ملخص التنظيم الإداري12

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 25

‫ملخص التنظيم اإلداري‬

‫مقدمة حول القانون االداري‬


‫يصنف القانون االداري ضمن القانون العام بحكم نوعية وطبيعة العالقات التي ينظمها ‪ ،‬حيث أن في ظل‬
‫القانون االداري تتمتع السلطة بسلطات غير مألوفة اتجاه االفراد كالتنفيذ الجبري للقرارات االدارية أو نزع‬
‫الملكية من أجل المنفعة العامة‪ ،‬أما في القانون الخاص فالعقد شريعة المتعاقدين‪ ،‬دون تمييز ألي أحد على‬
‫األخر لكونهم يهدفون إلى تحقيق مصالحهم الخاصة‪.‬‬
‫تزايد دور القانون االداري بعد الثورة الصناعية وكثرة المؤسسات الصناعية والمالية والمرافق العامة‬
‫وبالتالي تطور القانون االداري تجاوبا مع األعباء الصناعية والسياسية واالجتماعية واكتسح مجاالت‬
‫جديدة‪.‬‬
‫الفصل األول ‪:‬‬
‫اإلطار النظري العام للقانون االداري‬
‫يعتبر فرعا من فروع القانون العام الداخلي ‪ ،‬ويهدف إلى تأطير وتنظيم عالقات األشخاص العامين فيما‬
‫بينهم من جهة ثم تنظيم عالقات هؤالء األشخاص مع الخواص‪.‬‬
‫يتكفل القانون اإلداري بوضع النظم القانونية الحديثة إلنجاز التنمية االقتصادية واالجتماعية والثقافية عن‬
‫طريق اإلدارة العلمية وهو فرع مستقل عن فروع القانون األخرى‪.‬‬
‫المبحث األول ‪:‬‬
‫التصور النظري للقانون اإلداري واإلدارة‬
‫المطلب األول ‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫مفهوم القانون االدار ي واالدارة‬
‫تعريف القانون االداري‪:‬‬
‫هو مجموعة القواعد القانونية التي تحكم اإلدارة أو السلطة اإلدارية سواء كانت مركزية أو ال مركزية‪.‬‬
‫طبقا لهذا التعريف فالقانون االداري هو قانون االدارة ‪ ،‬لكن هذا التعريف يتماشى مع المفهوم التقليدي‬
‫حيث كانت الدولة تنعت بالحارسة على األمن والصحة والدفاع ‪ ،‬لكن بعد التطورات االقتصادية أصبح‬
‫القانون االداري يتدخل في مجاالت كثيرة اقتصادية واجتماعية نتج عن هذا إحداث الكثير من المرافق‬
‫العمومية و االستعانة بالخواص لتسيير بعض المرافق وعليه يمكن تعريف القانون االداري ‪ :‬هو مجموعة‬
‫القواعد القانونية التي تحكم نشاط اإلدارة سواء قامت به هذه األخيرة أو قام به الخواص "‪.‬‬
‫التمييز بين القانون اإلداري والقانون الخاص ‪:‬‬
‫‪ -1‬القانون االداري ينظم عالقة بين الخواص واالدارة فهو يحمي المصلحة العامة بينما القانون الخاص‬
‫يحمي المصالح الخاصة " العقد شريعة المتعاقدين " والعالقة بين اإلدارة والخواص تكون غير‬
‫متكافئة بينما في القانون الخاص المتعاقدين متساوين‬
‫‪ -2‬تستطيع اإلدارة أن تصدر أوامر ملزمة لألفراد بإرادتها المنفردة سواء بالقيام بعمل أو عدم القيام به‬
‫للمصلحة العامة ‪.‬‬
‫‪ -3‬تعدل االدارة العقود بغير موافقة المتعاقدين معها إذا اقتضت المصلحة العامة ذلك بشرط التعويض‬
‫بينما ال تعدل عقود الخواص إال بموافقة الطرفين ‪.‬‬
‫‪ -4‬تتوفر االدارة على قرينة السالمة ‪ ،‬فكل ما يصدر عنها يعتبر سليما وخاليا من العيوب وال يجوز‬
‫للخواص مقاومتها ولو تشككوا في مشروعيتها ويجب عليهم اللجوء للقضاء اإلداري بطلب إلغاء أي‬
‫تصرف متسم بالشطط في تجاوز استعمال السلطة‬
‫‪ -5‬أموال االدارة المخصصة للمنفعة العامة تتمتع بحماية خاصة كعدم جواز تملكها بالتقادم وتحمى‬
‫بالتشريع الجنائي في حالة االعتداء عليها وال تخضع لنفس التصرفات التي تخضع لها الملكية الخاصة‪.‬‬

‫تعريف االدارة‪:‬‬
‫بحكم صفاتها فهي نظام ‪ ،‬لها معنيين معنى عضوي ومعنى وظيفي بالمعنى العضوي هي مجموعة الهيئات‬
‫التي تتولى تنفيذ األعمال العامة للدولة ويندرج في هذا اإلطار رئيس الدولة ورئيس الحكومة والوزراء‬
‫والمديرون ورؤساء المصالح إلى أن تنتهي إلى األعوان ‪ ،‬ويشمل المعنى العضوي الهيئات المحلية مثل‬
‫مجالس الجهات ومجالس العماالت واالقاليم ومجالس الجماعات أي االدارة الالمركزية وكذا جميع‬
‫المؤسسات التي تتولى تسيير مرافق عامة كيفما كان نوعها ‪.‬‬
‫بالمعنى الوظيفي هي النشاط الذي تقوم به الهيئات المذكورة سابقا ‪ ،‬والوظيفة الرئيسية للهيئات االدارية‬
‫هي التدخل في حياة الجماعة على أساس األهداف التي تحددها السلطة السياسية والتوجيهات التي تضعها‬
‫هذه السلطة داخل النطاق المحدد لها وبالوسائل التي تنص عليها ‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪:‬‬
‫عالقة القانون اإلداري بالقوانين االخرى‬
‫الفقرة األولى ‪:‬‬
‫عالقة القانون االداري بمختلف فروع القانون العام‬
‫‪2‬‬
‫اوال ‪:‬‬
‫عالقة القانون اإلداري بالقانون الدستوري‬
‫يعتبران من القانون العام الداخلي ويشتركان في تنظيم نشاط السلطة التنفيذية ‪ ،‬فالقانون الدستوري يتعلق‬
‫بالحكومة والقانون االداري يتعلق باإلدارة والحكومة واإلدارة وجهان لعملة واحدة والقانون الدستوري هو‬
‫المقدمة للقانون اإلداري وكالهما يكمل االخر ‪ ،‬وسار عليه الكثير من الفقهاء أن القانون االداري هو امتداد‬
‫للقانون الدستوري ‪ ،‬لكن القانون الدستوري ينظم المؤسسات بين بعضها البعض وتوزيع المهام أما القانون‬
‫اإلداري فهو ينظم كل واحدة على حدة ‪ .‬فالوزير سلطة سياسية وإدارية ‪ ،‬فعندما يتصرف كسلطة سياسية‬
‫ويشارك في وضع السياسة العامة للحكومة‬
‫تندرج تصرفاته في إطار القانون الدستوري وعندما يتحرك كسلطة إدارية يتخذ قرارات إدارية متعلقة‬
‫بوزارته يخضع ألحكام القانون اإلداري‬
‫نالحظ۔ تداخال بين القانونين فيصعب التمييز بينهما وهو انعكاس للعالقة بين الحكومة واالدارة داخل‬
‫السلطة التنفيذية و المتمثلة في تبعية االدارة للحكومة استنادا إلى الفصل ‪ 98‬من الدستور ‪:‬‬
‫" تمارس الحكومة السلطة وتعمل الحكومة تحت سلطة رئيسها على تنفيذ البرنامج الحكومي وعلى ضمان‬
‫تنفيذ القوانين واإلدارة موضوعة تحت تصرفها وتمارس اإلشراف والوصاية على المؤسسات والمقاوالت‬
‫العمومية ‪.‬‬
‫ثانيا ‪:‬‬
‫عالقة القانون اإلداري بالقانون المالي‬
‫ال توجد إدارة بدون وسائل مالية تستطيع بها تلبية حاجيات المواطنين ومتطلبات التنمية سواء عقارات أو‬
‫منقوالت ‪ .‬ويساهم علم المالية في تدبير المنشآت االدارية‬
‫ثالثا ‪:‬‬
‫عالقة القانون اإلداري بعلم االدارة‬
‫علم االدارة يساهم في الرفع من مردودية اإلدارة والتقوية من إنتاجيتها و مردوديتها إال أن علم اإلدارة‬
‫ينظر لإلدارة من الجانب التقني والعضوي في حين ينظر القانون االداري لإلدارة من الناحية الوظيفية‬
‫والمادية ‪.‬‬
‫الفقرة الثانية ‪:‬‬
‫عالقة القانون االداري بمختلف فروع القانون الخاص‬
‫أوال ‪:‬‬
‫عالقة القانون االداري بالقانون المدني‬
‫‪ :‬القانون االداري يهتم بالنشاط االداري لإلدارات واالشخاص العامة بينما القانون المدني يهتم بنشاط‬
‫االفراد كأطراف متكافئة وهو ما يميزه عن القانون االداري ‪.‬‬
‫ويستمد القانون االداري بعض خواص القانون المدني بل كثير من قواعد القانون االداري مستوحاة من‬
‫القانون المدني ‪ ،‬كما يالحظ غزو للقانون االداري للقانون الخاص خصوصا في الجمعيات والشركات‬
‫والنقابات والجمعيات الرياضية حيث تخولها الدولة التصرف كسلطة عامة وتطبق القانون االداري على‬
‫هذه التصرفات ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫ثانيا ‪:‬‬
‫عالقة القانون االداري بالقانون الجنائي‬
‫يلتقي القانون الجنائي و االداري في كون بعض االفعال المحرمة إداريا محرمة جنائيا كاعتداء موظف على‬
‫موظف آخر بمقر العمل فيستلزم عقابا إداريا وجنائيا ‪ ،‬لكنهما يختلفان في تعريف الموظف العمومي‬
‫وتعريف الجزاء الجنائي و االداري والجريمة االدارية والجنائية ‪.‬‬
‫المبحث الثاني ‪:‬‬
‫مصادر و خصائص القانون االداري‬
‫يتميز القانون االداري يتنوع مصادره وتفرد خصائصه‬
‫المطلب األول ‪:‬‬
‫مصادر القانون االداري‬
‫الفقرة األولى ‪:‬‬
‫المصادر المكتوبة‬
‫الشريعة االسالمية ‪ ،‬الدستور ‪ ،‬القوانين التنظيمية ‪ ،‬المعاهدات ‪ ،‬القانون العادي (التشريع ) ‪ ،‬القرارات‬
‫التنظيمية‬

‫اوال ‪:‬‬
‫الشريعة االسالمية‪:‬‬
‫تعد الشريعة المصدر األساسي لكل القوانين الوضعية فتأثر القانون االداري بالشريعة االسالمية أمر عادي‬
‫وقد تأثر بالحضارة االسالمية بالنسبة لتنظيم الدواوين والقضاء االداري قضاء المظالم الذي يراقب عمل‬
‫اإلدارة ‪.‬‬
‫وتحتل الشريعة االسالمية مركز الصدارة على أساس أن الدستور أكد في ديباجته أن المملكة المغربية دولة‬
‫إسالمية ‪ ،‬الفصل ‪ 175‬ال يمكن أن تتناول المراجعة االحكام المتعلقة بالدين االسالمي والنظام الملكي للدولة‬
‫واالختيار الديمقراطي لألمة بالمكتسبات الحقوقية والحريات‬
‫المنصوص عليها فى الدستور " ‪.‬‬
‫ثانيا ‪:‬‬
‫الدستور و القوانين التنظيمية‪:‬‬
‫ال يمكن للقانون االداري أن يخرج عن إطاره الدستوري كما أن الدستور يضم أغلب المبادئ واألحكام‬
‫الخاصة بالقانون االداري ‪ ،‬الفصل ‪ " 98‬تمارس الحكومة السلطة التنفيذية " كما نجد الفصول المتعلقة‬
‫بالالمركزية الفصل ‪ " 135‬الجماعات الترابية للمملكة هي الجهات والعماالت واالقاليم والجماعات " إذن‬
‫يالحظ احتواء الدستور على بعض قواعد القانون االداري ومن ثم وجب اعتبارها مصدرا مباشرا من‬
‫مصادر القانون االداري ويطلق عليها األسس الدستورية للقانون االداري ‪ ،‬وبجانب الدستور نجد القوانين‬
‫التنظيمية التي تعتبر مكملة للدستور وتعتبر أيضا من مصادر القانون االداري حيث أنها أعلى من القانون‬
‫العادي‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫ثالثا ‪:‬‬
‫المعاهدات‬
‫كثير من االنشطة الدولية تجد امتدادها فى القوانين االدارية ‪،‬وحيت أن طغيان القانون الدولي العام على‬
‫القوانين الداخلية فالدول تعتبر ملزمة باحترام االجراءات االدارية المتعلقة باستعمال النقل الجوي وحقوق‬
‫اإلنسان في حالة المصادقة على هذه المعاهدات كما نجدها حاضرة فى العقود المتعلقة بتسيير بعض‬
‫المرافق العامة من طرف شركات دولية ‪.‬‬
‫رابعا ‪:‬‬
‫القانون العادي‬
‫التشريع ‪ ،‬ويحتل مكانة بارزة في خلق القواعد القانونية االدارية ‪ ،‬ويصدر عن البرلمان وفق مسطرة‬
‫عادية ‪.‬‬
‫خامسا ‪:‬‬
‫القرارات التنظيمية‬
‫التشريع الثانوي ‪ ،‬و تمارسه السلطة التنفيذية ورئيس الحكومة طبقا للفصل ‪ 89‬من الدستور ‪ ،‬لها قوة‬
‫إلزامية فال يمكن إلغاؤها أو تعديلها إال بإجراءات وشكليات منصوص عليها قانونا وهي تشكل مصدرا‬
‫أساسيا مصادر القانون االداري ‪.‬‬
‫الفقرة الثانية ‪:‬‬
‫المصادر الغير مكتوبة‬
‫أوال ‪:‬‬
‫العرف االداري‬
‫وهو ما جرت عليه ا لسلطة االدارية بصدد حالة معينة دون أن يكون لهذه القاعدة أي سند من النصوص‬
‫التشريعية ‪ ،‬فالعرف سلوك تكرر اعتياديا مما جعله مترسخا في ضمير اإلدارة وأصبح عادة ملزمة ‪ ،‬لكنه‬
‫يجب أن يتعلق بمصلحة عامة ال مصلحة فرد معين ويتوفر على ركنين ‪ :‬مادي ‪ ،‬وهو اتباع االدارة‬
‫لم مارسة معينة بصفة منتظمة لمدة طويلة ‪ ،‬الركن المعنوي ‪ ،‬استقرار في األذهان احترام القاعدة وتوقيع‬
‫الجزاء على من يخالفها والقبول من المجتمع ‪ ،‬لكن ال يصح أن يتعارض العرف مع مصدر مكتوب ‪.‬‬
‫تانيا‬
‫‪:‬‬
‫المبادئ العامة للقانون‬
‫هي مظهر من مظاهر الدولة الشرعية أو دولة القانون التى تحاول تطبيق القانون وروح القانون المتمثلة‬
‫في المبادئ العامة كالحرية والمساواة ‪ ،‬ومبدأ قوة الشيء المقضي به ‪ ،‬ومبدأ عدم رجعية القرارات االدارية‬
‫‪ ،‬مبدأ كفالة حق الدفاع ‪ ،‬مبدأ وجوب احترام الحقوق المكتسبة ‪ ،‬مبدأ عدم جواز تعدد الجزاء على الفعل‬
‫الواحد ‪ ،‬مبدأ حرية الصناعة والتجارة ‪.‬‬
‫ثالثا ‪:‬‬
‫االجتهاد القضائي‬

‫‪5‬‬
‫كثير من قواعد القانون االداري عبارة عن قرارات قضائية ‪ ،‬والقانون االداري قانون قضائي بامتياز‬
‫متطور ومتكيف مع الواقع ‪ ،‬وهذا الدور القضائي كون أن القانون االداري حديث العهد ولم يكن متوفرا‬
‫إبان تأسيسه على ترسانة قانونية مكتوبة وخالفا لما عليه القضاء المدني فالقضاء االداري يستنبط القواعد‬
‫القانونية و يصنع األحكام والمبادئ التي تتناسب مع القانون االداري ومعروف أن قواعد المسؤولية‬
‫االدارية هي من صنع القضاء ‪ ،‬وما يميز االجتهاد القضائي االداري هو المرونة والوضوح بسبب‬
‫االسلوب السهل الذي تصاغ به ومن ناحية أخرى األخذ بعين االعتبار التوازن بين امتيازات‬
‫اإلدارة واحتياجاتها ‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪:‬‬
‫خصائص القانون االداري‬
‫أول ميزة تطبع القانون االداري كونه موضوعا لمساعدة اإلدارة على القيام بمهمتها في نطاق احترام حقوق‬
‫المواطنين وحرياتهم ‪ ،‬وهناك ثالث خصائص أخرى ‪.‬‬
‫الفقرة األولى ‪:‬‬
‫القانون االداري قانون حديث النشأة‬
‫وجد منتصف القرن ‪ 18‬وهو حديث بالمقارنة مع القانون المدني الذي يعود للعهد الروماني ‪.‬‬
‫وهو وليد فرنسا الحديثة أما في المغرب لم يعرف إال في ‪ 1891‬مع معاهدة الجزيرة الخضراء التي‬
‫ت ضمنت بنودا بتنظيم بعض المرافق العامة وتحديد طرق نزع الملكية وتنظيم إنجاز األشغال العامة ‪ ،‬أما‬
‫في عهد الحماية فقد تم تقرير ادخال اصالحات ادارية كإنشاء محاکم عصرية كلفت ايضا بالنظر في‬
‫النزاعات االدارية المتعلقة بصفقات الدولة واالشغال العمومية و األضرار التي تلحقها بالغير ‪.‬‬

‫وتوج االستقالل هذه التشريعات بإحداث المجلس االعلى سنة ‪ 1857‬حيث أصبح يضم غرفة إدارية تنظر‬
‫في الدعاوى المتعلقة بالشطط في استعمال السلطة ‪.‬‬
‫وفي سنة ‪ 1883‬صدر قانون المحاكم االدارية بمقتضى ظهير ‪ 1883‬ودخل ‪ 5‬حيز التنفيذ سنة ‪1884‬‬
‫وحدد المرسوم ‪ 7‬محاكم إدارية في الرباط و البيضاء ومكناس وفاس ومراکش وا کادير و وجدة ‪.‬‬
‫الفقرة الثانية ‪:‬‬
‫القانون االداري قانون قضائي‬
‫يتميز القانون االداري كون معظم نظرياته ومبادئه الرئيسية لم يرد بها نص تشريعي بل ولدت في حضن‬
‫القضاء ‪ ،‬كما أن القاضي االداري يفسر ويؤول القاعدة القانونية االدارية المكتوبة والتي يشوبها نوع من‬
‫الغموض معتمدا على سلطة تقديرية وما تمليه عليه ظروف النازلة من النظر في المبادئ العامة‬
‫وخصوصيات المجتمع ‪ .‬والقاضي االداري أبعد مدى من القاضي العادي حيث أنه يبحث عن التوازن بين‬
‫المصالح الخاصة والعامة وكثيرا ما يجد نفسه مضطرا لصياغة مبادئ تشريعية ال تستند إلى نص تشريعي‬
‫كنزع الملكية لصالح نشاط خاص على أساس أنه يحقق مصلحة عامة ‪ ،‬وهكذا يبرز دور القاضي االداري‬
‫في خلق القاعدة القانونية وجرأته في تفسير القانون والموازنة بين المصلحة العامة والخاصة ويعطي‬
‫للقانون االداري كثيرا من معالمه ‪.‬‬
‫الفقرة الثالثة ‪:‬‬
‫القانون االداري قانون غير مقنن‬
‫‪6‬‬
‫التقنين هو جمع القواعد التي تحكم مجاال من مجاالت النشاط االنساني في كل جوانبه أو معظمها مثل‬
‫القانون المدني الذي يجمع القواعد المدنية ‪ ،‬أما القانون االداري فلم تصدر بشأنه أي مدونة خاصة ولم يضع‬
‫المشرع قواعد تنظم المجال االداري وذلك نظرا لحداثة القانون االداري وتطوره المستمر والتحوالت التي‬
‫يعرفها دوره في المجتمع وال شك أن تدوينه سيساهم في تحسين العمل االداري وخلق جو سليم بين االدارة‬
‫والمواطنين ‪.‬‬
‫لكن هذا ال يعني انعدام المواضيع المقننة بل توجد من المواضيع االدارية التي وصلت مرحلة االستقرار‬
‫القانوني كقانون الوظيفة العمومية والقوانين المتعلقة بالجماعات الترابية وقوانين التعمير ‪ ،‬ورغم عدم‬
‫وجود مدونة متكاملة للقانون االداري إال أن بعض مجاالته قد تقننت في تشريعات خاصة ‪.‬‬

‫المبحث الثالث ‪:‬‬


‫اساس تطبيق القانون االداري‬
‫إن نشاط االدارة ال يخضع في مجمله لقواعد القانون االداري بل هناك بعض االنشطة التي تخضع لقواعد‬
‫القانون الخاص وهذا ما يطرح صعوبة تطبيق قواعد القانون االداري واستبعاد قواعد القانون الخاص ‪.‬‬
‫المطلب األول ‪:‬‬
‫معيار السلطة العامة‬
‫يعتبر معيار السلطة العامة أساسا لتطبيق أحكام القانون االداري فاإلدارة بوصفها سلطة عامة ال يمكنها‬
‫الخضوع لمقتضيات القانون الخاص نظرا لتمتعها بالنفوذ واالمتيازات الخاصة وأن قراراتها إلزامية ونافذة‬
‫على الجميع ‪.‬‬
‫لكن تم تقسيم عمل االدارة إلى قسمين ‪ :‬أعمال السلطة العامة التي تحتكم الى القانون االداري وتقاضى عليه‬
‫أمام المحاكم االدارية ‪ ،‬ثم أعمال التسيير التي بمقتضاها يمكن لإلدارة أن تحتكم إلى القانون الخاص مع‬
‫التقاضي أمام المحاكم العادية ‪.‬‬
‫إذن معيار السلطة العامة هو المعيار المميز الختصاص المحاكم‬
‫االدارية وبالتالي تحديد مجال تطبيق القانون االداري ‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪:‬‬
‫معيار المرفق العام‬
‫كلما تعلق األمر بمرفق عام تم تطبيق قواعد القانون االداري أما خارج هذا االطار يتم تطبيق القانون‬
‫الخاص حتى لو كانت االدارة طرفا ‪ ،‬لكن مع ظهور المرافق الخاصة المنافسة للمرفق العام وقع التباس في‬
‫مفهوم المرفق العام وتحقيقه للمصلحة العامة مما أدى إلى عدم مسايرة المرافق العامة للتطورات‬
‫االقتصادية الواقعة فأصبح المرفق العام وحده غير كاف لتطبيق القانون االداري ‪.‬‬
‫المطلب الثالث ‪:‬‬
‫المعيار المختلط‬
‫يمزج بين معيار السلطة العامة والمرفق العام ‪ ،‬حيث يقضي هذا المعيار أن يطبق القانون االداري عندما‬
‫يتعلق األمر بنشاط تقوم به اإلدارة بما لها من سلطة من أجل تسيير مرفق عام مستهدفة إشباع حاجة عامة ‪.‬‬
‫هذا المعيار هو الرائج حاليا ‪ ،‬ويستنتج أن المرفق العام شرط أساسي لتطبيق القانون االداري لكنه ليس‬

‫‪7‬‬
‫كافيا لتطبيقه ويتعين تتميم معيار المرفق العام بفكرة اإلدارة العامة التي هي أوسع من مفهوم السلطة العامة‬
‫‪.‬‬
‫الفصل الثاني ‪:‬‬
‫الشخصية المعنوية‬
‫تجمع أشخاص أو أموال يضفي عليهم القانون صفة الشخص المعنوي أو االعتباري‬
‫تعريف ‪ :‬الشخص المعنوي هو مجموعة أشخاص أو أموال تتمتع بالشخصية أي أهلية اكتساب الحقوق‬
‫وااللتزام بالواجبات وينظر إلى هذه المجموعة مجردة من االفراد وعن العناصر المالية المكونة ‪.‬‬

‫المبحث األول ‪:‬‬


‫طبيعة الشخصية المعنوية‬
‫يذهب البعض إلى اعتبار الشخص المعنوي واقعة وهؤالء أصحاب نظرية الحقيقة ويذهب آخرون إلى‬
‫اعتبار الشخص المعنوي مجرد افتراض ومجاز قانوني والثالث ينكر أنصاره وجود شخصية معنوية على‬
‫االطالق ‪.‬‬
‫المطلب األول ‪:‬‬
‫نظرية الحقيقة‬
‫حسب هذه النظرية الشخص المعنوي نحس به ويتحرك واقعا وإن لم يكن مجسما ‪ .‬فحين يجتمع أفراد‬
‫مستهدفين غرضا مشتركا يتكون شعور ذاتي وإرادة جماعية مستقلة عن شعور وإرادة االفراد ويترتب عن‬
‫هذه النظرية نتائج ‪ :‬الشخص المعنوي ينشأ بمجرد توفر العناصر المكونة له ولو لم تعترف الدولة به عند‬
‫تدخل المشرع يكون تدخله فقط لمراقبة نشاط الشخص المعنوي وعندما تعترف الدولة ال يكون إنشاء له بل‬
‫فقط اعترافا بحقيقة واقعة أهلية االشخاص المعنوية أمام القانون تساوي أهلية األشخاص العاديين‬
‫المطلب الثاني ‪:‬‬
‫نظرية المجاز‬
‫حسب هذه النظرية الشخص المعنوي مجاز افترضه المشرع ‪ ،‬وعليه االنسان هو الشخص القانوني الوحيد‬
‫ألنه يتمتع بالقدرة و االدراك و االرادة ‪ ،‬ينتج عن هذا التعريف أن الشخصية المعنوية هي من صنع‬
‫المشرع وم رهونة بمشيئته وال يكون له وجود قانوني إال إذا اعترفت الدولة به ‪ ،‬ويستطيع المشرع أن يعلق‬
‫منحها الشخصية المعنوية بناء على شروط معينة ‪ .‬وسار على هذه الفكرة فقهاء يرون الشخصية المعنوية‬
‫ضرورة ومفيدة لكن يعتبرونها فقط منحة من المشرع ال توجد إال بالتصريح به ‪.‬‬
‫المطلب الثالث ‪:‬‬
‫نظرية إنكار الشخصية المعنوية‬
‫تقوم هذه النظرية على أساس الرفض المطلق لفكرة الشخصية المعنوية اعتبارا أن قيامها ال ينسجم مع‬
‫الواقع الملموس وأن االنسان وحده قادر على تحمل الواجبات والتمتع بالحقوق ‪ .‬هذه الفكرة مهجورة حاليا‬
‫بسبب عدم واقعيتها ‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫المبحث الثاني ‪:‬‬
‫أنواع الشخصية المعنوية‬
‫المطلب األول ‪:‬‬
‫التمييز بين الشخصية المعنوية العامة و الشخصية المعنوية الخاصة‬
‫معايير التمييز هي الهدف ‪ ،‬ممارسة السلطة العامة والتمتع بامتيازات المرفق العام‬
‫‪ -‬هدف الشخصية المعنوية العامة‬
‫هو المصلحة العامة بينما مصلحة الشخصية المعنوية الخاصة هو مصلحة األشخاص المكونين لها ‪ ،‬يبقى‬
‫معيارا ناقصا حيث أن الكثير من الشخصيات المعنوية الخاصة تخدم مصالح عامة مثل الجمعيات الخيرية ‪.‬‬
‫‪ -‬ممارسة السلطة العامة والتمتع بامتيازات المرفق العام ‪:‬‬
‫تتمتع األشخاص المعنوية العامة بامتيازات السلطة العامة والمرفق العام الشيء الذي يمنحها التمتع‬
‫بامتيازات غير مألوفة في القانون الخاص كابرام العقود االدارية ‪ ،‬واحتالل المؤقت للملك العمومي أو‬
‫إقرار نزع الملكية لمصلحة عامة ‪ ،‬و يبقى هذا المعيار ليس مقنعا حيث أن هناك أشخاص معنوية خاصة‬
‫ذات منفعة عامة ‪.‬‬
‫يبدو أن هن اك صعوبة في تحديد معيار صحيح للتمييز بين الشخصية المعنوية العامة والخاصة للتداخل بين‬
‫النوعين ويظهر ذلك جليا في ‪:‬‬
‫‪ -‬مبادرة الدولة إلنشاء بعض الشخصيات المعنوية مثل المؤسسات الخاصة والجمعيات التعاونية‬
‫– مشاركة األشخاص المعنوية الخاصة في تسيير مرافق عمومية مثل شركات االقتصاد المختلط‬
‫– التشابه بين المهام الذي تقوم به بعض األشخاص المعنوية العامة والخاصة كالمؤسسات العمومية‬
‫واالقتصادية والتجارية واالجتماعية‬
‫المطلب الثاني ‪:‬‬
‫أشكال األشخاص المعنوية‬
‫تتنوع حسب تقسيم القانون ‪ ،‬عام وخاص‬
‫الفقرة األولى ‪:‬‬
‫األشخاص المعنوية الخاصة‬
‫هي التي تتبع القانون الخاص ‪ ،‬وتخضع ألحكامه و الختصاص المحاكم العادية ‪ ،‬هذا النوع نجده ضمن‬
‫جماعات االشخاص وجماعات المال أوال ‪ :‬جماعات األشخاص ‪ ،‬منها ما يتوخى الربح كالشركات ومنها‬
‫من ال يتوخى الربح الجمعيات ‪ :‬الفصل األول من ظهير ‪ 1859‬تعريف الجمعيات ‪ :‬اتفاق لتحقيق تعاون‬
‫بين شخصين او عدة أشخاص الستخدام معلوماتهم ونشاطهم لغاية غير توزيع األرباح وتجري عليهم‬
‫القواعد القانونية المطبقة على االلتزامات والعقود "مثال جمعيات الدفاع عن المستهلك ‪ ،‬الجمعيات ذات‬
‫المصلحة العامة ويمكن أن تتلقى مساعدات وهبات وقد تساهم في تسيير بعض المرافق العامة ‪.‬‬
‫الجمعيات االتحادية ‪ :‬مثال اتحاد االطباء أو اتحاد المهندسين الجمعيات ذات الصبغة السياسية ‪ :‬األحزاب‬
‫السياسية وتقوم بأنشطة سياسية‬
‫الجمعيات العادية ‪ :‬جمعيات عادية ال يعترف لها بالمنفعة العامة كالجمعيات الرياضية والثقافية والعلمية‬

‫‪9‬‬
‫الجمعيات االجنبية ‪ :‬لها مسيرون أجانب ومقرات خارج أو داخل المغرب أو نصف أعضائها أجانب‬
‫الجمعيات المهنية ‪ :‬تهدف إلى تحقيق أهداف مهنية والدفاع عن مصالح العمال ‪.‬‬
‫الجمعيات الربحية ‪ :‬الغاية منها هو تحقيق األرباح وتوزيعها على األشخاص المكونين للشركة ‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪:‬‬


‫األشخاص المعنوية العامة‬
‫تشكل األشخاص المعنوية العامة صنفا من أشخاص القانون االداري وتتميز بكونها تتوفر على امتيازات‬
‫السلطة العمومية وتخضع لاللتزامات التي تخضع لها هذه االخيرة ‪ ،‬وهي تنقسم إلى نوعين األشخاص‬
‫الترابية واألشخاص المرفقية المصلحية ‪.‬‬
‫اوال ‪:‬‬
‫االشخاص المعنوية العامة الترابية أو االقليمية‬
‫و هي التي يعترف لها المشرع بمجموعة من الحاجيات التي تؤكد وجودها وتبين النظام القانوني الذي‬
‫تخضع له وكذا نوعية االختصاصات التي تتمتع بها وتنقسم بدورها إلى قسمين‬
‫‪1-‬الدولة‪:‬‬
‫وهي أهم األشخاص المعنوية العامة ‪ ،‬وشخصيتها ركن من أركان وجودها ‪ ،‬عناصرها هي الشعب واإلقليم‬
‫والسلطة ‪ ،‬ونشاطها يشمل مجموع التراب الوطني‬
‫الترابية‪:‬‬ ‫‪2-‬الجماعات‬
‫تمارس اختصاصات في جزء معين من التراب الوطني وتخضع لرقابة الدولة ووصايتها وقد نص الدستور‬
‫في الفصل ‪ 135‬أن الجماعات الترابية للمملكة هي الجهات والعماالت واألقاليم والجماعات ‪.‬‬
‫ثانيا ‪:‬‬
‫االشخاص المعنوية العامة المصلحية أو المرفقية‬
‫ويتحدد اختصاصها على أساس مصلحي أو مرفقي وتدعى المؤسسات العمومية التي تمنحها الدولة أو‬
‫الجماعات المحلية الشخصية المعنوية إلدارة مرفق عمومي على أساس التخصص ‪ ،‬وتتمتع بالشخصية‬
‫المعنوية واالستقالل المالي واإلداري ‪.‬‬
‫المبحث الثالث ‪:‬‬
‫النتائج المترتبة عن منح الشخصية المعنوية‬
‫المطلب األول ‪:‬‬
‫النتائج المشتركة لالعتراف بالشخصية المعنوية‬
‫يعترف القانون لألشخاص المعنوية الخاصة والعامة بنفس الحقوق التي يتمتع بها الشخص الطبيعي ما عدا‬
‫تلك المرتبطة بطبيعة اإلنسان وتتلخص في ‪:‬‬
‫الذمة المالية المستقلة ‪ :‬فاالعتراف بهذه الذمة هي التي من وراء خلق الشخصية المعنوية وتعني انفراد‬
‫الشخصية المعنوية بذمة مالية تخالف ذمة المكونين لها وهي مجموع الحقوق المالية المختلفة والواجبات‬
‫وااللتزامات المالية المفروضة عليها ‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫االهلية القانونية ‪ :‬وهي إمكانية التصرف في الحدود التي يعينها سند إنشاءه أو القانون‬
‫أهلية التقاضي ‪ :‬جواز رفع الدعوى دفاعا عن مصالحه وطلبا لحقوقه كما أن للغير أن يقاضيه طلبا‬
‫لحقوقهم عليه‬
‫موطن مستقل ‪ :‬هذا الموطن ضروري في المعامالت القانونية‬
‫نائب يعبر عن إرادته ‪ :‬فال بد أن يكون نائب يعبر عن إرادته ويمثله أمام القانون‬
‫و الشخص المعنوي يتحمل الشخص المعنوي مسؤولية جميع تصرفاته سواء كانت مدنية أو جنائية أو‬
‫إدارية وقد تواجه عقوبة الحل نتيجة قيامها بأعمال غير شرعية ‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪:‬‬
‫النتائج الخاصة باألشخاص المعنوية العامة‬
‫هذه النتائج هي تمتع األشخاص المعنوية العامة بنفس امتيازات السلطات العمومية ‪ ،‬أي توفرها على‬
‫صالحيات ولها واجبات غير مألوفة في القانون العادي ‪ ،‬أي أن قراراتها تعتبر قرارات إدارية وتخضع‬
‫ألحكام القانون العام ‪ ،‬ويبث فيها من طرف القضاء االداري ‪ ،‬كما أنها تقوم على أساس المصلحة العامة‬
‫والنظام العام والمساواة بخالف أسس األشخاص المعنوية الخاصة ‪.‬‬

‫الفصل الثالث ‪:‬‬


‫أسس التنظيم االداري‬
‫تختار الدول اسلوبها االداري بما يتالءم مع ظروفها االجتماعية واالقتصادية والسياسية فتلجأ الدول في‬
‫بداية نشأتها إلى أس لوب المركزية لضمان وحدتها وتطبيق القانون والقضاء على النزعات االنفصالية ‪ ،‬لكن‬
‫مع مرور الوقت وتزايد الضغوط الخارجية والسوق الحر والعولمة والخصخصة وتنازل الدولة عن بعض‬
‫مهامها للخواص توجهت الكثير من الدول النامية نحو الالمركزية كأسلوب إداري حديث ‪.‬‬
‫ويقصد بالتنظيم االداري إعداد جهاز إداري سليم قادر على تدبير المرفق العام بانتظام واضطراد وباقل‬
‫تكلفة ‪ ،‬والمركزية والالمركزية هما صورتا التنظيم االداري في الدولة المعاصرة وأسلوبان من أساليب‬
‫توزيع النهوض بالوظيفة االدارية في الدولة ‪ ،‬واالختيار بينهما أو الجمع بينهما يعود لظروف كل دولة‬
‫السياسية واالقتصادية واالجتماعية ومدى الوعي لدى أفراد المجتمع من حيث اهتمامهم بالشؤون العامة‬
‫ورغم التناقض بينهما إال أنهما يشتركان في عقلنة تدبير الشأن العام عن طريق إدارة القرب ويقومان على‬
‫أسس عامة لكن مضامينهما مختلفة‪.‬‬
‫المبحث األول ‪:‬‬
‫ا لمركزية اإلدارية‬

‫‪11‬‬
‫هي أسلوب من أساليب االدارة ترمي إلى احتكار الوظيفة االدارية بيد الحكومة بمعنى أن تقتصر على‬
‫ممثلي الحكومة المركزية في العاصمة أي الوزراء الذين يبثون في القضايا االدارية دون مشاركة أي‬
‫أطراف أخرى ويعتمدون على أعوان سواء في العاصمة أو اإلقليم‬
‫ترتكز المركزية االدارية على ثالثة عناصر وتوجد على صورتين ولها ايجابيات وسلبيات‬
‫المطلب األول ‪:‬‬
‫عناصر المركزية اإلدارية‬
‫تركيز السلطة بين أيدي االدارة المركزية ‪ ،‬التبعية الهرمية السلطة الرئاسية ‪.‬‬
‫أوال ‪:‬‬
‫تركيز السلطة بين أيدي االدارة المركزية‬
‫ويعنى إشراف ا لعاملون التابعون للسلطة المركزية على جميع المرافق والهيئات االدارية وال مكان‬
‫لمجالس إقليمية منتخبة أو مجالس مرفقية مستقلة االشراف عن المرافق العمومية ‪ ،‬والوزير هو الذي‬
‫يصدر القرار ويتكلف الموظفون المحليون بتنفيذه ‪.‬‬
‫ثانيا ‪:‬‬
‫التبعية الهرمية‬
‫هي من لوازم المركزية االدارية ‪ ،‬وهى خضوع الموظف األقل درجة للموظف األعلى درجة إلى أن يصل‬
‫إلى الوزير الذي يخضع له الجميع في وزارته وليس للمرؤوس حق االعتراض على أوامر رئيسه ‪.‬‬
‫ثالثا ‪:‬‬
‫السلطة الرئاسية‬
‫وهي جوهر النظام االداري المركزي ‪ ،‬حيث يخضع الموظفون لسلم إداري يترأسه الوزير الذي يعتبر‬
‫الرئيس التسلسلي للموظفين العاملين بوزارته وهى تخول للرئيس تعيين الموظفين التابعين له وتحديد‬
‫مهامهم واختصاصاتهم ونقلهم من مصلحة الى اخرى حسب متطلبات العمل وتوقيع الجزاء التأديبي في حق‬
‫الموظف وعلى المرؤوس دانما واجب الطاعة والتنفيذ ويمارس الرئيس رقابة سابقة والحقة على‬
‫المرؤوسين ‪ ،‬والرقابة السابقة هي االوامر الفردية لفرد بعينه أو الجماعية التي يوجهها للموظفين وتسمى‬
‫بالتعليمات المصلحية أو الدوريات ‪ ،‬ورقابة الحقة وهى سلطات التعقيب على تصرفات المرؤوس أن يقرها‬
‫أو يعدلها أو يلغيها أو يستبدلها وله أن يفوض بعض صالحياته للمرؤوسين وتمارس هذه السلطة دون نص‬
‫صريح ‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪:‬‬
‫صور المركزية االدارية‬
‫اوال ‪:‬‬
‫التركيز االداري‬
‫حيث تتمركز السلطة بيد الرئيس وتمنع أي سلطة لألعوان بل يرجعون إليه عند اتخاذ أي قرار ‪ ،‬فهم‬
‫مجرد منفذين لما يصدره الرئيس من قرارات ‪ ،‬صورة غير ممكنة التطبيق نظرا لتعدد مهام الدولة أو‬
‫الوزير ‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫ثانيا ‪:‬‬
‫عدم التركيز االداري‬
‫تتوزع السلطات بين مختلف الموظفين في المصالح فی أنحاء البالد وتخول لهم بعض القرارات دون‬
‫الرجوع للوزير لكن تحت رقابة السلطة المركزية في العاصمة ‪.‬‬
‫تطبيقا لهذا المبدأ صدر مرسوم ‪ 11‬عمل على توزيع االختصاصات بين اإلدارة المركزية والمصالح‬
‫الخارجية ‪ ،‬المادة ‪ 2‬المتعلقة باإلدارة المركزية " تقوم اإلدارة المركزية على المستوى الوطني وتحت‬
‫سلطة الوزراء بمهمة التخطيط لألعمال الداخلية في نطاق اختصاصاتها وتنظيمها وإدارتها ومراقبة ذلك‬
‫مع مراعاة النصوص المتعلقة بتحديد اختصاصاتها وتنظيم الوزارات "‬
‫المادة ‪ 3‬المتعلقة بالمصالح الخارجي إلى المصالح الخارجية في نطاق اختصاصاتها بتنفيذ سياسة الحكومة‬
‫وجميع القرارات والتوجيهات الصادرة عن السلطات المختصة في إطار أحكام النصوص التشريعية‬
‫والتنظيمات الجاري بها العمل " فيجوز للوزراء أن يفوضوا إلى رؤساء المصالح الخارجية التابعة لهم‬
‫وإلى العمال التصرف باسمهم ضمن الحدود الداخلية في نطاق اختصاصاتهم ‪.‬‬
‫القطاعات الوزارية هي الوزارات واإلدارات التي تترأسها سلطة حكومية أو سلطة معينة بظهير يخولها‬
‫وضعية مماثلة لوضعية الحكومة ‪ ،‬والبنيات االدارية المكونة للقطاعات الوزارية مصنفة على المستوى‬
‫المركزي ‪ :‬كتابة عامة ‪ ،‬مفتشية عامة ‪ ،‬مديريات مركزية ‪ ،‬أقسام ‪ ،‬مصالح ‪.‬‬
‫أما على المستوى الالمركزي فهي ‪ :‬مديريات جهوية‪ ،‬مديريات إقليمية‪ ،‬مصالح ‪.‬‬
‫وهكذا تم إنشاء لجنة تنظيم الهياكل اإلدارية و الالتمركز االداري تسهر على البث في مشاريع المراسيم‬
‫والقرارات المتعلقة بتحديد اختصاصات وتنظيم القطاعات الوزارية وتتكون من ‪:‬‬
‫‪ -‬ممثل عن السلطة الحكومية المكلفة بتحديث القطاعات العامة رئيسا‬
‫‪ -‬ممثل عن السلطة الحكومية المكلفة بالمالية‬
‫‪-‬ممثل عن السلطة الحكومية المعنية بالمشروع المعروض على اللجنة يمكن للرئيس دعوة ممثلين عن‬
‫المرافق العمومية االخرى المعنية الختصاصها بالمشروع يضاف إليهم عند دراسة مشاريع التصاميم‬
‫المديرية لالتمركز االداري‬
‫‪ -‬ممثل عن السلطة الحكومية المكلفة بالداخلية ‪،‬‬
‫‪ -‬ممثل عن السلطة الحكومية المكلفة بإعداد التراب الوطني ‪،‬‬
‫‪ -‬ممثل عن السلطة الحكومية المكلفة بالشؤون االقتصادية ‪،‬‬
‫‪ -‬ممثل عن األمانة العامة للحكومة ‪،‬‬
‫‪ -‬ممثل عن السلطة الحكومية المكلفة بالتخطيط ‪.‬‬
‫أما اختصاصات االدارات المركزية والمصالح الالممركزة فهي حسب نفس المرسوم ‪:‬‬
‫‪ -‬تطبيق السياسة الحكومية المرتبطة بمجالها نشاطها وتطبيقها وتقييم نتائجها‬
‫‪ -‬إعادة مشاريع النصوص التشريعية أو التنظيمية‬
‫‪ -‬توجيه ومراقبة عمل المصالح الالممركزة وتقييم الوسائل الضرورية لسيرها‬
‫أما اختصاصات المصالح الالممركزة فقد نص نفس الرسوم على أن المديريات الجهوية والمديريات‬
‫االقليمية والمصالح المكونة لها بتنفيذ جميع قرارات وتوجيهات السلطة المركزية ‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫مع تفويض بعض الصالحيات لهم باستثناء التي ال يمكن تفويضها بموجب نص قانوني أو تشريعي‬
‫يستفاد أن المصالح الالممركزة تمارس اختصاصاتها عن طريق التفويض وهو استثناء من مبدأ الممارسة‬
‫الشخصية ويجب أن يكون بنص وهو نوعان ‪ :‬تفويض االختصاص وتفويض اإلمضاء‬
‫‪-‬تفويض االختصاص‬
‫هو أن تعهد السلطة المفوضة إلى سلطة مفوض لها بجزء من اختصاصها الفصل ‪ 89‬من الدستور يعطى‬
‫الحق لرئيس الحكومة تفويض بعض سلطاته للوزراء‪.‬‬
‫وهكذا يرتبط التفويض بالوظيفة ويكتسي صبغة االستمرار‪ ،‬لكن يجب أن يكون التفويض جزئيا أما في‬
‫حالة التفويض الكلي فهو تنازل والتفويض يجب أن يستمد من نص قانوني صريح وينشر في الجريدة‬
‫الرسمية ‪.‬‬
‫‪-‬تفويض اإلمضاء أو التوقيع‬
‫فهو مجرد عمل مادي حيث يوقع المفوض له على وثيقة وال يغير توزيع االختصاصات ‪.‬‬
‫ويتميز تفويض التوقيع بالخصائص التالية ‪ :‬ان ينطلق من قاعدة قانونية ‪ ،‬ال يسمح للسلطة المفوض لها إال‬
‫بالتوقيع على القرارات المسندة إليها بحكم التفويض بما أن التفويض من شخص لشخص فالعمل به ينتهي‬
‫تلقائيا متى تغير المفوض أو المفوض له‬
‫فائدته أنه يخفف العبء على الرؤساء ويحقق عدم التركيز االداري ويحقق السرعة والفاعلية والمرونة في‬
‫أداء األعمال مما يسهل على المواطنين قضاء مصالحهم ويتضمن التفويض تدريب المرؤوسين على القيام‬
‫بأعمال الرؤساء مما ينمي فيهم القدرة على القيادة وتحمل المسؤولية ‪.‬‬
‫المطلب الثالث ‪:‬‬
‫تقدير نظام المركزية االدارية‬
‫أوال ‪:‬‬
‫مزايا المركزية االدارية‬
‫‪ -1‬تقوية الدول في بداية نشأتها وفرض هيبتها في جميع أنحاء البالد واحترام سلطتها العامة‬
‫‪ -2‬التساوي في توزيع الخدمات على أنحاء البالد بفضل التنظيم الموحد في اإلشراف على المرافق‬
‫‪ -3‬تجانس النظم االدارية في القطر لصدورها من سلطة مركزية إدارية واحدة‬
‫‪ -4‬التقليل من النفقات العمومية‬
‫‪ -5‬إنجاز مشاريع كبرى تعجز عنها الهيئات الالمركزية ذات القدرات المحدودة‬
‫ثانيا ‪:‬‬
‫عيوب المركزية االدارية‬
‫‪ -1‬التشدد والمبالغة في تطبيق النظام االداري‬
‫‪ -2‬البطء والروتين االداري في أداء مصالح المواطنين والخدمات‬
‫‪ -3‬النظرة الشمولية ال تلقي باال لخصوصية بعض الحاجيات المحلية حيث تأخذ العاصمة والنواحي حصة‬
‫األسد من اهتمام اإلدارة المركزية‬
‫‪ -4‬اغراق المسؤولين في االعمال التنفيذية وضعف التخطيط المستقبلي والتنسيق الكلي‬
‫‪14‬‬
‫‪ -5‬انعدام المشاركة الشعبية في التسيير المحلي بأسلوب مخالف للديمقراطية المحلية‬
‫المبحث الثاني ‪:‬‬
‫الالمركزية االدارية‬
‫تقوم على أساس توزيع مهام الوظيفة االدارية في الدولة بين الحكومة المركزية في العاصمة والهيئات‬
‫االخرى المحلية مع التمتع بنوع من االستقالل في اتخاذ القرار لكن تحت إشراف ورقابة الحكومة المركزية‬
‫‪.‬‬
‫وهي ليست صورة واحدة ‪.‬‬
‫المطلب األول ‪:‬‬
‫عناصر الالمركزية أو أركانها‬
‫وهي وجود مصالح محلية متميزة عن المصالح الوطنية ‪ ،‬وجود هيئات عامة مستقلة تؤمن هذه المصالح ‪،‬‬
‫ممارسة الوصاية االدارية من قبل السلطة المركزية على هذه الهيئات ‪.‬‬
‫أوال ‪:‬‬
‫وجود مصالح محلية متميزة عن المصالح الوطنية‬
‫تتولى السلطة المركزية إدارة مصالح ومرافق تقدم خدمات لجميع المواطنين على أرض الدولة كالدفاع‬
‫واألمن والقضاء ‪ ،‬أما الشؤون المحلية كشؤون النظافة والتطهير فإن صالحية البث فيها ترجع للوحدات‬
‫المحلية ‪.‬‬
‫وال يجوز لإل دارة المركزية االنتقاص من اختصاصات المجالس المحلية كما ال يجوز للهيئات المحلية أن‬
‫تتحلل من االختصاصات المخولة لها قانونا ‪.‬‬
‫ويوجد نهجان في تحديد االختصاص و توزيعه بين المستوى المرکزي والمحلي ‪ ،‬االسلوب االنجليزي‬
‫الذي يحدد اختصاصات الهيئات المحلية ويمنعها من أي اختصاص إال بقانون جديد أما األسلوب الثاني‬
‫وهو االسلوب الفرنسي الذي يحدد اختصاصات الهيئات المحلية بشكل عام بمقتضاه أن جميع الشؤون‬
‫المحلية هي من اختصاص االدارة المحلية ويترك لها حق المبادرة في تحديد هذه االختصاصات ومواجهة‬
‫جميع القضايا المحلية التي تعتبر في الشأن المحلي ‪ ،‬هذا األسلوب يوسع من اختصاص الهيئات المحلية‬
‫لكن مع رقابة موازية من اإلدارة المركزية‬
‫ثانيا ‪:‬‬
‫وجود هيئات عامة مستقلة تؤمن هذه المصالح‬
‫ينبغي أن تكون مستقلة ماليا فتكون لها القدرة على تمويل عمليات تدبير الشأن المحلي وتكون لها ميزانية‬
‫خاصة مستق لة ومنفصلة عن ميزانية الدولة وتحدد أوجه إنفاق هذه الموارد إلشباع حاجيات الشأن المحلي ‪.‬‬
‫ثالثا ‪:‬‬
‫ممارسة الوصاية االدارية من قبل السلطة المركزية على هذه الهيئات‬
‫الوصاية االدارية هي الرقابة واالشراف الذي تمارسه السلطة المركزية على الهيئات الالمركزية وذلك في‬
‫إطار القانون فال وصاية دون نصا يقررها " وترتكز الوصاية االدارية على مبدأين متالزمان هما الشرعية‬
‫والمالءمة ‪ .‬وتتمثل مراقبة الشرعية فى مطابقة االختصاصات الموكولة للوحدات الالمركزية للقانون فإذا‬
‫ما حادت هذه االخيرة عن نطاق الشرعية تدخلت سلطة الوصاية اللغاء االعمال الغير مشروعة ‪ ،‬أما‬
‫‪15‬‬
‫مراقبة المالءمة فهى ضرورة مطابقة قرارات الهيئات المحلية للسياسة الموضوعة من طرف الدولة بحيث‬
‫ال تتعارض مع المصلحة العامة ‪.‬‬
‫نميز هنا بين الوصاية االدارية والرقابة االدارية ( الرئاسية ) ‪ ،‬فالرقابة االدارية تتسم بالشمولية وتتناول‬
‫الموظف في جميع مراحل حياته الوظيفية من تعيين وتأديب وتمتد عبر االعمال الوظيفية فتلغي وتعدل‬
‫قرارات المرؤوس وأحيانا بال سبب مقنع سوى قناعة الرئيس ‪ ،‬أما الوصاية االدارية فتقتصر على الحاالت‬
‫والشروط التي يقررها القانون ‪.‬‬
‫وهناك أربعة أوجه للرقابة ‪.‬‬
‫‪ -1‬التصديق ‪ :‬بعض القرارات الخاضعة لسلطة الوصاية يفرض القانون التصديق عليها من سلطة‬
‫الوصاية وبالتالى ال يعمل بها إال بعد صدور التصديق من طرف سلطات الوصاية‬
‫‪ -2‬التوقيف ‪ :‬سلطة تتمتع بها السلطة المركزية تتمثل بحق االيقاف أو العزل بأعضاء المجالس أو حل‬
‫المجلس بكامله استنادا إلى القانون‬
‫‪ -3‬اإللغاء ‪ :‬يسمح لسلطة الوصاية بإلغاء مقررات الهيئات المحلية تعتبرها مخالفة للقانون ويتم الطعن‬
‫فيها باإللغاء بسبب تجاوز استعمال السلطة‬
‫‪ -4‬الحلول ‪ :‬في حالة رفضت الهيئة المحلية القيام باختصاصات مسندة إليها بموجب القانون وبعد‬
‫التنبيها ت يكون الحلول من لدن سلطة الوصاية محل الهيئة المحلية ‪ .‬يتضح أن الهيئات المحلية ال تتمتع‬
‫سوى باستقالل نسبي حيث أن السلطات المركزية تتوفر على وسائل تقنية بناء على نص تشريعي ‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪:‬‬
‫صور الالمركزية االدارية‬
‫صورتين أساسيتين ‪ :‬الالمركزية اإلقليمية والالمركزية المصلحية أو المرفقية‬
‫الالمركزية األقليمية‪:‬‬
‫هي أقدم في نشأتها من الالمركزية المرفقية ألنها نشأت أول مرة على مستوى اإلقليم وليس على مستوى‬
‫العاصمة ‪ ،‬وتعني االستقالل االداري والمالي وتحقيق المصلحة العامة على المستوى المحلي لجزء من‬
‫التراب الوطني ل كونه أدرى بمصالح االقاليم من الحكومة المركزية لكن كل هذا يتم تحت إشراف الحكومة‬
‫المركزية ورقابتها ‪.‬‬
‫الالمركزية المرفقية‪:‬‬
‫ال عالقة لها بالتقسيم االداري الترابي ‪ ،‬بل تكون على مستوى مرفق ممتد على المستوى الوطنى كوكاالت‬
‫الماء والكهرباء وتوصف ب الالمركزية التقنية ‪ ،‬وكان ظهورها نتيجة توسع دور الدولة من دولة حارسة‬
‫تهتم بالدفاع واألمن فقط إلى دولة الرفاهية حيث أصبحت تتدخل في مناحي اقتصادية واجتماعية متنوعة‬
‫بهدف تأمين الرفاهية للشعب مما أدى إلى ظهور مرافق مختصة على أساس الحاجيات الشعبية وكان لها‬
‫دور كبير بعد أزمة ‪ 28‬وذلك إليجاد حلول عجز عنها القطاع الخاص لكن ما لبث أن عاد القطاع الخاص‬
‫من جديد وتسلم تسيير هذه المرافق الخدمية بعد اعتبار السوق الحر والحد من دور الدولة ‪.‬‬
‫المطلب الثالث ‪:‬‬
‫تمييز الالمركزية االدارية عما يشابهها‬
‫الالمركزية االدارية أسلوب من التنظيم االداري للدولة يعهد به إلى إعطاء سلطة البث في بعض األمور‬
‫والقضايا االدارية إلى هيئات عامة محلية تتمتع بنوع من االستقالل يتمثل في شخصيتها المعنوية وعدم‬
‫‪16‬‬
‫ارتباطها بالسلطة االدارية المركزية بتبعية مطلقة بل تخضع فقط لنوع من الوصاية هذا النظام يقترب من‬
‫مفهومين آخرين هما الالمركزية السياسية و الالتركيز االداري ‪.‬‬
‫أوال ‪:‬‬
‫الالمركزية االدارية و الالمركزية السياسية‬
‫الالمركزية االدارية أسلوب من أساليب التنظيم االداري ‪ ،‬أما الالمركزية السياسية فهي أسلوب من أساليب‬
‫الحكم تتعلق بممارسة وظائف الدولة األساسية كالتشريع والقضاء واإلدارة ‪.‬‬
‫الالمركزية االدارية ال تمس وحدة الدولة القانونية والسياسية لكن الالمركزية السياسية مثال ‪ USA‬توجد‬
‫هيئات تشريعية وقضائية تقاسم الدولة بعض مظاهر سيادتها ‪ .‬أما الرقابة فتختلف كما ونوعا في النظامين‬
‫فهي في الالمركزية االدارية تكون بواسطة الحكومة عن طريق الوصاية االدارية بينما فى الالمركزية‬
‫السياسية حيث أن اختصاصات كل دويلة أو والية تكون محددة فى الدستور وتشرف المؤسسات الفدرالية‬
‫على ضمان احترامها في إطار الحفاظ على الوحدة الفدرالية المنشودة من خالل تأسيس االتحاد الفدرالي ‪.‬‬
‫ثانيا ‪:‬‬
‫الالمركزية االدارية وعدم التركيز االداري‬
‫يتقاسمان دور توزيع السلطات وعدم تركيزها في جهة واحدة ‪ ،‬لكن عدم التركيز يختلف كونه ال يعتبر‬
‫المركزية بل يبقى الطابع المركزي مسيطرا وممثلي السلطة يخضعون للرقابة الرئاسية وغير مستقلين‬
‫إداريا بل هو فقط استقالل عارض يمكن سحبه في أي وقت ‪.‬‬
‫المطلب الرابع ‪:‬‬
‫تقدير نظام الالمركزية االدارية‬
‫أوال ‪:‬‬
‫مزايا الالمركزية االدارية‬
‫‪ -‬تخفيف العبء االداري الملقى على كاهل السلطة المركزية‬
‫‪ -‬ازدياد فرص المشاركة الديمقراطية للمواطنين عن طريق االنتخابات واختيار السكان لممثليهم المحليين‬
‫‪-‬العدالة في توزيع الضرائب وحسن توزيع المداخيل على األقاليم تبعا للحاجيات وليس تبعا لمقدار‬
‫الضرائب المحصلة منها‬
‫‪-‬التقليل من الروتين في التسيير االداري المركزي والبطء وتسريع وثيرة اتخاذ القرار‬
‫ثانيا ‪:‬‬
‫عيوب الالمركزية االدارية‬
‫‪ -‬إسناد مهمات التدبير ألشخاص أقل خبرة‬
‫‪ -‬الالمركزية قد تمس وحدة الدولة‬
‫‪ -‬قد تكون اساس القبلية والطائفية وتفتيت المجهودات الوطنية‬
‫‪ -‬صعوبة تحديد المسؤولية لتداخل المساهمين والفاعلين‬

‫‪17‬‬
‫ورغم هذه العيوب تبقى الالمركزية االدارية قاعدة لتدبير الشأن المحلي وخيار استراتيجي وال يمكن أن‬
‫توجد بدون تعايش مع المركزية ‪ ،‬فالسلطات المركزية تمارس االختصاصات في ظل الالمركزية االدارية‬
‫وهذه الممارسة شرط أساسي في وجود الالمركزية االدارية ترابية كانت أم مرفقية ‪.‬‬
‫الفصل الرابع ‪:‬‬
‫اإلدارة المركزية‬
‫يقتضي هذا النظام حصر الوظيفة االدارية وسلطة التقرير في جميع االختصاصات في يد واحدة وترتبط‬
‫الهيئات واإلدارات في االقاليم برابط التبعية االدارية وتخضع لسلطتها و تندرج في شكل هرمي على رأسه‬
‫الملك في النظام الملكي و رئيس الدولة في النظام الجمهوري ثم تليه الهيئات االدارية من وزارات وإدارات‬
‫ومؤسسات مختلفة ‪.‬‬
‫المبحث األول ‪:‬‬
‫الملك‬
‫الفصل ‪ 41‬من الدستور " الملك أمير المؤمنين وحامي حمى الملة والدين والضامن لحرية ممارسة الشؤون‬
‫الدينية " للملك مكانة خاصة في الدستور يختلف عن الدساتير في الدول االوروبية فالملك في مرتبة أعلى‬
‫من السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية وهو يسود ويحكم ‪ .‬الفصل ‪ 42‬من الدستور " الملك رئيس الدولة‬
‫وممثلها األسمى ورمز وحدتها وضامن دوام الدولة و استمرارها و الحكم االسمی بين مؤسساتها ويسهر‬
‫علی احترام الدستور و حسن سير المؤسسات الدستورية وعلى صيانة االختيار الديمقراطي وحقوق‬
‫وحريات المواطنين والجماعات وعلى احترام التعهدات الدولية "‬
‫المطلب األول ‪:‬‬
‫اختصاصات الملك في المجال االداري‬
‫ثالث سلط ‪ :‬سلطة التعيين ‪ ،‬وسلطة التأديب ‪ ،‬وسلطة القيادة االدارية‬
‫الفقرة األولى ‪:‬‬
‫سلطة التعيين‬
‫الفصل ‪ " 53‬الملك هو القائد األعلى للقوات المسلحة الملكية "‬
‫له الحق في تعيين الموظفين العسكريين كما يفوض لغيره هذا الحق ‪.‬‬
‫واستنادا للدستور يقوم الملك بالتعيينات التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬تعيين ‪ 19‬شخصيات في مجلس الوصاية‬
‫‪ -‬تعيين رئيس الحكومة وباقي أعضاء الحكومة‬
‫‪ -‬تعيين ‪ 1‬أعضاء من المحكمة الدستورية ورئيسها‬
‫‪ -‬تعيين ‪ 5‬شخصيات في المجلس االعلى للسلطة القضائية‬
‫‪ -‬تعيين مسؤولين عن المؤسسات العمومية بظهائر ‪ :‬صندوق االيداع والتدبير ‪ ،‬الوكالة الوطنية للمحافظة‬
‫العقارية ‪ ،‬الوكالة الوطنية لتقنين المواصالت ‪ ،‬وكالة المغرب العربي لالنباء ‪ ،‬الموانئ ‪ ،‬السكك الحديدية ‪،‬‬
‫المكتب الوطني للمطارات ‪ ،‬المكتب للماء والكهرباء ‪ ،‬المكتب الوطني للمعادن ‪ ،‬الصندوق الوطني‬
‫للضمان االجتماعي ‪ ،‬مكتب التكوين المهني ‪ ،‬مؤسسة المغاربة بالخارج ‪ ،‬المتحف الوطني ‪ ،‬أرشيف‬

‫‪18‬‬
‫المغرب ‪ ،‬المجمع الشريف للفوسفاط بريد المغرب البنك الشعبي المركزي القرض الفالحي ‪ ،‬مجموعة‬
‫العمران ‪ ،‬التنمية السياحية ‪ ،‬الطاقة الشمسية‪ ،‬شركات السمعية البصرية‪ ،‬أسبوع الفرس ‪.‬‬
‫الفقرة الثانية ‪:‬‬
‫سلطة القيادة االدارية‬
‫وهي رئاسة الملك لمجموعة من المجالس بنص الدستور ‪ ،‬الفصل ‪ " 49‬الملك يرأس المجلس‬
‫الوزاري " الذي يتألف من رئيس الحكومة والوزراء والمجلس الوزاري ‪ ،‬ويتدارس الشؤون التالية‬
‫مشاريع مراجعة الدستور ‪ ،‬مشاريع القوانين التنظيمية ‪ ،‬التوجهات العامة لقانون المالية ‪ ،‬مشاريع القوانين‬
‫‪ ،‬مشروع العفو ‪ ،‬النصوص المتعلقة بالمجال العسكري ‪ ،‬اعالن الحرب ‪ ،‬تعيين وباقتراح من رئيس‬
‫الحكومة الوظائف المدنية التالية ‪ :‬والي بنك المغرب ‪ ،‬السفراء والوالة والعمال ‪ ،‬المسؤولين عن‬
‫المؤسسات العمومية ‪.‬‬
‫• يرأس المجلس االعلى للسلطة القضائية " الفصل ‪ 115‬من الدستور "‬
‫• يترأس القوات المسلحة الملكية بعد اختفاء وزارة الدفاع بموجب ظهير ‪1872‬‬
‫• يترأس المجلس العلمي االعلى الفصل ‪ 41‬من الدستور ‪ ،‬هيكلة وزارة األوقاف وتنظيمها وتعيين‬
‫المندوبين الجهويين ومركزية اإلفتاء ‪.‬‬
‫عموما يتخذ الملك أهم القرارات في المجال التنظيمي واإلداري ‪.‬‬
‫قابلية الطعن فى قرارات الملك‪:‬‬
‫‪ -‬الدستور الجديد ربط المسؤولية بالمحاسبة وبالتالي حذف فصل ‪ 23‬الذي ينص على أن شخص الملك‬
‫مقدس ‪ ،‬وتم تعويضه بالفصل ‪ 41‬الملك ال تنتهك حرمته وللملك واجب التوقير واالحترام ‪.‬‬
‫‪ -‬السلطة القضائية مستق لة عن السلطة التشريعية والتنفيذية وبالتالي أي قرار إداري يمكن الطعن فيه‬
‫‪ -‬القضاء االداري اليوم يمكنه الطعن في قرارات الملك كما يمكن للمحكمة الدستورية البث في الظهائر‬
‫الملكية ويمكن للمواطنين وفق مسطرة العرائض الطعن في ظهير ملكي أمام المحكمة الدستورية ‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪:‬‬
‫الهيئات التابعة للملك‬
‫الملك هو السلطة العليا في البالد وهو الجانب الرئيسي في السلطة االدارية ‪ ،‬ويتوفر على سلطات وهيئات‬
‫ومصالح إدارية وسياسية تتبع له مباشرة ‪ ،‬وتعمل إما بإشراف مباشر منه كالديوان الملكي أو تقدم الرأي‬
‫والمشورة في القضايا التي أنشئت من أجلها كالمجالس االستشارية إلى جانب منصب مستشار الملك ‪.‬‬
‫الفقرة األولى ‪:‬‬
‫الديوان الملكي‬
‫قبل ‪ 1871‬كان منصب المدير العام للديوان الملكي يمارس اختصاصات واسعة وله تفويض عام وهو‬
‫المساعد األول للملك ويسبق الوزير األول في الرتبة لكن بعد هذا التاريخ أصبح دوره يقوم به مستشارو‬
‫الملك بدرجة متفاوتة ‪ .‬يمكن القول تقلص دور الديوان الملكي وحل محله المستشارون‪.‬‬
‫الفقرة الثانية ‪:‬‬
‫مستشارو الملك‬
‫‪19‬‬
‫ال يوجد نص قانوني يحدد اختصاصات مستشاري الملك ‪ ،‬ورغم أنهم ال يعتبرون وزراء إال أنهم يتمتعون‬
‫بامتيازات الوزراء وربما أكثر ‪.‬‬
‫الفقرة الثالثة ‪:‬‬
‫الهيئات االستشارية‬
‫هي جهاز مساعد لإلدارة المركزية وتحدث لغرض نفع وطني سياسي أو اجتماعي وتقدم االقتراحات إلى‬
‫جانب المهام الموكلة إليها ‪.‬‬
‫هي متعددة نذكر منها ‪ - :‬المجلس الخاص للمحافظة على الصحراء المغربية‬
‫‪ -‬مؤسسة الوسيط ‪ :‬أنشئت بمقتضى ظهير ‪ 2911‬مكلفة بالدفاع عن الحقوق وترسيخ سيادة القانون ونشر‬
‫قيم الشفافية في تدبير المرافق العمومية ‪ ،‬ترفع تقريرا سنويا للملك تبين حصيلة‬
‫العمل آفاقه والنتائج المترتبة عن الشكاياٌت والمظالم‬
‫المبحث الثاني ‪:‬‬
‫السلطة التنفيذية ‪ -‬الحكومة‬
‫تتكون من رئيس الحكومة والوزراء وكتاب الدولة ‪ ،‬تتولى ممارسة النشاط تنفيذي ويشار إليها في الدستور‬
‫باسم السلطة التنفيذية لكونها تطبق القوانين الصادرة عن السلطة التشريعية‬
‫الفصل ‪ 98‬من الدستور " تمارس الحكومة السلطة التنفيذية "‬
‫الفصل ‪ 47‬من الدستور " يعين الملك رئيس الحكومة من الحزب السياسي الذي تصدر انتخابات أعضاء‬
‫مجلس النواب ويعين أعضاء الحكومة باقتراح من رئيسها ‪"..‬‬
‫تتولى الحكومة تنفيذ القوانين وتصدر القوانين التنظيمية إلدارة المرافق العامة بإشراف من الملك الذي‬
‫يعتبر رئيس المجلس الوزاري وتنظر في الكثير من المسائل التي تهم السياسة العامة للدولة وتدرس‬
‫مشاريع القوانين قبل تقديمها للبرلمان والمراسيم التنظيمية كما تعمل على التنسيق والتعاون بين أعضائها‬
‫عن مجلس الحكومة الذي يرأسه رئيس الحكومة كل أسبوع ‪.‬‬
‫تتألف الحكومة من رئيس الحكومة والوزراء دون االشارة الى انواعهم داخل التشكيلة الحكومية سواء من‬
‫ناحي ة ترتيبهم البروتوكولي أو من خالل أهمية وزير مقابل آخر ‪ ،‬وتظهر مسألة التسلسل بين الوزراء من‬
‫خالل الظهائر والمراسيم المتعلقة بتأليف الحكومة إذ تنص على فئات مختلفة عند حضورهم بالحكومة‬
‫وتكون غالبا رئيس الحكومة ‪ ،‬وزراء الدولة ‪،‬الوزراء ‪ ،‬الوزراء المنتدبون ‪ ،‬كتاب الدولة ‪.‬‬
‫المطلب األول ‪:‬‬
‫رئيس الحكومة‬
‫كان يطلق عليه سابقا الوزير األول ‪ ،‬ليس له سلطة رئاسية على الوزراء فهو األول من بين الوزراء وليس‬
‫رئيس الوزراء ألن من يرأس المجلس الوزاري هو الملك ومهمته االساسية هي التنسيق فقط بين الوزارات‬
‫واالجهزة االدارية وقيادة السياسة العمومية للحكومة ولما جاء دستور ‪ 2911‬أطلق عليه لقب رئيس‬
‫الحكومة ‪.‬‬
‫الفقرة األولى ‪:‬‬
‫اختصاصات رئيس الحكومة‬

‫‪20‬‬
‫يعتبر بعد الملك المحرك األول للجهاز الحكومى وهو يمارس السلطة التنظيمية ويتحمل مسؤولية النشاطات‬
‫الوزارية ‪.‬‬
‫أوال ‪:‬‬
‫ممارسة السلطة التنظيمية‬
‫يقصد به ا االختصاص الممنوح لرئيس الحكومة التخاذ التدابير الالزمة لسير المرافق العمومية والمحافظة‬
‫على النظام العام ‪ .‬مظاهر السلطة التنظيمية لرئيس الحكومة فى الميادين التنظيمية التي منحها له الدستور‬
‫في تنفيذ القوانين ‪ ،‬اصدار المراسيم التنظيمية ‪ ،‬قيادة النشاط اإلداري ‪ ،‬ممارسة الشرطة االدارية ‪ ،‬الدفاع‬
‫الوطني ‪ ،‬التعيين في المناصب المدنية‬
‫والعسكرية ‪.‬‬
‫‪ -1‬تنفيذ القوانين ‪ :‬الفصل ‪ 98‬من الدستور تعمل الحكومة تحت سلطة رئيسها على تنفيذ القوانين ‪،‬‬
‫واالدارة موضوعة تحت ترفها " حيث يقوم بذلك عن طريق مراسيم بعد المداولة في المجلس الوزاري ‪،‬‬
‫وبهذا يكون لرئيس الحكومة دور اساسي في إرغام اإلدارة على اصدار المراسيم‬
‫‪ -2‬إصدار المراسيم التنظيمية ‪ :‬مراسيم متعلقة بالبرلمان ‪ ،‬مراسيم القوانين‬
‫‪ -3‬قيادة النشاط اإلداري ‪ :‬يترأس المجالس االدارية للمؤسسات العمومية والوطنية والجهوية ويمثل الدولة‬
‫أمام القضاء ‪.‬‬
‫‪ -4‬ممارسة الشرطة االدارية ‪ :‬وهي اتخاذ مراسيم وتدابير من أجل احترام النظام العام واستباب األمن في‬
‫البالد ذلك في الظروف العادية أما في حاالت االستثناء فاألمر للملك ‪.‬‬
‫‪ -5‬التعيين في الوظائف العمومية ‪ :‬سواء بالمؤسسات العمومية المتنوعة أو المقاوالت العمومية التي‬
‫تساهم فيها الدولة بصفة مباشرة والمناصب العليا باإلدارات العمومية‪.‬‬
‫ثانيا ‪:‬‬
‫مسؤولية تنسيق النشاطات الوزارية‬
‫من خالل ترأسه لمجلس الحكومة يتم التنسيق بين النشاطات الوزارية وحل الخالفات الوزارية وتقريب‬
‫وجهات النظر بين الوزراء عن طريق ‪ :‬المجلس الحكومي أو إصدار تعليمات مباشرة تحدث الوزراء على‬
‫نهج سلك معين ‪.‬‬
‫الوظائف االدارية لرئيس الحكومة متعددة لذلك أجاز الدستور له تفويض بعضها للوزراء طبقا للفصل ‪89‬‬
‫‪ ،‬كما أن له أجهزة إدارية تساعده على القيام بمهامه ‪.‬‬
‫الفقرة الثانية ‪:‬‬
‫المصالح التابعة لرئيس الحكومة‬
‫الديوان واألمانة العامة للحكومة‬
‫أوال ‪:‬‬
‫الديوان‬
‫يعمل بجانبه لتسهيل مأموريته وهو عبارة عن هيئة مصغرة كالدواوين الوزارية األخرى وهو جهاز مؤقت‬
‫مرتبط عضويا بشخص رئيس الحكومة ويوضع حد له فور استقالته إقالته ‪ ،‬حدد عددهم في ‪ 9‬مدير الديوان‬
‫و ‪ 1‬مستشارين وملحق للصحافة ‪ ،‬يختارون من خريجي المعاهد العليا وتتوفر فيهم الكفاءة والمروءة‬
‫‪21‬‬
‫واالخالص للوزير وتناط بهم مهمة القيام بمهام لحساب الجهة التي ينتمون إليها سواء بالدراسات أو مسائل‬
‫ذات طابع سياسي وال يساهمون في التسيير االداري أو التقني أو إصدار تعليمات للموظفين ويشترط‬
‫فيهم التحفظ و کتمان السر‪.‬‬
‫ثانيا ‪:‬‬
‫األمانة العامة‬
‫هي جهاز دائم يلعب دورا مهما للغاية ‪ ،‬مهمتها إنجاز الدراسات والمراقبة وتتبع االنشطة االدارية‬
‫للوزارات والتنسيق بينها وتضم عدة مديريات ‪:‬‬
‫‪ -1‬مديرية التشريع والتنظيم ‪ :‬تقوم بالتنسيق القانوني للنشاط الحكومي وتتولى دراسة مشاريع النصوص‬
‫التشريعية والتنظيمية التي تعدها الوزارات وصياغتها في قالبها النهائي وتؤشر على النصوص وبدون‬
‫تأشيرتها ال تنشر بالجريدة الرسمية وتشتمل على أقسام عديدة ومصالح متعددة‬
‫‪ -2-‬مديرية الترجمة والتدوين والتوثيق‬
‫‪ -3-‬مديرية المطبعة الرسمية ‪ :‬تتولى نشر الجريدة الرسمية وتنفيذ أعمال الطبع بكل وزارة‬
‫‪ -4-‬مديرية الجمعيات ‪ :‬مراقبة الجمعيات والنقابات المهنية كاألطباء والصيادلة والمحامين والمهندسين ‪..‬‬
‫ولها كلمة الفصل في تأسيسها‬
‫‪ -5-‬مديرية المهن المنظمة والهيئات المهنية ‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪:‬‬
‫الوزراء‬
‫هم الرؤساء الفعليون للجهاز االداري ‪ ،‬وكل وزارة تقوم بنشاط معين ‪.‬‬
‫الفقرة األولى ‪:‬‬
‫أصناف الوزراء‬
‫وزراء بحقيبة ‪ ،‬وزراء بال حقيبة ‪ ،‬وزراء منتدبين لدى رئيس الحكومة ‪ ،‬كاتب الدولة لدى رئيس‬
‫الحكومة‪.‬‬
‫اوال ‪:‬‬
‫وزير الدولة‬
‫هو أسمى مرتبة من الوزير العادي من حيث االسبقية في البروتوكول ومن الناحية السياسية و االدبية‬
‫ويسند هذا المنصب إلى شخصية تتمتع بمكانة سياسية متميزة في الدولة وأسدوا خدمات جليلة أو ممن لهم‬
‫خبرة طويلة في تدبير الشأن العام ‪ ،‬ويمكن أن تسند له وزارة معينة فيتوفر بذلك على نفس المصالح‬
‫والمساعدين الذين يتوفر عليهم الوزير ويمكن أن يستعين بكاتب الدولة ويمكن أن ال تسند إليه اية وزارة‬
‫فيكون وزير دولة بال حقيبة ويكون بالنسبة للحكومة عضوا كامل العضوية فيها مما يسمح له بالمشاركة في‬
‫كل القرارات‬
‫التي تصدرها الحكومة ‪.‬‬
‫بعض مهامه ‪ :‬سلطات بتفويض من الملك ‪ +‬مهام محددة تعود لوزراء آخرين ‪ +‬إمكانية النيابة عن رئيس‬
‫الحكومة وممارسة بعض اختصاصاته ‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫ثانيا ‪:‬‬
‫الوزير‬
‫الوزير هو شخصية سياسية وفق أحكام الدستور ‪ ،‬وهو شخصية إدارية على رأس وزارته وهو قمة الهرم‬
‫الرئ اسي في وزارته ويخضع بذلك للقانون االداري ويعتبر المسؤول األول عن تنفيذ سياسة الحكومة داخل‬
‫القطاع الذي يرأسه ‪.‬‬
‫ثالثا ‪:‬‬
‫الوزير المنتدب‬
‫يعتبر عضوا في الحكومة ويقترب من منصب الوزير لكن مهامه تتسم بطابع التخصيص حيث يكلف غالبا‬
‫بمهام معينة ويكون غالبا على صنفين ‪ :‬وزير منتدب لدى أي أنه ملحق برئيس الحكومة أو أحد الوزراء‬
‫ويكلف غالبا بتسيير بعض المصالح التابعة للوزير بموجب تفويض ‪ ،‬وزير منتدب في أي غير ملحق بأي‬
‫وزير وهم الوزراء المنتدبون المستقلون يعينون بوزارة ويكلفون بجزء من نشاطها لكن العتبارات سياسية‬
‫يكونون مرتبطين برئيس الحكومة أكثر من ارتباطهم بالوزير ‪.‬‬
‫ظهرت هذه الفئة في حكومة ادريس جطو في شخصيتين الطيب الفاسي الوزير المنتدب في الخارجية وفؤاد‬
‫عالي الهمة وزير منتدب في الداخلية وهما مرتبطان بالقصر أكثر من ارتباطهما بالحكومة ويعمالن‬
‫بالحكومة ‪ ،‬يكون رئيسا لجهاز إداري تابع له ويكون مكلفا برسم سياسة عامة واتخاذ التدابير الالزمة له‬
‫ويسأل سياسيا أمام الحكومة أو قضائيا في حالة الشطط في استعمال السلطة ‪.‬‬
‫رابعا ‪:‬‬
‫كتاب الدولة‬
‫مرحلة مؤهلة من أجل التمرس بالعمل الحكومي في أفق تولي مناصب‬
‫عليا في الحكومة ويحضرون في اجتماعات المجلس الوزاري والمجلس الحكومي ‪ ،‬يتواجد‬
‫كاتب الدولة دائما خلف وزير آخر ويمكن القول أن دور كاتب الدولة مساعدة الوزير المعنى‬
‫بناء على تفويض من هذا األخير حيث أن يمكن تفويضا عاما للسلطة والتوقيع ‪ ،‬وال يمكن أن يعمل كاتب‬
‫الدولة في استقالل عن الوزير بل بانسجام معه وتسهيل لمهامه ‪.‬‬
‫الفقرة الثانية ‪:‬‬
‫اختصاصات الوزير‬
‫الوزير عضو في الحكومة فهو مسؤول لهذه الجهة مسؤولية سياسية أمام الملك ويتولى وظيفة إدارية ضمن‬
‫حدود وزارته واإلدارات التي تتضمنها وهي سلطات تنظيمية وتقريرية ورئاسية‬
‫اوال ‪:‬‬
‫السلطة التنظيمية‬
‫يمارس الوزير السلطة التنظيمية في حالتين تحت مسؤولية رئيس الحكومة وبصف مستقلة ‪.‬‬
‫‪:‬‬ ‫‪ -1‬ممارسة السلطة التنظيمية تحت مسؤولية رئيس الحكومة‬
‫تتجلى هذه الممارسة في ‪:‬‬
‫‪ -‬تنفيذ القوانين‬
‫‪23‬‬
‫‪ -‬التوقيع بالعطف على المقررات التنظيمية الصادرة عن رئيس الحكومة الشيء الذي يقر بشرعية هذه‬
‫المراسيم والمرسوم الذي ال يحمل التوقيع بالعطف يعتبر الغيا قانونيا‬
‫‪ -‬تفويض رئيس الحكومة لبعض سلطاته للوزراء لكن ال يمكن تفويض التوقيع بالعطف على الظهائر‬
‫الشريفة‬
‫‪ -2‬ممارسة السلطة التنظيمية بصفة مستقلة ‪:‬‬
‫وهي اتخاذ التدابير العامة لتنظيم مصالح وزارتهم وتدخل هنا‬
‫‪ -‬سلطة التعيين ‪ :‬فيحق له إصدار القرارات المتعلقة بتعيين الموظفين وترقيتهم ونقلهم وتأديبهم وتتجلى‬
‫هذه السلطة في التعيين المباشر مدير الديوان والمستشارين بالوزارة وكذا تعيين غير مباشر عن طريق‬
‫المباريات وامتحانات الكفاءة المهنية لولوج بعض المناصب وتحديد المناصب الشاغرة و الئحة الشهادات‬
‫التي يتأتى بها التوظيف المباشر وغير المباشر‬
‫– سلطة التسيير والتنظيم والتقرير وهي المهمة االساسية للوزير كما يعتبر اآلمر بالصرف داخل وزارته‬
‫والمسؤول عن تنظيم وزارته وحسن سيرها وهو المسؤول عن تمثيل وزارته أمام القضاء أو أمام الغير‬
‫فهذه االختصاصات يمارسها الوزير بصفة مستقلة وتلقائيا بمقتضى نصوص تشريعية وتنظيمية ‪.‬‬
‫ثانيا ‪:‬‬
‫السلطة الرئاسية والرقابية‬
‫تنظيم االدارة المغربية تنبني على الهرمية الرئاسية حيث أن السلطة االدنى تخضع للسلطة االعلى وهي‬
‫الطاعة التي يلتزم بها الموظف نحو مرؤوسه وهي متسلسلة أما سلطة المراقبة فهي على الموظفين ترقيتهم‬
‫أو تأديبهم أو تكليفهم بمهام أخرى ‪ ..‬ومن بينها سلطة الوصاية على جميع الهيئات والمؤسسات التابعة له‬
‫مما يخوله التدقيق والتوجيه لهذه المرافق بما يتالءم مع التوجهات العامة للوزارة ‪.‬‬
‫الفقرة الثالثة ‪:‬‬
‫المصالح الوزارية المركزية‬
‫ديوان الوزير والمصالح المركزية للوزارة والمصالح الخارجية للوزارة‬
‫اوال ‪:‬‬
‫ديوان الوزير‬
‫ديوان رئيس الحكومة ‪ :‬رئيس الديوان ‪ 1 +‬مستشارين ‪ +‬ملحق للصحافة ديوان الوزير ‪ :‬رئيس الديوان ‪5 +‬‬
‫مستشارين ‪ +‬رئيس للكتابة الخاصة‬
‫اختصاصات الديوان‬
‫‪ -1‬الكتابة العامة ‪ :‬وهي المرتبة العليا في الهيكل التنظيمي للوزارة تعمل على تنسيق نشاط الوزارة على‬
‫رأسها كاتب عام يعين بظهير ‪ ،‬تتكلف ب إدارة شؤون الموظفين ‪ ،‬تحضير ميزانية الوزارة وتنفيذها ‪،‬‬
‫إعداد المشاريع النصوص المرتبطة بنشاط الوزارة ‪ ،‬بحص القضايا القانونية والمنازعات المتعلقة‬
‫بالمصالح التابعة للوزارة‬
‫‪ -2‬المفتشية العامة ‪ :‬تخضه للوزير ويسيرها مفتش عام تتكلف بتفتيش ومراقبة وتقييم المصالح المركزية‬
‫و الالممركزة للوزارة وتقوم بالتنسيق مع مؤسسة الوسيط والمجلس االعلى للحسابات والمفتشية العامة‬
‫للمالية والهيئة المركزية للوقاية من الرشوة‬

‫‪24‬‬
‫ثانيا ‪:‬‬
‫المصالح المركزية للوزارة‬
‫وتكتسي طابعا تقنيا أو إداريا أو اجتماعيا أو ماليا أو اقتصاديا أو ثقافيا تبعا الختصاص كل وزارة وتحدد‬
‫البنيات االدارية المكونة للقطاعات الوزارية على الشكل التالى ‪ :‬على المستوى المركزي كتابة عامة ‪،‬‬
‫مفتشية عامة ‪ ،‬مديريات مركزية ‪ ،‬أقسام ‪ ،‬مصالح ‪ ،‬االطالع على سير المصالح ‪.‬‬
‫ثالثا ‪:‬‬
‫المصالح االدارية االخرى‬
‫تتوفر الوزارة على أجهزة إدارية متخصصة في مجاالت متنوعة وتكون هذه االجهزة على شكل وحدات‬
‫إداريةٌ وهي المديرٌيةٌ التي تنقسم إلى أقسام وكل قسم ينٌقسم إلى مصالح وكل مصلحة تضم عدة مكاتب ‪.‬‬
‫فالمديرية عهد اليها باإلدارة العامة والتسيير المالي وتدبير شؤون الموظفين بينما تتكلف االقسام بالطبيعة‬
‫القانونية وإعداد المشاريع القانونية ودراسة المنازعات بينما المكتب هو الوحدة االدارية التي تتكون من‬
‫محررين وأعوان وتقنيين ‪.‬‬

‫‪25‬‬

You might also like