Professional Documents
Culture Documents
حركة تدوين التاريخ الإسلامي خلال القرن الثالث الهجري PDF
حركة تدوين التاريخ الإسلامي خلال القرن الثالث الهجري PDF
حركة تدوين التاريخ الإسلامي خلال القرن الثالث الهجري PDF
اﻟﻣﻠﺧص-
ﻣر ﺗدوﯾن اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﺧﻼل اﻟﻘرون اﻟﺛﻼث اﻷوﻟﻰ ،ﺑﻣراﺣل ﻋدة
ﻛﺎﻧت ﻓﻲ ﻣﺟﻣﻠﻬﺎ ﻣراﺣل ﺛﺎﻧوﯾﺔ ﻏﯾر وﺣدوﯾﺔ ﻓﻲ اﻟطرح وﻻ ﻓﻲ اﻟﺑﻧﺎء
اﻟﻣﻧﻬﺟﻲ اﻻ اﻧﻬﺎ ﺗﻼﻗت رواﻓدﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﯾد اﻓﺎﺿل ﻣن اﻟﻣؤرﺧﯾن ﺳﺎﻫﻣوا ﻓﻲ
ﻟﻣﻠﻣﺔ اﻟﻛل اﻟﻣﻌرﻓﻲ ﻟﻬﺎ ﻣن ﺳﯾر وﻣﻐﺎزي واﺧﺑﺎر ﺑرواﯾﺎﺗﻬﺎ وﺑﺄﺳﺎﻧﯾدﻫﺎ،
وﺗﺳﺎﻫﻠوا ﻓﻲ اﻻﺧذ ﺑﻬﺎ ﻻ ﻛﻣﺎ ﻋﻧد اﻟﻣﺣدﺛﯾن ﻣن ﺣﯾث ﺗواﻓر ﺷروط ﻗﺑول
اﻟراوﯾﺔ ،وذﻟك اﺳﺗﺋﻧﺎﺳﺎ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺳد اﻟﺣواﺷﻲ واﻟﺛﻐرات اﻟﺗﻲ ﺗط أر وﻛذﻟك ﻟوﺿﻊ
اﻟﺣدث ﺿﻣن ﺳﯾﺎﻗﻪ ﻣن ﺣﯾث ﺟﻣﻊ ﻣﺧﺗﻠف اﻟرواﯾﺎت اﻟواردة ﺑﺧﺻوﺻﻪ،
وﻣن ﻫﻧﺎ ﺗﻣﺎﯾزت ﻣﻧﺎﻫﺞ اﻟﻣؤرﺧﯾن ﻓﻲ ظل اﺧﺗﻼف ﺑﯾﺋﺔ وﺧﻠﻔﯾﺔ ﻛل ﻣؤرخ
وﻫﻛذا ﺗﻧﺎﻣﻰ اﻟﺷﻌور ﺑﺄﻫﻣﯾﺔ ﺗدوﯾن اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﻛﻼ واﺣدا ﻻ ﻣﺗﻔرﻗﺎ او ﻣﺎ ﯾﻌرف
ﺑﺎﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ،وﻗد ﺑﻠﻎ اﻟﺗدوﯾن ﻛﺣرﻛﺔ ﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ أوﺟﻪ ﺧﻼل اﻟﻘرن
اﻟﺛﺎﻟث اﻟﻬﺟري ،ﻣﺛﻠﻪ اﺳﺎطﯾن اﻟﻣؤرﺧﯾن اﻟﻛﺑﺎر ذوي اﻟﻘدم اﻟراﺳﺧﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺎرﯾﺦ
ﻛﺎﻟﺑﻼذري ،اﻟدﯾﻧوري ،اﻟطﺑري.
اﻟﻛﻠﻣﺎت اﻟﻣﻔﺗﺎﺣﯾﺔ اﻟﺗﺎرﯾﺦ ،اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻻﺳﻼﻣﻲ.
Abstract
The islamic history during the first three centuries had passed with
many stages that were secondary steps in theory and construction,
but all of them met on the hands of historians who collected anything
311
ISSN: 1112-4210 ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ
EISSN: 2588-2139 ﻣﺟﻠد 17 :ﻋدد 02 :اﻟﺳﻧﺔ2018 :
from the battles, novels, and stories of that time. There was a suitable
context to say and tell to people. Moreover, the conditons of
accepting a narrator in colecting various and different novels
according to narrator's back ground and environment. And that
feeling arose increasingly with the importance of writing a united
history or what is called *global history * which witnessed a cultural
movement during the third hijri century with historians such as EL
bladazri, EL daynori, and EL tabari.
Mots clés: history, islamic history, Writing Islamic History
ﻣﻘدﻣﺔ:
إن اﻟﺗﺄﻣل ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ اﻟذي ﻛﺎﻧت ﻋﻠﯾﻪ اﻟدوﻟﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﺧﻼل اﻟﻘرون
اﻷوﻟﻰ اﻟﻬﺟرﯾﺔ ﯾﻧﺑﺋﻧﺎ ﻋن اﻟﻛﺛﯾر اﻟذي وﻓر ﻣﻧﺎﺧﺎ ﻣﻔﺗوﺣﺎ ﻟﻠﻛﺗﺎﺑﺔ واﻟﺗﺄﻟﯾف ﻓﻲ ﺷﺗﻰ اﻟﻧواﺣﻲ
اﻟﺣﯾﺎﺗﯾﺔ واﻟﺣﺿﺎرﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ اﻟﺗﺎرﯾﺦ و ﻟﻌل أﻫم ﻧﻘطﺔ ﯾﻧﺑﻐﻲ اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻫﻲ ﻧﻘطﺔ
ﻛﯾف ﯾؤول اﻟﻛم اﻟﻣﻌرﻓﻲ ﻓﻲ ﺧﺿم ﺗﻠك اﻟﺗﻐﯾرات إﻟﻰ آﻟﯾﺔ ﻟﺗوﺻﯾف ﺗﺣﺎﻗﺑﻲ وﺗراﻛﻣﻲ
ﻣؤدﻟﺟﯾؤرخ ﻟﻠﻔﺗرة اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ اﻟﻣﻧوطﺔ ﺑﺎﻟدراﺳﺔ واﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻋﻧﻬﺎ واﻟﺗﻲ ظﺎﻫرﻫﺎ اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ ﻣﻊ ﻣﺎ
ﯾﺷوﺑﻬﺎﻣن اﻟﻣﯾل اﻟذاﺗﻲ ﺑﻔﻌل ﻣﺣﺎﻛﺎة اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺣﺎﻛﻣﺔ وﻫو اﻟﻧﻣط اﻷوﻓر ﺣﯾ از ﻓﻲ اﺛﺑﺎت وﻗﺎﺋﻊ
واﺣداث ﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ،ﻛﺎن ذﻟك ﻫو دﯾدن اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻣؤرﺧﯾن ﻓﻲ ﺗوﺻﯾﻔﻬم ﻟﻸﺣداث ،و ﻣﻊ ﻫذا
ﻓﺎﻧﻪ ﻟم ﯾﻣﻧﻊ اﻟﻛﺛﯾر ﻣﻧﻬم ﻟﯾﻧﺑروا ﻷﺟل ﻛﺗﺎﺑﺔ ﺗﺎرﯾﺦ اﻗرب اﻟﻰ اﻟﺻﺣﺔ ﺑوﺿﻌﻬم أﺳس ﻣدراس
ﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ﻟﻬﺎ ﻣﻧﺎﻫﺟﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻘق و اﻟﺗﺛﺑت ﻣن اﻟﺧﺑر واﻟﻛﺷف اﻟﻣدﻟس ﻣﻧﻪ ،وﻋﻠﯾﻪ ﻛﺎن ﻟزاﻣﺎ
إﺑراز اﻷﻫﻣﯾﺔ اﻟﻛﺑرى ﻣن دراﺳﺔ اﻷوﺿﺎع اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻟﺣﺿﺎرﯾﺔ ٕوازاﺣﺔ اﻟﻠﺛﺎم ﻋﻧﻬﺎ ﻟﻔﻬم ﻛل
اﻟﻣدرﻛﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺧﻠﻠت ﻛﺗﺎﺑﺎت اﻟﻣؤرﺧﯾن وﻫو اﻟﺗوﺟﻪ اﻟﻣﺿﻣر اﻟذي ﺻﺎﺣﺑﻬم ﻓﻲ ﺗوارﯾﺧﻪ ﻣن
ﻣن ﺣﯾث ﺗداﺧﻠﻬﺎ اﻟﻣﻌرﻓﻲ وﺗﻛﯾﻔﻬﺎ وﻣﺗطﻠﺑﺎت ﻛل ﻋﺻر ﺧﻼل اﻟﻘرون اﻟﺛﻼﺛﺔ اﻷوﻟﻰ
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ إزاﻟﺔ ﻛل ﻟﺑس أو ﺷﺎﺋﺑﺔ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ أن ﺗﻐطﻲ ﻋن اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ وﺻوﻻ اﻟﻰ طراﺋق وﻣﻧﺎﻫﺞ
ﺗﺧدم اﻟﺗﺎرﯾﺦ وﺗﻣﯾز اﻟﻐث ﻣﻧﻪ واﻟﺳﻣﯾن .وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺳﺎﻧﺣﺔ ﻧطرح إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ ﻣﻔﺎدﻫﺎ :ﻣﺎ ﻣدى
ﺗطور ﺣرﻛﺔ اﻟﺗدوﯾن ﺧﻼل اﻟﻘرن اﻟﺛﺎﻟث ﻛﻧﺗﯾﺟﺔ ﺗراﻛﻣﯾﺔ ﻟﻣﺎ ﺳﺑق ؟ .وﻟﻺﺟﺎﺑﺔ ﻋن ﻫذﻩ
اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ ﺳﯾﺗم اﻟﺗطرق إﻟﻰ اﻟﻧﻘﺎط اﻟﻣواﻟﯾﺔ:
-1ﻧظرة ﻓﻲ ﻣﻔﻬوم اﻟﺗﺎرﯾﺦ ؛
-2دواﻓﻊ اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ؛
312
ISSN: 1112-4210 ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ
EISSN: 2588-2139 ﻣﺟﻠد 17 :ﻋدد 02 :اﻟﺳﻧﺔ2018 :
1
ﺟﻣﯾل ﻣوﺳﻲ اﻟﻧﺟﺎ ،ﻓﻠﺳﻔﺔ اﻟﺗﺎرﯾﺦ ،ط ،1ﻣﻛﺗﺑﺔ ﻣدﺑوﻟﻲ ،اﻟﻘﺎﻫرة ،2011،ص.12
2
ﺣﺎﻣد ﺣﻣزة اﻟدﻟﯾﻣﻲ ،ﻓﻠﺳﻔﺔ اﻟﺗﺎرﯾﺦ و اﻟﺣﺿﺎرة ،ط ،1ﺗﻣوز ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر ،دﻣﺷق،2011،ص.25
3ﺑول ﻓﯾن ،ﺗر ،اﺑراﻫﯾم ﻓﺗﺣﻲ،أزﻣﺔ اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ)ﻓوﻛو و ﺛورة ﻓﻲ اﻟﻣﻧﻬﺞ(،ط،1داراﻟﻔﻛر ،اﻟﻘﺎﻫرة.1992 ،ص.26
313
ISSN: 1112-4210 ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ
EISSN: 2588-2139 ﻣﺟﻠد 17 :ﻋدد 02 :اﻟﺳﻧﺔ2018 :
ﻋن اﻟﻘﺻﺔ ،ﺑﻬذا اﻟﻣﻌﻧﻰ ﺻﺎر ﯾﻧﻔﺻل اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﻋن اﻟﻔﻛرة اﻷﻛﺛر اﻧﺗﺷﺎ ار ﻣﻊ أواﺧر اﻟﻘرن
1
اﻟﺧﺎﻣس ﻋﺷر ،ﻓﺻﺎرت ﺗدل اﻟﻘﺻﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾدور ﻓﻲ اﻟﺧﯾﺎل ﻻ ﻋﻠﻰ اﻟوﻗﺎﺋﻊ .
وﯾرى ﺑﻌض اﻟﻣؤرﺧﯾن أن اﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻟﺗﺎرﯾﺦ ﻫو ﻣﺎ ﯾﻛﺗﺑﻪ اﻟﻣؤرخ وﻫو ﯾﻌﯾش
اﻷﺣداث وﯾﻧﻘﻠﻬﺎ ﺳواء ﻣﺎ رءاﻩ أﻣﺎﻣﻪ أو ﻣﺎ ﺳﻣﻌﻪ ﻣن اﻵﺧرﯾن وﻫو ﺣﯾن ﯾﻧﻘل اﻷﺣداث
2
ﻓﺈﻧﻣﺎ ﯾﻧﻘﻠﻬﺎ ﻣن واﻗﻌﻬﺎ اﻟﺧﺎرﺟﻲ إﻟﻰ ﻋﺎﻟﻣﻪ اﻟداﺧﻠﻲ أي إﻟﻰ ﺗﺻورﻩ اﻟﻌﻘﻠﻲ .وﻓﻲ ﻫذا
اﻟﻣﻌﻧﻰ دﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺣول اﻟﻣﻧظور اﻟﺣدﺛﻲ ﻟﻠﺗﺎرﯾﺦ ﻋﻧد ﻛﺗﺎﺑﺗﻪ إﻟﻰ ﺳرد ﯾداﺧﻠﻪ ﻓﻛر وأﺳﻠوب
اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ﻧﻘﻠﻪ ﻟﻠﺣدث وﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﻣﺿﻣوﻧﻪ ﻣن وﺣﻲ اﺧﺗﺻﺎﺻﻪ ﻓﻲ ﺗﺻﯾﯾر اﻟﺗدﻟﯾس ﺣﻘﯾﻘﺔ
واﻟﻌﻛس ﺑﺎﻟﻌﻛس ،وﻣن ﻫﻧﺎ ﻧﺟد اﻻﺳﺎطﯾر و اﻟﻘﺻص اﻟﻣﺷوب ﺑﺎﻻﺧﺗﻼق و اﻟوﺿﻊ
ﺗﻣﺗﻠﺋﺑﻪ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺗوارﯾﺦ .
-2دواﻓﻊ اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ
ﻟرﺻد أﻫم اﻟدواﻓﻊ واﻟﻌواﻣل اﻟﻣؤدﯾﺔ إﻟﻰ ظﻬور اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ وﺗطورﻫﺎ
ﻟﺗﺻﯾر ﻋﻠﻣﺎ ﻗﺎﺋﻣﺎ ﺑذاﺗﻪ وﺟب اﻟﺗﻧﺑﯾﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﻣل اﻟﺗراﻛم اﻟﻣﻌرﻓﻲ اﻟذي ﻣن ﺷﺄﻧﻪ أن ﯾﻧﻘل
اﻟﺧﺑرات ﻣن ﺟﯾل ﻵﺧر ﻣﺗﺟﺎو از اﻷﺧطﺎء واﻟﺛﻐرات،ﻓﺎﻷﯾﺎم و اﻟﻘﺻﺻو اﻟﺷﻌر ﻛﺎن ﯾﻧﺗﻘل
ﻋن طرﯾق اﻟﺣﻔظ و ﻟم ﺗط أر ﻋﻠﻰ اﻟﻌرب ﻗﺑل اﻟﺑﻌﺛﺔ أﺳﺎﻟﯾب ﻟﺗدوﯾن ذﻟك ﻓﻠم ﯾﻛن ﻫذا أﻣ ار
ذي ﺑﺎل ،وﻣﻊ ﻫذا ﻓﻘد ﺣﻔظوا ﺑذاﻛرﺗﻬم و ﺗوارث ذﻟﻛو ﺗﻔﺎﺧرﻫم ﺑﻪ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻻﺧﺑﺎر
أﺻﺑﺣت ﻣﺎددة ﺧﺎم ﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻻﺧﺑﺎرﯾﯾن وﻛﺗﺎب اﻟﺳﯾر و اﻟﻣﻐﺎزي ﻟﻼﺳﺗﺋﻧﺎس ﺑﻬﺎ واﻹﻓﺎدة
ﻣﻧﻬﺎ ﻛﻣوروث ﻗﺑﻠﻲ .
3
ـ ـ ﺗرﺟﻊ ﻧﺷﺄة اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﻌﺻﺑﯾﺔ اﻟﻘﺑﻠﯾﺔ ،ﻓﻘد اﺳﺗﻣر اﻻﻫﺗﻣﺎم اﻟﻘدﯾم ﺑﻣﺂﺛر
اﻟﻘﺑﯾﻠﺔ وﺑﺄﻣﺟﺎدﻫﺎ اﻟﺣرﺑﯾﺔ وظﻬر ﺗدرﯾﺟﯾﺎ ﻋﺻﺑﯾﺔ ﻟدى اﻟﻘﺑﺎﺋل ﻟﻠﻣﺻر اﻟذي اﺳﺗﻘرت ﻓﯾﻪ،
1طوﻧﻲ ﺑﯾﻧﯾت و آﺧرون،ﺗر ﺳﻌﯾد اﻟﻐﺎﻧﻣﻲ،ﻣﻔﺎﺗﯾﺢ اﺻطﻼﺣﯾﺔ ﺟدﯾدة،ط ،1ﻣرﻛز اﻟدراﺳﺎت اﻟوﺣدة اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ﺑﯾروت،2010 ،
ص153
2ﻋﺑد اﻟﻌﻠﯾم ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن ﺧﺿر ،اﻟﻣﺳﻠﻣون و ﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﺗﺎرﯾﺦ،ط،2اﻟﻣﻌﻬد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻟﻠﻔﻛر اﻻﺳﻼﻣﻲ ،1995 ،ص.26،25
3اﻋﺗﻣد اﻟدﻛﺗور ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﻟدوري ﻓﻲ ﺗﻧﺎوﻟﻪ ﻟﻬذا اﻟطرح ﻋﻠﻰ ﻣﺳﻣﻰ اﻟدراﺳﺎت اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ﻋﻛس ﻣﺎ اﺛﺑﺗﻧﺎﻩ ﻫﻧﺎ ﺑﺎﻟﻛﺗﺎﺑﺔ
اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ و ذﻟك ان اﻟدراﺳﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﻣﻠﻬﺎ ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻻدوات و اﻟﺧطوات اﻟﻣﻌﻠوﻣﺔ وﻓق ﻣﻧﻬﺞ ﺑﻌﯾﻧﻪ و ﻫو ﻣﺎ ﻻ
ﯾﻣﺎﺛل ﻣﺎ ﻛﺎن ﻋﻠﯾﻪ اﻻوﻟون ﻣن اﻟﻌرب ﻓﻲ ﺑداﯾﺔ اﻫﺗﻣﺎﻣﻬم ﺑﺎﻟﺗدوﯾن و اﻟﻌﻧﺎﯾﺔ ﺑﺎﻵﺛﺎر و اﻟﺗﺄﻟﯾف وﻓﻘﻬﺎ ﻟرﺻد اﻻﺣداث و
314
ISSN: 1112-4210 ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ
EISSN: 2588-2139 ﻣﺟﻠد 17 :ﻋدد 02 :اﻟﺳﻧﺔ2018 :
وﺗﺑﺎﯾﻧت ﻓﻲ وﻻﺋﻬﺎ ﻟﻪ وﻫذﻩ ﺗﺗﺻل ﺑﺻورة وﺛﯾﻘﺔ ﺑﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﻔﺗﺢ وﺗﻣﺳك اﻟﻘﺑﺎﺋل ﺑﺣﻘﻬﺎ ﻓﻲ
اﻟﺗﻣﺗﻊ ﺑﻣوارد اﻟﺑﻼد اﻟﺗﻲ ﻓﺗﺣوﻫﺎ ،ﻣﺛﺎل ﻋن ذﻟك ﺣق اﻟﻘﺑﺎﺋل اﻟﻌراﻗﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌراق ،ﻓﺗﺟﺳدت
ﻋﺻﺑﯾﺗﻬم ﻓﻲ أﻧﻬم اﻷﺟدرواﻷﺣﻘﻔﻲ رﺋﺎﺳﺔ اﻟﻌﺎﻟم اﻹﺳﻼﻣﻲ زﻣن اﻟﺧﻠﯾﻔﺔ اﻟراﺑﻊ ﻋﻠﻲ ﺑن أﺑﻲ
1
طﺎﻟب رﺿﻲ اﷲ ﻋﻧﻪ .
ـ ـ ﻓﻛرة اﻷﻣﺔ اﻟواﺣدة ،واﻟدوﻟﺔ اﻟواﺣدة اﻟﺗﻲ ﺗﺳودﻫﺎ أﺣﻛﺎم اﻟﺷرﯾﻌﺔ ﻓﻲ داﺧﻠﻬﺎ ،واﻟرﻏﺑﺔ
اﻟﻘوﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺑﻠﯾﻎ رﺳﺎﻟﺔ اﻹﺳﻼم ﺧﺎرج ﺣدودﻫﺎ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻛﻧت ﻣن اﻟﻧﺧﺑﺔ اﻟﻣﺳﻠﻣﺔ ﻋﻧدﻣﺎواﺟﻬت
اﻟﺣﺎدﺛﺔ اﻷﻟﯾﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛﻠت ﺑوﻓﺎة اﻟرﺳول ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم وﻗد ﻋﺑر أﻧس ﺑن ﻣﺎﻟك ﻋن
أﺛر اﻟﺣﺎدث ﻓﻲ اﻟﻧﻔوس :ﻟﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﯾوم اﻟذي ﻗدم ﻓﯾﻪ رﺳول اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم
2
اﻟﻣدﯾﻧﺔ أﺿﺎء ﻣﻧﻬﺎﻛل ﺷﻲء ،ﻓﻠﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﯾوم اﻟذي ﻣﺎت ﻓﯾﻪ أظﻠم ﻣﻧﻬﺎ ﻛل ﺷﻲء .ﻛﺎن
ﻟﻬذا أﺛرﻩ ﻓﻲ ﺑث ﺣرﻛﺔ ﺗﺳﺟﯾل ﻛل ﻣﺎ ﺧﻠﻔﻪ اﻟﻧﺑﻲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم ﻣن أﻗوال وأﻓﻌﺎل
وﻏزوات وﺗﺟﻠﻰ ﻫذا ﻓﻲ إﻋﺎدة ﺑﻌث إرث اﻟﻧﺑﻲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم ﻣن ﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﻣﻐﺎزي
3
وﺳﻧﻧﻪ اﻟﻣﺄﺛورة .
ـ ـ اﺳﺗﺷﻌﺎر اﻟدور اﻟﻛوﻧﻲ اﻟﻣﻧوط ﺑﻛل ﻓرد ﻣن اﻻﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﺳوآءا ﻛﺎن ﺣﺎﻛﻣﺎ أو
ﻣﺣﻛوﻣﺎ و أﻧﻪ ﻣﺳﺗﺧﻠف ﻷداء وظﯾﻔﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻧذرﻩ اﷲ ﻟﻬﺎ و ﻫﻲ اﻟﻌﺑﺎدة ﺑﻣﻌﻧﺎﻫﺎ اﻟﺷﺎﻣل
اﻟﻛﺎﻣل ،وأﻧﻪ ﻣﺣﻛوم ﺑﻧظﺎم رﺑﺎﻧﻲ ﯾﺟﻌﻠﻪ ﻣوﺿﻊ اﺧﺗﺑﺎر ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻷرض ،وﻣﺎ ﯾﺻﺎﺣب
ﻫذا اﻟﺷﻌور ﻣن ﻗﯾم و ﺧﻼل ﻛﺎﻷﻣﺎﻧﺔ و اﻟﺻدع ﺑﺎﻟﺣق و اﻷﻣر ﺑﺎﻟﻣﻌروف و اﻟﻧﻬﻲ ﻋن
اﻟﻣﻧﻛر ،ﯾﺟﻌﻠﻪ أداة ﻓﺎﻋﻠﺔ ﺗﺗﺟﺎوز زﻻت اﻟﻣﺎﺿﻲ،ﻣﺳﺗدرﻛﺎ ﻣﺎ ﯾﺄﺗﻲ ﻣن زﻣﺎن ﺑﺎﻟﻔﻌل
ﺗﺛﯾﺑت اﻟوﻗﺎﺋﻊ ﻟذﻟك ﯾﻣﻛن ان ﻧﺳﻣﻲ ظﺎﻫرة اﻟﺗﺄﻟﯾف ﺣﯾﻧﻬﺎ ﺑﺎﻟﻛﺗﺎﺑﺔ وﺳﻣﺎ ﻟﻬﺎ ﺑدﻻ ﻣن اﻟدراﺳﺔ و اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻛس ﻣظﻬ ار ﻣن
ﻣظﺎﻫر ﻋﻠم ﻣﻛﺗﻣل اﻟﻘواﻋد و اﻟﺣﺎل ﺣﯾﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺧﻼف ذﻟك .
1ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﻟدوري ،ﻧﺷﺄة ﻋﻠم اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﻋﻧد اﻟﻌرب ،ط ،2ﻣرﻛز دراﺳﺎت اﻟوﺣدة اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ﺑﯾروت ،2007 ،ص-115 :
.120
2أﻛرم ﺿﯾﺎء اﻟﻌﻣري ،ﻋﺻر اﻟﺧﻼﻓﺔ اﻟراﺷدة ،ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﻌﺑﯾﻛﺎن ،اﻟﺳﻌودﯾﺔ ،دون ﺳﻧﺔ ﻧﺷر،ص.45
3ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﻟدوري ،ﻧﺷﺄة ﻋﻠم اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﻋﻧد اﻟﻌرب ،ط ،2ﻣرﻛز دراﺳﺎت اﻟوﺣدة اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ﺑﯾروت ،2007 ،ص-115 :
.120
315
ISSN: 1112-4210 ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ
EISSN: 2588-2139 ﻣﺟﻠد 17 :ﻋدد 02 :اﻟﺳﻧﺔ2018 :
اﻟﺣﺿﺎري اﺧذا ﺑﺎﻟﺳﻧن اﻟﻛوﻧﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻣﻌرﻓﺗﻪ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻻطﻼع ﻋﻠﻰ ﺗوارﯾﺦ ﻣن ﺳﺑق و
1
ﺣﺳن ادراﻛﻪ ﻟﻣﻌطﯾﺎت ﻋﺻرﻩ .
ـ ـ ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻹﻣﺎﻣﺔ أو اﻟﺧﻼﻓﺔ وظﻬور اﻷﺣزاب اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻓﻧﻼﺣظ أن اﻟﻛﺛﯾر ﻣن
2
اﻟﻌراﻗﯾﯾن ﯾﺷﻌرون ،ﻷﺳﺑﺎب ﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ،ﺑﺄن ﻗﺿﯾﺔ اﻟﻌراق ﺗﺗﺻل ﺑﺎﻟﻘﺿﯾﺔ اﻟﻌﻠوﯾﺔ ،وﻫﻧﺎك
ﻓﻛرة اﻟدوﻟﺔ أو ﻣﻔﻬوم اﻟدوﻟﺔ ﺑﺎﻟﺷﻛل اﻟذي ﻋرﺿﻪ اﻷﻣوﯾﯾن وﺑﺷرو ﺑﻪ ،وﻗد ﻟﻘﻲ ﻣﻌﺎرﺿﺔ
3
ﻣن اﻷﻣﺻﺎر وﻣن اﻟﻘﺑﺎﺋل .
ـ ـ ادراك اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻻﻣﺗدادﻫم اﻟدﯾﻧﻲ اﻟذي ﯾﺻﻠﻬم ﺑﺎﻷﻧﺑﯾﺎء ﻋﯾﺳﻰ و ﻣوﺳﻰ و إﺑراﻫﯾم
و ﺣﺗﻰ ﻧوح و أﺑﯾﻬم أدم ﻛﻣﺎ أدرﻛوا ﻣدى ﺣﺎﺟﺗﻬم ﻟﻣﻌرﻓﺔ ﻣﺎ ﻏﺎب ﻋﻧﻬم ،وﻫم ﺑﻬذا ﺧرﺟوا
ﻣن ﺣدود اﻟﻘﺑﯾﻠﺔ و اﻟﻧظرة اﻟﺿﯾﻘﺔ ﺣﺑﯾﺳﺔ اﻟﺣدود اﻟﺟﻐ ارﻓﯾﺔ واﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ اﻟﻰ اﻷﻓق اﻟزﻣﻧﻲ
اﻟﻣﺳﺗﻣر ،ﻓﻘد وﺟدوا اﻟﻘرآن ﻣﻔﺳ ار و ﻣوﺟﻬﺎ ﻟﻠوﺟود اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ ودورﻩ اﻟﺣﺿﺎري ﻛﻛل ،وﻓﻲ
ﻫذا اﻟﺳﯾﺎق أﺷﺎر اﻟﻘرآن اﻟﻛرﯾم اﻟﻰ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﻣم اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ واﺻﻔﺎ ﺣﺎﻟﻬم ﻣﻊ اﻧﺑﯾﺎﺋﻬم و
ﻛذا ﻣﺂﻟﻬم ،اﻻﻣر اﻟذي ﺟﻌﻠﻬم اوﻋﻰ ﺑﺎﻻطﺎر اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ و ﺗﻼزﻣﻪ وﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﻌﺑرة و اﻟﻔﺎﺋدة
4
اﻟﻣرﺟوة ﻣﻧﻪ ،و أوﺟد ﻋﻧدﻫم اﻟﻧظرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﺗﺎرﯾﺦ .
ـ ـ ﺷﻌور اﻟﻌرب ﺑﻣدى أﻫﻣﯾﺗﻬمٕ ،وادراك ﺑﺄﻧﻬم أﺻﺣﺎب رﺳﺎﻟﺔ ﻋﺎﻟﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻻﺳﻼم.
وﻫذا اﻟﺷﻌور ﯾﺗﺻل ﺑﺗﻛوﯾن اﻹﻣﺑراطورﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،وﻗد أﺛر ﻓﻲ ﻧظرة اﻟﻌرب إﻟﻰ
5
اﻟﻣواﻟﻲ .
1ﺟﻣﺎل ﻋﺑد اﻟﻬﺎدي ،وﻓﺎء ﺟﻣﻌﺔ ،اﺧطﺎء ﯾﺟب ان ﺗﺻﺣﺢ ﻓﻲ اﻟﺗﺎرﯾﺦ " ﺗﺎرﯾﺦ اﻻﻣﺔ اﻟواﺣدة" ،دار اﻟوﻓﺎء ،اﻟﻣﻧﺻورة
،ﻣﺻر، 1991،ص.40
2ﻛﺎﻧت اﻟﻛوﻓﺔ ﻣرﻛز اﻟﺧﻠﯾﻔﺔ ﻋﻠﻲ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻧﻪ ،و ﻣن ﺑﻌدﻩ اﺻﺑﺣت ﺑؤرة ﺗوﺗر و ﻣؤاﻣرات ﺿد اﻟﺳﯾطرة اﻻﻣوﯾﺔ ،و
ﻣﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧت دﻋوة اﻟﻣواﻟﻲ ﺟﻧﺑﺎ اﻟﻰ ﺟﻧب ﻣﻊ ﺷﯾﻌﺔ آل اﻟﺑﯾت ﻟﺗﺷﻣل ﺣرﻛﺗﻬﺎ اﻟﻌ ارق ﻛﻛل ﺗﻌﻣل ﻻﺟل اﺳﻘﺎط اﻟﺧﻼﻓﺔ اﻻﻣوﯾﺔ
.اﻧظر :ﻣﺣﻣد اﺑراﻫﯾم اﻟﻔﯾوﻣﻲ،اﻟﻔرق اﻻﺳﻼﻣﯾﺔ و ﺣق اﻻﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ،دار اﻟﺷروق ،اﻟﻘﺎﻫرة ،1998،ص.197
3ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﻟدوري ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق،ص.116
4ﻣﺣﻣد ﺑن ﺻﺎﻣل اﻟﺳﻠﻣﻲ ،ﻣﻧﻬﺞ ﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻻﺳﻼﻣﻲ ،ط،1دار اﺑن اﻟﺟوزي ،اﻟﺳﻌودﯾﺔ،2008،ص.278
5ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﻟدوري ،ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ،ص.116
316
ISSN: 1112-4210 ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ
EISSN: 2588-2139 ﻣﺟﻠد 17 :ﻋدد 02 :اﻟﺳﻧﺔ2018 :
ـ ـ ﻓﻛرة اﻷﻣﺔ ظﻬر أﺛرﻫﺎ ﻓﻲ ﺟﻌل اﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﺎﻷﺧﺑﺎر واﻟﻘﺻص ﯾﺗﻌدى اﻟﻘﺑﯾﻠﺔ إﻟﻰ
اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ،وﺑذﻟك ﻓﺗﺣت اﻟﺑﺎب ﻟﻠﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ .ﻛﻣﺎ أن ﻣﯾول اﻟﻌراﻗﯾﯾن وﻣﺻﺎﻟﺣﻬم اﺗﺟﺎﻩ
1
اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻷﻣوﯾﺔ ﻛﺎﻧت ﻋﺎﻣﻼ آﺧر ﻓﻲ ﺗوﺟﯾﻪ اﻟدراﺳﺔ اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ .
ـ ـ ﻣﻛﺎﻧﺔ اﻟﻔﻘﻪ واﻫﻣﯾﺗﻪ ﻓﻘد ﺗﻼﻗت ﻋﻧدﻩ ﻣﺧﺗﻠف اﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت ﻗﺑل ﻋﺻر اﻟﺗدوﯾن و
ﺧﻼﻟﻪ و ﺑﻌدﻩ ،ﻓﻘد اﺳﺗﻐرق اﻟﻌﻣل اﻟﻔﻘﻬﻲ ﺧﻼل اﻟﻘرون اﻟﺛﻼﺛﺔ اﻷوﻟﻰ اﻟطﺎﻗﺎت اﻟﻔﻛرﯾﺔ ﻟدى
اﻻﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ اﻟﻰ ﺣد ﻻ ﻧظﯾر ﻟﻪ ،إذ ﻟم ﯾﻘﺗﺻر اﻻﺳﻬﺎم ﻓﯾﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻣﺎء اﻟﻛﻼم و
اﻟﻣﺣدﺛون و اﻹدارﯾون ﻓﺣﺳب ﺑل ان ﻋﻠﻣﺎء اﻟﻠﻐﺔ و اﻟﻣؤرﺧﯾن و اﻻدﺑﺎء اﺳﻬﺑوا ﻓﻲ ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ
اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ،وﻗﻠﻣﺎ ﺗﻐﻠل اﻟﺷرع ﻓﻲ ﺣﯾﺎة أﻣﺔ و ﻓﻲ ﻓﻛرﻫﺎ ﻫذا اﻟﺗﻐﻠﻐل اﻟﻌﻣﯾق ﻣﺛﻠﻣﺎ
2
. ﻓﻌل ﻓﻲ اﻷدوار اﻷوﻟﻰ ﻣن اﻟﻣدﻧﯾﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ
وﺷﻬد اﻟﻘرن اﻟﺛﺎﻟث ﻟﻠﻬﺟرة ﺗﺑﺎدل اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻓﻲ اﻷﻓﻛﺎر واﻟوﺟﻬﺎت واﻷﺳﺎﻟﯾب
اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﻣدارس واﻷﻣﺻﺎر ،وﺑﺧﺎﺻﺔ ﻋن طرﯾق اﻟرﺣﻠﺔ ﻓﻲ طﻠب اﻟﻌﻠم ،ﻛﻣﺎ أن
اﻟﻣﺑﺎدئ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗؤﺛر ﻓﻲ اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ﺳﺎدت ﻓﻲ اﻷﻣﺻﺎر اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺑﻌد أن
3
. ﻛﺎﻧت ﻣﻬﯾﻣﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﻣدﯾﻧﺔ
ﻛل ﻫذﻩ اﻟﻌواﻣل واﻻﺗﺟﺎﻫﺎت وﺟدت اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋﻧﻬﺎ ﻟدى ﻣؤرﺧﻲ اﻟﺛﺎﻟث ﻫﺟري،
ﻣﻣﺎ ﺳﺎﻫم ﻓﻲ اﻧﺗﺷﺎر اﻟﺗدوﯾن اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ إﻗﺑﺎل اﻫﻠﻲ اﻟﺑﻼد اﻟﻣﻔﺗوﺣﺔ ﻋﻠﻰ اﻹﺳﻼم وﺗﻌﻠم
اﻟﻌرﺑﯾﺔ وﻣﺎ اﺿﻔﺗﻪ ﺣﺿﺎرﺗﻬم اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠﯾﻬم ﻣن ﺗذوق ﻟﻠﺗﺎرﯾﺦ ،ﻓﻛﺎن ﻣﻌظم اﻟﻣؤرﺧﯾن
اﻷواﺋل ﻓﻲ اﻹﺳﻼم ﻣن اﻟﻣﺳﺗﻌرﺑﯾن ﻣن اﻟﻌﺟم وﻷن اﻟﻌرب ﻓﻲ ﺑﺎدئ اﻷﻣر ﻛﺎﻧت ﺗﻠﺣﻘﻬم
4
أﻧﻔﺔ ﻣن اﻧﺗﺣﺎل اﻟﻌﻠم ،ﻛوﻧﻪ ﻣن ﺟﻣﻠﺔ اﻟﺻﻧﺎﺋﻊ .
-ﺑﺳﺑب ﻗﯾﺎم اﻟدوﻟﺔ واﻟﻔﺗوﺣﺎت واﻧﺿﻣﺎم ﻣﻧﺎطق وﺷﻌوب ذات ﺣﺿﺎرات ﻋرﯾﻘﺔ
وﺛﻘﺎﻓﺎت وأدﯾﺎن ﻣﺗﻣﺎﯾزة ،ظﻬرت ﻣﺷﺎﻛل وﻣﺳﺎﺋل ﻛﺛﯾرة ﺣول ﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟدوﻟﺔ وﻗﺿﺎﯾﺎ اﻟﺳﻠطﺔ
1ﻧﻔﺳﻪ.116،
2ﻣﺣﻣد ﻋﺎﺑد اﻟﺟﺎﺑري ،ﺗﻛوﯾن اﻟﻌﻘل اﻟﻌرﺑﻲ ،ط ،10ﻣرﻛز دراﺳﺎت اﻟوﺣدة اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ﺑﯾروت ،ص.97
3ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﻟدوري ،ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ،ص.119
4ﯾﺳري ﻋﺑد اﻟﻐﻧﻲ ﻋﺑد اﷲ ،ﻣﻌﺟم اﻟﻣؤرﺧﯾن اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﺣﺗﻰ اﻟﻘرن اﻟﺛﺎﻧﯾﻌﺷرﻫﺟري،ط ،1دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ،ﺑﯾروت ،
،1991ص.11
317
ISSN: 1112-4210 ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ
EISSN: 2588-2139 ﻣﺟﻠد 17 :ﻋدد 02 :اﻟﺳﻧﺔ2018 :
واﻷﻣﺔ وﻛذا اﻟﺿرﯾﺑﺔ وﻛذا ﻗﺿﺎﯾﺎ اﻟﺿرﯾﺑﺔ واﻟﺧراج واﻟزﻛﺎة واﻟﺟزﯾﺔ واﻹدارة وﺗﻧظﯾﻣﻬﺎ وﻻ
ﺷك أن ﻛل ﻫذا ﻛﺎن ﯾﺗطﻠب ﺗﺷرﯾﻌﺎ وﻋﻠﯾﻪ اﻟﻌودة إﻟﻰ اﻟﺗﺄرﯾﺦ واﻹﻓﺎدة ﻣن ﺗﺟﺎرﺑﻪ وﺧﺎﺻﺔ
ﻣﺎ ﺗﻌﻠق ﺑﻔﺗرة اﻟﻧﺑﻲ ﺻل اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم ﻓﻲ ﻣﻛﺔ واﻟﻣدﯾﻧﺔ وﻓﺗرة اﻟﺧﻠﻔﺎء اﻟراﺷدﯾن وﻛﺎن ﻟﻛل
1
ذﻟك دور ﻛﺑﯾر ﻓﻲ ﻧﺷﺄة ﻋﻠم اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﻋﻧد اﻟﻌرب وﺗطورﻩ .
ـ -اﺳﺗﻣرار اﻟﻌﺻﺑﯾﺎت :اﻟﻘﺑﻠﯾﺔ وﺗﺄﺛﯾرﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻷذﻫﺎن واﻟﻌﻘﻠﯾﺎت واﻻﻧﺗﻣﺎءات واﻟوﻻءات
اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ داﺧل اﻟدوﻟﺔ واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣﺛﺎﻟﻪ اﻟﺻراع ﺑﯾن ﻋرب اﻟﺷﻣﺎل وﻋرب اﻟﺟﻧوب واﻟﺻراع
اﻻﺛﻧﻲ ﻛﺎﻟﺻراع ﺑﯾن اﻟﻔرس واﻟﻌرب "اﻟﺷﻌوﺑﯾﺔ" اﻟذي ﻛﺎن داﺧل ﻣؤﺳﺳﺎت اﻟدوﻟﺔ آﻧذاك ﻛل
ذﻟك أﺳﻬم ﻓﻲ إطﻼق ﺣرﻛﺔ اﻟﺗﺄرﯾﺦ ﺗﺑﻌﺎ ﻟﺗﻧوع ﻣراﻛز اﻟﻔﺎﻋﻠﯾﺎت اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ واﻟدﯾﻧﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﻣدﯾﻧﺔ
2
واﻟﺷﺎم واﻟﺑﺻرة واﻟﻛوﻓﺔ وﺗﻠوﻧﻬﺎ ﺑﻣزﯾﺞ ﻣن اﻟﺛﻘﺎﻓﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ .
-3أﻫم ﻣؤرﺧﻲ اﻟﻘرن اﻟﺛﺎﻟث
ﻓﻲ ﻣطﻠﻊ اﻟﻘرن اﻟﺛﺎﻟث اﻟﻬﺟري ﺗﻧﺎﻣت اﻟدراﺳﺎت اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ﻟﺗﻧﺗﺞ ﺟﯾﻼ ﻣن
اﻟﻣؤرﺧﯾن اﻟﻛﺑﺎر ﻓﻲ ذﻟك اﻟﻘرن إذ أن اﻹﺧﺑﺎرﯾﯾن واﻟﻠﻐوﯾﯾن واﻟﻧﺳﺎﺑﯾن وﺿﻌوا ﻣن ﺧﻼل
ﻣؤﻟﻔﺎﺗﻬم ﻧطﺎق اﻟدراﺳﺔ اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ وﺷﻣﻠت دراﺳﺎﺗﻬم ﺟواﻧب ﺣﻘوﻟﻬﺎ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ وﻣن ﺧﻼل ﻫذﻩ
3
اﻟدراﺳﺎت طﻔت إﻟﻰ اﻟﺳطﺢ ﻓﻛرة وﺣدة اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﻓﺟﺎء ﻣؤرﺧون أﻓذاذ ﻣﺛل
اﻟﺑﻼذري )ت279ه( واﻟﯾﻌﻘوﺑﻲ)ت284ه( ،واﻟدﯾﻧوري)ت282ه( ﻓﻛﺗﺑوا ﺗوارﯾﺦ ﻣﺗﺻﻠﺔ
ﻟﻸﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻣﺗﻣﺎﯾزة ﻋﻣﺎ ﺳﺑﻘﻬﺎ ﻣن ﻛﺗب ﻓﻲ اﻷﻓﻛﺎر وﻓﻲ طرﯾﻘﺔ اﻟطرح ﺑﻣﺎ ﺗﺣﻣﻠﻪ ﻣن
وﺣدة ﺗﺎرﯾﺦ اﻷﻣﺔ وﻋﺎﻟﻣﯾﺗﻪ ﻓﻣﺛل اﻟﺑﻼذري اﻟوﺣدةواﻻﺗﺻﺎل ﻓﻲ اﻟﻣﺿﻣون وﻛﺛﯾر ﻣن
4
. اﻟﻣؤرﺧﯾن ﻣﺛﻠوا اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟطرح ﻛل ذﻟك ﺑﺎﺧﺗﻼف دواﻓﻌﻬم ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﺗﺎرﯾﺦ
1
وﺟﯾﻪ ﻛوﺛراﻧﻲ،ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺗﺄرﯾﺦ ،اﻟﻣرﻛز اﻟﻌرﺑﻲ ﻟﻸﺑﺣﺎث ودراﺳﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت ،ط ،2ﺑﯾروت ،2013 ،ص.48
2ﻧﻔﺳﻪ ،ص.49
3ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﻟدوري ،ﻧﺷﺄة ﻋﻠم اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﻋﻧد اﻟﻌرب ،ﻣرﻛز دراﺳﺎت اﻟوﺣدة اﻟﻌرﺑﯾﺔ،ط ،2ﺑﯾروت ،2007،ص.112-111
4ﻣﺣﻲ اﻟدﯾن ﻋﺑد ﺣﺳﯾن ﻋرار،اﻟﺗدوﯾن اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﻓﻲ اﻟﻌﺻر اﻟﯾوﻧﺎﻧﻲ و ﺻدر اﻻﺳﻼم،ط ،1دار اﻻﻋﺻﺎر اﻟﻌﻠﻣﻲ ،ﻋﻣﺎن
اﻷردن ،2016 ،ص.146
318
ISSN: 1112-4210 ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ
EISSN: 2588-2139 ﻣﺟﻠد 17 :ﻋدد 02 :اﻟﺳﻧﺔ2018 :
1راﺿﻲ دﻏﻔوس،اﻟﻣﺷرق اﻻﺳﻼﻣﻲ ﻣن اﻟﺛورة ﻋﻠﻰ ﻋﺛﻣﺎن اﻟﻰ اﻟﺛورة ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺑﺎﺳﯾﺔ ، ،ﻣرﻛز اﻟﻧﺷر اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ ،ﻣﻧوﺑﺔ،
ﺗوﻧس ،2011 ،ص.15 :
2راﺿﻲ دﻏﻔوس ،اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻌرﺑﻲ واﻻﺳﻼﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻘرن اﻻول وﺑداﯾﺔ اﻟﻘرن 2ه ﻣن ﺧﻼل اﻟﻧﺻوص واﻟوﺛﺎﺋق ،ﻣرﻛز
اﻟﻧﺷر اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ ،ﻣﻧوﺑﺔ ،ﺗوﻧس ،2009 ،ص.24
3ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﻟدوري ،اﻟﻣرﺣﻌﻧﻔﺳﻪ،ص.119
4ﻋﻠﯾﺄوﻣﻠﯾل ،اﻟﺧطﺎب اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ دراﺳﺔ ﻟﻣﻧﻬﺟﯾﺔ اﺑن ﺧﻠدون ،ط،4اﻟدار اﻟﺑﯾﺿﺎء ،اﻟﻣﻐرب ،2005 ،ص.37 :
319
ISSN: 1112-4210 ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ
EISSN: 2588-2139 ﻣﺟﻠد 17 :ﻋدد 02 :اﻟﺳﻧﺔ2018 :
1ﻋدﻧﺎن ﻣﺣﻣد ﻣﻠﺣم ،اﻟﻣؤرﺧون اﻟﻌرب واﻟﻔﺗﻧﺔ اﻟﻛﺑرى *اﻟﻘرن اﻻول*اﻟﻘرن اﻟراﺑﻊ اﻟﻬﺟري* دراﺳﺔ ﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ﻣﻧﻬﺟﯾﺔ،
اﻟطﺑﻌﺔ اﻻوﻟﻰ ،دار اﻟطﻠﯾﻌﺔ ،ﺑﯾروت .1998 ، ،ﺻص .21-14:
2
اﻧور ﻣﺣود زﻧﺎﺗﻲ ،ﻋﻠم اﻟﺗﺎرﯾﺦ و اﺗﺟﺎﻫﺎت ﺗﻔﺳﯾرﻩ،ط ،1ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻻﻧﺟﻠو اﻟﻣﺻرﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة،2007 ،ص.23
3
ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﻟدوري ،اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص.119
320
ISSN: 1112-4210 ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ
EISSN: 2588-2139 ﻣﺟﻠد 17 :ﻋدد 02 :اﻟﺳﻧﺔ2018 :
1ﻋدﻧﺎن ﻣﺣﻣد ﻣﻠﺣم ،اﻟﻣؤرﺧون اﻟﻌرب واﻟﻔﺗﻧﺔ اﻟﻛﺑرى *اﻟﻘرن اﻻول*اﻟﻘرن اﻟراﺑﻊ اﻟﻬﺟري* دراﺳﺔ ﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ﻣﻧﻬﺟﯾﺔ،
اﻟطﺑﻌﺔ اﻻوﻟﻰ،دار اﻟطﻠﯾﻌﺔ ،ﺑﯾروت ،1998 ،ﺻص .53 -45:
2أﺑﻲ اﻟﺣﺳن اﻟروﺣﻲ ،ﺑﻠﻐﺔ اﻟظرﻓﺎء ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺧﻠﻔﺎء ،ﺗﺢ ﻋﻣﺎد أﺣﻣد ﻫﻼل و آﺧرون،ادراة ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﺧطوططﺎت و
ﻛﺗب اﻟﺗراث ،اﻟﻘﺎﻫرة،2003 ،ص.6
3
ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﻟدوري،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق،ص.119
321
ISSN: 1112-4210 ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ
EISSN: 2588-2139 ﻣﺟﻠد 17 :ﻋدد 02 :اﻟﺳﻧﺔ2018 :
ﻣﺻﺎدرﻩ ﻓﺈﻟﻰ ﺟﺎﻧب إﺳﺣﺎق ﺑﻧو ﺳﻠﯾﻣﺎن اﻟذي ﯾﺧﺗص ﺑﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻬﺎﺷﻣﯾﯾن ﻧﺟد آﺧرﯾن ﻻ
1
ﯾﻘﺗﺻرون ﻋﻠﯾﻪ ﻛﺎﻟواﻗدي واﻟﻣداﺋﻧﻲ .
د اﻟطﺑري )ت310ﻫـ(
ﻫو ﻣﺣﻣد ﺑن ﺟرﯾر اﻟطﺑري وﻟد ﺳﻧﺔ 224ﺑﺑﻠدة آﻣل ﻣن إﻗﻠﯾم طﺑرﺳﺗﺎن ﻓﻲ
إﯾران ﺗﻠﻘﻰ اﻟﻌﻠوم ﻓﻲ ﻣدﯾﻧﺔ اﻟري ﺛم ﻓﻲ ﺑﻐداد ﺛم ﻓﻲ اﻟﻛوﻓﺔ ورﺣل إﻟﻰ اﻟﺷﺎم وﺑﯾروت
وﻣﺻر وﻋﺎد إﻟﻰ ﺑﻐداد وﻋﺎش ﻓﯾﻬﺎ ﺣﺗﻰ ﺗوﻓﻲ ﺳﻧﺔ .310وﻣن ﺷﯾوخ اﻟطﺑري اﻟذﯾن أﺧذ
ﻋﻧﻬم اﻟﻌﻠم ﺑن اﺣﻣد ﺑن ﺣﻣﺎد اﻟدوﻻﺑﻲ درس ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺗﺎرﯾﺦ واﻟﺗﻔﺳﯾر وﺗﻔﻘﻪ ﺑﻔﻘﻪ أﻫل اﻟﻌراق
وﺳﻣﻊ ﻣن ﻣﺣﻣد ﺑن ﻣوﺳﻰ اﻟﺣرﺷﻲ وﻋﻣﺎد ﺑن ﻣوﺳﻰ اﻟﻘزازوﻣﺣﻣد ﺑن اﻷﻋﻠﻰ اﻟﺻﻧﻌﺎﻧﻲ
وﺑﺷر ﻣن ﻣﻌﺎذ و ﻣﺣﻣد ﺑن ﺑﺷﺎر اﻟﻣﻌروف ﺑﺑﻧدار وأﺑﻲ اﻷﺷﻌث و ﻣﺣﻣد ﺑن اﻟﻣﻌﻠﻰ
2
وﻏﯾرﻫم وأﺧذ اﻟﻘراءات ﻋن ﺳﻠﯾﻣﺎن اﻟطﻠﺣﻲ وﻛﺛﯾر ﻣن أﻫل اﻟﻌﻠم .وﻣﻣﺎ ﻋرف ﻋن اﻟطﺑري
اﺷﺗﻐﺎﻟﻪ ﺑﺎﻟﺗﻔﺳﯾر واﻟﻔﻘﻪ ﻓﻘد ﺧﻠف ﻋدﯾد اﻵﺛﺎر ﻓﻲ ذﻟك وﻻ ﺷك ﺳﻔرﻩ اﻟﻌظﯾم ﻓﻲ اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﯾﻌد
3
إﻧﺗﻘﺎﻟﺔ ﻧوﻋﯾﺔ ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﺗﺎرﯾﺦ.
وﺗﺄﻟف ﺗﺎرﯾﺦ اﻟطﺑري ﻣن ﻗﺳﻣﯾن ،ﻓﻲ اﻷول ﺗﻧﺎول ﺑدء اﻟﺧﻠﯾﻘﺔ وﺗوارﯾﺦ اﻷﻧﺑﯾﺎء ﺛم
ﺗﻧﺎول ﺗوارﯾﺦ اﻷﻣم ﻓذﻛر ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻔرس ﻣﻧذ دوﻟﺗﻬم وﺣﺗﻰ آﺧر ﻣﻠوﻛﻬم وذﻛر ﺑﻧﻲ إﺳراﺋﯾل
وأﺧﺑﺎرﻫم وﻣﻠوك اﻟروم ﻣﻧذ اﻟﻣﺳﯾﺣﯾﺔ ﺛم ﺗﻧﺎول اﻟﻣﻣﺎﻟك اﻟﺗﻲ ﻗﺎﻣت ﻓﻲ ﺑﻼد اﻟﻌرب ﻋﺎد
وﺛﻣود وطﺳم وﺟدﯾس وﺟرﻫم ﺛم ﻣﻠوك اﻟﯾﻣن وﻏﯾرﻫم ﺛم ﻋرج ﻋﻠﻰ أﺟداد اﻟرﺳوﻟوﻗداﺑﺗدأ
4
ﺑﺗدوﯾن ﻫذا اﻟﻘﺳم ﻓﻲ ﺳﻧﺔ 282اﻧﺗﻬﻲ ﻣﻧﻪ ﺑﻌد ﺛﺎﻣﻧﻲ ﺳﻧوات ﺳﻧﺔ.290
واﻟﻘﺳم اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺗﻧﺎول ﺗﺎرﯾﺦ اﻹﺳﻼم ﻣﻧذ ﻋﻬد اﻟرﺳول ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم ﺣﺗﻰ
302ﻫـ وﻓرغ ﻣﻧﻪ ﺳﻧﺔ303ه.
وﻗد ﺟﺎء اﻟطﺑري ﻣﺛﺑﺗﺎ ﺑﺻورة ﻧﻬﺎﺋﯾﺔ وﺟﻬﺔ ﻧظر اﻟﻣﺣدﺛﯾن ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﻣﻌﺑ ار ﻓﻲ
آن ﻋن ﻓﻛرة ﺗﻛﺎﻣل اﻟرﺳﺎﻻت ﻓﻲ اﻟﺗﺎرﯾﺦ وﻋن ﻓﻛرة وﺣدة ﺗﺟﺎرب اﻷﻣﺔ ﻓﺎﻟﺗﺎرﯾﺦ ﻋﻧدﻩ ﺗﻌﺑﯾر
1
ﻋن اﻟﻣﺷﯾﺋﺔ اﻹﻟﻬﯾﺔ .
وﺗﻌود أﻫﻣﯾﺔ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟطﺑري اﻟﻰ أﻣرﯾن اﺛﻧﯾن :اﻷول أﻧﻪ ﻧﺟﺢ ﻓﻲ أن ﯾﺣﻘق
اﻻرﺗﺑﺎط ﺑﯾن اﻟﺗﺎرﯾﺦ واﻷﻣﺔ أﻛﺛر ﻣن أي ﻛﺗﺎب آﺧر ،ﻓﻬو ﯾﻌﺑر ﻋن رؤﯾﺔ ﻟﻠﺗﺎرﯾﺦ ﺗﺟد
اﻷﻣﺔ ﻧﻔﺳﻬﺎ ﻣرﻛ از وﻫدﻓﺎ ﻟﻪ ﻛﻣﺎ أن ﺳردﻩ ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﯾﺳﻬم ﻓﻲ ﺗﻣﺎﺳك اﻷﻣﺔ ،وذﻟك ﻣن
ﺧﻼل ﻧﻘد واﺳﻊ ﻟﻣﺧﺗﻠف اﻟرواﯾﺎت وﺻوﻻ إﻟﻰ ﺗﺎرﯾﺦ ﯾﺗﺣﻘق ﺣوﻟﻪ اﻹﺟﻣﺎع .اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟﻧﻔوذ
اﻟواﺳﻊ اﻟذي ﺣﻘﻘﻪ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟطﺑري ﯾرﺟﻊ ﻗﺑل ﻛل ﺷﻲء إﻟﻰ ﻣﻧﻬﺟﻪ ،وﻫو ﻓﻲ ﻫذا ﺗﻔوق ﻋﻠﻰ
اﺑن ﻗﺗﯾﺑﺔ واﻟدﯾﻧوري واﻟﯾﻌﻘوﺑﻲ أﻣﺎ اﺑن ﻗﺗﯾﺑﺔ ﻓطﺎﺑﻊ ﻛﺗﺎﺑﺗﻪ ﺗﻣﺛل ﺳطﺣﯾﺔ ﺳردﯾﺔ أﻣﺎ اﻟدﯾﻧوري
ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺳﻘط اﻷﺳﺎﻟﯾب وﯾﻧﺗﻘﻲ ﻣن اﻵﺛﺎر ﻣﺎ ﯾﻼﺋﻣﻬﺎ أﻣﺎ اﻟﯾﻌﻘوﺑﻲ ﻓﻠم ﯾﻛن ﻛﺛﯾر ﺣرص ﻋﻠﻰ
2
إﯾراد ﻣﺻﺎدر ﻛل ﺧﺑر وﻻ ﻋﻠﻰ ﺗﺻدﯾر اﻟﺧﺑر ﺑﺄﺳﺎﻟﯾب روادﻩ .
واﻟطﺑري ﻓﻲ ﻛل ﺗﺎرﯾﺧﻪ وﻣﺎ ﺗﻣﯾز ﺑﻪ ﻣن أﺳﻠوﺑﻪ ﻣن اﻟﺟﻣﻊ واﻻﺳﺗﻘﺻﺎء ،ﻓﺈﻧﻪ
وﺿﻊ اﻟﺗﺑﻌﺔ ﻓﻲ ﻧﻘﻠﻪ ﻟﻸﺧﺑﺎر ﻋﻠﻰ أﺻﺣﺎﺑﻬﺎ ﻣوﻟﯾﺎ أﻫﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﻟﻠﺳﻧد اﻟﻣﺗﺻل ﺑﻧﺎﻗل اﻟﺧﺑر
ﻓﯾﻘول ﻓﻲ ﻣﻘدﻣﺔ ﻛﺗﺎﺑﻪ "ﻓﻣﺎ ﯾﻛن ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﻲ ﻫذا –ﻛﻣﺎ ﯾﻘول ﻓﻲ ﻣﻘدﻣﺔ ﻛﺗﺎﺑﻪ -ﻣن ﺧﺑر
ذﻛرﻧﺎﻩ ﻋن ﺑﻌض اﻟﻣﺎﺿﯾن ﻣﻣﺎ ﯾﺳﺗﻧﻛرﻩ ﻗﺎرﺋﻪ أو ﯾﺳﺗﺷﻧﻌﻪ ﺳﺎﻣﻌﻪ؛ ﻣن أﺟل أﻧﻪ ﻟم ﯾﻌرف
ﻟﻪ وﺟﻬﺎً ﻓﻲ اﻟﺻﺣﺔ وﻻ ﻣﻌﻧﻰ ﻓﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ -ﻓﻠﯾﻌﻠم أﻧﻪ ﻟم ﯾؤت ﻓﻲ ذﻟك ﻣن ﻗﺑﻠﻧﺎ ٕواﻧﻣﺎ أﺗﻰ
3
ﻣن ﻗﺑل ﺑﻌض ﻧﺎﻗﻠﯾﻪ إﻟﯾﻧﺎ ،وأﻧﺎ إﻧﻣﺎ أدﯾﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﻣﺎ أدى ﻟﻧﺎ" .
-4ﺧﺻﺎﺋص اﻟﺗدوﯾن اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ ﺧﻼل اﻟﻘرن اﻟﺛﺎﻟث ﻫﺟري
ﻗد ﺗواﻓق ﺗدوﯾن اﻟﺗﺎرﯾﺦ وأﺧﺑﺎرﻩ ﻣﻊ ﺗدوﯾن اﻟﺳﻧﺔ واﻟﺣدﯾث اﻟﻧﺑوي ﺑل إن
اﻷﺛراﻷﻛﺑر ﻓﻲ ﺑداﯾﺎت اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ﯾﻌود إﻟﻰ اﻫﺗﻣﺎم اﻟﺻﺣﺎﺑﺔ وﺗﺎﺑﻌﯾﻬم اﻷول ﺑﺣﻔظ
وﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﺳﻧﺔ ﻗﺻد اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣن اﻟﺣﯾف أو اﻟﺿﯾﺎع ﻓﻛﺎن وﻻﺑد أن ﺗﺄﺧذ ﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﺗﺎرﯾﺦ
ﻟﻣﻌﺎ ﻣن ﺧﺻﺎﺋص ﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﺣدﯾث.
ﻛﺎﻧت ﺑداﯾﺔ اﻟﺗﺄﻟﯾف اﻟﻌﻠﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﻋﻧد اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن وﺛﯾﻘﺔ اﻟﺻﻠﺔ ﺑﺎﻟﺣدﯾث واﻟﺳﻧﺔ
وﻻ ﻋﺟب ﻓﺈن ﻋﻠم اﻟﺣدﯾث واﻟﺳﻧﺔ ﯾﻬدﻓﺎن ﺑﺎﻟﺿرورة إﻟﻰ دراﺳﺔ أﻗوال اﻟﻧﺑﻲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ
وﺳﻠم وأﻓﻌﺎﻟﻪ وﻓﻲ أول اﻷﻣر ﻛﺎن ﯾﺗم ذﻟك ﺑﺎﻟرواﯾﺔ اﻟﺷﻔﻬﯾﺔ وﻗد ﺑدأ اﻟﺗدوﯾن اﻟﻔﻌﻠﻲ ﺑﺎﻟﺷﻛل
اﻟﺻﺣﯾﺢ ﺧﻼل اﻟﻘرﻧﯾن اﻟﺛﺎﻧﻲ واﻟﺛﺎﻟث اﻟﻬﺟري ،اﻷﻣر ذاﺗﻪ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻌﻠم اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﻋﻧد
اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻛﺎﻧت ﻧﺷﺄﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﺑداﯾﺔ ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ دراﺳﺔ اﻟﺳﯾرة اﻟﻧﺑوﯾﺔ واﻟﻣﻐﺎزي وأﺧﺑﺎر اﻟﺻﺣﺎﺑﺔ
1
وﺣﺎل اﻟدوﻟﺔ ﺑﻌد اﻟﻧﺑﻲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم.
وﻗد ﻛﺎن أﻣر ﻋﻣر ﺑن اﻟﻌزﯾز إﻟﻰ أﺑﻲ ﺑﻛر ﺑن ﺣزم " اﻧظر ﻣﺎ ﻛﺎن ﻣن ﺣدﯾث
رﺳول اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم ﻓﺄﻛﺗﺑﻪ ،ﻓﺈﻧﻲ ﺧﻔت دروس اﻟﻌﻠم وذﻫﺎب اﻟﻌﻠﻣﺎء" ﻋﺎﻣﻼ
ﻣﻬﻣﺎ ﻓﻲ اﻧﺗﻘﺎل اﻟﺗدوﯾن ﻣن اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﻔردﯾﺔ إﻟﻰ رﻋﺎﯾﺔ رﺟﺎﻻت اﻟدوﻟﺔ واﻟﻘﯾﺎم ﻋﻠﻰ ﺗﺟﺳﯾدﻩ
2
ﺑﺷﻛل رﺳﻣﻲ .
ﯾﺟﻣﻊ أﻏﻠب اﻟدارﺳﯾن أﻧﻪ ﺑﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﻘرن اﻟﺛﺎﻟث اﻟﻬﺟري ،ﻛﺎن اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻹﺳﻼﻣﻲ
ﻗد أرﺳﻰ ﻗواﻋدﻩ ﻛﻌﻠم ﻣﺳﺗﻘل ﻋن ﻋﻠم اﻟﺣدﯾث ﻟﻛن دون إﻫﻣﺎل ﻵﻟﯾﺗﻪ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ،أﻻ وﻫﻲ
اﻹﺳﻧﺎد اﻟذي ﯾﻌطﻲ ﻟﻠرواﯾﺎت اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺛﻘﺔ اﻟﺗﻲ اﺗﺧذﻫﺎ اﻟﺣدﯾث ،ﺧﺻوﺻﺎ
وأن ﻣﻌظم ﻣؤرﺧﻲ ﻫذا اﻟﻌﺻر ﻛﺗﺑوا ﻓﻲ اﻟﺗﺎرﯾﺦ إﻧطﻼﻗﺎ ﻣن اﻹﻫﺗﻣﺎم ﺑﺎﻟﺣدﯾث ﺟﻣﻌﺎ أو
ﻛﺗﺎﺑﺔ ﺑﺣﯾث ﻛﺎن ﯾﺣدث داﺋﻣﺎ ﺗداﺧل ﺑﯾن اﻟﻌﻠﻣﯾن اﻟﺣدﯾث ،اﻟﺧﺑر واﻟﺗﺎرﯾﺦ ،وﺑﯾن ﻣﻬﻧﺔ
اﻟﻔﻘﯾﻪ واﻟﻣؤرخ ،ﻷن اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﻓﻲ اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﺳﯾﻛون ﻣدﯾﻧﺎ ﻟﻠﺣدﯾث ﻓﻲ اﻟﻧﺷﺄة
3
واﻟﻣﻧﻬﺞ واﻟﻐﺎﯾﺔ.
وﻣﺎ ﯾﻣﯾز اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ أﻧﻬﻣﻧذ اﻟﻘرن اﻟﺛﺎﻟث ﻫﺟري ظﻬرت ﺑداﯾﺎت اﻟﺗﺄﻟﯾف
اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ ﺑﻣﻌﻧﺎﻩ اﻟواﺳﻊ ،أي اﻟﺟﻣﻊ ﺑﯾن ﻣواد ﻣﺳﺗﻣدة ﻣن اﻟﺳﯾرة وﻣن ﻣﺻﺎدر ﻛﺛﯾرة ورﺑطﻬﺎ
ﺑﺳﯾﺎق ﺗﺎرﯾﺧﻲ ﻣﺗﺻل وﻗد ﺳﺎر ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻣﻧوال ﻣﺻﻧﻔون ﻛﺛر ﻛﺎﻟﺑﻼذري وأﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ
1
ﺳﯾدة اﺳﻣﺎﻋﯾل ﻛﺎﺷف ،ﻣﺻﺎدر اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻻﺳﻼﻣﻲ و ﻣﻧﺎﻫﺞ اﻟﺑﺣث ﻓﯾﻪ ،د ار اﻟراﺋد اﻟﻌرﺑﻲ،ﺑﯾروت،1983،ص.32
2ﺣﺳن ﻓوزي ﺣﺳن ،اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﻧﻘدي ﻋﻧد اﻟﻣﺗﻘدﻣﯾن ﻣن اﻟﻣﺣدﺛﯾن و أﺛرر ﺗﺑﺎﯾن اﻟﻣﻧﻬﺞ ص.7
-3ﻋﺑد اﷲ ﻋﺑد اﻟﻼوي ،ﺣﻔرﯾﺎت اﻟﺧطﺎب اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ اﻟﻌرﺑﻲ ،ط ،1اﺑن اﻟﻧدﯾم ﻟﻠﻧﺷر ،اﻟﺟزاءر ،2012 ،ص.113 :
324
ISSN: 1112-4210 ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ
EISSN: 2588-2139 ﻣﺟﻠد 17 :ﻋدد 02 :اﻟﺳﻧﺔ2018 :
اﻟدﯾﻧوري وﻏﯾرﻫم وﯾﺗﺑﯾن ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻣؤﻟﻔﺎت أن ﻋﻧﺻ ار ﻓﻛرﯾﺎ ﺟدﯾدا ﻛﺎن ﻗد دﺧل ﻓﻲ ﺗدوﯾن
1
اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﻋﻧد اﻟﻌرب وﯾﻣﻛن أن ﻧﺻﻔﻪ ﺑﺄﻧﻪ اﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻌرﻓﺔ ﻣن أﺟل اﻟﻣﻌرﻓﺔ .
ﻛﻣﺎ اﻣﺗﺎزت ﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﺧﻼل اﻟﻘرن اﻟﺛﺎﻟث ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻧظﻣت ﻋﻠﻰ أﺳﺎس
اﻟﺗﻘوﯾم اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﻬﺟري ،و ﻫذا ﯾﻌﻛس ﻣدى اﺳﺗﻘﻼﻟﻬﺎ اﻟﺗﺎم ﻓﻲ ﻣوﺿوﻋﻬﺎ و رﺟﺎﻟﻬﺎ و
ﺗﻘوﯾﻣﻬﺎ اﻟﺧﺎص ﻋن ﺗوارﯾﺦ اﻷﻣم اﻷﺧرى ،و ﻋﻠﯾﻪ ﻟم ﯾﻛن اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﺳﺗﻣرار
ﻟﺗوارﯾﺦ ﻗدﯾﻣﺔ ،و اﻧﻣﺎ ﻫو ﺗﺄرﯾﺦ إﺳﻼﻣﻲ ﺧﺎﻟص ﻓﻲ ﻣﺑﻧﺎﻩ اﻟﻣﻌرﻓﻲ و ﻓﻲ ﺗﻧظﯾﻣﻪ
2
اﻟﻣﻧﻬﺟﻲ .
ﻓﻲ اﻟﻣﺟﻣل ﯾﺑﻘﻰ ﻫذا اﻟﻘرن ﻫو اﻟﻔﺗرة اﻟﺗﻲ ظﻬرت ﻓﯾﻬﺎ ﻓﻛرة وﺣدة اﻷﻣﺔ واﻧﺗﺻﺎر
ﻣدرﺳﺔ اﻟﻣدﯾﻧﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛل وﺟﻬﺔ ﻧظر اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺣﺎﻛﻣﺔ )اﻟﺣرﻛﺔ اﻟﻌﺑﺎﺳﯾﺔ( ﻣﻌﺗﻣدة ﻓﻲ ذﻟك
ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأ إﺟﻣﺎع أﻫل اﻟﻣدﯾﻧﺔ اﻟذي ﺻﺎر ﻋﺎﻣﺎ وﺗراﺟﻊ ﻣﺑدأ ﺣرﯾﺔ اﻹرادة واﻹﺧﺗﯾﺎر اﻟذي
ﻋﺑرت ﻋﻧﻪ ﻣدرﺳﺔ اﻟﻛوﻓﺔ واﻟﺑﺻرة وذﻟك ﺑﺎﻧﺗﻘﺎل اﻟدراﺳﺎت اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ﻣن اﻟﻣدﯾﻧﺔ واﻟﺑﺻرة
واﻟﻛوﻓﺔ إﻟﻰ ﺑﻐداد وﺗﺣول اﻟﺻراع ﺑﯾن ﻗرﯾش واﻟﻘﺑﺎﺋل إﻟﻰ ﺻراع ﺑﯾن اﻟﻌرب واﻟﺣرﻛﺔ
اﻟﺷﻌوﺑﯾﺔ .ﯾﻌﺗﺑر اﻟطﺑري أﺑرز ﻣﻣﺛل ﻟﻬذا اﻟﺗطور ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﺧﻼﺻﺔ اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ﻓﻲ
اﻟﻘرن 3ه ﺣﯾث ﺛﺑت أﺳﻠوب اﻟﻣﺣدﺛﯾن )اﻟﺳﻧد ﻓﻲ اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ( وﻋﺑر ﻋن ﻓﻛرة وﺣدة
ﺗﺟﺎرب اﻷﻣﺔ )اﻹﺟﻣﺎع( واﻟﻣﺷﯾﺋﺔ اﻹﻟﻬﯾﺔ )اﻟﺟﺑر( ﻣﻧﺗﺻ ار ﻓﻲ ذﻟك ﻹﯾدﯾوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﺳﻠطﺔ
3
اﻟﺣﺎﻛﻣﺔ .
اﻟﺧﺎﺗﻣﺔ:
اﻧﺗﺗﺟت ﺣرﻛﺔ ﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻛﻣﺎ ﻏﯾر ﯾﺳﯾر ﻣن اﻟﻣؤﻟﻔﺎت اﻟﺗﻲ اﺿطﻠﻌت ﺑﺟﻣﻊ
اﻟﺗراث ﺑﺷﻘﯾﻪ اﻟﻣﻛﺗوب و اﻟﺷﻔﻬﻲ ،ﻣؤﻛدﯾن ﻋﻠﻰ وﺻل اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﺑﻌﺿﻪ ﺑﺑﻌض ﻣن ﺣﯾث ﺗﻧﺎول
ﺗوارﯾﺦ اﻷﻣم اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ووﺿﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺳﯾﺎﻗﻬﺎ اﻟدﯾﻧﻲ ،ﻣن ﺣﯾث اﻧﻬﺎ ارﺗﺑطت وﺑﺷﻛل أﺳﺎﺳﻲ
1ﻫﺎﻣﻠﺗون ﺟﯾب ،دراﺳﺎت ﻓﻲ ﺣﺿﺎرة اﻻﺳﻼم ،ﺗرﺟﻣﺔ اﺣﺳﺎن ﻋﺑﺎس وآﺧرون ،اﻟﻬﯾﺄة اﻟﻣﺻرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻛﺗﺎب ،2011 ،ط،1
اﻟﻘﺎﻫرة ،ص142 :
2ﻋﺑد اﻟﻌﻠﯾم ﺧﺿر ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .77
3ﻣﺣﻲ اﻟدﯾن ﻋﺑد اﻟﺣﺳﯾن ﻋرار ،اﻟﺗدوﯾن .اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﺻر اﻟﯾوﻧﺎﻧﻲ وﺻدر اﻻﺳﻼم ،دار اﻻﻋﺻﺎر اﻟﻌﻠﻣﻲ ،ﻋﻣﺎن،
اﻷردن ،2016 ،ص ص.152،151:
325
ISSN: 1112-4210 ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ
EISSN: 2588-2139 ﻣﺟﻠد 17 :ﻋدد 02 :اﻟﺳﻧﺔ2018 :
ﺑﺎﻷﻧﺑﯾﺎء و اﻟرﺳل اﻟذﯾن ﺑﻌﺛوا ﻓﯾﻬم و ﻋطﻔﻬﻌﻠﻰ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻌرﺑو دورﻫم ﺑﻌد اﻹﺳﻼم آﺧذا ﺳﻧﺔ
اﻟﻣﺻطﻔﻰ ﺻﻠوات اﷲ ﻋﻠﯾﻪ ﻣرﺗﻛ از أﺳﺎﺳﯾﺎ وﻟﺑﻧﺔ ﻣﻬﻣﺔ ﻛﺄﺣد أﻫم ﺣﻠﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ،
ﻛﻣﺎ ﻟم ﺗﺧﻠوا ﻛﺗﺎﺑﺎﺗﻬم ﻣن اﻟﻣزواﺟﺔ ﺑﯾن اﻟدﯾﻧﻲ و اﻟﺗراﻛم اﻟﺣدﺛﻲ ﻟﻺﻧﺳﺎن و ﺗﺄﺛﯾرﻩ ﺑﻣﺣﯾطﻪ .
و ﻛﺎن اﻟﻘرن اﻟﺛﺎﻟث اﻟﻬﺟري ﺑﺣق ذروة ﺗطور اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ﻓﻘد ﺗﺧﻠﻠﺗﻪ ﻛﺗﺎﺑﺎت ﻣوﺳوﻋﯾﺔ
ﻋﻠﻰ ﻏﯾر اﻟﻌﺎدة ،اﺷﺗﻣﻠت ﻋﻠﻰ اﻷﻧﺳﺎب و اﻟﺳﯾر و اﻟﺑﻠدان و ﺗوارﯾﺧﻬﺎ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ و ﺗراﺟم
اﻟرﺟﺎل و اﻻﻋﻼم ،ﻛل ذﻟك ﺗراﻛم و ﺑﺷﻛل ﺗﻛﺎﺛﻔﻲ ﻣﺑﻬر وﺑﻣﻧﺎﻫﺞ ﻣﺗﻌددة ﺗﻌﺗﺑر ﺣﺻﯾﻠﺔ
ﺗطور اﻟﻣﻌﺎرف واﻟﺗﻲ ﻓﯾﻬﺎ ﺑﻌد اﺻﺑﺣت اﻟﻣﻌﺗﻣد ﻓﻲ ﺗﻧﺎول اﺣداث اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻹﺳﻼﻣﻲ .
وﻗد ﺑرز ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻔﺗرة ﻧﺧﺑﺔ ﻣن اﻟﻣؤرﺧﯾن اﻟﻛﺑﺎر اﻋطوا ﻧﻔﺳﺎ ﺟدﯾدا ﻟﻠﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ﺧرﺟت
ﺑﻬﺎ ﻣن اﻟﻣﺄﻟوف اﻟﻰ اﻟﺗﺄﺻﯾل اﻟﻣﻧﻬﺟﻲ ،رﻏم ﺗﺑﺎﯾن اﻟﺑﯾﺋﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ و اﻟﺣﺿﺎرﯾﺔ وﻛذا
اﻻﻧﻣﺎط اﻟﻔﻛرﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻛل ﻣؤرخ .
وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺎﻟﻘرن اﻟﺛﺎﻟث اﻟﻬﺟري ﯾﻌد ﺑﺣق ﻣﺣطﺔ ﺗﻼﻗت ﻋﻧدﻫﺎ ﻣﺟﻣل ادﺑﯾﺎت اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ
اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ،ﺑﻔﻌل اﻟﺗﻣﺎزج اﻟﺣﺎﺻل ﺑﯾن اﻟﺗوﺟﻬﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺳﯾرة و اﻟﺣدﯾث اﻟﻧﺑوي و اﻻﺧﺑﺎر
أﻧﺗﺟت ﻣزﯾﺟﺎ ﻓرﯾدا ﻣن اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﺷﺎﻣﻠﺔ ﻟﻠﺗﺎرﯾﺦ ﻓﻲ اطﺎر ﻋﺎﻟﻣﻲ.
اﻟﻣراﺟﻊ I
أﺑﻮ ﺟﺮﯾﺮ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻄﺒﺮي ،ﺗﺤﻘﯿﻖ ﻣﺤﻤﺪ أﺑﻮ اﻟﻔﻀﻞ إﯾﺮاھﯿﻢ،ﺗﺎرﯾﺦ اﻷﻣﻢ و اﻟﻤﻠﻮك ،ط،2دار .1
اﻟﻤﻌﺎرف،ﻣﺼﺮ،ج،1ص.8
أﺑﻲ اﻟﺣﺳن اﻟروﺣﻲ ،ﺑﻠﻐﺔ اﻟظرﻓﺎء ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺧﻠﻔﺎء ،ﺗﺢ ﻋﻣﺎد أﺣﻣد ﻫﻼل و آﺧرون،ادراة .2
ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﺧطوططﺎت و ﻛﺗب اﻟﺗراث ،اﻟﻘﺎﻫرة،2003 ،ص.6
أﻛﺮم ﺿﯿﺎء اﻟﻌﻤﺮي ،ﻋﺼﺮ اﻟﺨﻼﻓﺔ اﻟﺮاﺷﺪة ،ﻣﻜﺘﺒﺔ اﻟﻌﺒﯿﻜﺎن ،اﻟﺴﻌﻮدﯾﺔ ،دون ﺳﻨﺔ .3
ﻧﺸﺮ،ص.45
اﻧور ﻣﺣود زﻧﺎﺗﻲ ،ﻋﻠم اﻟﺗﺎرﯾﺦ و اﺗﺟﺎﻫﺎت ﺗﻔﺳﯾرﻩ،ط ،1ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻻﻧﺟﻠو اﻟﻣﺻرﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة، .4
،2007ص.23
ﺑول ﻓﯾن ،ﺗر ،اﺑراﻫﯾم ﻓﺗﺣﻲ،أزﻣﺔ اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ)ﻓوﻛو و ﺛورة ﻓﻲ اﻟﻣﻧﻬﺞ(،ط،1داراﻟﻔﻛر، .5
اﻟﻘﺎﻫرة.1992 ،ص.26
ﺟﻤﺎل ﻋﺒﺪ اﻟﮭﺎدي ،وﻓﺎء ﺟﻤﻌﺔ ،اﺧﻄﺎء ﯾﺠﺐ ان ﺗﺼﺤﺢ ﻓﻲ اﻟﺘﺎرﯾﺦ " ﺗﺎرﯾﺦ اﻻﻣﺔ اﻟﻮاﺣﺪة"، .6
دار اﻟﻮﻓﺎء ،اﻟﻤﻨﺼﻮرة ،ﻣﺼﺮ، 1991،ص.40
.7
ﺟﻣﯾل ﻣوﺳﻲ اﻟﻧﺟﺎ ،ﻓﻠﺳﻔﺔ اﻟﺗﺎرﯾﺦ ،ط ،1ﻣﻛﺗﺑﺔ ﻣدﺑوﻟﻲ ،اﻟﻘﺎﻫرة ،2011،ص.12
ﺗﻣوز ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر، .8ﺣﺎﻣد ﺣﻣزة اﻟدﻟﯾﻣﻲ ،ﻓﻠﺳﻔﺔ اﻟﺗﺎرﯾﺦ و اﻟﺣﺿﺎرة ،ط،1
دﻣﺷق،2011،ص.25
326
ISSN: 1112-4210 ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ
EISSN: 2588-2139 ﻣﺟﻠد 17 :ﻋدد 02 :اﻟﺳﻧﺔ2018 :
ﺣﺳن ﻓوزي ﺣﺳن ،اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﻧﻘدي ﻋﻧد اﻟﻣﺗﻘدﻣﯾن ﻣن اﻟﻣﺣدﺛﯾن و أﺛرر ﺗﺑﺎﯾن اﻟﻣﻧﻬﺞ ص.7 .9
.10راﺿﻲ دﻏﻔوس ،اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻌرﺑﻲ واﻻﺳﻼﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻘرن اﻻول وﺑداﯾﺔ اﻟﻘرن 2ه ﻣن ﺧﻼل
اﻟﻧﺻوص واﻟوﺛﺎﺋق ،ﻣرﻛز اﻟﻧﺷر اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ ،ﻣﻧوﺑﺔ ،ﺗوﻧس ،2009 ،ص.24
.11راﺿﻲ دﻏﻔوس،اﻟﻣﺷرق اﻻﺳﻼﻣﻲ ﻣن اﻟﺛورة ﻋﻠﻰ ﻋﺛﻣﺎن اﻟﻰ اﻟﺛورة ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺑﺎﺳﯾﺔ ، ،ﻣرﻛز
اﻟﻧﺷر اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ ،ﻣﻧوﺑﺔ ،ﺗوﻧس ،2011 ،ص.15 :
.12ﺳﯾدة اﺳﻣﺎﻋﯾل ﻛﺎﺷف ،ﻣﺻﺎدر اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻻﺳﻼﻣﻲ و ﻣﻧﺎﻫﺞ اﻟﺑﺣث ﻓﯾﻪ ،د ار اﻟراﺋد
اﻟﻌرﺑﻲ،ﺑﯾروت،1983،ص.32
.13ﺻﺎﺋب ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد ،ﻋﻠم اﻟﺗﺎرﯾﺦ وﻣﻧﺎﻫﺞ اﻟﻣؤرﺧﯾن ،ط ،2ﻣرﻛز اﻟﻐدﯾر ،ﺑﯾروت ،ﻟﺑﻧﺎن
،2008،ص182
.14طﻮﻧﻲ ﺑﯿﻨﯿﺖ و آﺧﺮون،ﺗﺮ ﺳﻌﯿﺪ اﻟﻐﺎﻧﻤﻲ،ﻣﻔﺎﺗﯿﺢ اﺻﻄﻼﺣﯿﺔ ﺟﺪﯾﺪة،ط ،1ﻣﺮﻛﺰ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻮﺣﺪة
اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ،ﺑﯿﺮوت ،2010 ،ص153
.15ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﻟدوري ،ﻧﺷﺄة ﻋﻠم اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﻋﻧد اﻟﻌرب ،ط ،2ﻣرﻛز دراﺳﺎت اﻟوﺣدة اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ﺑﯾروت،
،2007ص.120 -115 :
.16ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﻟدوري ،ﻧﺷﺄة ﻋﻠم اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﻋﻧد اﻟﻌرب ،ط ،2ﻣرﻛز دراﺳﺎت اﻟوﺣدة اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ﺑﯾروت،
،2007ص.120 -115 :
.17ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﻟدوري ،ﻧﺷﺄة ﻋﻠم اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﻋﻧد اﻟﻌرب ،ﻣرﻛز ا
درﺳﺎت اﻟوﺣدة اﻟﻌرﺑﯾﺔ،ط،2
ﺑﯾروت ،2007،ص.112-111
ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن ﺧﺿر ،اﻟﻣﺳﻠﻣون و ﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﺗﺎرﯾﺦ،ط،2اﻟﻣﻌﻬد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻟﻠﻔﻛر .18ﻋﺑد اﻟﻌﻠﯾم
اﻻﺳﻼﻣﻲ ،1995 ،ص.26،25
.19ﻋﺑد اﷲ ﻋﺑد اﻟﻼوي ،ﺣﻔرﯾﺎت اﻟﺧطﺎب اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ اﻟﻌرﺑﻲ ،ط ،1اﺑن اﻟﻧدﯾم ﻟﻠﻧﺷر ،اﻟﺟزاءر،
،2012ص.113 :
.20ﻋدﻧﺎن ﻣﺣﻣد ﻣﻠﺣم ،اﻟﻣؤرﺧون اﻟﻌرب واﻟﻔﺗﻧﺔ اﻟﻛﺑرى *اﻟﻘرن اﻻول*اﻟﻘرن اﻟراﺑﻊ
اﻟﻬﺟري* دراﺳﺔ ﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ﻣﻧﻬﺟﯾﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻻوﻟﻰ ،دار اﻟطﻠﯾﻌﺔ ،ﺑﯾروت.1998 ، ،
ص ص .21-14:
.21ﻋدﻧﺎن ﻣﺣﻣد ﻣﻠﺣم ،اﻟﻣؤرﺧون اﻟﻌرب واﻟﻔﺗﻧﺔ اﻟﻛﺑرى *اﻟﻘرن اﻻول*اﻟﻘرن اﻟراﺑﻊ اﻟﻬﺟري*
دراﺳﺔ ﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ﻣﻧﻬﺟﯾﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻻوﻟﻰ،دار اﻟطﻠﯾﻌﺔ ،ﺑﯾروت ،1998 ،ص ص .53 -45:
.22ﻋﻠﻲ أوﻣﻠﯾل ،اﻟﺧطﺎب اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ دراﺳﺔ ﻟﻣﻧﻬﺟﯾﺔ اﺑن ﺧﻠدون ،ط،4اﻟدار اﻟﺑﯾﺿﺎء،
اﻟﻣﻐرب ،2005 ،ص.37 :
و ﺣﻖ اﻻﻣﺔ اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ،دار اﻟﺸﺮوق ،اﻟﻘﺎھﺮة .23ﻣﺤﻤﺪ اﺑﺮاھﯿﻢ اﻟﻔﯿﻮﻣﻲ،اﻟﻔﺮق اﻻﺳﻼﻣﯿﺔ
،1998،ص.197
327
ISSN: 1112-4210 ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ
EISSN: 2588-2139 ﻣﺟﻠد 17 :ﻋدد 02 :اﻟﺳﻧﺔ2018 :
اﻻﺳﻼﻣﻲ ،ط،1دار اﺑﻦ اﻟﺠﻮزي، .24ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺻﺎﻣﻞ اﻟﺴﻠﻤﻲ ،ﻣﻨﮭﺞ ﻛﺘﺎﺑﺔ اﻟﺘﺎرﯾﺦ
اﻟﺴﻌﻮدﯾﺔ،2008،ص.278
.25ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺎﺑﺪ اﻟﺠﺎﺑﺮي ،ﺗﻜﻮﯾﻦ اﻟﻌﻘﻞ اﻟﻌﺮﺑﻲ ،ط ،10ﻣﺮﻛﺰ دراﺳﺎت اﻟﻮﺣﺪة اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ،ﺑﯿﺮوت،
ص.97
.26ﻣﺣﻣد ﻣﺣﻣد ﻋﺛﻣﺎن ﯾوﺳف،اﺑن ﺟرﯾر اﻟطﺑري ﻓﻲ ﻣﺻر ،ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻻداب ،اﻟﻘﺎﻫرة ،1991،
ص16
.27ﻣﺣﻲ اﻟدﯾن ﻋﺑد اﻟﺣﺳﯾن ﻋرار ،اﻟﺗدوﯾن .اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﺻر اﻟﯾوﻧﺎﻧﻲ وﺻدر اﻻﺳﻼم ،دار
اﻻﻋﺻﺎر اﻟﻌﻠﻣﻲ ،ﻋﻣﺎن ،اﻷردن ،2016 ،ص ص.152،151:
.28ﻣﺣﻲ اﻟدﯾن ﻋﺑد ﺣﺳﯾن ﻋرار،اﻟﺗدوﯾن اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﻓﻲ اﻟﻌﺻر اﻟﯾوﻧﺎﻧﻲ و ﺻدر اﻻﺳﻼم،ط ،1دار
اﻻﻋﺻﺎر اﻟﻌﻠﻣﻲ ،ﻋﻣﺎن اﻷردن ،2016 ،ص.146
.29ھﺎﻣﻠﺗون ﺟﯾب ،دراﺳﺎت ﻓﻲ ﺣﺿﺎرة اﻻﺳﻼم ،ﺗرﺟﻣﺔ اﺣﺳﺎن ﻋﺑﺎس وآﺧرون ،اﻟﮭﯾﺄة اﻟﻣﺻرﯾﺔ
اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻛﺗﺎب ،2011 ،ط ،1اﻟﻘﺎھرة ،ص142 :
.30وﺟﯾﻪ ﻛوﺛراﻧﻲ،ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺗﺄرﯾﺦ ،اﻟﻣرﻛز اﻟﻌرﺑﻲ ﻟﻸﺑﺣﺎث ودراﺳﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت ،ط ،2ﺑﯾروت،2013 ،
ص.48
ﯾﺴﺮي ﻋﺒﺪ اﻟﻐﻨﻲ ﻋﺒﺪ ﷲ ،ﻣﻌﺠﻢ اﻟﻤﺆرﺧﯿﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﺣﺘﻰ اﻟﻘﺮن اﻟﺜﺎﻧﯿﻌﺸﺮھﺠﺮي،ط ،1دار .31
اﻟﻜﺘﺐ اﻟﻌﻠﻤﯿﺔ ،ﺑﯿﺮوت ،1991 ،ص.11
328