نجد قرن الشيطان..محمد المسعري

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 178

‫نجد‪ :‬قرن الشيطان‬

‫‪‬‬
‫‪‬‬

‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫ات أَعْ مَ ا ِلنَا م َْن يَهْ دِﻩِ‬
‫وَم ْن َسيﱢئَ ِ‬ ‫ور أَن ْ ُف ِسنَا ِ‬ ‫رش ِ‬ ‫إ ِ ﱠن ا ْلحَ مْ َد ِل ﱠل ِه‪ ،‬نَحْ مَ د ُُﻩ وَ ن َ ْستَعِ ين ُ ُه وَ ن َ ْستَ ْغفِ ُر ُﻩ‪ ،‬وَ نَعُ وذُ ِبال ﱠل ِه ِم ْن ُ ُ‬
‫رشي َك َل ُه وَأ َ ﱠن مُحَ مﱠ دًا عَ بْد ُُﻩ‬ ‫وَمَن ي ُْض ِل ْل َفال َهادِ يَ َل ُه وَأ َ ْشهَ ُد أ َ ْن ال إ ِ َل َه إِال ال ﱠل ُه وَحْ د َُﻩ ال َ ِ‬ ‫ال ﱠل ُه َفال م ُِض ﱠل َل ُه ْ‬
‫ريتُه ِم ْن َخ ْلقِ ِه وحَ ِبيبُه‪:‬‬ ‫وخلِيلُه‪ ،‬وخِ َ‬ ‫وَصفِ يﱡه َ‬ ‫وَر ُسولُ ُه‪َ ،‬‬ ‫َ‬
‫}يَا أَيﱡهَ ا الﱠذِي َن ءَا َمنُوا اتﱠ ُقوا اللﱠ َه حَ ﱠق تُ َقات ِِه وَال تَمُوتُ ﱠن إِال وَأَنْتُ ْم م ُْس ِلمُو َن{‪) ،‬آل عمران؛ ‪.(102 :3‬‬
‫وَخلَ َق ِمنْهَ ا َزوْجَ هَ ا وَ ب ﱠَث ِمن ْ ُه َما ِرجَ اال ً َك ِثريًا وَ ن َِسا ًء‬ ‫اس اتﱠ ُقوا َربﱠ ُك ُم الﱠذِي َخلَ َق ُك ْم ِم ْن ن َ ْف ٍس وَاحِ َد ٍة َ‬ ‫}يَا أَيﱡهَ ا الن ﱠ ُ‬
‫وَاألرحَ ا َم إ ِ ﱠن اللﱠ َه َكا َن عَ لَيْ ُك ْم َرقِ يبًا{‪) ،‬النساء؛ ‪.(1 :4‬‬ ‫وَاتﱠ ُقوا اللﱠ َه الﱠذِي تَ َساءلُو َن ِب ِه ْ‬
‫ُصلِحْ لَ ُك ْم أَعْ مَالَ ُك ْم وَ ي َْغفِ ْر لَ ُك ْم ذُنُوبَ ُك ْم وَ م َْن ي ُِط ِع اللﱠ َه‬
‫وَقولُوا َقوْ ال ً َسدِيدًا* ي ْ‬ ‫ِين آ َمنُوا اتﱠ ُقوا اللﱠ َه ُ‬ ‫}يَا أَيﱡهَ ا الﱠذ َ‬
‫وْزا عَ ِظيمًا{‪) ،‬األحزاب؛ ‪70 :33‬ــ ‪.(71‬‬ ‫وَرسولَ ُه َف َق ْد َفا َز َف ً‬ ‫ُ‬
‫وَرش ُ‬ ‫ص ﱠىل ال ﱠل ُه عَ َلي ِْه وعَ َىل آله وَ َس ﱠلمَ‪ َ ،‬ﱡ‬ ‫ِيث ِكتَابُ ال ﱠل ِه‪َ ،‬‬ ‫»إ ِ ﱠن َخ ْ َ‬
‫ُور‬
‫األم ِ‬ ‫ْي مُحَ مﱠ دٍ‪َ ،‬‬ ‫ْي َْهد ِ‬ ‫ري ا ْلهَ د ِ‬‫وَخ ْ َ‬ ‫ري ا ْلحَ د ِ‬
‫ضال َل ٌة«‪.‬‬ ‫مُحْ َدثَاتُهَ ا‪ ،‬وَ ُك ﱡل ِبدْعَ ٍة َ‬
‫والصالة والسالم والتربيكات التامة الدائمة عىل نبينا محمد‪ ،‬وعىل آله الطيبني الطاهرين‪ ،‬وصحبه‬
‫املخلصني املجاهدين‪ ،‬وهو األسوة الحسنة‪ ،‬نعم األسوة‪ ،‬ونعم القدوة‪.‬‬

‫أَمﱠا بَعْ ُد‪ :‬فقد كثر الجدل مؤخرا ً حول الحديث الصحيح‪ ،‬املتفق عىل صحته‪ ،‬حول )نجد(‪) :‬هناك الزالزل‬
‫والفتن‪ ،‬وبها يطلع قرن الشيطان(‪ ،‬وهل املقصود املنطقة املشهورة املعلومة املسماة‪) :‬نجد( يف وسط‬
‫الجزيرة العربية‪ ،‬أم أنها )نجد العراق(‪ ،‬كما يزعم البعض‪ .‬وزاد الطني بلة أن الدوافع واألهواء املذهبية‪،‬‬
‫والطائفية‪ ،‬بل والقبلية والجهوية‪ ،‬دخلت يف املوضوع وأوشكت أن تفسده‪.‬‬

‫ولتحرير املسألة والخروج بها من الشبهات والظنون إىل مرتبة القطع واليقني ال بد‪:‬‬
‫أوال ً‪ :‬من معرفة الواقع الحيس للمناطق املسماة بذلك وعالقتها الجغرافية بعضها ببعض‪ ،‬ونسبتها إىل‬
‫موقع املدينة النبوية املنورة الرشيفة جغرافيا ً؛‬

‫ثانيا ً‪ :‬استجالء املعني اللغوي واألصل التاريخي للتسمية بـ)نجد( وكذلك )العراق( بحيث ال تبقى يف‬
‫معانيها أي شبهة‪ ،‬ومدي انطباق لفظة )نجد( عىل )العراق(؛‬

‫‪1‬‬
‫نجد‪ :‬قرن الشيطان‬

‫ثالثا ً‪ :‬وال بد من دراسة الحديث بكافة طرقه دراسة مشبعة للتعرف عىل اللفظ النبوي املعصوم‪ ،‬عىل أن‬
‫يكون ذلك وفق القواعد التي أصلناها يف البيان التأسييس لحزب التجديد اإلسالمي‪) ،‬ملحق أصول‬
‫األحكام‪ ،‬وقواعد االستنباط(‪ ،‬حيث قلنا‪:‬‬
‫]مـــادة )‪ :(4‬ال يحل االستشهاد‪ ،‬وال تقوم الحجة‪ ،‬بنص من مرويات السنة إال إذا ثبتت صحته ونسبته‬
‫إىل النبي‪ ،‬صىل الله عليه وعىل آله وسلم‪ ،‬إما ثبوتا ً يقينيا ً قاطعا ً بالتواتر‪ ،‬أو بأن يكون قد ثبت ثبوتا ً يتجاوز‬
‫كل شك معقول‪ ،‬أو مطعن مقبول‪ ،‬أو علة قادحة‪ .‬كما ال يحل االستشهاد بخرب ثابت صحيح إال بعد‬
‫استيعاب كل طرق روايته‪ ،‬وتحرير جميع ألفاظه‪ ،‬لتعيني اللفظ الثابت الصحيح‪ ،‬أو الستنباط املعنى‬
‫الثابت املشرتك بني الطرق والروايات‪.‬‬
‫مـــادة )‪ :(5‬ال بد من اعتبار نصوص الكتاب والسنة جميعها نصا ً واحدا ً متصالً‪ ،‬عىل مرتبة واحدة من‬
‫الحجية ومن وجوب الطاعة لها جميعها‪ .‬فال يجوز إعمال نص وإهمال آخر مطلقاً‪ ،‬وال يحل تقديم نص‬
‫عىل نص آخر أبداً‪ ،‬إال بربهان من النصوص نفسها‪ ،‬أو لرضورة حس أو عقل‪.‬‬
‫مـــادة )‪ :(6‬ال بد من إمضاء النصوص جميعها عىل عمومها وإطالقها‪ ،‬فال يحل تخصيص شئ منها أو‬
‫تقييده إال بربهان منها‪ ،‬أو برضورة حس أو عقل‪ .....‬إلخ )راجع‪ :‬البيان التأسييس لتنظيم التجديد‬
‫اإلسالمي([‪.‬‬
‫فهذه القواعد تلزم باستقصاء األحاديث األخرى املتعلقة باملوضوع‪.‬‬

‫رابعا ً‪ :‬تحرير انطباق األحاديث‪ :‬هل هي لكل األزمنة‪ ،‬أم ألزمنة مخصوصة فقط‪ ،‬وإن أمكن‪ :‬عىل من‬
‫تنطبق؟!‬

‫| فصل‪ :‬املبحث األول‬


‫بالنسبة للجزئية األوىل‪ :‬نالحظ أن األحاديث الرشيفة تتحدث عن اليمن‪ ،‬والشام‪ ،‬ونجد‪ ،‬واملرشق‪ ،‬وربما‬
‫عن )العراق(‪ ،‬و)مرص(‪ .‬وكلها يزعم أنه قد تلفظ بها النبي‪ ،‬صىل الله عليه وعىل آله وسلم‪ ،‬أبان إقامته يف‬
‫املدينة النبوية الرشيفة املنورة )أو حولها(‪ ،‬فاملرشق إذا ً رضورة هو‪ :‬بالنسبة للمدينة املنورة‪ ،‬وما حولها‪،‬‬
‫وال بد‪.‬‬
‫واملدينة النبوية الرشيفة املنورة تقع تقريبا ً عىل خط عرض مدار الرسطان‪ .‬وإذا أردت الدقة املتناهية‬
‫فإليك موقع املحراب الرشيف )أو املنرب الرشيف( الجغرايف بعينه‪:‬‬
‫= )‪(24°28'02.78"N; 039°36'40.35"E) = (24°28.0463'N; 39°36.6725'E‬‬
‫)‪(24.4674389°N; 39.6112083°E‬‬
‫وموقع القرب الرشيف )أو البيت الرشيف( بعينه‪.‬‬
‫= )‪(24°28'3.21"N; 39°36'41.18"E) = (24°28.0535'N; 39°36.6863'E‬‬
‫)‪(24.4675583°N; 39.6114389°E‬‬

‫‪2‬‬
‫نجد‪ :‬قرن الشيطان‬

‫لذلك فإن الشمس تتعامد عىل املدينة املنورة يف قمة الصيف )حوايل ‪ 23‬من يونيو( فيكون مرشق‬
‫الشمس‪ ،‬يف رأي العني‪ ،‬شمال املرشق الجغرايف قليالً‪ .‬وإذا أردت الدقة فإليك الزاوية السمتية لرشوق‬
‫الشمس‪ 64 :‬درجة‪ .‬وكذلك يكون غروبها بزاوية سمتية مقدارها‪ 296 :‬درجة‪) .‬الزاوية السمتية تقاس‬
‫من الشمال الجغرايف‪ ،‬دورانا ً مع عقارب الساعة نحو املرشق‪ ،‬من‪ :‬صفر إىل ‪ 360‬درجة(‪ .‬فمرشق‬
‫الشمس يف الصيف ليس هو املرشق الجغرايف )وزاويته السمتية‪ 90 :‬درجة(‪ ،‬ولكنه منحرف نحو الشمال‬
‫بنحو ‪ 26‬درجة‪ .‬أما يف حضيض الشتاء )حوايل‪ 23 :‬ديسمرب( فيكون مرشقها‪ ،‬يف رأي العني‪ ،‬هو الجنوب‬
‫الرشقي الجغرايف تقريبا ً‪ .‬وإذا أردت الدقة فإليك الزاوية السمتية لرشوق الشمس آنذاك‪ 116 :‬درجة‪.‬‬
‫وكذلك يكون غروبها بزاوية سمتية مقدارها‪ 244 :‬درجة‪.‬‬

‫ولكن جمهور املخاطبني ال يتعاملون مع الخرائط الجغرافية واملساطر‪ ،‬لذلك نتوقع‪:‬‬


‫)‪ -(1‬أن يطلق اإلنسان العامي لفظة )املرشق( أيضا ً عىل )الرشق( املنحرف بشمال خفيف‪ ،‬لذلك فإن‬
‫الحزم واالحتياط يوجب السماح باالنحراف شماال ً )يف اتجاه الشمال الرشقي( بزاوية معقولة‪ .‬وملا كان‬
‫الشمال الجغرايف املحض يبعد عن الرشق الصيفي املحض بأربع وستني درجة‪ ،‬فإنه من املستبعد أن‬
‫يتساهل الناس فيدخلوا يف مفهوم )الرشق( ما يجاوز ربع أو خمس هذه املسافة الزاوية أي نحو ‪14‬‬
‫درجة إضافية تجاه الشمال‪ ،‬أي بما مجموعه ‪ 40‬من الرشق الجغرايف املحض‪ ،‬وإال دخلنا منطقة الشمال‬
‫الرشقي بال شبهة؛‬
‫)‪ -(2‬أنه نظرا ً لوقوع املدينة تقريبا ً عىل خط عرض مدار الرسطان بحيث يبدوا مرشق الشمس منحرفا ً‬
‫إىل الجنوب يف أكثر أيام السنة )بحيث تكون الشمس جنوبية شيئا ً ما وقت الزوال(‪ ،‬ولقلة معلومات‬
‫الناس الجغرافية‪ ،‬نتوقع أن يلتبس موقع العراق عىل كثري من الناس بالشمال الرشقي؛ وربما ظن‬
‫بعضهم أن العراق يف رشق املدينة؛‬

‫وبتأمل الخرائط والرسوم املرفقة يتضح أن الخط الح ﱢدي بزاوية سمتية مقدارها‪ 52 :‬درجة‪ ،‬وهو الخط‬
‫املمتد من املدينة إىل الرشق بشمال بزاوية ‪ 38‬درجة فقط‪ ،‬وهو رشق محتمل‪ ،‬ولعله أقيص ما يمكن أن‬
‫ي َُسمﱠى رشقا ً حتى من أقل العوام معرفة باالتجاهات‪ ،‬وربما عده البعض رشقا ً شماليا ً وال لوم عليهم يف‬
‫ذلك‪ ،‬ال يمر أصالً يف وسط العراق‪ ،‬وإنما يمر يف الكويت )وهي من والية البرصة عىل التحقيق(‪ ،‬مارا ً‬
‫بأقىص جنوب منطقة البرصة‪ ،‬ثم يستمر نحو شمال رشق أيران‪ ،‬وهي الناحية املعروفة باسم‪:‬‬
‫)خراسان(‪ ،‬مارا ً ببالد ما وراء النهر‪ :‬تركمانستان‪ ،‬وأوزبكستان‪ ،‬وطاجيكستان‪ ،‬وقرغيزيا‪ ،‬مارا ً بشمال‬
‫تركستان الرشقية التي تحتلها الصني‪ ،‬ثم يدخل الصني‪ ،‬ويعود فيغادرها‪ ،‬فمنغوليا‪ ،‬ثم يدخل الصني‬
‫مرة أخرى‪ ،‬ويعود فيخرج منها‪ ،‬عابرا ً كوريا حتي يصل‪ ،‬تقريباً‪ ،‬إىل منتصف بالد اليابان‪ ،‬ال يكاد يفلت‬
‫منه يشء من ديار الشعوب الرتكية الطورانية‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫نجد‪ :‬قرن الشيطان‬

‫وسوف يتبني قريباً‪ ،‬إن شاء الله تعاىل‪ ،‬مسوغ تحديد هذه الزاوية السمتية )مقدارها‪ 52 :‬درجة( بعينها‪،‬‬
‫وذلك عند مناقشة طرق وألفاظ حديث عبد الله بن عمر‪ ،‬ريض الله عنهما‪ .‬وحسبنا اآلن أن نقول أنه‬
‫الخط املنطلق من املحراب الرشيف حيث كان النبي‪ ،‬صىل الله عليه وعىل آله وسلم‪ ،‬يقف خطيبا ً بعد‬
‫الصالة‪ ،‬أو يرتقي املنرب الرشيف املالصق ملصاله‪ ،‬وموقعه مً عَ ﱠلم بعالمات حسية أثرية محفوظة‪ ،‬معلوم‬
‫علم يقني‪ ،‬مارا ً بمسكن أم املؤمنني عائشة‪ ،‬رضوان الله وسالمه عليها‪ .‬ومسكن أم املؤمنني عائشة‪،‬‬
‫رضوان الله وسالمه عليها‪ ،‬معلوم بيقني كذلك‪ ،‬فهو بيتها الذي يقع فيه القرب الرشيف بعينه‪) ،‬والقرب‬
‫الرشيف يقع حاليا ً تحت القبة الخرضاء‪ ،‬التي يحتال آل سعود – أحفاد مسيلمة الكذاب أو لعلهم أحفاد‬
‫اليهود – هذه األيام لهدمها‪ ،‬وإزالتها من الوجود(‪ .‬وقد بالغنا يف االحتياط فاعتمدنا الخط املنطلق من‬
‫املحراب الرشيف مارا ً بالطرف الشمايل ملسكن أم املؤمنني عائشة‪ ،‬رضوان الله وسالمه عليها‪ ،‬حتى ال‬
‫يحتج مكابر بأننا نحتال إلخراج العراق‪ ،‬أو غريه‪ ،‬من منطقة )املرشق( املذمومة؛‬
‫وإليك إحداثيات موقع الطرف الشمايل للقبة الخرضاء‪ ،‬وهو يف الحقيقة أبعد نحو الشمال من الطرف‬
‫الشمايل ملسكن أم املؤمنني عائشة‪ ،‬حسما ألي جدل أو مماحكة‪:‬‬

‫)‪(24°28'3.37"N; 39°36'41.18"E‬‬ ‫=‬ ‫;‪(24°28.05616'N‬‬ ‫)‪39°36.6863'E‬‬ ‫=‬


‫)‪(24.4676028°N; 39.6114389°E‬‬

‫هذا التحديد الدقيق‪ ،‬من إنسان أ ُمﱢ ي‪ ،‬لم يخرج من حدود جزير العرب إال بفراسخ قليلة إىل برصى الشام‪،‬‬
‫يف عصور ما قبل املساحة الجيوديسية والخرائط الجغرافية الدقيقة‪ ،‬أمر خارق للعادة عند املتأمل‬
‫املنصف؛ وهو – بال شك – آية له‪ ،‬وبرهان من براهني صدق نبوته‪ ،‬بأبي هو وأمي‪ ،‬عليه وعىل آله الصالة‬
‫والسالم‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫نجد‪ :‬قرن الشيطان‬

‫مالحظات‪:‬‬
‫)‪(1‬ــ الشمال الجغرايف يقع إىل يمني الصفحة؛‬
‫)‪(2‬ــ يبدوا موقع املحراب‪ ،‬وكذلك القرب الرشيف يف صورة‬
‫جوجل املأخوذة بربنامج )‪Google‬ــ ‪ (Earth‬مبارشة‪) ،‬أعاله‪،‬‬
‫إيل اليمني( كأنها يف غري مواقها‪ .‬هذا وهم نشأ من ميل الزاوية‬
‫األصلية عند التصوير‪ .‬أما خريطة جوجل )أعاله‪ ،‬إيل اليسار(‬
‫فهي الدقيقة‪ .‬هذه مأخوذة من برنامج الحساب املذكور يف‬
‫البحث‪ ،‬هو يستخدم خرائط‪ ،‬وصور‪ ،‬جوجل‪ ،‬بطريق غري‬
‫مبارش؛‬
‫)‪(3‬ــ الصورة إىل اليسار مأخوذة من برنامج الحساب‪ ،‬وهو‬
‫يف املوقع املذكور أدناه‪) .‬الحظ اإلزاحة الوهمية(‪:‬‬
‫‪http://geographiclib.sourceforge.net/s‬‬
‫‪ google.html‬ــ‪cripts/geod‬‬

‫‪5‬‬
‫نجد‪ :‬قرن الشيطان‬

‫‪6‬‬
‫نجد‪ :‬قرن الشيطان‬

‫‪7‬‬
‫نجد‪ :‬قرن الشيطان‬

‫وآخر الصور املدرجة أعاله )األسفل إىل اليمني( هي المتداد الخط الح ﱢدي من املحراب الرشيف إىل مرشق‬
‫الشمس الشتوي‪ ،‬وهو أقىص املشارق إىل الجنوب‪ ،‬بزاوية سمتية قدرها‪ 116 :‬درجة‪ .‬فرشق املدينة‬
‫النبوية الرشيفة املنورة يضم معظم )نجد(‪ ،‬أي نجد جزيرة العرب املعروفة‪ ،‬يف املسافات املبارشة‬
‫القريبة‪ :‬اليمامة والبحرين‪ ،‬وحتى عمان وظفار‪ .‬ويضم األهواز وأصفهان وخوزستان وكرمان ومكران‬
‫وسجستان وخراسان )وبعض هذا يتداخل مع بعض أفغانستان(‪ ،‬وبالد ما وراء النهر‪ ،‬وشمال غرب‬
‫الصني‪ ،‬وبالد الرتك )ومنهم املغول والتتار( يف املدى البعيد‪.‬‬
‫هذه هي الحقائق الحسية القاطعة‪ ،‬التي ال يجوز إغفالها وتجاوزها‪ ،‬وال بحال من األحوال‪ .‬فالعراق‬
‫املعروف هو قطعا ُ ليس إىل الرشق من املدينة‪ ،‬ولكن ثلثه الشمايل )املوصل‪ ،‬وما حولها( يقع يف شمال‬
‫املدينة النبوية الرشيفة املنورة )بزاوية سمتية قدرها‪ 15 :‬درجات(‪ ،‬ووسطه )بغداد والكوفة والحلة –‬
‫وهي‪ :‬بابل قديما ًــ والرمادي( يف الشمال بشمال رشقي خفيف )بزاوية سمتية قدرها‪ 26 :‬درجة(؛ وثلثه‬
‫الجنوبي )البرصة وما حولها( يقع بالكاد يف الشمال الرشقي الخالص )بزاوية سمتية قدرها‪45 :‬‬
‫درجات(‪ ،‬كما يظهر من الصور اآلتية‪:‬‬

‫‪8‬‬
‫نجد‪ :‬قرن الشيطان‬

‫وحتى لو بالغنا فقلنا أن أهل املدينة عىل زمنه‪ ،‬عليه وعىل آله الصالة والسالم‪ ،‬كانوا ال يعرفون إال أن‬
‫األرض كلها إنما تنقسم فقط إىل رشق وغرب وشمال )أو شام(‪ ،‬وجنوب )أو يمن(‪ ،‬وأنهم كانوا ال‬
‫يعرفون مفاهيم )الشمال الرشقي( أو )الشمال الغربي(‪ ... ،‬إلخ‪ ،‬أصالً‪ ،‬حتى لو تواقحنا وكابرنا وزعمنا‬
‫ذلك‪ ،‬لوجب علينا أن نعتمد الخط بزاوية ‪ 45‬بني الشمال والرشق مثالً‪ ،‬فاصالً بني ما يسمﱠ ى شماالً‪،‬‬
‫ورشقا )وال يتصور أو يعقل خيار غري هذا أصالً(‪ ،‬ملا دخل يف مفهوم )الرشق( إال البرصة وما حولها‪،‬‬
‫وهو جزء ضئيل ال يبلغ عرش مساحة العراق الذي يتوجب اعتبار معظمه من )الشمال(‪) ،‬شاما ً(‪:‬‬

‫وبهذا يظهر لك‪ ،‬عىل كل حال‪ ،‬ومهما تساهلنا يف تحديد االتجاهات‪ ،‬بطالن قول اإلمام الخطابي‪] :‬نجد‬
‫من جهة املرشق‪ .‬ومن كان باملدينة كان نجده بادية العراق ونواحيها وهي مرشق أهل املدينة[‪ ،‬ثم قال‬
‫بعدها فورا ً‪] :‬وأصل النجد ما ارتفع من األرض وهو خالف الغور فإنه ما انخفض منها وتهامة كلها من‬
‫الغور ومكة من تهامة[‪ ،‬انتهى كالم اإلمام الخطابي‪.‬‬

‫فنقول‪ :‬جملة اإلمام الخطابي الثانية‪) :‬وأصل النجد ما ارتفع من األرض وهو خالف الغور ‪ ...‬إلخ(‪،‬‬
‫صواب‪ ،‬وهي تنقض كالمه األول‪ ،‬كما سيظهر قريباً‪ ،‬إن شاء الله‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫نجد‪ :‬قرن الشيطان‬

‫وأما فقرته األوىل فخطأ محض‪ ،‬وهو برهان عىل ضحالة املعلومات الجغرافية أيام الخطابي‪ ،‬وال يقول به‪،‬‬
‫يف أزماننا هذه‪ ،‬إال كذاب أرش‪ ،‬مكابر وقح‪ ،‬أو صاحب بدعة وهوى‪ ،‬جمح به هواه حتى اختل عقله‪ ،‬وفسد‬
‫دماغه‪ :‬فلم يستطع تمييز يمينه من شماله‪ ،‬عياذا ً بالله‪ .‬ومن أمثلة هذا الهوى الجامح الذي يجعل الشمال‬
‫غربا ً ما قاله أحد مقلدة األلباني‪ ،‬املعظمني له إىل درجة التقديس‪ ،‬يف كتاب ]العراق يف أحاديث وآثار الفتن‬
‫)‪] :[(349/1‬قال شيخنا أسد السنة‪ ،‬ومحدث العرص األلباني ‪ -‬رحمه الله تعاىل ‪ -‬بعد تخريجه حديث‬
‫سعد بن أبي وقاص السابق‪ ،‬وبيان صحّ ته ما نصه‪» :‬واعلم أن املراد بأهل الغرب يف هذا الحديث أهل‬
‫الشام؛ ألنهم يقعون يف الجهة الغربية الشمالية بالنسبة للمدينة املنورة التي فيها نطق – عليه الصالة‬
‫والسالم ‪ -‬بهذا الحديث الرشيف‪ ،‬وبهذا فرس الحديث اإلمام أحمد ‪ -‬رحمه الله‪ ،‬وأيده شيخ اإلسالم ابن‬
‫تيمية يف عدة مواضع من »الفتاوى« )‪ 446/7‬و‪ 507 ،41/27‬و‪ ،(552 ،531/28‬وقد أبعد النجعة من‬
‫فرسه من املعارصين ببالد )املغرب( املعروفة اليوم يف شمال إفريقيا؛ ألنه مما ال سلف له؛ مع مخالفته‬
‫إلمام السنة وشيخ اإلسالم[‪ ،‬وقد نسفنا هذا القول نسفا ً يف صلب بحثنا املعنون‪) :‬بشائر النرص‪ ،‬بمناقب‬
‫مرص( حيث حررنا معنى‪) :‬أهل الغرب(‪ ،‬و)الجند الغربي(‪ ،‬وألحقناه بكامله يف ذبل يحثنا هذا‪ ،‬فلرياجع‪.‬‬

‫وما أسلفنا يظهر لك أيضا ً بطالن قول الشيخ حكيم محمد أرشف سندهو يف رسالته املعنونة‪) :‬أكمل‬
‫البيان يف رشح حديث نجد قرن الشيطان(‪ ،‬حيث قال‪) :‬مقصود األحاديث أن البالد الواقعة يف جهة‬
‫املرشق من املدينة املنورة‪ ،‬هي مبدأ الفتنة والفساد‪ ،‬ومركز الكفر واإللحاد‪ ،‬ومصدر االبتداع والضالل‪،‬‬
‫فانظروا يف خريطة العرب بنظر اإلمعان‪ ،‬يظهر لكم أن األرض الواقعة يف رشق املدينة إنما هي أرض‬
‫العراق فقط موضع الكوفة والبرصة وبغداد(!!‬
‫ونحن نقول‪ :‬ها هي الخرائط أمامنا‪ ،‬وال تحتاج كبري نظر وإمعان للحكم عىل قوله بالسخف والتهافت‬
‫والبطالن‪ .‬فلعل الشيخ حكيم سندهو استخدم خريطة رسمها العور والعميان!‬

‫وال صحة أيضا ً لزعم الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ أن )العراق( هو املراد‬
‫باملرشق ونجد الذي ورد ذمه يف الحديث فقال‪) :‬إن املراد باملرشق ونجد يف هذا الحديث وأمثاله هو‬
‫العراق؛ ألنه يحاذي املدينة من جهة الرشق‪ ،‬يوضحه أن يف بعض طرق هذا الحديث‪ :‬وأشار إىل العراق(‪.‬‬
‫وهذان الشيخان‪ :‬حكيم محمد أرشف سندهو وعبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ‪ ،‬إنما قاال‬
‫ذلك يف محاولة يائسة فاشلة للدفاع عن فرقتهم الوهابية الغالية املارقة الدموية‪ ،‬وزاد عليهما األلباني‬
‫حيث اعرتف بدوافعه رصاحة يف ]سلسلة األحاديث الصحيحة ويشء من فقهها وفوائدها )‪:[(305/5‬‬
‫]وإنما أفضت يف تخريج هذا الحديث الصحيح وذكر طرقه وبعض ألفاظه ألن بعض املبتدعة املحاربني‬
‫للسنة واملنحرفني عن التوحيد يطعنون يف اإلمام محمد بن عبد الوهاب مجدد دعوة التوحيد يف الجزيرة‬
‫العربية‪ ،‬ويحملون الحديث عليه باعتباره من بالد )نجد( املعروفة اليوم بهذا االسم‪ ،‬وجهلوا أو تجاهلوا‬
‫أنها ليست هي املقصودة بهذا الحديث‪ ،‬وإنما هي )العراق( كما دل عليه أكثر طرق الحديث‪ ،‬وبذلك قال‬

‫‪10‬‬
‫نجد‪ :‬قرن الشيطان‬

‫العلماء قديما كاإلمام الخطابي وابن حجر العسقالني وغريهم[؛ ولكن يأبى الله إال أن يظهر الحق باألدلة‬
‫َني َلهُ ْم أَن ﱠ ُه ا ْلحَ ﱡق أَوَ َل ْم يَ ْك ِف ِب َربﱢ َك‬ ‫وَيف أ َ ُ‬
‫نف ِس ِه ْم حَ تﱠى يَتَب ﱠ َ‬ ‫اق ِ‬‫يه ْم آيَا ِتنَا ِيف ْاآل َف ِ‬
‫}سن ُ ِر ِ‬
‫الحسية املرئية يف اآلفاق‪َ :‬‬
‫يش ٍء َش ِهيدٌ{‪) ،‬فصلت؛ ‪ ،(53 :41‬وألدلة السمعية املحفوظة بحفظ الذكر‪} :‬إِنﱠا نَحْ ُن ن َ ﱠز ْلنَا‬ ‫أَن ﱠ ُه عَ َىل ُك ﱢل َ ْ‬
‫ظو َن{‪) ،‬الحجر؛ ‪.(9 :15‬‬ ‫الذﱢ ْك َر َوإِنﱠا َل ُه َلحَ افِ ُ‬

‫| فصل‪ :‬املبحث الثاني‬


‫وأما بالنسبة للجزئية الثانية‪ :‬وهي استجالء املعني اللغوي واألصل التاريخي للتسمية بـ)نجد( وكذلك‬
‫)العراق(؛ فلعلنا نتأمل أوال ً النصوص التالية‪ ،‬فأولها استقصاء اإلمام الحافظ الحجة الكبري الخطيب‬
‫البغدادي‪ ،‬ألصل التسمية بـ)العراق(كما هو‪:‬‬
‫* يف )تاريخ بغداد‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪] :(24‬أخربنا عيل بن أبي عيل البرصي قال‪ :‬أنبأنا إسماعيل بن سعيد املعدل‬
‫قال‪ :‬قال أبو بكر محمد بن القاسم األنباري قال‪ :‬بن األعرابي‪) :‬إنما سمي العراق عراقا ألنه سفل عن‬
‫نجد ودنا من البحر‪ .‬أخذ من‪ :‬عراق القربة‪ ،‬وهو الخرز الذي يف أسفلها(‪.‬‬
‫ــ وقال غريه‪) :‬العراق معناه يف كالمهم الطري قالوا وهو جمع عرقة والعرقة رضب من الطري‪ .‬ويقال‬
‫أيضا العراق جمع عرق(‪.‬‬
‫ــ وقال قطرب‪) :‬إنما سمي العراق عراقا ألنه‪ :‬دنا من البحر وفيه سباخ وشجر‪ .‬يقال استعرقت ابلكم إذا‬
‫أتت ذلك املوضع(‪.‬‬
‫ــ أخربنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي قال‪ :‬نبأنا محمد بن العباس الخزاز قال‪ :‬أنبأنا أبو أيوب سليمان‬
‫بن إسحاق الجالب قال‪ :‬قال أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق الحربي‪) :‬العراق من بلد اىل عبادان‪ ،‬وعرضه‬
‫من العذيب اىل جبل حلوان‪ ،‬وانما سميت العراق عراقا ألن كل استواء عند نهر أو عند بحر عراق‪ ،‬وإنما‬
‫سمي السواد سوادا ألنهم قدموا يفتحون الكوفة فلما أبرصوا سواد النخل قالوا ما هذا السواد!([‪.‬‬

‫وبغض النظر عن األصل اللغوي الذي يحفه الغموض‪ ،‬فال شك أن العراق املعروف بهذا االسم‪ :‬منخفض‪،‬‬
‫مستوي‪ ،‬قريبا ً من سطح البحر‪ ،‬وهو قد سفل عن نجد‪ ،‬وهذه حقائق حسية‪ ،‬ال جدال فيها‪ ،‬كما هو‬
‫ظاهر بيقني من الخرائط الطوبوغرافية التي ستأتي قريبا ً‪ .‬ومن كان يف شك من ذلك فليذهب بنفسه‬
‫مصطحبا ً آلة قياس مناسبة‪ ،‬وليقس بنفسه‪ ،‬وال حول وال قوة إال بالله العيل العظيم‪.‬‬

‫فالعراق أقرب أن يكون )غورا ً(‪ ،‬وليس )نجدا ً( كما اعرتف اإلمام الخطابي‪ ،‬إذ قال‪] :‬وأصل )النجد( ما‬
‫ارتفع من األرض وهو خالف )الغور( فإنه ما انخفض منها وتهامة كلها من الغور ومكة من تهامة[‪.‬‬
‫وكذلك اعرتف به الشيخ حكيم محمد أرشف سندهو يف رسالته املشار إليها آنفاً‪ ،‬وهي املعنونة‪) :‬أكمل‬
‫البيان يف رشح حديث نجد قرن الشيطان(‪ ،‬حيث قال‪) :‬واتفقت كلمة رشّ اح الحديث وأئمة اللغة ومهرة‬
‫جغرافية العرب أن )النجد( ليس اسما ً لبلد مخصوص‪ ،‬وال اسما ً لبلدة بعينها‪ ،‬بل يقال لكل قطعة من‬

‫‪11‬‬
‫نجد‪ :‬قرن الشيطان‬

‫األرض مرتفعة عما حواليها نجد‪ ،(… ،‬مع كونه من أشد املدافعني عن القول بأن املقصود هو )العراق(‪،‬‬
‫املعروف حالياً‪ ،‬أي )بالد الرافدين(‪ ،‬وليس نجد جزيرة العرب‪.‬‬

‫ويؤيد هذا ما قاله اإلمام الحافظ ابن حجر العسقالني بعد نقله كالم اإلمام الخطابي‪ ،‬آنف الذكر‪ ،‬إذ‬
‫حكم بضعف كالم الداودي‪ ،‬كما هو يف )فتح الباري رشح صحيح البخاري‪ ،‬ج‪ ،13‬ص ‪] :(47‬وعرف‬
‫بهذا وهاء ما قاله الداودي‪) :‬ان نجدا من ناحية العراق(‪ ،‬فإنه توهم ان نجدا موضع مخصوص وليس‬
‫كذلك بل‪ :‬كل يشء ارتفع بالنسبة اىل ما يليه يسمى املرتفع نجدا ً‪ ،‬واملنخفض غورا ً[‪.‬‬

‫والعراق‪ ،‬فضالً‪ ،‬عن كونه ليس نجداً‪ ،‬أي ليس مرتفعا ً من األرض‪ ،‬فهو بالقطع خارج جزيرة العرب‪،‬‬
‫الذي جاءت النصوص الرشعية بأحكام خاصة لها‪ ،‬من مثل‪) :‬أخرجوا املرشكني من جزيرة العرب(‪،‬‬
‫ونحو ذلك‪ ،‬فمن املحال أن يكون هو املقصود بلفظة )نجدنا(‪ ،‬والتي تشعر اإلضافة فيها إىل املتكلمني‬
‫أنها مكان معلوم مخصوص‪ ،‬وليس مجرد أي )مرتفع( من األرض‪ :‬فحتى لو كان العراق نجداً‪ ،‬وهو‬
‫بالقطع ليس كذلك‪ ،‬ملا جاز تجاوز )نجد( القريبة املعلومة‪ ،‬إىل نجد آخر بعيد إال بموجب نص آلخر‪ ،‬أو‬
‫برضورة حس أو عقل‪ .‬وإليك مجموعة من الخرائط الطبوغرافية التي توجب القطع بما قلناه آنفا‪:‬‬

‫‪12‬‬
‫نجد‪ :‬قرن الشيطان‬

‫‪13‬‬
‫نجد‪ :‬قرن الشيطان‬

‫‪14‬‬
‫نجد‪ :‬قرن الشيطان‬

‫| فصل‪ :‬املبحث الثالث‬


‫وأما بالنسبة للجزئية الثالثة‪ :‬فهي العمل الرئييس ها هنا‪ .‬وسنكتفي ها هنا بالتلخيص‪ ،‬مع ذكر كافة‬
‫النصوص بطولها‪ ،‬وكامل أسانيدها‪ ،‬يف امللحق إال من استثناءات قليلة‪.‬‬
‫* الحديث الرئيس يف هذه املسألة‪:‬‬
‫* كما هو يف الجامع الصحيح املخترص لإلمام البخاري‪) ،‬ج‪/1‬ص‪/351‬ح‪] :(990‬حدثنا محمد بن‬
‫املثنى قال‪ :‬حدثنا حسني بن الحسن قال‪ :‬حدثنا بن عون عن نافع عن بن عمر قال‪ :‬اللهم بارك لنا يف‬
‫شامنا ويف يمننا قال‪ :‬قالوا ويف )نجدنا؟!(‪ ،‬قال‪ :‬قال اللهم بارك لنا يف شامنا ويف يمننا قال‪ :‬قالوا ويف‬
‫)نجدنا؟!(‪ ،‬قال‪ :‬قال‪) :‬هناك الزالزل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان([‬
‫‪15‬‬
‫نجد‪ :‬قرن الشيطان‬

‫* وكما هو يف الجامع الصحيح املخترص لإلمام البخاري‪) ،‬ج‪/6‬ص‪/2598‬ح‪] :(6681‬حدثنا عيل بن‬
‫عبد الله حدثنا أزهر بن سعد عن بن عون عن نافع عن بن عمر قال‪ :‬ذكر النبي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪،‬‬
‫اللهم بارك لنا يف شأمنا اللهم بارك لنا يف يمننا قالوا يا رسول الله ويف نجدنا قال‪ :‬اللهم بارك لنا يف شأمنا‬
‫اللهم بارك لنا يف يمننا قالوا يا رسول الله ويف نجدنا فأظنه قال يف الثالثة‪) :‬هناك الزالزل والفتن وبها‬
‫يطلع قرن الشيطان([‬
‫وهو كذلك بنحو هذا اللفظ‪ ،‬بذكر )نجدنا(‪ ،‬برواية كل من‪ :‬حسني بن الحسن‪ ،‬وأزهر بن سعد‪ ،‬كليهما‬
‫عن بن عون عن نافع عن بن عمر‪ ،‬يف عامة كتب الحديث‪ :‬حيث أخرجه ابن حبان يف صحيحه‬
‫)ج‪/16‬ص‪/292‬ح‪(7301‬؛ والرتمذي يف سننه )ج‪/5‬ص‪/734‬ح‪ ،(3953‬وقال‪) :‬هذا حديث حسن‬
‫صحيح غريب من هذا الوجه من حديث بن عون وقد روي هذا الحديث أيضا عن سالم بن عبد الله بن‬
‫عمر عن أبيه عن النبي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم(؛ واإلمام أحمد بن حنبل يف مسنده‬
‫)ج‪/2‬ص‪/118‬ح‪(5987‬؛ واإلمام عبد الله بن أحمد بن حنبل يف فضائل الصحابة‬
‫)ج‪/2‬ص‪/904‬ح‪(1724‬؛ وغريهم كثري‪ ،‬فال يكاد يخلو منه يشء من املسانيد واملعاجم واملصنفات‬
‫والسنن‪.‬‬

‫* ولكن جاء يف مسند اإلمام أحمد بن حنبل‪) ،‬ج‪/2‬ص‪/90‬ح‪] :(5642‬حدثنا أبو عبد الرحمن حدثنا‬
‫سعيد حدثنا عبد الرحمن بن عطاء عن نافع عن بن عمر أن رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬قال‪) :‬اللهم‬
‫بارك لنا يف شامنا ويمننا مرتني فقال رجل ويف )مرشقنا( يا رسول الله فقال رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه‬
‫وسلم‪ ،‬من هنالك يطلع قرن الشيطان ولها تسعة أعشار الرش([‬
‫* وأخرجه الطرباني بنحوه يف معجمه األوسط )ج‪/2‬ص‪/250‬ح‪] :(1889‬حدثنا أحمد بن طاهر قال‪:‬‬
‫حدثنا جدي حرملة بن يحيى قال‪ :‬حدثنا بن وهب قال‪ :‬حدثني سعيد بن أبي أيوب قال‪ :‬حدثني عبد‬
‫الرحمن بن عطاء عن نافع عن بن عمر أن رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬قال‪) :‬اللهم بارك لنا يف‬
‫شامنا ويف يمننا فقال رجل ويف مرشقنا يا رسول الله فقال اللهم بارك لنا يف شامنا ويف يمننا فقال الرجل‬
‫ويف )مرشقنا( يا رسول الله فقال اللهم بارك لنا يف شامنا ويمننا إن من هنالك يطلع قرن الشيطان وبه‬
‫تسعة أعشار الكفر وبه الداء العضال([‪ ،‬ثم قال اإلمام الطرباني‪) :‬لم يرو هذا الحديث عن عبد الرحمن‬
‫بن عطاء إال سعيد بن أبي أيوب تفرد به بن وهب(‪.‬‬
‫قلت‪ :‬ولكن عبد الرحمن بن عطاء بن كعب القريش املدني‪ ،‬شيخ ليس بالقوي‪ ،‬وقال الحافظ‪) :‬صدوق‬
‫فيه لني(‪ ،‬وذكره البخاري يف كتاب الضعفاء فقال‪) :‬فيه نظر(‪ ،‬ولكن دافع عنه أبو حاتم حيث جاء يف‬
‫الجرح والتعديل )ج‪/5‬ص‪/269‬ت‪] :(1269‬شيخ؛ قلت‪) :‬أدخله البخاري يف كتاب الضعفاء(‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫)يحول من هناك([؛ فال يعارض به األئمة الثقات األثبات من أمثال عبد الله بن عون بن أرطبان )وعنه‬
‫أبو بكر أزهر بن سعد السمان‪ ،‬وحسني بن الحسن(‪ .‬والظاهر أن أحاديث وآثار مختلفة تداخلت يف ذهن‬

‫‪16‬‬
‫نجد‪ :‬قرن الشيطان‬

‫عبد الرحمن بن عطاء فنشأ هذا املتن املنكر‪ ،‬ولعله هو الذي استبدل لفظة )نجدنا( بلفظة )مرشقنا(‪،‬‬
‫وهو – عىل كل حالــ استبدال مقبول محتمل‪ ،‬ألن نجدا ً املعروفة تقع يف مرشق املدينة النبوية قطعا ً!‬

‫* وجاء أيضا ً يف )املعجم الكبري(‪) ،‬ج‪/12‬ص‪/384‬ح‪] :(13422‬حدثنا الحسن بن عيل املعمري حدثنا‬
‫إسماعيل بن مسعود حدثنا عبيد الله بن عبد الله بن عون عن أبيه عن نافع عن بن عمر ان النبي‪ ،‬صىل‬
‫الله عليه وسلم‪ ،‬قال‪ :‬اللهم بارك لنا يف شامنا اللهم بارك يف يمننا فقالها مرارا فلما كان يف الثالثة أو‬
‫الرابعة قالوا يا رسول الله ويف )عراقنا( قال‪ :‬إن بها الزالزل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان[‬
‫قلت‪ :‬وهذا أيضا ً ال شئ‪ ،‬لفظة شاذة‪ :‬عبيد الله بن عبد الله بن عون ليس بذلك املشهور‪ ،‬وليس هو من‬
‫أكابر أهل الحديث‪ ،‬ولم يخرج له الستة‪ ،‬وال اإلمام أحمد‪ ،‬وقال البخاري عنه يف التاريخ الكبري‪) :‬معروف‬
‫الحديث(‪ ،‬وقال أبو حاتم يف )الجرح والتعديل(‪) :‬صالح الحديث( فقط‪ ،‬فال يعارض به الثقات األثبات‬
‫املشاهري من أمثال‪ :‬أبي بكر أزهر بن سعد السمان‪ ،‬وحسني بن الحسن؛ وال حتى عبد الرحمن بن عطاء‬
‫بن كعب القريش املدني‪ ،‬عىل عجره وبجره!‬

‫ولم يأت هذا عن سالم بن عبد الله عن أبيه إال يف روايتني‪ ،‬فيهما نظر‪:‬‬
‫* أوالهما كما هي يف املعجم األوسط )ج‪/4‬ص‪/245‬ح‪] :(4098‬حدثنا عيل بن سعيد قال‪ :‬حدثنا حماد‬
‫بن إسماعيل بن علية قال‪ :‬حدثنا ابي قال‪ :‬حدثنا زياد بن بيان قال‪ :‬حدثنا سالم بن عبد الله بن عمر عن‬
‫ابيه قال‪ :‬صىل النبي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬صالة الفجر ثم انفتل فأقبل عىل القوم فقال اللهم بارك لنا يف‬
‫مدينتنا وبارك لنا يف مدنا وصاعنا اللهم بارك لنا يف شامنا ويمننا فقال رجل‪) :‬والعراق( يا رسول الله‬
‫فسكت ثم قال‪ :‬اللهم بارك لنا يف مدينتنا وبارك لنا يف مدنا وصاعنا اللهم بارك لنا يف حرمنا وبارك لنا يف‬
‫شامنا ويمننا فقال رجل‪) :‬والعراق( يا رسول الله قال‪) :‬من ثم يطلع قرن الشيطان وتهيج الفتن([‬
‫قلت‪ :‬شيخ الطرباني عيل بن سعيد بن بشري‪ ،‬أبو الحسن الرازي‪ ،‬حافظ مختلف فيه‪ :‬تكلم فيه‬
‫الدارقطني‪ ،‬وغريه‪ .‬ولكن هذا ال تأثري له ها هنا ألن اإلمام ابن عساكر أخرجه يف )تاريخ دمشق‪ ،‬ج‪1 :‬‬
‫ص‪ (131 :‬بسنده إىل محمد بن عبدوس‪ :‬حدثنا حماد بن إسماعيل بن علية به إىل منتهاه‪ .‬كما أخرجه‬
‫بإسناد آخر إىل سليمان بن عمر بن خالد األقطع حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن علية به إىل منتهاه‪.‬‬
‫ونسبه األلباني يف )السلسلة الصحيحة‪ ،‬ج‪ 5 :‬ص‪ ،(302 :‬عند دراسة الحديث رقم )‪ (2246‬أيضا ً إىل كل‬
‫من‪ :‬الربعي يف )فضائل الشام ودمشق(؛ وأبي عيل القشريي الحراني يف )تاريخ الرقة( من طريق‪ :‬العالء‬
‫بن إبراهيم حدثنا زياد بن بيان به‪.‬‬
‫وزياد بن بيان‪ ،‬وإن كان صدوقا ً عابداً‪ ،‬كما نص عليه الحافظ‪ ،‬إال أنه ليس من أهل الحديث املشاهري‪،‬‬
‫وليس له من الحديث إال هذا الحديث أعاله‪ ،‬وحديث مرفوع آخر‪) :‬املهدي من ولد فاطمة(‪ ،‬وقد أنكر‬
‫اإلمام البخاري رفعه‪ ،‬وأثر يف التسليم عن أبي بكر الصديق‪ ،‬رضوان الله وسالمه عليه‪ ،‬فلعلنا ندرس‬

‫‪17‬‬
‫نجد‪ :‬قرن الشيطان‬

‫حاله يف ملحق مستقل؛ فزياد بن بيان عن سالم ليس بالذي ينهض ملخالفة اإلمام الثقة الثبت املشهور‬
‫عبد الله بن عون عن نافع‪.‬‬
‫فالراجح أن الخطأ هنا إنما هو من زياد بن بيان‪ ،‬ولعله سمع كالم سالم ألهل العراق‪ ،‬أو علم به‪ ،‬فظن أن‬
‫ساملا ً يعتقد انطباق الحديث عىل العراق أو أن )نجدا ً( املذكورة يف الحديث تعني )العراق(‪ ،‬فتساهل يف‬
‫لفظ الحديث ورواه باملعنى حسب فهمه‪ .‬وقد يكون هذا التساهل اللفظي من سالم بن عبد الله بن عمر‪،‬‬
‫كما سيتبني قريباً‪ ،‬إن شاء الله‪.‬‬

‫* وربما استند البعض‪ ،‬كما فعل األلباني‪ ،‬عىل ما جاء يف مسند الشاميني‪) ،‬ج‪/2‬ص‪/247‬ح‪:(1276‬‬
‫]حدثنا عبد الله بن العباس بن الوليد بن مزيد البريوتي حدثني أبي أخربني أبي حدثني عبد الله بن‬
‫شوذب حدثني عبد الله بن القاسم ومطر الوراق وكثري أبو سهل عن توبة العنربي عن سالم بن عبد الله‬
‫بن عمر عن أبيه أن رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬قال‪) :‬اللهم بارك يف مكتنا وبارك لنا يف مدينتنا‬
‫وبارك لنا يف شامنا وبارك لنا يف يمننا اللهم بارك لنا يف صاعنا وبارك لنا يف مدنا فقال رجل يا رسول الله‬
‫وعراقنا فأعرض عنه فرددها ثالثا وكان ذلك الرجل يقول وعراقنا فيعرض عنه ثم قال‪ :‬بها الزالزل‬
‫والفتن وفيها يطلع قرن الشيطان[‪،‬‬
‫قلت‪ :‬لم يبني عبد الله بن شوذب من أي الثالثة )عبد الله بن القاسم ومطر بن طهمان الوراق وأبو سهل‬
‫كثري بن زياد( أخذ اللفظ‪ ،‬ال سيما وأن مطر بن طهمان الوراق معروف بكثرة الخطأ‪ .‬فيحتمل أن يكون‬
‫هذا هو لفظه‪ ،‬أو تداخلت األلفاظ يف بعضها البعض‪ ،‬وما كان هكذا فال تقوم به حجة قاطعة‪ ،‬خصوصا ً‬
‫وأن مدار البحث يدور حول لفظة واحدة بعينها‪ ،‬فال بد إذا ً من املبالغة يف تحرير األلفاظ‪ ،‬والتشدد يف‬
‫ذلك‪.‬‬
‫‪ *.‬وجاء يف )حلية األولياء‪ ،‬ج‪ 6 :‬ص‪ (133 :‬ما يقوي مخاوفنا‪ ،‬إذ قال اإلمام أبو نعيم األصبهاني‪:‬‬
‫]حدثنا عبدالله بن جعفر حدثنا إسماعيل بن عبدالله حدثنا الحسن بن رافع الرميل حدثنا ضمرة عن ابن‬
‫شوذب عن توبة العنربي عن سالم بن عبدالله عن أبيه أن عمر قال إن النبي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬قال‪:‬‬
‫)اللهم بارك لنا يف صاعنا ويف مدنا‪ ...،‬إلخ(‪ ،‬فرددها ثالث مرات‪ ،‬فقال الرجل‪) :‬يا رسول الله ولعراقنا(‪،‬‬
‫فقال رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪) :‬بها الزالزل والفتن ومنها يطلع قرن الشيطان([‪.‬‬
‫وهذا إسناد منقطع مدلس‪ ،‬ثم قال اإلمام أبو نعيم‪) :‬كذا رواه ضمرة عن ابن شوذب عن توبة ورواه‬
‫الوليد بن مزيد عن ابن شوذب عن مطر عن توبة(‪ ،‬ثم ساقه‪] :‬حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر حدثنا‬
‫عبدالله بن جامع الحلواني حدثنا عباس ابن الوليد بن مزيد حدثنا أبي حدثنا ابن شوذب حدثني عبدالله‬
‫بن القاسم ومطر وكثري أبو سهل عن توبة عن سالم عن أبيه أن النبي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬قال اللهم‬
‫بارك لنا يف مدينتنا وبارك لنا يف مكتنا وبارك لنا يف شامنا وبارك لنا يف يمننا وبارك لنا يف صاعنا ومدنا‬
‫فقال رجل يا رسول الله ويف عراقنا فأعرض عنه فقال فيها الزالزل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان[‬

‫‪18‬‬
‫نجد‪ :‬قرن الشيطان‬

‫وقد أخرج اإلمام ابن عساكر يف )تاريخ دمشق‪ ،‬ج‪ 1 :‬ص‪ (130 :‬إسناد بن شوذب املدلس‪ ،‬فقال‪] :‬أخربنا‬
‫أبو الفرج جعفر بن أحمد بن محمد بن عبد العزيز العبايس املكي بمدينة الرسول يف مسجده بني قربه‬
‫ومنربه‪ ،‬أنبأنا الحسن بن عبد الرحمن بن الحسن أنبأنا أحمد بن إبراهيم بن فراس أنبأنا أبو جعفر أحمد‬
‫بن إبراهيم بن عبد الله الديبيل حدثنا أبو عمري عيىس بن محمد بن النحاس حدثنا ضمرة عن ابن شوذب‬
‫عن توبة العنربي عن سالم‪ ،‬أراه عن أبيه بنحوه[‪ ،‬ثم قال اإلمام ابن عساكر‪) :‬كذا أخربنا أبو جعفر‪ ،‬وكان‬
‫أول كتابه قد ذهب‪ ،‬فكتب إسناده من ال يعرف فقال فيه‪ :‬أخربنا الديبيل؛ وإنما يرويه ابن فراس عن‬
‫العباس بن محمد بن الحسن بن قتيبة عن أبي عمري؛ ورواه غري أبي عمري عن ضمرة بغري شك‪ :‬أخربناه‬
‫أبو الحسن عيل بن عبيد الله بن نرص الزاغوني ببغداد أنبأنا محمد بن أحمد بن مسلمة حدثنا أبو طاهر‬
‫املخلس(‪ .‬ثم أخرج إسنادين مختلفني إىل العباس بن الوليد بن مزيد البريوتي بمثل حديث الطرباني يف‬
‫)مسند الشاميني(‪.‬‬
‫ودرسه األلباني يف )السلسلة الصحيحة‪ ،‬ج‪ 5 :‬ص‪ ،(302 :‬الحديث رقم )‪ ،(2246‬فنسبه إىل ما ذكرنا‬
‫أعاله من املراجع باستثناء )مسند الشاميني( الذي فاته‪ ،‬كما نسبه أيضا ً إىل كل من‪ :‬الفسوي يف )املعرفة‪،‬‬
‫ج‪ 2 :‬ص‪(746 :‬؛ واملخلص يف )الفوائد املستقاة‪ ،‬ج‪ 7 :‬ص‪(2 :‬؛ والجرجاني يف )الفوائد‪ ،‬ج‪ 2 :‬ص‪:‬‬
‫‪ .(164‬ثم قال األلباني‪) :‬من طرق عن توبة العنربي عن سالم عن أبيه أن النبي دعا‪ ،‬فقال‪ :‬فذكره‪ .‬قلت‪:‬‬
‫وهذا إسناد صحيح عىل رشط الشيخني(‪.‬‬
‫فنقول‪ :‬هذا يف أحسن أحواله تدليس شنيع من األلباني‪ ،‬إن لم يكن خيانة رصيحة‪ :‬فكل الطرق تنتهي إىل‬
‫عبد الله بن شوذب ثم تصعد مدلسة منقطعة‪ ،‬أو عن ثالثة من الرواة ال يدرى لفظ من منهم هو‪،‬‬
‫وبعضهم ليس باملتقن‪ :‬فكيف يكون هذا عىل رشط الشيخني؟؟!!‬
‫فهذه اللفظة‪) :‬عراقنا( يف هذه الرواية إذا ً يف أحسن أحوالها شاذة‪ ،‬وإن كان األرجح أنها منكرة‪ ،‬فهي ال‬
‫تثبت أصالً‪ ،‬وال تجوز نسبتها إىل نبي الله‪ ،‬عليه وعىل آله صلوات وتسليمات وتربيكات من الله‪ ،‬وال بحال‬
‫من األحوال‪.‬‬
‫غري أن ورود لفظة )عراقنا( من طريقني مستقلتني‪ ،‬وإن كان فيهما كالم‪ ،‬إال أنهما ليستا بالساقطتني‬
‫كلية عن االعتبار‪ ،‬تشعر بأنها ربما كانت عن سالم بن عبد الله‪ ،‬ويكون سالم روى الحديث باملعني‬
‫لقناعته بأن )نجدنا( تعني العراق‪ ،‬حيث فهم ذلك‪ ،‬من الحديث اآلخر‪ ،‬الذي سيأتي قريبا ً‪ ،‬وهو فهم‬
‫خاطئ يقيناً‪ ،‬كما أسلفنا‪ ،‬وكما سيأتي‪ .‬وعىل كل حال فإن سالم بن عبد الله‪ ،‬عىل وثاقته وجاللة قدره‪ ،‬ال‬
‫يتقدم عىل نافع‪ .‬وجمهور األئمة عىل تقديم نافع عىل سالم يف حالة الخالف‪ ،‬ال سيما أن نافعا ً أكثر تثبتا ً‬
‫يف األلفاظ‪.‬‬

‫وشذﱠت رواية عن نافع عن بن عمر ال يعتد بها‪ ،‬ال سندا ً وال متنا ً‪:‬‬
‫* كما هي يف مسند الشاميني )ج‪/2‬ص‪/270‬ح‪] :(1319‬حدثنا أحمد بن محمد بن صدقة حدثنا أبو‬
‫فروة يزيد بن محمد بن يزيد بن سنان الرهاوي حدثني أبي عن أبيه حدثني أبو رزين الفلسطيني عن‬

‫‪19‬‬
‫نجد‪ :‬قرن الشيطان‬

‫أبي عبيد حاجب سليمان بن عبد امللك عن نافع عن بن عمر أن رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬قال‪:‬‬
‫)اللهم بارك لنا يف صاعنا ومدنا ويف مكتنا ويف مدينتنا ويف شامنا ويف يمننا!(‪ ،‬فقال رجل‪ :‬يا رسول الله‪:‬‬
‫ويف العراق ومرص؟!(‪ ،‬فقال‪) :‬هناك يطلع قرن الشيطان؛ وثم الزالزل والفتن([‪ ،‬وقد أخرجه اإلمام ابن‬
‫عساكر يف )تاريخ دمشق‪ ،‬ج‪ 1 :‬ص‪ (135 :‬من عدة طرق كلها إىل محمد بن يزيد بن سنان الرهاوي هذا‬
‫عن أبيه‪ ،‬وفيما أعلم لم يتابعهما أحد يف العالم عىل هذا قط‪.‬‬
‫قلت‪ :‬وهذا إسناد ساقط‪ ،‬بل هو ظلمات بعضها فوق بعض‪ :‬يزيد بن سنان الرهاوي‪ ،‬وكذلك ابنه محمد‬
‫بن يزيد بن سنان الرهاوي ضعاف‪ .‬وأبو رزين الفلسطيني مجهول‪ ،‬ومن املحتمل‪ ،‬وإن كان هذا‬
‫مستبعداً‪ ،‬أن يكون مرسة بن معبد اللخمي الفلسطيني‪ ،‬وهو مختلف فيه‪ :‬ذكره يف الضعفاء وقال‪) :‬ال‬
‫يجوز االحتجاج به إذا انفرد‪ :‬يروي عن الثقات ما ال يشبه حديث االثبات(؛ ذكره بن حبان يف الثقات‪،‬‬
‫فقال‪) :‬كان ممن يخطى(؛ وذكره يف مشاهري األمصار‪ ،‬وقال‪) :‬وكان يغرب(‪ .‬واملتن أكثر سقوطا ً‪ :‬فما ورد‬
‫يف مرص ذم من هذا النوع إطالقا ً‪ :‬هذا كالم متعصب كاذب أراد الثناء عىل الشام‪ ،‬ويف نفس الوقت مذمة‬
‫مرص والعراق!‬

‫وشذﱠ حديث عن ابن عباس‪ ،‬ال يعتد به‪ ،‬ال سندا ً وال متنا ً‪:‬‬
‫* كما هو يف املعجم الكبري )ج‪/12‬ص‪/84‬ح‪] :(12553‬حدثنا محمد بن عيل املروزي حدثنا أبو الدرداء‬
‫عبد العزيز بن املنيب حدثنا إسحاق بن عبد الله بن كيسان عن أبيه عن سعيد بن جبري عن بن عباس‬
‫قال‪ :‬دعا نبي الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬فقال‪) :‬اللهم بارك لنا يف صاعنا ومدنا وبارك لنا يف مكتنا‬
‫ومدينتنا وبارك لنا يف شامنا ويمننا!(‪ ،‬فقال رجل من القوم‪) :‬يا نبي الله‪ ،‬وعراقنا؟!( فقال‪) :‬إن بها قرن‬
‫الشيطان‪ ،‬وتهيج الفتن‪ .‬وإن الجفاء باملرشق!([‪ ،‬وقد أخرجه اإلمام ابن عساكر يف )تاريخ دمشق‪ ،‬ج‪1 :‬‬
‫ص‪ (138 :‬من طريق الطرباني هذه‪،‬‬
‫ولكن‪ :‬عبد الله بن كيسان‪ ،‬هو أبو مجاهد عبد الله بن كيسان املروزي‪ ،‬وهو كثري الخطأ‪ ،‬ال تقوم به‬
‫حجة‪ .‬وابنه إسحاق بن عبد الله بن كيسان أضعف منه‪ ،‬وهو )منكر الحديث( كما قال اإلمام البخاري‪ ،‬ال‬
‫سيما إذا روى عن أبيه؛ وجاء يف لسان امليزان )ج‪/1‬ص‪/365‬ت‪] :(1134‬إسحاق بن عبد الله بن كيسان‬
‫املروزي شيخ لعبد العزيز بن املنيب لينه أبو أحمد الحاكم انتهى‪ .‬وقال البخاري يف ترجمة عبد الله بن‬
‫كيسان‪) :‬له ابن يسمى إسحاق منكر الحديث(؛ وقال بن حبان يف الثقات‪) :‬يتقي حديثه من رواية ابنه‬
‫عنه(؛ وأورد أيضا يف مسند بن عباس من املختارة من رواية إسحاق هذا عن أبيه عن عكرمة عن بن‬
‫عباس حديثا طويال يف نزول‪} :‬إذا جاء نرص الله والفتح{‪ ،‬فتعقبه الصدر الياسويف فيما رأيت بخطه‬
‫فقال‪) :‬هو من رواية إسحاق عن أبيه وفيهما الضعف الشديد([‪.‬‬
‫قلت‪ :‬فظهر بذلك أن قول الهيثمي يف )مجمع الزوائد( عند تعقيبه عىل هذا الحديث‪] :‬رجاله ثقات[ وهم‬
‫فاحش‪ .‬وبذلك تكون لفظة )عراقنا( يف الحديث لفظة منكرة )رواية(‪ ،‬أي من حيث اإلسناد‪ ،‬ملخالفة‬
‫الراوية الضعيف للثقات‪ ،‬وهي كذلك منكرة )دراية(‪ ،‬أي من حيث املتن‪ ،‬بقرينة لفظة )املرشق(‪ ،‬والعراق‬

‫‪20‬‬
‫نجد‪ :‬قرن الشيطان‬

‫ليس بمرشق املدينة أصالً‪ ،‬كما حررناه أعاله‪ ،‬عىل فرض ثبوت أصل الحديث‪ ،‬أو بعض فقرات الحديث‪،‬‬
‫عن ابن عباس أصالً‪ ،‬وهو ال يثبت بمثل هذا اإلسناد الساقط!!‬

‫وال شك أنه من املحال املمتنع أن يكون العراق املعروف بعينه هو نجد جزيرة العرب املعروف بعينه‪،‬‬
‫ألنهما مكانان معروفان مختلفان منفصالن‪ ،‬ومن املحال أيضا ً أن يكون املقصود هو العراق‪ ،‬ويسميه‬
‫نبي الله الخاتم‪ :‬نجدا ً‪ ،‬فيكون قد لبس علينا‪ ،‬ولم يقم بما أوجب الله عليه من البيان الكايف‪ ،‬ال سيما أنه‬
‫أن خاتمة أنبياء الله‪ ،‬عليه وعىل آله صلوات وتسليمات وتربيكات من الله‪ ،‬وقت ألهل نجد )قرن املنازل(‬
‫يهلون منه‪ ،‬ووقت ألهل العراق )ذات عرق(‪ :‬فما باله هنا رصح وأبان‪ ،‬وهناك تكلم باألحاجي واأللغاز؟!‬
‫فال بد إذا ً من أن أحد ثالث احتماالت‪:‬‬
‫اللفظ النبوي هو )نجدنا( يف أحاديث‪ ،‬و)مرشقنا( يف أحاديث أخر‪ :‬فلفظة )عراقنا( من أوهام‬ ‫)‪(1‬‬
‫الرواة‪ ،‬أو من روايتهم باملعنى وفق ظنهم‪ .‬وهذا هو ما ترشد إليه دراسة األسانيد وفق أصول هذا الفن؛‬
‫اللفظ النبوي هو )عراقنا(‪ .‬ولفظة )نجدنا( من أوهام الرواة‪ ،‬وهذا بعيد جدا ً‪ ،‬بل هو إىل‬ ‫)‪(2‬‬
‫املحال أقرب؛‬
‫اللفظ النبوي هو )مرشقنا(‪ .‬ولفظتا‪) :‬نجدنا(‪ ،‬و)عراقنا( كالهما من ترصفات أو أوهام‬ ‫)‪(3‬‬
‫الرواة‪ ،‬وهذا أيضا ً بعيد جدا ً؛‬

‫واالحتمال األول هو الحق املقطوع به‪ ،‬كما تشهد به األحاديث التالية‪ ،‬التي تقطع الشك باليقني‪ ،‬وتربهن‬
‫أن لفظة )املرشق( قد وردت يف أحاديث أخرى‪ ،‬فتداخل األمر يف أذهان بعض الرواة الضعاف أو‬
‫املتساهلني يف الرواية باملعنى‪:‬‬
‫* حديث عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر‪] :‬رأيت رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬يشري إىل‬
‫املرشق‪ ،‬ويقول‪) :‬ها‪ :‬إن الفتنة ههنا‪ ،‬إن الفتنة ههنا‪ ،‬من حيث يطلع قرن الشيطان([‪ ،‬كما رواه عنه‬
‫النجوم الثواقب‪ :‬مالك‪ ،‬وسفيان بن عيينة‪ ،‬وإسماعيل بن جعفر‪.‬‬
‫وهو مروي بنحوه عن نافع عن عبد الله بن عمر‪ ،‬رواه عنه النجوم الثواقب‪ :‬عبيد الله بن عمر‪ ،‬وهو يف‬
‫الطبقة العليا من الرواة عن نافع‪ ،‬والبعض يقدمه حتى عىل مالك وأيوب‪ ،‬وليث بن سعد‪ ،‬وأيوب بن‬
‫موىس‪ ،‬وهما من أهل املراتب العالية يف نافع‪ ،‬وإن كانا دون عبيد الله بن عمر ومالك وأيوب‪.‬‬
‫وهو مروي بنحوه أيضا ً عن سالم بن عبد الله عن أبيه‪ ،‬رواه عنه محمد بن شهاب الزهري‪ ،‬وحسبك به‪،‬‬
‫وعكرمة بن عمار‪ .‬وأبو خريم عقبة بن أبي الصهباء الباهيل‪ ،‬وعمر بن محمد‪ ،‬وفضيل بن عزوان‪ ،‬وعيل‬
‫بن زيد بن جدعان قوال ً واحداً‪ ،‬واضطرب فيه راوية أو إثنان‪ ،‬كما سيأتي قريباً‪ ،‬إن شاء الله‪:‬‬

‫* كما هو يف الجامع الصحيح املخترص لإلمام البخاري‪) ،‬ج‪/3‬ص‪/1195‬ح‪] :(3105‬حدثنا عبد الله بن‬
‫مسلمة عن مالك عن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر ريض الله تعاىل عنهما قال‪ :‬رأيت رسول الله‪،‬‬

‫‪21‬‬
‫نجد‪ :‬قرن الشيطان‬

‫صىل الله عليه وسلم‪ ،‬يشري إىل املرشق فقال‪) :‬ها إن الفتنة ها هنا إن الفتنة ها هنا من حيث يطلع قرن‬
‫الشيطان([‪ ،‬وتجد يف امللحق كافة األسانيد والطرق التي لخصناها أعاله‪.‬‬
‫* وعقب اإلمام أبو حاتم محمد بن حبان يف )صحيح ابن حبان( بعد ذكر الحديث بنحوه قائالً‪] :‬مرشق‬
‫املدينة هو البحرين ومسيلمة منها وخروجه كان أول حادث حدث يف اإلسالم[‪ ،‬وقال الشيخ شعيب‬
‫األرناؤوط‪) :‬إسناده صحيح عىل رشطهما(؛ قول اإلمام ابن حبان‪) :‬البحرين ومسيلمة منها( ليس‬
‫بالدقيق‪ ،‬إال إذا قلنا أنه قصد‪ :‬جهة البحرين‪ ،‬فهذا صحيح‪ :‬ألن مسيلمة من اليمامة‪ ،‬وهي من سافلة نجد‪،‬‬
‫وبعدها صحراء الدهناء‪ ،‬ثم )البحرين( التي تسمﱠ ى يف أيامنا هذه‪) :‬األحساء(‪ ،‬والناس‪ ،‬يف عرصنا هذا‪،‬‬
‫يقترصون بلفظة )البحرين( عىل الجزيرة الصغرية املعروفة‪.‬‬
‫* ويف )صحيح اإلمام مسلم )ج‪/4‬ص‪/2229‬ح‪ ((2905‬ذكر املكان الذي تكلم فيه النبي‪ ،‬صىل الله عليه‬
‫وعىل آله وسلم‪ ،‬بذلك‪] :‬وحدثنا عبيد الله بن عمر القواريري ومحمد بن املثني )ح( وحدثنا عبيد الله بن‬
‫سعيد كلهم عن يحيى القطان )قال القواريري‪ :‬حدثني يحيى بن سعيد( عن عبيد الله بن عمر حدثني‬
‫نافع عن بن عمر أن رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬قام عند باب حفصة فقال بيده نحو املرشق‪:‬‬
‫)الفتنة ههنا من حيث يطلع قرن الشيطان(‪ ،‬قالها مرتني أو ثالثا[‪ ،‬وقال اإلمام مسلم‪) :‬وقال عبيد الله‬
‫بن سعيد يف روايته قام رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬عند باب عائشة(‪.‬‬
‫قلت‪ :‬الصحيح هو ذكر )عائشة( كما يظهر من مجموع الروايات املتضافرة‪ ،‬وتجد طرفا ً منها يف امللحق‪.‬‬
‫* ولكن جاء يف الجامع الصحيح املخترص )ج‪/3‬ص‪/1130‬ح‪] :(2937‬حدثنا موىس بن إسماعيل حدثنا‬
‫جويرية عن نافع عن عبد الله ريض الله تعاىل عنه قال‪ :‬قام النبي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬خطيبا فأشار‬
‫نحو مسكن عائشة فقال هنا الفتنة ثالثا من حيث يطلع قرن الشيطان[‪.‬‬
‫قلت‪ :‬هذا اللفظ‪) :‬فأشار نحو مسكن عائشة( تفرد به جويرية عن نافع‪ .‬وأكثر الرواة يقول‪) :‬كان قائما‬
‫عند باب عائشة(‪ ،‬وجاء أيضا ً‪) :‬خرج رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬من بيت عائشة(‪:‬‬
‫* كما هو يف صحيح اإلمام مسلم )ج‪/4‬ص‪/2229‬ح‪] :(2905‬حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع‬
‫عن عكرمة بن عمار عن سالم عن بن عمر قال‪ :‬خرج رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬من بيت عائشة‬
‫فقال‪) :‬رأس الكفر من ههنا من حيث يطلع قرن الشيطان(‪ ،‬يعني املرشق[‪ ،‬وهو بنحوه يف مسند اإلمام‬
‫أحمد بن حنبل )ج‪/2‬ص‪/26‬ح‪ ،(4802‬وغريهما‪.‬‬
‫وبتأمل ألفاظ الحديث املختلفة ومالبساتها‪ ،‬يظهر اآلن – خالفا ُ ملا قلته يف اإلصدار القديم – أنه من‬
‫املستبعد ألن يكون النبي‪ ،‬صىل الله عليه وعىل آله وسلم‪ ،‬قال ما قاله‪ ،‬أو قام خطيبا ُ عند باب عائشة‪ .‬بل‬
‫كانت عادته أن بصعد املنرب فيخطب‪ ،‬أو ينفتل من صالته فيقف يف محرابه ويتكلم‪ .‬ولذلك نرجح أنه‬
‫خطب )فأشار نحو مسكن عائشة(‪ :‬فإما أن يكون ذكر )باب عائشة( وهما ً من بعض الرواة‪ ،‬التبست‬
‫عليه جملة )أشار نحو مسكن عائشة( بجملة )خرج من مسكن عائشة(؛ أو‪ ،‬وهو األوىل‪ :‬أن يكون حديث‬
‫جويرية عن نافع هو الصحيح‪ ،‬ولكن فيه اختصار‪ ،‬واألصل هو‪] :‬خرج النبي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬من‬
‫باب عائشة‪ ،‬فصعد املنرب خطيبا فأشار نحو مسكن عائشة فقال هنا الفتنة ثالثا من حيث يطلع قرن‬

‫‪22‬‬
‫نجد‪ :‬قرن الشيطان‬

‫الشيطان[‪ ،‬أو نحوا ً من ذلك‪ ،‬فإن كان هذا صحيحا ً فإنه يعني أن النبي‪ ،‬صىل الله عليه وعىل آله وسلم‪،‬‬
‫خرج من بيت عائشة متوجها إىل املنرب فمخاطبا ً الحضور فورا ً‪ ،‬وهذا يدل عىل االهتمام واالستعجال‪،‬‬
‫فكأنه جاءه وحي بذلك تلك الساعة‪.‬‬

‫* وكذلك جاء يف مسند اإلمام أحمد بن حنبل‪) ،‬ج‪/2‬ص‪/143‬ح‪] :(6302‬حدثنا بن نمري حدثنا حنظلة‬
‫عن سالم بن عبد الله بن عمر عن بن عمر قال‪ :‬رأيت رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬يشري بيده يؤم‬
‫العراق ها ان الفتنة ههنا ها ان الفتنة ههنا ثالث مرات من حيث يطلع قرن الشيطان[‬
‫قلت‪ :‬هذه تفرد بها عبد الله بن نمري عن حنظلة‪ ،‬خالفه إسحاق بن سليمان العبدي الرازي‪ ،‬فرواه بلفظ‬
‫)املرشق(‪ ،‬كما هو عند اإلمام مسلم يف الصحيح من طريق محمد بن عبد الله بن نمري عن إسحاق بن‬
‫سليمان العبدي الرازي!‬
‫وكنا قد تعجلنا فحكمنا عىل لفظة )العراق( بالشذوذ وذلك ملا يظهر من متابعة الروايات األخرى عن‬
‫سالم بن عبد الله بن عمر‪ ،‬رضوان الله عليهم‪ ،‬من غري طريق حنظلة‪ ،‬والصحاح منها تجمع كلها عىل‬
‫لفظة‪) :‬املرشق( أو )من حيث يطلع قرن الشيطان(‪ ،‬وليس فيها لفظة )العراق( البتة‪ ،‬كما هو يف رواية‬
‫اإلمام محمد بن شهاب الزهري )وهو أجل وأحفظ وأثبت من حنظلة(‪ ،‬وكل من‪ :‬عكرمة بن عمار‪ .‬وعقبة‬
‫بن أبي الصهباء أبو خريم الباهيل‪ ،‬وعمر بن محمد‪ ،‬وفضيل بن غزوان‪ ،‬وكلهم ثقات مشاهري‪ ،‬وكذلك عيل‬
‫بن زيد بن جدعان )وليس هو بالقوي(‪ .‬وقلنا‪ ،‬أيضا ً آنذاك‪ :‬فهذه نصوص رصيحة عىل صحة وثبوت‬
‫لفظة‪) :‬املرشق( عن رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وعىل آله وسلم‪.‬‬

‫ونحن نستدرك اآلن فنقول‪ :‬الذي يظهر أن أصل حديث بن عمر هو‪] :‬خرج النبي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪،‬‬
‫من باب عائشة‪ ،‬فصعد املنرب خطيبا فأشار نحو مسكن عائشة فقال هنا الفتنة ثالثا من حيث يطلع قرن‬
‫الشيطان[‪ ،‬أو نحوا ً من ذلك‪ ،‬ومسكن عائشة هو يف الشمال الرشقي من املحراب أو املنرب‪ :‬فذكره نافع عن‬
‫عبد الله بن عمر هكذا رصاحة يف بعض املرات‪ ،‬وترجمه إىل‪ :‬املرشق يف أكثر املرات‪ ،‬وأما سالم فجعله نحو‬
‫العراق‪ ،‬وال لوم عليه يف ذلك ألن جانب العراق الجنوبي هو إىل الشمال الرشقي من املدينة‪ ،‬ونصفه‬
‫الشمايل يكاد أن يكون شمال املدينة خالصاً‪ ،‬وال ننتظر من سالم‪ ،‬أو غريه من أهل ذلك العرص‪ ،‬أن يكون‬
‫لهم علم باملساحة األرضية والجغرافيا أكثر من ذلك‪ .‬ولذلك ال نستغرب أن تأتي بعض من الروايات عن‬
‫سالم بلفظ‪) :‬العراق(‪.‬‬

‫* وجاء إيضاح اإلشكاالت يف صحيح اإلمام مسلم )ج‪/4‬ص‪/2229‬ح‪] :(2905‬حدثنا عبد الله بن عمر‬
‫بن أبان وواصل بن عبد األعىل وأحمد بن عمر الوكيعي )واللفظ البن أبان( قالوا‪ :‬حدثنا ابن فضيل عن‬
‫أبيه قال‪ :‬سمعت سالم بن عبد الله بن عمر يقول‪) :‬يا أهل العراق‪ ،‬ما أسألكم عن الصغرية‪ ،‬وأركبكم‬
‫للكبرية‪ :‬سمعت أبي عبد الله بن عمر يقول‪ :‬سمعت رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬يقول‪) :‬إن الفتنة‬

‫‪23‬‬
‫نجد‪ :‬قرن الشيطان‬

‫تجيء من هاهنا(‪ ،‬وأومأ بيده نحو املرشق‪) ،‬من حيث يطلع قرنا الشيطان!(‪ .‬وأنتم يرضب بعضكم رقاب‬
‫بعض؛ وإنما قتل موىس الذي قتل من آل فرعون خطأ فقال الله عز وجل له‪} :‬وقتلت نفسا فنجيناك من‬
‫الغم وفتناك فتونا{[‪ .‬وقال اإلمام مسلم‪) :‬قال‪ :‬أحمد بن عمر يف روايته عن سالم لم يقل سمعت(‪ ،‬وهو‬
‫بعينه يف )مسند أبي يعىل( وقال الشيخ حسني أسد‪) :‬إسناده صحيح(‪ ،‬قلت‪ :‬نعم هو كذلك‪ ،‬وهو أيضا ً‬
‫عىل رشط مسلم!‬
‫قلت‪ :‬أما توبيخ سالم بن عبد الله بن عمر ألهل العراق‪ ،‬كما جاء يف الحديث الصحيح‪ ،‬آنف الذكر‪ ،‬فإنما‬
‫هو رأي واجتهاد من سالم فقط‪ ،‬فليس هو إذا ً حجة‪ ،‬وإنما الحجة يف روايته‪ ،‬ال يف رأيه؛ وهو قد روى‬
‫رصاحة‪) :‬وأومأ بيده نحو املرشق(‪ .‬فلعل ساملا ً توهم أن الحديث ينطبق عىل العراق ألنه ظنه‪ ،‬كما أسلفنا‪،‬‬
‫رشق املدينة محضاً‪ ،‬وهو ليس كذلك يقينا ً‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬

‫وبهذا تتضح املسألة‪ ،‬وتنجيل اإلشكالية‪ ،‬بأن لفظة )العراق( إنما هي يف األصل من سالم بن عبد الله بن‬
‫عمر‪ ،‬الذي ضاق ذرعا ً بتقاتل أهل العراق يف عرصه‪ ،‬فوبخهم عىل ذلك‪ ،‬وهو محق يف هذا ً التوبيخ‪ ،‬وظن‬
‫أن الحديث ينطبق عليهم‪ ،‬فذكره لهم‪ ،‬وهو مخطئ يف هذا التطبيق‪ ،‬ألن التقاتل موجود يف كل أنحاء‬
‫الدنيا‪ ،‬رشقا ً وغرباً‪ ،‬شاما ً ويمنا ً؛ وإنما تميزت نجد )مرشق املدينة(‪ ،‬واملرشق األقىص بزيادة من ذلك‬
‫فاحشة‪ ،‬تفوق ما يوجد يف غريها من األقطار‪ ،‬كما سيأتي مزيد بيان له‪.‬‬

‫وربما كابر بعض الزاعمني بان املقصود هو‪) :‬العراق(‪ ،‬فاحتج بالحديث التايل‪:‬‬
‫* الذي أخرجه اإلمام البخاري يف صحيحه )ج‪/6‬ص‪/2541‬ح‪] :(6535‬حدثنا موىس بن إسماعيل‬
‫حدثنا عبد الواحد حدثنا الشيباني حدثنا يسري بن عمرو قال قلت لسهل بن حنيف هل سمعت النبي‪،‬‬
‫صىل الله عليه وسلم‪ ،‬يقول يف الخوارج شيئا قال سمعته يقول‪ ،‬وأهوى بيده قبل )العراق(‪ ،‬يخرج منه‬
‫قوم يقرؤون القرآن ال يجاوز تراقيهم يمرقون من اإلسالم مروق السهم من الرمية[؛‬
‫ــ وأخرجه الطرباني يف معجمه الكبري )ج‪/6‬ص‪/91‬ح‪] :(5608‬حدثنا زكريا بن يحيى الساجي حدثنا‬
‫محمد بن عبد امللك بن أبي الشوارب )ح( وحدثنا محمد بن حيان املازني حدثنا محمد بن عبيد بن‬
‫حساب )ح( وحدثنا أبو حصني القايض حدثنا يحيى الحماني قالوا حدثنا عبد الواحد بن زياد حدثنا‬
‫سليمان الشيباني حدثنا يسري بن عمرو قال قلت لسهل بن حنيف هل سمعت رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه‬
‫وسلم‪ ،‬يقول يف الخوارج شيئا قال سمعته يقول وأهوى بيده نحو )العراق( يخرج بينهم قوم يقرأون‬
‫القرآن ال يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية[؛‬
‫فنقول‪ :‬جملة‪) :‬أهوى بيده قبل )العراق( من كالم سهل بن حنيف‪ ،‬وفق فهمه إلشارة النبي‪ ،‬صىل الله‬
‫عليه وعىل آله وسلم؛ فقد يكون مصيباً‪ ،‬وقد يكون مخطئا ً يف تقدير االتجاهات‪ ،‬كما كان هو الحال‬
‫بالنسبة لسالم بن عبد الله بن عمر‪ .‬والصحيح أنه مخطئ بشهادة الحديث التايل‪:‬‬

‫‪24‬‬
‫نجد‪ :‬قرن الشيطان‬

‫ان‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا‬ ‫َ‬


‫* الذي أخرجه اإلمام البخاري يف صحيحه )ج‪/6‬ص‪/2749‬ح‪] :(7123‬حَ ﱠدثَنَا أبُو النﱡعْ مَ ِ‬
‫يض‬‫الخد ِْريﱢ َر ِ َ‬ ‫ين‪ ،‬عَ ْن أ َ ِبي َسعِ ي ٍد ُ‬ ‫ﱢث عَ ْن مَ عْ بَ ِد ب ِْن ِس ِري َ‬ ‫ين‪ ،‬يُحَ د ُ‬ ‫ُون‪َ ،‬س ِمعْ ُت مُحَ مﱠ َد ب َْن ِس ِري َ‬ ‫مَ هْ دِيﱡ بْ ُن مَ يْم ٍ‬
‫آن ال َ يُجَ ِاو ُز‬ ‫ون ُ‬
‫الق ْر َ‬ ‫رش ِق(‪ ،‬وَ ي َْق َرؤ َ‬ ‫اس ِم ْن قِ ب َِل )ا َمل ْ ِ‬ ‫ال ﱠل ُه عَ ن ْ ُه‪ ،‬عَ ِن الن ﱠ ِب ﱢي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪َ ،‬قا َل‪» :‬ي َْخ ُرجُ ن َ ٌ‬
‫السهْ ُم إ ِ َىل ُفوق ِِه«‪،‬‬ ‫ُون فِ ِيه حَ تﱠى يَعُ و َد ﱠ‬ ‫الر ِمي ِﱠة‪ ،‬ث ُ ﱠم ال َ يَعُ ود َ‬ ‫السهْ ُم ِم َن ﱠ‬ ‫ﱢين َكمَ ا يَمْ ُر ُق ﱠ‬ ‫ون ِم َن الد ِ‬ ‫تَ َراقِ يَهُ مْ‪ ،‬يَمْ ُر ُق َ‬
‫ِيق«‪ ،‬أ َ ْو َقا َل‪» :‬التﱠ ْس ِبي ُد«[؛ وهو بعينه فس رشح السنة للبغوي‬ ‫اه ْم التﱠحْ ل ُ‬ ‫اهمْ؟(‪َ ،‬قا َل‪ِ » :‬سيمَ ُ‬ ‫قِ ي َل‪) :‬مَ ا ِسيمَ ُ‬
‫ربن َا‬ ‫ربنَا عَ بْ ُد الْوَاحِ ِد بْ ُن أَحْ مَ َد ا ْلمَ لِيحِ ﱡي‪ ،‬أ َ ْخ َ َ‬
‫ربنَا أَحْ َم ُد بْ ُن عَ بْ ِد ال ﱠل ِه النﱡعَ ي ِْم ﱡي‪ ،‬أ َ ْخ َ َ‬ ‫)‪] :(2558/234/10‬أ َ ْخ َ َ‬
‫وعقب محي السنة قائالً‪) :‬التﱠ ْس ِبي ُد‪ُ :‬ه َو الحَ ْل ُق‬ ‫ف‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا مُحَ مﱠ ُد بْ ُن إ ِ ْسمَ اعِ ي َل به[‪ ،‬ﱠ‬ ‫ُوس َ‬‫مُحَ مﱠ ُد بْ ُن ي ُ‬
‫ﱠاس ق ِد َم مَ ﱠك َة م َُسبﱢدًا َرأ ْ َس ُه‪،‬‬ ‫الرأ ْ ِس‪ُ .‬ر ِويَ أ َ ﱠن اب َْن عَ ب َ‬ ‫وَغ ْس ِل ﱠ‬‫الشعْ ِر‪ ،‬وَ ي َُقا ُل‪ُ :‬ه َو تَ ْر ُك التﱠد ﱡَه ِن َ‬ ‫صا ُل ﱠ‬ ‫وَاس ِتئْ َ‬
‫ْ‬
‫الرأ ْ ِس(؛‬
‫وَغ ْس ِل ﱠ‬ ‫وَأ َ َرا َد تَ ْر َك التﱠد ﱡَه ِن َ‬
‫ــ وأخرجه اإلمام أحمد بن حنبل يف مسنده )ج‪/3‬ص‪/64‬ح‪ (11632‬بلفظ‪] :‬حَ ﱠدثَنَا عَ ﱠفا ُن‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا مَ هْ دِيﱡ‬
‫ين‪ ،‬عَ ْن أ َ ِبي َسعِ ي ٍد ا ْل ُخد ِْريﱢ ‪ ،‬عَ ِن الن ﱠ ِب ﱢي‪ ،‬صىل الله‬ ‫ين‪ ،‬عَ ْن مَ عْ بَ ِد ب ِْن ِس ِري َ‬ ‫ُون‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا مُحَ مﱠ ُد بْ ُن ِس ِري َ‬ ‫بْ ُن مَ يْم ٍ‬
‫ﱢين‪،‬‬ ‫ون ِم َن الد ِ‬ ‫آن‪َ ،‬ال يُجَ ِاو ُز تَ َراقِ يَهُ مْ‪ ،‬يَمْ ُر ُق َ‬ ‫ُون ا ْل ُق ْر َ‬ ‫اس ِم ْن قِ ب َِل ا ْل ْ ِ‬
‫مَرش ِق ي َْق َرء َ‬ ‫عليه وسلم‪َ ،‬قا َل‪» :‬ي َْخ ُرجُ أُن َ ٌ‬
‫اهمْ؟(‪َ ،‬قا َل‪:‬‬ ‫السهْ ُم عَ َىل ُفوق ِِه« قِ ي َل‪) :‬مَ ا ِسيمَ ُ‬ ‫ُون فِ ِيه‪ ،‬حَ تﱠى يَعُ و َد ﱠ‬ ‫الر ِمي ِﱠة‪ ،‬ث ُ ﱠم َال يَعُ ود َ‬ ‫َكمَ ا يَ ْم ُر ُق ﱠ‬
‫السهْ ُم ِم َن ﱠ‬
‫يت«[‬ ‫ِيق وَالتﱠ ْس ِب ُ‬
‫اه ُم التﱠحْ ل ُ‬ ‫» ِسيمَ ُ‬
‫مَن بْ ُن مَ هْ دِيﱟ ‪،‬‬ ‫الرحْ ِ‬‫ــ وبنحوه أبو يعىل يف مسنده )ج‪/2‬ص‪/409‬ح‪] :(1193‬حَ ﱠدثَنَا ُز َه ْريٌ‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا عَ بْ ُد ﱠ‬
‫ُون‪ ،‬بنحوه[؛‬ ‫حَ ﱠدثَنَا مَ هْ دِيﱡ بْ ُن مَ يْم ٍ‬
‫رش ِق(( فإنما هي من كالم املعصوم‪ ،‬صىل الله عليه وعىل آله‬ ‫اس ِم ْن قِ ب َِل )ا َمل ْ ِ‬‫فنقول‪ :‬أوال ً‪ :‬جملة‪) :‬ي َْخ ُرجُ ن َ ٌ‬
‫وسلم؛ وهذا قطعا ُ أوىل بالتقديم من فهم سهل بن حنيف إلشارته‪ ،‬صىل الله عليه وعىل آله وسلم؛‬
‫وثانيا ً‪ :‬ال يشك أحد يف العالم أن أبا سعيد الخدري‪ ،‬ريض الله عنه‪ ،‬أحفظ وأثبت وأتقن وأوسع رواية من‬
‫سهل ين حنيف‪ ،‬ريض الله عنه؛ وأبو سعيد معروف بالتشدد يف الرواية باللفظ؛ وكذلك ال يشك أحد أن‬
‫معبد بن سريين أشهر وأوثق من يسري )أو‪ :‬أسري( بن عمرو؛ واإلمام محمد بن سريين من رؤوس الحفظ‬
‫والتثبت واإلتقان؛ وهو أيضا ً معروف بالتشدد يف الرواية باللفظ‪ ،‬بل ورفض الرواية باملعنى‪ ،‬وال شك أنه‬
‫فوق أبي إسحاق سليمان بن أبي سليمان الشيباني؛ ومهدي بن ميمون ليس بدون عبد الواحد بن زياد‪،‬‬
‫بل لعله فوقه؛ فهذا اإلسناد إذا ً أصح وأوىل بالتقديم من إسناد حديث سهل بن حنيف؛‬
‫وثالثا ً‪ :‬إن كان أبو سعيد الخدري سمع من النبي ‪ ،‬صىل الله عليه وعىل آله وسلم‪ ،‬يف مناسبة أو جلسة غري‬
‫التي سمع فيها سهل بن حنيف‪ ،‬فحيثه زيادة بيان وإيضاح إلشارة النبي ‪ ،‬صىل الله عليه وعىل آله‬
‫وسلم‪ ،‬التي ربما كانت نحو بيت عائشة‪ ،‬فأساء سهل بن حنيف فهمها‪ .‬وأما إن كانا سمعا ذلك يف نفس‬
‫الجلسة فرواية أبي سعيد برهان عىل أن سهالً لم يحفظ كما ينبغي‪ :‬فهو لم يحفظ تمام اللفظ النبوي‪،‬‬
‫ولعله لم يحفظ أو يفهم اإلشارة عىل وجهها‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫نجد‪ :‬قرن الشيطان‬

‫ويؤيد قولنا هذا‪:‬‬


‫ربنِي أَحْ مَ ُد بْ ُن مُحَ مﱠ ِد ب ِْن َس َل َ‬
‫مَة‬ ‫* ما جاء يف املستدرك عىل الصحيحني للحاكم )‪] :(8558/556/4‬أ َ ْخ َ َ‬
‫َاح‪َ ،‬قا َل‪:‬‬ ‫ُوىس بْ ُن عَ ِيل ﱢ ب ِْن َرب ٍ‬ ‫صال ٍِح‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا م َ‬ ‫ا ْلعَ ن َ ِزيﱡ ‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا عُ ثْمَ ا ُن بْ ُن َسعِ ي ٍد الد ِﱠار ِم ﱡي‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا عَ بْ ُد ال ﱠل ِه بْ ُن َ‬
‫الس َالمَ‪،‬‬ ‫رص‪ :‬أَبْل ِْغ أَبَا ُه َري َْر َة ِمنﱢي ﱠ‬ ‫َس ِمعْ ُت أ َ ِبي‪ ،‬ي َُقو ُل‪َ :‬خ َرجْ ُت حَ اجٍّ ا‪َ ،‬ف َقا َل ِيل ُس َليْمَ ا ُن بْ ُن عَ َ ٍرت َق ِايض أ َ ْه ِل ِم ْ َ‬
‫ْف تَ َر ْكتُ ْم‬ ‫استَ ْغ َف ْر ُت َل ُه‪ ،‬ث ُ ﱠم َقا َل‪َ ) :‬كي َ‬ ‫وَألمﱢ ِه‪َ ،‬ف َلقِ يتُ ُه َفأَبْ َل ْغتُ ُه‪َ ،‬قا َل‪ :‬وَأَنَا َق ِد ْ‬ ‫وَأَعْ لِمْ ُه أَنﱢي َق ِد ْ‬
‫استَ ْغ َف ْر ُت ا ْل َغدَا َة َل ُه ِ ُ‬
‫األ ْر ِض َخ َرابًا‪ ،‬ث ُ ﱠم‬ ‫ت َل ُه ِم ْن َر َفاهِ يَتِهَ ا وَعَ ي ِْشهَ ا‪َ ،‬قا َل‪) :‬أَمَ ا إِنﱠهَ ا أَوﱠ ُل ْ َ‬ ‫رص؟(‪َ ،‬قا َل‪َ :‬فذَ َك ْر ُ‬ ‫أ ُ ﱠم حَ نْو‪ ،‬يَعْ نِي ِم ْ َ‬
‫ول ال ﱠل ِه‪ ،‬صىل الله عليه وسلم؟(‪َ ،‬قا َل‪َ :‬ال؛ وَ َل ِك ْن‪ ،‬حَ ﱠدثَنِي عَ بْ ُد ال ﱠل ِه بْ ُن‬ ‫أ َ ْر ِمي ِني َُة‪ُ ،‬ق ْل ُت‪َ ) :‬س ِمعْ َت ذَ ِل َك ِم ْن َر ُس ِ‬
‫يض ال ﱠل ُه عَ ن ْ ُه‪َ ،‬قا َل‪َ :‬س ِمعْ ُت َر ُسو َل ال ﱠل ِه‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬ي َُقو ُل‪» :‬إِنﱠهَ ا تَ ُكو ُن هِ جْ َر ٌة‬ ‫عَ م ِْرو ب ِْن ا ْلعَ ا ِص َر ِ َ‬
‫ظهُ ْم‬ ‫رشا ُر أ َ ْهلِهَ ا تَ ْلفِ ُ‬
‫األ ْر ِض ِ َ‬ ‫األ ْر ِض أ َ ْل َزمُهُ ْم إ ِ َىل مُهَ اجَ ِر إِب َْراهِ يمَ‪ ،‬وَ يَب َْقى ِيف ْ َ‬ ‫بَعْ َد هِ جْ َرةٍ‪َ ،‬فخِ يَا ُر أ َ ْه ِل ْ َ‬
‫وَس ِمعْ ُت َر ُسو َل ال ﱠل ِه‪ ،‬صىل الله عليه‬ ‫ير«؛ َ‬ ‫رش ُه ُم النﱠا ُر مَ َع ا ْلقِ َر َد ِة وَا ْل َخن َ ِاز ِ‬ ‫وهمْ‪ ،‬وَ تُ َقذﱢ ُر ُه ْم ن َ ْف ُس ال ﱠل ِه َفتَحْ ُ ُ‬
‫ض ُ‬ ‫أ َ ْر ُ‬
‫آن َال يُجَ ِاو ُز تَ َراقِ يَهُ مْ‪ُ ،‬كلﱠمَ ا ُق ِط َع َق ْر ٌن ن َ َشأ َ‬ ‫َرش ِق( ي َْق َرأ ُ َ‬
‫ون ا ْل ُق ْر َ‬ ‫اس ِم ْن قِ ب َِل )الْم ْ ِ‬ ‫وسلم‪ ،‬ي َُقو ُل‪» :‬ي َْخ ُرجُ ن َ ٌ‬
‫ني‪،‬‬ ‫الشي َْخ ْ ِ‬‫رش ِط ﱠ‬ ‫صحِ يحٌ عَ َىل َ ْ‬ ‫ِيث َ‬ ‫َق ْر ٌن‪ ،‬حَ تﱠى ي َْخ ُرجَ ِيف بَقِ يﱠت ِِه ُم الدﱠجﱠ ا ُل«[‪ ،‬ثم قال اإلمام الحاكم‪َ ) :‬هذَا حَ د ٌ‬
‫َاح ال ﱠل ْخ ِم ﱢي‪ ،‬وَ َل ْم ي ُْخ ِرجَ ا ُه(؛‬
‫ُوىس ب ِْن عَ ِيل ﱢ ب ِْن َرب ٍ‬ ‫يث م َ‬ ‫وَ َل ْم ي ُْخ ِرجَ ا ُه؛ َف َق ِد اتﱠ َف َقا جَ ِميعً ا عَ َىل أَحَ ادِ ِ‬
‫قلت‪ :‬إنما أخرج البخاري ملوىس بن عيل بن رباح اللخمي املرصي وأبيه يف األدب املفرد فقط؛ وكالهما ثقة‬
‫صدوق؛ ولكن يف أبي صالح عبد الله بن صالح بن محمد بن مسلم الجهني‪ ،‬كاتب الليث نزاع معروف‪.‬‬
‫ولكن هذا ال يرض ها هنا لورود الحديث من طريق مستقلة تمام االستقالل‪:‬‬

‫* فقد جاء يف مسند أبي داود الطياليس )‪] :(2407/48/4‬حَ ﱠدثَنَا هِ َشا ٌم‪ ،‬عَ ْن َقتَا َد َة‪ ،‬عَ ْن َشهْ ِر ب ِْن‬
‫ﱢث‬ ‫ِيث‪َ ،‬ف َقا َل‪ :‬مَ ا ُكن ْ ُت ِ ُألحَ د َ‬ ‫ﱢث‪َ ،‬ف ِإنﱠا‪َ ،‬ق ْد ن ُ ِهينَا عَ ِن ا ْلحَ د ِ‬ ‫وْفا َف َقا َل‪ :‬حَ د ْ‬ ‫وْش ٍب‪َ ،‬قا َل‪ :‬أَتَى عَ بْ ُد ال ﱠل ِه بْ ُن عَ م ٍْرو ن َ ً‬ ‫حَ َ‬
‫اب الن ﱠ ِب ﱢي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ِ ،‬م ْن ُق َري ٍْش‪َ ،‬ف َقا َل عَ بْ ُد ال ﱠل ِه بْ ُن عَ م ٍْرو‪َ :‬س ِمعْ ُت َر ُسو َل‬ ‫صحَ ِ‬ ‫وَعِ نْدِي َرجُ ٌل ِم ْن أ َ ْ‬
‫ال ﱠل ِه‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬ي َُقو ُل‪َ » :‬ستَ ُكو ُن هِ جْ َر ٌة بَعْ َد هِ جْ َرةٍ‪ ،‬ي َْخ ُرجُ خِ يَا ُر ْ َ‬
‫األ ْر ِض إ ِ َىل مُهَ اجَ ِر إِب َْراهِ ي َم عَ َلي ِْه‬
‫وه ْم وَ تَ ْق َذ ُر ُه ْم ن َ ْف ُس ال ﱠل ِه‪ ،‬وَ تَحْ ُ ُ‬
‫رش ُه ُم النﱠا ُر مَ َع ا ْلقِ َر َد ِة‬ ‫ض ُ‬ ‫ظهُ ْم أ َ ْر ُ‬
‫رشا ُر أ َ ْهلِهَ ا‪ ،‬تَ ْلفِ ُ‬
‫األ ْر ِض ِ َ‬ ‫الس َالمُ‪ ،‬وَ يَب َْقى ِيف ْ َ‬ ‫ﱠ‬
‫آن َال‬ ‫ُون ا ْل ُق ْر َ‬
‫َرش ِق( ي َْق َرء َ‬ ‫اس ِم ْن قِ ب َِل )الْم ْ ِ‬ ‫وَقا َل َر ُسو ُل ال ﱠل ِه‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪» :‬ي َْخ ُرجُ ن َ ٌ‬ ‫ير«؛ َ‬ ‫وَا ْل َخن َ ِاز ِ‬
‫يُجَ ِاو ُز تَ َراقِ يَهُ مْ‪ُ ،‬ك ﱠلمَ ا ُق ِط َع َق ْر ٌن ن َ َشأ َ َق ْر ٌن ُك ﱠلمَ ا ُق ِط َع َق ْر ٌن ن َ َشأ َ َق ْر ٌن ُك ﱠلمَ ا ُق ِط َع َق ْر ٌن ن َ َشأ َ َق ْر ٌن ث ُ ﱠم ي َْخ ُرجُ ِيف‬
‫بَقِ يﱠت ِِه ُم الدﱠجﱠ ا ُل«[؛ وهو يف إتحاف الخرية املهرة بزوائد املسانيد العرشة )‪ ،(7622/118/8‬ثم قال‪:‬‬
‫اس‪ " ...‬إ ِ َىل آخِ ِرﻩِ د َ‬
‫ُون‬ ‫وَروَى أَبُو دَاوُ َد ِيف ُسنَن ِِه ِمنْه‪" :‬ي َْخ ُرجُ ن َ ٌ‬ ‫ات‪َ ،‬‬ ‫ِيس‪ ،‬وَ ُروَاتُ ُه ث َِق ٌ‬‫طيَال ِ ﱡ‬ ‫) َروَا ُه أَبُو دَاوُ َد ال ﱠ‬
‫بَقِ يﱠت ِِه(‪.‬‬
‫ــ وهو بأتم لفظ يف تاريخ دمشق البن عساكر )‪] :(161/1‬أخربنا أبو القاسم بن الحصني حدثنا أبو‬
‫عيل بن املذهب أخربنا أبو بكر بن مالك حدثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي حدثنا أبو داود )وعبد الصمد‬
‫املعني(‪ ،‬قاال‪ :‬حدثنا هشام عن قتادة عن شهر قال أتى عبد الله بن عمرو عىل نوف يعني البكائي‪ ،‬وهو‬
‫يحدث فقال حدث فإنا قد نهينا عن الحديث فقال ما كنت ألحدث وعندي رجل من أصحاب رسول الله‪،‬‬

‫‪26‬‬
‫نجد‪ :‬قرن الشيطان‬

‫صىل الله عليه وسلم‪ ،‬ثم من قريش فقال عبد الله بن عمرو سمعت رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪،‬‬
‫يقول ستكون هجرة بعد هجرة بخيار األرض قال عبد الصمد لخيار األرض إىل مهاجر إبراهيم فيبقى يف‬
‫األرض رشار أهلها تلفظهم األرضون وتقذرهم نفس الله عز وجل وتحرشهم النار مع القردة والخنازير‬
‫ثم قال حدث فإنا قد نهينا عن الحديث فقال ما كنت ألحدث وعندي رجل من أصحاب رسول الله‪ ،‬صىل‬
‫الله عليه وسلم‪ ،‬ثم من قريش فقال عبد الله بن عمرو سمعت رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬يقول‬
‫يخرج قوم من قبل )املرشق( يقرؤون القرآن ال يجاوز تراقيهم كلما قطع قرن نشأ قرن كلما قطع قرن‬
‫نشأ قرن حتى يخرج يف بقيتهم الدجال[؛‬
‫ــ وهو باختصار يف املعجم الكبري للطرباني )ج‪/14-13‬ص‪/618‬ح‪] :(14540‬حدثنا محمﱠد بن عيل‬
‫الصائغ‪ ،‬حدثنا بكر بن َخ َلف‪ ،‬حدثنا معاذُ بن هشام‪ ،‬حدثني أبي‪ ،‬عن َقتادة‪ ،‬عن َشهْ ر بن حَ وْ َشب‪ ،‬عن‬ ‫ﱠ‬
‫اس ِم ْن قِ ب َِل )ا َمل ْ ِ‬
‫رش ِق(‪،‬‬ ‫النبي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬يقول‪» :‬ي َْخ ُرجُ ن َ ٌ‬ ‫ﱠ‬ ‫ُ‬
‫سمعت‬ ‫عبد الله بن عَ مرو‪ ،‬قال‪:‬‬
‫ون مَ َع بَقِ يﱠت ِِه ُم الدﱠجﱠ ا ُل«[؛ وبعينه يف‬‫آن ال َ يُجَ ِاو ُز تَ َراقِ يَهُ مْ‪ُ ،‬ك ﱠلمَا ُق ِط َع َق ْر ٌن ن َ َشأ َ َق ْر ٌن‪ ،‬حَ تﱠى يَ ُك َ‬ ‫ون ُ‬
‫الق ْر َ‬ ‫ي َْق َر ُؤ َ‬
‫ربان ﱡِي‪َ ،‬وإ ِ ْسنَاد ُُﻩ حَ َس ٌن(؛ قلت‪ :‬بل‬ ‫مجمع الزوائد ومنبع الفوائد )‪ ،(10417/230/6‬ثم قال‪َ ) :‬روَا ُه ال ﱠ‬
‫طَ َ‬
‫هو إىل الصحيح أقرب لعدم صحة الكالم يف شهر بن حوشب‪.‬‬

‫| فصل‪ :‬روايات مؤيدة لحديث الباب‬


‫* ويؤيده )أي حديث الباب(‪ ،‬ويزيده بياناً‪ ،‬أيضا ً حديث أبي مسعود عقبة بن عمرو األنصاري‪] :‬أشار‬
‫رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬بيده نحو اليمن فقال‪) :‬اإليمان يمان ها هنا؛ أال إن القسوة وغلظ‬
‫القلوب يف الفدادين عند أصول أذناب اإلبل حيث يطلع قرنا الشيطان يف ربيعة ومرض([‬
‫* كما هو يف الجامع الصحيح املخترص )ج‪/3‬ص‪/1202‬ح‪] :(3126‬حدثنا مسدد‪ ،‬حدثنا يحيى عن‬
‫إسماعيل قال‪ :‬حدثني قيس عن عقبة بن عمرو أبي مسعود قال‪ :‬أشار رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪،‬‬
‫بيده نحو اليمن فقال‪) :‬اإليمان يمان ها هنا؛ أال إن القسوة وغلظ القلوب يف الفدادين عند أصول أذناب‬
‫اإلبل‪ ،‬حيث يطلع قرنا الشيطان يف ربيعة ومرض([؛ وأخرجه البخاري يف صحيحه‬
‫)ج‪/3‬ص‪/1289‬ح‪(3307‬؛ ومسلم يف صحيحه )ج‪/1‬ص‪/71‬ح‪(51‬؛ والحميدي يف مسنده‬
‫)ج‪/1‬ص‪/217‬ح‪(458‬؛ واإلمام أحمد بن حنبل يف مسنده )ج‪/4‬ص‪/118‬ح‪،(17107‬‬
‫و)ج‪/5‬ص‪/273‬ح‪(22397‬؛ والطرباني يف معجمه الكبري )ج‪/17‬ص‪/209‬ح‪،(565‬‬
‫و)ج‪/17‬ص‪/210‬ح‪،(568‬‬ ‫و)ج‪/17‬ص‪/209‬ح‪،(567‬‬ ‫و)ج‪/17‬ص‪/209‬ح‪،(566‬‬
‫و)ج‪/17‬ص‪/212‬ح‪(577‬؛ والقضاعي يف مسند الشهاب )ج‪/1‬ص‪/129‬ح‪(163‬؛ وابن حنبل يف‬
‫فضائل الصحابة )ج‪/2‬ص‪/862‬ح‪(1608‬؛ وربما غريها‪.‬‬
‫قلت‪ :‬وهذا الحديث أكثر رصاحة يف ذكر )نجد( جزيرة العرب‪ ،‬فهي‪:‬‬
‫)‪(1‬ــ أرض الفدادين‪ ،‬رعاء اإلبل‪ .‬والعراق أرض زراعة وصناعة وتجارة‪ ،‬وما كانت آنذاك أرضا ً‬
‫لرعاء اإلبل‪ ،‬وال هي كذلك اآلن؛‬

‫‪27‬‬
‫نجد‪ :‬قرن الشيطان‬

‫)‪(2‬ــ و)نجد( جزيرة العرب‪ ،‬هي بالد ربيعة ومرض‪ .‬وليس بالعراق آنذاك من مرض أحد يعتد‬
‫به‪ .‬ويف أقىص جنوبه )املناطق التي يسمونها الكويت وما حولها( يسكن بعض بني شيبان‪ ،‬من ربيعة‪،‬‬
‫رهط املثنى بن حارثة الشيباني‪ ،‬ريض الله عنه؛ ويف أقىص شماله الغربي‪ ،‬من جهة الجزيرة‪ ،‬بطون من‬
‫تغلب‪ ،‬إال أن الجزيرة تعترب يف العادة شامية‪ ،‬وليست عراقية‪ .‬أما العراق فعامة أهله من الفرس واألكراد‬
‫والنبط )وهؤالء‪ ،‬يف األرجح‪ ،‬من أصول سامية وقحطانية قديمة(‪ ،‬ثم بطون من قبائل اليمن‪.‬‬

‫* ويؤيده حديث أبي هريرة‪ :‬وتمام نصه‪ ،‬كما هو من مجموع الروايات الصحيحة يف البخاري ومسلم‬
‫وغريهما‪ ،‬التي تجدها يف امللحق‪ ،‬إذا ألفت تأليفا ً صحيحا ً‪] :‬ملا نزلت‪} :‬إذا جاء نرص الله والفتح{‪ ،‬قال‪:‬‬
‫النبي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪) :‬أتاكم أهل اليمن هم ألني قلوبا ً وأرق أفئدة‪ :‬اإليمان يمان والحكمة يمانية‬
‫والفقه يمان؛ السكينة والوقار يف أهل الغنم؛ والفخر والخيالء يف أهل الخيل واإلبل؛ والجفاء والقسوة‬
‫وغلظ القلوب يف الفدادين أهل الوبر عند أصول أذناب اإلبل من ربيعة ومرض‪ ،‬ورأس الكفر نحو‬
‫املرشق([؛ )وجاءت رواية صحيحة بزيادة‪ :‬وأجد نفس الرحمن من قبل اليمن(؛‬
‫ورواه كذلك العالء بن عبد الرحمن بن يعقوب عن أبيه‪ ،‬وزاد فيه )أي‪ :‬العالء(‪] :‬ويأتي املسيح من قبل‬
‫املرشق وهمته املدينة‪ ،‬حتى إذا جاء دبر أحد تلقته املالئكة‪ :‬فرضبت وجهه )وقال مرة‪ :‬رصفت وجهه(‬
‫قبل الشام هنالك يهلك‪ ،‬هنالك يهلك![؛ وهي زيادة صحيحة عىل رشط اإلمام مسلم‪ ،‬وقد أخرجها اإلمام‬
‫مسلم‪.‬‬
‫وهو كاملتواتر عن أبي هريرة‪ ،‬رواه‪ :‬األعرج‪ ،‬وأبو صالح ذكوان‪ ،‬وأبو سلمة بن عبد الرحمن‪ ،‬ومحمد بن‬
‫سريين‪ ،‬وسعيد بن املسيب‪ ،‬وهمام بن منبه‪ ،‬وأبو مصعب هالل بن يزيد املازني البرصي‪ ،‬وأبو الغيث‬
‫سالم موىل أبي مطيع املدني‪ ،‬وأبو رزين مسعود بن مالك األسدي الكويف‪ ،‬وثابت بن الحارث‪ ،‬وأبو روح‬
‫شبيب بن نعيم‪ ،‬وموىس بن مطري عن أبيه‪.‬‬

‫قلت‪ :‬وهذا الحديث الصحيح الرصيح كسابقه ينص عىل )نجد( املعروفة‪ ،‬نجد جزيرة العرب‪ ،‬ولكن فيه‬
‫زيادة فائدة تبني أن املسيح الدجال هو أحد ما تصدق عليه جملة‪) :‬رأس الكفر نحو املرشق(‪ ،‬فيكون‬
‫املرشق ها هنا هو املرشق األقىص من بالد الرتك‪ ،‬وما وراء النهر‪ ،‬حيث يخرج عدو الله األعور الدجال‪،‬‬
‫لعنه الله‪.‬‬

‫وأهل اليمن هنا‪ ،‬كما يدل عليه مجموع الروايات‪ ،‬وسيأتي طرف طيب منها‪ ،‬هم جميع قبائل اليمن‪،‬‬
‫وليس فقط األنصار‪ ،‬وال هم أهل تهامة‪ ،‬كما ظنه اإلمام سفيان بن عيينة عندما قال‪) :‬وإنما يعني قوله‬
‫أتاكم أهل اليمن أهل تهامة ألن مكة يمن وهي تهامة وهو قوله اإليمان يمان والحكمة يمانية(‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫نجد‪ :‬قرن الشيطان‬

‫وهناك أحاديث كثرية جدا ً‪ ،‬مؤيدة ملا سبق‪ ،‬يصعب حرصها‪ ،‬فلعلنا نجتزئ باألهم منها‪ ،‬مع مناقشة أهم‬
‫طرقها يف امللحق‪:‬‬
‫* حديث جابر بن عبد الله‪) :‬اإليمان يف أهل الحجاز‪ ،‬والقسوة وغلظ القلوب قبل املرشق يف ربيعة ومرض(‪،‬‬
‫بإسناد صحيح‪.‬‬
‫* وحديث برش بن حرب عن عبد الله بن عمر‪) :‬اللهم بارك لنا يف مدينتنا ويف صاعنا ومدنا ويمننا وشامنا‬
‫ثم استقبل مطلع الشمس فقال‪ :‬من ههنا يطلع قرن الشيطان‪ ،‬من ههنا الزالزل والفتن(‪،‬‬
‫قلت‪ :‬برش بن حرب صدوق‪ ،‬ولكنه ليس بالقوي‪ ،‬والظاهر أنه أدخل حديثا ً يف حديث‪ ،‬أو تساهل يف‬
‫الرواية باملعنى‪ ،‬وربما كان هذا من حماد بن سلمة‪ ،‬ألن حماد بن زيد‪ ،‬وهو أقوى وأثبت‪ ،‬خالفه‪ ،‬كما هو‬
‫يف امللحق‪.‬‬
‫* وحديث أبي سعيد الخدري‪) :‬أهل اليمن أرق أفئدة وألني قلوبا( بإسناد جيد‪.‬‬
‫* وحديث آخر عن أبي سعيد الخدري‪] :‬افتخر أهل اإلبل عند رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬فقال‬
‫رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪) :‬السكينة والوقار يف أهل الغنم‪ ،‬والفخر والخيالء يف أهل اإلبل([‬
‫* وأثر عبد الله بن مسعود‪] :‬اإليمان يمان[‪ ،‬بإسناد صحيح‪.‬‬
‫* وحديث أنس بن مالك‪] :‬اإليمان يمان )هكذا إىل لخم وجذام( والجفاء يف هذين الحيني من ربيعة‬
‫ومرض[‪ ،‬بإسناد صحيح‪.‬‬
‫* وحديث آخر ألنس بن مالك‪] :‬قد أقبل أهل اليمن وهم أرق قلوبا منكم‪ :‬فهم أول من جاء باملصافحة[‪،‬‬
‫بإسناد صحيح عىل رشط مسلم‪.‬‬
‫* وحديث عقبة بن عامر‪] :‬أهل اليمن أرق قلوبا وألني أفئدة وأنجع طاعة[‪ ،‬بأسانيد حسنة جياد‪.‬‬
‫* وحديث آخر لعقبة بن عامر )وربما عن عبد الله بن مسعود(‪] :‬اإليمان يمان؛ ومرض عند اذناب اإلبل[‬
‫بإسناد جيد‪.‬‬
‫* وحديث جبري بن مطعم‪] :‬آتاكم أهل اليمن كقطع السحاب خري أهل األرض[‪ ،‬بإسناد حسن‪ ،‬ال بأس به‪.‬‬
‫* وحديث أبي كبشة األنماري‪] :‬اإليمان يمان‪ ،‬والحكمة ههنا إىل لخم وجذام[‪ ،‬بإسناد صحيح‪.‬‬
‫* وحديث بن عباس‪] :‬قوم رقيقة قلوبهم‪ ،‬لينة قلوبهم‪ ،‬اإليمان يمان‪ ،‬والفقه يمان‪ ،‬والحكمة يمانية[؛‬
‫بإسناد قوي‪.‬‬
‫* وحديث عثمان بن عفان‪] :‬اإليمان يمان‪ :‬ورحى اإلسالم يف قحطان[‪.‬‬
‫وَات اللﱠ ِه عَ َىل جُ ذَامَ‪ ،‬ي َُقا ِتلُو َن ا ْلعَ ُد ﱠو ِيف‬
‫صلَ ُ‬‫وَه َكذَا إ ِ َىل جُ ذَامَ‪َ ،‬‬ ‫* وحديث عبادة بن الصامت‪ِ ْ »] :‬اإليمَا ُن يَم ٍ‬
‫َان‪َ ،‬‬
‫َال«[‪ ،‬بإسناد حسن قوي‪ ،‬والحديث صحيح بشواهده ومتابعاته‪.‬‬ ‫َان عَ َىل َش َ‬
‫عَف الْ ِجب ِ‬ ‫آخِ ِر ﱠ‬
‫الزم ِ‬
‫* وحديث روح بن زنباع‪] :‬اإليمان يمان[‪ ،‬بإسناد جيد‪.‬‬
‫* وحديث معاذ بن جبل‪] :‬بعثتك إىل قوم رقيقة قلوبهم[‪ ،‬وأمره أن ينزل بيم السكون والسكاسك‪.‬‬
‫عباس بن الوليد‬

‫‪29‬‬
‫نجد‪ :‬قرن الشيطان‬

‫وهناك روايات أخرى حول هذا املوضوع‪ ،‬منها‪:‬‬


‫ﱠاس بْ ُن ا ْلوَ ِليدِ‪،‬‬ ‫* ما جاء يف اآلحاد واملثاني البن أبي عاصم )‪ (2279/264/4‬بإسناد صحيح‪] :‬حَ ﱠدثَنَا عَ ب ُ‬
‫يض ال ﱠل ُه‬ ‫َان‪َ ،‬ر ِ َ‬ ‫َان‪ ،‬عَ ْن ثَوْ ب َ‬ ‫حَ ﱠدثَنَا ي َِزي ُد بْ ُن ُز َري ٍْع‪ ،‬حدثنا َسعِ يدٌ‪ ،‬عَ ْن َقتَا َد َة‪ ،‬عَ ْن َسا ِل ِم ب ِْن أ َ ِبي ا ْلجَ عْ دِ‪ ،‬عَ ْن مَ عْ د َ‬
‫اس ِ َأل ْه ِل الْيَم َِن«[‬ ‫وْيض يَوْ َم الْقِ يَام َِة أَذُو ُد عَ ن ْ ُه الن ﱠ َ‬ ‫عَ ن ْ ُه أ َ ﱠن الن ﱠ ِب ﱠي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪َ ،‬قا َل‪» :‬إِنﱢي عِ ن ْ َد عُ ْق ِر حَ ِ‬
‫وْط ﱡي‪ ،‬وَهِ َشا ُم بْ ُن عَ مﱠ ٍار‪،‬‬ ‫* وما جاء يف اآلحاد واملثاني البن أبي عاصم )‪] :(2280/265/4‬حَ ﱠدثَنَا ا ْلحَ ِ‬
‫يض ال ﱠل ُه عَ ن ْ ُه أ َ ﱠن‬ ‫الس َل ِم ﱢي‪َ ،‬ر ِ َ‬ ‫َان‪ ،‬عَ ْن عُ تْب ََة ب ِْن عَ بْ ِد ﱠ‬ ‫ري ب ِْن َسعْ دٍ‪ ،‬عَ ْن َخا ِل ِد ب ِْن مَ عْ د َ‬ ‫َق َاال‪ :‬حَ ﱠدثَنَا بَقِ ي ُﱠة‪ ،‬عَ ْن بُحَ ْ ِ‬
‫صونُهُ ْم؛ َف َقا َل‬ ‫ري ٌة عَ َدد ُُه ْم‪ ،‬حَ ِصين َ ٌة حُ ُ‬ ‫َمَن‪َ :‬ف ِإنﱠهُ ْم َشدِي ٌد بَأ ْ ُسهُ ْم‪َ ،‬ك ِث َ‬‫َرجُ ًال َقا َل‪ :‬يَا َر ُسو َل ال ﱠل ِه ا ْلعَ ْن أ َ ْه َل ا ْلي ِ‬
‫وَالرو َم‬‫ني َف ِار َس ﱡ‬ ‫َر ُسو ُل ال ﱠل ِه‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪َ » :‬ال« ث ُ ﱠم َلعَ َن َر ُسو ُل ال ﱠل ِه‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪َ ْ ،‬‬
‫األعْ جَ مَ ْ ِ‬
‫ون ن َِساء َُه ْم وَ يَحْ ِملُو َن أَبْنَاء َُه ْم‬ ‫وق َ‬‫وَقا َل َر ُسو ُل ال ﱠل ِه‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪» :‬إِذَا َم ﱡروا ِب ُك ْم يَعْ نِي أ َ ْه َل الْيَم َِن ي َُس ُ‬ ‫َ‬
‫عَ َىل عَ وَاتِقِ ِه ْم َف ِإنﱠهُ ْم ِمنﱢي وَأَنَا ِمنْهُ ْم«[؛ وال خوف إال من تدليس بقية‪ ،‬وتدليسه قبيح يف العادة‪ ،‬ولكني‬
‫استخري الله وأقول‪ :‬لم يدلس هاهنا‪ ،‬ألن املتن يف غاية الجودة والنظافة‪ ،‬والحديث صحيح إن شاء الله‪.‬‬
‫َان‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا أَبُو‬ ‫* وجاء يف اآلحاد واملثاني البن أبي عاصم )‪] :(2286/266/4‬حَ ﱠدثَنَا يَعْ ُقوبُ بْ ُن ُس ْفي َ‬
‫يط التﱡجْ ي ِب ﱢي‪ ،‬أ َ ﱠن َرجُ ًال ِم ْن بَنِي أَوْدٍ‬ ‫يب‪ ،‬عَ ْن َر ِبيعَ َة ب ِْن َلقِ ٍ‬ ‫األ ْسوَدِ ‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا ابْ ُن َل ِهيعَ َة‪ ،‬عَ ْن ي َِزي َد ب ِْن أ َ ِبي حَ ِب ٍ‬ ‫َْ‬
‫يح حَ ﱠدث َ ُه أ َ ﱠن َر ُسو َل اللﱠ ِه‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪َ ،‬قا َل‪» :‬أ َ َال أ ُ ْخ ِ ُ‬
‫رب ُك ْم‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫حَ ﱠدث َ ُه أ ﱠن َرجُ ًال ِم ْن َقي ٍْس ي َُقا ُل َل ُه أبُو ن َ ِج ٍ‬
‫ان‪ ،‬وَ فِ َر ًقا‬ ‫وَالس ُكو ُن )( ِكن ْ َد ُة‪َ ،‬وإ ِ ﱠال ُملُو َك ُملُوكِ َردْمَ َ‬ ‫اس ُك ﱡ‬ ‫الس َك ِ‬‫ري َقبَا ِئ َل؟« ُق ْلنَا‪ :‬ب ََىل يَا َر ُسو َل ال ﱠل ِه‪َ ،‬قا َل‪ ) :‬ﱠ‬ ‫ِب َخ ْ ِ‬
‫ني‪ ،‬وَفِ َر ًقا ِم ْن َخ َوْال َن([؛ كأن هناك سقط )(‪ ،‬فلعله‪) :‬و(‪ ،‬ولفظة‪َ ) :‬وإ ِ ﱠال( ها هنا نافية‬ ‫ِم َن ْ َ‬
‫األ ْشعَ ِريﱢ َ‬
‫اس ُك‬ ‫الس َك ِ‬‫ري ال َقبَائ ِِل‪ :‬ﱠ‬ ‫استثنائية‪ ،‬بمعنى‪) :‬غري(‪ ،‬أو بمعني‪) :‬ليس(‪ ،‬والله أعلم؛ فلعل تأويل الكالم هو‪َ ) :‬خ ْ ِ‬
‫ني‪ ،‬وَفِ َر ًقا ِم ْن َخ َوْال َن(؛ وستأتي تسمية‬ ‫ان‪ ،‬وَفِ َر ًقا ِم َن ْ َ‬
‫األ ْشعَ ِريﱢ َ‬ ‫وَالس ُكو ُن وَ ِكن ْ َد ُة‪ ،‬ليس ُملُو َك ُملُوكِ َردْمَ َ‬ ‫ﱡ‬
‫بعض أولئك امللوك األرشار الذين استثناهم نبي الله‪ ،‬عليه وعىل آله صلوات وتسليمات وتربيكات من الله‪،‬‬
‫وامللوك كلها أثرة ورش وجربوت‪ :‬ال ملك إال الله‪.‬‬
‫* وهناك أيضا ً مراسيل يف هذا املوضوع‪ ،‬منها‪:‬‬
‫* ما جاء يف اآلحاد واملثاني )ج‪/5‬ص‪/271‬ح‪] :(2797‬حدثنا أبو بكر أبي شيبة حدثنا يزيد بن هارون‬
‫حدثنا حماد بن سلمة عن جبلة بن عطية عن عبد الله بن عوف ريض الله تعاىل عنه أن النبي‪ ،‬صىل الله‬
‫عليه وسلم‪ ،‬قال‪) :‬اإليمان يمان يف حِ نْدِس وجذام([؛ وأخرجه اإلمام أبو بكر بن أبي شيبة يف مصنفه‬
‫)ج‪/6‬ص‪/407‬ح‪(32437‬؛ قلت‪ :‬هذا إسناد صحيح إىل عبد الله بن عوف‪ ،‬ولكنه مرسل‪ :‬عبد الله بن‬
‫عوف ليست له صحبة‪ ،‬يف األرجح؛ وأما )حِ نْدِس( فلم أعرفها من القبائل‪ ،‬ولم أجدها مذكورة يف غري هذا‬
‫الحديث مطلقاً‪ ،‬فإن لم تكن تصحيفاً‪ ،‬فلعلها بطن من لخم لكثرة ذكر لخم وجذام مقرتنتني؛ وأما لغة‪:‬‬
‫مَة( كذا نصا ً من لسان العرب )‪(58/6‬؛ وأيضا ً يف‬ ‫الشدِي ُد ال ﱡ‬
‫ظ ْل ِ‬ ‫اح‪ :‬ال ﱠليْ ُل ﱠ‬ ‫الصحَ ِ‬ ‫وَيف ﱢ‬ ‫ظلْمَة‪ِ ،‬‬ ‫ِس‪ :‬ال ﱡ‬ ‫)فالحِ نْد ُ‬
‫ظ ْلمَ ت ِِه ﱠن‪ ،‬وَ ي َُقا ُل‬ ‫ليال ِم َن الشه ْر ِل ُ‬ ‫ث ٍ‬ ‫ظ ِلمٌ‪ .‬والحَ نادِ ُس‪ :‬ث َ َال ُ‬ ‫ِسة‪ ،‬وَ َليْ ٌل حِ نْدِس‪ُ :‬م ْ‬ ‫نفس الصفحة‪) :‬وَ َليْ َل ٌة حِ نْد َ‬
‫السوَ ادِ ‪َ ،‬ك َقوْ ِل َك أ َ ْسوَ ُد حا ِل ٌك(؛ ووجدنا أيضا ً يف تكملة املعاجم العربية‬ ‫ِس‪َ :‬شدِي ُد ﱠ‬ ‫َحام ُس‪ .‬وأ َ ْسوَ ُد حِ نْد ٌ‬ ‫د ِ‬
‫ص ْفر‪ ،‬نحاس أصفر[‬ ‫)‪] :(348/3‬حَ ن ْ ُدس‪ :‬حَ نْدُوس‪ُ :‬‬

‫‪30‬‬
‫نجد‪ :‬قرن الشيطان‬

‫* وما جاء يف فضائل الصحابة )ج‪/2‬ص‪/866‬ح‪] :(1619‬حدثنا عبد الله قال‪ :‬حدثني أبي قال‪ :‬حدثنا‬
‫عبد الرزاق قال‪ :‬أخربنا معمر عن قتادة أن رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬قال‪) :‬اإليمان يمان‪ ،‬إىل‬
‫ههنا(‪ ،‬وأشار بيده حتى جذام‪) ،‬صلوات الله عىل جذام([‪ ،‬قلت‪ :‬هذا مرسل صحيح اإلسناد إىل قتادة؛‬
‫وهو يف حقيقته متصل بواسطة عمري بن هانئ إىل عبادة بن الصامت‪ ،‬كما سلف‪.‬‬
‫* وما جاء أيضا ً يف فضائل الصحابة )ج‪/2‬ص‪/867‬ح‪] :(1622‬حدثنا عبد الله قال‪ :‬حدثني أبي قال‪:‬‬
‫حدثنا عبد الله بن الحارث قال‪ :‬حدثني حنظلة أنه سمع طاوسا يقول‪ :‬قال رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه‬
‫وسلم‪) :‬أتاكم أهل اليمن هم ألني قلوبا وأرق أفئدة‪ .‬اإليمان يمان‪ ،‬والحكمة يمانية(‪ ،‬قال‪ :‬حنظلة فقلت يا‬
‫أبا عبد الرحمن ما يعد اليمن قال‪ :‬املدينة[‪ ،‬قلت‪ :‬وهذا أيضا ً مرسل صحيح اإلسناد إىل طاوس‪.‬‬

‫ولحسم ماهية )اليمن( املقصود يف األحاديث حسما نهائيا ً يقينيا ً‪ ،‬إليك حديث عمرو بن عبسة الطويل‬
‫الصحيح الغريب‪:‬‬
‫* كما أخرجه اإلمام أحمد بن حنبل يف مسنده )ج‪/4‬ص‪/387‬ح‪ (19463‬بإسناد صحيح‪] :‬حَ ﱠدثَنَا أَبُو‬
‫األ ْزدِ يﱢ ‪ ،‬عَ ْن‬ ‫مَن ب ِْن عَ ا ِئ ٍذ ْ َ‬ ‫الرحْ ِ‬‫رشي ُْح بْ ُن عُ بَيْدٍ‪ ،‬عَ ْن عَ بْ ِد ﱠ‬ ‫مْرو َقا َل‪ :‬حَ ﱠدثَنِي ُ َ‬ ‫ص ْفوَا ُن بْ ُن عَ ٍ‬ ‫ريةِ‪ ،‬قال‪ :‬حَ ﱠدثَنَا َ‬ ‫ا ْلمُغِ َ‬
‫ض يَوْمً ا َخي ًْال وَعِ نْد َُﻩ عُ يَيْن َ ُة بْ ُن‬ ‫ان َر ُسو ُل ال ﱠل ِه‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬يَعْ ِر ُ‬ ‫الس َل ِم ﱢي َقا َل‪َ :‬ك َ‬ ‫عَ م ِْرو ب ِْن عَ ب َْس َة ﱡ‬
‫ص ِن ب ِْن بَد ٍْر ا ْل َف َز ِاريﱢ َف َقا َل َل ُه الن ﱠ ِب ﱡي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪» :‬أَنَا أ َ ْف َر ُس ِبالْ َخي ِْل ِمن ْ َك«‪َ ،‬ف َقا َل عُ يَيْن َ ُة‪ :‬وَأَنَا‬ ‫حِ ْ‬
‫ون‬‫ال ِرجَ ا ٌل يَحْ ِملُ َ‬ ‫الرجَ ِ‬ ‫ْف؟« َقا َل‪َ :‬خ ْريُ ﱢ‬ ‫ال ِمن ْ َك‪َ ،‬ف َقا َل الن ﱠ ِب ﱡي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪» :‬وَ َكي َ‬ ‫الرجَ ِ‬ ‫أ َ ْف َر ُس ِب ﱢ‬
‫اس ِج ُخيُولِ ِه ْم ِال ِب ُسوا ا ْل ُربُو َد ِم ْن أ َ ْه ِل نَجْ دٍ‪َ ،‬ف َقا َل َر ُسو ُل ال ﱠل ِه‪،‬‬ ‫ُوفهُ ْم عَ َىل عَ وَاتِقِ ِه ْم جَ اعِ لُوا ِرمَ احَ هُ ْم عَ َىل مَ ن َ ِ‬ ‫ُسي َ‬
‫َمَن‪ ،‬وَ ْ ِاإليمَ ا ُن يَمَا ٌن إ ِ َىل َل ْخ ٍم‪ ،‬وَجُ ذَامَ‪ ،‬وَعَ ِاملَ َة‪،‬‬ ‫ال ِرجَ ا ُل أ َ ْه ِل ا ْلي ِ‬ ‫الرجَ ِ‬‫صىل الله عليه وسلم‪َ » :‬كذَب َْت بَ ْل َخ ْريُ ﱢ‬
‫رش ِم ْن‬ ‫وَق ِبي َل ٌة َ ﱞ‬‫وَق ِبي َل ٌة َخ ْريٌ ِم ْن َق ِبي َل ٍة‪َ ،‬‬ ‫ُوت َخ ْريٌ ِم ْن بَنِي ا ْلحَ ِار ِث‪َ ،‬‬ ‫رضم َ‬ ‫ْري َخ ْريٌ ِم ْن آ ِكلِهَ ا وَحَ ْ َ‬ ‫وَمَ أ ْ ُكو ُل حِ م َ َ‬
‫ان ك َِال ُهمَ ا‪ ،‬لَعَ َن ال ﱠل َه ا ْل ُملُو َك ْ َ‬ ‫ُ َ‬
‫وسا )أو‪ِ :‬م ْخوَ َساءَ(‪،‬‬ ‫ُخ َ‬ ‫األ ْربَعَ َة جَ مَ دَاءَ‪ ،‬وَ م ُ‬ ‫َق ِبي َل ٍة‪ ،‬وَال ﱠل ِه مَ ا أب َِايل أ ْن يَهْ ِل َك ا ْلحَ ا ِرث َ ِ‬
‫مَر َد َة«‪ ،‬ث ُ ﱠم َقا َل‪» :‬أَمَ َرنِي َربﱢي عَ ﱠز وَجَ ﱠل أ َ ْن أ َ ْلعَ َن ُق َري ًْشا‬ ‫رش َخاءَ(‪ ،‬وَأَب َْضعَ َة‪ ،‬وَأ ُ ْختَهُ ُم ا ْلعَ ﱠ‬ ‫وَمَرشحَ ا )أو‪ِ :‬م ْ َ‬ ‫ْ َ‬
‫اه ْم«‪ .‬ث ُ ﱠم قال‪:‬‬ ‫ني‪ ،‬ث ُ ﱠم َلعَ َن َقبَا ِئ َل َف َسمﱠ ُ‬ ‫ص ﱠلي ُْت عَ َلي ِْه ْم مَ ﱠرتَ ْ ِ‬‫ني‪َ ،‬ف َ‬‫ص ﱢيل َ عَ َلي ِْه ْم مَ ﱠرتَ ْ ِ‬ ‫ني‪َ ،‬ف َلعَ نْتُهُ مْ‪ ،‬وَأَمَ َرنِي أ َ ْن أ ُ َ‬
‫مَ ﱠرتَ ْ ِ‬
‫طهُ ْم ِم ْن‬ ‫)أل ْس َل ُم وَغِ َفا ُر وَ ُم َزيْن َ ُة وَأ َ ْخ َال ُ‬
‫مَة«‪ .‬ث ُ ﱠم قال‪َ َ :‬‬ ‫ص َ‬ ‫ري َقي ٍْس‪ ،‬وَجَ عْ َد َة‪ ،‬وَعِ ْ‬ ‫وَر ُسو َل ُه َغ ْ َ‬
‫ص ِت ال ﱠل َه َ‬ ‫صي ُﱠة عَ َ‬ ‫»عُ َ‬
‫ني ِيف‬ ‫)رش َق ِبي َلتَ ْ ِ‬‫َامَة(‪ .‬ث ُ ﱠم قال‪ َ :‬ﱡ‬ ‫وَاز َن عِ ن ْ َد ال ﱠل ِه عَ ﱠز وَجَ ﱠل يَوْ َم ا ْلقِ ي ِ‬ ‫وَه ِ‬ ‫ان َ‬ ‫ط َف َ‬ ‫وَغ َ‬‫جُ هَ يْن َ َة َخ ْريٌ ِم ْن بَنِي أ َ َس ٍد وَ تَ ِمي ٍم َ‬
‫ا ْلعَ َر ِب نَجْ َرا ُن وَ بَنُو تَ ْغلِبَ ؛ وَأ َ ْكث َ ُر ا ْل َقبَائ ِِل ِيف ا ْلجَ ن ﱠ ِة مَ ذْحِ جٌ وَمَ أ ْ ُكو ُل([‪ .‬ثم قال اإلمام أحمد‪ :‬قال‪ :‬قال أبو‬
‫مﱠن بَقِ َي(؛ وأخرجه اإلمام عبد‬ ‫مَن مَ َىض َخ ْريٌ ِم ْ‬ ‫املغرية قال‪ :‬صفوان )وَمَ أ ْ ُكو ُل حِ مْ َريَ َخ ْريٌ ِم ْن آ ِكلِهَ ا( قال‪ْ ) :‬‬
‫الله بن أحمد بن حنبل يف فضائل الصحابة )ج‪/2‬ص‪/878‬ح‪(1650‬؛ والطرباني يف مسند الشاميني‬
‫ري ِة ‪،‬‬ ‫وَخا ِل ٌد أَبُو ي َِزيدَ‪َ ،‬ق َاال‪ :‬حَ ﱠدثَنَا أَبُو ا ْلمُغِ َ‬ ‫اب ب ِْن نَجْ َد َة‪َ ،‬‬ ‫)ج‪/2‬ص‪/90‬ح‪] (969‬حَ ﱠدثَنَا أَحْ مَ ُد بْ ُن عَ بْ ِد ا ْل ﱠ‬
‫وَه ِ‬
‫ني ِم ْن‬ ‫بتمامه؛ ورصﱠ ح بالقبائل امللعونة‪ :‬ث ُ ﱠم َلعَ َن تَ ِمي َم ب َْن ُم ﱟر َخمْ ًسا‪ ،‬وَ بَ ْك َر ب َْن وَائ ٍِل َسبْعً ا‪ ،‬وَ َلعَ َن َق ِبي َلتَ ْ ِ‬
‫ربنَا أَبُو ا ْل َف َر ِج عَ بْ ُد‬ ‫وَمَال ِو َس[؛ وهو يف تلخيص املتشابه يف الرسم )‪] :(753/2‬أ َ ْخ َ َ‬ ‫َقبَائ ِِل تَ ِمي ٍم م َُقاعِ َس َ‬
‫ط َربَان ﱡِي‪ ،‬به[؛ ويف السنن الكربى للنسائي‬ ‫ربنَا ُس َليْمَ ا ُن بْ ُن أَحْ مَ َد ال ﱠ‬ ‫يش‪ ،‬أ َ ْخ َ َ‬ ‫اب ا ْل ُق َر ِ ﱡ‬
‫وَه ِ‬ ‫السال ِم بْ ُن عَ بْ ِد ا ْل ﱠ‬ ‫ﱠ‬

‫‪31‬‬
‫نجد‪ :‬قرن الشيطان‬

‫ريةِ‪ ،‬بفقرة واحدة فقط‪» :‬أ َ ْكث َ ُر ا ْل َقبَائ ِِل ِيف‬ ‫ربنَا عِ مْ َرا ُن بْ ُن بَ ﱠك ٍار َقا َل‪ :‬حَ ﱠدثَنَا أَبُو ا ْلمُغِ َ‬ ‫)‪] :(8293/387/7‬أ َ ْخ َ َ‬
‫ا ْلجَ ن ﱠ ِة مَ ذْحِ جٌ «[؛ وربما غريهم‪.‬‬
‫مﱠن بَقِ َي(‪ ،‬أ َ َرا َد ِبمَ أ ْ ُكولِ ِه ْم‬
‫مَن مَ َىض َخ ْريٌ ِم ْ‬ ‫ري َخ ْريٌ ِم ْن آ ِكلِهَ ا( يعني‪ْ ) :‬‬ ‫قلت‪ :‬أوال ً‪ :‬قول صفوان )وَمَ أ ْ ُكو ُل حِ مْ َ َ‬
‫ون؛ قول ضعيف‪ ،‬قليل املعنى‪،‬‬ ‫وَه ُم ا ْلب َُاق َ‬ ‫األحْ يَا ِء اآلكِلني ُ‬ ‫ض‪ ،‬أَيْ ُه ْم َخ ْريٌ ِم َن ْ َ‬ ‫ات ِمنْهُ ْم فأكلتْهم ْ َ‬
‫األ ْر ُ‬ ‫مَن مَ َ‬
‫غري مناسب للبالغة النبوية الرائعة‪ ،‬وإنما الصحيح ما جاء يف لسان العرب )‪] :(21/11‬املأْكول‪ :‬ﱠ‬
‫الرعِ يﱠة‪،‬‬
‫الرعِ يﱠة َلهُ ْم مأ ْ َكلة‪ ،‬أَراد أَن عَ وَا ﱠم أَهل اليَمن َخ ْريٌ ِم ْن ُملُوك ِِه ْم[؛ وكذا يف‬ ‫ون‪ :‬الْ ُملُو ُك‪ ،‬جَ عَ لُوا أَموال ﱠ‬ ‫وَاآل ِكلُ َ‬
‫ْ‬
‫النهاية يف غريب الحديث واألثر )‪»] :(59/1‬ومَ أ ْ ُكول حِ مْ ري َخ ْريٌ ِم ْن آ ِكلِهَ ا« ا َملأ ْ ُكول الرعيﱠة واآل ِكلُون ا ْل ُملُو ُك‬
‫جعَ لوا أَمْ وَا َل الرعيﱠة لَهُ ْم مأ َك َلة‪َ ،‬أراد أ َ ﱠن عوَا ّم أ َ ْه ِل اليَمن َخ ْريٌ ِم ْن ُملُوك ِِه ْم[؛ ونحوه يف أساس البالغة‬
‫)‪] :(31/1‬ومأكول حمري خري من آكلها أي رعيتها خري من واليها‪ .‬وهو من ذوي اآلكال أي من السادات‬
‫الذين يأكلون املرباع ونحوه[‪.‬‬
‫وثانيا ً‪ :‬فقرة‪» :‬أ َ ْكث َ ُر الْ َقبَائ ِِل ِيف الْجَ ن ﱠ ِة َمذْحِ جٌ « ثابتة صحيحة‪ ،‬وضعفها األلباني يف سلسلة األحاديث‬
‫الضعيفة واملوضوعة وأثرها السيئ يف األمة )‪ (1938/413/4‬ألنه ما عرفها إال من طريق الجامع البن‬
‫اب‪،‬‬‫وهب ]ت مصطفى أبو الخري )ص‪1/34 :‬ــ ‪] :[(2‬عُ تْب َُة بْ ُن أ َ ِبي حَ كِي ٍم ا ْلهَ مْ دَان ﱡِي‪ ،‬عَ ِن اب ِْن ِشهَ ٍ‬
‫ي َْر َفعُ ُه‪َ ،‬قا َل‪» :‬أ َ ْكث َ ُر ا ْل َقبَائ ِِل ِيف ا ْلجَ ن ﱠ ِة مَ ذْحِ ُج«‪َ ،‬قا َل‪ :‬وَأ َ ْخ َ َ‬
‫ربنِي َغ ْري ُُﻩ ِمث ْ َل ُه[‬

‫ﱠاس‬ ‫* وأخرجه اإلمام الحاكم يف مستدركه )ج‪/4‬ص‪/92‬ح‪ (6979‬بإسناد صحيح‪] :‬حَ ﱠدثَنَا أَبُو ا ْلعَ ب ِ‬
‫صال ٍِح‪ ،‬عَ ْن‬ ‫ربنِي مُعَ ِاوي َُة بْ ُن َ‬ ‫وَه ٍب‪ ،‬أ َ ْخ َ َ‬‫مُحَ مﱠ ُد بْ ُن يَعْ ُقوبَ أَنْبَأ َ مُحَ مﱠ ُد بْ ُن عَ بْ ِد ال ﱠل ِه ب ِْن عَ بْ ِد ا ْلحَ َك ِم‪ ،‬أَنْبَأ َ ابْ ُن ْ‬
‫ان َر ُسو ُل ال ﱠل ِه‪ ،‬صىل الله‬ ‫يض ال ﱠل ُه عَ ن ْ ُه َقا َل‪َ :‬ك َ‬ ‫السلَ ِم ﱢي َر ِ َ‬ ‫األ ْزدِ يﱢ ‪ ،‬عَ ْن عَ م ِْرو ب ِْن عَ ب ََس َة ﱡ‬ ‫مَن ب ِْن عَ ا ِئ ٍذ ْ َ‬ ‫الرحْ ِ‬ ‫عَ بْ ِد ﱠ‬
‫ض ا ْل َخيْ َل وَعِ نْد َُﻩ عُ يَيْن َ ُة بْ ُن بَد ِْر ا ْل َف َز ِاريﱡ ‪َ ،‬ف َقا َل َل ُه َر ُسو ُل ال ﱠل ِه‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪» :‬أَنَا‬ ‫عليه وسلم‪ ،‬يَعْ ِر ُ‬
‫ال ِمن ْ َك‪َ .‬ف َقا َل َر ُسو ُل ال ﱠل ِه‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪َ » :‬فمَ ْن‬ ‫أَعْ َل ُم ِبا ْل َخي ِْل ِمن ْ َك«‪َ .‬ف َقا َل عُ يَيْن َ ُة‪ :‬وَأَنَا أَعْ َل ُم ِب ﱢ‬
‫الرجَ ِ‬
‫ال نَجْ دٍ‪،‬‬ ‫اس ِج ُخيُو ِل ِه ْم ِم ْن ِرجَ ِ‬ ‫وَرمَ احِ ِه ْم عَ َىل مَ ن ْ ِ‬ ‫ُوفهُ ْم عَ َىل عَ وَاتِقِ ِه ْم ِ‬ ‫ون ُسي َ‬ ‫الرجَ ا ُل؟« َقا َل‪ِ :‬رجَ ا ٌل يَحْ ِملُ َ‬ ‫َخ ْريٌ ﱢ‬
‫ان إ ِ َىل لَ ْخ ٍم‬ ‫َمَن‪ِ ْ ،‬‬
‫وَاإليمَ ا ُن يَمَ ٍ‬ ‫ال ِرجَ ا ُل ا ْلي ِ‬ ‫الرجَ ِ‬‫َف َقا َل َر ُسو ُل ال ﱠل ِه‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪َ » :‬كذَب َْت بَ ْل َخ ْريُ ﱢ‬
‫ُ‬ ‫ْري َخ ْريٌ ِم ْن أ ُ ُكلِهَ ا‪ ،‬وَحَ ْ َ‬ ‫وَجُ ذَا ٍم‪ ،‬وَمَ أ ْ ُكو ُل حِ م َ َ‬
‫ان‬‫ُوت َخ ْريٌ ِم ْن بَنِي ا ْلحَ ِار ِث‪ ،‬وَال ﱠل ِه مَ ا أب َِايل َل ْو َه َل َك ا ْلحَ ِارث َ ِ‬ ‫رضم ُ‬
‫مَر َد َة«؛ ث ُ ﱠم َقا َل‪» :‬أَمَ َرنِي َربﱢي أ َ ْن‬ ‫وَسا‪ ،‬وَأَب َْضعَ َة‪ ،‬وَأ ُ ْختَهُ ُم ا ْلعَ ﱠ‬ ‫وَم ْخ ً‬ ‫األ ْربَعَ َة‪ :‬جَ مْ دًا‪ِ ،‬‬ ‫جَ ِميعً ا‪َ ،‬لعَ َن ال ﱠل ُه ا ْل ُملُو َك ْ َ‬
‫ني«‪ ،‬ث ُ ﱠم َقا َل‪َ » :‬لعَ َن اللﱠ ُه‬ ‫ني مَ ﱠرتَ ْ ِ‬ ‫ص ﱠلي ُْت عَ َلي ِْه ْم مَ ﱠرتَ ْ ِ‬ ‫ص ﱢيل َ عَ َلي ِْه ْم َف َ‬ ‫ني َف َلعَ نْتُهُ مْ‪ ،‬وَأَمَ َرنِي أ َ ﱠن أ ُ َ‬ ‫أ َ ْلعَ َن ُق َري ًْشا مَ ﱠرتَ ْ ِ‬
‫ني ِم ْن َقبَائ ِِل بَنِي تَ ِمي ٍم م َُقاعِ َس وَ م َُالدِ َس« ث ُ ﱠم‬ ‫تَ ِمي َم ب َْن م ﱠُر َة َخمْ ًسا‪ ،‬وَ بَ ْك َر ب َْن وَائ ٍِل َسبْعً ا‪ ،‬وَ َلعَ َن ال ﱠل ُه َق ِبي َلتَ ْ ِ‬
‫صم َُة« ث ُ ﱠم َقا َل‪» :‬أ َ ْس َل ُم وَغِ َفا ٌر وَ ُم َزيْن َ ُة وَأَحْ َال ُفهُ ْم‬ ‫وَر ُسو َل ُه‪ ،‬عَ بْ ُد َقي ٍْس‪ ،‬وَجَ عْ َد ُة‪ ،‬وَعِ ْ‬ ‫ص ِت ال ﱠل َه َ‬ ‫صي ُﱠة عَ َ‬ ‫َقا َل‪» :‬عُ َ‬
‫ني ِيف‬ ‫رش َق ِبي َلتَ ْ ِ‬‫َامَة« ث ُ ﱠم َقا َل‪ َ » :‬ﱡ‬ ‫وَاز َن عِ ن ْ َد ال ﱠل ِه يَوْ َم ا ْلقِ ي ِ‬ ‫وَه ِ‬ ‫ان َ‬ ‫ط َف َ‬ ‫وَغ َ‬‫ِم ْن جُ هَ يْن َ َة َخ ْريٌ ِم ْن بَنِي أ َ َس ٍد وَ تَ ِمي ٍم َ‬
‫ان وَ بَنُو تَ ْغلِبَ ‪ ،‬وَأ َ ْكث َ ُر الْ َقبَائ ِِل ِيف الْجَ ن ﱠ ِة مَ ذْحِ ٍج«[‪ ،‬وقال الحاكم‪) :‬هذا حديث غريب املتن‬ ‫ا ْلعَ َر ِب نَجْ َر َ‬
‫صحيح اإلسناد ولم يخرجاه(‪ ،‬ووافقه الذهبي‪ ،‬ثم األلباني؛ وهو كما قالوا‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫نجد‪ :‬قرن الشيطان‬

‫ف‬ ‫ُوس َ‬ ‫* وجاء يف املعرفة والتاريخ )‪ (327/1‬مع رشوحات وزيادات مفيدة‪ ،‬بإسناد صحيح‪] :‬حَ ﱠدثَنَا أَبُو ي ُ‬
‫وَه َو عِ َيىس بْ ُن‬ ‫ص] ُ‬ ‫يس‪ِ ،‬م ْن أ َ ْه ِل حِ مْ َ‬ ‫ف حَ ﱠدثَنَا يحي بْ ُن حَ مْ َز َة عَ ْن أ َ ِبي حَ مْ َز َة ا ْلعَ ن ْ ِ ﱢ‬ ‫ُوس َ‬ ‫حَ ﱠدثَنَا عَ بْ ُد ال ﱠل ِه بْ ُن ي ُ‬
‫يب‬ ‫وَش ِب ٍ‬ ‫الحرضمي وراشد بن سعد املقرئي َ‬ ‫ّ‬ ‫الر ْستَن ﱡِي[‪ ،‬أَن ﱠ ُه حَ ﱠدث َ ُه عَ ْن عَ بْ ِد ال ﱠل ِه بن جبري‬ ‫ُس َليْ ٍم الحِ مْ ٍيص ﱡ‬
‫ول ال ﱠل ِه‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬يَوْ َم‬ ‫ض ُت عَ َىل َر ُس ِ‬ ‫مْرو ب ِْن عَ ب َْس َة َقا َل‪ :‬عَ َر ْ‬ ‫ري عَ ْن عَ ِ‬ ‫َري ب ِْن ن ُ َف ْ ٍ‬‫ا ْل َك َالعِ ﱢي عَ ْن جُ ب ْ ِ‬
‫ا ْل َخي ِْل عُ يَيْن َ َة ب َْن بَد ٍْر َف َقا َل َر ُسو ُل ال ﱠل ِه‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬لِعُ يَيْن َ َة‪ :‬أَنَا أ َ ْف َر ُس ِبا ْل َخي ِْل ِمن ْ َك‪َ .‬ف َقا َل عُ يَيْن َ ُة‪:‬‬
‫رب َد‬ ‫ال ِرجَ ا ٌل َل ِب ُسوا ا ْل ُ ْ‬ ‫الرجَ ِ‬ ‫ري ﱢ‬‫ف؟ َقا َل‪ :‬إ ِ ﱠن َخ ْ َ‬ ‫ال ِمن ْ َك‪َ .‬قا َل‪َ :‬كيْ َ‬ ‫الرجَ ِ‬ ‫إ ِ ْن تَ ُك ْن أ َ ْف َر َس ِبا ْل َخي ِْل ِمنﱢي َفأَنَا أ َ ْف َر ُس ِب ﱢ‬
‫اس ِج ُخيُولِ ِهمْ‪ِ ،‬رجَ ا ُل نَجْ دٍ‪َ .‬ف َقا َل َر ُسو ُل ال ﱠل ِه‪،‬‬ ‫الرمَ احَ عَ َىل مَ ن َ ِ‬ ‫ضوا ﱢ‬ ‫ُوف عَ َىل عَ وَاتِقِ ِهمْ‪ ،‬وَعَ َر ُ‬ ‫السي َ‬ ‫وَضعُ وا ﱡ‬ ‫إِذَا َ‬
‫وَاأليْمَا ُن يَمَ ا ٌن إ ِ َىل َل ْخ ٍم وَجُ ذَا َم وَعَ ِام َل َة‪ ،‬وَمَ أ ْ ُكو ُل حِ م َْريَ َخ ْريٌ‬ ‫َمَن‪َ ْ :‬‬‫صىل الله عليه وسلم‪َ :‬كذَب َْت بَ ْل ُه ْم أ َ ْه ُل ا ْلي ِ‬
‫وَقا َل َر ُسو ُل ال ﱠل ِه‪ ،‬صىل الله عليه‬ ‫وَاألن ْ َفا َل‪َ .‬‬ ‫وْت َخ ْريٌ ِم ْن بَنِي ا ْلحَ ِار ِث وَ َسمﱠ ى ْاألَ ْقيَا َل ْ َ‬ ‫رضمَ ُ‬ ‫ِم ْن آ ِكلِهَ ا‪ ،‬وَ حَ ْ َ‬
‫ط ]هو‪ :‬السمط بن األسود الكندي‪ ،‬والد‬ ‫الس ْم َ‬ ‫وَال مَ ِل َك إِ ﱠال ال ﱠل ُه‪َ .‬قا َل‪َ :‬فبَعَ َث ﱠ‬ ‫وَال َكاهِ َن َ‬ ‫وسلم‪ :‬ال قائل َ‬
‫رشحبيل بن السمط[ إ ِ َىل عَ م ِْرو ب ِْن عَ ب َْس َة ي َُقو ُل‪ :‬سمعت رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬ي َُقو ُل‪:‬‬
‫وَر ُسولِ ِه‪ .‬وَ َلعَ َن َر ُسو ُل ال ﱠل ِه‪ ،‬صىل الله‬ ‫ط‪ :‬آمَ ن ْ ُت بال ﱠله َ‬ ‫السمْ ُ‬ ‫وْت َخ ْريٌ ِم ْن بَنِي ا ْلحَ ِار ِث؟ َقا َل‪ :‬نَعَ مْ‪َ .‬قا َل ﱠ‬ ‫رضمَ ُ‬ ‫حَ ْ َ‬
‫عليه وسلم‪ ،‬ا ْل ُملُو َك األربعة‪ :‬جمداء ومخوساء وأبضعة ومرشخاء وَأ ُ ْختَهُ ُم ا ْلعَ مَ ﱠر َد َة‪َ .‬قا َل‪ :‬وَ َكان َ ْت ]أي‪:‬‬
‫وَقا َل َر ُسو ُل ال ﱠل ُه‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ :‬إ ِ ﱠن ال ﱠل َه أَمَ َرنِي أ َ ْن أ َ ْلعَ َن‬ ‫ني َفتُن َ ﱢك ُل ِب ِهمْ‪َ ،‬‬ ‫ا ْلعَ مَ ﱠر َد َة[ تَأْتِي ِبالْم ُْؤ ِم ِن َ‬
‫ني‪ ،‬أ َ ْكث َ ُر ا ْل َقبَائ ِِل ِيف‬ ‫صلﱠي ُْت عَ َلي ِْه ْم م ﱠَرتَ ْ ِ‬ ‫ني‪َ ،‬ف َ‬ ‫ص ﱢيل َ عَ َلي ِْه ْم مَ ﱠرتَ ْ ِ‬ ‫ني‪ ،‬ث ُ ﱠم أَمَ َرنِي أ َ ْن أ ُ َ‬ ‫ني َف َلعَ نْتُهُ ْم مَ ﱠرتَ ْ ِ‬ ‫ُق َري ًْشا مَ ﱠرتَ ْ ِ‬
‫ان عِ ن ْ َد‬ ‫ط َف َ‬ ‫وَاز َن َ‬
‫وَغ َ‬ ‫وَه ِ‬ ‫طهُ ْم ِم ْن جُ هَ يْن َ َة َخ ْريٌ ِم ْن بَنِي أ َ َس ٍد وَ تَ ِمي ٍم َ‬ ‫ا ْلجَ ن ﱠ ِة مَ ذْحِ ُج وَأ َ ْس َل ُم وَغِ َفا ُر وَ ُم َزيْن َ ُة‪ ،‬وَأ َ ْخ َال ُ‬
‫ﱠان )أو‪ :‬الحارثان( ك َِال ُهمَ ا‪ ،‬وَأَمَ َرنِي أ َ ْن ألعن قبيلتني‪ ،‬تميم بن مر‬ ‫ُ َ‬ ‫ال ﱠل ِه يَوْ َم ا ْلقِ ي ِ‬
‫َامَة‪ ،‬وَمَ ا أب َِايل أ ْن تَهْ ِل َك ا ْلحَ ي ِ‬
‫وَر ُسو َل ُه‪ ،‬أ َ َال‬ ‫ص ِت ال ﱠل َه َ‬ ‫سبعا‪َ ،‬ف َلعَ نْتُهُ ْم َسبْعً ا‪ ،‬وَ بَ ْك َر ب َْن وَائ ٍِل َخمْ ًسا َف َلعَ نْتُهُ ْم خمسا‪ ،‬وبنو عصية عصت عَ َ‬
‫وَرش ا ْل َقبَائ ِِل نَجْ َرا ُن وَ بَنُو‬ ‫اط ُس وَمَ َال ِم ُس‪ُ َ ،‬‬ ‫ْخ ُل ا ْلجَ ن ﱠ َة ِمنْهُ ْم أَحَ ٌد أَبَدًا‪ ،‬مَ عَ ِ‬ ‫ان َال يَد ُ‬ ‫وَقي ُْس جُ عْ َد َة‪َ .‬ق ِبي َلتَ ِ‬ ‫مَة َ‬‫ص َ‬ ‫عِ ْ‬
‫وَزعَ َم‬ ‫وَقا َل‪ :‬مَ عَ ادِ ُس وَمَ َالدِ ُس‪َ ،‬‬ ‫ِيث ثَوْ ُر بْ ُن ي َِزيدَ‪َ .‬‬ ‫ربنِي َهذَا ا ْلحَ د َ‬ ‫تَ ْغلِبَ [؛ قال يحي )هو‪ :‬بْ ُن حَ مْ َز َة(‪) :‬وَأ َ ْخ َ َ‬
‫ُوص ُل إ ِ َلي ِْهمَ ا‪ ،‬وَ َذ ِل َك ِيف‬ ‫األ ْر ِض َال ي َ‬ ‫طعَ تَا ِيف أ َ ْخ ِبي َِة ْ َ‬ ‫اهتَا ابْتَ ْغتَا ا ْل َرب َْق ِيف عَ ا ِم جَ د ٍْب‪َ ،‬فان ْ َق َ‬ ‫ان تَ َ‬ ‫أنﱠهُ مَ ا َق ِبي َلتَ ِ‬
‫َ‬
‫ا ْلجَ اهِ ِلي ِﱠة(؛ ويف األحكام الكربى )‪ (487/4‬قال عبد الحق‪] :‬أَبُو بكر بن أبي َخيْثَمَةــ وَ ُه َو أَحْ مد بن ُز َه ْري‬
‫صور بن أبي م َُزاحم‪ ،‬حدثنا يحيى بن حَ مْ َزة‪ ،‬بنحوه[‪.‬‬ ‫بن حَ ْربــ َقا َل‪ :‬حدثنا مَ ن ْ ُ‬
‫* واستشهد بهذا الحديث اإلمام الطحاوي يف الرد عىل من زعم أن املقصود بأهل اليمن‪ :‬أهل مكة وتهامة‪،‬‬
‫كما كان اإلمام سفيان بن عيينة يقول‪ ،‬فقال اإلمام الطحاوي‪َ ] :‬فوَجَ ْدنَا عَ ِيل ﱠ ب َْن مَ عْ بَ ٍد َق ْد حَ ﱠدثَنَا َقا َل‪:‬‬
‫ص ِاريﱢ‬ ‫إسمَ اعِ ي ُل بْ ُن أ َ ِبي َخا ِلدٍ‪ ،‬عَ ْن َقي ِْس ب ِْن أ َ ِبي حَ ِاز ٍم‪ ،‬عَ ْن أ َ ِبي مَ ْسعُ و ٍد ْ َ‬
‫األن ْ َ‬ ‫ربنَا ْ‬ ‫ون‪ ،‬أ َ ْخ َ َ‬ ‫حَ ﱠدثَنَا ي َِزي ُد بْ ُن َها ُر َ‬
‫ظ‬ ‫اهنَا أ َ َال َوإ ِ ﱠن ا ْل َق ْسوَ َة وَغِ لَ َ‬ ‫َمَن َف َقا َل‪ِ ْ ) :‬اإليمَا ُن َه ُ‬ ‫الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ِ ،‬بيَدِﻩِ نَحْ َو ا ْلي ِ‬ ‫َقا َل‪ :‬أ َ َشا َر َر ُسو ُل ِ‬
‫ُرض([؛ نصا ً يف رشح مشكل‬ ‫ان ِيف َر ِبيعَ َة‪ ،‬وَ م َ َ‬ ‫ط ِ‬‫الشيْ َ‬ ‫طلُ ُع َق ْر ُن ﱠ‬ ‫اب ْ ِاإل ِب ِل حَ ي ُْث يَ ْ‬ ‫صحَ ِ‬ ‫ين أ َ ْ‬
‫وب ِيف ا ْل َفدﱠادِ َ‬ ‫ا ْل ُقلُ ِ‬
‫ين ِم ْن َر ِبيعَ َة‪،‬‬ ‫إىل ا ْل َفدﱠادِ َ‬ ‫وب َ‬‫ظ الْ ُقلُ ِ‬ ‫اف ا ْل َق ْسوَ َة وَغِ َل َ‬ ‫ض َ‬ ‫اآلثار )‪(803/272/2‬؛ ثم قال اإلمام الطحاوي‪َ ) :‬فأ َ َ‬
‫ِين‬‫ضدَاد ُُه ُم ا ﱠلذ َ‬ ‫مَة وَا ْلفِ ْق ِه ُه ْم أ َ ْ‬ ‫َان‪ ،‬وَا ْلحِ ْك ِ‬ ‫اف إ َلي ِْه ْم ِم َن ْ ِاإليم ِ‬ ‫ُض َ‬ ‫ان ِيف ذَ ِل َك مَ ا َق ْد َد ﱠل عَ َىل أ َ ﱠن ا ْلم َ‬ ‫ُرض َف َك َ‬ ‫وَ م َ َ‬

‫‪33‬‬
‫نجد‪ :‬قرن الشيطان‬

‫وﱠل أ َ ْه َل تِهَ امَ َة‬ ‫ص ِل ْ َ‬


‫األ ِ‬ ‫ون أ َ َرا َد ِبمَ ا ِيف ا ْآلث َ ِار ا ﱠلتِي ِيف ا ْل َف ْ‬ ‫وَيف ذَ ِل َك مَ ا يَنْبَغِ ي أ َ ْن يَ ُك َ‬ ‫ُرض ِ‬‫َلي ُْسوا ِم ْن َر ِبيعَ َة‪ ،‬وَ َال م َ َ‬
‫ِيث(‪:‬‬ ‫ف ِم ْن َهذَا ا ْلحَ د ِ‬ ‫الس َال ُم ِيف َهذَا ا ْلمَ عْ نَى مَ ا ُه َو أ َ َك َش ُ‬ ‫ُرض‪ ،‬ث ُ ﱠم وَجَ ْدنَا عَ ن ْ ُه عَ َلي ِْه ﱠ‬ ‫ِلأ َ ﱠن أُولَ ِئ َك أ َ ْو أ َ ْكث َ َر ُه ْم ِم ْن م َ َ‬
‫* كما جاء يف رشح مشكل اآلثار )‪ (804/273/2‬بإسناد صحيح‪] :‬وَ ُه َو مَ ا حَ ﱠدثَنَا أَبُو ُق ﱠر َة مُحَ مﱠ ُد بْ ُن‬
‫ف ا ْل َك َالعِ ﱡي الدﱢمَ ْشقِ ﱡي‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا يَحْ يَى بْ ُن حَ مْ َز َة‪ ،‬عَ ْن أ َ ِبي حَ َ‬
‫مْز َة‬ ‫ُوس َ‬ ‫الله بْ ُن ي ُ‬ ‫الرعَ يْن ﱡِي‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا عَ بْ ُد ِ‬ ‫حُ مَ يْ ٍد ﱡ‬
‫ﱠث عَ ن ْ ُه‪ ،‬عَ ْم ُرو بْ ُن ا ْلحَ ِار ِث‪،‬‬ ‫الر ْستَن ﱡِي‪َ :‬ق ْد حَ د َ‬ ‫وَه َو عِ َيىس بْ ُن ُس َليْ ٍم ﱡ‬ ‫يس ِم ْن أ َ ْه ِل حِ مْ ٍص‪َ ) ،‬قا َل أَبُو جَ عْ َف ٍر‪ُ :‬‬ ‫ا ْلعَ ن ْ ِ ﱢ‬
‫اش ِد ب ِْن َسعْ ٍد ا ْلم ُْق ِرئ ﱢِي‪،‬‬ ‫وَر ِ‬
‫رض ِم ﱢي‪َ ،‬‬ ‫َري ا ْلحَ ْ َ‬ ‫مَن ب ِْن جُ ب ْ ٍ‬ ‫الرحْ ِ‬ ‫وَغ ْري ُُهمَ ا( أَن ﱠ ُه حَ ﱠدث َ ُه عَ ْن عَ بْ ِد ﱠ‬ ‫وَعِ َيىس بْ ُن يُون ُ َس َ‬
‫الس َال ُم‬ ‫الله عَ َلي ِْه ﱠ‬ ‫ول ِ‬ ‫ض ِت ا ْل َخيْ ُل عَ َىل َر ُس ِ‬ ‫ري‪ ،‬عَ ْن عَ م ِْرو ب ِْن عَ ب َْس َة َقا َل‪ :‬عُ ِر َ‬ ‫َري ب ِْن ن ُ َف ْ ٍ‬‫وَشبَيْ ٍب ا ْل َك َالعِ ﱢي‪ ،‬عَ ْن جُ ب ْ ِ‬ ‫ُ‬
‫الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬لِعُ يَيْن َ َة‪) :‬أَنَا أ َ َف َر ُس ِبا ْل َخيْ ِل ِمن ْ َك(‪َ ،‬ف َقا َل‬ ‫وَعِ نْد َُﻩ عُ يَيْن َ ُة بْ ُن بَد ٍْر َف َقا َل َر ُسو ُل ِ‬
‫ال َل ِب ُسوا ا ْل ُ ُ‬
‫رب َد‬ ‫ري ِرجَ ٍ‬ ‫إن َخ ْ َ‬ ‫ْف؟ َقا َل‪ :‬ﱠ‬ ‫ال ِمن ْ َك‪َ ،‬قا َل‪ :‬وَ َكي َ‬ ‫الرجَ ِ‬‫إن تَ ُك ْن أ َ َف َر َس ِبالْ َخي ِْل ِمنﱢي َفأَنَا أ َ َف َر ُس ِب ﱢ‬ ‫عُ يَيْن َ ُة‪ْ :‬‬
‫الله‪ ،‬صىل‬ ‫اس ِج ُخيُولِ ِه ْم ِرجَ ا ُل نَجْ ٍد َف َقا َل َر ُسو ُل ِ‬ ‫الرمَ احَ عَ َىل مَ ن َ ِ‬ ‫ضوا ﱢ‬ ‫ُوفهُ ْم عَ َىل عَ وَاتِقِ ِه ْم وَعَ َر ُ‬ ‫وَوَضعُ وا ُسي َ‬ ‫َ‬
‫ري َخ ْريٌ ِم ْن‬ ‫إىل َل ْخ ٍم‪ ،‬وَجُ ذَا ٍم وَعَ ِام َل َة وَمَ أ ْ ُكو ُل حِ مْ َ َ‬ ‫ان َ‬ ‫وَاإليمَ ا ُن يَمَ ٍ‬ ‫َمَن ْ ِ‬ ‫الله عليه وسلم‪َ ) :‬كذَب َْت بَ ْل ُه ْم أ َ ْه ُل ا ْلي ِ‬
‫ِيث عَ ْن‬ ‫وَاألن ْ َكا َل؛ َففِ يمَ ا َروَ يْنَا ِيف َهذَا ا ْلحَ د ِ‬ ‫وَسمﱠ ى ْاألَ ْقيَا َل‪َ ْ ،‬‬ ‫وْت َخ ْريٌ ِم ْن بَنِي ا ْلحَ ِار ِث[‪َ ) ،‬‬ ‫رضمَ َ‬ ‫أ ُ ُكلِهَ ا وَحَ ْ َ‬
‫وَل وَأَنﱠهُ ْم أ َ ْه ُل َهذِﻩِ ا ْل َقبَائ ِِل ا ْليَمَ ا ِني ِﱠة‬ ‫ِين أ َ َراد َُه ْم ِبمَ ا ِيف ْاآلث َ ِار ْ ُ‬
‫األ ِ‬ ‫الس َال ُم ِتبْيَان ُ ُه أ َ ْه َل ا ْليَمَ ِن ا ﱠلذ َ‬ ‫الله عَ َلي ِْه ﱠ‬ ‫ول ِ‬ ‫َر ُس ِ‬
‫وَاه ْم(؛ ثم ساق اإلمام الطحاوي حديثني مبطلني أيضا ً لكالم اإلمام سفيان بن عيينة‪ ،‬ومؤكدين‬ ‫مَن ِس ُ‬ ‫َال ْ‬
‫لقوله‪:‬‬
‫ربنِي‬ ‫وَه ٍب‪ ،‬أ َ ْخ َ َ‬ ‫ربنَا ابْ ُن ْ‬ ‫* فقال يف رشح مشكل اآلثار )‪] :(805/276/2‬وَوَجَ ْدنَا يُون ُ َس َق ْد حَ ﱠدثَنَا َقا َل‪ :‬أ َ ْخ َ َ‬
‫الله‪ ،‬صىل‬ ‫ول ِ‬ ‫طا ِء ب ِْن ي ََس ٍار‪ ،‬عَ ْن أ َ ِبي َسعِ ي ٍد َقا َل‪َ :‬خ َرجْ نَا مَ َع َر ُس ِ‬ ‫هِ َشا ُم بْ ُن َسعْ دٍ‪ ،‬عَ ْن َزيْ ِد ب ِْن أ َ ْس َلمَ‪ ،‬عَ ْن عَ َ‬
‫الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪َ ،‬قا َل‪َ ) :‬ليَأْت َ ﱠ‬
‫ِني‬ ‫يال فِ ِيه أ َ ﱠن َر ُسو َل ِ‬ ‫ط ِو ً‬ ‫الله عليه وسلم‪ ،‬عَ ا َم ا ْلحُ َديْ ِبي َِة َفذَ َك َر حَ دِيثًا َ‬
‫َمَن ُه ْم أ َ َر ﱡق‬ ‫الله‪ ،‬أ َ ُق َري ٌْش؟ َقا َل‪َ ) :‬ال أ َ ْه ُل ا ْلي ِ‬ ‫مَن ُه ْم يَا َر ُسو َل ِ‬ ‫ون أَعْ مَ ا َل ُك ْم مَ َع أَعْ مَ ال ِِه ْم(‪ُ ،‬ق ْلنَا‪ْ :‬‬ ‫أ َ ْقوَا ٌم تَحْ قِ ُر َ‬
‫ان ِ َألحَ دِهِ ْم جَ بَ ٌل ِم ْن ذَ َه ٍب َفأَن ْ َف َق ُه مَ ا‬ ‫الله؟ َف َقا َل‪َ ) : :‬ل ْو َك َ‬ ‫ني ُقلُوبًا(‪َ ،‬ف ُق ْلنَا‪ُ :‬ه ْم َخ ْريٌ ِمنﱠا يَا َر ُسو َل ِ‬ ‫أ َ ْف ِئ َد ًة وَأ َ ْل َ ُ‬
‫}ال ي َْستَ ِوي ِمن ْ ُك ْم مَ ْن أَن ْ َف َق ِم ْن َقب ِْل‬ ‫اس َهذِﻩِ ْاآلي َُة‪َ :‬‬ ‫َني الن ﱠ ِ‬‫إن َف ْض َل مَ ا بَيْنَنَا‪ ،‬وَ ب ْ َ‬ ‫يف ُه ﱠ‬ ‫أَد َْر َك ُم ﱠد أَحَ ِد ُك ْم َ‬
‫وَال ن َ ِص َ‬
‫ِين أ َ َراد َُه ْم‬‫َمَن ا ﱠلذ َ‬ ‫يق ِة أ َ ْه ِل ا ْلي ِ‬ ‫ان ِيف َهذَا مَ ا َق ْد َد ﱠل عَ َىل حَ قِ َ‬ ‫ا ْل َفتْ ِح{‪ْ ،‬اآلي ََة[؛ ثم قال اإلمام الطحاوي‪َ ) :‬ف َك َ‬
‫امَة عَ َىل مَ ا ذَ َك َر ُﻩ ابْ ُن‬ ‫ف أ َ ْه ِل تِهَ َ‬ ‫مَن ُهمْ‪ ،‬وَأَنﱠهُ ْم خِ َال ُ‬ ‫وﱠل ْ‬ ‫األ ِ‬ ‫ص ِل ْ َ‬ ‫الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ِ ،‬يف ا ْل َف ْ‬ ‫َر ُسو ُل ِ‬
‫عُ يَيْن َ َة(؛‬
‫اق ب َْن إب َْراهِ ي َم ب ِْن‬ ‫* وقال أيضا ً يف رشح مشكل اآلثار )‪ (806/277/2‬بإسناد صحيح‪] :‬ث ُ ﱠم وَجَ ْدنَا إ ِ ْسحَ َ‬
‫ربنَا حُ مَ يْدٌ‪ ،‬عَ ْن أَن َ ٍس‪ ،‬أ َ ﱠن َر ُسو َل‬ ‫ون‪ ،‬أ َ ْخ َ َ‬‫ِيع‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا ي َِزي ُد بْ ُن َها ُر َ‬ ‫َ‬
‫يُون ُ َس َق ْد حَ ﱠدثَنَا َقا َل‪ :‬حَ ﱠدثَنَا أحْ مَ ُد بْ ُن مَ ن ٍ‬
‫ُوىس‪،‬‬ ‫ﱡون فِ ِيه ْم أَبُو م َ‬ ‫األ ْشعَ ِري َ‬ ‫الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪َ ،‬قا َل‪) :‬ي َْق َد ُم َقوْ ٌم ُه ْم أ َ َر ﱡق ِمن ْ ُك ْم أ َ ْف ِئ َد ًة(؛ َف َق ِد َم ْ َ‬ ‫ِ‬
‫األحِ ب َﱠة‪ ...‬مُحَ مﱠ دًا وَحِ ْزبَ ُه[؛ ثم قال اإلمام الطحاوي‪َ ) :‬ففِ ي ذَ ِل َك مَ ا‬ ‫ون‪َ :‬غدًا ن َ ْل َقى ْ َ‬ ‫ون‪ ،‬وَ ي َُقولُ َ‬ ‫َفجَ عَ لُوا ي َْرتَ ِج ُز َ‬
‫ني ِم ْن‬ ‫ﱡون‪ ،‬وَأَمْ ثَالُهُ ْم ِم َن ا ْل َقادِ ِم َ‬ ‫األ ْشعَ ِري َ‬ ‫وَل ُه ْم ْ َ‬ ‫ين َكمَ ا ِيف ْاآلث َ ِار ْ ُ‬
‫األ ِ‬ ‫َمَن ا ْلم َُرادِ َ‬ ‫َق ْد َد ﱠل أَي ًْضا عَ َىل أ َ ﱠن أ َ ْه َل ا ْلي ِ‬
‫مَن ِس ُ‬
‫وَاه ْم(‪.‬‬ ‫ُون ْ‬ ‫يق ِة الْيَم َِن د َ‬ ‫حَ قِ َ‬

‫‪34‬‬
‫نجد‪ :‬قرن الشيطان‬

‫ُوىس‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا‬ ‫* وأخرجه اإلمام أحمد بن حنبل يف مسنده )ج‪/4‬ص‪/388‬ح‪] :(19468‬حَ ﱠدثَنَا حَ َس ُن بْ ُن م َ‬
‫ُز َه ْريُ بْ ُن مُعَ ِاوي ََة‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا ي َِزي ُد بْ ُن ي َِزي َد ب ِْن جَ ا ِب ٍر‪ ،‬عَ ْن َرجُ ٍل‪ ،‬عَ ْن عَ م ِْرو ب ِْن عَ ب ََس َة َقا َل‪ :‬بَيْنَا َر ُسو ُل ال ﱠل ِه‪ ،‬صىل‬
‫ص ِن ب ِْن حُ ذَي َْف َة ب ِْن بَد ٍْر ا ْل َف َز ِاريﱡ ‪َ ،‬ف َقا َل لِعُ يَيْن َ َة‪» :‬أَنَا‬ ‫ض َخي ًْال‪ ،‬وَعِ نْد َُﻩ عُ يَيْن َ ُة بْ ُن حِ ْ‬ ‫الله عليه وسلم‪ ،‬يَعْ ِر ُ‬
‫ال ا ﱠلذ َ‬
‫ِين‬ ‫الرجَ ِ‬ ‫ْف ذَا َك؟« َقا َل‪ :‬خِ يَا ُر ﱢ‬ ‫ال ِمن ْ َك‪َ .‬قا َل‪َ » :‬ف َكي َ‬ ‫الرجَ ِ‬ ‫ْرص ِب ﱢ‬ ‫ْرص ِبا ْل َخي ِْل ِمن ْ َك« َف َقا َل عُ يَيْن َ ُة‪ :‬وَأَنَا أَب َ ُ‬ ‫أَب َ ُ‬
‫اس ِج ُخيُولِ ِه ْم ِم ْن أ َ ْه ِل نَجْ ٍد َقا َل‪َ » :‬كذَب َْت خِ يَا ُر‬ ‫ون ِرمَ احَ هُ ْم عَ َىل مَ ن َ ِ‬ ‫ض َ‬ ‫ون أ َ ْسي ََافهُ ْم عَ َىل عَ وَاتِقِ ِهمْ‪ ،‬وَ يَعْ ِر ُ‬ ‫ي ََضعُ َ‬
‫َمَان‪ ،‬وَأ َ ْكث َ ُر ا ْل َقبَائ ِِل يَوْ َم ا ْلقِ يَامَ ِة ِيف ا ْلجَ ن ﱠ ِة مَ ْذحِ جٌ ‪،‬‬ ‫َ‬
‫َمَان‪ ،‬وَأنَا ي ٍ‬ ‫وَاإليمَ ا ُن ي ٍ‬ ‫ال ِرجَ ا ُل أ َ ْه ِل ا ْليَمَ ِن ْ ِ‬ ‫الرجَ ِ‬ ‫ﱢ‬
‫ﱠان ك َِال ُهمَ ا‪َ ،‬ف َال َقيْ َل َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫وَال مَ ِل َك إِ ﱠال ا ِل ﱠلهَ عَ ﱠز وَجَ ﱠل‪،‬‬ ‫وْت َخ ْريٌ ِم ْن بَنِي ا ْلحَ ِار ِث‪ ،‬وَ مَ ا أب َِايل أ ْن يَهْ ِل َك ا ْلحَ ي ِ‬ ‫رضمَ ُ‬ ‫وحَ ْ َ‬
‫وَسا وَأَب َْضعَ َة‪ ،‬وَأ ُ ْختَهُ ُم ا ْلعَ مَ ﱠر َد َة«[‬ ‫وَم ْخ َ‬ ‫رش َخا‪ِ ،‬‬ ‫وَم ْ َ‬‫األ ْربَعَ َة‪ :‬جَ مَ دَا‪ِ ،‬‬ ‫َلعَ َن ال ﱠل ُه ا ْل ُملُو َك ْ َ‬
‫* وبعضه يف اآلحاد واملثاني البن أبي عاصم )‪ (2282/265/4‬مخترص جدا ً‪] :‬حَ ﱠدثَنَا ا ْلحَ وْ ِط ﱡي‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا‬
‫يض‬ ‫األ ْزدِ يﱢ ‪ ،‬عَ ْن عَ ْم ِرو ب ِْن عَ ب ََس َة‪َ ،‬ر ِ َ‬ ‫مَن ب ِْن عَ ا ِئ ٍذ ْ َ‬ ‫الرحْ ِ‬ ‫رشي ِْح ب ِْن عُ بَيْدٍ‪ ،‬عَ ْن عَ بْ ِد ﱠ‬ ‫وَان‪ ،‬عَ ْن ُ َ‬ ‫ص ْف َ‬ ‫ريةِ‪ ،‬عَ ْن َ‬ ‫أَبُو ا ْلمُغِ َ‬
‫ان إ ِ َىل‬ ‫َمَن‪ِ ْ ،‬‬
‫وَاإليمَ ا ُن يَمَ ٍ‬ ‫ال ِرجَ ا ٌل ِم ْن أ َ ْه ِل ا ْلي ِ‬ ‫الرجَ ِ‬ ‫ال ﱠل ُه عَ ن ْ ُه َقا َل‪َ :‬قا َل َر ُسو ُل ال ﱠل ِه‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪َ » :‬خ ْريُ ﱢ‬
‫ْري َخ ْريٌ ِم ْن آ ِكلِهَ ا وَأ َ ْكث َ ُر ا ْل َقبَائ ِِل ِيف ا ْلجَ ن ﱠ ِة مَ ذْحِ ُج«[؛ وأيضا ً يف اآلحاد‬ ‫َل ْخ ٍم وَجُ ذَا َم وَعَ ِام َل َة وَمَ أ ْ ُكو ُل حِ م َ َ‬
‫ف‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا يَحْ يَى بْ ُن‬ ‫واملثاني البن أبي عاصم )‪] :(2283/265/4‬حَ ﱠدثَنَا دُحَ يْمٌ‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا عَ بْ ُد ال ﱠل ِه بْ ُن ي ُ‬
‫ُوس َ‬
‫يب ا ْل َك َالعِ ﱢي‪،‬‬ ‫اش ِد ب ِْن َسعِ يدٍ‪ ،‬وَ َش ِب ٍ‬ ‫وَر ِ‬‫ري‪َ ،‬‬ ‫َري ب ِْن ن ُ َف ْ ٍ‬ ‫مَن ب ِْن جُ ب ْ ِ‬‫الرحْ ِ‬ ‫يس‪ ،‬عَ ْن عَ بْ ِد ﱠ‬ ‫حَ مْ َز َة‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا أَبُو حَ مْ َز َة ا ْلعَ ن ْ ِ ﱡ‬
‫ري‪ ،‬عَ ْن عَ م ِْرو ب ِْن عَ ب ََس َة‪ ،‬عَ ِن الن ﱠ ِب ﱢي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ِ ،‬بنَحْ ِوﻩِ [‬ ‫َري ب ِْن ن ُ َف ْ ٍ‬
‫عَ ْن جُ ب ْ ِ‬
‫* وأيضا ً يف اآلحاد واملثاني )ج‪/4‬ص‪/261‬ح‪ (2270‬يف غاية االختصار‪ ،‬فقرة واحدة‪] :‬حدثنا دحيم‬
‫حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا يحيى بن حمزة حدثنا أبو حمزة العنيس عن عبد الرحمن بن جبري بن‬
‫نفري وراشد بن سعد وشبيب الكالعي عن جبري بن نفري عن عمرو بن عبسة قال‪ :‬قال رسول الله‪ ،‬صىل‬
‫الله عليه وسلم‪) :‬اإليمان يمان([‪.‬‬
‫* وأخرجه اإلمام الطرباني يف معجمه الكبري )ج‪/20‬ص‪/99‬ح‪ (192‬عن معاذ بن جبل‪] :‬حَ ﱠدثَنَا عَ بْ ُد ِ‬
‫الله‬
‫رب ِني ثَوْ ُر بْ ُن ي َِزيدَ‪ ،‬عَ ْن‬ ‫اق‪ ،‬أ َ ْخ َ َ‬
‫الر ﱠز ِ‬‫يب‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا عَ بْ ُد ﱠ‬ ‫مَة بْ ُن َش ِب ٍ‬ ‫صبَهَ ان ﱡِي‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا َس َل ُ‬ ‫ﱠاس ْ َ‬
‫األ ْ‬ ‫بْ ُن مُحَ مﱠ ِد ب ِْن ا ْلعَ ب ِ‬
‫ض ا ْل َخيْ َل‪َ ،‬قا َل‪:‬‬ ‫ان الن ﱠ ِب ﱡي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ِ ،‬يف د َِارنَا يَعْ ِر ُ‬ ‫َان‪ ،‬عَ ْن مُعَ اذِ ب ِْن جَ ب ٍَل‪َ ،‬قا َل‪َ :‬ك َ‬ ‫َخا ِل ِد ب ِْن مَ عْ د َ‬
‫ْرص‬ ‫ْرص ِبا ْل َخي ِْل ِمنﱢي‪ ،‬وَأَنَا أَب َ ُ‬ ‫ني َف َقا َل لِلن ﱠ ِب ﱢي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ :‬أَن ْ َت أَب َ ُ‬ ‫صْ ٍ‬‫َخ َل عَ َلي ِْه عُ يَيْن َ ُة بْ ُن حُ َ‬ ‫َفد َ‬
‫ُوفهُ ْم عَ َىل‬ ‫ون ُسي َ‬ ‫ال َخ ْريٌ؟«؛ َف َقا َل‪ِ :‬رجَ ا ٌل يَحْ ِملُ َ‬ ‫الرجَ ِ‬ ‫ال ِمن ْ َك‪َ ،‬ف َقا َل الن ﱠ ِب ﱡي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪َ » :‬فأَيﱡ ﱢ‬ ‫الرجَ ِ‬ ‫ِب ﱢ‬
‫ون الْ ُربُو َد ِم ْن أ َ ْه ِل نَجْ دٍ‪َ ،‬ف َقا َل الن ﱠ ِب ﱡي‪ ،‬صىل الله‬ ‫مَناس ِج ُخيُولِ ِهمْ‪ ،‬وَ يَ ْلب َُس َ‬ ‫ون ِرمَ احَ هُ ْم عَ َىل ِ‬ ‫ض َ‬ ‫عَ وَاتِقِ ِهمْ‪ ،‬وَ يَعْ ِر ُ‬
‫ان‪ ،‬وَأ َ ْكث َ ُر َق ِبي َل ٍة ِيف ا ْلجَ ن ﱠ ِة مَ ذْحِ جٌ ‪ ،‬وَمَ أ ْ ُكو ُل‬ ‫َمَن‪ِ ْ ،‬اإليمَ ا ُن يَمَ ٍ‬ ‫ال ِرجَ ا ُل ذِ ي ي ٍ‬ ‫الرجَ ِ‬ ‫عليه وسلم‪َ » :‬كذَب َْت‪ ،‬خِ يَا ُر ﱢ‬
‫وَسا‪،‬‬ ‫وَم ْخ ً‬ ‫رشحً ا‪ِ ،‬‬ ‫وَم ْ َ‬
‫األ ْربَعَ َة‪ :‬جَ مْ دًا‪ِ ،‬‬ ‫وْت َخ ْريٌ ِم ْن ِكن ْ َد َة‪َ ،‬ف َلعَ َن الل ُه ا ْل ُملُو َك ْ َ‬ ‫رضمَ ٍ‬ ‫ري َخ ْريٌ ِم ْن آ ِكلِهَ ا‪ ،‬وحَ ْ َ‬ ‫حِ مْ َ َ‬
‫وَأَب َْضعً ا‪ ،‬وَأ ُ ْختَهُ ُم ا ْلعَ مَ ﱠر َد َة«[؛ قلت‪ :‬أخىش أن يكون ذكر معاذ بن جبل وهماً؛ وعبد الرزاق عندما كرب‬
‫وعمي لقن أشياء بعد ‪ 200‬هـ‪ ،‬وسلمة بن شبيب سماعه من عبد الرزاق متأخر يف األرجح‪ ،‬بعد ‪200‬‬
‫هـ‪..‬‬

‫‪35‬‬
‫نجد‪ :‬قرن الشيطان‬

‫ويؤيده )أي حديث الباب( أيضا ً الحديثان التاليان‪ ،‬بل هما أبلغ يف دفع التهمة املكذوبة عن )العراق(‪:‬‬
‫* حديث أنس بن مالك عن زيد بن ثابت‪] :‬نظر قبل اليمن‪ ،‬والعراق والشام‪ ،‬وقال‪ :‬اللهم أقبل بقلوبهم[‬
‫* كما أخرجه اإلمام الطرباني يف معجمه الكبري )ج‪/5‬ص‪/116‬ح‪] :(4790‬حدثنا عبد الله بن أحمد بن‬
‫حنبل حدثني أبي حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا عمران القطان عن قتادة عن أنس بن مالك عن‬
‫زيد بن ثابت قال نظر رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬قبل اليمن فقال اللهم أقبل بقلوبهم ونظر قبل‬
‫العراق فقال اللهم أقبل بقلوبهم ونظر قبل الشام فقال اللهم أقبل بقلوبهم وبارك لنا يف صاعنا ومدنا[؛‬
‫وأخرج اإلمام أحمد بن حنبل يف مسنده )ج‪/5‬ص‪/185‬ح‪] :(21650‬حدثنا سليمان بن داود حدثنا‬
‫عمران به‪ ،‬وذكر اليمن فقط[؛ وكذلك اإلمام عبد الله بن أحمد بن حنبل يف فضائل الصحابة‬
‫)ج‪/2‬ص‪/862‬ح‪(1607‬؛ والطرباني يف معجمه األوسط )ج‪/3‬ص‪/73‬ح‪(2527‬؛ والرتمذي يف سننه‬
‫)ج‪/5‬ص‪/726‬ح‪] :(3934‬حدثنا عبيد الله بن أبي زياد القطواني وغري واحد قالوا حدثنا أبو الوليد‬
‫حدثنا عمران القطان به[‪ ،‬وقال أبو عيىس‪) :‬هذا حديث حسن صحيح غريب ال نعرفه من حديث زيد بن‬
‫ثابت إال من حديث عمران القطان(؛ والطرباني يف معجمه الكبري )ج‪/5‬ص‪/116‬ح‪] :(4789‬حدثنا عيل‬
‫بن عبد العزيز وأبو مسلم الكيش ويوسف القايض قالوا حدثنا عمرو بن مرزوق أخربنا عمران القطان‬
‫به[‬
‫* وأخرجه اإلمام الطرباني يف معجمه الكبري )ج‪/5‬ص‪/116‬ح‪ (4791‬باختصار شديد‪] :‬حدثنا محمد‬
‫بن عثمان بن أبي شيبة حدثني أبي قال وجدت يف كتاب أبي بخطه حدثنا مستلم بن سعيد عن منصور‬
‫بن زاذان عن أنس قال دعا رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬ألمته فقال اللهم أقبل بقلوبهم إىل دينك‬
‫وحط من وراءهم برحمتك[‪ ،‬وقال اإلمام الطرباني‪) :‬ولم يذكر زيد بن ثابت(؛ ذكر زيد زيادة ثقة فلعل‬
‫أنس كان يحدث به عن النبي‪ ،‬كعادة الصحابة يف اإلرسال عن بعضهم بعضاً‪ ،‬فسأله قتادة إن كان سمعه‬
‫من رسول الله‪ ،‬فأخربه بأنه أخذه من زيد بن ثابت‪ ،‬وهذا ال يزيد الرواية إال قوة‪.‬‬
‫قلت‪ :‬وإسناد الطرباني للحديث الطويل صحيح عىل رشط البخاري‪ ،‬والحديث‪ ،‬بتمام طوله‪ ،‬صحيح‬
‫بشهادة حديث جابر‪ ،‬وسيأتي‪ ،‬وباملتابعة الطريفة التالية‪:‬‬
‫* فقد أخرج اإلمام الطرباني يف معجمه الصغري )ج‪/1‬ص‪/174‬ح‪ ،(273‬ويف معجمه األوسط‬
‫)ج‪/3‬ص‪/234‬ح‪ (3015‬متابعة صحيحة للفظ التام‪] :‬حدثنا إسحاق بن خالويه الواسطي حدثنا عيل‬
‫بن بحر بن بري حدثنا هشام بن يوسف الصنعاني أخربنا معمر حدثنا ثابت البناني وسليمان التيمي‬
‫عن أنس بن مالك أن النبي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬نظر قبل العراق والشام واليمن فقال اللهم أقبل‬
‫بقلوبهم عىل طاعتك وحط من وراءهم[‪ ،‬ثم قال‪) :‬لم يروه عن التيمي اال معمر وال عنه إال هشام بن‬
‫يوسف القايض تفرد به عنه عيل بن بحر(؛ قلت‪ :‬كل هذا التفرد ال يرض ألنهم كلهم أئمة ثقات أثبات‬
‫مشاهري‪.‬‬
‫* وحديث جابر‪] :‬نظر نحو اليمن فقال اللهم أقبل بقلوبهم ونظر نحو العراق‪ ،‬فقاله[‬

‫‪36‬‬
‫نجد‪ :‬قرن الشيطان‬

‫* كما أخرجه اإلمام البخاري يف األدب املفرد )ج‪/1‬ص‪/170‬ح‪] :(482‬حدثنا إسماعيل بن أبى أويس‬
‫قال حدثني بن أبى الزناد عن موىس بن عقبة عن أبى الزبري عن جابر أنه سمع النبي‪ ،‬صىل الله عليه‬
‫وسلم‪ ،‬عىل املنرب نظر نحو اليمن فقال اللهم أقبل بقلوبهم ونظر نحو العراق فقال مثل ذلك ونظر نحو‬
‫كل أفق فقال مثل ذلك وقال اللهم ارزقنا من تراث األرض وبارك لنا يف مدنا وصاعنا[؛ وأخرجه اإلمام‬
‫أحمد بن حنبل يف مسنده )ج‪/3‬ص‪/342‬ح‪] :(14731‬حدثنا حسن حدثنا بن لهيعة حدثنا أبو الزبري‬
‫عن جابر به[‬
‫قلت‪ :‬إن صح هذا الرتتيب‪) :‬نحو اليمن فقال اللهم أقبل بقلوبهم ونظر نحو العراق(‪ ،‬أي أنه بدأ باليمن‪،‬‬
‫أي اتجه إىل القبلة واستدبر السامعني‪ ،‬ثم دار عكس عقارب الساعة‪ ،‬ثم استقبل العراق‪ ،‬يعني الشمال‬
‫الرشقي املحض بال شبهة‪ ،‬ولعله أشار بيده وقال‪) :‬هذا العراق(‪ ،‬أو كالما ً نحو هذا‪ ،‬بحيث تيقن جابر‬
‫من وجهته‪ ،‬وال شك أنه استمر يف دورانه )تأمل قوله‪ :‬ونظر نحو كل أفق فقال مثل ذلك( فاستقبل الشام‪،‬‬
‫ثم مرص‪ ،‬ثم السودان‪ ،‬فالحبشة؛ نقول‪ :‬إن صح هذا الرتتيب فال شك أنه رضب صفحا ً عن )نجد( ولم‬
‫يستقبلها‪ ،‬أو يتوقف عندها‪ ،‬أو يذكرها أصال ً‪.‬‬

‫| فصل‪ :‬املبحث الرابع‬


‫أما بالنسبة للجزئية الرابعة‪ ،‬أال وهي‪ :‬هل تنطبق األحاديث كل األزمنة‪ ،‬أم ألزمنة مخصوصة فقط‪ ،‬وعىل‬
‫من تنطبق؟!‬
‫األحاديث كلها تتكلم عن )قرن الشيطان( أو )قرنا الشيطان(‪ ،‬وكذلك عن )رأس الكفر(‪ ،‬وعن )الفتن(‪:‬‬
‫فالحزم واالحتياط يوجب تطبيقها فقط عىل‪:‬‬
‫)‪(1‬ــ الطوائف املمتنعة والكيانات والفرق الحربية الكافرة‪ ،‬كفرا ً أصليا ً‪ ،‬كبني حنيفة بقيادة مسيلمة‬
‫الكذاب قديماً‪ ،‬وكالتتار واملغول والشعوب الطورانية عىل مر الزمن؛ أو ذات البدع واالنحرافات واألهواء‬
‫املخرجة من امللة‪ ،‬أي املخرجة من اإلسالم إىل الكفر املتيقن املقطوع به‪ ،‬كالقرامطة‪.‬‬
‫والكفر موجود رشقا ً وغرباً‪ ،‬وشماال ً وجنوباً‪ ،‬ويمنا ً وشأماً‪ ،‬ولكن ال يصبح )رأس كفر(‪ ،‬أو أن يذكر مع‬
‫)الفتن(‪ ،‬إال إذا كان مع العدوان واملحاربة‪ ،‬والفساد يف األرض‪ ،‬وإهالك الحرث والنسل؛‬
‫)‪(2‬ــ الطوائف املمتنعة والكيانات والفرق املنتسبة إىل اإلسالم‪ ،‬واملتورطة يف يشء من البدع واألهواء‪،‬‬
‫التي ال تخرج من امللة‪ ،‬ولكنها تجعلها ترمي مخالفيها من املسلمني بالرشك والكفر‪ ،‬والخروج من امللة‪:‬‬
‫فتستحل قتالهمن وتسل عليهم السيف‪ ،‬وتقاتلهم بالفعل‪ ،‬كفرق األزارقة والنجدات والوهابية؛ ودولة‬
‫تيمور لنك الرافضية؛ والدولة الرافضية الصفوية؛‬

‫أما الصنف األول‪ :‬صنف الكفار الخارجني من امللة‪ ،‬فواضح وضوح الشمس يف رابعة النهار؛‬
‫وأما الصنف الثاني‪ :‬رؤوس الرش من أهل القبلة‪ ،‬وهو ما قد يستنكره بعض الناس‪ ،‬فألن تلك الطوائف‬
‫املمتنعة والكيانات والفرق‪ ،‬وإن كانت منتسبة إىل اإلسالم‪ ،‬إال أنها متورطة يف الكفر العميل‪:‬‬

‫‪37‬‬
‫نجد‪ :‬قرن الشيطان‬

‫بيان ذلك أنه ال يجوز تطبيق أحاديث هذا البحث عىل األهواء واالنحرافات غري املخرجة من امللة‪ ،‬التي‬
‫وقعت‪ ،‬وال تزال تقع‪ ،‬تقع من أهل اإلسالم رشقا ً وغرباً‪ ،‬وشماال ً وجنوباً‪ ،‬ويمنا ً وشأماً‪ ،‬إال ما جاء النص‬
‫الرشعي قطعيا ً رصيحا‪:‬‬
‫أوال ً‪ :‬يف تسميتها بذاتها‪ :‬كفرا ً‪ ،‬أو رشكا ً‪ ،‬أو تسمية فاعلها‪ :‬كافرا ً‪ ،‬أو مرشكا ً‪ ،‬أو بصيغة الفعل‪َ :‬ك َف َر‪ ،‬أو‬
‫رش َك‪ :‬هكذا نصا ً بعني لفظه املخصوص؛ فال يدخل يف هذا مثل قوله‪) :‬ليس منا(‪ ،‬أو قوله‪) :‬والله‪ :‬ال‬ ‫أَ ْ َ‬
‫يؤمن(‪ ،‬أو قوله‪) :‬ال يزني الزاني حني يزني وهو مؤمن(‪ ،‬وال حتى قوله‪) :‬من قتل نفسه بحديدة‪ ...،‬إلخ‪،‬‬
‫يف نار جهنم خالدا ً مخلدا ً فيها أبدا ً(‪ ،‬وما تجده يف بعض كتب العقائد من جعل ذلك كله بابا ً واحدا خطأ ٌ‬
‫جسيم قاتل‪ ،‬يؤول‪ ،‬ال محالة‪ ،‬إىل تكذيب الله ورسوله‪ ،‬أو اتهامها بالتلبيس والتضليل املتعمد‪ ،‬أو بالعجز‬
‫عن البيان القاطع للعذر الذي تقوم به الحجة يوم القيامة؛‬
‫ثانيا ً‪ :‬أن ال يوجد يف النص نفسه‪ ،‬أو يف نص رصيح صحيح‪ ،‬أو رضورة حس وعقل ملجئة ال محيص‬
‫رضبَ ال ّل ُه مَ ثَالً َق ْري ًَة‬
‫منها‪ ،‬صارف للفظ عن حقيقته الرشعية املعتادة؛ مثال ذلك قوله‪ ،‬جل جالله‪} :‬وَ َ َ‬
‫وْف‬ ‫وع وَا ْل َخ ِ‬ ‫َاس ا ْلجُ ِ‬ ‫ان َف َك َف َر ْت ِبأَنْعُ ِم ال ّل ِه َفأَذَ َاقهَ ا ال ّل ُه ِلب َ‬ ‫ْ‬
‫طمَ ِئن ﱠ ًة يَأتِيهَ ا ِر ْز ُقهَ ا َر َغدا ً مﱢن ُك ﱢل مَ َك ٍ‬
‫َكان َ ْت ِآمن َ ًة مﱡ ْ‬
‫ون{‪) ،‬النحل؛ ‪ ،(112 :16‬فذكر النعمة يأذن برصف الكفر هنا إىل املعنى اللغوي‪ :‬كفر‬ ‫َصنَعُ َ‬ ‫ِبمَ ا َكانُوا ْ ي ْ‬
‫النعمة‪ ،‬أي جحودها‪ ،‬الذي قد يكون ها هنا‪ ،‬يف هذه الحالة املخصوصة‪ ،‬من الكفر الرشعي‪ ،‬وقد ال يكون؛‬
‫ون{‪) ،‬البقرة؛ ‪ ،(152 :2‬فذكر الشكر‬ ‫}فاذْ ُك ُرونِي أَذْ ُك ْر ُك ْم ْ‬
‫وَاش ُك ُروا ْ ِيل وَ ال َ تَ ْك ُف ُر ِ‬ ‫وكذلك قوله‪ ،‬جل جالله‪َ :‬‬
‫ها هنا مقابل الكفر يأذن هنا أيضا ً برصف الكفر هنا إىل املعنى اللغوي‪ :‬كفر النعمة‪ ،‬أي جحودها‪ ،‬الذي‬
‫قد يكون‪ ،‬يف هذه الحالة املخصوصة‪ ،‬من الكفر الرشعي‪ ،‬وقد ال يكون؛ وقوله‪ ،‬صىل الله عليه وعىل آله‬
‫وسلم‪) :‬يكفرن العشري( فاإلضافة إىل العشري توجب‪ ،‬وال بد‪ ،‬برصف الكفر هنا إىل املعنى اللغوي‪ :‬كفر‬
‫النعمة‪ ،‬أي جحودها‪ ،‬وهو قطعا ً ليس من الكفر الرشعي أصالً؛ وقوله‪ ،‬صىل الله عليه وعىل آله وسلم‪:‬‬
‫)الرشك فيكم أخفى من دبيب النمل(‪ ،‬وقوله‪) :‬الرشك أخفى من دبيب الذر عىل الصفا يف الليلة الظلماء(‪،‬‬
‫فوصف الرشك هنا بأنه خفي يوجب‪ ،‬وال بد‪ ،‬برصف الرشك عن حقيقته الرشعية التي هي حرصا ً‪ :‬أن‬
‫يُجْ عَ َل مع الله إالها آخر؛ أو‪ :‬أن تجعل لله ندا ً‪ :‬وهذا ال خفاء فيه‪ ،‬قطعا ً ويقينا ً‪ ،‬بل هو أوضح يشء يف‬
‫العالم‪.‬‬
‫ثالثا ً‪ :‬أن يكون ذلك مرتبطا ً ارتباطا ً جوهريا ً‪:‬‬
‫)‪(1‬ــ يف األحوال القلبية الباطنة‪ :‬بـ)القسوة وغلظ القلوب‪ ،‬والجفاء‪ ،‬والفخر والخيالء(‪ ،‬مع‬
‫مالحظة أن بعض األحاديث تربط جفاء أولئك القوم‪ ،‬وما فيهم من الغلظة والقسوة‪ ،‬بطريقة عيشهم‪ ،‬أي‬
‫بوصفهم )الفدادين( رعاء اإلبل والبقر‪ .‬وهذا واضح جدا ً يف املرشق القريب )نجد جزيرة العرب املعروفة(‬
‫أو املرشق البعيد )بالد املغول والتتار(‪ ،‬وهم بهذه الصفة يف جميع األزمنة؛‬
‫)‪(2‬ــ ويف األعمال الظاهرة بـ)الفتن(‪ .‬والفتنة يف استخدام الشارع‪ ،‬إذا جاءت غري مضافة‪ ،‬هي‬
‫حرصا ً‪:‬‬

‫‪38‬‬
‫نجد‪ :‬قرن الشيطان‬

‫)أ(ــ إما ظهور الرشك والكفر وهيمنتهما التي تخرج الناس من دين الله بالقوة‬
‫والتعذيب مبارشة‪ ،‬كما كانت تفعل قريش قديماً‪ ،‬والدول الشيوعية حديثا ً‪ ،‬أو تفرض عليهم‬
‫أنظمة وقوانني وأنماط عيش تجعل املؤمن غري قادر عىل عبادة ربه وممارسة دينه بأمن وحرية‪،‬‬
‫كما تفعل فرنسا وتركيا‪ ،‬وغريها من الدول العلمانية األصولية املتطرفة هذه األيام؛ وهذا وحده‬
‫ون الدﱢي ُن ِل ّل ِه‬‫ون فِ تْن َ ٌة وَ يَ ُك َ‬ ‫وه ْم حَ تﱠى ال َ تَ ُك َ‬ ‫هو املقصود يف قول‪ ،‬جل جالله‪ ،‬وسما مقامه‪} :‬وَ َقا ِتلُ ُ‬
‫ني{‪) ،‬البقرة؛ ‪(193 :2‬؛‬ ‫ظال ِِم َ‬ ‫َف ِإ ِن انتَهَ وا ْ َفالَ عُ د َ‬
‫ْوَان إِال ﱠ عَ َىل ال ﱠ‬
‫)ب(ــ أو‪ :‬التقاتل بني أهل اإلسالم؛ وهذا هو املقصود غي عامة أحاديث الفتن؛‬
‫أما إذا أضيفت كقولك )فتنة املال( أو )فتنة النساء( فهي كل ما يغري بالوقوع يف املعصية‪ ،‬والخروج عن‬
‫ني‬‫وَات ِم َن الن ﱢ َساء وَا ْلبَ ِن َ‬ ‫الشهَ ِ‬ ‫اس حُ بﱡ ﱠ‬ ‫االستقامة‪ ،‬ويكون هذا عادة يف ما يوافق شهوات النفس‪ُ } :‬زيﱢ َن لِلن ﱠ ِ‬
‫وﱠمَة َ‬
‫وَاألنْعَ ا ِم وَا ْلحَ ْر ِث ذَ ِل َك مَ تَا ُع ا ْلحَ يَا ِة ال ﱡدنْيَا وَال ّل ُه‬ ‫ط َر ِة ِم َن الذﱠ َه ِب وَا ْلفِ ﱠض ِة وَا ْل َخي ِْل ا ْلم َُس ِ‬ ‫ري ا ْلم َُقن َ‬
‫اط ِ‬‫وَا ْل َقن َ ِ‬
‫آب{‪) ،‬آل عمران؛ ‪.(14 :3‬‬ ‫عِ ند َُﻩ حُ ْس ُن ا ْلمَ ِ‬
‫فخرج من هذا قوله‪ ،‬صىل الله عليه وعىل آله وسلم‪ ،‬عن الصالة‪) :‬من تركها فقد كفر( ألن ترك الصالة‬
‫أمر فردي تعبدي‪ ،‬ليس له عالقة مبارشة بالتقاتل بني املسلمني‪ ،‬وتركها ينشأ من الكسل والتهاون‬
‫والغفلة‪ ،‬أو من الشك والتكذيب؛ وهذه األحوال ليست عادة من جنس القسوة وغلظ القلوب‪ ،‬والجفاء‪،‬‬
‫والفخر والخيالء املذكورة يف أحاديث هذا الباب؛ فلم يبق إذا ً مما تنطبق عليه رشوطنا الثالثة أعاله إال‪:‬‬
‫* قوله‪ ،‬صىل الله عليه وعىل آله وسلم‪) :‬سباب املسلم فسوق وقتاله كفر(‪ ،‬وقد رواه كل من عبد الله بن‬
‫مسعود )وهو متواتر عنه(‪ ،‬وأبو هريرة‪ ،‬وسعد بن أبي وقاص‪ ،‬والنعمان بن مقرن‪ ،‬وأنس بن مالك‪،‬‬
‫وكذلك يف األرجح عبد الله بن مغفل‪ ،‬فهذا كأنه نقل تواتر عن النبي‪ ،‬صىل الله عليه وعىل آله وسلم؛‬
‫* وقوله‪) :‬ال ترجعوا بعدي كفارا يرضب بعضكم رقاب بعض(‪ ،‬وهو منقول نقل تواتر يفيد القطع‬
‫واليقني عنه‪ ،‬صىل الله عليه وعىل آله وسلم‪ :‬رواه عنه كل من‪ :‬جرير بن عبد الله البجيل‪ ،‬وعبد الله بن‬
‫مْرو ب ِْن يَث ْ ِر ِب ّي‪ ،‬وعبد الله بن عمر بن الخطاب‪ ،‬وأبو بكرة نفيع بن الحارث الثقفي‪ ،‬وعبد الله‬ ‫العباس‪ ،‬وعَ ِ‬
‫بن مسعود‪ ،‬وأسامة بن زيد‪ ،‬وأبو الغادية الجهني‪ ،‬وأنس بن مالك‪ ،‬وأبو سعيد الخدري‪ ،‬والرقايش عم‬
‫يش‪ ،‬وأبو أمامة صدي بن عجالن الباهيل‪ ،‬ووابصة بن معبد األسدي‪،‬‬ ‫ري بْ ِن ْ‬
‫مَخ ِ ﱟ‬ ‫أبي حرة الرقايش‪ ،‬وحُ جَ ْ ِ‬
‫رشي ٍْط؛ وربما‪ :‬جابر بن عبد الله‪ ،‬وحذيفة بن اليمان‪ ،‬وأم املؤمنني عائشة‬ ‫اص ِم ب ِْن ا ْلحَ َك ِم‪ ،‬ونُبَي ِْط ب ِْن ُ َ‬ ‫وعَ ِ‬
‫الصنَا ِبحِ ي‪ ،‬وقد أخذاه‬ ‫بنت الصديق؛ وقد أرسله الثقات األكابر من كبار التابعني املخرضمني‪ :‬مرسوق‪ ،‬و ﱡ‬
‫قطعا ً من األكابر من الصحابة ممن سبق ذكره‪ ،‬أو من غريهم؛‬
‫* وقوله‪) :‬إذا قال الرجل ألخيه يا كافر‪ ،‬فهو كقتله(؛ وقوله‪) :‬من قال ألخيه يا كافر فقد باء به أحدهما(؛‬
‫وقوله‪) :‬لعن املؤمن كقتله‪ ،‬ومن قذف مؤمنا بكفر فهو كقتله(؛ وهي صحاح أخرجها الشيخان‪ ،‬وأهل‬
‫السنن واملسانيد؛‬
‫ف عَ َليْ ُك ْم َرجُ ٌل َق َرأ َ‬ ‫ان‪َ :‬قا َل َر ُسو ُل ال ﱠل ِه‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪» :‬إِ ﱠن مَ ا أَتَ َخوﱠ ُ‬ ‫* وحديث حُ ذَي َْف َة بن اليَمَ ِ‬
‫وَرا َء‬‫ان ِر ْدئًا ل ْ ِِإل ْس َال ِم‪َ ،‬غ ﱠري َُﻩ إ ِ َىل مَ ا َشا َء ال ﱠل ُه‪َ ،‬فان ْ َس َل َخ ِمن ْ ُه وَ نَبَذَ ُﻩ َ‬ ‫آن حَ تﱠى إِذَا ُر ِئي َْت بَهْ جَ تُ ُه عَ َلي ِْه‪ ،‬وَ َك َ‬ ‫ا ْل ُق ْر َ‬

‫‪39‬‬
‫نجد‪ :‬قرن الشيطان‬

‫الرشكِ ‪ ،‬الْم َْر ِم ﱡي أ َ ِم‬ ‫الرشكِ «‪َ ،‬قا َل‪ُ :‬ق ْل ُت‪) :‬يَا ن َ ِب ﱠي ال ﱠل ِه‪ ،‬أَيﱡهُ مَا أ َ َ‬
‫وْىل ِب ﱢ ْ‬ ‫وَرمَا ُه ِب ﱢ ْ‬ ‫وَسعَ ى عَ َىل جَ ِارﻩِ ِب ﱠ‬
‫السي ِْف‪َ ،‬‬ ‫ظهْ ِرﻩِ ‪َ ،‬‬ ‫َ‬
‫الر ِامي«‪ ،‬وإسناده حسن‪ ،‬وهو صحيح بشواهده؛ وقد أشبعنا هذه األحاديث دراسة يف‬ ‫الر ِامي؟(‪َ ،‬قا َل‪» :‬ب َِل ﱠ‬‫ﱠ‬
‫ملحق خاص‪.‬‬

‫أسلفنا أن الصنف األول واضح‪ ،‬ال إشكال فيه‪ :‬وقد كان مسيلمة الحنفي الكذاب‪ ،‬وغريه من املتنبئة‬
‫الكذابني )سجاح التميمية وطليحة األسدي‪ ،‬وقد راجعا اإلسالم وتابا( يف صميم نجد جزيرة العرب‪ ،‬وال‬
‫عالقة لهم بالعراق املعروف؛ ثم القرامطة الكفار يف رشق الجزيرة العربية‪ ،‬ونجدها‪ ،‬وال سلطان لهم عىل‬
‫العراق‪ ،‬وال وجود يعتد به‪ ،‬إال من بعد الجواسيس والدعاة املستخفني؛ وحركات الردة املسلحة املحاربة‬
‫يف خراسان من أمثال املقنع الخراساني‪ ،‬وبا ِب َك ا ْل ُخ ﱠر ِم ﱢي‪ ،‬ومازيار‪ ،‬وغريهم؛ ثم هجمة املغول الوثنيني‬
‫املاحقة املدمرة بقيادة جنكيزخان وأبنائه وأحفاده‪ ،‬الذين استعرت بنارهم بالد املرشق األقىص‪ :‬كل ذلك‬
‫نبت قرنه ونشأ أصله يف املرشق‪ :‬من املرشق األدنى‪ :‬نجد جزيرة العرب؛ إىل املرشق األوسط‪ :‬خوزستان‪،‬‬
‫وكرمان‪ ،‬وسجستان‪ ،‬وخراسان؛ مرورا ً بالصغد والشاش؛ إىل املرشق األقىص‪ :‬أرض املغول والتتار عند‬
‫بحرية بايكال‪ ،‬وشمال الصني وكوريا‪ ،‬وكل ذلك بعيد عن العراق‪ ،‬كما هو محدد بدقة متناهية يف املبحث‬
‫األول‪.‬‬
‫وما زالت هناك تطبيقات ومصاديق من الصنف األول لألحاديث املتعلقة بالرشق لم تظهر بعد‪ ،‬ولكنا‬
‫ستأتي ال محالة عىل زمن رأس الكفر‪ ،‬عدو الله‪ ،‬وعدو رسله‪ :‬املسيح الدجال‪ ،‬لعنه الله‪ ،‬وكذلك خروج‬
‫يأجوج ومأجوج )والصحيح الراجح أنهما قبيلتان من قبائل الصني أو الرتك!( إثر هالك الدجال‪ ،‬بعده‬
‫مبارشة بمدة قصرية‪.‬‬

‫وهذا ال يمنع من وجود يشء قليل من ذلك يف غري املرشق‪ ،‬ويف القبائل اليمانية‪ ،‬فقد كان للخم وجذام‬
‫بالشام‪ ،‬عندما كان أمراؤهم أتباعا ً وعمال ًء لإلمرباطورية الرومانية‪ ،‬دور يسء يف مقتلة املسلمني يف مؤتة‪،‬‬
‫ولكنها زلة عارضة من قبيلتني مباركتني يف بلد مبارك؛ وكان األسود العنيس الكذاب‪ ،‬لعنه الله‪ ،‬يف اليمن‬
‫املبارك‪ ،‬ولكن كان رشه‪ ،‬وما سفك من الدماء بسببه‪ ،‬قليالً جداً‪ ،‬فال يبلغ عرش معشار ما تسبب فيه‬
‫مسيلمة الحنفي الكذاب‪ ،‬لعنهما الله‪ .‬ولم تكن جذور فتنته عميقة يف عقول أهل اليمن وأفئدتهم‪ ،‬وال كان‬
‫له قبول واسع‪ :‬فما أن تم اغتيال الرجل إال وقد فر بضع مئات من أتباعه‪ ،‬وتاب الباقون‪ ،‬وانتهت فتنته‪،‬‬
‫وف ِر َغ منها‪ ،‬ثم أقبلت قبائل اليمن مهاجرة إىل الله ورسوله فكانت هي رأس الحربة يف الفتوحات عامة‪،‬‬ ‫ُ‬
‫وفتوحات الشام ومرص وكافة أفريقيا‪ ،‬باإلضافة إىل دورهم الفعال يف استئصال الغالة املارقني‪ ،‬القتلة‬
‫السفاحني من الخوارج )كما سيأتي بعضه عرضا ً(‪ :‬تماما ً كما جاء عنه‪ ،‬صىل الله عليه وعىل آله وسلم‪:‬‬
‫ون أَبْنَاء َُه ْم عَ َىل عَ وَاتِقِ ِه ْم‪َ :‬ف ِإنﱠهُ ْم ِمنﱢي وَأَنَا‬
‫ون ن َِساء َُه ْم وَ يَحْ ِملُ َ‬ ‫»إِذَا مَ ﱡروا ِب ُك ْم ــ يَعْ نِي أ َ ْه َل ا ْلي ِ‬
‫َمَن ــ ي َُس ُ‬
‫وق َ‬
‫ِمنْهُ ْم«‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫نجد‪ :‬قرن الشيطان‬

‫كل ذلك بخالف املرتدين الرشسني من أهل نجد‪ ،‬وعامتهم من مرض وربيعة‪ ،‬الذين نزع أمري املؤمنني‪،‬‬
‫خليفة رسول الله‪ ،‬أبو بكر الصديق‪ ،‬رضوان الله وسالمه عليه‪ ،‬سالحهم‪ ،‬ورضب عليهم الذلة‪ ،‬وألزمهم‬
‫أذناب اإلبل‪ ،‬حتى صفح عنهم أمري املؤمنني‪ ،‬عمر بن الخطاب‪ ،‬رضوان الله وسالمه عليه‪ ،‬وأذن لهم‬
‫باملشاركة يف الجهاد يف العراق‪ ،‬والنزول يف أمصارها‪ .‬وما أحسب أنه فعل ذلك إال مكرها ً مضطرا ً لحاجته‬
‫إىل املقاتلني األشداء يف حرب اإلمرباطورية الفارسية الجبارة‪ .‬وال أشك أنه كان يراقبهم بكل دقة‪ ،‬وال يأذن‬
‫لهم يف مراتب القيادة‪.‬‬
‫وبقي يف من نزل منهم العراق‪ ،‬واختط يف أمصارها‪ ،‬يشء كثري من قسوة القلوب‪ ،‬وغلظة الطبع‪ ،‬وكربياء‬
‫الجاهلية وجالفتها وجفائها‪ ،‬ما جعل التقاتل وعدم االستقرار واملشاغبة يف أهل العراق‪ ،‬أول األمر‪ ،‬أكثر‬
‫نسبيا ً من غريهم من األقطار اإلسالمية‪ ،‬وهذا هو ما وبخهم عليه سالم بن عبد الله بن عمر‪ ،‬وبقي الحال‬
‫كذلك لعدة قرون‪ ،‬حتى تهذب الناس وتحرضوا شيئا ً فشيئا ً‪.‬‬

‫ولعيل‪ ،‬بهذه املناسبة‪ ،‬ألفت النظر إىل نكتة من عجائب تصديق الله لنبيه‪ ،‬صىل الله عليه وعىل آله وسلم‪،‬‬
‫)شمﱠ ر(‪ ،‬وهي يمانية األصل‪ ،‬ولكنها تعترب‬‫أال وهي‪ :‬أن قبيلة طيء‪ ،‬التي غلب عليها يف زمننا هذا اسم‪َ :‬‬
‫نجدية الدار‪ ،‬كثرية العدد‪ ،‬مرهوبة الجانب‪ ،‬لم يستطع أحد أن يجليها عن ديارها عند جبال أجا وسلمى‬
‫منذ آالف السنني‪ ،‬كان عندها من العقل واإليمان والحكمة‪ ،‬ما عصمها من اللحاق باملرتدين فسلمت‬
‫وربحت‪) :‬اإليمان يمان‪ ،‬والحكمة يمانية(‪ ،‬وكذلك يف العصور الحديثة عندما رفض أهلها‪ ،‬حكاما ً من آل‬
‫رشيد ومحكومني‪ ،‬االنخراط يف املؤامرة السعودية الربيطانية امللعونة‪ ،‬عىل الخالفة العثمانية‪ ،‬ووقفوا‬
‫بالسيف يف وجه العميل الربيطاني الخبيث )عبد اإلنجليز بن سعود(؛ هذا من جانب‪ ،‬ومن جانب آخر فإن‬
‫الله ق ﱠدر لها من قديم الزمان عندما هاجر أجدادها من اليمن أن تنزل يف منطقة جبلية من الدرع العربي‪،‬‬
‫وهي تماثل جيولوجيا ً الحجاز واليمن‪ ،‬وهي عىل كل حال خارج املنطقة املشؤومة املحدودة بالخط ذي‬
‫الزاوية السمتية ‪ 52‬درجة؛ وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء‪ ،‬والله ذو الفضل العظيم‪.‬‬

‫ولعلنا اآلن نركز دراستنا عىل املرشق األدنى‪ :‬نجد جزيرة العرب‪ :‬فالظاهر أن األحاديث املتعلقة بالرشق‬
‫القريب‪ ،‬أي بنجد جزيرة العرب‪ ،‬وما حولها كالبحرين وعمان‪ ،‬إنما تنطبق انطباقا أوليا ً عىل زمن النبي‪،‬‬
‫عليه وعىل آله الصالة والسالم‪ .‬فقبائل نجد جزيرة من ربيعة ومرض كانت هي رأس الكفر والحرب‬
‫والعداوة لله ورسوله‪ ،‬ال سيما مسيلمة الكذاب‪ ،‬لعنه الله‪ ،‬وقومه من بني حنيفة‪ ،‬وهؤالء من الصنف‬
‫األول‪.‬‬

‫وال أشك أن األحاديث موضع الدرس ها هنا تنطبق أيضا ً عىل الخوارج الغالة‪ ،‬الذين رموا مخالفيهم‬
‫بالرشك والخروج من امللة‪ ،‬واستحلوا قتلهم‪ ،‬وقتل نسائهم وأطفالهم‪ .‬وهؤالء من الصنف الثاني‪ .‬وقد‬
‫كانت نقطة انطالقهم مرشق الجزيرة العربية‪ :‬نجد‪ ،‬ومركزها اليمامة‪ ،‬والبحرين‪ ،‬ثم عمان‪ ،‬وأكثر‬

‫‪41‬‬
‫نجد‪ :‬قرن الشيطان‬

‫رجاالتهم‪ ،‬وبخاصة قياداتهم‪ ،‬من ربيعة ومرض‪ ،‬وبايعوا نافع بن األزرق الحنفي )وبنو حنيفة من‬
‫ربيعة(‪ ،‬وسموه أمري املؤمنني‪ ،‬فغلبوا عىل األهواز‪ ،‬وما ورائها من أرض فارس وكرمان )وكل ذلك يف‬
‫املرشق الذي حدده النبي‪ ،‬صىل الله عليه وعىل آله وسلم‪ ،‬بكل دقة(‪ ،‬ولم يغلبوا عىل يشء من العراق أصالً‪،‬‬
‫وال كان لهم فيه سلطان مستقر البتة‪ ،‬وال حتى عىل البرصة التي تقع عىل حدود سلطانهم‪ ،‬وإن وقعت يف‬
‫العراق بعض املناوشات‪ ،‬والكر والفر؛ وكانت الجيوش والبعوث من البرصة هي التي تخرج لحربهم‪ ،‬كرا ً‬
‫وفراً‪ ،‬حتى كرس املهلب بن أبي صفرة األزدي‪ ،‬بأمر من أمري املؤمنني عبد الله بن الزبري بن العوام‪ ،‬ريض‬
‫الله عنهما‪ ،‬شوكتهم بجيش انتخبه من أهل البرصة قوامه عرشة آالف‪ ،‬انضم إليهم عرشة آالف من قومه‬
‫األزد اليمانية‪ ،‬خاصة‪ ،‬فقاتلهم بهذا الجيش وهزمهم من دوالب األهواز إ ِ َىل األهواز‪ ،‬ومات نافع بن األزرق‬
‫الحنفي يف تلك الهزيمة‪ .‬وإليك هذا النص الطويل نسبيا ً الذي نقلناه من الفرق بني الفرق )ص‪65 :‬ــ‬
‫‪ (72‬ألبي منصور عبد القاهر البغدادي )وهو‪ :‬عبد القاهر بن طاهر بن محمد بن عبد الله البغدادي‬
‫التميمي اإلسفرائيني(‪ ،‬املتوىف سنة ‪ 429‬هـ‪ ،‬بتهذيب واختصار وترصف‪ ،‬يركز عىل األحداث التاريخية‪،‬‬
‫وأماكن املعارك والقتال‪ ،‬مع حذف أكثر ما ورد من عرض لألقاويل الكالمية والفقهية‪ ،‬وهي ال تعنينا يف‬
‫هذا املقام‪ ،‬قال‪] :‬وبايعت األزارقة بعده عبيد الله بن مأمون التميمي وقاتلهم املهلب بعد ذلك باألهواز‬
‫فقتل عبيد الله بن مأمون يف تلك الواقعة وقتل ايضا أخوه عثمان بن مأمون مع ثلثمائة من أشد األزارقة‬
‫وانهزم الباقون منهم اىل إيدج )وهي منطقة بني خوزستان وأصبهان( وبايعوا قطري بن الفجاءة املازني‬
‫التميمي‪ ،‬وسموه أمري املؤمنني‪ .‬وقاتلهم املهلب بعد ذلك حروبا كانت سجاال وانهزمت األزارقة يف آخرها‬
‫اىل سابور من أرض فارس وجعلوها دار هجرتهم‪ .‬وثبت املهلب وبنوه وأتباعهم عىل قتالهم تسع عرشة‬
‫سنة بعضها يف أيام عبد الله بن الزبري وباقيها يف زمان عبد امللك بن مروان‪ ،‬ووالية الحجاج عىل العراق‪.‬‬
‫وأقر الحجاج املهلب عىل حرب األزارقة فدامت الحرب يف تلك السنني بني املهلب وبني األزارقة كرا وفرا‬
‫فيما بني فارس واألهواز اىل أن وقع الخالف بني األزارقة ففارق عبد ربه الكبري قطريا ً وصار اىل واد يف‬
‫كرمان يف سبعة آالف رجل‪ ،‬وفارقه عبد ربه الصغري يف أربعة آالف وصار اىل ناحية اخرى من كرمان‪،‬‬
‫وبقى قطري يف بضعة عرش ألف رجل بأرض فارس وقاتله املهلب بها وهزمه اىل أرض كرمان‪ ،‬وتبعه‬
‫وقاتله بأرض كرمان وهزمه منها اىل الري‪ ،‬ثم قاتل عبد ربه الكبري فقتله وبعث بابنه يزيد بن املهلب اىل‬
‫عبد ربه الصغري فأتى عليه وعىل اصحابه‪ .‬وبعث الحجاج سفني بن األبرد الكلبى يف جيش كثيف اىل‬
‫قطري بعد أن انحاز من الري اىل طربستان فقتلوه بها وانفذوا برأسه اىل الحجاج؛ وكان عبيدة بن هالل‬
‫اليشكري قد فارق قطريا ً وانحاز اىل ُقو ِمس )وهي شمال رشق الري يف اتجاه جرجان( فتبعه سفني بن‬
‫االبرد وحارصه يف حصن قومس اىل ان قتله وقتل اتباعه‪.‬‬
‫أما النجدات‪ :‬فهم اتباع نجدة بن عامر الحنفي وكان السبب يف زعامته أن نافع بن االزرق ملا أظهر الرباءة‬
‫من القعدة عنه‪ ،‬حتى وإن كانوا عىل رأيه‪ ،‬وسماهم مرشكني واستحل قتل أطفال مخالفيه ونسائهم‪،‬‬
‫فارقه أبو فديك وعطية الحنفي وراشد الطويل ومقالص وأيوب األزرق وجماعة من اتباعهم وذهبوا اىل‬
‫اليمامة فاستقبلهم نجدة بن عامر يف جند من الخوارج يريدون اللحوق بعسكر نافع‪ ،‬فاخربوهم بأحداث‬

‫‪42‬‬
‫نجد‪ :‬قرن الشيطان‬

‫نافع وردوهم اىل اليمامة وبايعوا بها نجدة بن عامر‪ ،‬وأكفروا من قال بإكفار القعدة منهم عن الهجرة‬
‫اليهم‪ ،‬وأكفروا من قال بإمامة نافع‪ ،‬وأقاموا عىل إمامة نجدة اىل أن اختلفوا عليه يف امور نقموها منه‪.‬‬
‫فلما اختلفوا عليه صاروا ثالث فرق‪ :‬فرقة صارت مع عطية بن األسود الحنفي اىل سجستان وتبعهم‬
‫خوارج سجستان ولهذا قيل لخوارج سجستان يف ذلك الوقت عطوية؛ وفرقة صارت مع أبي فديك حربا‬
‫عىل نجدة وهم الذين قتلوا نجدة؛ وفرقة عذروا نجدة يف إحداثه وأقاموا عىل إمامته[‪ ،‬ثم ذكر ماذا نقم‬
‫أتباع نجدة عليه‪ ،‬ولم نحذف بعضه ليعترب القارئ‪ ،‬وليحمد الله عىل نعمة العقل‪ ،‬قال‪] :‬والذى نقمه عىل‬
‫نجدة اتباعه أشياء منها‪ :‬انه بعث جيشا يف غزو الرب وجيشا يف غزو البحر ففضل الذين بعثهم يف الرب عىل‬
‫الذين بعثهم يف البحر يف الرزق والعطا؛ ومنها أنه بعث جيشا فأغاروا عىل مدينة الرسول عليه السالم‬
‫وأصابوا منها جارية من بنات عثمان بن عفان فكتب اليه عبد امللك يف شأنها فاشرتاها من الذى كانت يف‬
‫يديه وردها اىل عبد امللك بن مروان فقالوا له‪) :‬إنك رددت جارية لنا عىل عدونا!(‪ ،‬ومنها أنه عذر أهل‬
‫الخطأ يف االجتهاد بالجهاالت وكان السبب يف ذلك أنه بعث ابنه املطرح مع جند من عسكره اىل القطيف‪،‬‬
‫فأغاروا عليها وسبوا منها النساء والذرية؛ وقوموا النساء عىل أنفسهم ونكحوهن قبل إخراج الخمس من‬
‫الغنيمة وقالوا‪ :‬ان دخلت النساء يف قسمنا فهو مرادنا وان زادت قيمهن عىل نصيبنا من الغنيمة غرمنا‬
‫الزيادة من أموالنا‪ ،‬فلما رجعوا اىل نجدة سألوه عما فعلوا من وطء النساء ومن أكل طعام الغنيمة قبل‬
‫إخراج الخمس منها وقبل قسمة أربعة أخماسها بني الغانمني فقال لهم لم يكن لكم ذلك فقالوا لم نعلم‬
‫ان ذلك ال يحل لنا فعذرهم بالجهالة‪ .‬ثم قال ان الدين أمران‪ :‬أحدهما معرفة الله تعاىل ومعرفة رسله‬
‫وتحريم دماء املسلمني وتحريم غصب اموال املسلمني واإلقرار بما جاء من عند الله تعاىل جملة فهذا‬
‫واجب معرفته عىل كل مكلف‪ ،‬وما سواه فالناس معذورون بجهالته حتى يقيم عليه الحجة يف الحالل‬
‫والحرام فمن استحل باجتهاده شيئا محرما فهو معذور ومن خاف من العذاب عىل املجتهد املخطئ قبل‬
‫قيام الحجة عليه فهو كافر[‪ ،‬وذكر بدعا وأقواال أخرى لنجدة‪ ،‬ثم قال‪] :‬فلما أحدث هذا اإلحداث وعذر‬
‫اتباعه بالجهاالت‪ :‬استتابه أكثر أتباعه من إحداثه وقالوا له اخرج اىل املسجد وتب من إحداثك ففعل ذلك‬
‫ثم ان قوما منهم ندموا عىل استتابته وانضموا اىل العاذرين له وقالوا له أنت اإلمام ولك االجتهاد ولم يكن‬
‫لنا ان نستتيبك‪ :‬فتب من توبتك‪ ،‬واستتب الذين استتابوك وإال نابذناك ففعل ذلك فافرتق عليه أصحابه‬
‫وخلعه اكثرهم وقالوا له اخرت لنا إماما فاختار أبا فديك وصار راشد الطويل مع أبى فديك يدا واحدة‬
‫فلما استوىل أبو فديك عىل اليمامة علم ان أصحاب نجدة اذا عادوا من غزواتهم أعادوا نجدة اىل اإلمارة‬
‫فطلبه ليقتله فاختفى نجدة يف دار بعض عاذريه ينتظر رجوع عساكره الذين كان قد فرقهم يف سواحل‬
‫الشام ونواحي اليمن‪ .‬ونادى منادى أبى فديك من دلنا عىل نجدة فله عرشة آالف درهم؛ وأي مملوك دلنا‬
‫عليه فهو حر‪ :‬فدلت عليه أمة للذين كان نجدة عندهم فأنفذ أبو فديك راشدا الطويل يف عسكر اليه‬
‫فكبسوه وحملوا رأسه اىل أبى فديك فلما قتل نجدة صارت النجدات بعده ثالث فرق‪ :‬فرقة أكفرته‬
‫وصارت اىل أبى فديك كراشد الطويل وأبى بيهس وأبى الشمراخ واتباعهم؛ وفرقة عذرته فيما فعل وهم‬
‫النجدات اليوم‪ ،‬وفرقة من النجدات بعدوا عن اليمامة وكانوا بناحية البرصة شكوا فيما حكى من احداث‬

‫‪43‬‬
‫نجد‪ :‬قرن الشيطان‬

‫نجدة توقفوا يف أمره وقالوا ال ندري هل أحدث تلك األحداث ام ال فال نربأ منه اال باليقني‪ .‬وبقى أبو فديك‬
‫بعد قتل نجدة اىل ان بعث اليه عبد امللك بن مروان يعمر بن عبيد الله بن معمر التيمي يف جند فقتلوا أبا‬
‫فديك وبعثوا برأسه اىل عبد امللك بن مروان‪ ،‬فهذه قصة النجدات‪.‬‬
‫ذكر الصفرية من الخوارج‪ :‬وهم اتباع زياد بن األصفر وقولهم يف الجملة كقول األزارقة يف أن أصحاب‬
‫الذنوب مرشكون غري أن الصفرية ال يرون قتل أطفال مخالفيهم ونسائهم واألزارقة يرون ذلك[‪ ،‬وطول‬
‫جدا يف ذكر أقوالهم‪ ،‬وأنهم يتولون املحكمة األوائل الذين خرجوا عىل أمري املؤمنني اإلمام عيل بن أبي‬
‫طالب‪ ،‬فكل الصفرية يقولون بمواالة عبد الله بن وهب الراسبي وحرقوص بن زهري السعدي التميمي‬
‫واتباعهما من املحكمة االوىل ويقولون بإمامة ابى بالل مرداس بن عَ مْرو بن حدير الحنظيل التميمي )من‬
‫بني َر ِبيعَ ة بن حنظله‪ ،‬ويقال له‪ :‬بن أ ُ َدي َﱠة( بعدهم؛ وبإمامة عمران بن حطان السدويس بعد ابى بالل؛‬
‫وذكر شيئا ً يسريا ً من أخبار املحكمة األوائل وأئمتهم؛ ثم ذكر العجاردة من الخوارج وهم أتباع عبد‬
‫الكريم بن عجرد وكان عبد الكريم من اتباع عطيه بن االسود الحنفي‪ ،‬وقد افرتقوا إىل عرش فرق‪ ،‬أكثر‬
‫خالفاتهم يف القضاء والقدر‪ ،‬وعامتهم يف سجستان‪ ،‬وبعضهم يف كرمان ومكران؛ حتى قال‪] :‬ذكر‬
‫الحمزية منهم‪ :‬وهم اتباع حمزة بن أكرك الذي عاث فسادا يف سجستان وخراسان ومكران وقوهستان‬
‫وكرمان وهزم الجيوش الكثرية وكان يف االصل من العجاردة الخازمية ثم خالفهم يف باب القدر‬
‫واالستطاعة فقال فيها بقول القدرية فأكفرته الخازمية يف ذلك؛ ثم زعم مع ذلك أن أطفال املرشكني يف‬
‫النار فأكفرته القدرية؛ يف ذلك ثم إنه واىل القعدة من الخوارج مع قوله بتكفري من ال يوافقه عىل قتال‬
‫مخالفيه من فرق هذه االمة مع قوله بأنهم مرشكون وكان اذا قاتل قوما وهزمهم أمر بإحراق أموالهم‬
‫وعقر دوابهم وكان مع ذلك يقتل االرساء من مخالفيهم‪ ،‬وكان ظهوره يف أيام هارون الرشيد ىف سنة تسع‬
‫وسبعني ومائة وبقى الناس يف فتنته اىل أن مىض صدر من أيام خالفة املأمون[‪ ،‬وذكر بعض قضاته‬
‫ووالته‪ ،‬ثم قال‪] :‬ثم ان حمزة أرسى رسية اىل الخازمية من الخوارج بناحية فلجرد فقتل منهم مقتلة‬
‫عظيمة ثم قصد بنفسه هراة فمنعه اهلها من دخولها فاستعرض الناس خارج املدينة وقتل منهم الكثري‬
‫فخرج اليه عمرو بن يزيد األزدي وهو يومئذ واىل هراة مع جنده فدامت الحرب بينهم شهورا وقتل من‬
‫ارض هراة جماعة وقتل من أصحاب حمزة هيصم الشاري وكان داعية حمزة يدعو الناس اىل ضاللته‪.‬‬
‫ثم أغار حمزة عىل كروخ من رستاق هراة واحرق أموالهم وعقر أشجارهم؛ ثم حارب عمرو بن يزيد‬
‫وق ِتل عمرو‪ .‬ثم انتصب عىل بن عيىس بن هاديان وهو يومئذ واىل خراسان لحرب‬ ‫األزدي بقرب بوشبخ ُ‬
‫حمزة فانهزم منه اىل ارض سجستان بعد ان قتل من قواده ستون رجال سوى اتباعه؛ فلما وصل اىل‬
‫سجستان منعه أهل زرنج عن دخول البلد فاستعرض الناس بالسيف يف صحراء البلد؛ ثم تنكر ألهل‬
‫زرنج بان ألبس أصحابه السواد يوهمهم انهم أصحاب السلطان )يعني‪ :‬العبايس( وأنذرهم بذلك منذر‬
‫فمنعوه من دخول البلدة فعقر نخلهم يف سوادهم وقتل املجتازين يف صحاريهم‪ .‬ثم قصد نهر شعبة‬
‫وقتل بها الكثري من الخوارج الخلفية وعقر اشجارهم وأحرق أموالهم وانهزم منه رئيس للخلفية اسمه‬
‫مسعود بن قيس وعرب يف هزيمته واديا وغرق فيه وشك أتباعه يف موته‪ ،‬وهم ينتظرونه اىل اليوم‪ .‬ثم رجع‬

‫‪44‬‬
‫نجد‪ :‬قرن الشيطان‬

‫حمزة من كرمان وأغار يف طريقه عىل رستاق بست من رساتيق نيسابور وكان بها قوم من الخوارج‬
‫الثعالبة فقتلهم حمزة‪ .‬ودامت فتنته بخراسان وكرمان وقوهستان وسجستان اىل آخر ايام الرشيد‬
‫وصدر من خالفة املأمون الشتغال أكثر جند خراسان بقتال رافع بن ليث بن نرص بن سيان عىل باب‬
‫سمرقند فلما تمكن املأمون من الخالفة كتب اىل حمزة كتابا استدعاه فيه اىل طاعته فما ازداد اال عتوا يف‬
‫امره فبعث املأمون بطاهر بن الحسني لقتال حمزة فدارت بني طاهر وحمزة حروب قتل فيها من‬
‫الفريقني مقدار ثالثني ألفا أكثرهم من اتباع حمزة؛ وانهزم فيها حمزة اىل كرمان‪ .‬وأتى طاهر عىل القعدة‬
‫عن حمزة ممن كان عىل رأيه وظفر بثلثمائة منهم فأمر بشد كل رجل منهم بالحبال بني شجرتني قد‬
‫جذبت رؤوس بعضها اىل بعض ثم قطع الرجل بني الشجرتني فرجعت كل واحدة من الشجرتني‬
‫بالنصف من بدن املشدود عليها؛ ثم ان املأمون استدعى طاهر بن الحسني من خراسان وبعث به اىل‬
‫منصبه فطمع حمزة يف خراسان فأقبل يف جيشه من كرمان فخرج اليه عبد الرحمن النيسابوري يف‬
‫عرشين الف رجل من غزاة نيسابور ونواحيها فهزموا حمزة بإذن الله وقتلوا االلوف من أصحابه وانفلت‬
‫منهم حمزة جريحا ومات يف هزيمته هذه‪ ،‬وأراح الله عز وجل منه ومن أتباعه العباد بعد ذلك وكانت‬
‫هذه الواقعة التي هلك بعدها حمزة الخارجي القدري من مفاخر اهل نيسابور والحمد لله عىل ذلك[‬

‫وإنما طولنا يف هذا النص لريى القارئ بعيني رأسه‪:‬‬


‫أوال ً‪ :‬حجم املجازر املرعبة التي تورط فيها أولئك الغالة املارقون‪ ،‬وأنه تستحق بحق أن تكون قرنا ً من‬
‫قرون الشيطان‪ ،‬وأن تعد من كبار الفتن‪ ،‬ورؤوس الكفر العميل‪ ،‬إن لم يكن االعتقادي؛‬
‫وثانيا ً‪ :‬انطباق مواقع تلك األحداث عىل املنطقة التي حددها بكل دقة سيدي أبو القاسم محمد‪ ،‬خاتم‬
‫النبيني‪ ،‬صىل الله عليه وعىل آله وسلم‪ :‬من نجد الجزيرة )واليمامة بخاصة( إىل الرشق األبعد؛ وليس منها‬
‫يشء يف العراق أصالً‪ :‬وسنورد‪ ،‬بعد قليل‪ ،‬الخرائط لرتى بنفسك املواقع التي وردت يف النص‪.‬‬

‫ومما قلناه أعاله يظهر لك حجم الخطأ الفاحش‪ ،‬والتخليط الكبري يف أقوال األئمة القدامى كالذي قاله ابن‬
‫عبد الرب يف »االستذكار« )‪246/27‬ــ ‪ (247‬يف رشح حديث‪» :‬إن الفتنة ها هنا«‪»] :‬إشارة رسول الله‪،‬‬
‫صىل الله عليه وسلم‪،‬ــ والله أعلمــ إىل ناحية املرشق بالفتنة؛ ألن الفتنة الكربى التي كانت مفتاح فساد‬
‫ذات البني هي قتل عثمان بن عفان‪...‬ــ ريض الله عنه‪ ،‬وهي كانت سبب وقعة الجمل‪ ،‬وحروب صفني‪،‬‬
‫كانت يف ناحية املرشق‪ ،‬ثم ظهور الخوارج يف أرض نجد والعراق‪ ،‬وما وراءها من املرشق[‪ ،‬حيث خلط‬
‫رشقا ً بغرب‪ :‬فال عالقة للفتنة الكربى – مقتل عثمان‪ ،‬رضوان الله وسالمه عليه – بهذه األحاديث‪ ،‬وهي‬
‫لم تنشأ يف املرشق‪ ،‬وإنما يف دار الخالفة نفسها بتآمر بني أمية‪ ،‬وبخاصة آل أبي معيط‪ ،‬عىل عثمان‪،‬‬
‫رضوان الله وسالمه عليه‪ ،‬وخيانتهم له‪ ،‬تمهيدا ً للوثوب عىل منرب رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وعىل آله‬
‫وسلم الذي نزوا عليه كما تنزوا القردة‪ .‬وأما ذكره لظهور الخوارج يف أرض نجد‪ ،‬وما وراءها من املرشق‪،‬‬
‫فصحيح‪ ،‬ولكن ال معنى لذكر العراق يف ذلك‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫نجد‪ :‬قرن الشيطان‬

‫‪46‬‬
‫نجد‪ :‬قرن الشيطان‬

‫‪47‬‬
‫نجد‪ :‬قرن الشيطان‬

‫‪48‬‬
‫نجد‪ :‬قرن الشيطان‬

‫فال شك إذا أن نجد الجزيرة العربية كان لها بعد رأس الكفر األول‪ :‬مسيلمة الكذاب‪ ،‬واملرتدون‪ ،‬نصيب‬
‫وافر من الفتن واألهواء التي ال تخرج من اإلسالم‪ ،‬وينطبق عليها‪ ،‬مع ذلك‪ ،‬ما جاء يف أحاديث هذا البحث‬
‫املذكورة أعاله‪ ،‬ملا أسلفنا تأصيله‪ ،‬فهم إذا ً من الصنف الثاني‪ :‬دولة الخوارج‪ ،‬خوارج نجد واليمامة‪ ،‬وهي‬
‫دولة توالوا عليها من عهد معاوية إىل عهد عبد امللك بن مروان‪ .‬كان عليها نجدة بن عامر الحروري‪،‬‬
‫وخلف عليها‪ ،‬بعد أن ُق ِتل نجدة‪ ،‬أبو فديك الحروري‪ ،‬ثم خرج فيها ثائرا ً مهيار بن سلمى من عهد الوليد‬
‫بن يزيد إىل عهد مروان الحمار فهذا طول عهد بني أمية؛ ثم قطع قرن الشيطان‪ ،‬وهدأت األمور‪ ،‬وانتهت‬
‫فتنة الخوارج بعد ذلك عندما صار األمر يف نجد إىل األخيرضيني يف عهد العباسيني وهم شيعة‪ ،‬زيدية يف‬
‫األرجح‪ ،‬وليسوا روافض كما يزعم الغالة املارقون الكذابون من منسوبي الفرقة الوهابية‪.‬‬

‫ثم نبت قرن جديد للشيطان عندما خلفهم يف القرن الرابع الهجري القرامطة‪ ،‬الذين ظهروا يف البحرين‪،‬‬
‫رشق جزيرة العرب املسمى حاليا ً‪ :‬األحساء‪ ،‬ثم غلبوا عىل نجد وبقيت تحت سيطرتهم مدة مديدة‪ ،‬وبلغ‬
‫رشهم بيت الله الحرام‪ ،‬فذبحوا الحجيج‪ ،‬وأسالوا الدماء أنهارا ً‪ .‬والقرامطة الكفار‪ ،‬عليهم لعائن الله‪،‬‬
‫بدون أدنى شك أو ريب‪ ،‬قرن حديد من قرون الشيطان‪ ،‬ورأس من رؤوس الكفر‪ ،‬وواحدة من أهم‬
‫مصاديق األحاديث الرشيفة التي سقناها أعاله‪ ،‬وهم من الصنف األول‪ :‬أهل الكفر االعتقادي‪.‬‬

‫ثم هي كانت نجد بعد ذلك يف سبات عميق ال يعرف فيها إىل زمن قريب إال الجهل والقبلية والعنرصية‬
‫والتخلف والفتن الصغرية‪ :‬نزاعات عىل مشيخة قبيلة‪ ،‬أو إمارة قرية‪ ،‬أو عني ماء‪ .‬وال يكاد يوجد فيها من‬
‫العلم والحضارة عرش معشار ما كان يف العراق‪.‬‬

‫ثم ظهرت الفرقة الوهابية يف منتصف القرن الهجري الثاني عرش )منصف القرن الثامن عرش امليالدي(‪،‬‬
‫يف اليمامة من نجد جزيرة العرب‪ ،‬أي يف الصميم من أرض األعراب‪ ،‬أهل الفخر والخيالء والكرب‪ :‬غالظ‬
‫األكباد‪ ،‬قساة القلوب‪ .‬وقد قلد مؤسسها الشيخ محمد بن عبد الوهاب التميمي اإلمام ابن تيمية يف زلته‬
‫الشنعاء عندما عرف األلوهية والعبادة تعريفا ً خاطئاً‪ ،‬وقسم التوحيد إىل ثالثة أقسام تقسيما ً باطال ً‪،‬‬
‫وابتدع )رشك القبور(‪ ،‬الذي ال وجود له يف العالم‪ .‬ولم يكن لدى الشيخ محمد بن عبد الوهاب التميمي‬
‫عرش معشار ما لدى ابن تيمية من العلوم الرشعية وعلوم اللغة العربية‪ ،‬وغريهما من العلوم النقلية‪ ،‬وال‬
‫يشء يعتد به من العلوم العقلية كاملنطق‪ ،‬والفلسفة‪ ،‬وعلوم الكالم‪ ،‬التي تورث أصحابها عمقا ً ودقة يف‬
‫التفكري‪ ،‬وحذرا ً من الحكم عىل األقوال بالصحة املطلقة إال باليقيني من الرباهني‪ ،‬مع املواظبة عىل مراجعة‬
‫النفس‪ ،‬واتهام الرأي‪ ،‬وتمييزا ً لألدلة الربهانية يف مقابلة االستدالالت الخطابية‪ ،‬واإليهامات‬
‫السوفسطائية‪ ،‬فال عجب أن تصبح مقوالت ابن تيمية اإلصالحية الخاطئة‪ ،‬بعجرها وبجرها‪ ،‬عند الشيخ‬
‫محمد بن عبد الوهاب وأتباعه كأنها قرآن منزل‪ ،‬بل لعلها أكثر من ذلك‪ :‬كلها محكمات قطعيات‪ ،‬والقرآن‬
‫فيه املحكم واملتشابه؛ وال عجب أن تنقلب تلك الزلة الشنعاء يف يده سيفا ً مصقوال ً ترضب به الرقاب‪:‬‬

‫‪49‬‬
‫نجد‪ :‬قرن الشيطان‬

‫وﱠف عَ َليْ ُك ْم َرجُ ٌل َق َرأ َ‬


‫فتحول اإلصالح املزعوم إىل غلو ومروق‪ ،‬تماما ً كما يف حديث حذيفة‪» :‬إ ِ ﱠن مَ ا أَتَ َخ ُ‬
‫ان ِر ْدئًا ل ْ ِِإل ْس َال ِم‪َ ،‬غ ﱠري َُﻩ إ ِ َىل مَ ا َشا َء ال ﱠل ُه‪َ ،‬فان ْ َسلَ َخ ِمن ْ ُه وَ نَبَذَ ُﻩ َ‬
‫وَرا َء‬ ‫الْ ُق ْر َ‬
‫آن حَ تﱠى إِذَا ُر ِئي َْت بَهْ جَ تُ ُه عَ لَي ِْه‪ ،‬وَ َك َ‬
‫الرشكِ «؛ وإذا سل الغالة املارقون السيف فقد نبت )قرن‬ ‫وَرمَا ُه ِب ﱢ ْ‬
‫السي ِْف‪َ ،‬‬ ‫وَسعَى عَ َىل جَ ِارﻩِ ِب ﱠ‬ ‫ظهْ ِرﻩِ ‪َ ،‬‬ ‫َ‬
‫الشيطان(‪ :‬فما أعظم تلبيس إبليس‪.‬‬

‫ولهذا القرن الشيطاني الجديد‪ ،‬قرن فرقة الخوارج الوهابية‪ ،‬خصوصية تميزه عن أمثاله يف سابق األزمنة‪:‬‬
‫ذلك ألن الشيخ محمد بن عبد الوهاب كان من بيت فقه وعلم من بلدة العيينة‪ ،‬وليس له أو ألهل بيته ثقل‬
‫سيايس أو سابق زعامة قبلية أو إمارة قروية‪ ،‬هذا من جانب‪ ،‬ومن جانب آخر‪ :‬تضخم )وسواس( رشك‬
‫القبور يف عقله وقلبه‪ ،‬واستحوذ عىل كل كيانه‪ ،‬فلم بعد يرى يف األمة عيباً‪ ،‬وال يف العالم رشكا ً إال وله‬
‫عالقة بالقبور‪ ،‬وهو موقن يف نفس الوقت أن )اإلصالح( ال يمكن أن يتم إال بالسيف‪ ،‬وال سيف عنده‪ ،‬فلم‬
‫يجد بدا ً من التعاقد عىل النرصة مع محمد بن سعود‪ ،‬أمري الدرعية منشئا ً كيانا ً مزدوجا ً‪ ،‬ليس له سابقة‬
‫يف التاريخ اإلسالمي‪ :‬امللك والسلطان‪ ،‬أي‪ :‬الدولة‪ :‬ملحمد بن سعود‪ ،‬ولولده من بعده‪ ،‬وراثة فعلية‪،‬‬
‫محسنة ببيعة صورية شكلية؛ والدعوة واملشيخة – وإن شئت فقل‪) :‬الكنيسة( – للشيخ‪ ،‬وال يستغرب أن‬
‫تكون وراثة‪ ،‬كما هي عادة بيوتات العلم يف تلك البيئة املتخلفة‪ .‬فالقرن الشيطاني الجديد هذا قرن‬
‫مزدوج‪ ،‬وهو من الصنف الثاني‪ :‬أهل الكفر العميل‪.‬‬
‫وملا كان ازدواج القيادة محاال ً‪ ،‬كان البد أن تهيمن الكنيسة‪ ،‬أو تهيمن الدولة‪ .‬والواقع التاريخي يثبت أن‬
‫الشيخ – أي الكنيسة – كان هو القائد أيام محمد بن سعود‪ ،‬وزمنا من أيام عبد العزيز بن محمد بن‬
‫سعود‪ ،‬ثم )تفرغ للعبادة!(‪ ،‬كذا يزعمون‪ .‬وبطبيعة الحال هيمنت الدولة بقية أيام عبد العزيز بن محمد‬
‫بن سعود‪ ،‬وما زالت إىل اليوم‪ ،‬وأصبحت الكنيسة جهازا ً من أجهزتها‪ ،‬وعمودا ً من أعمدتها‪ :‬نظام قمعي‬
‫كنيس كهنوتي رهيب‪.‬‬
‫وقرن الشيطان‪ ،‬إذا كان دولة ملكية وراثية‪ ،‬فال بد له‪ ،‬طال الزمن أو قرص‪ ،‬أن تهيمن عىل رؤوسه شهوة‬
‫امللك والسلطان‪ ،‬فال يرى املستبد‪ ،‬أو منافسيه من األرسة املالكة بأسا ً‪ ،‬يف طلبه أو تثبيته للملك‪ ،‬بتويل‬
‫الكفار الحربيني املعتدين‪ ،‬وقتال املسلمني )الذين سبق تصنيفهم عبدة قبور كفارا ً مرشكني( تحت‬
‫الرايات الكفرية‪ ،‬أي تحت راية الكفار الحربيني‪ :‬وأي بأس يف هذا‪ :‬نقاتل املرشكني باملرشكني‪ ،‬وندعو الله‬
‫أن يخرجنا – معرش املوحدين الوهابيني – من بينهم ساملني!‬
‫وليس هذا وسوسة أو تنظريا ً خياليا ً فقد فعل سعود بن فيصل بن تركي ذلك إذ واىل اإلنجليز‪ ،‬وإن كان‬
‫رساَ‪ ،‬ونفاقاً‪ ،‬يف حربه إلخوانه محمد بن فيصل بن تركي وعبد الله بن فيصل بن تركي متهما ً لهم بتويل‬
‫الروم املرشكني )يعني دولة الخالفة العثمانية!(‪ ،‬مستندا ً – بطبيعة الحال – إىل فتاوى الكنيسة النجدية‬
‫الوهابية‪ ،‬فأصبح آل سعود بذلك رأس الحربة يف املؤامرة العربية الربيطانية ضد الخالفة العثمانية‪ .‬وقد‬
‫بدأت تلك املؤامرة امللعونة يف الخليج العربي ورشق الجزيرة العربية‪ .‬وملعرفة املزيد من تفاصيل تلك‬
‫الخيانة واملؤامرة التاريخية الكربى عىل االمة مع بريطانيا راجع كتاب )عبيد بال أغالل( للباحث املحقق‪،‬‬

‫‪50‬‬
‫نجد‪ :‬قرن الشيطان‬

‫املفكر املدقق الشيخ الدكتور حاكم بن عبيسان املطريي‪ ،‬حفظه الله‪ .‬ففي الخليج العربي ورشق الجزيرة‬
‫العربية‪ ،‬أي رشق الجزيرة ونجدها بدأت تلك املؤامرة امللعونة‪ ،‬وليس يف غربها وحجازها‪ ،‬فالرشق هو‬
‫الذي توىل كرب الجريمة وقد بدأت الرضبة من هناك‪ ،‬وبدعم جماهريي كبري من الجماهري املضللة بالتدين‬
‫املهووس الوهابي‪ ،‬ثم انتقلت إىل الحجاز يف غرب الجزيرة العربية بعد ذلك بعقود من الزمن‪ ،‬وبفعالية‬
‫محدودة‪ ،‬وبدون دعم جماهريي معترب؛‬
‫ثم أصبح هذا – أي النفاق والتآمر رسا ً مع الكفار الحربيني ــ فنا ً أتقنه عبد العزيز بن عبد الرحمن آل‬
‫سعود الذي رباه مبارك الصباح‪ ،‬الوالد الروحي لعبد العزيز‪) ،‬ومبارك الصباح هذا زنديق فاسق‪ ،‬كان‬
‫يجاهر علنا ً بالفطر يف رمضان‪ ،‬ويجاهر علنا ً بعشق الذكران(‪ ،‬عىل املواالة والعمالة لإلنجليز‪ .‬وكان عبد‬
‫العزيز يتكتم عىل هذا حتى ذبح اإلخوان – إخوان من أطاع الله – بسيف فتاوى الكنيسة النجدية‪،‬‬
‫وبالطريان واألسلحة اإلنجليزية؛ ثم ازداد عبد العزيز بعدها وقاحة‪ ،‬فنجم نفاقه‪ ،‬وأظهر الكفر البواح‬
‫بتأسيس )اململكة العربية السعودية( بنظامها الوراثي الدستوري‪) ،‬نظام دستوري‪ ،‬وليس مجرد وراثة‬
‫فعلية‪ ،‬محسنة ببيعة صورية‪ ،‬كما كان الحال يف سالف األزمنة(‪ ،‬وتابعيتها امللعونة‪) :‬نظام التابعية‬
‫العربية السعودية(‪ :‬فاستفحل الغلو‪ ،‬وأصبحت دولة آل سعود من الصنف األول‪ :‬قرن رشك وكفر‪ ،‬وليس‬
‫فقط غلو ومروق‪ :‬قرنا ً حديدا ً من قرون الشيطان‪ ،‬ورأسا ً من رؤوس الكفر‪ ،‬وواحدة من أهم مصاديق‬
‫األحاديث الرشيفة التي سقناها أعاله‪ .‬وأغمضت الكنيسة النجدية عيناها‪ ،‬وأصمت أذناها‪ ،‬هذا إن كانت‬
‫لها أعني وآذان أصالً‪ :‬فما دامت ذرائع الرشك تسد بتدمري اآلثار اإلسالمية‪ ،‬والقبور مسواة‪ ،‬والقباب‬
‫واملشاهد واملزارات ممنوعة‪ :‬فجناب توحيدهم املمسوخ املشوه )توحيد القبور( مصون‪ ،‬وكل يشء بعد‬
‫ذلك يهون!‬

‫فال يغرنك إذا ً ما قاله الخطابي‪) :‬فظهر أن هذا الحديث خاص ألهل العراق؛ ألن النبي‪ ،‬صىل الله عليه‬
‫فرس املراد باإلشارة الحسيّة‪ ،‬وقد جاء رصيحا ً يف )املعجم الكبري( للطرباني النص عىل أنها العراق‪.‬‬
‫وسلم‪ ،‬ﱠ‬
‫وقول ابن عمر وأهل اللغة وشهادة الحال كل هذا يعني املراد(؛ فنقول‪ :‬قد اقتلعنا هذا الهراء من جذوره‪،‬‬
‫بل ونسفناه نسفاً‪،‬‬
‫وال يغرنك ما قاله‪ ،‬مثالً‪ ،‬الشيخ محمود شكري اآللويس‪ ،‬الذي تسميه الفرقة الوهابية‪) :‬عالمة العراق(‪:‬‬
‫)وال بدع فبالد العراق معدن كل محنة وبليّة‪ ،‬ولم يزل أهل اإلسالم منها يف رزية بعد رزية‪ ،‬فأهل حروراء‬
‫وما جرى منهم عىل اإلسالم ال يخفى‪ ،‬وفتنة الجهمية الذين أخرجهم كثري من السلف من اإلسالم إنما‬
‫خرجت ونبغت بالعراق‪ ،‬واملعتزلة وما قالوه للحسن البرصي وتواتر النقل به … إنما نبغوا وظهروا‬
‫بالبرصة‪ ،‬ثم الرافضة والشيعة وما حصل فيهم من الغلو يف أهل البيت‪ ،‬والقول الشنيع يف اإلمام عيل‪،‬‬
‫وسائر األئمة ومسبّة أكابر الصحابة‪ ،..‬كل هذا معروف مستفيض(‪.‬‬
‫فكل ما ذكر اآللويس‪ ،‬وإن كان يعضه من األهواء والضالالت القبيحة‪ ،‬واألقوال الشنيعة‪ ،‬ليس مما ينطبق‬
‫عليه األحاديث موضع البحث؛ وحتى الحرورية‪ ،‬وهم املحكمة األوائل‪ ،‬إنما انعزلوا جانبا ً‪ ،‬ولم تكن لهم‬

‫‪51‬‬
‫نجد‪ :‬قرن الشيطان‬

‫دولة مستقلة‪ ،‬أو طائفة ممتنعة ذات شوكة‪ ،‬وال قتلوا العامة‪ ،‬وإنما قتلوا بضعة رجال فقط‪ ،‬وحتى‬
‫بعض ذلك فيه شك ونظر‪ ،‬ويحتاج إىل دراسة مستقلة‪ ،‬ولم يكن معهم مواجهات معتربة إال معركة يف‬
‫النهروان‪ ،‬أيام عبد الله بن وهب الراسبي وحرقوص بن زهري‪ ،‬ومناوشات قليلة هنا وهناك أيام أبى بالل‬
‫مرداس املازني‪ ،‬وعمران بن حطان السدويس‪ ،‬كانت يف مجملها دفاعا ً عن النفس أيام املجرمني من بني‬
‫أمية‪ ،‬ووالتهم‪ :‬عبيد الله بن زياد‪ ،‬والحجاج بن يوسف‪ .‬واآللويس نفسه غلبت عليه عقلية الغلو الوهابية‪،‬‬
‫وفكرها الطائفي املقيت‪ ،‬فقال ما قال‪ .‬ولو أنصف لذكر أن املحكمة األوائل ما وجدوا وال نشأوا أصالً إال‬
‫بسبب الخديعة الخبيثة‪ ،‬خديعة رفع املصاحف‪ ،‬يف صفني‪ ،‬التي أفلتت بها الفئة الباغية )الداعية إىل‬
‫النار( من الهزيمة املحققة‪ ،‬وتَوﱠجَ ت عدوانها وخروجها عىل اإلمام الرشعي إمام الهدى أمري املؤمنني عيل‬
‫بن أبي طالب‪ ،‬رضوان الله وسالمه عليه‪ ،‬وعدوانها عىل األمة باغتصابها سلطانها؛ وعدوانها عىل اإلسالم‬
‫باستبدال سنة الشورى النبوية ببدعة امللك العضوض‪ .‬ولو أنصف لذكر أن عدد من قد قتلهم‪ ،‬أو تسبب‬
‫يف قتلهم‪ ،‬معاوية يف صفني وحدها كان أكثر بكثري من عدد من قتلتهم املحكمة األوائل يف كل عصورها‪.‬‬
‫وال يغرنك أيضا ً ما أكده الشيخ عبد الرحمن بن حسن‪) :‬فقد جرى عىل العراق من املالحم والفتن‪ ،‬ما لم‬
‫يجر يف نجد الحجاز‪ ،‬يعرف ذلك من له اطالع عىل السري والتاريخ‪ ،‬كخروج الخوارج بها‪ ،‬وكمقتل‬
‫الحسني‪ ،‬وفتنة ابن األشعث‪ ،‬وفتنة املختار وقد ادعى النبوة … وما جرى يف والية الحجاج بن يوسف من‬
‫القتال‪ ،‬وسفك الدماء‪ ،‬وغري ذلك مما يطول عده(‪.‬‬
‫فنقول‪ :‬هذا كالم الجاهل بوقائع التاريخ‪ ،‬أو املزور لها‪ :‬فأما الخوارج األوائل املحكمة فقد مىض الكالم‬
‫عنهم عند تعقيبنا عىل اآللويس؛ وأما مقتل الحسني فإنما قتله يزيد بن معاوية بيد ابن عمه‪ ،‬واليه عىل‬
‫الكوفة عبيد الله بن زياد بن أبي سفيان )بن أبي سفيان‪ :‬كذا ادعاه معاوية‪ ،‬واستلحقه( فأي ذنب‬
‫للعراق يف ذلك؛ وأما فتنة املختار‪ :‬فإنه ما سل السيف عىل أهل اإلسالم‪ ،‬وال كفرهم )كما فعلت‪ ،‬وتفعل‬
‫الفرقة الوهابية( وإنما أوقع املجازر يف قتلة الحسني ثأرا ً ملقتله‪ ،‬وعدد من قتلهم أقل بكثري من عدد من‬
‫قتلهم معاوية طلبا ً لثأر عثمان بزعمه؛ وأما ما جرى يف والية الحجاج بن يوسف الثقفي الحجازي املنشأ‪،‬‬
‫الشامي السلطان‪ ،‬من القتال‪ ،‬وسفك الدماء‪ ،‬فبظلم من الحجاج املجرم األصغر‪ ،‬وبإذن وأمر من سيده‬
‫املجرم األكرب‪ ،‬امللحد يف الحرم‪ ،‬عبد امللك بن مروان األموي الدمشقي‪ ،‬والعراق وأهله هم املظلومون‬
‫املعتدى عليهم؛ وأما ما أفحش بتسميته‪ :‬فتنة ابن األشعث‪ ،‬فوالله الذي ال إله إال هو‪ :‬ما خرج ابن األشعث‬
‫ومعه خرية قراء األمة عىل الحجاج إال بحق‪ ،‬ولكنهم‪ ،‬ألمر سبق يف علم الله‪ ،‬لم يحسنوا إدارة الرصاع‪،‬‬
‫فغلبهم الحجاج‪ ،‬لعنه الله‪.‬‬
‫وال يغرنك أيضا ً ما أفحش به الشيخ نارص الدين األلباني من الشغب التافه السقيم يف تعليقه عىل حديث‬
‫)اللهم بارك لنا يف شامنا(‪) :‬وقد تحقق ما أنبأ به عليه السالم‪ ،‬فإن كثريا ً من الفتن الكربى كان مصدرها‬
‫العراق كالقتال بني سيدنا عيل ومعاوية‪ ،‬وبني عيل والخوارج‪ ،‬وبني عيل وعائشة وغريها مما هو مذكور يف‬
‫كتب التاريخ‪ .‬فالحديث من معجزاته‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬وأعالم نبوته(‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫نجد‪ :‬قرن الشيطان‬

‫فنقول‪ :‬هكذا بكل وقاحة وجرأة‪) :‬مصدرها العراق(‪ ،‬كيف ومتى‪ ،‬ومن حقنا أن نسأله‪ :‬من هو الباغي‬
‫املعتدي يف القتال بني عيل ومعاوية؛ ومن هو املتسبب يف نشأة الخوارج املحكمة األوائل؛ ومن هو الظالم‬
‫املعتدي يوم الجمل‪ :‬أليس هما طلحة والزبري الذين أقرا بخطئهما وأرادا االنسحاب من ميدان القتال؛ وما‬
‫معنى ذكر عائشة هنا وهي ما خرجت لقتال‪ ،‬وهي‪ ،‬رضوان الله وسالمه عليها‪ ،‬مخطئة يف خروجها‪ ،‬وما‬
‫كان لها إال أن )تقر يف بيتها(؛ إنما خرجت أو أخرجت لإلصالح بني الناس‪ ،‬أو هكذا غرر بها‪.‬‬
‫وإذا كان األلباني قد أفحش يف النص آنف الذكر‪ ،‬فال أدري ما ذا أقول عن كالمه يف سلسلة األحاديث‬
‫الصحيحة ويشء من فقهها وفوائدها )‪ (305/5‬حيث اعرتف بدوافعه رصاحة‪] :‬وإنما أفضت يف تخريج‬
‫هذا الحديث الصحيح وذكر طرقه وبعض ألفاظه ألن بعض املبتدعة املحاربني للسنة واملنحرفني عن‬
‫التوحيد يطعنون يف اإلمام محمد بن عبد الوهاب مجدد دعوة التوحيد يف الجزيرة العربية‪ ،‬ويحملون‬
‫الحديث عليه باعتباره من بالد )نجد( املعروفة اليوم بهذا االسم‪ ،‬وجهلوا أو تجاهلوا أنها ليست هي‬
‫املقصودة بهذا الحديث‪ ،‬وإنما هي )العراق( كما دل عليه أكثر طرق الحديث‪ ،‬وبذلك قال العلماء قديما‬
‫كاإلمام الخطابي وابن حجر العسقالني وغريهم[‬
‫ال أحسب أن هناك حاجة للتعليق عىل قوله‪) :‬املبتدعة املحاربني للسنة واملنحرفني عن التوحيد( فهذا هو‬
‫ديدن كل مبتدع ضال‪ ،‬إذا أعوزته الحجة والربهان‪ ،‬لجأ إىل الفجور يف الخصومة‪ ،‬ثم التبديع والتكفري‪ ،‬ثم‬
‫سل السيوف‪ ،‬واستعداء السلطان‪ :‬شنشنة نعرفها من أخزم‪ .‬وقد حذﱠر خاتمة أنبياء الله‪ ،‬عليه وعىل آله‬
‫صلوات وتسليمات وتربيكات من الله‪ ،‬من الخطوة األوىل يف طريق الهلكة هذه‪ ،‬كما جاء يف حديث أنس‪:‬‬
‫ول ال ﱠل ِه‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬يَن ْ ِز ُع َهذَا ِبآي ٍَة وَ َهذَا ِبآي ٍَة‪َ ،‬ف َخ َرجَ‬ ‫َاب َر ُس ِ‬ ‫] َقا َل‪ُ :‬كنﱠا نَتَذَا َك ُر ا ْل ُق ْر َ‬
‫آن عِ ن ْ َد ب ِ‬
‫ان‪َ ،‬ف َقا َل‪») :‬يَا َه ُؤَال ِء‪ ،‬أَلِهَ ذَا بُعِ ثْتُمْ؟ أ َ ْم ِبهَ ذَا‬ ‫َر ُسو ُل ال ﱠل ِه‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪َ ،‬كأَنﱠمَ ا ُفقِ ئَ ِيف وَجْ ِه ِه حَ بﱡ ﱡ‬
‫الرمﱠ ِ‬
‫َعْض«([؛ وقد أثبتنا صحة هذا الحديث يف امللحق‬ ‫َعْض ُك ْم ِر َقابَ ب ٍ‬
‫َرضبُ ب ُ‬ ‫أ ُ ِم ْرتُمْ؟ َال تَ ْر ِجعُوا بَعْ دِي ُك ﱠف ًارا ي ْ ِ‬
‫املعنون‪) :‬سباب املسلم فسوق وقتاله كفر(‪ ،‬فراجعه هناك‪.‬‬
‫لكن ماذا نقول وكيف نفعل يف جملته‪) :‬أكثر طرق الحديث(؟‬
‫)‪ -(1‬هل نقول‪ :‬كذب رصاحة‪ ،‬فهو وضاع كذاب‪ ،‬وليس بثقة‪ :‬يستحق الرتك‪ ،‬وأن يرضب بروايته وأقواله‬
‫عرض الحائط؟ّ!‬
‫)‪ -(2‬أم نقول‪ :‬أعمته الحزبية الجامحة والعصبية الطائفية املقيتة حتى لم يعد يحسن تعداد طرق‬
‫األحاديث‪ ،‬وال نقد أسانيدها‪ ،‬وهو امللقب‪ :‬محدث العرص‪ ،‬ومحي السنة‪ ،‬وأسد السنة؟!‬
‫)‪ -(3‬أم نقول‪ :‬نسأل الله جميل السرت بمنه وفضله؛ كما قال اإلمام أبو حاتم محمد بن حبان البستي عند‬
‫ما ذكر سليمان بن داود الشاذكوني‪ ،‬أبا أيوب املنقري البرصي الحافظ‪ ،‬فقال يف الثقات‬
‫ف نفسه حتى يرد يف القلوب‪،‬‬ ‫ص ﱢ‬‫)‪/8‬ص‪] :(13442/279‬كان يحفظ حتى ذكر يف الحفاظ‪ ،‬إال أنه لم يُ َ‬
‫حدثنا عنه أبو يعىل وغريه من شيوخنا‪ ،‬ونحن نسأل الله جميل السرت بمنه وفضله[؛‬
‫كل ذلك‪ ،‬ونحوه من األقوال‪ ،‬يدل فقط عىل‪ :‬أن قائله قد جمحت به العصبية املذهبية الطائفية‪ ،‬فانغمس يف‬
‫)اإلرهاب الفكري(‪ ،‬وخرج من العدل واإلنصاف إىل )الفجور يف الخصومة(‪ .‬وهذه من شعب النفاق‪) :‬إذا‬

‫‪53‬‬
‫نجد‪ :‬قرن الشيطان‬

‫املكفرين‬ ‫خوارجية‪ ،‬إن لم يكن من الخوارج الغالة املارقني أنفسهم‪ ،‬ﱢ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫نزعة‬ ‫خاصم فجر(؛ أو إن عند قائله‬
‫املكفرين لجمهور املخالفني لهم‪ .‬فهؤالء انطلقوا‪ ،‬تماما ً كالخوارج من األزارقة والنجدات‬ ‫ﱢ‬ ‫بالذنوب‪ ،‬أو‬
‫والصفرية‪ ،‬إىل نصوص جاءت يف أهل الكفر‪ ،‬فجعلوها يف أهل اإلسالم‪ .‬والخطوة التالية هي بعدئذ‪ ،‬عياذا ً‬
‫بالله‪ :‬سل السيف عىل أهل اإلسالم وقتالهم‪ .‬وال شك أن للدعوة الوهابية نصيب وافر من هذا الغلو‬
‫واالنحراف‪ ،‬مهما تعصب لها رجاالتها ومقلدوهم من أمثال‪) :‬عالمة( العراق محمود شكري اآللويس‪،‬‬
‫والشيخ عبد الرحمن بن حسن‪ ،‬والشيخ حكيم محمد أرشف سندهو‪ ،‬والشيخ نارص الدين األلباني‪،‬‬
‫وغريهم‪.‬‬
‫وكل هذه األصناف تعاني من الداء الشيطاني امللعون‪ :‬الكرب‪ ،‬والعجب بالنفس‪ ،‬وتزكيتها‪ ،‬والقول بلسان‬
‫الحال‪ ،‬بل وأحيانا ً رصحة بلسان املقال‪) :‬نحن الفرقة الناجية(‪ ،‬أو )نحن الطائفة املنصورة(؛ عىل طريقة‬
‫اليهود والنصارى‪ ،‬إذ قالوا‪} :‬نَحْ ُن أَبْنَا ُء ال ﱠل ِه وَأَحِ ب ُﱠاؤ ُﻩ{‪ ،‬فأكذبهم الله إذ قال‪ُ :‬‬
‫}ق ْل‪َ :‬ف ِل َم يُعَ ذﱢبُ ُك ْم‬
‫اوَات ْ َ‬
‫وَاأل ْر ِض وَمَ ا‬ ‫السمَ ِ‬ ‫مﱠن َخ َل َق ي َْغفِ ُر لِمَ ْن ي ََشا ُء وَ يُعَ ذﱢبُ مَ ْن ي ََشاءُ‪ ،‬وَ ِللﱠ ِه ُم ْل ُك ﱠ‬ ‫َرش ِم ْ‬ ‫ِبذُنُو ِب ُكمْ؟! بَ ْل أَنْتُ ْم ب َ ٌ‬
‫مَصريُ{‪) ،‬املائدة؛ ‪(18 :5‬؛ أو طريقة الذين قالوا‪َ } :‬ل ْن تَمَ ﱠسنَا النﱠا ُر إِ ﱠال أَيﱠاما ً مَ عْ دُو َد ًة{‪،‬‬ ‫بَيْنَهُ مَ ا َوإ ِ َلي ِْه ا ْل ِ‬
‫ِف ال ﱠل ُه عَ هْ د َُﻩ‪ ،‬أ َ ْم تَ ُقولُ َ‬
‫ون عَ َىل ال ﱠل ِه مَ ا ال تَعْ َلمُو َن‬ ‫}ق ْل‪ :‬أَتﱠ َخذْتُ ْم عِ ن ْ َد ال ﱠل ِه عَ هْ دا ً َف َل ْن ي ُْخل َ‬
‫فأكذبهم الله إذ قال‪ُ :‬‬
‫صحَ ابُ الن ﱠ ِار ُه ْم فِ يهَ ا َخا ِلدُو َن{‪) ،‬البقرة؛ ‪(80 :2‬؛‬ ‫ط ْت ِب ِه َخ ِطيئَتُ ُه َفأُو َل ِئ َك أ َ ْ‬ ‫مَن َك َسبَ َسيﱢئَ ًة وَأَحَ ا َ‬ ‫* ب ََىل ْ‬
‫َات{‪ ،‬فسفه الله رأيهم قائالً‪َ } :‬‬
‫وَغ ﱠر ُه ْم ِيف‬ ‫أو الذين قالوا مرة أخرى‪َ } :‬ل ْن تَمَ ﱠسنَا النﱠا ُر إ ِ ﱠال أَيﱠاما ً مَ عْ دُود ٍ‬
‫ُون{‪) ،‬آل عمران؛ ‪.(24 :3‬‬ ‫دِ ين ِِه ْم مَ ا َكانُوا ي َْف َرت َ‬
‫فحذار‪ ،‬حذار أخي املسلم أن تكون منهم!!‬

‫اإلصدار الرابع ‪-‬حرر يف لندن؛‬


‫وروجع يوم األحد‪ ،‬الخامس عرش من شعبان املعظم ‪ 1434‬هـ‪،‬‬
‫املوافق‪ 23 :‬يونيو‪ -‬حزيران ‪ 2013‬م‬

‫‪http://www.tajdeed.net‬‬
‫‪https://www.tajdeed.org.uk‬‬

‫‪54‬‬
‫‪‬‬

‫ملحق )نجد قرن الشيطان(‬

‫* نص اإلمام الحافظ الحجة الكبري الخطيب البغدادي‪ ،‬بطوله كما هو يف تاريخ بغداد ]ت بشار‬
‫ربنَا عَ ِيل ّ بْن أ َ ِبي عَ ِيل ّ‬ ‫)‪] :[(320/1‬ذكر تعريب اسم العراق ومعناه وأن حده حد السواد ومنتهاه‪ :‬أ َ ْخ َ َ‬
‫ربنَا إسماعيل بْن سعيد املعدل‪َ ،‬قا َل‪َ :‬قا َل أَبُو بكر مُحَ مﱠد بْن القاسم بْن بشار األنباري‪:‬‬ ‫البرصي‪َ ،‬قا َل‪ :‬أ َ ْخ َ َ‬
‫َقا َل ابن األعرابي‪) :‬إنما سمي العراق عراقا‪ ،‬ألنه سفل عَ ْن نجد ودنا من البحر‪ ،‬أخذ من عراق القربة‪ ،‬وهو‬
‫الخرز الذي يف أسفلها(‪.‬‬
‫وَقا َل غريه‪ :‬العراق معناه يف كالمهم الطري‪.‬‬ ‫ــ َ‬
‫ــ قالوا‪ :‬وهو جمع عرقة والعرقة رضب من الطري‪.‬‬
‫ويقال أيضا‪ :‬العراق جمع عرق‪،‬‬
‫وَقا َل قطرب‪) :‬إنما سمي العراق عراقا؛ ألنه دنا من البحر وفيه سباخ وشجر‪ ،‬يقال‪ :‬استعرقت إبلكم‬ ‫ــ َ‬
‫إذا أتت ذلك املوضع(‪.‬‬
‫ﱠاس ب ِْن حَ يﱡوَ ي ِْه ا ْل َخ ﱠزا ُز‪َ ،‬قا َل‪ ، :‬أ َ ْخ َ َ‬
‫ربنَا‬ ‫ربنَا أَحْ مَ ُد بْ ُن أ َ ِبي جَ عْ َف ٍر ا ْل َق ِطيعِ ﱡي‪َ ،‬قا َل‪ :‬حَ ﱠدثَنَا مُحَ مﱠ ُد بْ ُن ا ْلعَ ب ِ‬ ‫ــ أ َ ْخ َ َ‬
‫اق من بلد‬ ‫اق ا ْلحَ ْر ِب ﱡي‪ :‬ا ْلعِ َر ُ‬ ‫اق إِبْراهِ ي ُم بْ ُن إ ِ ْسحَ َ‬ ‫اق ا ْلجَ البُ ‪َ ،‬قا َل‪َ :‬قا َل أَبُو إ ِ ْسحَ َ‬ ‫أَبُو أَيﱡوبَ ُس َليْمَ ا ُن بْ ُن إ ِ ْسحَ َ‬
‫إىل عبادان‪ ،‬وعرضا من العذيب إىل جبل حلوان‪ ،‬وإنما سميت العراق عراقا؛ ألن كل استواء عند نهر أو‬
‫عند بحر عراق‪ ،‬وإنما سمي السواد سوادا؛ ألنهم قدموا يفتحون الكوفة فلما‪ ،‬أبرصوا سواد النخل‪ ،‬قالوا‪:‬‬
‫ما هذا السواد؟‬
‫ري ا ْلم ُْق ِرئُ‪َ ،‬قا َل‪ :‬حَ ﱠدثَنِي أَحْ مَ ُد بْ ُن مُحَ مﱠ ِد ب ِْن‬ ‫ربنَا أَبُو بَ ْك ٍر مُحَ مﱠ ُد بْ ُن عُ َم َر ب ِْن بُ َك ْ ٍ‬ ‫ــ )‪(22‬ــ ]‪ [321 :1‬أ َ ْخ َ َ‬
‫َاس‪ ،‬عَ ِن ابْن‬ ‫األنْب َِاريﱡ ‪َ ،‬قا َل‪ :‬حَ ﱠدثَنَا أَبُو عُ مَ َر مُحَ مﱠ ُد بْ ُن أَحْ مَ َد ا ْلحَ لِيمِ ﱡي‪َ ،‬قا َل‪ :‬حَ ﱠدثَنَا آ َد ُم بْ ُن أ َ ِبي إِي ٍ‬ ‫إِب َْراهِ ي َم َ‬
‫َان‪ ،‬عَ ْن مُعَ اذِ ب ِْن جَ ب ٍَل‪َ ،‬قا َل‪َ :‬قا َل الن ﱠ ِب ﱡي‪ ،‬صىل الله عليه‬ ‫أ َ ِبي ذِ ئْ ٍب‪ ،‬عَ ْن مَ عْ ِن ب ِْن ا ْلوَ ِليدِ‪ ،‬عَ ْن َخا ِل ِد ب ِْن مَ عْ د َ‬
‫وَيف حِ جَ ِازنَا(‪َ .‬قا َل‪َ :‬ف َقا َم إِلَي ِْه َرجُ ٌل‪َ ،‬ف َقا َل‪ :‬يَا‬ ‫وَيف يَمَ ِننَا ِ‬ ‫وَيف َش ِامنَا ِ‬ ‫صاعِ نَا وَ ُم ﱢدنَا ِ‬ ‫وسلم‪) :‬ال ﱠلهُ ﱠم ب َِار ْك َلنَا ِيف َ‬
‫ان ِيف ا ْليَوْ ِم الثﱠانِي‪َ ،‬قا َل ِمث ْ َل ذَ ِل َك‪َ ،‬ف َقا َم‬ ‫وَيف عِ َراقِ نَا‪َ ،‬فأَمْ َس َك الن ﱠ ِب ﱡي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪َ ،‬ف َلمﱠ ا َك َ‬ ‫َر ُسو َل ال ﱠل ِه‪ِ ،‬‬
‫ان ِيف ا ْليَوْ ِم‬ ‫وَيف عِ َراقِ نَا‪َ ،‬فأَمْ َس َك الن ﱠ ِب ﱡي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪َ ،‬ف َلمﱠ ا َك َ‬ ‫الرجُ ُل‪َ ،‬ف َقا َل‪ :‬يَا َر ُسو َل ال ﱠل ِه‪ِ ،‬‬ ‫إ ِ َلي ِْه ﱠ‬
‫الرجُ ُل‬ ‫وَىل ﱠ‬ ‫وَيف عِ َراقِ نَا‪َ ،‬فأَمْ َس َك الن ﱠ ِب ﱡي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪َ ،‬ف ﱠ‬ ‫الرجُ ُل‪َ ،‬ف َقا َل‪ :‬يَا َر ُسو َل ال ﱠل ِه‪ِ ،‬‬ ‫الثﱠال ِِث‪َ ،‬قا َم إ ِ َلي ِْه ﱠ‬
‫اق أَن ْ َت؟ "‪َ ،‬قا َل‪ :‬نَعَ مْ‪َ ،‬قا َل‪) :‬إ ِ ﱠن أ َ ِبي‬ ‫َ‬
‫وَه َو يَبْكِي‪َ ،‬فدَعَ ا ُه الن ﱠ ِب ﱡي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪َ ،‬ف َقا َل‪ " :‬أ ِم َن ا ْلعِ َر ِ‬ ‫ُ‬
‫اىل إ ِ َلي ِْه ال تَ ْفعَ ْل‪َ ،‬ف ِإنﱢي جَ عَ ْل ُت َخ َزائ َِن عِ لْ ِمي فِ ِيهمْ‪،‬‬ ‫السال ُم َه ﱠم أ َ ْن يَدْعُ َو عَ َلي ِْهمْ‪َ ،‬فأَوْحَ ى اللﱠ ُه تَعَ َ‬ ‫إِب َْراهِ ي َم عَ َلي ِْه ﱠ‬
‫مَة ُقلُوبَهُ ْم(‪.‬‬‫الرحْ َ‬ ‫وَأ َ ْس َكن ْ ُت ﱠ‬
‫ويف ﱡ‪َ ،‬قا َل‪:‬‬ ‫ربنَا مُحَ مﱠ ُد بْ ُن جَ عْ َف ٍر التﱠ ِميمِ ﱡي ا ْل ُك ِ‬ ‫ربن َا ا ْلحَ َس ُن بْ ُن عَ ِيل ﱢ ب ِْن عَ بْ ِد ال ﱠل ِه ا ْلم ُْق ِرئُ‪َ ،‬قا َل‪ :‬أ َ ْخ َ َ‬ ‫ــ )‪ (23‬أ َ ْخ َ َ‬
‫َرصيﱠ ‪َ ،‬قا َل‪ :‬حَ ﱠدثَنَا مُحَ مﱠ ُد بْ ُن َز ﱡكوَ ي ِْه‪ ،‬عَ ِن اب ِْن عَ ائ َِش َة‪َ ،‬قا َل‪َ :‬كتَبَ عُ مَ ُر‬ ‫ربنَا ا ْلجُ لُودِيﱡ ‪ ،‬يَعْ نِي أَبَا أَحْ مَ َد ا ْلب ْ ِ‬ ‫أ َ ْخ َ َ‬
‫األ ْشيَا َء‬‫ني‪ ،‬إِن ﱠ ُه بَ َل َغنَا أ َ ﱠن َ‬ ‫رت ِيل ا ْلمَ ن َ ِاز َل‪َ ،‬قا َل‪َ :‬ف َكتَبَ ‪ :‬يَا أ َ ِمريَ ا ْلم ُْؤ ِم ِن َ‬ ‫اخ َ ْ‬
‫األحْ ب َِار ْ‬ ‫اب إ ِ َىل َكعْ ِب َ‬ ‫ط ِ‬ ‫بْ ُن ا ْل َخ ﱠ‬
‫وَقا َل ا ْلجَ َفا ُء أ ُ ِري ُد ا ْلحِ جَ ا َز‪َ ،‬ف َقا َل ا ْل َف ْق ُر‪:‬‬ ‫َمَن‪َ ،‬ف َقا َل‪ :‬حُ ْس ُن ا ْل ُخلُ ِق‪ ،‬أَنَا مَ عَ َك‪َ ،‬‬ ‫الس َخا ُء‪ :‬أ ُ ِري ُد ا ْلي َ‬‫اجْ تَمَ عَ ْت‪َ ،‬ف َقا َل ﱠ‬

‫‪1‬‬
‫‪‬‬

‫اق‪َ ،‬ف َقا َل‪ :‬ا ْلعَ ْق ُل وَأَنَا‬‫ْف‪ :‬وَأَنَا مَ عَ َك‪ ،‬وَ َقا َل ا ْلعِ ْل ُم‪ :‬أ ُ ِري ُد ا ْلعِ َر َ‬ ‫السي ُ‬‫الشامَ‪َ ،‬ف َقا َل ﱠ‬ ‫وَأَنَا مَ عَ َك‪ ،‬وَ َقا َل ا ْلبَأ ْ ُس‪ :‬أ ُ ِري ُد ﱠ‬
‫مَ عَ َك‪.‬‬
‫وَر َد ا ْل ِكتَابُ عَ َىل عُ َم َر‪َ ،‬قا َل‪:‬‬ ‫رت ِلن َ ْف ِس َك‪َ ،‬قا َل‪َ :‬فلَمﱠا َ‬ ‫رص‪َ ،‬ف َقا َل الذﱡ ﱡل‪ :‬وَأَنَا مَ عَ َك‪َ ،‬ف ْ‬
‫اخ َ ْ‬ ‫وَقا َل ا ْلغِ نَى‪ :‬أ ُ ِري ُد ِم ْ َ‬ ‫َ‬
‫اق إِذًا‬‫اق إِذًا‪َ ،‬فا ْلعِ َر ُ‬‫َفا ْلعِ َر ُ‬
‫ربنَا عَ بْ ُد ال ﱠل ِه بْ ُن جَ عْ َف ٍر النﱠحْ ِويﱡ ‪َ ،‬قا َل حَ ﱠدثَنَا يَعْ ُقوبُ‬ ‫طا ُن‪َ ،‬قا َل‪ :‬أ َ ْخ َ َ‬
‫ني ا ْل َق ﱠ‬
‫ربنَا مُحَ مﱠ ُد بْ ُن ا ْلحُ َس ْ ِ‬ ‫ــ )‪ (24‬أ َ ْخ َ َ‬
‫مْر ب ِْن عَ ِطي َﱠة‪ ،‬عَ ْن َرجُ ٍل‪ ،‬عَ ْن عُ َم َر‪،‬‬ ‫األعْ م َِش‪ ،‬عَ ْن ِش ِ‬ ‫يص ُة‪َ ،‬قا َل‪ :‬حَ ﱠدثَنَا ُس ْفيَا ُن‪ ،‬عَ ِن َ‬ ‫َان‪َ ،‬قا َل‪ :‬حَ ﱠدثَنَا َق ِب َ‬ ‫بْ ُن ُس ْفي َ‬
‫ون ث ُ ُغ َ‬ ‫ان‪ ،‬وَجُ مْجُ ُ‬ ‫َ‬
‫ور ُه ْم وَ يَ ُمد َ‬
‫ﱡون‬ ‫وَه ْم ُرمْ ُح ال ﱠل ِه عَ ﱠز وَجَ ﱠل يُحْ ِر ُز َ‬ ‫مَة ا ْلعَ َر ِب‪ُ ،‬‬ ‫اق‪َ :‬كن ْ ُز ِاإليمَ ِ‬ ‫َقا َل‪ :‬أ ْه ُل ا ْلعِ َر ِ‬
‫مْصا َر[‪ ،‬انتهى نص الخطيب‪ ،‬ونالحظ عليه أن الحديث املنسوب إىل معاذ بن جبل‪ ،‬ريض الله عنه‪،‬‬ ‫األ َ‬ ‫َ‬
‫رقم)‪ ،(22‬هو يف األرجح باطل موضوع؛ وأبو عمر محمد بن أحمد الحليمي مرتوك متهم‪.‬‬

‫* حديث األعرج عن أبي هريرة‪:‬‬


‫* أخرج اإلمام مالك يف املوطأ )ج‪/2‬ص‪/970‬ح‪ (1743‬بعضه‪] :‬حدثني مالك عن أبي الزناد عن األعرج‬
‫عن أبي هريرة ان رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬قال‪) :‬رأس الكفر نحو املرشق والفخر والخيالء يف‬
‫أهل الخيل واإلبل والفدادين أهل الوبر والسكينة يف أهل الغنم([؛ وأخرجه اإلمام البخاري يف صحيحه‬
‫)ج‪/3‬ص‪/1202‬ح‪] :(3125‬حدثنا عبد الله بن يوسف أخربنا مالك به[؛ وأخرجه اإلمام البخاري يف‬
‫األدب املفرد )ج‪/1‬ص‪/202‬ح‪] :(574‬حدثنا إسماعيل قال حدثني مالك به[؛ وأخرجه اإلمام أحمد بن‬
‫حنبل يف مسنده )ج‪/2‬ص‪/506‬ح‪] :(10587‬حدثنا يزيد أخربنا محمد عن أبي الزناد به[؛‬
‫* وأخرجه اإلمام البخاري يف صحيحه )ج‪/4‬ص‪/1595‬ح‪ (4129‬بعضه اآلخر‪] :‬حدثنا أبو اليمان‬
‫أخربنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن األعرج عن أبي هريرة عن النبي قال أتاكم أهل اليمن أضعف قلوبا‬
‫وأرق أفئدة الفقه يمان والحكمة يمانية[؛ وأخرجه اإلمام الشافعي يف مسنده )ج‪/1‬ص‪] :(280‬أخربنا‬
‫سفيان عن أبي الزناد به[؛ وأخرجه اإلمام أحمد بن حنبل يف مسنده )ج‪/2‬ص‪/541‬ح‪] :(10995‬حدثنا‬
‫حسني حدثنا بن أبي الزناد عن أبيه به[؛ وأخرجه اإلمام ابن حنبل يف فضائل الصحابة‬
‫ج‪/2‬ص‪/880‬ح‪] :(1656‬حدثنا عيل بن حفص قال أخربنا ورقاء عن أبي الزناد به[؛‬
‫* وأخرجه اإلمام الحميدي يف مسنده )ج‪/2‬ص‪/453‬ح‪ (1049‬بتمامه‪] :‬حدثنا سفيان قال حدثنا أبو‬
‫الزناد عن األعرج عن أبي هريرة قال‪ :‬قال رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪) :‬أتاكم أهل اليمن هم ألني‬
‫قلوبا وأرق أفئدة اإليمان يمان والحكمة يمانية والجفاء والقسوة وغلظ القلوب يف الفدادين أهل الوبر عند‬
‫أصول أذناب اإلبل من ربيعة ومرض([؛ وقال سفيان بن عيينة‪) :‬وإنما يعني قوله أتاكم أهل اليمن أهل‬
‫تهامة ألن مكة يمن وهي تهامة وهو قوله اإليمان يمان والحكمة يمانية(؛ قلت‪ :‬وهذا خطأ‪ ،‬وسيتم الرد‬
‫عليه يف صلب البحث‪.‬‬
‫* وكما تجد بعضه يف صحيح مسلم‪) ،‬ح‪/1‬ص‪/72‬ح‪] :(52‬وحدثني عمرو الناقد وحسن الحلواني قاال‬
‫حدثنا يعقوب وهو بن إبراهيم بن سعد حدثنا أبي عن صالح عن األعرج قال‪ :‬قال أبو هريرة قال‪ :‬رسول‬

‫‪2‬‬
‫‪‬‬

‫الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬أتاكم أهل اليمن هم أضعف قلوبا وأرق أفئدة الفقه يمان والحكمة يمانية[‪.‬‬

‫* حديث سعيد بن املسيب وأبي سلمة عن أبي هريرة‪:‬‬


‫* أخرج اإلمام البخاري يف صحيحه )ج‪/3‬ص‪/1289‬ح‪] :(3308‬حدثنا أبو اليمان أخربنا شعيب عن‬
‫الزهري قال أخربني أبو سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قال سمعت رسول الله يقول‪) :‬الفخر‬
‫والخيالء يف الفدادين أهل الوبر والسكينة يف أهل الغنم واإليمان يمان والحكمة يمانية([‪ ،‬قال أبو عبد‬
‫الله‪) :‬سميت اليمن ألنها عن يمني الكعبة والشام ألنها عن يسار الكعبة واملشأمة امليرسة واليد اليرسى‬
‫الشؤم والجانب األيرس األشأم(؛ وأخرجه اإلمام أحمد بن حنبل يف مسنده )ج‪/2‬ص‪/270‬ح‪:(7639‬‬
‫]حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن الزهري عن بن املسيب وأبي سلمة أو أحدهما به[؛ وأخرجه اإلمام‬
‫مسلم يف صحيحه )ج‪/1‬ص‪/73‬ح‪] :(52‬وحدثني حرملة بن يحيى أخربنا بن وهب قال أخربني يونس‬
‫عن بن شهاب قال أخربني أبو سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قال سمعت رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه‬
‫وسلم‪) :‬يقول الفخر والخيالء يف الفدادين أهل الوبر والسكينة يف أهل الغنم([‬
‫* وأخرجه اإلمام مسلم يف صحيحه )ج‪/1‬ص‪/73‬ح‪] :(52‬حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن أخربنا أبو‬
‫اليمان عن شعيب عن الزهري حدثني سعيد بن املسيب أن أبا هريرة قال‪ :‬سمعت النبي‪ ،‬صىل الله عليه‬
‫وسلم‪ ،‬يقول‪) :‬جاء أهل اليمن هم أرق أفئدة وأضعف قلوبا اإليمان يمان والحكمة يمانية؛ السكينة يف أهل‬
‫الغنم والفخر والخيالء يف الفدادين أهل الوبر قبل مطلع الشمس([‪.‬‬
‫* وأخرجه اإلمام أحمد بن حنبل يف مسنده )ج‪/2‬ص‪/269‬ح‪] :(7630‬حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر‬
‫عن الزهري عن بن املسيب وأبي سلمة أو أحدهما عن أبي هريرة قال‪ :‬قال رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه‬
‫وسلم‪ ،‬الفخر والخيالء يف الفدادين من أهل الوبر والسكينة يف أهل الغنم واإليمان يمان والحكمة يمانية[‪.‬‬
‫* وأخرجه اإلمام الطرباني يف مسند الشاميني )ج‪/4‬ص‪/172‬ح‪] :(3031‬حدثنا موىس بن عيىس حدثنا‬
‫أبو اليمان حدثنا شعيب عن الزهري عن سعيد بن املسيب وأبي سلمة عن أبي هريرة قال‪ :‬قال رسول‪،‬‬
‫صىل الله عليه وسلم‪ ،‬جاء أهل اليمن هم أرق أفئدة وأضعف قلوبا اإليمان يمان والحكمة يمانية والسكينة‬
‫يف أهل الغنم والفخر والخيالء يف الفدادين أهل الوبر قبل مطلع الشمس([؛ ولكن موىس بن عيىس‬
‫الحميص تركه النسائي‪ ،‬وقال‪) :‬ليس بثقة(‪ ،‬ولكن الظاهر أنه حفظ ها هنا؛‬
‫* وأخرجه اإلمام الطرباني يف معجمه األوسط )ج‪/2‬ص‪/205‬ح‪] :(1738‬حدثنا أحمد بن محمد بن‬
‫صعصعة قال حدثنا منصور بن أبي مزاحم قال حدثنا يزيد بن يوسف عن محمد بن الوليد الزبيدي عن‬
‫الزهري عن عبد الرحمن األعرج عن أبي هريرة قال‪ :‬قال رسول الله رأس الكفر قبل املرشق والفخر‬
‫والخيالء يف أهل اإلبل والوبر والسكينة والوقار يف أهل الغنم([؛ وقال الطرباني‪) :‬لم يرو هذا الحديث عن‬
‫الزهري عن األعرج إال الزبيدي؛ ويزيد بن يوسف الصنعاني دمشقي(؛ قلت‪ :‬يزيد بن يوسف الصنعاني‬
‫الدمشقي‪ ،‬كثري الخطأ‪ ،‬ليس بقوي‪ ،‬وهذا إنما هو حديث أبي سلمة‪ ،‬وليس األعرج‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪‬‬

‫* وأخرجه اإلمام الرتمذي يف سننه ج‪/5‬ص‪/727‬ح‪] :(3935‬حدثنا قتيبة حدثنا عبد العزيز بن محمد‬
‫عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال‪ :‬قال رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬أتاكم أهل‬
‫اليمن هم أضعف قلوبا وأرق أفئدة اإليمان يمان والحكمة يمانية[‪ ،‬وقال أبو عيىس‪) :‬ويف الباب عن بن‬
‫عباس وأبي مسعود وهذا حديث حسن صحيح(؛ وأخرجه اإلمام أحمد بن حنبل يف مسنده‬
‫)ج‪/2‬ص‪/502‬ح‪] :(10534‬حدثنا يزيد أخربنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة به[؛ وأخرجه اإلمام ابن‬
‫حنبل يف فضائل الصحابة )ج‪/2‬ص‪/866‬ح‪(1620‬؛‬

‫* حديث محمد بن سريين عن أبي هريرة‪:‬‬


‫* وأخرج اإلمام مسلم يف صحيحه )ج‪/1‬ص‪/72‬ح‪] :(52‬حدثنا أبو الربيع الزهراني أنبأنا حماد حدثنا‬
‫أيوب حدثنا محمد عن أبي هريرة قال‪ :‬قال رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪) :‬جاء أهل اليمن هم أرق‬
‫أفئدة‪ :‬اإليمان يمان والفقه يمان والحكمة يمانية([؛ وأخرجه اإلمام ابن حبان يف صحيحه‬
‫)ج‪/16‬ص‪/290‬ح‪] :(7300‬أخربنا أحمد بن عيل بن املثنى حدثنا أبو الربيع به[؛ وأخرجه اإلمام أحمد‬
‫بن حنبل يف مسنده )ج‪/2‬ص‪/267‬ح‪] :(7616‬حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن أيوب به[؛ وأخرجه‬
‫اإلمام ابن حنبل يف فضائل الصحابة )ج‪/2‬ص‪/866‬ح‪(1618‬؛ وأخرجه اإلمام أحمد بن حنبل يف مسنده‬
‫)ج‪/2‬ص‪/541‬ح‪] :(10996‬حدثنا مؤمل بن إسماعيل حدثنا حماد يعني بن سلمة حدثنا هشام‬
‫وحبيب بن الشهيد عن بن سريين به[؛ وأخرجه اإلمام أحمد بن حنبل يف مسنده‬
‫)ج‪/2‬ص‪/488‬ح‪] :(10332‬حدثنا إسماعيل قال أخربنا هشام بن حسان به[؛؛ وأخرجه اإلمام أحمد بن‬
‫حنبل يف مسنده )ج‪/2‬ص‪/277‬ح‪] :(7709‬حدثنا عبد الرزاق أخربنا هشام بن حسان به[؛ وأخرجه‬
‫اإلمام أحمد بن حنبل يف مسنده )ج‪/2‬ص‪/474‬ح‪] :(10138‬حدثنا يحيى بن سعيد عن بن عون به[؛‬
‫وأخرجه اإلمام ابن حنبل يف فضائل الصحابة ج‪/2‬ص‪/862‬ح‪(1609‬؛ وأخرجه اإلمام أحمد بن حنبل‬
‫يف مسنده )ج‪/2‬ص‪/235‬ح‪] :(7201‬حدثنا محمد بن أبي عدي عن بن عون عن محمد به[؛ وأخرجه‬
‫اإلمام القضاعي يف مسند الشهاب )ج‪/1‬ص‪/128‬ح‪] :(160‬أخربنا أبو محمد عبد الرحمن بن عمر‬
‫التجيبي أخربنا أحمد بن إبراهيم بن جامع السكري حدثنا عيل بن عبد العزيز حدثنا مسلم قال حدثنا‬
‫كيسان موىل هشام حدثنا محمد بن سريين به[‬
‫* وأخرجه اإلمام البيهقي يف سننه الكربى )ج‪/1‬ص‪/386‬ح‪] :(1681‬أخربنا أبو عيل الحسن بن محمد‬
‫الروذباري الفقيه بنيسابور وأبو الحسني عيل بن محمد بن عبد الله بن برشان ببغداد قاال حدثنا‬
‫إسماعيل بن محمد الصفار حدثنا سعدان بن نرص حدثنا إسحاق بن يوسف األزرق حدثنا بن عون عن‬
‫بن سريين عن أبي هريرة قال‪ :‬قال رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬أتاكم أهل اليمن هم أرق أفئدة‬
‫اإليمان يمان والفقه يمان والحكمة يمانية([‪ ،‬وقال اإلمام البيهقي‪) :‬رواه مسلم يف الصحيح عن عمرو‬
‫الناقد عن إسحاق األزرق وأخرجه البخاري من حديث أبي صالح عن أبي هريرة؛ قال الشافعي ومكة‬
‫واملدينة يمانيان مع ما دل به عىل فضلهم يف علمهم وذكر الحديث الذي حدثنا أبو الحسن محمد بن‬

‫‪4‬‬
‫‪‬‬

‫الحسني بن داود العلوي إمالء وقراءة أخربنا أبو حامد بن الرشقي حدثنا عبد الرحمن بن برش بن الحكم‬
‫حدثنا سفيان عن بن جريج عن أبي الزبري عن أبي صالح عن أبي هريرة قال‪ :‬قال رسول الله‪ ،‬صىل الله‬
‫عليه وسلم‪ ،‬يوشك أن ترضبوا أكباد اإلبل فال تجدون عاملا أعلم من عالم املدينة رواه الشافعي يف القديم‬
‫عن سفيان بن عيينة(؛ قلت‪ :‬كالم الشافعي إنما هو اتباع البن عيينة‪ ،‬وهو خطأ محض‬
‫* وأخرجه اإلمام الطرباني يف معجمه الصغري )ج‪/1‬ص‪/323‬ح‪] :(534‬حدثنا عيل بن الحسن بن‬
‫صالح الصائغ البغدادي حدثنا إبراهيم بن محمد التيمي القايض حدثنا يحيى بن سعيد القطان عن‬
‫شعبة عن بن عون عن محمد بن سريين عن أبي هريرة ريض الله عنه عن النبي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪،‬‬
‫قال أتاكم أهل اليمن هم أرق أفئدة‪ :‬اإليمان يمان والحكمة يمانية والفقه يمان[؛ وقال اإلمام الطرباني‪:‬‬
‫)لم يروه عن شعبة إال يحيى تفرد به إبراهيم(؛ قال أبو القاسم أي الطرباني‪) :‬وفرس هذا الحديث أهل‬
‫العلم فقال بعضهم أراد به األنصار خاصة وقال بعضهم أراد قبائل اليمن عامة(‪.‬‬
‫قلت‪ :‬عيل بن الحسن بن صالح الصائغ البغدادي‪ ،‬مجهول؛ والزعم بأنه خاص يف األنصار باطل‪ ،‬كما‬
‫يظهر من قوله‪) :‬أتاكم‪ ،‬وجاءكم‪ ...،‬ونحوها(‪ ،‬واألنصار قطعا ً من جملة املخاطبني؛ وكما يظهر من‬
‫األحاديث األخرى كما مضت‪ ،‬وكما سيأتي‪.‬‬
‫* وأخرجه اإلمام الطرباني يف معجمه األوسط )ج‪/4‬ص‪/219‬ح‪] :(4025‬حدثنا عيل بن سعيد قال‬
‫حدثنا يحيى بن عثمان الحميص قال حدثنا بقية قال حدثني عتبة بن أبي حكيم قال حدثني عبد الغفار‬
‫بن القاسم األنصاري أبو مريم قال حدثني محمد بن سريين قال سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله‪،‬‬
‫صىل الله عليه وسلم‪ ،‬أتاكم اهل اليمن هم أرق أفئدة االيمان يمان والفقه يمان والحكمة يمانية اال إن‬
‫السكينة والوقار يف اصحاب الغنم أال وان الخيالء والفخر يف اصحاب الخيل واإلبل والفدادين اهل الوبر[؛‬
‫وأخرجه اإلمام الطرباني يف مسند الشاميني )ج‪/1‬ص‪/435‬ح‪] :(766‬حدثنا سلمة بن أحمد الفوزي‬
‫حدثنا جدي ألمي خطاب بن عثمان )ح( وحدثنا إبراهيم بن محمد بن عرق حدثنا عمرو بن عثمان قاال‪:‬‬
‫حدثنا بقية به[‬
‫* وهو بلفظ آخر غريب‪ ،‬وإسناد صحيح‪ ،‬يف اآلحاد واملثاني‪) ،‬ج‪/4‬ص‪/265‬ح‪] :(2281‬حدثنا يحيى‬
‫بن حبيب بن عربي حدثنا روح حدثنا عوف عن محمد عن أبي هريرة ريض الله تعاىل عنه قال‪ :‬قال‬
‫رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬أوسعوا يف املسجد جاءكم أهل اليمن هم أرق أفئدة[‪.‬‬

‫* حديث أبي صالح عن أبي هريرة‪:‬‬


‫* وأخرج اإلمام البخاري يف صحيحه )ج‪/4‬ص‪/1594‬ح‪] :(4127‬حدثنا محمد بن بشار حدثنا بن أبي‬
‫عدي عن شعبة عن سليمان عن ذكوان عن أبي هريرة ريض الله عنه عن النبي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬قال‬
‫أتاكم أهل اليمن هم أرق أفئدة وألني قلوبا اإليمان يمان والحكمة يمانية والفخر والخيالء يف أصحاب اإلبل‬
‫والسكينة والوقار يف أهل الغنم وقال غندر عن شعبة عن سليمان سمعت ذكوان عن أبي هريرة عن‬
‫النبي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم[؛ وأخرجه اإلمام القضاعي يف مسند الشهاب )ج‪/1‬ص‪/129‬ح‪:(162‬‬

‫‪5‬‬
‫‪‬‬

‫]وأخربنا أبو ذر عبد بن أحمد الهروي بمكة حدثنا الفربري حدثنا البخاري به‪ ،‬مخترص(؛ وأخرجه اإلمام‬
‫ابن حبان يف صحيحه )ج‪/16‬ص‪/287‬ح‪] :(7297‬أخربنا أبو عروبة بحران حدثنا محمد بن بشار به[؛‬
‫وأخرجه اإلمام أحمد بن حنبل يف مسنده )ج‪/2‬ص‪/480‬ح‪] :(10227‬حدثنا محمد بن بشار به[؛‬
‫وأخرجه اإلمام أحمد بن حنبل يف مسنده )ج‪/2‬ص‪/252‬ح‪] :(7426‬حدثنا أبو معاوية ويعىل قاال حدثنا‬
‫األعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال‪ :‬قال رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬أتاكم أهل اليمن هم‬
‫ألني قلوبا وأرق أفئدة اإليمان يمان والحكمة يمانية قال أبو معاوية )يعنى يف حديثه(‪ :‬رأس الكفر قبل‬
‫املرشق[؛ وأخرجه اإلمام ابن حنبل يف فضائل الصحابة )ج‪/2‬ص‪/880‬ح‪،(1658‬‬
‫و)ج‪/2‬ص‪/881‬ح‪(1661‬؛ وأخرجه اإلمام أبو بكر بن أبي شيبة يف مصنفه‬
‫)ج‪/6‬ص‪/406‬ح‪(32432‬؛ وأخرجه اإلمام ابن حبان يف صحيحه )ج‪/16‬ص‪/289‬ح‪] :(7299‬أخربنا‬
‫الفضل بن الحباب حدثنا مسدد حدثنا أبو معاوية عن األعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال‪ :‬قال‬
‫رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬اإليمان يمان والحكمة يمانية ورأس الكفر قبل املرشق[؛ وأخرجه اإلمام‬
‫الطرباني يف معجمه األوسط )ج‪/2‬ص‪/203‬ح‪] :(1729‬حَ ﱠدثَنَا أَحْ مَ ُد بْ ُن ُشعَ ي ٍْب أَبُو عَ بْ ِد ﱠ‬
‫الرحْ مَ ِن‬
‫طائ ﱢِي‪ ،‬عَ ِن ْ َ‬
‫األعْ َم ِش به[؛‬ ‫ْف‪ ،‬عَ ْن دَاوُ َد ال ﱠ‬ ‫الن ﱠ َسائ ﱡِي َقا َل‪ :‬أ َخربنَا مُحَ مﱠ ُد بْ ُن َرافِ ٍع النﱠي َْساب ِ‬
‫ُوريﱡ ‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا َسي ٌ‬

‫* حديث أبي الغيث عن أبي هريرة‪:‬‬


‫* وأخرجه اإلمام البخاري يف صحيحه )ج‪/4‬ص‪/1595‬ح‪] :(4128‬حدثنا إسماعيل قال حدثني أخي‬
‫عن سليمان عن ثور بن زيد عن أبي الغيث عن أبي هريرة أن النبي قال اإليمان يمان والفتنة ها هنا‪ ،‬ها‬
‫هنا يطلع قرن الشيطان[‬

‫* حديث أبي رزين مسعود بن مالك األسدي عن أبي هريرة‪:‬‬


‫* كما هو يف مسند اإلمام أحمد بن حنبل‪) ،‬ج‪/2‬ص‪/480‬ح‪ (10227‬بإسناد صحيح عىل رشط‬
‫الشيخني‪] :‬حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة قال‪ :‬سليمان حدثني أبو رزين سمع أبا هريرة يقول‪:‬‬
‫قال‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪) :‬جاء أهل اليمن هم أرق أفئدة وألني قلوبا والفقه يمان واإليمان يمان والحكمة‬
‫يمانية والخيالء والكرب يف أصحاب اإلبل والسكينة والوقار يف أصحاب الشاء[‪.‬‬
‫* حديث عبد الرحمن بن يعقوب عن أبي هريرة‪:‬‬
‫* أخرجه اإلمام أحمد بن حنبل يف مسنده ج‪/2‬ص‪/457‬ح‪] :(9897‬حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا‬
‫شعبة قال سمعت العالء يحدث عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬أنه قال اإليمان‬
‫يمان والكفر من قبل املرشق وان السكينة يف أهل الغنم وان الرياء والفخر يف أهل الفدادين أهل الوبر‬
‫وأهل الخيل؛ ويأتي املسيح من قبل املرشق وهمته املدينة حتى إذا جاء دبر أحد تلقته املالئكة فرضبت‬
‫وجهه قبل الشام‪ :‬هنالك يهلك‪ ،‬هنالك يهلك[؛ واإلمام أحمد بن حنبل يف مسنده )ج‪/2‬ص‪/408‬ح‪:(9275‬‬
‫]حدثنا عفان حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا العالء بن عبد الرحمن به[؛ وابن حبان يف صحيحه‬

‫‪6‬‬
‫‪‬‬

‫)ج‪/13‬ص‪/91‬ح‪] :(5774‬أخربنا أبو خليفة حدثنا القعنبي حدثنا عبد العزيز بن محمد عن العالء[؛‬
‫والرتمذي يف سننه )ج‪/4‬ص‪/515‬ح‪] :(2243‬حدثنا قتيبة حدثنا عبد العزيز بن محمد عن العالء بن‬
‫عبد الرحمن به[‪ ،‬وقال أبو عيىس‪) :‬هذا حديث حسن صحيح(؛ وأخرج مسلم يف صحيحه‬
‫)ج‪/2‬ص‪/1005‬ح‪ (1380‬فقرة منه‪] :‬وحدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر جميعا عن إسماعيل‬
‫بن جعفر أخربني العالء عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬قال يأتي املسيح‬
‫من قبل املرشق همته املدينة حتى ينزل دبر أحد ثم ترصف املالئكة وجهه قبل الشام وهنالك يهلك[؛‬
‫واإلمام أحمد بن حنبل يف مسنده )ج‪/2‬ص‪/398‬ح‪(9155‬؛ وغريهم‪.‬‬
‫* وأخرج اإلمام أحمد بن حنبل يف مسنده )ج‪/2‬ص‪/484‬ح‪ (10288‬بعضه‪] :‬حدثنا عبد الرحمن عن‬
‫زهري عن العالء عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬قال‪) :‬اإليمان يمان والكفر قبل‬
‫املرشق والسكينة يف أهل الغنم والفخر والرياء يف الفدادين أهل الخيل وأهل الوبر([‬

‫* حديث همام عن أبي هريرة‪:‬‬


‫* كما نجد بعضه يف صحيفة همام بن منبه‪) ،‬ج‪/1‬ص‪/61‬ح‪] :(126‬وقال رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه‬
‫وسلم‪) :‬الخيالء والفخر يف أهل الخيل واإلبل والسكنة يف أهل الغنم([؛ وبعينه يف مسند اإلمام أحمد بن‬
‫حنبل )ج‪/2‬ص‪/319‬ح‪(8225‬‬
‫* وأخرج اإلمام أحمد بن حنبل يف مسنده )ج‪/2‬ص‪/258‬ح‪ (7496‬بعضه اآلخر‪] :‬حدثنا عبد الرزاق‬
‫أخربنا عقيل بن معقل عن همام بن منبه قال قدمت املدينة فرأيت حلقة عند منرب النبي‪ ،‬صىل الله عليه‬
‫وسلم‪ ،‬فسألت فقيل يل أبو هريرة قال فسألت فقال يل ممن أنت قلت من أهل اليمن فقال سمعت حبى أو‬
‫قال سمعت أبا القاسم‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬يقول‪) :‬اإليمان يمان والحكمة يمانية هم أرق قلوبا والجفاء‬
‫يف الفدادين أصحاب الوبر وأشار بيده نحو املرشق([‬
‫* حديث أبي مصعب عن أبي هريرة‪:‬‬
‫* وأخرج اإلمام أحمد بن حنبل يف مسنده )ج‪/2‬ص‪/426‬ح‪] :(9495‬حدثنا إسماعيل قال أخربنا‬
‫الجريري عن أبي مصعب عن أبي هريرة قال‪ :‬قال رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬ونحا بيده نحو‬
‫اليمن‪) :‬اإليمان يمان‪ ،‬اإليمان يمان‪ ،‬اإليمان يمان‪ :‬رأس الكفر املرشق والكرب والفخر يف الفدادين أصحاب‬
‫الوبر([؛ وأخرجه اإلمام بن حنبل يف فضائل الصحابة )ج‪/2‬ص‪/863‬ح‪(1610‬؛‬
‫* وهو باختصار شديد يف اآلحاد واملثاني البن أبي عاصم )‪] :(2266/260/4‬حدثنا وهبان بن بقية‬
‫حدثنا خالد عن الجريري عن مصعب عن أبي هريرة ريض الله تعاىل عنه عن النبي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪،‬‬
‫قال‪ :‬اإليمان يمان[‬

‫‪7‬‬
‫‪‬‬

‫* حديث ثابت بن الحارث عن أبي هريرة‪:‬‬


‫* أخرج اإلمام أحمد بن حنبل يف مسنده ج‪/2‬ص‪/380‬ح‪ (8929‬بإسناد قوي‪] :‬حدثنا قتيبة بن سعيد‬
‫حدثنا بن لهيعة عن الحارث بن يزيد عن ثابت بن الحارث عن أبي هريرة قال‪ :‬قال رسول الله‪ ،‬صىل الله‬
‫عليه وسلم‪) :‬اإليمان يمان والفقه يمان والحكمة يمانية؛ أتاكم أهل اليمن فهم أرق أفئدة وألني قلوبا؛‬
‫والكفر قبل املرشق والفخر والخيالء يف أهل الخيل واإلبل والفدادين أهل الوبر والسكينة يف أهل الغنم([‬

‫* حديث شبيب أبي روح عن أبي هريرة‪:‬‬


‫* أخرجه الطرباني يف مسند الشاميني )ج‪/2‬ص‪/149‬ح‪ (1083‬بإسناد صحيح‪] :‬حدثنا أبو زرعة‬
‫وأحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة قاال حدثنا عيل بن عياش الحميص حدثنا حريز بن عثمان عن شبيب‬
‫أبي روح عن أبي هريرة قال‪ :‬قال رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬اإليمان يمان والحكمة يمانية وأجد‬
‫نفس الرحمن من قبل اليمن أال إن الكفر والفسوق وقسوة القلب يف الفدادين أصحاب املعز والوبر[؛‬
‫قلت‪ :‬هذا إسناد شامي يف غاية الصحة‪ ،‬وشيخ الطرباني أبو زرعة هذا هو‪ :‬اإلمام عبد الرحمن بن عمرو‬
‫بن عبد الله بن صفوان النرصي الدمشقي‪ ،‬ثقة حافظ مصنف‪ ،‬مات سنة إحدى وثمانني ومائتني‪.‬‬
‫* واإلمام أحمد بن حنبل يف مسنده )ج‪/2‬ص‪/541‬ح‪] :(10991‬حدثنا عصام بن خالد حدثنا حريز‬
‫عن شبيب أبي روح ان أعرابيا أتى أبا هريرة فقال يا أبا هريرة حدثنا عن النبي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪،‬‬
‫فذكر الحديث فقال‪ :‬قال النبي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬أال ان اإليمان يمان والحكمة يمانية وأجد نفس‬
‫ربكم من قبل اليمن )وقال املغرية من قبل املغرب( اال ان الكفر والفسوق وقسوة القلب يف الفدادين‬
‫أصحاب الشعر والوبر الذين يغتال الشياطني عىل أعجاز اإلبل[‬

‫* حديث مطري عن أبي هريرة‪:‬‬


‫* وأخرجه اإلمام الطياليس يف مسنده )ج‪/1‬ص‪/327‬ح‪] :(2503‬حدثنا موىس بن مطري عن أبيه عن أبي‬
‫هريرة قال‪ :‬قال رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬اإليمان يمان والكفر من قبل املرشق[؛ وهذا إسناد‬
‫ضعيف‪.‬‬

‫* حديث جابر بن عبد الله‪) :‬اإليمان يف أهل الحجاز‪ ،‬والقسوة وغلظ القلوب قبل املرشق يف ربيعة ومرض(‬
‫بإسناد صحيح‪.‬‬
‫* كما هو يف مسند أبي يعىل )ج‪/3‬ص‪/441‬ح‪] :(1935‬حدثنا أبو بكر حدثنا يحيى بن آدم عن أبي‬
‫األحوص عن األعمش عن أبي سفيان عن جابر سمعت رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬يقول‪) :‬اإليمان‬
‫يف أهل الحجاز‪ ،‬والقسوة وغلظ القلوب قبل املرشق يف ربيعة ومرض([؛ وأخرجه اإلمام أبو بكر بن أبي‬
‫شيبة يف مصنفه )ج‪/6‬ص‪/406‬ح‪(32434‬؛ وقال الشيخ حسني أسد‪) :‬إسناده صحيح(‪ ،‬وهو كما قال‬
‫يف غاية الصحة‪ ،‬ال سيما مع املتابعات اآلتية‪:‬‬

‫‪8‬‬
‫‪‬‬

‫* وكما هي يف مسند أبي يعىل )ج‪/3‬ص‪/410‬ح‪] :(1893‬أخربنا أبو خيثمة حدثنا جرير عن األعمش‬
‫عن أبي سفيان عن جابر قال‪ :‬سمعت رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬يقول القسوة وغلظ القلوب قبل‬
‫املرشق يف ربيعة ومرض واإليمان يف أهل الحجاز[‪ ،‬وقال الشيخ حسني أسد‪) :‬رجاله رجال الصحيح(‬
‫َري‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا أَحْ مَ ُد‬
‫* ومتابعة أخرى يف مسند أبي يعىل املوصيل )ج‪/4‬ص‪/202‬ح‪] :(2309‬حَ ﱠدثَنَا ابْ ُن نُم ْ ٍ‬
‫َان‪ ،‬عَ ْن جَ ا ِب ٍر َقا َل‪َ :‬قا َل َر ُسو ُل ال ﱠل ِه‪ ،‬صىل‬ ‫األعْ مَ ِش‪ ،‬عَ ْن أ َ ِبي ُس ْفي َ‬ ‫ﱠاش‪ ،‬عَ ِن ْ َ‬‫بْ ُن عَ بْ ِد ال ﱠل ِه‪ ،‬عَ ْن أ َ ِبي بَ ْك ِر ب ِْن عَ ي ٍ‬
‫ُرض«[؛ وقال الشيخ حسني سليم‬ ‫الله عليه وسلم‪ِ ْ » :‬اإليمَ ا ُن ِيف أ َ ْه ِل ا ْلحِ جَ ِاز‪ ،‬وَا ْل َق ْسوَ ُة وَا ْلغِ ْل َ‬
‫ظ ُة ِيف َر ِبيعَ َة وَ م َ َ‬
‫أسد‪) :‬رجاله رجال الصحيح(؛ وتجده أيضا يف املعجم األوسط )ج‪/1‬ص‪/265‬ح‪] :(863‬حدثنا أحمد‬
‫قال‪ :‬حدثنا أحمد بن يونس قال‪ :‬حدثنا أبو بكر بن عياش عن األعمش عن أبي سفيان عن جابر قال‪ :‬قال‬
‫رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬اإليمان يف أهل الحجاز والقسوة والغلظة يف ربيعة ومرض[‪ ،‬وقال اإلمام‬
‫الطرباني‪) :‬لم يرو هذا الحديث عن أبي بكر إال أحمد(‪ ،‬وهي متابعة صحيحة بذاتها ألن اإلمام أحمد بن‬
‫عبد الله بن يونس معروف بالتثبت والرواية من كتاب أبي بكر بن عياش‪ ،‬ولم يخرج البخاري ألبي بكر‬
‫بن عياش إال من طريقه؛ وشيخ الطرباني ها هنا هو‪ :‬أبو جعفر أحمد بن يحيى الحلواني ثقة مشهور‪.‬‬
‫* ومتابعة أخرى من غرب ذكر ربيعة ومرض أخرجها مسلم يف صحيحه )ج‪/1‬ص‪/74‬ح‪] :(53‬وحدثنا‬
‫إسحاق بن إبراهيم أخربنا عبد الله بن الحارث املخزومي عن بن جريج قال أخربني أبو الزبري أنه سمع‬
‫جابر بن عبد الله يقول قال رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪) :‬غلظ القلوب والجفاء يف املرشق واإليمان يف‬
‫أهل الحجاز([؛ وأخرجها ابن حبان يف صحيحه ج‪/16‬ص‪/286‬ح‪7296‬؛ واإلمام أحمد بن حنبل يف‬
‫مسنده ج‪/3‬ص‪/335‬ح‪14635‬؛ وابن حنبل يف فضائل الصحابة ج‪/2‬ص‪/863‬ح‪1611‬؛ وغريهم‪.‬‬
‫* ومتابعة أخرى من غري ذكر ربيعة ومرض أخرجها اإلمام أحمد بن حنبل يف مسنده‬
‫ج‪/3‬ص‪/345‬ح‪] :(14757‬حدثنا موىس بن داود أخربنا بن لهيعة عن أبي الزبري عن جابر أنه سمع‬
‫النبي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬يقول‪) :‬غلظ القلوب والجفاء قبل املرشق واإليمان والسكينة يف أهل‬
‫الحجاز([‬
‫* ومتابعة أخرى من غري ذكر ربيعة ومرض أخرجها اإلمام أحمد بن حنبل يف مسنده‬
‫)ج‪/3‬ص‪/332‬ح‪] :(14598‬حدثنا يحيى بن آدم حدثنا أبو عوانة عن أبي برش عن سليمان عن جابر‬
‫عن النبي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬أنه قال‪) :‬اإليمان يف أهل الحجاز وغلظ القلوب والجفاء يف الفدادين يف‬
‫أهل املرشق([‬

‫* حديث برش بن حرب عن عبد الله بن عمر‪) :‬اللهم بارك لنا يف مدينتنا ويف صاعنا ومدنا ويمننا وشامنا‬
‫ثم استقبل مطلع الشمس فقال‪ :‬من ههنا يطلع قرن الشيطان‪ ،‬من ههنا الزالزل والفتن(‪،‬‬
‫* كما هو يف مسند اإلمام أحمد بن حنبل )ج‪/2‬ص‪/126‬ح‪] :(6091‬حدثنا يونس حدثنا حماد بن سلمة‬
‫عن برش بن حرب سمعت بن عمر يقول سمعت رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬يقول‪) :‬اللهم بارك لنا‬

‫‪9‬‬
‫‪‬‬

‫يف مدينتنا ويف صاعنا ومدنا ويمننا وشامنا؛ ثم استقبل مطلع الشمس فقال‪ :‬من ههنا يطلع قرن‬
‫الشيطان من ههنا الزالزل والفتن([؛‬
‫* كما هو يف تاريخ دمشق البن عساكر )‪] :(136/1‬فأخربناه أبو سعد أحمد بن محمد بن الحسن‬
‫البغدادي أنبأنا أبو الفضل املطهر )( قال سمعت عمر يقول سمعت رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪،‬‬
‫عند حجرة عائشة يقول‪) :‬اللهم بارك لنا يف مدينتنا وصاعنا ومدنا وشامنا ويمننا(‪ ،‬ثم استقبل مطلع‬
‫الشمس فقال‪) :‬من ها هنا يطلع قرن الشيطان من ها هنا الزالزل والفتن والفدادون[‪ ،‬ثم قال ابن‬
‫عساكر‪) :‬كذا قال والصواب ابن عمر(‪ ،‬ويف املطبوعة سقط كبري يف اإلسناد؛‬
‫قلت‪ :‬برش بن حرب صدوق‪ ،‬ولكنه ليس بالقوي‪ ،‬والظاهر أنه أدخل حديثا ً يف حديث‪ ،‬أو تساهل يف‬
‫الرواية باملعنى‪ ،‬وربما كان هذا من حماد بن سلمة‪ ،‬ألن حماد بن زيد‪ ،‬وهو أقوى وأثبت‪ ،‬خالفه‪:‬‬
‫* كما هو يف املعجم الكبري للطرباني ]ج‪) 14 ،13‬ص‪/292‬ح‪] :(14067‬حدثنا عيل ﱡ بن عبد العزيز‪،‬‬
‫سمعت رسو َل الله‪ ،‬صىل الله‬ ‫ُ‬ ‫عارمٌ‪ ،‬حدثنا حمﱠ اد بن زيد‪ ،‬عن ِب ْرش بن حرب‪ ،‬عن ابن عمر‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫حدثنا ِ‬
‫طلُ ُع َق ْر ُن‬ ‫عليه وسلم‪ ،‬عند حُ جْ َرة عائشة‪ِ » :‬م ْن ُهنَا الفِ تْن َ ُة«ــ وأشا َر بيده نحو ا َمل ْ ِ‬
‫رشقــ و» ِم ْن حَ ي ُْث يَ ْ‬
‫ان«[‬
‫ط ِ‬ ‫ﱠ‬
‫الشيْ َ‬

‫* حديث أبي سعيد الخدري‪) :‬أهل اليمن أرق أفئدة وألني قلوبا( بإسناد جيد‪.‬‬
‫* كما هو يف اآلحاد واملثاني )ج‪/4‬ص‪/257‬ح‪] :(3360‬حدثنا دحيم حدثنا بن أبي فديك حدثنا هشام‬
‫بن سعد عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد ريض الله تعاىل عنه قال‪ :‬قال رسول الله‪،‬‬
‫صىل الله عليه وسلم‪) :‬أهل اليمن أرق أفئدة وألني قلوبا([‪ ،‬قلت‪ :‬هشام بن سعد‪ ،‬صدوق فيه لني وله‬
‫أوهام‪ ،‬إال أنه كان ربيب زيد بن أسلم فروايته عن زيد أعدل بكثري‪ ،‬وقد أخرج له اإلمام مسلم عن زيد بن‬
‫أسلم‪ ،‬والبخاري عن زيد بن أسلم متابعة‪ ،‬فهذا إسناد جيد عىل رشط مسلم‪.‬‬
‫* وهو بزيادات يف اآلحاد واملثاني البن أبي عاصم )‪] :(2285/266/4‬حَ ﱠدثَنَا أَبُو َسعِ ي ٍد دُحَ يْمٌ‪ ،‬حدثنا‬
‫طا ِء ب ِْن ي ََس ٍار‪ ،‬عَ ْن أ َ ِبي َسعِ ي ٍد ا ْل ُخد ِْريﱢ ‪،‬‬ ‫ابْ ُن أ َ ِبي ُف َديْكٍ ‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا هِ َشا ُم بْ ُن َسعْ دٍ‪ ،‬عَ ْن َزيْ ِد ب ِْن أ َ ْس َلمَ‪ ،‬عَ ْن عَ َ‬
‫يض ال ﱠل ُه عَ ن ْ ُه َقا َل‪َ :‬قا َل َر ُسو ُل ال ﱠل ِه‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪» :‬إِن ﱠ ُه َسيَأْتِي َقوْ ٌم يَحْ قِ ُر َ‬
‫ون أَعْ مَا َل ُك ْم مَ َع أَعْ مَ ال ِِه ْم«‬ ‫َر ِ َ‬
‫ُق ْلنَا‪ :‬يَا َر ُسو َل ال ﱠل ِه أ َ ُق َري ٌْش؟ َقا َل‪َ » :‬ال وَ َلك ِْن أ َ ْه ُل ا ْلي ِ‬
‫َمَن«[‬

‫* حديث أبي سعيد الخدري‪] :‬افتخر أهل اإلبل عند رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬فقال رسول الله‪،‬‬
‫صىل الله عليه وسلم‪) :‬السكينة والوقار يف أهل الغنم‪ ،‬والفخر والخيالء يف أهل اإلبل[‬
‫* * أخرج اإلمام أحمد بن حنبل يف مسنده )ج‪/3‬ص‪/96‬ح‪] :(11937‬حدثنا عفان حدثنا حماد بن‬
‫سلمة أخربنا حجاج بن أرطاة عن عطية بن سعد عن أبي سعيد الخدري قال افتخر أهل اإلبل والغنم عند‬
‫النبي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬فقال النبي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬الفخر والخيالء يف أهل اإلبل والسكينة‬
‫والوقار يف أهل الغنم وقال رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬بعث موىس عليه السالم وهو يرعى غنما عىل‬

‫‪10‬‬
‫‪‬‬

‫أهله وبعثت أنا وأنا أرعى غنما ألهيل بجياد[؛ وأخرجه اإلمام عبد بن حميد يف مسنده‬
‫)ج‪/1‬ص‪/283‬ح‪] :(898‬حدثنا يونس بن محمد حدثنا حماد بن سلمة بتمامه[؛‬
‫* وأخرج اإلمام أحمد بن حنبل يف مسنده )ج‪/3‬ص‪/42‬ح‪] :(11398‬حدثنا رسيج بن النعمان حدثنا‬
‫حماد عن الحجاج عن عطية بن سعد عن أبي سعيد الخدري قال افتخر أهل اإلبل عند رسول الله‪ ،‬صىل‬
‫الله عليه وسلم‪ ،‬فقال رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬السكينة والوقار يف أهل الغنم والفخر والخيالء يف‬
‫أهل اإلبل[‬
‫قلت‪ :‬ولكن هذا ال تقوم به حجة قاطعة بوروده عن أبي سعيد الخدري‪ :‬حجاج بن أرطاة كثري الخطأ‬
‫والتدليس‪ ،‬ويف عدالته ودينه نظر‪ ،‬وعطية بن سعد العويف أيضا ً كثري الخطأ والتدليس!‬

‫* أثر عبد الله بن مسعود‪] :‬اإليمان يمان[‪ ،‬بإسناد صحيح‪.‬‬


‫* كما هو يف فضائل الصحابة )ج‪/2‬ص‪/867‬ح‪] :(1623‬حدثنا أبو كامل قال‪ :‬حدثنا إرسائيل قال‪:‬‬
‫حدثنا أبو إسحاق عن قيس بن أبي حازم قال‪ :‬قال عبد الله بن مسعود‪) :‬اإليمان يمان([‪ ،‬قلت‪ :‬هذا‬
‫إسناد رجاله ثقات مشاهري‪ ،‬رجال الصحيح‪ ،‬وال خوف إال من تدليس أبي إسحاق السبيعي؛ ولكنا‬
‫نستخري الله ونقول بصحة اإلسناد‪ ،‬ال سيما باملتابعة التالية‪ ،‬وإن كان ال يفرح بها كثريا ً‪:‬‬
‫* كما جاءت يف املعجم الكبري‪) ،‬ج‪/10‬ص‪/92‬ح‪] :(10055‬حدثنا جعفر بن محمد الفريابي حدثنا‬
‫يحيى بن موىس البلخي حدثنا يحيى بن إبراهيم السلمي حدثنا عيىس بن قرطاس عن إبراهيم عن علقمة‬
‫عن عبد الله قال‪ :‬قال رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬اإليمان يمان ومرض عند أذناب اإلبل[؛ قلت‪ :‬ولكن‬
‫عيىس بن قرطاس الكويف مرتوك الحديث‪ ،‬وقد كذبه الساجي! ويحيى بن إبراهيم السلمي قليل الحديث‪،‬‬
‫له مناكري عن الثوري‪.‬‬

‫* حديث أنس بن مالك‪] :‬اإليمان يمان )هكذا إىل لخم وجذام( والجفاء يف هذين الحيني من ربيعة‬
‫ومرض[‪ ،‬بإسناد صحيح‪.‬‬
‫* كما هو يف مسند الشاميني )ج‪/1‬ص‪/297‬ح‪] :(518‬حدثنا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة الحوطي‬
‫حدثنا عيل بن عياش الحميص حدثنا محمد بن مهاجر عن عروة بن رويم عن أنس بن مالك قال‪ :‬سمعت‬
‫رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬يقول‪) :‬اإليمان يمان‪ ،‬هكذا إىل لخم وجذام؛ والجفاء يف هذين الحيني‬
‫من ربيعة ومرض([‪ ،‬قلت‪ :‬وهذا إسناد رجاله ثقات مشاهري!‬
‫* وبعضه مع قصة يف مسند اإلمام أحمد بن حنبل )ج‪/3‬ص‪/224‬ح‪] :(13370‬حدثنا عىل بن عياش‬
‫حدثنا محمد بن مهاجر عن عروة بن رويم قال‪ :‬أقبل أنس بن مالك إىل معاوية بن أبي سفيان وهو‬
‫بدمشق قال‪ :‬فدخل عليه فقال له معاوية حدثني بحديث سمعته من رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪،‬‬
‫ليس بينك وبينه فيه أحد قال‪ :‬قال أنس سمعت رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬يقول‪) :‬اإليمان يمان‪:‬‬
‫هكذا إىل لخم وجذام([؛ وهو يف األحاديث املختارة ]املستخرج من األحاديث املختارة مما لم يخرجه‬

‫‪11‬‬
‫‪‬‬

‫ربنَا عَ بْ ُد ال ﱠل ِه بْ ُن أَحْ مَ َد ا ْلحَ ْر ِب ﱡي ِبهَ ا أ َ ﱠن هِ ب ََة ال ﱠل ِه‬


‫البخاري ومسلم يف صحيحيهما )‪] :[(2324/304/6‬وَأ َ ْخ َ َ‬
‫ﱠاش‬ ‫ربنَا أَحْ مَ ُد حَ ﱠدثَنَا عَ بْ ُد ال ﱠل ِه بْ ُن أَحْ مَ َد حَ ﱠدثَنِي أ َ ِبي حَ ﱠدثَنَا عَ ِيل ﱡ بْ ُن عَ ي ٍ‬ ‫ربنَا ا ْلحَ َس ُن وَأ َ ْخ َ َ‬ ‫ب َْن مُحَ مﱠ ٍد أ َ ْخ َرب َُه ْم‪ :‬أ َ ْخ َ َ‬
‫وَه َو ِبدِمَ ْش َق‬ ‫اج ٍر عَ ْن عُ ْروَ َة ب ِْن ُروَ يْ ٍم َقا َل أ َ ْقبَ َل أَن َ ُس بْ ُن مَ الِكٍ إ ِ َىل مُعَ ِاويَة بن أبي سفان ُ‬ ‫حَ ﱠدثَنَا مُحَ مﱠ ُد بْ ُن مُهَ ِ‬
‫ِيث َس ِمعْ تَ ُه ِم ْن ن َ ِب ﱢي ال ﱠل ِه‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪َ ،‬لي َْس بَيْن َ َك‬ ‫َخ َل عَ َلي ِْه َف َقا َل َل ُه مُعَ ِاوي َُة حَ ﱢدثْنِي ِبحَ د ٍ‬ ‫َقا َل َفد َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َان َه َكذَا إ ِ َىل َل ْخ ٍم‬ ‫وَ بَيْن َ ُه أحَ ٌد قال‪ :‬قال أن َ ٌس َس ِمعْ ُت َر ُسو َل ال ﱠل ِه‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬ي َُقو ُل‪ِ ) :‬اإليمَ ا ُن يَم ٍ‬
‫وَجُ ذَا ٍم([‪ ،‬قلت‪ :‬وهذا أيضا ً إسناد رجاله ثقات مشاهري‪.‬‬
‫* ويشهد له ما جاء يف اآلحاد واملثاني )ج‪/4‬ص‪/260‬ح‪] :(2265‬حدثنا يعقوب بن حميد حدثنا معن‬
‫بن عيىس حدثنا عبد الله بن راشد عن عروة بن رويم عن أنس بن مالك ريض الله تعاىل عنه عن النبي‪،‬‬
‫صىل الله عليه وسلم‪ ،‬قال‪) :‬اإليمان يمان([‪.‬‬
‫ُوىس بْ ُن َسهْ ٍل أَبُو‬ ‫* ويشهد له أيضا ما جاء يف الكنى واألسماء للدوالبي )‪] :(919/508/2‬حَ ﱠدثَنَا م َ‬
‫اج ٍر‪ ،‬عَ ْن عُ ْروَ َة ب ِْن ُروَ يْ ٍم‪ ،‬عَ ْن أ َ ِبي‬ ‫الر ِبي ُع بْ ُن نَافِ ٍع َقا َل‪ :‬حَ ﱠدثَنَا مُحَ مﱠ ُد بْ ُن مُهَ ِ‬ ‫ان َقا َل‪ :‬حَ ﱠدثَنَا أَبُو تَوْ ب ََة ﱠ‬ ‫عِ م َْر َ‬
‫َان إِ َىل‬‫ول ال ﱠل ِه‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪َ ،‬قا َل‪ِ ْ » :‬اإليمَ ا ُن يَم ٍ‬ ‫يش عَ ْن أَن َ ِس ب ِْن مَ الِكٍ عَ ْن َر ُس ِ‬ ‫ايش أ َ ِو ا ْلحَ َر ِ ﱢ‬ ‫َخا ِل ٍد ا ْلحَ َر ِ ﱢ‬
‫َل ْخ ٍم وَجُ ذَا ٍم[«[‬
‫قلت‪ :‬عامة الحرشيني نزلوا البرصة والكوفة‪ ،‬وال أعرف شاميا ً قديما منهم إال عبد الله بن سربة‪ ،‬ريض الله‬
‫عنه‪ ،‬شاعر فارس بطل‪ ،‬غزا أرمينية‪ ،‬له شعر وذكر وقصص حسان يف اإلصابة )ج‪/5‬ص‪،(6327/89‬‬
‫ولم أجد له يف املصادر كنية‪ ،‬ولكن ال عجب من فارس مثله أن يتكنى بخالد‪ ،‬سيف الله املسلول عىل‬
‫املرشكني‪ :‬فهو صاحبنا هذا‪ :‬أبو خالد الحريش‪ ،‬إن شاء الله؛ فإن كان األمر كذلك‪ ،‬وهو إن شاء الله كذلك‪،‬‬
‫فاإلسناد صحيح‪ ،‬غاية يف الصحة‪.‬‬
‫* ويشهد له أيضا ما جاء يف األحاديث املختارة ]املستخرج من األحاديث املختارة مما لم يخرجه البخاري‬
‫الصالْحَ ان ﱡِي‬ ‫ربنَا َسعِ ي ُد بْ ُن َرو ِْح ب ِْن مُحَ مﱠ ِد ب ِْن إِب ِْروَ ي ِْه ﱠ‬ ‫ومسلم يف صحيحيهما )‪] :[(2323/303/6‬أ َ ْخ َ َ‬
‫ربنَا مُحَ مﱠ ُد بْ ُن‬ ‫الشحﱠ ِام ﱠي أ َ ْخ َرب َُه ْم أنبأنا مُحَ مﱠ ُد بْ ُن عَ بْ ِد ﱠ‬
‫الرحْ م َِن ا ْل َكنْجَ ُروذِيﱡ أ َ ْخ َ َ‬ ‫طاهِ ٍر ﱠ‬ ‫ان أ َ ﱠن َزاهِ َر ب َْن َ‬ ‫صبَهَ َ‬ ‫ِبأ َ ْ‬
‫رص‬ ‫ص َد َق ُة بْ ُن ا ْل ُمنْتَ ِ ِ‬ ‫َان ب ِْن عَ ِام ٍر حَ ﱠدثَنَا مُحَ مﱠ ُد بْ ُن ا ْل ُمتَوَ ﱢك ِل حَ ﱠدثَنَا َ‬ ‫ربنَا ا ْلحَ َس ُن بْ ُن ُس ْفي َ‬ ‫َان أ َ ْخ َ َ‬
‫أَحْ مَ َد ب ِْن حَ مْ د َ‬
‫ني َق ِد َم عَ َليْ ِه أَن َ ُس بْ ُن مَ الِكٍ َف َقا َل َل ُه عَ بْ ُد الْمَ لِكِ‬ ‫وَان حِ َ‬ ‫حَ ﱠدثَنَا عُ ْروَ ُة بْ ُن ُروَ يْ ٍم َقا َل ُكنﱠا عِ ن ْ َد عَ بْ ِد ا ْلمَ لِكِ ب ِْن مَ ْر َ‬
‫ول ال ﱠل ِه‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪َ ،‬لي َْس بَيْن َ َك وَ بَيْن َ ُه أَحَ ٌد َلي َْس فِ ِيه تَ َزيﱡ ٌد وَال‬ ‫ِيث َس ِمعْ تَ ُه ِم ْن َر ُس ِ‬ ‫حَ ﱢدثْنَا ِبحَ د ٍ‬
‫ان إ ِ َىل لَ ْخ ٍم وَجُ ذَا ٍم أَال إِ ﱠن‬ ‫صا ٌن َقا َل أن َ ٌس َس ِمعْ ُت َر ُسو َل اللﱠ ِه‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬ي َُقو ُل ِاإليمَا ُن يَمَ ٍ‬
‫َ‬ ‫ن ُ ْق َ‬
‫ﱠني من ربيعَ ة وَ مُرض[‬ ‫وب ِيف َهذَي ِْن ا ْلحَ ي ْ ِ‬ ‫وَق ْسوَ َة ا ْل ُقلُ ِ‬‫ا ْل ُك ْف َر َ‬
‫* ويشهد له كذلك ما جاء يف مسند الشاميني )ج‪/1‬ص‪/264‬ح‪] :(456‬حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى‬
‫بن حمزة حدثنا محمد بن عائذ حدثنا الهيثم بن حميد حدثنا ثور بن يزيد عن الحجوري قال‪ :‬سمعت‬
‫ﱠني‪:‬‬ ‫أنس بن مالك يقول سمعت رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬يقول‪) :‬إِن االيمان يمَ ان إ ِ َىل هذَيْن ا ْلحَ ي ْ ِ‬
‫لخم وجذام‪ () ،‬ربيعَ ة‪ ،‬وَ مُرض[‪ .‬هكذا يف األصل قطعا ً بسقط‪() :‬؛ وأخرجه الطرباني يف مسند الشاميني‬
‫)ج‪/1‬ص‪/286‬ح‪ (498‬من طريق أخرى بدون ذكر ربيعة ومرض‬

‫‪12‬‬
‫‪‬‬

‫* وإليك النص بتمامه كما هو يف الكامل لضعفاء الرجال )‪] :(312/2‬حَ ﱠدثَنَا الفريابي‪ ،‬حَ ﱠدثَنا مُحَ مد بن‬
‫وريﱢ َس ِمعْ ُت أَن َ َس ب َْن مَ الِكٍ ي َُقو ُل‬ ‫عائذ الدمشقي‪ ،‬حَ ﱠدثَنا الهيثم بن حميد‪ ،‬حَ ﱠدثَنا ثَوْ ُر بْ ُن ي َِزي َد عَ ْن ا ْلحَ جُ ِ‬
‫ول ال ﱠل ِه‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪َ ،‬‬ ‫ان‪ ،‬حَ ﱠدثَنا حَ دِيثًا َس ِمعْ تَ ُه ِم ْن َر ُس ِ‬ ‫َ َ‬
‫فقا َل‬ ‫وَسأ َل ُه ا ْلوَ ِلي ُد بْ ُن عَ بد ا ْلمَ لِكِ ِب َدي ِْر الْمَ ﱠر ِ‬
‫ﱠني َل ْخ ٍم وَجُ َذامَ‪َ ،‬وإ ِ ﱠن‬ ‫ول ال ﱠل ِه‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬ي َُقو ُل‪) :‬إ ِ ﱠن ِاإليمَ َ‬
‫ان يَمَا ٌن إ ِ َىل َه َذي ِْن ا ْلحَ ي ْ ِ‬ ‫َس ِمعْ ُت َر ُس ِ‬
‫ُرض(؛ َقا َل الوليد قد َس ِمعْ ُت َهذَا فحدثني غريه فصمت أنس[‬ ‫ا ْل ُك ْف َر وَا ْلجَ َفا َء ِيف َهذَي ِْن ا ْلحَ ي ْ ِ‬
‫ﱠني َر ِبيعَ َة وَ م َ َ‬
‫والظاهر أن هذا االختصار املخل – أو باألحرى‪ :‬السقط – أزعج اإلمام الحافظ بن عساكر فقال يف تاريخ‬
‫دمشق البن عساكر )‪] :(13678/123/68‬كذا قال وقد اخترص متنه فأفسده‪ :‬أخربناه أبو القاسم بن‬
‫السمرقندي أخربنا أبو القاسم بن مسعدة أخربنا حمزة بن يوسف أخربنا ابن عدي حدثنا الفريابي حدثنا‬
‫محمد بن عائذ الدمشقي حدثنا الهيثم بن حميد حدثنا ثور بن يزيد عن الحَ جُ وري قال سمعت أنس بن‬
‫مالك يقول وسأله الوليد بن عبد امللك بدير املران حدثنا حديثا سمعته من رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه‬
‫وسلم‪ ،‬فقال سمعت رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬يقول إن اإليمان يمان إىل هذين الحيني لخم وجذام‬
‫وإن الكفر والجفاء يف هذين الحيني ربيعة ومرض قال الوليد قد سمعت هذا فحدثني غريه فصمت أنس[‬
‫الحَ جُ وري هو حجر بن قيس الهمداني‪ ،‬كذا من التقريب )ج‪/1‬ص‪/154‬ت‪] :(1145‬حجر بن قيس‬
‫الهمداني املدري الحَ جُ وري )بفتح املهملة وضم الجيم(‪ ،‬ثقة‪ ،‬من الثالثة )د س ق([؛ وهذا أيضا ً إسناد‬
‫صحيح‪.‬‬

‫* حديث أنس بن مالك‪] :‬قد أقبل أهل اليمن وهم أرق قلوبا منكم‪ :‬فهم أول من جاء باملصافحة[‪ ،‬إسناد‬
‫صحيح عىل رشط مسلم‪.‬‬
‫* كما هو يف األدب املفرد لإلمام البخاري )ج‪/1‬ص‪/336‬ح‪] :(967‬حدثنا حجاج قال‪ :‬حدثنا حماد بن‬
‫سلمة عن حميد عن أنس بن مالك قال‪ :‬ملا جاء أهل اليمن قال‪ :‬النبي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪) :‬قد أقبل أهل‬
‫اليمن وهم أرق قلوبا منكم‪ :‬فهم أول من جاء باملصافحة([؛ وأخرجه أبو داود يف سننه‬
‫)ج‪/4‬ص‪/354‬ح‪(5213‬؛ واإلمام أحمد بن حنبل يف مسنده ج‪/3‬ص‪/212‬ح‪،13235‬‬
‫ج‪/3‬ص‪/251‬ح‪ ،13649‬ج‪/4‬ص‪/154‬ح‪17442‬؛ وابن حنبل يف فضائل الصحابة‬
‫ج‪/2‬ص‪/880‬ح‪1657‬؛ وغريهم؛ وقلت‪ :‬هذا إسناد صحيح عىل رشط مسلم‪.‬‬
‫* حديث عقبة بن عامر‪] :‬أهل اليمن أرق قلوبا وألني أفئدة وأنجع طاعة[‪ ،‬بأسانيد حسنة جياد‪.‬‬
‫* كما هو يف مسند اإلمام أحمد بن حنبل )ج‪/4‬ص‪/154‬ح‪] :(17442‬حدثنا أبو عبد الرحمن حدثنا‬
‫حيوة أخربنا بكر بن عمرو ان مرشح بن هاعان أخربه انه سمع عقبة بن عامر يقول سمعت رسول الله‪،‬‬
‫صىل الله عليه وسلم‪ ،‬يقول‪) :‬أهل اليمن أرق قلوبا وألني أفئدة وأنجع طاعة([؛ وابن حنبل يف فضائل‬
‫الصحابة )ج‪/2‬ص‪/864‬ح‪ ،(1614‬و)ج‪/2‬ص‪/866‬ح‪(1618‬؛ وأخرجه ابن أبي عاصم يف اآلحاد‬
‫واملثاني )ج‪/4‬ص‪/258‬ح‪(2261‬؛ والطرباني يف معجمه الكبري )ج‪/17‬ص‪/299‬ح‪(823‬؛ وغريهم؛‬

‫‪13‬‬
‫‪‬‬

‫وهذه أسانيد حسنة جياد!‬


‫* حديث عقبة بن عامر وعبد الله بن مسعود‪] :‬اإليمان يمان؛ ومرض عند اذناب اإلبل[ بإسناد جيد‪.‬‬
‫* كما أخرجه الطرباني يف معجمه الكبري )ج‪/17‬ص‪/309‬ح‪] :(851‬حدثنا جعفر بن محمد الفريابي‬
‫حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا بن لهيعة عن أبي عشانة عن عقبة بن عامر أن رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه‬
‫وسلم‪ ،‬قال‪) :‬اإليمان يمان ومرض عند اذناب اإلبل([‪ ،‬قلت‪ :‬سماع قتيبة بن سعيد من ابن لهيعة صحيح‬
‫ألنه كان يقرأ عليه من كتب ابن وهب؛ وأبو عشانة هو حَ ّي بن ي ُْؤ ِمن املعافري املرصي‪ ،‬ثقة مشهور‬
‫بكنيته؛ فهذا إسناد جيد‪.‬‬
‫* كما أخرجه الطرباني يف معجمه الكبري )ج‪/10‬ص‪/92‬ح‪ (10055‬عن عبد الله بن مسعود‪] :‬حدثنا‬
‫جعفر بن محمد الفريابي حدثنا يحيى بن موىس البلخي حدثنا يحيى بن إبراهيم السلمي حدثنا عيىس‬
‫بن قرطاس عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال‪ :‬قال رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬اإليمان يمان‬
‫ومرض عند أذناب اإلبل[؛ ولكن عيىس بن قرطاس األسدي الكويف مرتوك متهم‪ ،‬وقد كذبه الساجي‪.‬‬

‫* حديث جبري بن مطعم‪] :‬آتاكم أهل اليمن كقطع السحاب خري أهل األرض[‪ ،‬إسناد حسن‪ ،‬ال بأس به‪.‬‬
‫* كما أخرجه اإلمام أحمد بن حنبل يف مسنده )ج‪/4‬ص‪/82‬ح‪] :(16804‬حدثنا يحيى بن إسحاق قال‪:‬‬
‫أخربنا بن لهيعة عن الحرث بن يزيد عن الحرث بن أبي ذباب ان شاء الله عن محمد بن جبري بن مطعم‬
‫عن أبيه ان رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬رفع رأسه إىل السماء فقال‪) :‬أتاكم أهل اليمن كقطع‬
‫السحاب خري أهل األرض!(‪ ،‬فقال له رجل ممن كان عنده‪) :‬ومنا يا رسول الله؟!(‪ ،‬قال‪ ،‬كلمة خفية‪) :‬إال‬
‫أنتم([؛ وأخرجه اإلمام الطرباني يف معجمه الكبري )ج‪/2‬ص‪/130‬ح‪] :(1550‬حدثنا برش بن موىس‬
‫حدثنا أبو عبد الرحمن املقري حدثنا بن لهيعة عن الحارث بن يزيد الحرضمي عن الحارث بن أبي ذئب‬
‫عن محمد بن جبري بن مطعم عن أبيه أن رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬رفع رأسه إىل السماء فقال‬
‫أتاكم أهل اليمن كقطع الليل املظلم وهم خري أهل األرض فقال رجل ممن عنده ومنا يا رسول الله فقال‬
‫كلمة خفية إال أنتم[‪ ،‬كذا جاء‪) :‬ذئب(‪ ،‬وهو قطعا ً تصحيف‪ ،‬وإنما هو‪) :‬ذباب(‪.‬‬
‫قلت‪ :‬هذا إسناد حسن‪ ،‬ال بأس به‪ ،‬ألن سماع أبي عبد الرحمن املقري‪ ،‬ويحيى بن إسحاق السيلحيني من‬
‫ابن لهيعة قديم صحيح‪ ،‬والحارث بن أبي ذباب هو الحارث بن عبد الرحمن بن عبد الله صدوق‪ ،‬من‬
‫رجال مسلم يف الصحيح‪ .‬كما أن الحديث يصح بمتابعة اإلسناد املستقل التايل‪:‬‬
‫* الذي أخرجه الحارث‪/‬الهيثمي يف مسنده )الزوائد( )ج‪/2‬ص‪/941‬ح‪] :(103‬حدثنا يزيد أنبأ بن أبي‬
‫ذئب عن الحارث بن عبد الرحمن عن محمد بن جبري بن مطعم عن أبيه قال‪ :‬كنا مع رسول الله‪ ،‬صىل‬
‫الله عليه وسلم‪ ،‬يف سفر فقال‪) :‬أتاكم أهل اليمن كأنهم السحاب هم خيار من يف األرض!(‪ ،‬فقال رجل من‬
‫األنصار‪) :‬اال نحن؟!(‪ ،‬فسكت رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬فقال‪) :‬اال نحن يا رسول الله!(‪ ،‬فسكت‪،‬‬
‫فقال‪) :‬اال نحن يا رسول الله؟!(‪ ،‬فقال‪) :‬إال أنتم(‪ ،‬كلمة ضعيفة[؛ وأخرجه اإلمام أبو بكر بن أبي شيبة‬
‫يف مصنفه )ج‪/6‬ص‪/407‬ح‪ (32436‬باختصار طفيف‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫‪‬‬

‫* وتجده أيضا ً عند الطرباني يف معجمه الكبري )ج‪/2‬ص‪/129‬ح‪] :(1549‬حدثنا إدريس بن جعفر‬
‫العطار حدثنا يزيد بن هارون أخربنا بن أبي ذئب عن الحارث بن عبد الرحمن عن محمد بن جبري بن‬
‫مطعم عن أبيه قال‪ :‬كنا مع رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬بطريق مكة قال‪) :‬أتاكم أهل اليمن مثل‬
‫السحاب خيار من األرض(‪ ،‬فقال رجل من األنصار يا رسول الله‪) :‬إال نحن؟!(‪ ،‬فسكت‪ ،‬ثم أعادها‪،‬‬
‫فسكت‪ ،‬ثم أعادها فقال‪ ،‬كلمة خفية‪) :‬إال أنتم([‪.‬‬

‫* حديث أبي كبشة األنماري‪] :‬اإليمان يمان‪ ،‬والحكمة ههنا إىل لخم وجذام[‪ ،‬إسناد صحيح‪.‬‬
‫* كما أخرجه الطرباني يف مسند الشاميني )ج‪/1‬ص‪/299‬ح‪ ،(522‬و)ج‪/2‬ص‪/318‬ح‪:(1415‬‬
‫]حدثنا أحمد بن خليد الحلبي حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع حدثنا محمد بن مهاجر عن عروة بن رويم‬
‫عن أبي كبشة األنماري قال‪ :‬خرجنا مع رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬يف غزوة من مغازيه فنزل منزال‬
‫فأتيناه فيه فرفع يديه وقال‪) :‬اإليمان يمان والحكمة ههنا إىل لخم وجذام([‪ ،‬قلت‪ :‬هذا إسناد صحيح‪.‬‬
‫وهو بعينه يف معجمه الكبري )ج‪/22‬ص‪/343‬ح‪(857‬؛ ويف معجمه األوسط )ج‪/1‬ص‪/126‬ح‪،(400‬‬
‫وقال اإلمام الطرباني‪) :‬لم يرو هذا الحديث عن عروة بن رويم عن أبي كبشة إال محمد بن مهاجر(‪.‬‬
‫قلت‪ :‬هذا إسناد ظاهره الصحة‪ ،‬إال أن تطابق املتن مع حديث أنس آنف الذكر‪ ،‬وتطابق جزء من اإلسناد‬
‫يحدث شكا ً يف أن محمد بن مهاجر‪ ،‬أو غريه‪ ،‬وهم وإنما هو عن عروة بن رويم عن أنس‪ ،‬كما سبق‬
‫تخريجه‪.‬‬

‫* حديث بن عباس‪] :‬قوم رقيقة قلوبهم‪ ،‬لينة قلوبهم‪ ،‬اإليمان يمان‪ ،‬والفقه يمان‪ ،‬والحكمة يمانية[؛‬
‫بإسناد قوي‪.‬‬
‫* كما أخرجه الطرباني يف معجمه الكبري )ج‪/11‬ص‪/328‬ح‪] :(11903‬حدثنا زكريا بن يحيى الساجي‬
‫حدثنا أبو كامل الجحدري حدثنا أبو عوانة عن هالل بن خباب عن عكرمة عن بن عباس قال‪ :‬ملا نزلت‪:‬‬
‫}إذا جاء نرص الله والفتح{‪ ،‬حتى ختم السورة قال‪ :‬نعيت لرسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬نفسه حني‬
‫نزلت‪ .‬قال‪) :‬فأخذ بأشد ما كان قط اجتهادا ً يف أمر اآلخرة(‪ ،‬وقال رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬بعد‬
‫ذلك‪) :‬جاء الفتح‪ ،‬ونرص الله‪ ،‬وجاء أهل اليمن(‪ ،‬فقال رجل‪) :‬يا رسول الله‪ :‬وما أهل اليمن؟!(‪ ،‬قال‪) :‬قوم‬
‫رقيقة قلوبهم‪ ،‬لينة قلوبهم‪ ،‬اإليمان يمان‪ ،‬والفقه يمان([؛ وأخرجه الطرباني يف معجمه األوسط‬
‫َاث َقا َل‪ :‬حدثنا أَبُو‬
‫مْرو َقا َل‪ :‬حدثنا عَ بْ ُد ا ْلوَاحِ ِد بْ ُن غِ ي ٍ‬‫)ج‪/2‬ص‪/284‬ح‪] :(1996‬حَ ﱠدثَنَا أَحْ مَ ُد بْ ُن عَ ٍ‬
‫ﱠاس يه[؛ وهو أيضا ً بنحوه يف معجم الطرباني الكبري‬ ‫مَة‪ ،‬عَ ِن اب ِْن عَ ب ٍ‬ ‫عَ وَان َ َة‪ ،‬عَ ْن هِ َال ِل ب ِْن َخب ٍ‬
‫ﱠاب‪ ،‬عَ ْن عِ ْك ِر َ‬
‫)ج‪/11‬ص‪/328‬ح‪] :(11904‬حدثنا أحمد بن يحيى الحلواني حدثنا سعيد بن سليمان عن عباد بن‬
‫العوام عن هالل بن خباب عن عكرمة عن بن عباس عن النبي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬مثله‪ ،‬وزاد‪:‬‬
‫)والحكمة يمانية([؛ وأخرجه النسائي يف سننه الكربى )ج‪/6‬ص‪/525‬ح‪] :(11712‬أخربنا عمرو بن‬
‫منصور حدثنا محمد بن محبوب حدثنا أبو عوانة به‪ ،‬وزاد‪) :‬والحكمة يمانية([‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫‪‬‬

‫قلت‪ :‬وهذا إسناد رجاله عن آخرهم ثقات‪ ،‬إال أن هالل بن خباب تغري بآخرة لكرب سنه‪) ،‬كما نص عليه‬
‫اإلمام يحيى بن سعيد القطان‪ ،‬ولكن أنكر ذلك اإلمام يحيى بن معني(‪ ،‬ولكن سماع عباد بن العوام كان‬
‫قبل التغري‪ ،‬إن صح أن هالل بن خباب تغري أصالً!‬
‫* وأخرج أبو يعىل شاهدا ً له يف مسنده )ج‪/4‬ص‪/385‬ح‪] :(2505‬حدثنا إسماعيل بن موىس حدثنا‬
‫حسني بن عيىس عن معمر عن الزهري عن أبي حازم عن بن عباس قال بينما رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه‬
‫وسلم‪ ،‬بالحديبية إذ قال الله أكرب الله أكرب قد جاء نرص الله والفتح وجاء أهل اليمن قيل يا رسول الله‬
‫وما أهل اليمن قال قوم رقيقة قلوبهم لينة طباعهم اإليمان يمان والفقه يمان والحكمة يمانية[؛ وابن‬
‫حبان يف صحيحه )ج‪/16‬ص‪/288‬ح‪] :(7298‬أخربنا محمد بن عمرو بن عباد ببست أبو عيل حدثنا أبو‬
‫سعيد األشج حدثنا الحسني بن عيىس الحنفي به[؛‬
‫* وأخرج الطرباني شاهدا ً آخر يف مسند الشاميني )ج‪/1‬ص‪/283‬ح‪] :(493‬حَ ﱠدثَنَا عَ ْم ُرو بْ ُن إ ِ ْسحَ َ‬
‫اق ب ِْن‬
‫يق‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا عَ مﱢ ي‪ ،‬مُحَ مﱠ ُد بْ ُن إِب َْراهِ ي َم ب ِْن ا ْلعَ َال ِء‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا بَقِ يﱠ ُة بْ ُن ا ْلوَ ِليدِ‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا ثَوْ ُر‬ ‫إِب َْراهِ ي َم ب ِْن ا ْلعَ َال ِء ب ِْن ِزب ِْر ٍ‬
‫ﱠاس‪ ،‬أ َ ﱠن َر ُسو َل اللﱠ ِه‪ ،‬صىل الله عليه‬ ‫مَة‪ ،‬عَ ِن اب ِْن عَ ب ٍ‬ ‫الصنْعَ ان ﱢِي‪ ،‬عَ ْن عِ ْك ِر َ‬ ‫ِيف َة ﱠ‬ ‫بْ ُن ي َِزيدَ‪ ،‬عَ ْن جُ نَا َد َة ب ِْن حَ ن َ‬
‫يق ٌة أ َ ْف ِئ َدتُهُ ْم لِين َ ٌة ِطبَاعُ هُ مْ‪َ ،‬سخِ ي ٌﱠة ُقلُوبُهُ مْ‪ ،‬عَ ِظ ٌ‬
‫يمَة‬ ‫َمَن َرقِ َ‬ ‫رص اللﱠ ِه وَا ْل َفتْ ُح وَجَ ا َء أ َ ْه ُل ا ْلي ِ‬ ‫وسلم‪» :‬إِذَا جَ ا َء ن َ ْ ُ‬
‫َخلُوا ِيف َدي ِْن ال ﱠل ِه أ َ ْفوَاجً ا«[‬ ‫حِ ْسبَتُهُ ْم د َ‬

‫* حديث عثمان بن عفان‪] :‬اإليمان يمان‪ :‬ورحى اإلسالم يف قحطان[‬


‫* كما هو يف اآلحاد واملثاني )ج‪/3‬ص‪/320‬ح‪] :(1698‬حدثنا محفوظ بن أبي توبة حدثنا يزيد بن‬
‫موهب عن عيىس بن يونس عن مجالد عن الشعبي عن حفاف بن عرابة عن عثمان بن عفان ريض الله‬
‫تعاىل عنه قال‪ :‬قال رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪) :‬اإليمان يمان ورحى اإلسالم يف قحطان([‬
‫ولكن هذا إسناد مظلم‪:‬‬
‫ــ حفاف بن عرابة لم أعرفه‪ ،‬والظاهر أنه تصحيف‪ ،‬وإنما هو‪ :‬رفاعة بن عرابة الجهني‪ ،‬ريض الله عنه‪،‬‬
‫صحب النبي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬عام الفتح وحفظ عنه ومات بمكة؛ كما جاء يف مشاهري األمصار‬
‫)ج‪/1‬ص‪/33‬ت‪.(178‬‬
‫ــ ومجالد بن سعيد‪ ،‬محله الصدق‪ ،‬وليس بالقوي‪،‬‬
‫ــ ومحفوظ بن أبي توبة‪ ،‬وهو محفوظ بن الفضل‪ ،‬وثقه ابن حبان‪ ،‬وكان مع اإلمام أحمد يف اليمن عند‬
‫عبد الرزاق‪ ،‬يسمع وال يكتب‪ ،‬فضعفه اإلمام أحمد جدا ً‪ ،‬وليس هذا من حديثه عن عبد الرزاق؛‬
‫ــ أما يزيد بن موهب‪ ،‬فهو أبو خالد يزيد بن خالد بن يزيد بن موهب الهمداني الرميل‪ ،‬ثقة‪ ،‬من شيوخ‬
‫أبي داود والنسائي‪.‬‬

‫* حديث عبادة بن الصامت‪] :‬اإليمان يمان[‪ ،‬بإسناد حسن قوي‪ ،‬والحديث صحيح بشواهده ومتابعاته‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫‪‬‬

‫* كما هو يف اآلحاد واملثاني )ج‪/4‬ص‪/259‬ح‪] :(2262‬حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا عمرو بن‬
‫أبي سلمة عن سعيد بن بشري عن قتادة عن عمري بن هانئ )قال سعيد‪ :‬فلقيت عمريا فحدثني( عن جنادة‬
‫بن أبي أمية عن عبادة بن الصامت ريض الله تعاىل عنه قال‪ :‬قال رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪:‬‬
‫)اإليمان يمان([‪.‬‬
‫وقد جاء الحديث بأتم من ذلك‪:‬‬
‫ِيس‪،‬‬ ‫* كما أخرجه الطرباني يف مسند الشاميني )ج‪/4‬ص‪/70‬ح‪] :(2755‬حَ ﱠدثَنَا أَحْ مَ ُد بْ ُن مَ ْسعُ و ٍد ا ْلمَ ْقد ِ ﱡ‬
‫يت عُ م َْريُ بْ ُن‬ ‫ْيس‪َ ،‬ف َلقِ ُ‬
‫ري ب ِْن َهان ٍِئ ا ْلعَ ب ِ ﱢ‬ ‫ري‪ ،‬عَ ْن َقتَا َد َة‪ ،‬عَ ْن عُ مَ ْ ِ‬ ‫مَة‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا َسعِ ي ُد بْ ُن ب َِش ٍ‬ ‫حَ ﱠدثَنَا عَ مْ ُرو بْ ُن أ َ ِبي َس َل َ‬
‫الص ِام ِت‪َ ،‬قا َل‪َ :‬س ِمعْ ُت َر ُسو َل ال ﱠل ِه‪ ،‬صىل‬ ‫األ ْزدِ يﱢ ‪ ،‬عَ ْن عُ بَا َد َة ب ِْن ﱠ‬ ‫َهان ٍِئ‪َ ،‬فحَ ﱠدثَنِي‪ :‬عَ ُن جُ نَا َد َة ب ِْن أ َ ِبي أُمَ ي َﱠة ْ َ‬
‫ون ا ْلعَ ُد ﱠو ِيف آخِ ِر‬ ‫وَات اللﱠ ِه عَ َىل جُ ذَا َم‪ ،‬ي َُقا ِتلُ َ‬ ‫صلَ ُ‬ ‫وَه َكذَا إِ َىل جُ ذَامَ‪َ ،‬‬ ‫َمَان‪َ ،‬‬ ‫الله عليه وسلم‪ ،‬ي َُقو ُل‪ِ ْ » :‬اإليمَ ا ُن ي ٍ‬
‫َال«[‬ ‫ف ا ْل ِجب ِ‬ ‫ان عَ َىل َشعَ َ‬ ‫الزمَ ِ‬‫ﱠ‬
‫قلت‪ :‬سعيد بن بشري األزدي‪ ،‬ثقة عندنا‪ ،‬تقوم به الحجة‪ ،‬ولم يصب الحافظ وغريه عندما ضعفوه‪ ،‬ولنا‬
‫بحث مستقل يف توثيقه؛ وبقيته ثقات مشاهري وهذا إسناد حسن قوي‪ ،‬والحديث صحيح بشواهده‬
‫ومتابعاته‪.‬‬
‫اق إِب َْراهِ ي ُم‬ ‫* وجاء نحوه عن أبي هريرة يف حلية األولياء وطبقات األصفياء )‪] :(281/2‬حَ ﱠدثَنَا أَبُو إ ِ ْسحَ َ‬
‫بْ ُن مُحَ مﱠ ِد ب ِْن حَ مْ َز َة َقا َل‪ :‬حَ ﱠدثَنَا مُحَ مﱠ ُد بْ ُن َخ َل ٍف وَ كِيعٌ‪َ ،‬قا َل‪ :‬حَ ﱠدثَنِي مُحَ مﱠ ُد بْ ُن إِب َْراهِ ي َم ِم ْربَ ٌع َقا َل‪ :‬حَ ﱠدثَنَا‬
‫اق‪ ،‬عَ ْن مُحَ مﱠ ِد ب ِْن‬ ‫ط ٍر ا ْل ﱠ‬
‫وَر ِ‬ ‫طا ُن‪ ،‬عَ ْن َقتَا َد َة‪ ،‬عَ ْن مَ َ‬ ‫ُوىس‪َ ،‬قا َل‪ :‬حَ ﱠدثَنَا أَبُو ا ْلعَ وﱠا ِم ا ْل َق ﱠ‬ ‫َسعِ ي ُد بْ ُن أ َ َس ِد ب ِْن م َ‬
‫وَات‬‫ص َل ُ‬ ‫ان يَمَا ٌن إ ِ َىل َل ْخ ٍم وَجُ ذَا َم َ‬ ‫ين‪ ،‬عَ ْن أ َ ِبي ُه َري َْر َة‪ ،‬أ َ ﱠن الن ﱠ ِب ﱠي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪َ ،‬قا َل‪» :‬إ ِ ﱠن ْ ِاإليمَ َ‬ ‫ِس ِري َ‬
‫ِيث‬‫وَر ُسو َل ُه«[‪ ،‬ثم قال أبو نعيم‪َ ) :‬هذَا حَ د ٌ‬ ‫رصوا الل َه َ‬ ‫السعَ ِف ِليَن ْ ُ ُ‬ ‫ُوس ﱠ‬ ‫ون الْ ُك ﱠفا َر عَ َىل ُرء ِ‬ ‫الله عَ َىل جُ ذَا َم ي َُقا ِتلُ َ‬
‫ِ‬
‫ني‬‫ط ًرا ِم َن التﱠا ِبعِ َ‬ ‫ني وَمَ َ‬ ‫ين َروَا ُه تَا ِبعِ ﱞي عَ ْن تَا ِبعِ ﱟي؛ ِ َأل ﱠن َقتَا َد َة ِم َن التﱠا ِبعِ َ‬ ‫ِيث مُحَ مﱠ ِد ب ِْن ِس ِري َ‬ ‫َغ ِريبٌ ِم ْن حَ د ِ‬
‫طا ُن(‪.‬‬ ‫ني تَ َف ﱠر َد ِب ِه أَبُو ا ْلعَ وﱠا ِم ُ‬
‫وَه َو عِ مْ َرا ُن بْ ُن دَاوُ َد ا ْل َق ﱠ‬ ‫ين ِم َن التﱠا ِبعِ َ‬ ‫وَ مُحَ مﱠ َد ب َْن ِس ِري َ‬
‫* حديث روح بن زنباع‪] :‬اإليمان يمان[‪ ،‬بإسناد جيد‪.‬‬
‫* كما هو يف اآلحاد واملثاني )ج‪/4‬ص‪/260‬ح‪ ،(2268‬و)ج‪/5‬ص‪/15‬ح‪] :(2550‬حدثنا يعقوب بن‬
‫حميد حدثنا بن وهب حدثنا عمرو بن الحارث عن بكر بن سوادة عن عبيدة بن سفيان عن روح بن‬
‫زنباع‪ ،‬ريض الله تعاىل عنه‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪) :‬اإليمان يمان([‪ ،‬قلت‪ :‬وهذا إسناد‬
‫جيد‪.‬‬

‫* حديث معاذ بن جبل‪] :‬بعثتك إىل قوم رقيقة قلوبهم[‬


‫* أخرجه اإلمام أحمد بن حنبل يف مسنده )ج‪/5‬ص‪/235‬ح‪] :(22106‬حدثنا أبو املغرية حدثنا صفوان‬
‫حدثني أبو زياد يحيى بن عبيد الغساني عن يزيد بن قطيب عن معاذ انه كان يقول بعثني رسول الله‪،‬‬
‫صىل الله عليه وسلم‪ ،‬إىل اليمن فقال لعلك ان تمر بقربي ومسجدي قد بعثتك إىل قوم رقيقة قلوبهم‪،‬‬
‫يقاتلون عىل الحق مرتني‪ :‬فقاتل بمن أطاعك منهم من عصاك ثم يعود إىل اإلسالم حتى تبادر املرأة‬

‫‪17‬‬
‫‪‬‬

‫زوجها والولد والده واألخ أخاه فانزل بني الحيني السكون والسكاسك[؛ وأخرجه الطرباني يف معجمه‬
‫الكبري )ج‪/20‬ص‪/90‬ح‪(171‬؛ والطرباني يف مسند الشاميني )ج‪/2‬ص‪/98‬ح‪(983‬؛ والبيهقي يف سننه‬
‫الكربى )ج‪/9‬ص‪/20‬ح‪(17573‬؛‬
‫قلت‪ :‬يزيد بن قطيب السكوني ما أدرك معاذا ً وإنما يروي عنه بواسطة أبي بحرية عبد الله بن قيس‬
‫الرتاغمي السكوني الكندي‪ ،‬وهو من أصحاب معاذ‪ ،‬قدم معه من اليمن‪ ،‬وهو ثقة متقن‪ .‬وهو الذي وقف‬
‫ملعاوية باملرصاد عندما أراد أن يستبد بالفيء‪.‬‬
‫* وأخرج بعضه اإلمام أبو بكر بن أبي عاصم يف اآلحاد واملثاني )ج‪/3‬ص‪/420‬ح‪ (1837‬من طريق‬
‫ثانية‪ ،‬بإسناد صحيح‪ ،‬بلفظ‪] :‬حدثنا محمد بن عوف حدثنا أبو املغرية حدثنا صفوان بن عمرو عن راشد‬
‫بن سعد عن عاصم بن حميد السكوني عن معاذ بن جبل ريض الله عنه أن رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه‬
‫وسلم‪ ،‬ملا بعثه إىل اليمن خرج معه يوصيه ومعاذ ريض الله عنه راكب ورسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪،‬‬
‫يميش تحت راحلته فلما فرغ قال يا معاذ إنك عىس أن ال تلقاني بعد عامي هذا وعىس أن تمر بقربي‬
‫ومسجدي فبكى معاذ ريض الله عنه جشعا لفراق رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬ويف الحديث قصة[‬
‫قلت‪ :‬عاصم بن حميد السكوني‪ ،‬ثقة مخرضم‪ ،‬وهو من أصحاب معاذ‪ ،‬قدم معه من اليمن‪.‬‬

‫| فصل‪ :‬تصحيح حديث شهر بن حوشب األشعري‬


‫شهر بن حوشب األشعري‪ ،‬أبو عبد الرحمن ويقال أبو الجعد الشامي موىل أسماء بنت يزيد بن السكن‬
‫األنصارية‪ ،‬ريض الله عنها‪ ،‬من أوساط التابعني‪ ،‬تويف حوايل ‪ 98‬هـ )أو ‪ 99‬هـ(‪ ،‬وقد تجاوز الثمانني‪.‬‬
‫* جاء يف تاريخ بغداد )ج‪/11‬ص‪/58‬ت‪] :(5741‬أخربنا محمد بن احمد بن رزق أخربنا عثمان بن‬
‫احمد الدقاق حدثنا حنبل بن إسحاق حدثنا محمد بن عبد الله بن جعفر األنباري الحذاء قال‪ :‬قال عبد‬
‫الحميد بن بهرام لقيت شهر بن حوشب يف أول خالفة عمر بن عبد العزيز يف سنة ثمان وتسعني بحواليا‬
‫وتويف بعد ذلك بشهر أو بشهرين قال وأمىل عيل هذه األحاديث[‪.‬‬
‫* وجاء يف الطبقات الكربى )‪] :(3436/7/449‬أخربنا أبو عبد الله الشامي قال قلت لعبد الحميد بن‬
‫بهرام متى مات شهر بن حوشب قال سنة ثمان وتسعني[؛ أبو عبد الله الشامي هو أبو عبد الله الحسن‬
‫بن أيوب بن عبد الله الشامي‪ ،‬ثقة‪.‬‬
‫دخل يف يشء من عمل السلطان‪ ،‬وكان يأخذ أعطياتهم‪ ،‬فأصابه رش‪ ،‬ولحقت به تهم‪ ،‬تضاربت فيه األقوال‬
‫)تجد عامة هذه النقول يف الكامل البن عدي‪ ،‬وتهذيب الكمال‪ ،‬وتهذيب التهذيب(‪:‬‬
‫ــ وقال محمد بن أبي منصور عن عمر بن عبد املجيد اعتم شهر بن حوشب وهو يريد سلطانا يأتيه ثم‬
‫أخذ املرآة فنظر يف وجهه وعمامته فنظر إىل لحيته فرأى شيبة فأخذها بيده ثم نقض عمامته ثم جعل‬
‫يقول‪) :‬السلطان بعد الشيب‪ ،‬السلطان بعد الشيب؟!(‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫‪‬‬

‫ــ وقال عبد الحميد بن بهرام اتى عىل شهر بن حوشب ثمانون سنة ورأيته يعتم بعمامة سوداء طرفها‬
‫بني كتفيه وعمامة أخرى قد أوشق بها وسطه سوداء ورأيته مخضوبا خضابة سوداء يف حمرة وقدم عىل‬
‫بالل بن مرداس الفزاري بحواليا فأجازه بأربعة آالف درهم فقبضها منه‬
‫ــ وقال يحيى بن أبي بكري الكرماني عن أبيه كان شهر بن حوشب عىل بيت املال فأخذ خريطة فيها‬
‫دراهم فقال القائل‪ :‬لقد باع شهر دينه بخريطة فمن يأمن القراء بعدك يا شهر‪.‬‬
‫ــ وجاء تكذيب الرواية السابقة‪ ،‬قال أبو جعفر محمد بن جرير الطربي قال عيل بن محمد قال أبو بكر‬
‫الباهيل‪ :‬كان شهر بن حوشب عىل خزائن يزيد بن املهلب فرفعوا عليه انه أخذ خريطة فسأله يزيد عنها‬
‫فأتاه بها فدعا يزيد الذي رفع عليه فشتمه وقال لشهر هي لك قال ال حاجة يل فيها‪ .‬فقال القطامي‬
‫الكلبي )ويقال سنان بن مكبل النمريي(‪:‬‬
‫لقد باع شهر دينه بخريطة **** فمن يأمن القراء بعدك يا شهر‬
‫أخذت بها شيئا طفيفا وبعته **** من بن جرير ان هذا هو الغدر‬
‫وقال مرة النخعي‪:‬‬
‫يا بن املهلب ما أردت إىل امرئ **** لوالك كان كصالح القراء‬
‫ــ وجاء يف املجروحني )ج‪/1‬ص‪/361‬ت‪] :(476‬عادل عباد بن منصور يف حجة له فرسق عيبته‪ ،‬فهو‬
‫الذي يقول فيه القائل لقد باع شهر دينه بخريطة **** فمن يأمن القراء بعدك يا شهر[‬
‫ــ وقال يحيى القطان عن عباد بن منصور‪) :‬حججنا مع شهر فرسق عيبتي(‬
‫ــ وقال الساجي فيه ضعف وليس بالحافظ وكان شعبة يشهد عليه أنه رافق رجال من أهل الشام‬
‫فخانه‪.‬‬
‫قلت‪ :‬فظهر مما سبق أن ترك شعبة له بسبب اعتقاده عدم عدالته‪ ،‬وال عالقة لذلك بالحفظ أو اإلتقان‪،‬‬
‫وتبعه عىل ذلك اإلمام يحيى بن سعيد القطان‪.‬‬

‫وإليك أقوال املوثقني‪:‬‬


‫ــ وقال حرب بن إسماعيل الكرماني عن احمد بن حنبل ما أحسن حديثه ووثقه وهو شامي من أهل‬
‫حمص وأظنه قال هو كندي وروى عن أسماء بنت يزيد أحاديث حسانا‪.‬‬
‫ــ وقال أبو طالب عن احمد بن حنبل‪ :‬عبد الحميد بن بهرام أحاديثه متقاربة هي حديث شهر‪ ،‬وكان‬
‫يحفظها كأنه يقرأ سورة من القرآن‪ ،‬وانما هي سبعني حديثا وهي طوال وفيها حروف ينبغي ان تضبط‬
‫لكن يقطعونها‪.‬‬
‫ــ وقال حنبل بن إسحاق عن احمد بن حنبل‪ :‬ليس به بأس‪.‬‬
‫ــ وقال عثمان بن سعيد الدارمي بلغني ان احمد بن حنبل كان يثني عىل شهر بن حوشب‪.‬‬
‫ــ وقال الرتمذي قال احمد بن حنبل‪ :‬ال بأس بحديث عبد الحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫‪‬‬

‫ــ وقال الرتمذي أيضا عن البخاري‪ :‬شهر حسن الحديث وقوﱠى امره‪ ،‬وقال‪ :‬إنما تكلم فيه بن عون ثم‬
‫روى عن هالل بن أبي زينب عنه‪.‬‬
‫ــ وقال أبو بكر بن أبي خيثمة ومعاوية بن صالح عن يحيى بن معني‪ :‬ثقة‪.‬‬
‫ــ وقال عبد الله بن شعيب الصابوني وعباس الدوري واملفضل بن غسان الغالبي عن يحيى بن معني‪:‬‬
‫ثبت‪.‬‬
‫ــ وقال يعقوب بن شيبة سمعت عيل بن املديني وقيل له‪ :‬ترىض حديث شهر بن حوشب فقال انا أحدث‬
‫عنه‪ ،‬قال‪ :‬وكان عبد الرحمن بن مهدي يحدث عنه؛ قال وانا ال ادع حديث الرجل اال ان يجتمعا عليه‬
‫يحيى وعبد الرحمن يعني عىل تركه؛ قال وسمعت عيل بن املديني يقول‪ :‬كان يحيى بن سعيد ال يحدث‬
‫عن شهر‪.‬‬
‫ــ وقال يعقوب بن شيبة‪ :‬ثقة عىل ان بعضهم قد طعن فيه‬
‫ــ وقال يعقوب بن سفيان‪ :‬وشهر‪ ،‬وإن قال بن عون‪) :‬إن شهرا نزكوه(‪ ،‬وهو ثقة‪.‬‬
‫ــ وقال أبو زرعة ال بأس به؛ ولم يلق عمرو بن عبسة‪.‬‬
‫ــ وقال احمد بن عبد الله العجيل‪ :‬شامي تابعي ثقة‬
‫ــ وقال أيوب بن أبي حسني الندبي قرأت عىل بن عمر وبن عباس وعكرمة وشهر بن حوشب فما رأيت‬
‫أحدا كان اقرأ لكتاب الله من شهر بن حوشب‪.‬‬
‫ــ وقال أبو جعفر الطربي كان فقيها قارئا عاملا ً‪.‬‬
‫ــ وقال حرب بن رسيج عن زينب بنت يزيد بن واشق سمعت عائشة تقول فذكرت عنها حديثا قالت‬
‫فيه قال رجل من نساك أهل الشام يقال له شهر بن حوشب ما كان خلق رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه‬
‫وسلم‪ ،‬يا أم املؤمنني قالت القرآن يا بني فقال شهر حسبكم ومن يطيق القرآن قالت من طوقه الله يا‬
‫بني‪ .‬قلت‪ :‬هذا الحديث موجود يف مسند أبي يعىل )ج‪/4‬ص‪/95‬ح‪] :(2045‬حدثنا شيبان‪ ،‬حدثنا حرب‬
‫بن رسيج بتمامه[‪.‬‬
‫ــ وقال أبو حاتم شهر أحب ايل من أبي هارون وبرش بن حرب‪ ،‬وليس بدون أبي الزبري‪ ،‬وال يحتج به‪.‬‬
‫ــ وقال الحسني بن إدريس الهروي أخربنا محمد بن عبد الله بن عمار وسألته عن شهر بن حوشب‬
‫فقال‪ :‬روى عنه الناس وما اعلم أحدا قال فيه غري شعبة‪ ،‬قلت يكون حديثه حجة قال‪ :‬ال‪.‬‬
‫ــ وقال أبو بكر البزار ال نعلم أحدا ترك الرواية عنه غري شعبة ولم يسمع من معاذ بن جبل‪.‬‬
‫ــ وقال الدارقطني يخرج حديثه‪.‬‬
‫قلت‪ :‬حسبك باإلمام عيل بن املديني‪ ،‬وشيخه اإلمام عبد الرحمن بن مهدي‪ ،‬وتالميذه األئمة‪ :‬البخاري‪،‬‬
‫ويعقوب بن شيبة السدويس؛ واإلمام أحمد بن حنبل؛ واإلمام يحيى بن معني؛ وأبي زرعة الرازي؛ وأبي‬
‫جعفر محمد بن جرير الطربي؛ وحسبك أيضا ً بأبي حاتم الرازي إذ سواه بأبي الزبري املكي‪ ،‬ومحمد بن‬
‫عبد الله بن عمار وإن قاال‪) :‬ال يحتج به(‪ ،‬فهما معروفان بالتعنت‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫‪‬‬

‫وهذا ما قاله الجارحون‪:‬‬


‫ــ وقال النسائي ليس بالقوي‪.‬‬
‫ــ وذكره العقييل يف الضعفاء الكبري )ج‪/2‬ص‪/191‬ت‪ (716‬فلم يأت بجديد‪ ،‬وإنما أورد بأسانيده‬
‫كالم شعبة‪ ،‬والقصص املشهورة عنه‪ ،‬كما ذكر الروايتني التاليتني‪ *] :‬حدثنا محمد بن إسماعيل قال‬
‫حدثنا الحسن بن عىل الحلواني قال حدثنا أبو سلمة قال حدثنا أبو هالل عن قتادة قال جاء شهر بن‬
‫حوشب يستأذن عىل األمري قال فخرج اآلذن فقال إن األمري يقول‪) :‬ال تأذن له فإنه سبئي(‪ ،‬قال‪ :‬فقلت‪:‬‬
‫)ان خادم البيت يخربك بما يف أنفسهم(؛ ثم قال قتادة‪) :‬ال غفر الله ملن ال يستغفر لهما يعنى عليا‬
‫وعثمان(‪.‬‬
‫* حدثنا محمد بن إسماعيل قال حدثنا الحسن بن عىل قال حدثنا مسـلم قـال حـدثنا زيـاد بـن ربيـع‬
‫الحارثي قال حدثنا أعني اإلسكاف وكان يؤاجر نفسه اىل مكة كل سنة قال أجرت نفيس مـن شـهر بـن‬
‫حوشب اىل مكة وكان له غالم ديلمي يغنى وكان إذا نزل منزال قال لغالمه ذاك‪ :‬قم فاستذكر غناءك‪ ،‬ثـم‬
‫يقبل علينا فيقول‪ :‬إن هذا ينفق يف املدينة[؛‬
‫قلت‪ :‬هذا الذي ساقه العقييل كله ال يشء‪ :‬والة بني أمية‪ ،‬أكثرهم فسقة نواصب‪ ،‬ال خري فيهم‪ ،‬يتمسـحون‬
‫بعثمان بن عفان‪ ،‬ريض الله عنه‪ ،‬نفاقا ً وزوراً؛ وأعني اإلسكاف ال يدرى من هو من خلق الله‪ ،‬فكيف يقبل‬
‫منه هذا؟! بل جاء ما يناقض هذا تماماً‪ ،‬حيث جاء يف تهذيب الكمـال )ج‪/12‬ص‪] :(588 – 581‬وقـال‬
‫عثمان بن نويرة دعي شهر بن حوشب إىل وليمة وانا معه فدخلنا فأصبنا من الطعام فلمـا سـمع شـهر‬
‫املزمار وضع أصبعيه يف اذنيه وخرج حتى لم يسمعه[‬
‫ــ وقال موىس بن هارون ضعيف‪.‬‬
‫ــ وقال الحاكم أبو أحمد ليس بالقوي عندهم‬
‫ــ وقال بن حبان‪ :‬كان ممن يروي عن الثقات املعضالت وعن االثبات املقلوبات‪.‬‬
‫ــ وقال بن عدي‪) :‬وعامة ما يرويه شهر وغريه من الحديث فيه من اإلنكار ما فيه وشهر ليس بالقوي‬
‫يف الحديث وهو ممن ال يحتج بحديثه وال يتدين به(‪ .‬وقال بن عدي أيضا ً‪) :‬ضعيف جدا ً(‪ ،‬قال هذا يف‬
‫ترجمة عبد الحميد بن بهرام‪.‬‬
‫ــ وقال البيهقي ضعيف‬
‫ــ وقال بن حزم ساقط‬
‫ــ وقال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني‪] :‬أحاديثه ال تشبه حديث الناس عمرو بن خارجة كنت اخذا‬
‫بزمام ناقة رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪،‬؛ أسماء بنت يزيد كنت أخذه بزمام ناقة رسول الله‪ ،‬صىل‬
‫الله عليه وسلم‪ ،‬كأنه مولع بزمام ناقة رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬وحديثه دال عليه فال ينبغي ان‬
‫يغرت به وبروايته[؛ قلت‪ :‬وهذا أشبه بالسخرية‪ ،‬منه بالنقد املوضوعي؛ والجوزجاني ناصبي خبيث‪.‬‬
‫قلت‪:‬‬

‫‪21‬‬
‫‪‬‬

‫)‪ (1‬ــ أكثر الجارحني‪ ،‬ما عدا النسائي‪ ،‬ليسوا من أئمة هذا الشأن‪ ،‬أو من املتأخرين نسبياً‪ ،‬وال يعتد‬
‫بهم‪ ،‬وجرحهم غري مفرس‪ ،‬ويعود يف األرجح إىل طعنهم يف عدالته‪ ،‬متابعة أو تقليدا ً لشعبة؛‬
‫)‪ (2‬ــ بدأ بن عدي برواية ترك شعبة لشهر‪) ،‬الكامل يف ضعفاء الرجال( البن عدي )‪،(898/4/36‬‬
‫وذكر القصص املعروفة‪ ،‬والظاهر أنه كان مقتنعا ً بها‪ ،‬ثم استعرض طرفا ً من حديث شهر‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫)وعامة ما يرويه شهر وغريه من الحديث فيه من اإلنكار ما فيه وشهر ليس بالقوي يف الحديث وهو ممن‬
‫ال يحتج بحديثه وال يتدين به(‪ ،‬مع أنه ليس يف ما ذكر ما هو منكر بحق فهو يتكلم من منطلق رأيه‬
‫املسبق‪ ،‬وليس من دراسة موضوعية لألحاديث التي استعرضها!‬
‫)‪ (3‬ــ ما ذكرناه عن ابن عدي ينطبق بحذافريه عىل ابن حبان الذي صدر كالمه برواية التهم املعروفة‪،‬‬
‫ثم جاء بجملته التقليدية‪) :‬كان ممن يروي عن الثقات املعضالت وعن االثبات املقلوبات(‪ ،‬هكذا مرسلة‬
‫من غري بينة‪.‬‬
‫وتوسط أقوام وحاولوا املوازنة بموضوعية‪:‬‬
‫* قال صالح بن محمد البغدادي‪) :‬شهر بن حوشب شامي قدم العراق عىل الحجاج بن يوسف روى عنه‬
‫الناس من أهل البرصة وأهل الكوفة وأهل الشام ولم يوقف منه عىل كذب وكان رجال يتنسك اال انه روى‬
‫أحاديث يتفرد بها لم يرشكه فيها أحد مثل حديث ثابت البناني عن شهر بن حوشب عن أم سلمة ان‬
‫النبي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬قرأ انه عمل غري صالح وان النبي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬قرأ‪ :‬يا عبادي الذين‬
‫ارسفوا عىل أنفسهم ال تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا ]وال يبايل[؛ وروى عنه الحكم‬
‫بن عتيبة عن أم سلمة ان النبي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬نهى عن كل مسكر ومفرت؛ ولم يذكر مفرت يف يشء‬
‫من الحديث‪ .‬وروى عنه عبد الحميد بن بهرام أحاديث طواال عجائب‪ .‬وروى ليث بن أبي سليم عنه عن‬
‫أسماء بنت يزيد قالت سمعت النبي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬يقول‪ :‬ويل امكم قريش رحلة الشتاء والصيف‬
‫يف موضع إليالف قريش فشهر يروي عن النبي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬أحاديث يف القراءات ال يأتي بها‬
‫غريه(‪.‬‬
‫* وقال أبو الحسن بن القطان الفايس ملخصاً‪ ،‬ورادا ً عىل التهم‪) :‬لم أسمع ملضعفه حجة‪ :‬وما ذكروا من‬
‫تزييه بزي الجند‪ ،‬وسماعه الغناء باآلالت‪ ،‬وقذفه بأخذ الخريطة فأما ال يصح أو هو خارج عىل مخرج ال‬
‫يرضه ورش ما قيل فيه أنه يروي منكرات عن ثقات وهذا إذا كثر منه سقطت الثقة به(؛‬
‫قلت‪ :‬وحتى ما قيل فيه‪) :‬أنه يروي منكرات عن ثقات( فال يصح‪ ،‬كما أسلفنا‪ ،‬ألن أكثر ما يذكر يف هذا‬
‫الباب وجوه من القراءات جاءت يف األرجح عىل وجه التفسري‪ ،‬ويوجد عند غريه من القراء كثري من هذا‬
‫النوع‪ ،‬بل ما هو أشنع وأبعد‪ .‬فلم يبق إال لفظة‪) :‬نهى عن كل مسكر ومفرت( التي تحتاج إىل نظر ألنها لم‬
‫ترد يف أي حديث آخر مطلقاً‪ ،‬فلعلها وهم أو سوء فهم لكالم أم سلمة‪ ،‬رضوان الله وسالمه عليها‪ ،‬فلعلها‬
‫قالت‪) :‬نهى عن كل مسكر‪ ،‬وما أرى املفرت إال كاملسكر(‪ ،‬أو نحو ذلك؛ وربما كان الحكم بن عتيبة‪ ،‬وهو‬
‫مدلس‪ ،‬لم يسمعه من شهر‪ ،‬فأسقط الواسطة‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫‪‬‬

‫لذلك نستخري الله ونقول أن شهر بن حوشب األشعري‪ ،‬ثقة‪ ،‬يحتج بحديثه‪ ،‬ويتدين به‪ ،‬إال إذا قام الربهان‬
‫عىل خالف ذلك‪ .‬وقد روى له البخاري يف األدب ومسلم مقرونا بغريه والجمهور‪ .‬ووالدته حوايل سنة ‪18‬‬
‫هـ‪ ،‬فال يصح أنه أرسل عن أحد إال عن معاذ بن جبل‪ ،‬وبالل بن رباح‪ ،‬وسلمان الفاريس‪ ،‬ومن كانت‬
‫وفاته يف خالفة عثمان بن عفان‪ ،‬أو قبل ذلك؛ ولعل عمرو بن عبسة من هؤالء‪ ،‬كما قال اإلمام أبو زرعة‬
‫الرازي‪ ،‬ألن تاريخ وفاة عمرو بن عبسة‪ ،‬ريض الله عنه‪ ،‬مجهول‪ ،‬وقال الحافظ يف اإلصابة )ج‬
‫‪/4‬ص‪/660‬ت‪] :(5907‬وأظنه مات يف أواخر خالفة عثمان فإنني لم أر له ذكرا يف الفتنة وال يف خالفة‬
‫معاوية[؛ والله أعلم وأحكم‪.‬‬

‫| فصل ملحق‪ :‬دراسة حال زياد بن بيان الرقي‬

‫لعلنا نبدأ أوال باستعراض رواية )املهدي(‪ ،‬وهي األشهر من مرويات زياد بن بيان الرقي‪ ،‬وهي ثالثة فقط‬

‫| الرواية األوىل )املهدي(‪:‬‬


‫الر ﱢق ﱡي‪،‬‬‫* جاء يف سنن أبي داود )‪] :(4284/107/4‬حَ ﱠدثَنَا أَحْ مَ ُد بْ ُن إِب َْراهِ يمَ‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا عَ بْ ُد ال ﱠل ِه بْ ُن جَ عْ َف ٍر ﱠ‬
‫َان‪ ،‬عَ ْن عَ ِيل ﱢ ب ِْن ن ُ َفي ٍْل‪ ،‬عَ ْن َسعِ ي ِد ب ِْن ا ْلم َُسي ِﱢب‪ ،‬عَ ْن أ ُ ﱢم‬ ‫ِيح ا ْلحَ َس ُن بْ ُن عُ َم َر‪ ،‬عَ ْن ِزيَادِ ب ِْن بَي ٍ‬
‫َ‬
‫حَ ﱠدثَنَا أبُو ا ْلمَ ل ِ‬
‫اطم ََة« َقا َل‬ ‫رتتِي‪ِ ،‬م ْن وَ لَ ِد َف ِ‬ ‫مَة‪َ ،‬قالَ ْت‪َ :‬س ِمعْ ُت َر ُسو َل ال ﱠل ِه‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬ي َُقو ُل‪» :‬الْمَهْ دِيﱡ ِم ْن عِ ْ َ‬ ‫َس َل َ‬
‫ص َالحً ا«[‬ ‫ِيح‪» ،‬يُثْنِي عَ َىل عَ ِيل ﱢ ب ِْن ن ُ َفي ٍْل‪ ،‬وَ يَذْ ُك ُر ِمن ْ ُه َ‬ ‫َ‬ ‫عَ بْ ُد ال ﱠل ِه بْ ُن جَ عْ َف ٍر‪َ :‬‬
‫وَس ِمعْ ُت أبَا ا ْلمَ ل ِ‬
‫* وهو يف سنن ابن ماجه )‪] :(4086/1368/2‬حَ ﱠدثَنَا أَبُو بَ ْك ِر بْ ُن أ َ ِبي َشيْب ََة َقا َل‪ :‬حَ ﱠدثَنَا أَحْ مَ ُد بْ ُن عَ بْ ِد‬
‫َان‪ ،‬عَ ْن عَ ِيل ﱢ ب ِْن ن ُ َفي ٍْل‪ ،‬عَ ْن َسعِ ي ِد ب ِْن ا ْلم َُسي ِﱢب‪َ ،‬قا َل‪ُ :‬كنﱠا‬ ‫َ‬
‫الر ﱢق ﱡي‪ ،‬عَ ْن ِزيَادِ ب ِْن بَي ٍ‬
‫ِيح ﱠ‬ ‫ا ْلمَ لِكِ َقا َل‪ :‬حَ ﱠدثَنَا أبُو ا ْلمَ ل ِ‬
‫مَة َفتَذَا َك ْرنَا ا ْلمَ هْ دِيﱠ ‪َ ،‬ف َقا َل ْت َس ِمعْ ُت َر ُسو َل ال ﱠل ِه‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬ي َُقو ُل‪» :‬الْمَهْ دِيﱡ ِم ْن وَ لَ ِد‬ ‫عِ ن ْ َد أ ُ ﱢم َس َل َ‬
‫اطم ََة«[‬ ‫َف ِ‬
‫حَ ﱠدثَنَا[‬
‫الس َال ِم بْ ُن‬
‫اق‪ ،‬حدثنا عَ بْ ُد ﱠ‬ ‫ني بْ ُن إ ِ ْسحَ َ‬ ‫* وهو يف املعجم الكبري للطرباني )‪] :(566/267/23‬حَ ﱠدثَنَا ا ْلحُ َس ْ ُ‬
‫َان‪ ،‬عَ ْن عَ ِيل ﱢ ب ِْن ن ُ َفي ٍْل‪ ،‬عَ ْن َسعِ ي ِد ب ِْن ا ْلم َُسيﱢ ِب‪ ،‬عَ ْن أ ُ ﱢم‬ ‫الر ﱢق ﱡي‪ ،‬عَ ْن ِزيَادِ ب ِْن بَي َ‬ ‫ِيح ﱠ‬ ‫َ‬
‫عَ بْ ِد ا ْلحَ ِميدِ‪ ،‬حدثنا أبُو ا ْلمَ ل ِ‬
‫يض الل ُه عَ نْهَ ا«[‬ ‫اط َ‬
‫مَة َر ِ َ‬ ‫مَة‪َ ،‬قا َل ْت‪ :‬ذُ ِك َر ا ْلمَ هْ دِيﱡ عِ ن ْ َد الن ﱠ ِب ﱢي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪َ ،‬ف َقا َل‪ِ » :‬م ْن وَ َل ِد َف ِ‬ ‫َس َل َ‬
‫رض ا ْل َفقِ ي ُه‪ ،‬حدثنا عُ ثْمَ ا ُن بْ ُن َسعِ ي ٍد‬ ‫ربنِي أَبُو الن ﱠ ْ ِ‬ ‫املستدرك عىل الصحيحني للحاكم )‪] :(8671/600/4‬أ َ ْخ َ َ‬
‫َان‪ ،‬وَ ذَ َك َر ِم ْن َف ْضل ِِه‪َ ،‬قا َل‪:‬‬ ‫َ َ َ‬
‫الر ﱢق ﱡي‪ ،‬حَ ﱠدثَنِي ِزيَا ُد بْ ُن بَي ٍ‬ ‫ِيح ﱠ‬ ‫صال ٍِح‪ ،‬أنْبَأ أبُو ا ْلمَ ل ِ‬ ‫الد ِﱠار ِم ﱡي‪ ،‬حدثنا عَ بْ ُد ال ﱠل ِه بْ ُن َ‬
‫مَة‪ ،‬تَ ُقو ُل‪َ :‬س ِمعْ ُت الن ﱠ ِب ﱠي‪ ،‬صىل‬ ‫َس ِمعْ ُت عَ ِيل ﱠ ب َْن ن ُ َفي ٍْل‪ ،‬ي َُقو ُل‪َ :‬س ِمعْ ُت َسعِ ي َد ب َْن ا ْلم َُسي ِﱢب ي َُقو ُل‪َ :‬س ِمعْ ُت أ ُ ﱠم َس َل َ‬
‫مَة«[‬‫اط َ‬ ‫وَه َو ِم ْن بَ ِني َف ِ‬ ‫الله عليه وسلم‪ ،‬يَذْ ُك ُر ا ْلمَهْ دِيﱠ ‪َ ،‬ف َقا َل‪» :‬نَعَ مْ‪ُ ،‬ه َو حَ ﱞق ُ‬
‫* وهو يف املستدرك عىل الصحيحني للحاكم )‪] :(8672/601/4‬وَ حَ ﱠدثَنَا أَبُو أَحْ مَ َد بَ ْك ُر بْ ُن مُحَ مﱠ ٍد‬
‫وَص مُحَ مﱠ ُد بْ ُن ا ْلهَ يْث َ ِم ا ْل َق ِايض‪ ،‬حدثنا عَ مْ ُرو بْ ُن َخا ِل ٍد ا ْلحَ ﱠرا ِن ﱡي‪ ،‬حدثنا أَبُو‬ ‫األحْ ِ‬ ‫الص ْري َِيف ﱡ ِب َم ْروَ‪ ،‬حدثنا أَبُو ْ َ‬ ‫ﱠ‬

‫‪23‬‬
‫‪‬‬

‫يض ال ﱠل ُه عَ نْهَ ا‪َ ،‬قا َل ْت‪:‬‬ ‫مَة َر ِ َ‬ ‫َان‪ ،‬عَ ْن عَ ِيل ﱢ ب ِْن ن ُ َفي ٍْل‪ ،‬عَ ْن َسعِ ي ِد ب ِْن ا ْلم َُسي ِﱢب‪ ،‬عَ ْن أ ُ ﱢم َس َل َ‬ ‫ِيح‪ ،‬عَ ْن ِزيَادِ ب ِْن بَي ٍ‬ ‫ا ْلمَ ل ِ‬
‫مَة«[‬‫اط َ‬ ‫ذَ َك َر َر ُسو ُل ال ﱠل ِه‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬ا ْلمَ هْ دِيﱠ ‪َ ،‬ف َقا َل‪ُ » :‬ه َو ِم ْن وَ َل ِد َف ِ‬
‫* وهو يف تاريخ الرقة )ص‪] :(142/94‬حدثنا عبد امللك امليموني‪ ،‬حدثنا أحمد بن عبد امللك بن واقد‪،‬‬
‫حدثنا أبو املليح الرقي‪ ،‬عن زياد بن بيان ‪ -‬شيخ من أهل الرقة ‪ -‬عن عيل بن نفيل‪ ،‬عن سعيد بن املسيب‪،‬‬
‫عن أم سلمة‪ ،‬قالت‪ :‬سمعت رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬يقول‪)) :‬املهدي من ولد فاطمة(( عليها‬
‫السالم[‬
‫* وأيضا ً يف تاريخ الرقة )ص‪] :(143/95‬حدثنا أحمد بن بزيع‪ ،‬حدثنا أبو شجار عبد الحكم بن عبد‬
‫امللك بن أبي شجاع الرقي‪ ،‬حدثنا أبو املليح‪ ،‬عن زياد بن بيان‪ ،‬عن عيل بن نفيل‪ ،‬عن سعيد بن املسيب‪،‬‬
‫عن أم سلمة‪ ،‬قالت‪ :‬قال رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪)) :‬املهدي من عرتتي‪ ،‬من ولد فاطمة(( عليها‬
‫السالم[‬
‫* وهو يف تاريخ الرقة )ص‪] :(144/95‬حدثنا هالل بن العالء‪ ،‬حدثنا أبي‪ ،‬حدثنا أبو شجار‪ ،‬حدثنا أبو‬
‫املليح‪ ،‬عن زياد بن بيان‪ ،‬عن عيل بن نفيل‪ ،‬عن سعيد بن املسيب‪ ،‬عن أم سلمة‪ ،‬قالت‪ :‬سمعت رسول الله‪،‬‬
‫صىل الله عليه وسلم‪ ،‬يقول‪)) :‬املهدي من عرتتي‪ ،‬من ولد فاطمة(( عليها السالم[‬
‫ان‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا أَحْ مَ دُ‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا‬ ‫* وهو يف السنن الواردة يف الفتن للداني )‪] :(565/1049/5‬حَ ﱠدثَنَا ابْ ُن عَ ﱠف َ‬
‫َان‪ ،‬عَ ْن عَ ِيل ﱢ ب ِْن ن ُ َفي ٍْل‪ ،‬عَ ْن َسعِ ي ِد ب ِْن‬ ‫َ‬
‫ِيح‪ ،‬عَ ْن ِزيَادِ ب ِْن بَي ٍ‬ ‫رص‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا عَ ِيلﱞ‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا أبُو ا ْلمَ ل ِ‬ ‫َسعِ يدٌ‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا ن َ ْ ٌ‬
‫مَة«[‬ ‫مَة‪َ ،‬قا َل ْت‪َ :‬قا َل َر ُسو ُل ال ﱠل ِه‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪» :‬ا ْلمَ هْ دِيﱡ ِم ْن وَ َل ِد َف ِ‬
‫اط َ‬ ‫ا ْلم َُسي ِﱢب‪ ،‬عَ ْن أ ُ ﱢم َس َل َ‬
‫* وهو يف السنن الواردة يف الفتن للداني )‪] :(575/1057/5‬حَ ﱠدثَن َا حَ مْ َز ُة بْ ُن عَ ِيلﱟ‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا عَ بْ ُد ال ﱠل ِه بْ ُن‬
‫مُحَ مﱠ دٍ‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا مُحَ مﱠ ُد بْ ُن أَحْ مَ َد ب ِْن عَ ِيل ﱟ الن ﱠ َسائ ﱡِي‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا مُحَ مﱠ ُد بْ ُن إِب َْراهِ ي َم ب ِْن َسعِ ي ٍد ا ْلعَ بْديﱡ ‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا َسعِ ي ُد‬
‫َ‬
‫َان‪ ،‬عَ ْن عَ ِيل ﱢ ب ِْن ن ُ َفي ٍْل‪ ،‬عَ ْن‬ ‫الر ﱢق ﱡي‪ ،‬عَ ْن ِزيَادِ ب ِْن بَي ٍ‬ ‫مْرو ﱠ‬ ‫ِيح ا ْلحَ َس ُن بْ ُن عَ ٍ‬ ‫بْ ُن وَاقِ ٍد ا ْلحَ ﱠران ﱡِي‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا أبُو ا ْلمَ ل ِ‬
‫رتتِي‪ِ ،‬م ْن‬ ‫مَة‪َ ،‬قالَ ْت‪َ :‬قا َل َر ُسو ُل ال ﱠل ِه‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪» :‬ا ْلمَ هْ دِيﱡ ِم ْن عِ ْ َ‬ ‫َسعِ ي ِد ب ِْن ا ْلم َُسي ِﱢب‪ ،‬عَ ْن أ ُ ﱢم َس َل َ‬
‫مَة«[‬‫اط َ‬‫وَ َل ِد َف ِ‬
‫اسمٌ‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا ابْ ُن‬ ‫ان‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا َق ِ‬ ‫* وهو يف السنن الواردة يف الفتن للداني )‪] :(581/1061/5‬حَ ﱠدثَنَا ابْ ُن عَ ﱠف َ‬
‫َان‪ ،‬عَ ْن عَ ِيل ﱢ ب ِْن ن ُ َفي ٍْل‪ ،‬عَ ْن َسعِ ي ِد‬ ‫َ‬ ‫أ َ ِبي َخيْث َ َ‬
‫ِيح‪ ،‬عَ ْن ِزيَادِ ب ِْن بَي ٍ‬ ‫مَة‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا عَ بْ ُد ال ﱠل ِه بْ ُن جَ عْ َف ٍر‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا أبُو ا ْلمَ ل ِ‬
‫رتتِي‪،‬‬ ‫مَة‪َ ،‬قا َل ْت‪َ :‬س ِمعْ ُت َر ُسو َل ال ﱠل ِه‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬ي َُقو ُل‪» :‬ا ْلمَهْ دِيﱡ ِم ْن عِ ْ َ‬ ‫ب ِْن ا ْلم َُسي ِﱢب‪ ،‬عَ ْن أ ُ ﱢم َس َل َ‬
‫اط َ‬
‫مَة«[‬ ‫ِم ْن وَ َل ِد َف ِ‬
‫* وهو يف التاريخ الكبري للبخاري بحوايش املطبوع )‪)] :(1171/346/3‬زياد بْن بيان(‪َ :‬قا َل عَ بْ ُد ا ْل َغ ﱠف ِار‬
‫مَن َف ﱠضله ‪َ -‬س ِم َع عَ ِيل ﱠ ب َْن ن ُ َفي ٍْل جَ ﱠد‬ ‫َان ‪ -‬وَ ذَ َك َر ْ‬ ‫َ‬
‫بْ ُن دَاوُ َد حدثنا أبُو املليح الرقى سمع سعيد ِزيَا ُد بْ ُن بَي ٍ‬
‫مَة َزوْجَ الن ﱠ ِب ﱢي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬عَ ِن الن ﱠ ِب ﱢي‪ ،‬صىل الله عليه‬ ‫الن ﱡ َفي ِْيل ﱢ َس ِم َع َسعِ ي َد بن املصيب عَ ْن أ ُ ﱡم َس َل َ‬
‫مَة‪َ ،‬قا َل أَبُو عَ بْد ال ﱠله )هو اإلمام البخاري(‪ِ :‬يف إ ِ ْسنَادِﻩِ ن َ َ‬
‫ظ ٌر[‬ ‫اط َ‬ ‫وَه َو ِم ْن وَ َل ِد َف ِ‬
‫وسلم‪ :‬ا ْلمَ هْ دِيﱡ حَ ﱞق ُ‬
‫* وهو يف التاريخ الكبري = تاريخ ابن أبي خيثمة ‪ -‬السفر الثالث )‪] :(2002/118/2‬حَ ﱠدثَنا عَ بْد ال ﱠل ِه بْ ُن‬
‫َان‪ ،‬عَ ْن عَ ِيل ﱢ ب ِْن ن ُ َفيْل‪ ،‬عَ ْن َسعِ ي ِد ب ِْن ا ْلم َُسيﱠب‪ ،‬عَ ْن أ ُ ﱢم َس َلمَة‪،‬‬ ‫ِيح‪ ،‬عَ ْن ِزيَادِ ب ِْن بَي ٍ‬
‫َ‬
‫جَ عْ َف ٍر‪ ،‬قال‪ :‬حَ ﱠدثَنَا أبُو ا ْلمَ ل ِ‬

‫‪24‬‬
‫‪‬‬

‫اطمَ َة"‪َ .‬قا َل عَ بْد ال ﱠل ِه‪:‬‬ ‫رتتِي ِم ْن وَ َل ِد َف ِ‬ ‫َقا َل ْت‪َ :‬س ِمعْ ُت الن ﱠ ِب ّي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬ي َُقو ُل‪" :‬ا ْلمَ هْ دِيﱡ ِم ْن عِ ْ َ‬
‫ِيح يُثْنِي عَ َىل "عَ ِيل ﱢ ب ِْن ن ُ َفيْل" وَ يَذْ ُك ُر ِمن ْ ُه َ‬ ‫َ‬
‫صالحً ا[؛‬ ‫وَس ِمعْ ُت أبَا ا ْلمَ ل ِ‬ ‫َ‬
‫* وهو يف الكامل يف ضعفاء الرجال )‪)] :(697/144/4‬زياد بْن بيان(‪ :‬سمع عيل بْن نفيل جد النفييل يف‬
‫ال‬‫مَن ب ِْن ي َِزي َد ب ِْن عِ َق ٍ‬ ‫الرحْ ِ‬ ‫ابن حماد يذكره عن البخاري‪ .‬حَ ﱠدثَنَا أَحْ مَ ُد بْ ُن عَ بد ﱠ‬ ‫سمعت َ‬ ‫ُ‬ ‫إسناده نظر‪.‬‬
‫ا ْلحَ ﱠران ﱡِي‪ ،‬حَ ﱠدثَنا أَبُو جَ عْ َف ٍر الن ﱡ َفي ِْيلﱡ‪ ،‬حَ ﱠدثَنا أبو املليح الرقي‪ ،‬حَ ﱠدثَنا الث ﱢ َق ُة عَ ْن عَ ِيل ﱢ ب ِْن ن ُ َفي ٍْل ال أَد ِْري‪ ،‬وال َ أ َ َرى‬
‫الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬وذكر املهدي‬ ‫مَة َقا َل ْت َقال َر ُسول ِ‬ ‫سمعت َسعِ يد ب ِْن ا ُمل َسيﱠب عَ ْن أ ُ ﱢم َس َل َ‬ ‫ُ‬ ‫إال ﱠ َق ْد‬
‫يض ال ﱠل ُه عَ ن ْ ُه قوله‪ ،‬حَ ﱠدثَنا الثقة يريد به زياد بن بيان؛ ]حَ ﱠدثَنَا‬ ‫الشي ُْخ‪َ :‬ر ِ َ‬‫فقال هو من ولد فاطمة[؛ ثم َقا َل ﱠ‬
‫يل‪ ،‬حَ ﱠدثَنا أَبُو‬ ‫طا ُن وَجَ عْ َف ُر بْ ُن أ َ ِبي أَحْ مَ َد الوزان الحراني‪َ ،‬قاال‪ :‬حَ ﱠدثَنا عَ ِيل ﱡ بْ ُن جَ ِم ٍ‬ ‫ني بْ ُن عَ بد ال ﱠل ِه ا ْل َق ﱠ‬ ‫ا ْلحُ َس ْ ُ‬
‫مَة َقا َل ْت َس ِمعْ ُت الن ﱠ ِب ﱠي‪ ،‬صىل الله‬ ‫َان عَ ْن عَ ِيل ﱢ ب ِْن ن ُ َفي ٍْل عَ ْن َسعِ يد ب ِْن ا ُمل َسيﱠب عَ ْن أ ُ ﱢم َس َل َ‬ ‫ِيح عَ ْن ِزيَادِ ب ِْن بَي ٍ‬ ‫ا ْلمَ ل ِ‬
‫مَة[؛ قال اب ُن عَ دِي‪) :‬والبخاري إنما أنكر من حديث‬ ‫اط َ‬ ‫رتتِي ِم ْن وَ َل ِد َف ِ‬ ‫عليه وسلم‪ ،‬ي َُقو ُل الْمَ هْ دِيﱡ ِم ْن عِ ْ َ‬
‫زياد بْن بيان هذا الحديث‪ ،‬وَهو معروف به(‬
‫* وهو يف الضعفاء الكبري للعقييل )‪] :(1257/253/3‬عَ ِيل ﱡ بْ ُن ن ُ َفي ٍْل ا ْلحَ ﱠران ﱡِي ُه َو جَ ﱡد الن ﱡ َفي ِْيل ﱢ عَ ْن َسعِ ي ِد‬
‫ف إ ِ ﱠال ِب ِه حَ ﱠدثَنَا َها ُرو ُن بْ ُن َك ِام ٍل َقا َل‪ :‬حَ ﱠدثَنَا عَ ِيل ﱡ بْ ُن مَ عْ بَ ِد‬ ‫وَال يُعْ َر ُ‬‫ب ِْن ا ْلم َُسي ِﱢب‪ِ ،‬يف ا ْلمَهْ دِيﱢ ‪َ ،‬ال يُتَابَ ُع عَ َلي ِْه‪َ ،‬‬
‫َان‪ ،‬عَ ْن عَ ِيل ﱢ ب ِْن ن ُ َفي ٍْل‪ ،‬عَ ْن َسعِ ي ِد ب ِْن ا ْلم َُسي ِﱢب‪ ،‬عَ ْن أ ُ ﱢم‬ ‫ِيح‪ ،‬عَ ْن ِزيَادِ ب ِْن بَي ٍ‬
‫َ‬
‫ب ِْن َشدﱠادٍ َقا َل‪ :‬حَ ﱠدثَنَا أبُو ا ْلمَ ل ِ‬
‫يث ِجيَا ٌد‬ ‫وَىف ا ْلمَ هْ دِيﱢ أَحَ ادِ ُ‬ ‫مَة« َ‬ ‫اط َ‬ ‫مَة‪َ ،‬قا َل ْت‪َ :‬قا َل َر ُسو ُل ال ﱠل ِه‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪» :‬ا ْلمَ هْ دِيﱡ ِم ْن وَ َل ِد َف ِ‬ ‫َس َل َ‬
‫ف َهذَا ال ﱠل ْف ِظ[‬ ‫ري َهذَا ا ْلوَجْ ِه ِبخِ َال ِ‬ ‫ِم ْن َغ ْ ِ‬
‫الر ﱢق ﱡي عَ ْن عَ ِيل ﱢ ب ِْن‬ ‫َان ﱠ‬ ‫* وجاء فصل الخطاب يف الضعفاء الكبري للعقييل )‪ِ ] :(522/75/2‬زيَا ُد بْ ُن بَي ٍ‬
‫الر ﱢق ﱡي عَ ْن عَ ِيل ﱢ ب ِْن ن ُ َفي ٍْل‪ ،‬جَ ﱢد الن ﱡ َفي ِْيلﱢ‪،‬‬
‫َان ﱠ‬ ‫ُوىس َقا َل‪َ :‬س ِمعْ ُت ا ْلب َُخ ِاريﱠ َقا َل‪ِ :‬زيَا ُد بْ ُن بَي ٍ‬ ‫ن ُ َفي ٍْل‪ .‬حَ ﱠدثَنِي آ َد ُم بْ ُن م َ‬
‫ِيث حَ ﱠدثَنَا ُه َها ُرو ُن بْ ُن َك ِام ٍل َقا َل‪ :‬حَ ﱠدثَنَا عَ ِيل ﱡ بْ ُن مَ عْ بَ ِد ب ِْن‬ ‫وَهذَا ا ْلحَ د ُ‬ ‫ظ ٌر(‪َ .‬‬ ‫َقا َل ا ْلب َُخ ِاريﱡ ‪ِ ) :‬يف إ ِ ْسنَادِﻩِ ن َ َ‬
‫مَة‪،‬‬‫َان‪ ،‬عَ ْن عَ ِيل ﱢ ب ِْن ن ُ َفي ٍْل‪ ،‬عَ ْن َسعِ ي ِد ب ِْن ا ْلم َُسي ِﱢب‪ ،‬عَ ْن أ ُ ﱢم َس َل َ‬ ‫ِيح‪ ،‬عَ ْن ِزيَادِ ب ِْن بَي ٍ‬
‫َ‬
‫َشدﱠادٍ َقا َل‪ :‬حَ ﱠدثَنَا أبُو ا ْلمَ ل ِ‬
‫مَة«‪.‬‬ ‫اط َ‬ ‫َقا َل ْت‪َ :‬قا َل َر ُسو ُل ال ﱠل ِه‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪» :‬ا ْلمَ هْ دِيﱡ ِم ْن وَ َل ِد َف ِ‬
‫ال‪َ ،‬قا َل حَ ﱠدثَنَا ي َِزي ُد بْ ُن ُز َري ٍْع‪َ ،‬قا َل‪ :‬حَ ﱠدثَنَا َسعِ ي ُد بْ ُن‬ ‫حَ ﱠدثَنَا مُعَ اذُ بْ ُن ا ْل ُمثَنﱠى‪َ ،‬قا َل‪ :‬حَ ﱠدثَنَا مُحَ مﱠ ُد بْ ُن ا ْل ِمنْهَ ِ‬
‫مﱠن ُهوَ؟ َقا َل‪ِ :‬م ْن ُق َري ٍْش‪َ ،‬قا َل َقتَا َد ُة‪:‬‬ ‫أ َ ِبي عَ ُروب ََة‪ ،‬عَ ْن َقتَا َد َة‪َ ،‬قا َل‪ُ :‬س ِئ َل َسعِ ي ُد بْ ُن ا ْلم َُسي ِﱢب عَ ِن ا ْلمَ هْ دِيﱢ ‪ِ :‬م ْ‬
‫اش ٍم؟‬ ‫اش ٍم‪ُ ،‬ق ْل ُت‪ِ :‬م ْن أَيﱢ بَنِي َه ِ‬ ‫ُق ْل ُت ل َِسعِ ي ِد ب ِْن ا ْلم َُسي ِﱢب‪ :‬يَا أَبَا مُحَ مﱠ دٍ‪ِ ،‬م ْن أَيﱢ ُق َري ٍْش ُهوَ؟ َقا َل ِم ْن بَنِي َه ِ‬
‫اط َ‬
‫مَة(‬ ‫َقا َل‪ِ :‬م ْن وَ َل ِد َف ِ‬
‫صالِحَ ُة‬ ‫يث َ‬ ‫وَيف الْمَ هْ دِيﱢ أَحَ ادِ ُ‬ ‫وْىل‪ِ .‬‬‫وَروَايَتُهُ مَ ا أ َ َ‬‫وْل َسعِ ي ِد ب ِْن ا ْلم َُسي ِﱢب‪ِ ،‬‬ ‫وَروَا ُه مَ عْ َم ٌر‪ ،‬عَ ْن َقتَا َد َة َه َكذَا ِم ْن َق ِ‬ ‫َ‬
‫اس ُم ُه‬‫ُوَاطئ ُ ْ‬ ‫األ َسانِيدِ‪ ،‬أ َ ﱠن الن ﱠ ِب ﱠي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪َ ،‬قا َل‪» :‬ي َْخ ُرجُ ِمنﱢي َرجُ ٌل‪ ،‬وَ ي َُقا ُل ِم ْن أ َ ْه ِل بَيْتِي‪ ،‬ي ِ‬ ‫َْ‬
‫يح َقوْ ُل‬ ‫وَالصحِ ُ‬
‫ﱠ‬ ‫ظ ٌر‪َ ،‬كمَ ا َقا َل ا ْلب َُخ ِاريﱡ‬ ‫مَة َففِ ي إ ِ ْسنَادِ ﻩِ ن َ َ‬ ‫اط َ‬ ‫اس َم أ َ ِبي« َفأَمﱠ ا ِم ْن وَ َل ِد َف ِ‬ ‫وَاس ُم أ َ ِب ِيه ْ‬
‫اس ِمي‪ْ ،‬‬ ‫ْ‬
‫َسعِ ي ِد ب ِْن ا ْلم َُسي ِﱢب‪ ،‬وَأَمﱠ ا م ُْسن َ ٌد َف َال[‬
‫* وأيضا ً يف التاريخ الكبري = تاريخ ابن أبي خيثمة ‪ -‬السفر الثالث )‪] :(2003/118/2‬حَ ﱠدثَنا أَحْ مَ ُد بْ ُن‬
‫الر ﱠزاق‪ ،‬عَ ْن مَ عْ مَ ر‪ ،‬عَ ْن سعيد بْن أبي عروبة‪ ،‬عَ ْن قتادة‪َ ،‬قا َل‪ُ :‬ق ْل ُت ل َِسعِ ي ِد ب ِْن‬ ‫َشبﱠوَ يْه‪ ،‬قال‪ :‬حَ ﱠدثَنَا عَ بْد ﱠ‬

‫‪25‬‬
‫‪‬‬

‫مﱠن؟ َقا َل‪ِ :‬م ْن ِكنَان َ َة‪ُ ،‬ق ْل ُت‪ :‬ث ُ ﱠم ممن؟ َقا َل‪ِ :‬م ْن ُق َري ٍْش‬ ‫ا ْلم َُسيﱠب‪ :‬الْ َمهْ دِيﱡ حَ ﱞق؟ َقا َل‪ :‬نَعَ ْم حَ ﱞق‪َ ،‬قا َل‪ُ :‬ق ْل ُت‪ِ :‬م ْ‬
‫اط َ‬
‫مَة[‬ ‫مﱠن؟ َقا َل‪ِ :‬م ْن وَ َل ِد َف ِ‬ ‫َق َد ٌم أَحَ د ُُهمَ ا عَ َىل َ‬
‫اآلخ ِر‪ُ ،‬قلْ ُت‪ :‬ث ُ ﱠم ِم ْ‬
‫ربنَا يَحْ يَى بْ ُن عَ بْ ِد‬ ‫* وأما ما جاء يف األباطيل واملناكري والصحاح واملشاهري )‪] :(298/485/1‬أ َ ْخ َ َ‬
‫ربنَا أَبُو مُحَ مﱠ ٍد عَ بْ ُد ال ﱠل ِه جَ عْ َف ُر بْ ُن‬ ‫الرحِ ي ِم‪ ،‬أ َ ْخ َ َ‬
‫طاهِ ٍر مُحَ مﱠ ُد بْ ُن أَحْ مَ َد ب ِْن عَ بْ ِد ﱠ‬ ‫اب‪َ ،‬قا َل‪ :‬حَ ﱠدثَنَا أَبُو َ‬ ‫ا ْل ﱠ‬
‫وَه ِ‬
‫الر ﱢق ﱡي‪َ ،‬قا َل‪ :‬حَ ﱠدثَنَا أَبُو‬ ‫يل ﱠ‬ ‫ﱠان‪َ ،‬قا َل‪ :‬حَ ﱠدثَنَا أَحْ مَ ُد بْ ُن ا ْلحَ َس ِن اب ِْن عَ بْ ِد ا ْلجَ ب ِﱠار‪َ ،‬قا َل‪ :‬حَ ﱠدثَنَا عَ ِيل ﱡ بْ ُن جَ ِم ٍ‬
‫حَ ي َ‬
‫مَة‪َ ،‬قا َل‪َ :‬قا َل َر ُسو ُل‬ ‫َان‪ ،‬عَ ْن عَ ِيل ﱢ ب ِْن ن ُ َفي ٍْل‪ ،‬عَ ْن َسعِ ي ِد ب ِْن ا ْلم َُسي ِﱢب‪ ،‬عَ ْن أ ُ ﱢم َس َل َ‬
‫الر ﱢق ﱡي‪ ،‬عَ ْن ِزيَادِ ب ِْن بَي ٍ‬ ‫ا ْل ُم َلي ِْح ﱠ‬
‫يل‬‫ِيث ُمن ْ َك ٌر‪ ،‬تَ َف ﱠر َد ِب ِه عَ ِيل ﱡ بْ ُن جَ ِم ٍ‬
‫مَة«[؛ ثم قال‪َ ) :‬هذَا حَ د ٌ‬ ‫اط َ‬ ‫ال ﱠل ِه‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪» :‬ا ْلمَ هْ دِيﱡ ِم ْن وَ َل ِد َف ِ‬
‫يل‪ ،‬تابعه جمع من الثقات يبق‬ ‫ِيث(؛ فهو خطأ فاحش‪ ،‬فقد توبع عَ ِيل ﱡ بْ ُن جَ ِم ٍ‬ ‫الر ﱢق ﱡي‪ُ ،‬‬
‫وَه َو ُمن ْ َك ُر ا ْلحَ د ِ‬ ‫ﱠ‬
‫ذكرهم‪.‬‬

‫اطم ََة( إنما هي من كالم سعيد بن املسيب‪ ،‬وقتادة هو أحفظ‬


‫فالثابت املتيقن أن جملة‪) :‬الْمَهْ دِيﱡ ِم ْن وَ لَ ِد َف ِ‬
‫أهل الدنيا يف عرصه؛ فال تثبت مرفوعة حتى يلج الجمل يف سم الخياط؛ والوهم‪ ،‬إن وجد‪ ،‬فهو إما من‬
‫زياد بن بيان‪ ،‬أو من عيل بن نفيل‪.‬‬

‫واآلن لعلنا نستعرض أهم ما بلغنا من كالم يف الرجلني‪:‬‬


‫* فقد جاء يف تهذيب التهذيب )‪) :(655/356/3‬د ق( ‪) -‬زياد بن بيان الرقي(‪ .‬روى عن عيل بن نفيل‬
‫جد أبي جعفر النفييل وميمون بن مهران وسالم بن عبد الله وعنه أبو املليح الرقي وجعفر بن برقان‬
‫وابن علية وهانئ بن فروخ‪ .‬قال البخاري قال عبد الغفار حدثنا أبو املليح أنه سمع زياد بن بيان وذكر‬
‫من فضله وقال النسائي ليس به بأس وذكره ابن حبان يف الثقات وقال كان شيخا صالحا روى له أبو‬
‫داود وابن ماجة حديثا واحدا يف املهدي‪ .‬قلت قال البخاري يف إسناده نظر[‬
‫* وجاء يف تهذيب التهذيب )‪)] :(632/391/7‬د ق( – عيل بن نفيل بن زراع النهدي أبو محمد الجزري‬
‫الحراني جد عبد الله بن محمد النفييل روى عن سعيد بن املسيب وشبيب بن ديسم الباهيل روى عنه‬
‫زياد بن بيان والثوري وأبو املليح الرقي وأبو روح النرض بن عربي وجعفر بن برقان قال عبد الله بن‬
‫جعفر الرقي سمعت أبا املليح الرقي يثني عىل عيل بن نفيل ويذكر منه صالحا وقال أبو حاتم ال بأس به‬
‫وذكره بن حبان يف الثقات وقال أبو عروبة الحراني مات سنة خمس وعرشين ومائة قلت ذكره العقييل‬
‫يف كتابه وقال ال يتابع عىل حديثه يف املهدي وال يعرف اال به قال ويف املهدي أحاديث جياد من غري هذا‬
‫الوجه[‬
‫* وجاء يف تقريب التهذيب )‪] :(2057/218/1‬زياد بن بيان بفتح املوحدة والتحتانية الرقي صدوق‬
‫عابد من السادسة )د ق([‬
‫* وجاء يف تقريب التهذيب )‪] :(4809/406/1‬عيل بن نفيل )بنون وفاء مصغر( النهدي )بنون(‬
‫الجزري‪ ،‬ال بأس‪ ،‬به من السادسة مات سنة خمس وعرشين )د ق([‬

‫‪26‬‬
‫‪‬‬

‫فمما سلف يتبني أن الرواة عن عيل بن نفيل أكثر وأشهر‪ ،‬ومن أهمهم اإلمام سفيان الثوري‪ ،‬والثناء عليه‬
‫ال يقل عن الثناء عىل زياد بن بيان‪ .‬كما يالحظ أن أبا املليح روى حديث املهدي املشكل بواسطة زياد بن‬
‫بيان فقط‪ ،‬مع أنه عارص عليا ً دهرا ً طويالً يف نفس البلدة‪ :‬فأبو املليح الحسن بن عمرو الرقي ولد سنة‬
‫‪ 84‬هـ )ومات سنة ‪ 181‬هـ‪ ،‬وهو ابن سبع وتسعني(‪ ،‬وعيل بن نفيل مات سنة ‪ 125‬هـ‪ ،‬وأبو املليح قد‬
‫تجاوز عندها األربعني‪ ،‬فمن املستبعد جدا ً أن يكون لديه حديث املهدي مرفوعا ً وال يسمعه أبو املليح منه‬
‫مبارشة )ومن العجيب أيضا ً أن يكون قد فات سفيان الثوري(‪ .‬وهذا يبني فضل البخاري وإمامته عىل‬
‫العقييل‪ ،‬فإن البخاري ذكر الحديث فقط يف ترجمة زياد بن بيان‪ ،‬وقال‪) :‬يف إسناده نظر(‪ ،‬أما العقييل‬
‫فذكره يف ترجمة الرجلني‪ .‬والجدير بالذكر أن ابن حبان جعل كالم البخاري جرحا ً يف زياد بن بيان‪ ،‬ويف‬
‫هذا يشء من الظلم واملبالغة‪ ،‬وإن قال فقط‪] :‬زياد بن بيان سمع عيل بن نفيل يف إسناده نظر[‪ ،‬كما هو‬
‫بأحرفه يف املجروحني )ج‪/1‬ص‪.(365/307‬‬

‫| الرواية الثانية‪:‬‬
‫* جاء يف فضائل الشام ودمشق ألبي الحسن الربعي )ص‪] :(20/11‬أخربنا أبو جعفر عمر بن الخرض‬
‫بن محمد املعروف باليماني بمكة أخربنا أبو هاشم بن الحسني بن محمد بن الفرج الحداد حدثنا أبو‬
‫بكر محمد بن الليث الجوهري حدثنا )حماد بن( إسماعيل بن علية أبو الحسن حدثنا أبي حدثنا زياد بن‬
‫ول ال ﱠل ِه‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬الفجر ثم‬ ‫بيان عَ ْن َسا ِل ِم ب ِْن عَ بْ ِد ال ﱠل ِه عن عبد الله بن عمر قال صىل َر ُس ِ‬
‫أقبل عىل القوم فقال اللهم بارك لنا يف مدينتنا وبارك لنا يف مدنا وصاعنا اللهم بارك لنا يف حرمنا وبارك‬
‫لنا يف شامنا فقال رجل ويف العراق فسكت ثم أعاد قال الرجل ويف عراقنا فسكت‪ ،‬ثم قال‪ :‬اللهم بارك لنا‬
‫يف مدينتنا وبارك لنا يف مدنا وصاعنا اللهم بارك لنا يف شامنا اللهم اجعل مع الربكة بركة والذي نفيس‬
‫بيده ما من املدينة شعب وال نقب إال وعليه ملكان يحرسانها حتى تقدموا عليها‪ ،...‬وذكر الحديث[‬
‫* وهو يف املعجم األوسط )‪] :(4098/245/4‬حَ ﱠدثَنَا عَ ِيل ﱡ بْ ُن َسعِ ي ٍد َقا َل‪ :‬حدثنا حَ مﱠ ا ُد بْ ُن إ ِ ْسمَ اعِ ي َل اب ِْن‬
‫ص ﱠىل‬ ‫عُ َلي َﱠة َقا َل‪ :‬حدثنا أ َ ِبي َقا َل‪ :‬حدثنا ِزيَا ُد بْ ُن بَيَا ٍن َقا َل‪ :‬حدثنا َسا ِل ُم بْ ُن عَ بْ ِد ال ﱠل ِه ب ِْن عُ َم َر‪ ،‬عَ ْن أ َ ِب ِيه‪َ ،‬قا َل‪َ :‬‬
‫ص َال َة ا ْل َفجْ ِر‪ ،‬ث ُ ﱠم ان ْ َفتَ َل‪َ ،‬فأ َ ْقبَ َل عَ َىل ا ْل َقوْ ِم‪َ ،‬ف َقا َل‪» :‬ال ﱠلهُ ﱠم ب َِار ْك َلنَا ِيف مَ دِين َ ِتنَا‪،‬‬ ‫الن ﱠ ِب ﱡي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪َ ،‬‬
‫اق يَا َر ُسو َل ال ﱠل ِه‪َ ،‬ف َس َك َت‪،‬‬ ‫وَصاعِ نَا‪ ،‬ال ﱠلهُ ﱠم ب َِار ْك َلنَا ِيف َش ِامنَا ويَمَ ِننَا« َف َقا َل َرجُ ٌل‪ :‬وَا ْلعِ َر ُ‬ ‫وَ ب َِار ْك َلنَا ِيف ُم ﱢدنَا َ‬
‫وَصاعِ نَا‪ ،‬ال ﱠلهُ ﱠم ب َِار ْك َلنَا ِيف حَ َر ِمنَا‪ ،‬وَ ب َِار ْك َلنَا ِيف‬ ‫ث ُ ﱠم َقا َل‪» :‬ال ﱠلهُ ﱠم ب َِار ْك َلنَا ِيف مَ دِين َ ِتنَا‪ ،‬وَ ب َِار ْك َلنَا ِيف ُم ﱢدنَا َ‬
‫يج ا ْلفِ تَ ُن«[؛ ثم‬ ‫ان‪ ،‬وَ تَ ِه ُ‬ ‫الشيْ َ‬
‫ط ِ‬ ‫طلُ ُع َق ْر ُن ﱠ‬ ‫اق يَا َر ُسو َل ال ﱠل ِه َقا َل‪ِ » :‬م ْن ث َ ﱠم يَ ْ‬ ‫َش ِامنَا ويَمَ ِننَا« َف َقا َل َرجُ ٌل‪ :‬وَا ْلعِ َر ُ‬
‫َان إ ِ ﱠال إ ِ ْسمَ اعِ ي ُل ابْ ُن عُ َلي َﱠة‪ ،‬تَ َف ﱠر َد ِب ِه‪ :‬ابْن َ ُه حَ مﱠ ا ُد(‪،‬‬
‫ِيث عَ ْن ِزيَادِ ب ِْن بَي ٍ‬ ‫قال اإلمام الطرباني‪َ ) :‬ل ْم يَ ْر ِو َهذَا ا ْلحَ د َ‬
‫قلت‪ :‬رحم الله اإلمام الطرباني‪ ،‬بل رواه غري حماد‪ ،‬وسيأني‪:‬‬
‫* كما جاء يف معجم ابن املقرئ )ص‪] :(66/52‬حَ ﱠدثَنَا مُحَ مﱠ ُد بْ ُن عَ ِيل ﱢ ب ِْن ا ْلحَ َس ِن ب ِْن عَ ِيل ﱢ ب ِْن حَ ْر ٍب‪،‬‬
‫طعُ‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا إ ِ ْسمَ اعِ ي ُل بْ ُن إِب َْراهِ يمَ‪ُ ،‬هوَ ابْ ُن عُ َلي َﱠة‬ ‫ط َ ِربي َﱠة حَ ﱠدثَنَا ُس َليْمَ ا ُن بْ ُن عُ مَ َر ب ِْن َخا ِل ٍد ْاألَ ْق َ‬ ‫َق ِايض َ‬
‫ط َ ِربي َﱠة ِب َ‬

‫‪27‬‬
‫‪‬‬

‫ص َال َة‬‫ص ﱠىل َر ُسو ُل ال ﱠل ِه‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪َ ،‬‬ ‫َان‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا َسا ِلمٌ‪ ،‬عَ ْن عَ بْ ِد ال ﱠل ِه ب ِْن عُ َم َر َقا َل‪َ :‬‬ ‫حَ ﱠدثَنَا ِزيَا ُد بْ ُن بَي ٍ‬
‫وَصاعِ نَا‪ ،‬ال ﱠلهُ ﱠم‬ ‫ا ْل َفجْ ِر‪ ،‬ث ُ ﱠم ان ْ َفتَ َل‪َ ،‬فأ َ ْقبَ َل عَ َىل ا ْل َقوْ ِم‪َ ،‬ف َقا َل‪» :‬ال ﱠلهُ ﱠم ب َِار ْك َلنَا ِيف مَ دِين َ ِتنَا‪ ،‬وَ ب َِار ْك َلنَا ِيف ُم ﱢدنَا‪َ ،‬‬
‫اق يَا َر ُسو َل ال ﱠل ِه َقا َل‪ :‬ث ُ ﱠم عَ ا َد َف َقا َل‬ ‫ب َِار ْك َلنَا ِيف حَ َر ِمنَا‪ ،‬ال ﱠلهُ ﱠم ب َِار ْك َلنَا ِيف َش ِامنَا وَ يَمَ ِننَا«‪َ ،‬ف َقا َل َرجُ ٌل‪ :‬وَا ْلعِ َر ِ‬
‫اق يَا َر ُسو َل ال ﱠل ِه‪َ ،‬قا َل‪َ :‬ف َس َك َت‪ ،‬ث ُ ﱠم َقا َل‪» :‬ال ﱠلهُ ﱠم ب َِار ْك َلنَا ِيف مَ دِين َ ِتنَا‪ ،‬وَ ب َِار ْك َلنَا‬ ‫ِمث ْ َل ذَ ِل َك‪َ ،‬ف َقا َل ﱠ‬
‫الرجُ ُل‪ :‬وَا ْلعِ َر ِ‬
‫اق يَا َر ُسو َل‬ ‫الرجُ ُل‪ :‬وَا ْلعِ َر ِ‬ ‫وَصاعِ نَا‪ ،‬ال ﱠلهُ ﱠم ب َِار ْك َلنَا ِيف حَ َر ِمنَا‪ ،‬وَ ب َِار ْك َلنَا ِيف َش ِامنَا وَ يَمَ ِننَا« َف َقا َل ﱠ‬ ‫ِيف ُم ﱢدنَا َ‬
‫يج ا ْلفِ تَ ُن«[‬‫ان‪ ،‬وَ تَ ِه ُ‬‫ط ِ‬‫الشيْ َ‬‫طلُ ُع َق ْر ُن ﱠ‬ ‫ال ﱠل ِه‪َ .‬قا َل‪» :‬ث َ ﱠم يَ ْ‬
‫* وهو يف تاريخ الرقة )ص‪] :(145/95‬حدثنا محمد بن عيل بن الحسن‪ ،‬حدثنا سليمان بن عمر‪ ،‬حدثنا‬
‫إسماعيل بن إبراهيم‪ ،‬حدثنا زياد بن بيان‪ ،‬حدثنا سالم‪ ،‬عن عبد الله بن عمر قال‪ :‬صىل رسول الله صالة‬
‫الفجر‪ ،‬ثم انفتل فأقبل عىل القوم‪ ،‬فقال‪)) :‬اللهم بارك لنا يف مدينتنا‪ ،‬وبارك لنا يف مدنا وصاعنا‪ ،‬اللهم‬
‫بارك لنا يف حرمنا‪ ،‬وبارك لنا يف شامنا ويمننا((‪ .‬فقال رج ٌل‪ :‬والعراق‪ ،‬يا رسول الله‪ ،‬فسكت‪ ،‬ثم عاد‬
‫فقال مثل ذلك‪ ،‬فقال الرجل‪ :‬والعراق‪ ،‬يا رسول الله‪ .‬فسكت‪ ،‬ثم قال‪)) :‬اللهم بارك لنا يف مدينتنا‪ ،‬وبارك‬
‫لنا يف مدنا وصاعنا؛ اللهم بارك لنا يف حرمنا‪ ،‬وبارك لنا يف شامنا ويمننا((‪ .‬فقال الرجل‪ :‬والعراق‪ ،‬يا‬
‫رسول الله‪ .‬قال‪)) :‬ثم يطلع قرن الشيطان‪ ،‬وتهيج الفتن(([‬
‫قلت‪ :‬اإلشكال هنا إنما هو يف لفظة )العراق( ألن الثابت املشهور هو‪) :‬نجدنا( أو )مرشقنا(‪ :‬هل هي من‬
‫ترصف سالم أو من زياد بن بيان‪ .‬والذي نرجحه هو أن األصل هو‪) :‬مرشقنا(‪ ،‬ثم تكلم سالم بعد ذلك‬
‫عن أهل العراق والمهم‪ ،‬أو كان قد تكلم بنحو هذا قبل ذلك ثم ساق الحديث‪ ،‬فتساهل زياد بن بيان ﱠ‬
‫فعري‬
‫باملعنى‪ ،‬أو تداخلت األلفاظ يف ذهنه فأدخل هذا يف هذا‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬

‫| الرواية الثالثة‪:‬‬
‫ان‪ ،‬عَ ْن‬‫* جاء يف مصنف ابن أبي شيبة )‪] :(25697/244/5‬حَ ﱠدثَنَا َك ِثريُ بْ ُن هِ َشا ٍم‪ ،‬عَ ْن جَ عْ َف ِر ب ِْن ب ُْر َق َ‬
‫ول‬‫ِيف َة َر ُس ِ‬
‫الس َال ُم عَ َليْ َك يَا َخل َ‬ ‫ُون ب ِْن ِمهْ َرا َن‪ ،‬أ َ ﱠن َرجُ ًال َس ﱠل َم عَ َىل أ َ ِبي بَ ْك ٍر‪َ ،‬ف َقا َل‪ :‬ﱠ‬ ‫َان‪ ،‬عَ ْن مَ يْم ِ‬ ‫ِزيَادِ ب ِْن بَي ٍ‬
‫ني«[‬ ‫َني َه ُؤ َال ِء أَجْ مَ عِ َ‬ ‫ال ﱠل ِه‪َ ،‬ف َقا َل أَبُو بَ ْك ٍر‪ِ » :‬م ْن ب ْ ِ‬
‫* وهو يف تاريخ الرقة )ص‪] :(141/94‬حدثنا هالل بن العالء‪ ،‬حدثنا فهر بن برش‪ ،‬حدثنا جعفر‪ ،‬عن‬
‫جماعة من الناس‪ ،‬فقال‪ :‬السالم‬ ‫ٍ‬ ‫بكر‪ ،‬وهو يف‬ ‫زياد بن بيان‪ ،‬عن ميمون بن مهران‪ ،‬قال‪ :‬جاء رج ٌل إىل أبي ٍ‬
‫عليك يا خليفة رسول الله‪ .‬فقال أبو بكر‪ :‬من بني هؤالء الناس أجمعني سلمت عيل؟![‬
‫ربنَا ا ْلحَ َس ُن بْ ُن ُم ْك َر ٍم ا ْلب َْغدَادِ يﱡ أَبُو عَ ِيلﱟ‪،‬‬ ‫* وهو يف جزء من حديث خيثمة بن سليمان )ص‪] :(133‬أ َ ْخ َ َ‬
‫َان‪ ،‬عَ ْن مَ يْم ِ‬
‫ُون ب ِْن‬ ‫ربنَا ِزيَا ُد بْ ُن بَي ٍ‬ ‫ان‪َ ،‬قا َل‪ :‬أ َ ْخ َ َ‬ ‫ربنَا َك ِثريُ بْ ُن هِ َشا ٍم‪َ ،‬قا َل‪ :‬أ َ ْخ َ َ‬
‫ربنَا جَ عْ َف ُر بْ ُن ب ُْر َق َ‬ ‫َقا َل‪ :‬أ َ ْخ َ َ‬
‫ول ال ﱠل ِه‪َ ،‬ف َقا َل أَبُو بَ ْك ٍر‪ِ :‬م ْن‬‫ِيف َة َر ُس ِ‬
‫الس َال ُم عَ لَيْ َك يَا َخل َ‬ ‫ﱢيق َف َقا َل‪ :‬ﱠ‬ ‫الصد ِ‬‫ان‪َ ،‬قا َل‪ :‬جَ ا َء َرجُ ٌل إِ َىل أ َ ِبي بَ ْك ٍر ﱢ‬ ‫ِمهْ َر َ‬
‫ْت عَ َيل ﱠ[‬‫ني َس ﱠلم َ‬‫َني َه ُؤ َال ِء أَجْ مَ عِ َ‬
‫بْ ِ‬
‫قلت‪ :‬وهذا أثر مرسل‪ ،‬مستقيم املتن‪ ،‬ال بأس بإسناده إىل منتهاه‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫سباب املسلم فسوق وقتاله كفر ‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫سباب املسلم فسوق وقتاله كفر‬


‫| فصل‪ :‬سباب املسلم فسوق وقتاله كفر‬

‫* حديث عبد الله بن مسعود‬


‫* أخرج اإلمام مسلم يف صحيحه )ج‪/1‬ص‪/81‬ح‪ (64‬عن زبيد عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود‪:‬‬
‫]حدثنا محمد بن بكار بن الريان وعون بن سالم قاال حدثنا محمد بن طلحة )ح( وحدثنا محمد بن‬
‫املثنى حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا سفيان )ح( وحدثنا محمد بن املثنى حدثنا محمد بن جعفر‬
‫حدثنا شعبة كلهم عن زبيد عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود قال‪ :‬قال رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه‬
‫وسلم‪) :‬سباب املسلم فسوق‪ ،‬وقتاله كفر(؛ قال زبيد‪) :‬فقلت ألبي وائل أنت سمعته من عبد الله يرويه‬
‫عن رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬قال‪ :‬نعم([‪ ،‬وقال اإلمام مسلم‪) :‬وليس يف حديث شعبة قول زبيد‬
‫ألبي وائل(؛ والبخاري يف صحيحه ج‪/1‬ص‪/27‬ح‪48‬؛ وأخرجه البخاري يف األدب املفرد‬
‫ج‪/1‬ص‪/154‬ح‪431‬؛ والنسائي يف سننه ج‪/7‬ص‪/122‬ح‪ ،4110‬ويف سننه الكربى‬
‫ج‪/2‬ص‪/314‬ح‪3575‬؛ والرتمذي يف سننه )ج‪/4‬ص‪/354‬ح‪ (1983‬وقال‪) :‬هذا حديث حسن‬
‫صحيح(‪ ،‬و)ج‪/5‬ص‪/22‬ح‪ (2635‬وقال‪) :‬هذا حديث حسن صحيح ومعنى هذا الحديث قتاله كفر‬
‫ليس به كفرا مثل االرتداد عن اإلسالم والحجة يف ذلك ما روي عن النبي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬أنه قال‬
‫من قتل متعمدا فأولياء املقتول بالخيار إن شاءوا قتلوا وإن شاءوا عفوا ولو كان القتل كفرا لوجب وقد‬
‫روي عن بن عباس وطاووس وعطاء وغري واحد من أهل العلم قالوا كفر دون كفر وفسوق دون فسوق(؛‬
‫واإلمام أحمد بن حنبل يف مسنده ج‪/1‬ص‪/385‬ح‪ ،3647‬ج‪/1‬ص‪/411‬ح‪،3903‬‬
‫ج‪/1‬ص‪/433‬ح‪ ،4126‬ج‪/1‬ص‪/439‬ح‪ ،4178‬ج‪/1‬ص‪/455‬ح‪4345‬؛ والطياليس يف مسنده‬
‫ج‪/1‬ص‪/33‬ح‪248‬؛ والطرباني يف معجمه الكبري ج‪/10‬ص‪/157‬ح‪10308‬؛ وأبو يعىل يف مسنده‬
‫ج‪/9‬ص‪/184‬ح‪5276‬؛ وابن الجعد يف مسنده ج‪/1‬ص‪/398‬ح‪2715‬؛ وغريهم كثري‪.‬‬

‫* وأخرج اإلمام الطرباني يف معجمه الكبري )ج‪/10‬ص‪/178‬ح‪] :(10380‬حدثنا محمد بن عثمان بن‬
‫أبي شيبة حدثنا محمد بن طريف البجيل حدثنا مفضل بن صالح عن زبيدة عن مرة عن عبد الله عن‬
‫النبي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬قال سباب املسلم فسوق وقتاله كفر[؛ كذا‪) :‬زبيدة(‪ ،‬وإنما هو )زبيد(‬
‫‪ ‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪ ‬‬
‫سباب املسلم فسوق وقتاله كفر ‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫اليامي؛ وليس هو – يف األرجح – عن مرة الطيب‪ ،‬وإنما هو عن أبي وائل‪ ،‬لذلك ذكرناه هاهنا‪ ،‬وأبو‬
‫جميلة مفضل بن صالح النخاس‪ ،‬ليس بقوي يف الحديث‪ ،‬وله مناكري‪.‬‬
‫وقد خرج هذا الحديث أبو عبد الله الطحاوي‪ ،‬أحد املبتدئني من طلبة العلم‪ ،‬قائالً‪) :‬هذا تخريج موسع‬
‫للحديث التاسع والستني من سنن ابن ماجه‪ ...‬وهو بمثابة التدريب يل كمبتدأ(‪ ،‬كذا نصا ً بأحرفه من‬
‫]أرشيف ملتقى أهل الحديث ‪ ،[(19/57) 2 -‬املدرج يف املوسوعة اإللكرتونية الشاملة‪ .‬والتخريج موسع‬
‫جدا ً‪ ،‬مما يجعلني استبعد أن يوجد ما يستدرك عليه؛ وإن كانت بعض أحكامه عىل صحة األسانيد‬
‫وضعفها فيها الكثري مما يستحق أن يستدرك عليه ألنه اعتمد يف الجملة عىل تلخيصات الحافظ بن حجر‬
‫يف التقريب ألحوال الرجال‪ ،‬وهذا ال يكفي‪ .‬والبحث قيم ويستحق املراجعة ملن أراد االستيعاب والتوسع‪.‬‬

‫* وأخرجه اإلمام البخاري يف صحيحه )ج‪/5‬ص‪/2247‬ح‪ (5697‬عن منصور عن أبي وائل‪] :‬حدثنا‬
‫سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن منصور قال سمعت أبا وائل يحدث عن عبد الله قال‪ :‬قال رسول الله‬
‫سباب املسلم فسوق وقتاله كفر[‪ ،‬وقال البخاري‪) :‬تابعه محمد بن جعفر عن شعبة(؛ وأخرجه الحميدي‬
‫يف مسنده ج‪/1‬ص‪/58‬ح‪] :(104‬حدثنا الفضيل بن عياض عن منصور[؛ والنسائي يف سننه‬
‫)ج‪/7‬ص‪/122‬ح‪(4111‬؛ ويف سننه الكربى )ج‪/2‬ص‪/314‬ح‪ ،(3573‬و)ج‪/2‬ص‪/314‬ح‪(3576‬؛‬
‫و)ج‪/2‬ص‪/314‬ح‪(3577‬؛ والبيهقي يف سننه الكربى )ج‪/10‬ص‪/209‬ح‪(20697‬؛ وغريهم‪.‬‬

‫* وأخرجه اإلمام البخاري يف صحيحه )ج‪/6‬ص‪/2593‬ح‪(6665‬عن األعمش عن أبي وائل‪] :‬حدثنا‬


‫عمر بن حفص حدثني أبي حدثنا األعمش حدثنا شقيق قال‪ :‬قال عبد الله قال النبي‪) :‬سباب املسلم‬
‫فسوق وقتاله كفر([؛ وابن ماجه يف سننه )ج‪/1‬ص‪/27‬ح‪] :(69‬حدثنا محمد بن عبد الله بن نمري‬
‫حدثنا عفان حدثنا شعبة عن األعمش )ح( وحدثنا هشام بن عمار حدثنا عيىس بن يونس حدثنا األعمش‬
‫عن أبي وائل عن عبد الله قال‪ :‬قال رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬سباب املسلم فسوق وقتاله كفر[؛‬
‫وابن ماجه يف سننه )ج‪/2‬ص‪/1299‬ح‪(3939‬؛ وغريهم‪.‬‬

‫* وأخرجه اإلمام ابن حبان يف صحيحه )ج‪/13‬ص‪/268‬ح‪ (5939‬عن زبيد ومنصور واألعمش عن أبي‬
‫وائل‪] :‬أخربنا الفضل بن الحباب قال حدثنا سليمان بن حرب قال حدثنا شعبة عن زبيد ومنصور‬
‫واألعمش عن أبي وائل عن عبد الله قال‪ :‬قال رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬سباب املسلم فسوق‬
‫وقتاله كفر[؛ والبيهقي يف سننه الكربى )ج‪/8‬ص‪/20‬ح‪] :(15630‬أخربنا أبو الحسن عيل بن أحمد بن‬
‫عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار حدثنا تمتام محمد بن غالب حدثنا عفان بن مسلم حدثنا شعبة قال‬
‫منصور وزبيد وسليمان أخربوني أنهم سمعوا أبا وائل يحدث عن عبد الله قال‪ :‬قال رسول الله‪ ،‬صىل الله‬
‫عليه وسلم‪ ،‬سباب املسلم فسوق وقتاله كفر؛ قال زبيد فقلت ألبي وائل سمعته من عبد الله عن النبي‪،‬‬

‫‪ ‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪ ‬‬
‫سباب املسلم فسوق وقتاله كفر ‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫صىل الله عليه وسلم‪ ،‬قال نعم[؛ والطياليس يف مسنده )ج‪/1‬ص‪/33‬ح‪ ،(248‬و)ج‪/1‬ص‪/34‬ح‪(258‬؛‬
‫وربما غريهم‪.‬‬
‫* وأخرج اإلمام النسائي يف سننه )ج‪/7‬ص‪/122‬ح‪ ،(4109‬ويف سننه الكربى‬
‫)ج‪/2‬ص‪/314‬ح‪] :(3574‬أخربنا محمود بن غيالن قال حدثنا أبو داود قال حدثنا شعبة قال قلت‬
‫لحماد‪ :‬سمعت منصورا وسليمان وزبيدا ً يحدثون عن أبي وائل عن عبد الله أن رسول الله قال‪) :‬سباب‬
‫املسلم فسوق وقتاله كفر(؛ من تتهم‪) :‬أتتهم منصورا أتتهم زبيدا أتتهم سليمان؟!( قال‪) :‬ال‪ :‬ولكني أتهم‬
‫أبا وائل([‬
‫قلت‪ :‬جمحت بحماد بن أبي سليمان أهواؤه اإلرجائية فتكلم بدون حق يف أبي وائل شقيق بن سلمة‬
‫األسدي‪ ،‬وهو ثقة فاضل مخرضم معمر؛ ولعل له بعض العذر ألن أبا وائل حدث زبيدا ً بذلك إجابة له عىل‬
‫سؤال عن )املرجئة(‪ :‬حيث أخرج الطياليس يف مسنده )ج‪/1‬ص‪/33‬ح‪] :(248‬حدثنا شعبة عن زبيد قال‬
‫ملا ظهرت املرجئة أتيت أبا وائل فذكرت ذلك له فقال سمعت عبد الله يقول عن النبي‪ ،‬صىل الله عليه‬
‫وسلم‪ ،‬أنه قال سباب املؤمن فسق وقتاله كفر[؛ وحتى هذه التهمة‪ ،‬عىل بطالنها‪ ،‬ال تجدي ألن الحديث قد‬
‫تواتر عن ابن مسعود‪:‬‬
‫* فقد أخرج اإلمام النسائي يف سننه )ج‪/7‬ص‪/122‬ح‪ ،(4108‬ويف سننه الكربى‬
‫)ج‪/2‬ص‪/313‬ح‪ (3571‬بإسناد صحيح عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه‪] :‬أخربنا‬
‫محمود بن غيالن قال حدثنا وهب بن جرير قال حدثنا أبي قال سمعت عبد امللك بن عمري يحدثه عن عبد‬
‫الرحمن بن عبد الله عن أبيه أن رسول الله قال سباب املسلم فسوق وقتاله كفر[؛ وأخرجه اإلمام الرتمذي‬
‫يف سننه )ج‪/5‬ص‪/21‬ح‪] :(2634‬حدثنا محمد بن عبد الله بن بزيع حدثنا عبد الحكيم بن منصور‬
‫الواسطي عن عبد امللك بن عمري عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه قال‪ :‬قال رسول الله‪،‬‬
‫صىل الله عليه وسلم‪ ،‬قتال املسلم أخاه كفر وسبابه فسوق[‪ ،‬وقال أبو عيىس‪) :‬ويف الباب عن سعد وعبد‬
‫الله بن مغفل قال أبو عيىس حديث بن مسعود حديث حسن صحيح وقد روي عن عبد الله بن مسعود‬
‫من غري وجه(؛ وأخرجه اإلمام أحمد بن حنبل يف مسنده )ج‪/1‬ص‪/417‬ح‪] :(3957‬حدثنا هشام بن‬
‫عبد امللك حدثنا أبو عوانة عن عبد امللك به[؛ وأيضا يف مسنده )ج‪/1‬ص‪/460‬ح‪] :(4394‬حدثنا حسن‬
‫بن موىس حدثنا شيبان عن عبد امللك يعني بن عمري به[؛ وأبو يعىل يف مسنده )ج‪/9‬ص‪/227‬ح‪:(5332‬‬
‫]حدثنا أبو خيثمة حدثنا يحيى بن أبي بكري حدثنا شيبان عن عبد امللك بن عمري به[؛ وأبو يعىل يف‬
‫مسنده )ج‪/9‬ص‪/236‬ح‪] :(5346‬حدثنا أبو خيثمة حدثنا هشام بن عبد امللك حدثنا أبو عوانة عن عبد‬
‫امللك به[‬

‫* وأخرج اإلمام أبو يعىل يف مسنده )ج‪/8‬ص‪/409‬ح‪ (4991‬بإسناد صحيح‪] :‬حدثنا أبو بكر حدثنا‬
‫معتمر عن أبيه حدثنا أبو عمرو الشيباني عن عبد الله قال‪ :‬قال رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬سباب‬
‫املسلم فسوق وقتاله كفر[؛ وأبو عمرو سعد بن إياس الشيباني‪ ،‬ثقة مخرضم معمر‪ ،‬كان قد حج يف‬

‫‪ ‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪ ‬‬
‫سباب املسلم فسوق وقتاله كفر ‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫الجاهلية حجتني وكان يف أيام النبي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬صبيا يعقل‪ ،‬وليست له صحبة مات سنة‬
‫إحدى ومائة وله عرشون ومائة سنة‪ ،‬كذا يف مشاهري األمصار )ج‪/1‬ص‪/100‬ت‪(738‬؛ وقد سئل‬
‫الدارقطني )‪ (929 - 335/5‬عن حديث أبي عمرو الشيباني عن بن مسعود عن النبي‪ ،‬صىل الله عليه‬
‫واإلمام سلم‪ ،‬سباب املسلم فسوق وقتاله كفر فقال‪) :‬يرويه سليمان التيمي عن أبي عمرو ورفعه عنه‬
‫ابنه معتمر ووقفه يحيى القطان وحماد بن سلمة ورفعه صحيح(‪.‬‬
‫* وأخرج اإلمام الطرباني يف معجمه الكبري )ج‪/10‬ص‪/159‬ح‪] :(10316‬حدثنا خري بن عرفة املرصي‬
‫حدثنا عروة بن مروان الرقي حدثنا إسماعيل بن عياش عن ليث بن أبي سليم عن طلحة بن مرصف عن‬
‫مرسوق عن عبد الله بن مسعود قال‪ :‬قال رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬سباب املسلم فسوق وقتاله‬
‫كفر وحرمة ماله كحرمة دمه[‬
‫قلت‪ :‬خري بن عرفة بن عبد الله بن كامل‪ ،‬أبو الطاهر التجيبي املرصي‪ ،‬صدوق معمر؛ وعروة بن مروان‬
‫العرقي الرقي‪ ،‬صدوق عابد ناسك متقشف‪ ،‬وكان أميا ً يعتمد عىل الحفظ؛ ولم ينفرد به عروة‪ ،‬بل تابعه‬
‫أسد بن موىس‪ ،‬حدثنا إسماعيل بن عياش به؛ أخرجه أبو الشيخ يف )طبقات املحدثني )‪ (256/4‬من‬
‫طريق مقدام‪ ،‬حدثنا أسد به‪ .‬وإسماعيل بن عياش الحميص القايض‪ ،‬ثقة يف أهل بلده الشاميني‪ ،‬وليس‬
‫بذاك يف الحجازيني‪ ،‬والصحيح أنه قوي يف الكوفيني ألنه دخل الكوفة باكرا ً وصحب سفيان الثوري يف‬
‫طلب الحديث زمناً‪ ،‬وسماعه من ليث بن أبي سليم قديم جيد قبل اختالط ليث‪ ،‬إن شاء الله؛ فراوية‬
‫مرسوق لهذا عن عبد الله ثابتة بهذا‪ ،‬إن شاء الله؛ فليس هذا اإلسناد بضعيف‪ ،‬كما ظن أبو عبد الله‬
‫الطحاوي‪.‬‬

‫* وأخرج اإلمام النسائي يف سننه )ج‪/7‬ص‪/121‬ح‪ ،(4105‬ويف سننه الكربى‬


‫)ج‪/2‬ص‪/313‬ح‪ (3568‬عن أبي األحوص عن عبد الله موقوفا ً‪] :‬أخربنا محمد بن بشار قال حدثنا عبد‬
‫الرحمن قال حدثنا شعبة عن أبي إسحاق قال سمعت أبا األحوص عن عبد الله قال سباب املسلم فسوق‬
‫وقتاله كفر[‬
‫* وأخرج اإلمام النسائي يف سننه )ج‪/7‬ص‪/122‬ح‪ ،(4107‬ويف سننه الكربى‬
‫)ج‪/2‬ص‪/313‬ح‪] :(3570‬أخربنا أحمد بن حرب قال حدثنا سفيان بن عيينة عن أبي الزعراء عن عمه‬
‫أبي األحوص عن عبد الله قال سباب املسلم فسوق وقتاله كفر[‬
‫* وجاء يف الضعفاء الكبري )ج‪/4‬ص‪/210‬ت‪] :(1796‬وحدثنيه جدي قال حدثنا موىس بن إسماعيل‬
‫قال حدثنا املبارك بن فضالة عن الحسن عن أبي األحوص عن عبد الله قال سباب املؤمن فسوق وقتاله‬
‫كفر[‬
‫* وأخرج اإلمام النسائي يف سننه )ج‪/7‬ص‪/122‬ح‪ ،(4106‬ويف سننه الكربى‬
‫)ج‪/2‬ص‪/313‬ح‪] :(3569‬أخربنا يحيى بن حكيم قال حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن شعبة عن أبي‬

‫‪ ‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪ ‬‬
‫سباب املسلم فسوق وقتاله كفر ‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫إسحاق عن أبي األحوص عن عبد الله قال سباب املسلم فسق وقتاله كفر فقال له أبان يا أبا إسحاق أما‬
‫سمعته إال من أبي األحوص قال بل سمعته من‪ :‬األسود وهبرية[‬
‫وحتى هذا جاء مرفوعا ً‪:‬‬
‫* كما هو يف تاريخ بغداد وذيوله ط العلمية )‪] :(5203/86/10‬عبد اللﱠه بن مُحَ مﱠد بن عبيدة‪ ،‬أبو‬
‫مُحَ مﱠد‪ :‬حدث عن عيل بن املديني‪ ،‬وسليمان الشاذكوني‪ .‬روى عنه محمد بن مخلد‪ ،‬وعثمان بن سهل‪،‬‬
‫ّارقطني‪ ،‬حدثكم محمّ د بن‬ ‫ّ‬ ‫ربنَا ا ْل َرب َْقان ﱡِي َقا َل‪َ :‬ق َرأْنَا عَ َىل أ َ ِبي الحسن الد‬ ‫وأحمد بن سلمان النجاد(‪ .‬أ َ ْخ َ َ‬
‫الرحْ مَن بْن‬ ‫مخلد بن حفص‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا عَ بْ ُد ال ﱠل ِه بْ ُن مُحَ مﱠ ِد ب ِْن عُ بَيْ َد َة‪ ،‬حدّثنا عيل بن املديني‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا عَ بْد ﱠ‬
‫ِيث عَ بْ ِد ال ﱠل ِه » ِسبَابُ‬
‫مﱠن َس ِمعْ َت حَ د َ‬ ‫اق‪ِ :‬م ْ‬ ‫مَ هْ دِيّ ‪ ،‬عَ ْن ُشعْ ب ََة َقا َل‪َ ) :‬س ِمعْ ُت أَب َ‬
‫َان ب َْن تَ ْغلِبَ ي َُقو ُل َأل ِبي إ ِ ْسحَ َ‬
‫َري ُة عَ ْن عَ بْ ِد اللﱠ ِه عَ ِن الن ﱠ ِب ﱢي‪ ،‬صىل الله‬ ‫وَص ُ‬
‫وَهب ْ َ‬ ‫األحْ ِ‬‫األ ْسوَ ُد وَأَبُو َ‬‫ِيه َ‬ ‫ا ْلم ُْس ِل ِم ُف ُس ٌ‬
‫وق‪ ،‬وَقِ تَالُ ُه ُك ْف ٌر«؟ َف َقا َل‪ :‬حَ ﱠدثَن ِ‬
‫الشي ُْخ عَ ْن عَ ِيل ﱢ بن ا ْل َمدِين ﱢِي‪ ،‬وَ َل ْم ن َ ْكتُبْ ُه إِال عَ ِن اب ِْن ْ‬
‫مَخ َل ٍد[‬ ‫ﱠار ُق ْ‬
‫طن ﱡِي‪ :‬تَ َف ﱠر َد ِب ِه َهذَا ﱠ‬ ‫عليه وسلم(؛ قال الد َ‬
‫* وأخرجه اإلمام الطياليس يف مسنده )ج‪/1‬ص‪/39‬ح‪ (306‬مرفوعا ً‪] :‬حدثنا شعبة عن أبي إسحاق‬
‫سمع أبا األحوص يحدث عن عبد الله قال أال إن محمدا‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬قال أن قتال املسلم كفر‬
‫وسبابه فسق أال وال يحل ملسلم أن يهجر أخاه فوق الثالث[‬
‫* وأخرجه اإلمام الطرباني يف معجمه الكبري )ج‪/10‬ص‪/105‬ح‪ (10105‬مرفوعا ً‪] :‬حدثنا العباس بن‬
‫املفضل األسفاطي حدثنا موىس بن إسماعيل حدثنا مبارك بن فضالة عن الحسن عن أبي األحوص عن‬
‫عبد الله عن النبي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬قال سباب املسلم فسوق وقتاله كفر[؛ ولكن املبارك بن فضالة‬
‫مدلس‪ ،‬مفرط يف التدليس‪ ،‬فال يصح عنه عن الحسن إال ما رصح فيه بالسماع‪.‬‬
‫* وأخرج اإلمام أحمد بن حنبل يف مسنده )ج‪/1‬ص‪/446‬ح‪ (4262‬مرفوعا ً‪] :‬حدثنا عبد الله قال قرأت‬
‫عىل أبي حدثك عيل بن عاصم قال حدثنا إبراهيم الهجري عن أبي األحوص عن عبد الله قال‪ :‬قال رسول‬
‫الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪) :‬سباب املسلم أخاه فسوق وقتاله كفر؛ وحرمة ماله كحرمة دمه([؛ وأخرجه‬
‫اإلمام أبو يعىل يف مسنده )ج‪/9‬ص‪/56‬ح‪] :(5119‬حدثنا محمد بن أبي بكر حدثنا محمد بن دينار عن‬
‫إبراهيم الهجري بعينه[؛ ولكن إبراهيم الهجري ليس بالحجة‪ ،‬وال يكفي لرتجيح رواية أبي داود‬
‫الطياليس عىل رواية عبد الرحمن بن مهدي‪.‬‬
‫قلت‪ :‬األثبت هنا هو الوقف؛ وأصل الحديث قطعا ً مرفوع‪.‬‬

‫* وجاء يف السنة ألبي بكر بن الخالل )‪ (1294/113/4‬عن الشعبي من كالم عبد الله بن مسعود‪:‬‬
‫الصلْ ِت‪ ،‬عَ ْن عَ ِام ٍر‪ ،‬عَ ِن اب ِْن مَ ْسعُ ودٍ‪َ ،‬قا َل‪ِ » :‬سبَابُ‬ ‫َري‪ ،‬عَ ِن ﱠ‬ ‫]حَ ﱠدثَنَا أَبُو عَ بْ ِد ال ﱠل ِه‪َ ،‬قا َل‪ :‬حَ ﱠدثَنَا عَ بْ ُد ال ﱠل ِه بْ ُن نُم ْ ٍ‬
‫وق‪ ،‬وَأ َ ْخذٌ ِب َرأ ْ ِس ِه ُك ْف ٌر«[؛ وهو يف اإلبانة الكربى البن بطة )‪] :(991/728/2‬حَ ﱠدثَنَا أَبُو َشيْب ََة‬ ‫ا ْلم ُْؤ ِم ِن ُف ُس ٌ‬
‫وَاس ِط ﱡي‪ ،‬وَحَ ﱠدثَنَا أَبُو عَ ِيل ﱟ إ ِ ْسمَ اعِ ي ُل بْ ُن مُحَ مﱠ ٍد‬‫يز بْ ُن جَ عْ َف ٍر‪َ ،‬قا َل‪ :‬حَ ﱠدثَنَا مُحَ مﱠ ُد بْ ُن إ ِ ْسمَ اعِ ي َل ا ْل ِ‬ ‫عَ بْ ُد ا ْلعَ ِز ِ‬
‫مَري‪ ،‬بعينه بتمامه[‪ ،‬ولكن عبد الله بن‬ ‫ان‪َ ،‬ق َاال‪ :‬حَ ﱠدثَنَا ابْ ُن ن ُ ْ ٍ‬ ‫الص ﱠفا ُر َقا َل‪ :‬حَ ﱠدثَنَا ا ْلحَ َس ُن بْ ُن عَ ِيل ﱢ ب ِْن عَ ﱠف َ‬ ‫ﱠ‬
‫محمد بن بطة العكربي ليس بثقة‪.‬‬

‫‪ ‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪ ‬‬
‫سباب املسلم فسوق وقتاله كفر ‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫وهذا إسناد متصل صحيح‪ ،‬وال صحة لزعم أبي حاتم أن الشعبي لم يسمع من ابن مسعود‪ ،‬وال لقول‬
‫الدارقطني يف )سؤاالت حمزة(‪) :‬لم يسمع من ابن مسعود وإنما رآه رؤية(‪ ،‬ال صحة لذلك كله كما‬
‫سنربهن عليه يف فصل خاص ملحق‪ ،‬إن شاء الله‪.‬‬
‫فهذا إذا ً نقل تواتر عن عبد الله بن مسعود‪ ،‬رواه عنه مرفوعا ً كل من‪ :‬أبو وائل شقيق بن سلمة األسدي‪،‬‬
‫)وهو متواتر عنه‪ :‬رواه األئمة‪ :‬زبيد اليامي‪ ،‬ومنصور بن املعتمر‪ ،‬وسليمان بن مهران األعمش‪ ،‬وربما‬
‫غريهم(‪ ،‬وعبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود‪ ،‬وأبو عمرو سعد بن إياس الشيباني؛ ورواه موقوفا ً‪ :‬أبو‬
‫األحوص عوف بن مالك بن نضلة الجشمي‪ ،‬واألسود بن يزيد النخعي‪ ،‬وهبرية بن يريم الشيباني‪ ،‬وعامر‬
‫بن رشاحيل الشعبي‪ ،‬ولكنه يف حكم املرفوع‪ ،‬عىل كل حال‪ ،‬ألنه عني اللفظ النبوي الرشيف‪.‬‬

‫* حديث أبي هريرة‬


‫* وأخرج اإلمام ابن ماجه يف سننه )ج‪/2‬ص‪/1300‬ح‪ (3940‬بإسناد حسن‪] :‬حدثنا أبو بكر بن أبي‬
‫شيبة حدثنا محمد بن الحسن األسدي حدثنا أبو هالل عن بن سريين عن أبي هريرة عن النبي‪ ،‬صىل الله‬
‫عليه وسلم‪ ،‬قال سباب املسلم فسوق وقتاله كفر(؛ وأبو يعىل يف مسنده )ج‪/10‬ص‪/442‬ح‪(6052‬‬
‫بعينه؛‬
‫أبو هالل محمد بن سليم الراسبي البرصي‪ ،‬وليس من بني راسب ولكنه نزل فيهم‪ ،‬وهو بنى ناجية من‬
‫بنى سامة‪ ،‬ال بأس به‪ ،‬وليس باملتني‪ ،‬ولم يكن له كتاب‪ ،‬ويف حديثه عن قتادة بعض االضطراب‪ ،‬وليس‬
‫هذا منها؛ ومحمد بن الحسن األسدي )املعروف بلقب‪ :‬التل( فيه لني يسري؛ ولكن الحديث يتقوى ويثبت‬
‫عن أبي هريرة بالروايات التالية‪:‬‬
‫* فقد أخرج اإلمام ابن راهويه يف مسنده )ج‪/1‬ص‪/379‬ح‪] :(400‬أخربنا كلثوم حدثنا عطاء عن أبي‬
‫هريرة عن رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬قال سباب املسلم فسوق وقتاله كفر[‬
‫عطاء هذا هو عطاء الخراساني‪ ،‬نزيل الشام‪ ،‬صدوق فاضل مجاهد‪ ،‬ولكنه كثري اإلرسال‪ ،‬وال ندري هل‬
‫أدرك أبا هريرة؛ وكلثوم هذا هو كلثوم بن محمد بن أبى سدرة الحلبي‪ ،‬ليس باملشهور‪ ،‬جاء يف الجرح‬
‫والتعديل )ج‪/7‬ص‪/164‬ت‪] :(930‬كلثوم بن محمد بن أبى سدرة الحلبي روى عن عطاء بن أبى مسلم‬
‫الخراساني روى عنه إسحاق بن راهويه سمعت أبى يقول ذلك وسألته عنه فقال كان جنديا بخراسان ال‬
‫يصح حديثه[‬
‫* وأخرج اإلمام الطرباني يف معجمه األوسط )ج‪/8‬ص‪/252‬ح‪] :(8552‬حدثنا معاذ قال حدثنا محمد‬
‫بن عبد الله الخزاعي قال حدثنا رجاء أبو يحيى صاحب السقط عن يحيى بن أبي كثري عن أبي سلمة عن‬
‫أبي هريرة قال‪ :‬قال رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬من حالت شفاعته دون حد من حدود الله فقد‬
‫ضاد الله يف ملكه ومن أعان عىل خصومه ال يعلم أحق أو باطل فهو يف سخط الله حتى ينزع ومن مىش‬
‫مع قوم يري أنه شاهد وليس بشاهد فهو كشاهد زور ومن تحلم كاذبا كلف أن يعقد بني طريف شعرية؛‬

‫‪ ‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪ ‬‬
‫سباب املسلم فسوق وقتاله كفر ‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫وسباب املسلم فسوق وقتاله كفر([؛ ولكن رجاء بن صبيح‪ ،‬أبو يحيى الحريش‪ ،‬صاحب السقط‪ ،‬ليس‬
‫بالقوي‪.‬‬
‫والبيهقي يف سننه الكربى )ج‪/6‬ص‪/82‬ح‪] :(11226‬أخربنا أبو الحسن عيل بن عبد الله بن إبراهيم‬
‫الهاشمي ببغداد حدثنا عثمان بن أحمد بن السماك حدثنا أبو قالبة عبد امللك بن محمد حدثني يحيى بن‬
‫حماد حدثنا رجاء أبو يحيى صاحب السقط قال سمعت يحيى بن أبي كثري يحدث عن أيوب السختياني‬
‫عن أبي سلمة عن أبي هريرة بنحوه[‪ ،‬فزاد أيوب يف اإلسناد‪ ،‬واألرجح أن االضطراب من رجاء‪.‬‬
‫* وجاء يف حلية األولياء وطبقات األصفياء )‪] :(359/8‬حَ ﱠدثَنَا مُحَ مﱠ ُد بْ ُن حُ مَ يْ ٍد‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا مُحَ مﱠ ُد بْ ُن َها ُرو َن‬
‫رش بْ ُن ا ْلحَ ِار ِث‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا عَ بْ ُد‬ ‫اش ٍم‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا ِب ْ ُ‬
‫يش‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا إِب َْراهِ ي ُم بْ ُن َه ِ‬ ‫طِ ﱡ‬‫ف ا ْلعَ َ‬ ‫ب ِْن ب َِري َﱠة‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا مُحَ مﱠ ُد بْ ُن ي ُ‬
‫ُوس َ‬
‫ين‪ ،‬عَ ْن أ َ ِبي ُه َري َْر َة‪ ،‬عَ ِن الن ﱠ ِب ﱢي‪،‬‬‫وْن‪ ،‬عَ ِن اب ِْن ِس ِري َ‬ ‫ال ﱠل ِه بْ ُن دَاوُ َد ا ْل َخ ِري ِب ﱡي‪ ،‬عَ ْن ُمن َ ﱠخ ِل ب ِْن حَ كِي ٍم‪ ،‬عَ ِن اب ِْن عَ ٍ‬
‫وق وَقِ تَالُ ُه ُك ْف ٌر«[؛ وهو يف تلخيص املتشابه يف الرسم‬ ‫صىل الله عليه وسلم‪َ ،‬قا َل » ِسبَابُ ا ْلم ُْس ِل ِم ُف ُس ٌ‬
‫الرشقِ ﱡي‪،‬‬‫اس ِم إِب َْراهِ ي ُم بْ ُن عَ بْ ِد ا ْلوَاحِ ِد ب ِْن مُحَ مﱠ ٍد ا ْلحُ بَابُ ﱠ ْ‬ ‫ربنَا أَبُو ا ْل َق ِ‬‫)‪ (606/2‬للخطيب البغدادي‪] :‬أ َ ْخ َ َ‬
‫اش ِم ب ِْن‬ ‫الصابُون ﱡِي‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا إِب َْراهِ ي ُم بْ ُن َه ِ‬ ‫ف ﱠ‬ ‫ربنَا مُحَ مﱠ ُد بْ ُن عَ بْ ِد ال ﱠل ِه ب ِْن إِب َْراهِ يمَ‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا مُحَ مﱠ ُد بْ ُن ي ُ‬
‫ُوس َ‬ ‫أ َ ْخ َ َ‬
‫وْن‪،‬‬‫ُنخ ُل بْ ُن حَ كِي ٍم ا ْل ُق َش ْ ِرييﱡ ‪ ،‬عَ ِن اب ِْن عَ ٍ‬
‫رش بْ ُن ا ْلحَ ِار ِث‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا عَ بْ ُد ال ﱠل ِه بْ ُن دَاوُ دَ‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا م ُ‬‫ان‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا ِب ْ ُ‬
‫ِم ْش َك َ‬
‫وق‪،‬‬ ‫عَ ْن مُحَ مﱠ ِد ب ِْن إِب َْراهِ ي َم‪ ،‬عَ ْن أ َ ِبي ُه َري َْر َة‪ ،‬عَ ِن الن ﱠ ِب ﱢي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪َ ،‬قا َل‪ِ » :‬سبَابُ ا ْلم ُْس ِل ِم ُف ُس ٌ‬
‫وَقِ تَالُ ُه ُك ْف ٌر«[؛ كذا جاء‪) :‬عَ ْن مُحَ مﱠ ِد ب ِْن إِب َْراهِ ي َم(‪ ،‬واألرجح أنه محمد بن سريين وتصحف‪ ،‬ألن ابن عون ال‬
‫يعرف بالرواية عن أي رجل اسمه محمد بن إبراهيم أصالً؛ وإن كان محمد بن إبراهيم صحيحاً‪ ،‬فهو‬
‫محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي املدني‪ ،‬وال بد‪ ،‬وهو يروي عن أبي هريرة‪ ،‬يف العادة‪ ،‬بواسطة أبي‬
‫سلمة؛ وليس من املحال أن يكون قد أدركه وسمع منه أشياء ألنه مات سنة ‪ 120‬هـ‪ ،‬فإن كان من أبناء‬
‫الثمانني فوالدته تكون حوايل ‪ 40‬هـ‪ ،‬وطبقته الرابعة )دون وسطى التابعني(‪ ،‬كما اجتهد الحافظ بحق‪،‬‬
‫وجاء يف تهذيب التهذيب )ج‪/9‬ص‪/6‬ت‪ (8‬أنه رأى سعد بن أبي وقاص )املتوىف سنة ‪ 55‬هـ(‪ ،‬فأي يشء‬
‫يمنعه من إدراك عائشة وأبي هريرة وأبي سعيد وجابر والسماع منهم؟!‬
‫قلت‪ُ :‬من َ ﱠخ ِل )أو‪ُ :‬من ْ ُخل( ب ِْن حَ كِي ٍم القشريي‪ ،‬كاملجهول‪ ،‬ولكن روى عنه اثنان من األئمة الحفاظ األكابر‪:‬‬
‫عيل بن الجعد‪ ،‬وعبد الله بن داود الخريبي‪ ،‬وهذه تزكية ال يستهان بها‪ ،‬وجاء يف أحد الروايات منخل بن‬
‫حكيم بن بهز ]وهي الرواية التي يف العلل ومعرفة الرجال ألحمد رواية ابنه عبد الله )‪:(3041/461/2‬‬
‫حَ دثنِي نرص بن عَ يل ّ َقا َل حَ دثنَا عبد الله بن دَاوُد عَ ن منخل بن حَ كِيم بن بهز عَ ن بن عون َقا َل أجمع‬
‫بكرة وَعمْ َران بن‬ ‫صحَ اب الن ﱠ ِبي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬مثل أبي َ‬ ‫َرصة من أ َ ْ‬ ‫ا ْلحسن وَ مُحَ مّ د أَنه لم ينزل ا ْلب ْ َ‬
‫ص ْني[‪ ،‬وأحسبه تصحيفا ً‪ ،‬وإنما هو منخل بن حكيم أبو بهز‪ ،‬فلعله أخو بهز بن حكيم املشهور‪.‬‬ ‫حُ َ‬
‫ويحتمل أن يكون انقالباً‪ ،‬وأصله‪ :‬منخل بن بهز بن حَ كِيم‪ ،‬فيكون من ولد بهز بن حكيم‪ ،‬ويكون قولهم‪:‬‬
‫)منخل بن حَ كِيم( نسبة لجده؛ وهذا هو الذي جزم به يف الجرح والتعديل )ج‪/8‬ص‪/439‬ت‪:(2004‬‬
‫]منخل بن بهز بن حكيم بن معاوية روى عن بن عون روى عنه عبد الله بن داود الخريبي سمعت أبى‬
‫يقول ذلك حدثنا عبد الرحمن اخربنا يعقوب بن إسحاق فيما كتب اىل قال حدثنا عثمان بن سعيد قال‬

‫‪ ‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪ ‬‬
‫سباب املسلم فسوق وقتاله كفر ‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫سألت يحيى بن معني عن منخل بن بهز بن حكيم فقال ال اعرفه قلت حدثنا عنه بن الجعد قال ما‬
‫اعرفه[‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬

‫* حديث سعد بن أبي وقاص‬


‫* وأخرج اإلمام أحمد بن حنبل يف مسنده )ج‪/1‬ص‪/178‬ح‪ (1537‬بإسناد حسن‪ ،‬رجاله ثقات مشاهري‬
‫عن آخرهم‪] :‬حدثنا عيل بن بحر حدثنا عيىس بن يونس عن زكريا عن أبي إسحاق عن محمد بن سعد بن‬
‫مالك عن أبيه أن النبي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬قال قتال املسلم كفر وسبابه فسق[؛ ولكن سماع زكريا بن‬
‫أبي زائدة من أبي إسحاق ليس جيداً‪ ،‬كان بآخرة‪.‬‬
‫* وأخرجه اإلمام ابن ماجه يف سننه )ج‪/2‬ص‪/1300‬ح‪] :(3941‬حدثنا عيل بن محمد حدثنا وكيع عن‬
‫رشيك عن أبي إسحاق عن محمد بن سعد عن سعد قال‪ :‬قال رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬سباب‬
‫املسلم فسوق وقتاله كفر[؛ وسماع رشيك من أبي إسحاق جيد قديم‪ ،‬يحتج به‪.‬‬
‫والطرباني يف معجمه الكبري )ج‪/1‬ص‪/145‬ح‪] :(325‬حدثنا أبو يزيد القراطييس حدثنا أسد بن موىس‬
‫حدثنا روح بن مسافر عن أبي إسحاق عن محمد بن سعد عن أبيه قال سمعت رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه‬
‫وسلم‪ ،‬يقول سباب املسلم فسوق وقتاله كفر[؛ روح بن مسافر‪ ،‬ضعيف‪ ،‬ولكن يكتب حديثه‪ ،‬ومتابعته‬
‫بن لسعد بن أبي وقاص‪ ،‬وإن كان وهم يف اسم بن سعد‪:‬‬ ‫مفيدة‪ ،‬وقد تابعهم معمر‪ ،‬تابعهم عن ا ٍ‬
‫* فقد أخرجه اإلمام أحمد بن حنبل يف مسنده )ج‪/1‬ص‪/176‬ح‪] :(1519‬حدثنا عبد الرزاق أنبأنا‬
‫معمر عن أبي إسحاق عن عمر بن سعد حدثنا سعد بن أبي وقاص قال‪ :‬قال رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه‬
‫وسلم‪ ،‬قتال املؤمن كفر وسبابه فسوق وال يحل ملسلم ان يهجر أخاه فوق ثالث أيام[؛ وأخرجه الطرباني‬
‫يف معجمه الكبري )ج‪/1‬ص‪/145‬ح‪] :(324‬حدثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري بتمامه[‬
‫* وأخرجه النسائي يف سننه )ج‪/7‬ص‪/121‬ح‪ ،(4104‬ويف سننه الكربى )ج‪/2‬ص‪/313‬ح‪(3567‬‬
‫مخترصا ً‪] :‬أخربنا إسحاق بن إبراهيم قال أنبأنا عبد الرزاق قال حدثنا معمر عن أبي إسحاق عن عمر بن‬
‫سعد قال حدثنا سعد بن أبي وقاص أن رسول الله قال قتال املسلم كفر وسبابة فسوق[؛‬

‫* حديث النعمان بن مقرن‬


‫* وأخرج اإلمام ابن أبي عاصم يف اآلحاد واملثاني )ج‪/2‬ص‪/322‬ح‪] :(1087‬حدثنا أبو بكر بن أبي‬
‫شيبة حدثنا جرير بن عبد الحميد عن أبي خالد الوالبي عن النعمان بن عمرو بن مقرن املزني ريض الله‬
‫عنه قال‪ :‬قال رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬سباب املؤمن فسوق وقتاله كفر[‬
‫قلت‪ :‬هذا إسناد فيه تصحيف أو سقط أو انقالب ألن جرير بن عبد الحميد بالقطع لم يدرك أبا خالد‬
‫الوالبي‪ ،‬املتوىف زمان عمر بن عبد العزيز؛ فلعله اإلسناد‪ :‬جرير بن عبد الحميد عن )فالن( عن أبي خالد‬
‫الوالبي عن النعمان بن مقرن املزني؛ وزيادة عمرو يف نسب النعمان بن مقرن وهم من أبي خالد الوالبي‬
‫أو من بعض الرواة‪ ،‬فال يوجد يف الحقيقة رجل بهذا اإلسم أصالً‪.‬‬

‫‪ ‬‬ ‫‪8‬‬
‫‪ ‬‬
‫سباب املسلم فسوق وقتاله كفر ‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫وابو خالد هرمز )وقيل‪ :‬هرم( الوالبي قديم مُعَ مﱢ ر‪ ،‬وفد إىل عمر‪ ،‬فال صحة ملا قيل أنه أرسل عن عمر‬
‫والنعمان بن مقرن‪ ...،‬إلخ؛ برهان ذلك ما جاء يف تهذيب التهذيب )ج‪/12‬ص‪/90‬ت‪)] :(360‬د ت ق =‬
‫أبي داود والرتمذي وابن ماجة( أبو خالد الوالبي الكويف اسمه هرمز ويقال هرم روى عن‪ :‬بن عباس‬
‫وجابر بن سمرة وأبي هريرة وميمونة وأرسل عن عمر بن الخطاب والنعمان بن مقرن؛ وعنه‪ :‬األعمش‬
‫ومنصور وفطر بن خليفة وإسماعيل بن حماد بن أبي سليمان وزائدة بن نشيط؛ قال أبو حاتم‪) :‬صالح‬
‫الحديث(‪ ،‬وذكره بن حبان يف الثقات‪ .‬قال البخاري‪) :‬قال أبو نعيم سمعت أبان بن عثمان يعني بن أبي‬
‫خالد الوالبي قال مات أبو خالد الوالبي سنة مائة‪ .‬قلت‪ :‬ذكره بن سعد يف الطبقة األوىل من أهل الكوفة‪،‬‬
‫وقال‪) :‬أخربنا عبد الله بن نمري عن األعمش عن مالك بن الحارث عن أبي خالد قال خرجت وافدا ً إىل‬
‫عمر(؛ وقال الساجي‪) :‬حدثنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا يحيى بن يمان عن األعمش عن مالك بن الحارث‬
‫عن أبي خالد الوالبي قال وفدنا إىل عمر بن الخطاب فذكر قصة(؛ فهذا يدل عىل أن حديثه عن عمر غري‬
‫مرسل؛ وقال بن سعد‪) :‬أخربنا محمد بن عبيد عن فطر بن خليفة عن أبي خالد قال خرج علينا عيل بن‬
‫أبي طالب فذكر أثرا ً؛ وقال فضيل بن عياض عن األعمش عن مالك بن الحارث عن أبي خالد قال جلست‬
‫إىل خباب بن األرت فذكر قصة[‬
‫ثم وجدنا الحديث‪ ،‬بفضل الله ومنته‪ ،‬يف مسند ابن أبي شيبة )‪] :(835/336/2‬حدثنا جَ ِري ُر بْ ُن عَ بْ ِد‬
‫ان ب ِْن عَ م ِْرو ب ِْن م َُق ﱢر ٍن ا ْلم َُزن ﱢِي‪َ ،‬قا َل‪َ :‬قا َل َر ُسو ُل ال ﱠل ِه‪،‬‬ ‫َ‬
‫ور‪ ،‬عَ ْن أ ِبي َخا ِل ٍد ا ْلوَا ِل ِب ﱢي‪ ،‬عَ ِن النﱡعْ مَ ِ‬
‫ص ٍ‬‫ا ْلحَ ِميدِ‪ ،‬عَ ْن مَ ن ْ ُ‬
‫وق‪ ،‬وَقِ تَالُ ُه ُك ْف ٌر«[؛ فالحديث صحيح‪ ،‬تقوم به الحجة‪.‬‬ ‫صىل الله عليه وسلم‪ِ » :‬سبَابُ ا ْلم ُْؤ ِم ِن ُف ُس ٍ‬

‫* حديث أنس بن مالك‬


‫جاء يف تعظيم قدر الصالة ملحمد بن نرص املروزي )‪] :(1104/1026/2‬حَ ﱠدثَنَا عَ ِيل ﱡ بْ ُن ا ْلحَ َس ِن ب ِْن أ َ ِبي‬
‫ان ب ِْن َسعْ ٍد‬ ‫يب‪ ،‬عَ ْن ِسن َ ِ‬ ‫عِ َيىس‪َ ،‬قا َل‪ :‬حَ ﱠدثَنَا ا ْلم ُْق ِرئُ‪َ ،‬قا َل‪ :‬حَ ﱠدثَنَا ابْ ُن َل ِهيعَ َة‪َ ،‬قا َل‪ :‬حَ ﱠدثَنِي ي َِزي ُد بْ ُن أ َ ِبي حَ ِب ٍ‬
‫وق‬‫يض ال ﱠل ُه عَ ن ْ ُه عَ ِن الن ﱠ ِب ﱢي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪َ ،‬قا َل‪ِ » :‬سبَابُ ا ْلم ُْس ِل ِم ُف ُس ٌ‬ ‫ا ْل ِكنْدِ ي‪ ،‬عَ ْن أَن َ ِس ب ِْن مَ الِكٍ ‪َ ،‬ر ِ َ‬
‫وَقِ تَالُ ُه ُك ْف ٌر«[؛ وأيضا ً يف تعظيم قدر الصالة ملحمد بن نرص املروزي )‪] :(1103/1026/2‬حَ ﱠدثَنَا مُحَ مﱠ ُد‬
‫صال ٍِح‪َ ،‬قا َل‪ :‬حَ ﱠدثَنَا ابْ ُن َل ِهيعَ َة‪َ ،‬قا َل‪ :‬حَ ﱠدثَنَا ي َِزي ُد بْ ُن أ َ ِبي‬‫بْ ُن يَحْ يَى‪َ ،‬قا َل‪ :‬حَ ﱠدثَنَا عَ بْ ُد ا ْل َغ ﱠف ِار بْ ُن دَاوُ َد أَبُو َ‬
‫يب‪ ،‬بتمامه[‬ ‫حَ ِب ٍ‬
‫قلت‪ :‬هذا من قديم حديث ابن لهيعة الصحيح‪ ،‬وقد رصح ابن لهيعة بالسماع من يزيد بن أبي حبيب‬
‫فأمنا ما زعمه ابن حبان من تدليسه‪ ،‬وسنان بن سعد الكندي‪ ،‬نزيل مرص‪ ،‬برصي األصل‪ ،‬ثقة‪ ،‬وال حجة‬
‫عند من تكلم فيه‪ ،‬كما سندرسه يف فصل مستقل‪.‬‬

‫* حديث عبد الله بن م َُغ ﱠف ٍل‬


‫* وأخرج اإلمام الطرباني يف معجمه األوسط )ج‪/1‬ص‪/556 - 223‬ح‪] :(734‬حَ ﱠدثَنَا أَحْ مَ ُد )هو‪ :‬أَحْ مَ ُد‬
‫صالِحٌ ‪،‬‬ ‫َرصيﱢ َقا َل‪ :‬حَ ﱠدثَنَا مَ يْمُو ُن بْ ُن َزيْ ٍد َقا َل‪ :‬حَ ﱠدثَنَا َ‬ ‫بْ ُن عَ ِيل ﱟ ْ َ‬
‫األبﱠا ُر( َقا َل‪ :‬حَ ﱠدثَنَا َك ِثريُ بْ ُن يَحْ يَى‪َ ،‬‬
‫صاحِ بُ ا ْلب ْ ِ‬

‫‪ ‬‬ ‫‪9‬‬
‫‪ ‬‬
‫سباب املسلم فسوق وقتاله كفر ‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫صاحِ بُ ا ْل َق َالن ِِس‪ ،‬عَ ِن ا ْلحَ َس ِن َقا َل‪ :‬حَ ﱠدثَنِي عَ بْ ُد ال ﱠل ِه بْ ُن م َُغ ﱠف ٍل َقا َل‪َ :‬قا َل َر ُسو ُل ال ﱠل ِه‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪:‬‬ ‫َ‬
‫صال ٍِح إِ ﱠال مَ يْمُو ٌن‪ ،‬تَ َف ﱠر َد‬ ‫» ِسبَابُ ا ْلم ُْس ِل ِم ُف ُس ٌ‬
‫وق‪ ،‬وَ قِ تَالُ ُه ُك ْف ٌر«[‪ ،‬وقال الطرباني‪َ ) :‬ل ْم ي َْر ِو َهذَا ا ْلحَ د َ‬
‫ِيث عَ ْن َ‬
‫ِب ِه‪َ :‬ك ِثريُ بْ ُن يَحْ يَى(‬
‫ُ‬
‫وسألت‬ ‫ولكنه جاء يف علل الحديث البن أبي حاتم )‪ (2177/554/5‬بإسناد مستقل‪ ،‬أعدل من السابق‪] :‬‬
‫وق ب ِْن مَ يْمون النﱠاجي‪ ،‬عَ ْن حُ مَيد ب ِْن ِمهْ ران‪ ،‬عَ ِن ا ْلحَ َس ِن؛ َقا َل‪:‬‬ ‫حديث َروَا ُه ن َ ْرص بْ ُن عيل‪ ،‬عن مَ ْر ُز ِ‬
‫ٍ‬ ‫أ َ ِبي عَ ْن‬
‫وق‪ ،‬و ِقتَالُه ُك ْف ٌر‪َ .‬ف َقا َل عَ ْم ُرو بْ ُن عُ بيد‪ :‬عمﱠن تَ ْر ِوي َهذَا؟ َف َقا َل‪ :‬عَ ْن عبد الله بن م َُغ ﱠفل‪،‬‬ ‫ِسبَابُ ا ُمل ْسلِم ُف ُس ٌ‬
‫وف‪َ .‬ف َل ْم‬‫وْق ٌ‬‫األحْ وَص‪ ،‬عَ ِن اب ِْن مَ ْسعُ ودٍ؛ مَ ُ‬ ‫النبي )ص(؟ َقا َل‪َ :‬هذَا خطأٌ؛ إِنﱠمَ ا ُه َو‪ :‬الحَ َس ُن‪ ،‬عَ ْن أ َ ِبي َ‬ ‫ﱢ‬ ‫عن‬
‫فظن أنﱠه ي َُقو ُل‪ :‬عن عبد الله بن م َُغ ﱠفل[‬ ‫ﱠ‬ ‫ط عندي‪ ،‬فلع ﱠل ُه قاله عن عبد الله ب ِْن مَ ْسعُ ودٍ‪،‬‬ ‫ي َْض ِب ْ‬
‫وقد تورط العقييل يف ذلك أيضا ً حيث جاء يف الضعفاء الكبري )ج‪/4‬ص‪/210‬ت‪] :(1796‬مرزوق بن‬
‫ميمون الناجي عن حميد بن مهران يف حديثه نظر حدثناه محمد بن زكريا قال حدثنا نرص بن عيل قال‬
‫حدثنا مرزوق بن ميمون الناجي عن حميد بن أبي حميد وهو حميد بن مهران عن الحسن قال‪ :‬قال‬
‫رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬سباب املؤمن فسوق وقتاله كفر فقال له عمرو بن عبيد عن من تروي‬
‫هذا فقال عن عبد الله بن مغفل عن النبي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬وحدثنيه جدي قال حدثنا موىس بن‬
‫إسماعيل قال حدثنا املبارك بن فضالة عن الحسن عن أبي األحوص عن عبد الله قال سباب املؤمن فسوق‬
‫وقتاله كفر وهذه الرواية أوىل[‬
‫قلت‪ :‬طريق الطرباني‪ ،‬وهي مستقلة تمام االستقالل عن طريق أبي حاتم‪ ،‬عىل ما فيها‪ ،‬تبني أن أبا حاتم‬
‫الرازي والعقييل هما‪ ،‬عىل األرجح‪ ،‬الواهمان‪ ،‬والحديث هو عن عبد الله بن مغفل عن النبي‪ ،‬صىل الله‬
‫عليه وعىل آله وسلم؛ والحسن البرصي واسع الرواية جدا ً‪ ،‬قد لقي وسمع من أزيد عىل ثالثمائة صحابي‪،‬‬
‫فال عجب أن تكون له طرق أخرى لهذا الحديث‪ :‬هذا محفوظ‪ ،‬وتلك محفوظة‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬

‫فالحديث‪) :‬سباب املسلم فسوق وقتاله كفر( قد رواه كل من عبد الله بن مسعود )وهو متواتر عنه(‪ ،‬وأبو‬
‫هريرة‪ ،‬وسعد بن أبي وقاص‪ ،‬والنعمان بن مقرن‪ ،‬وأنس بن مالك‪ ،‬وكذلك يف األرجح عبد الله بن مغفل‪،‬‬
‫فهذا كأنه نقل تواتر عن النبي‪ ،‬صىل الله عليه وعىل آله وسلم‪.‬‬

‫وأما املعنى فبني‪ :‬سباب املسلم فسوق وتمرد عىل أمر الله‪ ،‬وقتاله – من غري موجب أو رخصة رشعية –‬
‫أعظم إثماً‪ ،‬وأوغل يف الفسق درجة ألنه‪ ،‬يف ذاته‪ ،‬من أفعال الكفر‪ ،‬يكفر فاعله بعينه إال من قام به مانع‬
‫من موانع تكفري املعني؛ وأما قول أبي عيىس الرتمذي‪) :‬هذا حديث حسن صحيح ومعنى هذا الحديث‬
‫قتاله كفر ليس به كفرا مثل االرتداد عن اإلسالم والحجة يف ذلك ما روي عن النبي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪،‬‬
‫أنه قال من قتل متعمدا فأولياء املقتول بالخيار إن شاءوا قتلوا وإن شاءوا عفوا ولو كان القتل كفرا‬
‫لوجب وقد روي عن بن عباس وطاووس وعطاء وغري واحد من أهل العلم قالوا كفر دون كفر وفسوق‬
‫دون فسوق( فزعم مرسل‪ ،‬عار من الربهان؛ وحجته حجة الغريق الذي يتشبث بقشة‪ :‬فليس كل كفر‬

‫‪ ‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪ ‬‬
‫سباب املسلم فسوق وقتاله كفر ‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫يوجب القتل‪ ،‬فمثالً لو تاب الكافر الحربي قبل القدرة عليه سقط عنه القتل؛ أما ما ُر ِويَ )كذا بصيغة‬
‫التمريض( عن بن عباس وطاووس وعطاء فأكثره ال يثبت إال عن عطاء‪ ،‬وعبد الله بن طاووس‪ ،‬وذلك‬
‫إنما ُر ِويً عنهم بخصوص قوله تعاىل‪} :‬وَمَن ﱠل ْم يَحْ ُكم ِبمَ ا أَن َز َل ال ّل ُه َفأُوْ َلـ ِئ َك ُه ُم ا ْل َكافِ ُر َ‬
‫ون{‪) ،‬املائدة؛‬
‫‪(44 :5‬؛ وحتى لو ثبت هذا عن بن عباس وطاووس وعطاء بنقل التواتر فال حجة يف أحد دون رسول‬
‫الله؛ وليس هو بإجماع متيقن معلوم بنقل الكواف فقد خالفهم عبد الله بن مسعود وأهل الكوفة فجعلوا‬
‫ارتشاء القايض كفرا ً‪ ،‬و ُر ِويً مثله عن عمر بن الخطاب؛ وأيضا ُر ِويً مثله يف مسألتنا هذه عن عبد الله بن‬
‫عمر بن الخطاب‪ ،‬وسيأتي‪.‬‬

‫| فصل‪ :‬ال ترجعوا بعدي كفارا يرضب بعضكم رقاب بعض‬

‫* حديث جرير بن عبد الله البجيل‬


‫* أخرج اإلمام البخاري يف صحيحه )ج‪/6‬ص‪/2519‬ح‪] :(6475‬حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر‬
‫حدثنا شعبة عن عيل بن مدرك قال سمعت أبا زرعة عن عمرو بن جرير عن جرير قال‪ :‬قال يل النبي يف‬
‫حجة الوداع استنصت الناس‪ :‬ال ترجعوا بعدي كفارا يرضب بعضكم رقاب بعض([؛ وقال البخاري‪:‬‬
‫)رواه أبو بكرة وابن عباس عن النبي(؛ وأخرجه البخاري يف صحيحه )ج ‪/1‬ص‪/56‬ح‪] :(121‬حدثنا‬
‫حجاج قال حدثنا شعبة به[؛ أخرجه البخاري يف صحيحه )ج‪/6‬ص‪/2594‬ح‪] :(6669‬حدثنا سليمان‬
‫بن حرب حدثنا شعبة به[؛ أخرجه البخاري يف صحيحه )ج ‪/4‬ص‪/1599‬ح‪] :(4143‬حدثنا حفص بن‬
‫عمر حدثنا شعبة يه[؛ أخرجه مسلم يف صحيحه )ج‪/1‬ص‪/82‬ح‪] :(65‬حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة‬
‫ومحمد بن املثنى وابن بشار جميعا عن محمد بن جعفر عن شعبة )ح( وحدثنا عبيد الله بن معاذ‬
‫واللفظ له حدثنا أبي حدثنا شعبة به[؛ واإلمام أحمد بن حنبل يف مسنده )ج‪/4‬ص‪/363‬ح‪(19237‬؛‬
‫والطرباني يف معجمه الكبري )ج‪/2‬ص‪/337‬ح‪] :(2402‬حدثنا أحمد بن عمرو القطراني حدثنا سليمان‬
‫بن حرب )ح( وحدثنا أبو خليفة حدثنا أبو الوليد قاال حدثنا شعبة[؛ وابن ماجه يف سننه‬
‫)ج‪/2‬ص‪/1300‬ح‪] :(3942‬حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر وعبد الرحمن بن مهدي قاال‬
‫حدثنا شعبة[؛ واإلمام أحمد بن حنبل يف مسنده )ج‪/4‬ص‪/366‬ح‪(19279‬؛ والطياليس يف مسنده‬
‫)ج‪/1‬ص‪/92‬ح‪] :(664‬حدثنا أبو داود قال حدثنا شعبة[؛ والنسائي يف سننه الكربى‬
‫ربنَا أَبُو ا ْلوَ ِليدِ‪ ،‬وَحَ جﱠ اجٌ َق َاال‪:‬‬
‫)ج‪/3‬ص‪/446‬ح‪(5882‬؛ وهو يف سنن الدارمي )‪] :(1962/1224/2‬أ َ ْخ َ َ‬
‫حَ ﱠدثَنَا ُشعْ ب َُة[‬
‫فحديث جرير إذا ً صحيح غاية يف الصحة‪ ،‬وله طرق أخرى‪:‬‬
‫* فقد جاء يف املعجم الكبري للطرباني )‪] :(2277/307/2‬حَ ﱠدثَنَا أَحْ مَ ُد بْ ُن عَ م ٍْرو ا ْلب ﱠَزا ُر‪ ،‬حدثنا إِب َْراهِ ي ُم‬
‫صبَهَ ان ﱡِي‪ ،‬حدثنا أَبُو عُ بَيْ َد َة بْ ُن أ َ ِبي ﱠ‬
‫الس َف ِر‪،‬‬ ‫ني ب ِْن ِمنْدَﻩِ ْ َ‬
‫األ ْ‬ ‫ص ِايف ﱡ‪) ،‬ح( وَحَ ﱠدثَنَا مُحَ مﱠ ُد بْ ُن ا ْلحُ َس ْ ِ‬‫الر َ‬ ‫بْ ُن ِزيَادٍ ﱡ‬
‫الله‪ ،‬صىل الله عليه‬ ‫ير‪َ ،‬قا َل‪َ :‬قا َل ِيل َر ُسو ُل ِ‬ ‫َري‪ ،‬عَ ْن إ ِ ْسمَ اعِ ي َل‪ ،‬عَ ْن َقي ٍْس‪ ،‬عَ ْن جَ ِر ٍ‬ ‫َق َاال‪ :‬حدثنا عَ بْ ُد ِ‬
‫الله بْ ُن نُم ْ ٍ‬

‫‪ ‬‬ ‫‪11‬‬
‫‪ ‬‬
‫سباب املسلم فسوق وقتاله كفر ‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫َعْض«[؛ ولم يسمعه‬ ‫َعْض ُك ْم ِر َقابَ ب ٍ‬ ‫َرضبُ ب ُ‬ ‫اس«‪ ،‬ث ُ ﱠم َقا َل‪َ » :‬ال تَ ْر ِجعُوا بَعْ دِي ُك ﱠف ًارا ي ْ ِ‬ ‫استَن ْ ِص ِت الن ﱠ َ‬ ‫وسلم‪ْ » :‬‬
‫قيس من جرير‪ ،‬وإنما هو بالغ‪ ،‬فقد جاء يف مصنف ابن أبي شيبة )‪] :(37175/455/7‬حَ ﱠدثَنَا عَ بْ ُد ال ﱠل ِه‬
‫يرا‪َ ،‬قا َله بنحوه[؛ وكذلك يف سنن النسائي‬ ‫َري‪ ،‬عَ ْن إ ِ ْسمَ اعِ ي َل‪ ،‬عَ ْن َقي ٍْس‪َ ،‬قا َل‪ :‬بَ َل َغنَا أ َ ﱠن جَ ِر ً‬ ‫بْ ُن نُم ْ ٍ‬
‫ري َقا َل‪ :‬حَ ﱠدثَنَا إ ِ ْسمَ اعِ ي ُل‪،‬‬ ‫ربنَا أَبُو عُ بَيْ َد َة بْ ُن أ َ ِبي ﱠ‬
‫الس َف ِر َقا َل‪ :‬حَ ﱠدثَنَا عَ بْ ُد ال ﱠل ِه بْ ُن نُمَ ْ ٍ‬ ‫)‪] :(4132/128/7‬أ َ ْخ َ َ‬
‫عَ ْن َقي ٍْس َقا َل‪ :‬بَ َل َغنِي أ َ ﱠن جَ ِري َر ب َْن عَ بْ ِد ال ﱠل ِه َقا َله[‬
‫* حديث عبد الله بن العباس‬
‫* وأخرج اإلمام البخاري يف صحيحه )ج‪/2‬ص‪/619‬ح‪] :(1652‬حدثنا عيل بن عبد الله حدثني يحيى‬
‫بن سعيد حدثنا فضيل بن غزوان حدثنا عكرمة عن بن عباس ريض الله عنهما أن رسول الله‪ ،‬صىل الله‬
‫عليه وسلم‪ ،‬خطب الناس يوم النحر فقال يا أيها الناس أي يوم هذا قالوا يوم حرام قال فأي بلد هذا‬
‫قالوا بلد حرام قال فأي شهر هذا قالوا شهر حرام قال فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام‬
‫كحرمة يومكم هذا يف بلدكم هذا يف شهركم هذا فأعادها مرارا ثم رفع رأسه فقال اللهم هل بلغت اللهم‬
‫هل بلغت قال بن عباس ريض الله عنهما فوالذي نفيس بيده إنها لوصيته إىل أمته فليبلغ الشاهد الغائب؛‬
‫ال ترجعوا بعدي كفارا يرضب بعضكم رقاب بعض[؛ وأخرجه البخاري يف صحيحه‬
‫)ج‪/6‬ص‪/2594‬ح‪ (6668‬مخترصا ً‪] :‬حدثنا أحمد بن إشكاب حدثنا محمد بن فضيل عن أبيه عن‬
‫عكرمة عن بن عباس ريض الله عنهما قال‪ :‬قال النبي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬ال ترتدوا بعدي كفارا يرضب‬
‫بعضكم رقاب بعض[؛ والبخاري يف خلق أفعال العباد ج‪/1‬ص‪89‬؛ والرتمذي يف سننه‬
‫ج‪/4‬ص‪/486‬ح‪2193‬‬
‫* وأخرج اإلمام الحاكم يف مستدركه )ج‪/1‬ص‪/171‬ح‪ (318‬مطوال ً‪] :‬حدثنا أبو بكر أحمد بن إسحاق‬
‫الفقيه أنبأ العباس بن الفضل األسفاطي حدثنا إسماعيل بن أبي أويس وأخربني إسماعيل بن محمد بن‬
‫الفضل الشعراني حدثنا جدي حدثنا بن أبي أويس حدثني أبي عن ثور بن زيد الدييل عن عكرمة عن بن‬
‫عباس أن رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬خطب الناس يف حجة الوداع فقال قد يئس الشيطان بأن‬
‫يعبد بأرضكم ولكنه ريض أن يطاع فيما سوى ذلك مما تحقرون من أعمالكم فاحذروا يا أيها الناس إني‬
‫قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدا كتاب الله وسنة نبيه‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬إن كل‬
‫مسلم أخ املسلم املسلمون إخوة وال يحل المرئ من مال أخيه إال ما أعطاه عن طيب نفس وال تظلموا؛ وال‬
‫ترجعوا من بعدي كفارا يرضب بعضكم رقاب بعض[‪ ،‬وقال الحاكم‪) :‬وقد احتج البخاري بأحاديث‬
‫عكرمة واحتج مسلم بأبي أويس وسائر رواته متفق عليهم وهذا الحديث لخطبة النبي‪ ،‬صىل الله عليه‬
‫وسلم‪،‬‬
‫متفق عىل إخراجه يف الصحيح يا أيها الناس إني قد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب‬
‫الله وأنتم مسؤولون عني فما أنتم قائلون وذكر االعتصام بالسنة يف هذه الخطبة غريب ويحتاج إليها‬
‫وقد وجدت له شاهدا من حديث أبي هريرة(‪.‬‬

‫‪ ‬‬ ‫‪12‬‬
‫‪ ‬‬
‫سباب املسلم فسوق وقتاله كفر ‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫* وهو يف السنة للمروزي )ص‪] :(68/25 :‬حَ ﱠدثَنَا مُحَ مﱠ ُد بْ ُن يَحْ يَى‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا ابْ ُن أ َ ِبي أُوَ ي ٍْس‪ ،‬حَ ﱠدثَنِي أ َ ِبي‪،‬‬
‫ﱠاس‪َ ،‬قا َل‪َ :‬قا َل‬ ‫مَة‪ ،‬عَ ِن اب ِْن عَ ب ٍ‬ ‫وْر ب ِْن ي َِزي َد ال ﱠدي ِْيلﱢ‪ ،‬عَ ْن عِ ْك ِر َ‬ ‫َرصيﱢ ‪ ،‬وَعَ ْن ث َ ِ‬ ‫عَ ْن عَ بْ ِد ال ﱠل ِه ب ِْن أ َ ِبي عَ بْ ِد ال ﱠل ِه ا ْلب ْ ِ‬
‫َوْمي َهذَا ِيف َهذَا‬ ‫وْيل َف ِإنﱢي َال أَد ِْري َلعَ ﱢيل َال أ َ ْل َقا ُك ْم بَعْ َد ي ِ‬ ‫اسمَ عُ وا َق ِ‬ ‫اس ْ‬ ‫الن ﱠ ِب ﱡي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪» :‬أَيﱡهَ ا الن ﱠ ُ‬
‫َوْم ُك ْم َه َذا ِيف بَ َل ِد ُك ْم‬
‫مَة ي ِ‬‫وْن َربﱠ ُك ْم َكحُ ْر ِ‬ ‫اس إ ِ ﱠن دِ مَ ا َء ُك ْم وَأَمْ وَا َل ُك ْم حَ َرا ٌم عَ َليْ ُك ْم إِ َىل يَوْ ِم تَ ْل َق َ‬ ‫ا ْلمَ وْقِ ِف‪ ،‬أَيﱡهَ ا الن ﱠ ُ‬
‫وَقا َل ِيف آخِ ِرﻩِ ‪َ » :‬فاعْ قِ لُوا‬ ‫وَق ِد بَ ﱠل ْغ ُت«‪َ ،‬فذَ َك َر َك َالمً ا َك ِثريًا َ‬ ‫وْن َربﱠ ُك ْم َفي َْسأَلُ ُك ْم عَ ْن أَعْ مَ ا ِل ُك ْم َ‬ ‫َهذَا َوإِن ﱠ ُك ْم َستَ ْل َق َ‬
‫صمْ تُ ْم ِب ِه َف َل ْن تَ ِض ﱡلوا أَبَدًا‪ِ ،‬كتَابَ ال ﱠل ِه‬ ‫اس مَ ا إِ ِن اعْ تَ َ‬‫وَق ْد تَ َر ْك ُت فِ ي ُك ْم أَيﱡهَ ا الن ﱠ ُ‬ ‫وْيل َف ِإنﱢي َق ْد بَ ﱠل ْغ ُت َ‬ ‫اس َق ِ‬ ‫أَيﱡهَ ا الن ﱠ ُ‬
‫َعض ُك ْم‬‫َرضبُ ب ُ‬ ‫وَال تَ ْر ِجعُ وا بَعْ دِي ُك ﱠف ً‬
‫ارا ي ْ ِ‬ ‫يشوَا َ‬ ‫اسمَ عُ وا ِمنﱢي مَ ا أ َ ُقو ُل َل ُك ُم اعْ قِ لُوا تَعِ ُ‬ ‫اس ْ‬ ‫وَسن ﱠ َة ن َ ِبي ِﱢه‪ ،‬أَيﱡهَ ا الن ﱠ ُ‬
‫ُ‬
‫ُوف‪ ،‬ال ﱠلهُ ْم َه ْل بَ ﱠل ْغ ُت ال ﱠلهُ ْم َه ْل بَ ﱠل ْغ ُت اللﱠهُ ْم َه ْل بَ ﱠل ْغ ُت؟«[‬ ‫السي ِ‬‫ِر َقابَ بَعْ ٍض ِب ﱡ‬
‫* وأخرجه اإلمام أبو بكر بن أبي شيبة يف مصنفه )ج‪/7‬ص‪/465‬ح‪ (37266‬بلفظ‪] :‬حدثنا عبد الله بن‬
‫نمري قال حدثنا فضيل بن غزوان عن عكرمة عن بن عباس قال‪ :‬قال رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪،‬‬
‫يف حجة الوداع أيها الناس أي يوم هذا قالوا يوم حرام قال فأي بلد هذا قالوا بلد حرام قال فأي شهر هذا‬
‫قالوا شهر حرام قال فإن أموالكم ودماءكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا يف بلدكم هذا يف‬
‫شهركم هذا ثم أعادها مرارا قال ثم رفع رأسه إىل السماء فقال اللهم هل بلغت مرارا )قال يقول ابن‬
‫عباس والله إنها لوصيته إىل ربه( ثم قال أال فليبلغ الشاهد الغائب؛ ال ترجعوا بعدي كفارا يرضب‬
‫بعضكم رقاب بعض[‬

‫فحديث عبد الله بن العباس إذا ً صحيح غاية يف الصحة‪ ،‬وله طرق أخرى‪:‬‬
‫ّاس وعَ م ِْرو ب ِْن يَث ْ ِر ِب ّي كليهما‪َ ] :‬فحَ ّدثَنِي هِ َشا ُم بْ ُن‬ ‫* فهو يف مغازي الواقدي )‪ (1110/3‬عَ ْن اب ِْن عَ ب ٍ‬
‫ار َة ب ِْن حَ ِارث َ َة‪ ،‬عَ ْن عَ م ِْرو ب ِْن يَث ْ ِر ِب ّي‪َ ،‬قا َل‪ :‬وَحَ ّدثْنَا ابْ ُن أ َ ِبي‬ ‫مَن ب ِْن أ َ ِبي َسعِ يدٍ‪ ،‬عَ ْن عُ مَ َ‬ ‫ار َة‪ ،‬عَ ْن عَ بْ ِد ّ‬
‫الرحْ ِ‬ ‫عُ مَ َ‬
‫طبَ رسول الله‪ ،‬صىل‬ ‫يض الل ُه عَ ن ْ ُه‪َ ،‬ق َاال‪َ :‬خ َ‬ ‫ّاس َر ِ َ‬ ‫مَة‪ ،‬عَ ْن اب ِْن عَ ب ٍ‬‫ذِ ئْ ٍب‪ ،‬عَ ْن عَ م ِْرو ب ِْن أ َ ِبي عَ م ٍْرو‪ ،‬عَ ْن عِ ْك ِر َ‬
‫صاحِ ِب ِه ِيف‬ ‫وَزا َد أَحَ د ُُهمَ ا عَ َىل َ‬ ‫صوَا ِء‪َ .‬‬ ‫ظهْ ِر عَ َىل ن َ َاقت ِِه ا ْل َق ْ‬
‫الله عليه وسلم‪ ،‬من ا ْل َغ ِد ِم ْن يَوْ ِم النّحْ ِر بَعْ َد ال ّ‬
‫وَال‬‫إخوَ ٌة‪َ ،‬‬ ‫ُون ْ‬ ‫إن ُك ّل م ُْس ِل ٍم أ َ ُخو ا ْلم ُْس ِل ِم‪َ ،‬وإِنّمَ ا ا ْلم ُْس ِلم َ‬ ‫ص ِة‪َ ،‬ق َاال‪ .... :‬فذكر الحديث بطوله حتى قال‪ّ ) :‬‬ ‫ا ْلقِ ّ‬
‫اس حَ تّى ي َُقولُوا َال إ َلهَ‬ ‫يب ن َ ْف ٍس ِمن ْ ُه‪َ ،‬وإِنّمَ ا أ ُ ِم ْرت أ َ ْن أ ُ َقا ِت َل الن ّ َ‬ ‫يَحِ ّل المرئ م ُْس ِل ٍم َد ُم أَخِ ِيه َ‬
‫وَال مَ الُ ُه‪ّ ،‬إال ِب ِط ِ‬
‫وَال تَ ْر ِجعُوا بَعْ دِي‬ ‫ظ ِلمُوا أَن ْ ُف َس ُكمْ‪َ ،‬‬ ‫وَال تَ ْ‬‫الله‪َ .‬‬ ‫صمُوا دِمَ اء َُه ْم وَأَمْ وَا َلهُ مْ‪ ،‬وَ حِ َسابُهُ ْم عَ َىل ِ‬ ‫وها عَ َ‬ ‫ّإال الل ُه‪َ ،‬ف ِإذَا َقالُ َ‬
‫َعْض([‬‫َعْض ُك ْم ِر َقابَ ب ٍ‬
‫َرضبُ ب ُ‬ ‫ُك ّف ًارا‪ ،‬ي ْ ِ‬

‫* حديث عبد الله بن عمر‬


‫* وأخرج اإلمام البخاري يف صحيحه )ج‪/4‬ص‪/1598‬ح‪] :(4141‬حدثنا يحيى بن سليمان قال أخربني‬
‫بن وهب قال حدثني عمر بن محمد أن أباه حدثه عن بن عمر ريض الله عنهما قال كنا نتحدث بحجة‬
‫الوداع والنبي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬بني أظهرنا وال ندري ما حجة الوداع فحمد الله وأثنى عليه ثم ذكر‬
‫املسيح الدجال فأطنب يف ذكره وقال ما بعث الله من نبي إال أنذره أمته أنذره نوح والنبيون من بعده‬

‫‪ ‬‬ ‫‪13‬‬
‫‪ ‬‬
‫سباب املسلم فسوق وقتاله كفر ‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫وإنه يخرج فيكم فما خفي عليكم من شأنه فليس يخفى عليكم أن ربكم ليس عىل ما يخفى عليكم ثالثا‬
‫إن ربكم ليس بأعور وإنه أعور العني اليمنى كأن عينه عنبة طافية أال إن الله حرم عليكم دماءكم‬
‫وأموالكم كحرمة يومكم هذا يف بلدكم هذا يف شهركم هذا أال هل بلغت قالوا نعم قال اللهم أشهد ثالثا؛‬
‫ويلكم أو ويحكم انظروا‪ :‬ال ترجعوا بعدي كفارا يرضب بعضكم رقاب بعض[؛ وأبو يعىل يف مسنده‬
‫)ج‪/9‬ص‪/437‬ح‪] :(5586‬حدثنا أحمد بن عيىس حدثنا عبد الله بن وهب أخربني عمر بن محمد[؛‬
‫وأخرجه ابن ماجه يف سننه )ج‪/2‬ص‪/1300‬ح‪ (3943‬مخترصا ً‪] :‬حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا‬
‫الوليد بن مسلم أخربني عمر بن محمد عن أبيه عن بن عمر أن رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬قال‬
‫ويحكم أو ويلكم ال ترجعوا بعدي كفارا يرضب بعضكم رقاب بعض[؛ والطرباني يف معجمه الكبري‬
‫)ج‪/12‬ص‪/359‬ح‪ (13336‬بأتم من هذا‪] :‬حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح حدثنا أصبغ بن الفرج‬
‫حدثنا بن وهب أخربني عمر بن محمد أن أباه حدثه عن عبد الله بن عمر أن رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه‬
‫وسلم‪ ،‬خطبهم يف حجة الوداع فقال أال أن الله حرم عليكم دماءكم وأموالكم كحرمة يومكم هذا يف بلدكم‬
‫هذا يف شهركم هذا أال هل بلغت قالوا نعم قال اللهم اشهد قال ذلك ثالثا ثم قال انظروا ال ترجعوا بعدي‬
‫كفارا يرضب بعضكم رقاب بعض[؛ وهو يف املعجم الكبري للطرباني )‪] :(13348/362/12‬حَ ﱠدثَنَا‬
‫وَهبُ بْ ُن يَحْ يَى ب ِْن ِزمَ ا ٍم‪ ،‬حدثنا مَ يْمُو ُن بْ ُن َزيْدٍ‪ ،‬عَ ْن عُ َم َر ب ِْن‬ ‫مَة‪ ،‬حدثنا ْ‬ ‫مُحَ مﱠ ُد بْ ُن أَحْ مَ َد ب ِْن أ َ ِبي َخيْث َ َ‬
‫َ‬
‫الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬حَ ﱞي ب ْ َ‬
‫َني‬ ‫وَر ُسو ُل ِ‬ ‫َاع َ‬ ‫مُحَ مﱠ دٍ‪ ،‬عَ ْن أ ِب ِيه‪ ،‬عَ ِن اب ِْن عُ مَ َر‪َ ،‬قا َل‪َ :‬س ِمعْ نَا ِبحَ جﱠ ِة ا ْلوَ د ِ‬
‫الله‪ ،‬صىل الله عليه‬ ‫طبَنَا َر ُسو ُل ِ‬ ‫الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪َ ،‬ف َخ َ‬ ‫ول ِ‬ ‫ظهُ ِرنَا‪ ،‬وَمَا ن َ َرى أَن ﱠ ُه ا ْلوَ دَا َع ِم ْن َر ُس ِ‬ ‫أَ ْ‬
‫طنَبَ ِيف ذِ ْك ِرﻩِ ‪ ،‬ث ُ ﱠم ذَ َك َر ِم ْن أَمْ ِرﻩِ مَ ا َشا َء أ َ ْن يَذْ ُك َر‪ ،‬ث ُ ﱠم َقا َل‪) :‬إ ِ ﱠن الل َه عَ ﱠز وَجَ ﱠل َل ْم‬ ‫وسلم‪َ ،‬فذَ َك َر ا ْلمَ ِسيحَ َفأ َ ْ‬
‫وَق ْد أَنْذَ َر أُمﱠ تَ ُه ا ْلمَ ِسيحَ َق ْد أَنْذَ َر ُﻩ نُوحٌ أُمﱠ تَ ُه‪ ،‬ث ُ ﱠم ْ َ‬
‫األن ْ ِبيَا ُء بَعْ د َُﻩ ن َ ِبيٍّا ن َ ِبيٍّا‪ ،‬ث ُ ﱠم َقا َل‪ :‬أ َ َال َفمَ ْن‬ ‫ط إ ِ ﱠال‪َ ،‬‬
‫يَبْعَ ْث ن َ ِبيٍّا َق ﱡ‬
‫الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬أ َ ْن ي َُقولَهَ ا‪ ،‬ث ُ ﱠم َقا َل‪ :‬إ ِ ﱠال مَ ْن َخفِ َي عَ َليْ ُك ْم ِم ْن‬ ‫َخفِ َي عَ َليْ ُك ْم ِم ْن َشأْن ِِه وَ َهابَ َر ُسو ُل ِ‬
‫طافِ ي ٌَة‪ ،‬أ َ َال َه ْل بَ ﱠل ْغ ُت؟‬ ‫ني ا ْليُمْ نَى َكأَنﱠهَ ا عِ نَب ٌَة َ‬ ‫َشأْن ِِه َف َال ي َْخ َفى عَ َليْ ُك ْم أ َ ﱠن َربﱠ ُك ْم َلي َْس ِبأَعْ وَ َر‪ُ ،‬‬
‫وَه َو أَعْ وَ ُر عَ ْ ِ‬
‫ات‪ ،‬ث ُ ﱠم َقا َل‪َ ) :‬ال تَ ْر ِجعُوا بَعْ دِي ُك ﱠف ًارا ي ْ ِ‬
‫َرضبُ‬ ‫ث مَ ﱠر ٍ‬ ‫رص ُخوا ِم َن النﱠوَاحِ ي‪ :‬نَعَ مْ‪َ ،‬ف َقا َل‪) :‬اللهُ ﱠم ْ‬
‫اشهَ ْد(‪ ،‬ث َ َال َ‬ ‫َف َ َ‬
‫َعْض([‬‫َعْض ُك ْم ِر َقابَ ب ٍ‬ ‫ب ُ‬

‫* وأخرج اإلمام البخاري يف صحيحه )ج‪/6‬ص‪/2518‬ح‪] :(6474‬حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة قال‪:‬‬
‫واقد بن عبد الله أخربني عن أبيه سمع عبد الله بن عمر عن النبي قال‪) :‬ال ترجعوا بعدي كفارا يرضب‬
‫بعضكم رقاب بعض([؛ وأبو داود يف سننه )ج‪/4‬ص‪/221‬ح‪(4686‬؛ وأخرجه البخاري يف صحيحه‬
‫)ج‪/6‬ص‪/2593‬ح‪] :(6666‬حجاج بن منهال حدثنا شعبة[؛ والنسائي يف سننه‬
‫)ج‪/7‬ص‪/126‬ح‪ ،(4125‬ويف سننه الكربى )ج‪/2‬ص‪/316‬ح‪] :(3590‬أخربنا أحمد بن عبد الله بن‬
‫الحكم قال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة[؛ وابن حبان يف صحيحه )ج‪/1‬ص‪/417‬ح‪:(187‬‬
‫]أخربنا أبو خليفة حدثنا أبو الوليد وابن كثري قاال حدثنا شعبة[؛ واإلمام أحمد بن حنبل يف مسنده‬

‫‪ ‬‬ ‫‪14‬‬
‫‪ ‬‬
‫سباب املسلم فسوق وقتاله كفر ‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫ج‪/2‬ص‪/87‬ح‪] :(5604‬حدثنا عبد الرحمن حدثنا شعبة[‪ ،‬و)ج‪/2‬ص‪/104‬ح‪] :(5809‬حدثنا عفان‬


‫حدثنا شعبة[؛‬
‫قلت‪ :‬قوله‪) :‬واقد بن عبد الله( من أوهام شعبة يف أسماء الرجال‪ ،‬وإنما هو واقد بن محمد بن زيد بن‬
‫عبد الله بن عمر‪ ،‬أخو زيد وعاصم وعمر‪ :‬فقد أخرجه البخاري يف صحيحه )ج‪/5‬ص‪/2282‬ح‪(5814‬‬
‫عىل الصحيح‪] :‬حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب حدثنا خالد بن الحارث حدثنا شعبة عن واقد بن محمد‬
‫بن زيد سمعت أبي عن بن عمر ريض الله عنهما عن النبي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬قال ويلكم أو ويحكم‬
‫قال شعبة شك هو‪ :‬ال ترجعوا بعدي كفارا يرضب بعضكم رقاب بعض وقال النرض عن شعبة ويحكم‬
‫وقال عمر بن محمد عن أبيه ويلكم أو ويحكم[؛ أخرجه مسلم يف صحيحه )ج‪/1‬ص‪/82‬ح‪:(66‬‬
‫]وحدثنا عبيد الله بن معاذ حدثنا أبي حدثنا شعبة عن واقد بن محمد عن أبيه عن بن عمر عن النبي‪،‬‬
‫صىل الله عليه وسلم‪ ،‬بمثله[‬

‫* وأخرج اإلمام البخاري يف صحيحه )ج‪/6‬ص‪/2491‬ح‪ (6403‬عن غري شعبة‪] :‬حدثني محمد بن عبد‬
‫الله حدثنا عاصم بن عيل حدثنا عاصم بن محمد عن واقد بن محمد سمعت أبي قال عبد الله قال رسول‬
‫الله يف حجة الوداع أال أي شهر تعلمونه أعظم حرمة قالوا اال شهرنا هذا قال أال أي بلد تعلمونه أعظم‬
‫حرمة قالوا أال بلدنا هذا قال أال أي يوم تعلمونه أعظم حرمة قالوا أال يومنا هذا قال فإن قد حرم عليكم‬
‫دماءكم وأموالكم وأعراضكم إال بحقها كحرمة يومكم هذا يف بلدكم هذا يف شهركم هذا أال هل بلغت ثالثا‬
‫كل ذلك يجيبونه أال نعم قال ويحكم أو ويلكم ال ترجعن بعدي كفارا يرضب بعضكم رقاب بعض[؛‬
‫واإلمام أحمد بن حنبل يف مسنده )ج‪/1‬ص‪/230‬ح‪(2036‬؛ وأبو يعىل يف مسنده‬
‫)ج‪/9‬ص‪/442‬ح‪] :(5592‬حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي حدثنا أبو داود حدثنا عاصم بن محمد[؛‬
‫والحارث‪/‬الهيثمي يف مسنده )الزوائد( )ج‪/2‬ص‪/775‬ح‪] :(776‬حدثنا عاصم بن عيل حدثنا عاصم بن‬
‫محمد بتمامه[؛ والبيهقي يف سننه الكربى )ج‪/6‬ص‪/92‬ح‪] :(11274‬وأخربنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ‬
‫أبو سعيد أحمد بن يعقوب الثقفي حدثنا أبو بكر عمر بن حفص السدويس حدثنا عاصم بن عيل فذكره‬
‫بإسناده نحوه إال أنه قال اال أي بلد أال أي يوم وقال أال شهرنا هذا أال بلدنا هذا أال يومنا هذا وزاد فيه من‬
‫شهركم هذا وزاد يف آخره وقال ويحكم أو ويلكم ال ترجعوا بعدي كفارا يرضب بعضكم رقاب بعض‬
‫رواه البخاري يف الصحيح عن محمد بن عبد الله عن عاصم بن عيل[‬
‫فحديث عبد الله بن عمر إذا ً صحيح غاية يف الصحة‪ ،‬وله طرق أخرى‪:‬‬
‫اس ُم بْ ُن َز َك ِريﱠا‪ ،‬حدثنا أَحْ مَ ُد بْ ُن‬ ‫* فقد جاء يف املعجم الكبري للطرباني )‪] :(13534/416/12‬حَ ﱠدثَنَا ا ْل َق ِ‬
‫األ َسدِيﱢ ‪ ،‬عَ ْن مُجَ اهِ دٍ‪ ،‬عَ ِن‬‫ان ْ َ‬ ‫رش َس ب ِْن حَ ﱠس َ‬ ‫ان‪ ،‬عَ ْن أ َ ِبي حَ مْ َز َة‪ ،‬عَ ْن أ َ ْ َ‬
‫وَزيﱡ ‪ ،‬حدثنا عَ بْدَا ُن بْ ُن عُ ثْمَ َ‬
‫َسي ٍﱠار ا ْلمَ ْر ِ‬
‫َاع‪َ » :‬ال تَ ْر ِجعُوا بَعْ دِي ُك ﱠف ًارا ي ْ ِ‬
‫َرضبُ‬ ‫الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪َ ،‬قا َل ِيف حَ جﱠ ِة ا ْلوَ د ِ‬ ‫اب ِْن عُ مَ َر أ َ ﱠن َر ُسو َل ِ‬
‫األ َسدِيﱡ (‪:‬‬ ‫ان َ‬ ‫رش ُس بْ ُن َكي َْس َ‬ ‫َعْض«[؛ وهو يف الثقات البن حبان )‪)] :(6819/81/6‬أ َ ْ َ‬ ‫َعْض ُك ْم ِر َقابَ ب ٍ‬
‫ب ُ‬
‫َ‬
‫يروى عَ ن مُجَ اهِ د عَ ن بن عُ َم َر أ ّن َر ُسو َل ال ﱠل ِه‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪َ ،‬قا َل ِيف حَ جﱠ ِة ا ْلوَ د ِ‬
‫َاع‪َ ) :‬ال تَ ْر ِجعُوا بَعْ دِي‬ ‫ْ‬

‫‪ ‬‬ ‫‪15‬‬
‫‪ ‬‬
‫سباب املسلم فسوق وقتاله كفر ‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫َان حَ ﱠدثَنَا أَحْ مَ ُد بْ ُن َسي ٍﱠار حَ ﱠدثَنَا عَ بْدَا ُن عَ ْن أ َ ِبي‬ ‫َعْض(‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا ا ْلحَ َس ُن بْ ُن ُس ْفي َ‬ ‫َعْض ُك ْم ِر َقابَ ب ٍ‬‫َرضبُ ب ُ‬ ‫ُك ﱠف ًارا ي ْ ِ‬
‫كيسان[‬ ‫رش َس بن َ‬ ‫حَ مْ َز َة عَ ْن أ َ ْ َ‬
‫ﱠاس ب ِْن‬ ‫ربنَا أَبُو أَحْ مَ َد حَ م َْز ُة بْ ُن مُحَ مﱠ ِد ب ِْن ا ْلعَ ب ِ‬
‫* ويف أمايل ابن برشان ‪ -‬الجزء األول )ص‪] :(26/35 :‬أ َ ْخ َ َ‬
‫ا ْل َف ْض ِل ب ِْن ا ْلحَ ِار ِث‪ ،‬حدثنا أَحْ مَ ُد بْ ُن ا ْلوَ ِليدِ‪ ،‬حدثنا يَعْ َىل بْ ُن عَ بﱠادِ ا ْلك َِالب ﱡي‪ ،‬حدثنا ُشعْ ب َُة‪ ،‬عَ ْن جَ بَ َل َة ب ِْن‬
‫َاع ي َُقو ُل‪:‬‬ ‫ُسحَ يْ ٍم‪َ ،‬قا َل‪َ :‬س ِمعْ ُت اب َْن عُ مَ َر‪ ،‬ي َُقو ُل‪َ :‬س ِمعْ ُت َر ُسو َل ال ﱠل ِه‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ِ ،‬يف حَ جﱠ ِة ا ْلوَ د ِ‬
‫َعْض«[‬ ‫َعْض ُك ْم ِر َقابَ ب ٍ‬
‫َرضبُ ب ُ‬ ‫»وَ يَحْ ُكمْ‪َ ،‬ال تَ ْر ِجعُوا بَعْ دِي ُك ﱠف ًارا ي ْ ِ‬
‫* وجاء يف جزء حديث نرض الله امرأ ألحمد بن محمد بن إبراهيم بن حكيم املديني‪ ،‬أبو عمرو‬
‫األصبهاني‪ ،‬املعروف بابن مَ مﱠ ك )املتوىف‪333 :‬هـ(‪) ،‬ص‪] :(22/36 :‬حَ ﱠدثَنَا عَ ِيل ﱡ بْ ُن ا ْلحَ َس ِن ا ْل ِه ِسنْجَ ان ﱡِي‬
‫اب َقا َل‪َ :‬لقِ َي عَ بْ ُد ال ﱠل ِه بْ ُن عُ مَ َر َسعْ َد ب َْن‬ ‫يب ب ِْن َسعِ ي ٍد حَ ﱠدثَنَا أ َ ِبي عَ ْن يُون ُ َس عَ ِن اب ِْن ِشهَ ٍ‬ ‫حَ ﱠدثَنَا أَحْ مَ ُد بْ ُن َش ِب ِ‬
‫ْف َك َف ُروا بَعْ ُد؛ َس ِمعْ ُت َر ُسو َل ال ﱠل ِه‪ ،‬صىل الله‬ ‫اق‪ ،‬أ َ َال تَ َرى إ ِ َىل أ ُ ِ‬
‫مﱠة مُحَ مﱠ ٍد َكي َ‬ ‫اص‪َ ،‬ف َقا َل‪ :‬يَا أَبَا إ ِ ْسحَ َ‬ ‫أ َ ِبي ﱠ‬
‫وَق ٍ‬
‫َعْض«‬ ‫َعْض ُك ْم ِر َقابَ ب ٍ‬ ‫َرضبُ ب ُ‬ ‫َاع‪» :‬ال ﱠلهُ ﱠم َه ْل بَ ﱠل ْغ ُت‪َ :‬ال تَ ْر ِجعُوا بَعْ دِي ُك ﱠف ًارا ي ْ ِ‬ ‫عليه وسلم‪ ،‬ي َُقو ُل ِيف حَ جﱠ ِة ا ْلوَ د ِ‬
‫ُصفِ حَ ٍة[؛ وهذا منقطع‪ ،‬ال ندري ممن أخذه الزهري؛ فإن ثبت هذا فهو دليل‬ ‫ري م ْ‬ ‫ُون ِبهَ ا َغ ْ َ‬
‫ارب َ‬ ‫وَه ُؤ َال ِء يَتَ َض َ‬‫َ‬
‫عىل أن عبد الله بن عمر بن الخطاب يرى أن التقاتل بالسيف كفرا ً‪ ،‬فليس هو إذا ً من جملة القائلني‪:‬‬
‫)كفر دون كفر(‪ ،‬وسعد بن أبي وقاص لم يعرتض عليه فيما يبدو‪.‬‬

‫* حديث أبي بكرة نفيع بن الحارث الثقفي‬


‫* وأخرج اإلمام البخاري يف صحيحه )ج‪/2‬ص‪/620‬ح‪] :(1654‬حدثني عبد الله بن محمد حدثنا أبو‬
‫عامر حدثنا قرة عن محمد بن سريين قال أخربني عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبي بكرة )ورجل أفضل‬
‫يف نفيس من عبد الرحمن‪ :‬حميد بن عبد الرحمن عن أبي بكرة( ريض الله عنه قال خطبنا النبي‪ ،‬صىل الله‬
‫عليه وسلم‪ ،‬يوم النحر قال أتدرون أي يوم هذا قلنا الله ورسوله أعلم فسكت حتى ظننا أنه سيسميه‬
‫بغري اسمه قال أليس يوم النحر قلنا بىل قال أي شهر هذا قلنا الله ورسوله أعلم فسكت حتى ظننا أنه‬
‫سيسميه بغري اسمه فقال أليس ذو الحجة قلنا بىل قال أي بلد هذا قلنا الله ورسوله أعلم فسكت حتى‬
‫ظننا أنه سيسميه بغري اسمه قال أليست بالبلدة الحرام قلنا بىل قال فإن دماءكم وأموالكم عليكم حرام‬
‫كحرمة يومكم هذا يف شهركم هذا يف بلدكم هذا إىل يوم تلقون ربكم أال هل بلغت قالوا نعم قال اللهم‬
‫اشهد فليبلغ الشاهد الغائب فرب مبلغ أوعى من سامع فال ترجعوا بعدي كفارا يرضب بعضكم رقاب‬
‫بعض[؛ وأخرجه هكذا اإلمام أحمد بن حنبل يف مسنده ج‪/5‬ص‪/49‬ح‪20516‬؛‬
‫* وأخرجه اإلمام البخاري يف صحيحه )ج‪/6‬ص‪/2594‬ح‪] :(6667‬حدثنا مسدد حدثنا يحيى حدثنا‬
‫قرة بن خالد حدثنا بن سريين عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبي بكرة )وعن رجل آخر هو أفضل يف‬
‫نفيس من عبد الرحمن بن أبي بكرة( عن أبي بكرة أن رسول الله خطب الناس فقال أال تدرون أي يوم‬
‫هذا قالوا الله ورسوله أعلم قال حتى ظننا أنه سيسميه بغري اسمه فقال أليس بيوم النحر قلنا بىل يا‬
‫رسول الله قال أي بلد هذا أليست بالبلدة قلنا بىل يا رسول الله قال فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم‬

‫‪ ‬‬ ‫‪16‬‬
‫‪ ‬‬
‫سباب املسلم فسوق وقتاله كفر ‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫وأبشاركم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا يف شهركم هذا يف بلدكم هذا أال هل بلغت قلنا نعم قال اللهم‬
‫اشهد فليبلغ الشاهد الغائب فإنه رب مبلغ يبلغه من هو أوعى له فكان كذلك قال‪ :‬ال ترجعوا بعدي كفارا‬
‫يرضب بعضكم رقاب بعض؛ فلما كان يوم حرق بن الحرضمي حني حرقه جارية بن قدامة قال أرشفوا‬
‫عىل أبي بكرة فقالوا هذا أبو بكرة يراك قال عبد الرحمن فحدثتني أمي عن أبي بكرة أنه قال لو دخلوا‬
‫عيل ما بهشت بقصبة[؛ واإلمام أحمد بن حنبل يف مسنده ج‪/5‬ص‪/39‬ح‪] :(20423‬حدثنا يحيى بن‬
‫سعيد حدثنا قرة[؛ والبيهقي يف سننه الكربى ج‪/5‬ص‪/140‬ح‪] :(9396‬أخربنا عيل بن محمد بن برشان‬
‫العدل ببغداد أنبأ أبو جعفر الرزاز حدثنا محمد بن أحمد بن أبي العوام وعبد امللك بن محمد قاال حدثنا‬
‫أبو عامر حدثنا قرة[؛والبيهقي يف سننه الكربى ج‪/8‬ص‪/20‬ح‪] :(15626‬أخربنا أبو الحسني عيل بن‬
‫محمد بن عبد الله بن برشان ببغداد أنبأ أبو بكر أحمد بن سلمان بن الحسن الفقيه حدثنا عبد امللك بن‬
‫محمد حدثنا أبو عامر العقدي حدثنا قرة )ح( قال وأخربني أحمد بن سلمان حدثنا عبد الله بن أحمد بن‬
‫حنبل حدثنا أبي حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا قرة[‪،‬‬
‫* وهو يف مسند البزار ]البحر الزخار )‪] :[ْ(3617/86/9‬حَ ﱠدثَنَا يَحْ يَى بْ ُن حَ كِي ٍم‪َ ،‬قا َل‪ :‬حدثنا يَحْ يَى بْ ُن‬
‫مَن ب ِْن أ َ ِبي بَ ْك َر َة‪ ،‬وَعَ ْن‬ ‫الرحْ ِ‬ ‫ين‪ ،‬عَ ْن عَ بْ ِد ﱠ‬ ‫طا ُن‪َ ،‬قا َل‪ :‬حدثنا ُق ﱠر ُة بْ ُن َخا ِلدٍ‪َ ،‬قا َل‪ :‬حدثنا ابْ ُن ِس ِري َ‬ ‫َسعِ ي ٍد ا ْل َق ﱠ‬
‫يض ال ﱠل ُه عَ ن ْ ُه أ َ ﱠن َر ُسو َل ال ﱠل ِه‪،‬‬ ‫مَن ب ِْن أ َ ِبي بَ ْك َر َة‪ ،‬عَ ْن أ َ ِبي بَ ْك َر َة َر ِ َ‬ ‫الرحْ ِ‬‫آخ َر ُه َو أ َ ْف َض ُل ِيف ن َ ْف ِس ِه ِم ْن عَ بْ ِد ﱠ‬ ‫َرجُ ٍل‪َ ،‬‬
‫ظنَنﱠا أَن ﱠ ُه‬
‫وَر ُسولُ ُه أَعْ لَ ُم حَ تﱠى َ‬ ‫ون أَيﱡ يَوْ ٍم؟ َقالُوا‪ :‬ال ﱠل ُه َ‬ ‫اس ِب ِمنًى‪َ ،‬ف َقا َل‪) :‬أَتَ ْد ُر َ‬ ‫طبَ الن ﱠ َ‬ ‫صىل الله عليه وسلم‪َ ،‬خ َ‬
‫اس ِم ِه‪َ ،‬قا َل‪» :‬أ َ َلي َْس يَوْ َم النﱠحْ ِر؟« ُق ْلنَا‪ :‬ب ََىل‪ ،‬يَا َر ُسو َل ال ﱠل ِه‪َ ،‬قا َل َفأَيﱡ بَلَ ٍد َهذَا؟ ُق ْلنَا‪ :‬ال ﱠل ُه‬ ‫ري ْ‬ ‫مﱢيه ِب َغ ْ ِ‬ ‫َسي َُس ِ‬
‫اس ِم ِه‪َ ،‬قا َل‪» :‬أ َ َلي َْس ِبا ْلبَ ْل َدةِ؟« ُق ْلنَا‪ :‬ب ََىل يَا َر ُسو َل‬ ‫ري ْ‬ ‫ظنَنﱠا أَن ﱠ ُه َسي َُس ِ‬
‫مﱢيه ِب َغ ْ ِ‬ ‫وَر ُسولُ ُه أَعْ َلمُ‪َ ،‬قا َل‪َ :‬ف َس َك َت حَ تﱠى َ‬ ‫َ‬
‫َوْم ُك ْم َهذَا ِيف َشهْ ِر ُك ْم َهذَا ِيف بَ َل ِد ُك ْم َهذَا‪،‬‬ ‫اض ُك ْم عَ َليْ ُك ْم حَ َرا ٌم َكحُ ْر ِ‬
‫مَة ي ِ‬ ‫ال ﱠل ِه‪َ ،‬قا َل‪َ :‬ف ِإ ﱠن دِمَ ا َء ُك ْم وَأَمْ وَا َل ُك ْم وَأَعْ َر َ‬
‫الشاهِ ُد ِمن ْ ُك ُم ا ْل َغائِبَ َف ِإن ﱠ ُه ُربﱠ ُمبَ ﱢل ٍغ يُبَ ﱢل ُغ ُه مَ ْن‬ ‫اشهَ دْ‪َ ،‬قا َل‪ِ » :‬ليُبَ ﱢل ِغ ﱠ‬ ‫أ َ َال َه ْل بَ َل ْغ ُت؟ ) ُق ْلنَا‪ :‬نَعَ مْ‪َ ،‬قا َل‪) :‬ال ﱠلهُ ﱠم ْ‬
‫رض ِم ﱢي‬ ‫ان يَوْ َم حُ ِر َق ابْ ُن ا ْلحَ ْ َ‬ ‫َعْض«؛ َف َلمﱠا َك َ‬ ‫َعْض ُك ْم ِر َقابَ ب ٍ‬ ‫َرضبُ ب ُ‬ ‫ُه َو أَوْعَ ى ِمن ْ ُه‪َ ،‬ال تَ ْر ِجعُوا بَعْ دِي ُك ﱠف ًارا ي ْ ِ‬
‫وَه َو ِيف حَ ائ ٍِط َل ُه َف َقالُوا‪َ :‬هذَا أَبُو بَ ْك َر َة‪َ ،‬قا َل عَ بْ ُد‬ ‫رش ُفوا عَ َىل أ َ ِبي بَ ْك َر َة ُ‬ ‫َامَة‪َ ،‬قا َل‪ :‬أ َ ْ َ‬ ‫ني حَ َر َق ُه جَ ِاري َُة بْ ُن ُقد َ‬ ‫حِ َ‬
‫وَهذَا‬ ‫صب ٍَة[‪ ،‬وقال البزار‪َ ) :‬‬ ‫َخلُوا عَ َيل ﱠ مَ ا بَهَ ْش ُت إ ِ َلي ِْه ْم ِب َق َ‬ ‫مَن‪َ :‬فحَ ﱠدثَتْنِي أُمﱢ ي عَ ْن أ َ ِبي بَ ْك َر َة أَن ﱠ ُه َقا َل‪ :‬لَ ْو د َ‬ ‫الرحْ ِ‬ ‫ﱠ‬
‫ِيث َال نَعْ َل ُم َروَا ُه ِبهَ ذَا ال ﱠل ْف ِظ إ ِ ﱠال ُق ﱠر ُة عَ ْن مُحَ مﱠ ٍد(‬ ‫ا ْلحَ د ُ‬
‫* وهو يف املنتقى البن الجارود )ص‪] :(833/212 :‬حَ ﱠدثَنَا مُحَ مﱠ ُد بْ ُن يَحْ يَى‪َ ،‬قا َل‪ :‬حدثنا أَبُو عَ ِام ٍر‬
‫مَن بْ ُن أ َ ِبي‬ ‫الرحْ ِ‬ ‫ين‪َ ،‬قا َل‪ :‬أ َخربنِي عَ بْ ُد ﱠ‬ ‫ا ْلعَ َقدِيﱡ ‪َ ،‬قا َل‪ :‬حدثنا ُق ﱠر ُة يَعْ نِي اب َْن َخا ِلدٍ‪ ،‬عَ ْن مُحَ مﱠ ٍد ُه َو ابْ ُن ِس ِري َ‬
‫طبَنَا َر ُسو ُل ال ﱠل ِه‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬يَوْ َم النﱠحْ ِر َف َقا َل‪» :‬أَيﱡ يَوْ ٍم َه َذا؟« ُق ْلنَا‪:‬‬ ‫يض ال ﱠل ُه عَ ن ْ ُه‪َ ،‬قا َل‪َ :‬خ َ‬ ‫بَ ْك َر َة َر ِ َ‬
‫اس ِم ِه‪ ،‬ث ُ ﱠم َقا َل‪» :‬أ َ َلي َْس يَوْ ُم النﱠحْ ِر؟« ُق ْلنَا‪ :‬ب ََىل‬ ‫ري ْ‬ ‫مﱢيه ِب َغ ْ ِ‬‫ظنَنﱠا أَن ﱠ ُه َسي َُس ِ‬ ‫وَر ُسولُ ُه أَعْ َل ُم َقا َل‪َ :‬ف َس َك َت حَ تﱠى َ‬ ‫ال ﱠل ُه َ‬
‫اس ِم ِه‪ ،‬ث ُ ﱠم َقا َل‪:‬‬ ‫ري ْ‬ ‫ظنَنﱠا أَن ﱠ ُه َسي َُس ِ‬
‫مﱢيه ِب َغ ْ ِ‬ ‫وَر ُسولُ ُه أَعْ َلمُ‪َ ،‬قا َل‪َ :‬ف َس َك َت حَ تﱠى َ‬ ‫َقا َل‪َ » :‬فأَيﱡ َشهْ ٍر َهذَا؟« ُق ْلنَا‪ :‬ال ﱠل ُه َ‬
‫ظنَنﱠا أَن ﱠ ُه‬‫وَر ُسولُ ُه أَعْ َل ُم َقا َل‪َ :‬ف َس َك َت حَ تﱠى َ‬ ‫»أ َ َلي َْس ذَا ا ْلحِ جﱠ ِة؟« ُق ْلنَا‪ :‬ب ََىل َقا َل‪» :‬أَيﱡ بَ َل ٍد َهذَا؟« ُق ْلنَا‪ :‬ال ﱠل ُه َ‬
‫اس ِم ِه‪ ،‬ث ُ ﱠم َقا َل‪» :‬أ َ َلي َْس ْت ِبا ْلبَ ْل َدةِ؟« ُق ْلنَا‪ :‬ب ََىل‪َ ،‬قا َل‪َ » :‬ف ِإ ﱠن ال ﱠل َه حَ ﱠر َم عَ َليْ ُك ْم دِ مَ ا َء ُك ْم وَأَمْ وَا َل ُكمْ‪،‬‬ ‫ري ْ‬ ‫مﱢيه ِب َغ ْ ِ‬
‫َسي َُس ِ‬
‫وْن َربﱠ ُكمْ‪ ،‬أ َ َال َه ْل بَ َل ﱠغ ُت؟« َقالُوا‪ :‬نَعَ ْم َقا َل‪" :‬‬ ‫َوْم ُك ْم َهذَا ِيف َشهْ ِر ُك ْم َهذَا ِيف بَ َل ِد ُك ْم َهذَا إ ِ َىل يَوْ ِم تَ ْل َق َ‬ ‫مَة ي ِ‬ ‫َكحُ ْر ِ‬

‫‪ ‬‬ ‫‪17‬‬
‫‪ ‬‬
‫سباب املسلم فسوق وقتاله كفر ‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫الشاهِ ُد ا ْل َغائِبَ ‪َ ،‬ف ُربﱠ ُمبَ ﱠل ٍغ أَوْعَ ى ِم ْن َس ِام ٍع‪ ،‬أ َ َال َال تَ ْر ِجعُ ﱠن بَعْ دِي ُك ﱠف ًارا ي ْ ِ‬
‫َرضبُ ب ُ‬
‫َعْض ُك ْم‬ ‫اشهَ دْ‪ِ ،‬ليُبَ ﱢل ِغ ﱠ‬
‫ال ﱠلهُ ﱠم ْ‬
‫َعْض[‬ ‫ِر َقابَ ب ٍ‬

‫* وأخرج اإلمام أحمد بن حنبل يف مسنده )ج‪/5‬ص‪/45‬ح‪ (20479‬شاهدا ً مخترصا ً‪] :‬حدثنا عفان‬
‫حدثنا حماد بن سلمة عن يونس عن الحسن ومحمد عن أبي بكرة أن النبي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬قال‪ :‬ال‬
‫ترجعوا بعدي كفارا يرضب بعضكم رقاب بعض[؛ وهو يف جزء أبي الطاهر )ص‪] :(40/23 :‬حَ ﱠدثَنَا‬
‫وت بْ ُن عَ بﱠادٍ ‪َ ،‬قا َل‪ :‬حَ ﱠدثَنَا حَ مﱠ ا ُد بْ ُن َس َل َ‬
‫مَة‪ ،‬عَ ْن يُون ُ َس‪ ،‬عَ ِن ا ْلحَ َس ِن‪ ،‬وَاب ِْن‬ ‫ُوىس بْ ُن َز َك ِريﱠا‪َ ،‬قا َل‪ :‬حَ ﱠدثَنَا َ‬
‫طالُ ُ‬ ‫م َ‬
‫ارا ي ْ ِ‬
‫َرضبُ‬ ‫ين‪ ،‬عَ ْن أ َ ِبي ُه َري َْر َة‪ ،‬أ َ ﱠن َر ُسو َل ال ﱠل ِه‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪َ ،‬قا َل‪َ » :‬ال تَ ْر ِجعُ وا بَعْ دِي ُك ﱠف ً‬ ‫ِس ِري َ‬
‫يث أ َ ِبي بَ ْك َر َة(؛ قلت‪:‬‬ ‫صلِه‪ :‬عَ ْن أ َ ِبي ُه َري َْر َة ِيف أَحَ ادِ َ‬‫ض ُك ْم ِر َقابَ بَعْ ٍض«[‪ ،‬وقال أبو الطاهر‪َ ) :‬كذَا ِيف أ َ ْ‬ ‫بَعْ ُ‬
‫وهو عن أبي بكرة عىل الصحيح‪.‬‬
‫قلت‪ :‬لعل يونس بن عبيد‪ ،‬وهو من الثقات األثبات عامة‪ ،‬ومن أثبت الناس يف كل من الحسن وابن سريين‬
‫خاصة‪ ،‬اكتفي باتصال اإلسناد من طريق الحسن )ألن سماع الحسن من أبي بكرة ثابت معلوم مشهور(‪،‬‬
‫فلم يعتني بذكر الواسطة بني محمد بن سريين وأبي بكرة‪ ،‬فظهر هذا بصورة اإلرسال‪ ،‬وإن كان يف‬
‫حقيقته متصل من الطريقني‪.‬‬

‫* ولكن أخرج اإلمام مسلم يف صحيحه )ج‪/3‬ص‪/1306‬ح‪] :(1679‬حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة‬
‫ويحيى بن حبيب الحارثي وتقاربا يف اللفظ قاال حدثنا عبد الوهاب الثقفي عن أيوب عن بن سريين عن‬
‫بن أبي بكرة عن أبي بكرة عن النبي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬أنه قال إن الزمان قد استدار كهيئته يوم‬
‫خلق الله السماوات واألرض السنة اثنا عرش شهرا منها أربعة حرم ثالثة متواليات ذو القعدة وذو الحجة‬
‫واملحرم ورجب شهر مرض الذي بني جمادى وشعبان ثم قال أي شهر هذا قلنا الله ورسوله أعلم قال‬
‫فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغري اسمه قال أليس ذا الحجة قلنا بىل قال فأي بلد هذا قلنا الله ورسوله‬
‫أعلم قال فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغري اسمه قال أليس البلدة قلنا بىل قال فأي يوم هذا قلنا الله‬
‫ورسوله أعلم قال فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغري اسمه قال أليس يوم النحر قلنا بىل يا رسول الله‬
‫قال فإن دماءكم وأموالكم قال محمد وأحسبه قال وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا يف بلدكم‬
‫هذا يف شهركم هذا وستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم؛ فال ترجعن بعدي كفارا أو ضالال يرضب‬
‫بعضكم رقاب بعض أال ليبلغ الشاهد الغائب فلعل بعض من يبلغه يكون أوعى له من بعض من سمعه‬
‫ثم قال أال هل بلغت قال بن حبيب يف روايته ورجب مرض ويف رواية أبي بكر فال ترجعوا بعدي[‬
‫قلت‪ :‬كذا بالشك‪) :‬كفارا أو ضالال(‪ ،‬وسياق الحديث هكذا مع عدم ذكر حميد بن عبد الرحمن‪ ،‬وحذف‬
‫قصة تحريق الحرضمي يدل عىل أن أيوب‪ ،‬عىل جاللته وإتقانه‪ ،‬لم يتقن هذا كما أتقنه أبو خالد قرة بن‬
‫خالد السدويس؛ وهو‪ ،‬أي قرة بن خالد‪ ،‬عىل كل حال من أثبت وأتقن الشيوخ البرصيني بشهادة اإلمام‬
‫يحيى بن سعيد القطان‪ ،‬فليس هو بدون أيوب‪ .‬وقد جاءت أكثر الطرق عن أيوب بلفظة‪) :‬ضالال ً(‪.‬‬

‫‪ ‬‬ ‫‪18‬‬
‫‪ ‬‬
‫سباب املسلم فسوق وقتاله كفر ‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫والغالب عىل ظني أن ذلك من أيوب رواية باملعنى‪ ،‬أو تخوفا ً من أقوال الخوارج‪ ،‬ألن غري عبد الوهاب‬
‫الثقفي رواه كذلك‪:‬‬
‫* فقد أخرج اإلمام البخاري يف صحيحه )ج‪/4‬ص‪/1600‬ح‪] :(4144‬حدثني محمد بن املثنى حدثنا‬
‫عبد الوهاب حدثنا أيوب عن محمد عن بن أبي بكرة عن أبي بكرة عن النبي قال الزمان قد استدار‬
‫كهيئته يوم خلق السماوات واألرض السنة اثنا عرش شهرا منها أربعة حرم ثالثة متواليات ذو القعدة‬
‫وذو الحجة واملحرم ورجب مرض الذي بني جمادى وشعبان أي شهر هذا قلنا الله ورسوله أعلم فسكت‬
‫حتى ظننا أنه سيسميه بغري اسمه قال أليس ذا الحجة قلنا بىل قال فأي بلد هذا قلنا الله ورسوله أعلم‬
‫فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغري اسمه قال أليس البلدة قلنا بىل قال فأي يوم هذا قلنا الله ورسوله‬
‫أعلم فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغري اسمه قال أليس يوم النحر قلنا بىل قال فإن دماءكم وأموالكم‬
‫قال محمد وأحسبه قال وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا يف بلدكم هذا يف شهركم هذا‬
‫وستلقون ربكم فسيسألكم عن أعمالكم أال فال ترجعوا بعدي ضالال يرضب بعضكم رقاب بعض أال ليبلغ‬
‫الشاهد الغائب فلعل بعض من يبلغه أن يكون أوعى له من بعض من سمعه فكان محمد إذا ذكره يقول‬
‫صدق محمد ثم قال أال هل بلغت مرتني[؛ والبخاري يف صحيحه )ج‪/6‬ص‪/2711‬ح‪(7009‬؛ والبخاري‬
‫يف صحيحه )ج‪/5‬ص‪/2111‬ح‪] :(5230‬حدثنا محمد بن سالم حدثنا عبد الوهاب حدثنا أيوب بنحوه[؛‬
‫وابن حبان يف صحيحه )ج‪/13‬ص‪/312‬ح‪] :(5973‬أخربنا الحسني بن عبد الله القطان حدثنا عبد الله‬
‫بن هانئ حدثنا عبد الوهاب الثقفي حدثنا أيوب بنحوه[؛ وابن حبان يف صحيحه‬
‫)ج‪/13‬ص‪/314‬ح‪] :(5974‬أخربنا أبو يعىل حدثنا أبو بكر بن أبى شيبة حدثنا عبد الوهاب الثقفي عن‬
‫أيوب بنحوه[؛ والبيهقي يف سننه الكربى )ج‪/5‬ص‪/166‬ح‪] :(9554‬أخربنا أبو سعيد بن أبي عمرو‬
‫حدثنا أبو العباس األصم أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ بذلك عبد الوهاب الثقفي )ح( وأخربنا‬
‫أبو عبد الله الحافظ واللفظ له أخربني أبو عمرو بن أبي جعفر أنبأ الحسن بن سفيان أنبأ أبو بكر بن‬
‫أبي شيبة حدثنا عبد الوهاب الثقفي عن أيوب[؛ وغريهم‪.‬‬
‫* وأخرجه اإلمام أحمد بن حنبل يف مسنده )ج‪/5‬ص‪/37‬ح‪ (20402‬من طريق إسماعيل بن علية‪:‬‬
‫]حدثنا إسماعيل أخربنا أيوب عن محمد بن سريين عن أبي بكرة أن النبي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬خطب‬
‫يف حجته فقال إال إن الزمان قد استدار كهيئة يوم خلق الله السماوات واألرض السنة اثنا عرش شهرا‬
‫منها أربعة حرم ثالث متواليات ذو القعدة وذو الحجة واملحرم ورجب مرض الذي بني جمادى وشعبان‬
‫ثم قال أال أي يوم هذا قلنا الله ورسوله أعلم فسكت حتى ظننا إنه سيسميه بغري اسمه قال أليس يوم‬
‫النحر قلنا بىل ثم قال أي شهر هذا قلنا الله ورسوله أعلم فسكت حتى ظننا إنه سيسميه بغري اسمه فقال‬
‫أليس ذا الحجة قلنا بىل ثم قال أي بلد هذا قلنا الله ورسوله أعلم فسكت حتى ظننا إنه سيسميه بغري‬
‫اسمه قال أليست البلدة قلنا بىل قال فإن دماءكم وأموالكم قال وأحسبه قال وأعراضكم عليكم حرام‬
‫كحرمة يومكم هذا يف شهركم هذا يف بلدكم هذا وستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم أال ال ترجعوا بعدي‬
‫ضالال يرضب بعضكم رقاب بعض أال هل بلغت أال ليبلغ الشاهد الغائب منكم فلعل من يبلغه يكون‬

‫‪ ‬‬ ‫‪19‬‬
‫‪ ‬‬
‫سباب املسلم فسوق وقتاله كفر ‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫أوعى له من بعض من يسمعه قال محمد وقد كان ذاك قال قد كان بعض من بلغه أوعى له من بعض‬
‫من سمعه[‬

‫* ولكن جاء يف أخبار مكة للفاكهي )‪ (1890/100/3‬من طريق عبد الوهاب‪] :‬حَ ﱠدثَنَا مُحَ مﱠ ُد بْ ُن أ َ ِبي‬
‫ين‪ ،‬عَ ِن اب ِْن أ َ ِبي بَ ْك َر َة‪ ،‬عَ ْن أ َ ِب ِيه‪،‬‬ ‫اب‪ ،‬عَ ْن أَيﱡوبَ ‪ ،‬عَ ِن اب ِْن ِس ِري َ‬ ‫وَه ِ‬‫ني بْ ُن حَ َس ٍن‪َ ،‬ق َاال‪ :‬حدثنا عَ بْ ُد ا ْل ﱠ‬ ‫عُ َم َر‪ ،‬وَحُ َس ْ ُ‬
‫وَر ُسولُ ُه أَعْ َل ُم َقا َل‪:‬‬ ‫يض الل ُه عَ ن ْ ُه‪ ،‬عَ ِن الن ﱠ ِب ﱢي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪َ ،‬قا َل‪) :‬أَيﱡ َشهْ ٍر َهذَا؟(‪َ ،‬قالُوا‪ :‬الل ُه َ‬ ‫َر ِ َ‬
‫اس ِم ِه َقا َل‪) :‬أ َ َلي َْس ذَا ا ْلحِ جﱠ ِة؟(‪َ ،‬قالُوا‪ :‬ب ََىل‬ ‫ظنَن ْ ُت أَن ﱠ ُه َسي َُس ِ‬
‫مﱢيه ِب َغ ْ ِ‬
‫ري ْ‬ ‫َف َس َك َت‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬حَ تﱠى َ‬
‫ظنَنﱠا أَن ﱠ ُه‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪،‬‬ ‫وَر ُسولُ ُه أَعْ َل ُم حَ تﱠى َ‬ ‫َقا َل‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪) :‬أَيﱡ بَ َل ٍد َهذَا؟(‪ُ ،‬ق ْلنَا‪ :‬الل ُه َ‬
‫اس ِم ِه‪َ ،‬ف َقا َل‪) :‬أ َ َلي َْس ا ْلبَ َل َد ا ْلحَ َرامَ؟(‪ُ ،‬ق ْلنَا‪ :‬ب ََىل َقا َل‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪َ ) :‬فأَيﱡ يَوْ ٍم َهذَا؟(‪،‬‬ ‫ري ْ‬ ‫مﱢيه ِب َغ ْ ِ‬
‫َسي َُس ِ‬
‫اس ِم ِه‪َ ،‬ف َقا َل‪) :‬أ َ َلي َْس‬ ‫ري ْ‬ ‫ظنَنﱠا أَن ﱠ ُه َسي َُس ِ‬
‫مﱢيه ِب َغ ْ ِ‬ ‫وَر ُسولُ ُه أَعْ َلمُ‪َ ،‬ف َس َك َت‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬حَ تﱠى َ‬ ‫ُق ْلنَا‪ :‬الل ُه َ‬
‫الله َقا َل‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪َ ) ،‬ف ِإ ﱠن دِمَ ا َء ُك ْم وَأَمْ وَا َل ُك ْم ) َقا َل مُحَ مﱠ ٌد‪ :‬وَأ ُ َرا ُه‬ ‫يَوْ َم النﱠحْ ِر؟(‪ُ ،‬ق ْلنَا‪ :‬ب ََىل يَا َر ُسو َل ِ‬
‫وَستَ ْل َقوْ َن َربﱠ ُكمْ‪َ ،‬في َْسأَلُ ُك ْم‬‫َوْم ُك ْم َه َذا ِيف بَ َل ِد ُك ْم َهذَا ِيف َشهْ ِر ُك ْم َهذَا‪َ ،‬‬ ‫مَة ي ِ‬ ‫اض ُك ْم( عَ َليْ ُك ْم حَ َرا ٌم َكحُ ْر ِ‬ ‫َقا َل‪ :‬وَأَعْ َر َ‬
‫الشاهِ ُد ا ْل َغائِبَ ‪َ ،‬ف َلعَ ﱠل ْ‬
‫مَن‬ ‫َعْض‪ ،‬أ َ َال ِليُبَ ﱢل ِغ ﱠ‬ ‫َعْض ُك ْم ِر َقابَ ب ٍ‬ ‫َرضبُ ب ُ‬ ‫عَ ْن أَعْ مَا ِل ُكمْ‪َ ،‬ف َال تَ ْر ِجعُ ﱠن بَعْ دِي ُك ﱠف ًارا ي ْ ِ‬
‫الله‪ ،‬صىل الله عليه‬ ‫صد ََق َر ُسو ُل ِ‬ ‫ان مُحَ مﱠ ٌد إِذَا ذَ َك َر ُﻩ ي َُقو ُل‪َ :‬‬ ‫يَبْلُ ُغ ُه أَوْعَ ى ِم ْن بَعْ ِض مَ ْن ي َْسمَ عُ ُه(‪َ ،‬قا َل‪َ ) :‬ف َك َ‬
‫ان ذَ ِل َك‪ ،‬ث ُ ﱠم َقا َل‪ :‬أ َ َال َه ْل بَ ﱠل ْغ ُت؟ أ َ َال َه ْل بَ ﱠل ْغ ُت؟([‬‫وسلم‪َ ،‬ق ْد َك َ‬
‫* وكذلك أخرجه اإلمام ابن أبي عاصم يف اآلحاد واملثاني )ج‪/3‬ص‪/209‬ح‪] :(1565‬حدثنا أبو بكر بن‬
‫أبي شيبة حدثنا عبد الوهاب الثقفي عن أيوب عن بن سريين عن بن أبي بكرة عن أبيه ريض الله عنه عن‬
‫النبي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬قال إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله تعاىل السماوات واألرض‬
‫السنة اثنا عرش شهرا منها أربعة حرم ثالثة متواليات ذو القعدة وذو الحجة واملحرم ورجب شهر مرض‬
‫الذي بني جمادى وشعبان وقال أي شهر هذا قلنا الله ورسوله أعلم قال فسكت حتى ظننا أنه سيسميه‬
‫بغري اسمه قال أليس الشهر الحرام قلنا بىل قال فأي بلد هذا قلنا الله ورسوله أعلم قال فسكت حتى‬
‫ظننا أنه سيسميه بغري اسمه قال أليس البلد الحرام قلنا بىل قال فأي يوم هذا قلنا الله ورسوله أعلم قال‬
‫فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغري اسمه قال أليس يوم النحر قلنا بىل قال فإن دماءكم وأموالكم عليكم‬
‫حرام كحرمة يومكم هذا يف بلدكم هذا يف شهركم هذا وستلقون ربكم عز وجل فيسألكم عن أعمالكم وال‬
‫ترجعوا بعدي كفارا يرضب بعضكم رقاب بعض أال فليبلغ الشاهد الغائب فلعل بعض من يبلغه يكون‬
‫أوعى له من بعض من سمعه ثم قال أال هل بلغت[‬
‫يب‪،‬‬ ‫مَة بْ ُن َش ِب ٍ‬ ‫* وجاء يف مسند البزار ]البحر الزخار )‪ [(3616/86/9‬من طريق معمر‪] :‬حَ ﱠدثَنَا َس َل ُ‬
‫اق‪َ ،‬قا َل‪ :‬أخربنا مَ عْ َم ٌر‪ ،‬عَ ْن‬ ‫مَة َقالُوا‪ :‬حدثنا عَ بْ ُد ﱠ‬
‫الر ﱠز ِ‬ ‫ظ‪ ،‬ل َِس َل َ‬‫ور‪ ،‬وَال ﱠل ْف ُ‬ ‫ص ٍ‬ ‫ني بْ ُن مَ هْ دِيﱟ ‪ ،‬وَأَحْ مَ ُد بْ ُن مَ ن ْ ُ‬ ‫وَا ْلحُ َس ْ ُ‬
‫يض ال ﱠل ُه‪ ،‬عَ ن ْ ُه‪َ ،‬قا َل‪َ :‬قا َل َر ُسو ُل ال ﱠل ِه‪ ،‬صىل‬ ‫الرحْ م َِن ب ِْن أ َ ِبي بَ ْك َر َة‪ ،‬عَ ْن أ َ ِب ِيه َر ِ َ‬ ‫ين‪ ،‬عَ ْن عَ بْ ِد ﱠ‬ ‫أَيﱡوبَ ‪ ،‬عَ ِن اب ِْن ِس ِري َ‬
‫َعْض‪ ،‬وَمَ ْن‬ ‫َعْض ُك ْم ِر َقابَ ب ٍ‬ ‫َرضبُ ب ُ‬ ‫َاع‪َ » :‬ال تَ ْر ِجعُوا بَعْ دِي ُك ﱠف ًارا ي ْ ِ‬ ‫طبُ ِيف حَ جﱠ ِة ا ْلوَ د ِ‬ ‫وَه َو ي َْخ ُ‬
‫الله عليه وسلم‪ُ ،‬‬
‫الشاهِ ُد ا ْل َغائِبَ َف َلعَ ﱠل ُه أ َ ْن‬‫الصبْحَ َفهُ َو ِيف ذِمﱠ ِة ال ﱠل ِه‪ ،‬مَ ْن أ َ ْخ َف َر ال ﱠل َه أ َ َكبﱠ ُه ال ﱠل ُه ِيف الن ﱠ ِار عَ َىل وَجْ ِه ِه‪ِ ،‬ليُبَ ﱢل ِغ ﱠ‬ ‫ص ﱠىل ﱡ‬ ‫َ‬

‫‪ ‬‬ ‫‪20‬‬
‫‪ ‬‬
‫سباب املسلم فسوق وقتاله كفر ‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫ِيث َال نَعْ َل ُم ُه ي ُْروَى عَ ْن أ َ ِبي بَ ْك َر َة إ ِ ﱠال ِم ْن َه َذا‬


‫وَهذَا ا ْلحَ د ُ‬‫مﱠن َس ِمعَ ُه«[‪ ،‬وقال البزار‪َ ) :‬‬ ‫ظ ِم ْ‬ ‫يُبَ ﱢل َغ ُه َقوْ ٌم ُه ْم أَحْ َف ُ‬
‫ط ُر ٍق أَعْ َىل ِم ْن َروَا ُه‬ ‫وَق ْد ُر ِويَ نَحْ ُو َهذَا ا ْل َك َال ِم ِم ْن ُ‬‫اق‪ ،‬عَ ْن مَ عْ مَ ٍر َ‬ ‫الر ﱠز ِ‬‫وَال نَعْ َل ُم أ َ ﱠن أَحَ دًا َروَا ُه َغ ْريُ عَ بْ ِد ﱠ‬
‫ا ْلوَجْ ِه‪َ ،‬‬
‫أَبُو بَ ْك َر َة(‪.‬‬
‫اق‪ ،‬عَ ْن مَ عْ مَ ٍر‪ ،‬عَ ْن أَيﱡوبَ ‪ ،‬عَ ِن اب ِْن‬ ‫* وهو يف جزء محمد بن يحيى الذهيل )ص‪] :(39/39 :‬حَ ﱠدثَنَا عَ بْ ُد ﱠ‬
‫الر ﱠز ِ‬
‫مَن ب ِْن أ َ ِبي بَ ْك َر َة‪ ،‬عَ ْن أ َ ِب ِيه‪ ،‬أ َ ﱠن الن ﱠ ِب ﱠي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬حَ ِسبْتُ ُه َقا َل ِيف حَ جﱠ ِة‬ ‫الرحْ ِ‬ ‫ين‪ ،‬عَ ْن عَ بْ ِد ﱠ‬ ‫ِس ِري َ‬
‫الصبْحَ َفهُ َو ِيف‬ ‫ص ﱠىل ﱡ‬ ‫وَمَن َ‬ ‫َعْض‪ْ ،‬‬ ‫َعْض ُك ْم ِر َقابَ ب ٍ‬ ‫َرضبُ ب ُ‬ ‫عُون بَعْ دِي ُك ﱠف ًارا‪ ،‬ي ْ ِ‬ ‫َاع‪َ ،‬ف َقا َل‪» :‬ال أُلْفِ يَن ﱠ ُك ْم تَ ْر ِج َ‬ ‫ا ْلوَ د ِ‬
‫ذِمﱠة ال ﱠل ِه‪ ،‬وَمَ ْن أ َ ْخ َف َر ال ﱠله ِيف ذِمﱠ ت ِِه‪َ ،‬كبﱠ ُه ال ﱠل ُه ِيف الن ﱠ ِار عَ َىل وَجْ ِه ِه‪ِ ،‬ليُبَ ﱢل ْغ َشاهِ ُد ُك ْم َغا ِئبَ ُك ْم َف ُربﱠ ُمبَ ﱠل ٍغ أَحْ َف ُ‬
‫ظ َل ُه‬ ‫ِ‬
‫ِم ْن َس ِام ٍع«[‬
‫* وأخرج الطرباني يف معجمه الصغري )ج‪/1‬ص‪/261‬ح‪] :(427‬حدثنا حاتم بن يحيى البغدادي حدثنا‬
‫أبو كامل الجحدري حدثنا عبد الوارث بن سعيد حدثنا أيوب السختياني عن محمد بن سريين عن عبد‬
‫الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه أن النبي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬قال‪) :‬ال ترجعوا بعدي كفارا يرضب‬
‫بعضكم رقاب بعض([‪ ،‬وقال‪) :‬لم يروه عن أيوب عن محمد إال عبد الوارث وعبد الوهاب الثقفي ومعمر‬
‫بن راشد؛ ورواه جماعة عن أيوب عن محمد عن أبي بكرة ولم يذكروا عبد الرحمن[‪ ،‬ولكن حاتم بن‬
‫يحيى البغدادي يف حكم املجهول‪ ،‬والظاهر أنه حفظ ها هنا‪.‬‬

‫* ولكن أخرج اإلمام الطرباني يف معجمه األوسط )ج‪/1‬ص‪/293‬ح‪] :(963‬حَ ﱠدثَنَا أَحْ مَ ُد ))هو‪ :‬أَحْ مَ ُد بْ ُن‬
‫مَة( َقا َل‪ :‬حَ ﱠدثَنَا ُز َه ْريُ بْ ُن مُحَ مﱠ دٍ‪ ،‬عَ ْن‬ ‫ط‪ ،‬ثقة(( َقا َل‪ :‬حَ ﱠدثَنَا عَ مْ ٌرو )هو‪ :‬بْ ُن أ َ ِبي َس َل َ‬ ‫مَ ْسعُ و ٍد ا ْلمَ ْقد ِ ﱡ‬
‫ِيس ا ْل َخيﱠا ُ‬
‫طبَنَا َر ُسو ُل ال ﱠل ِه‪ ،‬صىل الله عليه‬ ‫ﱢث‪ ،‬عَ ْن أبي بَ ْك َر َة َقا َل‪َ :‬خ َ‬ ‫ين‪ ،‬يُحَ د ُ‬‫ﱠاط َقا َل‪َ :‬س ِمعْ ُت مُحَ مﱠ َد ب َْن ِس ِري َ‬ ‫َسا ِل ٍم ا ْل َخي ِ‬
‫اس ِم ِه‪َ ،‬ف َقا َل‪:‬‬ ‫ظنَنﱠا أَن ﱠ ُه ي ُِري ُد أ َ ْن ي َُسمﱢ يَ ُه ِسوَى ْ‬ ‫طبَت ِِه‪» :‬أَيﱡ يَوْ ٍم َهذَا؟« َف َس َكتْنَا حَ تﱠى َ‬ ‫وسلم‪ِ ،‬ب ِمنًى‪َ ،‬ف َقا َل ِيف ُخ ْ‬
‫ظنَنﱠا أَن ﱠ ُه ي ُِري ُد أ َ ْن ي َُسمﱢ يَ ُه ِسوَ ى‬ ‫»أ َ َلي َْس َهذَا يَوْ ُم النﱠحْ ِر؟« ُق ْلنَا‪ :‬ب ََىل‪َ .‬قا َل‪» :‬فأي َشهْ ٍر َهذَا؟« َف َس َكتْنَا حَ تﱠى َ‬
‫ظنَنﱠا أَن ﱠ ُه ي ُِري ُد أ َ ْن ي َُسمﱢ يَ ُه‬
‫اس ِم ِه َقا َل‪» :‬أ َ َلي َْس َهذَا ذَا ا ْلحِ جﱠ ِة؟« ُق ْلنَا‪ :‬ب ََىل‪َ .‬قا َل‪» :‬أَيﱡ بَ َل ٍد َه َذا؟« َف َس َكتْنَا حَ تﱠى َ‬ ‫ْ‬
‫اض ُك ْم عَ َليْ ُك ْم حَ َرا ٌم‬ ‫اس ِم ِه َقا َل‪» :‬أ َ َلي َْس ا ْلبَ َل َد ا ْلحَ َرامَ؟« ُق ْلنَا‪ :‬ب ََىل‪َ .‬قا َل‪َ » :‬ف ِإ ﱠن دِمَ ا َء ُك ْم وَأَمْ وَا َل ُك ْم وَأَعْ َر َ‬ ‫ِسوَى ْ‬
‫الشاهِ ُد ا ْل َغائِبَ ‪َ ،‬ف ِإن ﱠ ُه عَ َىس أ َ ْن يُبَ ﱢل َغ ذلك ْ‬
‫مَن ُهوَ‬ ‫َوْم ُك ْم َهذَا‪ِ ،‬يف َشهْ ِر ُك ْم َهذَا‪ِ ،‬يف بَ َل ِد ُك ْم َهذَا‪َ .‬ف ْليُبَ ﱢل ِغ ﱠ‬ ‫مَة ي ِ‬ ‫َكحُ ْر ِ‬
‫َعْض«[؛ قلت‪ :‬وليس‬ ‫َعْض ُك ْم ِر َقابَ ب ٍ‬ ‫َرضبُ ب ُ‬ ‫ض ﱠال ًال ي ْ ِ‬‫ظ َل ُه ِمن ْ ُه‪ ،‬أ َ َال َف َال تَ ْر ِجعُوا بَعْ دِي ُ‬ ‫أَوْعَ ى َل ُه ِمن ْ ُه‪ ،‬أ َ ْو أَحْ َف ُ‬
‫ض ﱠال ًال( البن سريين‪.‬‬ ‫هذا اإلسناد بالذي تثبت به نسبة لفظة‪ُ ) :‬‬
‫قلت‪ :‬بغض النظر عن أصل اضطراب اللفظ‪ ،‬فالواجب القطع بأن اللفظ الصحيح هو‪) :‬ال ترجعوا بعدي‬
‫كفارا يرضب بعضكم رقاب بعض(‪ ،‬والله أعلم وأحكم‪.‬‬

‫* حديث عبد الله بن مسعود‬

‫‪ ‬‬ ‫‪21‬‬
‫‪ ‬‬
‫سباب املسلم فسوق وقتاله كفر ‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫* أخرج اإلمام أحمد بن حنبل يف مسنده )ج‪/1‬ص‪/402‬ح‪ (3815‬بإسناد صحيح‪] :‬حدثنا وهب بن‬
‫جرير حدثنا أبي قال سمعت عبد امللك بن عمري يحدث عن عبد الرحمن بن عبد الله عن أبيه أن النبي‪،‬‬
‫صىل الله عليه وسلم‪ ،‬قال‪ :‬ال ترجعوا بعدي كفارا يرضب بعضكم رقاب بعض[‬
‫* وهو يف مسند البزار ]البحر الزخار )‪] :[(2020/386/5‬حَ ﱠدثَنَا مُحَ مﱠ ُد بْ ُن ا ْل ُمثَنﱠى‪َ ،‬قا َل‪ :‬حدثنا ْ‬
‫وَهبُ‬
‫مَن ب ِْن عَ بْ ِد ال ﱠل ِه‪ ،‬عَ ْن‬ ‫ﱢث‪ ،‬عَ ْن عَ بْ ِد ﱠ‬
‫الرحْ ِ‬ ‫ير‪َ ،‬قا َل‪ :‬حدثنا أ َ ِبي‪َ ،‬قا َل‪َ :‬س ِمعْ ُت عَ بْ َد ا ْلمَ لِكِ ب َْن عُ م ْ ٍ‬
‫َري يُحَ د ُ‬ ‫بْ ُن جَ ِر ٍ‬
‫ض ُك ْم ِر َقابَ بَعْ ٍض«[‪ ،‬وقال‬ ‫َرضبُ بَعْ ُ‬ ‫أ َ ِب ِيه‪ ،‬عَ ِن الن ﱠ ِب ﱢي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪َ ،‬قا َل‪َ » :‬ال تَ ْر ِجعُ وا بَعْ دِي ُك ﱠف ً‬
‫ارا ي ْ ِ‬
‫ظ ُه عَ ْن عَ بْ ِد ال ﱠل ِه إ ِ ﱠال ِبهَ ذَا ْ ِاإل ْسنَادِ (؛ قلت‪ :‬بل له طريق ثانية‪ ،‬يزداد بها قوة‪:‬‬ ‫ِيث َال نَحْ َف ُ‬
‫وَهذَا ا ْلحَ د ُ‬
‫البزار‪َ ) :‬‬

‫* وقد أخرجه اإلمام النسائي يف سننه )ج‪/7‬ص‪/127‬ح‪ ،(4127‬ويف سننه الكربى‬


‫)ج‪/2‬ص‪/317‬ح‪ (3592‬بلفظ أتم‪] :‬أخربنا إبراهيم بن يعقوب قال حدثنا أحمد بن يونس قال حدثنا‬
‫أبو بكر بن عياش عن األعمش عن مسلم عن مرسوق عن عبد الله قال‪ :‬قال رسول الله‪) :‬ال ترجعوا بعدي‬
‫كفارا يرضب بعضكم رقاب بعض؛ وال يؤخذ الرجل بجريرة أبيه وال بجريرة أخيه([؛ وأخرجه الطرباني‬
‫يف معجمه الكبري )ج‪/10‬ص‪/155‬ح‪ (10301‬مخترصا ً‪] :‬حدثنا عيل بن عبد العزيز ومحمد بن عبد الله‬
‫الحرضمي قاال حدثنا أحمد بن يونس حدثنا أبو بكر بن عياش عن األعمش عن مسلم أبي الضحى عن‬
‫مرسوق عن عبد الله بن مسعود قال‪ :‬قال رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬ال ترجعوا بعدي كفارا‬
‫يرضب بعضكم رقاب بعض[؛‬
‫ُوىس‪،‬‬‫ف بْ ُن م َ‬ ‫والعجيب أنه قد جاء أيضا ً يف مسند البزار ]البحر الزخار )‪] :[(1959/334/5‬حَ ﱠدثَنَا ي ُ‬
‫ُوس ُ‬
‫مَرس ٍ‬
‫وق‪،‬‬ ‫الضحَ ى‪ ،‬عَ ْن ْ ُ‬ ‫األعْ مَ ِش‪ ،‬عَ ْن أ َ ِبي ﱡ‬ ‫ﱠاش‪ ،‬عَ ِن ْ َ‬ ‫َقا َل‪ :‬حدثنا أَحْ مَ ُد بْ ُن عَ بْ ِد ال ﱠل ِه‪َ ،‬قا َل‪ :‬حدثنا أَبُو بَ ْك ِر بْ ُن عَ ي ٍ‬
‫ض ُك ْم ِر َقابَ بَعْ ٍض‪،‬‬ ‫َرضبُ بَعْ ُ‬ ‫ارا ي ْ ِ‬ ‫عَ ْن عَ بْ ِد ال ﱠل ِه‪ ،‬عَ ِن الن ﱠ ِب ﱢي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪َ ،‬قا َل‪َ » :‬ال تَ ْر ِجعُ وا بَعْ دِي ُك ﱠف ً‬
‫ير ِة أَخِ ِيه«[؛ وأيضا ً يف مسند البزار ]البحر الزخار‬ ‫وَال ِبجَ ِر َ‬ ‫ير ِة أ َ ِب ِيه‪َ ،‬‬
‫الرجُ ُل ِبجَ ِر َ‬ ‫وَال ي ُْؤ َخذُ ﱠ‬ ‫َ‬
‫ري‪َ ،‬قا َل‪ :‬حدثنا أَبُو‬ ‫الس ِام ﱡي‪َ ،‬قا َل‪ :‬حدثنا يَحْ يَى بْ ُن أ َ ِبي بُ َك ْ ٍ‬ ‫ُوىس ﱠ‬ ‫)‪] :[(1960/334/5‬وَ حَ ﱠدثَنَا ُه عِ َيىس بْ ُن م َ‬
‫وق‪ ،‬عَ ْن عَ بْ ِد ال ﱠل ِه‪ ،‬عَ ِن الن ﱠ ِب ﱢي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪،‬‬ ‫الضحَ ى‪ ،‬عَ ْن ْ ُ‬
‫مَرس ٍ‬ ‫األعْ م َِش‪ ،‬عَ ْن أ َ ِبي ﱡ‬ ‫ﱠاش‪ ،‬عَ ِن ْ َ‬ ‫بَ ْك ِر بْ ُن عَ ي ٍ‬
‫وَهذَا ا ْل َك َال ُم َق ْد ُر ِويَ بَعْ ُض ُه عَ ِن الن ﱠ ِب ﱢي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ِ ،‬م ْن وجُ و ٍه ِبأ َ ْل َف ٍ‬
‫اظ‬ ‫ِبنَحْ ِوﻩِ [‪ ،‬وقال البزار‪َ ) :‬‬
‫وَال نَعْ َل ُم ي ُْروَى ِبهَ ذَا ال ﱠل ْف ِظ إ ِ ﱠال ِم ْن َهذَا ا ْلوَجْ ِه(‪.‬‬
‫ض َك َال ِم ِه‪َ ،‬‬ ‫ُختَل َِف ٍة‪ ،‬وَ ُر ِويَ عَ ْن عَ بْ ِد ال ﱠل ِه ِم ْن وَجْ ٍه َ‬
‫آخ َر بَعْ ُ‬ ‫م ْ‬
‫* ولكن أخرج أبو عبد الرحمن النسائي يف سننه )ج‪/7‬ص‪/127‬ح‪ ،(4126‬ويف سننه الكربى‬
‫)ج‪/2‬ص‪/317‬ح‪] :(3591‬أخربنا محمد بن رافع قال حدثنا أبو أحمد الزبريي قال حدثنا رشيك عن‬
‫األعمش عن أبي الضحى عن مرسوق عن بن عمر قال‪ :‬قال رسول الله ال ترجعوا بعدي كفارا يرضب‬
‫بعضكم رقاب بعض ال يؤخذ الرجل بجناية أبيه وال جناية أخيه[؛ وقال أبو عبد الرحمن‪) :‬هذا خطأ‬
‫والصواب مرسل(؛‬

‫‪ ‬‬ ‫‪22‬‬
‫‪ ‬‬
‫سباب املسلم فسوق وقتاله كفر ‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫وأخرجه النسائي يف سننه )ج‪/7‬ص‪/127‬ح‪ ،(4129‬ويف سننه الكربى )ج‪/2‬ص‪/317‬ح‪(3594‬‬


‫مرسالً‪] :‬أخربني إبراهيم بن يعقوب قال حدثنا يعىل قال حدثنا األعمش عن أبي الضحى عن مرسوق‬
‫قال‪ :‬قال رسول الله ال ترجعوا بعدي كفارا[؛ وقال أبو عبد الرحمن‪) :‬مرسل(؛‬
‫* وأخرجه اإلمام أبو بكر بن أبي شيبة يف مصنفه )ج‪/7‬ص‪/456‬ح‪] :(37187‬حدثنا حفص عن‬
‫األعمش عن مسلم عن مرسوق قال‪ :‬قال رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬ال ألفينكم به ترجعون بعدي‬
‫كفارا يرضب بعضكم رقاب بعض ال يؤخذ الرجل بجريرة أخيه وال بجريرة أبيه[‬
‫مَش‪ ،‬عَ ْن أ َ ِبي‬ ‫األعْ ِ‬ ‫* وهو يف الفتن لنعيم بن حماد )‪] :(479/183/1‬حَ ﱠدثَنَا عِ َيىس بْ ُن يُون ُ َس‪ ،‬عَ ِن ْ َ‬
‫ارا‬‫َاع‪َ » :‬ال تَ ْر ِجعُ ﱠن بَعْ دِي ُك ﱠف ً‬ ‫وق‪ ،‬قال‪ :‬قال َر ُسو ُل ال ﱠل ِه‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ِ ،‬يف حَ جﱠ ِة ا ْلوَ د ِ‬ ‫الضحَ ى‪ ،‬عَ ْن ْ ُ‬
‫مَرس ٍ‬ ‫ﱡ‬
‫ض ُك ْم ِر َقابَ بَعْ ٍض«[‬ ‫َرضبُ بَعْ ُ‬‫ي ْ ِ‬
‫* ويف السنن الواردة يف الفتن للداني )‪] :(99/333/1‬حَ ﱠدثَنَا مُحَ مﱠ ُد بْ ُن أ َ ِبي مُحَ مﱠ ٍد ا ْل َفقِ ي ُه‪َ ،‬قا َل‪ :‬حَ ﱠدثَنَا‬
‫مَش‪،‬‬ ‫الصمَ ادِ حِ ﱢي‪ ،‬عَ ِن اب ِْن مَ هْ دِيﱟ ‪َ ،‬قا َل‪ :‬حَ ﱠدثَنَا ُشعْ ب َُة‪ ،‬عَ ِن ْ َ‬
‫األعْ ِ‬ ‫اح‪ ،‬عَ ِن ﱡ‬ ‫ض ٍ‬ ‫رس َة‪َ ،‬قا َل‪ :‬حَ ﱠدثَنَا ابْ ُن وَ ﱠ‬‫وَهبُ بْ ُن مَ َ ﱠ‬ ‫ْ‬
‫ارا ي ْ ِ‬
‫َرضبُ‬ ‫وق‪َ ،‬قا َل‪َ :‬قا َل َر ُسو ُل ال ﱠل ِه‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪َ » :‬ال تَ ْر ِجعُ وا ُك ﱠف ً‬ ‫َرس ٍ‬‫الضحَ ى‪ ،‬عَ ْن م ْ ُ‬ ‫عَ ْن أ َ ِبي ﱡ‬
‫ض ُك ْم ِر َقابَ بَعْ ٍض«[‬ ‫بَعْ ُ‬
‫وهو يف املقصد العيل يف زوائد أبي يعىل املوصيل )‪] :(1841/414/4‬حَ ﱠدثَنَا أَبُو َخيْثَمَ َة‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا وَ ْهبُ بْ ُن‬
‫مَن ب ِْن عَ بْ ِد ال ﱠل ِه‪ ،‬عَ ْن أ َ ِب ِيه َقا َل‪َ :‬قا َل‬
‫الرحْ ِ‬ ‫ﱢث عَ ْن عَ بْ ِد ﱠ‬ ‫ير‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا أ َ ِبي َقا َل‪َ :‬س ِمعْ ُت عَ بْ َد ا ْل َملِكِ ب َْن عُ م ْ ٍ‬
‫َري يُحَ د ُ‬ ‫جَ ِر ٍ‬
‫ض ُك ْم ِر َقابَ بَعْ ٍض«[‪.‬‬ ‫َرضبُ بَعْ ُ‬ ‫َر ُسو ُل ال ﱠل ِه‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪» :‬ال تَ ْر ِجعُ وا بَعْ دِي ُك ﱠف ً‬
‫ارا ي ْ ِ‬

‫ِيث‬‫وَس ِئ َل عَ ْن حَ د ِ‬ ‫* ولكن جاء يف علل الدارقطني ]العلل الواردة يف األحاديث النبوية )‪ُ ] :(851/241/5‬‬
‫ض ُك ْم ِر َقابَ‬ ‫َرضبُ بَعْ ُ‬ ‫ارا ي ْ ِ‬ ‫وق‪ ،‬عَ ْن عَ بْ ِد ال ﱠل ِه‪ ،‬عَ ِن الن ﱠ ِب ﱢي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪َ :‬ال تَ ْر ِجعُ وا‪ ،‬بَعْ دِي ُك ﱠف ً‬ ‫ْ ُ‬
‫مَرس ٍ‬
‫األعْ م َِش؛ َف َروَا ُه أَبُو بَ ْك ِر‬ ‫ِف عَ ن ْ ُه عَ َىل ْ َ‬ ‫وق‪ ،‬عَ ِن اب ِْن مَ ْسعُ ودٍ‪ْ ،‬‬
‫وَاختُل َ‬ ‫الضحَ ى‪ ،‬عَ ْن ْ ُ‬
‫مَرس ٍ‬ ‫يه أَبُو ﱡ‬ ‫بَعْ ٍض‪َ .‬ف َقا َل‪ :‬ي َْر ِو ِ‬
‫رشيكٍ ؛ َف َروَا ُه أَبُو‬ ‫ِف عَ ْن َ ِ‬ ‫وَاختُل َ‬‫وق‪ ،‬عَ ِن اب ِْن مَ ْسعُ و ٍد‪ْ .‬‬ ‫الضحَ ى‪ ،‬عَ ْن م ْ ُ‬
‫َرس ٍ‬ ‫مَش‪ ،‬عن أبي ﱡ‬ ‫ﱠاش‪ ،‬عَ ِن ْ َ‬
‫األعْ ِ‬ ‫بْ ُن عَ ي ٍ‬
‫اق بْ ُن‬ ‫وَخا َل َف ُه إ ِ ْسحَ ُ‬
‫وق‪ ،‬عَ ِن اب ِْن عُ مَ َر‪َ .‬‬ ‫رشيكٍ ‪ ،‬عَ ِن األعمش‪ ،‬عن أبي الضحى‪ ،‬عن ْ ُ‬
‫مَرس ٍ‬ ‫الزب ْ َِرييﱡ ‪ ،‬عَ ْن َ ِ‬‫أَحْ مَ َد ﱡ‬
‫وَروَا ُه أَبُو مُعَ ِاوي ََة‪َ ،‬‬
‫وَغ ْري ُُﻩ‪،‬‬ ‫الضحَ ى‪ ،‬عَ ِن اب ِْن عُ َم َر‪َ .‬‬ ‫مَش‪ ،‬عَ ْن أ َ ِبي ﱡ‬ ‫رشيكٍ ‪ ،‬عَ ِن ْ َ‬
‫األعْ ِ‬ ‫وَروَا ُه عَ ْن َ ِ‬
‫محمد العرزمي‪َ ،‬‬
‫يز ب ِْن‬ ‫مَجي ِد بْ ُن عَ بْ ِد ا ْلعَ ِز ِ‬‫وَروَا ُه عَ بْ ُد ا ْل ِ‬
‫يح‪َ .‬‬‫الصحِ ُ‬ ‫وق م ُْر َس ًال‪ُ ،‬‬
‫وَه َو ﱠ‬ ‫مَرس ٍ‬‫الضحَ ى‪ ،‬عَ ْن ْ ُ‬ ‫مَش‪ ،‬عَ ْن أ َ ِبي ﱡ‬ ‫األعْ ِ‬‫عَ ِن ْ َ‬
‫الضحَ ى‪ ،‬عَ ْن مرسوق‪ ،‬عن عائشة[‬ ‫أ َ ِبي رواد‪ ،‬عن مَ عْ مَ ٍر‪ ،‬عَ ِن ْ َ‬
‫األعْ مَ ِش‪ ،‬عَ ْن أ َ ِبي ﱡ‬
‫* وجاء يف علل الدارقطني ]العلل الواردة يف األحاديث النبوية )‪] :[(2858/424/12‬وسئل عن حديث‬
‫َرضبُ بعضكم‬ ‫ارا‪ ،‬ي ْ ِ‬ ‫روي عن مرسوق‪ ،‬عَ ِن اب ِْن عُ َم َر‪ ،‬عَ ِن الن ﱠ ِب ﱢي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪َ :‬ال تَ ْر ِجعُ وا بَعْ دِي ُك ﱠف ً‬
‫ِف عَ ن ْ ُه؛ َف َروَا ُه أَبُو‬ ‫رقاب بعض‪ .‬فقال‪ :‬يرويه األعمش‪ ،‬واختلف عنه؛ فرواه رشيك‪ ،‬عن األعمش‪ْ ،‬‬
‫وَاختُل َ‬
‫وق‪ ،‬عَ ِن اب ِْن عُ مَ َر‪ ،‬عَ ِن الن ﱠ ِب ﱢي‪،‬‬ ‫مَرس ٍ‬‫الضحَ ى‪ ،‬عَ ْن ْ ُ‬ ‫الزب ْ َِرييﱡ ‪ ،‬عَ ْن رشيك‪ ،‬عن األعمش‪ ،‬عن مسلم‪ ،‬أ َ ِبي ﱡ‬ ‫أَحْ مَ َد ﱡ‬
‫صىل الله عليه وسلم‪ .،‬وَ َخا َل َف ُه إسحاق بن محمد العرزمي‪ ،‬رواه عن رشيك‪ ،‬عن األعمش‪ ،‬عن مسلم‪ ،‬عَ ِن‬
‫اب ِْن عُ مَ َر‪ ،‬عَ ِن الن ﱠ ِب ﱢي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬ولم يذكر‪ :‬مرسوقا‪ .‬وخالفه يحيى الحماني‪ ،‬فرواه عن رشيك‪،‬‬

‫‪ ‬‬ ‫‪23‬‬
‫‪ ‬‬
‫سباب املسلم فسوق وقتاله كفر ‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫يز ب ِْن أ َ ِبي‬


‫مَجي ِد بْ ُن عَ بْ ِد ا ْلعَ ِز ِ‬
‫وَروَا ُه عَ بْ ُد ا ْل ِ‬
‫وق‪ ،‬عَ ْن عبد الله بن مسعود‪َ .‬‬ ‫عَ ِن ْ َ‬
‫األعْ م َِش‪ ،‬عَ ْن م ُْس ِل ٍم‪ ،‬عَ ْن ْ ُ‬
‫مَرس ٍ‬
‫األعْ م َِش‪ ،‬عَ ْن أبي الضحى‪ ،‬عن مرسوق‪ ،‬عن عائشة‪ .‬ورواه الثوري‪ ،‬وأبو معاوية‪،‬‬ ‫َروﱠادٍ ‪ ،‬عَ ْن مَ عْ مَ ٍر‪ ،‬عَ ِن ْ َ‬
‫وق‪ ،‬عَ ِن الن ﱠ ِب ﱢي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬م ُْر َس ًال‪،‬‬ ‫األعْ م َِش‪ ،‬عَ ْن أ َ ِبي ﱡ‬
‫الضحَ ى‪ ،‬عَ ْن ْ ُ‬
‫مَرس ٍ‬ ‫وَعِ َيىس بْ ُن يُون ُ َس‪ ،‬عَ ِن ْ َ‬
‫وهو أشبه بالصواب[‬

‫* وجاء يف علل الدارقطني ]العلل الواردة يف األحاديث النبوية )‪] :[(3624/282/14‬وسئل عن حديث‬
‫ض ُك ْم رقاب‬ ‫َرضبُ بَعْ ُ‬
‫ارا ي ْ ِ‬‫مرسوق‪ ،‬عَ ْن عَ ائ َِش َة‪ ،‬عَ ِن الن ﱠ ِب ﱢي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪َ :‬ال تَ ْر ِجعُ وا بَعْ دِي ُك ﱠف ً‬
‫بعض‪.‬‬
‫الضحَ ى‪ ،‬عَ ْن مرسوق‪ ،‬عن عائشة‪.‬‬ ‫األعْ مَ ِش‪ ،‬عَ ْن أ َ ِبي ﱡ‬‫فقال‪ :‬يرويه األعمش‪ ،‬واختلف عنه؛ فرواه مَ عْ مَ ٍر‪ ،‬عَ ِن ْ َ‬
‫الضحَ ى‪ ،‬عن‬ ‫األعْ م َِش‪ ،‬عَ ْن أ َ ِبي ﱡ‬ ‫قاله الحلواني‪ ،‬عن عبد الرزاق‪ ،‬عنه‪ .‬وقال عبد املجيد‪ :‬عَ ْن مَ عْ مَ ٍر‪ ،‬عَ ِن ْ َ‬
‫وق‪،‬‬ ‫الضحَ ى‪ ،‬عَ ْن ْ ُ‬
‫مَرس ٍ‬ ‫األعْ مَ ِش‪ ،‬عَ ْن أ َ ِبي ﱡ‬
‫رشيكٍ ‪ ،‬عَ ِن ْ َ‬ ‫مرسوق‪ ،‬عن ابن مسعود‪ .‬وقال أَبُو أَحْ مَ َد ﱡ‬
‫الزب ْ َِرييﱡ ‪ :‬عَ ْن َ ِ‬
‫الضحَ ى‪ ،‬عَ ِن اب ِْن عمر‪.‬‬‫األعْ مَ ِش‪ ،‬عَ ْن أ َ ِبي ﱡ‬ ‫رشيكٍ ‪ ،‬عَ ِن ْ َ‬ ‫اق بْ ُن مُحَ مﱠ ٍد ا ْلعَ ْر َز ِم ﱡي‪ :‬عَ ْن َ ِ‬ ‫عَ ِن اب ِْن عمر‪َ .‬‬
‫وَقا َل إ ِ ْسحَ ُ‬
‫األعْ مَ ِش‪ ،‬عَ ْن أ َ ِبي ﱡ‬
‫الضحَ ى‪،‬‬ ‫َاث‪ :‬عَ ِن ْ َ‬‫ص ب ِْن غِ ي ٍ‬ ‫ري‪ ،‬وَحَ ْف ُ‬‫وقال شعبة‪ ،‬وأبو معاوية‪ ،‬وجرير‪ ،‬وَعَ بْ ُد ال ﱠل ِه بْ ُن نُمَ ْ ٍ‬
‫وق‪ ،‬عَ ِن الن ﱠ ِب ﱢي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬م ُْر َس ًال‪ ،‬وهو الصواب[‬ ‫عَ ْن ْ ُ‬
‫مَرس ٍ‬
‫قلت‪ :‬وهذا االضطراب كله ال يرض‪ :‬فاإلمام مرسوق أجل وأفقه وأقدم من أن يأخذ هذا الكالم الخطري من‬
‫غري صحابي‪ ،‬وربما سمعه من جمع من الصحابة يعرس ذكرهم؛ فإن كان هذا عن عبد الله بن مسعود‬
‫فزيادة قوة للحديث من طريقه‪ ،‬وهو بحمد الله ثابت من طريق عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود‪،‬‬
‫وإن كان عن بن عمر فزيادة قوة لحديث ابن عمر‪ ،‬وقد سبق إيراده‪ ،‬وإن كان عن صحابي آخر‬
‫)كعائشة‪ ،‬مثالً( فزيادة خري‪ ،‬وتأكيد لتواتره‪.‬‬

‫* حديث أسامة بن زيد‬


‫* جاء يف املعجم األوسط )‪ (7776/378/7‬بإسناد صحيح‪] :‬حَ ﱠدثَنَا مُحَ مﱠ ُد بْ ُن يَعْ ُقوبَ ‪ ،‬حدثنا عِ َيىس بْ ُن‬
‫ان التﱠي ِْم ﱢي‪ ،‬عَ ْن أ َ ِبي عُ ثْمَا َن‪،‬‬ ‫وْريﱡ ‪ ،‬عَ ْن ُس َليْمَ َ‬‫ري‪ ،‬حدثنا ُس ْفيَا ُن الث ﱠ ِ‬ ‫الص َفا ُر‪ ،‬حدثنا يَحْ يَى بْ ُن أ َ ِبي بُ َك ْ ٍ‬ ‫أ َ ِبي حَ ْر ٍب ﱠ‬
‫َرضبُ ب ُ‬
‫َعْض ُك ْم‬ ‫امَة ب ِْن َزيْ ٍد َقا َل‪َ :‬قا َل َر ُسو ُل ال ﱠل ِه‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪َ » :‬ال تَ ْر ِجعُوا بَعْ دِي ُك ﱠف ًارا‪ ،‬ي ْ ِ‬ ‫عَ ْن أ ُ َس َ‬
‫َان إ ِ ﱠال يَحْ يَى بْ ُن أ َ ِبي بُ َك ْ ٍ‬
‫ري‪ ،‬تَ َف ﱠر َد ِب ِه‪ :‬عِ َيىس‬ ‫ِيث عَ ْن ُس ْفي َ‬ ‫َعْض«[‪ ،‬ثم قال الطرباني‪َ ) :‬ل ْم يَ ْر ِو َهذَا ا ْلحَ د َ‬ ‫ِر َقابَ ب ٍ‬
‫بْ ُن أ َ ِبي حَ ْر ٍب(؛‬
‫* وهو يف أمايل ابن سمعون الواعظ )ص‪] :(13/93 :‬حَ ﱠدثَنَا عَ ِيل ﱡ بْ ُن أَحْ َم َد ب ِْن ا ْلهَ يْث َ ِم‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا عِ َيىس بْ ُن‬
‫ان‪ ،‬عَ ْن أ ُ َس َ‬
‫امَة‪،‬‬ ‫ان التﱠي ِْم ﱢي‪ ،‬عَ ْن أ َ ِبي عُ ثْمَ َ‬ ‫ري‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا ُس ْفيَا ُن‪ ،‬عَ ْن ُس َليْمَ َ‬ ‫أ َ ِبي حَ ْر ٍب‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا يَحْ يَى بْ ُن أ َ ِبي بُ َك ْ ٍ‬
‫ض ُك ْم ِر َقابَ بَعْ ٍض([‬ ‫َرضبُ بَعْ ُ‬ ‫يض ال ﱠل ُه عَ ن ْ ُه‪ ،‬عَ ِن الن ﱠ ِب ﱢي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪) :‬ال تَ ْر ِجعُ وا بَعْ دِي ُك ﱠف ً‬
‫ارا ي ْ ِ‬ ‫َر ِ َ‬
‫اس ِم‬ ‫يس أَبُو ا ْل َق ِ‬ ‫* وهو يف معجم الشيوخ البن جميع الصيداوي )ص‪] :(242 :‬حَ ﱠدثَنَا ا ْلحَ َس ُن بْ ُن إِد ِْر َ‬
‫ري‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا ُس ْفيَا ُن‪ ،‬عَ ْن‬ ‫ا ْل َق ْاف َالئ ﱡِي ِبب َْغدَادَ‪َ ،‬قا َل‪ :‬حَ ﱠدثَنَا عِ َيىس بْ ُن أ َ ِبي حَ ْر ٍب ﱠ‬
‫الص ﱠفا ُر‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا يَحْ يَى بْ ُن أ َ ِبي بُ َك ْ ٍ‬

‫‪ ‬‬ ‫‪24‬‬
‫‪ ‬‬
‫سباب املسلم فسوق وقتاله كفر ‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫امَة ب ِْن َزيْدٍ‪ ،‬أ َ ﱠن الن ﱠ ِب ﱠي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪َ ،‬قا َل‪َ » :‬ال تَ ْر ِجعُ وا‬ ‫ان التﱠي ِْم ﱡي‪ ،‬عَ ْن أ َ ِبي عُ ثْمَ ا َن‪ ،‬عَ ْن أ ُ َس َ‬ ‫ُس َليْمَ َ‬
‫ض ُك ْم ِر َقابَ بَعْ ٍض«[‬ ‫َرضبُ بَعْ ُ‬ ‫ارا ي ْ ِ‬ ‫بَعْ دِي ُك ﱠف ً‬
‫* وهو أيضا ً يف معجم أسامي شيوخ أبي بكر اإلسماعييل )‪] :(193/559/2‬حَ ﱠدثَنَا أَبُو إ ِ ْسحَ َ‬
‫اق إِب َْراهِ ي ُم‬
‫ظا حَ ﱠدثَنَا عِ َيىس بْ ُن أ َ ِبي حَ ْر ٍب ﱠ‬
‫الص ﱠفا ُر‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا‬ ‫الص ﱠفا ُر ِبا ْلب ْ َ‬
‫َرص ِة إِمْ َال ًء حِ ْف ً‬ ‫ني ب ِْن إِب َْراهِ ي َم ب ِْن َقي ٍْس ﱠ‬ ‫بْ ُن ا ْلحُ َس ْ ِ‬
‫امَة‪ ،‬عَ ِن الن ﱠ ِب ﱢي‪ ،‬صىل الله‬ ‫ان‪ ،‬عَ ْن أ ُ َس َ‬
‫ان التﱠي ِْم ﱢي‪ ،‬عَ ْن أ َ ِبي عُ ثْمَ َ‬‫ري‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا ُس ْفيَا ُن‪ ،‬عَ ْن ُس َليْمَ َ‬ ‫يَحْ يَى بْ ُن أ َ ِبي بُ َك ْ ٍ‬
‫ض ُك ْم ِر َقابَ بَعْ ٍض«[‬ ‫َرضبُ بَعْ ُ‬ ‫ارا ي ْ ِ‬ ‫عليه وسلم‪َ ،‬قا َل‪َ » :‬ال تَ ْر ِجعُ وا بَعْ دِي ُك ﱠف ً‬
‫عيىس بن موىس بن أبي حرب‪ ،‬أبو يحيى الصفار البرصي ثقة من أسخياء الناس ونبالئهم‪ ،‬له ترجمة‬
‫حسنة يف تاريخ بغداد )ج‪/11‬ص‪/165‬ت‪ (5863‬تطيب بذكرها املجالس‪] :‬عيىس بن موىس بن أبي‬
‫حرب أبو يحيى الصفار البرصي قدم بغداد وحدث بها عن يحيى بن أبي بكري الكرماني روى عنه‬
‫الحسن بن عليل العنزي ومحمد بن محمد الباغندي وإسماعيل بن العباس الوراق والقايض املحاميل‬
‫وعبد الله بن احمد بن ثابت البزاز ومحمد بن جعفر املطريي وأبو الحسني بن املنادى وحمزة بن القاسم‬
‫الهاشمي‪ ،‬وكان ثقة‪ :‬أخربنا أبو عمر بن مهدي أخربنا القايض أبو عبد الله الحسني بن إسماعيل املحاميل‬
‫أخربنا عيىس بن أبي حرب الصفار حدثنا يحيى بن أبي بكري حدثنا أبو الجهم قال حدثتني عزونة أنها‬
‫سألت عائشة عن ماء الرجل يصيب ثوبه فقالت بثوبها هكذا ففركته قد كنت أفركه من ثوب رسول الله‪،‬‬
‫صىل الله عليه وسلم‪ .،‬أخربنا العتيقي أخربنا محمد بن عدي البرصي يف كتابه حدثنا أبو عبيد محمد بن‬
‫عيل قال سمعت أبا داود يقول سمعت بن حساب يقول‪ :‬أكثر الله يف الناس مثله يعني عيىس بن أبي‬
‫حرب‪ .‬أخربني أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد أخربنا محمد بن العباس أخربنا أبو بكر محمد بن خلف‬
‫بن املرزبان أخربني احمد بن سعيد القريش قال أهدى أبو رشاعة القييس إىل أبي يحيى عيىس بن أبي‬
‫حرب يف يوم نوروز نعال مكتوب عىل رشاكها بحرب‪:‬‬
‫لم ألقه يطأ الرتاب بنعله إال وجمت له وجوم املعجب‬
‫وعلقت أفكر يف مواطئ نعله أن كيف لم يخرض أو لم يعشب‬
‫فاشرتى له مكان النعل دارا‪ .‬وأخربنا محمد بن عبد الواحد حدثنا محمد بن العباس قال قرئ عىل بن‬
‫املنادى وأنا أسمع قال كان عيىس بن موىس بن أبي حرب الصفار ماضيا إىل كرمان فأدركه املوت بايذج‬
‫للنصف من صفر سنة سبع وستني )يعني‪ :‬ومائتني([؛‬
‫وأما محمد بن يعقوب‪ ،‬أبو العباس الخطيب األهوازي‪ ،‬فهو صدوق‪ ،‬يحتج به‪ ،‬من شيوخ ابن حبان يف‬
‫صحيحه‪ ،‬وأكثر عنه يف الثقات واملجروحني من مصنفاته‪ ،‬وابن حبان من أئمة الجرح والتعديل‪ ،‬فال أقل‬
‫من قبول حكمه يف شيوخه الذين لقيهم وفحص أصولهم‪ ،‬وقد أكثر عنه الطرباني‪ ،‬واألئمة من أمثال‪ :‬أبو‬
‫الشيخ األصبهاني‪ ،‬وأبو بكر ابن املقرئ‪ ،‬وأبو محمد الرامهرمزي‪ ،‬وعبد الله بن عثمان الواسطي الحافظ‪،‬‬
‫)وهو‪ :‬عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عثمان بن املختار‪ ،‬أبو محمد املزني الواسطي‪ ،‬املعروف بابن‬
‫السقاء(‪ .‬قال يف )إرشاد القايص والداني إىل تراجم شيوخ الطرباني(‪) :‬ال يحتج به( مستندا ً إىل قول اإلمام‬
‫شمس الدين أبي الخري محمد بن محمد بن يوسف بن الجزري يف غاية النهاية يف طبقات القراء‬

‫‪ ‬‬ ‫‪25‬‬
‫‪ ‬‬
‫سباب املسلم فسوق وقتاله كفر ‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫)‪)] :(3547/283/2‬ك( محمد بن يعقوب األهوازي‪ ،‬شيخ‪ ،‬قرأ عىل )ك( زيد بن عيل فيما زعم‪ ،‬وال يصح‬
‫ذلك‪ ،‬قرأ عليه )ك( أبو القاسم الهذيل ببغداد[؛ وهو تخليط فاحش‪ :‬ألن محمد بن يعقوب األهوازي‪ ،‬الذي‬
‫عناه الجزري‪ ،‬رجل من رجال القرن الخامس‪ ،‬زعم‪ ،‬أو ُزعِ َم له‪ ،‬السماع من زيد بن عيل بن أبي بالل‬
‫)املتوىف حوايل سنة ‪ 358‬هـ(؛ وقد قال الجزري يف موضع آخر عن أبي القاسم الهذيل يف غاية النهاية يف‬
‫طبقات القراء )‪] :(401/2‬فمن ذلك قول الهذيل‪ :‬إنه قرأ عىل أحمد بن الصقر والحسن بن خشيش‬
‫ومحمد بن يعقوب‪ ،‬وإنهم قرؤوا عىل زيد بن عيل بن أبي بالل ولم أر الحافظ أبا العالء أنكر ذلك‪ ،‬ومن‬
‫أبعد البعيد قراءته )أي‪ :‬الهذيل( عىل أحد ))يف األصل‪ :‬أحمد‪ ،‬وهو تحريف(( من أصحاب زيد؛ فإن آخر‬
‫أصحاب زيد موتا الحسن بن عيل بن الصقر‪ ،‬قرأ عليه ألبي عمرو فقط ومات سنة تسع وعرشين‬
‫وأربعمائة عن أربع وتسعني سنة ولم يدركه الهذيل‪ ،‬وأيضا فإن هؤالء الثالثة ال يعرفون ولو كانوا قد‬
‫قرؤوا عىل زيد وتأخروا حتى أدركهم الهذيل يف حدود الثالثني وأربعمائة أو بعدها لرحل الناس إليهم من‬
‫األقطار واشتهر اسمهم يف األمصار[‪.‬‬
‫فهذا قطعا ً ليس رجلنا‪ ،‬وحتى يف حق هؤالء الثالثة‪) :‬أحمد بن الصقر والحسن بن خشيش ومحمد بن‬
‫يعقوب( فهذا إنما هو مجرد استبعاد وتخمني من الجزري‪ ،‬وليس هو قطع ويقني‪ :‬ألنه قد ثبت فعليا ً‬
‫تتلمذ الهذيل عىل واحد من تالميذ زيد‪ ،‬وهو الحافظ أبو نعيم؛ وال يقال‪ :‬هذا فقط يف رواية الحديث‪ ،‬ال‬
‫القراءة‪ ،‬ألن املقصود مجرد إثبات اإلمكانية وعدم استحالة قراءة الهذيل ّ عىل أحد من أصحاب زيد؛ وعليه‬
‫فليس من )أبعد البعيد(‪ ،‬كما بالغ اإلمام الجزري‪ ،‬أن يكون هؤالء الثالثة معارصين ومشابهني يف طول‬
‫العمر ألبي نعيم أو للحسن بن عيل بن الصقر‪ ،‬و ُر ِزقا هما الشهرة وحُ ِرموها هم؛ ال سيما أن والدة الهذيل‬
‫هي بني عامي‪ 395 :‬هـ‪ ،‬و‪ 402‬هـ‪ ،‬فهو ابن ‪ 27‬سنة )أو أكثر( عند وفاة الحسن بن عيل بن الصقر‪،‬‬
‫وأهل طبقته من املعمرين‪ ،‬ويف هذا الكفاية‪ ،‬وفوق الكفاية‪ ،‬للتلقي والتحمل الصحيح؛ وقد أصاب الحافظ‬
‫أبو العالء يف عدم إنكاره لذلك‪ .‬فاندفعت بذلك التهمة حتى عن أصحاب الجزري الثالثة‪) :‬أحمد بن‬
‫الصقر والحسن بن خشيش ومحمد بن يعقوب(‪ ،‬فلله الحمد واملنة عىل أن رزقنا فضل املدافعة عن عرض‬
‫رجال من املسلمني‪ :‬ال إله إال هو‪ ،‬عليه نتوكل‪ ،‬وبه نتأيد‪.‬‬

‫عىل أن محمد بن يعقوب الخطيب األهوازي‪ ،‬لم ينفرد به‪ ،‬فقد تابعه أَبُو ا ْلحَ َس ِن عيل بن أحمد بن الهيثم‬
‫ا ْلب ﱠَزا ُز العسكري‪ ،‬وهو ثقة عابد‪ ،‬تويف سنة ثمان وعرشين وثالثمائة‪ ،‬وقد أخرج له الدارقطني يف رؤية‬
‫الصال ُِح‪ ،‬حَ ﱠدثَنِي أ َ ِبي‬
‫الشي ُْخ ﱠ‬‫الله للدارقطني )ص‪] :(124/233 :‬حَ ﱠدثَنَا عَ ِيل ﱡ بْ ُن أَحْ مَ َد ب ِْن ا ْلهَ يْث َ ِم ا ْلب ﱠَزا ُز ﱠ‬
‫أَحْ مَ ُد بْ ُن ا ْلهَ يْث َ ِم ب ِْن َخا ِلدٍ‪ ...،‬إلخ[‪ ،‬وقال أبو الحسني محمد بن أحمد بن إسماعيل بن عنبس البغدادي‬
‫)املتوىف‪387 :‬هـ(‪ ،‬املعرف بابن سمعون الواعظ‪ ،‬وهو نفسه من أولياء الله الصالحني‪ ،‬يف موضع آخر من‬
‫أماليه )ص‪] :(311/281 :‬حَ ﱠدثَنَا أَبُو ا ْلحَ َس ِن عَ ِيل ﱡ بْ ُن أَحْ مَ َد ب ِْن ا ْلهَ يْث َ ِم‪ ،‬ﱠ‬
‫الشي ُْخ ﱠ‬
‫الصال ُِح‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا عِ َيىس بْ ُن‬
‫ري‪ ...،‬إلخ[‪ ،‬ويف موضع ثالث من أماليه )ص‪:(11/92 :‬‬ ‫ُوىس ب ِْن أ َ ِبي حَ ْر ٍب‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا يَحْ يَى بْ ُن أ َ ِبي بُ َك ْ ٍ‬ ‫م َ‬
‫ُوىس ب ِْن أ َ ِبي حَ ْر ٍب ﱠ‬
‫الص ﱠفا ُر‪،‬‬ ‫صل ِِه‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا عِ َيىس بْ ُن م َ‬ ‫]حَ ﱠدثَنَا أَبُو ا ْلحَ َس ِن عَ ِيل ﱡ بْ ُن أَحْ مَ َد ب ِْن ا ْلهَ يْث َ ِم‪ِ ،‬م ْن أ َ ْ‬

‫‪ ‬‬ ‫‪26‬‬
‫‪ ‬‬
‫سباب املسلم فسوق وقتاله كفر ‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫ري‪ ...،‬إلخ[؛ فهو إذا ً رجل عابد صالح‪ ،‬له أصول يحدث منها‪ ،‬مرتجم له يف تاريخ‬ ‫حَ ﱠدثَنَا يَحْ يَى بْ ُن أ َ ِبي بُ َك ْ ٍ‬
‫بغداد وذيوله )ط العلمية )‪ ،(6129/319/11‬ورث الصدق‪ ،‬إن شاء الله‪ ،‬من أبيه الثقة أحمد بن الهيثم‬
‫بن خالد‪ ،‬أبي جعفر البزاز العسكري السامرائي املرتجم له أيضا ً يف تاريخ بغداد )ج‬
‫‪/5‬ص‪/192‬ت‪(2655‬؛‬
‫وتابعهما كل من‪ :‬أبو القاسم الحسن بن إدريس بن محمد بن شاذان القافالئي؛ له ترجمة يف تاريخ‬
‫الص ﱠفا ُر‪ ،‬لم نجد‬
‫ني ب ِْن إِب َْراهِ ي َم ب ِْن َقي ٍْس ﱠ‬ ‫بغداد )ج‪/7‬ص‪/288‬ت‪(3791‬؛ وأَبُو إ ِ ْسحَ َ‬
‫اق إِب َْراهِ ي ُم بْ ُن ا ْلحُ َس ْ ِ‬
‫له ذكرا ً إال يف معجم شيوخ اإلسماعييل‪ ،‬والظاهر أنه من الحفاظ ألنه يميل من حفظه‪ .‬فالحديث صحيح‪،‬‬
‫تقوم به الحجة قطعا ً‪ ،‬والحمد لله رب العاملني‪.‬‬

‫* حديث أبي الغادية الجهني‬


‫* وأخرج اإلمام أحمد بن حنبل يف مسنده )ج‪/5‬ص‪/68‬ح‪ (20685‬بإسناد حسن‪] :‬حدثنا أبو سعيد‬
‫وعفان قاال حدثنا ربيعة بن كلثوم حدثني أبي قال سمعت أبا غادية يقول بايعت رسول الله‪ ،‬صىل الله‬
‫عليه وسلم‪ ،‬قال أبو سعيد فقلت له بيمينك قال نعم قاال جميعا يف الحديث وخطبنا رسول الله‪ ،‬صىل الله‬
‫عليه وسلم‪ ،‬يوم العقبة فقال يا أيها الناس إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام إىل يوم تلقون ربكم عز‬
‫وجل كحرمة يومكم هذا يف شهركم هذا يف بلدكم هذا أال هل بلغت قالوا نعم قال اللهم أشهد ثم قال‪) :‬أال‬
‫ال ترجعوا بعدي كفارا يرضب بعضكم رقاب بعض([‬
‫* وهو يف مسند ابن أبي شيبة )‪] :(579/76/2‬حدثنا يُون ُ ُس بْ ُن مُحَ مﱠ دٍ‪َ ،‬قا َل‪ :‬حدثنا َر ِبيعَ ُة بْ ُن ُك ْلثُو ِم ب ِْن‬
‫طبَنَا َر ُسو ُل‬ ‫اب الن ﱠ ِب ﱢي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪َ ،‬قا َل‪َ :‬خ َ‬ ‫صحَ ِ‬ ‫جَ ْ ٍرب‪َ ،‬قا َل‪ :‬حَ ﱠدثَنِي أ َ ِبي‪ ،‬عَ ْن أ َ ِبي َغادِ ي ََة‪َ ،‬رجُ ٌل ِم ْن أ َ ْ‬
‫اس‪ ،‬أ َ َال إ ِ ﱠن دِمَ ا َء ُك ْم وَأَمْ وَا َل ُك ْم عَ َليْ ُك ْم حَ َرا ٌم إ ِ َىل أ َ ْن‬‫ال ﱠل ِه‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬يَوْ َم ا ْلعَ َقب َِة َف َقا َل‪» :‬يَأَيﱡهَ ا الن ﱠ ُ‬
‫َوْم ُك ْم َهذَا ِيف َشهْ ِر ُك ْم َهذَا ِيف بَ َل ِد ُك ْم َه َذا‪ ،‬أ َ َال َه ْل بَ ﱠل ْغ ُت؟ أ َ َال َه ْل بَ ﱠل ْغ ُت؟« َقا َل‪ُ :‬ق ْلنَا‪ :‬نَعَ مْ‪،‬‬ ‫مَة ي ِ‬ ‫تَ ْل َقوُا ال ﱠلهَ‪َ ،‬كحُ ْر ِ‬
‫ض ُك ْم ِر َقابَ بَعْ ٍض«[‬ ‫َرضبُ بَعْ ُ‬ ‫ارا ي ْ ِ‬ ‫اشهَ دْ‪ ،‬أ َ َال َال تَ ْر ِجعُ وا بَعْ دِي ُك ﱠف ً‬
‫َقا َل‪» :‬ال ﱠلهُ ﱠم ْ‬
‫ُوىس بْ ُن‬ ‫مَة م َ‬ ‫* ويف الكنى واألسماء للدوالبي )‪] :(281/139/1‬حَ ﱠدثَنَا هِ َال ُل بْ ُن ا ْلعَ َال ِء‪ ،‬حدثنا أَبُو َس َل َ‬
‫إ ِ ْسمَ اعِ ي َل َقا َل‪ ، :‬حدثنا َر ِبيعَ ُة بْ ُن ُك ْلثُو ِم ب ِْن جَ ْ ٍرب َقا َل‪ :‬حَ ﱠدثَنِي أ َ ِبي َقا َل‪َ :‬س ِمعْ ُت أَبَا َغادِ ي ََة ا ْلجُ هَ ن ﱠِي َقا َل‪:‬‬
‫ض ُك ْم ِر َقابَ بَعْ ٍض«‪.‬‬ ‫َرضبُ بَعْ ُ‬ ‫ارا ي ْ ِ‬ ‫طبَنَا َر ُسو ُل ال ﱠل ِه‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪َ ،‬ف َقا َل‪َ » :‬ال تَ ْر ِجعُ وا بَعْ دِي ُك ﱠف ً‬ ‫َخ َ‬
‫اس ُم أ َ ِبي َغادِ ي ََة‪ :‬ي ََسا ُر بْ ُن َسب ٍْع([‬ ‫ربنِي أَحْ َم ُد بْ ُن ُشعَ ي ٍْب َقا َل‪ْ ) :‬‬ ‫أ َ ْخ َ َ‬
‫يش‪َ ،‬ق َاال‪:‬‬ ‫يز‪ ،‬وَأَبُو م ُْس ِل ٍم ا ْل َك ﱢ ﱡ‬ ‫* ويف املعجم الكبري للطرباني )‪] :(912/363/22‬حَ ﱠدثَنَا عَ ِيل ﱡ بْ ُن عَ بْ ِد ا ْلعَ ِز ِ‬
‫األعْ َىل ب ِْن‬ ‫ص ِب عِ ن ْ َد عَ بْ ِد ْ َ‬‫وَاس ِط ا ْل َق َ‬‫حدثنا م ُْس ِل ُم بْ ُن إِب َْراهِ يمَ‪ ،‬حدثنا َر ِبيعَ ُة بْ ُن ُك ْلثُو ٍم‪ ،‬حدثنا أ َ ِبي‪َ ،‬قا َل‪ُ :‬كن ْ ُت ِب ِ‬
‫ات َل ُه‬ ‫طعَ ٌ‬ ‫َخ َل وَعَ َلي ِْه م َُق ﱠ‬‫األعْ َىل‪ :‬أَدْخِ لُوهُ‪َ ،‬فد َ‬ ‫الله ب ِْن عَ ِام ٍر َف َقا َل ْاآلذِ ُن‪َ :‬ه َذا أَبُو َغادِ ي ََة ا ْلجُ هَ ن ﱡِي َف َقا َل عَ بْ ُد ْ َ‬
‫عَ بْ ِد ِ‬
‫الله‪ ،‬صىل الله‬ ‫مﱠة‪َ ،‬ف َلمﱠ ا أ َ ْن َقعَ َد َقا َل‪ :‬بَايَعْ ُت َر ُسو َل ِ‬ ‫ال َكأَن ﱠ ُه لَي َْس ِم ْن َهذِﻩِ ْ ُ‬
‫األ ِ‬ ‫رضبٌ ِم َن ﱢ‬
‫الرجَ ِ‬ ‫طوَا ٌل َ ْ‬ ‫َرجُ ٌل ُ‬
‫اس أ َ َال إ ِ ﱠن دِمَ ا َء ُك ْم وَأَمْ وَا َل ُك ْم‬‫طبَنَا يَوْ َم ا ْلعَ َقب َِة‪َ ،‬ف َقا َل‪» :‬يَا أَيﱡهَ ا الن ﱠ ُ‬ ‫عليه وسلم‪َ ،‬ف ُق ْل ُت‪ِ :‬بي َِمي ِن َك‪َ ،‬قا َل‪ :‬نَعَ مْ‪َ ،‬خ َ‬
‫َوْم ُك ْم َهذَا ِيف َشهْ ِر ُك ْم َهذَا ِيف بَ َل ِد ُك ْم َهذَا‪ ،‬أ َ َال َه ْل بَ ﱠل ْغ ُت؟« َقالُوا‪ :‬نَعَ ْم َقا َل‪» :‬اللهُ ﱠم‬ ‫مَة ي ِ‬‫عَ َليْ ُك ْم حَ َرا ٌم َكحُ ْر ِ‬

‫‪ ‬‬ ‫‪27‬‬
‫‪ ‬‬
‫سباب املسلم فسوق وقتاله كفر ‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫َارس ِم ْن‬ ‫َعْض« َقا َل‪ :‬وَ ُكنﱠا نَعُ ﱡد عَ مﱠ ا َر ب َْن ي ِ ٍ‬ ‫َعْض ُك ْم ِر َقابَ ب ٍ‬ ‫َرضبُ ب ُ‬ ‫اشهَ ْد« َقا َل‪َ » :‬ال تَ ْر ِجعُوا بَعْ دِي ُك ﱠف ًارا ي ْ ِ‬ ‫ْ‬
‫طعَ َن َرجُ ًال ِيف‬ ‫ني َ‬ ‫الص ﱠف ْ ِ‬‫ان ِم َن ﱠ‬ ‫اج ًال حَ تﱠى إِذَا َك َ‬ ‫ني أ َ ْقبَ َل يَمْ ِيش أَوﱠ َل ا ْل َكتِيب َِة َر ِ‬ ‫ان يَوْ ُم ِص ﱢف َ‬ ‫خِ ي َِارنَا َقا َل‪َ :‬ف َلمﱠ ا َك َ‬
‫مَوْىل َلنَا‪» :‬أَيﱡ يَ ٍد‬ ‫رضبْتُ ُه‪َ ،‬ف ِإذَا ُه َو َرأ ْ ُس عَ مﱠ ٍار َقا َل‪ :‬ي َُقو ُل َ‬ ‫مْح‪َ ،‬فعَ ث َ َر َفان ْ َك َفأ َ ا ْل ِم ْغ َف ُر عَ ن ْ ُه َف َ َ‬ ‫الر ِ‬ ‫ُر ْكبَت ِِه ِب ﱡ‬
‫ض َاللَ ًة عِ نْدِي ِمن ْ ُه أَن ﱠ ُه َس ِم َع ِم َن الن ﱠ ِب ﱢي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬مَ ا َس ِمعَ‪ ،‬ث ُ ﱠم‬ ‫ْني َ‬ ‫َك َفتَاهُ؟« َقا َل‪َ ) :‬ف َل ْم أ َ َر َرجُ ًال أَب َ َ‬
‫َقتَ َل عَ مﱠ ً‬
‫ارا ً([‬
‫* ويف املعجم الكبري للطرباني )‪] :(913/364/22‬حَ ﱠدثَنَا أَحْ مَ ُد بْ ُن دَاوُ َد ا ْلمَ ﱢك ﱡي‪ ،‬حدثنا يَحْ يَى بْ ُن عُ َم َر‬
‫الله بْ ُن ُك ْلثُو ِم ب ِْن جَ ْ ٍرب َقا َل‪َ :‬س ِمعْ ُت أ َ ِبي َقا َل‪ُ :‬كنﱠا عِ ن ْ َد عَ نْب ََس َة ب ِْن َسعِ ي ٍد َف َر ِكب ُْت يَوْمًا إ ِ َىل‬ ‫ال ﱠليْث ﱡِي‪ ،‬حدثنا عَ بْ ُد ِ‬
‫الله‪ُ :‬قومُوا إ ِ َلي ِْه َفأَن ْ َزلُو ُه َف ُقولُوا‪:‬‬ ‫األعْ َىل بْ ُن عَ بْ ِد ِ‬ ‫اج َفأَتَا ُه َرجُ ٌل ي َُقا ُل َل ُه أَبُو َغادِ ي ََة ا ْلجُ هَ ن ﱡِي َف َقا َل َل ُه عَ بْ ُد ْ َ‬ ‫ا ْلحَ جﱠ ِ‬
‫ُ‬ ‫َخ َل عَ بْ ُد ْ َ‬
‫اج‬ ‫استَ ْس َقى َفأت َِي ِبمَ ا ٍء ِيف َقد َِح ُزجَ ٍ‬ ‫األعْ َىل َف ْ‬ ‫ْاآل َن تَ ْر ِج ُع َف َخ َرجْ نَا إ ِ َلي ِْه َف ُق ْلنَا َل ُه‪ْ :‬اآل َن تَ ْر ِج ُع َفن َ َز َل َفد َ‬
‫الله‪ ،‬صىل الله عليه‬ ‫رشبَ ‪َ ،‬ف َقا َل‪ :‬بَايَعْ ُت َر ُسو َل ِ‬ ‫اج‪ ،‬ث ُ ﱠم أُت َِي ِب ِه ِيف َقد َِح ن ُ َض ٍار َف َ ِ‬ ‫الزجَ ِ‬ ‫َرشبَ ِيف ﱡ‬ ‫َفأَبَى أ َ ْن ي ْ َ‬
‫األعْ َىل‪ :‬أ َ ِبي َِمي ِن َك َهذِﻩِ ؟ َفانْتَهَ َر ُﻩ‬ ‫ان مَ عِ ي عِ ن ْ َد عَ بْ ِد ْ َ‬ ‫اش ُد بْ ُن أَبْي ََض وَ َك َ‬ ‫وسلم‪ ،‬وَأَنَا أ َ ُر ﱡد عَ َىل أ َ ْه ِيل ا ْلمَ ا َل‪َ ،‬ف َقا َل َر ِ‬
‫وَه َو ي َُقو ُل‪» :‬إ ِ ﱠن دِمَ ا َء ُك ْم وَأَمْ وَا َل ُك ْم عَ َليْ ُك ْم‬ ‫طبَتَ ُه يَوْ َم ا ْلعَ َقب َِة ُ‬ ‫ْت ُخ ْ‬ ‫وَقا َل‪ْ :‬اقتَ َسمَا َل ُه َقا َل‪َ :‬‬
‫وَش ِهد ُ‬ ‫األعْ َىل‪َ ،‬‬ ‫عَ بْ ُد ْ َ‬
‫َعْض ُك ْم ِر َقابَ‬‫َرضبُ ب ُ‬ ‫َوْم ُك ْم َهذَا ِيف َشهْ ِر ُك ْم َهذَا ِيف بَ َل ِد ُك ْم َهذَا أ َ َال َال تَ ْر ِجعُوا بَعْ دِي ُك ﱠف ًارا ي ْ ِ‬ ‫مَة ي ِ‬ ‫حَ َرا ٌم َكحُ ْر ِ‬
‫ظ ْر ُت إ ِ َلي ِْه‪َ ،‬ف ِإذَا‬ ‫وَه َو ي َُقو ُل‪» :‬أ َ َال َال تَ ْقتُ ْل َهذَا؟« َفن َ َ‬ ‫ان َس ِمعْ ُت َرجُ ًال ُ‬ ‫ط ِبعُ ثْمَ َ‬ ‫ان يَوْ ُم أُحِ ي َ‬ ‫َعْض« حَ تﱠى إِذَا َك َ‬ ‫ب ٍ‬
‫ان يَوْ ُم‬ ‫ِيه!(‪َ ،‬ف َلمﱠ ا َك َ‬ ‫طن َ ُه َف ُق ْل ُت‪) :‬اللهُ ﱠم إ ِ ْن تَ َشأ ْ أ َ ْن يُ ْلقِ ين ِ‬ ‫طن ْ ُت بَ ْ‬ ‫صحَ ا ِب ِه َلوَ ﱠ‬ ‫ان َخ ْل َف ُه ِم ْن أ َ ْ‬ ‫مَن َك َ‬ ‫وْال ْ‬ ‫ُه َو عَ مﱠ ا ٌر َف َل َ‬
‫طعُ ن ُ ُه َف ِإذَا ُه َو عَ مﱠ ا ٌر[‬ ‫ف عَ ْن ُر ْكبَت ِِه َفأ َ ْ‬ ‫ظ ْر ُت إ ِ َىل ال ﱢد ْر ِع َفان ْ َك َس َ‬ ‫رش ي َُقو ُد َكتِيب ًَة َر ِ‬
‫اج ًال َفن َ َ‬ ‫ني إِذَا أَنَا ِب َرجُ ِل َ ﱟ‬ ‫ِص ﱢف َ‬
‫ربنَا َر ِبيعَ ُة بْ ُن ُك ْلثُو ِم‬ ‫ربنَا يُون ُ ُس بْ ُن مُحَ مﱠ ٍد ا ْلم َُؤدﱢبُ ‪ .‬أ َ ْخ َ َ‬ ‫* ويف الطبقات الكربى ط العلمية )‪] :(141/2‬أ َ ْخ َ َ‬
‫طبَنَا‬ ‫ول ال ﱠل ِه‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪َ ،‬قا َل‪َ :‬خ َ‬ ‫اب َر ُس ِ‬ ‫صحَ ِ‬ ‫ب ِْن جَ ْ ٍرب‪ .‬حَ ﱠدثَنِي أ َ ِبي عَ ْن أ َ ِبي َغادِ ي ََة َرجُ ٌل ِم ْن أ َ ْ‬
‫اس إ ِ ﱠن دِمَ ا َء ُك ْم وَأَمْ وَا َل ُك ْم حَ َرا ٌم عَ َليْ ُك ْم إ ِ َىل‬ ‫َر ُسو ُل ال ﱠل ِه‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ - ،‬يوم ا ْلعَ َقب َِة َقا َل‪ :‬يَا أَيﱡهَ ا الن ﱠ ُ‬
‫َوْم ُك ْم َهذَا ِيف َشهْ ِر ُك ْم َهذَا ِيف بَ َل ِد ُك ْم َهذَا‪ .‬أَال َه ْل بَ ﱠل ْغ ُت؟ َقا َل ُق ْلنَا‪ :‬نَعَ ْم! َقا َل‪ :‬ال ﱠلهُ ﱠم‬ ‫مَة ي ِ‬ ‫أ َ ْن تَ ْل َقوْا َربﱠ ُك ْم َكحُ ْر ِ‬
‫ض ُك ْم ِر َقابَ بَعْ ٍض[‬ ‫َرضبُ بَعْ ُ‬ ‫ارا ي ْ ِ‬ ‫اشهَ ْد! أَال ال تَ ْر ِجعُ ﱠن بَعْ دِي ُك ﱠف ً‬ ‫ْ‬
‫ُوىس بْ ُن‬ ‫ربنَا عَ ﱠفا ُن بْ ُن م ُْس ِل ٍم وَ م ُْس ِل ُم بْ ُن إِب َْراهِ ي َم وَ م َ‬ ‫* ويف الطبقات الكربى ]ط العلمية )‪] :[(196/3‬أ َ ْخ َ َ‬
‫األعْ َىل‬ ‫ص ِب عِ ن ْ َد عَ بْ ِد َ‬ ‫وَاس ِط ا ْل َق َ‬‫ربنَا َر ِبيعَ ُة بْ ُن ُك ْلثُو ِم ب ِْن جَ ْ ٍرب َقا َل‪ :‬حَ ﱠدثَنِي أ َ ِبي َقا َل‪ُ :‬كن ْ ُت ِب ِ‬ ‫إ ِ ْسمَ اعِ ي َل َقالُوا‪ :‬أ َ ْخ َ َ‬
‫ات‬‫طعَ ٌ‬ ‫َخ َل عَ َلي ِْه م َُق ﱠ‬ ‫األعْ َىل‪ :‬أَدْخِ لُو ُه‪َ .‬فد َ‬ ‫ب ِْن عَ بْ ِد ال ﱠل ِه ب ِْن عَ ِام ٍر َف ُقلْ ُت‪ِ :‬اإلذْ ُن‪َ .‬هذَا أَبُو َغادِ ي ََة ا ْلجُ هَ ن ﱡِي‪ .‬فقال عَ بْ ُد َ‬
‫مﱠة‪َ .‬ف َلمﱠ ا أ َ ْن َقعَ َد َقا َل‪ :‬بَايَعْ ُت َر ُسو َل ال ﱠل ِه‪ ،‬صىل‬ ‫ال َكأَن ﱠ ُه َلي َْس ِم ْن َهذِﻩِ ُ‬
‫األ ِ‬ ‫الرجَ ِ‬ ‫رضبٌ ِم َن ﱢ‬ ‫طوَا ٌل َ ْ‬ ‫َل ُه َف ِإذَا َرجُ ٌل ُ‬
‫طبَنَا َر ُسو ُل ال ﱠل ِه‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬يَوْ َم ا ْلعَ َقب َِة َف َقا َل‪:‬‬ ‫وَخ َ‬‫الله عليه وسلم‪ُ - ،‬ق ْل ُت‪ِ :‬بي َِمي ِن َك؟ َقا َل‪ :‬نَعَ ْم‪َ .‬‬
‫َوْم ُك ْم َهذَا ِيف َشهْ ِر ُك ْم َهذَا ِيف‬ ‫مَة ي ِ‬ ‫اس أَال إ ِ ﱠن دِمَ ا َء ُك ْم وَأَمْ وَا َل ُك ْم حَ َرا ٌم عَ َليْ ُك ْم إ ِ َىل أ َ ْن تَ ْل َقوْا َربﱠ ُك ْم َكحُ ْر ِ‬ ‫يَا أَيﱡهَ ا الن ﱠ ُ‬
‫َرضبُ‬ ‫اشهَ ْد‪ .‬ث ُ ﱠم َقا َل‪ :‬أَال ال تَ ْر ِجعُوا بَعْ دِي ُك ﱠف ًارا ي ْ ِ‬ ‫بَ َل ِد ُك ْم َهذَا‪ .‬أَال َه ْل بَ ﱠل ْغ ُت؟ َف ُق ْلنَا‪ :‬نَعَ ْم‪َ .‬ف َقا َل‪ :‬ال ﱠلهُ ﱠم ْ‬
‫َارس فِ ينَا خيارا ً )يف األصل‪ :‬حَ نَانًا؟(‪.‬‬ ‫َعْض(‪َ .‬قا َل ث ُ ﱠم أَتْبَ َع َذا َف َقا َل‪ :‬إِنﱠا ُكنﱠا نَعُ ﱡد عَ مﱠ ا َر ب َْن ي ِ ٍ‬ ‫َعْض ُك ْم ِر َقابَ ب ٍ‬ ‫ب ُ‬
‫وَطئْتُ ُه حَ تﱠى‬ ‫َفبَيْنَا أَنَا ِيف مَ ْس ِج ِد ُقبَا ٍء إ ِ ْذ ُه َو ي َُقو ُل‪ :‬أَال إ ِ ﱠن نَعْ ثَال َهذَا لِعُ ثْمَ ا ُن‪َ .‬فأ َ ْلتَفِ ُت َف َل ْو أ َ ِج ُد عَ َلي ِْه أَعْ وَانًا َل ِ‬
‫ني أ َ ْقبَ َل ي َْستَ ﱡن أَوﱠ َل ا ْل َكتِيب َِة َرجُ ال‬ ‫ان يَوْ َم ِص ﱢف َ‬ ‫أ َ ْقتُ َل ُه‪َ .‬قا َل ُق ْل ُت ال ﱠلهُ ﱠم إِن ﱠ َك إ ِ ْن تَ َشأ ْ تُمْ كِ نﱢي ِم ْن عَ مﱠ ٍار‪َ .‬ف َلمﱠ ا َك َ‬

‫‪ ‬‬ ‫‪28‬‬
‫‪ ‬‬
‫سباب املسلم فسوق وقتاله كفر ‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫ف ا ْل ِم ْغ َف ُر عَ ن ْ ُه‪.‬‬ ‫مْح َفعَ ث َ َر َفان ْ َك َش َ‬


‫الر ِ‬ ‫طعَ ن َ ُه ِيف ُر ْكبَت ِِه ِب ﱡ‬‫وْر ًة َف َ‬ ‫ْرص َرجُ ٌل عَ َ‬ ‫ني َفأَب َ َ‬ ‫الص ﱠف ْ ِ‬
‫َني ﱠ‬ ‫ان ب ْ َ‬ ‫حَ تﱠى إِذَا َك َ‬
‫ضال َل ًة عِ نْدِي ِمن ْ ُه‪ .‬إِن ﱠ ُه َس ِم َع ِم َن الن ﱠ ِب ﱢي‪ ،‬صىل الله عليه‬ ‫ْني َ‬ ‫رضبْتُ ُه َف ِإذَا َرأ ْ ُس عَ مﱠ ٍار‪َ .‬قا َل‪َ :‬ف َل ْم أ َ َر َرجُ ال أَب َ َ‬ ‫َف َ َ‬
‫َرشبَ فِ يهَ ا‪َ .‬فأُت َِي‬ ‫اج َفأَبَى أ َ ْن ي ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫وَاستَ ْس َقى أبُو َغادِ ي ََة َفأت َِي ِبمَ ا ٍء ِيف ُزجَ ٍ‬ ‫ارا‪َ .‬قا َل ْ‬ ‫وسلم‪ ،‬مَ ا َس ِم َع ث ُ ﱠم َقتَ َل عَ مﱠ ً‬
‫اج‬‫اب ِيف ُزجَ ٍ‬ ‫الرش ِ‬‫ري َقا ِئ ٌم ِبالنﱠب َِطي ِﱠة‪ :‬أَوَى يَ ٍد َك َفتَا يَتَوَ ﱠر ُع عَ ِن ﱠ َ‬ ‫رشبَ ‪َ .‬ف َقا َل َرجُ ٌل عَ َىل َرأ ْ ِس َ‬
‫األ ِم ِ‬ ‫ِبمَ ا ٍء ِيف َقد ٍَح َف َ ِ‬
‫وَ َل ْم يَتَوَ ﱠر ْع عَ ْن َقتْ ِل عَ مﱠ ٍار[‬
‫* وأخرجه اإلمام عبد الله بن أحمد بن حنبل يف زوائد مسند أبيه )ج‪/4‬ص‪/76‬ح‪ (16744‬بإسناد‬
‫صحيح‪] :‬حدثنا عبد الله قال حدثني أبو موىس العنزي محمد بن املثنى قال حدثنا محمد بن أبي عدى‬
‫عن بن عون عن كلثوم بن جرب قال كنا بواسط القصب عند عبد األعىل بن عبد الله بن عامر قال فإذا‬
‫عنده رجل يقال له أبو الغادية استسقى ماء فأتى بإناء مفضض فأبى أن يرشب وذكر النبي‪ ،‬صىل الله‬
‫عليه وسلم‪ ،‬فذكر هذا الحديث‪ :‬ال ترجعوا بعدي كفارا )أو ضالال شك بن أبي عدى( يرضب بعضكم رقاب‬
‫بعض فإذا رجل يسب فالنا فقلت والله لنئ أمكنني الله منك يف كتيبة فلما كان يوم صفني إذ أنا به وعليه‬
‫درع قال ففطنت إىل الفرجة يف جربان الدرع فطعنته فقتلته فإذا هو عمار بن يارس قال قلت وأي يد‬
‫كفتاه يكره أن يرشب يف إناء مفضض وقد قتل عمار بن يارس[‬
‫* ويف وهو يف الطبقات الكربى ]ط العلمية )‪ [(197/3‬من طريق ثانية‪ ،‬ومن زاوية أخرى بإسناد‬
‫ربنَا أَبُو حَ ْف ٍص وَ ُك ْلثُو ُم بْ ُن جَ ْ ٍرب عَ ْن‬ ‫مَة َقا َل‪ :‬أ َ ْخ َ َ‬
‫ربنَا حَ مﱠا ُد بْ ُن َس َل َ‬ ‫ربنَا عَ ﱠفا ُن بْ ُن م ُْس ِل ٍم َقا َل‪ :‬أ َ ْخ َ َ‬ ‫صحيح‪] :‬أ َ ْخ َ َ‬
‫ان ي َْش ِت ُم ُه ِبا ْلمَ دِين َ ِة َقا َل‪َ :‬فتَوَعﱠ ْدتُ ُه ِبا ْل َقتْ ِل ُقلْ ُت‪َ :‬ل ِ ْ‬
‫نئ‬ ‫َارس ي ََق ُع ِيف عُ ثْمَ َ‬ ‫أ َ ِبي َغادِ ي ََة َقا َل‪َ :‬س ِمعْ ُت عَ مﱠ ا َر ب َْن ي ِ ٍ‬
‫اس‪َ .‬فقِ ي َل َهذَا عَ مﱠ ا ٌر‪َ .‬ف َرأَي ُْت ُف ْرجَ ًة‬ ‫ني جَ عَ َل عَ مﱠ ا ٌر يَحْ ِم ُل عَ َىل الن ﱠ ِ‬ ‫ان يَوْ ُم ِص ﱢف َ‬ ‫أَمْ َكنَنِي ال ﱠل ُه ِمن ْ َك ألَ ْفعَ َل ﱠن‪َ .‬ف َلمﱠ ا َك َ‬
‫وَق َع َف َقتَ ْلتُ ُه‪َ .‬فقِ ي َل َقتَ ْل َت عَ مﱠ ا َر ب َْن‬
‫طعَ نْتُ ُه ِيف ُر ْكبَت ِِه‪َ .‬قا َل‪َ :‬ف َ‬ ‫ني‪َ .‬قا َل َفحَ َم ْل ُت عَ َلي ِْه َف َ‬ ‫الس َاق ْ ِ‬
‫َني ﱠ‬ ‫ني وَ ب ْ َ‬ ‫الرئَتَ ْ ِ‬
‫َني ﱢ‬ ‫بْ َ‬
‫اص َف َقا َل‪َ ] :‬س ِمعْ ُت َر ُسو َل ال ﱠل ِه‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ - ،‬يقول إ ِ ﱠن َقا ِت َل ُه َ‬
‫وَسا ِلبَ ُه‬ ‫رب عَ ْم ُرو بْ ُن ا ْلعَ ِ‬ ‫َارس‪ .‬وَأ ُ ْخ ِ َ‬
‫ي ِ ٍ‬
‫مْرو ب ِْن ا ْلعَ اص‪ُ :‬ه َو ذَا أَن ْ َت تُ َقا ِتلُ ُه‪َ .‬ف َقا َل‪ :‬إِنﱠمَ ا َقا َل َقا ِت َل ُه َ‬
‫وَسا ِلبَ ُه[‬ ‫ِيف الن ﱠ ِار[‪َ .‬فقِ ي َل لِعَ ِ‬

‫قلت‪ :‬أبو الغادية الجهني‪ ،‬واسمه يف األرجح‪ :‬يسار بن سبع‪ ،‬قاتل عمار‪ ،‬وكان يفتخر بذلك ويتبجح‪،‬‬
‫عياذا ً بالله من الخذالن‪ ،‬وليس هو أبا الغادية املزني السلمي‪ ،‬الذي بايع تحت الشجرة‪ ،‬معاذ الله؛ فال‬
‫معنى ملا قاله اإلمام الحجة أبو محمد عيل بن حزم‪] :‬وعمار ريض الله عنه قتله أبو الغادية يسار ابن سبع‬
‫السلمي شهد بيعة الرضوان فهو من شهد الله له بأنه علم ما يف قلبه وانزل السكينة عليه وريض عنه‬
‫فأبو الغادية ريض الله عنه متأول مجتهد مخطئ فيه‪ ،‬باغ عليه‪ ،‬مأجور أجرا ً واحدا ً[‪ ،‬كذا يف الفصل يف‬
‫امللل )ج‪/4‬ص‪(124‬؛ وهذه من زالت العلماء الشنيعة‪ ،‬التي يستعاذ بالله منها‪.‬‬

‫* حديث أنس بن مالك‬


‫مَن َقا َل‪ :‬حدثنا ُسوَ يْ ٌد أَبُو‬ ‫الرحْ ِ‬ ‫* جاء يف املعجم األوسط )‪] :(8471/225/8‬حَ ﱠدثَنَا مُعَ اذٌ َقا َل‪ :‬حدثنا عَ بْ ُد ﱠ‬
‫رض َة‪ ،‬عَ ْن أ َ ِبي َسعِ ي ٍد َقا َل‪ُ :‬كنﱠا نَتَذَا َك ُر ا ْل ُق ْر َ‬
‫آن‬ ‫حَ ا ِت ٍم‪ ،‬عَ ْن َقتَا َد َة‪ ،‬عَ ْن أَن َ ٍس‪ِ ،‬مث ْ َل ُه؛ ))أي‪َ :‬قا َل َقتَا َد ُة‪ :‬عَ ْن أ َ ِبي ن َ ْ َ‬

‫‪ ‬‬ ‫‪29‬‬
‫‪ ‬‬
‫سباب املسلم فسوق وقتاله كفر ‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫ول ال ﱠل ِه‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬يَن ْ ِز ُع َهذَا ِبآي ٍَة وَ َهذَا ِبآي ٍَة‪َ ،‬ف َخ َرجَ َر ُسو ُل ال ﱠل ِه‪ ،‬صىل الله عليه‬ ‫َاب َر ُس ِ‬ ‫عِ ن ْ َد ب ِ‬
‫ﱠان‪َ ،‬ف َقا َل‪» :‬يَا َه ُؤ َال ِء‪ ،‬أَلِهَ ذَا بُعِ ثْتُمْ؟ أ َ ْم ِبهَ ذَا أ ُ ِم ْرتُمْ؟ َال تَ ْر ِجعُوا بَعْ دِي‬ ‫وسلم‪َ ،‬كأَنﱠمَا ُفقِ ئَ ِيف وَجْ ِه ِه حَ بﱡ ﱡ‬
‫الرم ِ‬
‫ِيث عَ ْن َقتَا َد َة إ ِ ﱠال ُسوَ يْدٌ‪ ،‬تَ َف ﱠر َد‬
‫َعْض«(([‪ ،‬وقال الطرباني‪َ ) :‬ل ْم ي َْر ِو َهذَا ا ْلحَ د َ‬ ‫َعْض ُك ْم ِر َقابَ ب ٍ‬
‫َرضبُ ب ُ‬ ‫ُك ﱠف ًارا ي ْ ِ‬
‫مَن(‪.‬‬ ‫ِب ِه‪ :‬عَ بْ ُد ﱠ‬
‫الرحْ ِ‬
‫* وهو يف مسند البزار ]البحر الزخار )‪] :[(11/76/18‬وحدثناه محمد بن املثنى‪ ،‬قا َل‪ :‬حَ ﱠدثَنا عبد‬
‫الرحمن بن املبارك‪ ،‬قا َل‪ :‬حَ ﱠدثَنا سويد‪ ،‬عن قتادة‪ ،‬عن أنس بمثله‪ ،‬أي بمثل حديث‪) :‬قتادة‪ ،‬عن أبي‬
‫نرضة‪ ،‬عن أبي سعيد قال كنا جلوسا عىل باب رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬نتذاكر ينزع هذا بآية‬
‫وهذا بآية قال‪ :‬فقال‪ :‬يا هؤالء‪ :‬ألهذا بعثتم؟ أم بهذا أمرتم؟ ال ترجعوا بعدي كفارا يرضب بعضكم رقاب‬
‫بعض([ وقال البزار‪) :‬وهذا الحديث ال نعلم رواه إال سويد أبو حاتم صاحب الطعام وهو سويد بن‬
‫إبراهيم روى عنه صفوان بن عيىس وجماعة‪ :‬ليس به بأس؛‬
‫قلت‪ :‬عبد الرحمن بن املبارك ثقة برصي؛ وأبو حاتم سويد بن إبراهيم الجحدري الحناط )أو العطار(‬
‫صاحب الطعام‪ ،‬ليس به بأس‪ ،‬وقال الحافظ يف تقريب التهذيب )ج‪/1‬ص‪/260‬ت‪] :(2687‬سويد بن‬
‫إبراهيم الجحدري أبو حاتم الحناط )بالنون( البرصي ويقال له صاحب الطعام صدوق يسء الحفظ له‬
‫أغالط وقد أفحش بن حبان فيه القول من السابعة مات سنة سبع وستني )بخ([‪ ،‬فبالغ يف اعتبار كالم‬
‫ابن حبان الذي قال يف املجروحني )ج‪/1‬ص‪] :(453/350‬سويد بن إبراهيم أبو حاتم العطار الهذيل‬
‫صاحب الطعام من أهل البرصة يروي عن قتادة روى عنه صفوان بن عيىس والبرصيون؛ يروي‬
‫املوضوعات عن األثبات وهو صاحب حديث الربغوث روى عن قتادة عن أنس أن رسول الله‪ ،‬صىل الله‬
‫عليه وسلم‪ ،‬سمع رجال يسب برغوثا فقال ال تسبه فإنه نبه نبيا من األنبياء لصالة الصبح؛ حدثناه‬
‫الحسن بن سفيان قال حدثنا النرض بن طاهر القييس قال سمعت سويدا أبا حاتم عن قتادة؛ قال أبو‬
‫حاتم وقد كان يحيى بن معني يضجع القول فيه وفيما حدثني أبو يعىل قال سألت يحيى بن معني عن‬
‫سويد أبي حاتم صاحب الطعام فقال‪) :‬ليس به بأس([‪ ،‬ولم يوفق ابن حبان يف ذلك ألن البالء يف حديث‬
‫الربغوث إنما هو من أبي الحجاج النرض بن طاهر القييس‪ ،‬كذاب‪ ،‬كشفه أبو أحمد بن عدي وأثبت عليه‬
‫أنه يرسق الحديث فقال يف الكامل يف الضعفاء )ج‪/7‬ص‪] :(1967/27‬النرض بن طاهر أبو الحجاج‬
‫برصى؛ ضعيف جدا يرسق الحديث؛ ويحدث عمن لم يرهم؛ وال يحمل سنه ان يراهم؛‪ ..‬إلخ[‪ ،‬فساق‬
‫أحاديث كثرية‪ ،‬ثم ختم قائالً‪] :‬والنرض بن طاهر معروف بأنه يثب عىل حديث الناس ويرسقه ويروى‬
‫عمن لم يلحقهم والضعف عىل حديثه بني[‬
‫فاإلسناد إذا جيد‪ ،‬ال بأس به‪ ،‬ويصح الحديث بدون أدنى شبهة باملتابعة التالية‪ ،‬عىل الكالم يف إسنادها‪:‬‬
‫* حيث جاء يف مسند أبي يعىل املوصيل )‪] :(3946/37/7‬حَ ﱠدثَنَا مُحَ مﱠ ُد بْ ُن بَحْ ٍر‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا ُمب ََار ٌك‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا‬
‫ارا‬‫صحَ ا ِب ِه‪َ » :‬ال تَ ْر ِجعُ ﱠن بَعْ دِي ُك ﱠف ً‬ ‫يز‪ ،‬عَ ْن أَن َ ٍس َقا َل‪َ :‬قا َل َر ُسو ُل ال ﱠل ِه‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪َ ِ ،‬أل ْ‬ ‫عَ بْ ُد ا ْلعَ ِز ِ‬
‫ض ُك ْم ِر َقابَ بَعْ ٍض«[‬ ‫َرضبُ بَعْ ُ‬ ‫ي ْ ِ‬

‫‪ ‬‬ ‫‪30‬‬
‫‪ ‬‬
‫سباب املسلم فسوق وقتاله كفر ‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫* وجاء يف مسند البزار ]البحر الزخار )‪] :[(6399/65/13‬وَ ِب ِإ ْسنَادِ ﻩِ )واإلسناد هو‪ :‬حَ دﱠثنا محمد بن‬
‫يز‪ ،‬عَ ن أَنَس(‪ ،‬عَ ن‬ ‫صهَ ي ٍْب‪ ،‬عَ ْن عَ بْ ِد ا ْلعَ ِز ِ‬‫يز ب ِْن ُ‬ ‫مرداس األنصاري‪ ،‬حَ دﱠثنا ُمب ََار ٌك أَبُو ُسحَ يْ ٍم مَ َ‬
‫وْىل عَ بْ ِد ا ْلعَ ِز ِ‬
‫ض ُك ْم ِر َقابَ‬
‫َرضبُ بَعْ ُ‬
‫ارا ي ْ ِ‬ ‫ون بَعْ دِي ُك ﱠف ً‬ ‫صحَ ا ِب ِه‪) :‬ال أَعْ ِر َفن ﱠ ُك ْم تَ ْر ِجعُ َ‬
‫الن ﱠ ِب ّي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬أَن ﱠ ُه َقا َل َأل ْ‬
‫بَعْ ٍض([‪،‬‬
‫وأبو ُسحَ يْ ٍم مبارك بن ُسحَ يْ ٍم بن عبد الله البناني البرصي‪ ،‬موىل عبد العزيز بن صهيب له غرائب عن عبد‬
‫العزيز بن صهيب استنكر الجمهور تفرده بها مع كثرة الرواة عن عبد العزيز بن صهيب‪ ،‬فضعفوه‬
‫وتركوا حديثه‪ ،‬فالله أعلم؛ وما ندري لعله خدم وصحب مواله عبد العزيز بن صهيب أكثر من غريه‪،‬‬
‫وأكثر املتون التي ذكر أبو أحمد بن عدي يف الكامل يف الضعفاء )ج‪/6‬ص‪ (1802/322‬متون معروفة‪،‬‬
‫وليست منكرة‪ ،‬وقد جاءت بأسانيد أخرى‪ .‬ومهما يكن األمر فروايته هذه‪ ،‬موضع النظر اآلن‪ ،‬قطعا ً‬
‫ليست باملنكرة‪.‬‬

‫ول ال ﱠل ِه‪ ،‬صىل الله عليه وعىل آله وسلم‪ ،‬هنا يف حديث أنس‪َ ) :‬ال تَ ْر ِجعُوا بَعْ دِي‬
‫ولعلنا نالحظ أن قول َر ُس ِ‬
‫َعْض( كان يف واقعة أخرى‪ ،‬وليس يف خطبة الوداع؛ وقد ح ﱠذر فيها نبي الله‬ ‫َعْض ُك ْم ِر َقابَ ب ٍ‬ ‫ُك ﱠف ًارا ي ْ ِ‬
‫َرضبُ ب ُ‬
‫من التقاتل الذي أغلب ما ينشأ من املراء يف القرآن‪ ،‬ورضب بعضه ببعض؛ وهذا هو الذي وقع يف األمة‪،‬‬
‫وما زال يقع‪ ،‬لألسف الشديد‪ :‬فإنا لله وإنا إليه راجعون‪.‬‬

‫* حديث أبي سعيد الخدري‬


‫اط ﱡي‪ ،‬حدثنا عَ بْ ُد‬ ‫األ ْس َف ِ‬ ‫ﱠاس بْ ُن ا ْل َف ْض ِل ْ َ‬ ‫* جاء يف املعجم الكبري للطرباني )‪] :(5442/37/6‬حَ ﱠدثَنَا ا ْلعَ ب ُ‬
‫رض َة‪ ،‬عَ ْن أ َ ِبي َسعِ ي ٍد َقا َل‪ُ :‬كنﱠا‬ ‫ْيش‪ ،‬حدثنا ُسوَ يْ ٌد أَبُو حَ ا ِت ٍم‪ ،‬عَ ْن َقتَا َد َة‪ ،‬عَ ْن أ َ ِبي ن َ ْ َ‬ ‫مَن بْ ُن ا ْل ُمب ََاركِ ا ْلعَ ي ِ ﱡ‬
‫الرحْ ِ‬
‫ﱠ‬
‫الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬نَتَذَا َك ُر‪ ،‬يَن ْ ِز ُع َهذَا ِبآي ٍَة ويَن ْ ِز ُع َهذَا ِبآي ٍَة‪َ ،‬ف َخ َرجَ عَ َليْنَا‬ ‫ول ِ‬ ‫َاب َر ُس ِ‬ ‫وسا عَ َىل ب ِ‬ ‫جُ لُ ً‬
‫ان‪َ ،‬ف َقا َل‪» :‬يَا َه ُؤ َال ِء أ َ ِبهَ ذَا بُعِ ثْتُمْ؟ أ َ ْم ِبهَ ذَا‬ ‫الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪َ ،‬كأَنﱠمَ ا تَ َف ﱠقأ َ ِيف وَ جْ ِه ِه حَ بﱡ ﱡ‬
‫الرمﱠ ِ‬ ‫َر ُسو ُل ِ‬
‫ض ُك ْم ِر َقابَ بَعْ ٍض«[‬ ‫َرضبُ بَعْ ُ‬ ‫ارا‪ ،‬ي ْ ِ‬‫أ ُ ِم ْرتُمْ؟ َال تَ ْر ِجعُ وا بَعْ دِي ُك ﱠف ً‬
‫مَن َقا َل‪ :‬حدثنا ُسوَ يْ ٌد‬ ‫الرحْ ِ‬ ‫* وهو يف املعجم األوسط )‪] :(8470/225/8‬حَ ﱠدثَنَا مُعَ اذٌ َقا َل‪ :‬حدثنا عَ بْ ُد ﱠ‬
‫ول ال ﱠل ِه‪ ،‬صىل‬ ‫َاب َر ُس ِ‬ ‫آن عِ ن ْ َد ب ِ‬ ‫رض َة‪ ،‬عَ ْن أ َ ِبي َسعِ ي ٍد َقا َل‪ُ :‬كنﱠا نَتَذَا َك ُر ا ْل ُق ْر َ‬ ‫أَبُو حَ ا ِت ٍم‪َ ،‬قا َل َقتَا َد ُة‪ :‬عَ ْن أ َ ِبي ن َ ْ َ‬
‫وَه َذا ِبآي ٍَة‪َ ،‬ف َخ َرجَ َر ُسو ُل ال ﱠل ِه‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪َ ،‬كأَنﱠمَ ا ُفقِ ئَ ِيف وَجْ ِه ِه‬ ‫الله عليه وسلم‪ ،‬يَن ْ ِز ُع َهذَا ِبآي ٍَة َ‬
‫َعْض ُك ْم ِر َقابَ‬
‫َرضبُ ب ُ‬ ‫ان‪َ ،‬ف َقا َل‪» :‬يَا َه ُؤ َال ِء‪ ،‬أَلِهَ ذَا بُعِ ثْتُمْ؟ أ َ ْم ِبهَ ذَا أ ُ ِم ْرتُمْ؟ َال تَ ْر ِجعُوا بَعْ دِي ُك ﱠف ًارا ي ْ ِ‬ ‫الرمﱠ ِ‬
‫حَ بﱡ ﱡ‬
‫َعْض«[‬‫ب ٍ‬
‫مَن بْ ُن ا ْل ُمب ََاركِ ‪ ،‬حدثنا‬ ‫الرحْ ِ‬ ‫* ويف معجم ابن األعرابي )‪] :(1311/658/2‬حدثنا جَ عْ َف ٌر‪ ،‬حدثنا عَ بْ ُد ﱠ‬
‫رض َة عَ ْن أ َ ِبي َسعِ ي ٍد َقا َل‪َ :‬قا َل َر ُسو ُل ال ﱠل ِه‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪َ :‬ال‬ ‫ُسوَ يْ ُد أَبُو حَ ا ِت ٍم حدثنا َقتَا َد ُة‪ ،‬عَ ْن أ َ ِبي ن َ ْ َ‬
‫ض ُك ْم ِر َقابَ بَعْ ٍض[‬ ‫َرضبُ بَعْ ُ‬ ‫ارا ي ْ ِ‬ ‫تَ ْر ِجعُ وا بَعْ دِي ُك ﱠف ً‬

‫‪ ‬‬ ‫‪31‬‬
‫‪ ‬‬
‫سباب املسلم فسوق وقتاله كفر ‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫ربنَا أَحْ َم ُد‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا مُحَ ﱠم ٌد‪ ،‬أَنْبَأَنَا عَ بْ ُد‬ ‫* ويف جزء من أحاديث ابن املقري عن شيوخه )ص‪] :(1368/71 :‬أ َ ْخ َ َ‬
‫وسا‬ ‫َرص َة‪ ،‬عَ ْن أ َ ِبي َسعِ يدٍ‪َ ،‬قا َل‪ُ :‬كنﱠا جُ لُ ً‬ ‫مَن بْ ُن ا ْل ُمب ََاركِ ‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا ُسوَ يْ ٌد أَبُو حَ ا ِت ٍم‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا َقتَا َد ُة‪ ،‬عَ ْن أ َ ِبي ب ْ َ‬ ‫الرحْ ِ‬ ‫ﱠ‬
‫وَهذَا يَنْتَ ِز ُع أَن ﱠ ُه َقا َل‪َ ،‬ف َخ َرجَ عَ َليْنَا‬ ‫ول ال ﱠل ِه‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪َ ،‬فتَذَا َك َر َهذَا يَنْتَ ِز ُع أَن ﱠ ُه‪َ ،‬‬ ‫َاب َر ُس ِ‬ ‫عىل ب ِ‬
‫ان‪َ ،‬ف َقا َل‪» :‬أ َ ِبهَ ذَا بُعِ ثْتُمْ‪ ،‬أ َ ْم ِبهَ ذَا أ ُ ِم ْرتُمْ‪،‬‬ ‫َر ُسو ُل ال ﱠل ِه‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪َ ،‬ف َكأَنﱠمَ ا ُفقِ ئَ ِيف وَجْ ِه ِه حَ بﱡ ﱡ‬
‫الرمﱠ ِ‬
‫ض ُك ْم ِر َقابَ بَعْ ٍض«[؛ وجاء بيان أسماء الرواة قبل بضعة أحاديث يف‬ ‫َرضبُ بَعْ ُ‬ ‫ارا ي ْ ِ‬ ‫أَال ال تَ ْر ِجعُ وا بَعْ دِي ُك ﱠف ً‬
‫ات عَ ِيل ﱡ بْ ُن النﱠاعِ ِم‪ ،‬قِ َرا َء ًة عَ َلي ِْه‪ ،‬وَأَنَا أ َ ْسمَ ُع وَ ذَ ِل َك‬ ‫رب َك ِ‬ ‫ربنَا أَبُو بَ ْك ٍر أَحْ مَ ُد بْ ُن أ َ ِبي ا ْل َ َ‬
‫)ص‪] :(1360/68 :‬أ َ ْخ َ َ‬
‫وْص ِيلﱡ‪،‬‬‫يَوْ َم الثﱡالثَا ِء ُغ ﱠر َة َرجَ ٍب َسن َ َة ‪َ ،573‬قا َل‪ :‬أَنْبَأَنَا أَبُو عَ بْ ِد ال ﱠل ِه هِ ب َُة ال ﱠل ِه بْ ُن أَحْ مَ َد ب ِْن مُحَ مﱠ ِد ب ِْن عَ ِيل ﱟ ا ْلمَ ِ‬
‫ان‪ ،‬قِ َرا َء ًة عَ َلي ِْه‪ ،‬وَأَنَا أ َ ْسمَ عُ‪ ،‬أَنْبَأَنَا أَبُو ا ْلحَ َس ِن‬ ‫رش َ‬ ‫أَنْبَأَنَا أَبُو ا ْل َق ِ‬
‫اس ِم عَ بْ ُد ا ْلمَ لِكِ بْ ُن مُحَ مﱠ ِد ب ِْن عَ بْ ِد ال ﱠل ِه ب ِْن ِب ْ َ‬
‫ص ِل ِكتَا ِب ِه َفأ َ َق ﱠر ِب ِه ِيف ا ْلمُحَ ﱠر ِم َسن َ َة ‪ ،349‬حَ ﱠدثَنَا أَبُو عَ بْ ِد ال ﱠل ِه‬ ‫طيﱢ ِب ﱡي ِم ْن أ َ ْ‬‫اق ب ِْن نَي َْخابَ ال ﱠ‬ ‫أَحْ َم ُد بْ ُن إ ِ ْسحَ َ‬
‫وﱠال َسن َ َة ‪ ...،288‬إلخ[‬ ‫الريﱢ ِيف َش ٍ‬ ‫الرضيْ ِس ب ِْن ي ََس ٍار ا ْلبَجَ ِيل ﱡ ِب ﱠ‬ ‫مُحَ ﱠم ُد بْ ُن أَيﱡوبَ ب ِْن يَحْ يَى ب ِْن ﱡ َ‬

‫وقد درسنا حال سويد أبي حاتم قبل قليل‪ ،‬فهذا اإلسناد كذلك جيد‪ ،‬ال بأس به‪ ،‬ويصح الحديث والقصة‬
‫التي ورد فيها‪ ،‬إن شاء الله تعاىل‪ ،‬بشهادة حديث أنس آنف الذكر‪.‬‬

‫* حديث عم أبي حرة الرقايش‬


‫* وأخرج اإلمام أحمد بن حنبل يف مسنده )ج‪/5‬ص‪/73‬ح‪ (20714‬بإسناد حسن‪] :‬حدثنا عفان حدثنا‬
‫حماد بن سلمة أخربنا عيل بن زيد عن أبي حرة الرقايش عن عمه قال كنت آخذ بزمام ناقة رسول الله‪،‬‬
‫صىل الله عليه وسلم‪ ،‬يف أوسط أيام الترشيق أذود عنه الناس فقال يا أيها الناس أتدرون يف أي شهر أنتم‬
‫ويف أي يوم أنتم ويف أي بلد أنتم قالوا يف يوم حرام وشهر حرام وبلد حرام قال فإن دماءكم وأموالكم‬
‫وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا يف شهركم هذا يف بلدكم هذا إىل يوم تلقونه ثم قال اسمعوا‬
‫منى تعيشوا أال ال تظلموا أال ال تظلموا أال ال تظلموا إنه ال يحل مال امرئ إال بطيب نفس منه أال وإن كل‬
‫دم ومال ومأثرة كانت يف الجاهلية تحت قدمي هذه إىل يوم القيامة وإن أول دم يوضع دم ربيعة بن‬
‫الحرث بن عبد املطلب كان مسرتضعا يف بنى ليث فقتلته هذيل أال وإن كل ربا كان يف الجاهلية موضوع‬
‫وإن الله عز وجل قىض إن أول ربا يوضع ربا العباس بن عبد املطلب لكم رؤوس أموالكم ال تظلمون وال‬
‫تظلمون أال وإن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات واألرض ثم قرأ إن عدة الشهور عند‬
‫الله اثنا عرش شهرا يف كتاب الله يوم خلق السماوات واألرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فال‬
‫تظلموا فيهن أنفسكم؛ أال ال ترجعوا بعدي كفارا يرضب بعضكم رقاب بعض؛ أال أن الشيطان قد أيس أن‬
‫يعبده املصلون ولكنه يف التحريش بينكم فاتقوا الله عز وجل يف النساء فإنهن عندكم عوان ال يملكن‬
‫ألنفسهن شيئا وإن لهن عليكم ولكم عليهن حقا أن ال يوطنئ فرشكم أحدا غريكم وال يأذن يف بيوتكم‬
‫ألحد تكرهونه فإن خفتم نشوزهن فعظوهن واهجروهن يف املضاجع وارضبوهن رضبا غري مربح قال‬
‫حميد قلت للحسن ما املربح قال املؤثر ولهن رزقهن وكسوتهن باملعروف وإنما أخذتموهن بأمانة الله‬

‫‪ ‬‬ ‫‪32‬‬
‫‪ ‬‬
‫سباب املسلم فسوق وقتاله كفر ‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫واستحللتم فروجهن بكلمة الله عز وجل ومن كانت عنده أمانة فليؤدها إىل من ائتمنت عليها وبسط يديه‬
‫فقال أال هل بلغت أال هل بلغت أال هل بلغت ثم قال ليبلغ الشاهد الغائب فإنه رب مبلغ أسعد من سامع‬
‫قال حميد قال الحسن حني بلغ هذه الكلمة قد والله بلغوا أقواما كانوا أسعد به[‬
‫قلت‪ :‬وهذا إسناد حسن للكالم يف عيل بن زيد بن جدعان التيمي القريش من جهة حفظه‪ ،‬وأبو حرة‬
‫الرقايش هذا ثقة قديم‪ ،‬من كبار التابعني‪ ،‬مشهور بكنيته‪ ،‬قيل اسمه حنيفة‪ ،‬وقيل‪ :‬حكيم بن أبي يزيد‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬عامر بن عبدة؛ وال أظنه الذي تكلم فيه اإلمام أبو زكريا يحيى بن معني‪ ،‬فذاك متأخر‪ ،‬اسمه واصل‬
‫بن عبد الرحمن‪ ،‬يروي عن الحسن البرصي‪ ،‬كثري التدليس‪.‬‬

‫َخ ِ ﱟ‬
‫يش‬ ‫ري ب ِْن م ْ‬ ‫* حديث حُجَ ْ ِ‬
‫اق‬ ‫ني بْ ُن إ ِ ْسحَ َ‬ ‫* وأخرج اإلمام الطرباني يف معجمه الكبري )ج‪/4‬ص‪/35‬ح‪] :(3572‬حَ ﱠدثَنَا ا ْلحُ َس ْ ُ‬
‫مَة بْ ُن عَ مﱠ ٍار‪،‬‬ ‫رض بْ ُن مُحَ مﱠ دٍ‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا عِ ْك ِر ُ‬ ‫ﱠاس بْ ُن عَ بْ ِد ا ْلعَ ِظي ِم ا ْلعَ ن ْ َ ِربيﱡ ‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا الن ﱠ ْ ُ‬ ‫التﱡ ْس َ ِرتيﱡ ‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا ا ْلعَ ب ُ‬
‫َاع َف َقا َل‪» :‬يَا‬ ‫طبَ ِيف حَ جﱠ ِة ا ْلوَ د ِ‬ ‫الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪َ ،‬خ َ‬ ‫ري‪ ،‬حَ ﱠدثَنِي أ َ ِبي‪ ،‬أ َ ﱠن ن َ ِب ﱠي ِ‬ ‫يش بْ ُن حُ جَ ْ ٍ‬ ‫حَ ﱠدثَنِي مَ ْخ ِ ﱡ‬
‫اس أَيﱡ بَ َل ٍد َهذَا؟«‪َ ،‬قالُوا‪ :‬بَ َل ٌد حَ َرامٌ‪َ ،‬قا َل‪َ » :‬فأَيﱡ َشهْ ٍر َهذَا؟«‪َ ،‬قالُوا‪َ :‬شهْ ٌر حَ َرامٌ‪َ ،‬قا َل‪َ » :‬فأَيﱡ يَوْ ٍم‬ ‫أَيﱡهَ ا الن ﱠ ُ‬
‫َوْم ُك ْم َهذَا‬ ‫مَة ي ِ‬ ‫اض ُك ْم عَ َليْ ُك ْم حَ َرا ٌم َكحُ ْر ِ‬ ‫َهذَا؟«‪َ ،‬قالُوا‪ :‬يَوْ ٌم حَ َرامٌ‪َ ،‬قا َل‪» :‬أ َ َال إِ ﱠن دِمَ ا َء ُك ْم وَأَمْ وَا َل ُك ْم وَأَعْ َر َ‬
‫َعْض ُك ْم ِر َقابَ‬‫َرضبُ ب ُ‬ ‫َك َشهْ ِر ُك ْم َه َذا َكحُ ْرمَ ِة بَ َل ِد ُك ْم َه َذا‪َ ،‬ف ْليُبَ ﱢل ْغ َشاهِ ُد ُك ْم َغا ِئبَ ُك ْم؛ َال تَ ْر ِجعُوا بَعْ دِي ُك ﱠف ًارا ي ْ ِ‬
‫َعْض«[‬ ‫ب ٍ‬
‫ِني‪،‬‬ ‫* وأخرجه اإلمام ابن أبي عاصم يف اآلحاد واملثاني )ج‪/3‬ص‪/303‬ح‪] :(1682‬حَ ﱠدثَنَا مُحَ مﱠ ُد بْ ُن ِم ْسك ٍ‬
‫يش‪،‬‬ ‫ري ب ِْن مَ ْخ ِ ﱟ‬ ‫يش بْ ُن حُ جَ ْ ِ‬ ‫مَخ ِ ﱡ‬ ‫مَة بْ ُن عَ مﱠ ٍار‪ ،‬حَ ﱠدثَنِي ْ‬ ‫ويل ﱡ‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا عِ ْك ِر ُ‬ ‫حَ ﱠدثَنَا عُ بَا َد ُة بْ ُن عُ مَ َر ب ِْن أ َ ِبي ثَا ِب ٍت ﱠ‬
‫السلُ ِ‬
‫اس أَيﱡ بَ َل ٍد َهذَا؟ َقالُوا‪:‬‬ ‫َاع َف َقا َل‪ " :‬أَيﱡهَ ا الن ﱠ ُ‬ ‫طبَ ِيف حَ جﱠ ِة ا ْلوَ د ِ‬ ‫عَ ْن أ َ ِب ِيه‪ ،‬أ َ ﱠن ن َ ِب ﱠي ال ﱠل ِه‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪َ ،‬خ َ‬
‫بَ َل ٌد حَ َرا ٌم‪َ .‬قا َل‪َ " :‬فأَيﱡ َشهْ ٍر َهذَا؟ َقالُوا‪َ :‬شهْ ٌر حَ َرا ٌم‪َ .‬قا َل‪َ » :‬فأَيﱡ يَوْ ٍم َهذَا؟« َقالُوا‪ :‬يَوْ ٌم حَ َرا ٌم‪َ .‬قا َل‪» :‬أ َ َال إِ ﱠن‬
‫مَة بَ َل ِد ُك ْم َه َذا‪،‬‬ ‫َوْم ُك ْم َه َذا َكحُ ْر ِ‬ ‫مَة َشهْ ِر ُك ْم َهذَا َكحُ ْرمَ ِة ي ِ‬ ‫اض ُك ْم عَ َليْ ُك ْم حَ َرا ٌم َكحُ ْر ِ‬‫دِمَ ا َء ُك ْم وَأَمْ وَا َل ُك ْم وَأَعْ َر َ‬
‫َعْض«[‬ ‫َعْض ُك ْم ِر َقابَ ب ٍ‬ ‫َرضبُ ب ُ‬ ‫َف ْليُبَ ﱢل ْغ َشاهِ ُد ُك ْم َغا ِئبَ ُك ْم؛ َال تَ ْر ِجعُوا بَعْ دِي ُك ﱠف ًارا ي ْ ِ‬
‫ِي‪،‬‬ ‫الروم ﱢ‬ ‫* وأخرجه الحارث‪/‬الهيثمي يف مسنده )الزوائد( )ج‪/1‬ص‪/460‬ح‪] :(386‬حَ ﱠدثَنَا عَ بْ ُد ال ﱠل ِه بْ ُن ﱡ‬
‫ري‪ ،‬عَ ْن أ َ ِب ِيه أ َ ﱠن الن ﱠ ِب ﱠي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪" ،‬‬ ‫يش بْ ُن حُ جَ ْ ٍ‬ ‫مَة‪ ،‬وَحَ ﱠدثَنِي ْ‬
‫مَخ ِ ﱡ‬ ‫حَ ﱠدثَنَا عُ بَا َد ُة بْ ُن عُ مَ َر‪َ ،‬قا َل‪ :‬عِ ْك ِر ُ‬
‫اس أَيﱡ بَ َل ٍد َهذَا؟« َقالُوا‪ :‬بَ َل ٌد حَ َرا ٌم َقا َل‪َ » :‬فأَيﱡ َشهْ ٍر َهذَا؟« َقالُوا‪:‬‬ ‫َاع َف َقا َل‪» :‬يَا أَيﱡهَ ا الن ﱠ ُ‬ ‫طبَ ِيف حَ جﱠ ِة ا ْلوَ د ِ‬ ‫َخ َ‬
‫اض ُك ْم عَ َليْ ُك ْم حَ َرا ٌم‬ ‫َشهْ ٌر حَ َرا ٌم َقا َل‪َ » :‬فأَيﱡ يَوْ ٍم َهذَا؟« َقالُوا‪ :‬يَوْ ٌم حَ َرا ٌم َقا َل‪» :‬أ َ َال إ ِ ﱠن دِمَ ا َء ُك ْم وَأَمْ وَا َل ُك ْم وَأَعْ َر َ‬
‫َرضبُ ب ُ‬
‫َعْض ُك ْم‬ ‫مَة َشهْ ِر ُك ْم َهذَا َف ْليُبَ ﱢل ْغ َشاهِ ُد ُك ْم َغا ِئبَ ُك ْم؛ َال تَ ْر ِجعُوا بَعْ دِي ُك ﱠف ًارا ي ْ ِ‬ ‫َوْم ُك ْم َه َذا َكحُ ْر ِ‬ ‫مَة ي ِ‬ ‫َكحُ ْر ِ‬
‫َعْض«[؛ وهو من طريقه يف معرفة الصحابة ألبي نعيم )‪] :(2307/892/2‬حَ ﱠدثَنَا أَبُو بَ ْك ِر بْ ُن‬ ‫ِر َقابَ ب ٍ‬
‫ث بْ ُن أ َ ِبي أ ُ َس َ‬
‫امَة‪ ،‬به[‬ ‫َخ ﱠالدٍ ‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا ا ْلحَ ِار ُ‬
‫ربنَا مُحَ مﱠ ُد‬ ‫ظ‪ ،‬أ َ ْخ َ َ‬ ‫* وأخرجه اإلمام الحاكم يف مستدركه )ج‪/3‬ص‪/534‬ح‪] :(5982‬حَ ﱠدثَنَا أَبُو عَ ِيل ﱟ ا ْلحَ افِ ُ‬
‫مَة بْ ُن‬ ‫ِني ا ْليَمَ ِام ﱡي‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا عَ بﱠا ُد بْ ُن عُ مَ َر‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا عِ ْك ِر ُ‬ ‫بْ ُن ا ْلحَ َس ِن ب ِْن ُقتَيْب ََة ا ْلعَ ْس َق َالن ﱡِي‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا مُحَ مﱠ ُد بْ ُن ِم ْسك ٍ‬

‫‪ ‬‬ ‫‪33‬‬
‫‪ ‬‬
‫سباب املسلم فسوق وقتاله كفر ‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫طبَهُ مْ‪َ ،‬ف َقا َل‪» :‬أَيﱡ يَوْ ٍم‬‫يش بْ ُن حُ جْ ِر ب ِْن عَ دِيﱟ ‪ ،‬عَ ْن أ َ ِب ِيه‪ ،‬أ َ ﱠن الن ﱠ ِب ﱠي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪َ ،‬خ َ‬ ‫مَخ ِ ﱡ‬ ‫عَ مﱠ ٍار‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا ْ‬
‫َهذَا؟« َقالُوا‪ :‬يَوْ ٌم حَ َرامٌ‪َ ،‬قا َل‪َ » :‬فأَيﱡ بَ َل ٍد َهذَا؟« َقالُوا‪ :‬ا ْلبَ َل ُد ا ْلحَ َرامُ‪َ ،‬قا َل‪َ » :‬فأَيﱡ َشهْ ٍر؟« َقالُوا‪َ :‬شهْ ٌر حَ َرامٌ‪،‬‬
‫مَة َشهْ ِر ُك ْم َه َذا َكحُ ْرمَ ِة‬
‫َوْم ُك ْم َهذَا َكحُ ْر ِ‬ ‫َقا َل‪َ » :‬ف ِإ ﱠن دِمَ ا َء ُك ْم وَأَمْ وَا َل ُك ْم وَأَعْ َر َ‬
‫اض ُك ْم حَ َرا ٌم عَ َليْ ُك ْم َكحُ ْر ِ‬
‫مَة ي ِ‬
‫َعْض«[؛ قلت‪ :‬هذا فيه‬ ‫َعْض ُك ْم ِر َقابَ ب ٍ‬
‫َرضبُ ب ُ‬ ‫الشاهِ ُد ا ْل َغائِبَ ‪َ ،‬ال تَ ْر ِجعُوا بَعْ دِي ُك ﱠف ًارا ي ْ ِ‬ ‫بَ َل ِد ُك ْم َهذَا ِليُبَ ﱢل ِغ ﱠ‬
‫ري إىل حُ جْ ِر‪ ،‬ثم وهم أحد الرواة أنه حجر بن عدي‪ ،‬واألصح أنه‪ :‬حُ جَ ْ ِ‬
‫ري‬ ‫تصحيفات وأوهام‪ :‬تصحف حُ جَ ْ ٍ‬
‫يش‪ ،‬كما هو يف رواية ابن أبي عاصم يف اآلحاد واملثاني؛ وتصحف عُ بَا َد ُة بْ ُن عُ مَ َر فأصبح‪ :‬عَ بﱠا ُد بْ ُن‬ ‫ب ِْن ْ‬
‫مَخ ِ ﱟ‬
‫عُ َم َر‪.‬‬

‫* حديث أبي أمامة‬


‫* أخرج اإلمام الطرباني يف معجمه الكبري )ج‪/8‬ص‪/137‬ح‪(7619‬؛ ويف مسند الشاميني‬
‫)ج‪/1‬ص‪/312‬ح‪ (546‬بإسناد جيد عن أبي أمامة‪] :‬حدثنا يحيى بن عبد الباقي األذني حدثنا محمد بن‬
‫عوف الحميص حدثنا هاشم بن عمرو حدثنا إسماعيل بن عياش حدثنا رشحبيل بن مسلم عن أبي أمامة‬
‫قال سمعت رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬يقول ال ترجعوا بعدي كفارا يرضب بعضكم رقاب بعض[‪،‬‬
‫وزاد يف مسند الشاميني‪] :‬وال يؤخذ الرجل بجريرة أبيه وال بجريرة أخيه[‬

‫* حديث وابصة بن معبد‬


‫ربنَا عَ بْ ُد‬‫ربنَا مُحَ مﱠ ُد بْ ُن أَحْ مَ دَ‪َ ،‬قا َل‪ :‬أ َ ْخ َ َ‬ ‫* جاء يف ترتيب األمايل الخميسية للشجري )‪] :(1654/79/2‬أ َ ْخ َ َ‬
‫ال ﱠل ِه بْ ُن مُحَ مﱠ دٍ‪َ ،‬قا َل‪ :‬حَ ﱠدثَنَا أَحْ مَ ُد بْ ُن ا ْلحَ َس ِن ب ِْن عَ بْ ِد ا ْلمَ لِكِ ‪َ ،‬قا َل‪ :‬حَ ﱠدثَنَا عَ ِيل ﱡ بْ ُن َسعِ ي ٍد ب ِْن َشهْ َريَا َر‪َ ،‬قا َل‪:‬‬
‫ص َة ب َْن مَ عْ بَ ٍد عَ ىل ِمن ْ َ ِرب‬ ‫وْيل ﱟ‪َ ،‬قا َل‪َ :‬س ِمعْ ُت وَا ِب َ‬ ‫الر ﱢق ﱡي ُفهَ ْريٌ‪َ ،‬قا َل‪ :‬حَ ﱠدثَنَا َف ِار ُس بْ ُن َخ ِ‬ ‫حَ ﱠدثَنَا يَحْ يَى بْ ُن ِزيَادٍ ﱠ‬
‫َاع‪ ،‬ي َُقو ُل‪) :‬أَيﱡ يَوْ ٍم َهذَا؟ َقالُوا‪:‬‬ ‫وَس ﱠل َم ِيف حَ جﱠ ِة ا ْلوَ د ِ‬
‫ص ﱠىل ال ﱠل ُه عَ َلي ِْه وَآل ِِه َ‬‫طبُ ‪َ ،‬قا َل‪َ :‬س ِمعْ ُت الن ﱠ ِب ﱠي َ‬ ‫الر ﱠق ِة ي َْخ ُ‬‫ﱢ‬
‫يَوْ ُم حَ َرا ٍم‪َ ،‬قا َل‪َ :‬فأَيﱡ َشهْ ٍر َهذَا؟ َقالُوا‪َ :‬شهْ ُر حَ َرا ٍم‪َ ،‬قا َل‪َ :‬فأَيﱡ بَ َل ٍد َهذَا؟ َقالُوا‪ :‬بَ َل ُد حَ َرا ٍم‪َ ،‬ف َقا َل‪ :‬أ َ َال إِ ﱠن‬
‫َوْم ُك ْم َهذَا‪ِ ،‬يف َشهْ ِر ُك ْم َهذَا‪ِ ،‬يف بَ َل ِد ُك ْم َه َذا‪ ،‬أ َ َال ِليُبَ ﱢل ْغ‬
‫مَة ي ِ‬ ‫دِمَ ا َء ُك ْم‪ ،‬وَأَمْ وَا َل ُك ْم‪ ،‬وَأَعْ َر َ‬
‫اض ُك ْم‪ ،‬عَ َليْ ُك ْم حَ َرا ٌم َكحُ ْر ِ‬
‫ْت‪،‬‬ ‫َعْض( أ َ َال إِنﱢي َش ِهد ُ‬ ‫َعْض ُك ْم ِر َقابَ ب ٍ‬ ‫َرضبُ ب ُ‬ ‫َشاهِ ُد ُك ْم َغا ِئبَ ُك ْم‪َ :‬ال أَعْ ِر َفن ﱠ ُك ْم تَ ْرتَدﱡو َن ِم ْن بَعْ دِي ُك ﱠف ًارا ي ْ ِ‬
‫وَغِ بْتُ ْم[؛‬
‫* جاء يف تاريخ الرقة )ص‪] :(82/67 :‬حدثنا جعفر بن محمد بن حجاج‪ ،‬حدثني محمد بن سابور‬
‫ثقة‪ ،‬حدثنا فهري بن زياد األسدي‪ ،‬قال‪ :‬حدثني فراس بن خويل األسدي‪ ،‬قال‪ :‬سمعت‬ ‫النجار ‪ -‬وكان ً‬
‫وابصة بن معبد األسدي‪ ،‬يقول‪ :‬سمعت رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬قام يف حجة الوداع‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫شهر هذا؟(( قالوا‪ :‬شه ٌر حرا ٌم‪ .‬قال‪)) :‬فأي بل ٍد هذا؟((‬ ‫ٍ‬ ‫))أي يوم هذا؟(( قالوا‪ :‬يو ٌم حرا ٌم‪ .‬قال‪)) :‬فأي‬
‫قالوا‪ :‬بل ٌد حرا ٌم‪ .‬قال‪)) :‬إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرامٌ‪ ،‬كحرمة يومكم هذا‪ ،‬يف شهركم هذا‪،‬‬
‫يف بلدكم هذا؛ أال هل بلغت؟ اللهم اشهد؛ أال فليبلغ الشاهد الغائب؛ أال إني قد بلغتكم‪ ،‬أال ال أعرفنكم‬
‫بعض((‪ .‬أال إني قد شهدت وغبتم[؛‬ ‫ترجعون بعدي كفارا ً يرضب بعضكم رقاب ٍ‬

‫‪ ‬‬ ‫‪34‬‬
‫‪ ‬‬
‫سباب املسلم فسوق وقتاله كفر ‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫* وأيضا ً يف تاريخ الرقة )ص‪] :(83/67 :‬حدثنا محمد بن الحارث الحراني‪ ،‬حدثنا عبد الرحيم بن‬
‫مطرف‪ ،‬حدثنا يحيى بن زياد األسدي‪ ،‬يعرف بفهري الرقي‪ ،‬حدثنا فراس بن خويل‪ ،‬قال‪ :‬سمعت وابصة‬
‫بن معبد‪ ،‬وهو يخطب عىل منرب الرقة‪ ،‬قال‪ :‬سمعت رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬وهو يقول يف حجة‬
‫الوداع‪ .‬فذكر نحوه[‬

‫قلت‪ :‬هذا اإلسناد‪) :‬يحيى بن زياد األسدي الرقي‪ ،‬امللقب بـ)فهري(‪ ،‬حدثنا فراس بن خويل‪ ،‬قال‪ :‬سمعت‬
‫وابصة بن معبد( حسن ال بأس به‪ ،‬لحال فراس بن خويل‪ ،‬فهو ليس باملشهور؛ وفيه إثبات سماعه من‬
‫وابصة خالفا ً لظن أبي عمر هالل بن العالء بن هالل بن عمر بن بالل الرقي‪ ،‬الحافظ محدث الجزيرة‪،‬‬
‫حيث جاء يف تاريخ الرقة )ص‪] :(84/67 :‬سألت أبا عمر هالال ً عن فراس بن خويل؛ فرأيته كأنه ينكر أن‬
‫ٌ‬
‫فراس سمع عن وابصة[‬ ‫يكون‬

‫اص ِم ب ِْن الْحَ َك ِم‬‫* حديث عَ ِ‬


‫الضحﱠ اكِ ب ِْن ْ‬
‫مَخ َل ِد‬ ‫* جاء يف املقصد العيل يف زوائد أبي يعىل املوصيل )‪] :(706/311/2‬حَ ﱠدثَنَا عَ ْم ُرو بْ ُن ﱠ‬
‫ض أ َ ْه ِيل‪ ،‬أ َ ﱠن جَ دﱢي‬ ‫اص ِم ب ِْن ا ْلحَ َك ِم‪َ ،‬قا َل‪ :‬حَ ﱠدثَنِي بَعْ ُ‬ ‫طالِبُ بْ ُن ُس ْلمَ ى ب ِْن عَ ِ‬ ‫الضحﱠ اكِ ‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا أ َ ِبي‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا َ‬
‫ب ِْن ﱠ‬
‫طبَت ِِه َقا َل‪» :‬أَال إ ِ ﱠن أَمْ وَا َل ُك ْم وَدِ مَ ا َء ُك ْم عَ َليْ ُك ْم حَ َرا ٌم‬
‫حَ ﱠدثَهُ مْ‪ ،‬أَن ﱠ ُه َش ِه َد َر ُسو َل ال ﱠل ِه‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ِ ،‬يف ُخ ْ‬
‫ض ُك ْم ِر َقابَ بَعْ ٍض أَال‬ ‫َرضبُ بَعْ ُ‬ ‫ارا ي ْ ِ‬ ‫ون بَعْ دِي ُك ﱠف ً‬ ‫مَة َهذَا ا ْلبَ َل ِد ِيف َهذَا ا ْليَوْ ِم‪ ،‬أَال وَ ال أَعْ ِر َفن ﱠ ُك ْم تَ ْر ِجعُ َ‬ ‫َكحُ ْر ِ‬
‫اشهَ ْد عَ َلي ِْه ُم ال ﱠلهُ ﱠم َه ْل بَ ﱠل ْغ ُت«[؛‬ ‫الشاهِ ُد ا ْل َغائِبَ َف ِإنﱢي ال أَد ِْري أ َ ْن أ َ ْل َقا ُك ْم بَعْ َد َهذَا ا ْليَوْ ِم أَبَدًا‪ .‬ال ﱠلهُ ﱠم ْ‬
‫َف ْليُبَ ﱢل ِغ ﱠ‬
‫اص ِم ب ِْن ا ْلحَ َك ِم‪ ،‬ثقة مقل‪ ،‬وثقه ابن حبان‪ ،‬وروى عنه‪ :‬عبد الرحمن بن مهدي‪،‬‬ ‫طالِبُ بْ ُن ُس ْلمَ ى ب ِْن عَ ِ‬ ‫َ‬
‫اص ِم ب ِْن‬‫وكفى بهذه تزكية‪ ،‬وبهز بن أسد‪ ،‬وأبو عاصم النبيل؛ ولوال جهالة الواسطة بني طالب وجده عَ ِ‬
‫ا ْلحَ َك ِم‪ ،‬ريض الله عنه‪ ،‬لكان اإلسناد صحيحا ً‪.‬‬

‫الصنَا ِبحِ ي‬‫* حديث ﱡ‬


‫َ‬ ‫* جاء يف املعجم الكبري للطرباني )‪] :(7414/78/8‬حَ ﱠدثَنَا عَ ِيل ﱡ بْ ُن عَ بْ ِد ا ْلعَ ِز ِ‬
‫َان‪،‬‬‫يز‪ ،‬حدثنا عَ ِار ٌم أبُو النﱡعْ م ِ‬
‫الصنَا ِبحِ ي‪َ ،‬قا َل‪َ :‬قا َل َر ُسو ُل‬ ‫حدثنا حَ مﱠ ا ُد بْ ُن َزيْدٍ‪ ،‬حدثنا مُجَ ا ِل ُد بْ ُن َسعِ يدٍ‪ ،‬عَ ْن َقي ِْس ب ِْن أ َ ِبي حَ ِاز ٍم‪ ،‬عَ ِن ﱡ‬
‫األ َممَ‪َ ،‬ف َال تَ ْر ِجعُ ﱠن بَعْ دِي ُك ﱠف ًارا‬ ‫الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪» :‬أَنَا َف َر ُ‬
‫ط ُك ْم عَ َىل ا ْلحَ وْ ِض‪َ ،‬وإِنﱢي ُم َكا ِث ٌر ِب ُك ُم ْ ُ‬ ‫ِ‬
‫َعْض«[؛ وهو يف املقصد العيل يف زوائد أبي يعىل املوصيل )‪:(1837/413/4‬‬ ‫َعْض ُك ْم ِر َقابَ ب ٍ‬
‫َرضبُ ب ُ‬
‫يْ ِ‬
‫]حَ ﱠدثَنَا يَحْ يَى ب ِْن أُيﱡوبَ ‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا عَ بﱠا ُد بْ ُن عَ بﱠادٍ ‪ ،‬عَ ْن مُجَ ا ِل ِد ب ِْن َسعِ يدٍ‪ ،‬به[؛ قلت‪ :‬هذا إسناد حسن‪ ،‬للكالم يف‬
‫الصنَا ِبحِ ي من كبار التابعني‪ ،‬هاجر إىل النبي‪ ،‬صىل الله عليه‬ ‫مجالد بن سعيد‪ ،‬واألرجح أنه مرسل ألن ﱡ‬
‫وعىل آله وسلم‪ ،‬فوصل بعد وفاته ببضعة أيام وصىل خلف أبي بكر‪.‬‬

‫* حديث نُبَي ِْط ب ِْن ُ َ‬


‫رشي ٍْط‬

‫‪ ‬‬ ‫‪35‬‬
‫‪ ‬‬
‫سباب املسلم فسوق وقتاله كفر ‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫ربنِي عَ بد ال ﱠل ِه بْ ُن مُحَ مد ب ِْن عَ بد العزيز البغوي‪،‬‬ ‫* جاء يف الكامل يف ضعفاء الرجال )‪] :(448/8‬أ َ ْخ َ َ‬
‫رشي ٍْط َقال َر ُسول‬ ‫صال ُِح بْ ُن مَ الِكٍ ‪ ،‬حَ ﱠدثَنا هياج بن بسطام‪ ،‬حَ ﱠدثَنا أَبُو مَ الِكٍ َ‬
‫األ ْشجَ عِ ﱡي عَ ْن نُبَي ِْط ب ِْن ُ َ‬ ‫حَ ﱠدثَنا َ‬
‫َعْض ُك ْم رقاب بعض[؛ أبو خالد الهياج بن‬ ‫َرضبُ ب ُ‬ ‫الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ :‬ال َ تَ ْر ِجعُوا بَعْ دِي ُك ﱠف ًارا ي ْ ِ‬ ‫ِ‬
‫بسطام الهروي‪ ،‬ليس بالقوي‪ ،‬يكتب حديثه‪ ،‬وال يحتج به‪ ،‬وقد روى عنه ابنه خالد مناكري قبيحة‪،‬‬
‫والظاهر أن البالء كله من هذا اإلبن‪ ،‬وإال فهو من خيار الناس علما ً وفضالً وسخا ًء وشجاعة؛ وهذا ليس‬
‫من رواية ابنه املشؤوم‪ ،‬ال بارك الله فيه‪ ،‬بل من رواية أبي عبد الله صالح بن مالك الخوارزمي‪ ،‬نزيل‬
‫بغداد‪ ،‬وهو صدوق مستقيم الحديث‪.‬‬

‫* حديث جابر بن عبد الله‬


‫مَن بْ ُن م َُسافِ ٍر ا ْلب َُخ ِاريﱡ ‪َ ،‬قا َل‪:‬‬ ‫الرحْ ِ‬‫* جاء يف السنن الواردة يف الفتن للداني )‪] :(97/331/1‬حَ ﱠدثَنَا عَ بْ ُد ﱠ‬
‫الر ِبي ُع بْ ُن ثَعْ َل ٍب‪َ ،‬قا َل‪:‬‬‫الس َق ِط ﱡي‪َ ،‬قا َل‪ :‬حَ ﱠدثَنَا ﱠ‬ ‫حَ ﱠدثَنَا عَ ِيل ﱡ بْ ُن مُحَ مﱠ ِد ب ِْن لُ ْؤلُ ٍؤ‪َ ،‬قا َل‪ :‬حَ ﱠدثَنَا عُ مَ ُر بْ ُن أَيﱡوبَ ﱠ‬
‫حَ ﱠدثَنَا يَحْ يَى بْ ُن عُ ْقب ََة ب ِْن أ َ ِبي ا ْلعَ ي َْز ِار‪ ،‬عَ ْن جَ عْ َف ِر ب ِْن مُحَ مﱠ دٍ‪ ،‬عَ ْن أ َ ِب ِيه‪ ،‬عَ ْن جَ ا ِب ِر ب ِْن عَ بْ ِد ال ﱠل ِه‪ ،‬أ َ ﱠن َر ُسو َل‬
‫ض ُك ْم ِر َقابَ بَعْ ٍض«[؛ ولكن يَحْ يَى‬ ‫َرضبُ بَعْ ُ‬ ‫ارا ي ْ ِ‬ ‫ال ﱠل ِه‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪َ ،‬قا َل‪» :‬أ َ َال َال تَ ْر ِجعُ وا بَعْ دِي ُك ﱠف ً‬
‫بْ ُن عُ ْقب ََة ب ِْن أ َ ِبي ا ْلعَ ي َْز ِار الكويف‪ ،‬ليس بثقة‪ ،‬مرتوك الحديث‪ ،‬متهم بالكذب‪.‬‬

‫* حديث حذيفة بن اليمان‬


‫* أخرج اإلمام يف الطرباني يف معجمه األوسط )ج‪/4‬ص‪/269‬ح‪] :(4166‬حدثنا عيل قال حدثنا عبد الله‬
‫بن عبد الصمد بن أبي خداش املوصيل قال حدثنا عمي ابو هاشم محمد بن عيل بن ابي خداش عن محمد‬
‫بن محصن عن سفيان الثوري عن االعمش عن شقيق بن سلمة عن حذيفة بن اليمان قال‪ :‬قال رسول‬
‫الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬يف حجة الوداع ال ترتدوا بعدي كفارا يرضب بعضكم رقاب بعض ال يؤخذ‬
‫الرجل بجريرة اخيه وال بجريرة ابيه[؛ ولكن محمد بن محصن‪ ،‬هو العكايش‪ ،‬نسب إىل جده األعىل وهو‬
‫محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن عكاشة بن محصن األسدي كذبوه‪.‬‬

‫فهذا إذا ً نقل تواتر يفيد القطع واليقني أنه‪ ،‬صىل الله عليه وعىل آله وسلم‪ ،‬قال‪) :‬ال ترجعوا بعدي كفارا‬
‫يرضب بعضكم رقاب بعض(؛ رواه عنه كل من‪ :‬جرير بن عبد الله البجيل‪ ،‬وعبد الله بن العباس‪ ،‬وعَ م ِْرو‬
‫ب ِْن يَث ْ ِر ِب ّي‪ ،‬وعبد الله بن عمر بن الخطاب‪ ،‬وأبو بكرة نفيع بن الحارث الثقفي‪ ،‬وعبد الله بن مسعود‪،‬‬
‫وأسامة بن زيد‪ ،‬وأبو الغادية الجهني‪ ،‬وأنس بن مالك‪ ،‬وأبو سعيد الخدري‪ ،‬والرقايش عم أبي حرة‬
‫يش‪ ،‬وأبو أمامة صدي بن عجالن الباهيل‪ ،‬ووابصة بن معبد األسدي‪ ،‬وعَ ِ‬
‫اص ِم ب ِْن‬ ‫ري ب ِْن ْ‬
‫مَخ ِ ﱟ‬ ‫الرقايش‪ ،‬وحُجَ ْ ِ‬
‫رشي ٍْط؛ وربما جابر بن عبد الله‪ ،‬وحذيفة بن اليمان‪ ،‬وأم املؤمنني عائشة بنت الصديق؛‬ ‫ا ْلحَ َك ِم‪ ،‬ونُبَي ِْط ب ِْن ُ َ‬
‫الصنَا ِبحِ ي‪ ،‬وقد أخذاه قطعا ً من‬
‫وقد أرسله الثقات األكابر من كبار التابعني املخرضمني‪ :‬مرسوق‪ ،‬و ﱡ‬
‫األكابر من الصحابة‪.‬‬

‫‪ ‬‬ ‫‪36‬‬
‫‪ ‬‬
‫سباب املسلم فسوق وقتاله كفر ‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫| فصل‪ :‬أيما امرئ قال ألخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما‬

‫* حديث أبي هريرة‬


‫* أخرج اإلمام البخاري يف صحيحه )ج‪/5‬ص‪/2263‬ح‪] :(5752‬حدثنا محمد وأحمد بن سعيد قاال‬
‫حدثنا عثمان بن عمر أخربنا عيل بن املبارك عن يحيى بن أبي كثري عن أبي سلمة عن أبي هريرة ريض‬
‫الله عنه أن رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬قال‪) :‬إذا قال الرجل ألخيه يا كافر فقد باء به أحدهما([‪،‬‬
‫وقال البخاري‪) :‬وقال عكرمة بن عمار عن يحيى عن عبد الله بن يزيد سمع أبا سلمة سمع أبا هريرة عن‬
‫النبي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم(‬
‫* وأخرج اإلمام ابن راهويه يف مسنده )ج‪/1‬ص‪/434‬ح‪] :(502‬أخربنا النرض حدثنا حماد بن سلمة‬
‫حدثنا أبو املهزم قال سمعت أبا هريرة ريض الله عنه يقول قال رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬ال‬
‫يجتمع رجالن يف الجنة أحدهما قال ألخيه يا كافر[‪ ،‬ولكن أبا املهزم يزيد بن سفيان البرصي ضعيف‪ ،‬ال‬
‫يحتج به‪ ،‬ونحن إنما ذكرناه متابعة‪.‬‬

‫* حديث عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر‬


‫* أخرج اإلمام البخاري يف صحيحه )ج‪/5‬ص‪/2264‬ح‪] :(5753‬حدثنا إسماعيل قال حدثني مالك عن‬
‫عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر أن رسول الله قال‪) :‬أيما رجل قال ألخيه يا كافر فقد باء بها‬
‫أحدهما([؛ أخرجه البخاري يف األدب املفرد )ج‪/1‬ص‪/157‬ح‪(439‬؛ ومالك يف املوطأ‬
‫)ج‪/2‬ص‪/984‬ح‪(1777‬؛ والرتمذي يف سننه )ج‪/5‬ص‪/23‬ح‪] :(2637‬حدثنا قتيبة عن مالك عن عبد‬
‫الله بن دينار[‪ ،‬وقال‪) :‬هذا حديث حسن صحيح غريب ومعنى قوله باء يعني أقر(؛ وابن حبان يف‬
‫صحيحه )ج‪/1‬ص‪/484‬ح‪] :(249‬أخربنا الحسني بن إدريس األنصاري قال حدثنا أحمد بن أبي بكر‬
‫عن مالك عن عبد الله بن دينار[؛ واإلمام أحمد بن حنبل يف مسنده )ج‪/2‬ص‪/18‬ح‪] :(4687‬حدثنا‬
‫يحيى عن سفيان حدثني بن دينار[؛ واإلمام أحمد بن حنبل يف مسنده )ج‪/2‬ص‪/113‬ح‪:(5933‬‬
‫]حدثنا إسحاق أخربنا مالك عن عبد الله بن دينار[؛ والبيهقي يف سننه الكربى‬
‫ج‪/10‬ص‪/208‬ح‪] :(20691‬أخربنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أحمد بن سلمان حدثنا إسماعيل بن‬
‫إسحاق حدثنا القعنبي عن مالك عن عبد الله بن دينار[‪ ،‬وقال البيهقي‪) :‬رواه البخاري يف الصحيح عن‬
‫إسماعيل عن مالك وأخرجه مسلم من حديث إسماعيل بن جعفر عن عبد الله بن دينار فعىل هذه‬
‫الطريقة شهادة أهل األهواء إذا كان لهم تأويل تكون ماضية(‬
‫* أخرج اإلمام أحمد بن حنبل يف مسنده )ج‪/2‬ص‪/44‬ح‪] :(5035‬حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة‬
‫عن عبد الله بن دينار سمعت بن عمر يحدث عن النبي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬أنه قال‪) :‬إذا قال الرجل‬
‫للرجل يا كافر فقد باء به أحدهما إن كان كما قال وإال رجعت عىل اآلخر([؛ واإلمام أحمد بن حنبل يف‬

‫‪ ‬‬ ‫‪37‬‬
‫‪ ‬‬
‫سباب املسلم فسوق وقتاله كفر ‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫مسنده )ج‪/2‬ص‪/47‬ح‪] :(5077‬حدثنا عبد الله قال وجدت يف كتاب أبي حدثنا حجاج أخربنا شعبة عن‬
‫عبد الله بن دينار[؛ واإلمام أحمد بن حنبل يف مسنده )ج‪/2‬ص‪/60‬ح‪] :(5259‬حدثنا وكيع عن سفيان‬
‫عن عبد الله بن دينار[؛ واإلمام أحمد بن حنبل يف مسنده )ج‪/2‬ص‪/112‬ح‪] :(5914‬حدثنا مؤمل حدثنا‬
‫سفيان حدثنا عبد الله بن دينار[؛ وابن الجعد يف مسنده )ج‪/1‬ص‪/242‬ح‪] :(1594‬أخربنا شعبة عن‬
‫عبد الله بن دينار[‬
‫* أخرج اإلمام ابن حبان يف صحيحه )ج‪/1‬ص‪/485‬ح‪] :(250‬أخربنا محمد بن عبد الرحمن السامي‬
‫قال حدثنا يحيى بن أيوب املقابري قال حدثنا إسماعيل بن جعفر قال أخربني عبد الله بن دينار أنه‬
‫سمع بن عمر يقول قال رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪) :‬أيما امرئ قال ألخيه كافر فقد باء به أحدهما‪:‬‬
‫إن كان كما قال وإال رجعت عليه([؛‬

‫* حديث نافع عن عبد الله بن عمر‬


‫* أخرج اإلمام مسلم يف صحيحه )ج‪/1‬ص‪/79‬ح‪] :(60‬حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا محمد بن‬
‫برش وعبد الله بن نمري قاال حدثنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر أن النبي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪،‬‬
‫قال‪) :‬إذا كفر الرجل أخاه فقد باء بها أحدهما([؛ واإلمام أحمد بن حنبل يف مسنده‬
‫)ج‪/2‬ص‪/142‬ح‪] :(6280‬حدثنا بن نمري وحماد بن أسامة قاال حدثنا عبيد الله عن نافع[‬
‫* أخرجه اإلمام البخاري يف األدب املفرد )ج‪/1‬ص‪/158‬ح‪] :(440‬حدثنا سعيد بن داود قال حدثنا‬
‫مالك أن نافعا حدثه أن عبد الله بن عمر أخربه أن رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬إذا قال لآلخر كافر‬
‫فقد كفر أحدهما إن كان الذي قال له كافرا فقد صدق وإن لم يكن كما قال له فقد باء الذي قال له‬
‫بالكفر[‬
‫* أخرج اإلمام الحميدي يف مسنده )ج‪/2‬ص‪/306‬ح‪] :(698‬حدثنا سفيان حدثنا أيوب عن نافع عن بن‬
‫عمر قال‪ :‬قال رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬إذا كفر الرجل أخاه فقد باء بها أحدهما[‬
‫* أخرج اإلمام أبو داود يف سننه )ج‪/4‬ص‪/221‬ح‪] :(4687‬حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير‬
‫عن فضيل بن غزوان عن نافع عن بن عمر قال‪ :‬قال رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬أيما رجل مسلم‬
‫أكفر رجال مسلما فإن كان كافرا وإال كان هو الكافر[؛ واإلمام أحمد بن حنبل يف مسنده‬
‫)ج‪/2‬ص‪/23‬ح‪] :(4745‬حدثنا يعىل بن عبيد حدثنا فضيل يعني بن غزوان عن نافع[؛ واإلمام أحمد‬
‫بن حنبل يف مسنده ج‪/2‬ص‪/60‬ح‪] :(5260‬حدثنا وكيع عن فضيل بن غزوان عن نافع[‬
‫* أخرج اإلمام أحمد بن حنبل يف مسنده )ج‪/2‬ص‪/105‬ح‪] :(5824‬حدثنا عفان حدثنا صخر يعنى بن‬
‫جويرية حدثنا نافع ان عبد الله بن عمر أخربه ان رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬قال إذا قال الرجل‬
‫لصاحبه يا كافر فإنها تجب عىل أحدهما فإن كان الذي قيل له كافر فهو كافر وإال رجع إليه ما قال[؛‬
‫والطياليس يف مسنده )ج‪/1‬ص‪/252‬ح‪] :(1842‬حدثنا صخر بن جويرية عن نافع[‬

‫‪ ‬‬ ‫‪38‬‬
‫‪ ‬‬
‫سباب املسلم فسوق وقتاله كفر ‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫* أخرج اإلمام الطرباني يف معجمه األوسط )ج‪/1‬ص‪/41‬ح‪] :(111‬حدثنا أحمد بن يحيى بن خالد بن‬
‫حيان قال حدثنا يحيى بن بكري قال حدثني الليث عن عبد الله بن أبي جعفر عن أبي األسود عن بكري‬
‫عن نافع عن بن عمر عن رسول الله قال إذا قال رجل آلخر يا كافر فقد وجب الكفر عىل أحدهما[‪،‬وقال‪:‬‬
‫)لم يروه عن بكري إال أبو األسود وال عن أبي األسود إال عبيد الله بن أبي جعفر تفرد به الليث(؛ والطرباني‬
‫يف معجمه األوسط )ج‪/2‬ص‪/56‬ح‪] :(1236‬حدثنا أحمد قال حدثنا أبو الرداد عبد الله بن عبد السالم‬
‫قال حدثنا أبو زرعة وهب الله بن راشد قال حدثنا حيوة بن رشيح عن أبي األسود محمد بن عبد الرحمن‬
‫بن نوفل عن بكري بن عبد الله بن األشج عن نافع عن بن عمر عن النبي قال إذا قال الرجل للرجل يا كافر‬
‫فقد وجب الكفر عىل أحدهما[‪ ،‬وقال‪) :‬لم يرو هذا الحديث عن حيوة إال وهب الله(‬

‫* حديث عبد الله بن مسعود‬


‫* أخرج اإلمام البخاري يف األدب املفرد )ج‪/1‬ص‪/156‬ح‪] :(435‬حدثنا خالد بن يحيى قال حدثنا‬
‫سفيان عن يزيد بن أبى زياد عن عمرو بن سلمة عن عبد الله قال ما من مسلمني إال بينهما من الله عز‬
‫وجل سرت فإذا قال أحدهما لصاحبه كلمة هجر فقد خرق سرت الله وإذا قال أحدهما لآلخر أنت كافر فقد‬
‫كفر أحدهما[؛ والطرباني يف معجمه الكبري )ج‪/10‬ص‪/224‬ح‪] :(10544‬حدثنا محمد بن عبد الله‬
‫الحرضمي حدثنا طاهر بن أبي أحمد الزبريي حدثنا أبو بكر بن عياش حدثني يزيد بن عبد الله قال‬
‫سمعت عمرو بن سلمة عن عبد الله بن مسعود قال‪ :‬قال رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬ما من‬
‫مسلمني إال وبينهما سرت من الله فإذا قال أحدهما لصاحبه هجرا هتك سرته وإذا قال يا كافر فقد كفر‬
‫أحدهما[‬

‫* حديث أبي سعيد الخدري‬


‫* أخرج اإلمام ابن حبان يف صحيحه )ج‪/1‬ص‪/483‬ح‪] :(248‬أخربنا الحسن بن سفيان حدثنا الحسن‬
‫بن عمر بن شقيق حدثنا سلمة بن الفضل عن بن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن‬
‫لبيد عن أبي سعيد قال‪ :‬قال رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬ما أكفر رجل قط إال باء أحدهما بها إن‬
‫كان كافرا وإال كفر بتكفريه[‬

‫| فصل‪ :‬حديث ثابت بن الضحاك‪) :‬من رمى مؤمنا بكفر فهو كقتله‪ ،‬ولعن املؤمن كقتله(‬
‫* أخرج اإلمام البخاري يف صحيحه )ج‪/5‬ص‪/2264‬ح‪] :(5754‬حدثنا موىس بن إسماعيل حدثنا‬
‫وهيب حدثنا أيوب عن أبي قالبة عن ثابت بن الضحاك عن النبي قال من حلف بملة غري اإلسالم كاذبا‬
‫فهو كما قال ومن قتل نفسه بيشء عذب به يف نار جهنم؛ ولعن املؤمن كقتله ومن رمى مؤمنا بكفر فهو‬
‫كقتله[؛والبخاري يف صحيحه )ج‪/6‬ص‪/2451‬ح‪] :(6276‬حدثنا معىل بن أسد حدثنا وهيب به[؛‬
‫والبيهقي يف سننه الكربى )ج‪/8‬ص‪/23‬ح‪] :(15654‬أخربنا أبو عبد الله الحافظ وأبو زكريا بن أبي‬

‫‪ ‬‬ ‫‪39‬‬
‫‪ ‬‬
‫سباب املسلم فسوق وقتاله كفر ‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫إسحاق املزكي قاال أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب حدثنا الرسي بن خزيمة حدثنا موىس بن إسماعيل‬
‫حدثنا وهيب به[‪ ،‬وقال البيهقي‪) :‬رواه البخاري يف الصحيح عن موىس بن إسماعيل وأخرجه مسلم من‬
‫وجه آخر عن أيوب[؛ والطرباني يف معجمه الكبري )ج‪/2‬ص‪/72‬ح‪] :(1326‬حدثنا محمد بن محمد‬
‫التمار حدثنا سهل بن بكار حدثنا وهيب بن خالد به[؛ والطرباني يف معجمه الكبري‬
‫)ج‪/2‬ص‪/73‬ح‪] :(1329‬حدثنا الحسني بن جعفر القتات الكويف حدثنا منجاب بن الحارث حدثنا عيل‬
‫بن مسهر عن أشعث بن سوار عن أيوب بنحوه[؛ والطرباني يف معجمه الكبري ج‪/2‬ص‪/73‬ح‪:(1330‬‬
‫]حدثنا عبد الله بن عمر الصفار التسرتي حدثنا يحيى بن غيالن حدثنا عبد الله بن بزيغ حدثنا روح بن‬
‫القاسم عن أيوب به‪ ،‬وزاد‪) :‬وليس للعبد نذر فيما ال يملك([؛‬
‫* ولكن جاء يف املعجم الكبري للطرباني )‪(463/193/18‬مخترصا ً‪] :‬حَ ﱠدثَنَا عَ بْدَا ُن بْ ُن أَحْ مَ دَ‪ ،‬حدثنا أَحْ مَ ُد‬
‫مَة‪ ،‬عَ ْن أَيﱡوبَ ‪،‬‬ ‫وَاس ِط ﱡي‪ ،‬حدثنا حَ مﱠ ا ُد بْ ُن َس َل َ‬ ‫رش بْ ُن ُمب ﱢ ٍ‬
‫َرش ا ْل ِ‬ ‫طا ُن‪ ،‬حدثنا ِب ْ ُ‬ ‫بْ ُن مُحَ مﱠ ِد ب ِْن يَحْ يَى ب ِْن َسعِ ي ٍد ا ْل َق ﱠ‬
‫ني‪ ،‬عَ ِن الن ﱠ ِب ﱢي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪َ ،‬قا َل‪» :‬إِذَا َقا َل‬ ‫حُص ْ ٍ‬‫ان ب ِْن َ‬ ‫عَ ْن أ َ ِبي قِ َالب ََة‪ ،‬عَ ْن أ َ ِبي ا ْلمُهَ لﱠ ِب‪ ،‬عَ ْن عِ مْ َر َ‬
‫الرجُ ُل ِ َألخِ ِيه يَا َكافِ ُر‪َ ،‬فهُ َو َك َقتْل ِِه‪ ،‬وَ َلعْ ُن ا ْلم ُْؤ ِم ِن َك َقتْل ِِه«[؛ وهو مسند البزار ]البحر الزخار‬ ‫ﱠ‬
‫يس‪َ ،‬قا َل‪ :‬حدثنا حَ مﱠ ا ُد‬ ‫اق بْ ُن إِد ِْر َ‬ ‫الس َك ِن‪َ ،‬قا َل‪ :‬حدثنا إ ِ ْسحَ ُ‬ ‫)‪] :[(3518/16/9‬حَ ﱠدثَنَا يَحْ يَى بْ ُن مُحَ مﱠ ِد ب ِْن ﱠ‬
‫وَه َذا‬‫ني‪ ،‬به[‪ ،‬وقال البزار‪َ ) :‬‬ ‫صْ ٍ‬‫ان ب ِْن حُ َ‬ ‫مَة‪ ،‬عَ ْن أَيﱡوبَ ‪ ،‬عَ ْن أ َ ِبي قِ َالب ََة‪ ،‬عَ ْن أ َ ِبي ا ْلمُهَ ﱠل ِب‪ ،‬عَ ْن عِ م َْر َ‬ ‫بْ ُن َس َل َ‬
‫ان لِحُ ْس ِن إ ِ ْسنَادِ ﻩِ ؛ َ َ‬
‫وَأل ﱠن‬ ‫ِيث عِ مْ َر َ‬‫الضحﱠ اكِ َفذَ َك ْرنَا حَ د َ‬ ‫ِيث َال نَعْ َل ُم ُه ي ُْروَى إ ِ ﱠال عَ ْن عِ مْ َرا َن وَعَ ْن ثَا ِب ِت ب ِْن ﱠ‬ ‫ا ْلحَ د ُ‬
‫ان‬‫مَة([؛ وقوله‪) :‬عَ ْن أ َ ِبي الْمُهَ ﱠل ِب‪ ،‬عَ ْن عِ م َْر َ‬ ‫ِيث إ ِ ﱠال حَ مﱠ ا ُد بْ ُن َسلَ َ‬‫وَال نَعْ َل ُم َروَى َهذَا ا ْلحَ د َ‬ ‫ان أَجَ ﱡل جَ َال َل ًة‪َ ،‬‬ ‫عِ م َْر َ‬
‫وسألت أ َ ِبي عَ ْن‬ ‫ُ‬ ‫ني( شاذ‪ ،‬هو وهم‪ :‬حيث جاء يف علل الحديث البن أبي حاتم )‪] :(2246/668/5‬‬ ‫صْ ٍ‬ ‫ب ِْن حُ َ‬
‫صني‪ :‬أ ﱠن‬ ‫حديث َروَا ُه حمﱠ اد بْ ُن َس َلمة‪ ،‬عن أيﱡوب‪ ،‬عَ ْن أ َ ِبي قِ البَة‪ ،‬عَ ْن عمﱢه أ َ ِبي ا ُملهَ ﱠلب‪ ،‬عَ ْن عِ مْ ران ب ِْن حُ َ‬ ‫ٍ‬
‫ِيث‪ :‬أ َ ﱠن َلعْ َن ا ُمل ْؤ ِم ِن َك َقتْل ِِه‪ ،‬و‪ :‬إ ِ َذا‬ ‫النبي )ص( ِيف َس َف ٍر‪ ،‬فلعَ ن َ ْت بَعِ ريَها‪ ،...‬وذ َك َر ِيف َهذَا ا ْلحَ د ِ‬ ‫ﱢ‬ ‫امْ َرأ َ ًة َكان َ ْت مع‬
‫ْ‬
‫لعنت‬ ‫أن امْ َرأ َ ًة‬
‫يش ٍء‪ ،‬عُ ذﱢبَ ِب ِه؟ َقا َل أ َ ِبي‪ :‬الكال ُم األوﱠ ُل ‪ -‬ﱠ‬ ‫ومَن َقتَ َل ن َ ْف َس ُه ِب َ ْ‬
‫ِلرجُ ِل‪ :‬يَا َكافِ ُر‪َ ،‬فهُ َو َك َقتْل ِِه‪ْ ،‬‬ ‫َقا َل ل ﱠ‬
‫جماعة عَ ْن أيﱡوب‪ .‬وَأَمﱠ ا قولُه‪ :‬إ ِ ﱠن َلعْ َن‬ ‫ٌ‬ ‫وَروَا ُه‬‫النبي )ص(‪َ ،‬‬ ‫ﱢ‬ ‫بعريَها‪ :‬صحيحٌ عَ ْن أ َ ِبي ا ُمله ﱠلب‪ ،‬عَ ْن عِ مران‪ ،‬عَ ِن‬
‫يش ٍء‪ ،‬عُ ذﱢبَ ِب ِه‪َ :‬فهُ َو خطأ ٌ ِبهَ ذَا ِاإل ْسنَادِ ؛ َوإِنﱠمَ ا َروَا ُه أَبُو قِ البة‪ ،‬عَ ْن ثَا ِب ِت ب ِْن‬ ‫وَمَن َقتَ َل ن َ ْف َس ُه ِب َ ْ‬
‫ا ُملؤم ِِن َك َقتْل ِِه‪ْ ،‬‬
‫األول[‬
‫ِ‬ ‫النبي )ص(‪ ،‬وَهِ َم حمﱠ ا ٌد ِيف َهذَا؛ َفجَ عَ َل ك ﱠله باإلسنادِ‬ ‫ﱢ‬ ‫الضحﱠ اك‪ ،‬عَ ِن‬ ‫ﱠ‬

‫* أخرج اإلمام البخاري يف صحيحه )ج‪/5‬ص‪/2248‬ح‪] :(5700‬حدثنا محمد بن بشار حدثنا عثمان‬
‫بن عمر حدثنا عيل بن املبارك عن يحيى بن أبي كثري عن أبي قالبة أن ثابت بن الضحاك وكان من‬
‫أصحاب الشجرة حدثه أن رسول الله قال من حلف عىل ملة غري اإلسالم فهو كما قال وليس عىل بن آدم‬
‫نذر فيما ال يملك ومن قتل نفسه بيشء يف الدنيا عذب به يوم القيامة؛ ومن لعن مؤمنا فهو كقتله ومن‬
‫قذف مؤمنا بكفر فهو كقتله[؛ وهو يف مسند أبي داود الطياليس )‪] :(1293/521/2‬حَ ﱠدثَنَا هِ َشامٌ‪ ،‬عَ ْن‬
‫ص ِاريﱡ ‪ ،‬أ َ ﱠن الن ﱠ ِب ﱠي‪ ،‬صىل الله عليه‬ ‫ري‪ ،‬عَ ْن أ َ ِبي قِ َالب ََة‪َ ،‬قا َل‪ :‬حَ ﱠدثَنِي ثَا ِب ُت بْ ُن ﱠ‬
‫الضحﱠ اكِ ْ َ‬
‫األن ْ َ‬ ‫يَحْ يَى ب ِْن أ َ ِبي َك ِث ٍ‬
‫وَمَن َقتَ َل ن َ ْف َس ُه ِب َ ْ‬
‫يش ٍء عُ ذﱢبَ ِب ِه يَوْ َم‬ ‫وسلم‪َ ،‬قا َل‪َ » :‬لي َْس عَ َىل الْم ُْؤ ِم ِن نَذْ ٌر فِ يمَ ا َال يَ ْم ِل ُك‪ ،‬وَ َلعْ ُن ا ْلم ُْؤ ِم ِن َك َقتْل ِِه‪ْ ،‬‬

‫‪ ‬‬ ‫‪40‬‬
‫‪ ‬‬
‫سباب املسلم فسوق وقتاله كفر ‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫ري ْ ِاإل ْس َال ِم َكاذِ بًا َفهُ َو َكمَ ا َقا َل«[؛ وأخرجه مسلم يف صحيحه‬ ‫ف ِب ِم ﱠل ٍة َغ ْ ِ‬ ‫َامَة‪ ،‬وَ مَ ْن حَ َل َ‬ ‫ا ْلقِ ي ِ‬
‫وَه َو ابْ ُن هِ َشا ٍم‪َ ،‬قا َل‪:‬‬ ‫ان ا ْل ِم ْسمَ عِ ﱡي‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا مُعَ اذٌ ُ‬ ‫)ج‪/1‬ص‪/105‬ح‪ (110‬بزيادات‪] :‬حَ ﱠدثَنِي أَبُو َغ ﱠس َ‬
‫الضحﱠ اكِ ‪ ،‬عَ ِن الن ﱠ ِب ﱢي‪ ،‬صىل الله‬ ‫ري‪َ ،‬قا َل‪ :‬حَ ﱠدثَنِي أَبُو قِ َالب ََة‪ ،‬عَ ْن ثَا ِب ِت ب ِْن ﱠ‬ ‫حَ ﱠدثَنِي أ َ ِبي‪ ،‬عَ ْن يَحْ يَى ب ِْن أ َ ِبي َك ِث ٍ‬
‫يش ٍء ِيف ال ﱡدنْيَا‬ ‫عليه وسلم‪َ ،‬قا َل‪َ » :‬لي َْس عَ َىل َرجُ ٍل ن َ ْذ ٌر فِ يمَ ا َال يَمْ ِل ُك‪ ،‬وَ َلعْ ُن ا ْلم ُْؤ ِم ِن َك َقتْل ِِه‪ْ ،‬‬
‫وَمَن َقتَ َل ن َ ْف َس ُه ِب َ ْ‬
‫ص ْ ٍرب‬ ‫ني َ‬ ‫ف عَ َىل ي َِم ِ‬ ‫عُ ذﱢبَ ِب ِه يَوْ َم ا ْلقِ يَامَ ِة‪ ،‬وَ مَ ْن ادﱠعَ ى دَعْ وَى َكاذِ ب ًَة ِليَتَ َكث ﱠ َر ِبهَ ا َل ْم ي َِزد ُْﻩ الل ُه إ ِ ﱠال قِ ﱠل ًة‪ْ ،‬‬
‫وَمَن حَ َل َ‬
‫اج َر ٍة«[؛ وهو يف مسند الروياني )‪] :(1450/431/2‬حدثنا مُحَ مﱠ ُد بْ ُن ب ﱠَش ٍار‪ ،‬حدثنا مُعَ اذُ بْ ُن هِ َشا ٍم‪،‬‬ ‫َف ِ‬
‫ير‪،‬‬ ‫وَهبُ بْ ُن جَ ِر ٍ‬ ‫ري‪ ،‬به[؛ ويف سنن الدارمي )‪] :(2406/1526/3‬حَ ﱠدثَنَا ْ‬ ‫حَ ﱠدثَنِي أ َ ِبي عَ ْن يَحْ يَى ب ِْن أ َ ِبي َك ِث ٍ‬
‫يش‪،‬‬ ‫حَ ﱠدثَنَا هِ َشامٌ‪ ،‬عَ ْن يَحْ يَى‪ ،‬به[؛ ويف املعجم الكبري للطرباني )‪] :(1332/73/2‬حَ ﱠدثَنَا أَبُو م ُْس ِل ٍم ا ْل َك ﱢ ﱡ‬
‫ري‪ ،‬به[؛ وأخرجه عبد الرزاق‬ ‫ري‪ ،‬حدثنا هِ َشا ُم الد ْﱠستُوَائ ﱡِي‪ ،‬عَ ْن يَحْ يَى ب ِْن أ َ ِبي َك ِث ٍ‬ ‫حدثنا حَ جﱠ اجُ بْ ُن ن ُ َ‬
‫صْ ٍ‬
‫الصنعاني يف مصنفه )ج‪/8‬ص‪/482‬ح‪] :(15984‬أخربنا معمر عن يحيى بن أبي كثري به[؛ والطرباني‬
‫يف معجمه الكبري )ج‪/2‬ص‪/73‬ح‪] :(1331‬حدثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري أخربنا عبد الرزاق أخربنا‬
‫معمر عن يحيى بن أبي كثري به[؛ وابن أبي عاصم يف اآلحاد )واملثاني ج‪/4‬ص‪/148‬ح‪] :(2129‬حدثنا‬
‫يعقوب حدثنا عبد الرزاق به[؛والطرباني يف معجمه الكبري )ج‪/2‬ص‪/74‬ح‪] :(1334‬حدثنا محمد بن‬
‫معاذ الحلبي حدثنا عبد الله بن رجاء أخربنا حرب بن شداد عن يحيى بن أبي كثري به[؛ وهو يف اآلحاد‬
‫واملثاني البن أبي عاصم )‪] :(2130/147/4‬حَ ﱠدثَنَا أَبُو بَ ْك ِر بْ ُن أ َ ِبي َشيْب ََة‪ ،‬حدثنا عَ ﱠفا ُن‪ ،‬حدثنا أَبَا ُن‪ ،‬عَ ْن‬
‫ري‪ ،‬به[؛ مساوئ األخالق للخرائطي )ص‪] :(21/27 :‬حَ ﱠدثَنَا َسعْ دَا ُن بْ ُن ي َِزي َد ا ْلب ﱠَزا ُر‪،‬‬ ‫يَحْ يَى ب ِْن أ َ ِبي َك ِث ٍ‬
‫اف‪ ،‬حدثنا هِ َشا ُم بْ ُن أ َ ِبي عَ بْ ِد ال ﱠل ِه الد ْﱡستُوَائ ﱡِي‪ ،‬مخترصا ً عىل‪َ » :‬لعْ ُن‬ ‫طا ٍء ا ْل َخ ﱠف ُ‬‫اب بْ ُن عَ َ‬ ‫وَه ِ‬ ‫حدثنا عَ بْ ُد ا ْل ﱠ‬
‫ا ْلم ُْؤ ِم ِن َك َقتْل ِِه«[؛ وغريهم‪.‬‬
‫قلت‪ :‬هذه الزيادة يف حديث اإلمام مسلم‪) :‬من ادّعى دَعْ وَى َكاذِ بَة ليتكثر بهَ ا لم يزده الله إ ِ ﱠال ق ﱠلة وَمن‬
‫صرب فاجرة( كأنها وهم من أبي َغ ﱠسان املسمعي‪ ،‬وقد خلت منها كل طرق حديث ثابت‬ ‫حلف عىل ي َِمني َ‬
‫بن الضحاك‪ ،‬فلعله دخل عليه حديث يف حديث‪ ،‬فالله أعلم‪.‬‬
‫طا ِب ﱡي‪َ ،‬قا َل‪ :‬حدثنا‬ ‫ري ا ْل َخ ﱠ‬ ‫* وجاء يف حلية األولياء وطبقات األصفياء )‪] :(75/3‬حَ ﱠدثَنَا َفا ُر ُ‬
‫وق بْ ُن عَ بْ ِد ا ْل َك ِب ِ‬
‫ري‪ ،‬عَ ْن أ َ ِبي قِ َالب ََة‪،‬‬ ‫ري‪َ ،‬قا َل‪ :‬حدثنا هِ َشامٌ‪ ،‬عَ ْن يَحْ يَى ب ِْن أ َ ِبي َك ِث ٍ‬ ‫صْ ٍ‬ ‫يش‪َ ،‬قا َل‪ :‬حدثنا حَ جﱠ اجُ بْ ُن ن ُ َ‬ ‫أَبُو م ُْس ِل ٍم ا ْل َك ﱢ ﱡ‬
‫الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪َ ،‬قا َل‪َ » :‬لي َْس عَ َىل َرجُ ٍل نَذْ ٌر‬ ‫ص ِاريﱡ ‪ ،‬أ َ ﱠن َر ُسو َل ِ‬ ‫الضحﱠ اكِ ْ َ‬
‫األن ْ َ‬ ‫َقا َل‪ :‬حَ ﱠدثَنِي ثَا ِب ُت بْ ُن ﱠ‬
‫ف ِب ِم ﱠل ٍة‬ ‫وَمَن حَ َل َ‬
‫َامَة‪ْ ،‬‬ ‫يش ٍء ِيف ال ﱡدنْيَا عُ ذﱢبَ ِب ِه يَوْ َم ا ْلقِ ي ِ‬ ‫وَمَن َقتَ َل ن َ ْف َس ُه ِب َ ْ‬
‫فِ يمَ ا َال يَمْ ِل ُك‪ ،‬وَ لَعْ ُن الْم ُْؤ ِم ِن َك َقتْل ِِه‪ْ ،‬‬
‫ف م ُْؤ ِمنًا ِب ُك ْف ٍر َفهُ َو َك َقتْل ِِه«[‪ ،‬ثم قال أبو نعيم‪َ ) :‬ه َذا حَ د ٌ‬
‫ِيث‬ ‫ِسوَى ْ ِاإل ْس َال ِم َكاذِ بًا َفهُ َو َكمَ ا َقا َل‪ ،‬وَ م َْن َقذَ َ‬
‫ني ِم َن‬ ‫وَغ ْريُ التﱠا ِبعِ َ‬ ‫ني ُس َليْمَ ا ُن التﱠي ِْم ﱡي َ‬ ‫صحِ يحٌ ثَا ِب ٌت ُمتﱠ َف ٌق عَ َلي ِْه‪َ ،‬روَا ُه عَ ْن يَحْ يَى ب ِْن أ َ ِبي َك ِث ٍ‬
‫ري ِم َن التﱠا ِبعِ َ‬ ‫َ‬
‫طا ُر‪ ،‬وَحَ ْربُ بْ ُن‬ ‫وْزاعِ ﱡي وَمَ عْ مَ ٌر وَ مُعَ ِاوي َُة بْ ُن َس ﱠال ٍم وَعَ ِيل ﱡ بْ ُن ا ْل ُمب ََاركِ وَأَبَا ُن بْ ُن ي َِزي َد ا ْلعَ ﱠ‬ ‫األ َ‬ ‫ِمﱠة ْ َ‬
‫وَاألعْ َال ِم‪َ ْ :‬‬ ‫َْ‬
‫األئ ِ‬
‫َشدﱠادٍ (‬
‫اق‪ ،‬حدثنا عُ َم ُر‬ ‫* وشذ أيضا ً يف مساوئ األخالق للخرائطي )ص‪] :(22/28 :‬حَ ﱠدثَنَا حَ مﱠ ا ُد بْ ُن ا ْلحَ َس ِن الْ ﱠ‬
‫وَر ُ‬
‫يز‪ ،‬عَ ْن يَحْ يَى‪ ،‬عَ ْن أ َ ِبي قِ َالب ََة‪ ،‬عَ ْن أ َ ِبي ا ْلمُهَ ﱠل ِب‪ ،‬أ َ ﱠن عَ بْ َد ال ﱠل ِه‬ ‫بْ ُن يُون ُ َس ا ْليَمَ ِام ﱡي‪ ،‬حدثنا يَحْ يَى بْ ُن عَ بْ ِد ا ْلعَ ِز ِ‬

‫‪ ‬‬ ‫‪41‬‬
‫‪ ‬‬
‫سباب املسلم فسوق وقتاله كفر ‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫ب َْن عَ ِام ٍر َقا َل‪ :‬يَا أَبَا مَ ْسعُ ودٍ‪ ،‬مَ ا َس ِمعْ َت َر ُسو َل ال ﱠل ِه‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬ي َُقو ُل؟ َقا َل‪َ :‬س ِمعْ تُ ُه ي َُقو ُل‪:‬‬
‫» َلعْ ُن ا ْلم ُْؤ ِم ِن َك َقتْل ِِه«[؛ وقد جاء علل الدارقطني ]العلل الواردة يف األحاديث النبوية )‪:(1064/196/6‬‬
‫ِيث أ َ ِبي ا ْلمُهَ ﱠل ِب‪ ،‬عَ ْن أ َ ِبي مَ ْسعُ ودٍ‪َ ،‬قا َل َر ُسو ُل ال ﱠل ِه‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪َ :‬لعْ ُن ا ْلم ُْؤ ِم ِن‬ ‫وَس ِئ َل عَ ْن حَ د ِ‬ ‫] ُ‬
‫ري‪ ،‬عَ ْن أ َ ِبي قِ َالب ََة‪ ،‬عَ ْن أ َ ِبي‬
‫يز‪َ ،‬ف َروَا ُه عَ ْن يَحْ يَى ب ِْن أ َ ِبي َك ِث ٍ‬‫َك َقتْل ِِه‪َ .‬ف َقا َل‪ :‬وَهِ َم فِ ِيه يَحْ يَى بْ ُن عَ بْ ِد ا ْلعَ ِز ِ‬
‫الضحﱠ اكِ [‬ ‫وَالصوَابُ عَ ْن أ َ ِبي قِ َالب ََة‪ ،‬عَ ْن ثَا ِب ِت ب ِْن ﱠ‬
‫ﱠ‬ ‫ا ْلمُهَ لﱠ ِب‪ ،‬عَ ْن أ َ ِبي مَ ْسعُ و ٍد‪.‬‬

‫رض ِم ﱡي‪ ،‬حدثنا يَحْ يَى‬ ‫* وجاء يف املعجم الكبري للطرباني )‪] :(1340/75/2‬حَ ﱠدثَنَا مُحَ مﱠ ُد بْ ُن عَ بْ ِد ِ‬
‫الله ا ْلحَ ْ َ‬
‫الضحﱠ اكِ ‪ ،‬أ َ ﱠن‬
‫الله‪ ،‬عَ ْن أ َ ِبي قِ َالب ََة‪ ،‬عَ ْن ثَا ِب ِت ب ِْن ﱠ‬ ‫مَش‪ ،‬عَ ْن أ َ ِبي عَ بْ ِد ِ‬ ‫ا ْلحِ مﱠ ان ﱡِي‪ ،‬حدثنا أَبُو مُعَ ِاوي ََة‪ ،‬عَ ِن ْ َ‬
‫األعْ ِ‬
‫وَمَن أ َ ْك َف َر م ُْسلِمً ا‪َ ،‬ف َق ْد بَا َء ِبهَ ا أَحَ د ُُهمَا«[؛‬
‫الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪َ ،‬قا َل‪َ » :‬لعْ ُن ا ْلم ُْؤ ِم ِن َك َقتْل ِِه‪ْ ،‬‬ ‫َر ُسو َل ِ‬
‫ان‪ :‬أَبُو ُمن َ ِاز ٍل وَأَبُو عَ بْ ِد‬ ‫اس ِم الطرباني‪» :‬أَبُو عَ بْ ِد ِ‬
‫الله َهذَا ي َُقا ُل َل ُه َخا ِل ٌد ا ْلحَ ذﱠا ُء؛ َ‬
‫وَخا ِل ٌد َل ُه ُكنْيَتَ ِ‬ ‫و َقا َل أَبُو ا ْل َق ِ‬
‫الله«؛ وأخرجه اإلمام الطرباني يف معجمه الكبري )ج‪/2‬ص‪/75‬ح‪ (1339‬بأتم من ذلك‪] :‬حدثنا أبو‬ ‫ِ‬
‫الزنباع روح بن الفرج املرصي حدثنا يحيى بن سليمان الجعفي حدثنا عمي عمرو بن عثمان حدثنا أبو‬
‫مسلم قائد األعمش )عن األعمش( عن أبي عبد الله عن أبي قالبة عن ثابت بن الضحاك قال‪ :‬قال رسول‬
‫الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬ال يمني يف معصية الله وال فيما ال يملك بن آدم ومن لعن مسلما كان كقتله‬
‫ومن سمى مسلما كافرا فقد كفر ومن حلف عىل ملة غري اإلسالم كاذبا متعمدا فهو كما قال ومن قتل‬
‫نفسه بيشء يموت به فهو يف النار[؛ قلت‪) :‬عن األعمش( ليست يف األصل‪ ،‬وهو سقط من النساخ قطعاً‪،‬‬
‫ولكن أبا مسلم قائد األعمش ليس بالقوي‪.‬‬

‫الر ِامي(‬‫الر ِامي َقا َل َال بل ﱠ‬ ‫الرشكِ الْم َْر ِم ﱡي أ َ ِو ﱠ‬‫وْىل ِب ﱢ ْ‬‫| فصل‪ :‬حديث حذيفة‪) :‬أَيﱡهُ مَا أ َ َ‬
‫ربنَا أَحْ مَ ُد بْ ُن عَ ِيل ﱢ ب ِْن‬ ‫* جاء يف صحيح ابن حبان ]مخرجا )‪ [(81/281/1‬من طريق أبي يعىل‪] :‬أ َ ْخ َ َ‬
‫الص ْل ِت ب ِْن بَهْ َرامَ‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا ا ْلحَ َس ُن‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا‬ ‫وق‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا مُحَ مﱠ ُد بْ ُن بَ ْك ٍر‪ ،‬عَ ِن ﱠ‬ ‫ا ْل ُمثَنﱠى‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا مُحَ مﱠ ُد بْ ُن مَ ْر ُز ٍ‬
‫ف‬ ‫جُ نْدُبٌ ا ْلبَجَ ِيل ﱡ ِيف َهذَا ا ْلمَ ْس ِجدِ‪ ،‬أ َ ﱠن حُ َذي َْف َة حَ ﱠدث َ ُه َقا َل‪َ :‬قا َل َر ُسو ُل ال ﱠل ِه‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪» :‬إ ِ ﱠن مَ ا أَتَ َخوﱠ ُ‬
‫ان ِر ْدئًا ل ْ ِِإل ْس َال ِم‪َ ،‬غ ﱠري َُﻩ إ ِ َىل مَ ا َشا َء ال ﱠل ُه‪َ ،‬فان ْ َس َل َخ ِمن ْ ُه‬
‫آن حَ تﱠى إِذَا ُر ِئي َْت بَهْ جَ تُ ُه عَ َلي ِْه‪ ،‬وَ َك َ‬ ‫عَ َليْ ُك ْم َرجُ ٌل َق َرأ َ ا ْل ُق ْر َ‬
‫الرشكِ «‪َ ،‬قا َل‪ُ :‬ق ْل ُت‪) :‬يَا ن َ ِب ﱠي ال ﱠل ِه‪ ،‬أَيﱡهُ مَا أ َ َ‬
‫وْىل‬ ‫وَرمَا ُه ِب ﱢ ْ‬‫السي ِْف‪َ ،‬‬ ‫وَسعَ ى عَ َىل جَ ِارﻩِ ِب ﱠ‬ ‫ظهْ ِرﻩِ ‪َ ،‬‬ ‫وَرا َء َ‬ ‫وَ نَبَذَ ُﻩ َ‬
‫الر ِامي«[؛ وكذلك منسوبا ً إىل أبي يعىل يف إتحاف الخرية املهرة‬ ‫الر ِامي؟(‪َ ،‬قا َل‪» :‬ب َِل ﱠ‬ ‫الرشكِ ‪ ،‬الْم َْر ِم ﱡي أ َ ِم ﱠ‬ ‫ِب ﱢ ْ‬
‫بزوائد املسانيد العرشة )‪(5973/339/6‬؛ ويف املطالب العالية بزوائد املسانيد الثمانية‬
‫)‪(4356/610/17‬؛ ومن طريق أبي يعىل يف ذم الكالم وأهله )‪(103/1‬؛‬
‫قلت‪ :‬زعم ابن حبان أن مُحَ مﱠ َد ب ِْن بَ ْك ٍر يف اإلسناد إنما هو املقرئ الكويف وأن الصلت بن بهرام كويف بال‬
‫شبهة‪ ،‬وليس هذا باألمر اليقيني‪ ،‬ألن بعض الطرق ترصح بنسبة محمد بن بكر‪ :‬الربساني‪ ،‬وتقول‬
‫الصلت‪ ،‬غري منسوب‪:‬‬

‫‪ ‬‬ ‫‪42‬‬
‫‪ ‬‬
‫سباب املسلم فسوق وقتاله كفر ‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫ني‬‫وق‪ ،‬وَا ْلحُ َس ْ ُ‬ ‫* كما هو‪ ،‬مثالً‪ ،‬يف مسند البزار ]البحر الزخار )‪] :(2793/220/7‬حَ ﱠدثَنَا مُحَ مﱠ ُد بْ ُن مَ ْر ُز ٍ‬
‫ربنَا‬‫الص ْل ُت‪ ،‬عَ ِن ا ْلحَ َس ِن‪َ ،‬قا َل‪ :‬أ َ ْخ َ َ‬ ‫ربنَا ﱠ‬ ‫ربنَا مُحَ مﱠ ُد بْ ُن بَ ْك ٍر ا ْل ُرب َْسان ﱡِي‪َ ،‬قا َل‪ :‬أ َ ْخ َ َ‬ ‫بْ ُن أ َ ِبي ُكبَي َْش َة‪َ ،‬ق َاال‪ :‬أ َ ْخ َ َ‬
‫َرصةِ‪ ،‬أ َ ﱠن حُ ذَي َْف َة حَ ﱠدث َ ُه َقا َل‪َ :‬قا َل َر ُسو ُل ال ﱠل ِه‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪:‬‬ ‫جُ نْدُبٌ ‪ِ ،‬يف َهذَا ا ْلمَ ْس ِج ِد يَعْ نِي مَ ْس ِج َد ا ْلب ْ َ‬
‫ان ِر ْدءًا ل ْ ِِإل ْس َال ِم اعْ تَ َز َل إ ِ َىل مَ ا َشا َء‬ ‫آن حَ تﱠى إ ِ َذا ُرئ َِي عَ َلي ِْه بَهْ جَ تُ ُه‪ ،‬وَ َك َ‬ ‫ف عَ َليْ ُك ْم َرجُ ًال َق َرأ َ ا ْل ُق ْر َ‬ ‫»إِنﱠمَ ا أَتَ َخوﱠ ُ‬
‫ِيث ِبهَ ذَا ال ﱠل ْف ِظ َال نَعْ َل ُم ُه ي ُْروَى‬ ‫وَهذَا ا ْلحَ د ُ‬ ‫الرشكِ «[‪ ،‬وقال البزار‪َ ) :‬‬ ‫وَرمَ ا ُه ِب ﱢ ْ‬‫وَخ َرجَ عَ َىل جَ ِارﻩِ ِب َسيْفِ ِه‪َ ،‬‬ ‫ال ﱠل ُه‪َ ،‬‬
‫َرص ِة‪ ،‬وَمَ ا بَعْ د َُﻩ َف َق ِد‬ ‫وَالصلْ ُت َهذَا َرجُ ٌل م َْشهُو ٌر ِم ْن أ َ ْه ِل الْب ْ َ‬ ‫ﱠ‬ ‫إ ِ ﱠال عَ ْن حُ ذَي َْف َة ِبهَ ذَا ْ ِاإل ْسنَادِ ‪َ ،‬وإ ِ ْسنَاد ُُﻩ حَ َس ٌن‪،‬‬
‫استَ ْغنَيْنَا عَ ْن تَعْ ِريفِ ِهمْ؛ ل ُِشهْ َرت ِِه ْم(‬ ‫ْ‬
‫* ولكن جاء يف معرفة الصحابة ألبي نعيم )‪] :(1859/690/2‬حَ ﱠدثَنَا مُحَ مﱠ ُد بْ ُن جَ عْ َف ٍر‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا جَ عْ َف ُر‬
‫الص ْل ُت بْ ُن بَهْ َرامَ‪ ،‬حدثنا ا ْلحَ َس ُن‪،‬‬ ‫الله‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا مُحَ مﱠ ُد بْ ُن بَ ْك ٍر‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا ﱠ‬ ‫الصائ ُِغ‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا عَ ِيل ﱡ بْ ُن عَ بْ ِد ِ‬ ‫بْ ُن مُحَ مﱠ ٍد ﱠ‬
‫ان حَ ﱠدث َ ُه َقا َل‪َ :‬قا َل َر ُسو ُل ِ‬ ‫َ‬
‫الله‪ ،‬صىل الله‬ ‫الله‪ِ ،‬يف َهذَا ا ْلمَ ْس ِج ِد أ ﱠن حُ ذَي َْف َة ب َْن ا ْليَمَ ِ‬ ‫حَ ﱠدثَنِي جُ نْدُبُ بْ ُن عَ بْ ِد ِ‬
‫ان ِردَا ًء ل ْ ِِإل ْس َال ِم أَعَ ﱠز ُﻩ‬ ‫آن‪ ،‬حَ تﱠى إِذَا ُر ِئي َْت عَ َلي ِْه بَهْ جَ تُ ُه‪ ،‬وَ َك َ‬ ‫وﱠف عَ َليْ ُك ْم َرجُ ًال َق َرأ َ ا ْل ُق ْر َ‬ ‫عليه وسلم‪» :‬إ ِ ﱠن ِممﱠ ا أَتَ َخ ُ‬
‫الرشكِ «‪َ ،‬قا َل‪ُ :‬ق ْل ُت‪ :‬يَا‬ ‫وَرمَ ا ُه ِب ﱢ ْ‬‫السي ِْف َ‬ ‫وَخ َرجَ عَ َىل جَ ِارﻩِ ِب ﱠ‬ ‫ظهْ ِرﻩِ ‪َ ،‬‬ ‫إ ِ َىل مَ ا َشا َء الل ُه‪ ،‬ان ْ َس َل َخ ِمن ْ ُه وَ نَبَذَ ُﻩ َ‬
‫وَرا َء َ‬
‫الر ِامي«[؛ قلت‪ :‬عيل بن عبد الله‪ ،‬هو‬ ‫الر ِامي؟ َقا َل‪َ » :‬ال ب َِل ﱠ‬ ‫مَر ِم ﱡي أ َ ِم ﱠ‬ ‫الرشكِ ؟ الْ ْ‬ ‫وْىل ِب ﱢ ْ‬ ‫الله أَيﱡهُ مَ ا أ َ َ‬
‫َر ُسو َل ِ‬
‫املديني‪ ،‬ولكن هذا الترصيح مخالف ملا قرره اإلمام البخاري يف التاريخ الكبري ]بحوايش املطبوع‬
‫الص ْل ُت حَ ﱠدثَنَا ا ْلحَ َس ُن‬ ‫)‪] :[(2907/301/4‬صلت بْن مهران‪َ :‬قا َل َلنَا عَ ِيل ﱞ حَ ﱠدثَنَا مُحَ مﱠ ُد بْ ُن بَ ْك ٍر حَ ﱠدثَنَا ﱠ‬
‫آن‬ ‫ف َرجُ ٌل َق َرأ َ ا ْل ُق ْر َ‬ ‫ف مَ ا أَتَ َخوﱠ ُ‬ ‫حَ ﱠدثَنِي جُ نْدُبٌ أ َ ﱠن حُ ذَي َْف َة حَ ﱠدث َ ُه أ َ ﱠن الن ﱠ ِب ﱠي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪َ ،‬قا َل‪ :‬أ َ ْخوَ ُ‬
‫وَقا َل لنا‬ ‫الرشكِ [‪ ،‬ثم ساق البخاري عدة روايات تشهد لحديث الصلت‪َ ] :‬‬ ‫وَرمَ ا ُه ِب ﱢ ْ‬ ‫السي ِْف َ‬ ‫َخ َرجَ عَ َىل جَ ِارﻩِ ِب ﱠ‬
‫َقي ٌْس حدثنا معتمر سمعت أ َ ِبي عَ ْن َقتَا َد َة عَ ِن ا ْلحَ َس ِن عَ ْن جُ نْد ٍُب بَ َل َغ ُه عَ ْن حُ ذَي َْف َة أ َ ْو َس ِمعَ ُه عَ ِن الن ﱠ ِب ﱢي‪،‬‬
‫ُوىس‬ ‫وَقا َل م َ‬ ‫ري تَأ ْ ِويل ِِه‪َ ،‬‬ ‫آن يَنْث ُ ُرون َ ُه نَث ْ َر الد َﱠق ِل يَتَأَوﱠ لُون َ ُه عَ َىل َغ ْ ِ‬‫صىل الله عليه وسلم‪ ،‬ذِ ْك ُر ناسا يقرؤن ا ْل ُق ْر َ‬
‫وَقا َل ابْن أ َ ِبي األسود حدثنا ابْن‬ ‫حدثنا حماد أخربنا يونس عَ ِن ا ْلحَ َسن عَ ْن جندب عَ ْن حذيفة ‪ -‬قو َل ُه ِب ِهذا‪َ ،‬‬
‫علية عَ ْن يونس ‪ِ -‬ب ِهذا[ مما يشعر بتحسينه أو تصحيحه للحديث‪ ،‬وتقويته للصلت بن مهران البرصي‪،‬‬
‫وأنه عند البخاري حسن الحديث؛ وجاء يف الجرح والتعديل )ج‪/4‬ص‪ (1927/439‬فقط‪] :‬صلت بن‬
‫مهران روى عن الحسن وشهر بن حوشب روى عنه محمد بن بكر الربساني وسهل بن حماد سمعت أبى‬
‫يقول ذلك[؛‬
‫وترجم اإلمام البخاري للصلت بن بهرام‪ ،‬أبي هشام التيمي الكويف يف التاريخ الكبري ]بحوايش املطبوع‬
‫)‪ ،[(2910/301/4‬ولم يتكلم فيه بيشء‪ ،‬تماما ً كما فعل بالصلت بن مهران‪ ،‬ولم يسق له يشء من‬
‫الحديث؛ وذكره يف ضعفاء البخاري بسبب اإلرجاء‪ ،‬فقال يف ]ضعفاء البخاري )ج‪/1‬ص‪/60‬ت‪:[(170‬‬
‫]الصلت بن مهران التيمي الكويف أبو هشام نسبه مروان بن معاوية وكان يذكر باإلرجاء‪ ،‬سمع أبا وائل‪،‬‬
‫صدوق يف الحديث[‪ ،‬كذا هنا‪) :‬مهران(‪ ،‬وهذا قطعا ً وهم النتقال برص أو سبق قلم من البخاري أو من‬
‫أحد النساخ؛ وإنما هو‪) :‬بهرام(؛ وجاء توثيقه رصاحة يف الجرح والتعديل )ج‪/4‬ص‪:(1920/438‬‬
‫]صلت بن بهرام التيمي الكويف‪ ،‬أبو هاشم‪ :‬روى عن أبى وائل وزيد بن وهب وإبراهيم النخعي روى عنه‬

‫‪ ‬‬ ‫‪43‬‬
‫‪ ‬‬
‫سباب املسلم فسوق وقتاله كفر ‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫نعيم بن ميرسة ومروان بن معاوية سمعت أبى يقول ذلك حدثنا عبد الرحمن حدثني أبى حدثنا أبو‬
‫معمر القطيعي حدثنا بن عيينة حدثنا الصلت بن بهرام وكان اصدق أهل الكوفة؛ حدثنا عبد الرحمن‬
‫حدثنا محمد بن حمويه قال سمعت أبا طالب قال‪ :‬قال احمد بن حنبل صلت بن بهرام كويف ثقة؛ حدثنا‬
‫عبد الرحمن اخربنا أبو بكر بن أبى خيثمة فيما كتب اىل قال سمعت يحيى بن معني يقول الصلت بن‬
‫بهرام ثقة حدثنا عبد الرحمن سمعت أبى يقول الصلت بن بهرام هو صدوق ليس له عيب اال االرجاء[‬
‫قلت‪ :‬فأبو هاشم الصلت بن بهرام التيمي الكويف‪ ،‬ثقة‪ ،‬صحيح الحديث‪ ،‬إجماعا ً‪ .‬وهو فوق الصلت بن‬
‫مهران البرصي‪ ،‬بدون شك أو ريب؛ ولكن تحسني البخاري لحديثه املذكور‪ ،‬وقول البزار‪ ،‬وهو من كبار‬
‫وَالص ْل ُت َهذَا َرجُ ٌل مَ ْشهُ و ٌر ِم ْن أ َ ْه ِل ا ْلب ْ َ‬
‫َرص ِة(‪ ،‬يبطل قول املتأخرين أنه يف حكم املجهول‪.‬‬ ‫حفاظ البرصة‪ ) :‬ﱠ‬

‫لذلك فإننا نستخري الله ونقول أن مُحَ مﱠ َد ب ِْن بَ ْك ٍر يف اإلسناد هو ا ْل ُرب َْسان ﱡِي‪ ،‬كما هو يف رواية البزار‪ ،‬فال بد‬
‫أن يكون شيخه هو الصلت بن مهران البرصي‪ ،‬وليس الصلت بن بهرام الكويف؛ وعليه فإن اإلسناد حسن‪،‬‬
‫ويشهد لصحة صدر الحديث أحاديث الخوارج املشهورة‪ ،‬وقد ساق البخاري طرفا ً منها؛ كما يشهد‬
‫الر ِامي( ما أثبتنا يف أعىل بحثنا تواتره عنه‪،‬‬ ‫الر ِامي َقا َل َال بل ﱠ‬‫الرشكِ الْم َْر ِم ﱡي أ َ ِو ﱠ‬ ‫لصحة عجزه‪) :‬أَيﱡهُ مَا أ َ َ‬
‫وْىل ِب ﱢ ْ‬
‫عليه وعىل آله الصالة والسالم‪) :‬ال ترجعوا بعدي كفارا يرضب بعضكم رقاب بعض(‪ ،‬وقوله‪) :‬سباب‬
‫املسلم فسوق وقتاله كفر(؛ وما ثبت عنه‪ ،‬عليه وعىل آله الصالة والسالم‪ ،‬بدون أدنى شبهة‪) :‬أيما امرئ‬
‫قال ألخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما(‪ ،‬و)من رمى مؤمنا بكفر فهو كقتله‪ ،‬ولعن املؤمن كقتله(؛ كما‬
‫يشهد لصحته الروايات التالية‪:‬‬
‫* حيث جاء يف تفسري الطربي ]جامع البيان ت شاكر )‪ [(12854/140/11‬بإسناد صحيح‪] :‬حدثنا‬
‫محمد بن بشار قال‪ ،‬حدثنا محمد بن جعفر وأبو عاصم قاال حدثنا عوف‪ ،‬عن سوّار بن شبيب قال‪ ،‬كنت‬
‫عند ابن عمر‪ ،‬إذ أتاه رجل جلي ٌد يف العني‪ ،‬شديد اللسان‪ ،‬فقال‪ :‬يا أبا عبد الرحمن‪ ،‬نحن ستة كلهم قد قرأ‬
‫بغيض إليه أن يأتي دناء ًة‪ ،‬وهم يف ذلك يشهد بعضهم‬ ‫ٌ‬ ‫القرآن فأرسع فيه‪ ،‬وكلهم مجتهد ال يألو‪ ،‬وكلهم‬
‫عىل بعض بالرشك! فقال رجل من القوم‪ :‬وأيﱠ دناءة تريد‪ ،‬أكث َر من أن يشهد بعضهم عىل بعض بالرشك!‬
‫لست إيّاك أسأل‪ ،‬أنا أسأل الشيخ! فأعاد عىل عبد الله الحديث‪ ،‬فقال عبد الله بن‬ ‫ُ‬ ‫قال‪ :‬فقال الرجل‪ :‬إني‬
‫عمر‪ :‬لعلك ترى ال أبا لك‪ ،‬إني سآمرك أن تذهب أن تقتلهم! عظهم وانههم‪ ،‬فإن عصوك فعليك بنفسك‪،‬‬
‫فإن الله تعاىل يقول‪} :‬يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم ال يرضكم من ضل إذا اهتديتم إىل الله مرجعكم‬
‫جميعا فينبئكم بما كنتم تعملون{[‬
‫مْرو ب ِْن ُمنَب ٍﱢه‪ ،‬عَ ْن َسوﱠ ِار ب ِْن‬ ‫* وجاء يف مصنف ابن أبي شيبة )‪] :(30381/166/6‬حَ ﱠدثَنَا وَ كِي ٌع‪ ،‬عَ ْن عَ ِ‬
‫ُون عَ َيل ﱠ ِبا ْل ُك ْف ِر‪َ ،‬ف َقا َل‪) :‬أ َ َال تَ ُقو ُل‪َ :‬ال إ ِ َل َه إِ ﱠال‬
‫اهنَا َقوْمً ا ي َْشهَ د َ‬
‫يب َقا َل‪ :‬جَ ا َء َرجُ ٌل إ ِ َىل اب ِْن عُ مَ َر َف َقا َل‪ :‬إ ِ ﱠن َه ُ‬
‫َش ِب ٍ‬
‫ال ﱠل ُه‪َ ،‬فتُ َكذﱢبُهُ ْم؟!([؛ وهو يف اإليمان البن أبي شيبة )ص‪] :(31/22 :‬حَ ﱠدثَنَا وَ كِيعٌ‪ ،‬عَ ْن عُ مَ َر ب ِْن ُمنَب ٍﱢه‪،‬‬
‫يب السعدي األعرجي البرصي‪ ،‬ثقة من كبار التابعني‪ ،‬سمع من عبد الله بن مسعود‪،‬‬ ‫وﱠار ب ِْن َش ِب ٍ‬
‫بعينه[؛ َس ِ‬
‫وعبد الله بن عمر بن الخطاب‪ ،‬وغريهم؛ وعنه جمع منهم‪ :‬عُ مَ ُر ب ِن مزيد ب ِن ُمنَب ٍﱢه‪ ،‬أبو ا ُملنَب ٍﱢه السعدي‬

‫‪ ‬‬ ‫‪44‬‬
‫‪ ‬‬
‫سباب املسلم فسوق وقتاله كفر ‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫األعرجي البرصي‪ ،‬ثقة أيضاً‪ ،‬روى عنه األئمة‪ :‬يحيى بن سعيد القطان‪ ،‬ووكيع‪ ،‬وكذلك‪ :‬أبو عبيدة عبد‬
‫الواحد بن واصل الحداد‪ ،‬نزيل بغداد‪.‬‬

‫| فصل‪ :‬إثبات سماع الشعبي وابني عبد الله بن مسعود من عبد الله بن مسعود‬
‫* جاء يف جامع التحصيل )ج‪/1‬ص‪/204‬ت‪] :(322‬عامر بن رشاحيل الشعبي أحد األئمة روى عن عيل‬
‫ريض الله عنه وذلك يف صحيح البخاري وهو ال يكتفي بمجرد إمكان اللقاء كما تقدم وعن طائفة كثرية‬
‫من الصحابة لقيهم وأرسل عن عمر وطلحة بن عبيد الله وابن مسعود وعائشة وعبادة بن الصامت ريض‬
‫الله عنهم قال أبو زرعة الشعبي عن عمر مرسل وعن معاذ بن جبل كذلك وقال بن معني ما روى عن‬
‫الشعبي عن عائشة مرسل وكذلك قال أبو حاتم وقال أيضا لم يسمع الشعبي من عبد الله بن مسعود وال‬
‫من بن عمر ولم يدرك عاصم بن عدي وما يمكن أن يكون سمع من عوف بن مالك األشجعي وال أعلم‬
‫سمع الشعبي بالشام إال من املقدام أبي كريمة وال أدري سمع من سمرة أم ال ألنه أدخل بينه وبينه رجال‬
‫هذا كله كالم أبي حاتم وقال إسحاق بن منصور قلت ليحيى بن معني الشعبي إن الفضل يعني بن‬
‫عباس حدثه وأن أسامة يعني بن زيد حدثه قال ال يشء وكذلك قال أحمد بن حنبل وعيل بن املديني وقال‬
‫أبو حاتم ال يمكن أن يكون أدركهما وقال بن معني الشعبي عن عمرو بن العاص مرسل وقال بن املديني‬
‫وقد ذكر أصحاب بن مسعود الستة الذين تقدم ذكرهم سمع الشعبي منهم إال الحارث وقال أيضا لم‬
‫يسمع الشعبي من زيد بن الخريت[‬
‫فأنت ترى أن صاحب جامع التحصيل إنما هو جامع ألقوال السابقني من غري كبري تمحيص أو نقد؛‬
‫ولعلك تالحظ باألخص حجم مجازفة اإلمام أبي حاتم الرازي‪ ،‬سامحه الله‪ ،‬إذ قال‪) :‬لم يسمع الشعبي‬
‫من عبد الله بن مسعود وال من بن عمر ولم يدرك عاصم بن عدي وما يمكن أن يكون سمع من عوف بن‬
‫مالك األشجعي وال أعلم سمع الشعبي بالشام إال من املقدام أبي كريمة وال أدري سمع من سمرة أم ال‬
‫ألنه أدخل بينه وبينه رجال هذا(!!‬
‫ويتبني قبح هذه املجازفة من أمور‪ ،‬منه‪:‬‬
‫)‪ - (1‬القطع بأنه لم يسمع‪ ،‬بدال من القول‪ :‬روى عن فالن ولم يثبت له سماع‪ ،‬أو لم يصح له سماع‪ ،‬مما‬
‫يوهم طالب العلم أن أبا حاتم قد صح لديه إقرار الشعبي عىل نفسه أنه لم يسمع من فالن‪ ،‬إذ ال سبيل‬
‫للقطع إال بذلك‪ ،‬أو بوحي ممن أحاط بكل يشء علما؛‬
‫)‪ - (2‬الزعم بأنه لم يدرك عاصم بن عدي‪ ،‬ريض الله عنه‪ ،‬وعاصم بن عدي قد تأخرت وفاته إىل عهد‬
‫معاوية‪ ،‬ومات وقد قارب أو جاز املائة؛‬
‫)‪ - (3‬الحكم بأنه ال يمكن أن يكون سمع من عوف بن مالك األشجعي‪ ،‬وهو إنما مات سنة ‪ 73‬هـ‬
‫بالشام‪ ،‬مع أن الشعبي كانت له رحلة إىل الشام‪ ،‬وال شك أنه حج واعتمر‪ ،‬فكيف يجوز الحكم باستحالة‬
‫سماعه من عوف بن مالك األشجعي )؟!(؛‬

‫‪ ‬‬ ‫‪45‬‬
‫‪ ‬‬
‫سباب املسلم فسوق وقتاله كفر ‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫)‪ - (4‬إدخال الشعبي لرجل بيه وبني سمرة ينبغي أن يكون برهانا ً عىل أمانته وعدم تدليسه‪ :‬فها هم‬
‫األئمة يرون عن بعض شيوخهم مبارشة وبواسطة‪ ،‬فمثال يروي اإلمام البخاري أحاديث كثرية عن شيخه‬
‫أبي عاصم الضحاك بن مخلد النبيل‪ ،‬ويروي أحاديث أخرى بواسطة أبي موىس محمد بن املثنى العنزي‬
‫الزمن‪ ،‬وأبي جعفر عبد الله بن محمد الجعفي املسندي‪ ،‬وأبي عبد الله محمد بن معمر بن ربعي‬
‫البحراني القييس‪ ،‬فأي عجب يف هذا‪ :‬سبحان الله؟!‬

‫ولكن الصحيح أن الشعبي قد أدرك بن مسعود‪ ،‬ألنه قال عن نفسه أنه ولد سنة جلوالء‪ ،‬وكانت أمه من‬
‫سبيها‪ ،‬كما جاء يف الطبقات الكربى ]ط دار صادر )‪ [(248/6‬حيث قال اإلمام محمد بن سعد‪] :‬أ َ ْخ َ َ‬
‫ربنَا‬
‫الرسيﱢ ب ِْن إ ِ ْسمَ اعِ ي َل‪َ ،‬قا َل‪َ :‬س ِمعْ ُت ﱠ‬
‫الشعْ ِب ﱠي‪ ،‬ي َُقو ُل‪:‬‬ ‫َان ب ِْن عُ يَيْن َ َة‪ ،‬عَ ِن ﱠ ِ‬
‫مَن بْ ُن يُون ُ َس‪ ،‬عَ ْن ُس ْفي َ‬ ‫الرحْ ِ‬ ‫عَ بْ ُد ﱠ‬
‫ْت َسن َ َة جَ لُ َوال َء«[‪ .‬نعم‪ :‬الرسي بن إسماعيل بن عبد الشعبي الهمداني‪ ،‬ابن عم عامر بن رشاحيل بن‬ ‫»وُ ِلد ُ‬
‫عبد الشعبي الهمداني‪ ،‬وكاتبه عندما كان قاضياً‪ ،‬ثم خلفه عىل القضاء‪ ،‬متكلم فيه لرفعه املراسيل وقلبه‬
‫األسانيد‪ ،‬ولكنه يحدث ها هنا بخرب ثانوي عريض يتعلق خاصة بابن عمه‪ ،‬وليس عن حدث تاريخي له‬
‫أبعاد سياسية‪ ،‬وال عن قضية عقدية أو فقهية قد تتالعب باملرء فيها األهواء‪ ،‬وهو نص قصري يتكون من‬
‫ْت َسن َ َة جَ لُ َوال َء«( ال يتصور فيه تصحيف أو نسيان‪ ،‬فال معنى للشك يف روايته هذه‬ ‫ثالث كلمات‪») :‬وُ ِلد ُ‬
‫أصالً‪ .‬وسنة »جلوالء« هذه كانت سنة سبعة عرش‪ ،‬أو ثمانية عرش‪ ،‬يف خالفة عمر‪ ،‬رىض الله عنه‪ ،‬ألن‬
‫وقعة جلوالء نفسها كانت يف آخر سنة ست عرشة‪ ،‬أو أوائل سبعة عرش‪ .‬وهذا القول املنضبط هو الذي‬
‫استقر عليه جمهور النقاد‪ ،‬فقد قال عنه الخطيب يف تاريخ بغداد )ج‪/12‬ص‪/227‬ت‪] :(6680‬كويف‪،‬‬
‫وأمه من سبي جلوالء‪ :‬ولد لست سنني خلت من خالفة عمر بن الخطاب[؛ وكذا يف تهذيب الكمال‬
‫)ج‪/14‬ص‪/28‬ت‪ ،..] :(3042‬أبو عمرو الكويف‪ ،‬بن أخي قيس بن عبد‪ ،‬من شعب همدان‪ ،‬وأمه من‬
‫سبي جلوالء‪ :‬ولد لست سنني خلت من خالفة عمر بن الخطاب عىل املشهور[‬
‫وربما اعرتض معرتض بما جاء يف الطبقات الكربى ]ط دار صادر )‪َ ) :[(248/6‬قا َل‪َ :‬‬
‫وَقا َل حَ جﱠ اجٌ عَ ْن‬
‫ني([؛ ووالدة أبي إسحاق‬ ‫الشعْ ِب ﱡي؟ َقا َل‪ُ :‬ه َو أ َ ْك َربُ ِمنﱢي ِب َسنَتَ ْ ِ‬
‫اق‪) :‬أَن ْ َت أ َ ْك َربُ أ َ ْو ﱠ‬
‫ُشعْ ب ََة‪ُ ،‬ق ْل ُت ِ َأل ِبي إ ِ ْسحَ َ‬
‫السبيعي قيل أنها كانت سنة ‪ 29‬هـ‪ ،‬وقيل ‪ 32‬هـ؛ فكيف نوفق بني هذا‪ ،‬وهذا؟ّ‬
‫فأقول‪ :‬أبو إسحاق عمرو بن عبد الله بن عبيد السبيعي أعلم بتاريخ مولده‪ ،‬وهو نفسه قد قال نصا ً‪:‬‬
‫)ولدت يف سنتني من إمارة عثمان(‪ ،‬كما نجده يف التعديل والتجريح )ج‪/3‬ص‪/977‬ت‪] :(1108‬قال‬
‫البخاري‪ :‬حدثني إسحاق بن نرص أخربنا يحيى بن آدم حدثنا رشيك قال‪ :‬سمعت أبا إسحاق قال‪) :‬ولدت‬
‫يف سنتني من إمارة عثمان([‪ ،‬وأصله يف التاريخ الصغري للبخاري )ج‪/2‬ص‪/8‬ت‪(1597‬؛ ويف التاريخ‬
‫الكبري للبخاري )ج‪/6‬ص‪/347‬ت‪] :(2594‬قال عبد الله بن محمد عن يحيى بن آدم عن رشيك سمعت‬
‫أبا إسحاق يقول‪) :‬ولدت يف سنتني من إمارة عثمان([؛ وأخرجه ابن الجعد )ج‪/1‬ص‪/72‬ت‪:(386‬‬
‫]حدثنا محمود بن غيالن املروزي حدثنا يحيى بن آدم حدثنا رشيك قال سمعت أبا إسحاق يقول‪) :‬ولدت‬
‫يف سنتني من إمارة عثمان بن عفان([‬

‫‪ ‬‬ ‫‪46‬‬
‫‪ ‬‬
‫سباب املسلم فسوق وقتاله كفر ‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫فإن فهمنا )سنتني( عىل أنها )سنتني خلت(‪ ،‬فتكون والدته سنة ‪ 25‬هـ‪ ،‬أو ‪ 26‬هـ‪ ،‬ولعله سمع الشعبي‬
‫أو غريه يذكر عرضا ً أن مولده يف خالفة عمر‪ ،‬فقال‪) :‬الشعبي أكرب مني بسنتني(‪ ،‬عىل التقريب والتقدير‪،‬‬
‫وما كان البرش عامة‪ ،‬والعرب خاصة‪ ،‬يف تلك األزمنة يعتنون بتواريخ امليالد ويحفظونها بدقة‪ ،‬إال يف‬
‫النادر إذا صدف حدث هام أو واقعة مشهورة؛ فعىل هذا ليس ثمة كبري تعارض‪ ،‬ويكون وفاة أبي‬
‫إسحاق قطعا ً بعد أن تجاوز املائة ألن الناس كانوا منرصفني من جنازته يوم دخل الضحاك الخارجي‬
‫الكوفة سنة تسع وعرشين ومائة‪ ،‬كما قاله جبل الحفظ واإلتقان اإلمام يحيى بن سعيد القطان‪.‬‬
‫أما إذا فهمنا )سنتني( عىل أنها )سنتني بقيت(‪ ،‬فتكون والدته سنة ‪ 32‬هـ‪ ،‬أو ‪ 33‬هـ‪ ،‬فالتوفيق متعذر‪،‬‬
‫وال بد من القول أن سؤال شعبة ذلك إنما كان بعد أن شاخ أبو إسحاق‪ ،‬وتغري‪ ،‬فضعف حفظه‪ ،‬فلعل‬
‫شعبة إنما سأله هذا بآخرة؛ ال سيما أن مثل هذا األمر ال يكاد يهتم به أحد‪ ،‬فليس هو من الحديث النبوي‬
‫واألخبار املهمة التي ترسخ يف الذاكرة لكثرة مراجعتها‪ ،‬وسؤال الناس عنها‪ ،‬والتحديث بها‪ ،‬وقراءة‬
‫التالميذ عىل الشيخ‪ ،‬ومذاكرة األقران بخصوصها‪ ..،‬إلخ‪.‬‬
‫وهذا الفهم لتاريخ مولد أبي إسحاق‪ ،‬أي‪) :‬سنتني بقيت(‪ ،‬فتكون والدته سنة ‪ 32‬هـ‪ ،‬أو ‪ 33‬هـ‪ ،‬هو‬
‫القوي الراجح ألن عامة املصادر األخرى كلها تقول‪) :‬لسنتني بقيتا(‪ ،‬ونسب ذلك إليه الذهبي نصاً‪ ،‬فقال‬
‫وَرأَي ُْت عَ ِيل ﱠ َ‬
‫بن‬ ‫ني بَقِ يَتَا ِم ْن خِ َال َف ِة عُ ثْمَ َ‬
‫ان‪َ ،‬‬ ‫يف سري أعالم النبالء ]ط الرسالة )‪َ ] :(393/5‬قا َل‪ :‬وُ ِلد ُ‬
‫ْت ل َِسنَتَ ْ ِ‬
‫طبُ [؛ هكذا‪َ ) :‬قا َل(‪ ،‬عىل الجزم بصحة النسبة عند الذهبي‪ ،‬فالله أعلم‪.‬‬ ‫أ َ ِبي َ‬
‫طال ٍِب يَخ ُ‬

‫وإليكن للعظة والعربة‪ ،‬هذا األنموذج الصارخ من تضارب الروايات عن عمر من هو أشهر وأهم الشعبي‪:‬‬
‫ف وَ يَحْ يَى بْ ُن بكري َوإ ِ ْسمَ اعِ يل‬ ‫ُوس َ‬‫* فقد جاء يف التاريخ األوسط )‪] :(542/129/1‬حَ ﱠدثَنَا عَ بْ ُد ال ﱠل ِه بْ ُن ي ُ‬
‫اب عَ ْن عُ بَيْ ِد ال ﱠل ِه ب ِْن عَ بْ ِد ال ﱠل ِه عَ ن بن عَ بﱠاس َر ِيض الله عَ نْهُ مَ ا َقا َل مَ َر ْر ُت وَالن ﱠ ِب ﱡي‪ ،‬صىل‬ ‫عَ ن مَ الك عَ ن بن ِشهَ ٍ‬
‫ت االحْ تِال َم[‪ ،‬وهذا إسناد يف غاية الصحة‪.‬‬ ‫اس ِب ِمنًى وَأَنَا يَوْمَ ِئ ٍذ ن َ َ‬
‫اه ْز ُ‬ ‫ُص ﱢيل ِبالن ﱠ ِ‬
‫الله عليه وسلم‪ ،‬ي َ‬
‫* وجاء التاريخ األوسط )‪] :(544/129/1‬حَ دثنِي عُ ثْمَ ان بن أبي شيبَة حدثنا بن إِد ِْريس عَ ن أ َ ِبيه عَ ن‬
‫ﱠاس َقا َل ُق ِب َض الن ﱠ ِب ﱡي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬وَأَنا ختني[؛ وهذا‬ ‫بن إ ِ ْسحَ اق عَ ن سعيد بن جُ بَري عَ ن بن عَ ب ٍ‬
‫إسناد رجاله ثقات‪.‬‬
‫* وجاء التاريخ األوسط )‪] :(543/129/1‬حَ دثنَا أَحْ مد بن يُونُس حدثنا أَبُو بَ ْك ٍر عَ ِن َ‬
‫األعْ مَ ِش عَ ْن ِزيَادِ‬
‫ول ال ﱠل ِه‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬ا ْلمُحْ َك َم يَعْ نِي‬ ‫ﱠاس َق َرأ ْ ُت عَ َىل عَ هْ ِد َر ُس ِ‬ ‫ص ْني عَ ن أبي ا ْلعَ ا ِليَة عَ ن بن عَ ب ٍ‬ ‫ب ِْن حُ َ‬
‫ان بن بضع عرشَ ة سنة[؛ وهذا إسناد جيد‪.‬‬ ‫ص َل وَ َك َ‬ ‫ا ْلم َُف ﱠ‬
‫* وجاء التاريخ األوسط )‪] :(545/129/1‬حَ دثنَا مُحَ مﱠد بن َرافع حدثنا يحيى بْن آدم حدثنا أَبُو بكر‬
‫األعْ مَ ش عَ ن ِزيَاد عَ ن أبي ا ْلعَ ا ِليَة عَ ن بن عَ بﱠاس َقا َل َق َرأت ا ْلمُحكم عَ َىل عَ هْ ِد َر ُس ِ‬
‫ول ال ﱠل ِه‪،‬‬ ‫بْن عَ يﱠاش عَ ن ْ َ‬
‫صىل الله عليه وسلم‪ ،‬وَأَنا بن اثْنَتَ ْي عرشَ ة سنة[؛ وهذا إسناد جيد‪.‬‬

‫‪ ‬‬ ‫‪47‬‬
‫‪ ‬‬
‫سباب املسلم فسوق وقتاله كفر ‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫رش عَ ْن‬ ‫ُوىس بن إ ِ ْسمَ اعِ يل حدثنا أَبُو عَ وَان َ َة عَ ْن أ َ ِبي ِب ْ ٍ‬ ‫* وجاء التاريخ األوسط )‪] :(546/129/1‬حَ دثنَا م َ‬
‫تويف الن ﱠ ِبي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬وَأَنا بن عرش ِسنِني[؛ ويف التاريخ األوسط‬ ‫َسعِ ي ِد بن جُ بَري َقا َل بن عَ بﱠاس ّ‬
‫)‪] :(547/129/1‬حَ دثنَا ُقتَيْبَة حدثنا هشيم عَ ن أبي برش مثله[؛ وهذا إسناد صحيح‪.‬‬
‫مجيد حَ دثنِي ُشعْ بَة‬ ‫* وجاء التاريخ األوسط )‪] :(548/129/1‬حَ دثنَا إ ِ ْسحَ اق حدثنا عبيد الله بن عبد ا ْل ِ‬
‫تويف الن ﱠ ِبي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬وَأَنا بن عرش‬ ‫رش أَن ﱠ ُه َس ِم َع َسعِ ي َد ب َْن جُ بَري عَ ن بن عَ بﱠاس ّ‬ ‫ربنِي أَبُو ِب ْ ٍ‬
‫أ َ ْخ َ َ‬
‫قرأ الْمفصل[؛ وهذا إسناد صحيح‪.‬‬ ‫ِسنِني وَأَنا مختون أ َ َ‬
‫اق َس ِم َع َسعِ ي َد ب َْن جُ بَري عَ ن‬ ‫ربنِي أَبُو إ ِ ْسحَ َ‬ ‫* وجاء التاريخ األوسط )‪] :(549/129/1‬وَعَ ن ُشعْ بَة َقا َل أ َ ْخ َ َ‬
‫وَالروَايَة األوىل أصح[؛ وهذا إسناد‬ ‫تويف الن ﱠ ِبي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬وَأَنا بن خمس عرشَ ة سنة؛ ﱢ‬ ‫بن عَ بﱠاس ّ‬
‫صحيح‪.‬‬
‫ربنِي أَبُو‬ ‫وَالروَايَة األوىل أصح( يعني‪ ،‬والله أعلم‪ ،‬أن إسناد الرواية األخرية‪ُ ) :‬شعْ بَة َقا َل أ َ ْخ َ َ‬ ‫قول البخاري‪ ) :‬ﱢ‬
‫رش أَن ﱠ ُه َس ِم َع َسعِ ي َد‬ ‫ربنِي أَبُو ِب ْ ٍ‬‫اق َس ِم َع َسعِ ي َد ب َْن جُ بَري( عىل صحته‪ ،‬ال يسامي يف الصحة‪ُ ) :‬شعْ بَة أ َ ْخ َ َ‬ ‫إ ِ ْسحَ َ‬
‫ب َْن جُ بَري(‪ ،‬ألن أبا برش جعفر بن إياس بن أبي وحشية من أثبت الناس يف سعيد بن جبري‪ .‬ومع ذلك فمما‬
‫اب عَ ْن‬ ‫ال شك فيه أن متن حديث أبي إسحاق هو األصح إذ ال ينسجم إال هو مع رواية مَ الك عَ ن بن ِشهَ ٍ‬
‫ُص ﱢيل‬‫عُ بَيْ ِد ال ﱠل ِه ب ِْن عَ بْ ِد ال ﱠل ِه عَ ن بن عَ بﱠاس َر ِيض الله عَ نْهُ مَ ا َقا َل‪َ ) :‬م َر ْر ُت وَالن ﱠ ِب ﱡي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬ي َ‬
‫ت االحْ تِال َم(؛ والغالم إنما يحتلم إذا بلغ أربعة أو خمسة عرش‪ ،‬وليس قبلها‪،‬‬ ‫اس ِب ِمنًى وَأَنَا يَوْمَ ِئ ٍذ ن َ َ‬
‫اه ْز ُ‬ ‫ِبالن ﱠ ِ‬
‫وعليه تنسجم جميع الروايات‪ :‬ابن عباس يقرأ املفصل ويشهد زواج خالته ميمونة يف عمرة القضاء آخر‬
‫سنة سبعة‪ ،‬وهو ابن ‪ 12‬سنة‪ ،‬أو نحوها؛ ويكون الفتح املكي املجيد‪ ،‬آخر سنة ثمانية‪ ،‬وهو ابن ‪ 13‬سنة‪،‬‬
‫أو نحوها؛ ويقيم يف املدينة مع أبيه العباس بعد ذلك؛ ويشهد تبوك يف السنة التاسعة وهو ابن ‪ 14‬سنة‪،‬‬
‫أو نحوها؛ ويمر عىل النبي‪ ،‬صىل الله عليه وعىل آله وسلم‪ ،‬وهو يصيل بمنى يف حجة الوداع وهو يناهز‬
‫االحتالم‪ ،‬وهو ابن ‪ 15‬سنة‪ ،‬أو نحوها؛ ويموت الن ﱠ ِبي‪ ،‬صىل الله عليه وعىل آله وسلم‪ ،‬بعد ذلك بثالثة‬
‫أشهر‪ ،‬وابن عباس ما زال ابن ‪ 15‬سنة؛‬
‫وأبو عمرو عامر بن رشاحيل بن عبد الشعبي الهمداني‪ ،‬كان‪ ،‬كما هو معلوم مشهور‪ ،‬من نوادر زمانه يف‬
‫الذكاء والنباهة والحفظ‪ ،‬بل هو نادرة ذلك الزمن بدون منازع‪ ،‬يرضب به املثل فيقال عن النادر من‬
‫الرجال‪) :‬شعبي زمانه(‪ ،‬فال يستغرب أن يكون قد حفظ كتاب الله‪ ،‬وأتقن القراءة والكتابة‪ ،‬وهو ابن‬
‫عرشة أو نحوها‪ .‬وحضور من كان هذا حاله‪ ،‬ولو يف بعض األحايني‪ ،‬لحلقات ابن مسعود يف الكوفة بمعية‬
‫أبيه أو بعض أعمامه أمر معقول جداً‪ ،‬بل املستنكر أن ال يكون هذا قد وقع فعالً‪ ،‬ال سيما أن عمه قيس‬
‫بن عبد الشعبي الهمداني‪ ،‬وهو ثقة من كبار التابعني‪ ،‬كان من تالميذ ابن مسعود املالزمني له‪ ،‬املواظبني‬
‫عىل حضور مجلسه‪ :‬فكيف يتصور أن ال يقوم عمه بتعريف عبد الله بن مسعود عىل هذا الغالم الفذ‬
‫النابغة )؟!(‪ .‬ومعلوم أن ابن مسعود كان مقيما يف الكوفة حتى سنة ‪ 32‬هـ‪ ،‬ثم غادرها إىل املدينة حيث‬
‫تويف هناك بعد عدة أشهر يف نفس السنة‪ ،‬والشعبي ابن أربعة أو خمسة عرش آنذاك‪ ،‬فال ينبغي أن يكون‬
‫يف سماعه من ابن مسعود أدنى شبهة‪.‬‬

‫‪ ‬‬ ‫‪48‬‬
‫‪ ‬‬
‫سباب املسلم فسوق وقتاله كفر ‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫نعم‪ :‬يمكن القطع باإلرسال عن النبي‪ ،‬صىل الله عليه وعىل آله وسلم‪ ،‬وأبي بكر‪ ،‬وعمر؛ ومن استشهد أو‬
‫مات أيام عمر من أمثال أبي عبيدة ومعاذ بن جبل‪ ،‬وغريهم من شهداء طاعون عمواس؛ وكذا – يف‬
‫األرجح‪ ،‬وليس قطعا ً – عن عثمان بن عفان؛ وكذلك قدماء الشاميني حتى أبي الدرداء املتوىف سنة ‪32‬‬
‫هـ‪ ،‬بل وحتى بيعة معاوية؛ وكل ما سوى ذلك زعم مجرد‪ ،‬ورجم قبيح بالغيب‪.‬‬

‫وإليك ما جزم به األئمة من سماعه أو إدراكه من الصحابة‪ ،‬ولو عىل وجه اإلجمال‪ :‬فقد جاء يف معرفة‬
‫الثقات )ج‪/2‬ص‪/12‬ت‪] :(823‬سمع الشعبي من ثمانية وأربعني من أصحاب النبي‪ ،‬صىل الله عليه‬
‫وسلم[؛ وجاء يف مشاهري األمصار )ج‪/1‬ص‪/101‬ت‪] :(750‬الشعبي اسمه عامر بن رشاحيل بن عبد‬
‫الشعبي شعب همدان كان مولده سنة إحدى وعرشين وكان يكنى بعمرو من الفقهاء يف الدين وجلة‬
‫التابعني مات سنة خمس ومائة؛ وكان قد أدرك خمسني ومائة من الصحابة[؛ فنقول‪ :‬رحم الله األئمة فقد‬
‫أخربوا بما علموا‪ ،‬آخذين جانب االحتياط‪ ،‬والصحيح خالف هذا‪ ،‬فقد أدرك الشعبي خمس مائة من‬
‫أصحاب النبي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬أو أكثر‪ ،‬وسمع منهم‪ ،‬برهان ذلك‪:‬‬
‫* ما جاء يف التاريخ الكبري )ج‪/6‬ص‪/450‬ت‪ (2961‬بإسناد صحيح‪ ،‬تقوم به الحجة‪] :‬قال عمرو بن‬
‫مرزوق عن شعبة عن منصور بن عبد الرحمن عن الشعبي‪) :‬أدركت خمس مائة من أصحاب النبي‪ ،‬صىل‬
‫الله عليه وسلم‪ ،‬أو أكثر‪ ،‬يقولون‪) :‬عيل وطلحة والزبري يف الجنة([؛‬
‫منصور بن عبد الرحمن يف هذا اإلسناد هو منصور بن عبد الرحمن األشل الغداني البرصي‪ ،‬ثقة إجماعاً‪،‬‬
‫إال أن أبا حاتم قال‪) :‬يكتب حديثه‪ ،‬وال يحتج به(‪ ،‬وحتى لو سلمنا‪ ،‬جدالً‪ ،‬بهذا التعنت يف الحديث النبوي‪،‬‬
‫فال معنى له يف مثل هذه األخبار والتواريخ‪.‬‬
‫وعمرو بن مرزوق الباهيل‪ ،‬أبو عثمان البرصي‪ ،‬ثقة فاضل له أوهام‪ ،‬كذا يف تقريب التهذيب‬
‫)ج‪/1‬ص‪/426‬ت‪ ،(5110‬واألوهام املزعومة إنما هي يف أحاديث نبوية عن شعبة‪ ،‬قيل أنه خالف أبا‬
‫داود الطياليس فيه‪ ،‬ولكنه صاحب عناية بالتواريخ واألخبار‪ ،‬وروايتنا منها‪ ،‬كما جاء عن اإلمام أحمد يف‬
‫الضعفاء الكبري )ج‪/3‬ص‪/292‬ت‪] :(1294‬حدثني إدريس بن عبد الكريم املقري قال حدثنا الفضل بن‬
‫زياد قال سمعت أبا عبد الله وسئل عن عمرو بن مرزوق فقال‪) :‬ما يل به علم(‪ ،‬فقيل له‪) :‬إنهم يقولون‬
‫كان مختلفا مع أبي داود؟!(‪ ،‬فقال أبو عبد الله‪) :‬كم روى عن شعبة؟!(‪ ،‬فقيل‪) :‬نحو ثالثة آالف!(‪،‬‬
‫فقال‪) :‬كان أبو داود يروي أكثر!(‪ ،‬ثم ذكر أبو عبد الله عمرو بن مرزوق فقال‪) :‬كان صاحب غزو‬
‫وخرب([؛ وأهم من ذلك ما جاء يف الجرح والتعديل )ج‪/6‬ص‪/263‬ت‪] :(1456‬عمرو بن مرزوق‪ ،‬أبو‬
‫عثمان الباهيل روى عن شعبة واملسعودي وعمران القطان وزهري بن معاوية وعكرمة بن عمار وهمام‬
‫وحرب بن شداد ومالك بن مغول وزائدة وسليم بن حيان روى عنه أبى وأبو زرعة سمعت أبى يقول‬
‫ذلك‪ .‬حدثنا عبد الرحمن قال سمعت أبا زرعة يقول سمعت احمد بن حنبل وقلت له ان عىل بن املديني‬
‫تكلم يف عمرو بن مرزوق فقال‪) :‬عمرو بن مرزوق رجل صالح ال أدري ما يقول عىل(‪ .‬حدثنا عبد‬
‫الرحمن قال سمعت أبا زرعة يقول‪ :‬بلغني عن احمد بن حنبل انه قال‪) :‬عفان كان يرىض عمرو بن‬

‫‪ ‬‬ ‫‪49‬‬
‫‪ ‬‬
‫سباب املسلم فسوق وقتاله كفر ‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫مرزوق‪ :‬ومن يريض عفان؟!(‪ .‬حدثنا عبد الرحمن حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن الفضل األسدي‬
‫قال‪ :‬قال احمد بن حنبل البنه صالح حني قدم من البرصة‪ِ ) :‬ل َم َل ْم تكتب عن عمرو بن مرزوق؟!(‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫)نهيت!(‪ ،‬فقال‪) :‬عفان كان يرىض عمرو بن مرزوق‪ :‬ومن كان يريض عفان؟!(‪ .‬حدثنا عبد الرحمن قال‬
‫سمعت أبا زرعة يقول سمعت سليمان بن حرب يقول وذكر عمرو بن مرزوق فقال‪) :‬جاء بما ليس‬
‫عندهم فحسدوه!(‪ .‬حدثنا عبد الرحمن قال سمعت أبى يقول قلت ألبي سلمة موىس بن إسماعيل‪) :‬كتب‬
‫عمرو بن مرزوق الحديث مع أبى داود الطياليس؟!(‪ ،‬فغضب وقال‪) :‬أبو داود كان يطلب الحديث مع‬
‫عمرو بن مرزوق!(‪ ،‬حدثنا عبد الرحمن اخربنا أبو بكر بن أبى خيثمة فيما كتب اىل حدثنا عبيد الله بن‬
‫عمر القواريري قال كان يحيى بن سعيد القطان ال يرىض عمرو بن مرزوق يف الحديث‪ .‬حدثنا عبد‬
‫الرحمن حدثنا يونس بن حبيب قال‪ :‬قال أبو الوليد الطياليس ما بالبرصة أحد يروى عن شعبة حديث‬
‫صفوان بن عسال ان يهوديني أتيا النبي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬فقيل ألبى الوليد إن عمرو بن مرزوق‬
‫يرويه فقال ما بالبرصة أحد يروى غريه‪ .‬حدثنا عبد الرحمن حدثنا سعيد بن سعيد البخاري نزيل الري‬
‫قال‪) :‬سمعت مسلم بن إبراهيم يقول‪ :‬كانت الكتب التي عند أبى داود لعمرو بن مرزوق وكان عمرو‬
‫رجال غزاء يغزو يف البحر فكانت الكتب عند أبى داود اىل ان مات أبو داود فلما مات أبو داود حولها‬
‫عمرو بن مرزوق؛ فقال يل عىل بن املديني اختلف اىل مسلم بن إبراهيم ودع عمرو بن مرزوق قال فأتيت‬
‫مسلما يف يوم مجلس عمرو بن مرزوق فقال يل اليوم مجلس عمرو بن مرزوق كيف جئتني فقلت ان عىل‬
‫بن املديني أمرني ان آتيك(‪ .‬حدثنا عبد الرحمن قال سألت أبى عن عمرو بن مرزوق فقال ثقة وكان من‬
‫العباد ولم نجد من أصحاب شعبة ممن كتبنا عنه أحسن حديثا منه[‬
‫قلت‪ :‬العجب العجاب هو كالم أبي الوليد هشام بن عبد امللك الطياليس‪ ،‬إن صحت الرواية عنه‪) :‬ما‬
‫بالبرصة أحد يروى عن شعبة حديث صفوان بن عسال ان يهوديني أتيا النبي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم(‬
‫فقيل ألبى الوليد إن عمرو بن مرزوق يرويه فقال‪) :‬ما بالبرصة أحد يروى غريه(‪ ،‬وإليك الحديث برواية‬
‫أبي الوليد نفسه‪ ،‬وغريه من البرصيني‪:‬‬
‫* فقد أخرجه الرتمذي يف سننه )ج‪/5‬ص‪/305‬ح‪] :(3144‬حدثنا محمود بن غيالن حدثنا أبو داود‬
‫ويزيد بن هارون وأبو الوليد واللفظ لفظ يزيد واملعنى واحد‪ :‬عن شعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الله‬
‫بن سلمة عن صفوان بن عسال أن يهوديني قال أحدهما لصاحبه اذهب بنا إىل هذا النبي نسأله فقال ال‬
‫تقل نبي فإنه إن سمعها تقول نبي كانت له أربعة أعني فأتيا النبي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬فسأاله عن‬
‫قول الله عز وجل ولقد آتينا موىس تسع آيات بينات فقال رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬ال ترشكوا‬
‫بالله شيئا وال تزنوا وال تقتلوا النفس التي حرم الله إال بالحق وال ترسقوا وال تسحروا وال تمشوا بربيء‬
‫إىل سلطان فيقتله وال تأكلوا الربا وال تقذفوا محصنة وال تفروا من الزحف شك شعبة وعليكم يا معرش‬
‫اليهود خاصة ال تعتدوا يف السبت فقبال يديه ورجليه وقاال نشهد أنك نبي قال فما يمنعكما أن تسلما قاال‬
‫إن داود دعا الله أن ال يزال يف ذريته نبي وإنا نخاف إن أسلمنا أن تقتلنا اليهود[‪ ،‬وقال أبو عيىس‪) :‬هذا‬
‫حديث حسن صحيح(؛ أخرجه النسائي يف سننه )ج‪/7‬ص‪/112‬ح‪ ،(4078‬ويف سننه الكربى‬

‫‪ ‬‬ ‫‪50‬‬
‫‪ ‬‬
‫سباب املسلم فسوق وقتاله كفر ‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫)ج‪/2‬ص‪/307‬ح‪] :(3541‬أخربنا محمد بن العالء عن بن إدريس قال أنبأنا شعبة به[؛ والرتمذي يف‬
‫سننه ج‪/5‬ص‪/78‬ح‪] :(2733‬حدثنا أبو كريب حدثنا عبد الله بن إدريس وأبو أسامة عن شعبة به[؛‬
‫واإلمام أحمد بن حنبل يف مسنده )ج‪/4‬ص‪/239‬ح‪] :(18117‬حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة‬
‫وحدثناه يزيد اخربنا شعبة به[‪ ،‬و)ج‪/4‬ص‪/240‬ح‪] :(18121‬حدثنا يحيى بن سعيد عن شعبة به[؛‬
‫والحاكم يف مستدركه )ج‪/1‬ص‪/53‬ح‪] :(20‬حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدثنا إبراهيم بن‬
‫مرزوق حدثنا وهب بن جرير حدثنا شعبة وأخربنا أبو القاسم عبد الرحمن بن الحسن األسدي بهمدان‬
‫حدثنا إبراهيم بن الحسني حدثنا آدم بن أبي إياس حدثنا شعبة وأخربنا أحمد بن جعفر القطيعي حدثنا‬
‫عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة به[؛ والطحاوي يف رشح‬
‫معاني اآلثار )ج‪/3‬ص‪] :(215‬حدثنا إبراهيم بن مرزوق وإبراهيم بن أبي داود وأبو أمية وأحمد بن‬
‫داود وعبد العزيز بن معاوية قالوا حدثنا أبو الوليد )ح( وحدثنا أبو بكرة قال حدثنا أبو داود )ح(‬
‫وحدثنا أبو برش الرقي قال حدثنا حجاج بن محمد )ح( وحدثنا بن أبي داود قال حدثنا عمرو بن مرزوق‬
‫قال حدثنا شعبة به[؛ والطياليس يف مسنده )ج‪/1‬ص‪/160‬ح‪] :(1164‬حدثنا يونس قال حدثنا أبو داود‬
‫قال حدثنا شعبة به[؛ والطرباني يف معجمه الكبري )ج‪/8‬ص‪/70‬ح‪] :(7396‬حدثنا عيل بن عبد العزيز‬
‫وأبو مسلم الكيش وأبو خليفة ومحمد بن يعقوب بن سورة البغدادي قالوا حدثنا أبو الوليد الطياليس‬
‫حدثنا شعبة به[؛ والنسائي يف سننه الكربى )ج‪/5‬ص‪/199‬ح‪] :(8656‬أخربنا محمد بن العالء وعبد‬
‫الله بن سعيد عن بن إدريس قال أنبأ شعبة به[؛ والبيهقي يف سننه الكربى )ج‪/8‬ص‪/166‬ح‪:(16450‬‬
‫]أخربنا أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر حدثنا يونس بن حبيب حدثنا أبو داود حدثنا شعبة به[‬
‫فلم ينفرد به صاحبنا عمرو بن مرزوق‪ ،‬بل رواه جلة من البرصيني‪ :‬يحيى بن سعيد القطان‪ ،‬ومحمد بن‬
‫جعفر غندر‪ ،‬ووهب بن جرير بن حازم‪ ،‬وأبو داود سليمان بن داود الطياليس‪ ،‬فضالً عن أبي الوليد‬
‫هشام بن عبد امللك الطياليس نفسه؛ فما ذنب عمرو بن مرزوق إذا نيس أبو الوليد الطياليس‪ ،‬أو غريه من‬
‫الحفاظ‪ ،‬أو تعجلوا بالكالم قبل مراجعة كتبهم؟!‬
‫فظهر الحق لكل ذي عينني أن عمر بن مرزوق ثقة مطلقاً‪ ،‬وحسبك بعفان املتشدد‪ ،‬وسليمان بن حرب‬
‫الذي ال يروي إال عن ثقة‪ ،‬وأبو حاتم وهو تلميذه‪ ،‬والبخاري تلميذه الذي أخرج له يف الصحيح‪ :‬فالواجب‪،‬‬
‫لرفع الظلم عن الرجل‪ ،‬أن تصلح ترجمته يف التقريب بأن يقال‪ :‬ثقة فاضل عابد‪ ،‬كان يغزو يف البحر؛‬
‫والله أعلم وأحكم‪ .‬فثبت بدون أدنى شبهة أن الشعبي قد لقي وسمع من خمس مائة من أصحاب النبي‪،‬‬
‫صىل الله عليه وعىل آله وسلم‪ ،‬أو أكثر؛ وسقطت دعاوى أبي حاتم الجامحة املجحفة‪.‬‬
‫وحتى عىل فرض اإلرسال‪ ،‬جدالً‪ ،‬عن ابن مسعود‪ ،‬وأمثاله من قدماء الكوفيني‪ ،‬فإن هذا ال يرض ألن‬
‫الشعبي معروف بالرواية واألخذ عن ثقات الكوفيني‪ ،‬وهو من أوائل األئمة املتكلمني يف الجرح والتعديل‪،‬‬
‫وكالمه يف الحارث األعور معروف مشهور‪ ،‬ومراسيله يف الجملة جياد تقارب مراسيل سعيد بن املسيب‪،‬‬
‫بل لعلها أقوى‪ ،‬ألن الشعبي من دهاة العرب‪ ،‬ومن املتعاطني للسياسة والشأن العام‪ ،‬وله مهارة يف‬
‫املعاريض والتورية‪ ،‬كالتي نجى ببعضها من سيف الحجاج بعد أيام الجماجم‪ ،‬فهو أقدر عىل نقد‬

‫‪ ‬‬ ‫‪51‬‬
‫‪ ‬‬
‫سباب املسلم فسوق وقتاله كفر ‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫الرجال‪ ،‬وكشف أحوالهم‪ ،‬والتعرف عىل لفهم ودورانهم‪ ،‬من سعيد بن املسيب‪ ،‬الذي تغلب عليه العزلة‪،‬‬
‫وطيبة العلماء العابدين‪.‬‬
‫وإليك‪ ،‬بهذه املناسبة‪ ،‬أقوال األئمة يف مراسيل الشعبي‪ ،‬ومبالغته يف نقد الرجال‪ :‬فقد جاء يف تهذيب‬
‫الكمال )ج‪/14‬ص‪/28‬ت‪] :(3042‬وقال أبو بكر بن أبي خيثمة سمعت يحيى بن معني يقول إذا حدث‬
‫الشعبي عن رجل فسماه‪ :‬فهو ثقة يحتج بحديثه[‪ ،‬فهو إذا ً من كبار املتثبتني‪ ،‬املتشددين يف قبول الرجال‪،‬‬
‫تماما ً كاإلمام مالك؛ وقال العجيل‪) :‬مرسل الشعبي صحيح‪ ،‬ال ي ُْر ِسل إال صحيحا ً(؛ وقال أبو داود‪:‬‬
‫وقدﱠم ابن معني مراسيل إبراهيم النخعي عليها‪ ،‬قلت‪ :‬لعل‬ ‫)مرسل الشعبي أحبﱡ إيل ّ من مرسل النخعي(؛ َ‬
‫اإلمام يحيى يعني فقط‪ :‬إبراهيم عن عبد الله بن مسعود‪ ،‬ألنها نقل تواتر فهي متصلة صحاح‪ ،‬وليست‬
‫مراسيل‪ ،‬إال شكالً‪ ،‬وإال فإن الشعبي أقدم من إبراهيم بثالثني سنة‪ ،‬فمراسيله قطعا ً أجود يف العموم‪،‬‬
‫وحتى عن عبد الله بن مسعود إنما هي سماع‪ ،‬وليست مراسيل؛ وقال الحافظ الذهبي رحمه الله‪...) :‬‬
‫مراسيل مجاهد‪ ،‬وإبراهيم‪ ،‬والشعبي‪ :‬فهو مرسل جيد‪ ،‬ال بأس به‪ ،‬يقبله قوم ويرده آخرون(؛ وجعل‬
‫السخاوي مراسيله يف مرتبة من كان يَتَحَ ﱠرى يف شيوخه‪ .‬وبالغ اإلمام عَ يل ﱡ بن ا ْلمَ دِين ِّي‪ ،‬فقال‪) :‬م ُْرسل‬
‫ّ‬
‫الشع ِب ّي وَابْن ا ْلمسيب أحب إ ِ َيل ّ من دَاوُد بن ا ْلحصني عَ ن عِ ْك ِرمَة عَ ن ابْن عَ بﱠاس( هكذا حَ َكا ُه ابْن ا ْلحذاء‬
‫ِيف رجال ا ْلمُوَ ﱠ‬
‫طأ‪.‬‬
‫وإنما طولنا يف هذه القضية للتحذير من املجازفات يف دعاوى عدم السماع واإلرسال التي تجدها كثريا‬
‫عند األئمة أبي حاتم الرازي‪ ،‬وأبي داود السجستاني‪ ،‬صاحب السنن‪ ،‬عىل فضلهما‪ ،‬وارتفاع منزلتهما يف‬
‫معرفة الرجال ونقد األسانيد؛ ال سيما أن وقوع هذا منهما يف حق الشعبي‪ ،‬عىل شهرته وإمامته‪ ،‬وكثرة‬
‫الرواية عنه‪ ،‬يوجب الحذر الشديد عند األخذ بأقوالهما يف حق غري الشعبي‪ ،‬ممن هو أقل شهرة‪.‬‬
‫ولنا أبحاث مستقلة‪ ،‬مثل بحثنا أعاله‪ ،‬عن مكحول الشامي وسالم أبي الجعد‪ ،‬كشفت مجازفات ومزاعم‬
‫أشنع مما جاء أعاله‪.‬‬

‫مسألة‪ :‬سماع عبد الرحمن وأبي عبيدة ابني عبد الله بن مسعود من أبيهما‬
‫وبمناسبة السماع من عبد الله بن مسعود فقد اضطرب الناس يف سماع ابنه أبي عبيدة عامر بن عبد الله‬
‫بن مسعود منه‪ ،‬مع أنه روى عنه بدون واسطة‪ .‬والذي أظنه – وهو مجرد ظن‪ ،‬ولكن له وجاهته ‪ -‬أن أبا‬
‫عبيدة عامر بن الجراح كان صديقا ً حميما ً لعبد الله بن مسعود‪ ،‬فحزن ابن مسعود حزنا شديدا ً عندما‬
‫بلغه خرب استشهاد أبي عبيدة عامر بن الجراح يف طاعون عمواس )سنة ‪ 18‬هـ(‪ ،‬فلما ولد له ولد بعد‬
‫ذلك بقليل سماه باسمه‪ ،‬وكناه بكنيته‪ ،‬من أول يوم‪ ،‬وحتى هذا االبن غلبت عليه الكنية كما غلبت عىل‬
‫سميه أبي عبيدة بن الجراح‪ ،‬ريض الله عنهم جميعا ً‪ .‬فعىل هذا تكون والدة أبي عبيدة عامر بن عبد الله‬
‫بن مسعود سنة ‪ 20 - 18‬هـ‪ ،‬أو نحو ذلك‪ ،‬ويكون عند وفاة أبيه يف الثانية أو الثالثة عرش من عمره‪،‬‬
‫أمضاها كلها يف بيت أبيه‪ ،‬وهو بيت من أكرب بيوتات العلم والقرآن‪ :‬يقرأ عليه القرآن‪ ،‬ويتعلم منه الفقه‬
‫والسنن‪ ،‬ويسمع منه املغازي واألخبار‪ :‬فأي عجب يف أن يروي عنه بضعة أحاديث؟!‬

‫‪ ‬‬ ‫‪52‬‬
‫‪ ‬‬
‫سباب املسلم فسوق وقتاله كفر ‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫أما سماع عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود‪ ،‬وهو أكرب من أبي عبيد إجماعاً‪ ،‬فأوىل بأن يقطع بصحته‪،‬‬
‫ال سيما وقد جاء عنه‪ ،‬بسند قوي‪ ،‬تقوم به الحجة‪ ،‬أنه قال‪ :‬ملا حرضت عبد الله الوفاة‪ ،‬قلت له‪:‬‬
‫)أوصني!(‪ ،‬قال‪) :‬ابك من خطيئتك(‪ ،‬فهل يتصور هذا الحوار مع طفل‪ ،‬ممن لم يبلغ مبلغ الرجال؟!‬
‫اق بْ ُن ي َِزي َد أَبُو‬ ‫ُخاريﱡ ‪ :‬حَ ﱠدثَنِي إِ ْسحَ ُ‬ ‫* كما جاء يف تهذيب الكمال )ج‪/17‬ص‪/240‬ت‪َ ] :(3877‬‬
‫وقال الب ِ‬
‫اس ِم ب ِْن‬ ‫رض الدﱢمَ ْشقِ ﱡي‪ ،‬قال‪ :‬حَ ﱠدثَنَا الحكم بن هشام الث ﱠ َقفِ ﱡي‪ ،‬قال‪ :‬حَ ﱠدثَنِي عَ بد ا َمللِك بْ ُن عُ مَ ري‪ ،‬عَ ِن ا ْل َق ِ‬ ‫الن ﱠ ْ ِ‬
‫وَفا ُة قال َل ُه ابْن ُ ُه‬ ‫رض عَ بد ال ﱠل ِه ا ْل َ‬‫مَن بْن عَ بد الله بْن مسعود‪ ،‬عَ ن أ َ ِب ِيه قال‪َ :‬لمﱠ ا حَ َ َ‬ ‫الرحْ ِ‬ ‫مَن‪ ،‬عَ ْن عَ بْ ِد ﱠ‬ ‫الرحْ ِ‬ ‫عَ بْ ِد ﱠ‬
‫ربنَا ِبذَ ِل َك أَحْ مَ ُد بْ ُن إِب َْراهِ ي َم بْن عَ بْد الواحد املقديس‪،‬‬ ‫وْصنِي‪ ،‬قال‪ :‬ابْكِ ِم ْن َخ ِطيئَ ِت َك‪ .‬أ َ ْخ َ َ‬ ‫مَن‪ :‬يَا أَبَ ْه أ َ ِ‬ ‫الرحْ ِ‬ ‫عَ بْ ُد ﱠ‬
‫اس ِم ابْ ُن الحرستاني‪ ،‬قال‪ :‬أَنْبَأَنَا أَبُو ا ْلحَ َس ِن الخطيب الشقاني إِذْنا‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫ربنَا ا ْل َق ِايض أَبُو ا ْل َق ِ‬ ‫قال‪ :‬أ َ ْخ َ َ‬
‫اسم بْن األشقر‪،‬‬ ‫ربنَا أَبُو الْ َق ِ‬‫ربنَا أَبُو العباس النهاوندي‪ ،‬قال‪ :‬أ َ ْخ َ َ‬ ‫ور النهاوندي‪ ،‬قال‪ :‬أ َ ْخ َ َ‬ ‫ص ٍ‬ ‫أخربنا أَبُو مَ ن ْ ُ‬
‫قال‪ :‬حَ ﱠدثَنَا مُحَ مﱠ ُد بْ ُن إسماعيل‪ ...‬فذكره[؛‬
‫* وهو بنحوه يف تاريخ دمشق البن عساكر )‪] :(70/35‬أخربنا أبو الحسن الخطيب أخربنا أبو سعيد‬
‫النهاوندي أخربنا أبو العباس النهاوندي أخربنا أبو القاسم بن األشقر حدثنا محمد بن اسماعيل حدثني‬
‫اسحاق بن يزيد أبو النرض الدمشقي حدثنا الحكم بن هشام الدمشقي حدثني عبد امللك بن عمري عن‬
‫القاسم بن عبد الرحمن عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه قال ملا حرض عبد الله الوفاة قال‬
‫له ابنه عبد الرحمن يا أبة أوصني قال‪) :‬ابك من خطيئتك([‬
‫قلت‪ :‬شيخ البخاري إسحاق بن يزيد أبو النرض الدمشقي‪ ،‬هو‪ :‬اسحاق بن إبراهيم بن يزيد‪ ،‬أبو النرض‬
‫الخراساني ثم الدمشقي الفرادييس‪ ،‬موىل عمر بن عبد العزيز‪ ،‬ثقة عابد‪ ،‬من البكائني‪ ،‬تكلموا فيه بال‬
‫حجة‪ ،‬ألحاديث البالء فيها قطعا ً من شيوخه‪.‬‬
‫* وهو يف تاريخ دمشق البن عساكر )‪ (70/35‬من طريق ثانية أقوى‪ ،‬وبلفظ مقارب‪] :‬أخربنا أبو‬
‫القاسم زاهر بن طاهر أخربنا أبو بكر البيهقي أخربنا أبو طاهر الفقيه أخربنا أبو بكر محمد بن ابراهيم‬
‫الفحام حدثنا محمد بن يحيى حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا زائدة عن عبد امللك بن عمري حدثني آل عبد‬
‫الله أن عبد الله أويص ابنه عبد الرحمن فقال‪) :‬أوصيك باتقاء الله )أو‪ :‬بتقوى الله( وليسعك بيتك وأقل‬
‫من خطيئتك واملك عليك لسانك([‬
‫فنقول‪ :‬ال نبايل أسمعه عبد امللك بن عمري من القاسم بن عبد الرحمن أو من عمه أبي عبيدة‪ ،‬أو أمهاتهم‪،‬‬
‫أو من غريهم من آل عبد الله‪ ،‬أو من جماعة منهم‪ ،‬فكلهم ثقات مرضيون‪.‬‬
‫وإليك بعض األقوال املضطربة املتعارضة كما هي يف تهذيب الكمال )ج‪/17‬ص‪/240‬ت‪] :(3877‬قال‬
‫يعقوب بن شيبة كان ثقة قليل الحديث وقد تكلموا يف روايته عن أبيه وكان صغريا فأما عيل بن املديني‬
‫فإنه قال قد لقي أباه عبد الله وقال يحيى بن معني‪) :‬عبد الرحمن بن عبد الله وأبو عبيدة بن عبد الله لم‬
‫يسمعا من أبيهما(‪ ،‬وقال معاوية بن صالح عن يحيى بن معني‪) :‬سمع من أبيه ومن عيل(‪ .‬وقال احمد بن‬
‫حنبل عن يحيى بن سعيد‪) :‬مات بن مسعود وعبد الرحمن بن ست سنني أو نحو ذلك(‪ .‬وقال محمد بن‬
‫عيل بن شعيب سمعت احمد بن حنبل وقيل له هل سمع عبد الرحمن بن عبد الله من أبيه‪ ،‬فقال‪) :‬اما‬

‫‪ ‬‬ ‫‪53‬‬
‫‪ ‬‬
‫سباب املسلم فسوق وقتاله كفر ‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫سفيان الثوري ورشيك فإنهما ال يقوالن سمع واما إرسائيل فإنه يقول يف حديث الضب سمعت(‪ ،‬وقال‬
‫احمد بن عبد الله العجيل‪) :‬يقال انه لم يسمع من أبيه اال حرفا واحدا محرم الحالل كمستحل الحرام(‪،‬‬
‫وقال إسحاق بن منصور عن يحيى بن معني ثقة وقال أبو حاتم صالح‪ .‬وقال البخاري‪ :‬حدثني إسحاق‬
‫بن يزيد أبو النرض الدمشقي قال حدثنا الحكم بن هشام الثقفي قال حدثني عبد امللك بن عمري عن‬
‫القاسم بن عبد الرحمن عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه قال ملا حرض عبد الله الوفاة قال‬
‫له ابنه عبد الرحمن يا ابه اوصني قال ابك من خطيئتك؛ أخربنا بذلك احمد بن إبراهيم بن عبد الواحد‬
‫املقديس قال أخربنا القايض أبو القاسم بن الحرستاني قال أنبأنا أبو الحسن الخطيب الشقاني اذنا قال‬
‫أخربنا أبو منصور النهاوندي قال أخربنا أبو العباس النهاوندي قال أخربنا أبو القاسم بن األشقر قال‬
‫حدثنا محمد بن إسماعيل فذكره[؛‬
‫قلت‪ :‬قول اإلمام أحمد بن حنبل عن يحيى بن سعيد‪) :‬مات بن مسعود وعبد الرحمن بن ست سنني أو‬
‫نحو ذلك(‪ ،‬قول فيه تفصيل وتحديد ملدة زمنية معينة‪ ،‬فال يجوز إهماله بالكلية‪ ،‬وهو يف نفس الوقت‬
‫مناقض ملا ورد أعاله باألسانيد الصحيحة‪ :‬فالذي يظهر يل‪ ،‬والله أعلم‪ ،‬أن األصل هو‪) :‬مات بن مسعود‬
‫وعبد الرحمن بن ست عرشة( ولكنه وصل إىل اإلمام يحيى بن سعيد وفيه تصحيف وسقط‪ ،‬فقال ما قال‪.‬‬
‫وهذه الفرضية تنسجم مع كل ما ورد أعاله‪ ،‬فتكون والدة عبد الرحمن بن عبد الله سنة ‪ 16‬هـ‪ ،‬أو‬
‫حواليها‪ .‬وعىل كل حال فقد ثبت سماع عبد الرحمن بن عبد الله من أبيه باألسانيد الصحاح أعاله‪،‬‬
‫وبشهادة جماعة من األئمة‪ ،‬منهم سفيان الثوري ورشيك القايض ويحيى بن معني‪ ،‬والبخاري‪ ،‬وحتى أبو‬
‫حاتم‪.‬‬
‫وهناك أقوال أشنع مما سبق تجدها يف طبقات املدلسني )ج‪/1‬ص‪/40‬ت‪)] :(79‬خت ‪ (4‬عبد الرحمن بن‬
‫عبد الله بن مسعود ثقة قال بن معني لم يسمع من أبيه وقال بن املديني لقي أباه وسمع منه حديثني‬
‫حديث الضب وحديث تأخري الصالة وقال العجيل يقال أنه لم يسمع من أبيه اال حرفا واحدا محرم‬
‫الحرام وذكر البخاري يف التاريخ األوسط من طريق بن خثيم عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه قال‬
‫اني مع أبي فذكر الحديث يف تأخري الصالة قال البخاري سمعته يقول لم يسمع من أبيه وحديث بن‬
‫خثيم عندي وقال أحمد كان له عند موت أبيه ست سنني والثوري ورشيك يقوالن سمع وإرسائيل يقول‬
‫يف حديث الضب عنه سمعت وأخرج البخاري يف التاريخ الصغري طريق القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه‬
‫ملا حرضت عبد الله الوفاة قلت له أوصني قال أبك من خطيتك وسنده ال بأس به قلت فعىل هذا يكون‬
‫الذي رصح فيه بالسماع من أبيه أربعة أحدها موقوف وحديثه عنه كثري ففي السنن خمسة عرش ويف‬
‫املسند زيادة عىل ذلك سبعة أحاديث معظمها بالعنعنة‪ ،‬وهذا هو التدليس‪ ،‬والله أعلم[؛ فأقول‪:‬‬
‫أوال ً‪ :‬ال يفنى العجب من عبارة اإلمام عيل بن املديني‪) :‬لقي أباه وسمع منه حديثني حديث الضب وحديث‬
‫تأخري الصالة()؟!(‪ ،‬فلعله اطلع – من دون خلق الله جميعا ُ – عىل رواية فيها تطليق عبد الله ألم عبد‬
‫الرحمن وارتحالها به‪ ،‬وهو رضيع‪ ،‬إىل بلد بعيد )خراسان؟!(‪ ،‬فاحتاج األمر إىل البحث أو الكالم عن لقاء‬
‫األب باالبن)؟!(؛‬

‫‪ ‬‬ ‫‪54‬‬
‫‪ ‬‬
‫سباب املسلم فسوق وقتاله كفر ‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫وثانيا ً‪ :‬معاذ الله أن يكون عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود‪ ،‬أو أي رجل من ذلك الجيل املبارك مدلسا ً؛‬
‫ولن نقبل يف أي ثقة منهم مثل هذا القول إال بوحي من السماء‪ ،‬وقد انقطع الوحي؛ أو بإقرار من املتهم‪،‬‬
‫وما ثمة أقارير؛ أو بشاهدي عدل شهدا وحرضا‪ ،‬وقد مات الشهود‪ ،‬وانقرضت األجيال؛ أو بخمسني رجالً‬
‫من العدول املرضيني يحلفون عىل الغيب قسامة؛‬

‫وثالثا ً‪ :‬من اعتمد املزاعم املرسلة يف )طبقات املدلسني(؛ و)جامع التحصيل(؛ ومجازفات بعض األئمة‪،‬‬
‫وبخاصة أبي داود وأبي حاتم‪ ،‬وبنى عليها دينه فال يلومن إال نفسه‪.‬‬

‫| فصل‪ :‬توثيق سنان بن سعد الكندي‬


‫أوال ً‪ :‬االضطراب يف اسمه‪:‬‬
‫الصحيح أنه كما ذكرنا يف العنوان‪ :‬سنان بن سعد؛ وربما انقلب عىل بعض الرواة فقالوا‪ :‬سعد بن سنان‪،‬‬
‫أو زادوا تصحيفا ً فقالوا‪ :‬سعيد بن سنان‪ .‬وقد استوعب اإلمام البخاري هذه الجزئية درسا ً‪:‬‬
‫* يف التاريخ األوسط )‪َ - 1455] :(301 - 300/1‬قا َل سعيد بن أبي أَيﱡوب وَعَ مْرو بن ا ْلحَ ِارث وَابْن‬
‫يزيد بن أبي حبيب عَ ن ِسنَان بن سعد‬ ‫عقبَة عَ ن ِ‬
‫يزيد عَ ن ِسنَان بن سعد‬ ‫يزيد عَ ن ِسنَان بن سعد ث ﱠم عَ امﱠة مَ ا روى ال ﱠليْث عَ ن ِ‬ ‫مرة عَ ن ِ‬ ‫وَقا َل ال ﱠليْث ّ‬ ‫‪َ - 1456‬‬
‫يزيد عَ ن ِسنَان بن سعد‬ ‫يزيد بن َها ُرون عَ ن أبي إ ِ ْسحَ اق عَ ن ِ‬ ‫‪َ - 1457‬‬
‫وَقا َل ِ‬
‫يزيد عَ ن ِسنَان بن سعد‬ ‫‪ - 1458‬وَ تَابعه أَبُو كريب عَ ن ا ْلمحَ اربي عَ ن أبي أسحق عَ ن ِ‬
‫يزيد عَ ن سعد بن ِسنَان‬ ‫صبَغ حَ ﱠدثَنَا مُحَ مﱠد بن َسلمَة عَ ن أبي إ ِ ْسحَ اق عَ ن ِ‬ ‫وَقا َل الن ﱡ َفي ِْيل وَأَبُو ْ َ‬
‫األ ْ‬ ‫‪َ - 1459‬‬
‫ا ْل ِكنْدِيّ ِيف حَ دِيث‬
‫يزيد عَ ن سعيد بن ِسنَان[‬ ‫صبَغ حَ ﱠدثَنَا مُحَ مﱠد بن َسلمَة ِبحَ دِيث آخر عَ ن ِ‬ ‫وَقا َل أَبُو ْ َ‬
‫األ ْ‬ ‫‪َ - 1460‬‬
‫* ويف التاريخ الكبري للبخاري ]بحوايش محمود خليل )‪ِ ] :[(2339/163/4‬سنان بن َسعد‪ ،‬الكِندِيّ ‪.‬‬
‫وَقا َل لنا أحمد بن خالد‪ :‬حدﱠثنا ابْن إِ ْسحَ اق‪،‬‬ ‫ن َ َسبَ ُه ابن أَبي أُوَيس‪ .‬حدﱠثنا ابْن وهب‪ ،‬عَ ْن عَ مرو‪ ،‬عَ ْن يزيد‪َ .‬‬
‫اق‪ ،‬عَ ْن‬‫األصبَغ‪ :‬حدﱠثنا مُحَ مد بْ ُن َس َلمة‪ ،‬عَ ِن اب ِْن إ ِ ْسحَ َ‬ ‫عَ ْن يزيد‪ ،‬عَ ْن ِسنان بْن َسعد‪ .‬وقال الن ﱡ َفييل‪ ،‬وأبو َ‬
‫اق‪َ :‬سعد بْن‬ ‫األصبَغ‪ :‬حدﱠثنا مُحَ مد بْ ُن َس َلمة‪ ،‬عَ ِن اب ِْن إ ِ ْسحَ َ‬‫وَقا َل أَبو َ‬‫يزيد‪ ،‬عَ ْن َسعد بْن ِسنان الكِندِي‪َ .‬‬
‫ِسنان‪.‬‬
‫وَقا َل َسعِ يد بْن أَبي أَيوب‪ ،‬وعَ مرو‬ ‫ون‪ :‬عَ ِن ابْن إ ِ ْسحَ اق‪ ،‬عَ ْن يزيد‪ ،‬عَ ْن ِسنان بْن َسعد‪َ .‬‬ ‫وقا َل ي َِزي ُد بْن َها ُر َ‬ ‫َ‬
‫مَرة‪ِ :‬سنان‪َ .‬‬
‫وَقا َل‬ ‫وَقا َل ال ﱠليث ﱠ‬‫وَقا َل ال ﱠليث‪ :‬عَ ْن يزيد‪ ،‬عَ ْن َسعد بْن ِسنان‪َ .‬‬ ‫بْن الحارث‪ ،‬وابْن َل ِهيعة‪ِ :‬سنان‪َ .‬‬
‫حاربي‪ ،‬عَ ِن ابْن إ ِ ْسحَ اق‪ ،‬عَ ْن يزيد‪ ،‬عَ ْن ِسنان بْن َسعد[‬
‫ّ‬ ‫أَبو ُك َريب‪ :‬أَخربنا ا ُمل‬

‫‪ ‬‬ ‫‪55‬‬
‫‪ ‬‬
‫سباب املسلم فسوق وقتاله كفر ‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫* وجاء يف تاريخ ابن يونس املرصي )‪] :(607/224/1‬سنان بن سعد الكندي‪ :‬روى عن أنس‪ ،‬وعن‬
‫أبيه‪ .‬روى عنه يزيد بن أبى حبيب‪ ،‬ومحمد بن يزيد بن أبى زياد الثّقفي‪ .‬وقيل فيه‪ :‬سعد بن سنان‪.‬‬
‫وسنان بن سعد أصح[‬
‫قلت‪َ :‬سعِ يد بْن أَبي أَيوب‪ ،‬وعَ مرو بْن الحارث‪ ،‬وابْن َل ِهيعة‪ ،‬هم أئمة أهل مرص‪ ،‬وهم أعلم باملرصيني من‬
‫غريهم‪ ،‬ولم يخالفهم الليث بن سعد إال أحيانا ً قال فيها‪ :‬سعد بن سنان‪ ،‬وهو وإن كان من أئمة أهل مرص‬
‫إال أنه لم يجمع من حديث أهلها ما جمعه أولئك‪.‬‬

‫ثانيا ً‪ :‬توثيقه‪:‬‬
‫* جاء يف معرفة الثقات للعجيل )ج‪/1‬ص‪/390‬ت‪] :(564‬سعد بن سنان برصى تابعي ثقة[‪ ،‬كذا يف‬
‫هذه الطبعة‪) :‬برصي(‪ ،‬وهو الصحيح ألن أصله من البرصة‪ ،‬نزل مرص؛ وقد ظنه البعض تصحيفاً‪،‬‬
‫فكتبوا‪) :‬مرصي(‬
‫* وجاء يف الجرح والتعديل )ج‪/4‬ص‪/251‬ت‪] :(1085‬سنان بن سعد ويقال سعد بن سنان الكندي‬
‫روى عن أنس بن مالك روى عنه يزيد بن أبى حبيب والليث بن سعد وعمرو بن الحارث وحيوة بن‬
‫رشيح سمعت أبى يقول ذلك‪ .‬حدثنا عبد الرحمن أخربنا أبو بكر بن أبى خيثمة فيما كتب اىل قال سئل‬
‫يحيى بن معني عن سعد بن سنان الذي روى عنه يزيد بن أبى حبيب فقال ثقة[‬
‫* وجاء يف الثقات )ج‪/4‬ص‪/336‬ت‪] :(3210‬سنان بن سعد الكندي يروى عن أنس بن مالك حدث عنه‬
‫املرصيون وهم مختلفون فيه يقولون سعد بن سنان وسعيد بن سنان وسنان بن سعد وأرجو أن يكون‬
‫الصحيح سنان بن سعد؛ وقد اعتربت حديثه فرأيت ما روى عن سنان بن سعد يشبه أحاديث الثقات‪،‬‬
‫وما روى عن سعد بن سنان وسعيد بن سنان فيه املناكري كأنهما اثنان فالله أعلم[؛ قلت‪ :‬هما واحد‪،‬‬
‫ولكن لعل الطرق التي تسميه سعد أو سعيد فتأتي بمناكري يكون فيها البالء من غريه‪.‬‬
‫* ولكن جاء يف مشاهري األمصار )ج‪/1‬ص‪/122‬ت‪] :(949‬سنان بن سعد الكندي من جلة املرصيني‬
‫وهو الذي يخطئ الرواة فيه منهم من قال سعد بن سنان وقال بعضهم سعيد بن سنان والصحيح سنان‬
‫بن سعد والله أعلم[‪ ،‬ومن املعلوم أن ابن حبان كتاب مشاهري األمصار بعد الثقات بمدة‪ ،‬فأحكامه فيها‬
‫بنيت عىل اطالع أوسع‪ ،‬فهي أكثر نضجا ً‬
‫وَقا َل أَحْ مد بن َ‬
‫صالح‪ِ :‬سنَان بن سعد ا ْل ِكنْدِيّ ث َِقة‬ ‫* وجاء يف تاريخ أسماء الثقات )ص‪َ ] :(487/104 :‬‬
‫َرصة[؛ وهنا اعتمد ابن شاهني كالم أحمد بن صالح؛ ألنه‬ ‫َلي َْس ِيف قل ِبي من حَ دِيثه َ ْ‬
‫يشء ُه َو من أهل ا ْلب ْ َ‬
‫إمام أهل مرص‪ ،‬ورضب صفحا ً عن غريه‪ ،‬فأصاب‪ .‬وكان أحمد بن صالح يجله جداً‪ ،‬فقد جاء يف تهذيب‬
‫الكمال )ج‪/10‬ص‪/265‬ت‪] :(2209‬قال أبو داود قلت ألحمد بن صالح‪) :‬سنان بن سعد سمع أنسا ً؟!(‪،‬‬
‫فغضب من إجالله له[‬
‫* ووثقه محمد بن عبد الله بن عمار املوصيل الحافظ كما جاء يف إكمال تهذيب الكمال )‪] :(235/5‬وقال‬
‫العجيل‪ :‬تابعي ثقة‪ ،‬وكذا قاله ابن عمار املوصيل‪ ،‬وذكره ابن شاهني يف »الثقات«[‬

‫‪ ‬‬ ‫‪56‬‬
‫‪ ‬‬
‫سباب املسلم فسوق وقتاله كفر ‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫ثالثا ً‪ :‬الكالم فيه‪:‬‬


‫وأما املتكلمني فيه فإمامهم أحمد بن حنبل‪:‬‬
‫* فقد جاء يف العلل ومعرفة الرجال ألحمد رواية ابنه عبد الله )‪] :(3409/517/2‬سمعته ي َُقول سعد‬
‫طرب[‬ ‫بن ِسنَان تركت حَ دِيثه وَ ي َُقال ِسنَان بن سعد حَ دِيثه حَ دِيث م ْ‬
‫ُض َ‬
‫مرة أ ُ ْخ َرى‬ ‫* وجاء يف العلل ومعرفة الرجال ألحمد رواية ابنه عبد الله )‪] :(3410/517/2‬وسمعته ّ‬
‫ي َُقول يشبه حَ دِيثه حَ دِيث ا ْلحسن َال يشبه أَحَ ادِ يث أنس[‬
‫ان عَ ْن‬ ‫]سعْ ُد بْ ُن ِسن َ ٍ‬ ‫* وتابعه العقييل‪ ،‬فلم يأت بجديد يف الضعفاء الكبري للعقييل )‪َ :(596/118/2‬‬
‫رصيﱞ ‪ .‬حَ ﱠدثَنَا مُحَ مﱠ ُد بْ ُن عِ َيىس َقا َل‪:‬‬ ‫وَقا َل ابْ ُن َل ِهيعَ َة‪ِ :‬سنَا ُن بْ ُن َسعْ ٍد ِم ْ ِ‬ ‫يب‪َ ،‬‬ ‫أَن َ ٍس‪َ ،‬روَى عَ ن ْ ُه ي َِزي ُد بْ ُن أ َ ِبي حَ ِب ٍ‬
‫يب‪ ،‬عَ ْن َسعْ ِد‬ ‫يث ي َِزي َد ب ِْن أ َ ِبي حَ ِب ٍ‬
‫اق َقا َل‪َ :‬س ِمعْ ُت أَحْ مَ َد ب َْن حَ نْب ٍَل‪ ،‬ي َُقو ُل ِيف أَحَ ادِ ِ‬ ‫وَر َ‬
‫َس ِمعْ ُت مُحَ ﱠم َد ب َْن عَ ِيل ﱟ ا ْل ﱠ‬
‫ف ِمنْهَ ا وَاحِ دًا‪ .‬حَ ﱠدثَنَا عَ بْ ُد ال ﱠل ِه بْ ُن‬ ‫رش حَ دِيثًا‪ُ ،‬من ْ َك َر ًة ُك ﱠلهَ ا‪ ،‬مَ ا أَعْ ِر ُ‬‫ان‪ ،‬عَ ْن أَن َ ٍس َقا َل‪َ :‬روَى َخمْ َس َة عَ َ َ‬ ‫ب ِْن ِسن َ ٍ‬
‫ان تَ َر ْك ُت حَ دِيث َ ُه‪ ،‬وَ ي َُقا ُل‪ِ :‬سنَا ُن بْ ُن َسعْ دٍ‪ ،‬وَحَ دِيث َ ُه َغ ْريُ مَحْ ُف ٍ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وظ‪،‬‬ ‫أحْ مَ َد َقا َل‪َ :‬س ِمعْ ُت أ ِبي ي َُقو ُل‪َ :‬سعْ ُد بْ ُن ِسن َ ٍ‬
‫ِيث أَن َ ٍس[‬ ‫وَس ِمعْ تُ ُه مَ ﱠر ًة أ ُ ْخ َرى ي َُقو ُل‪ :‬ي ُْش ِب ُه حَ دِيث ُ ُه حَ د َ‬
‫ِيث ا ْلحَ َس ِن‪َ ،‬ال ي ُْش ِب ُه حَ د َ‬ ‫ط ِربٌ ‪َ ،‬‬ ‫ُض َ‬‫ِيث م ْ‬‫حَ د ٌ‬
‫* وقلد أبو داود اإلمام أحمد يف ذلك فقال‪) :‬كان أحمد ال يكتب حديثه( عندما سأله أبو عبيد اآلجري‪ ،‬كذا‬
‫جاء يف تهذيب الكمال )ج‪/10‬ص‪/265‬ت‪(2209‬؛‬
‫* وقال محمد بن سعد‪) :‬منكر الحديث(‪ ،‬كذا يف تهذيب التهذيب )ج‪/3‬ص‪/409‬ت‪ ،(876‬وهو معروف‬
‫بمصاحبة اإلمام أحمد‪ ،‬فلعله أخذ هذا منه؛‬
‫* وقال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني‪) :‬أحاديثه واهية ال تشبه أحاديث الناس عن أنس(‪ ،‬كذا جاء يف‬
‫تهذيب الكمال )ج‪/10‬ص‪/265‬ت‪ ،(2209‬فلعله قلد أحمد‪ ،‬وهو عىل كل حال ممن ال نعتد بهم يف نقد‬
‫الرجال‪ ،‬وسيأتي الرد عىل كالمه؛‬
‫* وكذلك اإلمام النسائي‪ ،‬وهو من كبار األئمة املعتربين‪ ،‬إال أنه متشدد جداً‪ ،‬قال‪َ ) :‬لي َْس ِبث َِقة(‪ ،‬كذا يف‬
‫الضعفاء واملرتوكون للنسائي )ص‪(264/52 :‬؛ وقال يف موضع آخر‪) :‬منكر الحديث(‪ ،‬وسيأتي الرد عىل‬
‫هذه الدعوى؛‬
‫* وجاء يف ذخرية الحفاظ )‪َ ] :(1581/3‬روَا ُه ِسنَان بن سعد‪ :‬عَ ن أنس‪ .‬وَمن الروَاة من ي َُقول‪ " :‬سعد‬
‫وَه َو مَ ْرتُوك الحَ دِيث[؛ ولم يبني ابن القيرساني مستندا ً لهذا الحكم‪ ،‬والظاهر أنه‬ ‫بن ِسنَان "‪ ،‬وهما وَاحِ د‪ُ .‬‬
‫لم يقرأ كالم أبي أحمد بن عدي بعناية‪ ،‬فقلد اإلمام أحمد‪ ،‬فهو الوحيد الذي ترك حديث صاحبنا‪.‬‬
‫* وجاء من زاوية أخرى يف تهذيب التهذيب )ج‪/3‬ص‪/409‬ت‪] :(876‬وقال بن معني سمع عبد الله بن‬
‫يزيد من سنان بن سعد بعدما اختلط[؛ لم يبني اإلمام أبو زكريا من هو هذا‪) :‬عبد الله بن يزيد( الذي‬
‫سمع من سنان بن سعد بعد اختالطه‪ ،‬إن ثبت هذا أصالً‪ ،‬ألن ابن يونس‪ ،‬وهو الحجة يف املرصيني‪ ،‬لم‬
‫يذكر شيئا ً من ذلك أصالً؛ ولعل اإلمام أبا زكريا إنما قصد محمد بن يزيد بن أبى زياد الثّقفي الذي ذكر‬

‫‪ ‬‬ ‫‪57‬‬
‫‪ ‬‬
‫سباب املسلم فسوق وقتاله كفر ‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫ابن يونس أنه روى عنه؛ وحتى اآلن لم نجد لسنان بن سعد رواية إال من طريق يزيد بن أبى حبيب؛ فال‬
‫حاجة للنظر يف قضية االختالط أصالً‪.‬‬

‫رابعا ً‪ :‬إبطال الكالم فيه‪:‬‬


‫وجاء بعض الرد يف الكامل يف الضعفاء )ج‪/3‬ص‪/356‬ت‪ (799‬حيث استعرض اإلمام أبو أحمد بن‬
‫عدي طائفة جيدة من حديث سنان بن سعد‪ ،‬من عدة طرق‪ ،‬استعراضا ً دقيقاً‪ ،‬ثم قال‪] :‬وهذه األحاديث‬
‫ومتونها وأسانيدها واالختالف فيها يحمل بعضها بعضا وليس هذه األحاديث مما يجب أن ترتك أصال كما‬
‫ذكره بن حنبل أنه ترك هذه األحاديث لالختالف الذي فيه من سعد بن سنان وسنان بن سعد ألن يف‬
‫الحديث ويف أسانيدها ما هو أكثر اضطرابا منها يف هذه األسانيد ولم يرتكه أحد أصال بل أدخلوه يف‬
‫مسندهم وتصانيفهم[؛ وسنسوق دراسته القيمة بطولها يف خاتمة الفصل‪ ،‬إن شاء الله تعاىل‪.‬‬
‫نقول‪ :‬نعم‪ ،‬وقد أحسن اإلمام أبو أحمد بن عدي؛ ثم ما ذنب الرجل إذا اضطرب الناس يف اسمه‪ ،‬غاية ما‬
‫يف األمر أن ذلك لقلة حديثه نسبيا ً‪.‬‬
‫ومتون األحاديث املذكورة ليست منكرة أصالً‪ ،‬وليس هناك ما يستغرب فيها إال تفرده عن أنس بها‪،‬‬
‫ولكن هذا ال يوجب ردها فلعله صحب أو خدم أنسا ً عرشات السنني‪ ،‬ثم تحول إىل مرص ونزل فيها‪.‬‬
‫وأما قول اإلمام أحمد‪) :‬يشبه حَ دِيثه حَ دِيث ا ْلحسن َال يشبه أَحَ ادِ يث أنس( محتجا ً بهذا لرد حديثه‬
‫تنكيس للقضايا‪ ،‬وكان األوىل أن يقال أن هذا الشبه يبني لنا من أين أخذ الحسن تلك املراسيل‪ :‬أخذها من‬
‫أنس؛ وأي عجب يف هذا وهو – أي الحسن ‪ -‬بلدي أنس يف البرصة حوايل نصف قرن من الزمان؟! واإلمام‬
‫الحسن البرصي كان يتساهل يف األخذ عمن هب ودب‪ ،‬ويتساهل يف الرواية باملعنى‪ ،‬لذلك وجدت بعض‬
‫املنكرات يف مراسيله‪ ،‬ولكن ما قال أحد قط أنه كان يأخذ من النصارى أو عبدة البقر!‬
‫وعىل كل حال فإن اإلمام أحمد بن حنبل ليس هو بالحجة العليا يف رجال مرص وحديثها‪ .‬فالقول الفصل‬
‫إنما هو ملن سرب أحاديث الرجل سربا ً دقيقاً‪ ،‬وميز الطرق التي جاءت باالسم الصحيح‪ ،‬من تلك التي‬
‫أخطأ الرواة فيه تسميته‪ .‬وهو يف نفس الوقت‪ :‬جبل الحفظ‪ ،‬وإمام الدنيا‪ ،‬ومعدن االنصاف واالعتدال‪ ،‬أبو‬
‫عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري‪ ،‬ريض الله عنه‪ :‬حيث جاء يف العلل الكبري للرتمذي ]ترتيب علل‬
‫يب‪ ،‬عَ ْن َسعْ ِد ب ِْن‬ ‫الرتمذي الكبري )ص‪] :[(182/105 :‬حَ ﱠدثَنَا ُقتَيْب َُة‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا ال ﱠلي ُْث‪ ،‬عَ ْن ي َِزي َد ب ِْن أ َ ِبي حَ ِب ٍ‬
‫ان‪ ،‬عَ ْن أَن َ ِس ب ِْن مَ الِكٍ ‪َ ،‬قا َل‪َ :‬قا َل َر ُسو ُل ال ﱠل ِه‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪» :‬ا ْلمُعْ تَدِي ِيف ﱠ‬
‫الصد ََق ِة َكمَ انِعِ هَ ا«‪.‬‬ ‫ِسن َ ٍ‬
‫صالِحٌ م َُق ِاربُ الْحَ د ِ‬ ‫يح عِ نْدِي ِسنَا ُن بْ ُن َسعْ ٍد‪ُ .‬‬ ‫ان َف َقا َل‪ :‬ﱠ‬ ‫َ‬
‫ِيث؛‬ ‫وَه َو َ‬ ‫الصحِ ُ‬ ‫َسأ ْل ُت مُحَ مﱠ دًا عَ ْن َسعْ ِد ب ِْن ِسن َ ٍ‬
‫طأ ٌ إِنﱠمَا َقا َل ُه ال ﱠلي ُْث[‬
‫ان َخ َ‬
‫وَسعْ ُد بْ ُن ِسن َ ٍ‬ ‫َ‬
‫وقد وفق الحافظ يف تلخيص حال الرجل‪ ،‬مع تقصري طفيف‪ ،‬إذ قال‪] :‬صدوق‪ ،‬له أفراد‪ ،‬من الخامسة )د‬
‫ت ق([‪ ،‬كذا يف تقريب التهذيب )ج‪/1‬ص‪/231‬ت‪ ،(2238‬وكان حقه أن يقول‪) :‬ثقة‪ ،‬له أفراد(‪ ،‬ال سيما‬
‫أن الحافظ هو القائل يف عمرو بن أبي عمرو‪ ،‬صاحب حديث البهيمة‪) :‬ثقة‪ ،‬له أوهام(‬

‫‪ ‬‬ ‫‪58‬‬
‫‪ ‬‬
‫سباب املسلم فسوق وقتاله كفر ‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫خامسا ً‪ :‬دراسة ابن عدي َ‬
‫القيﱢ َمة‪:‬‬
‫وإليك اآلن النص الكامل لدراسة اإلمام أبي أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني كما هي يف ]الكامل يف‬
‫الضعفاء )ج‪/3‬ص‪/356‬ت‪] :[(799‬سعد بن سنان ويقال سنان بن سعد حدثنا بن أبي عصمة حدثنا‬
‫أحمد بن أبي يحيى قال سمعت أحمد بن حنبل يقول لم أكتب أحاديث سنان بن سعد ألنهم اضطربوا‬
‫بها فقال بعضهم سعد بن سنان وسنان بن سعد‪ .‬حدثنا بن حماد حدثنا عبد الله بن أحمد عن أبيه قال‬
‫سعد بن سنان ويقال سنان بن سعد تركت حديثه حديث مضطرب وسمعته يقول يشبه حديثه حديث‬
‫الحسن وال يشبه أحاديث أنس سمعت بن حماد يقول قال السعدي أحاديثه يعني سعد بن سنان واهية‬
‫ال تشبه أحاديث الناس عن أنس وقال النسائي فيما أخربني محمد بن العباس عنه سعد بن سنان روى‬
‫عنه يزيد بن أبي حبيب منكر الحديث حدثنا محمد بن يحيى املروزي حدثنا عاصم حدثنا الليث عن يزيد‬
‫بن أبي حبيب عن سعد بن سنان عن أنس بن مالك عن رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬قال تقبلوا‬
‫بست من أنفسكم أتقبل لكم بالجنة قالوا وما هي قال إذا حدث أحدكم فال يكذب وإذا وعد فال يخلف‬
‫وإذا ائتمن فال يخن وغضوا أبصاركم واحفظوا فروجكم وكفوا أيديكم وعن النبي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪،‬‬
‫قال من حلف عىل يمني فرأى غريها خريا منها فلينظر الذي هو خري فليأته وليكفر عن يمينه وبإسناده‬
‫قال رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬إذا أراد الله بعبده الخري أعجل له العقوبة يف الدنيا وإذا أراد الله‬
‫بعبده الرش أمسك عليه بذنبه حتى يوايف به يوم القيامة؛ وبإسناده عن النبي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬قال‬
‫البيان أو التأني الشك من عاصم من الله والعجلة من الشيطان وال أحد أكثر معاذير من الله وال يشء‬
‫أحب اىل الله من الحمد‪ .‬حدثنا محمد بن هارون الربقي حدثنا عيىس بن حماد أخربني الليث عن زيد بن‬
‫أبي حبيب عن سعيد بن سنان عن أنس عن رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬قال يكون بني يدي الساعة‬
‫فتن كقطع الليل املظلم يصبح الرجل مؤمنا ويميس كافرا ويصبح كافرا ويميس مؤمنا يبيع أقوام دينهم‬
‫بعرض من الدنيا؛ وبإسناده عن رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬قال إن عظم الجزاء مع عظيم البالء‬
‫وإن الله إذا أحب قوما ابتالهم من ريض فله الرضا ومن سخط فله السخط؛ وبإسناده عن رسول الله‪،‬‬
‫صىل الله عليه وسلم‪ ،‬قال املعتدي يف الصدقة كمانعها؛ وبإسناده عن رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪،‬‬
‫أيما داع دعا اىل ضاللة فذكره وأيما داع دعا اىل هدى فذكره؛ حدثنا إسماعيل بن يحيى بن إسماعيل بن‬
‫عرباض حدثنا محمد بن رمح أخربنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن سعد بن سنان عن أنس عن‬
‫رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬قال إنما الصرب يف الصدمة األوىل واتقوا النار ولو بشق تمرة‪ .‬قال بن‬
‫عدي ذكر من قال يف هذه األحاديث عن يزيد بن أبي حبيب عن سنان بن سعد عن أنس التي رويتها عن‬
‫الليث ويف غريها حدثنا بن سلم حدثنا حرملة حدثنا بن وهب حدثنا عمرو بن الحارث أن بن أبي حبيب‬
‫حدثه عن سنان بن سعد الكندي عن أنس أن رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬قال ال إيمان ملن ال أمانة‬
‫له واملعتدي يف الصدقة كمانعها؛ حدثنا بن سلم حدثنا حرملة أخربني بن وهب قال وأخربني بن لهيعة‬
‫وعمرو عن يزيد عن سنان بن سعد عن أنس بن مالك أن رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬قال والذي‬
‫نفيس بيده ال تقوم الساعة عىل رجل يقول ال إله إال الله ويأمر باملعروف وينهى عن املنكر؛ حدثنا إسحاق‬

‫‪ ‬‬ ‫‪59‬‬
‫‪ ‬‬
‫سباب املسلم فسوق وقتاله كفر ‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫بن إبراهيم الغزي بغزة حدثنا أحمد بن صالح حدثنا بن وهب أخربني بن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب‬
‫عن سنان بن سعد عن أنس قال‪ :‬قال رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬هما نجدان فما جعل نجد الرش‬
‫أحب اليكم من نجد الخري؛ أخربنا بن قتيبة حدثنا يزيد بن موهب حدثنا بن وهب عن عمرو بن الحارث‬
‫والليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن سنان بن سعد عن أنس عن رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪،‬‬
‫قال عظم الجزاء مع عظم البالء والصرب عند الصدمة األوىل وان الله إذا أحب قوما ابتالهم من ريض فله‬
‫الرضا ومن سخط فله السخط قال بن عدي ولم يذكر الليث الصدمة األوىل وذكر الليث يف هذا اإلسناد‬
‫إنما هو من عمل بن وهب جمع بني الليث وعمرو بن الحارث فحمل حديث أحدهما عىل صاحبه فقال‬
‫عنهما جميعا عن يزيد بن أبي حبيب عن سنان بن سعد عن أنس وأخطأ بن وهب عىل الليث فإن الليث‬
‫يقول عن سعد بن سنان وقد أمليت صوابه عن الليث من حديث عاصم بن عيل عنه أخربنا بن قتيبة‬
‫حدثنا يزيد بن موهب أخربنا بن وهب عن بن لهيعة وعمرو بن الحارث عن يزيد بن أبي حبيب عن سنان‬
‫بن سعد الكندي عن أنس عن النبي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬قال إذا أراد الله بعبد خريا عجل له العقوبة يف‬
‫الدنيا وإذا أراد بعبد رشا أمسك عليه ذنوبه حتى يوافيه يوم القيامة وبإسناده عن رسول الله‪ ،‬صىل الله‬
‫عليه وسلم‪ ،‬قال املكر والخديعة والخيانة يف النار وبإسناده عن رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬قال إذا‬
‫ذكر الله فانتهوا قال بن عدي ولسعد غري ما ذكرت من الحديث عن أنس والليث يروي عن يزيد بن أبي‬
‫حبيب فيقول عن سعد بن سنان وعمرو بن الحارث وابن لهيعة يرويان عن بن أبي حبيب فيقوالن عن‬
‫سنان بن سعد عن أنس‪ .‬وهذه األحاديث ومتونها وأسانيدها واالختالف فيها يحمل بعضها بعضا وليس‬
‫هذه األحاديث مما يجب أن ترتك أصال كما ذكره بن حنبل أنه ترك هذه األحاديث لالختالف الذي فيه من‬
‫سعد بن سنان وسنان بن سعد ألن يف الحديث ويف أسانيدها ما هو أكثر اضطرابا منها يف هذه األسانيد ولم‬
‫يرتكه أحد أصال بل أدخلوه يف مسندهم وتصانيفهم[‬

‫حرر يف لندن وروجع يوم األحد‪ ،‬الخامس عرش من شعبان املعظم ‪ 1434‬هـ‪،‬‬

‫املوافق‪ 23 :‬يونيو‪ -‬حزيران ‪ 2013‬م‬

‫‪http://www.tajdeed.net‬‬
‫‪https://www.tajdeed.org.uk‬‬

‫‪ ‬‬ ‫‪60‬‬
‫‪ ‬‬
‫بشائر النرص‪ ،‬بمناقب مرص‬

‫بشائر النرص‪ ،‬بمناقب مرص‬

‫| الحديث األول‪:‬‬
‫* أخرج الحاكم يف مستدركه )ج‪/2‬ص‪/603‬ح‪] :(4032‬أخربنا أبو بكر بن إسحاق أنبأ الحسن بن عيل‬
‫بن زياد حدثنا إبراهيم بن موىس حدثنا هشام بن يوسف عن معمر عن الزهري عن بن كعب بن مالك عن‬
‫أبيه قال‪ :‬قال رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪) :‬إذا افتتحتم مرصا فاستوصوا بالقبط خريا فإن لهم ذمة‬
‫ورحما(؛ قال الزهري‪) :‬فالرحم أن أم إسماعيل منهم([؛ وعقب اإلمام الحاكم قائالً‪) :‬هذا حديث صحيح‬
‫عىل رشط الشيخني ولم يخرجاه(‪ ،‬وهو كما قال‪ ،‬غاية يف الصحة‪ ،‬ال سيما باملتابعات التالية‪ ،‬كما هي عند‬
‫الطرباني‪ ،‬وبشهادة حديث اإلمام مسلم التايل‪ ،‬وغريه؛ وبن كعب بن مالك هو إما‪) :‬عبد الرحمن بن كعب‬
‫بن مالك( أو‪) :‬عبد الله بن كعب بن مالك(‪ ،‬كالهما ثقة مأمون مشهور‪ ،‬من رجال الصحيحني والجماعة‪.‬‬
‫ــ وأخرجه الطرباني يف معجمه الكبري )ج‪/19‬ص‪/61‬ح‪] :(112‬حدثنا إبراهيم بن دحيم الدمشقي‬
‫حدثنا أبي )ح( وحدثنا عبدان بن أحمد حدثنا هشام بن عمار ودحيم قاال‪ :‬حدثنا الوليد بن مسلم عن‬
‫مالك بن أنس عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن كعب أن رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه‬
‫وسلم‪ ،‬قال‪) :‬إذا فتحتم مرص فاستوصوا بالقبط خريا فإن لهم ذمة ورحما ً([‬
‫ــ وأخرجه الطرباني يف معجمه الكبري )ج‪/19‬ص‪/62‬ح‪] :(113‬حدثنا أحمد بن املعىل الدمشقي حدثنا‬
‫سليمان بن عبد الرحمن حدثنا الوليد بن مسلم عن األوزاعي عن الزهري عن بن كعب بن مالك عن أبيه‬
‫أن النبي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬قال إذا فتحتم مرص فاستوصوا بالقبط خريا فإن لهم ذمة ورحما[‬
‫ــ وهو يف فتوح مرص وأخبارها ــ )‪)] :(2/1‬ذكر وصية رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬بالقبط(‪:‬‬
‫حدثنا أشهب بن عبد العزيز وعبد امللك بن مسلمة قاال حدثنا مالك بن أنس عن ابن شهاب عن عبد‬
‫الرحمن بن الكعب بن مالك ان رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬قال‪) :‬إذا افتتحتم مرص فاستوصوا‬
‫بالقبط خريا فإن لهم ذمة ورحما ً(؛ قال ابن شهاب‪) :‬وكان يقال أن أم إسماعيل بن إبراهيم عليهما‬
‫السالم منهم([؛‬

‫‪1‬‬
‫بشائر النرص‪ ،‬بمناقب مرص‬

‫ــ وأيضا ُ يف فتوح مرص وأخبارها ــ )‪] :(2/1‬حدثنا عبدالله بن صالح ومحمد بن رمح قاال حدثنا‬
‫الليث بن سعد عن ابن شهاب عن ابن لكعب بن مالك عن رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬مثله؛ قال‬
‫الليث‪ :‬قلت البن شهاب‪) :‬ما رحمهم؟!(‪ ،‬قال‪) :‬إن أم إسماعيل عليه السالم منهم([؛‬
‫ــ وأيضا ُ يف فتوح مرص وأخبارها ــ )‪] :(3/1‬حدثنا أبي )عبدالله بن عبد الحكم( وحامد بن يحيى قاال‬
‫حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري أظنه عن ابن الكعب بن مالك عن رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪،‬‬
‫مثله[؛‬
‫ــ وأيضا ُ يف فتوح مرص وأخبارها ــ )‪] :(3/1‬حدثنا عبد امللك بن هشام قال حدثنا زياد بن عبدالله‬
‫البكائي عن محمد بن إسحاق قال حدثني محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب الزهري أن عبد‬
‫الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك األنصاري ثم السلمي حدثه عن رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪،‬‬
‫مثله؛ قال ابن إسحاق‪ :‬فقلت ملحمد بن مسلم ما الرحم الذي ذكره رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬لهم‪،‬‬
‫فقال‪) :‬كانت هاجر أم إسماعيل منهم([‬
‫اب‬ ‫اق‪ :‬حَ ّدثَنِي مُحَ مّ ُد بْ ُن م ُْس ِل ِم ب ِْن عُ بَيْ ِد ال ّل ِه ب ِْن ِشهَ ِ‬ ‫إسحَ َ‬‫ــ وهو يف سرية ابن هشام )‪َ ] :(6/1‬قا َل ابْ ُن ْ‬
‫ص ّىل‬ ‫الس َل ِم ّي حَ ّدث َ ُه أ َ ّن َر ُسو َل ال ّل ِه َ‬
‫ص ِاريّ ث ُ ّم ّ‬ ‫مَن ب َْن عَ بْ ِد ال ّل ِه ب ِْن َكعْ ِب ب ِْن مَ الِكٍ ْ َ‬
‫األن ْ َ‬ ‫الرحْ ِ‬ ‫الز ْه ِريّ أ َ ّن عَ بْ َد ّ‬
‫ّ‬
‫صوا ِبأ َ ْهلِهَ ا َخ ْريًا‪َ ،‬ف ِإ ّن َلهُ ْم ذِ مّ ًة َ‬
‫وَرحِ مً ا َف ُق ْلت ِلمُحَ مّ ِد ب ِْن‬ ‫رص َف ْ‬
‫استَوْ ُ‬ ‫وَس ّل َم َقا َل إذَا ْافتَتَحْ تُ ْم ِم ْ َ‬
‫ال ّل ُه عَ َلي ِْه وَآل ِِه َ‬
‫وَس ّل َم َلهُ ْم؟ َف َقا َل َكان َ ْت َهاجَ ُر أ ُ ّم‬ ‫ص ّىل ال ّل ُه عَ َلي ِْه وَآل ِِه َ‬ ‫الرحِ ُم ا ّلتِي ذَ َك َر َر ُسو ُل ال ّل ِه َ‬ ‫الز ْه ِريّ ‪ :‬مَ ا ّ‬ ‫م ُْس ِل ٍم ّ‬
‫إسمَ اعِ ي َل ِمنْهُ ْم[‬ ‫ْ‬

‫| الحديث الثاني‪:‬‬
‫* حديث آخر أخرجه مسلم يف صحيحه )ج‪/4‬ص‪/1970‬ح‪] :(2543‬حدثني أبو الطاهر أخربنا بن‬
‫وهب أخربني حرملة )ح( وحدثني هارون بن سعيد األييل حدثنا بن وهب حدثني حرملة وهو بن عمران‬
‫التجيبي عن عبد الرحمن بن شماسة املهري قال سمعت أبا ذر يقول قال رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه‬
‫وسلم‪) :‬إنكم ستفتحون أرضا يذكر فيها القرياط فاستوصوا بأهلها خريا فإن لهم ذمة ورحما؛ فإذا رأيتم‬
‫رجلني يقتتالن يف موضع لبنة فاخرج منها(؛ قال فمر بربيعة وعبد الرحمن ابني رشحبيل بن حسنة‬
‫يتنازعان يف موضع لبنة فخرج منها[‬
‫ــ وأخرجه ابن حبان يف صحيحه )ج‪/15‬ص‪/69‬ح‪] :(6676‬أخربنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال‬
‫حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخربني حرملة بن عمران عن عبد الرحمن بن شماسة‬
‫املهري قال سمعت أبا ذر يقول قال النبي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬إنكم ستفتحون أرضا يذكر فيها‬
‫القرياط فاستوصوا بأهلها خريا فإن لهم ذمة ورحما قال حرملة يعني بالقرياط أن قبط مرص يسمون‬
‫أعيادهم وكل مجمع لهم القرياط يقولون نشهد القرياط[‬
‫ــ وأخرجه البيهقي يف سننه الكربى )ج‪/9‬ص‪/206‬ح‪] :(18519‬أخربنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر‬
‫أحمد بن الحسن القايض وأبو زكريا بن أبي إسحاق املزكي قالوا حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب‬

‫‪2‬‬
‫بشائر النرص‪ ،‬بمناقب مرص‬

‫أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخربني حرملة بن عمران التجيبي عن عبد الرحمن بن‬
‫شماسة املهري قال سمعت أبا ذر ريض الله عنه يقول قال رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬إنكم‬
‫ستفتحون أرضا يذكر فيها القرياط فاستوصوا بأهلها خريا فإن لهم ذمة ورحما فإذا رأيتم رجلني‬
‫يقتتالن عىل موضع لبنة فاخرج منها قال فمر بربيعة وعبد الرحمن ابني رشحبيل بن حسنة يتنازعان يف‬
‫موضع لبنة فخرج منها رواه مسلم يف الصحيح عن هارون األييل عن بن وهب[‬
‫ــ وأخرجه الطرباني يف معجمه األوسط )ج‪/8‬ص‪/303‬ح‪] :(8701‬حدثنا مطلب بن شعيب حدثنا عبد‬
‫الله بن صالح حدثني حرملة ابن عمران عن عبد الرحمن بن شماسة املهري قال سمعت أبا ذر يقول قال‬
‫رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬إنكم ستفتحون أرضا يذكر فيها القراريط فاستوصوا بأهلها خريا فإن‬
‫لهم ذمة ورحما فإذا رأيتم رجلني يقتتالن عىل موضع لبنة فاخرج منها[‬
‫ــ وأخرجه عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم يف فتوح مرص وأخبارها ــ )‪] :(3/1‬حدثنا ابي‬
‫)عبد الله بن عبد الحكم( قال حدثنا رشدين بن سعد؛ وحدثنا عبد امللك بن مسلمة قال حدثنا عبد الله بن‬
‫وهب عن حرملة بن عمران التجيبي عن عبد الرحمن بن شماسة املهري قال سمعت أبا ذر يقول قال‬
‫رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬إنكم ستفتحون أرضا يذكر فيها القرياط فاستوصوا بأهلها خريا فإن‬
‫لهم ذمة ورحما([‬
‫ــ ولكن أخرجه مسلم يف صحيحه )ج‪/4‬ص‪/1971‬ح‪] :(2543‬حدثني زهري بن حرب وعبيد الله بن‬
‫سعيد قاال حدثنا وهب بن جرير حدثنا أبي سمعت حرملة املرصي يحدث عن عبد الرحمن بن شماسة‬
‫عن أبي برصة عن أبي ذر قال‪ :‬قال رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬إنكم ستفتحون مرص وهي أرض‬
‫يسمى فيها القرياط فإذا فتحتموها فأحسنوا إىل أهلها فإن لهم ذمة ورحما أو قال ذمة وصهرا فإذا رأيت‬
‫رجلني يختصمان فيها يف موضع لبنة فاخرج منها قال فرأيت عبد الرحمن بن رشحبيل بن حسنة وأخاه‬
‫ربيعة يختصمان يف موضع لبنة فخرجت منها[‬
‫ــ وأخرجه اإلمام أحمد بن حنبل يف مسنده ج‪/5‬ص‪/174‬ح‪] :21560‬حدثنا عبد الله حدثني أبي‬
‫حدثنا وهب بن جرير حدثنا أبي قال سمعت حرملة يحدث عن عبد الرحمن بن شماسة عن أبي برصة‬
‫عن أبي ذر قال‪ :‬قال رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬إنكم ستفتحون مرص وهى أرض يسمى فيها‬
‫القرياط فإذا فتحتموها فأحسنوا إىل أهلها فإن لهم ذمة ورحما أو قال ذمة وصهرا فإذا رأيت رجلني‬
‫يختصمان فيها يف موضع لبنة فاخرج منها قال فرأيت عبد الرحمن بن رشحبيل بن حسنة وأخاه ربيعة‬
‫يختصمان يف موضع لبنة فخرجت منها[‬
‫قلت‪ :‬زيادة أبي برصة يف اإلسناد وهم من جرير بن حازم؛ وعبد الله بن وهب أثبت وأعلم بحديث أهل‬
‫مرص‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫بشائر النرص‪ ،‬بمناقب مرص‬

‫| الحديث الثالث‪:‬‬
‫* أخرج أبو يعىل يف مسنده ج‪/3‬ص‪/51‬ح‪ 1473‬بإسناد منصل صحيح عىل رشط مسلم‪] :‬حَ ﱠدثَنَا ُز َه ْريُ‬
‫ربنِي أَبُو َهان ٍِئ حُ مَ يْ ُد بْ ُن َهان ٍِئ ا ْل َخوْالن ﱡِي‪ ،‬أَن ﱠ ُه‬ ‫بْ ُن حَ ْر ٍب‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا عَ بْ ُد ال ﱠل ِه بْ ُن ي َِزي َد‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا حَ يْوَ ُة‪َ ،‬قا َل‪ :‬أ َ ْخ َ َ‬
‫ون‪ :‬إ ِ ﱠن َر ُسو َل‬ ‫ري ُهمَ ا ي َُقولُ َ‬
‫وَه َو عَ بْ ُد ال ﱠل ِه بْ ُن ي َِزي َد(‪ ،‬وَعَ ْم ُرو بْ ُن حُ َري ٍْث‪ ،‬وَ َغ ْ َ‬ ‫مَن ا ْلحُ ب ُِيل ﱠ ) ُ‬‫الرحْ ِ‬ ‫َس ِم َع أَبَا عَ بْ ِد ﱠ‬
‫وْصوا ِب ِه ْم َخ ْريًا‪َ ،‬ف ِإنﱠهُ ْم ُقوﱠ ٌة‬
‫استَ ُ‬ ‫وس ُه ْم‪َ ،‬ف ْ‬‫ال ﱠل ِه‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪َ ،‬قا َل‪) :‬إِن ﱠ ُك ْم َستَ ْق ُدمُو َن عَ َىل َقوْ ٍم‪ ،‬جُعْ ٌد ُر ُؤ ُ‬
‫رص[؛ وقال حسني سليم أسد‪ :‬رجاله ثقات؛ قلت‪ :‬وسنده‬ ‫ط ِم ْ َ‬ ‫لَ ُك ْم‪ ،‬وَ ب ٌ‬
‫َالغ إ ِ َىل عَ دُوﱢ ُك ْم ِب ِإذْ ِن اللﱠ ِه(؛ يَعْ نِي قِ بْ َ‬
‫صحيح عىل رشط مسلم‪ .‬رواه عن أبي هانئ‪ ،‬واسمه حميد بن هانئ الخوالني كل من‪ :‬أبو زرعة حيوة بن‬
‫رشيح بن صفوان التجيبي الزاهد‪ ،‬وعبد الله بن وهب‪ ،‬وعبد الله بن لهيعة‪ :‬وهو ليس مرسالً‪ ،‬كما زعم‬
‫بعض املتنطعني يف ملتقى أهل الحديث‪ ،‬ألنه عن ثالثة‪ ،‬أو أكثر‪ ،‬من كبار التابعني وصغار الصحابة )إذا‬
‫كان عمرو بن حريث هذا هو املخزومي‪ ،‬وهو صحابي صغري؛ وزعم بعضهم أنه غريه‪ ،‬وأنه معافري(‪،‬‬
‫عن شيوخهم‪ :‬فهذا نقل لتواتر‪ ،‬وليس إرساال ً‪.‬‬
‫ربنَا أَحْ مَ ُد بْ ُن عَ ِيل ﱢ ب ِْن ا ْل ُمثَنﱠى‪َ ،‬قا َل‪:‬‬ ‫ــ وأخرجه ابن حبان يف صحيحه )ج‪/15‬ص‪/70‬ح‪] :(6677‬أ َ ْخ َ َ‬
‫مَة‪َ ،‬قا َل‪ :‬حَ ﱠدثَنَا عَ بْ ُد ال ﱠل ِه بْ ُن ي َِزيدَ‪َ ،‬قا َل‪ :‬حَ ﱠدثَنَا حَ يْوَ ُة‪َ ،‬قا َل‪ :‬حَ ﱠدثَنَا أَبُو َهان ٍِئ حُ مَ يْ ُد بْ ُن َهان ٍِئ‬ ‫حَ ﱠدثَنَا أَبُو َخيْث َ َ‬
‫الرحْ م َِن ا ْلحُ ب ُِيل ﱠ وَ عَ مْ َرو ب َْن حُ َري ٍْث ي َُق َوال ِن‪ :‬إِ ﱠن َر ُسو َل ال ﱠل ِه‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪َ ،‬قا َل‪:‬‬ ‫أَن ﱠ ُه َس ِم َع أَبَا عَ بْ ِد ﱠ‬
‫صوا ِب ِهمْ‪َ ،‬ف ِإن ﱠ ُه ُقوﱠ ٌة لَ ُكمْ‪ ،‬وَ ب ََال ٌغ إ ِ َىل عدوكم‪ ،‬بإذن الله(‪،‬‬ ‫استَوْ ُ‬‫)إِن ﱠ ُك ْم ستقدمون عىل قوم جعد رؤوسهم‪َ ،‬ف ْ‬
‫يعني قبط مرص[؛‬
‫ــ وأخرجه ابن عبد الحكم يف فتوح مرص وأخبارها ــ )‪] :(4/1‬حدثنا عبد امللك بن مسلمة‪ ،‬حدثنا ابن‬
‫وهب‪ ،‬عن أبى هانئ الخوالن ّي‪ ،‬عن أبى عبد الرحمن الحبيل ّ وعمرو بن حريث وغريهما‪ ،‬أن رسول الله‬
‫صىل الله عليه وسلم‪ ،‬قال‪» :‬إنكم ستقدمون عىل قوم جعد رءوسهم فاستوصوا بهم خريا‪ ،‬فإنهم قوّة لكم‬ ‫ّ‬
‫وبالغ إىل عدوّ كم بإذن الله تعاىل«‪ ،‬يعنى قبط مرص[؛‬
‫ــ وأخرجه ابن عبد الحكم يف فتوح مرص وأخبارها ــ )‪] :(4/1‬حدثنا أبو األسود قال‪ :‬حدثنا ابن‬
‫لهيعة‪ ،‬عن أبي هانئ‪ ،‬أنه سمع الحبىل ّ وعمرا ً بن حريث يحدّثان عن رسول الله ّ‬
‫صىل الله عليه وسلم‬
‫مثله[‬
‫ولهذا الحديث شواهد مرسلة‪ ،‬وليست أسانيدها بذاك‪ ،‬منها‪:‬‬
‫* ما أخرجه ابن عبد الحكم يف فتوح مرص وأخبارها ــ )‪] :(4/1‬حدثنا عبد امللك بن مسلمة قال حدثنا‬
‫ابن وهب عن موىس بن أيوب الغافقي عن رجل من الزبد أن رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬مرض‬
‫فأغمي عليه ثم أفاق فقال‪) :‬استوصوا باألدم الجعد خريا ً(‪ ،‬ثم أغمي عليه الثانية ثم أفاق فقال مثل ذلك‬
‫ثم أغمي عليه الثالثة فقال مثل ذلك فقال القوم لو سألنا رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬من األدم‬
‫الجعد فأفاق فسألوه فقال‪) :‬قبط مرص‪ :‬فإنهم أخوال وأصهار وهم أعوانكم عىل عدوكم وأعوانكم عىل‬
‫دينكم!(‪ ،‬فقالوا كيف يكونون أعوانا عىل ديننا يا رسول الله فقال‪) :‬يكفونكم أعمال الدنيا وتتفرغون‬
‫للعبادة فالرايض بما يؤتى إليهم كالفاعل بهم والكاره ملا يؤتى إليهم من الظلم كالدافع عنهم([؛‬

‫‪4‬‬
‫بشائر النرص‪ ،‬بمناقب مرص‬

‫* وأيضا ً يف فتوح مرص وأخبارها ــ )‪] :(4/1‬حدثنا عبد امللك بن هشام قال أخربنا عبد الله بن وهب‬
‫عن ابن لهيعة قال حدثني عمر موىل غفرة أن رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬قال‪) :‬الله الله يف اهل‬
‫الذمة أهل املدرة السوداء السحم الجعاد فإن لهم نسبا وصهرا ً(؛ قال عمر موىل غفرة‪) :‬صهرهم أن رسول‬
‫الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬ترسر فيهم ونسبهم أن أم إسماعيل النبي عليه السالم منهم(؛ قال ابن وهب‬
‫فأخربني ابن لهيعة أن أم إسماعيل هاجر من أم العرب قرية كانت امام الفرما من مرص[‬
‫وَه ٍب عَ ْن عَ بْ ِد ال ّل ِه ب ِْن َل ِهيعَ َة‪،‬‬ ‫ــ وأصله يف سرية ابن هشام )‪َ ] :(6/1‬قا َل ابْ ُن هِ َشا ٍم‪ :‬حَ ّدثَنَا عَ بْ ُد ال ّل ِه بْ ُن ْ‬
‫وَس ّل َم َقا َل‪) :‬ال ّل َه ال ّل َه ِيف أ َ ْه ِل ال ّذمّ ِة‪ ،‬أ َ ْه ِل ا ْلمَ د ََر ِة‬‫ص ّىل ال ّل ُه عَ لَي ِْه وَآل ِِه َ‬ ‫مَوْىل ُغ ْف َر َة أ َ ّن َر ُسو َل ال ّل ِه َ‬
‫عَ ْن عُ مَ َر َ‬
‫إسمَ اعِ ي َل الن ّ ِب ّي‪ ،‬صىل‬ ‫وْىل ُغ ْف َر َة‪) :‬ن َ َسبُهُ ْم أ َ ّن أ ُ ّم ْ‬
‫وَصهْ ًرا ً(؛ َقا َل عُ مَ ُر مَ َ‬ ‫السحْ ِم ا ْل ِجعَ ادِ َف ِإ ّن َلهُ ْم ن َ َسبًا ِ‬‫السوْ دَا ِء ّ‬ ‫ّ‬
‫رس َر فِ ِيه ْم‪َ .‬قا َل ابْ ُن َل ِهيعَ َة أ ُ ّم‬ ‫وَس ّل َم‪ ،‬تَ َ ّ‬ ‫الله عليه وسلم‪ِ ،‬منْهُ ْم‪ .‬وَ ِصهْ ُر ُه ْم أ َ ّن َر ُسو َل ال ّل ِه‪َ ،‬‬
‫ص ّىل ال ّل ُه عَ َلي ِْه وَآل ِِه َ‬
‫ص ّىل ال ّل ُه‬ ‫رسي ُّة الن ّ ِب ّي َ‬ ‫رص‪ .‬وَأ ُ ّم إب َْراهِ ي َم مَ ِاري َُة ُ ّ‬ ‫إسمَ اعِ ي َل َهاجَ ُر‪ِ ،‬م ْن أ ُ ّم ا ْلعَ َر ِب‪َ ،‬ق ْري ٍَة َكان َ ْت أَمَ ا َم ا ْل َف َرمَ ا ِم ْ َ‬ ‫ْ‬
‫ور ِة أن ْ ِصنا[‬ ‫َاها َل ُه ا ْلم َُقوْقِ ُس ِم ْن حَ ْف ٍن ِم ْن ُك َ‬ ‫عَ َلي ِْه وَآل ِِه وَ َس ّل َم ا ّلتِي أ َ ْهد َ‬

‫* وأيضا ً يف فتوح مرص وأخبارها ــ )‪] :(3/1‬حدثنا أبي قال حدثنا إسماعيل بن عياش عن عبد‬
‫الرحمن بن زياد عن مسلم بن يسار أن رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬قال‪) :‬استوصوا بالقبط خريا‬
‫فإنكم ستجدونهم نعم األعوان عىل قتال عدوكم([‬

‫| الحديث الرابع‪:‬‬
‫* أخرج الحاكم يف مستدركه )ج‪/4‬ص‪/496‬ح‪] :(8387‬حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدثنا‬
‫بحر بن نرص حدثنا عبد الله بن وهب حدثني أبو رشيح عن عمرية بن عبد الله املعافري عن أبيه عن‬
‫عمرو بن الحمق ريض الله عنه عن رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬أنه قال‪) :‬ستكون فتنة أسلم الناس‬
‫فيها )أو قال‪ :‬لخري الناس فيها( الجند الغربي‪ ،‬فلذلك قدمت مرص([؛ ثم قال اإلمام الحاكم‪ ،‬ريض الله‬
‫عنه‪) :‬هذا حديث صحيح اإلسناد ولم يخرجاه(‪.‬‬
‫ــ وهو يف تاريخ دمشق البن عساكر )‪] :(492/45‬أخربنا أبو عبد الله الحسني بن عبد امللك أخربنا أبو‬
‫طاهر بن محمود أخربنا أبو بكر بن املقرئ أخربنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا حرملة بن يحيى‬
‫التجيبي أخربنا ابن وهب أخربني أبو رشيح عن عمرية بن عبد الله املعافري سمعه من أبيه عن عمرو بن‬
‫الحمق عن رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم(‪ ،‬قال‪ :‬ستكون )ح( وأخربنا أبو عبد الله أيضا أنبأ إبراهيم‬
‫بمنصور أنبأ أبو بكر بن املقرئ حدثنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا عمرو بن سواد أخربنا عبد الله‬
‫بن وهب أخربني عبد الرحمن بن رشيح عن عمرية بن عبد الله املعافري عن أبيه عن عمرو بن الحمق عن‬
‫رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬قال‪ :‬تكون فتنة أسلم الناس فيها )أو خري الناس فيها( الجند الغربي(؛‬
‫فلذلك قدمت عليكم مرص[‬

‫‪5‬‬
‫بشائر النرص‪ ،‬بمناقب مرص‬

‫طلِبٌ ‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا عَ بْ ُد اللﱠ ِه‪،‬‬ ‫* وأخرجه الطرباني يف معجمه األوسط )ج‪/8‬ص‪/315‬ح‪] :(8740‬حَ ﱠدثَنَا ُم ﱠ‬
‫ري َة ب َْن عَ بْ ِد ال ﱠل ِه ا ْلمَ عَ افِ ِريﱠ ‪ ،‬ي َُقو ُل‪:‬‬ ‫رشي ٍْح ا ْلمَ عَ افِ ِريﱡ ‪ ،‬أَن ﱠ ُه َس ِم َع عَ ِم َ‬ ‫مَن بْ ُن ُ َ‬ ‫الرحْ ِ‬ ‫رشي ٍْح عَ بْ ُد ﱠ‬ ‫حَ ﱠدثَنِي أَبُو ُ َ‬
‫حَ ﱠدثَنِي أ َ ِبي‪ ،‬أَن ﱠ ُه َس ِم َع عَ م َْرو ب ِْن ا ْلحَ ِم ِق‪ ،‬ي َُقو ُل‪َ :‬قا َل َر ُسو ُل ال ﱠل ِه‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪» :‬تَ ُكو ُن فِ تْن َ ٌة‪ ،‬يَ ُكو ُن‬
‫رص«[؛‬ ‫ِمْت عَ َليْ ُك ْم ِم ْ َ‬‫اس فِ يهَ ا الْجُ ن ْ َد الْ َغ ْر ِب ﱠي« َقا َل ابْ ُن ا ْلحَ ِم ِق‪َ » :‬ف ِلذَ ِل َك َقد ُ‬ ‫اس فِ يهَ ا‪ ،‬أ َ ْو َقا َل‪َ :‬خ ْريُ الن ﱠ ِ‬ ‫أ َ ْسلَ ُم الن ﱠ ِ‬
‫رشي ٍْح(؛‬ ‫مْرو ب ِْن ا ْلحَ ِم ِق إ ِ ﱠال ِبهَ ذَا ْ ِاإل ْسنَادِ ‪ ،‬تَ َف ﱠر َد ِب ِه‪ :‬أَبُو ُ َ‬ ‫ِيث عَ ْن عَ ِ‬ ‫ثم قال الطرباني‪َ ) :‬ال ي ُْروَى َهذَا ا ْلحَ د ُ‬
‫فنقول‪ :‬رحم الله اإلمام الطرباني‪ ،‬بل له طرق أخرى‪ ،‬كما سبق‪ ،‬وكما سيأتي؛‬
‫ربنَا عَ بْ ُد‬ ‫ِني‪َ ،‬قا َل‪ :‬أ َ ْخ َ َ‬‫ــ وهو يف مسند البزار ]البحر الزخار )‪] :[(2311/287/6‬حَ ﱠدثَنَا مُحَ مﱠ ُد بْ ُن ِم ْسك ٍ‬
‫ري َة ب َْن عَ بْ ِد ال ﱠل ِه ا ْلمَ عَ افِ ِريﱠ ‪،‬‬ ‫رشي ٍْح‪ ،‬أَن ﱠ ُه َس ِم َع عَ ِم َ‬ ‫مَن بْ ُن ُ َ‬ ‫الرحْ ِ‬ ‫رشي ٍْح عَ بْ ُد ﱠ‬ ‫ربنَا أَبُو ُ َ‬ ‫صال ٍِح‪َ ،‬قا َل‪ :‬أ َ ْخ َ َ‬ ‫اللﱠ ِه بْ ُن َ‬
‫ي َُقو ُل‪ :‬حَ ﱠدثَنِي أ َ ِبي‪ ،‬أَن ﱠ ُه َس ِم َع اب َْن ا ْلحَ ِم ِق‪ ،‬ي َُقو ُل‪َ :‬قا َل َر ُسو ُل ال ﱠل ِه‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪) :‬تَ ُكو ُن فِ تْن َ ٌة أ َ ْس َل ُم‬
‫رص([؛‬ ‫ْت عَ َليْ ُك ْم ِم ْ َ‬ ‫اس فِ يهَ ا ‪ -‬ا ْلجُ ن ْ ُد ا ْل َغ ْر ِب ﱡي(؛ َقا َل ابْ ُن ا ْلحَ ِم ِق‪َ ) :‬ف ِلذَ ِل َك َق ِدم ُ‬ ‫اس فِ يهَ ا ‪ -‬أ َ ْو َقا َل‪َ :‬خ ْريُ الن ﱠ ِ‬ ‫الن ﱠ ِ‬
‫يقا‬‫ط ِر ً‬ ‫وَال نَعْ َل ُم َل ُه َ‬‫ِيث َال نَعْ َل ُم أَحَ دًا َروَا ُه ِبهَ ذَا ال ﱠل ْف ِظ إ ِ ﱠال عَ ْم ُرو بْ ُن ا ْلحَ ِم ِق وَحْ د َُﻩ‪َ ،‬‬ ‫وَهذَا ا ْلحَ د ُ‬ ‫ثم قال البزار‪َ ) :‬‬
‫صال ٍِح(؛ فنقول‪ :‬رحم الله اإلمام البزار‪ ،‬بل له‬ ‫وَال نَعْ َل ُم َروَا ُه عَ ِن اب ِْن ُ َ‬
‫رشي ٍْح إ ِ ﱠال عَ بْ ُد ال ﱠل ِه بْ ُن َ‬ ‫يق‪َ ،‬‬ ‫إ ِ ﱠال َهذَا ال ﱠ‬
‫ط ِر َ‬
‫طرق أخرى‪ ،‬كما سبق‪ ،‬وكما سيأتي؛‬
‫صال ٍِح حَ ﱠدثَنِي عَ بْ ُد‬ ‫ــ وهو يف التاريخ الكبري للبخاري بحوايش املطبوع )‪َ ] :(314/6‬قا َل عَ بْ ُد اللﱠ ِه بْ ُن َ‬
‫حم ِق عَ ِن الن ﱠ ِب ﱢي‪ ،‬صىل‬ ‫َري َة ب َْن عَ بْ ِد ال ﱠل ِه ا ْلمُعَ افِ ِريﱠ حَ ﱠدثَنِي أ َ ِبي‪َ :‬س ِم َع عَ م َْرو ب َْن ا ْل ِ‬ ‫رشي ٍْح َس ِم َع عُ م ْ َ‬ ‫مَن بْ ُن ُ َ‬ ‫الرحْ ِ‬ ‫ﱠ‬
‫اس فِ يهَ ا الجند الغربي[؛‬ ‫الله عليه وسلم‪َ ،‬قا َل‪َ :‬ستَ ُكو ُن فِ تْن َ ٌة َخ ْريُ الن ﱠ ِ‬
‫رشي ٍْح عَ بْ ُد‬ ‫صال ٍِح حَ ﱠدثَنِي أَبُو ُ َ‬ ‫ف حدثنا أَبُو َ‬ ‫ــ وهو يف املعرفة والتاريخ )‪] :(330/1‬حَ ﱠدثَنَا أَبُو ي ُ‬
‫ُوس َ‬
‫َري َة ب َْن عَ بْ ِد ال ﱠل ِه ا ْلمَ عَ افِ ِريﱠ ي َُقو ُل‪ :‬حَ ﱠدثَنِي أ َ ِبي أَن ﱠ ُه َس ِم َع عَ ْم َرو بْ َن‬ ‫رشي ٍْح ا ْلمَ عَ افِ ِريﱡ أَن ﱠ ُه َس ِم َع عُ م ْ َ‬ ‫مَن بْ ُن ُ َ‬ ‫الرحْ ِ‬ ‫ﱠ‬
‫اس فِ يهَ ا‬ ‫ا ْلحَ ِم ِق ي َُقو ُل‪َ :‬قا َل َر ُسو ُل ال ﱠل ِه‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ :‬تكون فتنة أسلم الناس فيها أو َقا َل َخ ْريُ الن ﱠ ِ‬
‫ا ْلجُ ن ْ ُد ا ْل َغ ْر ِب ﱡي‪َ .‬قا َل ابن الحمق فلذلك َقدِمْ ُت عَ َليْ ُك ْم ِم ْ َ‬
‫رص[؛‬
‫صال ٍِح عَ بْ ُد‬ ‫ــ وهو يف معجم الصحابة البن قانع )‪] :(202/2‬حَ ﱠدثَنَا إِب َْراهِ ي ُم بْ ُن ا ْلهَ يْث َ ِم ا ْلبَ َلدِيﱡ ‪ ،‬حدثنا أَبُو َ‬
‫ري َة ب َْن عَ بْ ِد ال ﱠل ِه ا ْلمَ عَ افِ ِريﱠ ي َُقو ُل‪ :‬حَ ﱠدثَنِي أ َ ِبي أَن ﱠ ُه‪َ ،‬س ِم َع‬ ‫رشي ٍْح‪ ،‬أَن ﱠ ُه َس ِم َع عَ ِم َ‬ ‫صال ٍِح‪ ،‬حدثنا أَبُو ُ َ‬ ‫اللﱠ ِه بْ ُن َ‬
‫اس فِ يهَ ا )أ َ ْو َقا َل‪َ :‬خ ْريُ‬ ‫عَ ْم َرو ب َْن ا ْلحَ ِم ِق ي َُقو ُل‪َ :‬قا َل َر ُسو ُل ال ﱠل ِه‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪) :‬تَ ُكو ُن فِ تْن َ ٌة أ َ ْس َل ُم الن ﱠ ِ‬
‫رص[؛‬ ‫اس فِ يهَ ا) ا ْلجُ ن ْ ُد ا ْل َغ ْر ِب ﱡي(؛ َقا َل عَ ْم ُرو بْ ُن ا ْلحَ ِم ِق‪َ :‬ف ِلذَ ِل َك َقد ُ‬
‫ِمْت ِم ْ َ‬ ‫الن ﱠ ِ‬
‫ــ وهو يف تاريخ دمشق البن عساكر )‪] :(492/45‬أخربنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله الرشوطي‬
‫أخربنا‪ ،‬وأبو محمد عبد الكريم بن حمزة حدثنا أبو بكر الخطيب )ح( وأخربنا أبو القاسم بن السمرقندي‬
‫أخربنا أبو بكر الطربي قاال‪ :‬أخربنا أبو الحسني بن الفضل أخربنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب‬
‫أخربنا أبو صالح حدثني أبو رشيح عبد الرحمن بن رشيح املعافري أنه سمع عمرية بن عبد الله املعافري‬
‫يقول‪ :‬حدثني أبي أنه سمع عمرو بن الحمق يقول‪ :‬قال رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ :‬تكون فتنة‬
‫أسلم الناس فيها أو خري الناس فيها الجند الغربي قال ابن الحمق فلذلك قدمت عليكم مرص[‬

‫‪6‬‬
‫بشائر النرص‪ ،‬بمناقب مرص‬

‫ــ وهو يف فتوح مرص واملغرب )ص‪] :(343 :‬عبد الرحمن بن رشيح قال‪ :‬سمعت عمرية بن عبد الله‬
‫صىل الله عليه وسلم‪ :‬يكون‬‫املعافري‪ ،‬يقول‪ :‬حدثنى أبى‪ ،‬قال‪ :‬سمعت ابن الحمق‪ ،‬يقول قال رسول الله ّ‬
‫فتنة يكون أسلم الناس فيها‪ -‬أو قال خري الناس فيها‪ -‬الجند الغربي‪ .‬قال ابن الحمق‪ :‬فلذلك قدمت‬
‫عليكم مرص(؛ حدثناه عبد الله بن صالح‪ ،‬عن أبى رشيح‪ .‬وعبد امللك بن نصري‪ ،‬عن عمران بن عطية‬
‫الجذامي‪ ،‬عن أبى رشيح[‬
‫فأنت تري أن أبا صالح عبد الله بن صالح الجهني‪ ،‬كاتب الليث‪ ،‬لم ينفرد به‪ ،‬بل تابعه كل من اإلمام عبد‬
‫الله بن وهب‪ ،‬وحسبك به‪ ،‬وعمران بن عطية الجذامي؛ وإن كان أكثر املصنفني إنما عرفوه من طريق أبي‬
‫ري َة ب َْن عَ بْ ِد ال ﱠل ِه ا ْلمَ عَ افِ ِريﱠ ‪ .‬والحق أن ما وصلنا عن الشيوخ‬
‫صالح‪ .‬وليس يف اإلسناد ما يعاب إال جهالة عَ ِم َ‬
‫املرصيني واملغاربة قليل جدا ً لألسف الشديد‪ .‬وليس من املستبعد أن يكون اإلمام الحاكم قد عرفه من‬
‫مصادره‪ ،‬وهو من أوسع أئمة اإلسالم رواية‪ ،‬وكان قد كتب عن ألفي شيخ‪ ،‬أو زيادة‪ .‬وأما جهالتنا لوالده‬
‫عَ بْ ِد ال ﱠل ِه ا ْلمَ عَ افِ ِريﱠ فما ينبغي أن ترض كثريا ً ألنه قطعا ً صحابي‪ ،‬أو من كبار التابعني‪ ،‬أهل القرن األول‪،‬‬
‫املشهود لهم بالصدق والفضل‪.‬‬

‫وله طريق مستقلة عن هذه سالفة الذكر تمام االستقالل‪:‬‬


‫* فقد جاء يف تاريخ املدينة البن شبة )‪] :(1116/3‬حَ ﱠدثَنَا إِب َْراهِ ي ُم بْ ُن ا ْل ُمنْذ ِِر ا ْلحِ َز ِام ﱡي َقا َل‪ :‬حَ ﱠدثَنَا عَ بْ ُد‬
‫مْرو ب ِْن ا ْلحَ ِم ِق‬ ‫مﱠن حَ ﱠدث َ ُه‪ ،‬عَ ْن عَ ِ‬ ‫وَه ٍب َقا َل‪ :‬حَ ﱠدثَنَا ال ﱠلي ُْث بْ ُن َسعْ دٍ‪ ،‬عَ ْن عَ بْ ِد ا ْل َك ِري ِم ب ِْن ا ْلحَ ِار ِث‪ ،‬عَ ْ‬ ‫ال ﱠل ِه بْ ُن ْ‬
‫اس إِنﱢي َس ِمعْ ُت‬ ‫يض ال ﱠل ُه عَ ن ْ ُه ‪َ -‬ف َقا َل‪ :‬أَيﱡهَ ا الن ﱠ ُ‬
‫ان َر ِ َ‬ ‫ا ْل ُخ َزاعِ ﱢي أَن ﱠ ُه َقا َم عِ ن ْ َد ا ْل ِمن ْ َ ِرب ِب ِم ْ َ‬
‫رص ‪ -‬وَ ذَا َك عِ ن ْ َد فِ تْن َ ِة عُ ثْمَ َ‬
‫الغ ْر ِب ّي« وَأَنْتُ ُم ا ْلجُ ن ْ ُد‬
‫اس فِ يهَ ا ا ْلجُ ن ْ ُد َ‬ ‫َر ُسو َل ال ﱠل ِه‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬ي َُقو ُل‪» :‬إِنﱠهَ ا َستَ ُكو ُن فِ تْن َ ٌة‪َ ،‬خ ْريُ الن ﱠ ِ‬
‫ُورهِ ْم[؛ وقع يف النسخة‪:‬‬ ‫رش أُم ِ‬ ‫ان مَ عَ هُ ْم ِيف أ َ َ ﱢ‬ ‫ون فِ يمَ ا أَنْتُ ْم فِ ِيه(؛ َقا َل ال ﱠلي ُْث‪َ :‬ف َك َ‬ ‫الغ ْر ِب ّي‪َ ،‬ف ِجئْتُ ُك ْم ِألَ ُك َ‬ ‫َ‬
‫الغ ْر ِب ّي(؛ وأما كالم الليث بن سعد فهو اجتهاد منه‪،‬‬ ‫)الْ ُغ ﱠزى(‪ ،‬يف املوقعني‪ ،‬وهو خطأ بني‪ ،‬أصلحناه إىل‪َ ) :‬‬
‫وليس بموفق‪ ،‬فإنما جاء الرش فقط حرصا ً من الوزغ بن الوزغ‪ ،‬اللعني بن اللعني‪ ،‬مروان بن الحكم‪ ،‬الذي‬
‫خان إمامه عثمان بن عفان‪ ،‬وكتب الكتاب املشؤوم عىل لسانه‪ ،‬وختمه بختمه!‬
‫ــ وأخرجه محمد بن الربيع الجيزي من وجه آخر يف كتاب‪) :‬من دخل مرص من الصحابة(‪] :‬عن عمرو‬
‫بن الحمق‪ ،‬أنه قام عند املنرب بمرص؛ وذلك عند فتنة عثمان ريض الله عنه‪ ،‬فقال‪ :‬يا أيها الناس؛ إني‬
‫سمعت رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬يقول‪) :‬تكون فتنة خري الناس فيها الجند الغربي(‪ ،‬وأنتم الجند‬
‫الغربي‪ ،‬فجئتكم ألكون معكم فيما أنتم فيه[؛ كذا نصا ً من حسن املحارضة يف تاريخ مرص والقاهرة‬
‫)‪] :(16/1‬وأخرج الطرباني والحاكم يف املستدرك‪ ،‬وصححه ابن عبد الحكم ومحمد بن الربيع الجيزي يف‬
‫كتاب‪) :‬من دخل مرص من الصحابة(‪ ،‬عن عمرو بن الحمق‪ ،‬قال رسول‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪" :‬تكون‬
‫فتنة‪ ،‬يكون أسلم الناس فيها الجند الغربي"‪ ،‬قال ابن الحمق‪ :‬فلذلك قدمت عليكم بمرص‪ .‬وأخرج محمد‬
‫بن الربيع الجيزي من وجه آخر عن عمرو بن الحمق‪ ،‬أنه قام عند املنرب بمرص؛ وذلك عند فتنة عثمان‬

‫‪7‬‬
‫بشائر النرص‪ ،‬بمناقب مرص‬

‫ريض الله عنه‪ ... ،‬إلح[؛ ولم يذكر لنا السيوطي إسناد محمد بن الربيع الجيزي‪ ،‬فلعله ذاك الذي يف‬
‫)تاريخ املدينة البن شبة(‪ ،‬فليحرر!‬

‫وليس يف هذا اإلسناد ما ينبغي أن ينظر فيه إال إبهام شيخ عبد الكريم بن الحارث بن يزيد الحرضمي‬
‫املرصي‪ .‬و]عبد الكريم بن الحارث بن يزيد الحرضمي‪ ،‬أبو الحارث املرصي‪ ،‬ثقة عابد‪ ،‬من السادسة؛‬
‫وروايته عن املستورد )م( منقطعة )م س([‪ ،‬كما هو نصا ً يف التقريب )ج‪/1‬ص‪/360‬ت‪(4148‬؛ وقد‬
‫كان األوىل أن يجعله من )الخامسة(‪ ،‬حتى لو لم يقدر له لقاء أحد من الصحابة‪ ،‬ألنه مرصي‪ ،‬ولقدم وفاة‬
‫الصحابة املرصيني‪ :‬ذلك ألنه تويف سنة ‪ 136‬هـ‪ ،‬فلعل والدته تكون سنة ‪ 60‬هـ‪ ،‬أو نحوها‪ ،‬فهو من‬
‫أسنان األعمش وقتادة والزهري‪ ،‬وأرضابهم‪.‬‬
‫فإن كان شيخ عبد الكريم بن الحارث هو عَ بْ ِد ال ﱠل ِه ا ْلمَ عَ افِ ِريﱠ آنف الذكر‪ ،‬فهذه تزكية قوية لهذا الشيخ‪،‬‬
‫ترتفع بها الجهالة املزعومة‪ ،‬ويرتقي اإلسناد إىل الصحيح أو الحسن املرتفع‪ .‬ولكن هذا بعيد جدا ً ألن‬
‫لفظ هذه الرواية األخرية فيه زوائد تأريخية مهمة لم ترد يف أي من طرق األوىل‪ ،‬عىل كثرتها‪ ،‬وهي‪َ ) :‬قا َم‬
‫يض اللﱠ ُه عَ ن ْ ُه(؛‬ ‫رص ‪ -‬وَ ذَا َك عِ ن ْ َد فِ تْن َ ِة عُ ثْمَ َ‬
‫ان َر ِ َ‬ ‫عِ ن ْ َد ا ْل ِمن ْ َ ِرب ِب ِم ْ َ‬
‫فاألرجح أن شيخ عبد الكريم بن الحارث رجل آخر كان بالغا ً شاهدا ً أيام فتنة عثمان‪ ،‬فهو قطعا ً قديم‬
‫من طبقة عَ بْ ِد ال ﱠل ِه ا ْلمَ عَ افِ ِريﱠ ‪ .‬وعىل هذا يكون عَ بْ ِد ال ﱠل ِه ا ْلمَ عَ افِ ِريﱠ قد توبع برجل من طبقته‪ ،‬فيصح‬
‫الحديث أيضا ً‪ ،‬ويتأكد تصحيح اإلمام الحاكم‪ ،‬ويبطل حكم األلباني املنكر الشنيع عندما قال عن هذا‬
‫الحديث‪) :‬منكر(؛ ال سيما مع الشواهد التالية‪:‬‬
‫* فقد جاء يف فتوح مرص وأخبارها ــ )‪ (3/1‬بإسناد جيد‪] :‬حدثنا عبد امللك بن مسلمة ويحيى بن عبد‬
‫الله بن بكري عن ابن لهيعة عن ابن هبرية أن أبا سالم الجيشاني )هو سفيان بن هانئ( أخربه أن بعض‬
‫أصحاب رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬أخربه أنه سمع رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬يقول‪) :‬إنكم‬
‫ستكونون أجنادا ً‪ ،‬وإن خري أجنادكم أهل املغرب منكم‪ :‬فاتقوا الله يف القبط ال تأكلوهم أكل الخرض([‬
‫قلنا‪ :‬هذا إسناد جيد ألن عبد امللك بن مسلمة بن يزيد األموي قديم السماع من ابن لهيعة‪ ،‬وما قيل من‬
‫صح‪ ،‬وهو ال يصح يف شيوخه املرصيني‪ ،‬ال يرض ها هنا ملتابعة يحيى بن عبد الله بن‬ ‫اضطراب حديثه إن ﱠ‬
‫بكري‪ ،‬وقد حررنا القول يف الرجلني يف فصل مستقل ملحق‪ ،‬والله أعلم وأحكم‪.‬‬
‫* وأخرج نعيم بن حماد يف »الفتن« )‪] :(54/1‬عن الوليد‪ ،‬قال‪ :‬قال ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب‪،‬‬
‫قال‪ :‬بلغني أن رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬قال‪» :‬تكون فتنة‪ ،‬تشمل الناس ك ﱠلهم‪ ،‬ال يسلم منها إال‬
‫الجند الغربي«[‪.‬‬

‫وهذا الحديث آنف الذكر هو التفسري الصحيح ملا أخرجه اإلمام مسلم يف صحيحه‬
‫ربنَا ُه َشيْمٌ‪ ،‬عَ ْن دَاوُ َد ب ِْن أ َ ِبي هِ نْدٍ‪ ،‬عَ ْن أ َ ِبي‬
‫)ج‪/3‬ص‪/1525‬ح‪] :(1925‬حَ ﱠدثَنَا يَحْ يَى بْ ُن يَحْ يَى‪ ،‬أ َ ْخ َ َ‬
‫الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪َ » :‬ال ي ََزا ُل أ َ ْه ُل )الْ َغ ْر ِب(‬ ‫اص‪َ ،‬قا َل‪َ :‬قا َل َر ُسو ُل ِ‬ ‫عُ ثْمَ ا َن‪ ،‬عَ ْن َسعْ ِد ب ِْن أ َ ِبي ﱠ‬
‫وَق ٍ‬

‫‪8‬‬
‫بشائر النرص‪ ،‬بمناقب مرص‬

‫الساعَ ُة«[؛‬
‫ين عَ َىل ا ْلحَ ﱢق‪ ،‬حَ تﱠى تَ ُقو َم ﱠ‬ ‫ظاهِ ِر َ‬ ‫َ‬
‫ــ وأخرجه اإلمام أبو يعىل يف مسنده )ج‪/2‬ص‪/118‬ح‪] :(783‬حَ ﱠدثَنَا مُحَ مﱠ ُد بْ ُن إِ ْسمَ اعِ ي َل بْ ُن أ َ ِبي‬
‫اب‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا دَاوُ دُ‪ ،‬عَ ْن أ َ ِبي عُ ثْمَ ا َن‪ ،‬عَ ْن َسعْ دٍ‪َ ،‬قا َله بعينه[؛ وقال الشيخ حسني سليم‬ ‫وَه ِ‬‫َس ِمين َ َة‪ ،‬حَ ﱠدثَنَا عَ بْ ُد ا ْل ﱠ‬
‫أسد‪) :‬إسناده صحيح(؛‬
‫اب‪ ،‬عَ ْن دَاوُ َد ب ِْن أ َ ِبي هِ نْدَ‪،‬‬ ‫ــ وهو يف الفتن لنعيم بن حماد )‪] :(1677/601/2‬حَ ﱠدثَنَا ُه َشيْمٌ‪ ،‬وَعَ بْ ُد ا ْل ﱠ‬
‫وَه ِ‬
‫يض ال ﱠل ُه عَ ن ْ ُه َقا َله بعينه[؛‬
‫اص‪َ ،‬ر ِ َ‬ ‫مَان‪ ،‬عَ ْن َسعْ ِد ب ِْن أ َ ِبي ﱠ‬
‫وَق ٍ‬ ‫عَ ْن أ َ ِبي عُ ث ْ َ‬
‫ــ وهو يف مسند البزار ]البحر الزخار )‪] :(1222/57/4‬حَ ﱠدثَنَا مُحَ مﱠ ُد بْ ُن ا ْل ُمثَنﱠى‪َ ،‬قا َل‪ :‬حَ ﱠدثَنَا عَ بْ ُد‬
‫ِيث َال‬‫وَهذَا ا ْلحَ د ُ‬ ‫مَان‪ ،‬عَ ْن َسعْ دٍ‪َ ،‬قا َله بعينه[؛ ثم قال االبزار‪َ ) :‬‬ ‫اب‪ ،‬عَ ْن دَاوُ َد ب ِْن أ َ ِبي هِ نْدَ‪ ،‬عَ ْن أ َ ِبي عُ ث ْ َ‬ ‫وَه ِ‬ ‫ا ْل ﱠ‬
‫نَعْ َل ُم ُه ي ُْروَى عَ ْن َسعْ ٍد إِ ﱠال ِبهَ ذَا ْ ِاإل ْسنَادِ (؛‬
‫ــ ونسبه أحدهم يف )ملتقى أهل الحديث( إىل أبي عوانة )‪(110 - 109/5‬؛ والشايش )‪ 204/1‬رقم‬
‫‪(159‬؛ والدّورقي يف »مسند سعد« )ص ‪ 195‬رقم ‪(116‬؛ وابن األعرابي يف »معجمه« )‪174/1‬و‪586/3‬‬
‫‪ 587 -‬رقم ‪(1156 ،298‬؛ والسهمي يف »تاريخ جرجان« )ص ‪(467‬؛ وأبي العرب يف »طبقات علماء‬
‫إفريقيا« )ص ‪(10‬؛ وأبي عمرو الداني يف »الفتن« )‪ 741 - 740/3‬رقم ‪ ،(362‬وأبي نعيم يف »الحلية«‬
‫)‪ - (96 - 95/3‬وقال‪»] :‬حديث ثابت مشهور« ‪ -‬من طرق عن داود بن أبي هند‪ ،‬عن أبي عثمان‪ ،‬عن‬
‫سعد بن أبي وقاص‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪» :‬ال يزال أهل الغرب ظاهرين عىل الحق‬
‫إىل يوم القيامة«[‪.‬‬
‫وهذا يبطل ما جاء يف رشح محمد فؤاد عبد الباقي عىل صحيح مسلم )‪]] :(1525/3‬ش‪) :‬أهل الغرب(‬
‫قال عيل بن املديني املراد بأهل الغرب العرب واملراد بالغرب الدلو الكبري الختصاصهم بها غالبا وقال‬
‫آخرون املراد به الغرب من األرض وقال معاذ هم بالشام وجاء يف حديث آخر هم ببيت املقدس وقيل هم‬
‫أهل الشام وما وراء ذلك قال القايض وقيل املراد بأهل الغرب أهل الشدة والجلد وغرب كل يشء حده[؛‬
‫فالصحيح فقط‪ :‬أهل الغرب من األرض بالنسبة إىل املدينة النبوية الرشيفة‪ :‬صعيد مرص‪ ،‬وبالد النوبة‪،‬‬
‫وجنوب ليبيا‪ ،‬وصحراء الجزائر‪ ،‬وشمال مايل‪ ،‬إيل شمال شنقيط‪ ،‬وغرب الصحراء‪ .‬فإذا الحظنا أن‬
‫اإلسكندرية تقع يف الشمال الغربي للمدينة بحيث يجوز اعتبارها – بيشء من التساهل – غرب املدينة‪،‬‬
‫وهي أوىل بذلك من الشام بمراحل‪ ،‬فيمكن أن ندخل يف )الغرب( كل ما يقع يف قارة أفريقيا من مرص‪،‬‬
‫وبالد النوبة‪ ،‬والسودان‪ ،‬والجزائر‪ ،‬ومراكش؛ وكذلك البقاع املالصقة لهذه من جانبها الجنوبي‪ :‬تشاد‬
‫والنيجر ومايل‪ ،‬وشنقيط )موريتانيا( والسنغال‪ :‬هذا أوضح من الشمس يف الخريطة التالية‪:‬‬

‫‪9‬‬
‫بشائر النرص‪ ،‬بمناقب مرص‬

‫وهذا أيضا ً يبطل هذيان األلباني بأن املقصود بالغرب الشام يف ]تخريج أحاديث فضائل الشام ودمشق‬
‫ً‬
‫رصاحة يف بعض األحاديث‪ .‬الثاني‪ :‬أن‬ ‫ألبي الحسن الربعي )ص‪ ،[(21 :‬حيث قال‪] :‬األول‪ :‬ورود ذلك‬
‫لغته‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬وأهل مدينته يف أهل الغرب؛ أنهم أهل الشام‪ ،‬فراجعه فإنه مهم‪ ،‬ومفيد جدٍّا‪،‬‬
‫ولعل من نفى ذلك من املعارصين‪ ،‬وذهب إىل أن ا ُملراد بذلك "املغاربة" الذين يسكنون شمال غرب‬
‫"أفريقية"؛ لم يقف عىل لغته‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬املذكورة[‪،‬‬
‫فأقول‪ :‬أوال ً‪ :‬معاذ الله أن ينقلب الشمال غربا ً يف أي لغة‪ ،‬ومن باب أوىل‪ :‬يف لغة نبي الله الخاتم‪ ،‬صىل الله‬
‫عليه وعىل آله وسلم؛ وها هو عمرو بن الحمق الخزاعي‪ ،‬ولغته لغة النبي‪ ،‬صىل الله عليه وعىل آله وسلم‪،‬‬
‫وخزاعة هي أخت قريش يف الفصاحة‪ :‬يكذب هذا القول الشنيع؛‬
‫وثانيا ً‪ :‬ورود الشام رصاحة يف بعض أحاديث الفضائل‪ ،‬وذكر طائفة منصورة يف أكناف بيت املقدس ال‬
‫ينفي أو يعارض وجود فضائل‪ ،‬وطوائف منصورة يف بالد أخرى؛‬
‫وقال أحد مقلدة األلباني‪ ،‬املعظمني له إىل درجة التقديس‪ ،‬يف كتاب ]العراق يف أحاديث وآثار الفتن‬
‫)‪] :[(349/1‬قال شيخنا أسد السنة‪ ،‬ومحدث العرص األلباني ‪ -‬رحمه الله تعاىل ‪ -‬بعد تخريجه حديث‬
‫سعد بن أبي وقاص السابق‪ ،‬وبيان صحّ ته ما نصه‪» :‬واعلم أن املراد بأهل الغرب يف هذا الحديث أهل‬
‫الشام؛ ألنهم يقعون يف الجهة الغربية الشمالية بالنسبة للمدينة املنورة التي فيها نطق – عليه الصالة‬
‫والسالم ‪ -‬بهذا الحديث الرشيف‪ ،‬وبهذا فرس الحديث اإلمام أحمد ‪ -‬رحمه الله‪ ،‬وأيده شيخ اإلسالم ابن‬
‫تيمية يف عدة مواضع من »الفتاوى« )‪ 446/7‬و‪ 507 ،41/27‬و‪ ،(552 ،531/28‬وقد أبعد النجعة من‬
‫فرسه من املعارصين ببالد )املغرب( املعروفة اليوم يف شمال إفريقيا؛ ألنه مما ال سلف له؛ مع مخالفته‬
‫إلمام السنة وشيخ اإلسالم[‬
‫فنقول‪ :‬القضايا الجغرافية قضايا حسية عقلية‪ ،‬فال حاجة لنا أن نرجع فيها إىل قول سلف أو خلف‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫بشائر النرص‪ ،‬بمناقب مرص‬

‫وقول اإلمام أحمد خطأ محض‪ ،‬وكالم فارغ ال معنى له‪ ،‬وقد حاول اإلمام ابن تيمية تأييده بتخريجات‬
‫بهلوانية‪:‬‬
‫* فقال يف الفتاوى الكربى البن تيمية )‪] :(548/3‬وَالن ﱠ ِب ﱡي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬تَ َك ﱠل َم ِبهَ ذَا ا ْل َك َال ِم‬
‫ُور الن ﱢ ْس ِبي ِﱠة‪،‬‬ ‫األم ِ‬‫يق وَالتﱠ ْغ ِريبَ ِم ْن ْ ُ‬ ‫رش َ‬ ‫َرش ُق عَ نْهَ ا‪َ ،‬ف ِإ ﱠن التﱠ ْ ِ‬ ‫وَرش ُق ُه َما ي ْ ُ‬ ‫ِب َمدِينَت ِِه النﱠب َِوي ِﱠة‪َ ،‬ف َغ ْربُ ُه مَا ي َْغ ُربُ عَ نْهَ ا‪ْ َ ،‬‬
‫الرش ِق‪ ،‬وَ َكا َن‬ ‫إىل ﱠ ْ‬ ‫ون‪َ :‬س َاف َر َ‬ ‫إىل ْ ِاإل ْس َكنْد َِريﱠة ِم ْن ا ْل َغ ْر ِب ي َُقولُ َ‬ ‫الرجُ ُل َ‬ ‫وَغ ْربٌ ‪ ،‬وَ ِلهَ ذَا إذَا َق ِد َم ﱠ‬ ‫رش ٌق َ‬ ‫إذْ ُك ﱡل بَ َل ٍد َل ُه َ ْ‬
‫ِيث اب ِْن عُ َم َر‬ ‫الرش ِق‪َ ،‬كمَا ِيف حَ د ِ‬ ‫اق أ َ َه َل ﱠ ْ‬ ‫َ‬
‫الشا ِم أ ْه َل الْ َغ ْر ِب‪ ،‬وَ ي َُسمﱡو َن أ ْه َل نَجْ ٍد وَالْعِ َر ِ‬
‫أ َ ْه ُل الْ َمدِين َ ِة ي َُسمﱡو َن أ َ ْه َل ﱠ َ‬
‫وَيف ِروَاي ٍَة‪ِ » :‬م ْن أ َ ْه ِل نَجْ ٍد«‪ .‬وَ ِلهَ َذا َقا َل أَحْ مَ ُد بْ ُن حَ نْب ٍَل‪ :‬أ َ ْه ُل‬ ‫طبَا‪ِ .‬‬ ‫َرش ِق َف َخ َ‬ ‫جُال ِن ِم ْن أ َ ْه ِل الْم ْ ِ‬ ‫َقا َل‪َ :‬ق ِد َم َر َ‬
‫َرش ُق عَ نْهَ ا َفهُ َو‬ ‫الرش ِق‪ ،‬وَ ُك ﱡل مَ ا ي ْ ُ‬ ‫اق أَوﱠ ُل ﱠ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الشا ِم‪ .‬يَعْ نِي ُه ْم أ ْه ُل ا ْل َغ ْر ِب‪َ ،‬كمَ ا أ ﱠن نَجْ دًا وَا ْلعِ َر ِ‬ ‫ا ْل َغ ْر ِب ُه ْم أ َ ْه ُل ﱠ‬
‫ني‪ :‬أ َ ﱠن مُعَ اذَ ب َْن‬ ‫الصحِ يحَ ْ ِ‬ ‫وَيف ﱠ‬ ‫وَغ ْ ِري َها َفهُ َو دَاخِ ٌل ِيف ا ْل َغ ْر ِب‪ِ .‬‬ ‫رص َ‬ ‫الشا ِم ِم ْن ِم ْ َ‬ ‫الرش ِق‪ ،‬وَ ُك ّل مَ ا ي َْغ ُربُ عَ ْن ﱠ‬ ‫ِم ْن ﱠ ْ‬
‫رص‪،‬‬ ‫وَه ْم َفتَحُ وا َسا ِئ َر ا ْلمَ ْغ ِر ِب‪َ :‬ك ِم ْ ِ‬ ‫ص ُل ا ْلمَ ْغ ِر ِب‪ُ ،‬‬ ‫الشا ِم َف ِإنﱠهَ ا أ َ ْ‬ ‫ورةِ‪ ،‬وَ ُه ْم ِب ﱠ‬ ‫ص َ‬ ‫طائ َِف ِة ا ْل َمن ْ ُ‬ ‫جَ ب ٍَل َقا َل ِيف ال ﱠ‬
‫وُها عَ َىل‬ ‫ري ُة وَ نَحْ َ‬ ‫ان َغ ْربُ ا ْلمَ دِين َ ِة النﱠب َِوي ِﱠة مَ ا ي َْق ُربُ عَ نْهَ ا َفالن ﱠ ﱢ َ‬ ‫ري ذَ ِل َك‪َ ،‬وإِذَا َك َ‬ ‫وَاألن ْ َدلُ ِس‪َ ،‬‬
‫وَغ ْ ِ‬ ‫َوَان‪َ ْ ،‬‬ ‫وَا ْل َق ْري ِ‬
‫وَها عَ َىل م َُسامَ تَ ِة مَ ﱠك َة‪َ ،‬فمَ ا ي َْغ ُربُ عَ ْن الن ﱠ ﱢ َ‬
‫ري ِة‬ ‫ط وَ نَحْ َ‬ ‫وَسمَ ي َْسا َ‬ ‫وَالر ﱠق َة ُ‬‫ان ﱠ‬ ‫م َُسامَ تَ ِة ا ْلمَ دِين َ ِة النﱠب َِوي ِﱠة َكمَ ا أ َ ﱠن حَ ﱠر َ‬
‫ِين وَعَ د َُه ْم الن ﱠ ِب ﱡي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ - ،‬لِمَ ا تَ َق ﱠدمَ[‪ ،‬انتهى نص ابن تيمية املنقول؛‬ ‫َفهُ َو ِم ْن ا ْل َغ ْر ِب ا ﱠلذ َ‬
‫]ف ِإ ﱠن الن ﱠ ِب ﱠي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ - ،‬تَ َك ﱠل َم ِبهَ ذَا ا ْل َك َال ِم‬ ‫* وقال يف الفتاوى الكربى البن تيمية )‪َ :(562/3‬‬
‫ير ِة‬ ‫رش ٌق َكا ْلجَ ِز َ‬ ‫رش َق عَ نْهَ ا َفهُ َو َ ْ‬ ‫رص وَمَ ا َ ﱠ‬ ‫وَم ْ َ‬‫الشا ِم ِ‬ ‫وَه َو ِبا ْلمَ دِين َ ِة النﱠب َِوي ِﱠة‪َ ،‬فمَ ا ي َْغ ُربُ عَ نْهَ ا َفهُ َو َغ ْربٌ َك ﱠ‬ ‫ُ‬
‫مَرش ِق[‪ ،‬انتهى نص‬ ‫اق أ َ ْه َل ا ْل ْ ِ‬ ‫الشام أ َ ْه َل ا ْلمَ ْغ ِر ِب‪ ،‬وَ ي َُسمﱡ َ َ‬
‫ون أ ْه َل ا ْلعِ َر ِ‬ ‫ون أ ْه َل ﱠ ِ‬
‫ف ي َُسمﱡ َ َ‬ ‫الس َل ُ‬‫ان ﱠ‬ ‫اق وَ َك َ‬ ‫وَا ْلعِ َر ِ‬
‫ابن تيمية املنقول؛‬
‫* وقال يف النبوات البن تيمية )‪] :(568/1‬قال أحمد بن حنبل‪ ،‬وغريه‪ :‬أهل املغرب‪ :‬أهل الشام؛ أي أنّها‬
‫نسبي؛ فلكل بلد غرب ورشق‪ ،‬وهو‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬تك ّلم‬ ‫ّ‬ ‫أول املغرب؛ فإن التغريب والترشيق أمر‬
‫بمدينته؛ فما تغرب عنها فهو غرب‪ ،‬وما ترشق عنها فهو رشق‪ ،‬وهي )أي املدينة النبوية( مسامتة أول‬
‫لحران[‪ ،‬انتهى نص ابن تيمية املنقول؛‬ ‫أن مكة مسامتة ّ‬ ‫الشام من ناحية الفرات؛ كما ّ‬
‫وَاالعْ ِتبَا ُر ِيف‬ ‫وَرش ٌق‪ِ ،‬‬ ‫]وَهذَا َكمَ ا ذَ َك ُرو ُه ; َف ِإ ﱠن ُك ﱠل بَ َل ٍد َل ُه َغ ْربٌ َ ْ‬ ‫* وقال يف منهاج السنة النبوية )‪َ :(58/7‬‬
‫وُها عَ َىل َسمْ ِت‬ ‫ري ُة وَ نَحْ َ‬ ‫ات ُه َو َغ ْربُ ا ْلمَ دِين َ ِة‪َ ،‬فا ْل ِب َ‬ ‫وَم َن ا ْل ُف َر ِ‬ ‫َل ْف ِظ الن ﱠ ِب ﱢي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ِ ،‬ب َغ ْر ِب َمدِينَت ِِه‪ِ ،‬‬
‫وَها عَ َىل َسمْ ِت مَ ﱠك َة‪ .‬وَ ِلهَ ذَا ي َُقا ُل‪ :‬إ ِ ْن قِ بْ َل َة َه ُؤ َال ِء أَعْ َد ُل ا ْلقِ ب َِل‪،‬‬ ‫ط وَ نَحْ َ‬ ‫وَسمَ ي َْسا َ‬‫وَالر ﱠق َة ُ‬‫ان ﱠ‬ ‫ا ْلمَ دِين َ ِة‪َ ،‬كمَ ا أ َ ﱠن حَ ﱠر َ‬
‫ات َفهُ َو َغ ْر ِب ﱡي‬ ‫ان َغ ْر ِب ﱠي ا ْل ُف َر ِ‬ ‫ظهْ ِر َك‪َ ،‬فتَ ُكو ُن م ُْستَ ْق ِب َل ا ْل َكعْ ب َِة‪َ ،‬فمَا َك َ‬ ‫ف َ‬ ‫الشم َِايل ﱠ َخلْ َ‬ ‫طبَ ﱠ‬ ‫ِبمَعْ نَى أَن ﱠ َك تَجْ عَ ُل الْ ُق ْ‬
‫الشا ِم أَوﱠ ُل َه ُؤ َال ِء[‪ ،‬انتهى نص ابن تيمية املنقول؛‬ ‫األ ْر ِض‪ ،‬وَأ َ ْه ُل ﱠ‬ ‫ا ْلمَ دِين َ ِة إ ِ َىل آخِ ِر ْ َ‬

‫الشا ِم أ َ ْه َل الْ َغ ْر ِب‪ ،‬وَ ي َُسمﱡو َن أ َ ْه َل نَجْ ٍد‬


‫فنقول‪ :‬أوال ً‪ :‬قول اإلمام ابن تيمية‪) :‬وَ َكا َن أ َ ْه ُل الْ َمدِين َ ِة ي َُسمﱡو َن أ َ ْه َل ﱠ‬
‫وَيف ِروَاي ٍَة‪ِ » :‬م ْن أ َ ْه ِل‬
‫طبَا‪ِ .‬‬ ‫َرش ِق َف َخ َ‬ ‫جُال ِن ِم ْن أ َ ْه ِل الْم ْ ِ‬
‫ِيث اب ِْن عُ َم َر َقا َل‪َ :‬ق ِد َم َر َ‬ ‫اق أ َ َه َل ﱠ ْ‬
‫الرش ِق‪َ ،‬كمَا ِيف حَ د ِ‬ ‫وَالْعِ َر ِ‬
‫َرش ِق(‬ ‫نَجْ ٍد«( تدليس شنيع أو كذب محض‪ ،‬وحديث ابن عمر يدل فقط عىل أنهم كانوا يطلقون‪) :‬أ َ ْه ِل الْم ْ ِ‬
‫عىل )أ َ ْه ِل نَجْ ٍد«(‪ ،‬وليس فيه ذكر للعراق أصالً؛ وذكر لفظة )العراق( يف بعض أحاديث الفتن إنما هو‬

‫‪11‬‬
‫بشائر النرص‪ ،‬بمناقب مرص‬

‫ترصف من سالم بن عبد الله بن عمر وبعض الرواة‪ ،‬ورواية باملعنى حسب فهمهم‪ ،‬وليس هو يف أصول‬
‫األحاديث‪ ،‬كما أشبعناه تأصيالً يف صلب بحثنا‪) :‬نجد قرن الشيطان(‪ ،‬فلرياجع‪ .‬وما زال أهل الحجاز‬
‫حتى اليوم )أوائل القرن الهجري الخامس عرش( يسمون )النجدي( )رشقي(‪ ،‬و)أهل نجد( )الرشوق(‪.‬‬
‫وأما تسمية أهل الشام )أهل الغرب( يف لسان أهل املدينة زمن النبي‪ ،‬عليه وعىل آله الصالة والسالم‪ ،‬أو‬
‫زمن الخلفاء الراشدين‪ ،‬قبل أن يفسد لسان أهلها ويفشوا اللحن‪ ،‬فال أعلمه عن أهل املدينة يف رواية‬
‫صحيحة أو ضعيفة أو حتى موضوعة‪ :‬ومن كان عنده يشء من ذلك فليتحفنا به مشكوراً؛‬

‫ثانيا ً‪ :‬لم يكن عرف النبي‪ ،‬عليه وعىل آله الصالة والسالم‪ ،‬وأهل مدينته‪ ،‬بل والعرب عامة يف زمنه تقسيم‬
‫العالم فقط إىل رشق وغرب؛ بل كانوا يفرقون جيدا ً بني الجهات األصلية األربعة‪ :‬الرشق والغرب والشمال‬
‫وغرب وتشاءم‪ ،‬أو شمأل‪ ،‬وتيامن؛‬ ‫)وربما سموه شاما( والجنوب )وربما سموه يمنا ً(‪ ،‬فيقولون‪ :‬رشﱠ ق ﱠ‬
‫كما هو فيما ال يعد وال يحىص من العبارات‪ ،‬ومن أمثلة ذلك‪:‬‬
‫املثال األول‪ :‬ركن الكعبة الجنوبي هو قطعا ً املسمى‪) :‬الركن اليماني(‪ ،‬كما هو بنقل التواتر يف‬
‫كتب الحديث والتواريخ‪ ،‬ويف ألسنة العامة بنقل الكواف عن مثلهم‪ ،‬وبشهادة الحس الذي تظهره‬
‫الخرائط؛ وأما الركن الجنوبي الرشقي‪ ،‬فقد غلب عليه اسم‪ :‬الحجر األسود‪ ،‬أو ركن الحجر األسود‪ ،‬أو‬
‫الركن األسود منذ قديم الدهر‪ ،‬وإذا ذكر اإلثنان معا فربما سمﱠوهم‪ :‬الركنيني اليمانيني‪.‬‬
‫أما الركن املقابل لليماني‪ ،‬ألذي هو الركن الشمايل‪ ،‬فهو الركن الشامي منذ أقدم األزمنة بنقل التواتر يف‬
‫كتب الحديث والتواريخ‪ ،‬ويف ألسنة العامة بنقل الكواف عن مثلهم‪ ،‬وربما سماه بعض املصنفني‬
‫املتأخرين‪ :‬الركن العراقي؛ والذي يليه‪ :‬وهو الشمايل الغربي فيسمى‪ :‬الركن الشامي الثاني‪ ،‬وربما قيل‪:‬‬
‫الركن الغربي‪ ،‬وإذا ذكر اإلثنان معا فالغالب أن يسمﱠ وهم‪ :‬الركنيني الشاميني‪ ،‬وأحيانا ً‪ :‬الركنيني‬
‫الغربيني؛‬

‫ولم يفتنا أنه شذت رواية تقول‪) :‬الركن الغربي الذي ييل األسود(‪ ،‬وهي ليست بذاك يف سندها‪ ،‬ويف لفظها‬
‫اضطراب‪ ،‬أخرجها اإلمام عبدالرزاق يف مصنفه )ج‪/5‬ص‪/45‬ح‪] :(8945‬عن ابن جريج قال أخربني‬
‫سليمان ابن عتيق عن عبدالله بن بابيه عن بعض بنى يعىل عن يعىل بن أمية قال طفت مع عمر فاستلم‬
‫الركن فكنت مما ييل البيت فلما بلغنا الركن الغربي الذي ييل األسود جررت يده ألن يستلم قال ما شأنك‬
‫فقلت أال تستلم فقال ألم تطف مع رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬قلت بىل قال فرأيته يستلم هذين‬
‫الركنني الغربيني قال فقلت ال قال ليس لك يف رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬أسوة حسنة قلت بىل قال‬
‫فابعد عنك[؛ وأخرجها اإلمام أحمد بن حنبل يف مسنده من طريق عبد الرزاق‬
‫)ج‪/4‬ص‪/222‬ح‪ ،(17980‬وأخرجها اإلمام أحمد بن حنبل يف مسنده )ج‪/1‬ص‪/45‬ح‪] :(313‬حدثنا‬
‫روح‪ ،‬حدثنا ابن جريج قال أخربني سليمان ابن عتيق‪ ،‬بنحوه[‪ ،‬و)ج‪/1‬ص‪/71‬ح‪] (512‬حدثنا محمد‬
‫بن بكر أخربنا بن جريج أخربني سليمان بن عتيق‪ ،‬بنحوه[؛‬

‫‪12‬‬
‫بشائر النرص‪ ،‬بمناقب مرص‬

‫فنقول‪ :‬هذا تخليط يعود يف األرجح البن جريج ألن اإلمام أحمد بن حنبل أخرجها أيضا ً يف مسنده‬
‫)ج‪/1‬ص‪/37‬ح‪ (253‬بلفظ‪] :‬حدثنا يحيى عن بن جريج حدثني سليمان بن عتيق عن عبد الله بن بأبيه‬
‫عن يعىل بن أمية قال طفت مع عمر بن الخطاب ريض الله عنه فلما كنت عند الركن الذي ييل الباب مما‬
‫ييل الحجر أخذت بيده ليستلم فقال أما طفت مع رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬قلت بىل قال فهل‬
‫رأيته يستلمه قلت ال قال فانفذ عندك فإن لك يف رسول الله أسوة حسنة[؛ وأخرجها اإلمام أبو يعىل يف‬
‫مسنده )ج‪/1‬ص‪/164‬ح‪] :(182‬حدثنا عبيد الله بن عمر حدثنا يحيى عن بن جريج حدثني سليمان‬
‫بن عتيق عن عبد الله بن بأبيه عن يعىل بن أمية قال طفت مع عمر بن الخطاب فلما كان عند الركن‬
‫الثالث مما ييل الحجر )أو الحجرات( التي تيل الباب أخذت بيده ألستلم فقال أما طفت مع رسول الله‪،‬‬
‫صىل الله عليه وسلم‪ ،‬قلت بىل قال فهل رأيته مستلمه قلت ال قال فانفذ عنك فإن لك يف رسول الله أسوة‬
‫حسنة[؛ وأخرجها اإلمام البيهقي يف سننه الكربى )ج‪/5‬ص‪/77‬ح‪] :(9024‬أخربنا أبو الحسني بن‬
‫الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر بن درستويه حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا أبو عاصم‬
‫عن بن جريج عن سليمان بن عتيق عن عبد الله بن بأبيه عن بعض ولد يعىل عن يعىل قال طفت مع عمر‬
‫ريض الله عنه فلما بلغنا الركنني الغربيني قلت أال تستلم ورصت بينه وبني الحائط فقال ألم تطف مع‬
‫رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬قلت بىل قال أفرأيت رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬يستلمه قلت ال‬
‫قال فلك يف رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬أسوة حسنة أنفذ عنك قال الشافعي رحمه الله تعاىل وأما‬
‫العلة فيهما فنرى أن البيت لم يتمم عىل قواعد إبراهيم فكانا كسائر البيت[؛ وأوىل الروايات بالصواب‬
‫لفظا ً وسندا ً رواية اإلمام أحمد بن حنبل عن شيخه اإلمام يحيى بن سعيد القطان لترصيح ابن جريج‬
‫بالسماع بقوله‪) :‬حدثني سليمان بن عتيق(‪ ،‬والكالم هو عن الركن الشامي بال شك‪ ،‬فهو الذي ييل باب‬
‫الكعبة ويأتي بعد األسود بالنسبة للطائف‪ ،‬وأما رواية عبيد الله بن عمر عن يحيى التي تقول‪) :‬الركن‬
‫الثالث( فال إشكال فيها‪ ،‬إذا بدأنا العدد بالركن اليماني‪ ،‬فهو األول‪ ،‬فيكون األسود هو الثاني‪ ،‬والشامي‬
‫)أو‪ :‬العراقي( هو الثالث‪ ،‬والغربي هو الرابع‪ ،‬وهو ترتيب غريب‪ ،‬ويحتمل أن تكون لفظة‪) :‬الثالث( وهما ً‬
‫أو تصحيفا ً وإنما هي )الثاني(‪ ،‬والله أعلم؛‬
‫املثال الثاني‪ :‬الحديث القائل‪) :‬سبأ رجل ولد عرشة من العرب فتشاءم أربعة وتيامن ستة(‪ ،‬ولم‬
‫يذكر رشقاً‪ ،‬وال غرباً؛ وقد أوردنا طرقه وشواهده يف فصل ملحق‪ ،‬وأثبتنا صحته بدون أدنى شبهة؛‬

‫ثالثا ً‪ :‬تقسيم العالم إىل رشق وغرب عىل طريقة اإلمام ابن تيمية البهلوانية يؤدي‪ ،‬ال محالة‪ ،‬إىل إدخال‬
‫مكة واليمن يف )الرشق( املذموم‪ ،‬وهذا مناقض للنقل املتواتر عن فضائل البلدين‪ ،‬وفضيلة القبائل‬
‫اليمانية‪ ،‬وكذلك للنقل الصحيح‪ ،‬بل املتواتر‪ ،‬الذي يفرق يف نفس سياق الحديث الواحد بني اليمن‬
‫واملرشق )وقد سقنا طائفة طيبة من ذلك يف بحثنا‪) :‬نجد‪ :‬قرن الشيطان((‪ .‬وإليك الدليل الحيس القطعي‬
‫اليقيني‪:‬‬

‫‪13‬‬
‫بشائر النرص‪ ،‬بمناقب مرص‬

‫فالخط األزرق هو )سمت املدينة(‪ ،‬كما أسماه ابن تيمية‪ ،‬وعبارته هي بالنسبة ملكة‪ِ ) :‬بمَعْ نَى أَن ﱠ َك تَجْ عَ ُل‬
‫ظهْ ِر َك‪َ ،‬فتَ ُكو ُن م ُْستَ ْق ِب َل ا ْل َكعْ ب َِة(‪ ،‬وما عليك إال أن تستبدل مكة باملدينة‪ ،‬وهو نفسه‬ ‫طبَ ﱠ‬
‫الشم َِايل ﱠ َخلْ َ‬
‫ف َ‬ ‫الْ ُق ْ‬
‫الخط املنطلق من القطب الشمايل إىل القطب الجنوبي‪ ،‬مارا ً باملدينة املنورة‪ ،‬وأنت تري بعيني رأسك أن‬
‫)سمت املدينة( هذا جعل مكة واليمن يف )املرشق(‪ ،‬وهذه ورطة ال مخرج منها!‬

‫وأما امتداد نفس هذا الخط شماال ً فهو مطابق لوصف ابن تيمية‪ ،‬وال غرابة فهكذا تم اختياره لجعل‬
‫الشام غرباً‪ ،‬أو‪ :‬أول الغرب‪ ،‬ولو بالقوة ويل ﱢ األذرع‪:‬‬

‫‪14‬‬
‫بشائر النرص‪ ،‬بمناقب مرص‬

‫وقد أخرتنا لتمثيل املدينة املنورة نقطة متوسطة يف الروضة الرشيفة‪ ،‬تربكا ً بقوله‪ ،‬عليه وعىل آله الصالة‬
‫والسالم‪ ،‬يف الحديث املتواتر‪) :‬ما بيت بيتي ومنربي روضة من رياض الجنة(‪ ،‬وإليك إحداثيات تلك‬
‫البقعة املباركة‪:‬‬
‫= )‪(24°28'3.00"N; 39°36'40.77"E) = (24°28.0500'N; 39°36.6794'E‬‬
‫)‪(24.4674968°N; 39.6113236°E‬‬

‫وحتى لو بالغنا فقلنا أن أهل املدينة عىل زمنه‪ ،‬عليه وعىل آله الصالة والسالم‪ ،‬كانوا ال يعرفون إال أن‬
‫األرض كلها إنما تنقسم إىل رشق وغرب وشمال )أو شام(‪ ،‬وجنوب )أو يمن (‪ ،‬فقط‪ ،‬وأنهم كانوا ال‬
‫يعرفون مفاهيم )الشمال الرشقي( أو )الشمال الغربي(‪ ... ،‬إلخ‪ ،‬أصالً‪ ،‬حتى لو تواقحنا وكابرنا وزعمنا‬
‫ذلك‪ ،‬لوجب علينا أن نعتمد الخط بزاوية ‪ 45‬بني الشمال والغرب مثالً‪ ،‬فاصالً بني ما يسمﱠى شماالً‪،‬‬
‫وغربا ً )وال يتصور أو يعقل خيار غري هذا أصالً(‪ ،‬وملا كان يشء من بالد الشام غربياً‪ ،‬حتى يلج الجمل يف‬
‫سم الخياط‪ ،‬بل بالعكس لزم إلحاق أقىص الشمال الرشقي ملرص )خط اإلسماعيلية ‪ -‬دمياط‪ ،‬وما كان‬
‫عنه رشقا ً( بالشمال‪ ،‬أي لوجب اعتباره‪) :‬شاميا ً(‪ ،‬وهو ما لم يقله أحد‪ ،‬وال حتى السكارى واملجانني‪،‬‬
‫فاضحك وتعجب‪ ،‬وإليك الربهان‪:‬‬

‫‪15‬‬
‫بشائر النرص‪ ،‬بمناقب مرص‬

‫‪16‬‬
‫بشائر النرص‪ ،‬بمناقب مرص‬

‫ولعل يف هذا كفاية لنسف األقوال السقيمة التي تجعل الشام بالنسية للمدينة )غربا ً(‪ ،‬ال سيما إذا ضم إىل‬
‫تأصيلنا املفصل يف البحث املعنون‪) :‬نجد‪ :‬قرن الشيطان(‪ ،‬الذي نسفنا فيه القول بأن العراق بالنسية‬
‫للمدينة )رشق(‪ ،‬عياذا ً بالله من فساد الدماغ‪ ،‬واختالل الحواس‪.‬‬

‫| الحديث الخامس‪:‬‬
‫* أخرج الطرباني يف معجمه الكبري )ج‪/23‬ص‪/265‬ح‪] :(561‬وَ ِب ِإ ْسنَادِ ﻩِ عَ نْهَ ا أ َ ﱠن َر ُسو َل ال ﱠل ِه‪ ،‬صىل الله‬
‫ظهَ ُرو َن عَ لَي ِْهمْ‪ ،‬وَ يَ ُكون ُون َل ُك ْم عِ ﱠد ًة‪،‬‬ ‫وَفات ِِه‪َ ،‬ف َقا َل‪) :‬اللﱠ َه اللﱠ َه ِيف قِ ب ِْط ِم ْ َ‬
‫رص‪َ ،‬ف ِإن ﱠ ُك ْم َستَ ْ‬ ‫عليه وسلم‪ ،‬أ َ َ‬
‫وْىص عِ ن ْ َد َ‬
‫يل اللﱠ ِه([؛ اإلسناد املشار إليه‪ ،‬هو إسناد الحديث السابق مبارشة‪ ،‬وهو‪) :‬حَ ﱠدثَنَا َز َك ِريﱠا بن‬ ‫وَأَعْ وَانًا ِيف َس ِب ِ‬
‫يس‪ ،‬حدثنا مُحَ مﱠ ُد بن ا ْل ُمثَنﱠى‪َ ،‬قاال‪ :‬حدثنا‬ ‫صال ٍِح الن ﱠ ْر ِ ﱡ‬‫اج ﱡي‪ ،‬حدثنا بندَا ٌر‪) ،‬ح( وَحَ ﱠدثَنَا مُحَ مﱠ ُد بن َ‬ ‫الس ِ‬ ‫يَحْ يَى ﱠ‬
‫يب‪ ،‬عَ ْن أ َ ِبي َس َلم ََة‪ ،‬عَ ْن أ ُ ﱢم َس َل َ‬
‫مَة‪،‬‬ ‫ير‪ ،‬حدثنا أ َ ِبي‪ ،‬عَ ْن يَحْ يَى بن أَيﱡوبَ ‪ ،‬عَ ْن ي َِزي َد بن أ َ ِبي حَ ِب ٍ‬ ‫وَهبُ بن جَ ِر ٍ‬ ‫ْ‬
‫َقا َل ْت‪َ :‬قا َل َر ُسو ُل ال ﱠل ِه‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ :‬أ َ ْخ ِرجُ وا ا ْليَهُ و َد ِم ْن جَ ِز َ‬
‫ير ِة ا ْلعَ َر ِب(‬
‫وقال الهيثمي يف زوائده‪) :‬رجاله رجال الصحيح(؛ قلت‪ :‬نعم‪ ،‬هو هكذا يف الظاهر‪ ،‬ولكن قد اعرتض عليه‬
‫بأمور‪ ،‬أهمها‪:‬‬
‫)‪(1‬ــ أوال ً‪ :‬أن وهب بن جرير التبست عليه نسخة أبيه جرير بن حازم عن عبد الله بن لهيعة‪ ،‬فظنها عن‬
‫)يَحْ يَى بن أَيﱡوبَ (؛ وقد تتبعها اإلمام أبو داود السجستاني )صاحب السنن املشهورة( أحاديثها يف مرص‬
‫فوجدها عند أهل مرص فقط عن )عبد الله بن لهيعة(‪ .‬ونص عىل ذلك أيضا ً اإلمام أبو سعيد بن يونس‪،‬‬
‫حيث قال‪) :‬وأحاديث جرير بن حازم عن يحيى بن أيوب ليس عند املرصيني منها حديث وهي تشبه‬
‫عندي أن تكون من حديث بن لهيعة والله أعلم(‪ ،‬كما هو يف ترجمة يحيى بن أيوب من تهذيب الكمال‪.‬‬
‫وقد ذكر ابن حجر يف هدي الساري )ص ‪ (450‬بعد أن ذكر كالم أبي داود وابن يونس؛ قلت )املتكلم هو‪:‬‬
‫ابن حجر(‪) :‬ما أخرج له البخاري من هذه النسخة شيئا(‪.‬‬
‫قلت‪ :‬مع وجاهة هذا القول إال أنه ليس بقطعي ألن اقبال أهل مرص عىل حديث ابن لهيعة‪ ،‬وإهمالهم ملا‬
‫أشبهه من حديث يحيى بن أيوب ليس بمستغرب فإن ابن لهيعة أكثر حديثا ً من يحيى بن أيوب بكثري‪،‬‬
‫حيث نجد يف مسند اإلمام أحمد‪ ،‬مثالً‪ ،‬حوايل ‪ 800‬حديث البن لهيعة‪ ،‬وال نكاد نجد ‪ 100‬حديث ليحيى‬
‫بن أيوب‪.‬‬
‫قلت‪ :‬وهو مع هذا إن ثبت ال يرض ألن جرير بن حازم قديم الوفاة قبل احرتاق كتب ابن لهيعة‪ ،‬فسماعه‬
‫قديم جدا ً من كتب ابن لهيعة الصحاح‪ ،‬كما حرره األئمة‪ ،‬بل األرجح ان حديث عبد الله بن لهيعة كان‬
‫آنذاك أقوى من حديث يحيى بن أيوب‪ ،‬فحقه أن يكون من رجال الصحيح عند املنصفني‪.‬‬
‫)‪(2‬ــ ثانيا ً‪ :‬أن لفظة‪) :‬وَ ِب ِإ ْسنَادِ ﻩِ عَ نْهَ ا( إنما تعود فقط إىل أقرب األسانيد وهو‪) :‬وَحَ ﱠدثَنَا مُحَ مﱠ ُد بن‬
‫يس( يف حكم املجهول‪ .‬قلت‪ :‬هذا‬ ‫صال ٍِح الن ﱠ ْر ِ ّ‬ ‫يس‪ ،‬حدثنا مُحَ مﱠ ُد بن ا ْل ُمثَنﱠى‪ ..،‬إلخ(‪ ،‬و)مُحَ مﱠ ُد بن َ‬ ‫صال ٍِح الن ﱠ ْر ِ ﱡ‬ ‫َ‬
‫تحكم بالباطل‪:‬‬

‫‪17‬‬
‫بشائر النرص‪ ،‬بمناقب مرص‬

‫فأوال ً‪ :‬ولو كان كذلك لبينه اإلمام الطرباني‪ ،‬وهو من هو يف جاللته وإتقانه‪ ،‬والصحيح أن مصطلح الناس‬
‫يف مثل هذا أنه يعود إىل اإلسناد الجمعي حتى ولو كان مركبا ً من أسانيد مختلفة تم ربطها بتحويلة‪ ...‬أال‬
‫ترى أن األئمة ربما عقبوا بعد إيراد الحديث قائلني‪) :‬لفظة كذا ليست من طريق فالن‪ ،‬أو قال فالن‪:‬‬
‫حدثنا‪ .،‬لبيان انفراد تلك الطريق بها‪ ،..،‬إلخ( وإال فهو تدليس شنيع‪ ،‬وما كان اإلمام الطرباني‪ ،‬ريض الله‬
‫اج ﱡي‪،‬‬ ‫عنه‪ ،‬مدلسا ً‪ .‬بل لو قلنا أنها تعود إىل اإلسناد األول‪ ،‬وهو الرأس )وهو‪ :‬حَ ﱠدثَنَا َز َك ِريﱠا بن يَحْ يَى ﱠ‬
‫الس ِ‬
‫حدثنا بندَا ٌر‪ ...،‬إلخ( لكان أوىل‪ .‬وتتضح دقة اإلمام الطرباني يف رسد األسانيد من الحديث التايل لذلك‬
‫مبارشة؛ وهو‪ :‬كما أخرجه الطرباني يف معجمه الكبري )ج‪/23‬ص‪/265‬ح‪] :(562‬حَ ﱠدثَنَا عَ ِيل ﱡ بن عَ بْ ِد‬
‫ف‪َ ،‬قاال‪ :‬حدثنا مَ ا ِل ٌك‪ ،‬عَ ْن‬ ‫يز‪ ،‬حدثنا ا ْل َقعْ ن َ ِب ﱡي‪) ،‬ح( وَحَ ﱠدثَنَا بَ ْك ُر بن َسهْ ٍل‪ ،‬حدثنا عَ بْ ُد ال ﱠل ِه بن ي ُ‬
‫ُوس َ‬ ‫ا ْلعَ ِز ِ‬
‫مَة‪َ ،‬قالَ ْت‪َ :‬قا َل َر ُسو ُل ال ﱠل ِه‪ ،‬صىل الله عليه‬ ‫عَ م ِْرو بن م ُْس ِل ٍم ا ْلجُ نْدَعِ ﱢي‪ ،‬عَ ْن َسعِ ي ِد بن ا ْلم َُسي ِﱢب‪ ،‬عَ ْن أ ُ ﱢم َس َل َ‬
‫ظ َف ِارﻩِ ؛ حَ ﱠدثَنَا يَحْ يَى بن عُ ثْمَ ا َن‪،‬‬ ‫مَن أ َ َرا َد أ َ ْن ي َُضحﱢ َي‪َ ،‬فال يَأ ْ ُخذْ ِم ْن َشعْ ِرﻩِ وَال ِم ْن أ َ ْ‬
‫رش َف ْ‬ ‫َخ َل ا ْلعَ ْ ُ‬
‫وسلم‪ :‬إ ِ َذا د َ‬
‫مْرو بن م ُْس ِل ٍم ا ْلجُ نْدَعِ ﱢي‪،‬‬ ‫صال ٍِح‪ ،‬حدثنا ال ﱠلي ُْث‪ ،‬عَ ْن َخا ِل ِد بن ي َِزيدَ‪ ،‬عَ ْن َسعِ ي ِد بن أ َ ِبي هِ ٍ‬
‫الل‪ ،‬عَ ْن عَ ِ‬ ‫حدثنا أَبُو َ‬
‫ُوىس‪ ،‬حدثنا‬ ‫رش بن م َ‬ ‫مَة‪ ،‬عَ ِن الن ﱠ ِب ﱢي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬نَحْ وَ ُﻩ؛ حَ ﱠدثَنَا ِب ْ ُ‬ ‫عَ ْن َسعِ ي ِد بن ا ْلم َُسي ِﱢب‪ ،‬عَ ْن أ ُ ﱢم َس َل َ‬
‫مَة‪ ،‬عَ ِن‬ ‫عَ ْم ُرو بن حَ ﱠكا ٍم‪ ،‬حدثنا ُشعْ ب َُة‪ ،‬عَ ْن مَ الِكٍ ‪ ،‬عَ ْن عَ م ِْرو بن م ُْس ِل ٍم‪ ،‬عَ ْن َسعِ ي ِد بن ا ْلم َُسي ِﱢب‪ ،‬عَ ْن أ ُ ﱢم َس َل َ‬
‫ور‪ ،‬حدثنا ُس ْفيَا ُن‬ ‫ص ٍ‬ ‫الصائ ُِغ‪ ،‬حدثنا َسعِ ي ُد بن مَ ن ْ ُ‬ ‫الن ﱠ ِب ﱢي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬نَحْ وَ ُﻩ؛ حَ ﱠدثَنَا مُحَ مﱠ ُد بن عَ ِيل ﱟ ﱠ‬
‫مَة‪ ،‬عَ ِن الن ﱠ ِب ﱢي‪،‬‬ ‫مَن‪ ،‬عَ ْن َسعِ ي ِد بن ا ْلم َُسي ِﱢب‪ ،‬عَ ْن أ ُ ﱢم َس َل َ‬ ‫الرحْ ِ‬ ‫مَن بن حُ مَ يْ ِد بن عَ بْ ِد ﱠ‬ ‫الرحْ ِ‬ ‫بن عُ يَيْن َ َة‪ ،‬عَ ْن عَ بْ ِد ﱠ‬
‫صىل الله عليه وسلم‪ ،‬ن َحْ وَ ُﻩ[‬
‫وثانيا ً‪ :‬شيخ الطرباني محمد بن صالح النريس‪ ،‬وهو محمد بن صالح بن الوليد بن نرص‪ ،‬ابْن عَ م عبد‬
‫األعْ َىل بن حَ مﱠ اد الن ﱠ ْر ِيس‪ ،‬ليس بذلك املجهول‪ ،‬فقد أكثر عنه الطرباني فأخرج له أكثر من مائة وعرشين‬ ‫َْ‬
‫حديثا ً يف )املعجم الكبري(‪ ،‬وبضعة أحاديث يف )الدعاء( و)ومكارم األخالق( و)معجم الشاميني(‪ ،‬وصحح‬
‫له الضياء املقديس أحاديث يف )األحاديث املختارة( منها‪ ،(393/326/8) ،(1388/173/4) :‬وقال‬
‫فيهما‪) :‬إ ِ ْسنَاده صحيح(؛ و)‪ (478/387/8‬وقال‪) :‬إ ِ ْسنَاده حسن(؛ و)‪ :(285/237/8‬وقال‪) :‬إ ِ ْسنَاده‬
‫َال بَأْس ِب ِه(؛ وقال الهيثمي يف إسناد حديث من طريقه‪ :‬رجاله ثقات‪.‬‬

‫يب( معروف بكثرة اإلرسال‪ ،‬وال تعرف له رواية عن أبي سلمة بن عبد‬ ‫)‪ (3‬ــ ثالثا ً‪ :‬أن )ي َِزي َد بن أ َ ِبي حَ ِب ٍ‬
‫الرحمن )وغريه من فقهاء املدينة السبعة(‪ ،‬فاإلسناد يشبه أن يكون منقطعا ً‪ .‬قلت‪ :‬هذا اعرتاض وجيه‬
‫محرتم‪ ،‬ال يمكن التخلص منه‪.‬‬
‫إال أنني لنظافة املتون املروية من هذه الطريق‪ ،‬وثبوت املتن األول )وهو‪ :‬أ َ ْخ ِرجُ وا ا ْليَهُ و َد ِم ْن جَ ِز َ‬
‫ير ِة‬
‫ا ْلعَ َر ِب( من طرق كثرية‪ ،‬وكثرة الشواهد التي مضت‪ ،‬وستأتي‪ ،‬وبعد استخارة الله‪ ،‬عز وجل‪ ،‬أرى صحة‬
‫يب سمعه من أبي سلمة عندما أتى الحجاز حاجا ً يف أحاديث‬ ‫الحديث‪ :‬فإما أن يكون ي َِزي َد بن أ َ ِبي حَ ِب ٍ‬
‫قليلة‪ ،‬أو استفاده من الثقة املشهور بكري بن عبد الله األشج الذي أخذ منه عامة حديثه عن فقهاء املدينة‪،‬‬
‫والله أعلم وأحكم‪ .‬ثم وجدنا يف فضائل مرص املحروسة )ص‪ ،5 :‬برتقيم الشاملة آليا(‪)] :‬من دخل مرص‬

‫‪18‬‬
‫بشائر النرص‪ ،‬بمناقب مرص‬

‫من الفقهاء وغريهم(‪ :‬وأما من دخلها من الفقهاء وغريهم‪ ،‬فالشعبي؛ وأبو سلمة بن عبد الرحمن؛‬
‫وعكرمة؛ ومحمد بن إسماعيل بن علية‪ ،‬والشافعي‪ ،‬وحفص الفرد وإبراهيم بن أدهم‪ ،‬ومنصور بن عمار‬
‫املتكلم[‪ ،‬فسقط هذا االعرتاض‪.‬‬
‫ثم وجدنا‪ ،‬زيادة عىل ذلك‪ ،‬بحمد الله وتوفيقه‪ ،‬حل جميع األشكاليات دفعة واحدة يف ]فتوح مرص‬
‫وأخبارها ــ )‪] :[(4/1‬حدثنا عبد امللك بن مسلمة عن الليث وابن لهيعة )الظاهر أن ها هنا سقط يف‬
‫األصل‪ ،‬ألن الجملة غري مستقيمة‪ ،‬فلعل السقط هو‪ :‬عن يزيد بن أبي حبيب(‪ ،‬قال‪ :‬أخربنا ابن وهب عن‬
‫عمرو بن الحارث عن يزيد بن أبي حبيب أن أبا سلمة بن عبد الرحمن حدثه أن رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه‬
‫وسلم‪ ،‬أوىص عند وفاته أن يخرج اليهود من جزيرة العرب وقال الله الله يف قبط مرص فإنكم ستظهرون‬
‫عليهم ويكونون لكم عدة وأعوانا يف سبيل الله[؛ قوله‪) :‬قال أخربنا ابن وهب عن عمرو بن الحارث(‬
‫املتكلم هو‪ :‬عبد امللك بن مسلمة‪ ،‬ألن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم كان صغريا ً – ابن عرشة أو‬
‫بضع عرشة – عند وفاة عبد الله بن وهب؛ فظهر من ذلك‪:‬‬
‫)‪ (1‬ــ أن يزيد بن أبي حبيب قد سمع من أبي سلمة بن عبد الرحمن؛ نعم‪ :‬ما ثمة ذكر ألم سلمة ها‬
‫هنا‪ ...‬فهذا قد يكون‪:‬‬
‫)أ( ــ سقطا ً من الناسخني ووهما ً حيث ظن الناسخ أنه قد كتبها لسبق لفظة )سلمة( قريبا ً‪،‬‬
‫وهذا هو األرجح ها هنا‪ :‬فالنسخة رديئة؛‬
‫)ب( ــ أن يزيد بن أبي حبيب كان تارة يذكر أم سلمة‪ ،‬كما هو عند الطرباني‪ ،‬وتارة يرسل كما‬
‫هي عادته‪.‬‬
‫)‪(2‬ــ أن حديثي الطرباني‪ ،‬هما يف األصل حديث واحد يأتي عادة يف سياق واحد‪ ،‬لعله سياق آخر ما‬
‫أوىص به رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وعىل آله وسلم‪ ،‬قبل وفاته‪ ،‬بأبي هو وأمي‪ .‬فزالت كل شبهة عن‬
‫اإلسناد املركب أنه قطعا ً للجملتني كلتيهما‪.‬‬
‫)‪ (3‬ــ إشكاليات الكالم يف قوة عبد الله بن لهيعة ويحيى بن أيوب وضبطهما قد ارتفعت‪ ،‬فعمرو بن‬
‫الحارث بن يعقوب‪ ،‬أبو أمية األنصاري‪ ،‬ثقة ثبت إجماعا ً‪ ،‬له عرشات‪ ،‬إن لم يكن مئات األحاديث‪ ،‬عند‬
‫البخاري ومسلم‪ ،‬وأخرج له الجمهور‪ ،‬وكذلك الليث بن سعد‪ ،‬بل هو فوق عمرو بن الحارث‪.‬‬

‫ولم يفتنا أن أبا حاتم وأبا زرعة قد تكلما يف عبد امللك بن مسلمة بن يزيد األموي املرصي‪ ،‬فقالوا ليس‬
‫بالقوي‪ ،‬ووصفوا حديثه عن املدنيني باالضطراب‪ ،‬وأن له عنهم مناكري‪ ،‬ولكن الحق أن ما قيل من‬
‫صح‪ ،‬ال يصح يف شيوخه املرصيني‪ ،‬وهو الحال ها هنا‪ ،‬وقد حررنا القول يف الرجل‬ ‫اضطراب حديثه إن ﱠ‬
‫يف فصل مستقل ملحق فلرياجع‪ ،‬والله أعلم وأحكم‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫بشائر النرص‪ ،‬بمناقب مرص‬

‫| حديثان سادس وسابع‪:‬‬


‫* قال ابن عساكر يف تاريخ دمشق‪) :‬ط دار الفكر ج‪ 46‬ص ‪ 162‬ــ ‪َ ] :(163‬ق َرأ ْ ُت عَ َىل أ َ ِبي َغال ِِب ب ِْن‬
‫طن ﱡِي‪ ،‬حدثنا أَبُو ا ْلحَ َس ِن بْ ُن عَ ِيل ﱢ ب ِْن‬ ‫ا ْلبَنﱠا‪ ،‬عَ ْن عَ بْ ِد ا ْل َك ِري ِم ب ِْن مُحَ مﱠ ِد ب ِْن أَحْ مَ َد‪ ،‬أخربنا أَبُو ا ْلحَ َس ِن الد َ‬
‫ﱠار ُق ْ‬
‫وَفا ُء بْ ُن ُسهَ ي ِْل ب ِْن‬ ‫رض ِم ﱡي‪ ،‬حدثنا أَبُو مُحَ مﱠ ٍد َ‬ ‫وىس ب ِْن عِ َيىس ا ْلحَ ْ َ‬ ‫األ ْز َر ِق ا ْلمُعَ ﱢد ُل‪ ،‬حدثنا مُحَ مﱠ ُد بْ ُن ُم َ‬ ‫أَحْ مَ َد ب ِْن َ‬
‫ري‬‫األ ْسوَدِ ا ْلحِ مْ َ ِرييﱢ ‪ ،‬عَ ْن بَحِ ِ‬ ‫ات‪ ،‬حدثنا ابْ ُن َل ِهيعَ َة‪ ،‬عَ ْن مَ الِكِ ب ِْن َ‬ ‫اق بْ ُن ا ْل ُف َر ِ‬ ‫مَن ا ْل ِكنْدِيﱡ ‪ ،‬حدثنا إ ِ ْسحَ ُ‬ ‫الرحْ ِ‬ ‫عَ بْ ِد ﱠ‬
‫ارى ِبأَيﱠا ٍم‬ ‫ص َ‬ ‫الشتَا ِء بَعْ َد حِ مَ ِم الن ﱠ َ‬ ‫آخ ُر ﱢ‬ ‫صال ِة ا ْلجُ مُعَ ِة‪ ،‬وَ ذَ ِل َك َ‬ ‫ب ِْن ذَاخِ ٍر ا ْلمُعَ افِ ِريﱢ ‪َ ،‬قا َل‪َ :‬ر ِكب ُْت أَنَا وَوَالِدِي إ ِ َىل َ‬
‫مَن َه ُؤال ِء؟‬ ‫ون النﱠاس َفذَعِ ْر ُت‪َ ،‬ف ُقلْ ُت‪ :‬يَا أَب َِة ْ‬ ‫ط ي َُؤ ﱢخ ُر َ‬ ‫السيَا ُ‬ ‫ِيه ُم ﱢ‬ ‫الر ُكو َع‪ ،‬إِذَا أ َ ْقبَ َل ِرجَ ا ٌل ِبأَيْد ِ‬ ‫طلْنَا ﱡ‬ ‫ري ٍة‪َ ،‬فأ َ َ‬ ‫ي َِس َ‬
‫اص عَ َىل ا ْل ِمن ْ َ ِرب‪َ ،‬ف َرأَي ُْت َرجُ ال َق ِصريَ‬ ‫الصال َة‪َ ،‬ف َقا َم عَ ْم ُرو بْ ُن ا ْلعَ ِ‬ ‫ون ﱠ‬ ‫ط‪ ،‬وَأ َ َقا َم ا ْلم َُؤذﱢن ُ َ‬ ‫َقا َل‪ :‬يَا بُن َ ﱠي َه ُؤال ِء ﱡ َ‬
‫الرش ُ‬
‫َامَة وَجُ ب ٌﱠة‪َ ،‬فحَ ِم َد ال ﱠل َه وَأَثْنَى‬ ‫ان تَأْتَل ُِق عَ لَي ِْه‪ ،‬وَعَ َلي ِْه عَ م ٌ‬ ‫يق ِ‬ ‫وْشي ٌﱠة‪َ ،‬كأ َ ﱠن ِبهَ ا ا ْلعَ قِ َ‬ ‫امَة أَدْعَ جَ أَبْ َلجَ عَ َلي ِْه ِثيَابٌ مَ ِ‬ ‫ا ْل َق ِ‬
‫وَص َل ِة‬ ‫الز َكا ِة‪ِ ،‬‬ ‫اه ْم‪َ ،‬ف َس ِمعْ تُ ُه يَحُ ﱡض عَ َىل ﱠ‬ ‫اس َفأَمَ َر ُه ْم‪ ،‬وَ نَهَ ُ‬ ‫ظ الن ﱠ َ‬ ‫وَص ﱠىل عَ َىل ن َ ِبي ِﱢه‪ ،‬وَوَعَ َ‬ ‫عَ َلي ِْه حَ مْ دًا مُوجَ ًزا‪َ ،‬‬
‫اس إِيﱠايَ وَخِ الال‬ ‫رش الن ﱠ ِ‬ ‫وَقا َل ِيف ذَ ِل َك‪ :‬يَا مَ عْ َ َ‬ ‫َال‪َ ،‬‬ ‫ول‪ ،‬وَ َكث ْ َر ِة ا ْلعِ ي ِ‬ ‫ض ِ‬ ‫ِصادِ ‪ ،‬وَ يَنْهَ ى عَ ِن ا ْل ُف ُ‬ ‫الرحِ ِم‪ ،‬وَ يَأ ْ ُم ُر ِباال ْقت َ‬ ‫ﱠ‬
‫السعَ ِة‪َ ،‬وإ ِ َىل الذﱢ ﱠل ِة بَعْ َد ا ْلعِ ﱢز‪ ،‬إِيﱠايَ وَ َكث ْ َر َة‬ ‫يق بَعْ َد ﱠ‬ ‫الض ِ‬ ‫الراحَ ِة‪َ ،‬وإ ِ َىل ﱢ‬ ‫ص ِب بَعْ َد ﱠ‬ ‫أ َ ْربَعً ا َف ِإنﱠهَ ا تَدْعُ و إ ِ َىل الن ﱠ َ‬
‫اغ‬ ‫وَال‪ ،‬ث ُ ﱠم إِن ﱠ ُه ال بُ ﱠد ِم ْن َف َر ٍ‬ ‫ري د ََركٍ وَال ن َ ٍ‬ ‫ال ِيف َغ ْ ِ‬ ‫َال‪ ،‬وَا ْلقِ ي َل بَعْ َد ا ْل َق ِ‬ ‫ال‪ ،‬وَ تَ ْض ِيي َع ا ْلم ِ‬ ‫اض ا ْلحَ ِ‬ ‫َال‪ ،‬وَانْخِ َف َ‬ ‫ا ْلعِ ي ِ‬
‫صا َر إ ِ َىل ذَ ِل َك‪،‬‬ ‫مَن َ‬ ‫َني َشهَ وَاتِهَ ا‪َ ،‬ف ْ‬ ‫َني ن َ ْف ِس ِه وَ ب ْ َ‬ ‫ري ل َِشأْن ِِه وَ تَ ْخ ِليَت ِِه ب ْ َ‬ ‫يع ِج ْس ِم ِه وَالتﱠ ْد ِب ِ‬ ‫َ‬
‫يَؤو ُل األمْ ُر إِ َلي ِْه ِيف تَوْدِ ِ‬
‫ري‬ ‫ون ِم َن ا ْل َخ ْ ِ‬ ‫مَر ُء ِيف َف َراغِ ِه ن َ ِصيبَ ن َ ْف ِس ِه ِم َن ا ْلعِ ْل ِم‪َ ،‬فيَ ُك َ‬ ‫يب األَ َق ﱢل‪ ،‬وَال ي ُِضي ُع ا ْل ْ‬ ‫ص ِد وَالن ﱠ ِص ِ‬ ‫َف ْليَأ ْ ُخذْ ِبا ْل َق ْ‬
‫الشعْ َرى‪ ،‬وَأ َ ْقلَعَ ِت‬ ‫وَر ِكب َِت ﱢ‬ ‫وْزا ُء‪ُ ،‬‬ ‫اس إِن ﱠ ُه َق ْد تَ َد ﱠل ِت ا ْلجَ َ‬ ‫رش الن ﱠ ِ‬ ‫الل ال ﱠل ِه وَحَ َر ِام ِه عَ ادِال‪ ،‬يَا مَ عْ َ َ‬ ‫اطال‪ ،‬وَعَ ْن حَ ِ‬ ‫عَ ِ‬
‫ظ ِر‬ ‫الراعِ ي حَ َس ُن الن ﱠ َ‬ ‫السمَا ِئ ُم وَعَ َىل ﱠ‬ ‫وَام ُل‪ ،‬وَ د ََرجَ ِت ﱠ‬ ‫وَوَضعَ ِت ا ْلحَ ِ‬ ‫َ‬ ‫طابَ ا ْلم َْرعَ ى‪،‬‬ ‫وَارتَ َف َع الْوَ بَا ُء‪ ،‬وَ َ‬ ‫السمَ ا ُء‪ْ ،‬‬ ‫ﱠ‬
‫وها‬ ‫وَصيْدِﻩِ وَأ َ ْر ِبعُ وا ِب َخيْ ِل ُك ْم وَأ َ ْس ِمن ُ َ‬ ‫َفحَ ﱠي ِب ُك ْم عَ َىل ب ََر َك ِة ال ﱠل ِه عَ َىل ِريفِ ُك ْم‪َ ،‬فنَالُوا ِم ْن َخ ْ ِريﻩِ وَ َلبَن ِِه وَ خِ َرافِ ِه َ‬
‫اوَرتُ ْم‬ ‫مَن جَ ْ‬ ‫صوا ِب ْ‬ ‫ُوها‪َ ،‬ف ِإنﱠهَ ا حَ يَاتُ ُك ْم ِم ْن عَ دُوﱢ ُك ْم وَ ِبهَ ا تَنَالُوا مَ َغانِمَ ُك ْم وَأَث ْ َقا َل ُك ْم‪ْ ،‬‬
‫وَاستَوْ ُ‬ ‫وها وَأ َ ْك ِرم َ‬ ‫وَصون ُ َ‬ ‫ُ‬
‫رص َن ا ْل ِهمَ َم؛ حَ ﱠدثَنِي عُ مَ ُر أ َ ِمريُ‬ ‫َات‪َ ،‬ف ِإنﱠهُ ﱠن تُ ْف ِس ْد َن الدﱢين وَ ي َُق ﱢ ْ‬ ‫ات ا ْلم ُْف ِسد ِ‬ ‫مَشمُومَ ِ‬ ‫ِم َن ا ْلقِ ب ِْط َخ ْريًا‪َ ،‬وإِيﱠايَ وَا ْل ْ‬
‫صوا‬ ‫استَوْ ُ‬‫رصا َف ْ‬ ‫ول ال ﱠل ِه‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬ي َُقو ُل‪) :‬إ ِ ﱠن ال ﱠل َه َسي َْفتَ ُح عَ َليْ ُك ْم بَعْ دِي ِم ْ ً‬ ‫ني‪ ،‬عَ ْن َر ُس ِ‬ ‫ا ْلم ُْؤ ِم ِن َ‬
‫مَن مَ ا أَتَانِي‬ ‫ار ُك ْم؛ َف َألعْ لَ ﱠ‬‫ْص َ‬ ‫وَغ ﱡضوا أَب َ‬ ‫وَف ُروجَ ُك ْم‪ُ ،‬‬ ‫وَذِمﱠة(‪َ ،‬ف ُك ﱡفوا أَيْ ِديَ ُك ْم‪ُ ،‬‬ ‫ً‬ ‫ِبقِ ب ِْطهَ ا َخ ْريًا َف ِإ ﱠن َل ُك ْم ِمنْهَ ا ِصهْ ًرا‬
‫ال‪َ ،‬فم َْن أ َ ْه َز َل َف َر َس ُه ِم ْن‬ ‫الرجَ ِ‬ ‫َاض ﱢ‬ ‫ض ا ْل َخيْ َل َكاعْ ِرت ِ‬ ‫مَن ِج ْسمَ ُه‪ ،‬وَ أ َ ْه َز َل َف َر َس ُه‪ ،‬وَاعْ َلمُوا أَنﱢي مُعْ َ ِرت ٌ‬ ‫َرجُ ٌل َق ْد أ َ ْس َ‬
‫األعْ دَا ِء حَ وْ َل ُك ْم‪،‬‬ ‫َامَة ِل َكث ْ َر ِة َ‬
‫َاط إ ِ َىل يَوْ ِم ا ْلقِ ي ِ‬ ‫يضت ِِه َق ْد َر ذَ ِل َك‪ ،‬وَاعْ َلمُوا أَن ﱠ ُك ْم ِيف ِرب ٍ‬ ‫طتُ ُه ِم ْن َف ِر َ‬ ‫ط ْ‬ ‫ري عِ ﱠل ٍة حَ َ‬ ‫َغ ْ ِ‬
‫امﱠة؛ حَ ﱠدثَنِي عُ مَ ُر أ َ ِمريُ‬ ‫رب َك ِة التﱠ ِ‬ ‫وَاس ِع وَا ْل َ َ‬‫ري ا ْل ِ‬ ‫ال‪ ،‬وَا ْل َخ ْ ِ‬ ‫الز ْر ِع‪ ،‬وَا ْلمَ ِ‬ ‫اف ُقلُو ِب ُك ْم إ ِ َليْ ُك ْم‪َ ،‬وإ ِ َىل د َِار ُك ْم مَ عْ ِد ُن ﱠ‬ ‫رش ِ‬ ‫وَإل ْ َ‬ ‫ِ‬
‫رص َفاتﱠخِ ذُوا فِ يهَ ا جُ نْدًا‬ ‫ني أن ﱠ ُه َس ِم َع َر ُسو َل ال ﱠل ِه‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬ي َُقو ُل‪) :‬إِذَا َفتَحَ ال ﱠل ُه عَ َليْ ُك ْم ِم ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ا ْلم ُْؤ ِم ِن َ‬
‫َاط إ ِ َىل‬ ‫األ ْر ِض(‪َ ،‬ف َقا َل َل ُه أَبُو بَ ْك ٍر‪ :‬وَ ِل َم ذَا َك يَا َر ُسو َل ال ﱠل ِه؟ َقا َل‪َ ) :‬ألنﱠهُ ْم ِيف ِرب ٍ‬ ‫ِيفا‪َ ،‬فذَ ِل َك ا ْلجُ ن ْ ُد َخ ْريُ أَجْ نَا ِد َ‬ ‫َكث ً‬
‫يَوْ ِم الْقِ يَام َِة([‬
‫ــ وقال ابن عبد الحكم يف تاريخه )خطبة عمرو(‪] :‬حدثنا سعيد بن ميرسة عن إسحاق بن الفرات عن‬
‫ابن لهيعة عن األسود بن مالك الحمريي عن بحري بن ذاخر املعافري‪ ،‬فساقه بنحوه[؛‬

‫‪20‬‬
‫بشائر النرص‪ ،‬بمناقب مرص‬

‫ــ وأيضا ً يف فتوح مرص وأخبارها ــ )‪] :(3/1‬حدثنا سعيد بن مسرية عن إسحاق بن الفرات عن ابن‬
‫لهيعة عن األسود بن مالك الحمريي عن بجري بن ذاخر املعافري عن عمرو بن العاص عن عمر بن‬
‫الخطاب ريض الله عنهما ان رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬قال‪) :‬إن الله عز وجل سيفتح عليكم‬
‫بعدي مرص فاستوصوا بقبطها خريا فإن لكم منهم صهرا وذمة([‬

‫* وجاءت يف تاريخ دمشق يف موضع آخر من طريق أخرى من زاوية أخرى‪] :‬أخربنا أبو القاسم بن‬
‫السمرقندي أخربنا أبو الحسني بن النقور أخربنا أبو الحسني محمد بن عبد الله بن الحسني حدثنا أحمد‬
‫بن نرص بن طالب حدثنا أبو الوليد عبد امللك بن يحيى بن عبد الله بن بكري املخزومي املرصي حدثنا أبي‬
‫عن ابن لهيعة عن األسود بن مالك عن بحري بن ذاخر قال رحت مع أبي إىل الجمعة فأقبل قوم معهم‬
‫السياط ومعهم رجل قصري القامة عظيم الهامة عليه ثياب ويشﱢ تأتلق وإذا هو عمرو بن العاص فخطب‬
‫فصعد املنرب فحمد الله وأثنى عليه وصىل عىل النبي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬ووعظ موعظة بليغة موجزة‬
‫ثم قال‪) :‬أيها الناس إياي وقيل وقال يف غري درك وال نوال(؛ وذكر عبد امللك خطبة طويلة وذكر فيها قال‪:‬‬
‫)وحدثني أمري املؤمنني عمر بن الخطاب أن رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬قال من لبس الحرير يف‬
‫الدنيا لم يلبسه يف اآلخرة(‪ ،‬قال‪ :‬فقال يل أبي يا بني هذا األمري عمرو بن العاص؛ قال فأعدت الخطبة عىل‬
‫أبي فعجب من حفظي لها أو فأعجب بحفظي[‬
‫الرواة عن ابن لهيعة هم‪ :‬أبو نعيم إسحاق بن الفرات بن الجعد التجيبي‪ ،‬ثقة من رجال النسائي‪ ،‬من‬
‫طبقة عبد الله بن وهب‪ ،‬قديم السماع من ابن لهيعة‪ ،‬وكذلك أبو زكريا يحيى بن عبد الله بن بكري‬
‫املخزومي املرصي‪ ،‬ثقة من رجال الشيخني والجمهور‪ ،‬وال أدري هل سمع من ابن لهيعة قديما ً أم حديثا ً‪.‬‬
‫وفيه ابن لهيعة عن األسود بن مالك الحمريي عن بحري بن ذاخر املعافري ولم أر لألسود ترجمة إال أن‬
‫ابن حبان ذكر يف الثقات أنه يروى عن بحري بن ذاخر ووثق بحرا‬
‫| حديث ثامن‪:‬‬
‫* أخرجه اإلمام البخاري يف األدب املفرد )ج‪/1‬ص‪/170‬ح‪] :(482‬حدثنا إسماعيل بن أبى أويس قال‬
‫حدثني بن أبى الزناد عن موىس بن عقبة عن أبى الزبري عن جابر أنه سمع النبي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪،‬‬
‫عىل املنرب نظر نحو اليمن فقال اللهم أقبل بقلوبهم ونظر نحو العراق فقال مثل ذلك ونظر نحو كل أفق‬
‫فقال مثل ذلك وقال اللهم ارزقنا من تراث األرض وبارك لنا يف مدنا وصاعنا[؛ وأخرجه اإلمام أحمد بن‬
‫حنبل يف مسنده )ج‪/3‬ص‪/342‬ح‪] :(14731‬حدثنا حسن حدثنا بن لهيعة حدثنا أبو الزبري عن جابر‬
‫به[‬
‫قلت‪ :‬إن صح هذا الرتتيب‪) :‬نحو اليمن فقال اللهم أقبل بقلوبهم ونظر نحو العراق(‪ ،‬أي أنه بدأ باليمن‪،‬‬
‫أي اتجه إىل القبلة واستدبر السامعني‪ ،‬ثم دار عكس عقارب الساعة‪ ،‬ثم استقبل العراق‪ ،‬يعني الشمال‬
‫الرشقي املحض بال شبهة‪ ،‬ولعله أشار بيده وقال‪) :‬هذا العراق(‪ ،‬أو كالما ً نحو هذا‪ ،‬بحيث تيقن جابر‬

‫‪21‬‬
‫بشائر النرص‪ ،‬بمناقب مرص‬

‫من وجهته‪ ،‬وال شك أنه استمر يف دورانه )تأمل قوله‪ :‬ونظر نحو كل أفق فقال مثل ذلك( فاستقبل الشام‪،‬‬
‫ثم مرص‪ ،‬ثم السودان‪ ،‬فالحبشة؛‬

‫| حديث تاسع‪:‬‬
‫* جاء يف فتوح مرص واملغرب )ص‪] :(73 :‬ثم رجع إىل حديث يزيد بن أبى حبيب )واإلسناد هو‪ :‬حدثنا‬
‫هانئ بن املتو ّكل‪ ،‬حدثنا ابن لهيعة قال حدثنى يزيد بن أبى حبيب( قال وكانت البغلة والحمار أحبّ‬
‫دوابّه إليه وسمّ ى البغلة دلدل وسمى الحمار يعفور؛ وأعجبه العسل فدعا يف عسل بنها بالربكة؛ وبقيت‬
‫تلك الثياب حتى كفن يف بعضها‪ ،‬صىل الله عليه وسلم[؛‬
‫وهذا إسناد مرسل حسن‪ ،‬ألن أبا هاشم هانئ بن املتو ّكل اإلسكندراني ولد سنة ‪ 140‬هـ‪ ،‬فسماعه قديم‬
‫من ابن لهيعة‪ ،‬وهو قد روى أيضا ً عن اإلمام مالك‪ ،‬ومعاوية بن صالح وعبد الله بن سليمان وحيوة بن‬
‫رشيح واملرصيني‪ ،‬عمﱢر دهرا ً حتى تجاوز املائة فمات سنة ‪ 242‬هـ؛ وضعف ملا كرب جدا ً فأدخلت عليه‬
‫مناكري تجدها يف رواية الغرباء‪ ،‬وصغار املرصيني؛ وليس هذا الحال بالنسبة ألبي القاسم عبد الرحمن بن‬
‫عبد الله بن عبد الحكم ألنه ولد سنة ‪ 187‬هـ‪ ،‬أو قبلها‪ ،‬يف بيت علم وفضل‪ ،‬وال شك أنه بكر بالسماع يف‬
‫أوائل القرن الثالث‪ ،‬ولعله استكمل عامة السماع قبل أن يبلغ الثالثني‪ ،‬أي حوايل ‪ 217‬هـ‪ ،‬وال أشك أن أبا‬
‫هاشم هانئ بن املتو ّكل كان ما زال قويا ً متماسكا ً آنذاك‪ .‬والله أعلم‪.‬‬

‫| حديث عارش‪:‬‬
‫الكالعي قال‪] :‬أقبلت من الصائفة فلقيت أبا موىس األشعريّ ريض ال ّله عنه فقال‬
‫ّ‬ ‫* جاء عن تبيع بن عامر‬
‫ربي‪ .‬فقلت‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬الجند الضعيف؟ قال‪:‬‬ ‫يل‪ :‬من أين أنت‪ .‬فقلت‪ :‬من أهل مرص‪ ،‬قال‪ :‬من الجند الغ ّ‬
‫قلت‪ :‬أهو الضعيف؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬أما إنه ما كادهم أحد إال كفاهم ال ّله مؤنته‪ ،‬اذهب إىل معاذ بن جبل‬
‫حتى يحدّثك قال‪ :‬فذهبت إىل معاذ بن جبل فقال يل‪ :‬ما قال لك الشيخ فأخربته‪ ،‬فقال يل‪ :‬وأيّ يشء تذهب‬
‫به إىل بالدك أحسن من هذا الحديث‪ ،‬أكتبت يف أسفل ألواحك‪ ،‬فلما رجعت إىل معاذ أخربني أن بذلك أخربه‬
‫رسول ال ّله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم[؛ ونسبه يف املقاصد الحسنة )‪ (205/1‬البن يونس وغريه عن أبي موىس‬
‫األشعري‪ ،‬فلعله يف بعض املخطوطات‪ ،‬وسيظهر إسناده‪ ،‬إن شاء الله‪ ،‬ولو بعد حني‪ ،‬فيمكن الحكم عليه‬
‫حينئذ‪ ،‬واملتن مستقيم‪ ،‬وليس بمنكر‪.‬‬

‫| موقوفات وإرسائيليات حسان‪:‬‬


‫* جاء يف تاريخ ابن يونس املرصي )‪)] :(1424/517/1‬أبو برصة الغفاري الصحابي‪ :‬شهد فتح‬
‫مرص‪ ،‬واختط بها‪ ،‬ومات بها‪ ،‬ودفن ىف مقربتها(‪ .‬روى ابن لهيعة‪ ،‬عن الحسن بن ثوبان‪ ،‬عن عبد الرحمن‬
‫بن معاوية بن حديج‪ ،‬عن أبى برصة الغفاري‪ ،‬رىض الله عنه‪ ،‬قال‪ :‬مرص خزائن األرض كلها‪ ،‬وسلطانها‬
‫سلطان األرض كلها‪ ،‬أال ترى إىل قول يوسف‪ ،‬عليه السالم‪ ،‬مللك مرص‪ :‬اجْ عَ ْلنِي عَ ىل َخزائ ِِن ْ َ‬
‫األ ْر ِض‪ ،‬ففعل‪،‬‬

‫‪22‬‬
‫بشائر النرص‪ ،‬بمناقب مرص‬

‫فأغيث بمرص‪ ،‬وخزائنها ‪ -‬يومئذ ‪ -‬ك ّل حارض‪ ،‬وباد من جميع األرض‪ .‬وقال‪ ،‬تعاىل‪} :‬وَ َكذ ِل َك مَ ﱠكنﱠا‬
‫األ ْر ِض يَتَبَوﱠأ ُ ِمنْها حَ ي ُْث يَشا ُء{؛ فكان ليوسف ‪ -‬بسلطانه بمرص ‪ -‬جميع سلطان األرض‬
‫ف ِيف ْ َ‬
‫ُوس َ‬
‫ِلي ُ‬
‫كلها؛ لحاجتهم إليه‪ ،‬وإىل ما تحت يديه[‬
‫* جاء يف فضائل مرص املحروسة )ص‪ ،6 :‬برتقيم الشاملة آليا(‪] :‬وقال خالد بن يزيد‪ :‬كان كعب األحبار‬
‫يقول‪ :‬لوال رغبتي يف الشام لسكنت مرص؛ فقيل‪ :‬ولم ذلك يا أبا إسحاق؟ قال‪ :‬إني ألحب مرص وأهلها؛‬
‫ألنها بلدة معافاة من الفتن‪ ،‬وأهلها أهل عافية‪ ،‬فهم بذلك يعافون‪ ،‬ومن أرادها بسوء كبه الله عىل وجهه‪،‬‬
‫وهو بلد مبارك ألهله فيه[‬

‫* وجاء يف فضائل مرص املحروسة )‪] :(7/1‬وقال عبد الله بن مرزوق الصديف‪ :‬ملا نعى إيل ابن عمي‬
‫خالد بن يزيد وكان تويف باإلسكندرية لقيني موىس بن عيل بن رباح‪ ،‬وعبد الله بن لهيعة والليث بن سعد‬
‫متفرقني‪ ،‬كلهم يقولون‪ :‬أليس مات باإلسكندرية! فأقول‪ :‬بىل فيقولون‪ :‬هو حي عند الله يرزق‪ ،‬ويجري‬
‫عليه أجر رباطه ما قامت الدنيا‪ ،‬وله أجر شهيد حتى يحرش عىل ذلك[؛ وذلك ألنها كانت دار رباط يف‬
‫مواجهة غارات البحرية الرومانية؛‬

‫* وجاء يف فضائل مرص املحروسة )‪] :(7/1‬وقال أحمد بن صالح‪ :‬قال يل سفيان بن عيينة‪ :‬يا مرصي‪،‬‬
‫أين تسكن؟ قلت‪ :‬أسكن الفسطاط‪ ،‬قال‪ :‬أتأتي اإلسكندرية؟ قلت‪ :‬نعم‪ ،‬قال يل‪ :‬تلك كنانة الله يحمل فيها‬
‫خري سهامه[‬
‫ــ وهو يف تاج العروس ] الوراق )‪] :[(2963/1‬وقال أحم ُد ب ُن صالح‪ :‬قال يل ُسفيا ُن بن عُ ييْنة‪ :‬أين‬
‫اإلس َكنْدرية؟ قلت له‪ :‬نعم قال‪ :‬تلك ك ُ‬
‫ِنانة الله يجع ُل فيها‬ ‫ط فقال يل‪ :‬أتأتي ْ‬ ‫أس ُكن ُ‬
‫الف ْسطا َ‬ ‫تس ُكن؟ قلت‪ْ :‬‬ ‫ْ‬
‫خيا َر ِسهامه[‬

‫| أكاذيب ومفرتيات ينبغي التحذير منها‪:‬‬


‫* جاء يف مسند الشاميني )ج‪/2‬ص‪/270‬ح‪] :(1319‬حدثنا أحمد بن محمد بن صدقة حدثنا أبو فروة‬
‫يزيد بن محمد بن يزيد بن سنان الرهاوي حدثني أبي عن أبيه حدثني أبو رزين الفلسطيني عن أبي‬
‫عبيد حاجب سليمان بن عبد امللك عن نافع عن بن عمر أن رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬قال‪) :‬اللهم‬
‫بارك لنا يف صاعنا ومدنا ويف مكتنا ويف مدينتنا ويف شامنا ويف يمننا!(‪ ،‬فقال رجل‪ :‬يا رسول الله‪ :‬ويف‬
‫العراق ومرص؟!(‪ ،‬فقال‪) :‬هناك يطلع قرن الشيطان؛ وثم الزالزل والفتن([‪ ،‬وقد أخرجه اإلمام ابن‬
‫عساكر يف )تاريخ دمشق‪ ،‬ج‪ 1 :‬ص‪ (135 :‬من عدة طرق كلها إىل محمد بن يزيد بن سنان الرهاوي هذا‬
‫عن أبيه‪ ،‬وفيما أعلم لم يتابعهما أحد يف العالم عىل هذا قط‪.‬‬
‫قلت‪ :‬وهذا إسناد ساقط‪ ،‬بل هو ظلمات بعضها فوق بعض‪ :‬يزيد بن سنان الرهاوي‪ ،‬وكذلك ابنه محمد‬
‫بن يزيد بن سنان الرهاوي ضعاف‪ .‬وأبو رزين الفلسطيني مجهول‪ ،‬ومن املحتمل‪ ،‬وإن كان هذا‬

‫‪23‬‬
‫بشائر النرص‪ ،‬بمناقب مرص‬

‫مستبعداً‪ ،‬أن يكون مرسة بن معبد اللخمي الفلسطيني‪ ،‬وهو مختلف فيه‪ :‬ذكره يف الضعفاء وقال‪) :‬ال‬
‫يجوز االحتجاج به إذا انفرد‪ :‬يروي عن الثقات ما ال يشبه حديث االثبات(؛ ذكره بن حبان يف الثقات‪،‬‬
‫فقال‪) :‬كان ممن يخطى(؛ وذكره يف مشاهري األمصار‪ ،‬وقال‪) :‬وكان يغرب(‪ .‬واملتن أكثر سقوطا ً‪ :‬فما ورد‬
‫يف مرص ذم من هذا النوع إطالقا ً‪ :‬هذا كالم متعصب كاذب أراد إطراء الشام‪ ،‬ويف نفس الوقت مذمة مرص‬
‫والعراق!‬

‫الله أَبُو َز َك ِريﱠا الدﱢين َ ِ‬


‫وَريﱡ‬ ‫* وجاء يف املعجم الكبري للطرباني )‪] :(4625/74/5‬حَ ﱠدثَنَا يَحْ يَى بْ ُن عَ بْ ِد ِ‬
‫ُوىس بْ ُن‬ ‫طائِفِ ﱡي‪ ،‬حدثنا م َ‬ ‫طهﱠ ُر بْ ُن ا ْلهَ يْث َ ِم ال ﱠ‬‫رصيﱡ ‪ ،‬حدثنا ُم َ‬ ‫َوﱠاب ا ْلحُ َ ِ‬‫َرصيﱡ ‪ ،‬حدثنا َسعِ ي ُد بْ ُن مُحَ مﱠ ِد ب ِْن ب ٍ‬ ‫ا ْلب ْ ِ‬
‫رصا َستُ ْفتَ ُح َفانْتَ ِجعُ وا‬‫الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪» :‬إ ِ ﱠن ِم ْ ً‬ ‫َاح‪ ،‬عَ ْن أ َ ِب ِيه‪ ،‬عَ ْن جَ دﱢﻩِ ‪َ ،‬قا َل‪َ :‬قا َل َر ُسو ُل ِ‬ ‫عَ ِيل ﱢ ب ِْن َرب ٍ‬
‫َارا«[؛ وقال الهيثمي يف مجمع الزوائد ومنبع‬ ‫اس أَعْ م ً‬ ‫اق إِلَيْهَ ا أ َ َق ﱡل الن ﱠ ِ‬ ‫َارا إِن ﱠ ُه ي َُس ُ‬‫وها د ً‬‫وَال تَتﱠخِ ذُ َ‬
‫َخ ْري ََها‪َ :‬‬
‫طهﱢ ُر بْ ُن ا ْلهَ يْث َ ِم‪َ ،‬قا َل أَبُو َسعِ ي ِد بْ ُن يُون ُ َس‪:‬‬ ‫ري‪ ،‬وَفِ ِيه ُم َ‬‫ط َربَان ﱡِي ِيف مُعْ جَ ِم ِه ا ْل َك ِب ِ‬ ‫الفوائد )‪(64/10‬ك ] َروَا ُه ال ﱠ‬
‫ِيث[؛ قلت‪ :‬بل قاله جمهور األئمة‪ ،‬واألرجح أن مطهرا ً هذا كذاب وضاع‪ ،‬فما أبعده عن‬ ‫مَ ْرتُو ُك ا ْلحَ د ِ‬
‫الصدق والطهارة؛ وقد أورد ابن الجوزي هذا الحديث يف املوضوعات‪!.‬‬
‫الله بْ ُن مُحَ مﱠ ِد ب ِْن جَ عْ َف ٍر‪ ،‬حدثنا‬ ‫ــ وهو معرفة الصحابة ألبي نعيم )‪] :(2794/1108/2‬حَ ﱠدثَنَا عَ بْ ُد ِ‬
‫َاح‪،‬‬ ‫طهﱠ ُر بْ ُن ا ْلهَ يْث َ ِم‪ ،‬عَ ْن م َ‬
‫ُوىس ب ِْن عَ ِيل ﱢ ب ِْن َرب ٍ‬ ‫ﱠاس ب ِْن أَيﱡوبَ ‪ ،‬حدثنا مُحَ مﱠ ُد بْ ُن ا ْل ُمثَنﱠى‪ ،‬حدثنا ُم َ‬ ‫مُحَ مﱠ ُد بْ ُن ا ْلعَ ب ِ‬
‫رصا َستُ ْفتَ ُح بَعْ دِي َفانْتَ ِجعُ وا‬ ‫الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪» :‬إِ ﱠن ِم ْ ً‬ ‫َاح َقا َل‪َ :‬قا َل َر ُسو ُل ِ‬ ‫َ‬
‫عَ ْن أ ِب ِيه‪ ،‬عَ ْن جَ دﱢﻩِ َرب ٍ‬
‫ارا«[‬‫اس أَعْ مَ ً‬ ‫اق إ ِ َليْهَ ا أ َ َق ﱡل الن ﱠ ِ‬
‫َارا؛ َف ِإن ﱠ ُه ي َُس ُ‬ ‫وَال تَتﱠخِ ذُ َ‬
‫وها د ً‬ ‫َخ ْري ََها َ‬
‫ــ وهو الطب النبوي ألبي نعيم األصفهاني )‪] :(143/254/1‬حَ ﱠدثَنا عبد الله بن محمد بن جعفر من‬
‫أصله‪ ،‬حَ ﱠدثَنا محمد بن العباس األخرم‪ ،‬حَ ﱠدثَنا محمد بن املثنى‪ ،‬حَ ﱠدثَنا مطهر بن الهيثم‪ ،‬بعينه[‬
‫ــ وهو يف تاريخ ابن يونس املرصي )‪] :(169/1‬وإنما أخرجناه يف كتابنا ألن مطهّ ر بن الهيثم روى عن‬
‫موىس بن عىل ّ بن رباح‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده حديثا منكرا‪ ،‬وهو‪» :‬إن مرص ستفتح بعدى‪ ،‬فانزعوا »‪«2‬‬
‫خريها‪ ،‬وال تتخذوها قرارا؛ فإنه يساق إليها أقل الناس أعمارا«‪ .‬وهذا حديث منكر جدا‪ ،‬وقد أعاذ الله أبا‬
‫عبد الرحمن موىس بن عىل بن رباح أن يحدّث بمثل هذا‪ ،‬وهو كان أتقى لله من ذلك‪ .‬ولم يحدّث به إال‬
‫مطهر بن الهيثم‪ ،‬ومطهر هذا مرتوك الحديث[‬
‫ــ وذكره البخاري ىف تاريخه وقال‪) :‬ال يصح(؛ كذا من جامع األحاديث )‪ ،253/13‬برتقيم الشاملة آليا(‬

‫ربنِي أَبُو‬ ‫* ومن أكاذيب مطهر هذا ما جاء يف األمر باملعروف والنهي عن املنكر للخالل )ص‪] :(62 :‬أ َ ْخ َ َ‬
‫َرصيﱢ ‪ ،‬عَ ْن أ َ ِبي نُعَ يْ ٍم‪ ،‬عَ ْن أ َ ِبي ُه َري َْر َة‪،‬‬ ‫قِ َالب ََة‪ ،‬أَنَا َسأ َ ْلتُ ُه‪َ ،‬قا َل‪ :‬حَ ﱠدثَنَا ُم َ‬
‫طهﱠ ُر بْ ُن ا ْلهَ يْث َ ِم ال ﱠ‬
‫طائ ﱡِي‪ ،‬عَ ْن ِشب ٍْل ا ْلب ْ ِ‬
‫ط َرن ْ ِج‪َ ،‬ف َقا َل‪» :‬مَا َهذِﻩِ الْ ُكوب َُة؟ أَلَ ْم أَن ْ َه عَ ْن َهذَا؟ لَعَ َن‬ ‫أ َ ﱠن الن ﱠ ِب ﱠي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪َ ،‬م ﱠر ِب َقوْ ٍم يَلْعَ بُو َن ﱢ‬
‫الش ْ‬
‫اللﱠ ُه َم ْن َفعَ َل َهذَا«[؛‬

‫‪24‬‬
‫بشائر النرص‪ ،‬بمناقب مرص‬

‫ُوىس بن عَ يل ّ بن‬ ‫ــ وهو يف املجروحني البن حبان )‪] :(1065/26/3‬مطهر بن ا ْلهَ يْثَم شيخ يروي عَ ن م َ‬
‫ُوىس بن عَ يل ّ مَ ا َال يُتَابع عَ َلي ِْه وَعَ ن‬ ‫َربَاح روى عَ ن ُه أَبُو همام ا ْلوَ ِليد بن ُشجَ اع؛ مُنكر الحَ دِيث؛ يَأْتِي عَ ن م َ‬
‫ُوىس ب ِْن عَ ِيل ﱟ عَ ْن أ َ ِب ِيه عَ ْن أ َ ِبي ُه َري َْر َة أ َ ﱠن الن ﱠ ِب ﱠي‪ ،‬صىل‬
‫َغريه من الث ﱢ َقات مَ ا َال يشبه حَ دِيث ْاألَثْبَات َروَى عَ ْن م َ‬
‫ط َرنْجَ َف َقا َل َهذِﻩِ الْ ُكوب َُة أَلَ ْم أَن ْ َه عَ ْن ث َ َمنِهَ ا لَعَ َن اللﱠ ُه م َْن يَلْعَبُ ِبهَ ا؛‬ ‫الله عليه وسلم‪َ ،‬م ﱠر ِب َقوْ ٍم يَلْعَ بُو َن ﱠ‬
‫الش ْ‬
‫عراق[‬‫وَغريه من أهل ا ْل َ‬ ‫َروَا ُه عَ ن ْ ُه أَبُو َهمﱠ ا ٍم َ‬
‫قلت‪ :‬و)الْ ُكوب َُة( نوع من الخمر؛ وليست هي )الطبل( كما زعم أهل العجمة‪ ،‬وال عالقة لها بالشطرنج‬
‫حتى يلج الجمل يف سم الخياط!‬

‫* وجاء يف الآللئ املنثورة يف األحاديث املشهورة للزركيش )‪] :(191/1‬الحديث االربعون‪) :‬مرص كنانة‬
‫الله يف ارضه ما طلبها عدو اال اهلكه الله(‪ :‬لم اجده بل انما ورد يف الشام كذا رواه ابن الحسن عيل بن‬
‫محمد بن شجاع الربعي يف كتاب فضائل الشام من جهة املسعودي عن عون عن عبد الله بن عتبة قال‬
‫فيما انزل الله عىل بعض االنبياء ان الله تعاىل يقول الشام كنانتي فإذا غضبت عىل قوم رميتهم منها‬
‫بسهم[‬
‫ــ الفوائد املوضوعة يف األحاديث املوضوعة للكرمي )‪] :(102/108/1‬وحديث‪) :‬مرص كنانة الله يف‬
‫أرضه ما طلبها عدو إال أهلكه الله(‪ ،‬ال أصل له[‬
‫ــ وقال األلباني يف )السلسلة الضعيفة واملوضوعة ‪] :[(291/2) -‬ال أصل له‪ .‬أورده السخاوي يف‬
‫"املقاصد" )‪ (1029‬وقال‪" :‬لم أره بهذا اللفظ يف مرص‪ ،‬ولكن عند أبي محمد الحسن بن زوالق يف‬
‫)فضائل مرص(‪ ،‬له بمعناه‪ ،‬ولفظه‪) :‬مرص خزائن األرض كلها‪ ،‬من يردها بسوء قصمه الله(‪ .‬وعزاه‬
‫املقريزي يف "الخطط" لبعض الكتب اإللهية‪ .‬قلت‪ :‬وابن زوالق هذا ال أعرف عنه شيئا‪ ،‬وال عن كتبه‪ ،‬وهل‬
‫هو عىل طريقة املحدثني يف سوق األحاديث باألسانيد أم هو عىل طريقة املتأخرين يف ذكر األحاديث تعليقا‬
‫بدون إسناد؟ فإذا كان األول‪ ،‬فال أدري ملاذا سكت عليه الحافظ السخاوي‪ ،‬ولقد كان من الواجب عليه أن‬
‫يسوق إسناده عىل األقل ليمكن النظر فيه والحكم عىل الحديث به‪ ،‬وإن كان يغلب عىل الظن أنه ال يصح‪،‬‬
‫بل هو مأخوذ من بعض أهل الكتاب كما أشار إىل ذلك املقريزي‪ ،‬فهو مثل حديث‪) :‬الشام كنانتي‪،(....‬‬
‫وقد تقدم برقم )‪[(15‬‬

‫* وجاء يف األربعني املتباينة السماع )‪] :(99/1‬حديث )لتقاتلن املالئكة مع املسلمني وأمتي عىل مكان‬
‫يسمى دمياط من أعىل مرص وتظفر بعدوهم وتقوم من املدينة إىل كل من مرص وهي كنانة الله يف أرضه‬
‫فمن أراد بهم سوء أهلكه الله( الحديث هو كذب كله[‬

‫* وجاء يف الفوائد املوضوعة يف األحاديث املوضوعة للكرمي )‪] :(104/108/1‬وحديث‪) :‬الجيزة روضة‬
‫من رياض الجنة ومرص خزائن الله يف أرضه(‪ :‬كذب موضوع[‬

‫‪25‬‬
‫بشائر النرص‪ ،‬بمناقب مرص‬

‫| فصل ملحق‪ :‬حديث )سبأ رجل ولد عرشة من العرب فتشاءم أربعة وتيامن ستة(‪:‬‬
‫* أخرج اإلمام أبو داود يف سننه )ج‪/4‬ص‪/34‬ح‪ (3988‬بإسناد حسن عن فروة بن مسيك الغطيفي‬
‫املرادي‪] :‬حدثنا عثمان بن أبي شيبة وهارون بن عبد الله قاال حدثنا أبو أسامة حدثني الحسن بن الحكم‬
‫النخعي حدثنا أبو سربة النخعي عن فروة بن مسيك الغطيفي قال أتيت النبي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪،‬‬
‫فذكر الحديث فقال رجل من القوم يا رسول الله أخربنا عن سبأ ما هو أرض أم امرأة فقال ليس بأرض‬
‫وال امرأة ولكنه رجل ولد عرشة من العرب فتيامن ستة وتشاءم أربعة(؛ قال عثمان‪) :‬الغطفاني(‪ ،‬مكان‬
‫الغطيفي وقال حدثنا الحسن بن الحكم النخعي[‬
‫ــ وأخرجه اإلمام الرتمذي يف سننه )ج‪/5‬ص‪/361‬ح‪ (3222‬بتمام لفظه‪] :‬حدثنا أبو كريب وعبد بن‬
‫حميد وغري واحد قالوا أخربنا أبو أسامة عن الحسن بن الحكم النخعي حدثنا أبو سربة النخعي عن فروة‬
‫بن مسيك املرادي قال أتيت النبي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬فقلت يا رسول الله أال أقاتل من أدبر من قومي‬
‫بمن أقبل منهم فأذن يل يف قتالهم وأمرني فلما خرجت من عنده سأل عني ما فعل الغطيفي فأخرب أني‬
‫قد رست قال فأرسل يف أثري فردني فأتيته وهو يف نفر من أصحابه فقال أدع القوم فمن أسلم منهم‬
‫فاقبل منه ومن لم يسلم فال تعجل حتى أحدث إليك قال وأنزل يف سبأ ما أنزل فقال رجل يا رسول الله‬
‫وما سبأ أرض أو امرأة قال ليس بأرض وال امرأة ولكنه رجل ولد عرشة من العرب فتيامن منهم ستة‬
‫وتشاءم منهم أربعة فأما الذين تشاءموا فلخم وجذام وغسان وعاملة وأما الذين تيامنوا فاألزد‬
‫واألشعريون وحمري ومذحج وأنمار وكندة فقال رجل يا رسول الله وما أنمار قال الذين منهم خثعم‬
‫وبجيلة[؛ ثم قال أبو عيىس‪) :‬وروي هذا عن بن عباس عن النبي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬وهذا حديث حسن‬
‫غريب(‪.‬‬
‫ــ وأخرجه اإلمام ابن أبي عاصم عمرو الشيباني يف اآلحاد واملثاني )ج‪/3‬ص‪/322‬ح‪] :(1699‬حدثنا‬
‫أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة حدثني الحسن بن الحكم حدثني أبو سربة النخعي عن فروة بن‬
‫مسيك الغطيفي ثم املرادي قال أتيت رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬فقلت يا رسول الله أال أقاتل من‬
‫أدبر من قومي بمن أقبل منهم ثم بدا يل فقلت يا رسول الله ال بل أهم سبأ هم أعز وأشد قوة فأمرني‬
‫رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬وأذن يل يف قتال سبأ فلما خرجت من عنده فأنزل الله عز وجل يف سبأ‬
‫ما أنزل فقال رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬ما فعل الغطيفي فأرسل إيل منزيل فوجدني قد رست‬
‫فردني فلما أتيت رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬وجدته قاعدا يف أصحابه فقال ادع القوم فمن أجابك‬
‫منهم فأقبل ومن أبى فال تعجل حتى تحدث إيل فقال رجل من القوم يا رسول الله وما سبأ أرض أو‬
‫امرأة فقال ليس بأرض وال امرأة ولكنه ولد عرشة من العرب فأما ست فتيامنوا وأما أربعة فتشاموا فأما‬
‫الذين تشاموا فلخم وجذام وغسان وعاملة وأما الذين تيامنوا فاألسد وكندة وحمري واألشعريون وأنمار‬
‫ومذحج فقال رجل يا رسول الله ما أنمار قال الذين منهم خثعم وبجيلة[‬
‫ــ وأخرجه اإلمام الطرباني يف معجمه الكبري )ج‪/18‬ص‪/325‬ح‪] :(836‬حدثنا عبيد بن غنام حدثنا‬
‫أبو بكر بن أبي شيبة )ح( وحدثنا الحسني بن إسحاق التسرتي حدثنا عثمان بن أبي شيبة قاال حدثنا‬

‫‪26‬‬
‫بشائر النرص‪ ،‬بمناقب مرص‬

‫أبو أسامة حدثنا الحسن بن الحكم النخعي حدثنا أبو سربة عن فروة بن مسيك املرادي قال أتيت رسول‬
‫الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬فقلت يا رسول الله أال أقاتل من أدبر من قومي بمن أقبل منهم قال بىل ثم بدا‬
‫يل فقلت يا رسول الله ال بل أهل سبأ هم أعز وأشد قوة فأمرني رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬وأذن يل‬
‫يف قتال سبأ فلما خرجت من عنده أنزل الله يف سبأ ما أنزل فقال رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬ما‬
‫فعل الغطفاني فأرسل إىل منزيل فوجدني قد رست فردني فلما أتيت رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪،‬‬
‫فوجدته قاعدا يف أصحابه فقال أدع القوم فمن أجابك منهم فأقبل ومن أبى فال تعجل حتى تحدث إيل‬
‫فقال رجل من القوم يا رسول الله ما سبأ أرض أو امرأة قال ليست بأرض وال امرأة ولكنه ولد عرشة من‬
‫العرب فأما ستة فتيامنوا وأما أربعة فتشاءموا وأما الذين تشاءموا فلخم وجذام وعاملة وغسان وأما‬
‫الذين تيامنوا فاألسد وكنده وحمري واألشعريون وأنمار ومذحج فقال رجل يا رسول الله ما أنمار قال هم‬
‫الذين بجيلة وخثعم[‬
‫ــ وأخرجه اإلمام أبو يعىل يف مسنده )ج‪/12‬ص‪/252‬ح‪] :(6852‬حدثنا محمد بن عبد الله بن نمري‬
‫حدثنا أبو أسامة قال حدثني الحسن بن الحكم النخعي حدثنا أبو سربة النخعي عن فروة بن مسيك‬
‫الغطيفي قال أتيت رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬وسلم فقلت يا رسول الله أال أقاتل بمن أقبل من‬
‫قومي وذكر الحديث[‬

‫والحديث ثابت صحيح‪ ،‬غاية يف الصحة‪ ،‬ال سيما األلفاظ‪) :‬تيامن‪ ،‬تشاءم(‪ ،‬باملتابعات والشواهد التالية‪:‬‬
‫ــ فقد أخرجه اإلمام الطرباني يف معجمه الكبري )ج‪/18‬ص‪/326‬ح‪ (838‬من طريق ثانية‪ ،‬مستقلة‬
‫تمام االستقالل‪ ،‬عن فروة بن مسيك‪] :‬حدثنا أحمد بن أبي عمرو الخالل املكي حدثنا محمد بن أبي عمر‬
‫العدني حدثنا فرج بن سعيد بن علقمة بن سعيد بن أبيض بن حمال حدثني عمي ثابت بن سعيد عن‬
‫أبيه أن فروة بن مسيك املرادي حدثه أنه سأل رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬عن سبأ فقال يا رسول‬
‫الله ما سبأ أرجل أم جبل أم واد فقال رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬ال بل رجل ولد عرشة فتشاءم‬
‫أربعة وتيامن ستة تشاءم لخم وجذام وعاملة وغسان وتيامن حمري ومذحج واألزد وكنده واألشعريون‬
‫وأنمار التي منها بجيلة[‬
‫ــ وأخرجه اإلمام ابن أبي عاصم عمرو الشيباني يف اآلحاد واملثاني )ج‪/3‬ص‪/322‬ح‪] :(1700‬حدثنا‬
‫بن أبي عمر حدثنا فرج بن سعيد عن عمه ثابت بن سعيد عن أبيه سعيد أن فروة بن مسيك حدثه ريض‬
‫الله عنه أنه سأل رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬عن سبأ فقال يا رسول الله ما سبأ أرجل أو جبل أو‬
‫واد فقال ال بل رجل ولد عرشة فتشاءم أربعة وتيامن ستة‪ :‬تشاءم لخم وجذام وعاملة وغسان وتيامن‬
‫حمري ومذحج واألزد وكندة واألشعريون وأنمار التي منها بجيلة وخثعم[‬
‫ــ وأخرجه اإلمام الطرباني يف معجمه الكبري )ج‪/12‬ص‪/241‬ح‪] :(12992‬حدثناه أبو بكر بن‬
‫إسحاق وعيل بن حمشاذ قاال أنبأ برش بن موىس حدثنا الحميدي حدثنا فرج بن سعيد بن علقمة عن‬
‫سعيد بن أبيض بن حمال املأربي حدثني عم أبي ثابت بن سعيد بن أبيض عن أبيه أن فروة بن مسيك‬

‫‪27‬‬
‫بشائر النرص‪ ،‬بمناقب مرص‬

‫املرادي حدثه أنه سأل رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬عن سبأ فقال يا رسول الله سبأ رجل أو جبل أم‬
‫واد فقال رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬بل رجل ولد عرشة فتشاءم أربعة وتيامن ستة فتشاءم لخم‬
‫وجذام وعاملة وغسان وتيامن حمري ومذحج واألزد وكندة واألشعريون واألنمار التي منها بجيلة[‬
‫ــ وأخرجه اإلمام الحاكم يف مستدركه )ج‪/2‬ص‪/460‬ح‪] :(3586‬حدثناه أبو بكر بن إسحاق وعيل بن‬
‫حمشاذ قاال أنبأ برش بن موىس حدثنا الحميدي حدثنا فرج بن سعيد بن علقمة عن سعيد بن أبيض بن‬
‫حمال املأربي حدثني عم أبي ثابت بن سعيد بن أبيض عن أبيه أن فروة بن مسيك املرادي حدثه أنه سأل‬
‫رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬عن سبأ فقال يا رسول الله سبأ رجل أو جبل أم واد فقال رسول الله‪،‬‬
‫صىل الله عليه وسلم‪ ،‬بل رجل ولد عرشة فتشاءم أربعة وتيامن ستة فتشاءم لخم وجذام وعاملة وغسان‬
‫وتيامن حمري ومذحج واألزد وكندة واألشعريون واألنمار التي منها بجيلة[‬
‫ــ وأخرجه اإلمام الطرباني يف معجمه الكبري )ج‪/18‬ص‪/324‬ح‪ (835‬من طريق ثالثة‪ ،‬مستقلة تمام‬
‫االستقالل‪ ،‬عن فروة بن مسيك‪] :‬حدثنا جعفر بن محمد الفريابي حدثنا أبو جعفر النفييل حدثنا عباد‬
‫بن كثري الرميل عن ثور بن يزيد عن الرباء بن عبد الرحمن عن فروة بن مسيك أنه أتى النبي‪ ،‬صىل الله‬
‫عليه وسلم‪ ،‬فقال يا رسول الله إن لنا جرية من سبأ أهل عز وملك وجربوت فائذن يل أن أدعوهم إىل‬
‫اإلسالم فإن أبوا فائذن يل أن أقاتلهم بقومي ومن أطاعني فأذن له ثم أن رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه‬
‫وسلم‪ ،‬بدا له فقال‪) :‬إنك ذكرت من أمر سبأ ما ذكرت فأدعهم إىل اإلسالم فإن أجابوك فاقبل منهم‬
‫واكفف عنهم؛ وإن أبوا فال تعرض لهم حتى يأتيك أمري(؛ فقال يا رسول الله أرأيت سبأ أرض أو امرأة‬
‫فقال ليس بأرض وال امرأة ولكن رجل ولد عرشة قبائل تيامن منهم ستة وتشاءم أربعة فاليمانيون‬
‫مذحج واألزد وكنده وحمري واألشعريون وأنمار فقال رجل يا رسول الله وما أنمار فقال أبو بجيلة‬
‫وخثعم وتشاءم منهم أربعة لخم وجذام وغسان وعاملة[‬
‫ــ وأخرجه اإلمام الطرباني يف مسند الشاميني )ج‪/1‬ص‪/259‬ح‪] :(448‬حدثنا أحمد بن عبد الرحمن‬
‫بن عقال الحراني وجعفر بن محمد الفريابي قاال حدثنا جعفر النفييل حدثنا عباد بن كثري الرميل عن‬
‫ثور بن يزيد عن الرباء بن عبد الرحمن عن فروة بن مسيك أنه أتى النبي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬فقال يا‬
‫رسول الله إن لنا جرية من سبأ أهل عز وملك وجربوت فئذن يل أن أدعوهم إىل اإلسالم فإن أبوا فائذن يل‬
‫أن أقاتلهم بقومي ومن أطاعني فأذن له ثم إن رسول الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬بدا له فقال إنك ذكرت‬
‫من أمر سبأ ما ذكرت فادعهم إىل اإلسالم فإن أجابوك فاقبل منهم واكفف عنهم فإن أبوا فال تعرض لهم‬
‫حتى يأتيك أمري فقال يا رسول الله أرأيت سبأ أرض أم امرأة قال ليس بأرض وال امرأة ولكن رجل ولد‬
‫عرشة قبائل تيامن منه ستة وتشاءم أربعة فاليمانيون مذحج واألزد وكندة وحمري واألشعريون وأنمار‬
‫فقال رجل يا رسول الله وما أنمار قال أبو بجيلة وخثعم وتشاءم منهم أربعة لخم وجذام وقضاعة‬
‫وعاملة[‬
‫ــ وأخرجه اإلمام الطرباني يف معجمه الكبري )ج‪/18‬ص‪/324‬ح‪ (834‬من طريق رابعة‪ ،‬مستقلة تمام‬
‫االستقالل‪ ،‬عن فروة بن مسيك‪] :‬حدثنا أبو خليفة الفضل بن حباب حدثنا أبو همام الدالل محمد بن‬

‫‪28‬‬
‫بشائر النرص‪ ،‬بمناقب مرص‬

‫محبب حدثنا إبراهيم بن طهمان عن أبي جناب عن يحيى بن هاني عن فروة بن مسيك قال أتيت رسول‬
‫الله‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬فقلت يا رسول الله أقاتل بمن أقبل من قومي من أدبر منهم قال نعم فلما‬
‫أدبر دعاه فقال أدعهم إىل اإلسالم فإن أبوا فقاتلهم فقلت يا رسول الله فأخربني عن سبأ أرجل هو أم‬
‫امرأة هي قال هو رجل من العرب ولد عرشة تيامن منهم ستة وتشاءم منهم أربعة فأما الذين تيامنوا‬
‫فاألزد وكندة ومذحج واألشعريون وحمري وأنمار منهم بجيلة وأما الذين تشاءموا فعاملة وغسان ولخم‬
‫وجذام[‬

‫* وأخرج اإلمام أحمد بن حنبل يف مسنده )ج‪/1‬ص‪/316‬ح‪ (2900‬شاهدا ً من حديث عبد الله بن‬
‫عباس‪] :‬حدثنا أبو عبد الرحمن حدثنا عبد الله بن لهيعة بن عقبة الحرضمي أبو عبد الرحمن عن عبد‬
‫الله بن هبرية السبائي عن عبد الرحمن بن وعلة قال سمعت بن عباس يقول ان رجال سأل رسول الله‪،‬‬
‫صىل الله عليه وسلم‪ ،‬عن سبأ ما هو أرجل أم امرأة أم أرض فقال بل هو رجل ولد عرشة فسكن اليمن‬
‫منهم ستة وبالشام منهم أربعة فأما اليمانيون فمذحج وكندة واألزد واألشعريون وأنمار وحمري عربا‬
‫كلها وأما الشامية فلخم وجذام وعاملة وغسان[‬
‫ــ وأخرجه اإلمام عبد الله بن أحمد بن حنبل يف فضائل الصحابة )ج‪/2‬ص‪/865‬ح‪] :(1616‬حدثنا‬
‫عبد الله قال حدثني أبي قال‪ :‬حدثنا عبد الله بن يزيد قال‪ :‬حدثنا عبد الله بن لهيعة بن عقبة الحرضمي‬
‫أبو عبد الرحمن عن عبد الله بن هبرية السبائي عن عبد الرحمن بن وعلة قال سمعت بن عباس يقول إن‬
‫رجال سأل رسول الله عن سبأ ما هو أرجل أم امرأة أم أرض فقال ال بل هو رجل ولد عرشة فسكن اليمن‬
‫منهم ستة وبالشام منهم أربعة فأما اليمانيون فمن حج وكندة واألزد واألشعريون وأنمار وحمري غري‬
‫مأكلها وأما الشامية فلخم وجذام وعاملة وغسان([‬
‫ــ وأخرجه اإلمام الحاكم يف مستدركه )ج‪/2‬ص‪/460‬ح‪] :(3585‬حدثنا محمد بن صالح بن هانئ‬
‫حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أنس القريش حدثنا عبد الله بن يزيد املقري حدثنا عبد الله بن‬
‫عياش عن عبد الله بن هبرية السبائي عن عبد الرحمن بن وعلة قال سمعت بن عباس ريض الله عنهما‬
‫يقول إن رجال سأل النبي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬عن سبأ ما هو رجل أو امرأة أو أرض فقال هو رجل‬
‫ولد عرشة من الولد ستة من ولده باليمن وأربعة بالشام فأما اليمانيون فمذحج وكندة واألزد‬
‫واألشعريون وأنمار وحمري خري كلها وأما الشاميون فلخم وجذام وعاملة وغسان[؛ ثم قال اإلمام الحاكم‪:‬‬
‫)هذا حديث صحيح اإلسناد ولم يخرجاه وشاهده حديث فروة بن مسيك املرادي(‬

‫* وأخرج اإلمام الطرباني يف معجمه الكبري )ج‪/22‬ص‪/246‬ح‪ (639‬شاهدا ً ثانيا ً من حديث يزيد بن‬
‫الصائ ُِغ‪ ،‬حدثنا مُحَ مﱠ ُد بْ ُن ا ْل َف َر ِج‪ ،‬جَ ا ُر أَحْ مَ َد ب ِْن حَ نْب ٍَل‪،‬‬
‫صال ٍِح ﱠ‬ ‫حصني السلمي‪] :‬حَ ﱠدثَنَا عَ ِيل ﱡ بْ ُن ا ْلحَ َس ِن ب ِْن َ‬
‫َاح‪َ ،‬قا َل‪َ :‬س ِمعْ ُت أ َ ِبي يَذْ ُك ُر‪ ،‬عَ ْن ي َِزي َد ب ِْن َ‬
‫حُص ْ ٍ‬
‫ني‬ ‫ُوىس بْ ُن عَ ِيل ﱢ ب ِْن َرب ٍ‬ ‫ربنِي م َ‬ ‫َاب‪َ ،‬قا َل أ َ ْخ َ َ‬
‫حدثنا َزيْ ُد بْ ُن ا ْلحُ ب ِ‬
‫ان أَو امْ َرأ َ ًة؟ َقا َل‪» :‬بَل َرجُ ٌل ِم َن العَ َر ِب« َف َقا َل‪ :‬مَ ا‬ ‫الله‪ ،‬مَ ا َسبَأُ؟ أَن َ ِب ﱞي َك َ‬
‫الس َل ِم ﱢي‪ ،‬أ َ ﱠن َرجُ ًال‪َ ،‬قا َل‪ :‬يَا َر ُسو َل ِ‬ ‫ﱡ‬

‫‪29‬‬
‫بشائر النرص‪ ،‬بمناقب مرص‬

‫وَاأل ْشعَ ِريﱡو َن‬ ‫َمَن ِكن ْ َد ُة وَمَ ذْحِ ُج ْ َ‬


‫وَاأل ْز ُد ْ َ‬ ‫وَالشا َم أ َ ْربَعَ ٌة‪َ ،‬فا ﱠلذ َ‬
‫ِين ِبا ْلي ِ‬ ‫َمَن ِستﱠ ٌة‪ ،‬ﱠ‬ ‫رش ًة‪َ :‬س َك َن ا ْلي َ‬ ‫وَ َلدَ؟ َقا َل‪» :‬وَ َل َد عَ ْ َ‬
‫وَغ ﱠسا ُن«[؛ قلت‪ :‬يزيد بن حصني السلمي هذا صحابي‬ ‫الشا ِم َل ْخ ٌم وَجُ ذَا ُم وَعَ ِام َل ُة َ‬ ‫وَأنْمَ ا ُر وَحِ م َْريُ‪ ،‬وَ ِب ﱠ‬
‫مرصي‪ ،‬وليس هو يزيد بن حصني بن نمري السكوني الحميص؛ وقال الهيثمي يف مجمع الزوائد ومنبع‬
‫يح َغ ْريَ َشي ِْخ ال ﱠ‬
‫ط َربَان ﱢِي عَ ِيل ﱢ ب ِْن ا ْلحَ َس ِن‬ ‫الصحِ ِ‬ ‫وَرجَ الُ ُه ِرجَ ا ُل ﱠ‬ ‫)روَا ُه ال ﱠ‬
‫ط َربَان ﱡِي‪ِ ،‬‬ ‫الفوائد )‪َ :(11287/94/7‬‬
‫الصائ ِِغ وَ َل ْم أَعْ ِر ْف ُه(‬
‫صال ٍِح ﱠ‬ ‫ب ِْن َ‬

‫‪30‬‬
‫بشائر النرص‪ ،‬بمناقب مرص‬

‫| فصل ملحق‪ :‬توثيق يحيى بن عبد الله بن بكري‪ ،‬وعبد امللك بن مسلمة‬
‫قرص‬‫أوال ً‪ :‬يحيى بن عبد الله بن بكري‪ ،‬وقد ينسب إىل جده فيقال‪ :‬يحيى بن بكري‪ ،‬شيخ اإلمام البخاري‪ ،‬ﱠ‬
‫الحافظ يف حقه فقال ملخصا ً يف التقريب )ج‪/1‬ص‪/592‬ت‪] :(7580‬يحيى بن عبد الله بن بكري‬
‫املخزومي موالهم املرصي وقد ينسب إىل جده ثقة يف الليث‪ ،‬وتكلموا يف سماعه من مالك‪ ،‬من كبار العارشة‬
‫مات سنة إحدى وثالثني وله سبع وسبعون )خ م ق([‬
‫* وجاء يف تهذيب التهذيب )‪] :(388/237/11‬قال أبو حاتم‪ :‬يكتب حديثه وال يحتج به وكان يفهم‬
‫هذا الشأن وقال النسائي‪ :‬ضعيف وقال يف موضع آخر‪ :‬ليس بثقة وذكره بن حبان يف الثقات وقال مات‬
‫يف النصف من صفر سنة إحدى وثالثني ومائتني وقال بن يونس كان مولده سنة أربع وخمسني ومائة‪.‬‬
‫قلت‪ :‬وقال أبو داود سمعت يحيى بن معني يقول‪) :‬أبو صالح أكثر كتباً‪ ،‬ويحيى بن بكري أحفظ منه(‪،‬‬
‫وقال الساجي قال بن معني‪) :‬سمع يحيى بن بكري املوطأ بعرض حبيب كاتب الليث وكان رش عرض كان‬
‫يقرأ عىل مالك خطوط الناس ويصفح ورقتني ثالثة(‪ ،‬وقال يحيى سألني عنه أهل مرص فقلت‪ :‬ليس‬
‫بيشء وقال الساجي هو صدوق روى عن الليث فأكثر وقال بن عدي‪) :‬كان جار الليث بن سعد وهو أثبت‬
‫الناس فيه وعنده عن الليث ما ليس عند أحد(‪ ،‬وقال مسلمة بن قاسم تكلم فيه ألن سماعه من مالك إنما‬
‫كان بعرض حبيب وقال الخلييل كان ثقة وتفرد عن مالك بأحاديث وقال البخاري يف تاريخه الصغري‪:‬‬
‫)ما روى بن بكري عن أهل الحجاز يف التاريخ فإني أتقيه!(‪ ،‬وقال بن قانع مرصي ثقة[‬
‫* وجاء يف تهذيب الكمال )ج‪/31‬ص‪/403‬ت‪] :(6858‬قال أبو سعيد بن يونس ولد سنة أربع وخمسني‬
‫ومئة وتويف سنة إحدى وثالثني ومئتني وقال عبد الغني بن سعيد املرصي ولد سنة خمس وخمسني ومئة‬
‫ومات بعد الثالثني وقال بن حبان مات النصف من صفر سنة إحدى وثالثني ومئتني[‬
‫* وجاء يف التعديل والتجريح )ج‪/3‬ص‪/1213‬ت‪] :(1466‬ومعظم ما أخرج عنه عن الليث وذلك أنه قد‬
‫تكلم أهل الحديث يف سماعه املوطأ من مالك ألنه إنما سمع بقراءة حبيب كاتب مالك؛ وهو ثبت يف الليث‪،‬‬
‫قال أبو أحمد‪) :‬كان جار الليث‪ ،‬وهو أثبت الناس فيه‪ ،‬وعنده عن الليث ما ليس عند أحد([؛‬
‫* وجاء يف ترتيب املدارك وتقريب املسالك للقايض عياض )وهو‪ :‬أبو الفضل القايض عياض بن موىس‬
‫اليحصبي )املتوىف‪544 :‬هـ(( )‪] :(371/3‬وذكر ابن باز‪ :‬قرأ لنا يحيى بن بكري بمرص كتابا ً كان يرويه‬
‫عن عبد الله ابن لهيعة من حديثه‪ .‬فلما فرغ من قراءته قال للناس‪) :‬اسمعوا‪ :‬هذا الكتاب سمعته من ابن‬
‫لهيعة بعدما اختلط(‪ .‬روى عنه من أهل األندلس وأفريقية والغرب جماعة‪ ،‬منهم‪ :‬يحيى بن عمر‪ ،‬وفرات‬
‫بن محمد‪ ،‬وإبراهيم بن باز‪ .‬تويف يف مرص سنة إحدى ويقال اثنتني وثالثني ومائتني‪ .‬مولده سنة ثالث‬
‫وخمسني[‬

‫* ولكن َقال الذهبي يف سري أعالم النبالء )‪] :(614/10‬كان غزير العلم‪ ،‬عارفا بالحديث وأيام الناس‪،‬‬
‫بصريا بالفتوى‪ ،‬صادقا دينا‪ ،‬وما أدري ما الح للنسائي منه حتى ضعفه‪ ،‬وَ َقال مرة‪ :‬ليس بثقة‪ ،‬وهذا‬

‫‪31‬‬
‫بشائر النرص‪ ،‬بمناقب مرص‬

‫جرح مردود‪ ،‬فقد احتج به الشيخان‪ ،‬وما علمت له حديثًا منكرا حتى أورده‪ .‬وقد قال أسلم بن عبد‬
‫العزيز‪ :‬حَ ﱠدثَنَا بقي بن مخلد أن يحيى بن بكري سمع "املوطأ" من مالك سبع عرشة مرة[؛‬
‫* وجاء يف تذكرة الحفاظ )ج‪/2‬ص‪)] :(425/420‬خ م ق(‪ :‬يحيى بن بكري هو محدث مرص االمام‬
‫الحافظ الثقة أبو زكريا يحيى بن عبد الله بن بكري املرصي موىل بني مخزوم صاحب مالك والليث أكثر‬
‫عنهما روى عنه البخاري وأبو زرعة وأبو حاتم وخلق كثري وروى مسلم عن رجل عنه وكان من أوعية‬
‫العلم مع الصدق واألمانة قال أبو حاتم كان يفهم هذا الشأن يكتب حديثه وال يحتج به قلت قد علم تعنت‬
‫أبي حاتم يف الرجال واال فالشيخان قد احتجا به‪ .‬نعم وقال النسائي ضعيف وارسف بحيث انه قال يف‬
‫وقت آخر ليس بثقة وأين مثل بن بكري يف إمامته وبرصه بالفتوى وغزارة علمه وعىل هذا فقد روى‬
‫البخاري عن رجل عنه أيضا؛ ويروى عن حماد بن زيد لقيه باملوسم‪ ،‬قال بقي بن مخلد‪) :‬سمع يحيى بن‬
‫بكري املوطأ من مالك سبع عرشة مرة(‪ .‬تويف يحيى يف صفر سنة إحدى وثالثني ومائتني رحمه الله تعاىل‬
‫سمعنا املوطأ بإسناد شامي عال من طريقه ووقع يل من حديثه حديث بعلو اودعته تاريخي وهو يف جزء‬
‫بن نجيد[‬
‫قلت‪ :‬أوال ً‪ :‬الكالم يف سماعه من اإلمام مالك بن أنس ال معنى له ألمور‪ ،‬منها‪:‬‬
‫)‪ - (1‬أن اإلمام مالك وهو رأس املتثبتني‪ ،‬وكبري املتقنني‪ ،‬لم يكن مغفالً بحيث يفلت حبيب بن رزيق‬
‫بعرضه اليسء‪) :‬كان يقرأ خطوط الناس ويصفح ورقتني ثالثة(‪ ،‬واألرجح أنه إنما كان يفعل ذلك بعد‬
‫انرصاف اإلمام مالك‪ ،‬وعرض التالميذ عىل بعضهم البعض‪ ،‬وعىل قارئ الحلقة؛ واألمام أبو زكريا يحيى‬
‫بن معني ما أدرك مالكاً‪ ،‬فلعله تلقى ذلك ممن لم يصف واقح حبيب بدقة‪ ،‬فال تعقل صحة اللفظة‪) :‬عىل‬
‫مالك(‪ ،‬وقد سبقنا القاض عياض إىل مثل هذا االعرتاض حيث جاء يف ترتيب املدارك وتقريب املسالك‬
‫)‪] :(370/3‬الحكاية باطلة والله أعلم‪ ،‬ألن مالكا ً رحمه الله تعاىل ومن حرضه‪ ،‬لم يصح جواز مثل هذا‬
‫عليهم لحفظ حديث املوطأ‪ .‬وقد أنكر هذا بعض أصحاب مالك الجلة‪ :‬وقال‪ :‬إنما كان عرضتنا عىل مالك‬
‫ورقتني‪ ،‬من املوطأ‪ .‬فكيف يصح هذا[‪ ،‬ثم وجدنا مزيد بيان يف تاريخ اإلسالم ]ت تدمري )‪:[(103/15‬‬
‫ض حبيب عىل مالك‪ .‬كان يقرأ‪ ،‬فإذا انتهى املجلس صفح أوراقا‬ ‫السماع عَ ْر ُ‬ ‫]قال ابن مَ عِ ني‪ ،‬وغريه‪ َ :‬ﱡ‬
‫أرش ﱠ‬
‫وكتب[‪ ،‬فلله الحمد واملنة؛ وستأتي قصة تبني تيقظ مالك ونباهته أثناء الكالم عن عبد امللك بن مسلمة‬
‫بحضور يحيى بن عبد الله بن بكري؛‬
‫)‪ - (2‬حتى لو صح أن ذلك كان فلتة نادرة‪ ،‬مرة من الدهر‪ ،‬فال يعقل أن يكون سبعة عرش مرة؛ وقد‬
‫شهد اإلمام األندليس‪ ،‬الثقة املصنف‪ ،‬بقي بن مخلد بسماع يحيى للموطأ من مالك تلك املرات الكثرية‪ ،‬كما‬
‫أفادنا الذهبي؛ ال سيما أن القايض عياض زادنا يف ترتيب املدارك وتقريب املسالك )‪] :(370/3‬وقد روى‬
‫عنه من طريق بقي بن مخلد وغريه أنه سمعه من مالك سبع عرشة مرة وأن بعضها بقراءة مالك[؛‬
‫)‪ - (3‬أن اإلمام الذهبي سمع املوطأ برواية يحيى بإسناد شامي عال‪ ،‬ولو كان فيه ما يخالف رواية غريه‬
‫لذكره؛‬

‫‪32‬‬
‫بشائر النرص‪ ،‬بمناقب مرص‬

‫وثانيا ً‪ :‬جملة البخاري يف تاريخه الصغري‪) :‬ما روى بن بكري عن أهل الحجاز يف التاريخ فإني أتقيه!(‪،‬‬
‫إنما هي فقط يف التاريخ‪ ،‬وليس فيها ذكر مالك‪ ،‬أو غريه‪ ،‬من ثقات الحجازيني‪ ،‬فاألرجح أن يحيى كان‬
‫يتساهل يف رواية التاريخ )وليس األحاديث النبوية( عن شيوخ حجازيني‪ ،‬وربما أرسل عنهم‪ ،‬كما يظهر‬
‫من السياق التام للقصة حيث جاء يف تاريخ دمشق البن عساكر )‪] :(381/34‬أخربنا أبو الحسن‬
‫الخطيب أخربنا أبو منصور النهاوندي أخربنا أبو العباس النهاوندي أخربنا أبو القاسم بن األشقر أخربنا‬
‫أبو عبد الله البخاري قال‪) :‬وقال يحيى بن بكري مات عبد الرحمن بن سابط وهو الجمحي املكي سنة‬
‫ثمان عرشة ومائة(؛ قال البخاري‪) :‬انا أهاب هذا عن ابن بكري‪ ،‬أخىش ان ال يكون محفوظا )يعني ابن‬
‫سابط(؛ وما روى ابن بكري عن أهل الحجاز يف التاريخ فإني أتقيه([‪ ،‬فانحلت جميع اإلشكاالت؛‬
‫وثالثا ً‪ :‬جرح النسائي‪ ،‬وتعنت أبي حاتم جاءت غري مفرسة يف حق من ثبتت عدالته‪ ،‬واستقرت وثاقته‬
‫واشتهرت‪ ،‬وقد عرفه البخاري وروى عنه يف الصحيح نحوا ً من مائتي حديث؛ فمثل هذا الجرح املرسل‬
‫يحرم قبوله‪ ،‬ويجب رده‪ ،‬وقد فعل ذلك‪ ،‬بحق‪ ،‬جمهور األئمة ضمناً‪ ،‬واإلمام الذهبي ترصيحاً‪ ،‬والحمد لله‬
‫رب العاملني‪،‬‬
‫وأما سماعه من ابن لهيعة ففيه القديم أيام صحته‪ ،‬وفيه الحديث بعد اختالطه‪ ،‬كما هو أسلفنا ذكره يف‬
‫ترتيب املدارك وتقريب املسالك )‪] :(371/3‬وذكر ابن باز‪ :‬قرأ لنا يحيى بن بكري بمرص كتابا ً كان يرويه‬
‫عن عبد الله ابن لهيعة من حديثه‪ .‬فلما فرغ من قراءته قال للناس‪) :‬اسمعوا‪ :‬هذا الكتاب سمعته من ابن‬
‫لهيعة بعدما اختلط(‪ .‬روى عنه من أهل األندلس وأفريقية والغرب جماعة‪ ،‬منهم‪ :‬يحيى بن عمر‪ ،‬وفرات‬
‫بن محمد‪ ،‬وإبراهيم بن باز[‪ ،‬وهذا يدل عىل صدقه وأمانته حيث رصح بأن ذلك الكتاب إنما سمعه بعد‬
‫االختالط‪.‬‬

‫فالخالصة أن عبارة التقريب ال بد من تعديلها إىل‪] :‬يحيى بن عبد الله بن بكري املخزومي موالهم املرصي‬
‫وقد ينسب إىل جده ثقة‪ ،‬من أثبت الناس يف الليث‪ ،‬من كبار العارشة مات سنة إحدى وثالثني وله سبع‬
‫وسبعون )خ م ق([‬

‫يش‪ ،‬موالهم‪،‬‬ ‫مَة ب ِْن ي َِزي َد ْ ُ‬


‫األمَ ِويﱡ ا ْل ُق َر ِ ﱡ‬ ‫وثانيا ً‪ :‬عبد امللك بن مسلمة‪ ،‬وهو‪ :‬أبو مَ ْروَا ُن عَ بْ ُد ا ْلمَ لِكِ بْ ُن مَ ْس َل َ‬
‫رصيﱞ ‪:‬‬‫امل ِ ْ ِ‬
‫الظاهر أنه كان مقرئا ً فقد جاء الترصيح بذلك يف التدوين يف أخبار قزوين )‪] :(481/3‬عبد امللك بن‬
‫مسلمة املقرئ عَ ْن عَ بْ ِد ال ﱠل ِه ب ِْن عُ ْقب ََة[‪) ،‬عَ بْ ِد ال ﱠل ِه ب ِْن عُ ْقب ََة هو عَ بْ ِد ال ﱠل ِه ب ِْن عُ ْقب ََة بن لهيعة(‪ ،‬ويقويه روايته‬
‫عن نَافِ ُع بْ ُن أ َ ِبي نُعَ يْ ٍم ا ْل َق ِارئ ُ‪ ،‬قارئ املدينة الشهري‪:‬‬
‫* حيث جاء يف طبقات املحدثني بأصبهان والواردين عليها )‪] :(256/4‬حَ ﱠدثَنَا عَ بْ ُد ال ﱠل ِه )يعني‪ :‬عَ بْ ُد ال ﱠل ِه‬
‫رص‪ ،‬ث َِق ٌة(‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫وَم ْ َ‬ ‫الشا ِم ِ‬ ‫وْل‪َ ،‬كتَبَ حَ دِيثًا َك ِثريًا ِب ﱠ‬ ‫ف؛ وقال فيه‪ :‬مَ ْقبُو ُل ا ْل َق ِ‬ ‫ُوس َ‬ ‫بْ ُن مُحَ مﱠ ِد ب ِْن ا ْلحَ جﱠ ِ‬
‫اج ب ِْن ي ُ‬
‫يش‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا نَافِ ُع بْ ُن أ َ ِبي نُعَ يْ ٍم‬ ‫مَة ب ِْن ي َِزي َد ا ْل ُق َر ِ ﱡ‬
‫حدثنا ِم ْقدَا ُم بْ ُن دَاوُد‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا عَ بْ ُد ا ْلمَ لِكِ بْ ُن مَ ْس َل َ‬

‫‪33‬‬
‫بشائر النرص‪ ،‬بمناقب مرص‬

‫ول ال ﱠل ِه‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪َ ،‬قا َل‪» :‬إ ِذَا َك َ‬
‫ان ثَالث َ ٌة ِيف َس َف ٍر‪،‬‬ ‫الْ َق ِارئ ُ‪ ،‬عَ ْن نَافِ ٍع‪ ،‬عَ ِن اب ِْن عُ مَ َر‪ ،‬عَ ْن َر ُس ِ‬
‫َف ْلي َُؤمﱠ هُ ْم أَحَ د ُُه ْم«[‬
‫ونحن نسوق أوال ً ما وصلنا عن الرجل من النقول‪ ،‬ثم نأتي‪ ،‬بتوفيق الله‪ ،‬بالبقول الراجح فيه‪:‬‬
‫* جاء يف الجرح والتعديل )ج‪/5‬ص‪] :(1735/371‬عبد امللك بن مسلمة املرصي روى عن عبد الرحمن‬
‫بن أبى املوال واملنكدر بن محمد وسحبل بن محمد بن أبى يحيى وابن لهيعة وعبد الله وعبد الرحمن‬
‫ابنى زيد بن اسلم روى عنه أبى وعبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم املرصي‪ .‬حدثنا عبد الرحمن‬
‫قال سألت أبى عنه فقال‪) :‬كتبت عنه وهو مضطرب الحديث ليس بقوي؛ حدثني بحديث يف الكرم عن‬
‫النبي‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪ ،‬عن جربائيل عليه السالم بحديث موضوع‪ .‬حدثنا عبد الرحمن قال سألت أبا‬
‫زرعة عنه فقال ليس بالقوي هو منكر الحديث هو مرصي[‬
‫* وجاء يف الضعفاء ألبي زرعة الرازي يف أجوبته عىل أسئلة الربذعي ‪ -‬أبو زرعة الرازي وجهوده يف‬
‫السنة النبوية )‪] :(145/816/3‬عبد امللك بن مسلمة املرصي‪ ،‬قال عنه‪) :‬ليس بالقوي‪ ،‬هو منكر‬
‫الحديث([‬
‫حديث رواه عبد امللك ب ِْن‬ ‫ٍ‬ ‫]وسألت أ َ ِبي عَ ْن‬
‫ُ‬ ‫* وجاء يف علل الحديث البن أبي حاتم )‪:(2554/312/6‬‬
‫وَان امل ِ ْرصي عَ ْن إِب َْراهِ ي َم ب ِْن أ َ ِبي بَ ْك ِر بن ا ُملن َكدِر‪ ،‬عن عمﱢه محمﱠد ب ِْن ا ُملن َكدِر‪ ،‬عَ ْن جَ ا ِب ٍر بن‬ ‫مَ ْس َلمة أَبُو مَ ْر َ‬
‫النبي )ص( قال‪َ :‬قا َل ِج ْ ِربي ُل‪َ :‬قا َل الل ُه عَ ﱠز وجَ ﱠل‪َ :‬هذَا دِ ي ٌن ْارتَ َضيْتُ ُه ِلن َ ْف ِيس‪ ،‬و َل ْن ي ْ‬
‫ُصلِحَ ُه إِال ﱠ‬ ‫ﱢ‬ ‫عبد الله‪ ،‬عن‬
‫فسمعت أ َ ِبي يقول‪ :‬حدﱠثني عبد امللك بْ ُن مَ ْس َلمة‬ ‫ُ‬ ‫صحِ بْتُمُوهُ(؟‪.‬‬ ‫الخلُ ِق؛ َفأ َ ْك ِرمُو ُه ِب ِهمَا مَ ا َ‬
‫الس َخا ُء وحُ ْس ُن ُ‬ ‫ﱠ‬
‫طربُ الْحَ د ِ‬
‫ِيث[‬ ‫حديث موضو ٌع‪ ،‬وعبد امللك ُه َو‪ :‬مُض َ‬ ‫ٌ‬ ‫ِيث‪ُ ،‬‬
‫وَه َو‬ ‫ِبهَ ذَا ا ْلحَ د ِ‬
‫* وجاء يف املجروحني )ج‪/2‬ص‪] :(733/134‬عبد امللك بن مسلمة شيخ يروي عَ ن أهل الْ َمدِينَة الْمَ نَاكِري‬
‫ا ْل َك ِثريَة ا ﱠلتِي َال تخفى عىل من عَ نى ِبعلم ال ّسنَن روى عَ ن إِب َْراهِ يم بن أبي بكر بن ا ْل ُمن ْ َكدر َقا َل َس ِمعت‬
‫عمي مُحَ مﱠد بن ا ْل ُمن ْ َكدر ي َُقول َس ِمعت جَ ابر ب َْن عَ بْ ِد ال ﱠل ِه ي َُقو ُل َس ِمعْ ُت َر ُسو ُل ال ﱠل ِه‪ ،‬صىل الله عليه وسلم‪،‬‬
‫اىل إِن َهذَا الدﱠين أرتضيه لن َ ْفيس وَلم يصلحه إ ِ ﱠال السخاء وَحسن‬ ‫ي َُقول َقا َل ِج ْ ِربيل َقا َل الله تبَارك وَ تَعَ َ‬
‫ا ْلخلق فأكرموا عَ َلي ِْهمَ ا مَ ا صحبتموه(؛ أخربناه بن ُقتَيْبَة َقا َل حَ دثنَا عبد ا ْلملك بن مسلمة َقا َل حَ دثنَا‬
‫إِب َْراهِ يم بن أبي بكر بن ا ْل ُمن ْ َكدر[‬
‫* وجاء يف تاريخ اإلسالم ]ت تدمري )‪] :[(271/16‬وقال ابن يونس‪ُ :‬من ْ َكر الحديث‪ .‬قال‪ :‬وهو موىل‬
‫جَ ْزء بن عبد العزيز بن مروان‪ ،‬وكان فقيهً ا من أصحاب مالك‪ ،‬وُ ِل َد سنة أربعني ومائة‪ ،‬ومات يف ذي‬
‫أربع وعرشين ومائتني[‬ ‫الحجة سنة ٍ‬
‫* وجاء يف لسان امليزان )ج‪/4‬ص‪] :(205/68‬عبد امللك بن مسلمة عن الليث وابن لهيعة قال بن يونس‬
‫منكر الحديث وقال بن حبان يروي املناكري الكثرية عن أهل املدينة[‬
‫* ولكن جاء يف الثقات )ج‪/8‬ص‪] :(14018/387‬عبد ا ْلملك بن مسلمة الفهمي )كذا!!( من أهل مرص‬
‫الربيع بن ُس َليْمَان[‬ ‫يروي عَ ن ُس َليْمَ ان بن ِب َالل واملرصيني روى عَ ن ُه ّ‬
‫الرواة عن مالك للرشيد العطار )ص‪] :(496/107 :‬عبد امللك بن مسلمة القريش الحجازي‪ .‬سكن مرص[‬

‫‪34‬‬
‫بشائر النرص‪ ،‬بمناقب مرص‬

‫* وجاء يف اإلمام أبو الحسن الدارقطني وآثاره العلمية )ص‪] :(405 :‬عبد امللك بن مسلمة‪) :‬عبد امللك‬
‫هذا كان بمرص‪ ،‬وهذا غريب عن مغرية بن عبد الرحمن‪ ،‬وهو ثقة([‬
‫* وجاء يف ترتيب املدارك وتقريب املسالك )‪)] :(372/3‬عبد امللك بن مسلمة بن يزيد موىل بني أمية(‪:‬‬
‫أصله من لوبية‪ ،‬يكنى أبا مروان‪ .‬قال أبو عمر الكندي‪ :‬وكان فقيها ً من أصحاب مالك‪ .‬مولده سنة أربعني‬
‫ومائة‪ .‬وتويف سنة أربع وعرشين ومائتني[؛ ولم يقل غري هذا‪ ،‬مع أنه طول جدا ً يف الكالم عن يحيى بن‬
‫عبد الله بن بكري؛‬
‫* وجاءت قصص مهمة يف تاريخ ابن يونس املرصي )‪] :(884/326/1‬عبد امللك بن مسلمة بن يزيد‬
‫وبى )موالهم املرصي(‪ :‬يكنى أبا مروان‪ .‬جده يزيد موىل جزىّ بن عبد العزيز بن مروان‪ .‬يقال‪ :‬كان‬ ‫ال ّل ّ‬
‫أصله من لوبية‪ ،‬وكان فقيها من أصحاب مالك‪ ،‬وكانت فيه غفلة وسالمة‪ .‬يروى عن مالك‪ ،‬وابن لهيعة‪،‬‬
‫والليث‪ .‬منكر الحديث‪ .‬قال يحيى بن بكري‪ :‬أبطأ علينا ‪ -‬يوما ‪ -‬حبيب »كاتب مالك«‪ ،‬فقال مالك‪ :‬يقرأ‬
‫بعضكم‪ ،‬فقلنا لعبد امللك بن مسلمة‪ :‬اقرأ‪ .‬فجعل يقرأ‪ ،‬فكلما م ّر باسم ابن شهاب‪ ،‬قال‪ :‬شهاب )فعل ذلك‬
‫مرارا(‪ ،‬حتى ضجر مالك ضجرا شديدا من كثرة ما ير ّد عليه‪ ،‬حتى ه ّم أال يحدثنا بيشء‪ .‬وقال ابن بكري‪:‬‬
‫كنا عند مالك‪ ،‬فربما لم يحرض معنا عبد امللك‪ ،‬فإذا انرصفنا‪ ،‬أخذنا ألواحه‪ ،‬فكتبنا فيها بعض ما سمعنا‬
‫مما لم يسمعه‪ ،‬فنقول له‪ :‬اقرأ ألواحك‪ ،‬فيقرؤها ويقول‪ :‬حدثنا مالك‪ ،‬حتى إذا فرغ منها‪ ،‬ضحكنا منه‪.‬‬
‫وقال يحيى‪ :‬كنا نقول له‪ :‬كتبنا لك‪ ،‬فيقول‪ :‬هي ألواحي‪ ،‬وأنا كتبتها‪ ،‬وسمعتها من مالك‪ .‬قال‪ :‬فنعجب‬
‫فقربت إليه جزءا‪ ،‬وفتى مكسورا«‪.‬‬ ‫منه‪ ،‬ونضحك من شدة غفلته‪ .‬وقرأ لنا عىل مالك يف »النّذور«‪ ،‬فقال‪ّ » :‬‬
‫فضحك مالك‪ ،‬وقال‪» :‬جرو قثّاء مكسورا«‪ .‬عافاك الله‪ .‬توىف يف ذي الحجة سنة أربع وعرشين ومائتني‪.‬‬
‫ويقال‪ :‬كان مولده سنة أربعني ومائة[‬
‫]قا َل‬ ‫* وجاء بعض ما سلف عند ابن يونس باختصار يف سري أعالم النبالء ]ط الحديث )‪َ :[(474/8‬‬
‫اب َقا َل‪:‬‬ ‫مَة َفلَمﱠ ا مَ ﱠر ِباب ِْن ِشهَ ٍ‬ ‫طأ َ حَ ِبيْبٌ َف َقا َل مَ ا ِل ٌك‪ِ :‬لي َْق َرأ ْ بَعْ ُ‬
‫ض ُكم َف َق َرأ َ عَ بْ ُد ا َمللِكِ ب ُن مَ ْس َل َ‬ ‫ري‪ :‬أَب َ‬
‫يَحْ يَى ب ُن بُ َك ْ ٍ‬
‫ان يَغِ يْبُ َفيَ ْكتُبُ ِيف أَلوَاحِ ِه مَ ا ي َْسمَ ُع ِم ْن مَ الِكٍ َفي َُقوْ ُل‪ :‬أَنَا َكتَبْتُ ُه‬ ‫ض ِج َر مَ ا ِل ٌك‪ ،‬وَ َك َ‬ ‫مرارا ً وَ َ‬‫ِشهَ ابٌ َفعَ َل ذَ ِل َك َ‬
‫كسوْرا ً"‪َ .‬ف َضحِ َك مَ ا ِل ٌك‬ ‫ور َقا َل‪َ :‬ف َق ﱠرب ُْت إ ِ َلي ِْه "جُ ْزءا ً وَ َفتَ ًى مَ ُ‬ ‫وَق َرأ َ َلنَا عَ َىل مَ الِكٍ ِيف النﱡذُ ِ‬ ‫َفيَعجَ بُ ِم ْن تَ َغ ﱡفل ِِه‪َ ،‬‬
‫اب ب ُن َسعْ ٍد حَ ﱠدثَنَا عَ مْ ُرو ب ُن‬ ‫وَاها‪ :‬ابْ ُن يُوْ ن ُ َس حَ ﱠدثَنَا عَ بْ ُد الوَ ﱠه ِ‬ ‫وَقا َل‪ِ " :‬ج ْر َو قِ ثﱠا ٍء مَ ْك ُسورا ً" عَ َافا َك الل ُه َر َ‬ ‫َ‬
‫ري َفذَ َك َر َها ُك ﱠلهَ ا[‬ ‫الرس ِح حَ ﱠدثَنَا ابْ ُن بُ َك ْ ٍ‬
‫بن ﱠ ْ‬ ‫أَحْ مَ َد ِ‬
‫وتأمل النقول آنفة الذكر يتبني‪:‬‬
‫أوال ً‪ :‬أن ابن حبان ذكره يف الثقات من الرواة عن سليمان بن بالل‪ ،‬واملرصيني‪ .‬ولعل ابن حبان كان يظنه‬
‫رجالً آخر‪ ،‬ولعل األجزاء أو النسخ التي وقعت البن حبان من حديثه تصفه بـ)املقرئ(‪ ،‬أو )املرصي(‪،‬‬
‫الربيع بن‬ ‫وتصحفت هذه إىل )الفهمي(‪ .‬وهو رجلنا بدون شك‪ .‬ولم يقع يل يشء من حديثه من رواية ّ‬
‫ُس َليْمَ ان‪ ،‬صاحب الشافعي‪ ،‬وكل ما وقع يل من حديثه عن سليمان بن بالل صحاح‪ ،‬ال غبار عليها‪ ،‬وكلها‬
‫قد توبع عليها؛‬

‫‪35‬‬
‫بشائر النرص‪ ،‬بمناقب مرص‬

‫ثانيا ً‪ :‬القصص التي رواها يحيى بن عبد الله بن بكري تبني من أين جاءت املناكري )وربما‪ :‬املوضوعات( يف‬
‫حديثه؛ فهو صدوق يف نفسه‪ ،‬إال أنه سليم الصدر إىل درجة الغفلة‪ :‬فال يستبعد إذا ابتيل بصحبة شيطان‬
‫خبيث‪ ،‬ووثق فيه‪ ،‬أن يكتب يف ألواحه‪ ،‬ويدخل عليه األباطيل‪ :‬فليس كل الرفاق يف أمانة ودين يحيى بن‬
‫عبد الله بن بكري؛‬
‫ثالثا ُ‪ :‬ما ذكر من الخطأ والتصحيف يف القراءة‪ ،‬وهو قليل جدا ً ينبغي أن ال يرض‪ ،‬وال يكاد ينجو من مثله‬
‫أحد؛ ال سيما عند من نشأ عىل قراءة القرآن كصاحبنا هذا‪ ،‬ألن املصاحف آنذاك كانت قد قاربت الكمال يف‬
‫التقييد والنقط والتشكيل‪ ،‬وتكتب بأحسن الخطوط وأوضحها‪ ،‬فمن نشأ عليها‪ ،‬وأدمن قراءتها‪ ،‬فال بد أن‬
‫يتعثر قليالً أو كثريا ً يف قراءة ما لم يكمل تشكيله ونقطه؛‬
‫رابعا ً‪ :‬أنه كان فوق الثالثني من عمره عندما احرتقت كتب ابن لهيعة سنة ‪ 171‬هـ‪ ،‬ومرض بعدها ابن‬
‫لهيعة وضعف‪ ،‬فال ينبغي أن يكون ثمة شك يف أنه سمع منه أيام قوته‪ ،‬وكذلك من الليث بن سعد‪ ،‬ألن‬
‫هذين كانا هما أئمة أهل مرص واملقدمني من مشيختها‪ ،‬فال يتصور أن يبدأ بغريهما‪ ،‬ثم من عامة شيوخه‬
‫املرصيني‪ .‬ثم رحل إىل املدينة النبوية الرشيفة فأدرك مالكاً‪ ،‬وطول اإلقامة هناك‪ ،‬وأكثر عن شيوخها حنى‬
‫ليبي‬
‫ٍّ‬ ‫ظنه بعض املصنفني حجازيا ً أو مدنياً‪ ،‬وليس ذلك بصحيح‪ :‬فهو مرصي أبا ً عن جد‪ ،‬من أصل‬
‫)وكانت ليبيا تلفظ آنذاك‪ :‬لوبيا!(‪,‬‬
‫يش‪ ،‬موالهم‪ ،‬امل ِ ْ ِ‬
‫رصيﱞ ‪،‬‬ ‫مَة ب ِْن ي َِزي َد ْ ُ‬
‫األمَ ِويﱡ ا ْل ُق َر ِ ﱡ‬ ‫لذلك نستخري الله ونقول‪ :‬أبو مَ ْروَا ُن عَ بْ ُد ا ْلمَ لِكِ بْ ُن مَ ْس َل َ‬
‫املقرئ الفقيه‪ ،‬ليس به بأس‪ ،‬ال سيما يف حديثيه عن املرصيني‪ ،‬وسليمان بن بالل؛ وهو من أهل السماع‬
‫الصحيح القديم من ابن لهيعة؛ وكانت فيه سالمة وغفلة‪ ،‬فأدخلت عليه مناكري يف حديثه عن املدنيني غري‬
‫سليمان بن بالل‪ ،‬لعلها من أفاعيل الخبيث حبيب بن رزيق كاتب مالك؛ والله أعلم وأحكم‪.‬‬

‫اإلصدار األول‬
‫حرر يف لندن؛ يوم األحد‪ ،‬الخامس عرش من شعبان املعظم ‪ 1434‬هـ‪،‬‬
‫املوافق‪ 23 :‬يونيو‪ -‬حزيران ‪ 2013‬م‬

‫‪http://www.tajdeed.net‬‬
‫‪https://www.tajdeed.org.uk‬‬

‫‪36‬‬

You might also like