C/GC/16 Distr.: General 17 April 2013 Arabic Original: English

You might also like

Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 30

‫‪CRC/C/GC/16‬‬ ‫األمم املتحدة‬

‫‪Distr.: General‬‬
‫‪17 April 2013‬‬
‫‪Arabic‬‬
‫اتفاقية حقوق الطفل‬
‫‪Original: English‬‬

‫لجنة حقوق الطفل‬

‫التعليق العام رقم ‪)2013( 16‬‬


‫التزامات الدول بشأن أثر قطاع األعمال التجارية على‬
‫حقوق الطفل‬ ‫*‬

‫__________* اعتمدته اللجنة يف دورهتا الثانية والستني (‪ 14‬كانون الثاين‪/‬يناير ‪ 1 -‬شباط‪/‬فرباير‬ ‫*‬

‫‪.)2013‬‬

‫‪(A) GE.13-42819‬‬ ‫‪120613‬‬ ‫‪130613‬‬


‫‪CRC/C/GC/16‬‬

‫احملتويات‬
‫الصفحة‬ ‫الفقـرات‬
‫املقدمة واألهداف ‪............................................................‬‬ ‫أوالً ‪-‬‬
‫‪3 7-1‬‬
‫النطاق والتطبيق ‪..............................................................‬‬ ‫ثانياً ‪-‬‬
‫‪5 11-8‬‬
‫املبادئ العامة لالتفاقية يف اتصاهلا باألنشطة التجارية‪.............................‬‬ ‫ثالثاً ‪-‬‬
‫‪6................................................................... 23-12‬‬
‫ألف ‪ -‬احلق يف عدم التعرض للتمييز (املادة ‪................................)2‬‬
‫‪6................................................................... 14-13‬‬
‫باء ‪ -‬مصاحل الطفل الفضلى (الفقرة ‪ 1‬من املادة ‪.........................)3‬‬
‫‪7................................................................... 17-15‬‬
‫جيم ‪ -‬احلق يف احلياة والبقاء والنمو (املادة ‪................................)6‬‬
‫‪7................................................................... 20-18‬‬
‫دال ‪ -‬حق الطفل يف االستماع إليه (املادة ‪..............................)12‬‬
‫‪8................................................................... 23-21‬‬
‫طابع ونطاق التزامات الدول ‪..................................................‬‬ ‫رابعاً ‪-‬‬
‫‪9................................................................... 31-24‬‬
‫ألف ‪ -‬االلتزامات العامة ‪....................................................‬‬
‫‪9................................................................... 25-24‬‬
‫باء ‪ -‬االلتزام باالحرتام واحلماية واإلعمال‪..................................‬‬
‫‪10................................................................... 31-26‬‬
‫التزامات الدول يف سياقات حمددة‪.............................................‬‬ ‫خامساً ‪-‬‬
‫‪12................................................................... 52-32‬‬
‫ألف ‪ -‬توفري اخلدمات لتحقيق التمتع حبقوق الطفل‪...........................‬‬
‫‪13................................................................... 34-33‬‬
‫باء ‪ -‬االقتصاد غري الرمسي ‪.................................................‬‬
‫‪13................................................................... 37-35‬‬
‫جيم ‪ -‬حقوق الطفل والعمليات التجارية على الصعيد العاملي‪..................‬‬
‫‪14................................................................... 46-38‬‬
‫دال ‪ -‬املنظمات الدولية ‪....................................................‬‬
‫‪17................................................................... 48-47‬‬
‫هاء ‪ -‬الطوارئ وحاالت النزاع ‪..............................................‬‬
‫‪18................................................................... 52-49‬‬

‫‪GE.13-42819‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪CRC/C/GC/16‬‬

‫إطار التنفيذ ‪.................................................................‬‬ ‫سادساً ‪-‬‬


‫‪19................................................................... 84-53‬‬
‫ألف ‪ -‬التدابري التشريعية والتنظيمية وتدابري اإلنفاذ‪.............................‬‬
‫‪19................................................................... 65-53‬‬
‫باء ‪ -‬تدابري االنتصاف ‪....................................................‬‬
‫‪23................................................................... 72-66‬‬
‫جيم ‪ -‬التدابري السياساتية ‪...................................................‬‬
‫‪25................................................................... 74-73‬‬
‫دال ‪ -‬تدابري التنسيق والرصد ‪................................................‬‬
‫‪26................................................................... 81-75‬‬
‫هاء ‪ -‬تدابري التعاون والتوعية ‪...............................................‬‬
‫‪28................................................................... 84-82‬‬
‫النشر ‪...................................................................‬‬ ‫سابعاً ‪-‬‬
‫‪29................................................................... 86-85‬‬

‫‪3‬‬ ‫‪GE.13-42819‬‬
‫‪CRC/C/GC/16‬‬

‫أوالً‪ -‬المقدمة‪ 8‬واألهداف‬


‫‪ -1‬تدرك جلنة حقوق الطفلـ أن أثر قطاع األعمال التجارية على حقوق الطفلـ قد تزايد‬
‫يف العقود األخرية بسبب عوامل مثل طابع االقتصادات والعمليات التجارية املتسم بالعوملة‪،‬‬
‫واالجتاهات املستمرة حنو الالمركزية‪ ،‬والتوريد اخلارجي واخلصخصةـ ملهام الدولة مبا يؤثر‬
‫على حقوق اإلنسان‪ .‬وميكن لألعمال التجارية أن تشكل حمركاً أساسياً للمجتمعاتـ‬
‫واالقتصادات حنو التقدم بسبل تعزز إعمال حقوق الطفل‪ ،‬بطرق منها على سبيل املثال‪،‬‬
‫أوجه التقدم التكنولوجي واالستثمار وتوفري فرص العمل الالئق‪ .‬إال أن إعمال حقوق الطفل‬
‫ليس نتيجة تلقائية للنمو االقتصادي‪ ،‬حيث ميكن للمؤسسات التجارية أن تؤثر سلباً كذلك‬
‫على حقوق الطفل‪.‬‬
‫‪ -2‬وتقع على عاتق الدول التزامات بشأن أثر األنشطة والعمليات التجارية على حقوق‬
‫الطفلـ الناشئة عن اتفاقية حقوق الطفل وبروتوكوليها االختياريني بشأن بيع األطفال‬
‫واستغالل األطفال يف البغاء ويف املواد اإلباحية‪ ،‬وبشأن اشرتاك األطفال يف املنازعات‬
‫املسلحة‪ .‬وتشمل هذه االلتزامات طائفة منوعة من القضايا‪ ،‬مبا يُظهر أن األطفال أصحاب‬
‫حقوق وأصحاب مصلحةـ على السواء يف األعمال التجارية‪ ،‬بصفتهم مستهلكني وموظفني‬
‫عاملني بشكل قانوين‪ ،‬وباعتبارهم يف املستقبل موظفني وقادة أعمال وأعضاء يف اجملتمعات‬
‫والبيئات اليت تعمل فيها املؤسسات التجارية‪ .‬ويهدف هذا التعليق العام إىل توضيح هذه‬
‫االلتزامات وتبيان التدابري اليت يتعني على الدول اختاذها للوفاء بتلك االلتزامات‪.‬‬
‫عرف قطاع األعمال التجارية على أنه يشمل مجيع‬ ‫‪ -3‬وألغراض هذا التعليق العام‪ ،‬يُ َّ‬
‫املؤسسات التجارية‪ ،‬الوطنية وعرب الوطنية على السواء‪ ،‬بصرف النظر عن احلجم أو القطاع‬
‫أو املكان أو امللكية أو اهليكل‪ .‬كما يتناول التعليق العام أيضاً االلتزامات املتعلقة باملنظمات‬
‫غري اهلادفة للربح اليت تضطلع بدور يف توفري خدمات بالغة األمهية لتمتع األطفال حبقوقهم‪.‬‬
‫‪ -4‬ومن الضروري أن يكون للدول أطر قانونية ومؤسسية كافية الحرتام حقوق الطفل‬
‫ومحايتها وإعماهلا‪ ،‬ولتوفري سبل االنتصاف إذا وقعت انتهاكات يف سياق العمليات واألنشطة‬
‫التجارية‪ .‬ويف هذا الصدد‪ ،‬يتعني أن تراعي الدول ما يلي‪:‬‬
‫تشكل الطفولة مرحلة فريدة من النمو البدين والعقلي والنفسي والروحي؛‬ ‫(أ)‬
‫وانتهاكات حقوق الطفلـ مثل التعرض للعنف أو عمل األطفال أو املنتجات غري اآلمنة أو‬
‫املخاطر البيئية ميكن أن ترتتب عليها تبعات تدوم مدى احلياة وغري قابلة للزوال بل ومتوارثة‬
‫عرب األجيال؛‬
‫(ب) يتسم األطفال عادة بأن ليس هلم صوت سياسي‪ ،‬ويفتقرون إىل إمكانية‬
‫احلصول على املعلومات ذات الصلة‪ .‬وهم يعتمدون يف إعمال حقوقهم على نظم احلكم اليت‬
‫يصعب عليهم اإلدالء برأيهم يف القرارات املتعلقة بالقوانني‬
‫ليس هلم عليها تأثري يُذكر‪ .‬وذلك ِّ‬

‫‪GE.13-42819‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪CRC/C/GC/16‬‬

‫والسياسات اليت تؤثر على حقوقهم‪ .‬ويف عملية صنع القرار‪ ،‬قد ال تراعي الدول بالقدر الكايف‬
‫أثر القوانني والسياسات املتعلقة باألعمال التجارية على األطفال‪ ،‬بينما كثرياً ما يبذل قطاع‬
‫األعمال التجارية يف املقابل نفوذاً قوياً على القرارات دون الرجوع إىل مسألة حقوق الطفل؛‬
‫(ج) يصعب على األطفال عموماً احلصول على االنتصاف‪ ،‬سواء يف احملاكم أو‬
‫من خالل آليات أخرى‪ ،‬عندما تتعرض حقوقهم لإلخالل وال سيما على يد املؤسسات‬
‫التجارية‪ .‬فعادة ما يفتقر األطفال لألهلية القانونية وللمعرفة بآليات االنتصاف وللموارد املالية‬
‫والتمثيل القانوين املناسب‪ .‬وفضالً عن ذلك‪ ،‬مثة صعوبات خاصة باألطفال يف احلصول على‬
‫االنتصاف عن االنتهاكات اليت حتدث يف سياق العملياتـ التجارية على الصعيد العاملي‪.‬‬
‫‪ -5‬ونظراً للطائفة الواسعة من حقوق الطفل اليت ميكن أن تتأثر من األنشطة والعمليات‬
‫التجارية‪ ،‬فإن هذا التعليق العام ال ينظر يف كل مادة ذات صلة من االتفاقية وبروتوكوالهتا‪.‬‬
‫وإمنا يسعى إىل تزويد الدول بإطار لتنفيذ االتفاقية ككل فيما يتعلق بقطاع األعمال التجارية‪،‬‬
‫مع الرتكيز على السياقات احملددة اليت يكون تأثري األنشطة التجارية فيها على حقوق الطفل‬
‫أكثر أمهية‪ .‬ويهدف هذا التعليق العام إىل تقدمي اإلرشاد إىل الدول بشأن كيفية قيامها مبا يلي‪:‬‬
‫ضمان أال تؤثر أنشطة وعمليات املؤسسات التجارية سلباً على حقوق الطفل؛‬ ‫(أ)‬
‫(ب) هتيئة بيئة مواتية وداعمة للمؤسسات التجارية لكي حترتم حقوق الطفل‪ ،‬مبا‬
‫يف ذلك عرب أية عالقات جتارية ترتبط بعملياهتا أو منتجاهتا أو خدماهتا وعرب عملياهتا على‬
‫الصعيد العاملي؛‬
‫(ج) ضمان إمكانية احلصول على االنتصاف الفعال لألطفال الذين يتم اإلخالل‬
‫حبقوقهم من قِبل أية مؤسسة جتارية تعمل كطرف خاص أو كوكيل عن الدولة‪.‬‬
‫‪ -6‬يستند هذا التعليق العام إىل خربة اللجنة يف استعراض تقارير الدول األطراف‪ ،‬ويوم‬
‫املناقشة العامة عن القطاع اخلاص كمقدمـ للخدمات‪،‬ـ الذي عقد يف عام ‪ .)1(2012‬كما‬
‫يستقي معلوماته من املشاورات اإلقليمية والدولية مع العديد من أصحاب املصلحة مبن فيهم‬
‫األطفال‪ ،‬وكذلك املشاورات العامة اليت جرت منذ عام ‪.2011‬‬
‫‪ -7‬وتدرك اللجنة أن ما هو قائم ومتطور على الصعيدين الوطين والدويل من القواعد‬
‫واملعايري واإلرشاد السياسايت بشأن األعمال التجارية وحقوق اإلنسان‪ ،‬مهم للتعليق العام‪.‬‬
‫ويتسق التعليق مع االتفاقيات الدولية مبا فيها اتفاقيتا منظمة العمل الدولية رقم ‪(182‬‬
‫‪ ) 1999‬بشأن حظر أسوأ أشكال عمل األطفال واإلجراءات الفورية للقضاء عليها‪،‬‬
‫ورقم‪ )1973(138 ‬بشأن احلد األدىن لسن االستخدام‪ .‬وتدرك اللجنة أمهية إطار األمم‬
‫املتحدة‪" :‬احلماية واالحرتام واالنتصاف"‪ ،‬واملبادئ التوجيهية بشأن األعمال التجارية وحقوق‬
‫اإلنسان اليت اعتمدها جملس حقوق اإلنسان‪ ،‬وإعالن منظمة العمل الدولية الثالثي للمبادئ‬
‫‪1‬‬
‫__________جلنة حقوق الطفل‪ ،‬تقرير دورهتا احلادية والثالثني‪ ،CRC/C/121 ،‬املرفق الثاين‪.‬‬

‫‪5‬‬ ‫‪GE.13-42819‬‬
‫‪CRC/C/GC/16‬‬

‫املتعلقة باملؤسسات املتعددة اجلنسيات والسياسة االجتماعية‪ .‬وكان من بني املراجع املفيدة‬
‫للجنة وثائق أخرى مثل املبادئ التوجيهية للمؤسسات املتعددة اجلنسيات‪ ،‬اخلاصة مبنظمة‬
‫التعاون والتنمية يف امليدان االقتصادي‪ ،‬واالتفاق العاملي‪ ،‬ودراسة األمم املتحدة بشأن العنف‬
‫ضد األطفال‪ ،‬واملبادئ املتعلقة حبقوق الطفل واألعمال التجارية‪.‬‬

‫ثانياً‪ -‬النطاق والتطبيق‬


‫‪ -8‬يتناول هذا التعليق العام أساساً التزامات الدول مبوجب االتفاقية وبروتوكوالهتا‬
‫االختيارية‪ .‬وال يوجد يف هذه املرحلة أي صك دويل ملزم قانوناً بشأن مسؤوليات قطاع‬
‫األعمال التجارية إزاء حقوق اإلنسان‪ .‬ولكن اللجنة تدرك أن الواجبات واملسؤوليات املتعلقة‬
‫باحرتام حقوق الطفل متتد من ناحية املمارسة العملية ملا هو أبعد من اخلدمات واملؤسسات‬
‫التابعة للدولة أو اخلاضعة لسيطرهتا‪ ،‬وتنطبق على اجلهات الفاعلة واملؤسسات التجارية اخلاصة‪.‬‬
‫ومن مث‪ ،‬فإن كل املؤسسات التجارية جيب أن تضطلع مبسؤولياهتا إزاء حقوق الطفل وجيب على‬
‫الدول أن تضمن هذا األمر‪ .‬وباإلضافة إىل ذلك‪ ،‬يتعني على املؤسسات التجارية أال تقوض قدرة‬
‫الدول على الوفاء بالتزاماهتا جتاه األطفال مبوجب االتفاقية وبروتوكوالهتا االختيارية‪.‬‬
‫‪ -9‬وتقر اللجنة بأن ما تقوم به مؤسسات جتارية من إجراءات طوعية يف إطار مسؤولية‬
‫الشركاتـ مثل االستثمار االجتماعي‪ ،‬واملشاركة يف جهود الدعوة والسياسات العامة‪،‬‬
‫واملدونات الطوعية لقواعد السلوك‪ ،‬والعمل اخلريي وغري ذلك من اإلجراءات اجلماعية‪،‬‬
‫ميكن أن تنهض حبقوق الطفل‪ .‬ويتعني على الدول تشجيع تلك اإلجراءات واملبادرات‬
‫الطوعية كسبيل إلجياد ثقافة للوسط التجاري حترتم حقوق الطفل وتدعمها‪ .‬ولكن ينبغي‬
‫التأكيد على أن تلك اإلجراءات واملبادرات الطوعية ليست بديالً عن إجراءات الدولة وتنظيم‬
‫األعمال التجارية مبا يتسق مع االلتزامات القائمة مبوجب االتفاقية وبروتوكوالهتا أو عن‬
‫امتثال املؤسسات التجارية مبسؤولياهتا باحرتام حقوق الطفل‪.‬‬
‫‪ -10‬ومن املهم اإلشارة إىل أن االتفاقية وبروتوكوالهتا االختيارية تلزم الدولة ككل‪،‬‬
‫بصرف النظر عن اهلياكل الداخلية أو الفروع أو التنظيمات فيها‪ .‬وفضالً عن ذلك‪ ،‬فإن‬
‫المركزية السلطة‪ ،‬سواء من خالل نقل الصالحيات أو التفويض‪ ،‬ال تقلل من املسؤولية‬
‫املباشرة للدولة عن الوفاء بالتزاماهتا جتاه كل األطفال اخلاضعني لواليتها‪.‬‬
‫‪ -11‬وينظر هذا التعليق العام أوالً يف العالقة بني التزامات الدولة املتعلقة باألنشطة‬
‫يعرف الطابع والنطاق العامني اللتزامات الدولة إزاء‬ ‫التجارية واملبادئ العامة لالتفاقية‪ .‬مث ّ‬
‫حقوق الطفلـ وقطاع األعمال التجارية‪ .‬ويلي ذلك فحص لنطاق االلتزامات يف السياقات‬
‫اليت يكون تأثري األنشطة والعملياتـ التجارية فيها على حقوق الطفل أكثر أمهية‪ ،‬مبا يف ذلك‬
‫عند تقدمي املؤسسات التجارية للخدمات‪،‬ـ أو تضرر األطفال يف االقتصاد غري الرمسي‪ ،‬أو‬

‫‪GE.13-42819‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪CRC/C/GC/16‬‬

‫اشرتاك الدول مع املنظمات الدولية‪ ،‬أو عمل املؤسسات التجارية يف اخلارج يف مناطق ال‬
‫تكون فيها محاية الدولة حلقوق الطفل كافية‪ .‬وخيتتم هذا التعليق العام بوضع إطار عمل‬
‫للتنفيذ والنشر‪.‬‬

‫ثالثاً‪ -‬المبادئ العامة لالتفاقية في اتصالها‪ 8‬باألنشطة‪ 8‬التجارية‬


‫‪ -12‬تتسم حقوق الطفل بأهنا عاملية وغري قابلة للتجزئة ومرتابطة ومتشابكة‪ .‬وقد وضعت‬
‫اللجنة أربعة مبادئ عامة يف سياق االتفاقية كأساس جلميع قرارات وإجراءات الدولة‬
‫فيما‪ ‬يتعلقـ باألنشطة والعمليات التجارية مبا يتسق مع هنج يراعي حقوق الطفل(‪.)2‬‬

‫ألف‪ -‬الحق في عدم التعرض للتمييز (المادة‪)2 8‬‬


‫‪ -13‬تدعو املادة ‪ 2‬من االتفاقية الدول إىل أن حترتم احلقوق وتضمنها لكل طفل خيضع‬
‫لواليتها "دون أي نوع من أنواع التمييز‪ ،‬بغض النظر عن عنصر الطفل أو والديه أو الوصي‬
‫القانوين عليه أو لوهنم أو جنسهم أو لغتهم أو دينهم أو رأيهم السياسي أو غريه أو أصلهم‬
‫القومي أو اإلثين أو االجتماعي أو ثروهتم أو عجزهم أو مولدهم أو أي وضع آخر"‪ .‬وجيب‬
‫على الدول ضمان أال تكون أي من التشريعات أو السياسات أو الربامج اليت تتناول املسائل‬
‫املتعلقة باألعمال التجارية متييزية ضد األطفال يف حمتواها أو يف تنفيذها‪ ،‬سواء عن عمد أو‬
‫دون قصد‪ ،‬مثل تلك اليت تتناول إمكانية حصول اآلباء أو مقدميـ الرعاية على العمل‪ ،‬أو‬
‫إمكانية حصول األطفال ذوي اإلعاقة على السلع واخلدمات‪.‬‬
‫‪ -14‬ويلزم أن تقوم الدول مبنع التمييز يف جماالت القطاع اخلاص عموماً وأن توفر‬
‫االنتصاف إن وقع التمييز‪ .‬ويتعني على الدول مجع البيانات اإلحصائية املصنفة على حنو‬
‫مناسب وغريها من املعلومات لتحديد حاالت التمييز ضد األطفال يف سياق األنشطة‬
‫والعمليات التجارية‪ ،‬ويتعني إنشاء آليات لرصد املمارسات التمييزية يف قطاع األعمال‬
‫التجارية وإجراء التحقيقات بشأهنا‪ .‬وينبغي على الدول أيضاً اختاذ خطوات لتهيئة بيئة داعمة‬
‫لقيام األعمال التجارية باحرتام احلق يف احلماية من التمييز عن طريق تعزيز املعرفة والفهم هلذا‬
‫احلق داخل القطاع املذكور‪ ،‬مبا يف ذلك قطاعات وسائط اإلعالم والتسويق واإلعالن‪ .‬ويتعني‬
‫أن تستهدف أعمال التوعية وإذكاء الوعي لدى املؤسسات التجارية التصدي للمواقف‬
‫التمييزية ضد كل األطفال‪ ،‬وال سيما املستضعفني منهم‪ ،‬والقضاء على تلك املواقف‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫__________انظر‪ :‬جلنة حقوق الطفل‪ ،‬التعليق العام رقم ‪ )2011( 13‬عن حق الطفل يف التحرر من‬
‫مجيع أشكال العنف‪ ،‬الوثائق الرمسية للجمعية العامة‪ ،‬الدورة السابعة والستون‪ ،‬امللحق رقم ‪( 41‬‬
‫‪ ،)A/67/41‬املرفق اخلامس‪ ،‬الفقرة ‪.59‬‬

‫‪7‬‬ ‫‪GE.13-42819‬‬
‫‪CRC/C/GC/16‬‬

‫باء‪ -‬مصالح الطفل الفضلى (الفقرة‪ 1 8‬من المادة ‪)3‬‬


‫‪ -15‬تنص الفقرة ‪ 1‬من املادة ‪ 3‬من االتفاقية على أن تويل الدول االعتبار األول ملصاحل‬
‫الطفلـ الفضلىـ يف مجيع اإلجراءات اليت تتعلقـ باألطفال‪ .‬ويقع على الدول التزام بإدراج هذا‬
‫املبدأ وتطبيقه يف كل اإلجراءات التشريعية واإلدارية والقضائية املتعلقة باألنشطة والعمليات‬
‫التجارية اليت تؤثر على األطفال بشكل مباشر أو غري مباشر‪ .‬فيجب على الدول على سبيل‬
‫املثال أن تضمن األمهية احملورية للمصاحل الفضلى للطفل يف وضع التشريعات والسياسات اليت‬
‫تصيغ األنشطة والعمليات التجارية‪ ،‬مثل ما يتعلق منها بالعمالة والضرائب والفساد‬
‫واخلصخصة والنقل وغري ذلك من القضايا العامة االقتصادية أو التجارية أو املالية‪.‬‬
‫‪ -16‬كما تنطبق الفقرة ‪ 1‬من املادة ‪ 3‬من االتفاقية بشكل مباشر على املؤسسات‬
‫التجارية اليت تعمل باعتبارها هيئات رعاية اجتماعية خاصة أو عامة عن طريق توفري أي‬
‫شكل من أشكال اخلدمات املباشرة لألطفال‪ ،‬مبا يف ذلك الرعاية والكفالة والصحة والتعليم‬
‫وإدارة مرافقـ االحتجاز‪.‬‬
‫‪ -17‬وتضع االتفاقية وبرتوكوالهتا االختيارية إطار تقييم املصاحل الفضلى للطفلـ‬
‫وحتديدها‪ .‬ويصبح االلتزام بإيالء االعتبار األول ملصاحل الطفل الفضلى أمراً بالغ األمهية عندما‬
‫تفاضل الدول بني أولويات متنافسة‪ ،‬مثل االعتبارات االقتصادية قصرية األجل والقرارات‬
‫اإلمنائية طويلة األجل‪ .‬ويتعني على الدول أن تتمكن من شرح كيفية احرتام احلق يف مراعاة‬
‫مصاحل الطفلـ الفضلىـ يف صناعة القرار‪ ،‬مبا يف ذلك كيفية مفاضلته أمام االعتبارات‬
‫األخرى(‪.)3‬‬

‫جيم‪ -‬الحق في الحياة‪ 8‬والبقاء والنمو (المادة‪)6 8‬‬


‫‪ -18‬تعرتف املادة ‪ 6‬من االتفاقية بأن لكل طفل حقاً أصيالً يف احلياة وبأن على الدول أن‬
‫تكفل بقاء الطفل ومنوه‪ .‬وتذكر اللجنة فهمها لنمو الطفل يف التعليق العام رقم ‪)2003( 5‬‬
‫عن التدابري العامة لتنفيذ االتفاقية باعتباره "مفهوماً شامالً يغطي منو الطفل البدين والعقلي‬
‫والروحي واملعنوي والنفسي واالجتماعي"(‪.)4‬‬
‫‪ -19‬وميكن ألنشطة وعمليات املؤسسات التجارية أن تؤثر على إعمال املادة ‪ 6‬بطرق‬
‫خمتلفة‪ .‬على سبيل املثال‪ ،‬فإن التدهور والتلوث البيئيني الناجتني عن األنشطة التجارية ميكن أن‬
‫يهددا حقوق الطفل يف الصحة واألمن الغذائي وإمكانية احلصول على مياه الشرب اآلمنة‬

‫‪3‬‬
‫__________انظر التعليق العام رقم ‪ )2013( 14‬عن حق الطفل يف أن يوىل االعتبار األول ملصاحله‬
‫الفضلى‪ :‬الفقرة ‪ 1‬من املادة ‪ 3‬من اتفاقية حقوق الطفل‪ ،‬يصدر الحقاً‪ ،‬الفقرة ‪.6‬‬
‫‪4‬‬
‫__________انظر‪ :‬الوثائق الرمسية للجمعية العامة‪ ،‬الدورة التاسعة واخلمسون‪ ،‬امللحق رقم ‪( 41‬‬
‫‪ ،)A/59/41‬املرفق احلادي عشر‪ ،‬الفقرة ‪.12‬‬

‫‪GE.13-42819‬‬ ‫‪8‬‬
‫‪CRC/C/GC/16‬‬

‫والتصحاح‪ .‬كما أن بيع أو تأجري األرض للمستثمرين ميكن أن حيرم السكان احملليني من‬
‫إمكانية احلصول على املوارد الطبيعية املرتبطة برزقهم وتراثهم الثقايف؛ وميكن أن تتعرض‬
‫حقوق أطفال الشعوب األصلية للخطر على وجه اخلصوص يف هذا السياق(‪ .)5‬وميكن لتسويق‬
‫منتجات لألطفال‪ ،‬مثل السجائر والكحول وكذلك األغذية واملشروبات ذات احملتوى املرتفع‬
‫من الدهون املشبعة أو األمحاض الدهنية املفروقة أو السكر أو امللح أو املواد املضافة‪ ،‬أن يكون‬
‫له أثر طويل األجل على صحتهم(‪ .)6‬وعندما تتطلب ممارسات التوظيف يف املؤسسات‬
‫التجارية من البالغني العمل ساعات طويلة‪ ،‬فإن األطفال األكرب سناً‪ ،‬وال سيما الفتيات‪ ،‬قد‬
‫يتولون واجبات آبائهم املنزلية واملتعلقة برعاية األطفال‪ ،‬وهو ما ميكن أن يؤثر سلباً على‬
‫حقهم يف التعليم واللعب؛ باإلضافة إىل ذلك‪ ،‬فإن ترك األطفال وحدهم أو يف رعاية أشقائهم‬
‫األكرب سناً ميكن أن تكون له تبعات على جودة الرعاية وصحة األطفال الصغار‪.‬‬
‫‪ -20‬وسيلزم تكييف تدابري لتنفيذ املادة ‪ 6‬فيما يتعلق بقطاع األعمال التجارية وفقاً‬
‫للسياق وتضمينها تدابري وقائية مثل التنظيم والرصد الفعالني جملايل اإلعالن والتسويق ولألثر‬
‫البيئي لألعمال التجارية‪ .‬ويف سياق رعاية األطفال‪ ،‬وال سيما الصغار منهم‪ ،‬سيلزم اختاذ‬
‫تدابري أخرى لتهيئة بيئة مواتية لقيام األعمال التجارية باحرتام املادة ‪ ،6‬من خالل استحداث‬
‫سياسات مراعية لألسرة يف مكان العمل على سبيل املثال‪ .‬وجيب أن تراعي تلك السياسات‬
‫أثر ساعات عمل البالغني على بقاء ومنو األطفال يف مجيع مراحل منوهم‪ ،‬وجيب أن تتضمن‬
‫إجازة والدية بأجر مناسب(‪.)7‬‬

‫دال‪ -‬حق الطفل في االستماع إليه (المادة‪)12 8‬‬


‫‪ -21‬تكرس املادة ‪ 12‬من االتفاقية حق كل طفل يف التعبري عن آرائه حبرية يف مجيع‬
‫املسائل اليت متسه‪ ،‬واحلق الالحق بأن توىل تلك اآلراء االعتبار الواجب وفقاً لسن الطفل‬
‫(‪)8‬‬
‫ونضجه‪ .‬ويتعني على الدول أن تستمع إىل آراء الطفلـ بانتظام وفقاً للتعليقـ العام رقم ‪، 12‬‬
‫عند وضع القوانني والسياسات الوطنية واحمللية املتعلقة باألعمال التجارية واليت قد تؤثر‬
‫عليهم‪ .‬وبوجه خاص‪ ،‬يتعني على الدول استشارة األطفال الذين يواجهون صعوبات يف‬
‫‪5‬‬
‫__________التعليق العام رقم ‪ )2009( 11‬عن أطفال الشعوب األصلية وحقوقهم مبوجب االتفاقية‪،‬‬
‫الوثائق الرمسية للجمعية العامة‪ ،‬الدورة اخلامسة والستون‪ ،‬امللحق رقم ‪ ،)A/65/41( 41‬املرفق الثالث‪،‬‬
‫الفقرة ‪.35‬‬
‫‪6‬‬
‫__________انظر‪ :‬التعليق العام رقم ‪ )2013( 15‬عن حق الطفل يف أعلى مستوى ممكن من الصحة‪،‬‬
‫يصدر الحقاً‪ ،‬الفقرة ‪.47‬‬
‫‪7‬‬
‫__________انظر‪ ،‬إىل جانب مصادر أخرى‪ ،‬التعليق العام رقم ‪ )2005( 7‬عن إعمال حقوق الطفل يف‬
‫مرحلة الطفولة املبكرة‪ ،‬الوثائق الرمسية للجمعية العامة‪ ،‬الدولة احلادية والستون‪ ،‬امللحق رقم ‪( 41‬‬
‫‪ ،)A/61/41‬املرفق الثالث‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫__________التعليق العام رقم ‪ )2009( 12‬بشأن حق الطفل يف االستماع إليه‪ ،‬الوثائق الرمسية للجمعية‬
‫العامة‪ ،‬الدورة اخلامسة والستون‪ ،‬امللحق رقم ‪ ،)A/65/41( 41‬املرفق الرابع‪.‬‬

‫‪9‬‬ ‫‪GE.13-42819‬‬
‫‪CRC/C/GC/16‬‬

‫االستماع إليهم‪ ،‬مثل أطفال فئات األقليات والسكان األصليني‪ ،‬واألطفال ذوي اإلعاقة على‬
‫النحو الوارد يف الفقرة ‪ 3‬من املادة ‪ 4‬ويف املادة ‪ 7‬من اتفاقية حقوق األشخاص ذوي‬
‫اإلعاقة(‪ ، )9‬واألطفال يف حاالت الضعف املماثلة‪ .‬ويتعني على اهليئات احلكومية‪ ،‬مثل هيئات‬
‫التفتيش يف جمايل التعليم والعمل‪ ،‬املعنية بتنظيم ورصد أنشطة وعمليات املؤسسات التجارية‪،‬‬
‫ضمان مراعاة آراء األطفال املتضررين‪ .‬وينبغي أن تستمع الدول أيضاً لألطفال عند إجراء‬
‫قرتح من سياسات أو تشريعات أو أنظمة أو ميزانيات‬ ‫تقييمات األثر على حقوق الطفلـ ملا يُ َ‬
‫أو قرارات إدارية أخرى تتعلقـ باألعمال التجارية‪.‬‬
‫‪ -22‬وللطفل حق حمدد بأن تتاح له "فرصة االستماع إليه يف أي إجراءات قضائية‬
‫وإدارية" متسه (الفقرة ‪ 2‬من املادة ‪ 12‬من االتفاقية)‪ .‬ويتضمن ذلك اإلجراءات القضائية‬
‫وآليات التوفيق والتحكيم اليت تتعلقـ بانتهاكات حقوق الطفل‪ ،‬اليت تتسبب أو تسهم فيها‬
‫املؤسسات التجارية‪ .‬وعلى النحو املبني يف التعليق العام رقم ‪ ،12‬يتعني السماح لألطفال‬
‫باملشاركة طوعاً يف تلك اإلجراءات واحلصول على فرصة االستماع هلم بشكل مباشر أو غري‬
‫مباشر من خالل مساعدة ممثل أو هيئة مالئمة تتمتع باملعرفة والفهم الكافيني مبختلف جوانب‬
‫عملية صنع القرار وكذلك باخلربة يف التعامل مع األطفال‪.‬‬
‫‪ -23‬وقد تكون هناك حاالت تستشري فيها املؤسسات التجارية اجملتمعات اليت رمبا تتأثر‬
‫مبشروع جتاري حمتمل‪ .‬ويف هذه الظروف‪ ،‬قد تكون هناك أمهية بالغة لقيام املؤسسات‬
‫التجارية بالتماس آراء األطفال وأخذها يف االعتبار يف القرارات اليت تؤثر عليهم‪ .‬ويتعني على‬
‫الدول أن تزود املؤسسات التجارية بتوجيه حمدد مبا يؤكد على أن هذه العمليات جيب أن‬
‫تكون متاحة وجامعة وذات مغزى لألطفال‪ ،‬وأن تراعي قدراهتم املتنامية ومصاحلهم الفضلي‬
‫يف كل األوقات‪ .‬وينبغي أن تكون املشاركة طوعية وأن تتم يف سياق بيئة مراعية الحتياجات‬
‫الطفلـ تتصدى ألمناط التمييز ضدهم وال تعززها‪ .‬ويتعني إشراك منظمات اجملتمع املدين‬
‫املختصة يف تيسري مشاركة الطفل‪ ،‬إن أمكن ذلك‪.‬‬

‫رابعاً‪ -‬طابع ونطاق التزامات الدول‬

‫ألف‪ -‬االلتزامات العامة‬


‫‪ -24‬تنص االتفاقية على جمموعة حقوق للطفلـ تفرض مستوى معيناً من االلتزامات على‬
‫الدول نظراً للمركز اخلاص لألطفال؛ وتتسم انتهاكات حقوق الطفل باخلطورة على حنو‬
‫خاص ألن آثارها على منو الطفلـ عادة ما تكون بالغة وطويلة األمد‪ .‬وتبني املادة ‪ 4‬التزام‬

‫‪9‬‬
‫__________التعليق العام رقم ‪ )2006( 9‬بشأن حقوق األطفال املعوقني‪ ،‬الوثائق الرمسية للجمعية‬
‫العامة‪ ،‬الدورة الثالثة والستون‪ ،‬امللحق رقم ‪ ،)A/63/41( 41‬املرفق الثالث‪ ،‬إىل جانب مصادر أخرى‪.‬‬

‫‪GE.13-42819‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪CRC/C/GC/16‬‬

‫الدول باختاذ كل التدابري التشريعية واإلدارية وغريها من التدابري املالئمة إلعمال احلقوق‬
‫الواردة يف االتفاقية‪ ،‬وتكريس أقصى قدر من املوارد املتاحة إلعمال حقوق الطفلـ االقتصادية‬
‫واالجتماعية والثقافية‪.‬‬
‫‪ -25‬ومبوجب القانون الدويل حلقوق اإلنسان‪ ،‬يقع على عاتق الدول ثالثة أنواع من‬
‫االلتزامات‪ ،‬وهي احرتام ومحاية وإعمال حقوق اإلنسان(‪ .)10‬وهي تتضمن التزامات بتحقيق‬
‫غاية والتزامات ببذل عناية‪ .‬وال تتحرر الدول من التزاماهتا مبوجب االتفاقية وبروتوكوالهتا‬
‫االختيارية عند تفويض مهامها ملؤسسات جتارية خاصة أو منظمات غري هادفة للربح‪ ،‬أو‬
‫توريدها خارجياً من تلك اجلهات‪ .‬ومن مث فإن الدولة تنتهك التزاماهتا مبوجب االتفاقية‬
‫عندما ال تقوم باحرتام ومحاية وإعمال حقوق الطفل فيما يتعلق باألنشطة والعمليات التجارية‬
‫اليت تؤثر على األطفال‪ .‬وحيظى نطاق هذه الواجبات بقدر أوىف من الدراسة أدناه‪ ،‬فيما‬
‫يُناقَش اإلطار املطلوب للتنفيذ يف الفصلـ السادس‪.‬‬

‫باء‪ -‬االلتزام باالحترام والحماية‪ 8‬واإلعمال‬

‫‪ -1‬االلتزام باالحترام‬
‫يسر ارتكاب أي إخالل حبقوق‬ ‫‪ -26‬إن االلتزام باالحرتام يعين أن الدول يتعني عليها أال تُ ِّ‬
‫الطفلـ أو تساعد أو حترض عليه سواء بشكل مباشر أو غري مباشر‪ .‬وفضالً عن ذلك‪ ،‬يقع‬
‫على عاتق الدول التزام بضمان أن حترتم مجيع العناصر الفاعلة حقوق الطفل‪ ،‬مبا يف ذلك يف‬
‫سياق األنشطة والعمليات التجارية‪ .‬ولتحقيق ذلك‪ ،‬يتعني أن تتسم كل السياسات أو‬
‫التشريعات أو األعمال اإلدارية وعمليات صنع القرار املتعلقة باألعمال التجارية بالشفافية‬
‫واالستنارة‪ ،‬وأن تتضمن مراعاة كاملة ومستمرة لألثر على حقوق الطفل‪.‬‬
‫‪ -27‬وينطوي االلتزام باالحرتام أيضاً على ضرورة أال تشارك الدولة يف أي انتهاكات‬
‫حلقوق الطفل أو تدعم تلك االنتهاكات أو تتغاضى عنها عندما يكون للدولة نفسها دور‬
‫جتاري أو عند قيامها بعمل جتاري مع مؤسسات خاصة‪ .‬وعلى سبيل املثال‪ ،‬جيب على الدول‬
‫أن تتخذ خطوات لضمان أن مُت نح عقود املشرتيات العامة ملقدمي العطاءات امللتزمني باحرتام‬
‫حقوق الطفل‪ .‬ويتعني أال تشارك وكاالت الدولة ومؤسساهتا‪ ،‬مبا يف ذلك قوات األمن‪ ،‬يف‬
‫اإلخالل حبقوق الطفل من قِبل أطراف ثالثة أو تتغاضى عنه‪ .‬وفضالً عن ذلك‪ ،‬يتعني أال‬
‫تستثمر الدولة أمواالً عامة وموارد أخرى يف أنشطة جتارية تنتهك حقوق الطفل‪.‬‬

‫‪__________ 10‬انظر‪ :‬اللجنة املعنية باحلقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية‪ ،‬التعليق العام رقم ‪( 13‬‬
‫‪ )1999‬عن احلق يف التعليم‪،‬ـ الوثائق الرمسية للمجلس االقتصادي واالجتماعي‪ ،2000 ،‬امللحق رقم ‪( 2‬‬
‫‪ ،)E/2000/22‬املرفق السادس‪ ،‬الفقرة ‪.46‬‬

‫‪11‬‬ ‫‪GE.13-42819‬‬
‫‪CRC/C/GC/16‬‬

‫‪ -2‬االلتزام بالحماية‬
‫‪ -28‬يقع على الدول التزام باحلماية من إخالل أطراف ثالثة باحلقوق املكفولة مبوجب‬
‫االتفاقية وبروتوكوالهتا االختيارية‪ .‬ويتسم هذا الواجب بأمهية رئيسية عند النظر يف التزامات‬
‫الدول املتعلقة بقطاع األعمال التجارية‪ .‬ويعين ذلك أنه جيب على الدول اختاذ كل التدابري‬
‫الضرورية واملالئمة واملعقولة ملنع املؤسسات التجارية من التسبب أو املسامهة يف انتهاك‬
‫حقوق الطفل‪ .‬وميكن لتلك التدابري أن تشتمل على مترير قوانني وأنظمة‪ ،‬ورصدها وإنفاذها‪،‬‬
‫واعتماد سياسات حتدد كيفية إمكان تأثري املؤسسات التجارية على حقوق الطفل‪ .‬وجيب‬
‫على الدول أن تعمل على التحقيق يف انتهاكات حقوق الطفلـ اليت تتسبب أو تسهم فيها أي‬
‫مؤسسة جتارية‪ ،‬ومقاضاة مرتكبيها وجرب ضحاياها‪ .‬ومن مث تكون الدولة مسؤولة عن أعمال‬
‫اإلخالل حبقوق الطفل اليت تتسبب أو تسهم فيها املؤسسات التجارية إن مل تتخذ الدولة‬
‫التدابري الالزمة واملناسبة واملعقولة ملنع هذا اإلخالل وجربه‪ ،‬أو يف حال مشاركتها فيه أو‬
‫تساحمها معه على حنو آخر‪.‬‬

‫‪ -3‬االلتزام باإلعمال‬
‫‪ -29‬يتطلبـ االلتزام باإلعمال أن تتخذ الدول إجراءات إجيابية لتيسري التمتع حبقوق‬
‫الطفلـ وتعزيزه والنص عليه‪ .‬وذلك يعين أنه جيب على الدول تنفيذ تدابري تشريعية وإدارية‬
‫وقضائية وتروجيية وتدابري متعلقة بامليزانية وغريها من التدابري وفقاً للمادة ‪ 4‬املتعلقة باألنشطة‬
‫التجارية اليت تؤثر على حقوق الطفل‪ .‬ويتعني أن تكفل تلك التدابري أفضل بيئة مواتية‬
‫لإلعمال الكامل لالتفاقية وبروتوكوالهتا االختيارية‪ .‬وللوفاء هبذا االلتزام‪ ،‬يتعني على الدول‬
‫هتيئة بيئات قانونية وتنظيمية مستقرة وميكن التنبؤ هبا مبا مي ّكن من احرتام املؤسسات التجارية‬
‫حلقوق الطفل‪ .‬ويشمل ذلك قوانني ومعايري واضحة وجيدة اإلنفاذ‪ ،‬تكون ممتثلة لالتفاقية‬
‫وبروتوكوالهتا االختيارية‪ ،‬بشأن العمل والتوظيف والصحة والسالمة والبيئة ومكافحة الفساد‬
‫واستخدام األراضي والضرائب‪ .‬وتشمل أيضاً القوانني والسياسات املوضوعة لتحقيق تكافؤ‬
‫الفرص واملساواة يف املعاملة يف التوظيف؛ والتدابري الرامية إىل تعزيز التدريب املهين والعمل‬
‫الالئق وإىل رفع مستويات املعيشة؛ والسياسات املواتية لتعزيز الشركات الصغرية واملتوسطة‪.‬‬
‫ويتعني على الدول أن تضع التدابري الكفيلة بتعزيز معرفة وفهم االتفاقية وبروتوكوالهتا‬
‫االختيارية يف اإلدارات والوكاالت احلكومية وغري ذلك من مؤسسات الدولة اليت حتدد شكل‬
‫املمارسات املتبعة يف األعمال التجارية‪ ،‬وأن تدعم الثقافة التجارية اليت حترتم حقوق الطفل‪.‬‬

‫‪ -4‬سبل االنتصاف والجبر‬


‫‪ -30‬يقع على عاتق الدول التزام بتوفري سبل انتصاف وجرب فعالة عن انتهاكات حقوق‬
‫الطفلـ مبا يشمل ما ترتكبه أطراف ثالثة مثل املؤسسات التجارية‪ .‬وتذكر اللجنة يف تعليقها‬
‫العام رقم ‪ 5‬أنه حىت تكتسب احلقوق معناها جيب توفر سبل انتصاف فعالة للتصدي‬

‫‪GE.13-42819‬‬ ‫‪12‬‬
‫‪CRC/C/GC/16‬‬

‫لالنتهاكات(‪ . )11‬وهناك عدة أحكام يف االتفاقية تدعو إىل فرض عقوبات وتعويضات واختاذ‬
‫إجراءات قضائية وتدابري لتعزيز جرب الضرر الذي تتسبب أو تسهم فيه أطراف ثالثة(‪.)12‬‬
‫ويقتضي الوفاء هبذا االلتزام وجود آليات مراعية للطفل‪ ،‬يف اجملاالت اجلنائية أو املدنية أو‬
‫اإلدارية‪ ،‬تكون معروفة لألطفال وممثليهم‪ ،‬وتكون سريعة ومتاحة وميسرة االستخدام حبق‪،‬‬
‫وتقدم جرباً مالئماً ملا وقع من ضرر‪ .‬وميكن أيضاً للوكاالت ذات الصالحيات الرقابية‬
‫املتعلقة حبقوق الطفلـ أن تضطلع بدور يف توفري سبل االنتصاف‪ ،‬ومن بينها هيئات التفتيش يف‬
‫جماالت العمل والتعليم والصحة والسالمة‪ ،‬واحملاكم البيئية‪ ،‬والسلطاتـ الضريبية‪ ،‬واملؤسسات‬
‫الوطنية حلقوق اإلنسان‪ ،‬واهليئات اليت تركز على املساواة يف قطاع األعمال التجارية‪ .‬وميكن‬
‫هلذه الوكاالت أن تبادر بالتحقيق يف االنتهاكات ورصدها‪ ،‬وقد حتوز أيضاً سلطات تنظيمية‬
‫تتيح هلا فرض عقوبات إدارية على املؤسسات التجارية اليت ختل حبقوق الطفل‪ .‬ويف مجيع‬
‫األحوال‪ ،‬يتعني متكني األطفال من اللجوء إىل القضاء املستقل النزيه‪ ،‬أو إجراء مراجعة‬
‫قضائية لإلجراءات اإلدارية‪.‬‬
‫‪ -31‬وعند حتديد مستوى اجلرب أو شكله‪ ،‬يتعني أن تراعي اآلليات أن األطفال ميكن أن‬
‫يكونوا أكثر ضعفاً من البالغني أمام آثار انتهاك حقوقهم‪ ،‬وأن اآلثار قد تكون غري قابلة‬
‫للزوال وتتسبب يف ضرر مدى احلياة‪ .‬ويتعني عليها أيضاً أن تراعي الطابع املتطور لنمو الطفل‬
‫وقدراته‪ ،‬وينبغي أن يكون اجلرب يف الوقت املناسب للحد من الضرر اجلاري واملستقبلي على‬
‫الطفلـ املتضرر أو األطفال املتضررين؛ وعلى سبيل املثال‪ ،‬إذا مت حتديد وقوع أطفال ضحايا‬
‫للتلوث البيئي‪ ،‬يتعني اختاذ خطوات فورية من كل األطراف املعنية ملنع املزيد من الضرر‬
‫لصحتهم ومنوهم وجلرب أي ضرر وقع‪ .‬وينبغي أن تقدم الدول املساعدة الطبية والنفسية‪،‬‬
‫والدعم القانوين‪ ،‬وتدابري إعادة التأهيل لألطفال ضحايا االستغالل والعنف الذي تتسبب أو‬
‫تسهم فيه عناصر فاعلة يف جمال األعمال التجارية‪ .‬ويتعني عليها أيضاً ضمان عدم تكرار‬
‫االستغالل‪ ،‬بطرق من بينها على سبيل املثال إصالح القوانني والسياسات ذات الصلة‬
‫وتطبيقها‪ ،‬مبا يف ذلك مقاضاة ومعاقبة العناصر الفاعلة املعنية يف جمال األعمال التجارية‪.‬‬

‫خامساً‪ -‬التزامات الدول في سياقات محددة‬


‫‪ -32‬ميكن لألنشطة والعملياتـ التجارية أن تؤثر على طائفة واسعة من حقوق الطفل‪ .‬إال‬
‫أن اللجنة حددت السياقات التالية احملددة وغري اجلامعة اليت ميكن أن يكون أثر املؤسسات‬

‫‪__________ 11‬التعليق العام رقم ‪ ،)2003( 5‬الفقرة ‪ .24‬يتعني على الدول أيضاً أن تراعي املبادئ‬
‫األساسية واملبادئ التوجيهية بشأن احلق يف االنتصاف واجلرب لضحايا االنتهاكات اجلسيمةـ للقانون الدويل‬
‫حلقوق اإلنسان واالنتهاكات اخلطرية للقانون اإلنساين الدويل اليت اعتمدهتا اجلمعية العامة يف قرارها‬
‫‪ 60/147‬الصادر عام‪.2005 ‬‬
‫‪__________ 12‬انظر‪ ،‬على سبيل املثال‪ ،‬اتفاقية حقوق الطفل‪ ،‬الفقرة ‪ 2‬من املادة ‪ 32‬واملادتان ‪ 19‬و‪.39‬‬

‫‪13‬‬ ‫‪GE.13-42819‬‬
‫‪CRC/C/GC/16‬‬

‫التجارية فيها كبرياً‪ ،‬وحيث عادة ما تكون األطر القانونية واملؤسسية للدول غري كافية أو غري‬
‫فعالة أو تعمل حتت الضغط‪.‬‬

‫ألف‪ -‬توفير الخدمات لتحقيق التمتع بحقوق الطفل‬


‫‪ -33‬ميكن للمؤسسات التجارية واملنظمات غري اهلادفة للربح أن تضطلعـ بدور يف توفري‬
‫وإدارة خدمات ضرورية للتمتع حبقوق الطفلـ مثل املاء النظيف والتصحاح والتعليم والنقل‬
‫والصحة والرعاية البديلة والطاقة واألمن ومرافق االحتجاز‪ .‬وال حتدد اللجنة شكل تقدمي تلك‬
‫اخلدمات‪ ،‬ولكن من املهم التأكيد على أن الدول ال تُع َفى من التزاماهتا مبوجب االتفاقية‬
‫عندما تورد من اخلارج أو ختصخص خدمات تؤثر على إعمال حقوق الطفل‪.‬ـ‬
‫‪ -34‬وجيب على الدول اعتماد تدابري حمددة تراعي اشرتاك القطاع اخلاص يف توفري‬
‫اخلدمات من أجل ضمان عدم املساس باحلقوق املبينة يف االتفاقية(‪ .)13‬ويقع على عاتقها التزام‬
‫بوضع املعايري على حنو ميتثل لالتفاقية‪ ،‬وبرصد تلك املعايري عن كثب‪ .‬وميكن لعدم كفاية‬
‫أعمال الرقابة والتفتيش والرصد لتلك اجلهات أن يتسبب يف انتهاكات خطرية حلقوق الطفلـ‬
‫مثل العنف واالستغالل واإلمهال‪ .‬وجيب عليها ضمان أال يهدد هذا التوفري إمكانية حصول‬
‫األطفال على اخلدمات استناداً ملعايري متييزية‪ ،‬ال سيما يف إطار مبدأ احلماية من التمييز؛ وأن‬
‫يتمكن األطفال‪ ،‬يف كل القطاعات اخلدمية‪ ،‬من الوصول إىل هيئة رصد مستقلة‪ ،‬وآليات‬
‫تقدمي الشكاوى‪ ،‬وعند االقتضاء‪ ،‬اللجوء إىل القضاء الذي ميكن أن يوفر هلم سبل االنتصاف‬
‫الفعالة يف حالة وجود انتهاكات‪ .‬وتوصي اللجنة بوجود آلية أو عملية رصد دائمة تستهدف‬
‫ضمان أن حيوز ويطبق كل مقدمي اخلدمات غري احلكوميني سياسات وبرامج وإجراءات‬
‫متتثل لالتفاقية(‪.)14‬‬

‫باء‪ -‬االقتصاد غير الرسمي‬


‫‪ -35‬إن االقتصاد غري الرمسي يُشغّل جزءاً كبرياً من السكان الناشطني اقتصادياً يف العديد‬
‫من البلدان‪ ،‬ويسهم بقدر كبري يف الناتج القومي اإلمجايل‪ .‬إال أن حقوق الطفل ميكن أن‬
‫تتعرض للخطر بشكل خاص بسبب األنشطة االقتصادية اجلارية خارج األطر القانونية‬
‫واملؤسسية اليت تنظم احلقوق وحتميها‪ .‬فعلى سبيل املثال‪ ،‬ميكن للمنتجات املصنعة أو املتداولة‬
‫يف هذا السياق‪ ،‬مثل األلعاب أو املالبس أو املواد الغذائية‪ ،‬أن تكون غري صحية و‪/‬أو غري‬
‫آمنة لألطفال‪ .‬إضافة لذلك‪ ،‬كثرياً ما يوجد عدد كبري من األطفال يف أماكن العمل غري‬
‫الرمسي اخلفية‪ ،‬مثل الشركات العائلية الصغرية وقطاعي الزراعة والضيافة‪ .‬فتلك األعمال‬
‫كثرياً ما تتضمن حالة توظيف غري مستقرة‪ ،‬وأجر منخفضـ أو غري منتظم أو معدوم‪ ،‬وخماطر‬
‫‪__________ 13‬انظر‪ :‬جلنة حقوق الطفل‪ ،‬تقرير دورهتا احلادية والثالثني‪ ،CRC/C/121 ،‬املرفق الثاين‪.‬‬
‫‪__________ 14‬انظر‪ :‬التعليق العام رقم ‪ ،5‬الفقرة ‪.44‬‬

‫‪GE.13-42819‬‬ ‫‪14‬‬
‫‪CRC/C/GC/16‬‬

‫صحية‪ ،‬وانعدام الضمان االجتماعي‪ ،‬وحمدودية حرية تكوين اجلمعيات‪ ،‬ومحاية غري كافية من‬
‫التمييز والعنف أو االستغالل‪ .‬وميكن أن حتول دون ذهاب األطفال إىل املدرسة أو أداء‬
‫واجبهم املدرسي أو حصوهلم على قدر كاف من الراحة واللعب‪ ،‬مبا ميكن أن خيل‬
‫باملواد‪ 28 ‬و‪ 29‬و‪ 31‬من االتفاقية‪ .‬وفضالً عن ذلك‪ ،‬كثرياً ما يضطر اآلباء أو مقدمي‬
‫الرعاية العاملني يف االقتصاد غري الرمسي للعمل لساعات طويلة من أجل احلصول على دخل‬
‫يف مستوى الكفاف‪ ،‬مما حيد بشكل كبري من فرصهم يف االضطالع مبسؤولياهتم األبوية أو‬
‫رعاية األطفال املسؤولني عنهم‪.‬‬
‫‪ -36‬ويتعني على الدول اختاذ تدابري تكفل إجراء األنشطة التجارية داخل األطر القانونية‬
‫واملؤسسية السليمة يف كل الظروف بصرف النظر عن احلجم أو قطاع االقتصاد املعين‪ ،‬حىت‬
‫يتسىن االعرتاف حبقوق الطفلـ ومحايتها بوضوح‪ .‬وميكن لتلك التدابري أن تشمل‪ :‬التوعية‪،‬‬
‫وإجراء البحوث ومجع البيانات عن أثر االقتصاد غري الرمسي على حقوق الطفل‪ ،‬ودعم توفري‬
‫فرص العمل الالئق اليت تقدم أجراً كافياً لآلباء أو مقدمي الرعاية العاملني؛ـ وتنفيذ قوانني‬
‫واضحة وميكن التنبؤ هبا الستخدام األراضي؛ وحتسني توفري احلماية االجتماعية لألسر‬
‫املنخفضة الدخل؛ ودعم مؤسسات القطاع غري الرمسي عن طريق توفري التدريب يف جمال‬
‫املهارات‪ ،‬وتسجيل املرافق‪ ،‬وتقدمي اخلدمات االئتمانية واملصرفية على حنو فعال ومرن‪،‬‬
‫ووضع ترتيبات ضريبية مالئمة‪ ،‬وإتاحة الوصول لألسواق‪ ،‬من بني مجلة أمور‪.‬‬
‫‪ -37‬وجيب على الدول تنظيم ظروف العمل وكفالة ضمانات حلماية األطفال من‬
‫االستغالل االقتصادي واألعمال اخلطرة أو اليت تؤثر على تعليمهم أو تضر بصحتهم أو منوهم‬
‫البدين أو العقلي أو الروحي أو املعنوي أو االجتماعي‪ .‬وعادة ما تكون هذه األعمال‪ ،‬على‬
‫سبيل املثال ال احلصر‪ ،‬يف االقتصادات غري الرمسية والعائلية‪ .‬ومن مث يتعني على الدول وضع‬
‫وتنفيذ برامج هتدف إىل الوصول للمؤسسات التجارية يف تلك السياقات‪ ،‬بطرق منها إنفاذ‬
‫املعايري الدولية املتعلقة باحلد األدىن القانوين لسن االستخدام وظروف العمل املالئمة‪،‬‬
‫واالستثمار يف التعليم والتدريب املهين‪ ،‬وتوفري الدعم لعملية انتقال مقبولة لألطفال إىل مرحلة‬
‫العمل‪ .‬ويتعني على الدول ضمان أن تكون سياسات احلماية االجتماعية ومحاية األطفال‬
‫شاملة للجميع‪ ،‬وال سيما األسر يف االقتصاد غري الرمسي‪.‬‬

‫جيم‪ -‬حقوق الطفل والعمليات التجارية على الصعيد‪ 8‬العالمي‬


‫‪ -38‬يتزايد عمل املؤسسات التجارية على نطاق عاملي من خالل شبكات معقدة من‬
‫اجلهات الفرعية واملقاولني واملوردين واملشاريع املشرتكة‪ .‬ونادراً ما يكون أثرها على حقوق‬
‫الطفل‪ ،‬سواء كان إجيابياً أو سلبياً‪ ،‬نتيجة فعل أو امتناع وحدة جتارية منفردة‪ ،‬سواء كانت‬
‫هذه الوحدة شركة أُم أو وحدة فرعية أو مقاوالً أو مورداً أو طرفاً آخر‪ .‬ولكنه قد ينطوي‬
‫على صلة أو مشاركة بني الوحدات التجارية املوجودة يف واليات قضائية خمتلفة‪ .‬فعلى سبيل‬

‫‪15‬‬ ‫‪GE.13-42819‬‬
‫‪CRC/C/GC/16‬‬

‫املثال‪ ،‬ميكن أن يتورط املوردون يف استخدام األطفال يف العمل‪ ،‬أو تشارك اجلهات الفرعية‬
‫يف مصادرة األراضي‪ ،‬أو يشارك املقاولون أو حاملو الرتاخيص يف تسويق سلع وخدمات‬
‫ضارة باألطفال‪ .‬وتواجه الدول صعوبات بشكل خاص يف الوفاء بالتزاماهتا باحرتام حقوق‬
‫الطفلـ ومحايتها وإعماهلا يف هذا السياق ألسباب منها أن الشركات التجارية كثرياً ما تكون‬
‫كيانات منفصلة قانوناً وموجودة يف واليات قضائية خمتلفة‪ ،‬حىت وإن كانت تشكل وحدة‬
‫اقتصادية هلا مركز نشاط وسجل و‪/‬أو مقر يف بلد ما (دولة املوطن) وتعمل يف بلد آخر‬
‫(الدولة املضيفة)‪.‬‬
‫‪ -39‬ومبوجب االتفاقية‪ ،‬يقع على عاتق الدول االلتزام باحرتام حقوق الطفل وضماهنا‬
‫داخل واليتها‪ .‬وال تقتصر والية الدولة يف االتفاقية على "اإلقليم"‪ .‬فوفقاً للقانون الدويل‪،‬‬
‫حثت اللجنة يف السابق الدول على محاية حقوق األطفال الذين قد يوجدون خارج حدودها‬
‫اإلقليمية‪ .‬كما أكدت على أن التزامات الدولة مبوجب االتفاقية وبروتوكوالهتا االختيارية‬
‫تنطبق على كل طفل داخل إقليم الدولة وكل األطفال اخلاضعني لواليتها(‪.)15‬‬
‫‪ -40‬ويشار صراحة أيضاً إىل االلتزامات خارج اإلقليم يف الربوتوكول االختياري بشأن‬
‫بيع األطفال واستغالل األطفال يف البغاء ويف املواد اإلباحية‪ ،‬حيث تنص الفقرة ‪ 1‬من‬
‫املادة‪ 3 ‬على أن تكفل كل دولة أن تتم‪ ،‬كحد أدىن‪ ،‬تغطية اجلرائم الواردة يف تلك الفقرة‬
‫تغطية كاملة مبوجب قانوهنا اجلنائي أو قانون العقوبات فيها‪ ،‬سواء أكانت هذه اجلرائم‬
‫ترتكب حملياً أو دولياً‪ .‬ومبوجب الفقرة ‪ 4‬من املادة ‪ 3‬من نفس الربوتوكول‪ ،‬يتعني حتديد‬
‫مسؤولية األشخاص االعتباريني‪ ،‬مبا يشمل املؤسسات التجارية‪ ،‬عن تلك اجلرائم سواء كانت‬
‫جنائية أو مدنية أو إدارية‪ .‬ويتفق هذا النهج مع معاهداتـ وصكوك أخرى حلقوق اإلنسان‬
‫تفرض التزامات على الدول بفرض الوالية اجلنائية على املواطنني فيما يتعلق مبجاالت مثل‬
‫االشرتاك يف التعذيب واالختفاء القسري والفصل العنصري‪ ،‬بصرف النظر عن مكان‬
‫ارتكاب االنتهاك والعمل الذي يشكل االشرتاك‪.‬‬
‫‪ -41‬وتقع على عاتق الدول التزامات باملشاركة يف التعاون الدويل إلعمال حقوق الطفلـ‬
‫خارج حدودها اإلقليمية‪ .‬وتشري ديباجة االتفاقية وأحكامها بشكل متسق إىل "أمهية التعاون‬
‫الدويل يف حتسني الظروف املعيشية لألطفال يف كل البلدان‪ ،‬وخباصة يف البلدان النامية"(‪.)16‬‬

‫‪__________ 15‬التعليق العام رقم ‪ )2005( 6‬عن معاملة األطفال غري املصحوبني واملنفصلني عن ذويهم‬
‫خارج بلدهم األصلي‪ ،‬الوثائق الرمسية للجمعية العامة‪ ،‬الدورة احلادية والستون‪ ،‬امللحق رقم ‪( 41‬‬
‫‪ ،)A/61/41‬املرفق الثاين‪ ،‬الفقرة ‪.12‬‬
‫‪__________ 16‬انظر‪ :‬اتفاقية حقوق الطفل‪ ،‬املادة ‪4‬؛ والفقرة ‪ 4‬من املادة ‪24‬؛ والفقرة ‪ 3‬من املادة ‪28‬؛‬
‫واملادة ‪17‬؛ والفقرة ‪ 2‬من املادة ‪22‬؛ وكذلك املادة ‪ 10‬من الربوتوكول االختياري بشأن بيع األطفال‬
‫واستغالل األطفال يف البغاء ويف املواد اإلباحية‪ ،‬واملادة ‪ 10‬من الربوتوكول االختياري بشأن اشرتاك‬
‫األطفال يف املنازعات املسلحة‪.‬‬

‫‪GE.13-42819‬‬ ‫‪16‬‬
‫‪CRC/C/GC/16‬‬

‫ويشدد التعليق العام رقم ‪ 5‬على أن "تنفيذ االتفاقية هو ممارسة تعاونية لدول العامل"(‪.)17‬‬
‫وبذلك‪ ،‬فإن اإلعمال الكامل حلقوق الطفل مبوجب االتفاقية يعتمد جزئياً على كيفية تفاعل‬
‫الدول‪ .‬وفضالً عن ذلك‪ ،‬تربز اللجنة أن االتفاقية حتظى بتصديق عاملي تقريباً؛ ومن مث فإن‬
‫إعمال أحكامها جيب أن يشكل شاغالً رئيسياً وبنفس القدر للدول املضيفة أو دول املوطن‬
‫للشركاتـ التجارية على السواء‪.‬‬
‫‪ -42‬وتقع على عاتق الدول املضيفة املسؤولية الرئيسية الحرتام حقوق الطفل ومحايتها‬
‫وإعماهلا يف داخل والياهتا‪ .‬وجيب عليها ضمان أن تكون كل املؤسسات التجارية‪ ،‬مبا يف‬
‫ذلك الشركات عرب الوطنية العاملة داخل أراضيها‪ ،‬خاضعة لتنظيم مناسب يف إطار قانوين‬
‫ومؤسسي يضمن أال تؤثر سلباً على حقوق الطفل و‪/‬أو تساعد أو حترض على االنتهاكات‬
‫يف الواليات القضائية األجنبية‪.‬‬
‫‪ -43‬وتقع أيضاً على عاتق دول املوطن التزامات ناشئة مبوجب االتفاقية وبروتوكوالهتا‬
‫االختيارية باحرتام حقوق الطفل ومحايتها وإعماهلا يف سياق أنشطة وعمليات املؤسسات‬
‫التجارية خارج اإلقليم‪ ،‬شريطة وجود صلة معقولة بني الدولة والسلوك املعين‪ .‬وتوجد صلة‬
‫معقولة عند وجود مؤسسة جتارية يكون مركز نشاطها أو سجلها أو مقرها أو مكان أعماهلا‬
‫الرئيسي أو أنشطتها التجارية األساسية يف الدولة املعنية(‪ .)18‬وعند اعتماد الدول تدابري للوفاء‬
‫هبذا االلتزام‪ ،‬جيب عليها أال تنتهك ميثاق األمم املتحدة والقانون الدويل العام أو تقللـ من‬
‫التزامات الدولة املضيفة مبوجب االتفاقية‪.‬‬
‫‪ -44‬وجيب على الدول إتاحة إمكانية الوصول إىل آليات فعالة قضائية وغري قضائية‪ ،‬من‬
‫أجل توفري االنتصاف لألطفال وأسرهم الذين انتُهكت حقوقهم من املؤسسات التجارية‬
‫خارج اإلقليم‪ ،‬وذلك عند وجود صلة معقولة بني الدولة والسلوك املعين‪ .‬وفضالً عن ذلك‪،‬‬
‫يتعني على الدول تقدمي املساعدة وإبداء التعاون على الصعيد الدويل يف التحقيقات ويف إنفاذ‬
‫اإلجراءات يف الدول األخرى‪.‬‬
‫‪ -45‬وتتضمن تدابري منع اإلخالل حبقوق الطفلـ من قِبل املؤسسات التجارية العاملة يف‬
‫اخلارج ما يلي‪:‬‬
‫اشرتاط أن تكون إمكانية احلصول على التمويل العام وغريه من أشكال‬ ‫(أ)‬
‫الدعم العام مثل التأمني مرهونة بإجراء املؤسسة التجارية عملية لتحديد أي آثار سلبية على‬
‫حقوق الطفلـ يف عملياهتا اخلارجية ومنع تلك اآلثار أو التخفيف من حدهتا؛‬
‫(ب) مراعاة السجل السابق للمؤسسات التجارية يف جمال حقوق الطفل عند‬
‫البت يف تقدمي التمويل العام وغريه من أشكال الدعم الرمسي؛‬
‫‪__________ 17‬التعليق العام رقم ‪ ،5‬الفقرة ‪.60‬‬
‫‪ __________ 18‬انظر مبادئ ماسرتخيت املتعلقة بالتزامات الدول خارج والياهتا اإلقليمية يف جمال احلقوق‬
‫االقتصادية واالجتماعية والثقافية‪ ،‬املبدأ ‪.)2012( 25‬‬

‫‪17‬‬ ‫‪GE.13-42819‬‬
‫‪CRC/C/GC/16‬‬

‫(ج) ضمان أن تتخذ الوكاالت احلكومية ذات الدور اهلام يف جمال األعمال‬
‫التجارية‪ ،‬مثل وكاالت ائتمانات التصدير‪ ،‬خطوات لتحديد أية آثار ضارة حمتملة للمشاريع‬
‫اليت تدعمها على حقوق الطفل‪ ،‬ومنع تلك اآلثار والتخفيف من حدهتا‪ ،‬قبل تقدمي الدعم‬
‫للمؤسسات التجارية العاملة يف اخلارج‪ ،‬والنص على أال تدعم تلك الوكاالت أنشطة يرجح‬
‫أن تتسبب أو تسهم يف انتهاكات حلقوق الطفل‪.‬‬
‫‪ -46‬ويتعني على دول املوطن والدول املضيفة على السواء وضع أطر مؤسسية وقانونية‬
‫مت ّك ن املؤسسات التجارية من احرتام حقوق الطفل يف كامل عملياهتا على الصعيد العاملي‪.‬‬
‫وينبغي أن تضمن دول املوطن وجود آليات فعالة ليتسىن للوكاالت واملؤسسات احلكومية‬
‫املسؤولة عن تنفيذ االتفاقية وبروتوكوالهتا االختيارية التنسيق بفعالية مع تلك املسؤولة عن‬
‫التجارة واالستثمار يف اخلارج‪ .‬ويتعني عليها أيضاً بناء القدرات حىت ميكن لوكاالت‬
‫املساعدة اإلمنائية والبعثات اخلارجية املسؤولة عن تعزيز التجارة إدراج املسائل املتعلقة‬
‫باألعمال التجارية يف احلوارات الثنائية اخلاصة حبقوق اإلنسان‪ ،‬مبا فيها حقوق الطفل‪ ،‬مع‬
‫احلكومات األجنبية‪ .‬ويتعني على الدول امللتزمة باملبادئ التوجيهية للمؤسسات املتعددة‬
‫اجلنسيات‪ ،‬اخلاصة مبنظمة التعاون والتنمية يف امليدان االقتصادي‪ ،‬أن تدعم جهات االتصال‬
‫الوطنية التابعة هلا يف تقدمي أعمال الوساطة والتوفيق يف املسائل اليت تنشأ خارج اإلقليم‪ ،‬عن‬
‫طريق كفالة حصوهلا على املوارد الكافية واستقالليتها وتفويضها بالعمل لضمان احرتام‬
‫حقوق الطفلـ يف سياق املسائل املتعلقة باألعمال التجارية‪ .‬ويتعني أن حتظى التوصيات‬
‫الصادرة عن هيئات مثل جهات االتصال الوطنية التابعة ملنظمة التعاون والتنمية يف امليدان‬
‫االقتصادي باإلنفاذ الكايف‪.‬‬
‫دال‪ -‬المنظمات الدولية‬
‫‪ -47‬يطلب إىل مجيع الدول مبوجب املادة ‪ 4‬من االتفاقية أن تتعاون مباشرة يف إعمال‬
‫احلقوق املنصوص عليها يف االتفاقية من خالل التعاون الدويل وعضويتها يف املنظمات‬
‫الدولية‪ .‬ويف سياق األنشطة التجارية‪ ،‬تشمل هذه املنظمات الدولية املؤسسات الدولية املعنية‬
‫بالتنمية والتمويل والتجارة‪ ،‬من قبيل جمموعة البنك الدويل وصندوق النقد الدويل ومنظمة‬
‫التجارة العاملية وغريها من املنظمات اإلقليمية اليت تعمل فيها الدول بصورة مجاعية‪ .‬وجيب أن‬
‫متتثل الدول‪ ،‬باعتبارها أعضاء يف هذه املنظمات‪ ،‬اللتزاماهتا مبوجب االتفاقية وبروتوكوالهتا‬
‫االختيارية‪ ،‬وأال تقبل القروض املقدمة من املنظمات الدولية‪ ،‬أو توافق على شروط هذه‬
‫املنظمات‪ ،‬إذا كانت هذه القروض أو السياسات ستسفر على األرجح عن انتهاكات حلقوق‬
‫الطفل‪ .‬كما تظل التزامات الدول قائمة يف جمال التعاون اإلمنائي وينبغي هلا أن تضع سياسات‬
‫وبرامج تعاونية وتنفذها طبقاً ألحكام االتفاقية وبروتوكوالهتا االختيارية‪.‬‬
‫‪ -48‬وجيب أن تتخذ الدولة املتعاونة مع املنظمات الدولية املعنية بالتنمية والتمويل‬
‫والتجارة مجيع اإلجراءات والتدابري املعقولة الرامية إىل ضمان تقيد تلك املنظمات بأحكام‬

‫‪GE.13-42819‬‬ ‫‪18‬‬
‫‪CRC/C/GC/16‬‬

‫االتفاقية وبروتوكوالهتا االختيارية عند اختاذ قراراهتا وإجناز عملياهتا وكذلك عند إبرام‬
‫اتفاقات أو وضع مبادئ توجيهية بشأن قطاع األعمال التجارية‪ .‬وينبغي أن تتجاوز هذه‬
‫اإلجراءات والتدابري القضاء على عمل األطفال لتشمل اإلعمال التام جلميع حقوق الطفل‪.‬‬
‫جراء‬
‫وينبغي أن تضع املنظمات الدولية معايري وإجراءات لتقييم خماطر إحلاق الضرر باألطفال ّ‬
‫إقامة مشاريع جديدة وأن تتخذ التدابري الالزمة للتخفيف من حدة هذا الضرر‪ .‬وينبغي أن‬
‫تضع هذه املنظمات إجراءات وآليات تسمح‪ ،‬وفقاً للمعايري الدولية املوجودة‪ ،‬بتحديد‬
‫انتهاكات حقوق الطفلـ والتصدي هلا وتوفري سبل االنتصاف منها‪ ،‬مبا فيها االنتهاكات اليت‬
‫ترتكبها‪ ،‬أو تسفر عنها أنشطة‪ ،‬مؤسسات جتارية مرتبطة بتلك املنظمات أو ممولة منها‪.‬‬

‫هاء‪ -‬الطوارئ‪ 8‬وحاالت النزاع‬


‫‪ -49‬تواجه الدول املضيفة ودول املوطن على حد سواء حتديات خاصة عند الوفاء‬
‫بالتزاماهتا املتمثلة يف احرتام حقوق الطفلـ ومحايتها وإعماهلا‪ ،‬عندما تشتغل املؤسسات‬
‫التجارية يف ظروف تعوق السري السليم لعمل مؤسسات احلماية بسبب نزاع أو كارثة أو‬
‫اهنيار للنظام االجتماعي أو القانوين‪ .‬ومن املهم التشديد على أن أحكام االتفاقية‬
‫وبروتوكوالهتا االختيارية سارية يف مجيع األحوال وأنه ال توجد أحكام جتيز عدم تطبيقها يف‬
‫حاالت الطوارئ‪.‬‬
‫‪ -50‬وقد يزيد يف مثل هذه الظروف خطر جلوء املؤسسات التجارية إىل عمل األطفال (مبا‬
‫يف ذلك يف سالسل اإلمداد واجلهات الفرعية)‪ ،‬أو استخدام األطفال اجلنود‪ ،‬أو الفساد‬
‫والتهرب الضرييب‪ .‬ونظراً الرتفاع درجة املخاطر‪ ،‬ينبغي أن تطلب دول املوطن إىل املؤسسات‬
‫التجارية العاملة يف حاالت الطوارئ والنزاع إيالء حقوق الطفل العناية الواجبة الصارمة مبا‬
‫يتالءم مع حجمها وأنشطتها‪ .‬كما ينبغي أن تضع دول املوطن وتنفذ قوانني ولوائح تنظيمية‬
‫تتصدى ملا يعرتض حقوق األطفال من خماطر حمددة قابلة للتنبؤ بسبب املؤسسات التجارية عرب‬
‫الوطنية‪ .‬وميكن أن يشمل ذلك اشرتاط نشر اإلجراءات املتخذة لضمان عدم مسامهة عمليات‬
‫الشركات يف حاالت انتهاك خطرية حلقوق الطفل‪ ،‬وحظر بيع األسلحة أو نقلها أو تقدمي‬
‫غريها من أشكال املساعدة العسكرية عندما تكون وجهتها النهائية بلد يُعرف بأن األطفال‬
‫جيندون فيه أو يستخدمون يف أعمال القتال‪ ،‬أو يتعرضون هلذا االحتمال‪.‬‬
‫‪ -51‬وينبغي أن تزود دول املوطن املؤسسات التجارية مبعلومات حديثة ودقيقة وشاملة عن‬
‫الوضع احمللي حلقوق الطفل عندما تعمل أو ختطط للعمل يف املناطق املتضررة من النزاعات أو‬
‫الطوارئ‪ .‬وينبغي أن تشدد هذه اإلرشادات على أن مسؤوليات الشركات فيما يتعلق باحرتام‬
‫حقوق الطفل ال ختتلف بني هذه السياقات وأخرى‪ .‬وميكن أن يتعرض األطفال للعنف‪ ،‬مبا فيه‬
‫االعتداء أو االستغالل اجلنسيني‪ ،‬واالجتار هبم‪ ،‬والعنف اجلنساين يف املناطق املتضررة من‬
‫النزاعات‪ ،‬وهو ما جيب أن تقر به الدول عند تقدمي إرشادات إىل املؤسسات التجارية‪.‬‬

‫‪19‬‬ ‫‪GE.13-42819‬‬
‫‪CRC/C/GC/16‬‬

‫‪ -52‬وينبغي التأكيد على التزامات الدول املضيفة ودول املوطن مبوجب أحكام االتفاقية‬
‫ذات الصلة فيما يتعلق بعمل املؤسسات التجارية يف املناطق املتضررة من النزاع‪ ،‬إذ تنص‬
‫املادة ‪ 38‬على احرتام قواعد القانون الدويل اإلنساين‪ ،‬وتلزم املادة ‪ 39‬الدول باختاذ التدابري‬
‫املناسبة لتشجيع التأهيل النفسي وإعادة االندماج االجتماعي للطفل‪ ،‬ويتضمن الربوتوكول‬
‫االختياري التفاقية حقوق الطفلـ بشأن اشرتاك األطفال يف املنازعات املسلحة أحكاماً بشأن‬
‫جتنيد األطفال دون سن الثامنة عشرة يف القوات املسلحة‪ .‬ومن املمكن أن توظف املؤسسات‬
‫التجارية العاملة يف املناطق املتضررة من النزاعات شركات أمن خاصة وأن تواجه خطر‬
‫التورط يف انتهاكات من قبيل االستغالل و‪/‬أو استخدام العنف ضد األطفال أثناء محاية املرافق‬
‫أو غري ذلك من العمليات‪ .‬وملنع حدوث ذلك‪ ،‬ينبغي أن تعتمد الدول املضيفة ودول املوطن‬
‫وتنفذ تشريعات وطنية تشمل فرض حظر حمدد على الشركات اليت جتند األطفال أو‬
‫تستخدمهم يف أعمال القتال؛ واشرتاط اختاذ تدابري فعالة حلماية األطفال من العنف‬
‫واالستغالل؛ ووضع آليات ملساءلة املوظفني املتورطني يف انتهاكات حقوق الطفل‪.‬‬

‫سادساً‪ -‬إطار التنفيذ‬

‫ألف‪ -‬التدابير التشريعية‪ 8‬والتنظيمية‪ 8‬وتدابير اإلنفاذ‬

‫‪ -1‬التشريعات واللوائح التنظيمية‬


‫‪ -53‬تعد التشريعات واللوائح التنظيمية وسائل أساسية لضمان عدم اإلضرار حبقوق‬
‫الطفلـ أو انتهاكها يف األنشطة والعمليات التجارية‪ .‬وينبغي أن تسن الدول تشريعاً ينص على‬
‫إنفاذ الغري حلقوق الطفلـ وإتاحة بيئة قانونية وتنظيمية واضحة وقابلة للتنبؤ مت ّكن املؤسسات‬
‫التجارية من احرتام حقوق الطفل‪ .‬وسيتعني على الدول أن تقوم‪ ،‬وفاءً بالتزامها املتمثل يف‬
‫اعتماد تدابري تشريعية وتنظيمية كافية ومعقولة لضمان عدم انتهاك املؤسسات التجارية‬
‫حلقوق الطفل‪ ،‬جبمع البيانات واألدلة وإجراء البحوث لتحديد القطاعات التجارية املعينة‬
‫املثرية للقلق‪.‬‬
‫‪ -54‬وفقاً للفقرة ‪ 3‬من املادة ‪ 18‬من االتفاقية‪ ،‬يتعني على الدول أن هتيئ داخل‬
‫املؤسسات التجارية ظروف عمل تساعد الوالدين العاملني ومقدمي الرعاية على الوفاء‬
‫مبسؤولياهتم يف رعاية األطفال‪ ،‬مثل‪ :‬اعتماد سياسات مراعية لألسرة يف أماكن العمل‪ ،‬مبا يف‬
‫ذلك اإلجازة الوالدية؛ ودعم الرضاعة الطبيعية وتيسريها؛ وتيسري احلصول على خدمات‬
‫جيّدة يف جمال رعاية األطفال؛ وتسديد أجور كافية ملستوى معيشي الئق؛ واحلماية من‬
‫التمييز والعنف يف مكان العمل؛ وتوفري األمن والسالمة يف مكان العمل‪.‬‬

‫‪GE.13-42819‬‬ ‫‪20‬‬
‫‪CRC/C/GC/16‬‬

‫‪ -55‬ومن شأن عدم فعالية النظم الضريبية وانتشار الفساد وسوء تدبري اإليرادات اليت‬
‫جتنيها احلكومة من املؤسسات التجارية احلكومية والضرائب على الشركات‪ ،‬ضمن مصادر‬
‫أخرى‪ ،‬أن حيد من املوارد املتاحة إلعمال حقوق الطفل وفقاً للمادة ‪ 4‬من االتفاقية‪ .‬وإىل‬
‫جانب أي التزامات مرتتبة على صكوك مكافحة الرشوة والفساد(‪ ،)19‬ينبغي أن تضع الدول‬
‫وتنفذ قوانني ولوائح تنظيمية فعالة تسمح بإدارة اإليرادات وتدفقها من مجيع املصادر وتكفل‬
‫الشفافية واملساءلة واإلنصاف‪.‬‬
‫‪ -56‬وينبغي أن تنفذ الدول املادة ‪ 32‬من االتفاقية لضمان حظر استغالل األطفال‬
‫اقتصادياً وتوظيفهم يف العمل اخلطر‪ .‬ويتجاوز عمر بعض األطفال السن الدنيا للعملـ الذي‬
‫حتدده املعايري الدولية‪ ،‬وميكنهم من مث العمل كموظفني طبقاً للقانون يف حني أهنم ما‪ ‬زالوا‬
‫حيتاجون إىل احلماية مثالً من العمل الذي يشكل خطراً على صحتهم أو سالمتهم أو منوهم‬
‫املعنوي‪ ،‬وإىل إجراءات تكفل تعزيز ومحاية حقوقهم يف التعليم والنمو والرتفيه(‪ .)20‬وجيب أن‬
‫حتدد الدول السن الدنيا للعمل؛ وتنظم ساعات العمل وظروفه على النحو املناسب؛ وتفرض‬
‫عقوبات بغية إنفاذ املادة ‪ 32‬بفعالية‪ .‬وجيب أن تتوافر لديها نظم وقدرات فعالة للتفتيش‬
‫واإلنفاذ يف جمال العمل‪ .‬وينبغي أن تصدق الدول أيضاً على اتفاقييت منظمة العمل الدولية‬
‫الرئيسيتني املتعلقتني بعمل األطفال وتدرجهما يف القانون احمللي(‪ .)21‬ومبوجب املادة ‪،39‬‬
‫جيب أن تتخذ الدول كل التدابري املناسبة لتشجيع التأهيل البدين والنفسي وإعادة االندماج‬
‫االجتماعي للطفلـ الذي تعرض ألي شكل من أشكال العنف أو اإلمهال أو االستغالل أو‬
‫اإلساءة‪ ،‬مبا يف ذلك االستغالل االقتصادي‪.‬‬
‫‪ -57‬ويتعني على الدول أيضاً تنفيذ وإعمال املعايري املتفق عليها دولياً فيما يتعلق حبقوق‬
‫الطفلـ والصحة واألعمال التجارية‪ ،‬مبا يف ذلك اتفاقية منظمة الصحة العاملية اإلطارية بشأن‬
‫مكافحة التبغ واملدونة الدولية لتسويق بدائل لنب األم وقرارات مجعية الصحة العاملية الالحقة‬
‫ذات الصلة‪ .‬وتدرك اللجنة إمكانية أن تؤثر أنشطة القطاع الصيدالين وعملياته تأثرياً عميقاً‬
‫تشجع شركات صناعة األدوية على حتسني إمكانية احلصول‬ ‫يف صحة األطفال‪ .‬وينبغي أن َّ‬
‫على أدوية األطفال وتوافرها ومقبوليتها ونوعيتها مع مراعاة التوجيهات القائمة ‪ .‬وعالوة‬
‫(‪)22‬‬

‫على ذلك‪ ،‬ينبغي أن تطبَّق حقوق امللكية الفكرية بطرق تعزز توافر األدوية بسعر معقول(‪.)23‬‬

‫‪__________ 19‬مثل اتفاقية منظمة التعاون والتنمية يف امليدان االقتصادي ملكافحة رشوة املوظفني األجانب‬
‫يف املعامالت التجارية الدولية و‪/‬أو اتفاقية األمم املتحدة ملكافحة الفساد‪.‬‬
‫‪20‬‬
‫__________انظر‪general comment No. 17 (2013) on the right of the child to rest, leisure, play, :‬‬
‫‪.recreational activities, cultural life and the arts (art. 31), forthcoming‬‬
‫‪__________ 21‬اتفاقيتا منظمة العمل الدولية رقم ‪ )1999(182‬بشأن حظر أسوأ أشكال عمل األطفال‬
‫واإلجراءات الفورية للقضاء عليها‪ ،‬ورقم ‪ )1973(138‬بشأن احلد األدىن لسن االستخدام‪.‬‬
‫‪__________ 22‬املبادئ التوجيهية املتعلقة بدور شركات صناعة األدوية يف تيسري احلصول على األدوية‬
‫مراعاة حلقوق اإلنسان‪ ،‬قرار جملس حقوق اإلنسان ‪.15/22‬‬

‫‪21‬‬ ‫‪GE.13-42819‬‬
‫‪CRC/C/GC/16‬‬

‫‪ -58‬وميكن أن تكون لقطاع وسائط اإلعالم‪ ،‬مبا يف ذلك قطاعا اإلعالن والتسويق‪ ،‬آثار‬
‫إجيابية وسلبية على حقوق الطفل‪ .‬وتلزم املادة ‪ 17‬من االتفاقية الدول بأن تشجع وسائط‬
‫اإلعالم‪ ،‬مبا يف ذلك اإلعالم اخلاص‪ ،‬على نشر املعلوماتـ واملواد ذات املنفعة االجتماعية‬
‫والثقافية للطفل من قبيل تلك املتعلقة بأمناط احلياة الصحية‪ .‬وجيب تنظيم وسائط اإلعالم كما‬
‫ينبغي حلماية األطفال من املعلومات املؤذية‪ ،‬وال‪ ‬سيما املواد اإلباحية‪ ،‬واملواد اليت جتسد‬
‫العنف أو تعززه‪ ،‬والتمييز والصور اجلنسية لألطفال‪ ،‬لكن مع اإلقرار حبق الطفلـ يف احلصول‬
‫على املعلوماتـ وحرية التعبري‪ .‬وينبغي أن حتث الدول وسائط اإلعالم على وضع مبادئ‬
‫توجيهية تكفل احرتام حقوق الطفلـ احرتاماً كامالً‪ ،‬مبا يف ذلك محايته من العنف والصور اليت‬
‫تُدمي التمييز‪ ،‬يف مجيع عمليات التغطية اإلعالمية‪ .‬وينبغي أن حتدد الدول استثناءات من‬
‫حقوق التأليف والنشر تسمح بإعادة نسخ الكتب وغريها من املنشورات املطبوعة يف صيغ‬
‫يسهل على األطفال ذوي اإلعاقة البصرية أو غريها من اإلعاقات استخدامها‪.‬‬
‫‪ -59‬وميكن أن ينظر األطفال إىل رسائل التسويق واإلعالنات اليت تبثها وسائط اإلعالم‬
‫فيعرضوا من مث الستهالك منتجات مؤذية واستخدامها‪ .‬وميكن أيضاً‬ ‫على أهنا صادقة وحمايدة ّ‬
‫أن يكون لإلعالنات والتسويق تأثري قوي يف اعتزاز األطفال بأنفسهم‪ ،‬كما حيدث مثالً عند‬
‫نقل صور غري واقعية عن اجلسد‪ .‬وينبغي أن تكفل الدول عدم تأثر حقوق الطفلـ سلباً‬
‫بالتسويق واإلعالنات بأن تعتمد لوائح تنظيمية مناسبة وحتث املؤسسات التجارية على التقيد‬
‫مبدونات قواعد السلوك واستخدام مسميات ومعلومات واضحة ودقيقة للمنتجات تسمح‬
‫للوالدين واألطفال باختاذ قرارات استهالكية مستنرية‪.‬‬
‫‪ -60‬وتثري وسائط اإلعالم الرقمية قلقاً خاصاً مبا أن أطفاالً كثريين يستخدمون اإلنرتنت‬
‫لكنهم يتعرضون يف املقابل لضروب من العنف من قبيل التسلط عرب اإلنرتنت‪ ،‬أو االستمالة‬
‫عرب اإلنرتنت‪ ،‬أو االجتار بالبشر‪ ،‬أو االعتداء واالستغالل اجلنسيني عرب اإلنرتنت‪ .‬وقد ال‬
‫تتورط الشركات مباشرة يف هذه األعمال اإلجرامية لكنها قد تصبح متواطئة يف هذه‬
‫االنتهاكات من خالل أعماهلا؛ فعلىـ سبيل املثال‪ ،‬ميكن أن تيسر وكاالت السفر على‬
‫اإلنرتنت السياحة بدافع ممارسة اجلنس مع األطفال بأن تسمح بتبادل املعلوماتـ وختطيط‬
‫تيسر املؤسسات التجارية على شبكة اإلنرتنت ومقدمو‬ ‫أنشطة سياحية جنسية‪ .‬وميكن أن ّ‬
‫بطاقات االئتمان بصورة غري مباشرة استغالل األطفال يف املواد اإلباحية‪ .‬وينبغي أن تفي‬
‫الدول بالتزاماهتا مبوجب الربوتوكول االختياري امللحق باتفاقية حقوق الطفل بشأن بيع‬
‫األطفال واستغالل األطفال يف البغاء ويف املواد اإلباحية فضالً عن تزويد األطفال مبعلومات‬
‫عن السالمة على شبكة اإلنرتنت مبا يتناسب مع سنهم حىت يستطيعوا إدارة املخاطر ومعرفة‬
‫سبل طلب املساعدة‪ .‬وجيب أن تنسق الدول مع قطاع تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت‬
‫لكي يستطيع اختاذ تدابري مناسبة حلماية األطفال من املواد العنيفة وغري الالئقة‪.‬‬
‫‪Declaration on the TRIPS‬‬ ‫‪__________ 23‬انظر التعليق العام رقم ‪ ،15‬الفقرة ‪82‬؛ منظمة التجارة العاملية‪،‬‬
‫‪ ،Agreement and Public Health‬الوثيقة ‪.WT/MIN(01)/DEC/2‬‬

‫‪GE.13-42819‬‬ ‫‪22‬‬
‫‪CRC/C/GC/16‬‬

‫‪ -2‬تدابير اإلنفاذ‬
‫‪ -61‬تتمثل أخطر املشاكل اليت يواجهها األطفال على العموم يف عدم تنفيذ القوانني‬
‫املنظمة لألعمال التجارية أو سوء إنفاذها‪ .‬ومثة تدابري عدة يتعني على الدول اختاذها لضمان‬
‫التطبيق واإلنفاذ على حنو فعال‪ ،‬وهي تشمل‪:‬‬
‫تعزيز وكاالت التنظيم املسؤولة عن مراقبة املعايري املتصلة حبقوق الطفلـ مثل‬ ‫(أ)‬
‫الصحة والسالمة وحقوق املستهلك والتعليم والبيئة والعمل واإلعالن والتسويق‪ ،‬حىت يصبح‬
‫هلا ما يكفي من السلطات واملوارد لرصد الشكاوى والتحقيق فيها وإتاحة وإنفاذ سبل‬
‫االنتصاف من انتهاكات حقوق الطفل؛‬
‫(ب) تعميم القوانني واللوائح التنظيمية املتعلقة حبقوق الطفلـ واألعمال التجارية‬
‫على أصحاب املصلحة‪ ،‬مبن فيهم األطفال واملؤسسات التجارية؛‬
‫(ج) تدريب القضاة وغريهم من املسؤولني اإلداريني واحملامني ومقدمي املساعدة‬
‫القانونية لضمان التطبيق السلمـ لالتفاقية وبروتوكوالهتا على ما يتصل باألعمال التجارية‬
‫وحقوق الطفل‪ ،‬واملعايري الدولية حلقوق اإلنسان‪ ،‬والتشريعات الوطنية ذات الصلة‪ ،‬ولتشجيع‬
‫تطوير الفقه القضائي الوطين؛‬
‫(د) توفري سبل انتصاف فعالة من خالل اآلليات القضائية أو غري القضائية‬
‫وتيسري إمكانية اللجوء إىل القضاء على حنو فعال‪.‬‬

‫‪ -3‬حقوق الطفل والعناية الواجبة من المؤسسات‪ 8‬التجارية‬


‫‪ -62‬من أجل أن تفي الدول بالتزامها املتمثل يف اعتماد تدابري تكفل احرتام املؤسسات‬
‫التجارية حلقوق الطفل‪ ،‬ينبغي أن تُلزم هذه املؤسسات إيالء حقوق الطفل العناية الواجبة‪.‬‬
‫وسيكفل ذلك قيام املؤسسات التجارية بتحديد أثر أنشطتها على حقوق الطفل‪ ،‬مبا يف ذلك أثر‬
‫عالقاهتا التجارية كافة وأنشطتها العاملية‪ ،‬واحلد من هذا األثر والتخفيف منه(‪ .)24‬وعندما يرتفع‬
‫خطر تورط املؤسسات التجارية يف انتهاكات حقوق الطفل بسبب طبيعة عملياهتا أو ظروف‬
‫تشغيلها‪ ،‬ينبغي أن تقضي الدول بإيالء عناية واجبة أكثر صرامة ووضع نظام رصد فعال‪.‬‬
‫‪ -63‬وعندما يندرج إيالء العناية الواجبة حلقوق الطفلـ ضمن عملية أمشل تتمثل يف إيالء‬
‫العناية الواجبة حلقوق اإلنسان‪ ،‬ستتأثر القرارات حتماً بأحكام االتفاقية وبروتوكوالهتا‬
‫االختيارية‪ .‬وأية خطة عمل أو تدابري ترمي إىل منع انتهاكات حقوق اإلنسان و‪/‬أو جربها‬
‫جيب أن تراعي على حنو خاص أثرها املتفاوت على األطفال‪.‬‬

‫‪ __________ 24‬انظر‪ :‬منظمة األمم املتحدة للطفولة (اليونيسيف)‪ ،‬ومنظمة إنقاذ الطفولة‪ ،‬واالتفاق العاملي‪:‬‬
‫املبادئ املتعلقة حبقوق الطفل واألعمال التجارية (‪.)2011‬‬

‫‪23‬‬ ‫‪GE.13-42819‬‬
‫‪CRC/C/GC/16‬‬

‫‪ -64‬وينبغي أن تكون الدول قدوة‪ ،‬فتُلزم مجيع املؤسسات التجارية اململوكة للدولة بإيالء‬
‫العناية الواجبة حلقوق الطفل وتعميم تقاريرها املتعلقة بأثر أنشطتها على حقوق الطفل‪ ،‬مبا يف‬
‫ذلك اإلبالغ املنتظم‪ .‬وينبغي أن تقيد الدول حصول املؤسسات التجارية على أشكال الدعم‬
‫واخلدمات العامة‪ ،‬مثل تلك املقدمة من وكاالت ائتمانات التصدير‪ ،‬والتمويل اإلمنائي وتأمني‬
‫االستثمار‪ ،‬بإيالء حقوق الطفلـ العناية الواجبة‪.‬‬
‫‪ -65‬ويف إطار إيالء حقوق الطفل العناية الواجبة‪ ،‬ينبغي حث املؤسسات التجارية الكبرية‬
‫على اإلعالن عن جهودها الرامية إىل التصدي آلثار أنشطتها على حقوق الطفل ومطالبتها‬
‫بذلك عند االقتضاء‪ .‬وينبغي أن يكون هذا البالغ متاحاً وفعاالً وقابالً للمقارنة بني‬
‫الشركاتـ وأن يتناول التدابري املتخذة من املؤسسات التجارية للتخفيف من حدة اآلثار‬
‫الضارة احملتملة والفعلية ألنشطتها على األطفال‪ .‬ويتعني مطالبة املؤسسات التجارية بنشر‬
‫إجراءاهتا الرامية إىل ضمان أال تنطوي السلع واخلدمات اليت تنتجها أو تتاجر فيها على‬
‫انتهاكات خطرية حلقوق الطفل‪ ،‬مثل الرق أو العملـ القسري‪ .‬ومىت يكون اإلبالغ إلزامياً‪،‬‬
‫ينبغي أن تضع الدول آليات للتحقق واإلنفاذ من أجل ضمان االمتثال‪ .‬وبإمكان الدول دعم‬
‫اإلبالغ من خالل وضع أدوات لتقييم األداء اجليد يف جمال حقوق الطفل واإلشادة به‪.‬‬

‫باء‪ -‬تدابير االنتصاف‬


‫‪ -66‬يصعب على األطفال غالباً اللجوء إىل نظام العدالة من أجل التماس سبل االنتصاف‬
‫الفعالة مما تتعرض له حقوقهم من اعتداء أو انتهاك عندما تتورط مؤسسات جتارية يف ذلك‪.‬‬
‫فقد يفتقر األطفال إىل األهلية القانونية الالزمة للتقاضي؛ وغالباً ما ال يعلم األطفال وأفراد‬
‫أسرهم حبقوقهم وباآلليات واإلجراءات املتاحة اللتماس االنتصاف أو رمبا ال يثقون يف نظام‬
‫القضاء‪ .‬وقد ال حتقق الدول دائماً يف خرق املؤسسات التجارية للقوانني اجلنائية أو املدنية أو‬
‫اإلدارية‪ .‬ويوجد اختالل كبري يف موازين القوى بني األطفال واملؤسسات التجارية‪ ،‬وغالباً ما‬
‫ترتتب على رفع الدعاوى ضد الشركات تكاليف مانعة ويصعب تأمني التمثيل القانوين‪.‬‬
‫تسوى القضايا اليت تكون املؤسسات التجارية طرفاً فيها خارج احملكمة ويف غياب‬ ‫وكثرياً ما ّ‬
‫رجح بقدر أكرب أن حيجم األطفال وأفراد أسرهم يف‬ ‫جمموعة متطورة من السوابق القضائية؛ ويُ ّ‬
‫الواليات القضائية اليت سبق أن صدرت فيها قرارات قضائية غري ملزمةـ عن رفع الدعاوى‬
‫بسبب عدم التيقن من نتائجها‪.‬‬
‫‪ -67‬ويصعب على اخلصوص احلصول على انتصاف من حاالت اإليذاء اليت حتدث‬
‫بسبب العمليات العاملية للمؤسسات التجارية‪ .‬وقد تفتقر اجلهات الفرعية أو غريها إىل التأمني‬
‫أو تكون مسؤوليتها حمدودة؛ فبسبب طريقة تنظيم الشركات عرب الوطنية يف كيانات منفصلة‬
‫ميكن أن يكون من الصعب حتديد املسؤولية القانونية لكل وحدة وإسناد هذه املسؤولية إليها؛‬
‫والوصول إىل معلوماتـ وأدلة موجودة يف بلدان شىت قد ميثل إشكاالً عند رفع الدعوى‬

‫‪GE.13-42819‬‬ ‫‪24‬‬
‫‪CRC/C/GC/16‬‬

‫والدفاع عنها؛ وقد يصعب احلصول على املساعدة القانونية يف الواليات القضائية األجنبية‬
‫وقد توضع عوائق قانونية وإجرائية متنوعة لص ّد الدعاوى القضائية اخلارجية‪.‬‬
‫‪ -68‬وينبغي أن تركز الدول اهتمامها على إزالة العوائق االجتماعية واالقتصادية‬
‫والقضائية حىت يستطيع األطفال الوصول يف الواقع إىل آليات قضائية فعالة دون أي شكل من‬
‫أشكال التمييز‪ .‬وينبغي تزويد األطفال وممثليهم مبعلومات عن سبل االنتصاف‪ ،‬وذلك مثالً‬
‫من خالل املقررات الدراسية أو املراكز الشبابية أو الربامج اجملتمعية‪ .‬وينبغي السماح هلم‬
‫بإقامة الدعوى بصفتهم الشخصية واحلصول على املساعدة القانونية وعلى دعم احملامني‬
‫ومقدمي املساعدة القانونية ملقاضاة املؤسسات التجارية وذلك حرصاً على تكافؤ وسائل‬
‫الدفاع‪ .‬وعلى الدول اليت ال متتلك بالفعل حكماً بشأن الشكاوى اجلماعية‪ ،‬مثل الدعاوى‬
‫اجلماعية ودعاوى املصلحةـ العامة‪ ،‬أن تعتمد هذا احلكم كأداة لتعزيز إمكانية جلوء أعداد‬
‫غفرية من األطفال املتضررين أيضاً من اإلجراءات التجارية إىل احملاكم‪ .‬وقد يتعني على الدول‬
‫تقدمي مساعدة خاصة إىل األطفال الذين يتع ّذر عليهم اللجوء إىل القضاء ألسباب مثل اللغة‬
‫أو اإلعاقة أو صغر السن‪.‬‬
‫‪ -69‬وينبغي أال يكون السنـ عائقاً أمام متتع الطفل حبقه يف املشاركة الكاملة يف عملية‬
‫التقاضي‪ .‬وباملثل‪ ،‬ينبغي وضع ترتيبات خاصة لفائدة األطفال الضحايا والشهود يف‬
‫اإلجراءات القانونية املدنية واجلنائية على السواء‪ ،‬وفقاً للتعليق العام رقم ‪ 12‬للجنة حقوق‬
‫الطفل‪ .‬وعالوة على ذلك‪ ،‬ينبغي أن تنفذ الدول املبادئ التوجيهية بشأن العدالة يف األمور‬
‫املتعلقة باألطفال ضحايا اجلرمية والشهود عليها(‪ .)25‬وجيب احرتام السرية واخلصوصية‬
‫ومواصلة إطالع األطفال على التقدم احملرز يف مجيع مراحل التقاضي مع إيالء االعتبار‬
‫الواجب لنضج الطفلـ وأية صعوبات قد تعرتضه يف الكالم أو اللغة أو التواصل‪.‬‬
‫‪ -70‬وينص الربوتوكول االختياري امللحقـ باتفاقية حقوق الطفلـ بشأن بيع األطفال‬
‫واستغالل األطفال يف البغاء ويف املواد اإلباحية على أن تسن الدول تشريعات جنائية تطبّق‬
‫أيضاً على الكيانات القانونية‪ ،‬مبا فيها املؤسسات التجارية‪ .‬وينبغي أن تنظر الدول يف اعتماد‬
‫املسؤولية القانونية اجلنائية ‪ -‬أو أي شكل آخر من أشكال املسؤولية القانونية يكون له نفس‬
‫األثر الرادع ‪ -‬فيما يتعلق بالكيانات القانونية‪ ،‬مبا فيها املؤسسات التجارية‪ ،‬يف حاالت‬
‫االنتهاك اخلطري حلقوق الطفل‪ ،‬من قبيل العمل القسري‪ .‬وينبغي أن تكون احملاكم الوطنية‬
‫خمتصة بالنظر يف هذه االنتهاكات اخلطرية وفقاً لقواعد اختصاص مقبولة‪.‬‬
‫‪ -71‬وميكن أن تكون اآلليات غري القضائية من قبيل الوساطة والتوفيق والتحكيم بدائل‬
‫مفيدة لتسوية املنازعات املتعلقة باألطفال والشركات‪ .‬وجيب أن تتاح مع عدم املساس حبق‬
‫اللجوء إىل سبل االنتصاف القضائية‪ .‬وبإمكان هذه اآلليات أن تؤدي دوراً مهماً إىل جانب‬
‫العمليات القضائية شريطة أن تكون متوافقة مع االتفاقية وبروتوكوالهتا االختيارية ومع‬

‫‪__________ 25‬اعتمدها اجمللس االقتصادي واالجتماعي يف قراره ‪.2005/20‬‬

‫‪25‬‬ ‫‪GE.13-42819‬‬
‫‪CRC/C/GC/16‬‬

‫املبادئ واملعايري الدولية املتمثلة يف الفعالية والسرعة والنزاهة واحملاكمة وفق األصول القانونية‪.‬‬
‫وميكن أن تتيح آليات التظلم اليت تضعها املؤسسات التجارية حلوالً مرنة ومناسبة التوقيت‬
‫وأن ختدم يف بعض األحيان مصاحل الطفل الفضلى يف حال اللجوء إليها لتسوية مشاكلـ‬
‫التيسر‪،‬‬
‫مرتبطة بسلوك شركة ما‪ .‬وينبغي أن تتبع هذه اآلليات معايري تشمل ما يلي‪ُّ :‬‬
‫واملشروعية‪ ،‬والقابلية للتنبؤ‪ ،‬واإلنصاف‪ ،‬والتوافق مع احلقوق‪ ،‬والشفافية‪ ،‬والتعلم املستمر‪،‬‬
‫واحلوار(‪ . )26‬وينبغي يف مجيع األحوال إتاحة اللجوء إىل احملاكم أو املراجعة القضائية لسبل‬
‫االنتصاف اإلدارية وغريها من اإلجراءات‪.‬‬
‫‪ -72‬وينبغي أن تبذل الدول كل ما يف وسعها لتيسري إمكانية اللجوء إىل آليات حقوق‬
‫اإلنسان الدولية واإلقليمية‪ ،‬مبا فيها الربوتوكول االختياري التفاقية حقوق الطفلـ املتعلق‬
‫بإجراء تقدمي البالغات‪ ،‬حىت يستطيع طفل مبفرده أو جمموعة أطفال أو ممثليهم احلصول على‬
‫االنتصاف من تقصري الدولة يف احرتام ومحاية وإعمال حقوق الطفل فيما يتصل باألنشطة‬
‫والعمليات التجارية‪.‬‬

‫جيم‪ -‬التدابير السياساتية‪8‬‬


‫تشجع الدول ثقافة األعمال التجارية اليت تفهم حقوق الطفل وحترتمها‬
‫‪ -73‬ينبغي أن ّ‬
‫احرتاماً تاماً‪ .‬وهلذا الغرض‪ ،‬ينبغي أن تدرج الدول مسألة حقوق الطفل واألعمال التجارية يف‬
‫السياق العام إلطار السياسات الوطنية املتعلقة بتنفيذ االتفاقية‪ .‬وينبغي أن تضع توجيهات‬
‫تنص صراحة على تطلعات احلكومة فيما يتعلقـ باحرتام املؤسسات التجارية حلقوق الطفلـ يف‬
‫أنشطتها التجارية اخلاصة ويف عالقاهتا التجارية املتصلة بالعمليات‪ ،‬واملنتجات أو اخلدمات‪،‬‬
‫واألنشطة اخلارجية عندما تعمل على الصعيد عرب الوطين‪ .‬وينبغي أن تشمل هذه التوجيهات‬
‫تنفيذ سياسة عدم التسامح مطلقاً إزاء العنف يف مجيع األنشطة والعمليات التجارية‪ .‬وينبغي‬
‫أن حتدد الدول معامل االنضمام إىل املبادرات ذات الصلة املتعلقة مبسؤولية الشركات‬
‫وتشجعه‪ ،‬حسب االقتضاء‪.‬‬‫ّ‬
‫‪ -74‬وتشكل الشركات الصغرية ومتوسطة احلجم يف سياقات كثرية جزءاً كبرياً من‬
‫االقتصاد‪ ،‬ومن املهم على حنو خاص أن تزودها الدول بتوجيه ودعم متيسرين ومصممني‬
‫حسب احلاجة بشأن كيفية احرتام حقوق الطفل واالمتثال للتشريعاتـ الوطنية‪ ،‬دون حتميلها‬
‫أعباء إدارية غري ضرورية‪ .‬وينبغي أن حتث الدول أيضاً الشركاتـ الكبرية على ممارسة نفوذها‬
‫على الشركات الصغرية ومتوسطة احلجم لتعزيز حقوق الطفلـ على امتداد سالسل القيمة‬
‫اخلاصة هبا‪.‬‬

‫‪ __________ 26‬تقرير املمثل اخلاص لألمني العام املعين مبسألة حقوق اإلنسان والشركات عرب الوطنية وغريها‬
‫من مؤسسات األعمال‪ ،‬جون روغي‪ ،‬مبادئ توجيهية بشأن األعمال التجارية وحقوق اإلنسان‪ :‬تنفيذ إطار‬
‫األمم املتحدة املعنون "احلماية واالحرتام واالنتصاف"‪ ،‬الوثيقة ‪ ،A/HRC/17/31‬املبدأ التوجيهي ‪.31‬‬

‫‪GE.13-42819‬‬ ‫‪26‬‬
‫‪CRC/C/GC/16‬‬

‫دال‪ -‬تدابير التنسيق والرصد‬

‫‪ -1‬التنسيق‬
‫‪ -75‬إن تنفيذ االتفاقية وبروتوكوالهتا االختيارية تنفيذاً كامالً يتطلب تنسيقاً فعاالً عرب‬
‫القطاعات‪ ،‬وفيما بني الوكاالت واإلدارات احلكومية‪ ،‬وعرب خمتلف مستويات احلكم من احمللي‬
‫إىل اإلقليمي واملركزي(‪ .)27‬ويف العادة‪ ،‬تعمل اإلدارات والوكاالت املعنية مباشرة بسياسات‬
‫وممارسات األعمال التجارية مبعزل عن اإلدارات والوكاالت املسؤولة مباشرة عن حقوق‬
‫الطفل‪ .‬وجيب أن تكفل الدولة معرفة اجلهات املعنية بصياغة القوانني واملمارسات املتعلقة‬
‫باألعمال التجارية‪ ،‬من هيئات حكومية وبرملانيني‪ ،‬بالتزامات الدولة فيما يتعلق حبقوق الطفل‪.‬‬
‫وقد حتتاج هذه اجلهات إىل معلومات وتدريب ودعم يف هذا الصدد لكي تكون مؤهلة‬
‫لضمان االمتثال الكامل لالتفاقية عند وضع القوانني والسياسات وإبرام االتفاقات االقتصادية‬
‫والتجارية واالستثمارية‪ .‬وميكن أن تؤدي املؤسسات الوطنية حلقوق اإلنسان دوراً حتفيزياً‬
‫مهماً فيما يتعلق بربط خمتلف اإلدارات احلكومية املعنية حبقوق الطفل وباألعمال التجارية‪.‬‬

‫‪ -2‬الرصد‬
‫‪ -76‬تُلزم الدول برصد ما ترتكبه أو تشارك يف ارتكابه املؤسسات التجارية‪ ،‬مبا يف ذلك‬
‫يف عملياهتا العاملية‪ ،‬من انتهاكات لالتفاقية وبروتوكوالهتا االختيارية‪ .‬وميكن االضطالع‬
‫بذلك مثالً من خالل ما يلي‪ :‬مجع البيانات اليت ميكن استخدامها لتحديد املشاكل وتنوير‬
‫السياسات؛ والتحقيق يف االنتهاكات؛ والتعاون مع اجملتمع املدين واملؤسسات الوطنية حلقوق‬
‫اإلنسان؛ وجعل املؤسسات التجارية خاضعة للمساءلة العامة بتقييم أدائها بناء على ما تقدمه‬
‫من تقارير بشأن أثر أنشطتها على حقوق الطفل‪ .‬وميكن على وجه اخلصوص إشراك‬
‫املؤسسات الوطنية حلقوق اإلنسان يف مهام منها مثالً تلقي الشكاوى املتعلقة باالنتهاكات‬
‫والتحقيق والوساطة فيها؛ وإجراء حتقيقات عامة يف االنتهاكات الواسعة النطاق‪ ،‬والوساطة‬
‫يف املنازعات‪ ،‬ومراجعة التشريعات لضمان االمتثال لالتفاقية‪ .‬وينبغي عند الضرورة توسيع‬
‫نطاق الوالية التشريعية للمؤسسات الوطنية حلقوق اإلنسان لتشمل مسألة حقوق الطفلـ‬
‫واألعمال التجارية‪.‬‬
‫‪ -77‬وينبغي أن تشري الدول‪ ،‬عند وضع اسرتاتيجيات وخطط عمل وطنية لتنفيذ االتفاقية‬
‫وبروتوكوالهتا االختيارية‪ ،‬إشارة صرحية إىل التدابري الالزمة الحرتام حقوق الطفل ومحايتها‬
‫وإعماهلا يف أنشطة وعمليات املؤسسات التجارية‪ .‬وينبغي أن تكفل الدول أيضاً رصد التقدم‬
‫احملرز يف تنفيذ االتفاقية يف األنشطة والعمليات التجارية‪ .‬وميكن حتقيق ذلك داخلياً من خالل‬
‫استخدام عمليات تقدير وتقييم األثر على حقوق الطفل‪ ،‬وكذا من خالل التعاون مع هيئات‬
‫أخرى مثل اللجان الربملانية ومنظمات اجملتمع املدين والرابطات املهنية واملؤسسات الوطنية‬
‫‪__________ 27‬التعليق العام رقم ‪ ،5‬الفقرة ‪.37‬‬

‫‪27‬‬ ‫‪GE.13-42819‬‬
‫‪CRC/C/GC/16‬‬

‫حلقوق اإلنسان‪ .‬وينبغي أن يشمل الرصد طلب رأي األطفال مباشرة بشأن أثر األعمال‬
‫التجارية على حقوقهم‪ .‬وميكن استخدام آليات تشاورية خمتلفة من قبيل جمالس وبرملانات‬
‫الشباب‪ ،‬ووسائط اإلعالم االجتماعية‪ ،‬وجمالس املدرسة‪ ،‬ومجعيات األطفال‪.‬‬

‫‪ -3‬عمليات تقييم األثر على حقوق الطفل‬


‫‪ -78‬إن ضمان إيالء االعتبار األول ملصاحل الطفل الفضلى عند وضع التشريعات‬
‫والسياسات املتصلة باألعمال التجارية وتنفيذها على مجيع املستويات احلكومية يتطلبـ إجراء‬
‫عمليات تقييم األثر على حقوق الطفلـ بصفة مستمرة‪ .‬وميكن أن تتنبأ هذه العملياتـ بأثر أي‬
‫مقرتحـ لسياسة أو تشريع أو الئحة تنظيمية أو ميزانية أو غريها من القراراتـ اإلدارية املتعلقة‬
‫تكمل ما جيري من‬ ‫باألعمال التجارية‪ ،‬اليت متس األطفال ومتتعهم حبقوقهم ‪ ،‬وينبغي أن ّ‬
‫(‪)28‬‬

‫رصد وتقييم ألثر القوانني والسياسات والربامج على حقوق الطفل‪.‬‬


‫‪ -79‬وميكن وضع منهجيات وممارسات خمتلفة عند إجراء تقييمات األثر على حقوق‬
‫إطار االتفاقية وبروتوكوالهتا االختيارية وكذا‬
‫الطفل‪ .‬وجيب أن تستخدم كحد أدىن َ‬
‫املالحظات اخلتامية والتعليقات العامة ذات الصلة الصادرة عن اللجنة‪ .‬وعند إجراء تقييمات‬
‫أوسع نطاقاً ألثر السياسات أو التشريعات أو املمارسات اإلدارية املتصلة باألعمال التجارية‪،‬‬
‫يتعني على الدول ضمان أن تستند التقييمات إىل املبادئ العامة لالتفاقية وبروتوكوالهتا‬
‫االختيارية وأن تراعي على حنو خاص تفاوت أثر التدابري قيد النظر على األطفال(‪.)29‬‬
‫‪ -80‬وميكن أن تساعد تقييمات األثر على حقوق الطفل يف دراسة األثر على مجيع‬
‫األطفال املتضررين من أنشطة عمل جتاري أو قطاع معني‪ ،‬وميكن أن تشمل أيضاً تقييم‬
‫تفاوت أثر التدابري على بعض الفئات من األطفال‪ .‬وميكن أن يستند تقييم األثر نفسه إىل‬
‫مسامهات األطفال واجملتمع املدين واخلرباء وكذلك اإلدارات احلكومية ذات الصلة والبحوث‬
‫األكادميية واخلربات املوثقة يف البلد أو يف أماكن أخرى‪ .‬وينبغي أن يفضي هذا التحليل إىل‬
‫تقدمي توصيات بشأن التعديالت والتغيريات والتحسينات‪ ،‬وأن يتاح لالطالع العام(‪.)30‬‬
‫‪ -81‬وميكن أن تنظر الدول يف تعيني جهة خارجية لقيادة التقييم من أجل ضمان إجرائه‬
‫حبياد واستقاللية‪ .‬وقد ينطوي هذا اإلجراء على إجيابيات مهمة‪ ،‬ولكن جيب على الدولة‪،‬‬
‫باعتبارها الطرف املسؤول يف هناية املطاف عن النتائج‪ ،‬أن تكفل إجراء التقييم من قبل جهة‬
‫تتسم بالكفاءة والنزاهة واحلياد‪.‬‬

‫‪__________ 28‬التعليق العام رقم ‪ ،5‬الفقرة ‪.45‬‬


‫‪__________ 29‬التعليق العام رقم ‪ ،14‬الفقرة ‪.99‬‬
‫‪__________ 30‬املرجع نفسه‪.‬‬

‫‪GE.13-42819‬‬ ‫‪28‬‬
‫‪CRC/C/GC/16‬‬

‫هاء‪ -‬تدابير التعاون والتوعية‬


‫‪ -82‬يف حني يقع االلتزام بأحكام االتفاقية على عاتق الدولة‪ ،‬فإن مهمة التنفيذ تتطلبـ‬
‫اخنراط مجيع قطاعات اجملتمع‪ ،‬مبا فيها املؤسسات التجارية واجملتمع املدين واألطفال أنفسهم‪.‬‬
‫وتوصي اللجنة بأن تعتمد الدول وتنفذ اسرتاتيجية شاملة لتثقيف وإعالم مجيع األطفال‬
‫والوالدين ومقدمي الرعاية بأن املؤسسات التجارية تتحمل حيثما عملت مسؤولية احرتام‬
‫حقوق الطفل‪ ،‬مبا يف ذلك عن طريق الرسائل املالئمة لألطفال واملناسبة لسنهم‪ ،‬وذلك مثالً‬
‫ستهدف أيضاً املؤسسات‬
‫من خالل التثقيف يف جمال الدراية بالشؤون املالية‪ .‬وينبغي أن تُ َ‬
‫التجارية بالتثقيف والتدريب والتوعية بشأن االتفاقية للتشديد على وضع الطفلـ كأحد‬
‫أصحاب حقوق اإلنسان والتشجيع على االحرتام الفعلي جلميع أحكام االتفاقية‪ ،‬والتصدي‬
‫للمواقف التمييزية ضد مجيع األطفال وخباصة املستضعفني واحملرومني والقضاء عليها‪ .‬ويف هذا‬
‫السياق‪ ،‬ينبغي تشجيع وسائط اإلعالم على تزويد األطفال مبعلومات عن حقوقهم املتصلة‬
‫باألعمال التجارية وتوعية املؤسسات التجارية مبسؤوليتها عن احرتام حقوق الطفل‪.‬‬
‫‪ -83‬وتسلط اللجنة الضوء على إمكانية إشراك املؤسسات الوطنية حلقوق اإلنسان يف‬
‫توعية املؤسسات التجارية بأحكام االتفاقية‪ ،‬مثالً من خالل إعداد ونشر إرشادات وسياسات‬
‫تتعلق باملمارسات اجليدة لفائدة املؤسسات التجارية‪.‬‬
‫‪ -84‬ويؤدي اجملتمع املدين دوراً حامساً يف تعزيز حقوق الطفل ومحايتها على حنو مستقلـ‬
‫يف سياق العمليات التجارية‪ .‬ويشمل هذا الدور رصد املؤسسات التجارية ومساءلتها؛ ودعم‬
‫إمكانية جلوء األطفال إىل القضاء وسبل االنتصاف؛ واملسامهة يف تقييمات األثر على حقوق‬
‫الطفل؛ وتوعية املؤسسات التجارية مبسؤوليتها عن احرتام حقوق الطفل‪ .‬وينبغي أن تكفل‬
‫الدول الظروف املواتية لوجود جمتمع مدين نشط ومتيقظ‪ ،‬مبا يف ذلك التعاون الفعالـ مع‬
‫منظمات اجملتمع املدين املستقلة ومنظمات األطفال والشباب والدوائر األكادميية وغرف‬
‫التجارة والصناعة والنقابات ومجعيات املستهلكني واملؤسسات املهنية‪ ،‬ودعم كل هذه‬
‫اجلهات‪ .‬وينبغي أن حتجم الدول عن عرقلة عمل هذه اجلهات وغريها من املنظمات املستقلة‬
‫تيس ر مشاركتها يف السياسات والربامج العامة املتعلقة حبقوق الطفلـ واألعمال التجارية‪.‬‬
‫وأن ّ‬

‫سابعاً‪ -‬النشر‬
‫‪ -85‬توصي اللجنة بأن تنشر الدول هذا التعليق العام على نطاق واسع داخل الربملان‬
‫واحلكومة‪ ،‬مبا يف ذلك الوزارات واإلدارات واهليئات البلدية‪/‬احمللية املعنية مبسائل األعمال‬
‫التجارية وتلك املعنية بالتجارة واالستثمار اخلارجي من قبيل وكاالت املساعدة اإلمنائية‬
‫يوزع هذا التعليقـ العام على املؤسسات التجارية‪ ،‬مبا فيها‬ ‫والبعثات يف اخلارج‪ .‬وينبغي أن ّ‬
‫العاملة على الصعيد عرب الوطين‪ ،‬وعلى الشركات الصغرية ومتوسطة احلجم‪ ،‬واجلهات الفاعلة‬

‫‪29‬‬ ‫‪GE.13-42819‬‬
‫‪CRC/C/GC/16‬‬

‫يف القطاع غري النظامي‪ .‬كما ينبغي توزيعه على املهنيني العاملني مع األطفال ولفائدهتم‪،‬‬
‫وتعريفهم به‪ ،‬مبن فيهم القضاة واحملامون ومقدمو املساعدة القانونية واملعلمون واألوصياء‬
‫واملرشدون االجتماعيون وموظفو مؤسسات الرعاية العامة أو اخلاصة‪ ،‬وعلى مجيع األطفال‬
‫واجملتمع املدين‪ .‬ويقتضي هذا األمر ترمجته إىل اللغات ذات الصلة وإتاحته يف نسخ متيسرة‬
‫ومالئمة لألطفال‪ ،‬وتنظيم حلقات عمل وحلقات دراسية ملناقشة تبعاته وأفضلـ سبل تنفيذه‪،‬‬
‫وإدراجه يف تدريب مجيع املهنيني ذوي الصلة‪.‬‬
‫‪ -86‬وينبغي أن تدرج الدول يف تقاريرها الدورية املقدمة إىل اللجنة معلوماتـ عما‬
‫تواجهه من حتديات وما تتخذه من تدابري من أجل احرتام حقوق الطفل ومحايتها وإعماهلا يف‬
‫سياق أنشطة املؤسسات التجارية وعملياهتا سواء على الصعيد احمللي‪ ،‬أو الصعيد عرب الوطين‬
‫عند االقتضاء‪.‬‬

‫‪GE.13-42819‬‬ ‫‪30‬‬

You might also like