Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 28

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫جامعة القادسية‬
‫كلية التربية – قسم التاريخ‬

‫الصحافة العثمانية‬
‫مصدرا ً للدراسة تاريخ العراق الحديث ‪.‬‬
‫بحث تقدمت به الطالبة نور سعد عباسالى مجلس كلية‬
‫التربية – قسم التاريخ‪-‬جامعة القادسية وهو جزء من‬
‫متطلبات نيل شهادة البكالوريوس في التاريخ‬

‫بإشراف‬
‫أ‪.‬م‪.‬د‪.‬سامي ناظم المنصوري‬

‫‪ 2018‬م‬ ‫‪ 1439‬ه‬
‫المقدمة ‪:‬‬

‫تتناول هذه الدراسة من بحثي جانباً حيوياً من جوانب نضال الوطن العربي عامة والعراق‬
‫خاص ة خالل العه د الماض ي من احتالل االمبراطوري ة العثماني ة ‪ ،‬من الن احيتين السياس ية من‬
‫جانب ‪ ،‬والجانب اآلخر الصحافة وكل من الحالتين كانت له نتائج خطيرة ‪ ،‬في مستقبل الوطن‬
‫‪1‬‬
‫العربي والعراق خاصة ومازلنا نعاني منها الى الوقت الحاضر ‪ ،‬وخاصة في النواحي السياسية‬
‫كانت االدارة السياسية للدولة العثمانية جائرة واستبدادية ‪ ،‬وخاصة قبل صدور الدستور العثماني‬
‫فصارت المناصب تباع وتشترى ‪ ،‬ولو نظرنا الى االوضاع السياسية ‪ ،‬فقد كان الحكم العثماني‬
‫ش ديد الوط أة على الع راق نتيج ة ألهم ال ش ؤون الداخلي ة من كاف ة الن واحي المختلف ة فق د اتب ع‬
‫االحتالل العثماني ‪ ،‬في سياستهم الداخلية عدم افساح المجال لتسرب الفكرة القومية من االقطار‬
‫العربية والواقعة تحت االحتالل العثماني وقد مارس العثمانيون سياسة طمس معالم اللغة العربية‬
‫‪ ،‬ولهذا فرضت اللغة التركية تعد ركن اً اساسياً من اركانها ولهذا فرضت لغتها لغة رسمية في‬
‫جميع الواليات العثمانية ‪ ،‬واستمر االضطهاد في العراق حتى سنة ‪ 1908‬اعالن الدستور من‬
‫قبل السلطان عبدالحميد ‪ ،‬وعلى اثر االعالن عم االبتهاج بين القوميين العرب واخذ الناس في‬
‫حينها جميع اً يحلمون بالحرية والقضاء على االستبداد من الجانب السياسي لسالطين العثمانيين‬
‫خالل اربعة قرون من االحتالل العثماني حتى نهاية القرن التاسع عشر نهاية الحكم العثماني ‪.‬‬

‫اما من ناحية الصحافة في العراق ‪ ،‬عرفت في وقت متأخر اال ان معرفتها المتأخرة كانت‬
‫مبكرة بالنسبة للوطن العربي ‪ ،‬قياس اً الى العالم ولم يعرف العراق شيئاً من الصحافة للعالم في‬
‫العه د العثم اني الى م ا قب ل اعالن الدس تور لع ام ‪ 1908‬حيث ك انت الص حافة في االمبراطوري ة‬
‫العثمانية غير منظمة بقانون واضح يعطي الصحفي حرية للعمل ويضع حدود العمل به وتأثير‬
‫المجتم ع الع راقي والع ربي ع ام ‪ 1869‬حيث ان اك ثر التغ يرات في الع راق تل ك الف ترة بإدخ ال‬
‫النظ ام االقليمي العثم اني الجدي د خالل ف ترة اس تالم والي ة م دحت باش ا ‪ ،‬ذات ت أثير مباش ر من‬
‫الناحي ة السياس ية في الع راق ‪ ،‬وعلى الج وانب االخ رى الص حفية منه ا ك انت والثقافي ة بش كل‬
‫مباشر ‪ ،‬وكانت خطة توزيع البحث كاآلتي ‪:‬‬

‫المبحث االول ‪ :‬النضال من اجل حرية الصحافة‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬أ) اصالحات مدحت باشا من الناحية الثقافية في العراق‬

‫إصدار جريدة الزوراء ‪1869‬‬ ‫ب)‬


‫‪2‬‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬تدهور االوضاع العامة في العراق بالعهد العثماني االخير‬

‫حيث تم االس تعانة بمجموع ة من المص ادر في كتاب ة ه ذا البحث ‪ ،‬وك ان اهمه ا ‪ :‬عب د‬
‫الرزاق لحسني ‪ ،‬تاريخ الصحافة العراقية ‪ ،‬منير بكر التكريتي ‪ ،‬الصحافة العراقية واتجاهاتها‬
‫السياس ية واالجتماعي ة والثقافي ة ‪ 1921 – 1869‬وقيس عب د الحس ين ‪ ،‬ت اريخ الص حافة‬
‫العراقية ‪ ،‬ابراهيم خليل احمد ‪ ،‬نشأة الصحافة العراقية في الموصل وتطورها ‪، 1955-1885‬‬
‫وعلي ال وردي ‪ ،‬ت اريخ الع راق الح ديث من بداي ة العه د العثم اني ح تى منتص ف الق رن التاس ع‬
‫عش ر ‪ ،‬عم اد عبدالس الم رؤوف ‪ ،‬الع راق وث ائق محم د علي ‪ ،‬وائ ل ع زت البك ري ‪ ،‬تط ور‬
‫النظ ام الص حفي في الع راق ‪ ،‬واب راهيم خلي ل احم د ‪ ،‬ت اريخ ال وطن الع ربي في العه د العثم اني‬
‫‪ ، 1916 – 1516‬وفائق بطي ‪ ،‬صحافة العراق تاريخها وكفاح اجيالها ‪ ،‬عبدالعزيز سلمان ‪،‬‬
‫ت اريخ الع راق الح ديث من نهاي ة حكم داود باش ا الى نهاي ة حكم م دحت باش ا ‪ ،‬س يار ك وكب‬
‫الجمي ل ‪ ،‬وتك وين الع رب الح ديث ‪ 1916-1516‬وهمس ليلونكريك ‪ ،‬اربع ة ق رون من ت اريخ‬
‫العراق الحديث ‪ ،‬عبدالرزاق الحسني ‪ ،‬تاريخ العراق الحديث ‪ ،‬جميل موسى النجار ‪ ،‬ودوافع‬
‫االهتم ام العثم اني ومظ اهره ‪ ،‬جعف ر الخي اط ص ورة من ت اريخ الع راق في العص ور المظلم ة ‪،‬‬
‫عب دالرحيم عب دالرحمن عب دالرحيم ‪ ،‬ت اريخ الع راق الح ديث والمعاص ر ‪ ،‬قيس ج واد الع زاوي ‪،‬‬
‫الدول ة العثماني ة ق راءة جدي دة لعوام ل االنحط اط ‪ ،‬علي محم د الص البي ‪ ،‬الدول ة العثماني ة ‪،‬‬
‫عوام ل النه وض واس باب الس قوط وش هاب احم د الحمي د ‪ ،‬ت اريخ الترجم ة والحرك ة الثقافي ة ‪،‬‬
‫واحمد عزت عبدالكريم ‪ ،‬تاريخ التعليم في عصر محمد علي ‪ ،‬تاريخ الترجمة والحركة الثقافية‬
‫‪ ،‬وخالد حبيب الراوي ‪ ،‬تاريخ الصحافة واالعالم في العراق منذ العهد العثماني ‪.‬‬

‫المصاعب والمعوقات ‪:‬‬

‫واجهت ني خالل كتاب ة البحث ‪ :‬قل ة المص ادر في ص لب الموض وع ‪ ،‬بعض المص ادر في‬
‫اللغ ة االنكليزي ة ‪ ،‬ص عوبة ترجمته ا من الن احيتين ‪ ،‬ال وقت والناحي ة المادي ة ‪ .‬وبعض المص ادر‬
‫تكل ف عن اء الس فر ومخ اطر الطري ق خالل البحث على المص ادر ال تي تخص الموض وع وك ان‬

‫‪3‬‬
‫اغلب تواج دها في المك اتب خ ارج مح ل س كناي او تواج دها خ ارج المكتب ة المركزي ة للجامع ة‬
‫ولكن بفض ل االس تاذ المش رف على بح ثي وتوجي ه الس ديد تج اوزت تل ك المص اعب والمعوق ات‬
‫ودعم ه تم االس تمرار بكتاب ة البحث بفض ل اهلل وحنك ة ال دكتور المتواص ل بك ل خط وة من كتاب ة‬
‫البحث ومن اهلل التوفيق ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫المبحث االول‬
‫النضال من أجل حرية الصحافة‬

‫المبحث االول‪ : 3‬النضال من أجل حرية الصحافة‬

‫تشكل الصحافة الوطنية سالحاً هام اً من اسلحة الحركة الوطنية ‪ ،‬فهي اداتها في محاربة‬
‫طغيان السلطة وفضح اساليبها الدكتاتورية وكشف نواياها المبيتة ضد الشعب ‪ ،‬وهي فوق هذا‬
‫الوس يلة االعالمي ة الوحي دة المتاح ة للحرك ة الوطني ة لتعبئ ة الجم اهير ح ول اه داف ه ذه الحرك ة‬
‫لذلك يشكل تاريخ الصحافة جزءاً ال ينفصل عن تاريخ الحركة الوطنية نفسها‬

‫وال ريب ان الصحافة الوطنية العلنية او الصحافة السرية استطاعت في تلك الفترة ان تشد‬
‫جم اهير واس عة من ابن اء الش عب نح و اه داف الحرك ة الوطني ة وات تبعت في فئ ات كب يرة من‬
‫الموط نين ال وعي االجتم اعي والوط ني والق ومي ‪ ،‬وق د اس تطاعت ان تك ون س الحاً هام اً بي د‬

‫‪5‬‬
‫الش عب واداة نض الية وثيق ة الص لة بالجم اهير ‪ ،‬كم ا اب رزت دور الص حافة في التمهي د ‪ ،‬ع دت‬
‫انتفاض ات جماهيري ة ال تي افلحت في تع ديل الق انون في بعض االمبراطوري ات وال تي ش هدت‬
‫انبثق اوسع ببرنامج انتخابي موحد (‪.)1‬‬

‫ودور الص حافة في دعم ه ذه الجبه ة الجماهيري ة وايص الهم بمج الس نيابي ة او في الحكم‬
‫بمجالس نيابية ‪ ،‬وان حرية الصحافة ودفاع الصحافة عن هذه الحرية وعالجت معوقات حرية‬
‫الصحافة وقد دفعني إلختيار هذا الموضوع عامالن اولهما االهمية التأريخية لتلك الحقبة الزمنية‬
‫ال تي وثانيهم ا افتق ار بعض ال دول في وقته ا الع راق للدراس ات الص حفية المتخصص ة في ه ذا‬
‫المجال اذا كانت سرية او علنية وعليه بدأت الصحافة العثمانية تظهر وتنتشر في االمبراطورية‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫العثمانية منذ عام ‪1860‬‬

‫واطل ق رج ل الدول ة في حينه ا أغ ا افن دي والش اعر والك اتب اب راهيم شناس ي ‪ ،‬مؤس س‬
‫جمعي ة الش باب العثم اني ترجم ان االح وال اول ص حيفة تركي ة بمب ادرة شخص ية في ‪، 1860‬‬
‫وهكذا بدأت مرحلة جديدة في تاريخ الصحافة ‪ ،‬وبدأ ابراهيم بنشر تصوير االفكار بأول صحيفة‬
‫تفسح المجال للتاريخ ‪ ،‬العلوم وعندما هرب ابراهيم الى باريس حل محله نامق كمال بإكمال‬
‫مسيرته الصحفية بعد ابراهيم (‪.)3‬‬

‫لق د دونت ك ل دس اتير وق وانين ال دول ك ل م اتراه يخ دم حري ة ش عوبها ‪ ،‬ولكنه ا في حقيق ة‬
‫االمر حبر على ورق ‪ ،‬اما سلطة الحكم وهذا بطبيعة الحال ما يفسر تخبط شعوب العالم في ما‬
‫تعيش ه من مآس ي ‪ ،‬ل ذا نعت بر حري ة الص حافة س ابقاً او في تل ك الحقب ة الزمني ة مح دودة وليس‬
‫مم دودة في رأي الص حفي وحري ة تعب يره المقي دة فص حيح ان الحري ة مح دودة ب إحترام اآلخ رين‬

‫المصدر نفسه ص‪. 25‬‬ ‫‪)(1‬‬

‫وائل عزت البكري ‪ ،‬تطور النظام الصحفي في العراق ‪ ،‬ط‪ ، 1994 ، 1‬ص‪. 14‬‬ ‫‪)(2‬‬

‫منير بكر التكريتي ‪ ،‬الصحافة العراقية واتجاهاتها السياسية واالجتماعية والثقافية ‪ ،‬ط‪ ، 1‬بغداد ‪ ، 1969 ،‬ص‪.68‬‬ ‫‪)(3‬‬

‫‪6‬‬
‫ولكن ك ل م ا ه و ح ق اظه اره بدالئل ه ‪ ،‬ولكن ال تك ون هن اك حري ة مطلق ة في أي بل د م ا دامت‬
‫سلطة الشعوب ليست بيدها بسياسة بعض الدول (‪.)1‬‬

‫تتض من الحري ة في بعض مج االت السياس ة والعالق ات السياس ية الدولي ة ال تي تع ني حري ة‬


‫االق رار بسياس ة االب واب المفتوح ة ورفض سياس ة العزل ة لكي تم ارس حري ات التنق ل واإلقام ة‬
‫وال دخول والخ روج والعم ل والتمل ك والتعب ير ب الرأي وال رأي اآلخ ر عكس السياس ة واالنغالق‬
‫وسياسة العزلة فتتضمن قيود على ممارسة الحريات الى حد الحرمان منها في بعض الحاالت‬
‫(‪.)2‬‬

‫وحرية التعبير عن الرأي يمكن تعريفها بحرية التعبير عن االفكار واآلراء بطريقتي الكالم‬
‫والكتاب ة كم ا اس تمر به ا ن امق كم ال ‪ ،‬الص حفي العثم اني ولمطالب ة بحري ة الص حافة في‬

‫االمبراطوري ة العثماني ة وال يمث ل طريق ة ومض مون ألفك ار واآلراء م ا يمكن اعتب اره خرق اً‬
‫لق وانين واع راف الدول ة ‪ ،‬وق د ع انى الع راق في بداي ة وأواخ ر الس يطرة العثماني ة كث يراً من‬
‫التدهور في اوضاعه الثقافية وتقييد حرية الصحافة ‪ ،‬فض الً عن اصرار العثمانيين على حرمان‬
‫العراقيين من حكم انفسهم بأنفسهم (‪.)3‬‬

‫ولم يج ر في الع راق أي اص الح ملح وظ ح تى الق رن التاس ع عش ر ‪ ،‬حين ك ان الع راق‬
‫بوالياته الثالثة بغداد والموصل والبصرة تحت السيطرة العثمانية وكذلك قيامهم بأعمال تعسفية‬

‫المصدر نفسه ‪ ،‬ص‪.70‬‬ ‫‪)(1‬‬

‫عبدالرزاق الحسني ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪.30‬‬ ‫‪)(2‬‬

‫قيس عبد الحسين الياسري ‪ ،‬الصحافة العراقية والحركة الوطنية ‪ ،‬بغداد ‪ ، 1987 ،‬ص‪. 25‬‬ ‫‪)(3‬‬

‫‪7‬‬
‫ازاء السكان العرب من عام ‪ 1515‬حتى عام ‪ . 1869‬كما اذكر في المبحث الثاني والالحق‬
‫(‪)1‬‬
‫عن بعض الحرية إلصالحات الصحافة وحرية الصحافة ليكن معلوماً لدى الجميع‬

‫بأن ه ال يوج د تعري ف دقي ق لمفه وم حري ة الص حافة ح تى وقتن ا الحاض ر ‪ ،‬فق د تع ددت‬
‫مفاهيمه ا بتع دد واختالف ش عوب الع الم وسياس اتهم ‪ ،‬ويج در ال ذكر ان هن اك القلي ل من البل دان‬
‫ومعظمه ا في حري ة الص حافة ل ديهم تقيي د في حري ات الص حافة و ال رأي وال رأي اآلخ ر ولكن‬
‫المجتمع يناضل من أجل حرية الصحافة حيث ايصال صوت الصحافة للمجتمع لرفع االضطهاد‬
‫عنهم بص وت وحري ة الص حافة ل ذا اعت بر كباحث ة بخص وص الص حافة هي ع دم وج ود اش راف‬
‫حكومي او رقابة من أي انوع لتعبير رأي الصحفي او المؤرخ عن رأي اآلخرين والمجتمع ‪،‬‬
‫كما تعني حرية وحق الناس في كتابة الصحف دون قيد او شرط ولكن هذا ال يوجد اال القليل‬
‫في بعض البلدان (‪.)2‬‬

‫اس تمر اض طهاد الحري ات والديمقراطي ة مص دراً في ت اريخ الع راق الح ديث خالل احتالل‬
‫االمبراطورية العثمانية للعراق بصورة خاصة وتفيدهم من ناحية الحريات مما أثر بشكل مباشر‬
‫في المجتمع وفورانه(‪.)3‬‬

‫وتخيل عالم اً بال اعالم وال اخبار او استطالع او رأي ‪ ،‬تخيل انه عالم ينتشر فيه الظالم‬
‫في كل ركن وزاوية ‪ ،‬حيث تكون الحقيقة لغته ولمعرفة سير في المجهول ‪ ،‬هذا العالم هو الذي‬
‫بداية االحتالل العثماني للعراق وتقسيمه الى ثالث واليات حتى ناضل من حرية الصحافة ‪ ،‬في‬
‫ه ذا الع الم يس يطر الخ وف على المعارض ين وينتظ رهم العن ف اذا ق رروا نق د ومواجه ة ه ذه‬
‫المعارضين ويعتبروا المناضلين او المعارضين هم مجرمين ينظر السلطات االستبدادية(‪.)4‬‬

‫المصدر نفسه ‪ ،‬ص‪. 75‬‬ ‫‪)(1‬‬

‫منير بكر التكريتي ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪.72‬‬ ‫‪)(2‬‬

‫خالد حبيب الراوي‪ ،‬تاريخ الصحافة واالعالم في العراق منذ العهد العثماني‪، 2010 ،‬ص‪. 200‬‬ ‫‪)(3‬‬

‫المصدر نفسه ‪ ،‬ص‪. 231‬‬ ‫‪)(4‬‬

‫‪8‬‬
‫ك ان الص حفيون يع انون خالل الرقاب ة الص ارمة ال تي ك ان يفرض ها على الص حف‬
‫والصحفيين‪ ،‬فكانت التعليمات التي تفرضها الرقابة جداً قاسية ومشددة ‪ ،‬منها ال يجوز نشر أي‬
‫مقال او خبر قبل اخذ موافقة الوالي في تلك الفترة ‪ ،‬فبعد اعالن الدستور العثماني عام ‪1908‬‬
‫ص در في الع راق ‪25‬ص حيفة ومجل ة وبه ذا ع رف الع راق الص حافة في الق رن التاس ع عش ر ‪،‬‬
‫وك ان آن ذاك يع اني كث يراً من الفق ر والخ راب اثن اء الحكم العثم اني ال ذي ك ان مهيمن اً مئ ات من‬
‫السنين (‪.)1‬‬

‫يمكن الق ول ب أن الم دن في القط ر الع راقي في الق رن الماض ي والق رون ال تي س بقته ك انت‬
‫معزول ة عن بعض ها بعض اً ‪ ،‬وك انت الفوض ى عارم ة ولم يس تتب االمن اال ف ترة مح دودة خالل‬
‫ف ترة االحتالل العثم اني وك انت نس بة التعليم متدني ة ج داً والم وارد االقتص ادية مح دودة للغاي ة ‪،‬‬
‫عدم وجود مطبعة آنذاك حتى عام ‪ 1869‬خالل فترة استالم مدحت باشا للعراق (‪.)2‬‬

‫فالصحيفة والجريدة كما هو معلوم البد من مطبعة لطبعها ‪ ،‬بالرغم على اية حال ‪ ،‬عول‬
‫على اعتبار (لزوراء) اول جريدة صدرت في العراق في ‪ 15/6/1869‬تبدأ قصة الصحافة مع‬
‫م دحت باش ا على الع راق ‪ ،‬حيث جلب مع ه مطبع ة من ب اريس وك ان اله دف لم دحت باش ا ه و‬
‫اعادة الثقة المفتقدة بين المواطنين العراقيين والسلطة ‪ ،‬ويشكل ظهور هذه الجريدة هول تحول‬
‫(‪)3‬‬
‫بارز وانعطافه للتحول الى الحياة الصحفية ثم بين ان الجريدة‬

‫استحدثت ألول مرة في السلطة العثمانية‪ ،‬وبذلك انشئت في كل والية جريدة وسميت بأسم‬
‫يناس ب مح ل طبعه ا ونش رها وواليته ا ‪ .‬وبه ذا تم االس تنتاج ب أن الحري ة مقي دة في العه د او‬
‫االحتالل العثم اني للع راق قب ل ‪ 1869‬ولم يع رف الع راق في العه د العثم اني الى م ا قب ل اعالن‬

‫وائل عزت ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪. 5‬‬ ‫‪)(1‬‬

‫منير بكر التكريتي ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪. 75‬‬ ‫‪)(2‬‬

‫ابراهيم خليل احمد ‪ ،‬نشأة الصحافة في الموصل ‪ ، 1055 – 1885‬ط‪ ،1‬الموصل ‪ ، 1985‬ص‪.150‬‬ ‫‪)(3‬‬

‫‪9‬‬
‫الدستور ‪ 1908‬شيئاً عن الصحافة االهلية وكل ما عرفوه هو الصحف الرسمية التي اصدرتها‬
‫حكومة الواليات او الصحف التي وصلت من اسطنبول(‪.)1‬‬

‫أي بع د اعالن الدس تور س نة ‪ 1908‬تع ددت الص حف والمجالت االهلي ة الرس مية في م دن‬
‫الع راق ‪ ،‬وم ع ذل ك م ا زال الع املين في وس ائل االعالم والص حافة في تل ك الحقب ة الزمني ة‬
‫يتعرض ون للعن ف الجس دي واالض طهاد والمض ايقات من ك ل ص نف ‪ ،‬س واء ك ان ذل ك من‬
‫م وظفين رس ميين في الس لطة او المج رمين ‪ ،‬واالعت داءات لغ رض اخف اء حقيق ة بعض اص حاب‬
‫السلطة ‪ ،‬لغرض اخفائهم اضطهادهم لشعوبهم والشعوب التي يمثلونها (‪.)2‬‬

‫لغرضاخفاءالصحافةالحرةتوفرنافذةيمكنمنخاللهاكشفكافةانتهاكاتهذاالحقاالكثراهميةبينالحقوقا‬
‫الساس ية‪،‬وانهاتؤكدانتقاداولئكالموجودينفيالسلطةواخضاعهمللمسائلةواستدعائهمامامالعدالةوحقاالكث‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫ريةمنالناسوليسحقفئةقليلة‪،‬وتعتبرالحريةوالنضالمناجلحريةالصحافةاذاكانتبدونتقييدسلطوي‬

‫انتحقيقاهدافالصحافةليسباألمرالسهلوالطريقتهامحفوفبالمخاطرولكنااللتزامبالنضالمناجاللصح‬
‫افةدفاعاعنالحقوقوالحرياتالمطلوبةللجميعوالتيتعتبرالصحافةالحرةتندرجفيصميمالحقفيحريةالتعبير‪،‬و‬
‫توفرخطالدفاعاالماميعندمايتعلقاالمربحمايةحقالمجتمعوالدفاععنهامامالسلطة‪،‬واخضاعهمللمس ائلةالقا‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫نونية‪،‬ولكنبعضالسلطاتتحاولتذهبادراجالصحافةبدارجالريحخوفامننقلصورةتعسفهمامامالشعب‬

‫المصدر نفسه ‪ ،‬ص‪.160‬‬ ‫‪)(1‬‬

‫قيس عبدالحسين ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪. 155‬‬ ‫‪)(2‬‬

‫فائق بطي‪ ،‬صحافة العراق ‪ ،‬تاريخها وكفاح اجيالها ‪ ،‬بغداد ‪ ، 1968 ،‬ص‪. 15‬‬ ‫‪)(3‬‬

‫المصدر نفسه ‪ ،‬ص‪. 18‬‬ ‫‪)(4‬‬

‫‪10‬‬
‫حرية النضال من اجل الصحافة هي عدم وجود اشراف حكومي او رقابة من أي نوع ‪،‬‬
‫كماتعني حق الناس في اصدار الصحف دون قيد او شرط ويقال ان حرية الصحافة تعتبر عجلة‬
‫اساس ية من عجالت ال تي تس ير عليه ا الديمقراطي ة في جمي ع االم اكن والبل دان ‪ ،‬فال وج ود‬
‫للديمقراطي ة دون حري ة الص حافة بمعناه ا الواس ع ‪ ،‬فق د توج د حري ة الص حافة وال تص احبها‬
‫الديمقراطية في حالة وجود نضال للصحافة ألن الحرية الممنوحة للصحافة تختلف عن الحريات‬
‫الممنوحة لألفراد في حالة وجود حرية (‪.)1‬‬

‫ليكن معلوماً لدى الجميع بأنه ال يوجد حرية للصحافة في عهد االحتالل العثماني ‪ ،‬ويجدر‬
‫الذكر ان هناك القليل من البلدان ومعظمهم في القرب قد قطعت شوطاً بعيداً في ممارسة حرية‬
‫الص حافة وال تي اعتبره ا من ض روريات الحي اة ‪ ،‬ام ال دول العربي ة واالس المية ومنه ا الدول ة‬
‫العثماني ة تع ني ال تزام ح دود االول فال يس تخدم الص حفي التهدي د والوعي د في التق رب على‬
‫تصرفات السلطة وبهذا يحاول الصحفيون النضال من اجل حرية الصحافة (‪.)2‬‬

‫ليس من الش ك ان الص حافة وس يلة مهم ة من وس ائل الش عب ‪ ،‬للتعب ير عن مطامحه ا‬
‫واهتماماته ا ‪ ،‬فم ا تس طره من مق االت نس تطيع تلمس آراء الن اس ومش كالتهم واتجاه اتهم‬
‫وسلبياتهم وواقعهم السياسي واالقتصادي واالجتماعي والثقافي وفي الحقيقة ان الصحافة العراقية‬
‫‪ ،‬منذ نشأتها عكست ذلك ‪ ،‬ففي المجال قدمت جريدة الزوراء التي صدر عددها االول في ‪15‬‬
‫حزيران ‪ ،1869‬صورة صادقة لمشروع مدحت باشا في مجال تحديث العراق ‪ ،‬واشارت في‬
‫اع دادها االولى وس جلت مواق ف جريئ ة في نق د االوض اع في الع راق تحت االحتالل العثم اني‬

‫منير بكر التكريتي ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪. 79‬‬ ‫‪)(1‬‬

‫عبدالرزاق الحسني ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪. 80‬‬ ‫‪)(2‬‬

‫‪11‬‬
‫رغم القيود والرقابة لحريات الصحافة واصبح مفهوم الصحافة السائدة آنذاك من اقوى الوسائل‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫لبث االصالح في األمة وانها المحرك االول الى االرتقاء في سلم النجاح الصحفي‬

‫المبحث الثاني‬
‫اصالحات مدحت باشا من الناحية‬ ‫أ)‬
‫الثقافية‬
‫مدحت باشا واصداره جريدة الزوراء‬ ‫ب)‬

‫ابراهيم خليل احمد ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪. 159‬‬ ‫‪)(3‬‬

‫‪12‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬أ) اصالحات مدحت باشا من الناحية الثقافية ‪:‬‬

‫لم تعد الدولة العثمانية في النصف الثاني للقرن الثامن عشر وحتى منتصف القرن التاسع‬
‫عش ر التعليم والخ دمات التعليمي ة من ض من اختصاص اتها وانم ا اوكلت ه ذه المهم ة الى االف راد‬
‫والجماع ات ‪ ،‬فأقتص ر االهتم ام به ذا النش اط الخ دمي على جه ود بعض الس الطين وال والة‬
‫والميس ورين والوجه اء في انش اء بعض الم دارس واالنف اق عليه ا وعلى طلبته ا ‪ ،‬وق د انحص ر‬
‫التعليم قب ل االص الحات التعليمي ة لنص ف الث اني من الق رن التاس ع عش ر على الت دريس في‬
‫الكت اتيب والم دارس الديني ة ‪ ،‬وم دارس الطوائ ف الديني ة ‪ ،‬وم دارس االساس يات التبش يرية في‬
‫مختلف الواليات العثمانية (‪.)1‬‬

‫ش هد الع راق بص ورة خاص ة في النص ف الث اني من الق رن التاس ع عش ر تط وراً ملموس اً‬
‫السيما بعد حركة االصالح في الجانب الثقافي التي قام بها مدحت باشا سنة ( ‪)1872-1869‬‬
‫حين استلم توليه والية العراق وكان لهذا الوالي داللة هامة وبالغة في تاريخ العراق الحديث ‪،‬‬
‫عماد عبدالسالم رؤوف ‪ ،‬العراق في وثائق محمد علي ‪ ،‬ط‪ ، 1‬بيروت ‪ ، 1898 ،‬ص‪. 95‬‬ ‫‪)(1‬‬

‫‪13‬‬
‫اذ شكلت هذه الفترة البداية الحقيقية لعهد شهد عدة تطورات شملت الناحية الثقافية ‪ ،‬وبخبرته‬
‫االصالحية يعتبر ابرز االصالحات في ميدان الطباعة والصحافة وبناء المدارس حيث انشأ او‬
‫مطبعة تعرف بأسم مطبعة الوالية (‪.)1‬‬

‫يعتبر مدحت باشا من ابرز واشهر المصلحين الذي عرفه تاريخ العراق الحديث ‪ ،‬وتمثل‬
‫التطور الثقافي في المجاالت التالية ‪:‬‬

‫التعليم الح ديث ‪ ،‬ك ان التعليم قب ل ص دور الق وانين والتعليم ات الخاص ة بتأس يس الم دارس‬
‫الحديثة تعليماً دينياً تقليدياً ‪ ،‬إذ كانت الكتاتيب منتشرة في الواليات العربية عامة والعراق خاصة‬
‫‪ ،‬تعلم الص بيان حف ظ الق رآن الك ريم وبعض الق راءة والحس اب وش يئاً من الكتاب ة ‪ ،‬ام ا الجوام ع‬
‫فك انت تمث ل مراح ل التعليم الع الي حيث يلتقي البعض ممن ي رغب التعليم دراس ة علم النم و ‪،‬‬
‫والصرف ‪ ،‬والتشريع االسالمي ‪ ،‬وعلم التفسير ‪ ،‬وكذلك الحال بالنسبة للطوائف غير المسلمة‬
‫(‪.)2‬‬

‫حيث ق ام ال والي م دحت باشا بإص الحات عام ة منه ا ك انت ثقافي ة ‪ ،‬فض الً عن االمتي ازات‬
‫ال ذي ص رفها ال والي لتش جيع التدريس يين لغ رض اج راء اص الح ش امل في الحرك ة التعليمي ة ‪،‬‬
‫واوع ز الى ايج اد مؤسس ات تربوي ة حديث ة في والي ات الدول ة العثماني ة كاف ة ‪ ،‬وبص ورة عام ة‬
‫ووالي ات الع راق بص ورة خاص ة ‪ ،‬وك ان لتأس يس مجلس المع ارف في اس طنبول في الس نة‬

‫عبدالرزاق الحسني‪،‬مصدرسابق‪،‬ص‪.168‬‬ ‫‪)(1‬‬

‫‪)(2‬ستيفن همسلي لونكريك ‪ ،‬اربعة قرون من تاريخ العراق الحديث ‪ ،‬جعفر الخياط ‪ ،‬ط‪ ، 1925 ،1‬ص‪. 145‬‬

‫‪14‬‬
‫نفسها ‪ ،‬وكان يترأس مجلس ادارة مدير ويعاونه مساعدان مع أربعة مشرفين وعشرة اعضاء‬
‫ينتمون الى ديانات مختلفة(‪.)1‬‬

‫حيث ك ان في مجلس المع ارف ك اتب واح د وامين ص ندوق ومحاس ب ‪ ،‬وك ان ص دور‬
‫القانون المعارف ‪ ،‬ليكون التعليم الزامياً على كل شخص في الدولة العثمانية من المشمولين بين‬
‫التعليم ‪ ،‬وقس مت الم دارس الحكومي ة الى خمس ة اقس ام هي االبتدائي ة والرش دية (المتوس طة)‬
‫واالعدادي ة والس لطات ( الثانوي ة والعالي ة ) ‪ ،‬وفي العه د االخ ير من الق رن التاس ع عش ر ك انت‬
‫‪:‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫تشكيالً المدارس المدنية قد استقلت على النحو اآلتي‬

‫م دارس ابتدائي ة ‪ ،‬م دة الدراس ة فيه ا ثالث س نوات ‪ ،‬وم دارس رش دية ‪ ،‬م دة الدراس ة فيه ا‬
‫ثالث س نوات ايض اً ‪ ،‬والم دارس اعدادي ة وك انت ن وعين ‪ ،‬الن وع االول إع داديات االلوي ة م دة‬
‫الدراسة فيه ا خمس سنوات الثالثة االولى منها رشدية ‪ ،‬والنوع الثاني اعداديات الواليات مدة‬
‫الدراسة فيها سبع سنوات الثالث االولى منها رشدية ‪ ،‬مدارس زراعية ومدارس صناعية ودور‬
‫للمعلمين ‪ ،‬والم دارس العالي ة ‪ ،‬وهي الطب ‪ ،‬وم دارس الحق وق ‪ ،‬وم دارس االدارة والسياس ة‬
‫وتسمى الشاهانية ‪ ،‬ومدرسة القضاة ‪ ،‬ومدرسة التجارة العليا ‪ ،‬ومدرسة الزراعة العليا ‪ ،‬ودار‬
‫المعلمين العلي ا ‪ ،‬ومدرس ة ال بيطرة ‪ ،‬ومدرس ة الهندس ة ‪ ،‬ومدرس ة الص نائع التقني ة ( مدرس ة‬
‫الفنون الجميلة ) (‪.)3‬‬

‫ففي العراق اتخذ ما ذكر اعاله بعد اشهر من صدور قانون المعارف سنة ‪ 1869‬خطوة‬
‫واضحة للسلطة العثمانية في عهد الوالي ( مدحت باشا ‪ ،‬وكانت اول مدرسة في العراق مدرسة‬
‫رشدية في مدينة بغداد ‪ ،‬حيث باشرت التدريس سنة ‪ ، 1870‬وقبل فيها خريجو الكتاتيب ‪ ،‬لعدم‬
‫وجود مدارس ابتدائية آنذاك ‪ ،‬وكان الهدف من تأسيس المدرسة تخرج موظفين كفؤين لدوائر‬

‫‪)(1‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص‪. 150‬‬


‫عبدالرزاق الحسني ‪ ،‬تاريخ العراق السياسي الحديث ‪ ،‬ط‪ ،1‬ج‪ ، 1949 ، 2‬ص‪. 165‬‬ ‫‪)(2‬‬

‫عبدالرزاق الحسني ‪،‬تاريخ العراق السياسي الحديث‪،‬ط‪،1‬ج‪ ،1949 ، 2‬ص‪. 168‬‬ ‫‪)(3‬‬

‫‪15‬‬
‫الدولة ‪ ،‬وحددت مدة الدراسة بأربع سنوات ‪ ،‬وكان المدرسون من االتراك ‪ ،‬وفي التعليم المهني‬
‫أسست مدرستان للصنائع االولى في بغداد وافتتحت للدراسة اواخر سنة (‪.)1( )1870‬‬

‫والثانية في كركوك في السنة التالية ‪ ،‬وباشرت الدراسة في االولى مائة واربعة واربعين‬
‫تلمي ذاً من خ ريجي الكت اتيب ايض اً ‪ ،‬وك انت م دة الدراس ة فيهم ا خمس س نوات يدرس ون فيه ا‬
‫الحدادة والنجارة والخياطة واالسكافية في الجانب العلمي ‪ ،‬واستعانت ادارة المعارف وبأمر من‬
‫الوالي ‪ ،‬ببعض الحرفيين المهرة لتدريس الطلبة اما الجانب النظري فاستقدم لتدريسه مدرسون‬
‫من خ ارج الع راق ‪ ،‬وبه دف تش جيع الط الب ألس تمرار في الدراس ة خصص ت خزان ة المع ارف‬
‫قرضاً مالياً للطالب المتخرج تساعده في العمل بحرفته التي تعلمها في مدرسة الصنائع (‪.)2‬‬

‫على ال رغم من قل ة الم دارس الحديث ة ال تي تأسس ت ‪ ،‬اال ان نتائجه ا ظه رت في مش اركة‬


‫بعض مدرس تي الص نائع في العم ل في المط ابع وورش التج ارة واح واض الس فن في الع راق ‪،‬‬
‫مما يدل على ظهور نواة للوعي الثقافي والفكري للبالد في تلك الفترة في عهد الوالي (مدحت‬
‫باشا) حيث اعدت سنة (‪ )1869‬في العراق خطأ نظام في الحقبة الزمنية خطوة يمكن عدها نقل ة‬
‫نوعية لميدان الخدمات التعليمية (‪.)3‬‬

‫فكانت اضافة معرفة جديدة لمجتمع العراق ‪ ،‬وبذلك نجحت السياسة العثمانية بعد التدهور‬
‫الثقافي من قبل استالم الوالي مدحت باشا ‪ ،‬واستالمه والية بغداد في تخرج عدد من الطلبة تم‬
‫تع يينهم م وظفين في ال دوائر الحكومي ة في الع راق ‪ ،‬وك ان لمدرس ة الحق وق دور في اع داد‬
‫مجموع ة من العراق يين المتعلمين تعليم اً م دنياً عالي اً افتق د الع راق الى امث الهم من ابنائ ه آن ذاك ‪،‬‬
‫كما ساهمت المدارس االخرى في اكتساب الدارسين المعلومات الحديثة ‪ ،‬التي ك انت يتلقوه ا من‬
‫المناهج الدراسية (‪.)4‬‬

‫ستيفن همسلي لونكريك‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪. 160‬‬ ‫‪)(1‬‬

‫كوكب الجميل ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪. 150‬‬ ‫‪)(2‬‬

‫عماد عبدالسالم رؤوف ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪. 190‬‬ ‫‪)(3‬‬

‫‪16‬‬
‫ب) مدحت باشا واصداره جريدة الزوراء ‪1869‬‬

‫لم يع رف الع راق الص حافة الحديث ة اال بع د مجيء ال والي م دحت باش ا الي ه ‪ ،‬ففي‬
‫‪/30‬نيس ان‪ 1869/‬وص ل م دحت باش ا الى بغ داد ‪ ،‬ح امالً مع ه او مطبع ة آلي ة ‪ ،‬حروفي ة حديث ة‬
‫واصدار جريدة الزوراء في الخامس عشر من حزيران عام ‪ ، 1869‬وهي اول جريدة تصدر‬
‫في العراق على يد الوالي مدحت باشا (‪.)1‬‬

‫ك انت المطبع ة ال تي اس توردها م دحت باش ا أول مطبع ة ت دار بالبخ ار في الع راق وزودت‬
‫بأجهزة كما اصطحب مدحت باشا احمد افندي ‪ ،‬فهو احد االدباء االتراك ليتولى تحرير جريدة‬
‫الزوراء ‪ ،‬التي صدرت باللغتين العربية والتركية (‪.)2‬‬

‫لعبت جري دة ال زوراء دوراً مهم اً ‪ ،‬ول و مح دوداً ‪ ،‬في بث ال وعي عن د العراق يين في تل ك‬
‫الحقيب ة الزمني ة بع د الظلم واالض طهاد في عه د االحتالل العثم اني في بث ال وعي الثق افي ‪،‬‬

‫احمد عزت عبدالحكيم ‪ ،‬تاريخ التعليم في عصر محمد علي ‪ ،‬الدين التيال ‪ ،‬تاريخ الترجمة والحركة الثقافية في عصر محمد‬ ‫‪)(4‬‬

‫علي ‪ ،‬ط‪ ،1‬ج‪ ،1‬القاهرة ‪ ، 1901 ،‬ص‪. 85‬‬


‫عبد العزيز سلمان ‪ ،‬تاريخ العراق الحديث من نهاية حكم داود باشا الى نهاية حكم مدحت باشا‬ ‫‪)(1‬‬

‫المصدر نفسه‪،‬ص‪. 170‬‬ ‫‪)(2‬‬

‫‪17‬‬
‫وفتحت اعينهم على قض ايا لم تكن مألوف ة من قب ل ‪ ،‬فح ركت افك ارهم بم ا طرحت ه الجري دة من‬
‫مواضيع جديدة سياسية واجتماعية وثقافية كان من بينها الحث على التعليم والوقاية الصحية (‪.)1‬‬

‫لجري دة ال زوراء دوراً مهم اً بطرحه ا مواض يع والحث للوقاي ة الص حية ‪ ،‬من االم راض‬
‫واالوبئ ة وك ذلك تنش ر رس ائل وتعليم ات الق راء ال تي ت رد اليه ا من أنح اء الع راق ‪ ،‬حيث ك انت‬
‫ال زوراء من بن اء افك ار م دحت باش ا والي الع راق العثم اني في حينه ا ‪ ،‬وق د ق ام م دحت باش ا‬
‫بتأسيس الجريدة عندما جلب معه من باريس المطبعة ‪ ،‬كانت هي االولى في العراق ‪ ،‬وسماها‬
‫جريدة الزوراء (‪.)2‬‬

‫واسم الزوراء مأخوذ من أحد االسماء المستعارة لبغداد ‪ ،‬ويعني حرفياً الميل او االعوج اج‬
‫‪ ،‬وذلك ألن المدين ة تق ع على احد منعطفات نه ر دجلة ‪ ،‬ينظر الى الجريدة بأعتباره ا المصدر‬
‫األهم حول تاريخ العراق خالل الخمسين سنة االخيرة من تاريخ االمبراطورية العثمانية (‪.)3‬‬

‫عكس ت جري دة ال زوراء نش رها نح و االص الح رؤي ة ه ذا ال والي لتح ديث الع راق ‪ ،‬دول ة‬
‫ومجتمع اً ‪ ،‬وتجلى ذلك بشكل خاص خالل الفترة القصيرة التي تولى فيها مدحت باشا الحكم ‪،‬‬
‫وقد كانت الزوراء جريدة شاملة تصدر مرتين اسبوعياً ‪ ،‬يومي السبت والثالثاء (‪.)4‬‬

‫حيث ك ان اب رز كت اب الع راق ومفكريه ا آن ذاك ‪ ،‬كتب محت وى الجري دة ب اللغتين التركي ة‬
‫العثماني ة والعربي ة ‪ ،‬وك انت تغطي ج وانب عدي دة من الش ؤون المحلي ة ‪ ،‬بم ا في ذل ك المراس يم‬
‫والمقابالت الرسمية وشؤون الصحة والتعليم ‪ ،‬والجرائم والمحاكم والنقل واالتصاالت والتنمية‬
‫الحضرية والضرائب واالدب (‪.)5‬‬

‫عبدالرحيم عبدالرحمن عبدالرحيم ‪ ،‬تاريخ العرب الحديث والمعاصر ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬مطبعة االعالم ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬ص‪. 80‬‬ ‫‪)(1‬‬

‫شهاب احمد الحميد ‪ ،‬تاريخ الطباعة في العراق ‪ ،‬بغداد ‪ ، 1976 ،‬ص‪. 45‬‬ ‫‪)(2‬‬

‫قيس جواد العزاوي ‪ ،‬الدولة العثمانية قراءة جديدة تواصل االنحطاط ‪ ،‬ط‪ ،1‬بيروت ‪ ،2006 ،‬ص‪.50‬‬ ‫‪)(3‬‬

‫عبد ابراهيم عبدالرحمن ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪.85‬‬ ‫‪)(4‬‬

‫ابراهيم خليل احمد ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪.185‬‬ ‫‪)(5‬‬

‫‪18‬‬
‫ظه ر من الجري دة ح والي (‪ )2607‬ع دداً من اول اص دار في ‪ 1869‬وح تى آخ ر اص دار‬
‫في ‪ ، 1917‬حيث كان دور الجريدة لدى القراء والمجتمع معلومات جيدة في كافة المجاالت ‪،‬‬
‫واحتلت الجري دة موقع اً مهم اً في الت أثير الفك ري ل دى الفئ ة المثقف ة العراقي ة ‪ ،‬فهي من أهم م ا‬
‫افرزته الحداثة العراقية (‪.)1‬‬

‫حيث كانت خالل نشرها االخبار المتنوعة المحلية والعالمية نورت اذهان الناس بمعلوم ات‬

‫جدي دة في الج وانب الثقافي ة واالجتماعي ة واالقتص ادية ‪ ،‬فبثت الفك ر الثق افي والسياس ي روح اً‬
‫جديدة ‪ ،‬وقد أسهمت الزوراء في تعريف العراقيين بالثورة ومبادئها التحررية (‪.)2‬‬

‫حيث اسهمت جريدة الزوراء بنشر سلسلة من المقاالت حول تعليم المرأة ‪ ،‬وكانت مواقف‬
‫بعض مح رري الص حف ومؤسس يها بين المؤي د للدول ة العثماني ة وبين من ي دعو س كان الوالي ات‬
‫العربية للثورة عليها ‪ ،‬ففي الجانب األخير دعا محرراً صحيفتي الخالفة واالتحاد الصادرة في‬
‫لندن‪ ،‬العرب للثورة على الدولة العثمانية ‪ ،‬وكان كل هذا اطماع االجانب البريطاني في العراق‬
‫ويحاول التصدي لكل الصحف العثمانية التي تصدر (‪.)3‬‬

‫واس تمر المثقف ون والمفك رون ومنهم الص حفيون في توجي ه النق د الى النظ ام الحمي دي‬
‫العثم اني من خالل كتاب اتهم في الص حف الس يما في مص ر وب اريس وال تي ك ان له ا وقعه ا على‬
‫الدول ة العثماني ة وب رز تفاع ل ثق افي بين ص حفيي المش رق الع ربي الس يما بين ص حفيي والي ات‬
‫الش ام ومص ر والع راق ‪ ،‬في النص ف الث اني من الق رن التاس ع عش ر وك ان ال والي م دحت باش ا‬
‫والي بغداد ذات محط اهتمام من الصحفيين خالل تأسيسه جريدة الزوراء (‪.)4‬‬

‫جري دة ال زوراء تص در في الع راق عن دما ك انت الدول ة العثماني ة ‪ ،‬دول ة وراثي ة ذات بني ة‬
‫تقليدي ة في مظاهره ا س يطرة الطبق ة االرس تقراطية العس كرية ال تي دعمت من قب ل رج ال ال دين‬

‫عبد الرحيم عبدالرحمن ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪. 160‬‬ ‫‪)(1‬‬

‫فائق بطي ‪ ،‬صحافة العراق ‪ ،‬تاريخها وكفاح اجيالها ‪ ،‬بغداد ‪ ، 1968 ،‬ص‪. 25‬‬ ‫‪)(2‬‬

‫قيس جواد العزاوي ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪. 55‬‬ ‫‪)(3‬‬

‫ابراهيم خليل احمد ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪. 195‬‬ ‫‪)(4‬‬

‫‪19‬‬
‫الذين حصلوا على امتيازات عالية من الباب العالي من جهة ‪ ،‬وضعف االوتوقراطية الشرقية‬
‫من جهة اخرى وهذا الحال لم تحقق االصالحات االدارية في والية بغداد أي نجاح حقيقي الى‬
‫في والية مدحت باشا (‪.)1‬‬

‫ولد مدحت باشا مؤسس جريدة الزوراء عام ‪ 1822‬في االستانة وكان ولده قاضياً ‪ ،‬تعلم‬
‫العربي ة والفارس ية ومب ادئ العل وم الحديث ة وأص بح موظف ا في العاص مة ‪ ،‬وبع د ان ت درج في‬
‫الوظ ائف نق ل الى والي ة دمش ق حيث ت وقفت طباعته ا العربي ة بع د ع زل ال والي م دحت باش ا ‪،‬‬
‫وبقيت نسختها التركية تصدر في العراق حتى عام ‪ ، 1908‬كما شجعت إصالحات مدحت باشا‬
‫على ص دور جري ده ثاني ة في الموص ل ع ام ‪ 1885‬وأخ رى في البص رة ع ام ‪ ، 1889‬وله ذا‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫تحول االعالم العراقي والصحف من الظالمات الى النور في عهده‬

‫فق دت ال زوراء بع د نق ل م دحت باش ا ‪ ،‬من والي ة بغ داد كث ير من حريته ا وتب دلت لهجته ا‬
‫والسيما عندما شدد العهد الحميدي الخناق على الصحف واخرس السنتها وحطم اقالم كتابها ‪،‬‬
‫وفرض الحضر على نشر الظلمات التي يرفعها الناس للحكومة كما حرم نشر االنتقادات التي‬
‫تواجهها الصحف للمسؤولين الحكام ‪ ،‬وبدأت في هذه الجريدة الركاكة الواضحة في تلك الفترة‬
‫تض ج ب األغالط المزري ة بع د ان ت ولى ادارته ا اش خاص ال يحس نون العربي ة فض الً عن الكتاب ة‬
‫الفص يحة به ا والمتتب ع لل زوراء خالل تل ك الحقب ة خالل عه د م دحت باش ا ‪ ،‬يج د التب اين في‬
‫االسلوب واللغة فال تستحق الذكر واسفاً على الجريدة في والية بغداد تحولت بالصورة الدنيئة‬
‫في تلك الحقبة المظلمة (‪.)3‬‬

‫فائق بطي مصدر سابق ‪ ،‬ص‪. 30‬‬ ‫‪)(1‬‬

‫فائق بطي مصدر سابق‪،‬ص ‪. 35‬‬ ‫‪)(2‬‬

‫عبدالرزاق ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪. 170‬‬ ‫‪)(3‬‬

‫‪20‬‬
‫المبحث الثالث‬
‫تدهور االوضاع العامة في العراق‬
‫بالعهد العثماني االخير‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬تدهور االوضاع العامة في العراق بالعهد العثماني االخير‬

‫خض ع الع راق للحكم العثم اني ق اربت االربع ة ق رون ‪ ،‬وتم يز حكم ال والة العثم انيين ال ذين‬
‫تول وا ادارة الع راق ب التخلف واهم ال االص الحات في مختل ف مي ادين السياس ية واالقتص ادية‬
‫والثقافي ة واالجتماعي ة ط ول س نوات حكمهم بأس تثناء قل ة من ال والة المص لحين ‪ ،‬من امث ال‬

‫‪21‬‬
‫(مدحت باشا) للفترة من (‪ ، )1872-1869‬كما تميزت سنوات حكم الوالة العثمانيين والسيما‬
‫المتأخرين منهم بعد استقرار (‪.)1‬‬

‫حيث يكون فترة الوالة في الحكم على الواليات في العراق لمدة قصيرة لم تتجاوز واليته‬
‫سوى اشهر قليلة ولهذا من انعكاسات سلبية عهدهم الجدد باإلهمال الكبير وعدم معالجة المشاكل‬
‫ال تي ع اش منه ا العراق يين كمش اكل الفيض انات وانتش ار االوبئ ة واالم راض وخاص ة م رض‬
‫الطاعون ‪ ،‬كما اتبعوا سياسة القوة والبطش مع االنتفاضات المحلية التي قامت ضدهم وكانت‬
‫سياسة الدولة العثمانية طيلة حكمهم للعراق مبنية على سياسة (فرق تسد) بالنسبة لسكان العراق‬
‫انفسهم وحسب ما روي المؤرخ عبدالرزاق الحسني في كتابه (العراق قديماً وحديثاً) ان الحكم‬
‫العثماني للعراق كان العراق في حالة يرثى لها من التردي واالنحطاط وسوء االدارة فما كان‬
‫كل الوالة (‪.)2‬‬

‫حيث ك ان ال والدة في االغلب اال ملوك اً مس تبدين ام ام تع ديات االنكش ارية والجاندرم ة‬
‫واستهتارهم بحياة الناس واموالهم ‪ ،‬فال عجب اذا ما انتهى القرن التاسع عشر والبالد ما تزال‬
‫في حالة الفوضى والتفسخ فنشأ فيها الجهل وسيطرت وانتشرت االمية حيث تلك الحقبة الزمنية‬
‫اال ف ترة حكم ثالث س نوات حكم م دحت باش ا حص ل الث ورة في بعض المج االت في الع راق ‪،‬‬
‫ولكن رجع الظالم في العراق بعد انتهاء حكمه كوالي لبغداد (‪.)3‬‬

‫حيث لم تحكم البالد دولة واجبها االساس او القيام بأبسط الواجبات كضمان حرية الرعية‬
‫والمحافظة على حقوقهم ونشر االلوية لألمن والطمأنينة في البالد ‪ ،‬هكذا كان العهد العثماني ‪،‬‬
‫المتأخر في الحكم على العراق العثمانية ‪ ،‬وبهذا النمو وتلك العهد العثماني ان الحكومة العثماني ة‬
‫كانت حكومة جائرة ‪ ،‬استبدادية في نظامها تباع فيها المناصب وتشترى فيها (‪.)4‬‬

‫علي الوردي ‪ ،‬تاريخ العراق الحديث من بداية العهد العثماني حتى منتصف القرن التاسع عشر ‪ ،‬ط‪ ،1‬ص‪. 120‬‬ ‫‪)(1‬‬

‫المصدر نفسه ‪ ،‬ص‪. 130‬‬ ‫‪)(2‬‬

‫ابراهيم خليل احمد ‪ ،‬تاريخ الوطن العربي في العهد العثماني ‪ ، 1916-1516‬الموصل ‪ ، 1983 ،‬ص‪. 25‬‬ ‫‪)(3‬‬

‫علي الوردي ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪. 30‬‬ ‫‪)(4‬‬

‫‪22‬‬
‫حيث كانت في واقع االمر لحكومة االحتالل العثماني حكومة جائرة استبدادية لم يكن همها‬
‫س وى الحص ول على الض رائب ‪ ،‬واس تخدام الش باب الع راقي في ال دفاع عن ح دودها وتس خيره‬
‫للقض اء على الث ورات الناش ئة ض دها ‪ ،‬وق د اص طنع العثم انيون عن د احتاللهم للع راق ‪ ،‬وس ائل‬
‫الج بروت والقس وة ونش روا ال ذعر والقس اوة على العراقي ون ‪ ،‬من ظلمهم أي الظلم العثم اني ‪،‬‬
‫أضافة الى ذلك استعمل الكثير من السالطين العثمانيين (‪.)1‬‬

‫سياسة العثمانيين كانت نتيجة نحو ضرب العراقيين بعضهم ببعض فكانوا يساعدون حاكم‬
‫احدى الواليات عسكرياً ضد حاكم الواليات االخرى وفي الوقت نفسه كان السالطين العثمانيين‬
‫ي دركون ان للع راق اهمي ة ك برى في وج ود الدول ة العثماني ة تع د للع راق من اغ نى والياته ا اذ‬
‫ك انت بع د خزين ة الدول ة بثل ثي ايراداته ا واغلبه ا ي أتي عن طري ق الض رائب المفروض ة على‬
‫الزراعة (‪.)2‬‬

‫كان السالطين العثمانية في والية بغداد ووالية الموصل ووالية دليم والديوانية والبصرة‬
‫ووالي ة الناص رية ‪ ،‬حيث يق وم ك ل والي بف رض الض رائب الباهظ ة على اص حاب المهن‬
‫والص ناعات الحرفي ة واليدوي ة وق د س اءت حال ة الفالح ‪ ،‬االقتص ادية واالجتماعي ة والثقافي ة ‪،‬‬
‫بسبب جهله وسبب الضرائب الباهظة التي كانت تفرضها الدولة العثمانية ‪ ،‬حيث قامت الوالة‬
‫سوء معاملة موظفي الجباية وتفشي الرشوة بينهم بصورة عامة في كافة الواليات العراقية التي‬
‫يحكمها السالطين آنذاك(‪.)3‬‬

‫واهم ال العثم انيين الزراع ة وال ري او ص يانة مرفقه ا اض افة الى ذل ك ش يوع النظ ام‬
‫االقطاعي الذي تمتع في ظله عدد من العوائل والشيوخ المناوية اليهم حيث ملكت القرى وجعلت‬

‫جميل موسى النجار ‪ ،‬دوافع االهتمام العثماني ومظاهره ‪ ،‬بغداد ‪ ،‬ط‪ ، 1‬ص‪. 30‬‬ ‫‪)(1‬‬

‫قيس جواد العزاوي ‪ ،‬الدولة العثمانية قراءة جديدة لعوامل االنحطاط ‪ ،‬بيروت ‪ ، 2003 ،‬ص‪. 75‬‬ ‫‪)(2‬‬

‫جعفر الخياط ‪ ،‬صورة من تاريخ العر‪ ،‬ط‪ ،1‬بيروت ‪ ، 1971 ،‬ص‪. 25‬‬ ‫‪)(3‬‬

‫‪23‬‬
‫الفالحين اجراء في ارضها وغدا االقطاعي ذات صلة بين الفالحين والحكومة التي تحكم الوالية‬
‫والمقاطعة(‪.)1‬‬

‫حيث كان االقطاعي له حق الضرب والجلد والسجن للفالحين المخالفين لتلك االقطاعي ‪،‬‬
‫دون القت ل وتص رف ه ؤالء االقط اعيين بأراض ي الفالحين وق راهم دون ادنى مراع اة لحق وق‬
‫الفالح ‪ ،‬والب د من الق ول ان االحتالل العثم اني أش اع الخ راب في الع راق بص ورة خاص ة وظ ل‬
‫يعبث فتكاً في االرض وفساداً في البالد واجهزة بوحشية على العراق (‪.)2‬‬

‫وبه ذا تغم ده الع راق بظالم دامس ال تس تبين العين في ه اآلث ار والخ راب ال تي اش علتها ي د‬
‫الج ور لحكم العثم اني وك انت ي د الج ور االثيم ة س اد الع راق اثن اء االحتالل أنين لن ينقط ع في‬
‫العه د االخ ير وك ان س بات عمي ق مظلم ظ ل يقطن قب ة ط وال ع دد من الق رون ح تى ان ش هدت‬
‫الدول ة العثماني ة في منتص ف الق رن التاس ع عش ر ت دهوراً في انظم ة الحكم ‪ ،‬وع دم ق درتها على‬
‫استيعاب التطورات التي شملت مجاالت الحياة المختلفة (‪.)3‬‬

‫جميل موسى النجار ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪. 35‬‬ ‫‪)(1‬‬

‫علي محمد الصالب ‪ ،‬الدولة العثمانية عوامل النهوض واسباب السقوط ‪ ،‬ط‪ ،2‬مصر ‪ ، 2006 ،‬ص‪. 35‬‬ ‫‪)(2‬‬

‫المصدر نفسه ‪ ،‬ص‪. 50‬‬ ‫‪)(3‬‬

‫‪24‬‬
‫المالحق‬
‫‪ )1‬خارطة تقسيم والية بغداد‬
‫‪ )2‬صورة مدحت باشا‬
‫‪ )3‬فرمان تعيين الوالي مدحت باشا‬

‫الخاتمة ‪:‬‬

‫في ضوء ما تقدم توصلت كباحثة الى جملة استنتاجات يمكن ان نوجزها على النحو اآلتي ‪:‬‬

‫حري ة الص حافة وال دفاع عن ه ذه الحري ات وع الجت معوق ات حري ة الص حافة ودور‬ ‫‪.1‬‬
‫الصحافة في الدفاع عن التنظيم لبعض الحريات والريب كانت الصحافة علنية او سرية‬
‫وكانت الوسيلة االعالمية الوحيدة المتاحة للحركة الوطنية عند المثقفين لتعبئة الجماهير ‪.‬‬
‫بدأت حركة االصالح في الدولة العثمانية بعد زوال العقبة الرئيسة المعارضة ألي حركة‬ ‫‪.2‬‬
‫اص الحية وتمثلت تل ك الحقب ة ب الجيش االنكش اري وقض اء الس لطان حم ود الث اني ع ام‬
‫‪1826‬م ‪ .‬ومن ثم س اد خط أ االص الح بثب ات في ت ولي ال والي م دحت باش ا بع د فتح‬
‫المدارس وجلب مطبعة البخارية من فرنسا وانشاء جريدة الزوراء عام ‪1869‬م ‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫اقلت شمس العلم في وادي الرافدين بعد سقوط حاضرة العالم االسالمي ‪ /‬بغداد على يد‬ ‫‪.3‬‬
‫المغول ‪. 1258‬‬
‫فس اد الع راق االهم ال من الدول ة العثماني ة المحتل ة وك انت االس تحواذات على كث ير من‬ ‫‪.4‬‬
‫االراض ي الزراعي ة والق رى وظه ور طبق ات المالكين وزي ادة الض رائب جع ل الفالحين‬
‫يتمردون ويقاومون اضطهاد السالطين في تلك الحقبة الزمنية ‪.‬‬

‫المصادر ‪:‬‬

‫‪ .1‬ابراهيم خليل احمد ‪ ،‬نشأة الصحافة في الموصل وتطورها ‪ ، 1955-1885‬الموصل ‪،‬‬


‫‪.1985‬‬
‫‪ .2‬ابراهيم خليل احمد‪ ،‬تاريخ الوطن العربي في العهد العثماني ‪ ، 1916-1516‬الموصل‬
‫‪. 1983‬‬
‫‪ .3‬احم د ع زت عب د الحكيم ‪ ،‬ت اريخ التعليم في عص ر محم د علي ‪ ،‬جم ال ال دين الش يال‬
‫‪،‬تاريخ الترجمة والحركة الثقافية في عصر محمدعلي‪،‬ط‪،1‬ج‪،1‬القاهرة‪.1951،‬‬
‫‪ .4‬جعف ر الخي اط ‪ ،‬ص ورة من ت اريخ الع راق في العص ور المظلم ة ‪ ،‬ج‪ ،1‬ط‪ ،1‬دار‬
‫الكتب ‪ ،‬بيروت ‪. 1971 ،‬‬
‫‪ .5‬جمي ل موس ى النج ار ‪ ،‬دواف ع االهتم ام العثم اني ومظ اهرة ‪ ,‬ص‪ , 849-758‬كلي ة‬
‫التربية الجامعة المستنصرية ‪ ,‬بغداد ‪.2009 ،‬‬
‫‪ .6‬خالد حبيب الراوي ‪ ،‬تاريخ الصحافة واالعالم في العراق منذ العهد العثماني‪ ,‬صفحات‬
‫للدراسات والنشر ‪ ,‬سورية – دمشق‪.2010‬‬
‫‪26‬‬
‫‪ .7‬س تيفن همس لي لونكري ك ‪ ،‬اربع ة ق رون من ت اريخ الع راق الح ديث ‪ , 1925 ،‬ترجم ة‬
‫جعفر الخياط ‪ ,‬ط‪ . 1‬بغداد‬
‫‪ .8‬شهاب احمد الحميد ‪ ،‬تاريخ الطباعة في العراق ‪ ،‬بغداد ‪. 1976 ،‬‬
‫‪ .9‬عبد الرزاق الحسني ‪ ،‬تاريخ العراق السياسي الحديث ‪ ،‬ط‪ ،1‬ج‪ ،2‬دار الرافدين للطباعة‬
‫والنشر ‪ ,‬بغداد ‪. 1949 ,‬‬
‫عبد العزيز سلمان ‪ ،‬تاريخ العراق الحديث ‪ ،‬من نهاية حكم داود باشا الى نهاية‬ ‫‪.10‬‬
‫حكم مدحت باشا ‪ ،‬القاهرة ‪. 1968 ،‬‬
‫عبد الرحيم عبدالرحمن عبدالرحيم ‪ ،‬تاريخ العرب الحديث والمعاصر ‪ ،‬القاهرة ‪،‬‬ ‫‪.11‬‬
‫مطبعة االعالم ‪. 1976 ،‬‬
‫علي الوردي ‪ ،‬لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث ‪ ,‬ج‪ , 3‬ط‪2‬‬ ‫‪.12‬‬
‫علي محم د الص البي ‪ ،‬الدول ة العثماني ة عوام ل النه وض واس باب الس قوط ‪ ،‬ط‪،2‬‬ ‫‪.13‬‬
‫مصر‪ ،‬المنصورة ‪ ،‬مطبعة مكتبة االيمان ‪.2006‬‬
‫عم اد عب د الس الم رؤوف ‪ ،‬الع راق في وث ائق محم د علي ‪ ,‬دار الكتب والوث ائق‬ ‫‪.14‬‬
‫القومية ‪ ,‬بغداد ‪.1999‬‬
‫ف ائق بطي ‪ ،‬ص حافة الع راق تاريخه ا وكف اح اجياله ا ‪ ,‬الهيئ ة العام ة ل دار الكتب‬ ‫‪.15‬‬
‫والوثائق القومية ‪ ،‬بغداد ‪. 1968 ،‬‬
‫قيس جواد العزاوي ‪ ،‬الدولة العثمانية قراءة جديدة لعوامل االنحطاط ‪ ،‬بيروت ‪،‬‬ ‫‪.16‬‬
‫مطبعة المتوسط ‪. 2003 ،‬‬
‫قيس عبدالحسين الياسري ‪ ،‬الصحافة العراقية والحركة الوطنية ‪ ،‬بغداد ‪1978 ،‬‬ ‫‪.17‬‬
‫‪.‬‬
‫ك وكب الجمي ل ‪ ،‬تك وين الع رب الح ديث ‪ ، 1916-1516 ،‬ط‪ ،1‬الموص ل‪،‬‬ ‫‪.18‬‬
‫‪.1991‬‬

‫‪27‬‬
‫منير بكر التكريتي ‪ ،‬الصحافة العراقية واتجاهاتها السياسية واالجتماعية والثقافية‬ ‫‪.19‬‬
‫من ‪ ، 1921-1869‬بغداد ‪. 1969 ،‬‬
‫وائل عزت البكري ‪ ،‬تطور النظام الصحفي في العراق ‪ ،‬بغداد ‪. 1994 ،‬‬ ‫‪.20‬‬

‫‪28‬‬

You might also like