Professional Documents
Culture Documents
التنمية المستدامة في السودان في ظل الأزمة العالمية - د. أسامة محمد عثمان خليل
التنمية المستدامة في السودان في ظل الأزمة العالمية - د. أسامة محمد عثمان خليل
- 2أضواء على االقتصاد السوداني ،المركز القومي للمناهج ،البحث التربوي ،بخت الرضا ،السودان ،بدون
تاريخ ،ص 4ومابعدها.
د .أسامة محمد عثمان خليل التنمية المستدامة في السودان في ظل األزمة العالمية
()3
%52إلى %60.2وانخفاض نسبة اإليرادات البترولية إلى ،%36بجانب انجاز %50
من المشروعات التنموية الضخمة منها سد مروي بدون فرض أي ضرائب جديدة خالل
الفترة المنصرمة على المواطن مع استقرار وسالمة النظام المصرفي ،األمر الذي أثر في
أداء الموازنة العامة للدولة فيما انعكس على أداء النصف األول للموازنة خالل العام
الجاري ،وبالطبع ال يكتمل الحديث عن النمو االقتصادي في السودان إال بالحديث عن النفط
(البترول).
2/1النفط في السودان:
بدأ النفط يشكل وجوداً متزايداً في النشاط االقتصادي السوداني منذ 1999وهو
بداية اإلنتاج وعام التصدير ،مما أدى إلى تغيير هيكل االقتصاد في السودان بشكل كامل على
مستوى اإلنتاج الداخلي وأيضاً على مستوى التجارة الخارجية.
غطى اإلنتاج البترولي احتياجات البالد من االستهالك الداخلي( ،)4منذ عام
1999م ثم بدأت عملية التصدير للخارج وتنامى اإلنتاج من 20.7مليون برميل في عام
1999م إلى 90.6مليون برميل عام 2002وقفز إلى 97.5مليون برميل عام 2003م أما
في 2004وصل اإلنتاج إلى 105.1مليون برميل ويتصاعد اإلنتاج سنوياً.
الحقيقة التي ال يختلف عليها اثنان أن دخول قطاع النفط في النشاط االقتصادي
وغير كثيراً من وجه السودان االقتصادي واالجتماعي
حسن ّ
السوداني بشكل عام هو الذي ّ
والحضاري والعمراني مما كان له كبير األثر في جذب المستثمرين األجانب وأصبح بذلك
عماد خيمة التنمية المستدامة في السودان مساهماً في كل القطاعات االقتصادية والتنموية في
البالد ،بل عمل على استقرار السودان سياسياً ورفع أسهمه سياسياً لدى العالم وأصبح تحت
مجهر اهتمامه.
حرصت الدولة على التنمية المتوازنة في البالد ،لذا احتل النفط موقع مفصلي في
اتفاقية السالم الشامل التي تم التوقيع عليها في 9يناير 2005م إذ استغرق الجزء الخاص
بكيفية اقتسام النفط وقتاً طويالً في المفاوضات عبر مساومات صعبة ،فقد تم االتفاق على أن
يتم تخصيص نصف عائدات النفط المستخرج من األقاليم الجنوبية طبقاً للحدود اإلدارية التي
كانت قائمة عند االستقالل في أول يناير 1956م لحكومة اإلقليم الجنوبي مع تخصيص نسبة
- 3المؤتمر الصحفي لوزير المالية ،الخميس 20أغسطس2009 ،م ،الخرطوم ،أشير إليه في جريدة
الصحافة ،العدد ،5795الجمعة 21أغسطس ،2009 ،ص.1
- 4كان السودان ينفق ما يتراوح بين 400-350مليون دوالر سنوياً الستيراد المواد النفطية.
د .أسامة محمد عثمان خليل التنمية المستدامة في السودان في ظل األزمة العالمية
%2للوالية التي يستخرج منها النفط لمساعدتها على تنمية مجتمعها المحلي ،وبموجب هذه
االتفاقية خصصت عائدات النفط ألربع مستويات من مستويات التقسيم هي:
-1الحكومة القومية.
-2حكومة جنوب السودان.
-3الشركات المستثمرة في مجال النفط.
-4الواليات التي تنتج فيها النفط.
وأفرد تقسيم خاص لمنطقة أبيي بحيث يقسم صافي األرباح إلى ست أقسام هي:
-1الحكومة القومية تأخذ .%50
-2حكومة جنوب السودان .%42
-3بحر الغزال .%2
-4غرب كردفان .%2
-5محلية دينكا نقوك .%2
-6محلية المسيرية .%2
يلعب قطاع النفط الدور الكبير في تدفق االستثمارات األجنبية المباشرة على البالد
حيث استأثر قطاع الطاقة والتعدين بحوالي %43.1من جملة االستثمارات األجنبية خالل
الفترة من 2001-1996م إذ بلغت استثمارات قطاع الطاقة والتعدين في قطاع الخدمات
حوالي %82من مجمل استثمارات الخدمات لنفس الفترة ،وقد بلغ حجم االستثمارات
العربية في البالد خالل 2001-1998م حوالي % 11.6من جملة االستثمارات األجنبية
حيث أن %35تأتي من قطر ويليها األردن بحوالي %17.3ثم السعودية بحوالي %16أما
()5
بقية استثمارات الدول العربية حوالي .%31.7
يالحظ أن النفط أصبح يلعب دور الدافع والحافز األكبر المقنع في فتح أبواب البالد
أمام هذه االستثمارات األجنبية ورأس المال األجنبي باإلضافة إلى صدور قوانين االستثمار
المشجعة مع توافر خبرة وتخطيط واع غير عجل ومهنية األجهزة التنفيذية مما جعل القطاع
االقتصادي يشكل في اآلونة األخيرة عالمة بارزة في االقتصاد السوداني وال سيما إثر هذه
االستثمارات األجنبية والعربية على وجه الخصوص وذلك نتيجة للتسهيالت واإلعفاءات
التي منحتها قوانين االستثمار في المركز والواليات إذ تعد هذه القوانين األفضل في العالم
العربي مما شجع القطاع الصناعي كما حصل في صناعة السكر ودخول صناعات أخرى
كصناعة وقود اإليثانول وتصديره كعنصر منعش لالقتصاد السوداني بل يعزز العالقات
- 5مجلة الوسط االقتصادي ،العدد العشرون2007 ،م ،ص.35
د .أسامة محمد عثمان خليل التنمية المستدامة في السودان في ظل األزمة العالمية
االقتصادية والتجارية مع أوربا ودول الغرب عموماً ليصبح مسبباً إلنشاء الشراكات
()6
االقتصادية الداعمة لتنمية اقتصاد البالد مما يؤكد قبول االستثمارات األجنبية بفرص أكبر .
نتيجة هذه النقلة زادت نسبة الصرف على مشروعات التنمية بعد دخول قطاع النفط زيادة
كبيرة حيث بلغ الصرف على مشروعات التنمية حوالي %90.7من إجمالي الصرف وذلك
خالل 2004-2000م ،كما يالحظ ان هناك زيادة في معدل الناتج المحلي اإلجمالي للفرد
خالل الفترة من 2005-2000م.
نستطيع القول أن النفط أسهم بصورة مباشرة في ترقية الحياة العامة في السودان
وأسهم في الطفرات العمرانية والطرق واالستثمارات وإ نشاء الشركات وخفض التضخم إلى
رقم آحادي محققاً نمواً عالياً في االقتصاد السوداني وحدوث زيادة كبيرة في معدل عائدات
النفط الحكومية وبالتالي نصيب الفرد بدخول البترول في الموازنة العامة إذ بلغت نسبة
العائدات خالل الفترة 2005-2000م مثالً %79.9في عام 2004م مقارنة بنسبة عام
األساس 2000م ووصل عام 2005م أربعة أضعاف النسبة ،وبأثر واضح على الزراعة
والصناعة ونشوء المصارف الجديدة ،بل رفد هذا القطاع ألهل السودان منافع حياتية أخرى
ومناخ سياسي إذ أصبحت قضية السالم على رأس األولويات باعتبار أن التنمية ال يمكن أن
تقوم بدون استقرار وخير مثال لذلك نزاع منطقة أبيي بين شريكي الحكم في السودان
(المؤتمر الوطني والحركة الشعبية) إذ الدافع األقوى للنزاع هو النفط ،لذا حرص أطراف
اتفاقية السالم بجعل البترول مشروعاً قومياً ال يتقيد بحدود الشمال أو الجنوب وتوزع عائداته
وفق نسب محددة.
رغم دور النفط ال تغفل قدرة موارد اقتصادية أخرى ومساهمة هذه الموارد في
دعم التنمية واالقتصاد العربي واإلسالمي ،أولي هذه الموارد الزراعة التي تشكل في الوطن
العربي عصب الحياة ،واإلقرار بان مدى القدرة في تنسيق السياسات الزراعية بين السودان
وغيره من الدول الضامن للتكامل اإلنتاجي كأساس متين في االقتصاد وفي تحققه يتحقق
األمن الغذائي في ظل المتغيرات الدولية واإلقليمية السياسية واالقتصادية وما يستتبعهما من
آثار اجتماعية كلها تمثل بال شك تحديات لدولنا كما يتطلب تعميق وتوسيع مجاالت التعاون
والتنسيق بين الدول العربية يمثل فيه السودان حجر الزاوية بإمكاناته المادية وظل حلماً
يراود كل العرب منذ مؤتمر الغذاء في روما عام 1974م وهو حلم ليس مستعصياً تحقيقه
رغم مرور ثالثة عقود على ميالد الحلم ،بما يملكه السودان من موارد وإ مكانات زراعية
ضخمة لم يستغل منها سوى اليسير إذ أن المستغل من األراضي الصالحة للزراعة في
- 6جريدة آخر لحظة ،العدد ،1098الثالثاء ،25/8/2009ص.3
د .أسامة محمد عثمان خليل التنمية المستدامة في السودان في ظل األزمة العالمية
السودان حتى اآلن ال يتعدى %15فقط رغم توافر المياه والتربة الصالحة للزراعة وما لديه
من الموارد الطبيعية والبشرية ما يؤهله حقيقة أن يكون سلة غذاء العرب ،واآلن الطفرة التي
يشهدها السودان حالياً تعتبر مواتية أكثر من أي وقت مضى للمضي قدماً في تحقيق النهضة
الزراعية حيث يشير الحال إلى مدى الوعي الكبير الذي ينتظم واليات السودان( ،)7بان
القطاع الزراعي هو المصدر الرئيسي للنمو السريع المتوازن لالقتصاد(.)8
إن دور اقتصاد السودان ومساهمته في تنمية البالد وتنمية دولنا العربية واإلسالمية
عماده قطعاً أدبيات ومرجعيات قامت عليها سياسة اإلنقاذ في االقتصاد.
( )3أدبيات ومرجعيات خطة التنمية لحكومة اإلنقاذ
قامت خطة التنمية لإلنقاذ على أدبيات ومرجعيات فيما هو متعلق بتأصيل مفهوم
التنمية باعتبارها رأسمال بشري منها هو متعلق بمكونات العنصر المادي للتنمية من حوافز
مادية.
- 7والية محدودة اإلمكانات كالوالية الشمالية باتت تزرع 300ألف فدان قمحاً وفي خططها زراعة مليون
فدان في المواسم القادمة.
- 8مجلة الوسط االقتصادي ،العدد الثامن والعشرون ،السنة الثانية ،أبريل 2007م.
- 9د.محمد البشير محمد الهادي ،الشباب والتنمية البشرية ،إصدارات هيئة علماء السودان ،سلسلة دراسات
األسرة والمجتمع رقم ،15يوليو ،2009ص 15ومابعدها.
- 10د.عثمان إبراهيم السيد ،هجرة العقول األفريقية ،ملتقى الجامعات األفريقية ،يناير ،2006ص،265
جامعة أفريقيا العالمية ،الخرطوم ،مشار إليه في د.محمد البشير محمد الهادي ،المرجع السابق.
د .أسامة محمد عثمان خليل التنمية المستدامة في السودان في ظل األزمة العالمية
بوضع عدد من الوثائق القومية تحمل أدبيات ومرجعيات هذه التنمية واالهتمام بقضايا مختلفة
وفي سنامها قضايا الصحة للشباب منها السياسة الصحية في السودان واإلستراتيجية ربع
القرنية ،والسياسة القومية لمكافحة اإليدز والسياسة السكانية وغيرها من السياسات ،ولم تغفل
غياب النوافذ التحويلية للشباب من ضمن تحديات األلفية التي تحتاج إلى رؤية مستقبلية(.)11
-1االلتزام بالثوابت الوطنية واإلقرار بفوارق توزيع الثروة
اهتمت اإلنقاذ بجعل الثوابت الوطنية من ثوابت الدين بخطاب وطني فيه إقرار والتزام
وفاء كامل باتفاقية السالم وال سيما في جانب المال باعتباره التزام ديني والتي بموجبها يتم
تحويل %44من موارد الدولة للواليات %18للجنوب و %26للشمال كمال للتنمية مقارنة
ب %13لكل واليات السودان سابقاً ،ومتابعة وصول هذه األنصبة باجتماعات شهرية بين
شريكا الحكم في السودان (المؤتمر الوطني والحركة الشعبية) ووضع كل تفاصيلها حسماً
للمغالطات وتحقيقاً للشفافية في الشبكة العالمية (اإلنترنت) ،وكذلك مواجهة التحدي
االقتصادي األكبر في اتفاقية السالم بإجازة نظامين للنظام المصرفي في الجنوب ثم خروج
البنوك اإلسالمية من الجنوب وفاء بالعهد وااللتزام.
11ورشة حول السكان والتنمية ،دنقال ،الوالية الشمالية ،السودان ،مجلس السكان والتنمية ،األربعاء
19/8/2009م.
- 12في حديث لمحافظ بنك السودان للمؤتمر االقتصادي التاسع للمؤتمر الوطني ،أشير إليه في جريدة األيام،
العدد ،9491السبت 22أغسطس ،2009 ،ص.9
د .أسامة محمد عثمان خليل التنمية المستدامة في السودان في ظل األزمة العالمية
يقف بجانب النظام المصرفي نظام تأمين إسالمي كأول تجربة إسالمية للتأمين في
العالم (منذ )1978يؤمن مخاطره بتأمين تعاوني ال يحفز أصحاب شركات التأمين (أصحاب
الرأسمال) إنما يغطي فوائض األقسام لحملة وثائق التأمين ما يسمى بنسبة (التخصيص)
وفصل حسابات المساهمين والمشاركين وبذلك يشجع أصحاب الشركة المعينة لزيادة رأس
مال الشركة أو حتى تخفيض نفقاتها.
ويالحظ مرونة ظاهرة في التعامالت الدولية بإعمال فقه الضرورة إذ تتضح
المرونة في إقرار حق لجوء الدولة لالستدانة من العالم الخارجي بالفائدة للضرورة وتقدير
هذه الضرورة في ظل التحسن في االقتصاد مع إقرار مراجعة معايير الضرورة بالنسبة
للدولة بمؤسسات الرقابة الشرعية التي قد تتناقص عن معايير الفرد.
إذن هو نظام مالي ذو منظومة إسالمية كاملة بتمويل مصرفي قائم على الشريعة
اإلسالمية أخرج منه الربا في كل المعامالت ،بإدارة مالية عامة للدولة وسياسة نقدية للبنك
المركزي والمصارف ونظام للمعاشات وأنظمة تأمين حاملة لواء تجربة رائدة لالقتصاد
اإلسالمي الشامل ليس المبتور كما في بعض الدول ،وهي تضع كل اإلجابات لألسئلة المثارة
حول مختلف المعامالت المعاصرة ،األمر الذي كان معه مواجهات كبيرة من ناحية نظرية
وفكرية ُم ّكن فيها إعمال االجتهاد من خالل مؤتمرات ولقاءات فكرية لهيئات العلماء ومجامع
فقهية مستفيدين من الجهود المختلفة في العالم اإلسالمي واستفتاء فتاوى وآراء هيئة الرقابة
الشرعية للمؤسسات المالية إن كانت بنوك أو مؤسسات التمويل األخرى من تأمين وسوق
أوراق مالية ،وما زالت هنالك مسائل تحت البحث والدراسة تحتاج إلجابات شرعية كحل
مشكلة طبيعة الحساب الجاري الذي يعد وديعة أو قرض ،ال يمكن إعفاء صاحبه رسمياً
()13
من البنك ،والتساؤل حول إيجاد بديل إسالمي لنظام البيع اإليجاري والتمليك العقاري كتجربة
اإلسكان الشعبي الذي يقوم على الدفع بالتقسيط والتمليك بعد السداد.
- 13هذه المسائل كانت محل تساؤل لمؤتمرات الحركة اإلسالمية في السودان والتي شارك فيها ممثلون من
الحركات اإلسالمية في العالم آخرها المؤتمر العام السابع ،شعبان1429 ،هـ ،أغسطس 2008م ،الخرطوم،
السودان.
د .أسامة محمد عثمان خليل التنمية المستدامة في السودان في ظل األزمة العالمية
جيد للتوازن الذي حصل في ميزان القوى االقتصادية
بشراكة تقوم على المصالح وباستغالل ّ
إثر نمو االقتصاد اآلسيوي ،في ظل تلك الظروف قامت هذه الشراكة بدون شروط مسبقة
على السودان وخير مثال لهذه الشراكة الشراكة التي قامت مع الصين ،ماليزيا ،الهند،
والدول العربية التي كانت ثمارها استخراج البترول والمساهمة في بناء البنيات األساسية من
طرق وسدود وكهرباء وتأهيل المشاريع الزراعية وإ قامة الصناعات وكذا الشراكة مع الدول
األفريقية تحت مظلة شراكة (النيباد).
فتحت هذه السياسة مجال للتعامل االقتصادي مع هذه الدول وفي مقدمتها الصين
كمنقذ للدولة من الهيمنة الغربية لتصبح نموذج حي لسنة التدافع لبقية دول العالم الثالث ،وكذا
مثال حي للتعاون والشراكة المطلوبة بين دولنا العربية ،حيث ساهمت الدول العربية عبر
مؤسساتها وصناديقها المالية في تخفيف الحصار االقتصادي الذي فرض على السودان مما
كان له األثر اإليجابي المباشر في النمو االقتصادي باالستثمارات والمساهمة في تشييد كثير
من صروح البنيات األساسية كالطرق والسدود.
استطاع السودان بمثل هذه التدابير الخروج من األزمة المالية ليصبح نموذج لبقية
()14
الدول العربية واإلسالمية وال سيما أن أصل المشكلة في هذه األزمة كما يقول البعض
يكمن في أن االقتصاد العالمي خاصة في الدول الغنية اعتمد في السنوات العشر الماضية
على نظام المشتقات المالية التي تعتمد على أصول غير حقيقية التي نتجت عما يعرف
بالهندسة المالية ونتيجة للتقلبات المستمرة ألسعار هذه األصول في البورصات العالمية،
باإلضافة إلى عدم التوازن في النظام المالي للدول وعدم كفاءة البنيات التحتية المالية وتفشي
ثقافة االقتراض والمضاربة وضعف الرقابة.
صحيح هنالك أثر مباشر لألزمة المالية أصاب السودان حيث أثرت على إيرادات
الدولة من صادرات بترولية وغير بترولية وعلى التدفقات الخارجية من قروض ومنح
ومدخرات المغتربين وتأثير على االستثمارات األجنبية ،األمر الذي أثر في النمو االقتصادي
وكذا في سير مشروعات التنمية ،وال سيما الوالئية حيث الحظنا من معايشتنا لهذه المشاريع
أنها تمول بالسندات الحكومية التي تستخدم كضمان للمقاوليين لدى البنوك الممولة ،وهذا
يعني تراكم في الديون الداخلية للدولة ،إال أننا نضيف أن التأثير لم يكن حاداً لالزمة على
البالد نتيجة إلى عدم وجود استثمارات مالية للبالد في أسواق المال العالمية وبفضل التدابير
التي ذكرت وإ تباع النظام المالي اإلسالمي في مؤسسات المال والتعامل الرسمي وكذا
- 14د.صابر محمد الحسن (محافظ بنك السودان) ورقة (أثر األزمة المالية على السودان) ،المؤتمر
االقتصادي ،أشير إليه في جريدة األيام ،العدد ،9491السبت 22أغسطس2009 ،م.
د .أسامة محمد عثمان خليل التنمية المستدامة في السودان في ظل األزمة العالمية
التمسك بالضوابط السلوكية واألخالقية في التعامل المالي واستحضار كل فقه المال والسوق
المتمثلة في سماحة التعامل اإلسالمي (والمؤمن سمح إذا باع وإ ذا اشترى وإ ذا اقتضى).
( )4تقارير إقليمية ودولية حول النمو االقتصادي في السودان
أعلن صندوق النقد الدولي أن السودان يعتبر واحداً من عشر دول تمثل أسرع -1
نمو اقتصادي في دول العالم(.)15
إعالن االتحاد األوربي للتعاون مع السودان بشروط بتمويل مشروعاته ضمن -2
مشروعات التنمية في الدول النامية لتوافر شروط تحسين كفاءة هذه الدول في
مجاالت التنمية واألمن والسالم واالستقرار والحكم الرشيد.
أكد التقرير االقتصادي العربي الموحد تحقيق االقتصادات العربية نمواً للسنة -3
الثالثة إذ أرجع منظمات عربية منها األمانة العامة لجامعة الدول العربية وبعض
الصناديق العربية منها الصندوق العربي لإلنماء االقتصادي واالجتماعي
الكويتي :بان السودان ضمن تسع دول حققت أعلى معدل نمو وهي الدول
المصدرة للنفط بنمو أعلى من المتوسط العربي العام البالغ 21.4في عام
2005م ،وهي الكويت ،قطر ،ليبيا ،السودان ،موريتانيا ،األمارات ،السعودية،
العراق ،وعمان.
أشادت مؤسسات التمويل الدولية بمعدل النمو الكبير في السودان خالل العشرة -4
أعوام الماضية(.)16
أورد تقرير األمم المتحدة لعام 2008م (دليل التنمية البشرية) وهو دليل مركب -5
يقيس األبعاد األساسية الثالثة:
-1الحياة المديدة والصحة (متوسط العمر المتوقع).
ب -المعرفة (التعليم).
ج -مستوى المعيشة الالئقة.
احتل السودان في الترتيب 146بالرغم أن متوسط دخل الفرد يقع رقم ،138هذا
يعني أن مستوى التنمية البشرية في السودان ما زال متدني حتى مقارنة بالدول التي لها
موارد أقل بكثير مثال كينيا وغانا.
- 15مجلة الوسط االقتصادي ،العدد العشرون ،السنة الثانية ،يناير2007 ،م ،ص.4
- 16جريدة الرائد ،العدد ،304السنة األولى ،االثنين 18شعبان 1430هـ ،الموافق 10أغسطس 2009م،
ص.5
د .أسامة محمد عثمان خليل التنمية المستدامة في السودان في ظل األزمة العالمية
المراجع والمصادر
-1القرآن الكريم.
-2السنة النبوية
-3أضواء على االقتصاد السوداني ،المركز القومي للمناهج ،البحث التربوي ،بخت
الرضا ،السودان ،بدون تاريخ.
-4مجلة الوسط االقتصادي ،العدد العشرون ،الثامن والعشرون 2007 ،م.
-5جريدة آخر لحظة ،العدد ،1098الثالثاء .25/8/2009
-6د.محمد البشير محمد الهادي ،الشباب والتنمية البشرية ،إصدارات هيئة علماء
السودان ،سلسلة دراسات األسرة والمجتمع رقم ،15يوليو .2009
-7ورشة حول السكان والتنمية ،دنقال ،الوالية الشمالية ،السودان ،مجلس السكان
والتنمية ،األربعاء 19/8/2009م.
-8حديث لمحافظ بنك السودان للمؤتمر االقتصادي التاسع للمؤتمر الوطني ،أشير
إليه في جريدة األيام ،العدد ،9491السبت 22أغسطس ،2009 ،ص.9
-9د.صابر محمد الحسن (محافظ بنك السودان) ورقة (أثر األزمة المالية على
السودان) ،المؤتمر االقتصادي ،أشير إليه في جريدة األيام ،العدد ،9491السبت
22أغسطس2009 ،م.
-10جريدة الرائد ،العدد ،304السنة األولى ،االثنين 18شعبان 1430هـ ،الموافق
10أغسطس 2009م.
-11المؤتمر الصحفي لوزير المالية ،الخميس 20أغسطس2009 ،م ،الخرطوم،
أشير إليه في جريدة الصحافة ،العدد ،5795الجمعة 21أغسطس2009 ،