‫م‬

‫د‬
‫ي‬
‫ن‬
‫ة‬
‫تيمقاد‬
‫تعتبر مدينة تيمقاد واحدة من أجمل المدن األثريّة في دولة الجزائر‪ ،‬فقد بناها الرّومان سنة مئة‬
‫ميالدية‪ ،‬في عهد اإلمبراطور" تراجان‪ ،‬وكانت ُتعرف بتاموقادي‪ ،‬وقد" تم تصنيفها في عام ‪1982‬م كواحدة‬
‫من مدن ال ّتراث العالمي‪ ،‬على قائمة ّ‬
‫منظمة اليونسكو لحفظ ال ّتراث‪ ،‬وذلك أل ّنها المدينة الوحيدة التي بناها‬
‫الرّومان‪ ،‬والتي ما تزال محافظة على خصوصية طابعها" وتصميمها األوّ لي‪ ،‬بين ك ّل مدن إفريقيا‪ ،‬كونها‬
‫‪.‬مبنيّة بشكل مربّع‪ ،‬بتقاطعات على غرار لوحة الشطرنج‪ ،‬كما كانت تسمّى بمومباي" نوميديا"‬

‫الموقع‬
‫تقع تيمقاد في الجزائر في والية باتنة‪ ،‬وتبعد" عن العاصمة الجزائرية مسافة تقدر ‪418‬كم‪ ،‬كما كانت‬
‫مساحتها أحد عشر هكتاراً‪ .‬حيث تقع تحديداً في منطقة جبلية جميلة شمال االوريس‪ ،‬وهي ُتعتبر واحدة من‬
‫‪.‬أقدم المدن في والية باتنة البالغ عددها ‪ 61‬مدينة‬
 ‫أه ّم اآلثار الباقية‬
‫السّاحة العموميّة أو كما كانت تسمّى الفوروم‪ ،‬والاّل فت فيها‪ ،‬وجود ساعة شمسيّة‪ ،‬تعمل على آلية‬
‫عكس األشعة الشمسيّة‪ ،‬على خطوط متعامدة‪ ،‬وتض ّم أيضا ً قصر" العدل ومعبد" اإلمبراطور‪ ،‬والمجلس‬
‫البلدي‪ ،‬باإلضافة إلى السّوق" والمحالت التجارية‪ ،‬والمسرح الذي كانت تقام فيه االحتفاالت الدينيّة‬
‫والعروض الرياضيّة‪ ،‬والقتالية‪ ،‬وفي" القرن الثاني للميالد تطوّ رت" المدينة‪ ،‬وزاد ا ّتساعها‪ ،‬وضمّت العديد‬
‫من المعابد‪ ،‬باإلضافة ألربعة عشر حمّاما ً ودورة مياه‪ ،‬مو ّزعة بين األحياء السكنيّة‪ ،‬وفي" القرن ّ‬
‫الثالث‬
‫الميالدي‪ُ ،‬زوّ دت المدينة بمكتبة عموميّة‪ ،‬وكانت تعتبر ثاني مكتبة رومانيّة من حيث الحجم في العالم‪ ،‬و‬
‫‪.‬فيها سوق كبير‪ ،‬كما ا ّتسعت بيوتها‪ ،‬وظهرت" عليها مظاهر الفخامة وال ّترف‪ ،‬كمبنى الكابيتول‬

‫غزو الوندال والبيزنطيين‬

‫قام الوندال بغزو المدن الرّومانية في الجزائر‪،‬‬
‫الواحدة تلو األخرى ومن بينها تيمقاد‪ ،‬وألحقوا بها‬
‫قرن من‬ ‫دماراً وتخريباً‪ ،‬وقد" دام الفوروم‬
‫احتاللهم لها حوالي ٍ‬ ‫المسرح‬
 ‫الزمن‪ ،‬وكان ذلك في القرن الخامس الميالدي‪ ،‬إلى أن َخلَ َفهم البيزنطيون‪ ،‬الذين قاموا بدورهم بطمس‬
‫العديد من المعالم الرّومانية‪ ،‬واالستيالء على العديد منها‪ ،‬كما عمدوا إلى تقويض واحد من المعابد‬
‫‪.‬الضّخمة‪ ،‬بهدف بناء قلعة بيزنطية مكانه‬

‫التاريخ اإلسالمي‬
‫أهملت المدينة وطمرت" بال ّتراب وفقدت بريقها‪ ،‬وتحوّ لت أهمّيتها إلى مدن أخرى بناها الفاتحون من‬
‫العرب كمدن‪ :‬نيكة وعطاء‪ ،‬حتى قيام االحتالل الفرنسي عام ‪1880‬م حيث قام بال ّتنقيب والحفر فيها وإعادة‬
‫‪.‬اكتشافها ‪ ،‬وإزاحة الغطاء عنها من جديد‬

‫أهميتها السياح ّية‬

‫ّ‬
‫المحطات السياحيّة الوادعة والهادئة لعشاق" اآلثار والتاريخ ‪،‬‬ ‫تعتبر هذه المدينة الصغيرة إحدى‬
‫الزراعة‪ ،‬ويسمّون" بالعشاش‪ ،‬ويمكن التمتع بجمالها بأخذ جولة‬ ‫فس ّكانها رغم قلّة عددهم‪ ،‬يعملون في ّ‬
‫برفقة دليل سياحيّ خبير بالمنطقة ذات التناسق" والتنظيم‪ ،‬في أحيائها الرّومانية‪ ،‬باإلضافة إلى س ّد كدية‬
‫‪.‬مداور" األثري الذي ما زال يزوّ د تيمقاد ووالية باتنة بالمياه العذب‬
‫بحث حول مدينة تيمقاد‬
 ‫اسم التلميذ ‪:‬‬

‫ديب أيوب‬