Professional Documents
Culture Documents
كروموسوم y
كروموسوم y
كروموسوم واي
مجموعة قصصية
إسم الكتاب:كروموسوم واي
المؤلف :هالة الطيب بشار
رقم االيداع2018/221 :
ردمك978-99942-1-203-3 :
ايميل المؤلف:
halabashar1977@gmail.com
الناشر
دار المصورات
ان دار المصورات للنشر غير مسؤولة عن آراء المؤلف وأفكاره ،وتعبر االراء واألفكارالواردة
في هذا الكتاب عن وجهة نظر المؤلف وال تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الدار.
تنتظرهن كومة ال�صرب ذاتها و حتيط بهن لت�شكل طوق حماية من بع�ض
�ضيوف ال�شاي الثقالء الذي يجئ بع�ضهم و لي�س له ثمة ارتباط ب�رشب
ال�شاي و لكنهم فقط يجيئون للت�أكد من بائعة ال�شاي ..كوراء هي ام
حوراء .
قال :كل يوم مير عليهم يف ال�سجن ت�أكلهم الذكري للعي�ش الذي
عا�شوه
عي�ش رغيد بثمن زهيد
هاهي حريتهم زهقت بعد �أن كانوا �أحرارا و مل يكونوا �أحرار
قالوا :كيف هذا يا رئي�سنا ..؟
قال :كانوا �أحرارا يف جمع ما لي�س لهم .
و مل يكونوا �أحرار عندما فقدوا ال�سيطرة علي �أنف�سهم.
قالوا :كيف فقدوا ال�سيطرة ؟
قال :عندما تظن انك امل�سيطر علي الأمور كلها حتي بني الإن�سان هم
حتت �سيطرتك و بالتايل حقوقهم ال تندرج �إال حتت حقوقك.
ال�سكوت لهم و لك الكالم
املجد لك و لهم املالم
ال�صحة لك و لهم اجلذام
�أنت احلالل و هم احلرام
�أنت الكرمي و هم اللئام
لك الكثري و لهم القليل من الطعام
لك البعري مبا حمل و لهم اخلطام
لك الثمار و لهم احلطام
لك الأعايل و لهم الركام
لك ال�سالم و لهم اخل�صام
لك ال�سكينة
و لهم تزعزع و �إنهزام
لك �إحرتام و هم دون �إحرتام
لك البيوت املرفهة و لهم الدلقن و اخليام
ملفح الكتان الذي تتلفح به و مل تفلح تلك العبارات ايل �أن ي�ستهجنه
ناخبوه املخل�صون له و غري املخل�صني ..كلهم �أجمعوا عليه كمخل�ص
كروموسوم واي 14
بك�رس الالم مع الت�شديد خمل�صهم من ل�ؤم و �شدة ب�أ�س حكومة �سابقة
عندما انتخبوه يف املرة الفائتة .
مل يلتفتوا لتلك الكلمات النيئة غري النا�ضجة و الناتئة غري امل�ستوية علي
بالط الكلمات و مت �إدراجها داخل �إطار احلرب الباردة التي حتدث
لزرع الفرقة و ال�شتات جتاه ناخبو املخل�ص املخل�ص .
انتهي الأمر هنا و لي�س هذا بال�شئ الغريب cold warفقط ..
و انتهي الكوراك .
لكن الغريب يف الأمر �أن ت�صدر ذاك امل�ساء ها�شتاق منه �شخ�صيا و
لي�س من �إدارة حملته وهو
�ست ال�شاي _ يف ح�شاي.
لن �أ�شكو قلة ال�سكر و �أنت ت�سكرين بر�ؤيتك ..للحد الذي نبهني
الطبيب ذات �آخر مرة زرته فيها ب�أن الن�ش�أ احليواين يرتاكم يف ج�سمي
ثم هم�س باللغة الإجنليزية حمدثا طبيب �آخر كان قد جل�س بجانبه حدثه
بكلمة ك�أنها جاليكوجني ..بل هي جاليكوجني ..حينما قالها يل �أنا
�أي�ضا ثم عطف عليها كلمة �آ�سف ..ماكان يدري �أين �أي�ضا �أفهم اللغة
الإجنليزية لكن ال �أ�ستطيع متييز امل�صطلحات العلمية ..
ن�صحني ب�أن �أقلل من ال�سكر قدر امل�ستطاع لأنه �سيكون هناك خطرا
حمدقا بي يف امل�ستقبل ..
قلت له يف �رسي ال �أ�ستطيع و هززت ر�أ�سي موافقة علي ن�صيحته يف
الوقت ذاته ..
�إحداهما ال يتجاوز قطرها � 25سم �أو تزيد قليال ..و الثانية بعر�ض
�أقل وطول حني ال�رضورة تلحد فيها حني ي�أتي يومها املوعود ..يوم
قيامتها ال�صغري ..
قد تعود ت�سمية �إنبعاث احلياة للرجل �ضمنيا حني ي�ؤكد �أن احلياة تنبعث
�إليه يف �آخر نهار جمهد و �صاخب بهموم احلياة ..فينتع�ش لرائحة هذا
املزيج املبهج و املهيج لطاقة تدفع عجلة احلياة و �إقت�صادها وفق ما ال
يتوقعه متخ�ص�ص يف هذه ال�ش�ؤون..
�أ�ضخم خبري �إقت�صادي در�س الإقت�صاد علي نظرية �أم ثالث ..ماء و
ب�صل و ويكة ..
بد�أت حفرة �إنبعاث احلياة تتحكم يف ت�سيري �سلطة البلد ال غرو يف
ذلك فالإقت�صاد و احلياة الإجتماعية العالية و الرفاهية �أ�صبحت ال
تنف�صل عن بع�ضها و تتوطد العالقة بينها مع احلفرة ذاتها ..
علي قدر �إنعتاقها و مرونة احلطب دائما ما ت�أتي النتائج..
مرونة احلطب املتمثلة يف �إختيار النوع املنا�سب الطلح �أم الهبيل
�أم ال�شاف؟..
ففي جوالته التفقدية ال�رسيعة لأرجاء املنزل التي يقوم بها يوميا ومن
�ضمنها حفرة �إنبعاث احلياة يجد الذي يجده غمر باملاء ..
�أو ,,
ال يجدها �أ�صال بعد �أن ت�ساوت بالأر�ض يف وقت كانت تنفث برائحة
ال�شوق و الع�شق ال�شوق الأب��دي وع�شق ال يدانيه ع�شق �إال ع�شق
املت�صوفة ..
مما ي�صيبه يف عنفوانه ..ال ي�س�أل عن �شئ فهو من نوع الرجال الذين
ديدنهم الكتمان و الكتمان ذي ال�رصامة ..
لرمبا رجعت به الذاكرة قبل يوم �أو يومني ..لي�ستذكر ما ال�ضيق الذي
�سببه لها ..
لكنه ال ي�ستطيع �أن يلومها ..لأنها ما كانت لتلومه �أبدا ال تلومه علي
�أي �شئ تاركة له احلبل علي القارب يفعل ما يريد متي يريد..
ال يدري �أحد هل هو فرط الثقة �أم �إنفراطها ؟ �أم �إنها ت�أثرت بنبات
رغم �أنها ما ن�سيت و�صية جدتها لها يف يوم عر�سها ..دخلت اجلدة
املطبخ بخطوات متثاقلة جدا كمن يجر وراءه �أك��وام من الهموم
والك�آبة ..رغم �أنها مل تكن كذلك لكن عوامل مثل كرب ال�سن وجريان
نهر الزمن املتقادم علي ج�سدها جعل حركتها هكذا
دخلت املطبخ وخرجت منه حتمل يف يدها جك من الألومنيوم ممل�ؤ
باملاء ومت�أبطة غربال قدمي ..
وقفت �أمامها و�سكبت ماء جك الألومنيوم يف الغربال القدمي ..
�إنبهل املاء يف الأر�ض بقلة �صرب ..ثم قالت :يا بتي البي�ضمن الرجال
ي�ضمن املوية يف الغربال ..
ثم قالت � :إذا ما �صو�صلتي البليلة كوي�س بيح�صل �شنو؟
ردت الفتاة وهي جتل�س علي كر�سي التعليم والتعلم من احلبوبة املعلمة
الأويل ..ردت حني ردت بتكون بي حجارتا ..
�أها يابتي الرجال البليلة �أم حجار ..بتقدري تاكليها ؟ بتتااكل ؟ كناية
عن قهر الرجال و ب�أ�سهم ال�شديد كلهم يف بع�ضهم وبع�ضهم يف كلهم
ذكرت اجلزء و �أرادت الكل ..
م�ضي �إيل عمله بعد �أن ودعها ..مل تقم من مكانها � ..إنتظرته �إيل حني
�أغلق الباب وراءه ..نه�ضت �رسيعا ..واربت الباب لتنظر �إليه نظرات
مت�سكعة بت�أين جموح ..
تعود ملكان �إ�ستلقت فيه قبل خروجه لتجد برنامج متلفز برنامج يتزامن
مع قرار نكران حالة الدخان الذي �إعتمدته قبل يومني ويتعار�ض معه
ب�ضدية ..
كانت فكرة الربنامج تدور حول املهرجان ال�سنوي الذي تقيمه دولة
من الدول املتقدمة يف التقانات الزراعية ..كرنفال ال�شجرة ..خ�ص�ص
ذاك العام لنباتات و �أ�شجار ت�ساهم يف زينة الن�ساء و �إنبعاث اجلمال
�إنتهي..
تطلعها يندرج فوق و حتت وبني �أواين الطبخ و ال�ستائر و املفار�ش ..
و �أماين حليازة كمية كبرية من احللي الذهبية و املجوهرات ..و هذه
الأمنيات تندرج حتت بند التطلعات الذكية وفقا للمثل الذي يقول
القر�ش الأبي�ض لليوم الأ�سود ..
تو�أم غري مت�شابه يف الوقت الذي كانت متيل �أقدار نحو الإ�سمرار كانت
�إ�رصار بلون قامت ..لون النب املقلي بطريقة و�ضع النب بني جمرات النار
يف قدح خ�شبي ثم حتريكه بنف�ضه يف الهواء ثم �إرجاعه ..
تو�أم غري مت�شابه يف حالة ت�آذر معها و ت�آمر �ضده حينما قالت له:
بناتي بنفعني و ما عندي �شغلة بيك ..
عر�س طوايل الليلة قبل باكر ..
قالت هذا الكالم ب�شجاعة حت�سد عليها ..
ثم �إلتفتت �إيل احلائط متمتمة ..
الرجال ..
البليلة ..
الرجال البليلة ..
البليلة �أم حجار..
�أخربها ب�أنه هذه املرة ال يريد دعوة �أي �أحد من رجاالت القرية ..
�سوف يعمل ال�سماية حتت بند كرامة و �سالمة � ..سوف يذبح اخلراف
ويتم توزيع اللحم يف بيوتات القرية بدون �أدين �ضجة ..
و يف نف�سه كان يقول �سوف �أقيم عر�س عظيم لأم الولد اجلديدة و
بعد �أن ت�أتيني به �س�أقيم العر�س الأعظم ..كل القري املجاورة �ستحتفل
يف بيتي ذاك اليوم � ..سوف تقرع الطبول من جهة ومن جهة �أخري
كروموسوم واي 34
�ستدق النوبة حتي ال�صباح �س�أقيم حلقة ذكر كبرية و ت�أتي فطوم اخلبرية
يف رمي الزالبية لت�صنع �صنيعها من الدقيق و خمرية البرية ..ال�شاي
تدور كفاتريه علي النا�س مع الكبابي و كل زول يف القرية ي�رشب مرتني
و �إذا �أراد �أكرث من ذلك فله مايريد ..ثم ت�أوه � ..أخرج �آهة عميقة من
الداخل ..
�س�ألته�..إن �شاء اهلل خري و�سالمتك من الآهة �..إنتبه حينها �إنه مع �أم
البنات مازال طلبت منه �أن يحمل �إحدي البنتني و يقبلها كعادته حينما
تولد له بنت يف كل مرة حيث كانت هذه زيارته الثانية لها بعد خما�ض
ع�سري ..الأويل كانت بعد �أن دخل وحتمدل لها ال�سالمة و البنتني
طريتني باملاء الأمنيوين ..
زيارته الثانية ت�أتي يف اليوم اخلام�س ..ماكان مهتم ب�أمر ال�ضيفتني
احللوتني اجلديدتني بل كان كل همه من�صب جتاه الع�صارة البلدية
اجلديدة التي �أقامها يف قرية جم��اورة ..كان �أكرث همه يدور حول
التفاو�ض من �أجل �رشاء جمل للع�صارة اجلديدة..
فهو ميتلك �أ�سطول ع�صارات بلدية تنتج زيت ال�سم�سم النقي � ..إ�ضافة
�إيل �أنه مزارع قدير ..ميتهن زراعة ال�سم�سم مهنة متوارثة �أبا عن جد ..
فهو مزارع
�إبن مزارع
�إبن مزارع..
�إن�صاع حلديثها ..جل�س بجانبها و �أخذ �أقدار و�ضعها علي كتفه ..
أح�س ب�شئ دايفء ي�سيل علي ظهرهكانت تتميع كما ال�صغار يتميعون � ّ
كانت قد تقي�أت ..نظرت الأم نظرات �إعتذار و قالت �إنها مل تربت
علي ظهرها بعد �أن �أر�ضعتها و ما جت�ش�أت لأن �رصاخ �إ�رصار �أزعجها
ف�أخذتها عجلي ..
قام بتبديل اجلالبية ..بعدها خرج م�رسعا من الدار متجها نحو ال�سوق
حيث يعمل يف �إدارة الع�صارة ..و يف طريقه �إيل هناك �إلتقته �إحدي
قريباته �سلمت عليه و �أخربها �أنه رزق ببنتني ..المته لوم يائ�س ..
حدثها كثريا لأنه يعي�ش حالة غبطة �إ�ستثنائية نتيجة للموعد الذي
ينتظره و يرجوه و يتمناه ..موعد مع فتاة الطا�رش الق�صرية ذات ال�صدر
النا�زش وال�صوت غري الن�شاز ..حدثها عن معار�ضة الداخل و معار�ضة
اخلارج و �إنتهازية النظام و جرجرته ومتاطل �ساحق و تزييف للحقائق
و حوار يف الردهات و والئم وملذات ..
�إبتعد عن الإطار الذي يعي�شون فيه و يتعاي�شون معه �إيل واقع �آخر حيث
�إقتتال �سافر و دمار من �أجل �إقامة دولة خالفة مزعومة علي الأنقا�ض
و حينما �س�ألته :مامعني �إرهاب ؟ ..
�أخربها ب�أنها حالة من الرهبة و اخلوف و لتقريب م�سافة الفهم و
الإدراك عندها � ..س�ألها عن �إح�سا�سها عند �سماع �صوت الو�شا�شة
ال�صوت الذي ت�صدره لتنبيه فرائ�سها �..س�ألها ما الذي �ست�شعرين به
حينها ؟
�أخربته ب�أنه �إح�سا�س متداخل ..مزيج من اخلوف والرغبة يف اجلري و
الرك�ض املت�سارع ملغادرة املكان ..
بال�ضبط هذا هو الإرهاب جاء رده حمركا يده �أمام وجهه ليه�ش ح�رشة
من ح�رشات الليل ثم بد�أ يف ال�رشح ..
كروموسوم واي 38
الإرهاب نوع من �أنواع الإجرام يتلزق بالإ�سالم � ..صنيع �إجرامي
يتلفع زورا وبهتانا برداء �إ�سالمي ..وكلمة �إ�سالم تعني �سلم و�سالم و
مودة م�صحوبة ب�سلوك مهذب � ..سلم و�سالم داخلي للإن�سان يرتجمه
لأفعال خارجية �..أالقيك �ألقي عليك ال�سالم ..ت�أمن جانبي فقط
لأنني قلت ال�سالم عليكم ..
(امل�سلم من �سلم امل�سلمون من ل�سانه ويده)..
امل�سلم يده ال تبط�ش بالآخر ..ال ي�ؤذي �أحد و قبل ذلك ال يجعل �أحد
يت�أمل منه بكلمة ينطقها بل�سانه همزا و ملزا ..ومن كان غري ذلك فهو
يتلزق بدين �سمح كرمي ..دين الت�سامح و ال�سماحة والكرم ..
الإرهاب ..رهبة �أوال و هروب ثانيا للإن�سان العادي و قبله �إنبهار
بفكر مو�سو�س مطمو�س و معادي للقيم الإن�سانية و غلو لل�شخ�ص
الذي يقوم مبعاجلة هذة الأفكار املطمو�سة داخل عقله ثم يعتنقها بعد
�أن يزاوجها بالو�سو�سة مدمرا ذاته �أوال و �أ�رسته وقريته �إ�ضافة ملا يحدثه
من �رضر فتاك بالآخرين ..
بعد كل هذا ال�رشح بادرته بال�س�ؤال مرة �أخري ..
هو �شنو؟
و ل�شنو النا�س بتكتل يف بع�ض بال�شكل دا ؟
و بال�صورة دي؟ معقول الكالم دا؟
و معاهم ن�سوان كمان؟
ثم بلغتها الب�سيطة قالت وهي جترجر يف ثوبها لتغطي جبهتها ..
ياخ �أنا عندي فارة يف ال ُتكل جمنناين حلدي �أ�سة ما قادرة �أعرف �أكتلها
وال �أخليها ..مرات �أقول �أتخل�ص منها �أقول ميكن يكون عندها �صغار
�أقوم �أغري ر�أيي و �أخليها ..
تقول يل بيكتلو بني �آدمني عديل ؟
كان الليل قد �أليل و كان ينبغي له الذهاب ال �سيما و القرية �ضيقة جدا
فتاة الطا�رش رجعت �إيل �أمها تعاين حالة نفاخ معهودة والتي ت�أتي
كنتيحة حتمية حني ميكث رجل جوار �إم��ر�أة ل�شهور دون �أن متنعه
موانع و حواجز و �أ�سوار �أو حتي جدار ه�ش مته�ش�ش ..
�أقدار و �إ�رصار كربتا قليال بد�أت �أمهن تعودهن علي اجللو�س رغم
�إنفداع عنق كل واحدة منهما �إنفداعها للوراء ..و �إندفاعها هي
كروموسوم واي 42
لت�سندهن بعد �أن هي�أت لهن مقعدين بعد زحزحة الرمال وغر�ستهما
يف الأر�ض بجانبها لت�ؤكد �أنهن وردتني مزهرتني من نبتة هي ذاتها التي
جتل�س بجوارهن ..النبتة املزهرة ..
�إنطلق خرب زواج فتاة الطا�رش مبجرد مغادرتها القرية نحو مزارع
ال�سم�سم � ..إنطلق بخا�صية و نظرية �رس خليهو بيني وبينك ..ن�ساء
القرية تلتقي واحدة بالثانية تو�سو�سان ببطء بعد �أن تنتهي الرثثرة �رسيعا
و قبل �أن تودع الأخري �أختها تقول لها �رس خليهو بيني وبينك ..
�إنتهي ال�رس حيثما �إبتد�أ بعد �أن دار دورة كاملة يف �أر�ض القرية يف زمن
�أقل من �ضحوية نهار غائظ..
�آخر من �سمع اخلرب يف القرية هي �أم البنات فقد كان اجلميع متوج�س
من �أن يو�صل لها هذه الفجيعة فتحدث لها �صدمة م�ؤذية ت�صل �أذيتها
للبنات و خا�صة البنتني احلديثتني ..
فقد كان اجلميع مع فر�ضية تقول قد يجف اللنب يف �صدرها من هول
ال�صدمة ..فيكون الأثر قا�سيا يتجاوزها �إيل روحني �صغريتني بريئتني مل
تكونا قد �أكملتا �شهرهما الأول ..
الن�سوة ع�شن حالتي �صمت و وجوم تامتني ..لكنها كانت تقر أ� �شئ
يف �أعينهن حينما يزرنها ..كانت تطفر من �أعينهن نظرات ال�شفقة
عليها ..تطفر فعلته التي فعلها و الكل يعلم وهي حتي الآن مل تعلم
تعلم �شئ واحد فقط هو الآن يف مزارع ال�سم�سم غياب معهود �سنويا
�صادف �أن بقراتهم دخلن يف مو�سم اجلفاف وغرزن ..بائعة لنب املاعز
جتد عندها �سوق رائجة حني تبيع احلليب و الروب والفر�صة وال�سمن
..
�أخربتها بفعلته � ..أخربتها مبا فعل زوجها الذي هو الآن يف مزارع
ال�سم�سم كما تعتقد هي �..شعرت �إذا تكتمت عن الأمر �ستعي�ش
ب�ضمري معذب فهذه خيانة عظمي لأنها
ما مل يجده يف فتاة الطا�رش وجده عندها ..حبه القدمي و ع�رشة قدمية
وتفا�صيل حلياة بالرغم من �أنها ما كانت طويلة عقد وب�ضع �سنوات
لكن حدث فيها تراكم فعلي لأحداث جعلته ي�شعر بوخزات ال�ضمري
يف حالة التجلي و الإقرتان معها للحد الذي كاد �أن يعرتف لها ويعتذر
لكنه مل يعرتف ومل يعتذر لأنه كان يكره الإعرتاف و الإعتذار ..
�أعرتف ل�شنو؟؟
الزواج للمرة الثانية حق من حقوقي ..و �أعتذر ل�شنو؟؟
ما بعتذر ..هكذا ردد يف نف�سه ..
ق�ضي وطرا ..
و �أعطاها ظهرا..
نعم فقد �أعطاها ظهره ونام ك�أن مل ينم من قبل ..
كروموسوم واي 44
نام نومة �أهل الكهف ..
حينما فاق م�ساء ذاك اليوم وجد فتاة الطا�رش قد جاءت بفتاتها الأويل
و�سط حتفظ وتكتم �شديدين .الفتاة الأويل لها و التا�سعة له ..ح�صيلته
الآن ت�سع فتيات 8من الأويل و واحدة من الثانية هكذا قام بعملية
ح�ساب �رسيعة �إبتد أ� بخن�رص يده اليمني و �إنتهي ب�إبهامها ثم بد�أ بخن�رص
يده ال�شمال و �إنتهي بال�سبابة ..
م��ازال متكتما و متحفظا حيث ال ينفع التكتم يف قرية حمدودة
الأطراف ..ون�سيجها متما�سك للحد الذي حني يكح �أحدهم يف
طرف القرية ي�سمعه الذي بطرفها الآخر و�رسعان ما يجده عنده مم�سكا
بثمار القر�ض بكلتا يديه ..
كان وجال من �شماتة �أم البنات عليه لكنه �إ�ستبعد فر�ضية �شتمه وتعيريه
بقلة ال�صرب و �إ�ستلقاء �أذنيه لت�ستمع لكل من هب ودب ..ت�سمع
حتاري�شهم و �أفكارهم املغر�ضة و حتي يقي نف�سه كل هذه ال�رشور ..
قرر �أن ينتقل لفرتة م�ؤقتة لإحدي الع�صارات يف قرية تقع عند ملتقي
طرق ..لكن قبل �أن مي�ضي �إيل هناك ذهب حممال مب�ؤونة عامني �إيل فتاة
الطا�رش بارك لها املولودة ورمي ميني الطالق بالثالثة وخرج منها وهو
يردد (كفي اهلل امل�ؤمنني القتال) ..كان يرددها دائما كلما �إ�ست�صعب
عليه �أمر و تراكمت همومه ..
م�ضي �إيل حيث قرر �أن مي�ضي دون �أن يودع �أهل بيته الأول ..م�ضي و
ل بها ن�صف فناء دارها حتي �أم البنتني مازالت تعد يف الأ�شياء التي �إمت أ
..فر منهم
�إنها مل تنتبه له حني غادر فر َ
كمن ر�أي جمذوم ..
�أو كمن ر�أي �أ�سد جائع ..
و�صل هو للقرية التي كانت علي مفرتق طرق كان يريد ت�سلية نف�سه
بالقادمني من �شتي املناحي يريد �أن يذوب يف وجوههم ويذوي داخل
هوياتهم ثم يخرج ليعيد ت�شكيل و�صياغة ذاته من جديد �شعر ب�أنه يعاين
�شئ من الت�شتت كيف �إ�ستطاع ت�صديق النا�س و قبلها مل يكذب نف�سه
التي قالت له �إذا بحثت عن �أخري �ستجد ماتنال و �ستطول املحال ..
مكث وقتا لي�س بالقليل يرتب فيه نق�سه من الداخل ويعيد �إليها نوع
من الثبات و ال�صرب الذي �إفتقده كما عاد ي�صلي بخ�شوع بعد �أن كان
ينقرها نقرا يف ال�شهور املا�ضية ..عاد له �إميانه و الت�سليم بق�ضاء اهلل و
قدره منذ الأزل �أن يهبه ومينحه 9فتيات ..
� 9أ�شهر مكثها بعيدا يف غربته � 9 ..أ�شهر بالتمام و الكمال ويف اليوم
ال 9من ال�شهر ال 10جئن �إيل الع�صارة ن�سوة كن قد �إعتدن املجيئ
بعد �أن وزن لهن �أرطال الزيت التي �إعتاد �أن يزنها لهن دائما و معها
كيلوهات �أم جقوقة خفق قلبه ..
خفق قلبه حني �سمع حديثهن حول مغ�صة ال�رضة التي منحت الأويل
ولد ..خفق قلبه �أكرث و �أطرق لهن لي�سمع �أكرث ..ت�أكد له حني �سمع
�إحداهن ت�رشح للأخري �أن مغائ�ص املرة التانية خلتا جتيب ولد ..
ما كان يعد الأيام وال ال�شهور لكنه دخل �إيل دكانه وبد أ� يح�سب ب�رسعة
بطيئة متي هو جاء ..فوجد �إنه قد مكث فرتة كافية جدا �إذا كان يف
ذاك اليوم قد �أحدث معها �شئ ..اليوم الذي جتاذبته فيه نف�سه ب�أن
كروموسوم واي 46
يعتذر لها �أو ال يعتذر ..وقبلها �أن يعرتف لها �أو ال يعرتف ثم ق�ضي
وطرا و �أعطاها ظهرا ..
خفق قلبه �أكرث ..
تلجلج ..
قام من املكان ليجل�س يف مكان �آخر و �شعر بنوع من العط�ش �..رشب
حد الإرتواء لكنه مازال ي�شعر بالعط�ش �أكل حفنات من �أم جقوقة ثم
رجع ح�سا ح�سوات من املاء ..ترك باب الدكان مفتوحا
ومكان نومه ..
�أوكل كل �شئ ل�صبيانه و �إرحتل �إيل قريته الأم ..
كان قد دخل علي �أم البنات بعيون تدمع فرحا يف ذاك اليوم ..مدد كلتا
يديه يهز فيهما وهو يهتف..
ولد..
ولد..
ولد..
�أخريا ..يا �أم البنات ..يا �أمهن ..
�أخريا ..
ح تكوين �أم ()....
كان هناك �شئ ما لكن كعادته الذ ب�صمت مثقل ..و بد أ� يندب يف
�صمت ..كيف �أن طوريته التي �صمدت معه يف �أحلك املواقف ..
ال�شئ الذي جعله يتفاءل بها ..
ف�إنتاج العام املا�ضي تكلم عنه القا�صي و الداين ال �سيما حينما حتدثت
الإذاعة املحلية عنه بعد التقرير الذي قدمه كبري القرية للمفت�ش الزراعي
قرظ فيه �شمعون تقريظا بهيجا ..
و الذي حدث بعدها �أن تداول �أهل القرية ق�صة الطورية لكن القادم
غري املتوقع هو �إختفاء الطورية بني ع�شية و �ضحاها تبخرت الطورية
مثل ماء يف م�سطح وا�سع حتته نار ملتهبة و فوقه نهار غائظ ..
�إنتهي..
و ما �أن انتهي الدعاء حتى �أبدلت عكازتها �إىل يدها الأخرى ثم رفعت
ي�رساها لتدعو بدعاء �أ�ضمرته ..تريد �أن تعي�ش �سنة قادمة لتمار�س هواية
حمببة ..تربية (الع ّتان) وبيعها..
ن�صف قرن م�ضى و�أهل القرية ،و خا�ص ًة من ي�أتون غرباء ي�ستجريون
برم�ضاء ع ّتانها كما متار�س هواية جانبية �أثناء البيع هي التفاو�ض والكالم
بفمها الذي هو �أ�شبه بغرفة خالية بعد �أن تناثرت �أ�سنانها ..
�أم هدم تنحو مناحي غريبة ..قي الوقت الذي �أ�شارت �إيل حفر البئر
التي ي�ستقون منها هم و القرى املجاورة ..كانت �أول من ا�ستخدم
كنيفا و بقية �أهل القرية ي�سرتيحون ما زالوا يف اخلالء عند ال�صباح
الباكر �أو ليال ..مازالوا حتي ت�أريخ هذه اللحظة ..
�أم ِه ِدم تقطن بالقرب من بئرها و تظل يف حالة ترقب و تيقظ لكل
الواردين ..ت�سلم و ت�س�أل عن الأحوال ب�أنف ف�ضويل م�ستعرا ال�ستقاء
�أية معلومة ..
ت�س�أل عن �أي �شيء ..بد ًءا بالزروع و انتهاء مبا يوجد يف حمفظات
العجائز ..يحدث هذا بعد انتهاء مو�سم اخلريف ..يجيء الواردون
�إىل بئرها زرافات زرافات ..يجيئون وحدانا �أحيانا ..وتكون هي قد
جهزت �أ�سئلتها و �إجاباتها معا ..
تبد�أ بالواردين من قريتها القدمية لت�س�ألهم �س�ؤالها املعهود (:ما الذي
حدث بني �شمعون و �أم بختني ؟)..
كان �شمعون قبل �ستني عاما �سنة خلون يحب �أم هدم حبا مل ي�صفه
الوا�صفون ..حبا حار فيه الع�شاق كلهم �أجمعون ..تفانى �شمعون
يف حبها و �أ�رستها ..كان هو الذي يزرع ويح�صد ويحتطب و يطمئن
علي القطعان ..
لكن ..
�أم هدم تركته حني �أتى ليتمم مرا�سم ارتباطه بها ..كانت تعي�ش حالة
كروموسوم واي 56
من حاالت العناد التي تتكرر عندها ثالث مرات يف ال�سنة مع بداية
كل ف�صل من ف�صولها ..
�شمعون انتقم لكرامته ف�ألب�سها ثوب زليخة بزرك�شة ذلك العهد القدمي
ثم نزعه منها ليدخلها يف مكيال بنيامني .
وقتئذ �أو وقتذاك ..ا�ستعرت ال�شائعات يف القرية ..بعد �أن كمنت يف
�صدر �شمعون كمون النار يف ال�شجر الأخ�رض ..
�أفراد �أ�رسة �أم هدم انتظروا حني غاب القمر ليحزموا �أمتعتهم يف جنح
الليل ثم غادروا القرية ..حينما �أ�صبح ال�صباح وجدوا �أنف�سهم يف
قيعان ذات �أ�شجار با�سقة (و �شيء من �سدر قليل) ..ن�صبوا خيمتهم
هناك �إىل حني ..
مع انبالج الفجر � ..أ�صبحت القرية تفتقد �أ�رسة كاملة ..لتبد�أ رحلة
البحث عن �أم هدم و �أهلها � ..أهل القرية طافوا كل الأمكنة و�س�ألوا
كل الأ�شياء املنظورة بل�سان طليق عن املفقودين ..الأ�شياء غري املنظورة
�س�ألوها ..لكن ال �أثر ..
التفت كبري القرية �إىل �شمعون الذي كان يربطم حينها بلغة «الهوهاي
و النوناي» ..بالإ�ضافة للروراي الذي يباغته على حني غرة ..لغات
غري معروفة �أو هي حمدودة املعرفة بحيز املكان املحدد والزمان الذي
هو كذلك ..
حني جيء به � ..س�أله كبري القرية �أوم�أ فقط حني �أجاب� ..أوم أ� ب�أنه هو
ال�سبب وراء هذا الفقدان ..جاء العقاب (جزا ًء وفاقا)..ملا فعل بعد �أن
فقدت القرية ب�سببه �أ�رسة كاملة ..
مت اختيار �أم بختني ليق�ضي معها بقية حياته � ..أم بختني التي ولدت يف
يوم مات فيه ن�صف �أهل القرية بدقيق م�سموم ..وعندما �أكملت عامها
الثاين ق�ضي �أبونيني علي القطعان املوجودة يف ذلكم احليز اجلغرايف ..
يف الليلة ذاتها ت�أتي �أم هدم يف ثوب �أبي�ض ق�شيب ت�أتي لكبري القرية و
تقول �إنها ا�ستخارت يف �ش�أن �شمعون كثريا ..لكنها ما كانت لرتى �إال
ثعابني ملتقمة فئرانا وتري غربان �سوداء و �أخري �ألبينو ..
ي�صحو كبري القرية من نومته ليخرب �شمعون بذلك حتي يقطع دابر �أي
خاطر يطوف حول �أم هدم ذات اجلمال ولكي ي�سرَ ي عنه قليال قال له
ل القلب )..(املر�أة اجلميلة تعجب العني لكنها ال مت أ
انكف أ� �شمعون علي ذاته و مل يخرب كبري القرية �أنها رفرفت حوله �ساعة
ال�سحرو�ساحمته علي �أي �شانئة قالها عنها لكنها يف الوقت ذاته قالت
له �(:س�أعود �إليك يف حالة واحدة حني ي�أتي الواق واق بن�سائه املائة
و �أبنائه و �أحفاده املليون كي يحرثوا الأر�ض يف بالدي وبعدها ينمو
قمحا خمتلفا وحبا و�سالما تتمدد �شجرياته يف الأفق و ت�أتي �أوراقها
علي هيئة �أياد بي�ضاء بعد �أن اختزلت يخ�ضورها� ..أياد بي�ضاء ممدودة
ومتحركة مع اجتاه ال�شم�س)..
كروموسوم واي 58
تخرج �أم هدم من �أ�سئلتها و �أجوبتها ب�صوت يناديها ..تدخل يف
كوخها ثم تخرج ب�رسعة ..تخرج لتكمل بقية احلديث وقبلها تروي
لهم عن زوجها �أبو هدم امل�سحور يف مالب�سه اجلديدة النظيفة ،فهو ال
يقرتب منها البتة وحني يحاول االقرتاب منها يخطو خطوة �أوىل ترتاءة
له كما ال�رساب و يف اخلطوة الثانية تغ�شاه زغللة ،وظلمة البحار تغ�شى
ي�شتم رائحة متداخلة للحيوانات البحرية .. عينيه ..ويف الوقت ذاته ّ
�أم هدم مت�سح فمها اخلايل بيد راجفة و �أ�صابع �أ�شبه ب�أعواد �شجر الأراك
لت�ستعد يف موا�صلة الق�صة ..ق�صة �شمعون و �أم بختني و كيف �أنه مت
ترحيلهم �إيل هجليجة يف م�شارف القرية ..و�أنها مكثت زمانا بعيدا
تنقع ثمار الهجليج لت�رشب ماءها علي الريق ظنا و توهما ال�ست�سقاء �ألمَ
بها ..
و يف ليلة مقمرة ا�ستيقظت القرية على �رصخات مدوية ..ن�ساء القرية
تلفعن بال�صمت و زحفن نحو ال�صوت و م�صدره الهجليجة ..جاءت
�آثار زحفهن �أعينا �آدمية منبلجة مل تعرف الإنغما�ض منذ ميالدها �..أي
�إن�سان عني يدور ب�رسعة ف�ضولية ..
حني و�صلن كلهن �إيل الهجليجة يف زمن واحد كانت �أم بختني تعاين
خما�ضا حقيقيا خرجت منها �صبية بهدوء بالغ بعد �أن تركت �رصخة
ميالدها بداخل �أمها ..مل يوجد تف�سري لذلكم حتى الآن ..لكن ن�ساء
القرية �سجدن �شكرا هلل �أن اال�ست�سقاء مل يعد خطرا يتهددهن بعد �أن
تكورت كتلته يف �صبية بلون الزيتون..
حينما ت�صل الرواية لهذا احلد � ،أم هدم ي�أتيها ما ي�أتيها ..كانت
حمرومة من الأطفال ..مل يرزقها اهلل ..جتيئها حالة من الطنني الداخلي
ترتجمه خارجيا �إيل هتاف و �رضب بالإرجل على الأر�ض و تقول�(:أم
بختني ال�سلك جتيب بت بلون الزيتون و �أنا ما عندي؟؟ يا ال�صاحلني يا
ال�صاحلني �أفزعوين � ..أفزعوين)..
ت�ستمر هذه احلالة �أ�سبوعا كامال ترتك فيه ال�صالة و �أوراد ال�صباح
وامل�ساء و متنع النا�س �أن يقرتبوا من بئرها ليعي�شوا حالة العط�ش �إال حني
انتهي ..
تذكر كيف �أن يده �إمتدت �إيل طافور ال�رضيرة حلظة اجلرتق البهيجة
و�سكبه علي الأر�ض حتت �أب�صار كل اجلمع حتت �أب�صارهم ووعيهم
�إعتذرت �أمه ب�أنه عنده ح�سا�سية �ضد الأرياح تق�صد بذلك الريحة و
العطور ..
رف�ضه لل�رضيرة جعل �أم العرو�س تدخل يف حالة ت�أكد فيما بعد �أنها
حالة �سبور وتطري ب�أنه �إذا مل يت�رض�رض �سوف يكب�س بنتها و الكب�سة
م�آالتها �أن متر�ض بنتها يف احلال �أو م�ستقبال �ستكون بال �أطفال ..
�صدر مر�سوم �أم العرو�س القائل ب�أنها قد تتنازل من العوائد لكنها �أبدا
لن تتنازل عن قرار هو �أن رف�ض العري�س لل�رضيرة كبري اخلطورة علي
بنتها حني ي�أتي بعواقب �أخطر ..
كروموسوم واي 68
كانت هناك بقية باقية من ال�صندل غري املك�سور واملحلب ..قامت
�إحدي عماته ب�سحن اخلليط و�أ�ضافت �إليه عطر غري معلوم يف وقت
بدل �ضائع و �أتت حتمله بدال عن ذلكم الذي تدرف�س ب�أقدام احلا�رضين
بعد �أن رمي به �أر�ضا ..
احلا�رضين الذين كانوا يف حالة �إنتظار لطقو�س قطع الرحط ..وتالزم
حالة الإنتظار حالة �إ�شتهاء ت�ؤرق اللواتي ي�شتقن �إيل قطع رحاطتهن و
من ثم ت�شتيت احللوي و بخ العري�س لهم بالعطر يف نهاية ال�سيناريو
الذي قد ميتد يف بع�ض املجتمعات �إيل رق�صة العرو�س حني ت�أتي
العرو�س بحركات م�صاحبة للغناء بوا�سطة �آلة الدلوكة تعر�ض فيه
العرو�س ج�سدها لأهل العري�س و احلا�رضين ك�أنها تر�سل ر�سالة تت�ضمن
خ�صوبتها وجمالها ..
عاد �إيل طفولته الأويل و�سنني درا�سته وعقدة الريا�ضيات التي تولدت
حينها و كيف �أنه مار�س قتل نوع معني من النمل حينما �أخربته �أمه
ب�أن �إ�سمه ال�رض ..ف�إنتقل من قتل ال�رض �إيل كل �أنواع النمل الأخري وما
توقف �إال بعد �أن كرب و �إ�شتغل ب�أمور �أكرب ..
�إجته �إيل ن�ساء �إخوته الغائبني فقام بتطليقهن بالنيابة عنهم وترك لكل
واحد منهم �إمر�أة واحدة �إيل حني عودتهم ..
ترك اللواتي لديهن �أطفال ُ كرث و قام بتطليق الالئي لي�س لديهن و
الأخريات اللواتي لديهن �أطفال �أقل وتكفل لهن برعاية الأطفال
69 كروموسوم واي
منطلقا من مبد أ� مقد�س (ال �رضر وال �رضار) ..يف هذه احلالة فقط فهو
يخ�ضع حلريف ال�ضاد والراء..تذلال و �إحرتاما ..
ال�شئ الذي �أثار عليه رجال الدين و �أكدوا يف املنابر ب�أنه يتدخل يف
�أمور و �ش�ؤون ال تخ�صه ..
الن�ساء املطلقات بيمينه الكاذب وغري املطلقات بيمني �أزواجهن عدن
�إيل بيوتهن ..كل الن�ساء رجعن ..زوج �أبيه ون�ساء �إخوته ون�ساء رجال
�آخرين يف القرية قام ب�إقناعهم فقد كان يحمل بني جنبيه �شخ�صية فذة
قادرة علي الإقناع ..
رجال الدين حتدثوا �إيل �أبيه وطلبوا منه �أن يلجمه بلجام ال�صمت
ويلملموا املو�ضوع حمليا قبل �أن يتطور ويذهب �إيل جهات عليا ..
ال�سبب الذي جعله يغادر القرية �إيل قرية �أخري متخفيا من نظراتهم
ونقماتهم وهناك حتول �إيل نا�شط بيئي و �إجته ملحاربة �أي �شئ ي�رض
بالبيئة ..
ال�رضبة قا�صمة الظهر �أتته حني �أُودع ال�سجن �سنني عددا بعد �أن جاءه
�إتهام من رجال ال�سيا�سة بالبلد ب�أنه يق�صدهم هم ال �سواهم ..
يق�صدهم حني يقدم خطبه الرنانة حول احل�رشات ال�ضارة و �إنبعاثات
الغازات الكربونية الأكرث �رضرا ..الغازات املنبعثة من عوادم رتل
�سياراتهم � ..أقحموه ال�سجن لأنه مل ي�ستطع النفي كما �أنه مل ي�ستطيع
الإثبات ..
مل ي�ستطع نفي �أنه حينما ينطق بكلمتي احل�رشات ال�ضارة ال يق�صدهم
ب�أنهم احل�رشات ..كما �إنه مل ي�ستطع الأثبات ب�أن احل�رشات ال�ضارة التي
يق�صدها هي الباعو�ض و الذباب ..
التهمة الثانية كانت متفرعة..
�إتهمهم يف تهمته الثانية الأويل �أنهم �إ�ستخدموا امل��وارد الغابية و
�إ�ستنفذوها بقطع الأثاث الفاخرة بعد ت�صدير اخل�شب اخلام الهام
وعودته م�صنعا لتدخل داخل التهمة الثانية الأويل تهمتني �أولهما ب�أنهم
كروموسوم واي 70
ال ي�شجعون ال�صناعة املحلية و الثانية ب�أنهم يعي�شون الإنبهار و التماهي
يف ثقافة الغري دون ال�سعي لت�صدير ثقافاتهم ثم �أل�صقوا تهمة ثانية �أويل
ثالثة حني قالوا �أنه قال العناقريب مالها؟؟عقرب اجلبال تدخل ليكم
مابني اللحم والعظم..
التهمة الثانية الثانية �إنهم �إ�ستخدموا ال�صمغ العربي املح�صول
الإقت�صادي الأول و الرئي�سي و املهم �إ�ستخدموه مل�سح م�ؤخراتهم حتي
يتلزقوا بكرا�سي احلكم ..
التهمة الثانية الثالثة �أن ن�ساءهم �أ�رضرن مبحمية الطلح ..هذه التهمة
الأخ�يرة كانت �أعنف تهمة وجهت له ..ح�ين قالوا �إن��ه �إتهمهم
ب�إن�شغالهم بالن�ساء وترك �أمور الدولة املهمة ..
دفة القيادة وجهت جتاه جزيرة الن�ساء و تركوا البالد يف بحر متالطم
�أمواجه عاتية من امل�شكالت ..تركوا الدولة تتخبط بعد �أن ولهو
وتدلهوا ثم لهو بهن ..و معهن ..للحد الذي جعلهم ي�شبهون �إقت�صاد
الدول الغنية واملتقدمة ي�شبهونه باملر�أة املكتنزة �أما �إقت�صاد دولتهم
ي�شبهونه باملر�أة العجفاء ..
لأن �أكرثية ال�شعب يعاين ويالت حرب البطون املتمثلة يف قر�صة اجلوع
الآتي من ع�ضة الفقر ..فهو �إقت�صاد �أعجف �أجوف نتيجة لإت�ساع
الفجوة الغذائية فال يجد ال�شعب ما يدخله �إيل جوفه �سوي نزر ي�سري
قليل متقطع من فتاتهم املتبقي ..
كل هذا تذكره يف حلظة �شقاءه مع الريا�ضيات �شقاء حوله من قاتل منل
�إيل نا�شط جمتمعي مع حقوق املر�أة �إيل نا�شط بيئي �إيل نا�شط �سيا�سي �سار
�سريا متدرجا بعد تدرجه الأخري كنا�شط �سيا�سي �أعتقل وقبع يف زنازين
النظام مدة لي�ست قليلة ولوال دعوات �أمه املتالحقة مع �أول مطرة يف
ف�صل اخلريف ..دعاء �أمه الذي �سخر له جمعية حقوقية �أدرجت �إ�سمه
عندها و�إ�شتغلت علي عملية الإفراج ف�أفرج عنه لوال ذاك ملات وتعفن
يف ال�سجن ..
71 كروموسوم واي
خرج من ذكرياته وبغ�ضه للمادة الذي حتول �إيل ع�شق �رسمدي ليلة
�إلتقاها ..متنا�سيا حكمة قدمية تقول ..
( �أبغ�ض بغي�ضك هونا ما ع�سي �أن يكون حبيبك يوما ما )..
يف دعوة للإعتدال والتو�سط يف كل �شئ ..يف م�شاعرنا وعالقاتنا
الإن�سانية وتعامالتنا وكل �شئ يربطنا بالب�رش و احلجر ..
البغ�ض والكراهية املتع�صبة حتولت �إيل حب وع�شق وتوله ..هاهو
يتعلم عمليات طرح وجمع وق�سمة و �إخت�صار يف �شامات وعالمات
وث�آليل ج�سدها وهي تزدهي ب�صرب معتق حينما يقوم بعملية �رضب
لث�ألول متخفي باحثا وراءه ..
ميار�س عملية ح�سابية ب�صورة دورية �أحيانا يف قيلولتها يوقظها من
نومتها ويف منت�صف الليل ..ليقوم بعملية العد التي جتعله ينت�شي ..
فتنقلب �رسيعا �إيل �أمكنة الآثار ثم تنقلب �إيل اجلهة الأخري حتي ينتهي
من طقو�س العد ثم تعود لنومتها ..تعرف من �أين يبد�أ و�أين ينتهي مع
الوقت الالزم لذلك بالتقريب ..
لكنه �أحيانا قد يعك�س الآية فيبد أ� من حيث �إنتهي وينتهي من حيث يبد�أ
�إذا بد�أ ب�شامة الكاحل ينتهي بث�ألولة عنقها وقد يحدث �إنه يف مزاج
خمتلف فيبد أ� يف ذاك اليوم بث�ألولة عنقها و ينتهي ب�شامة الكاحل فتظن
فيه ظن �سيئ ب�أنه يعي�ش حالة �إنحدار نف�سي..
لأن �أثر ث�ألولة عنقها كان �أكرب من �أثر �شامة الكاحل ..الحظت ذلك
يف حالة الهيجان هيجانه كانت تقرتب منه ومت�سك بيده لت�ضعها علي
الث�ألولة ..فيتال�شي الهيجان ..ث�ألولة �أ�شبه مبغنطي�س جتتذب �إليها يده
وجتذب معها حالة الهيجان فتخمد يف احلال ..هيجان لأتفه الأ�سباب
لذا جعلت من هذا الث�ألول منفذا لإتخاذ القرارت وتنفيذ املطالب
بجانب التهدئة ..
كان عندما يتتبع �آثار ندباتها وعالماتها يتخذ طرقا ملتوية فقد يل�سعها
كروموسوم واي 72
كنحلة و مرات يرفرف كفرا�شة زارت زهرة ..و�أحيانا ينق�ض كن�رس
علي فري�سة وهي يف حالة �إ�ستكانة وتلذذ �إنتقلت عدواه منه �إليها ..
يف هذه اللحظة بالذات ين�سي �إيقاعه ال�رسيع ويتبادل معها طول البال
الذي يدعو للملل جتري العملية احل�سابية ببطء �شديد مع �صوت الأرقام
الذي يرتجمه �إيل كلمات � ..صوت يخرج بعمق وفخامة وزفرات
الهثة ..
�شامة �أويل ..
ندبة �أويل ..
نقطة �أويل ..
ث�ألولة �أويل ..
ينتهي ب�شامة الكاحل �إذا بد�أ بث�ألولة عنقها و ينتهي بث�ألولة عنقها �إذا بد�أ
ب�شامة الكاحل يف حالتي هما الركود والإنحدار النف�سي ..وال�سمو
والإرتقاء للنف�س علي التوايل ..
�إعتاد الأمر بل فطن �إيل طم�أنينة من نوع خا�ص وحكمة و�سكينة تتنزل
عليه وت�ستقر يف قلبه ..
�إعتاد كلما حز به �أمر �أن يناديها يا �أم .. 44كانت ت�ستجيب يف معظم
الأحيان ويف �أحايني �أخر ت�أتي �إ�ستجابتها كما توخز طوب الأر�ض
ب�إبرة �أو كما يعانق رجل �إمر�أة متثال من رمل .
وقتذاك يرتجل �إليها فيجدها م�شغولة ب�شئ فيكتفي بالعالمات الظاهرة
�أمامه ..فيعدها بذات ال�صوت ويجمعها مع بع�ضها ثم يرحل بعد �أن
ت�صاحب عملية العد �س�ؤال هو ليه ماجيتي ملا ناديت عليك ؟..
�س�ؤال �صامت لكنها ت�سمعه حني ي�أتيها مرتجما بطريقة العد امل�ستخدمة
فت�شعر ك�أنه يحاول ده�س كل �أثر و ث�ألولة و نقطة و�شامة ..كان
ي�ضغطها بفرك �سبابته و �إبهامه يف كل الأمكنة التي تبدو ظاهرة �أمام
ناظريه ..وهي غري مبالية تق�ضي يف �أعمالها اليومية فتمد له يدا بها
ندبة ومتيل �إيل ناحية �أخري �إذا كانت ترتدي مريلة �أو ف�ستان عاري
ما كانت لتنتظر �إ�شادة منه فهو يعي�ش حالة حنني دائم �إيل والدته ..
�إيل ون�ستها ون�سيانها له � ..إيل كالمها ..ومالمها له ..
�إيل مالحمها ومالحها ..مالحها الطاعم من يدها الطاعمة ..
ذلك لأنه �أم�ضي وقتا طويال يف معتقله وعندما خرج وجدها تعاين من
اخلرف وما كانت تذكر �شئ يخ�صه هو �إال كلمتي �رضاعه الأخ�رض..
كروموسوم واي 74
�رضاعه الأخ�رض الذي وعدها به حينما �إقرتح عليها �أن ترحل بهم بعيدا
عن والدهم ..
عندما عاد �إيل قريته ذاك امل�ساء و �إ�ستقبلته احل�شود كانت تقف معهم ..
�سلمت عليه ب�إ�سمه و�ضمته �إيل �صدرها و �إحت�ضنته وقالت جيدا جيت
جيدا جيت يا جني ح�شاي بعدها �أطلقت الزغاريد ..
ويف طريقهم �إيل البيت كانت ت�س�أل �إحدي بناتها الراجل دا منو املعاكم
دا؟ ..حتي الآن مل ينتبه ل�شئ ولكنه عندما دخل �إيل البيت بكل احلنني
امل�شتعل وطاف بالغرف غرفة غرفة ..وخرج من �إحدي الغرف التي
تفتح علي زقاق ..كانت هي قد نزعت غطاء ر�أ�سها و �إتك�أت علي
عنقريبها الهباب فلما ر�أته غطت �شعرها و تبلمت بالمة كثيفة وقالت
يا بنات تعالن ..تعالن جاي ..تعالن �شوفن الراجل اجلاين دا منو ؟؟
وقتذاك ..
بكي بكاءا مرا � ..أول مرة يبكي يف حياته وي�شعر باملرارة ..حتي يف
حلظات ال�ضيق والقلق والعذاب يف عمق الزنزانة ما �أح�س بالأمل الذي
ت�أمله وقتها ..
بكي ..بكي ..بكي � ..أح�س بعذاب ال يو�صف ومتني �إن كان وقتها
مل يعاقبه �أ�ستاذ الريا�ضيات وجعله يكره املادة كرها قاده للمعتقل ..
متني لو كان هناك مر�شدا نف�سيا باملدر�سة ..
متني لو �إ�ستجاب له والده يف ذاك الوقت حني ذهب و �إ�ستنجد به والده
احلري�ص علي تعليمهم لأنه مل يكن متعلما ..حري�ص علي حت�صيلهم
العلمي حر�ص املري�ض علي العافية و حر�ص املرابي جلمع املال ..
مل يجد النجدة عند والده بل قب�ض يده بقب�ضة حديدية ومل يطلقها �إال
عند باب املدر�سة عندما وجدوا معلم الريا�ضيات قرب الباب ..قام
بت�سليمه للمعلم مع مقولة ما زال ينام ليال عليها وتوقظه من نومته يف
ال�صباح �..صوت والده وهو ينطق باملقولة ظل يالزمه يف �أي مكان
بعدها وجدت نف�سها تتحدث �إيل نف�سها ..وجدت �أنها تكلم نف�سها
جهرا ..ليتحول احلديث من اجلهر �إيل حالة حديث مع النف�س �رسا ..
قرن..
�إمر�أة قرن ..
قرن املر�أة ..
كيف �إنتقلت كلمة قرن من تفكريها �إيل تفكريه ..يف اللحظة ذاتها
بالرغم من �إختالف املعني و ال�شكل ويف ذات الوقت تتطابق الكلمات
يف عدد الأحرف و نوعها ..
وقتذاك �أذنت حلالة ت�شكك عميقة � ..أذنت لها بالرحيل وقالت لها
�إرحلي ..
بعد �أن ت�أكدت ب�أن حالة التخاطر هذه ما جاءت �إال لأنه يف �إندماج
فكري و روحي معها وقررت �أن تت�آلف مع موجة الع�صبية التي تغ�شاه
مرات كثرية لأ�سباب واهية للحد الذي جعلها تت�شكك ب�أنه �سئمها ..
قررت يف نف�سها وم�ضت �إليه لت�ؤكد هذا القرار فعليا ..و �إقرتبت منه
بعد �أن تغربت عنه � ..إقرتبت لتنفي �شكوكها و لتنتفي حالة الغربة التي
تنتابها متزامنة مع حالة الغ�ضب التي تنتابه ..
كان مازال علي �سجادة �صالته ..
لكنها ركنت �إليه وحدثته عن خماوفها كلها ..كل خماوفها املركبة و
املرتاكمة و املرتامية الأطراف ..
نظر �إليها بطرف عينيه ..كان ي�ضج بال�ضحك منها �ضحك مكتوم
لكنه قام بت�شكيل �إبت�سامة وديعة علي �شفتيه ..
طفر ث�ألول عنقها �إيل عمق عينيه التي كانت تطفر هي الأخري مباء
مالح ناجت من حالة �ضحك مند�سة غري معلنة ..
�إمتدت يده لتهدئ من روع الث�ألول العا�شق و املع�شوق ..بل �سلطان
الع�شق موثوق من ناحيته ..موثوق بحبال �صربه املتينة التي هي �أ�شبه
بحبال هلب �سفينة ..
�إمتدت يده ..
فتنف�ست ال�صعداء ..
نامت يف احلال ..
كروموسوم واي 78
نامت و �إح�سا�س من راحة البال ..
و �أمان يهدهدها ..
يهدهدها ..
و م�ضي ال�شك الذي كان يهددها ..
و يهددها ..
�إنتهي..
تراكتور �شمعون يهز �شخريه القرية حني ي�شخر ..حيث �أنه �أول �آلة
تط�أ �أر�ض القرية .
كان يوما م�شهودا ..م�شهود..
توالت فيه احل�شود..
توالت من كل مكان يف قريته و القري املجاورة بعد �أن متت دعوتهم
لر�ؤيته ..
تفح�ص النا�س الآلة ومعها رتل من اجلركانات ..جركانات البال�ستيك
مليئة باجلازولني الذي مل تخربه القرية من قبل فمازالوا يعتمدون يف
موا�صالتهم علي اخليل و احلمري وبع�ض البغال ..
ن�ساء القرية �إلتففن حول اجلراكني و�شممن رائحتها التي جلبت
ال�صداع لكثريات منهن �..صداع تبعه تقي�ؤ ..
ي�صري �شمعون من �أعيان القرية و رجاالتها الذين ي�شار لهم بال�سبابة
هذا وهذا وذاك حيث ال توجد تلكم �أو تلك ولي�س هناك فر�ضيات
لأن توجد يف املدي القريب ..
دارت املر�أة حول نف�سها ومل ترتدد حينما �س�ألتها �أها كان طلقوكي
بتم�شي وين؟ ؟
تذكرت �أم بختني اللعنة التي تطاردها منذ والدتها يف يوم مات فيه
ن�صف �أهل القرية بدقيق م�سموم ..تذكرت ال�ش�ؤم الذي خلفته
ذكريات يوم فطامها حني هجم �أبونيني علي قطعان املاعز ..وكيف
�أنه قد �ألقمتها �أمها ثديها الدلقان ل�سنة ثالثة ..
تذكرت هذا كله يف ن�صف ثانية ..
ثم بذات القدرة التي طرحت بها املر�أة ال�س�ؤال و دون تردد قالت :ما
بطلع ..ما بطلع ليهو من البيت ولو طردين بعد الثالثة �شهور بر�ضو
ما مب�شي ..
ثم واجهتها بعد �أن كانت تنظر �إليها بن�صف وجه و قالت �:شاحدة
ربي لو كالمك طلع �صاح ..طلقة جتيهو يف �أعز مكان عندو ..ينقطع
ن�سلو ..يلف ويلف و يدور ويجيني راجع تاين ..
حالة البهتان و الإفرتاء التي �أل�صقتها املر�أة ب�شمعون ما �أحدثت �أي
زوبعة �أو زعزعة يف قلب �أم بختني التي كانت تعلم العلم اليقني �أن ن�ساء
القرية يح�سدنها يف �شمعون الذي �آتاه اهلل ب�سطة يف العلم واجل�سم ..
مل يدر�س يف مدر�سة لكنه كان عاملا ب�أمور احلياة علم يجهله الكثريون
قبل �أن تخرج املر�أة وتعود خائبة بعد �أن عب�أت جوفها بظنون وتوقعات
�أقل ن�سبة منها ال تقل عن �أن تفقد بختو وعيها و تنك�رس عظماتها الناتئة
كان �شمعون قد �إ�ست�رشف كومة ق�ش ال�سنقد � ..إبتلعت املر�أة ريقها و
غادرت دون �أن تلقي حتية ..
كروموسوم واي 84
دخل �شمعون القطية و �إنتعل الدي�سكو بعد �أن خلع جلبابه وحذاء
الزيارات � ..إنتعله بعد �أن نادي علي �أم بختني ..بختو ..يا بختو وين
الدي�سكو ؟
كان يكره �إ�سمه الآخر الذي يذكره بالآخرة ..
كان الإ�سم الأخري للحذاء امل�صنوع حمليا من �إطارات ال�سيارات �إطارات
نافقة و قدمية قدم الزمان ..مت �إ�ستخدامها ل�صنع (متوت تخلي) كناية
عن �شدة احلذاء الذي ميكث زمانا بعيدا وميكن توريثه ..
كما كان يكره �إ�سمه الذي يذكره ب�أيام ال�شقاء قبل �أن تنفتح عليه �أبواب
الرزق من �أمكنة متعددة ..كان يكره �إ�سم ال�شقيانة التي مل يطلق عليها
هذا الإ�سم �إال لإرتباطها ب�شظف العي�ش الذي ي�سري معه ال�شقاء جنبا �إيل
جنب ك�صديقني حميمني ..
فقد كانت ال�شقيانة رخي�صة الثمن جدا ..ال تكلف �صناعتها �سوي
م�سامري نقلة و �إطار �سيارة قدمي �إنهتك وقُد من طول امل�سري ..
�شمعون املتناق�ض الذي ال (ي�شكو بيته قلة الفئران) من �شدة ال�شبع و
بعد هذا كله يرتدي الدي�سكو ؟ هكذا غمغمت يف �رسها مت�سائلة ..بيته
�أبدا ال ي�شكو قلة الفئران مع �إنه ال ي�شكر اهلل �إال قليال ..وال ي�صلي �إال
مع مولد هالل �شهر رم�ضان و الأربعة احلرم ..
يتكلم النا�س عن ح�صاده كل عام فريد عليهم وراء كل ح�صاد عظيم
دعوات عظيمة من �إمر�أة مثل �أم بختني ..
حني ت�سمع هي كالمه عنها ال ت�ستطيع التمييز �إن كان ميدحها �أو قدح
ميار�سه عنوة بعد �أن ي�سرته برداء براق من املدح و الإطراء..
دخلت املر�أة بيتها بعد املغيب و هي ما زالت تفكر و ت�سرتجع حديث
�أم بختني لها و تنفي حالة غل وغ�ضب جمهولني جتاه بختو ..حالة
تلب�ستها و تقم�صتها مثل جان تلب�س و تقم�ص م�رصوع ..
تخلت عن غلها لثوان و بد�أت متني نف�سها ..و �أزهرت الأماين التي
�شاهت وحتطمت بعد �أن فارقت خميلتها منذ �أمد بعيد ..فكرت يف
ذاك املكان الذي يعز اهلل به من ي�شاء و يذل من ي�شاء ..
�إنتهي..
حدث لها الذي �أرادت ..دخل بها رجل �آخر ليقوم بعملية حتليل
�رسيعة و �إن كان هذا الأمر غري �صحيح لكنها �أباحته لنف�سها بحجة
�أنها �سوف ت�ستغفر اهلل و تبد�أ حياة م�ستقيمة بالرغم من �أنها كانت
م�ستقيمة..
نفث الهردبي�س عقدة �أخري ..
بعدها دخل الزوج يف حالة ن�سيان ملا حدث ..ن�سي متاما �إنه وجدها
بال خامت ال�سبب الذي جعله يت�شكك يف �أمانتها و كيف �سرتبي بناته
غدا ..رغم �أنها كانت بخامت لكنه مل يتبينه ..
ن�سي ن�سيان مل ولن يخرج منه للحد الذي تبادل مع �أم دورين الأدوار
ف�أوكلت له كل الأعمال التي تراها القرية معيبة و �شائنة يف حق الرجال
�أخزي مهمة �أوكلتها له هي املهمة التي يقوم فيها مب�ساعدتها باخل�ض
و الهز ..
خ�ض ال�سعن �..سعن الروب ..
هز البخ�سة ..بخ�سة الروب ذاتها ..فقد كان هناك خيارين روب
ال�سعن و روب البخ�سة ..
كما �أوكلت له تذويب الفر�صة يف نار يجب �أن تكون هادئة فكانت
تكيل له ال�شتائم املقزعة و الإهانة عندما تزيد نار احلطب و تلتهب
حمدثة تغيريا يف لون الفر�صة الذائبة �إيل �سمن ..
ثم ..
مهمته الثالثة كانت بيع اللنب الرائب ..فتجده مرتبعا يف �سوق القرية
كروموسوم واي 88
�أمامه البخ�سة ..بخ�سة الروب الكبرية و يف يده هبابة يه�ش و ين�ش
بها الذباب ..
بيع اللنب الرائب كان ممنوع قطعا وفق د�ستور القرية ..لذا فقد كان
يعاين الأ َمرين و يقبع بني مطرقة و�سندان �سلطتني ..
�سلطة �أم دورين ..
و �سلطة كبري القرية ..
كبري القرية كان ير�سل �أعوانه حتي يكيلوا مبكيالني لكل من ت�سول
له نف�سه ب�إخرتاق القوانني التي ت�ضمنها د�ستور القرية و كان العقاب
كالآتي :
عليك �أن تختار �أن ت�رشب الروب مرة واحدة ..
�أو ..
ين�سكب علي ر�أ�سك دفعة مرة واحدة ..
لذا كانت حري�صة ب�أال متلأ البخ�سة حت�سبا لأي طاري يطر أ� ..حتي
تتجنب اخل�سارة وتربح �أرباحا طائلة �..أرب��اح مادية و �أخري غري
منظورة متمثلة يف حالة ت�شفي �صامتة لأنه �أهانها يف ليلة كانت تتح�رض
لها طويال ..
فقد كانت هناك معزات وح�شية تطوف بالقرية لي�س هناك يد تطولها
معزات لي�ست ملك لأحد بل كل �أهل القرية يت�شاركونها بعد ال�سيطرة
عليها ب�إطعامها امل�شك فتدخل يف حالة خمول وقتذاك فقط ي�ستطيعون
�إ�ستمطار حليبها ..
كانت ت�أكل من ع�شب الأر�ض و الأر�ض هلل و لوالها هذه املعزات ما
تلكم املر�أة حينما ر�أت �صنائع و معجزات الهردبي�س التي �أحتف بها
�أم دورين حزمت �أغرا�ض قليلة و �إجتهت �صوبه � ..صوب قريته التي
كانت م�سرية ليلة و�ضحاها ..حينما �أليل الليل �إختارت جزع �شجرة
�إلتفت حوله و زرعت حولها متيمة ظالمية كلما
�إقرتب منها خملوق وجدها �سحابة دهماء ..مع �أول خيوط الفجر
�إنق�شعت ال�سحابة الدهماء فقد �إنتق�ض مفعول التميمة الذي كان
عملها يف حالة ت�ضاد مع خيوط الفجر ..
جفون املر�أة كانت متورمة بعد �أن قر�صتها منلة حيث �أن النمل كان
خارج �إطار جدار التميمة العازل و مل ت�ستطع فر�ض ح�صار عليه لأنها
كانت �ضد احليوانات املفرت�سة و الزواحف ..
�رسيعا نه�ضت ..
�أوراق ال�شجر املت�ساقطة التي �إفرت�شتها كان هناك لفيف منها �إلتف
بثيابها املتكونة من قطعتني ..واحدة لفتها حول ج�سدها ربطتها يف
خ�رصها و �أخري حزمت بها كتفيها و�صدرها مع غطاء ر�أ�س رقيق و
ق�صري تديل علي كتفها الأمين ..
ب�صقت ..
و ب�صقت معها جهد م�شوار البارحة الطويل ..نه�ضت مرتاحة اجل�سد
و البال ..
مرتاحة اجل�سد فقد �أ�سعدتها نومة هانئة و هادئة يف رحم طبيعة غ�ضة
وبكر ما ر�شقتها عوامل التعرية و مل ت�سمع بالتغري املناخي و ما �إنتابت
�أر�ضها نائبة بل تعي�ش حالة خ�صب متنامي مر الدهور ..
�أزهار متفتحة ب�ألوان و�أ�شكال خمتلفة و �شجريات �أكرث �إختالفا تفوقها
قامة �أ�شجار با�سقات ..و ترتبع وترتع يف ربوعها مملكة حيوانية متعاي�شة
كلها ..ال ي�ستطيع حيوان تق�صي حقيقة �آخر �إال و رئي�س الغابة يت�صدي
له ..يعود الأول منهزما و مي�ضي الآخر ..مي�ضي ج�سورا �إيل خمبئه..
نه�ضت هانئة البال و مرتاحة لأنها �شارفت الو�صول لهردبي�س النجي�ض
كروموسوم واي 90
الذي �سوف يق�ضي غر�ضها يف زمن وجيز ..كما تظن ..
حينما و�صلت �إيل م�شارف قرية امل�شعوذ كانت ال�شم�س يف كنف
ال�ضحي ..هدوء يلف املكان مع رائحة ماء راكد ينبعث من بركة
التما�سيح اململوكة للم�شعوذ ..
يف الوقت ذاته كان هو يق�صد ب ملا يعاين ليها كان يق�صد �أن ت�أخذ
�شعرة من ال�شعر الذي يحيط ب�إحدي عينيه �أي من احلواجب �أو
الرمو�ش ..و ملا ر�أي �أنها ذهبت ملكان بعيد �شعر ب�شئ ما جعله يتمناها
يف تلك اللحظة و ي�شتهيها لكنه �أعر�ض عنها ..و �أ�شاح وجهه وقال ..
�أعطيتك �إذن الذهاب � ..إنطلقي الآن ..
و يف �رسه قال �إنطلقي ولن تنطلقي ..لن تنطلقي لن تنطلقي ..
�سلكت ذات الطريق الذي �سلكته من قبل يف رحلة املجئ ..كانت قد
�إ�ستجمت قليال يف بيت ال�ساحر و �أكلت معه غذاء متكون من بي�ض
التما�سيح و عروق البافرا و �رشاب متخمر من ثمرة الدليب ..
بعد �أن ودعته طفق الهردبي�س يت�أملها و بد�أ ك�أنه يتذكر يف طريق �سلكه
من قبل و يبحث الآن عن العودة ..طريق ولج �إليه من قبل عينيها و
�سلك �شعابه ثم عاد من حيث �أتي ليجدها حا�رضة و مرتبعة علي قلبه ..
الهردبي�س وقع يف �رشاك املر�أة و قرر �أن يبقيها نوارة تنري رتل و �صف
طويل من ن�سائه ..حينما ودعها �أكد لها ب�أن ت�أتي له بال�شعرات الثالث
�إ�ضافة �إيل �أظافره ب�رشط يكون ق َلمها يف يوم من الأيام التي ال ينبغي
فيها تقليم الأظافر ..
رجع و �أعاد لها الكالم مرتني ..ال�شعر من الأماكن تلك و �أظافر
�أ�صابع �أقدامه � ..أقدامه قالها مرة ثانية ..حيث منها ي�ستطيع �أن ي�سيطر
علي حركة امل�شي ب�أال يتجاوز حميط قطر م�شاويره بيتهما وحقول
الزراعة حيث يعمل ..
كروموسوم واي 92
حينما �أعطته ظهرها �إبتلع ريقا طريا ..بعد �أن �إبتعدت خطوات �إلتفتت
وجدته يراقب يف حركاتها و�سكناتها �إبت�سمت ذات الإبت�سامة ..و
�سارت �سريا حثيثا ..
حت�صنت وراء �شجرة �ضخمة لتق�ضي حاجتها ..يف الوقت ذاته كان
هو قد ر�سم دوائر حول �أثر �أقدامها و متتم بتعاويذ ..ثم قال بعدها
ب�صوت خفي�ض ي�شبه الفحيح مع عيون �شبه مغم�ضة ..
�إنتهي
كل مكان ..و الالئي مل يلدن ي�ضعن عليها �أوراق من نبات خا�ص
ينقعنه فيها �أمدا بعيدا و من ثم يكمدنه و ي�ضعنه بعد �أن يتف�سخ ي�ضعنه
كتلبي�سة بعد عملية لف و برم ..
كروموسوم واي 96
بنجو�سة كانت بوائقها ال ي�ستطيع �أحد �إدراكها لذا كان كل الذين
�إ�ستولدوها يطبقون اخلطة ذاتها ..ميكثون معها �سنة ون�صف �أي 18
�شهر ..فيها �ضمانات �أهمها �أن ي�شتد عود ال�صبي من حليبها املقد�س
ملدة � 9شهور و يغادروا ب�أطفالهم تاركني ورائهم بنجو�سة ب�أح�شاء ممزقة
و كبد مفتت ..ثم تعيد الكرة حتي تداوي �أح�شاءها املمزقة و كبدها
املفتت ..الكرة بعد الكرة حتي و�صلن �إيل ع�رش كرات و ب�ضعها ..
كانت لديها خ�صوبة عبقرية ..خ�صوبتها جترها جرا لتلبي نداء الطبيعة
و ت�شبع رغبة �أزلية حتت م�سمي علمي هو احل�صول علي الأندروفني من
الأندروجني ..ومن وجهة نظرها و نظر �أهل القرية البد من التوالد
للح�صول علي رجال للحقول ..
فما جدوي احلياة بال فرتيت يغلي يف الرباميل و يفور ..يفور ليح�صل
اجلميع علي حم�صول املري�سة الذي يقطفون بوا�سطته اللذة مبجاميعها
هم و حيواناتهم ..فاملعزات جتد طاقة امل�شك طريقها املعبد ل�رضوعهن
فتمتلئ و تتديل و تدور وترتد يف حركتها .
يفور الفرتيت يف الرباميل و يقطفون لذة اجل�سد و حرية الفكر ..
وين�سي اجلميع قهر ال�سلطان و �سوء احلرمان و بالتايل جور الزمان ..
و هل الزمان حني يجور ..لن تكون احلياة �سوي ديجور ؟
و هل جور الزمان �إال قهر ال�سلطان ؟ و ردي احلرمان ؟
�إنتهي..
هل هناك تاريخ ملر�ض عائلي يجعل ال�رشاب يف �ضدية معه ؟ حتي ال
يكون �ضحية للخمارة فت�سوء �سمعتها ..
متو�سط عدد الكا�سات التي يعبها �أو تلك التي يدعو �أقرانه ل�رشبها
مقارنة مع دخله من الفرتيت و عدد �أفدنته بالأحري ..؟
احلالة اخلا�صة باجللو�س ..الرب�ش �أم البمرب ؟
بعد متددهم علي الرمل و عراكهم حول �إمر�أة خيال قررت بنجو�سة
�إدخال الربو�ش و البنابر ..البنرب �أغلي من الرب�ش لأن به خ�صو�صية
�أكرث ب�إمكانك �أن ت�أخذ بنربك و تنعزل بعيدا عن املرا�سني �..أما الرب�ش
فيجعلك مع اجلميع و دائما ما يختاره �أنا�س ال يف�ضلون العزلة من ذوي
ال�شخ�صيات الإنب�ساطية ..
�رشاب الكورية �أف�ضل د�سامة و تركيز لأن للكورية قد�سيتها كما �إنك
ت�ستطيع �أن تكت�شفه �إن كان مغ�شو�شا و بالتايل فهو �أغلي ..
�رشاب الزير فطري لأن ماء الغدير الذي يجاور اخلمارة ي�سيل و يتدفق
حمازيا لعنق الإناء الفخاري بف�ضل �إحدي الفتاتني التي كانت مهمتها
هي �أن تورد للماء و جتلبه ثم تلقي به يف الزير ..
�إنتبهت فج�أة ب�أن اخلمارة ممتلئة بالرجال حيث ال يوجد مكان خايل
البنابر �أخذت �أمكنتها و فوقها تربع الذين يحبون العزلة و الربو�ش
ت�ضج ب�سمارها ..ف�أيقنت �أن التحديثات �آتت ثمارها بعد �أن �إنذهل
�إنتهي..
ال ت�ستطيع بنجو�سة �أن تنتمي �إيل املدينة فهي ال زالت غري م�ؤمنة مب�س�ألة
احلياد و ال تلتزم بها عند حدوث م�شكل ما ..معك �أو �ضدك.
و قد يكون وا�ضحا كالعيان و حم�سو�س ك�شم�س ال�صيف احلارة
معك �أو �ضدك
�أ�سود �أو �أبي�ض و لي�س لديها رمادي.
بنجو�سة بعد �أن متت �إ�ستتابتها و توقيعها علي �إعرتافاتها حتت �ضغط
ثم �إقرار رجعت للخمارة و قامت بتحويلها �إيل نفاج احللو مر..
لكنها كانت مع احللو مر تخلط ماهو �أمر و مل يكن �إال العرقي يف غطاء
العرق�سو�س .
حدث ذلك بعد عودتها للحياة و ما كانت تعب�أ بحديث النا�س �إذ قالوا
�أو مل يقولوا �أنها من ترب البنية.
كانوا يف القرية يعرفون اهلل و �إن مل يكونوا ملتزمني ..من �صلي و �صام
له �صالته و �صيامه و من مل ي�صل و مل ي�صم فعليه عدم �صالته و �صيامه..
لكن كلهم كانوا يف �سالم تام
كان �إما �أن تكون بني الم �أو علي له �أو عليه
كل القرية متجد الرب ..و الرب غفور رحيم لكن فج�أة ..
و�صلت �إيل �أطراف القرية �شظايا من ذلك الكوكب اجلديد و الذي
كان �سببا يف �إ�ستتابة بنجو�سة و القرية كانت متدينة قبل حلولهم و مل
تكن يف حوجة للحلول التي قدموها .
كان حال القرية يعجب و ي�رس
�إنتهي..