻ ﻳﻌﺜﺮ ﺍﻟﺒﻮﻟﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺬﻟﺔ ‪ ،‬ﻓﺘﺼﺒﺢ ﺍﻟﻜﻼﺏ ﺗﻄﺎﺭﺩﻩ ﰲ ﻛﻞ ﺟﻬﺎﺕ ﺍﻷﺭﺽ ‪.‬ﲟﻌﲎ‬
‫ﺁﺧﺮ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺳﻌﻴﺪ ﻳﻠﺠﺄ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﰲ ﺃﺻﻌﺐ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﻭﺃﺣﻠﻚ ﺍﳌﻮﺍﻗﻒ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻌﻮﻥ ﻭ ﺍﻟﻨﺠﺪﺓ ‪ ،‬ﻓﺎﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻻ ﻳﻘﺪﻡ‬
‫ﺷﻴﺌﺎ ) ﻋﺪﺍ ﺍﳋﺒﺰ ﻭ ﺍﻟﺘﲔ ( ﰲ ﻣﻌﺎﳉﺔ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﻌﺎﺟﻠﺔ ﻣﺴﻠﻤﺎ ﺑﺎﳌﺸﻴﺌﺔ ﺍﻹﳍﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﺍﻟﺮﺑﺎﻧﻴﺔ ﰲ ﻣﺼﺎﺋﺮ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ‪ ،‬ﻭ ﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻛﺄﻧﻨﺎ‬
‫ﺃﻣﺎﻡ ﻣﻮﻗﻒ ﺻﺮﻳﺢ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺮﻓﺾ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻛﻘﻮﺓ ﳍﺎ ﺃﺛﺮﻫﺎ ﰲ ﺗﻮﺟﻴﻪ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻭ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ‪ ،‬ﻭ ﻟﻜﻦ ﻳﺮﻓﺾ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ‬
‫ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﺍﻟﺸﺎﺋﻌﺔ ﺍﻟﱵ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻏﺎﻟﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺘﺪﻳﻨﲔ ﰲ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ ‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪F‬א

א
‪E‬‬
‫א
ﺑﺎﻟﻔﺼﻞ ‪:‬‬
‫ﻳﻈﻞ ﺳﻌﻴﺪ ﳐﺘﺒﺌﺎ ﰲ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻠﻲ ﻃﻮﺍﻝ ﺍﻟﻴﻮﻡ ‪ ،‬ﺇﱃ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻓﻴﺨﺮﺝ ﺇﱃ ﺑﻴﺖ ﻧﻮﺭ ﳏﺎﻭﻻ‬
‫ﺍﺳﺘﺮﺟﺎﻉ ﺍﻟﺒﺬﻟﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ‪ ،‬ﻳﺮﻯ ﻧﻮﺭﺍ ﰲ ﺍﳊﺠﺮﺓ ‪ ،‬ﻓﻴﺤﺴﺐ ﺃﻥ ﻧﻮﺭﺍ ﻗﺪ ﻋﺎﺩﺕ ‪ ،‬ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺼﻞ ﺇﱃ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺸﻘﺔ ﳜﻴﺐ ﺃﻣﻠﻪ‬
‫ﻭ ﳜﺮﺝ ﻟﻪ ﺳﻜﺎﻥ ﺟﺪﺩ ‪ ،‬ﻓﻴﻬﺮﺏ ﺇﱃ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻠﻲ ﺣﻴﺚ ﻳﺸﻌﺮ ﰲ ﻣﺴﺎﺀ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﳌﻮﺍﱄ ﲟﺤﺎﺻﺮﺓ ﺍﻟﺒﻮﻟﻴﺲ ﻟﻠﺤﻲ ‪،‬‬
‫ﻓﻴﺘﺴﻠﻞ ﻫﺎﺭﺑﺎ ﰲ ﺍﲡﺎﻩ ﺍﻟﻘﺮﺍﻓﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ ﺣﻴﺚ ﺳﺘﻨﺘﻬﻲ ﺍﳌﻄﺎﺭﺩﺓ ﺑﺎﺳﺘﺴﻼﻣﻪ ‪.‬‬
‫‪-1‬ﺍﻟﻮﺻﻒ‬
‫ﺃ‪-‬ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ‪ - :‬ﺑﻘﺎﺀ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﺒﻴﺖ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻠﻲ ﳐﺘﺒﺌﺎ ﻃﻮﺍﻝ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺧﺮﻭﺟﻪ ﺇﱃ ﺷﺎﺭﻉ ﳒﻢ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺣﻴﺚ ﺳﲑﻯ ﻧﻮﺭﺍ ﰲ ﺑﻴﺖ ﻧﻮﺭ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺧﻴﺒﺔ ﺳﻌﻴﺪ ﻣﻦ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻌﺜﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﻧﻮﺭ ﻭ ﺍﻟﺒﺬﻟﺔ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻋﻮﺩﺓ ﺳﻌﻴﺪ ﺇﱃ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻠﻲ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﳏﺎﺻﺮﺓ ﺍﳊﻲ ﺑﺮﺟﺎﻝ ﺍﻟﺒﻮﻟﻴﺲ‬
‫‪ -‬ﺧﺮﻭﺝ ﺳﻌﻴﺪ ﻣﻦ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﻠﻲ ‪ ،‬ﻭ ﺗﻮﺟﻬﻪ ﺇﱃ ﻭﺍﺩﻱ ﺍﳌﻮﺕ‬
‫‪ -‬ﳏﺎﺻﺮﺓ ﺍﻟﺒﻮﻟﻴﺲ ﻭ ﺍﻟﻜﻼﺏ ﻟﺴﻌﻴﺪ ﰲ ﻣﻘﱪﺓ ﺍﻟﻘﺮﺍﻓﺔ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺳﻌﻴﺪ ﻳﺮﻓﺾ ﺍﳌﺴﺎﻭﻣﺔ ‪ ،‬ﰒ ﻳﺴﺘﺴﻠﻢ ﰲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ‪.‬‬

‫‪18‬‬
 ‫ﺏ‪-‬ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ‬
‫‪ -‬ﺳﻌﻴﺪ ﻣﻬﺮﺍﻥ ‪ :‬ﻋﻴﻨﺎﻥ ﻣﻌﺬﺑﺘﺎﻥ ‪ /‬ﺧﻮﻑ ‪ /‬ﻗﻠﻖ ‪/‬‬
‫ﺝ‪-‬ﺍﳌﻜﺎﻥ ﻭ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ) ﺍﻟﻘﺮﺍﻓﺔ ﻭ ﺍﻟﻠﻴﻞ ( ‪:‬‬
‫) ﻣﻼﺣﻈﺔ ‪ :‬ﺟﺎﺀﺕ ﺍﻟﻈﻠﻤﺔ ﻭﺍﳌﻘﺎﺑﺮ ﻟﺘﻌﻤﻴﻖ ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ ﺑﺎﻧﺴﺪﺍﺩ ﺃﻓﻖ ﺳﻌﻴﺪ ﻣﻬﺮﺍﻥ‪ ،‬ﻭﻟﺘﻜﻮﻥ ﻧﻐﻤﺔ ﻣﻼﺋﻤﺔ ﳉﻮ‬
‫ﺍﳌﻄﺎﺭﺩﺓ ﺍﻟﱵ ﻋﺎﺷﻬﺎ‪ ،‬ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻐﺒﺎﺭ ﺩﻻﻟﺔ ﻣﻌﱪﺓ ﻋﻦ ﺗﻠﻮﺙ ﻋﺎﳌﻪ ﻭﺍﺧﺘﻨﺎﻗﻪ‪( .‬‬

‫ﻫـ‪-‬ﺃﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﺴﺮﺩ ‪ :‬ﻟﻘﺪ ﺍﺳﺘﺨﺪﻡ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﺗﻴﺎﺭ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺃﻭ ﺍﳌﻨﻮﻟﻮﺝ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ) ﻣﻨﺎﺟﺎﺓ ﺍﻟﺬﺍﺕ ( ﲟﺨﺘﻠﻒ‬
‫ﺍﻟﻀﻤﺎﺋﺮ ‪ ،‬ﺍﳌﺘﻜﻠﻢ ‪ ،‬ﺍﳌﺨﺎﻃﺐ ﻭ ﺍﻟﻐﺎﺋﺐ ‪ ،‬ﻭ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﺧﺮﺝ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﻟﲑﻭﻱ ﻟﻨﺎ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺑﺄﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﺴﺮﺩ‬
‫ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ ﻣﺴﺘﻌﻴﻨﺎ ﺑﺎﳊﻮﺍﺭ ﻭ ﺍﻟﻮﺻﻒ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻭ ﺍﳋﺎﺭﺟﻲ ﻭ ﺍﳊﺎﻓﻞ ﺑﺎﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﻭ ﺍﻟﻮﺻﻒ ﺍﻟﻔﻮﺗﻮﻏﺮﺍﰲ ‪.‬‬
‫‪ -2‬ﺍﻟﺘﺄﻭﻳﻞ‬
‫ﻓﻘﺪ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﰲ ﻧﻔﺴﻪ ﻭ ﰲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ‪ ،‬ﺧﺎﻧﺘﻪ ﺇﺭﺍﺩﺗﻪ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻭﺟﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﻳﺴﺒﺢ ﻭﺣﺪﻩ ﺿﺪ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ‪ ،‬ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﺧﺘﻔﺎﺀ ﻧﻮﺭ ‪ ،‬ﱂ ﳚﺪ‬
‫ﺑﺪﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﺑﺎﻟﻮﺍﻗﻊ ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻌﺒﺚ ﻻﺑﺪ ﻭ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﻪ ‪‬ﺎﻳﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﻭﺍﻗﻊ ﺃﻛﱪ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﺍﺕ ‪ ،‬ﺍﺳﺘﺴﻠﻢ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻼ ﻣﺒﺎﻻﺓ ‪ ...‬ﻓﻘﺪ ﺧﺴﺮ ﺍﺑﻨﺘﻪ ﻭ‬
‫ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻪ ﻭ ﻧﻮﺭ ‪...‬ﻭ ﺗﺒﻘﻰ ﻋﻘﻴﺪﺗﻪ ﻗﺒﺴﺎ ﻣﻦ ﺍﻻﺣﺘﺠﺎﺝ ﻏﲑ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﻣﻐﺎﻟﺒﺔ ﻭ ﳏﻮ ﺣﺠﻢ ﺍﻟﻈﻼﻡ ‪ ...‬ﻟﻘﺪ ﻭﺟﺪ ﺳﻌﻴﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻨﺬ ﺑﺪﺍﻳﺔ‬
‫ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﻭﺣﻴﺪﺍ ﻳﻄﺮﺡ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﻭ ﳛﻤﻞ ﺃﺣﻼﻡ ﳎﺘﻤﻊ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺑﺎﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻭ ﺍﳌﺴﺎﻭﺍﺓ ‪..‬ﻭ ﻛﺄﻧﻪ ﻳﺼﺐ ﺍﳌﺎﺀ ﰲ ﺍﻟﺮﻣﻞ ‪ :‬ﺭﺻﺎﺻﺎﺕ ﻃﺎﺋﺸﺔ ‪ ،‬ﺃﻋﻤﺎﻝ‬
‫ﻓﺎﺷﻠﺔ ‪ ) .‬ﺃﻭ ﱂ ﻳﻘﻞ ﺭﺅﻭﻑ ﻋﻠﻮﺍﻥ ﺇﻥ ﻧﻮﺍﻳﺎﻧﺎ ﻃﻴﺒﺔ ﻭ ﻟﻜﻦ ﻳﻨﻘﺼﻨﺎ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ( ﺹ ‪52 :‬‬
‫ﰒ ﺗﺄﰐ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﺍﻟﺮﺍﺋﻌﺔ ﰲ ‪‬ﺎﻳﺔ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﻟﺘﺨﺮﺟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﻭﻟﺘﻌﻄﻴﻪ ﺍﳊﻖ ﰲ ﺍﳌﻌﺎﻣﻠﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ‪ ...‬ﻭ ﻟﻜﻦ ﺑﻌﺪ ﻓﻮﺍﺕ‬
‫ﺍﻷﻭﺍﻥ ‪.‬‬
‫‪http://hanine98.maktoobblog.com‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫
و
‪ W‬‬

‫‪19‬‬