Professional Documents
Culture Documents
08 مدخل الى علوم التربية PDF
08 مدخل الى علوم التربية PDF
08 مدخل الى علوم التربية PDF
وتعنً ولد و Ogogéوتعنً توجٌه والبٌداجوج ٌعنً عند اإلؼرٌق المربً ،أو
المشرؾ على تربٌة األوالد ،وفً معجم العلوم السلوكٌة إن التربٌة تعنً
التؽٌرات المتتابعة التً تحدث للفرد ،والتً تؤثر فً معرفته واتجاهاته
وسلوكه ،وهً تعنً نمو الفرد الناتج عن الخبرة أكثر من كونه ناتجا عن
النضج.
1
الدكتورة مزهورة شكنون -عماروش استاذة حماضرة "ب"
وقد جاء تعرٌؾ الٌونٌسكو فً مؤتمرها ببارٌس لكلمة التربٌة إنها
مجموع عملٌة الحٌاة االجتماعٌة التً عن طرٌقها ٌتعلم األفراد والجماعات
داخل مجتمعاتهم الوطنٌة والدولٌة ولصالحها أن ٌنموا وبوعً منهم كافة
قدراتهم الشخصٌة واتجاهاتهم واستعداداتهم ومعارفهم وهذه العملٌة ال تقتصر
على أنشطة بعٌنها"
ورد فً "الصحاح" فً اللؽة والعلوم أن التربٌة هً" :تنمٌة الوظابؾ
الجسمٌة والعقلٌة والخلقٌة كً تبلػ كمالها عن طرٌق التدرٌب والتثقٌؾ".
التربٌة هً عملٌة هادفة لها أؼراضها وأهدافها وؼاٌاتها ،وهً تقتضً
خططا ووسابل تنتقل مع الناشا من طور إلى طور ومن مرحلة إلى مرحلة
أخرى.
أما التربٌة بالمعنى الواسع ،فهً تتضمن كل عملٌة تساعد على تشكٌل
عقل الفرد وخلقه وجسمه باستثناء ما قد ٌتدخل فً هذا التشكٌل من عملٌات
تكوٌنٌة أو وراثٌة .وإذا رجعنا إلى مفكري التربٌة عبر العصور ،فإننا نجد
عدة تعرٌفات للتربٌة منها:
عرفها أفبلطون بأنها تدرٌب الفطرة األولى للطفل على الفضٌلة من
خبلل اكتسابه العادات المناسبة.
أما مٌلتون ( )1674-1608فإنه ٌقول ،بأن التربٌة الصحٌحة هً التً
تساعد الفرد على تأدٌة واجباته العامة والخاصة فً السلم والحرب بصورة
مناسبة وماهرة ،أما توماس االكوٌنً ،فٌقول" :إن الهدؾ من التربٌة هو تحقٌق
السعادة من خبلل ؼرس الفضابل العقلٌة والخلقٌة".
2
الدكتورة مزهورة شكنون -عماروش استاذة حماضرة "ب"
وٌرى هٌجل" :أن الهدؾ من التربٌة هو تحقٌق العمل وتشجٌع روح
الجماعة" ،أما بستالوتزي فشبه التربٌة الصحٌحة بالشجرة المثمرة ،التً
ؼرست بجانب مٌاه جارٌة.
وٌرى جون دٌوي أن التربٌة هً" :عملٌة مستمرة إلعادة بناء الخبرة،
بهدؾ توسٌع وتعمٌق مضمونها االجتماعً".
فالتربٌة عموما تعتبر عملٌة شاملة ،تتناول اإلنسان من جمٌع جوانبه
النفسٌة والعقلٌة والعاطفٌة والشخصٌة والسلوكٌة وطرٌقة تفكٌره وأسلوبه فً
الحٌاة ،وتعامله مع اآلخرٌن ،كذلك تناوله فً البٌت والمدرسة وفً كل مكان
ٌكون فٌه ،وللتربٌة مفاهٌم فردٌة ،واجتماعٌة ،ومثالٌة.
أهمية التربية:
لقد برزت أهمٌة التربٌة وقٌمتها فً تطوٌر هذه الشعوب وتنمٌتها
االجتماعٌة واالقتصادٌة وفً زٌادة قدرتها الذاتٌة على مواجهة التحدٌات
الحضارٌة التً تواجهها ،كما أنها أصبحت إستراتٌجٌة قومٌة كبرى لكل
شعوب العالم ،والتربٌة هً عامل هام فً التنمٌة االقتصادٌة للمجتمعات ،وهً
عامل هام فً التنمٌة االجتماعٌة ،وضرورة للتماسك االجتماعً والوحدة
القومٌة والوطنٌة ،وهً عامل هام فً إحداث الحراك االجتماعً ،وٌقصد
بالحراك االجتماعً فً جانبه اإلٌجابً ،ترقً األفراد فً السلم االجتماعً.
وللتربٌة دور هام فً هذا التقدم والترقً ألنها تزٌد من نوعٌة الفرد وترفع
بقٌمته ومقدار ما ٌحصل منها .كما أن التربٌة ضرورٌة لبناء الدولة
4
الدكتورة مزهورة شكنون -عماروش استاذة حماضرة "ب"
العصرٌة،وإرساء الدٌمقراطٌة الصحٌحة والتماسك االجتماعً والوحدة
الوطنٌة.كما أنها عامل هام فً إحداث التؽٌر االجتماعً.
األهداف التربوية
لمحة تاريخية عن تطور حركة األهداف التربوية:
إن األهداؾ التربوٌة كانت دابما موجودة عبر العصور ،الرتباطها
بالعمل التربوي ولو فً أبسط صوره البدابٌة كتنشبة اآلباء لؤلبناء من أجل
إعدادهم للحٌاة وما تتطلبه من خصابص مهارٌة فً شتى مجاالت البٌبة
ومعطٌاتها فً كل زمن .ولعل نظرة بسٌطة لتطور النظرٌات التربوٌة والفكر
التربوي عموما كافٌة لمبلحظة تطور وتنوع أهداؾ التربٌة ،فنظرة الفبلسفة
الٌونان مثبل لمبلمح شخصٌة الرجل المراد تكوٌنه ،محاربا كان ،أو فٌلسوفا
حكٌما ،وهدؾ التربٌة المسٌحٌة لتكوٌن الراهب المتعبد ،وؼٌرها من األفكار
التربوٌة .كل ذلك لم ٌكن ولٌد زمن محدد بل ٌمتد امتداد تارٌخ اإلنسان .ؼٌر
.
وتعتبر أعمبل رالؾ تاٌلور( )1929أول خطوة هامة فً حركة األهداؾ
التربوٌة وتصنٌفها ،فقد وضحها فً عبارات سلوكٌة .وتأثر الكثٌر من
المفكرٌن بهذه األفكار التربوٌة ،واعتبروا األهداؾ أساسا لكل منهج مدرسً
أثناء بنابه والتخطٌط لتنفٌذه .وهذا ٌعنً أنه أثناء التخطٌط للتدرٌس ٌنبؽً
تحدٌد األهداؾ أوال ،ثم وضع المادة التعلٌمٌة ،فوضع الخطة ،فتحدٌد الوسابل،
5
الدكتورة مزهورة شكنون -عماروش استاذة حماضرة "ب"
فالتنفٌذ ،ثم التقوٌم .ولعل أهم دراسة ،اتخذت شكبل متمٌزا فً تارٌخ حركة
األهداؾ التربوٌة ،وكان لها أثرها الواضح فً تحدٌد المسار العلمً
الموضوعً لؤلهداؾ التربوٌة ،وتصنٌفها ،ومحاولة التحكم فٌها علمٌا ،هً ما
قام به بلوم وزمبلؤه من دراسات فً هذا المجال ،وما توصلوا إلٌه من نتابج.
ذلك أنهم حاوال ربط األهداؾ التربوٌة بمكونات الفرد البشري مثلما صنؾ
سابقوهم سلوك البشر فً ثبلث مجاالت أساسٌة :الفكر ،االنفعال ،العمل .وهً
أهم الوظابؾ التً ٌقوم بها الكابن البشري ،والتً ٌتوجه الفعل التعلٌمً إلى
إنمابها.
وتلتها أعمال ودراسات أخرى عدٌدة ،تهدؾ إلى تخصٌص األهداؾ
وإجراءاتها كالنتابج التً توصل إلٌها ماجر ( ،)1962والتً تؤكد ضرورة
توفر ثبلثة عناصر أساسٌة فً الهدؾ التربوي جٌد الصٌاؼة ،وهً :تحدٌد
السلوك المرؼوب ،تحدٌد الشروط التً ٌتحقق بها الهدؾ ،تحدٌد المعاٌٌر
ومستوى األداء المقبول ،على أن ٌكون هذا السلوك بمثابة الدلٌل على التؽٌر
الذي حدث فً شخصٌة المتعلم نتٌجة تعلم ما.
الغايات:
هً عبارات فلسفٌة عامة وواسعة ،طموحة ،تتسم بالتجرٌد والمثالٌة
والتعقٌد ،بعٌدة المدى ؼٌر محددة من حٌث مدة تطبٌقها.
إنها تمثل المستوى النظري الذي ٌضبط التوجهات الكبرى للنظام
التربوي اعتمادا على فلسفة وقٌم مجتمع ما.
6
الدكتورة مزهورة شكنون -عماروش استاذة حماضرة "ب"
إنها نواتج مستقبلٌة متعلقة بالفرد والمجتمع ،ترؼب فً تحقٌقها سلطة
سٌاسٌة قابمة ،فً ضوء مقومات فلسفٌة ،دٌنٌة ،أخبلقٌة لمجتمع ما ،وعلٌه
فهً تختلؾ من مجتمع آلخر باختبلؾ األنظمة السٌاسٌة والتربوٌة السابدة.
وتمثل بذلك المجال الذي ٌتم فٌه العمل التربوي مراعٌا طبٌعة الفرد
والمجتمع الذي ٌطمح إلٌهما .وتزود المربٌن بالمرجعٌة والمسار القٌمً وهذا
ما جاءت به أمرٌة 16أفرٌل 1976التً ترسم األبعاد المعبرة عن خصابص
المواطن الجزابري.
المرامي-المقاصد:
وهً أقل عمومٌة وتجرٌدا وأكثر وضوحا وتحدٌدا من الؽاٌات ،لكنها ال
تخلو من العمومٌة والتجرٌد ،وترتبط بالنظام التربوي والتعلٌمً .وتظهر على
مستوى التسٌٌر التربوي ،وهً تعبر عن نواٌا المؤسسة التربوٌة ونظامها
التعلٌمً ،وتتجلى فً أهداؾ البرامج والمواد التعلٌمٌة وأسبلك التعلٌم .وتعتبر
المرامً وسٌلة لتحقٌق الؽاٌات ،كما أنها أكثر تعرضا لئلصبلح والتؽٌٌر.
وأنها تلك النواٌا التً تعلن آلفاق أقصر أمد من الؽاٌات وتبقى نوعٌة.
وبذلك فالمرامً أقل أمد من الؽاٌات ،وأنها عبارات مجزأة وتحلٌلٌة
للؽاٌات ،وترتبط المرامً بالقرارات والمناشٌر السٌاسٌة والتربوٌة.
7
الدكتورة مزهورة شكنون -عماروش استاذة حماضرة "ب"
األهداف العامة:
إن الهدؾ العام هو صٌاؼة وتعٌٌن المعطٌات العامة للتعلم التً ٌمكن
توقعها من تعلٌم وحدة تعلٌمٌة أو مقرر .واألهداؾ العامة تمثل قابمة من
المعطٌات للعمل بها ،ولٌست قابمة من ألوان السلوك ٌحققها كل المتعلمٌن.
وكل هدؾ تعلٌمً عام ٌتطلب تحدٌدا دقٌقا لعٌنة من السلوك التً تتطلب
بدورها تحدٌدا أكثر دقة ،تمثل إنجاز أنماط سلوكٌة معٌنة من طرؾ المتعلم.
ٌ .ستنتج من هذا التعرٌؾ أن األهداؾ العامة تصؾ مجاالت سلوك
شخصٌة المتعلم :العقلٌة ،الوجدانٌة ،الحسحركٌة ،وتتجلى فً القدرات
والمهارات والتؽٌرات ،التً ٌراد إحداثها لدى المتعلم .وٌتوجه عمل المدرس
بكل وعً إلى تنمٌة هذه الجوانب خبلل فترة تعلٌمٌة معٌنة أو خبلل سنة
دراسٌة أو فصل.
األهداف الخاصة:
وهً ترجمة األهداؾ العامة إلى أهداؾ للدروس ،وهً تمثل مجال
التنفٌذ على المدى القصٌر والعاجل وعلى مستوى حصة دراسٌة معٌنة فً
مادة ما ،حٌث ٌتحصل فٌها المتعلم على قدرة أو مهارة ما ،عند االنتهاء من
تعلم معٌن.
وٌتضمن الهدؾ الخاص مجموعة من األهداؾ اإلجرابٌة التً تتحدد
بشروط ومعاٌٌر معٌنة فً الموقؾ التعلٌمً.
8
الدكتورة مزهورة شكنون -عماروش استاذة حماضرة "ب"
من خبلل عرض مستوٌات األهداؾ التربوٌة نبلحظ أن األهداؾ
التربوٌة تتجه نحو الدقة والتخصص بدءا من الؽاٌات إلى األهداؾ التربوٌة
الخاصة فتتفرع الؽاٌات إلى مرامً وتتضمن هذه األخٌرة مجموعة من
األهداؾ العامة التً تتجزأ إلى أهداؾ خاصة التً تحلل إلى أهداؾ إجرابٌة
تمثل السلوك الذي سٌنجزه المتعلم بعد نهاٌة مقطع أو درس .وٌظهر هذا
السلوك فً جانب واحد أو أكثر من جوانب شخصٌة المتعلم.
9
الدكتورة مزهورة شكنون -عماروش استاذة حماضرة "ب"
*أسباب تتعلق بالتفاعل بٌن المعلم والتلمٌذ ،إن سوء التفاعل بٌن
خصابص المعلم وتبلمذته قد ٌؤدي إلى سوء التوافق الذي ٌنعكس سلبا على
تحصٌل التبلمٌذ.
*أسباب تتعلق بالطرق والوسابل المستعملة فً تحقٌق هذه األهداؾ.
*أسباب تتعلق باألهداؾ نفسها كأن تكون صعبة جدا فوق مستوى
التبلمٌذ أو ؼامضة أو ؼٌر واقعٌة.
*أسباب تتعلق بتنظٌم وتسٌٌر المؤسسات التعلٌمٌة.
-التربية:
التربٌة فً التصور اإلسبلمً كما ٌراها علً أحمد مدكور هً "عملٌة
متشعبة ،ذات نظم وأسالٌب متكاملة ،نابعة من التصور اإلسبلمً للكون،
واإلنسان ،والحٌاة ،تهدؾ إلى تربٌة اإلنسان ،وإٌصاله-شٌبا فشٌبا -إلى درجة
كماله ،التً تمكنه من القٌام بواجبات الخبلفة فً األرض ،عن طرٌق
إعمارها ،وترقٌة الحٌاة على ظهرها وفق منهج هللا".
10
الدكتورة مزهورة شكنون -عماروش استاذة حماضرة "ب"
وٌتم تنفٌذ هذا المفهوم عن طرٌق عملٌة التعلٌم والتعلم .فالتعلٌم وسٌلة،
والتعلم ؼاٌة ،ألنه تعدٌل فً السلوك فً االتجاه المنشود ،فكل عمل تعلٌمً
جٌد البد أن ٌكون له هدؾ تربوي فً نفس االتجاه.
وكما أن التعلٌم وسٌلة للتربٌة ،فالعلم أٌضا وسٌلة للتربٌة .فالتربٌة علم
إخبار ،حٌث إنها إخبار عن الحقابق الكلٌة والمعاٌٌر والقٌم اإللهٌة الثابتة التً
ٌتلقاها اإلنسان ،فٌسلم بها ،وٌتكٌؾ معها .وهً أٌضا علم حٌث إنها معرفة
بقوانٌن هللا فً الكون التً تم اكتشافها من قبل.
-التعلم:
ٌعرؾ التعلم بأنه تؽٌر فً األداء أو تعدٌل فً السلوك ثابت نسبٌا عن
طرٌق الخبرة والمران.وهذا التعدٌل ٌحدث أثناء إشباع الفرد لدوافعه وبلوغ
أهدافه ،وقد ٌحدث أن تعجز الطرق القدٌمة واألسالٌب المعتادة عن التؽلب
على الصعاب أو عن مواجهة المواقؾ الجدٌدة ،ومن هنا ٌصبح التعلم عملٌة
تكٌؾ مع المواقؾ الجدٌدة ،وٌقصد بتعدٌل السلوك أو تؽٌٌر األداء المعنى
الشامل أي عدم االقتصار على الحركات المبلحظة والسلوك الظاهر ،وإنما
ٌنصرؾ التؽٌٌر أٌضا إلى العملٌات العقلٌة كالتفكٌر ،وٌقصد بالخبرة والمران،
أوجه النشاط المنسقة التً تخطط لها المؤسسات التعلٌمٌة وتنفذها.
11
الدكتورة مزهورة شكنون -عماروش استاذة حماضرة "ب"
-مفهوم التعليم:
للتعلٌم معانً كثٌرة تختلؾ باختبلؾ قابلها وفلسفته التربوٌة ومحور
اهتمامه .فمن المربٌن من ٌركز جل اهتمامه على المعارؾ والمعلومات التً
ٌحاول المدرس أن ٌوصلها لتبلمٌذه ،فً حٌن ٌعنً البعض اآلخر بنمو
شخصٌة المتعلمٌن وٌهتم فرٌق ثالث بمخرجات التعلم ،كما تنعكس فً سلوك
األطفال عقلٌا/معرفٌا ووجدانٌا ونفسحركٌا.
وفٌما ٌلً مجموعة من التعرٌفات لمفهوم التعلٌم ٌعكس كل واحد منها
فلسفة تربوٌة معٌنة:
-التعلٌم عملٌة نقل المعارؾ والمعلومات من المعلم إلى المتعلم فً موقؾ
ٌكون فٌه للمدرس والدور األكثر تأثٌرا ،فً حٌن ٌقتصر دور التلمٌذ على
اإلصؽاء والحفظ والتسمٌع .وتخدم الطرق اإللقابٌة مثل المحاضرة والشرح
والوصؾ والتفسٌر هذا المفهوم للتعلٌم.
-التعلٌم عملٌة تسهٌل تفاعل المتعلم مع بٌبته بهدؾ تحقٌق النمو
المعرفً ،وذلك من خبلل ما ٌقوم به من بحث وتحلٌل وتركٌب وقٌاس
واكتشاؾ.
ٌدخل ضمن هذا التعرٌؾ ما ٌسمى بمعالجة المعلومات ،وهً عملٌة
تتطلب دورا نشطا إٌجابٌا من قبل المتعلم الذي ٌحول ما ٌكتسبه من معلومات
إلى مفاهٌم ومدركات تدخل نطاق السكٌمات والتنظٌم المعرفً القابم ،وذلك من
خبلل عملٌات التمثٌل والتوفٌق واالستدماج.
12
الدكتورة مزهورة شكنون -عماروش استاذة حماضرة "ب"
ودور المعلم فً ظل هذا التعرٌؾ هو تهٌبة البٌبة التً تساعد الطفل
االكتشاؾ وتوجٌه نشاطه العقلً بحٌث ٌحقق الهدؾ األساسً المتمثل فً نمو
الذكاء.
-التعلٌم عملٌة ؼرضها األساسً مساعدة الطفل على تحقٌق ذاته ونمو
شخصٌته وتلبٌة حاجاته النفسٌة ومطالب نموه .وكما فً التعرٌؾ السابق،
ٌكون دور المتعلم إٌجابٌا وفعاال ،فً حٌن ٌقوم المعلم بدور األب و األخ
األكبر الموجه والمرشد والمساعد على النمو بما ٌوفره من مناخ نفسً ٌساعد
على االنطبلق والتعبٌر عن الذات ومواجهة مواقؾ اإلحباط وتحمل المسؤولٌة
والشعور بالنجاح وتكوٌن مفهوم ذات إٌجابً.
-التعلٌم عملٌة هدفها مساعدة الطفل على تحقٌق النمو االجتماعً
ومواجهة مطالب الحٌاة فً جماعة .وهذا ٌتطلب من المعلم أن ٌقوم بدور
توجٌهً لمساعدة األطفال على االندماج فً جماعة واكتساب االتجاهات
االجتماعٌة اإلٌجابٌة ،وتسلٌط الضوء على المشكبلت االجتماعٌة للمساهمة فً
إٌجاد الحلول المناسبة لها بمشاركة المتعلمٌن الفعالة.
والمبلحظ أن التعرٌؾ األول أقرب ما ٌكون إلى المفهوم التقلٌدي لعملٌة
التعلٌم فً حٌن أن التعرٌؾ الثانً ركز على النواحً العقلٌة .وٌدور التعرٌؾ
الثالث حول حاجات ومطالب النمو ،فً حٌن تستهدؾ عملٌة التعلٌم فً
التعرٌؾ الرابع النمو االجتماعً للطفل وتفاعله مع البٌبة المحٌطة به .ومهما
ٌكن من أمر فإن تركٌز عملٌة التعلٌم حول الطفل-حاجاته وطبٌعته ومطالب
نموه -أصبح من المسلمات فً ممارستنا التربوٌة .فإذا أخذنا باالعتبار أن
13
الدكتورة مزهورة شكنون -عماروش استاذة حماضرة "ب"
الؽاٌة أو الؽرض األساسً من التعلٌم تحقٌق النمو الشامل والمتكامل للطفل
فإن مفهومنا ٌجمع بٌن التعرٌفات الثبلثة األخٌرة.
-مفهوم اإلستراتيجية:
ٌقصد باإلستراتٌجٌة المنحى والخطة واإلجراءات والمناورات
(التكتٌكات) والطرٌقة واألسالٌب التً ٌتبعها المعلم للوصول إلى مخرجات أو
نواتج تعلم محددة منها ما هو عقلً/معرفً أو ذاتً/نفسً أو اجتماعً أو
نفسً/حركً أو مجرد الحصول على معلومات.
وعملٌة التعلٌم تتضمن جمٌع هذه األهداؾ ،إال أن التأكٌد على بعضها
دون ؼٌرها مسألة باألساس فلسفٌة ،ففً حٌن تؤكد التربٌة على التنمٌة الشاملة
والمتكاملة ،وتسعى إلى توفٌر المناخ واألنشطة التً تنمً التفكٌر ومهارات
التعبٌر الحركً واللؽوي واالنفعالً وفرص التفاعل االجتماعً ،تركز مراحل
التعلٌم على الجوانب العقلٌة/المعرفٌة بشكل خاص.
والبد من تحدٌد األهداؾ التعلٌمٌة أوال إذ علٌها تتوقؾ عملٌة اختٌار
االستراتٌجٌات المناسبة للخروج بنواتج تعلم معٌنة ،على سبٌل المثال ،فإن
المعلم الذي ٌؤمن بأن الهدؾ من التدرٌس ٌنحصر فً تزوٌد التبلمٌذ بأكبر كم
من المعلومات سٌختار اإلستراتٌجٌة التً تضمن وصول المعلومات بأقصر
الطرق وأسرعها أال وهً اإللقاء ،ومن تكتٌكاتها المحاضرة والشرح والتفسٌر
والوصؾ .أما إذا كان ٌهدؾ إلى تنمٌة عقل الطفل وتفكٌره فإنه سٌؤكد على
إستراتٌجٌة معالجة المعلومات للتوصل إلى استنتاجات ومفاهٌم وتفكٌر منطقً
14
الدكتورة مزهورة شكنون -عماروش استاذة حماضرة "ب"
من خبلل تحلٌل المعلومات وإٌجاد العبلقات بٌنها وإعادة تنظٌمها أو تركٌبها
بالشكل الذي ٌؤدي إلى المزٌد من التعلم .وٌكون دور المتعلم فً هذا الموقؾ
فعاال وإٌجابٌا ،فً حٌن بقوم المعلم بتوجٌه نشاط المتعلمٌن العقلً مستخدما
أسلوب الحوار والتساؤل ،وٌعد البٌبة التعلٌمٌة بأدواتها وإمكاناتها بما ٌسمح
باالكتشاؾ وٌعزز وٌشجع وٌساعد لتحقٌق األهداؾ المحددة.
-التعليمية:
اعتبرت التعلٌمٌة وال زالت كفن التدرٌس ،وهذا المفهوم ٌحمل فً طٌاته
كثٌر من المعانً واألفكار والتصورات التً نحاول تلخٌصها فٌما ٌلً:
لٌست التعلٌمٌة طرٌقة أو منهج واحد وموحد للتدرٌس ولكن له طرق
خاصة تابعة لصاحبها وٌعنً هذا أن لكل معلم أسلوبه الخاص فً تأدٌته للعمل
التعلٌمً شرٌطة أن ٌكون هذا العمل مكلل بالنجاح ٌعنً أن هذا "الفن
التعلٌمً" ٌكون معترؾ به من خبلل نتابجه لدى التلمٌذ وتأثٌره العمٌق
والمثمر على تفكٌره وسلوكه.
تكاد أن تبنى التعلٌمٌة على قدراتها للبروز بعبلقة تربوٌة ناجحة بٌن
المعلم والتلمٌذ بفضل وسابل مدروسة ولٌس -كما هو منتظر منها عادة -قواعد
منطقٌة ومقننة متعلقة أساسا بتلقٌن المعارؾ للنشا الصاعد ونشٌر فً هذا
الصدد ما هً أهمٌة الجانب البلمنطقً والبلشعوري فً العبلقة التربوٌة كما
هو عادي فً كل الفنون التً ٌلعب فٌها الجانب العاطفً والمحسوس دورا
حاسما.
15
الدكتورة مزهورة شكنون -عماروش استاذة حماضرة "ب"
فٌحتمل أن تكون للتعلٌمٌة كفن-عند بعض االختصاصٌٌن-طرق ووسابل
خاصة لتلقٌن المعارؾ أو المعلومات والتً ٌنصح استعمالها لنجاح عملٌة
التدرٌس حسب المنوال التالً:
-خلق لدى التلمٌذ حاجة ماسة للتعلم بفضل حوافز مختلفة وجذابة.
-ربط المعلومات الجدٌدة بالمعلومات القدٌمة أو السابقة.
-االطبلع على الجدٌد والتعمق فٌه.
-استٌعاب الجدٌد عن طرٌق التكرار واالستظهار.
-استعمال الجدٌد فً أعمال تطبٌقٌة متنوعة.
-فتح مجاالت متعددة وفرص مختلفة السترجاع ما هو محفوظ.
رؼم استعمال هذه التقنٌات كلها تبقى التعلٌمٌة كفن مرهونة بشخصٌة
المعلم وبالكٌفٌة التً ٌطبق بها المعلومات وباختٌار الوقت المناسب الستعمالها.
البد من اإلشارة إلى أننا نجد فً اللؽة العربٌة عدة مصطلحات مقابلة
للمصطلح األجنبً الواحد ،ولعل ذلك ٌرجع إلى تعدد مناهل الترجمة ،وكذلك
إلى ظاهرة الترادؾ فً اللؽة العربٌة ،وحتى فً لؽة المصطلح األصلٌة ،إذ
ترجم إلى لؽة أخرى نقل الترادؾ إلٌها من ذلك :تعدد المصطلحات المستقاة
من اإلنجلٌزٌة فً شقٌها البرٌطانً و األمرٌكً ،و الشواهد على هذه الظاهرة
كثٌرة فً العربٌة سواء تعلق األمر باإلنجلٌزٌة أم بالفرنسٌة وهما اللؽتان اللتان
ٌأخذ منهما الفكر العبً المعاصر على تنوع خطاباته و المعارؾ المتعلقة به،
منها مصطلح Didactiqueالذي تقابله فً اللؽة العربٌة عدة ألفاظ و هً :
تعلٌمٌة ،تعلٌمٌات ،علم التدرٌس ،علم التعلٌم ،التدرٌسٌة ،الدٌداكتٌك .تتفاوت
16
الدكتورة مزهورة شكنون -عماروش استاذة حماضرة "ب"
هذه المصطلحات فً االستعمال ففً الوقت الذي اختار بعض الباحثٌن
استعمال "دٌدلكتٌك" تجنبا ألي لبس فً مفهوم المصطلح ،نجد باحثٌن آخرٌن
ٌستعملون علم التدرٌس و علم التعلٌم و باحثٌن آخرٌن لكنهم قبلبل ٌستعملون
مصطلح تعلٌمٌات ،أما مصطلح تدرٌسٌة فهو استعمال عراقً ؼٌر شابع .
كلمة تعلٌمٌة Didactiqueاصطبلح قدٌم جدٌد ،قدٌم حٌث استخدم فً
األدبٌات التربوٌة منذ بداٌة القرن ،17و هو جدٌد بالنظر إلى الدالالت التً ما
انفك ٌكتسبها حتى و فتنا الراهن ،وفٌما سٌأتً نحاول تتبع التطور التارٌخً
لهذا المصطلح بداٌة من االشتقاق اللؽوي وصوال إلى االستخدام االصطبلحً.
ٌقول األستاذ حنفً بن عٌسى ،كلمة تعلٌمٌة فً اللؽة العربٌة مصدر
لكلمة "تعلٌم" و هذه األخٌرة مشتقة من علّم أي وضع عبلمة أو سمة من
السمات للداللة على الشًء دون إحضاره .أما فً اللؽة الفرنسٌة فإن كلمة
دٌداكتٌك صفة اشتقت من األصل الٌونانً Didaktikosو تعنً فلنتعلم أي ٌعلم
Didactikoتعنً أتعلم و بعضنا بعضا ،أو أتعلم منك و أعلمك و كلمة
Didaskeinتعنً التعلٌم ،وقد استخدمت هذه الكلمة فً علم التربٌة أول مرة
19حٌث ظهر واستمر مفهوم التعلٌمٌة كفن للتعلٌم إلى أوابل القرن
الفٌلسوؾ األلمانً فردرٌك هٌربارت ،الذي وضع األسس العلمٌة للتعلٌمٌة
كنظرٌة للتعلٌم تستهدؾ تربٌة الفرد ،فهً نظرٌة تخص النشاطات المتعلقة
بالتعلٌم فقط ،أي كل ما ٌقوم به المعلم من نشاط ،فاهتم بذلك الهربرتٌون
بصورة أساسٌة باألسالٌب الضرورٌة لتزوٌد المتعلمٌن بالمعارؾ ،واعتبروا
الوظٌفة األساسٌة للتعلٌمٌة هً تحلٌل نشاطات المعلم فً المدرسة.
17
الدكتورة مزهورة شكنون -عماروش استاذة حماضرة "ب"
وفً القرن التاسع عشر وبداٌة القرن العشرٌن ظهر تٌار التربٌة الجدٌدة
بزعامة جون دٌوي ( )Deweyوقد أكد هذا التٌار على أهمٌة النشاط الحً
والفعال للمتعلم فً العملٌة التعلٌمٌة ،واعتبروا التعلٌمٌة نظرٌة للتعلم ال للتعلٌم.
الدٌداكتٌك اشتق من البٌداؼوجٌا موضوعه التدرٌس وقد استخدمه الالند
( )Lalandكمرادؾ للبداؼوجٌا أو للتعلٌم.
كما أن الدٌداكتٌك علم تطبٌقً موضوعه تحضٌر وتجرٌب استراتٌجٌات
بٌداؼوجٌة لتسهٌل إنجاز المشارٌع ،فهً علم تطبٌقً ٌهدؾ لتحقٌق هدؾ
عملً ال ٌتم إال باالستعانة بالعوم األخرى كالسوسٌولوجٌا ،والسٌكولوجٌا،
واالبستٌمولوجٌا ،فهً علم إنسانً مطبق موضوعه إعداد وتجرٌب وتقدٌم
وتصحٌح االستراتٌجٌات البٌداؼوجٌة التً تتٌح بلوغ األهداؾ العامة والنوعٌة
لؤلنظمة التربوٌة.
فالدٌداكتٌك نهج أو أسلوب معٌن لتحلٌل الظواهر التعلٌمٌة ،فهو الدراسة
العلمٌة لتنظٌم وضعٌات التعلم التً ٌعٌشها المتربً لبلوغ هدؾ عقلً أو
وجدانً أو حركً ،كما تصب الدراسات الدٌداكتٌكٌة على الوضعٌات العلمٌة
التً ٌلعب فٌها المتعلم الدور األساسً ،بمعنى أن دور المدرس هو تسهٌل
عملٌة تعلم التلمٌذ ،بتصنٌــــــــؾ المادة التعلٌمٌة بما ٌبلبم حاجات المتعلم
وتحدٌد الطرٌقة المبلبمة لتعلمه مع تحضٌر األدوات المساعدة على هذا التعلم،
وهذه العملٌة لٌست بالسهلة ،إذ تتطلب مصادر معرفٌة متنوعة كالسٌكولوجٌا
لمعرفة الطفل وحاجاته ،والبٌداؼوجٌا الختٌار الطرق المبلبمة ،وٌنبؽً أن
ٌقود هذا إلى تحقٌق أهداؾ على مستوى السلوك ،أي أن تتجلى نتابج التعلم
18
الدكتورة مزهورة شكنون -عماروش استاذة حماضرة "ب"
على مستوى المعارؾ العقلٌة التً ٌكتسبها المتعلم وعلى مستوى المهارات
الحسٌة التً تتجلى فً الفنون والرٌاضٌات وعلى المستوى الوجدانً.
كما ٌمكننا أن نقول أن الدٌداكتٌك علم ٌنشا نماذج ونظرٌات حول
التدرٌس قصد تفسٌر ظواهره والتنبوء بها.
نستخلص من هذه التعارٌؾ أن الدٌداكتٌك تهتم بكل ما هو تعلٌمً
تعلمً ،أي كٌؾ ٌعلم األستاذ مع التركٌز على كٌؾ ٌتعلم التلمٌذ ،ودراسة
كٌفٌة تسهٌل عملٌة التعلم وجعلها ممكنة ألكبر فبة ،ثم اتخاذ اإلجراءات
المناسبة لفة التبلمٌذ ذوي صعوبات فً التعلٌم ،وبالتالً فهً دراسة التفاعل
التعلٌمً التعلمً.
-تعريف المنهاج:
فً اإلؼرٌقٌة فتعنً الطرٌقة التً ٌنهجها الفرد حتى ٌصل إلى هدؾ
معٌن .وفً اإلنجلٌزٌة تقابل كلمة منهاج ( ، )Curriculumوهً كلمة مشتقة
من جذر التٌنً ومعناها مضمار سباق الخٌل .وهناك كلمة أخرى تستعمل
أحٌانا مرادفة لكلمة منهاج أحٌانا تستعمل بمعنى خاص وهً كلمة "المقرر"
وتقابل هذه الكلمة باإلنجلٌزٌة كلمة ، Syllabusوٌقصد بهذه الكلمة فً العربٌة
وباإلنجلٌزٌة المعرفة التً ٌطلب من الطلبة تعلمها فً كل موضوع خبلل سنة
دراسٌة.
إذا كانت كلمة "المقرر" تعنً كم المعرفة ،فماذا تعنً كلمة "المنهاج"؟
إنها تعنً "كم المعرفة" المسمى أحٌانا بالمحتوى ،وتعنً األنشطة التعلٌمٌة
19
الدكتورة مزهورة شكنون -عماروش استاذة حماضرة "ب"
التعلمٌة التً ستوصل هذا المحتوى إلى المتعلم ،وتعنً التقوٌم ،وأخٌرا
األهداؾ المتوخاة من تعلم هذا المحتوى ،باإلضافة إلى المعلم والمتعلم
والظروؾ المحٌطة بهما ،نبلحظ أن المنهاج مفهوم واسع جدا ٌتسع حتى ٌكاد
أن ٌشتمل على كل ما تحتوٌه التربٌة ،بعكس "المقرر" المشتمل على عنصر
واحد من عناصر المنهاج أال وهو كم المعرفة أو المحتوى.
وٌفضل البعض فً الحقل التربوي استخدام كلمة منهج لتدل على منهجٌة
التفكٌر والحصول على المعرفة ،بٌنما ٌستعمل كلمة منهاج للداللة على الوثٌقة
التربوٌة.
فالمنهاج هو مجموعة من المواد الدراسٌة وموضوعاتها التً ٌتعلمها
التبلمٌذ ،وهذا هو المفهوم التقلٌدي للمنهج ،حٌث فهمه الدارسون على أنه
الكتاب المدرسً.
وهو عبارة عن مجموعة حقابق ومعلومات ومفاهٌم منظمة بشكل جٌد،
بحٌث ٌسهل فهمها وتعلمها .وهذا أٌضا مرتبط بالمفهوم األول ،حٌث ٌركزان
على المحتوى الدراسً.
أما جونسون فٌعرفه على أنه "سلسلة منظمة ومتتابعة من المهارات التً
سٌتعلمها التلمٌذ" .وهذا مفهوم قرٌب من تحلٌل المهمات الذي أكد علٌه العالم
األمرٌكً (سكنر) ،وٌتفق أٌضا مع المربً األمرٌكً (جٌمس مٌكدانلد) الذي
ٌعتبر المنهج خطة مكتوبة جاهزة للتنفٌذ (التدرٌس).
20
الدكتورة مزهورة شكنون -عماروش استاذة حماضرة "ب"
كما أن المنهج هو مجموعة من األسالٌب التقلٌدٌة العامة متمثلة فً تعلٌم
التلمٌذ األساسٌات العامة فً :الرٌاضٌات ،والكتابة ،والقراءة ،والمنطق،
وقواعد اللؽة ،وكتابات األدٌان العظام.
كما أن هناك من ٌعرفه على أنه تفاعل دابم ونشط بٌن البشر من جهة
(مدرسٌن ،وإدارٌٌن ،وتبلمٌذ ،وعلماء نفس) ،وبٌن األشٌاء األخرى من
معلومات ووسابل تعلٌمٌة ،وطرق تدرٌس ،وتجهٌزات مادٌة من جهة أخرى.
وهو نظام محدد المعالم له مدخبلته (التبلمٌذ والمواد الدراسٌة) .وله
عملٌات (طرق التدرٌس) ،وله مخرجاته (معارؾ ومهارات متعلمة).
وهذا المفهوم جاء نتٌجة للتطورات التقنٌة ،وتطور نظرٌات التعلم ،وهو
ٌمثل وجهة نظر السلوكٌٌن وعلى رأسهم سكنر أبو تكنولوجٌا التعلٌم ،والتعلٌم
المبرمج.
كما أن المنهج هو عبارة عن خبرة تربوٌة متنوعة المجاالت.
وٌعرفه بٌنٌه" :هو بٌان مفصل عن العلوم التً تلقى فً المدرسة ،وهو
الذي ٌشؽل اآلراء بالدرجة األولى تضعه السلطة العامة ،ولكن كلما كانت
هناك أسباب سٌاسٌة واقتصادٌة أو ؼٌر ذلك اتجهت إلٌه األنظار وارتفعت
األصوات بتعدٌله".
ٌشٌر بٌنٌه فً هذا التعرٌؾ إلى نقطتٌن أساسٌتٌن أولهما العلوم
والمعارؾ وما تحمله من نظرٌات ،وقوانٌن ،وقواعد علمٌة ،وثانٌها األفكار
واآلراء الفلسفٌة وما تحمله من مبادئ فلسفٌة وقٌم أخبلقٌة اجتماعٌة.
21
الدكتورة مزهورة شكنون -عماروش استاذة حماضرة "ب"
وقد أهمل هذا التعرٌؾ الظروؾ التً ٌطبق بها البرنامج وكذلك بالنسبة
للوسابل التً تساعد على إنجازه ،ولم ٌشٌر هذا التعرٌؾ إلى المتعلم ال من
قرٌب وال من بعٌد وهو عنصر مهم فً العملٌة التربوٌة ،لذا ٌتطلب أثناء بناء
المنهاج أخذ بعٌن االعتبار خصابص نمو الطفل والمراهق.
تعرٌؾ نٌجلً و اٌفان ( )" : Neagly & Evansكل الخبرات المرسومة
والمخطط لها مما تقدمه المدرسة لطبلبها لكً ٌحققوا النتابج المرجوة مستؽلٌن
أقصى ما لدٌهم من قدرات".
تعرٌؾ هارٌست ( " : )Hirstsبرامج األنشطة الموضوعة لكً تساعد
الطبلب على تحقٌق أقصى ما ٌستطٌعون من األهداؾ والؽاٌات".
وٌعنً المنهاج المدرسً فً مفهومه التقلٌدي مجموع المعلومات
والحقابق والمفاهٌم واألفكار التً ٌدرسها الطلبة فً صورة مواد دراسٌة،
اصطلح على تسمٌتها بالمقررات المدرسٌة.
وقد جاء هذا المفهوم كنتٌجة طبٌعٌة لنظرة المدرسة التقلٌدٌة إلى وظٌفة
المدرسة ،حٌث كانت ترى أن هذه الوظٌفة تنحصر فً تقدٌم ألوان من
المعرفة إلى الطلبة ،ثم التأكد عن طرٌق االختبارات ،وال سٌما التسمٌع ،من
حسن استٌعابهم لها .ولعل السبب الربٌس فً تشكٌل تلك النظرة الضٌقة
لوظٌفة المدرسة ٌعود إلى تقدٌس المعرفة باعتبارها حصٌلة التراث الثقافً
الثمٌن الذي ورثه الجٌل الحاضر عن األجٌال السابقة ،والذي ال ٌجوز إهماله
أو التقلٌل من قٌمته بأي حال من األحوال.وقد جرت العادة على تنظٌم المادة
الدراسٌة (المعارؾ ،والمعلومات ،والحقابق ،واإلجراءات) فً موضوعات،
22
الدكتورة مزهورة شكنون -عماروش استاذة حماضرة "ب"
وتوزٌع تلك الموضوعات على السنوات الدراسٌة للمراحل التعلٌمٌة المختلفة،
وكان ٌطلق على المواد الدراسٌة التً تدرس فً سنة دراسٌة معٌنة المقررات
الدراسٌة .وقد ساعد عمل الكتب ما ٌدرسه الطلبة فً كل صؾ دراسً ،بل
وفً كل مادة تحدٌدا واضحا ،وأصبحت الكتب هً المصدر الوحٌد الذي ٌتلقى
منه الطلبة علومهم.
أما مهمة إعداد المنهاج فً مفهومه التقلٌدي ،أو إدخال تعدٌبلت علٌه،
فقد كانت تناط بلجان من المتخصصٌن بالمواد الدراسٌة ،أو بلجان معظم
أعضابها من هؤالء المتخصصٌن ،وكان المسؤولون فً جهاز التعلٌم ٌشددون
على ضرورة التقٌد التام بالموضوعات التً ٌتم تحدٌدها من قبل اللجان ،وعلى
عدم جواز إدخال أي تؽٌٌر أو تعدٌل فٌها تحت أي ظرؾ من الظروؾ ،على
أساس أن إتقان دراسة هذه الموضوعات واستظهار ما بها من معارؾ
ومعلوماتٌ ،مثل الهدؾ األسمى والؽاٌة المتوخاة.
وهذا الفهم القاصر للمنهاج كان ٌمثل اتجاها عاما متفقا علٌه ،ومستعمبل
فً العملٌات التربوٌة حتى وقت قرٌب ،بل وإلى وقتنا الحاضر فً كثٌر من
البلدان ،وبخاصة تلك التً لم تنل حظا كافٌا من الرقً والتقدم ،ولم تتح لها
الفرصة لئلفادة من الدراسات التربوٌة والنفسٌة التً شملت مختلؾ مٌادٌن
العملٌة التربوٌة.
تطور مفهوم المنهاج القدٌم كثٌرا ،ولعل ٌعود ذلك إلى األسباب التالٌة:
-كثرة االنتقادات الموجهة للمنهج التقلٌدي.
23
الدكتورة مزهورة شكنون -عماروش استاذة حماضرة "ب"
-التطورات فً القٌم والعادات االجتماعٌة ،وبالتالً أدت إلى تؽٌرات فً
أسالٌب وطرق حٌاة المجتمعات.
-نتٌجة لذلك حدث تؽٌر فً أهداؾ التربٌة وفلسفتها ،ودور ووظٌفة
المدرسة ،وبالتالً البد من نظرة جدٌدة للمنهج.
-أظهرت بعض البحوث التربوٌة المٌدانٌة جوانب القصور فً المنهج
التقلٌدي ،والذي لم ٌعد ٌصلح للمجتمعات الحدٌثة.
-نتابج الدراسات النفسٌة المتعلقة بالمتعلم ،والتً أكدت على إٌجابٌة
المتعلم ومشاركته النشطة فً عملٌة التعلم ،وأنه لٌس متلقٌا سلبٌا كما كان
سابدا ،وشمولٌة جوانب شخصٌة المتعلم :العقلً ،والجسمً ،واالنفعالً،
واالجتماعً.
-طبٌعة المنهج التربوي المتؽٌرة والمتأثرة بالتؽٌرات التً تحدث فً
المجتمع ،ونتٌجة لكل التؽٌرات السابقة طال المنهج تؽٌر نوعً.
المنهاج التربوي الحدٌث هو جمٌع الخبرات (النشاطات أو الممارسات)
المخططة التً توفرها المدرسة لمساعدة الطلبة على تحقٌق النتاجات التعلٌمٌة
المنشودة إلى أفضل ما تستطٌعه قدراتهم .وهو كل دراسة أو نشاط أو خبرة
ٌكتسبها أو ٌقوم بها المتعلم تحت إشراؾ المدرسة وتوجٌهها سواء أداخل
الصؾ كان أم خارجه .وهو جمٌع أنواع النشاطات التً ٌقوم الطلبة بها ،أو
جمٌع الخبرات التً ٌمرون فٌها تحت إشراؾ المدرسة وبتوجٌه منها سواء
أداخل أبنٌة المدرسة كان أم خارجها .كما أن المنهاج مجموعة من الخبرات
المربٌة التً تهٌؤها المدرسة للطلبة تحت إشرافهم بقصد مساعدتهم على النمو
24
الدكتورة مزهورة شكنون -عماروش استاذة حماضرة "ب"
الشامل وعلى التعدٌل فً سلوكهم .كم أنه مجموع الخبرات التربوٌة
االجتماعٌة والثقافٌة والرٌاضٌة والفنٌة والعلمٌة …الخ التً تخططها المدرسة
وتهٌبها لطلبتها لٌقوموا بتعلمها داخل المدرسة أو خارجها بهدؾ إكسابهم
أنماطا من السلوك ،أو تعدٌل أو تؽٌٌر أنماط أخرى من السلوك نحو االتجاه
المرؼوب ،ومن خبلل ممارستهم لجمٌع األنشطة البلزمة والمصاحبة لتعلم
الخبرات نساعدهم فً إتمام نموهم.
)Toombs & Tierney( 1993 وفً هذا المجال ٌورد تومبس وتٌرنً
تعرٌفا للمنهاج الحدٌث وٌقوالن أنه "اسم لكل مناحً الحٌاة النشطة والفعالة
لكل فرد بما فٌها األهداؾ ،والمحتوى ،واألنشطة ،والتقوٌم".
ٌ -هتم المنهج الحدٌث بالمتعلم ،وٌثق بقدرته على المشاركة النشطة الفعالة
اإلٌجابٌة.
ٌ-ؤكد على االهتمام بجمٌع جوانب شخصٌة المتعلم ،وقدرته على التعلم
الذاتً.
-المدرسة فً المنهج الحدٌث لها دور متعاون مع المؤسسات األخرى
لخدمة البٌبة االجتماعٌة ،وال ٌقتصر دورها على تلقٌن المواد الدراسٌة للطلبة
بمعزل عن بٌبتها والمؤسسات األخرى مثل :المؤسسات الدٌنٌة والنوادي
وؼٌرها.
-العبلقة بٌن المدرسة والبٌت فً مفهوم المنهج الحدٌث عبلقة وطٌدة،
ولكل دوره التكمٌلً لآلخر ،وذلك من خبلل تنظٌم مجالس األباء والمعلمٌن
والزٌارات المتبادلة وإشراك أولٌاء األمور فً بعض النشطات.
25
الدكتورة مزهورة شكنون -عماروش استاذة حماضرة "ب"
-إعداد المنهجٌ :شترك فً إعداده فرٌق متكامل من المختصٌن بالمواد
الدراسٌة ،والمختصٌن فً مجال علم النفس التربوي ،والتبلمٌذ ،وأولٌاء
األمور ،والمعلمٌن.
-بيداغوجيا:
كلمة ٌونانٌة مركبة من مقطعٌن األول PEDوأصله PAISأو PAIDOS
-مفهوم التكوين:
Biznord & Lietardفً تعرٌفهما وقد ذهب كل من بٌزنار ولٌتار
للتكوٌن مذهبا ثالثا ،إذ اعتبراه "مجموعة النشاطات التربوٌة التً تتجاوز
معنى التكوٌن المبدبً ،حٌث ٌسمح لكل شخص أن ٌدعم نفسه فً كل المٌادٌن
على مستوى المهارات المكتسبة فً الحٌاة العابلٌة أو المهنٌة أو االجتماعٌة أو
المدنٌة ،وأن ٌكتسب أٌضا أكبر قدر ممكن من االستقبلل الجسمً واالقتصادي
واالجتماعً والفكري والثقافً بقدر استطاعته".
Raymand Vatier وٌتفق بٌزنار Biznordمع كل من رٌمون فاتً
والفٌلسوؾ التربوي دوركاٌم الذي ٌرى "أنها عملٌة تربوٌة تمثل مجهودا
مستمرا لتفرض على الطفل نماذج من الرؤى والتفكٌر والسلوك ،التً ال ٌمكنه
26
الدكتورة مزهورة شكنون -عماروش استاذة حماضرة "ب"
أن ٌدركها بصفة تلقابٌة ،إال عن طرٌق المجتمع بكل عناصره والمحٌط
االجتماعً الذي ٌنتمً إلٌه بصفة خاصة.
27
الدكتورة مزهورة شكنون -عماروش استاذة حماضرة "ب"
ٌ -1رى أن التربٌة والفلسفة شًء واحد ألن التربٌة بدون فلسفة ال تكون،
إذ أنها تستمد مفاهٌمها وموضوعها أو مفهوم موضوعها من الفلسفة ،بل تستمد
العقٌدة التربوٌة التً تحتوٌها على مجموعة المفاهٌم والقٌم التربوٌة.
-2كون التربٌة تختلؾ فً مفاهٌمها وقٌمها باختبلؾ المذاهب الفلسفٌة.
-3كون التربٌة والفلسفة كبلهما تعتمد على أٌدٌولوجٌة واحدة.
إن العبلقة موجودة بٌن التربٌة والفلسفة لكن هذا ال ٌعنً أنهما وجهان
لعملة واحدة ،إذ أن هناك فروق كثٌرة تتمثل فً:
* تنطلق الفلسفة من الشك والنسبٌة ،بٌنما التربٌة تنطلق من الٌقٌن وتخرج
عن نطاقه.
* تعالج الفلسفة اإلنسان المطلق ،بٌنما التربٌة تعالج اإلنسان كما هو فً
أي زمان ومكان.
* ٌمكن للتربٌة أن تلتزم بالتربٌة ،كما ٌمكن أن ال تلتزم بها.
*ٌمكن للتربٌة أن تلتزم بالدٌانات ،وهً لٌست فلسفة.
28
الدكتورة مزهورة شكنون -عماروش استاذة حماضرة "ب"
ٌمكن القول بأن مجال اللقاء بٌن التربٌة وعلم النفس هو المٌدان .كما أن
علم النفس هو دراسة الخبرة النفسٌة ،وما تطلبه من دوافع مختلفة لكً تتبلور
بشكل سلوك ،نزوع ،فعادة ،فشخصٌة.
بٌنما نجد التربٌة هً األخرى تحاول أن تعنى باإلنسان من حٌث هو ذو
إمكانات فطرٌة نفسٌة جسمٌة وؼٌرها لٌمكن له التكٌؾ األفضل مع المحٌط
الطبٌعً ،االجتماعً …الخ ،ال ٌستطٌع التكٌؾ إال على أساس المساعدة
الموضوعٌة البٌبٌة التً تقدم له من طرؾ اآلخرٌن الراشدٌن لكً ٌجنبه
األخطاء وٌشجعون قدراته العقلٌة والحركٌة وٌساعدونه على الخبرة التً
تتبلور فٌها شخصٌته ،فالتربٌة تهتم بهذه األمور ،فهً تعد اإلنسان ال لٌستؽل
ثمرات األجداد واآلباء وكل األجٌال اإلنسانٌة بل لٌساهم هو اآلخر فً الجهد
اإلنسانً فً البناء الحضاري بمعناه الشامل.
والمربً ال ٌستطٌع أن ٌعرؾ حاجات المربً إال بمعرفته .كما نجد علم
النفس ٌحاول أن ٌقدم لنا معلومات صحٌحة ،فما هو مقدار المعلومات التً
ٌقدمها علم النفس؟ كما أن التربٌة تحتاج إلى كل العلوم اإلنسانٌة مع اختبلؾ
فً الطرٌقة .والتربٌة تعتمد على الدٌن بحٌث تستمد مفاهٌمها ومفاهٌم اإلنسان
من الدٌن ،كما أنها تعتمد على الفلسفة وتستمد مفاهٌمها ومفاهٌم اإلنسان منها.
إن مٌدان التربٌة هو ملتقى الطرق ،الذي تصل إلٌه كل الروابً-روابً
المعرفة -ألن التربٌة كالعامود الفقري ،بحٌث أننا نبلحظ أن كل ما له عبلقة
بالثقافة والحضارة له عبلقة بالتربٌة.
29
الدكتورة مزهورة شكنون -عماروش استاذة حماضرة "ب"
إن االهتمام بالتربٌة واكبه تطور هابل فً مجال علم النفس التربوي ذلك
أن علم النفس التربوي ٌتناول االهتمام بالفرد فً المواقؾ التربوٌة.
ولقد اهتم علماء النفس التربوٌٌن بالمشكبلت التربوٌة مثل الممارسات
التربوٌة ،كالتعلم ،الدافعٌة ،التوجٌه التربوي ،التحصٌل المدرسً وقٌاسه
وتقوٌمه.
كما أن علم النفس التربوي هو فرع من علم النفس ٌهتم بتطبٌق مبادئ
علم النفس ونظرٌاته ومناهج البحث الخاصة به فً مجال التربٌة والتدرٌس
والتعلٌم والتدرٌب وما ٌظهر فٌه من مشكبلت وظواهر فً حاجة إلى دراسة
أو عبلج أو حلول .وٌهدؾ هذا الفرع من كل هذا إلى رفع كفاٌة العملٌة
التربوٌة أو التعلٌمٌة وجعلها أكثر عابدا وأقل تكلفة وأفضل نجاحا.
30
الدكتورة مزهورة شكنون -عماروش استاذة حماضرة "ب"
إن مجمل العلوم األنثروبولوجٌة سواء كانت ثقافٌة أم اجتماعٌة أم فٌزٌقٌة
تركز على دراسة اإلنسان ككابن اجتماعً أو حضاري ،فتدرس أشكال الثقافة
وأبنٌة المجتمعات البشرٌة ،من خبلل دراسة هذه المجتمعات األولٌة ،ومعالجة
ما ٌسمى بأنماط الثقافة البدابٌة والتربٌة هً العوامل األساسٌة التً ٌجب أخذها
باالعتبار عند دراسة التطور الثقافً ألي مجتمع من المجتمعات البشرٌة.
والتربٌة ما هً إال العملٌة التً تؤمن للفرد القدرة على التبلؤم بٌن دوافعه
الداخلٌة وظروفه الخارجٌة النابعة من بٌبة ثقافٌة واجتماعٌة معٌنة (هذا ما
ٌدرسه علم االجتماع التربوي) ،وهذا ما تركز األنثروبولوجٌة على دراسة
اإلنسان من الناحٌة الثقافٌة والجسمٌة ،وتهتم بسلوك هذا اإلنسان ضمن إطار
اجتماعً ثقافً متراكم عبر الصور.
31
الدكتورة مزهورة شكنون -عماروش استاذة حماضرة "ب"
تكوّ ن ما ٌسمى بتارٌخ التربٌة الذي ٌدرس حركة المجتمعات البشرٌة
وتفاعبلتها وتأثٌرها على التربٌة.
التربية والبيولوجيا:
تعتبر البٌولوجٌا ذلك العلم الذي ٌبحث فً دراسة الكابنات الحٌة من الناحٌة
العضوٌة وتبلؤمها مع الوسط الذي تعٌش فٌه ،والتربٌة تبحث فً معرفة
قوانٌن الحٌاة العامة والنمو والتكٌؾ وهً وثٌقة االتصال مع ما ٌدرسه علم
األحٌاء (البٌولوجٌا) ،وهذا أدى إلى وجود اتجاه بٌولوجً فً التربٌة ،وخاصة
فً التركٌز على مفهوم التكٌؾ المرن والمبنً على وجود دافع داخلً ٌسعى
إلى تبلؤم الكابن الحً مع مطالب البٌبة المحٌطة به من مختلؾ أوجهها والتً
هً جوهر الحٌاة نفسها.
بالتأكيد ،أف مسألة التربية لـ تكف غريبة عف فكر روسو ،فقد تناوليا في
إطار تفكيره السياسي :غايتيا إنشاء مواطنيف وطنييف صالحيف .فقد تناوليا في
مقالتو االقتصاد السياسي التي حررت لمموسوعة وفي مقالتو حوؿ حكومة
بولونيا .كاف فكره صارما ،أراد أف تتـ تربية األطفاؿ بعيداً عف عائالتيـ في
إطار الدولة .وحيف قاؿ روسو أف كتاب الجميورية ألفالطوف ىو نظرية في
التربية ،كاف ذلؾ بفيمو أف الدور األوؿ لمدولة ىو تعميـ المواطنيف .وأف التربية
قضية ىامة جداً ال يمكف تركيا لممدرسيف واآلباء.
33
الدكتورة مزهورة شكنون -عماروش استاذة حماضرة "ب"
.إنيا «بالتأكيد ،أف الشعوب ،مع الوقت تكوف مثمما أرادتيا الحكومات
لنقطة ميمة .إف التربية ينبغي أف تعطي النفوس القوة الوطنية ،وتوجيو آرائيا
وأذواقيا بحيث تكوف وطنية بالرغبة والعاطفة والضرورة»
إف التربية إدماج ،تدمر «أنا» الفرد وتعوضيا بػ «أنا» الجماعة بحيث
يفكر ك ّؿ فرد بالمصمحة الجماعية قبؿ المصمحة الفردية ،وىذا ما يدعى«
الفضيمة» .وقد أعطي ىذا المعنى في السطور األولى إلميؿ.
«إف المؤسسات الجيدة ىي المؤسسات التي تعرؼ تغيير اإلنساف ..نقؿ
األنا إلى الوحدة الجماعية » .
بالتأكيد أف إميؿ يتناوؿ التربية ،حتى أنيا كانت العنواف الفرعي لمكتاب!
ماذا يعني إذاً ىذا المفيوـ .تمثؿ الصفحات األولى منظومة مف التعاريؼ،
تتناوؿ الطبيعة ،اإلفساد ،العادة ،اإلنساف والمواطف .بشكؿ عاـ فإف ىذه
المفاىيـ تمثؿ فمسفة القرف الثامف عشر ،ىذه الفمسفة التي اتجيت نحو التمييز
ما بيف الطبيعي و المصطنع ،والتي كانت مفتونة بسمطة العادة ومتركزة عمى
العالقة ما بيف العواطؼ الطبيعية والعواطؼ السياسية.
ومف ثـ ،أف ك ّؿ ىذه األسئمة تتضح في مفيوـ التربية .في المقاـ األوؿ،
إف التربية في المفيوـ الشائع ليست صالحة ،إنيا صناعة لشواذ ،إنيا تيذيب
يخرؽ الطبيعة ،إنيا صالحة لمسياسة ،حيث إنيا تكيؼ الفرد مع جماعتو
وتدمج أناه في األنا الجماعية.
بعد تربية الواقع ،يحدد روسو التربية في ماىيتيا حسب ثالثية :التربية
والطبيعة ،تربية األشياء ،تربية اآلخريف .ويعطي في بقية الكتاب مضموناً
محدداً ليذه الثالثية :تعزز الطبيعة الجسد وتحرر المواىب اإلنسانية ،وتطور
34
الدكتورة مزهورة شكنون -عماروش استاذة حماضرة "ب"
األشياء المحيطة باإلنساف والمتوفرة لسموكو ذاكرتو وعقمو ،ويتدخؿ اآلخروف
بدءاً مف التنبو الجنسي عند نشوء المشاعر الترابطية (الصداقة ،الشفقة،
التقدير).
بيذه الثالثية «التربوية» يضع روسو انتربولوجيا اجتماعية ذات قاعدة
طبيعية .فيستبعد اجتماعية طبيعية تجعؿ اإلنساف في الدولة مثؿ النحمة في
خميتيا ،وفكرة اجتماعية تعاقدية التي تجعؿ مف الدولة ق ار اًر ناتجاً عف الحساب
اإلنساني .ليست ىناؾ حاجة لقمب الطبيعة ليصبح اإلنساف اجتماعياً ،إنيا
طبيعتو التي تجعمو كذلؾ ،ولكف بالعودة ،ىذه االجتماعية ال يمكف أف تستغني
عف فعؿ اآلخريف ،إف الوحيد ال يمكف أف يكوف اجتماعياً أبداً .إف فعؿ
اآلخريف عمى اإلنساف ليس مصطنعاً ،تفرضو الطبيعة ،طبيعة تجعؿ الناس
يعمموف ما تريد أف يعمموه دوف أف يكوف ليا قدرة عمى فعمو بنفسيا.
:بأي آليات، إذاً ما يدعوه روسو «بالتربية» ليس سوى فمسفة السببية
حسب سياؽ الزمف ،تتطور الطبيعة اإلنسانية في اتجاه المجتمع ،وفي أي
آليات تستطيع ىذه الطبيعة أف تفسد وأف تيدـ الصالت الحقيقية لإلنسانية؟ إف
مفيوـ التربية يجيب عمى ىذيف السؤاليف.
إف تربية إميؿ ىي تاريخ اإلنسانية ،كاف ينبغي عمى اإلنسانية أف تتربى
بنفسيا ،أي أنو في كؿ إنساف مبادئ تربيتو الذاتية ،وانتقالو مف الطبيعة البرية
(الوحشية) إلى الطبيعة اإلنسانية .إف القمب اإلنساني ىو ذاتو في النوع
اإلنساني وفي الفرد ،وميمة إميؿ ىي وصفو ،وىو ،في ىذا المعنى كتاب
انتربولوجيا ،تاريخ النوع اإلنساني كما أرادتو الطبيعة وكما كاف ينبغي أف
يظير.
35
الدكتورة مزهورة شكنون -عماروش استاذة حماضرة "ب"
-1اإليماف ببراءة الطفؿ ،وىو تأكيد العتقاده بخيرية الطبيعة البشرية ،إنو
يذكر أف اإلنساف ابف الخطيئة.
- 2اإلعالء مف شأف الطبيعة :فالطبيعة يتعمـ منيا اإلنساف ما يحتاج،
والتربية الصحيحة ىي السير وفؽ قوانينيا.
- 3مبدأ الحرية :ترؾ الطفؿ يتدبر أمره بنفسو يحممو عمى التفكير
واكتشاؼ المفاىيـ والحقائؽ ،عمى المربي أف يخمؽ مأزقا لمطفؿ ثـ يترؾ لو
الحرية لمخروج مف المأزؽ ،وبيذا تتـ عممية التعمـ التمقائي الراسخ.
- 4مبدأ التربية السمبية :أي أال نعمـ الطفؿ شيئا ال يطمب تعممو ،فترؾ لو
الحرية في الحركة واالحتكاؾ واكتشاؼ الخبرة العممية واالبتعاد عف الدروس
المفظية فيقوؿ" :ال ينبغي أف نمقف الطفؿ دروسا لفظية ،فالتجربة وحدىا ىي
التي يجب أف تتولى تعميمو وتأديبو.
- 5مبدأ الطفؿ ىو محور التربية :أي معاممة الطفؿ كطفؿ ال كراشد ،وأف
ميولو وخصائصو وحاجاتو الحاضرة ومصالحو يجب أف تكوف مركز العممية
التربوية ال رغبات وطموحات الكبار.
إف أصحاب ىذا المذىب ييتموف بطبيعة الطفؿ وأساس التربية عندىـ ال
يتمثؿ في اإلعداد لممستقبؿ حيث يقوؿ روسو ":إف الطبيعة تتطمب منيـ أف
يكونوا أطفاال قبؿ أف يصبحوا رجاال وعمى المربيف أف ال يحمموا الطفؿ ما ال
طاقة بو ،واال عاش تعيسا"
36
الدكتورة مزهورة شكنون -عماروش استاذة حماضرة "ب"
ومف ىنا ينحصر دور المربي عندىـ في مالحظة نمو الطفؿ نموا
طبيعيا وتييئة الفرص والظروؼ المالئمة ليذا النمو والتشديد عمى خبرة الطفؿ
وميولو.
أي إشراؾ الطفؿ في العمؿ والتجريب في المعامؿ ..وتييئة الظواىر
إلدراكيا والغاء النظاـ التعميمي القائـ عمى السمطة العميا.
وبالعودة إلى السياسات التعميمية في بمدنا نجد أنو مف الناحية النظرية
فإف القائموف عمى العممية التربوية يؤمنوف بأف ىذه النظريات السابقة بمجمميا
تكمؿ بعضا .
أما مف الناحية العممية فأعتقد أنيـ لـ يأخذوا بيذه النظريات ..وىذا
يظير ويتضح لنا بسرعة بالنظر إلى النتائج المخيبة التي وصؿ إلييا واقع
التعميـ والتعمـ.
واال كاف يمكف أف نشيد نفس النجاحات التي تحققيا المدارس في فرنسا
أو الواليات المتحدة ..أو أية دولة أخرى.
إذا فنحف لـ نشيد الكماؿ في مدارسنا ..ابتداء بإنشاء مباف مدرسية
الئقة مف حيث توافر الشروط الصحية ومراعاة توافر ساحات المعب والمناشط
المختمفة وانتياء بموضوع االستيعاب والصفوؼ المكتظة التي تحتـ أف يصبح
المدرس شرطيا ال مربيا.
37
الدكتورة مزهورة شكنون -عماروش استاذة حماضرة "ب"
39
الدكتورة مزهورة شكنون -عماروش استاذة حماضرة "ب"
بمدرستو ىذه إنشاء العديد مف المدارس التقدمية الخاصة في أمكنة متعددة مف
الواليات المتحدة.
ويمكف أف يضاؼ إلى أعمالو التربوية مئات المقاالت وعشرات الكتب
في الفمسفة والتربية :
-المدرسة والمجتمع.
-الطفؿ والمنيج.
-الديمقراطية والتربية.
-الخبرة والتربية.
-كيؼ نفكر.
-الطبيعة البشرية والتربية.
واذا كاف ديوي قد اشتير بأعمالو وكتبو التربوية كمرب مف أعظـ مربي
ىذا القرف -فإنو قد كانت لو نفس الشيرة تقريبا في عالـ الفمسفة .فقد ألؼ
العديد مف الكتب في الفمسفة وكتب المئات مف المقاالت فييا.
العوامؿ التي أثرت في أفكاره:
مف ىذه العوامؿ أفكار الفالسفة والعمماء والمربيف الذيف اتصؿ بأفكارىـ
جورج موريس ،الذي كاف مف بيف أساتذتو في الفمسفة ،ثـ زميال لو في التدريس
في جامعة متشيجف .فعف طريؽ ىذا الفيمسوؼ تعرؼ ديوي عمى الفمسفة
المثالية الييجمية وقبؿ بالتدريج كثي ار مف عناصر ىذه الفمسفة .ولكنو بعد تعرفو
ودراستو لنظرية التطور كما شرحيا تشارلز داروف ( ،)1882-1809وتوماس
ىنري ىاكسمي ( ،)1895-1825وغيرىما مف أنصار ىذه النظرية التي سادت
في النصؼ الثاني مف القرف التاسع عشر-تحوؿ إلييا مفضال ليا عمى الفمسفة
40
الدكتورة مزهورة شكنون -عماروش استاذة حماضرة "ب"
الييجمية ،ألنو وجد فييا ما يتفؽ مع ميولو العممية التجريبية .ولكف تفضيمو
لمفمسفة الداروينية لـ يمح تماما تأثره بالفمسفة المثالية الحديثة التي مف أبرز
مظاىرىا الفمسفة الييجمية .ويظير تأثره بالفمسفة المثالية بجانب تأثره بالفمسفة
الداروينية في االسـ الذي أطمقو بادئ األمر عمى فمسفتو عندما أصبحت لو
فمسفتو الخاصة المحددة .فقد سمى فمسفتو "بالفمسفة المثالية التجريبية" .وىذا
االسـ يحمؿ في طياتو التأثر بالفمسفة العممية الواقعية معا.
وكما تأثر بأفكار "جورج موريس" و"داروف" فإنو تأثر أيضا بأفكار
"تشارلس بيرس" و"ولياـ جيمس" المذيف كاف ليما الفضؿ في تأسيس المذىب
البرجماتي في الواليات المتحدة األمريكية وبأفكار "ستانمي ىوؿ" ،وبعض أفكار
"روسو" و"بستالوتزي" ،و"ىربارت" ،و"فروبؿ" ،وغيرىـ مف المربيف وعمماء النفس
المحدثيف.
وبجانب تأثره بأفكار الفالسفة والعمماء والمربيف السابقيف عميو
والمعاصريف لو فقد تأثر أيضا بعوامؿ كثيرة أخرى ،مف بينيا :المبادئ التي
تقوـ عمييا الحياة الديمقراطية ،والقيـ السائدة في المجتمع األمريكي ،وخصائص
ومتطمبات المجتمع الصناعي الذي عاش فيو.
وقد كاف ليذه العوامؿ جميعا تأثيرىا في فمسفتو العامة وفمسفتو التربوية.
وستتضح لنا بعض آثار ومظاىر ىذا التأثير في المجموعة التي ستناقشيا مف
أفكاره ومعتقداتو الفمسفية والتربوية.
41
الدكتورة مزهورة شكنون -عماروش استاذة حماضرة "ب"
ترى البرجماتية أف اإلنساف كائف طبيعي يعيش في بيئة اجتماعية وبيولوجية
ويستجيب إلى المثيرات البيولوجية واالجتماعية وىي ترفض كوف اإلنساف كائناً
روحياً.
42
الدكتورة مزهورة شكنون -عماروش استاذة حماضرة "ب"
تؤدي أث اًر في بناء شخصية اإلنساف وىذا يناقض منطؽ العمـ ,ويؤدي بالمتعمـ
إلى تشتت اتجاىاتو.
- 4ال تتقيد التربية البرجماتية بمعايير روحية فميس في رأييا وجود
سابؽ لمقيـ والمعايير الروحية ،ولكنيا تنشأ في أثناء القياـ بالتجارب الناجحة ،
وتتولد في أثناء حؿ المشكالت المتنوعة .وترى أيضاً أف الخبرة الذاتية لمفرد
والنجاح الفردي ىما األساس لألخالؽ ،وليس تراكـ التراث الثقافي لإلنسانية ،أو
لمصمحة المجتمع وقيمتو ،فيي بذلؾ ت}كد التنافس ،وتنمي الفردية والنجاح
الفردي والمنفعة والبقاء لألقوى.
-5النظرية البرجماتية تركز عمى الجانب العممي لعممية التعميـ فإف
نشاط المتعمـ وفاعميتو في النشاط والمشروعات والوحدات التي خططيا المتعمـ
وينفذىا فيي بذلؾ تقدمو لممعرفة بدالً مف أف تقدـ المعرفة لو .وىذا سيؤدي إلى
تحطيـ التنظيـ المنطقي لممادة العممية ،فضالً عف أنيا ال تقدـ لمتالميذ إال
المعمومات الجزئية والسطحية ذات اليدؼ النفعي مما يؤدي إلى ضعؼ
المستوى العممي لمتالميذ.
-6يتمثؿ دور المعمـ البرجماتي في النصح واالستشارة وتنظيـ ظروؼ
الخبرة واإلمكانات التي تساعد عمى تعمـ الفرد .وىذا يعني إىماؿ الكثير مف
طاقات المعمـ وامكاناتو وابداعاتو ألنو عنصر فاعؿ في العممية التعميمية مما
يكسب العممية التربوية قدرة عمى بناء المتعمـ وتعميمو.
-7إف ىذه النظرية ما ىي إال تعبير عف واقع المجتمع األمريكي
وتطوره االقتصادي واالجتماعي في تطوره العممي وتقدمو الصناعي ,وىي
محور القيـ الحضارية واالجتماعية التي تؤكد الربح والنجاح ,ونمو الروح
43
الدكتورة مزهورة شكنون -عماروش استاذة حماضرة "ب"
الفردية والنزعة العممية والواقعية والنفعية معبرة عف ازدىار الرأسمالية وقوة
البرجوازية.
ويقدـ سميماف بف صالح الخراشي نقد لمبراجماتية مف طرؼ بعض
المتخصصيف في الفكر الغربي :
يقوؿ سماح رافع محمد في كتابو " المذاىب الفكرية المعاصرة
الروح المادية لمقرف العشريف...وىي "(:البراجماتية فمسفة عممية انبثقت مف
أمريكية النشأة ،رأسمالية االتجاه) (.وكممة البراجماتية في أصميا المغوي مشتقة
المجدية ،ويصبح المقصود مف كممة يونانية تعني العمؿ النافع ،أو المزاولة
منيا ىو " المذىب العممي " أو " المذىب النفعي") .ومؤسسيا " تشارلز بيرس "
الذي ( كاف أوؿ مف ابتكر كممة البراجماتية في الفمسفة المعاصرة ).
ويقوؿ الدكتور مصطفى حممي الذي يقوؿ في كتابو " الفكر اإلسالمي
في مواجية الغزو الثقافي" :
بػ " ( -تنسب " البراجماتية " كفرع فمسفي إلى أصؿ شجرتيا المسماة
الوضعية " ،فيجب أف نعرؼ أوالً بالوضعية ليسيؿ عمينا بعد ذلؾ فيـ معالـ
الفمسفة البراجماتية.
إف الوضعية " ىي اتجاه فكرى يقتنع بما ىو كائف ويفسره ويرفض :أف
ينبغي أف يكوف " ،ثـ أخذت الوضعية الشكؿ الجديد في الواليات المتحدة
األمريكية واسمو " البراجماتية " ىذا الشكؿ الجديد يحدده الدكتور توفيؽ الطويؿ
بقولو " إذا كانت الوضعية قد رفضت التسميـ بالحقائؽ المطمقة والقضايا
الميتافيزيقية ،فإف الفمسفة العممية ال تتردد في قبوليا واعتبارىا صادقة متى
كانت مفضية إلى نفع يتحقؽ في حياة الناس " .
44
الدكتورة مزهورة شكنون -عماروش استاذة حماضرة "ب"
ولفيـ مضموف ىذه الفمسفة ،ينبغي أف نعرؼ أوال أصميا المغوي ثـ
ننتقؿ إلى التعريؼ بمؤسسيا " تشارلز بيرس " ثـ بياف تفصيؿ الفمسفة عف أبرز
فالسفتيا وىو " وليـ جيمس " :
األصؿ المغوي يفيد " ما ىو عممي " ومف ىنا أطمؽ عمييا اسـ " الفمسفة العممية
" ،ولذلؾ فإنيا تيتـ بالعمؿ عمى حساب النظر.
1839ػ إف مؤسس ىذا المذىب الفمسفي ىو تشارلز ساندر بيرس "
" 1914ـ ،وىو صاحب فكرة وضع ( العمؿ ) مبدأ مطمقًا ؛ في مثؿ قولو:
"إف تصورنا لموضوع ماىو إال تصورنا لما قد ينتج عف ىذا الموضوع مف آثار
عممية ال أكثر " .
ويتوسع فى دائرة العمؿ بحيث يشمؿ المادي والخمقي أو التصور ،
وتثمر ىذه النظرة لمعمؿ اتساع العالـ أمامنا ،إنو عالـ مرف ،نستطيع التأثير
فيو وتشكيمو ،وما تصوراتنا إال فروض أو وسائؿ ليذا التأثير والتشكيؿ .
45
الدكتورة مزهورة شكنون -عماروش استاذة حماضرة "ب"
ضوئيا تحدد فمسفة التربية التي بدورىا تحدد محتوى المنيج وتنظيمو
واستراتيجيات التدريس والوسائؿ واألنشطة التي تعمؿ كميا في إطار متسؽ
لبموغ األىداؼ االجتماعية المرغوب في تحقيقيا
وىذه القوى تشكؿ مالمح الفمسفة االجتماعية أو النظاـ االجتماعي ألي
مجتمع مف المجتمعات ,وفي ضوئيا تحدد فمسفة التربية التي بدورىا تحدد
محتوى المنيج وتنظيمو واستراتيجيات التدريس والوسائؿ واألنشطة التي تعمؿ
كميا في إطار متسؽ لبموغ األىداؼ االجتماعية المرغوب في تحقيقيا.
ػ تنمية وتأكيد االتجاه االجتماعي لقبوؿ المساواة بيف الرجؿ والمرأة
ومشاركتيا في الحياة االجتماعية ،في إطار مف ثوابت وقيـ الثقافة العربية
اإلسالمية الصحيحة ،ونبذ النظرة إلى المرأة عمى أنيا أقؿ مكانة مف الرجؿ.
3ػ تطوير إستراتيجية التربية العربية بما يحقؽ تأكيد المبادئ التالية:
ػ تكويف إنساف معتز بأنو عربي ومسمـ أو مسيحي مف أبناء األمة العربية
ػ تكويف إنساف يقبؿ االختالؼ االجتماعي والثقافي ويحترـ اآلخريف في
أسرتو ومجتمعو والعالـ ،ولو القدرة عمى التعايش والتعامؿ معيـ بروح إيجابية
بناءة
تعاني المنظومة التربوية مف عدة مشاكؿ ،و ال يمكف إسناد مصدر ىذه
المشاكؿ إلى طرؼ دوف آخر ،و مف بيف ىذه المشكالت :
* ضعؼ المستوى الدراسي.
46
الدكتورة مزهورة شكنون -عماروش استاذة حماضرة "ب"
* ارتفاع نسبة التسرب المدرسي.
* حصر التربية عمى المدرسة وغياب األولياء عنيا.
* غياب منيجية عممية لمتقويـ.
* اكتظاظ األقساـ مما يعرقؿ السير الحسف لمدرس واستيعاب التالميذ.
* مشكالت مصدرىا األستاذ نفسو.
* مشكالت مصدرىا التمميذ.
* مشاكؿ مادية ومعنوية يعني منيا الطرفيف(معمـ،متعمـ).
* نقص اإلمكانات المادية والوسائؿ البيداغوجية.
* نقص دراسات عممية ميدانية قبؿ إجراء تعديالت معينة.
* غموض سياسة التخطيط.
47
الدكتورة مزهورة شكنون -عماروش استاذة حماضرة "ب"
لشعائريتو الزائفة ،مما أدى بالعممية التربوية إلى االنكماش والتقوقع في الوقت
الذي نرى أف المجتمعات المتقدمة رأت في التعميـ ما يوطد الحياة الديمقراطية،
ألنيا اعتقدت وآمنت بأف نشر العمـ بيف طبقات الشعب مف األسس المتينة التي
يقوـ عمييا صرح الحرية واالستقالؿ الوطني ،ألف الحرية ال تستقيـ مع الجيؿ،
ألف دعامتيا (التعميـ الذي يشعر الفرد بواجبو وحقو وبواجبات نظرائو وحقوقيـ
الديمقراطية.
وىذا يدفعنا لمقياـ (1بتغيير جذري في نظاـ التربية والتعميـ مف أجؿ
بناء الفرد والمجتمع ) كي نتمكف مف بناء شخصية قوية منتجة ال تعاني مف
العقد واإلحباطات ،وتستشرؼ المستقبؿ ،ال مف خالؿ األماني والخطاب
الديماغوجي ،وانما بالنزوع (لدراسة المستقبؿ بيدؼ التنبؤ واالستعداد والتأثير
فيو) ،منطمقيف في ذلؾ مف عممية استقراء تعتمد العممية والمنطؽ لمحاضر
واشكالياتو ،ألنو لـ يعد التعميـ في ضوء الدراسات الحديثة ،وما أثمر تمعف
نظريات جديدة في مجاؿ تعريؼ التعميـ ،وما أتاحو التقدـ التكنولوجي مف
وسائؿ مساعدة لالختبار والقياس ينظر إليو لتحصيؿ لممعرفة والميارات ،أو أنو
تدريب عقمي! بؿ أصبح ينظر إليو بأنو عممية تربوية تيدؼ إلى إحداث تغيير
في السموؾ معتمداً عمى(عوامؿ عدة في بيئة المتعمـ الكمية وأثر الخبرة التعميمية
عمى شخصية وسموؾ اإلنساف) .وىذا في حالتنا اآلف يستوجب لموصوؿ إلى
المسار االجتماعي/الحضاري الصحيح ،القياـ باإلصالح والتغيير الجذري لنظاـ
التربية والتعميـ مف أجؿ قياـ مجتمع جديد متوازف وواع ،وىذا يتطمب القياـ
بميمتيف أساسيتيف ىما (التخطيط والتنفيذ ،مع تييئة الضمانة اإلجرائية الالزمة)
لتغيير الفرد الذي ىو النواة األساسية في المجموعة االجتماعية وجعمو إنساناً
48
الدكتورة مزهورة شكنون -عماروش استاذة حماضرة "ب"
جديداً متوافقاً مع المفاىيـ واألفكار الجديدة التي تتيحيا لو الحرية التي استعادىا
ٍ
لعقود مف الزمف. بعد أف فقدىا
وعممية التغيير واإلصالح ىذه ال يمكف أف تتـ بعفوية أو بالعصا
السحرية ،بؿ إنيا تتطمب (عممية شاممة مف التربية واإلرشاد) تفسح المجاؿ
لمفرد بالوصوؿ بقدراتو واستعداداتو إلى أقصى طاقاتيا ،وذلؾ مف خالؿ نظاـ
يسمح بالمرونة في إعداد وتخطيط المناىج وتنظيميا بما يتوافؽ والطيؼ
المجتمعي لمعراؽ وحاجاتو ،مؤمنيف (بأف الشيء الميـ في التعميـ ليس فيما
تحتويو المادة ذاتيا بؿ في القدرة العقمية اليامة التي تنمو نتيجة ليا ،فقد وجو
عمـ النفس الوظيفي أنظار المربيف إلى رأي جديد ،وىو أف اإلنساف يتعمـ طرقاً
معينة نتيجة الستجابتو لمواقؼ معينة ،أي أف استجابة الفرد تتنوع تبعاً لنوع
المواقؼ التعميمية) ألف اإلصالح والتغيير الذي نريده لمجتمعنا الجديد ،ال
ينبغي أف يكوف عشوائياً ،بؿ يجب أف يسير وفؽ القيـ التي يرسميا الدستور
لممجتمع ،مف أجؿ إقامة المجتمع الديمقراطي ،ألف إصالح النظـ المدرسية
القائمة (بيف الفينة والفينة مطمب ضروري ،السيما وأف الشروط االجتماعية
الجديدة ،وتطور العموـ اإلنسانية ،تجعؿ التغيير والتطور ضرورياً).
عمى ضوء ما تقدـ سوؼ نتناوؿ في بحثنا ىذا محوريف يشكالف العصب
والعمود الفقري لمعممية التربوية التعميمية ىما(المدرسة والمنيج) مؤكديف أف
اإلصالح ال يمكف أف يتـ دوف وثائؽ كافية ودوف اتصاؿ حي فعمي بالواقع
المدرسي ،لذلؾ البد مف اعتماد أصوؿ البحث العممي المنظـ ،واال كنا أماـ
اجتيادات شخصية ،يمكف أف تدحضيا اجتيادات شخصية أخرى ،إذ أف مف
شروط نجاح اإلصالح والتغيير أف يتـ(التعاوف بيف القائميف بالبحث وبيف الييئة
49
الدكتورة مزهورة شكنون -عماروش استاذة حماضرة "ب"
التعميمية واإلدارييف والباحثيف المختصيف وسائر األشخاص المعينيف بالحياة
المدرسية).
50