Professional Documents
Culture Documents
Usul Fiqh
Usul Fiqh
ٱلحا ِز ِم ّي
َح َم َد بْ ِن عُ َم َر َ
أْ
َح ِفظ ـَـهُ ٱهللُ َت َعالـَـى
حيم ِ
لر ِ
ن ٱ َّ
م ِ
لرح َ سم ِ ٱلل َّ ِ
ه ٱ َّ بِ ْ
الحمد لله رب العالمين ،والصالة والسالم على نبينا محمد،
وعلى آله وصحبه أجمعين.
الحازمي
30 مـلَف
ٱل ْ ِ ُر ص
مخْ َت َ
ُ
د:
ُ )57
َأمَّا َب(عْــ
ريْر
ح ِ
ٱلت َّ ْ
منْطُوقُ
قال المصنف رحمه الله تعالى( :بَابٌ :ال ْ َ
هومُ).
ف ُ وال ْ َ
م ْ َ
كثيرا من األصوليين يجعلونه في مقدمة الدالالت ،لكن المصنف
هنا رحمه الله تعالى أخَّره؛ ألنه هو جهة أو له رأيٌ فيه ،لكن
المشهور هو تقديمه وهو أولى؛ ألنه يتعلق به أحكام ،يأتي :هل
صصا ً أو ال؟ ونحو ذلك .األولى تقديمه.
المفهوم يعتبر مخ ِّ
ولما كان االستدالل بالقرآن لكونه عربيا ً يتوقف على معرفة
أقسام اللغة ،شرع في سردها وهي تنقسم باعتبارات :منها االعتبار
الذي ذكره المصنف ،وما مر معنا يدخل كذلك في هذه األقسام،
منطوق ومفهوم.
ٍ وباعتبار المراد من اللفظ إلى
إذاً :هذا التقسيم تقسي ٌ
م من حيث ما يراد من اللفظ ،إما
النُّطق وإما الفهم.
ونهي ،وهذا
ٍ وباعتبار داللة اللفظ على الطلب بالذات إلى أمرٍ
مر معنا.
وباعتبار داللته على عوارض مدلوله من كونها محصورة تنقسم
إلى عام وخاص ،ومطلق ومقيد ،وهذه األبواب مرت معنا.
وباعتبار كيفية داللتها من خفاء وجالء إلى مجمل ومبين ،ومر
معنا.
الحازمي
30 مـلَف
ٱل ْ ِ ُر ص
مخْ َت َ
ُ
َّ ْ ْ ٱلتحرير
ناسخ ومنسوخ،
ٍ وباعتبار داللتها ِ على ارتفاع األحكام()57
وبقائها إلى
وهذا يأتي بعد الباب الذي معنا وهو خاتمة األبواب في هذا
المختصر.
وهذا الترتيب جرى عليه في جمع الجوامع وهو أولى.
قال الزركشي :وال يخفى ما فيه من المناسبة .يعني :هذا
الترتيب الذي ذكرتُه سابقا ً جرى عليه في جمع الجوامع؛ فإن معنى
اللفظ سابقٌ على كل شيء وهو ما يتعلق بالمنطوق والمفهوم،
خارجي عن اللفظ تأخر عن الجميع اتفقا هنا،
ٌ أمر
ٌ وكما أن النسخ
وتقديم األمر على العام تقديم ما بالذات على ما بالعرض ومر
معنا ،وظهر بهذا أن تأخير ابن الحاجب المنطوق ليس بمناسب،
يعني :المصنف هنا تبع ابن الحاجب.
وم) المنطوق هذا اسم مفعول بمعنى:
ه ُ وال ْ َ
م ْ
ف ُ منْطُوقُ َ
(ال ْ َ
الملفوظ ،مأخوذ ٌ من نَطق أو نُطِق ،نُطِق يُنطقُ فهو منطُوق.
يعني :اسم المفعول إنما يأتي من مغير الصيغة ،واسم الفاعل
يأتي من معلوم الصيغة ،يعني :المبني للمعلوم ،وذاك ما يسمى
بالمبني للمجهول ،فهو مأخوذ من نَطق بمعنى تكلم بصوت،
ومعان ،فالمنطوق هو الكالم الذي
ٍ حروف
ٍ واشتمل كالمه على
نطق به المتكلم وتلفظ به ،وهذا هو األصل في الكالم.
َ
ن
م ْ
ستَفَاد ُ ِ معْنَى ال ْ ُ
م ْ منْطُوقُ :فَهُوَ ال ْ َ
ما ال ْ َ
قال الشارح هنا{ :أ َّ
ث النُّطْقُ بِهِ}.
حي ْ ُ
ن َ
م ْ الل َّ ْف ِ
ظ ِ
الحازمي
30 مـلَف
ٱل ْ ِ ُر ص
مخْ َت َ
ُ
َّ ْ ْ ٱلتحرير
يعني :من هذه ِ الجهة؛ ألن المعنى ()57
المستفاد من اللفظ له
جهتان :إما من جهة ما يُنطق به يعني :الحروف ..محل الحروف
ومحل الكلمات ،وهذا هو المنطوق.
وقد يكون من جهة أخرى وهو من داللة االلتزام ،وهو من حيث
المعنى.
َ
ث
حي ْ ُ
ن َ
م ْ
ستَفَاد ُ ِ معْنَى ال ْ ُ
م ْ م :فَهُوَ ال ْ َ ما ال ْ َ
م ْفهُو ُ قال هنا{ :وَأ َّ
ظ}. م لِل َّ ْف ِ سك ُ ُ
وت الالَّزِ ُ ال ُّ
إذا ً المنطوق من حيث اللفظ والمفهوم من حيث السكوت
الالزم للفظ ،فكالهما داللة للفظ.
ل عَلَي ْ ِ
ه ما دَ َّ
و َ
ه َ
و ُ منْطُ ٍ
وق َ م إلَى َ
س ُ
ق ِ قال( :الدَّاَل ل َ ُ
ة تَن ْ َ
ق). ْ ح ِّ ف ٌ
لَ ْ
ل نُط ٍ م َ في َ ظ ِ
الداللة :مر معنا مصدر دل ،وهي كون الشيء يلزم من فهمه
فهم شيءٌ آخر ،هذا مر معنا ،وما يُفهم قد يكون من باب النطق
وقد يكون من غير النطق.
إذاً :كالهما داخالن تحت الداللة.
ما) أي:
و َ
ه َ
و ُ منْطُ ٍ
وق َ الداللة تنقسم إلى قسمين :أوال ً (إلَى َ
لفظ في محل النطق ،وهذا يعني به في محل ٌ معنى دل عليه
الكالم.
يعني :ما دل عليه اللفظ من الحروف والمعاني.
قال :أي ما دل عليه بغير واسطة أخرى كتحريم التأفيف الذي
ف :من هذاف))[اإلسراء ]23:أ ُ ّ
ما أ ُ ٍّ
ل لَهُ َ
دل عليه قوله(( :فَال ت َ ُق ْ
الحازمي
30 مـلَف
ٱل ْ ِ ُر ص
مخْ َت َ
ُ
ريْر
ح ِ
اللفظ أخذنا ٱلت َّ ْ
التأفيف ،ومن قوله(( :فَال (ت َ ُق
ْ 57
ل))) لفظ النهي أخذنا
التحريم.
إذاً :اللفظ دل على تحريم التأفيف ،هذا مأخوذ ٌ بال واسطة.
ما أ ُ ٍّ
ف)) ل لَهُ َ
كتحريم التأفيف الذي دل عليه قوله(( :فَال ت َ ُق ْ
م من داللة
[اإلسراء ]23:ولهذا خصوه باسم المنطوق؛ ألنه فه ٌ
اللفظ قطعاً ،فخرج حينئذٍ| المفهوم ،حينئذٍ| ال يكون من اللفظ.
فإن داللة اللفظ عليه ال في محل النطق ،وقد قيّد المنطوق هنا
ٌ
لفظ في محل النطق ،خرج به المفهوم ألنه ما بأنه :ما دل عليه
دل عليه ال في محل النطق.
بل في محل السكوت كتحريم الضرب الذي دل عليه قوله:
ف))[اإلسراء.]23: ما أ ُ ٍّل لَهُ َ ((فَال ت َ ُق ْ
ف))[اإلسراء ]23:دل على حكمين كالهما ما أ ُ ٍّل لَهُ َ((فَال ت َ ُق ْ
ما أ ُ ٍّ
ف))[اإلسراء ]23:التأفيف ل لَهُ َ
اجتمعا في التحريم(( ،فَال ت َ ُق ْ
محرم| وهذا أُخذ من
محرم وهذا أخذ من المنطوق ،والضرب ُ
ُ
ُ
المفهوم.
إذاً :هل دل اللفظ على الضرب ،هل فيه معنى أو حروف
الضرب؟ الجواب :ال ،وإنما أُخذ من جهة المسكوت عنه.
ق). ْ ح ِّ ف ٌ
ه لَ ْ
ل عَلَي ْ ِ
ما دَ َّ
ل نُط ٍ م َ
في َ
ظ ِ قالَ ( :
سم المنطوق إلى نوعين:
م أن بعض األصوليين ق َّ
ثم معلو ٌ
صريح وغير صريح ،وجرى هنا على ما جرى عليه ابن الحاجب من
الحازمي
30 مـلَف
ٱل ْ ِ ُر ص
مخْ َت َ
ُ
الحازمي
30 مـلَف
ٱل ْ ِ ُر ص
مخْ َت َ
ُ
الداللتين :داللة المطابقة من النوعان ) ه َ ل ع
ضر ري ْ
ِ و
ح
قوله:ت َّ ( ْ
دخل في ٱل
()57 ُ َ ِ ُ
وداللة التضمن.
ه :أن داللة التضمن وداللة المطابقة مما وضع اللفظ له،
وجهُ ُ
وحينئذٍ خرج ما لم يوضع له اللفظ وهو ما كان الزما ً للمعنى.
ة مطَاب َقة أ َ
ن} على ما ٍ م
ُّ ض
َ َ ت ْ و َ ٍ ت دَالل َ َ ُ
سوَاءٌ كَان َ ْ
ح) { َ
ري ٌ
ص ِ قالَ ( :
ف َ
جا ًزا}. تقدم من أن التضمن لفظي على الصحيح {حقي َق ً َ
م َ ة أو ْ َ َ ِ
فالمنطوق قد يكون حقيقة وقد يكون مجازاً ،بناءً على أن
المجاز مما وضع في لسان العرب.
هذا النوع األول وهو المنطوق الصريح ،وهو مأخوذ ٌ من داللتي
التضمن والمطابقة.
خالف في دخوله في المنطوق أو ال؟
ٍ {النَّوْعُ الثَّانِي} وهذا محل
م من المفهوم أو أنه من المنطوق؟ هل هو قس ٌ
ير إلَيْهِ بِقَوْلِهِ} ُ
ش َما أ ِ يح وَهُوَ َ قال هنا{ :النَّوْعُ الثَّانِي :غَي ْ ُر ال َّ
صرِ ِ
ل اللَّف ُ َ َ
ْظ ن د َ َّ َن الل َّ ْف ِ
ظ بِأ َّ معْنَى ع ْم ال ْ َ
ه) {أيْ لَزِ َ عن ْ ُ
م َ ن لَ ِ
ز َ وإ ِ ْ
( َ
عَل َيه} بداللة االلتزام ،لم يوضع له اللفظ من حيث المعنى في
لخارج ،والالزم حينئذٍ يكون الزما ً له
ٍ لسان العرب ،وإنما لزم منه
من خارج ،وأما هل وُضع اللفظ لهذا الالزم؟ الجواب :ال .وحينئذٍ
صارت داللة التزام|.
ْظ عَلَى ذَل ِ َ ل اللَّف ُ َ َ
ك ن د َ َّ
ظ بِأ َّ َن الل َّ ْف ِ
معْنَى ع ْ م ال ْ َ
قال{ :أيْ لَزِ َ
ه}.ضع َ ل َ ُ
ما و ُ ِ ال ْ َ
معْنَى فِي غَيْرِ َ
ة الْت ِ َزام ٍ}.
ة :دَالل َ َمى هَذِهِ الدَّالل َ ُ َ ( َ
س َّ
يح .وَت ُ َ صرِ ٍغي ْ ُرهُ) {أيْ فَغَي ْ ُر َ ف َ
الحازمي
30 مـلَف
ٱل ْ ِ ُر ص
مخْ َت َ
ُ
ريْر
ح ِ
والمفهوم إذا فهمت (ما)57مر معنا األقسام الثالثة: ٱلت َّ ْ
المنطوق إذاً:
داللة المطابقة ،والتضمن ،وااللتزام .عرفت المنطوق الصريح من
غيره.
فداللة التضمن وداللة المطابقة صريح ،وداللة االلتزام هذه
ليست بصريحة.
وعليه نقول :الصريح داللة اللفظ على ما وضع له مطابقة أو
تضمنا ً حقيقة أو مجازاً.
وغير الصريح داللة اللفظ على ما لم يوضع له بل يلزم ما وضع
له فيدل عليه بااللتزام ،وينقسم إلى اقتضاء ،وإشارة ،وتنبيه.
قال :وتسمى هذه الداللة داللة التزام عند األصوليين ،ومن قال
َ
بها كابن الحاجب وتبعه المصنف هنا إلَى ثَالثَةِ أقْ َ
سامٍ{ :اقْت ِ َ
ضاءٍ
ماءً}.ه :إي َ
مى التَّنْبِي ُ
س َّ وَإِشَ َ
ارةٍ ،وَتَنْبِيهٍ وَي ُ َ
يعني :اللفظ يدل على المعنى بطريقين :أحدهما بصيغته،
والثاني باقتران أمرٍ به ..إما بالصيغة ..بذاتها ،وإما باقتران أمرٍ به.
مالزمه،إذا لحظه المتكلم استغنى عن التعبير عنه بالتعبير عن ُ
وهذا الذي ينقسم إلى ثالثة أقسام.
َ
متَكَلِّم ِ}.
صودًا لِل ْ ُ
م ْق ُ ن يَكُو َ
ن َ ما أ ْ
معْنَى إ َّ قال{ :أل َ َّ
ن ال ْ َ
لماذا انقسم غير الصريح إلى ثالثة أنواع؟ ألن القصد هنا
مراعى ،إما أن يكون الكالم مقصودا ً أو ال. ً
َ
ما
منًا ل ِ َ
ض ِّ متَكَلِّم ُِ ،
مت َ َ صودًا لِل ْ ُم ْق ُ
ن َ ن يَكُو َ
ما أ ْ
معْنَى إ َّ قال{ :أل َ َّ
ن ال ْ َ
ظ} هذا أوال ً في التوقف. صدْقُ الل َّ ْف ِ ف عَلَيْهِ ِ يَتَوَقَّ ُ
الحازمي
30 مـلَف
ٱل ْ ِ ُر ص
مخْ َت َ
ُ
حرير {أَو ل ِ ٱلت َّ
ه
حت ُُ ف عَلَيْهِ ِ
ص َّ ه عَقْالً ،أَوْ( لَِ 57
م)ا يَتَوَقَّ ُ حت ُُ ف ِ ْعَلَيْهِ ِ
ص َّ ما يَتَوَقَّ ْ ُ
ْ َ
شَ ْرعًا} فجهات التوقف ثالثة :إما من جهة الصدق ،وإما من جهة
العقل ،وإما من جهة الشرع.
فإذا كان الكالم| مقصودا ً للمتكلم وتوقف على واحدٍ من هذه
الثالثة األمور فهو داللة اقتضاء.
متَكَلِّم ِ}. َ
صودًا لِل ْ ُ
م ْق ُ {أوْ الَ يَكُو ُ
ن َ
إذاً :يتردد المعنى :إما أن يكون مقصودا ً للمتكلم أو ال يكون ،إن
كان مقصودا ً للمتكلم فإما أن يتوقف على واحد من الجهات الثالث
أو ال ،وحينئذٍ| كان التقسيم إلى ثالثة أنواع.
إذاً :جهات التوقف ثالث.
أوالً :ما يتوقف فيه صدق اللفظ .يعني :لئال يقال بأنه كذب،
<<رفع عن أمتي الخطأ والنسيان>>.
ُ وهذا مر معنا في
ثانياً :ما يتوقف في صحة الحكم من جهة العقل.
الثالث :من جهة الشرع.
قال :فَاألَوَّ ُ
ل يعني به :المتضمن لما يتوقف عليه صدق اللفظ.
ن قُصِدَ وإ ِ ْ
األول يعني :المقتضي لضرورة صدق المتكلمَ ( :
فع عَن أُمتِي الخَطَأ ُ
َّ <<ر ِ َ
ُ صدْقُ عَلَي ْ ِ
ه كـ ف ال ِّ و َّ
ق َ وت َ َ
َ
عنِّي
عبْدَك َ
ق َ ش ْرعًا كَأ َ ْ
عت ِ ْ و َ َ
َقاًل أ ْ
ةع ْ
ح ُ
ص َّ
و ال ِّ
َ
ان>> ،أ ْ سي َ ُ والن ِّ ْ
ء).ضا ٍ ةا ْ
قت ِ َ فـ :دَاَل ل َ ُ
َ
الحازمي
30 مـلَف
ٱل ْ ِ ُر ص
مخْ َت َ
ُ
الحازمي
30 مـلَف
ٱل ْ ِ ُر ص
مخْ َت َ
ُ
الحازمي
30 مـلَف
ٱل ْ ِ ُر ص
مخْ َت َ
ُ
الحازمي
30 مـلَف
ٱل ْ ِ ُر ص
مخْ َت َ
ُ
الحازمي
30 مـلَف
ٱل ْ ِ ُر ص
مخْ َت َ
ُ
َ قال:ر
ري ْ
ِ ح يحتج إلى ٱلت
تقديرَّ ْ
ضا أوْ عَلَى َ
سفَرٍ)) لم رِ)ي ًم م
ْ ( َ57 ُ كْ نمِ ن
َ اَ ك ن م
َ ْ َ ف ((
يصح منه الصيام ((فَعِدَّةٌ))| يعني :تلزمه عدة| سواء صام أو لم يصم.
ن أَيَّام ٍ أُخ ََر)) إذاً :ال يلزمه ،لكن التقدير هنا الظاهر أنه ((فَعِدَّةٌ| ِ
م ْ
من جهة الشرع ال من جهة العقل.
َ ُ
ش ْرعًا) يعني :ما يتوقف ير إلَيْهِ بِقَوْلِهِ} (أ ْ
و َ ش َما أ ِ {وَالثَّال ِ ُ
ثَ :
عليه صحة الحكم من جهة الشرع ،والمثال السابق يصلح له
ن أَيَّام ٍ أُخ ََر)) أي :فأفطر ،فحينئذٍ| عليه عدةٌ من أيام أخر. ((فَعِدَّةٌ ِ
م ْ
ل ُ َْ َ
ق
مطل ِ ه شَ ْرعًا كَقَوْ ِ
حت ُ ُ
ص َّف عَلَيْهِ ِ ما تَتَوَقَّ ُ ن َ م َ ض َّ
ما يَت َ َ
{أيَْ :
ن َ مل ِ ُ
م ُ
ك عَبْدًا :أعْتِقْ عَبْدَك| عَنِّي .هذا يتَض َّ ن يَ ْم ْ مالِهِ ل ِ َ
ف فِي َ ص ُّر ِالت َّ َ
مثَال ً} هذا تضمن بيعه؛ ألنه ال مائَةِ دِ ْرهَم ٍ َس ِم ِ خ ْحدد لَه ماال ً عَلَى َ إِذا َ
بعد التمليك. يصح إال
جانًا}. قَا َ َ {أَو
م َّ
ه عَنَى َ
ل :أعْت ِ ْق ُ ْ
هذا هبة بالمجان ،يعني :هذا اللفظ إن وافق عليه فحينئذٍ
يتضمن ما يتوقف عليه من جهة الشرع؛ إذ ال يصح أن يُعتق زيد ٌ عن
عمروٍ -هذا في الكفارة -إال إذا كان يملك تلك الكفارة ..ال بد أن
يكون مالكا ً لها.
فحينئذٍ إذا قال :أعتق عبدك| عني على خمسمائة درهم .صار
متضمنا ً للبيع؛ ألنه ال يصح أن يُعتقه عنه إال إذا كان مالكا ً له ،فحينئذٍ|
ال يحصل التصرف إال فيما أُذن له ،فيمتلك ثم يُوكل ثم تحصل بعد
ذلك ما يترتب عليه.
جانًا} كذلك هي هبة من جهة الضمن. َ
م َّ
ه عَنَى َ
{أو أعْت ِ ْق ُ
الحازمي
30 مـلَف
ٱل ْ ِ ُر ص
مخْ َت َ
ُ
ردي ْررفي الصورة األُولَى إذ َا أ َ ِ ح
ٱلهت َّ ي ُ ْ
ي} ِ
ْ ٌّ نمضِ ٌ عْ يَ ب : ه
ُ ق
َ َ ْت ع ()57 ِ ُّ َ ِ ُ َّ ق
َ قال{ :فَإِن َّ ُ
يعني :في قوله :أعتق عبدك عني على كذا.
جانًا َ ورةِ الثَّانِيَةِ :هِب َ ٌ
م َّ
ه عَن َي َ
ة} يعني :أو أعْت ِ ْق ُ منِي َّ ٌ
ض ْة ِ ص َ{وَفِي ال ُّ
ق عَلَيْهِ}. ك؛ لِتَوَقُّ ِ ْ
ف العِت ْ ِ مل ْ ِ
ق ال ْ ِ
سب ْ ِ
ستِدْعَاءِ َ
{ال ْ
ال يصح أن يُعتق إال إذا كان مالكا ً له ،وإذا كان ال يملكه ،وذكر
مثل هذه الجملة حينئذٍ إما بيعٌ ضمني وإما هبة ضمنية.
ل شرعي وهو في القرآن. والمثال السابق مثا ٌ
عنِّي) يعني :كفهم حصول
عبْدَك َ
ق َ ش ْرعًا كَأ َ ْ
عت ِ ْ
َ
إذاً( :أ ْ
و َ
الملك؛ ألن العتق بدون الملك ال يصح شرعاً.
ء).
ضا ٍ
قت ِ َ فدَاَل ل َ ُ
ةا ْ في الثالثة األنواع قالَ ( :
القْت ِ َ
ضائِهَا يعني :فالداللة في الصور الثالث هذه داللة اقتضاء { ِ
شَ يْئًا َزائِدًا عَلَى الل َّ ْف ِ
ظ}.
االقتضاء يعني :الطلب ،تطلب شيئا ً زائدا ً على اللفظ ،ال يصح
اللفظ إما من جهة الصدق ،أو من جهة الصحة العقلية ،أو الشرعية
ح التركيب.
إال بهذا المحذوف ،فلوال المحذوف لما ص ّ
ن منطوقا ً به.
ظ وال يكو ُ
قال :فهي ما ال يُفهم عند اللف ِ
ألن المؤاخذة لم يُنطق بها ،وأهل لم يُنطق بها ،وأفطر لم
يُنطق بها ،وبع وهب هذه لم يُنطق بها .حينئذٍ| يُفهم من اللفظ لكن
لم يُنطق به ولم يحصل به النطق.
الحازمي
30 مـلَف
ٱل ْ ِ ُر ص
مخْ َت َ
ُ
َّ ْ ْ ٱلتحرير
الذي دل عليه اللفظ قال: من هنا جاء أنهِ في قوة الصريح؛ (
ألن)57
فهي ما ال يُفهم عند اللفظ وال يكون منطوقا ً به ،ولكن يكون من
ضرورة المنطوق به:
إما من حيث إنه ال يمكن أن يكون المتكلم صادقا ً إال به
كـ<<رفع عن أمتي الخطأ والنسيان>>. ُ
أو أنه ال يثبُت الملفوظ به عقال ً إال به.
أو يمتنع ثبوته شرعا ً إال به.
فهذه ثالثة أقسام ،وتسمية الكل داللة اقتضاء هو قول الحنابلة،
وذهب جمعٌ من الحنفية إلى أن المقتضي هو الثالث فقط يعني :ما
توقف عليه من جهة الشرع.
مي الباقي محذوفا ً ومضمراً ..سموا ما توقف عليه من جهة
س ِّ
و ُ
الصحة العقلية وكذلك الكذب أو الصدق سموه مضمرا ً ومحذوفاً،
واالقتضاء هو ما توقف عليه من أجل صحة الحكم الشرعي.
ضي بأن المقتضي اَل يَتَغَي َّ ُر ظَاهِ ُروفرقوا بين المحذوف والمقت ِ َّ
يح بِهِ ،وهذا قد ال يكون ثابتاً، صرِ ِ
عنْد َ الت َّ ْ
حالِهِ وَإِع َْرابِهِ ِ الْكَاَل م ِ ع ْ
َن َ
يعني :المقتضي إذا أظهره ال يتغير اإلعراب ،هذا ال يكاد أن يوجد إال
حذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه ،حينئذٍ رجع إلى
فيما إذا ُ
أصله ،وما عدا ذلك فالظاهر أنه يمتنع.
وفرقوا بين المحذوف والمقتضي بأن المقتضي اَل يَتَغَي َّ ُر ّ قال:
ما كَا َ
ن ل يَبْقَى ك َ َ
يح بِهِ ،ب َ ْصرِ ِ
عنْد َ الت َّ ْ
حالِهِ وَإِع َْرابِهِ ِ ظَاهِ ُر الْكَاَل م ِ ع ْ
َن َ
قَبلَه بخالف المحذوف كـ (اسأَلِ الْقَرية) ا َ
ة :اسأل أهل سألِ الْق َْري َ َ
ْ ْ َ َ ْ ْ ُ
الحازمي
30 مـلَف
ٱل ْ ِ ُر ص
مخْ َت َ
ُ
الحازمي
30 مـلَف
ٱل ْ ِ ُر ص
مخْ َت َ
ُ
الحازمي
30 مـلَف
ٱل ْ ِ ُر ص
مخْ َت َ
ُ
م َ ل ن إ و : يقصَد) {أ َْ ي
ُ م َ ل ن إ و ( : } ه ل َو
ق ب ه
ر
يَ ري ْ
إل ِ ير
ح
شْ قال{ :ماٱلأ ُت َّ
ْ ْ ْ َِ ْ )57
َ ِ ( ْْ ِ ِ ِ ْ ِ ْ َ ِ َ
متَكَلِّم ِ} لكنه دل عليه، صودًا لِل ْ ُ م ْق ُ
ظ َ ن الل َّ ْف ِ م ْستَفَاد ُ ِ م ْ معْنَى ال ْ ُ ن ال ْ َ
يَك ُ ْ
وحينئذٍ نقول :هذه داللة إشارة.
من اسمها ..إشارة اللفظ إلى المعنى.
قال{ :كَما روى عَبد الرحمن ب َ
صلَّى الل َّ ُ
ه ي ََن النَّب ِ ِّ
حاتِم ٍ ع ْن أبِي َ ْ ُ َّ ْ َ ِ ْ ُ َ َ َ
ما ين قِي َ ه قَا َ عَلَيه وسل َّ َ
لَ :و َ ْل وَدِ ٍ
ات عَق ٍ ص ُ ساءُ نَاقِ َ ل<< :الن ِّ َ م أن َّ ُْ ِ َ َ َ
صلِّي>>} مرِهَا ال ت ُ َ ن شَ ط ْ َر عُ ُ حدَاهُ َّ
ثإ ْ مك ُ ُ
ل :ت َ ْن؟ قَا َ ن دِينِهِ َّ
صا ُ
ن ُ ْق َ
م. سل َّ َ
ه عَلَيْهِ وَ َ صلَّى الل َّ ُ سره النبي َ فف َّ
قال{ :لَم ي ْقصد النبي صلَّى اللَّه عَلَيه وسلَّم بيا َ
ض ن أكْثَرِ ال ْ َ
حي ْ ِ ْ ِ َ َ َ ََ َ ُ ْ َ ِ ْ َّ ِ ُّ َ
ك}. مبَالَغَةِ إفَادَةُ ذَل ِ َ
ضاءِ ال ْ ُ ن اقْت ِ َم ْ م ِ ه لَزِ َ وَأَقَ َّ
ل الطُّهْرِ ،لَكِن َّ ُ
مرِهَا} يعني :نصف شهرها {ال ن شَ ط ْ َر عُ ُ حدَاهُ َّ ثإ ْ مك ُ ُ يعنيْ َ{ :
ه عَلَيْهِ
صلَّى الل َّ ُ صلِّي} هذا أكثر ما يقال أنه حي ٌ
ض ،هل عنَى النبي َ تُ َ
م وقصد بهذا اللفظ أن يبيِّن أحكام الطهر والحيض من حيض سل َّ َ
وَ َ
م له ،والمراد هنا المثال ،وإال
األقل واألكثر؟ الجواب :ال ،لكنه الز ٌ
فالحديث فيه نظر.
ين>> هذا على ظاهره، ْل وَدِ ٍ
ات عَق ٍ
ص ُساءُ نَاقِ َ
قوله<< :الن ِّ َ
ودين" قال لكونها ال تصلي وال
ٍ عقل" يعني :في باب الشهادة" ، ٍ "
تصوم.
ن شَ هْ ًرا)) َ
مع َ صال ُ ُ
ه ثَالَثُو َ مل ُ ُ
ه وَفِ َ ك قَوْله تَعَالَى(( :وَ َ
ح ْ حوُ ذَل ِ َ {وَن َ ْ
مدَّةِ
ل ُ ن أَقَ َّ قَوله تعالَى(( :وفصالُه في عَامين))| فَيستفَاد من ذَل ِ َ َ
ك :أ َّ ُ ْ َ ُ ِ ْ َ ْ ِ َ ِ َ ُ ِ ََ ْ
ة أَشْ هُرٍ}. ست َّ ُ
ل ِ م ِ ال ْ َ
ح ْ
الحازمي
30 مـلَف
ٱل ْ ِ ُر ص
مخْ َت َ
ُ
الحازمي
30 مـلَف
ٱل ْ ِ ُر ص
مخْ َت َ
ُ
ْ َ رَايْر
ِ ح
حك ِٱليت َّ ْ
ن
ْ م
ِ ي
ّ ِ ظُر
َ ق ال ب
ٍ ْ ع ك ن ْ ب ِ دمح
ْ ُ َّ(ِ )57َ م َن ع اطَ بْ نِ تسْ اال
ِ ذَ ه {وَقَد ْ ُ َ
ين}. َ
مةِ التَّابِعِ َ
أئ ِ َّ
ه} يعني :ما مر من األمثلة {دَالل َ ُ
ة إشَ َ
ارةٍ}. قال{ :فَهَذ َا كُل ُّ ُ
إذاً :إن لم تتوقف الصحة أو الصدق على إضمارٍ ،ودل على أمرٍ
ليس هو مقصودا ً من اللفظ األصلي الذي عبّر به ،ولكنه وقع من
توابعه ،فحينئذٍ يسمى داللة اللفظ عليه داللة إشارة.
"إشارة" يعني :إشارة اللفظ إلى معنى ليس مقصوداً ،ولذلك
يحتج بها أهل العلم في إثبات األحكام الشرعية؛ ألنها داللة صحيحة
صلَّى
ق" وهذا يتعلق بكتاب الله تعالى وسنة نبيه َ
ح ٌّ
ق َ ح ِّ م ال َ ز ُ وال َ ِ " َ
سل َّ َ
م. ه عَلَيْهِ وَ َ الل َّ ُ
قال :فهذا كله داللة إشارة ..إشارة اللفظ إلى معنى ليس
مقصودا ً منه باألصالة ،بل بالتبع ،مع أنه لم تدع إليه ضرورة لصحة
االقتصار على المذكور دون تقديره|.
محذوف من أجل ٍ يعني :الكالم| صحيح لم يتوقف على صحة
م لَيْل َ َ
ة ل لَك ُ ْ الصدق ،وال عقال ً وال شرعاً ،فالكالم حينئذٍ| تام ((أ ُ ِ
ح َّ
م)) واضح الحكم منه وال يحتاج إلى ث إلَى ن ِ َ
سائِك ُ ْ الرفَ ُ
صيَام ِ َّ
ال ِّ
محذوف أو تقديرٍ من أجل فهم ما نُطق به.
ٍ
لكن من توابع اللفظ -المعنى الالزم له -ما ذكرنا.
ف
ق ْو َّ ن لَ ْ
م يَت َ َ وإ ِ ْ
قال :والثالث وهو داللة التنبيه ،قالَ ( :
ه
فتَنْبِي ٌ عيدًا َ ه كَ َ
ان ب َ ِ علِيل ِ ِ
ن لِت َ ْ و لَ ْ
م يَك ُ ْ حكْم ٍ ل َ ْ
ن بِ ُ وا ْ
قت َ َر َ َ
ماءً).
مى إِي َ
س َّ
وي ُ َ
َ
هذه المادة لم تراجع من قبل الشيخ أحمد 21
الحازمي
30 مـلَف
ٱل ْ ِ ُر ص
مخْ َت َ
ُ
اللفظ وصفاً .هذا الوصف في ُكر ذ إذا ، ة عل
ريْر
الوصف ِ ح
كونت َّ ْ
يعني :ٱل
()57 ً
لو لم نجعله علة لهذا الحكم لكان عبثا ً ويُن َّزه عنه القرآن والسنة.
َ
ما))[المائدة ]38:قال: ة فَاقْطَعُوا أيْدِيَهُ َسارِقَ ُ
سارِقُ وَال َّ((وَال َّ
م.
فاقطعوا .هذا حك ٌ
علَّقه على السارق والسارقة ،وهذان مشتقان ،ومعلو ٌ
م أن
تعليق الحكم على المشتق يؤذن بِعلِّيةِ ما منه االشتقاق .يعني:
السرقة هي عل َّ ٌ
ة.
أثر في الحكم وهو وجوب القطع ،ما
لو لم يكن السرقة لها ٌ
الفرق بين أن يقول :السارق ،أو الذاهب ،أو النائم ،أو ..إلى آخره؟
ال فرق بينهما ،لكن كونه خصص السارق دل على أن علة هذا
الحكم وهو وجوب القطع وهو السرقة.
يءٍ ي ُ َقد َّ ُر} ليس ف) {أَيْ اللَّف ُ
ْظ عَلَى شَ ْ و َّ
ق ْ ن لَ ْ
م يَت َ َ وإ ِ ْ
قالَ ( :
عندنا تقدير |..كما هو الشأن في داللة اإلشارة.
التقدير إنما يكون في داللة االقتضاء فحسب ،وأما داللة
م لتوابع اللفظ.
اإلشارة فليس فيها تقدير ،وإنما هو فه ٌ
ً
ثانيا :داللة اإليماء والتنبيه ليس فيها تقدير ،وإنما هو ذكر حكم ٍ
وصف ،لو لم نجعل هذا الوصف علَّة للحكم لكان ٍ معلقا ً على
حشواً.
ْظ عَلَى شَ ْ
ي ٍء ي ُ َقد َّ ُر}. ف) {أَيْ اللَّف ُ ق ْ و َّ ن لَ ْ
م يَت َ َ وإ ِ ْ
قالَ ( :
َ
يل ذَل ِ َ
ك ه) {أيْ لِتَعْل ِ ِعلِيل ِ ِ
ن لِت َ ْ و لَ ْ
م يَك ُ ْ حكْم ٍ ل َ ْن بِ ُ وا ْ
قت َ َر َ ( َ
حكْم ِ} يعني :كان هذا اللفظ. ال ْ ُ
الحازمي
30 مـلَف
ٱل ْ ِ ُر ص
مخْ َت َ
ُ
الحازمي
30 مـلَف
ٱل ْ ِ ُر ص
مخْ َت َ
ُ
الحازمي
30 مـلَف
ٱل ْ ِ ُر ص
مخْ َت َ
ُ
الحازمي
30 مـلَف
ٱل ْ ِ ُر ص
مخْ َت َ
ُ
داللة اإليماء والتنبيه ليس فيها محذوف وإنما فيه ذكر حكم ٍ
بوصف ،لو لم نجعل هذا الوصف علّة للحكم لكان الكالم|
ٍ اقترن
حشواً .هل هو مقصود ٌ للمتكلم المعنى؟ نعم مقصود ،وإال لذهب
مسالك العلة من أصله ،بل هي كلها مقصودة |،ولذلك اتفقوا على
أن العلل على نوعين :منها منصوص ومنها مستنبط ،وهذا الذي
معنا من المستنبط.
يعرف
ِّ ح) أراد أن
ري ُ
ص ِ
ص ال َّ
والن َّ ُّ
ثم قال رحمه الله تعالىَ ( :
النص ،واألصل أنهم يذكرون النص والظاهر هنا ،لكن مر معنا تقديم
الظاهر.
الحازمي
30 مـلَف
ٱل ْ ِ ُر ص
مخْ َت َ
ُ
الحازمي
30 مـلَف
ٱل ْ ِ ُر ص
مخْ َت َ
ُ
الحازمي
30 مـلَف
ٱل ْ ِ ُر ص
مخْ َت َ
ُ
ي َر ع ا م ،عر الشَّ ي ف ص الن دح : ي س دقْ م ْ ال
رَري ْجر
ِ ح
فل أَب ُٱلوت َّال ْ ْ
{وَقَا َ
ِ َ ْ ِ َ ِ )57
( َِّّ ُّ َ ُّ ِ ِ َ َ ِ
ك}. َن الشَّ ِّ معْنَاهُ ع ْ َن الشَّ رِكَةِ ،وَ َ هع ْ لَفْظ ُ ُ
هذا متقارب لما ذكرناه أنه ال يحتمل غيره البتة.
إذاً :النص له ثالث إطالقات:
األول :مقابل الظاهر وهو الذي يعنيه األصوليون في هذا الباب.
الثاني :يُطلق ويراد به معنى الظاهر.
م
الثالث :يطلق على المشهور ويراد به كل ما يُثبت به حك ٌ
إجماع أو قياس ،أو إن شئت
ٍ شرعي .يعني :من كتاب أو سنة أو
مذهب صحابي -إن صح أنه حجة ..-أو غير ذلك.
حينئذٍ نقول :يطلق النص ويراد به هذه المعاني كلها.
َ
ما ال
حدُهَاَ :
ات أ َ
ح ٍصطِال َ ص ثَ ُ
الث ا ْ ل الْق ََرافِ ُّ
ي :لِلن َّ ِّ قال هنا{ :وَقَا َ
ل} وهو الذي يقابل الظاهر. ل التَّأْوِي َ
م ُ
حت َ ِ
يَ ْ
حا كَالظَّاهِرِ} يعني :بمعنى
جو ً
م ْر ُ ماال ً َ
حت ِ َ مل َ ُ
ها ْ حت َ َ
ما ا ْ {وَالثَّانِيَ :
الق ال ْ ُف َقهَاءِ} ال األصوليين.
ب فِي إط ْ ِ الظاهر {وَهُوَ الْغَال ِ ُ
ما كَا َ
ن}. ف َ ل عَلَى َ
معْنًى كَي ْ َ ما د َ َّ {وَالثَّال ِ ُ
ثَ :
يعني :ما تثبت به األحكام الشرعية ،وقال هناك في تشنيف
المسامع :النص له ثالث إطالقات:
األول :مقابل الظاهر وهو المراد هنا.
الثاني :ما يدل على معنى قطعا ً ويحتمل معه غيره |.يعني:
مرادف للظاهر ،ولكنه مثَّل بماذا؟ قال :كصيغ العموم فإن داللتها
على أصل المعنى قطعية ،وعلى األفراد ظاهرة.
الحازمي
30 مـلَف
ٱل ْ ِ ُر ص
مخْ َت َ
ُ
غالب في استعمال
ريْر
ِ ح
ٱلت َّ ْ
وهوٌ )57
( ظاهر معنى على دل الثالث :ما
الفقهاء كقولهم :نص الشافعي على كذا.
كتاب وسنة .ونحو
ٍ وقولهم :لنا النص والقياس أي :الدليل من
ذلك.
يُطلق ويراد به الكتاب والسنة فقط ،ويطلق ويراد به ما هو
أعم من الكتاب والسنة.
ح) ما ال يحتمل غيره.
ري ُ
ص ِ إذاً( :الن َّ ُّ
ص) قال( :ال َّ
قال في تشنيف المسامع :النص ما أفاد معنى ال يحتمل غيره.
وهذا هو المقدَّم المعتمد|.
كزيدٍ لداللته على الشخص بعينه.
قال الزركشي :وهذا أحسن حدوده يعني :على اإلطالق.
سمي بذلك الرتفاعه على غيره من األلفاظ في الداللة ،ثم كان
ُ
بخطاب واحد.
ٍ التقييد حقّه
يعني :قوله :ما أفاد معنى ال يحتمل غيره ،هذا قد يكون مركب
موضع آخر ،هل هذا
ٍ من جملتين كالمجمل في موضع والمبيَّن في
مراد هنا؟
المجمل :ما احتمل معنيين| على السواء ،ويأتي تفصيله في
فعل ..على ما مضى معنا.
ٍ قول أو
ٍ
إذا ُركِّب المبيَّن مع المجمل صار ال يحتمل غيره |،هل هذا
يسمى نصاً ..مراد ٌ هنا؟ ال .إذاً :دخل في الحد أو ال؟ "ما" يحتمل أنه
ح؟ نعم هو وارد. ٌ
لفظ أو تركيب" ،ال يحتمل غيره" ص َّ
الحازمي
30 مـلَف
ٱل ْ ِ ُر ص
مخْ َت َ
ُ
الحازمي
30 مـلَف
ٱل ْ ِ ُر ص
مخْ َت َ
ُ
م عَلَيْهِ -وَإِلَى
الل َي ْةر
ر
ِ ح
نٱلت َّال ْ َ
م الْكَال ُ
-)57وَت َ َقد َّ َ
وق
( ٍ ُ طْ نمَ ىَ إل م
ُ س
ِ ق
َ ْ نَ ت َ َّ د {يَعْنِي أ َّ
م ْفهُوم ٍ}.
َ
َ
م}.م ْفهُو ُ و) {أيْ ال ْ َ ه َو ُ( َ
ق). ْ ح ِّ ل عَلَي ْ ِ ما دَ َّ
ل نُط ٍ م َ
في َ
ه الَ ِ و َ ه َو ُ( َ
ه) أي :معنى وهو جنس فشمل المنطوق ل عَلَي ْ ِما دَ َّ ( َ
والمفهوم.
ص ٌ
ل يُخرج المنطوق؛ يشير بذلك إلى أن ج ،ف ْ
ال) هذا إخرا ٌ
قالَ ( :
داللته ليست وضعية.
ق) أشار بذلك إلى أن داللته ليست وضعية، ْ ح ِّ
ل نُط ٍ م َ
في َال ِ
( َ
وإنما هي انتقاالت ذهنية فإن الذهن ينتقل من فهم القليل إلى فهم
الكثير ،ولذلك قالوا بطريق التنبيه بأحدهما على اآلخر.
غيره وإال كان المنطوق أيضا ً
ُ سمي مفهوما ً ألنه ال يُفهم
و ُ
ص هذا المفهوم؟ مفهوماً ،المنطوق مفهوم والمفهوم مفهوم ،لم ُ
خ َّ
نقول :هذا مجرد اصطالح وإال المنطوق كذلك.
غيره خُص بهذا االصطالح
ُ لكن لما كان هذا المفهوم ال يُفهم
وإال اللفظ من حيث هو عام ،كل ما دل عليه اللفظ فهو مفهوم
سواء كان ظاهراً ،أو عاماً ،أو خاصا ً مع عامٍ ،أو مقيدا ً مع مطلق..
إلى آخره .كله يسمى مفهوماً.
ولذلك المشهور عند النحاة ..أهل اللغة :أن المفهوم مرادف
للمدلول ،وأنه مرادف للمعنى ،تقول :معنى الكالم ،ومدلول الكالم،
ومفهوم الكالم ..كلها بمعنى واحد.
الحازمي
30 مـلَف
ٱل ْ ِ ُر ص
مخْ َت َ
ُ
َّ ْ ْ ٱلتحرير
سواء فُهم منه ِ باللفظ مباشرة أو ()57
بواسطة ،سواء دُل عليه
بالتركيب أو دُل عليه بالمفردات |..فهي من حيث المعنى اللغوي
عامة.
مي مفهوما ً ألنه ال يُفهم غيره ،وإال لكان
س ِّ
لكن هنا قالُ :
ص
تصريح به يعني :خا ٌ
ٍ المنطوق أيضا ً مفهوماً ،بل لما فُهم من غير
يتعلق بخاص.
مى داللة االقتضاء واإلشارة مفهومة ،وعليه
وقضية هذا أن يُس َ
صوه بما فُهم عند النطق على وجهٍجرى بعضهم ،لكن الجمهور خ َّ
يناقض المنطوق به أو يوافقه.
يعني :إذا قيل المفهوم أنه أُخذ ال من النطق ،ومر معنا أن داللة
اإلشارة أُخذت ال من النطق ،وداللة اإليماء -على المشهور -أُخذت
خارج :إما
ٍ ال من النطق ،وداللة االقتضاء كذلك وإنما فُهمت من
اعتبار الصدق والكذب ،وإما اعتبار العقل ،وإما اعتبار الحكم
الشرعي .إذاً :ما الفرق بينهما؟
قال هنا :وقضية هذا أن يُسمى داللة االقتضاء واإلشارة
مفهوماً ،وعليه جرى بعضهم ..أن المفهوم يشمل داللة االقتضاء
وداللة اإلشارة.
ألن كال ً من داللة االقتضاء وداللة اإلشارة أُخذت ال من محل
النطق ،فال فرق بينهما البتة.
صوه بما فُهم عند| النطق على وجهٍ يناقض
لكن الجمهور خ َّ
المنطوق به أو يوافقه.
الحازمي
30 مـلَف
ٱل ْ ِ ُر ص
مخْ َت َ
ُ
الحازمي
30 مـلَف
ٱل ْ ِ ُر ص
مخْ َت َ
ُ
المفهوميْر
ر
ِ ح
نقول :ٱلت َّ ْ
ليس مقصودا ً أصالة ،ففرقٌ
()57وهذا أصالة ٌ دمقصو
بينهما من هذه الحيثية.
إذاً :الفرق بين المفهوم وداللة اإلشارة :مصاحبة القصد األصلي
له دونها يعني :دون داللة اإلشارة.
فالمفهوم مقصود ٌ وداللة اإلشارة غير مقصودة.
والفرق بينه وبين داللة االقتضاء ظاهر ..داللة االقتضاء فيه
محذوف ،والمفهوم ليس عندنا محذوف ،وهو توقف الصدق أو
الصحة على إضمار فيها دونه.
إذاً :الفرق بين المفهوم وداللة االقتضاء واضحة ..ال تلتبس على
الطالب.
والفرق بينه وبين داللة اإليماء هذا أدقها.
قال :وتقريب للذهن أن تعلم أوالً :أن المفهوم مقصود ٌ
للمتكلم ،إال أنه مقصود ٌ من النطق ال في محل النطق.
ما أ ُ ٍّ
ف)) ل لَهُ َ
محل النطق هو اللفظ -الجملة نفسها(( -فَال ت َ ُق ْ
[اإلسراء ]23:ما دل عليه هذا اللفظ الذي يقال فيه من النطق.
قال هنا :أن المفهوم مقصود ٌ للمتكلم إال أنه مقصود ٌ من النطق
يعني :من اللفظ ،ال في محل النطق.
َ قال :فقوله تعالى(( :وإن كُن أ ُ
ل فَأن ْ ِفقُوا عَلَيْهِ َّ
ن)) م ٍ
ح ْ
والت َِ َّ َِ ْ
حمل ال يجب
ٍ ن غير أوالت [الطالق ]6:يُقصد منه أيضا ً أنهن وإن ك ُ َّ
اإلنفاق عليهن ،لكن هل هذا أُخذ من النطق أو من محل النطق؟
ن
من النطق ال من محل النطق؛ ألن محل النطق نص على ((وَإ ِ ْ
الحازمي
30 مـلَف
ٱل ْ ِ ُر ص
مخْ َت َ
ُ
الحازمي
30 مـلَف
ٱل ْ ِ ُر ص
مخْ َت َ
ُ
الحازمي
30 مـلَف
ٱل ْ ِ ُر ص
مخْ َت َ
ُ
الحازمي
30 مـلَف
ٱل ْ ِ ُر ص
مخْ َت َ
ُ
َ َ َّ َ رريْرِ ْ ح
نت َّ ْ ك أ َٱل
سك ُ ٍ
وت م ْْ َ ء
ٍ ي شَ ى َل ع َّ
ل
()57ُ د َ يِ ل ْظ ف الل ع
ِ ض
َ َ ت م
ْ ل بَ َ َ ع ال َّ ال شَ َّ وَ َ
َ َ
جازِ ،وَلَي ْ َ
س م َيق ال ْ َ َ
ح ِقي َقةِ أوْ بِطرِ ِ يق ال ْ َ َ
ما يُشْ عِ ُر بِهِ بِطرِ ٍ ه إن َّ َ
ه؛ ألن َّ ُ عَن ْ ُ
خال َ َ
ي
ما ه ِ َة ،إن َّ َ
ضعِي َّ ًت وَ ْ س ْ ه لَي ْ َن دَاللَت َ ُ ف أ َّ ما ،وَالَ ِ منْهُ َ حدًا ِ م وَا ِ م ْفهُو ُ ال ْ َ
يءٍ}.يءٍ عَلَى شَ ْ اب التَّنْبِيهِ بِشَ ْ ن بَ ِ م ْ ة ِ ات ذِهْنِي َّ ٌ ار ٌ إشَ َ
إذاً :ثَم خال ٌ
ف هل داللته عقلية أم أنها داللة وضعية؟
يعني :العرب وضعت له لفظاً ،نقول :ال لم تضع له لفظ ،لكنه
اعتبار من جهة اللفظ .يعني:ٌ م من جهة النطق ،له مأخوذ ٌ ومفهو ٌ
يمكن أن يكون الحكم مركبا ً من جهتين :نُطقٌ أوال ً ثُم الفهم من
جهة العقل ،لكن األصل هو الوضع اللغوي.
َان}.
م نَوْع ِ ك :فَال ْ َ
م ْفهُو ُ م ذَل ِ َ
قال{ :إذ َا عُل ِ َ
نقف على هذا ،والله أعلم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد ،وعلى آله وصحبه
أجمعين!!!...
الحازمي