Professional Documents
Culture Documents
~ الجهة المختصة بالنظر في القضايا الإستعجالية
~ الجهة المختصة بالنظر في القضايا الإستعجالية
يتضح من خالل الفصل 149أن األصل هو إسناد مهمة قاضي األمور المستعجلة لرئيس المحكمة ،إما رئيس المحكمة
االبتدائية أو الرئيس األول لمحكمة االستئناف حسب األحوال ،والسبب في اعتبار هذا اإلسناد أصال ،أن المشرع نص عليه
صراحة في هذا الفصل حيث استعمل فيها لفظ "وحده" مما يبين أن مهمة قاضي المستعجالت ،ال تسند إال لرئيس المحكمة
ما لم يكن هناك مقتضيات مخالفة.
لقد أسند المشرع المغربي لرئيس المحكمة االبتدائية وحده مهمة الفصل في القضايا المستعجلة ،وإذا عاقه مانع أسندت تلك
المهمة ألقدم القضاة العاملين بتلك المحكمة ،وإسناد االختصاص لرئيس المحكمة راجع لما يمتاز به من تكوين قضائي واسع
و ثقافة قانونية شاملة ،ناهيك عن الخبرة و الحكمة القضائيتين [،وهذه شروط افترض المشرع توفرها في رئيس المحكمة مما
يجعله الشخص المناسب واألقدر على تبوء مركز الرئاسة مما تتطلبه من سرعة البت ،وإصدار األمر بناء على ظاهر
المستندات ،أي دون البت في الجوهر ،أما بالنسبة ألقدم القضاة الموجودين في المحكمة ،والذي جعله المشرع قاضيا لألمور
المستعجلة في حال ما إذا عاق الرئيس مانع قانوني ،هو أمر لم يسلم من النقد ،على اعتبار أن التخصص في المادة يعطي
نتائج أفضل من األقدمية[ العامة في السلك القضائي.
~2الخصائص األساسية المميزة لألوامر اإلستعجالية
إن القضاء االستعجالي قضاء استثنائي متميز عن القضاء العادي ،ذو اختصاص ضيق و مقيد ،فمن حيث الجهة الموكول
إليها بالبت في األمور المستعجلة ،نجد بأن المشرع المغربي قد أسند لرئيس المحكمة االبتدائية[ أو لرئيس المحكمة اإلدارية
أو للرئيس األول لمحكمة االستئناف بحسب األحوال ،االختصاص بالبت في األمور المستعجلة ،أما من حيث ضيق
االختصاص ،فال ينعقد اختصاص قاضي األمور المستعجلة إال عند الضرورة التي ال تحتمل االنتظار .
ومن حيث القيد الوارد على اختصاص قاضي األمور المستعجلة فهو الناتج عن عدم جواز المساس بالموضوع ،فعلى الرغم
من توفر عنصر االستعجال يكون القاضي االستعجالي غير مختص بالبت في الطلب إذا كان في ذلك مساس بجوهر
النزاع .
وقد ميز المشرع القضاء االستعجالي ببساطة اإلجراءات ،وقصر اآلجال ،و أعفى الخصوم من بعض الشكليات ،و جعل
أوامر قاضي األمور المستعجلة مشمولة بالنفاذ المعجل بقوة القانون ،و لم يسمح بالطعن فيها عن طريق التعرض .
و يتميز القضاء االستعجالي عن قضاء الموضوع بالخصائص التالية :
~ .إمكانية إصدار األوامر االستعجالية بالسرعة المناسبة
.االستغناء عن إجراءات المسطرة الكتابية ~
~ .مرونة شروط رفع الدعوى االستعجالية
~ .األوامر االستعجالية مشمولة بالنفاذ المعجل بقوة القانون
~ األوامر االستعجالية ال تقبل الطعن بالتعرض ،وال الطعن بإعادة النظر ،ويجوز الطعن ضدها باالستئناف فقط.
~3مجال إختصاص القضاء اإلستعجالي
ال خالف في أن اختصاص القضاء اإلستعجالي ،اختصاص غير محدد بمجال أو نطاق محصور ،ومن ثم فإن الحاالت اللتي
ساقها المشرع سواء في قانون المسطرة المدنية الذي يعنينا في هذه الدراسة أو في قوانين أخرى ،إنما هي واردة على سبيل
المثال فحسب ،منها:
أ~ إثبات حال وتوجيه إنذار
تعتبر دعوى إثبات الحال من الدعاوى الوقتية التي يقصد بها تصوير حالة مادية يخشى ضياع معالمها إذا انتظر طرح
النزاع على قضاء الموضوع ،وهكذا نص المشرع صراحة على اختصاص قاضي األمور المستعجلة بالبت في المقال الذي
يستهدف الحصول على أمر في إثبات الحال .
فإثبات الحال هو وصف لحالة راهنة يخشى اندثارها و زوالها ،و ذلك حتى يستفيد منها المدعي عند عرض النزاع على
محكمة الموضوع ،لذا فدعوى إثبات الحال تبقى مجرد دعوى مستعجلة ووقتية ال تمس أصل الحق ،وحتى يتم قبولها ينبغي
أال يترتب عن إصدار األمر إضرار بحقوق األطراف أو المساس بجوهر الحق ،وذلك كما اقتضى الفصل 148من قانون
المسطرة المدنية ،لذا ال تقبل دعوى إثبات الحال إذا تضمنت اعتداء على أحد األشخاص أو شخصه أو جسمه ،كالكشف عن
جسم امرأة جبرا أو إلثبات حمل .
وتصدر األوامر بناء على طلب في غيبة األطراف ودون حضور كاتب الضبط ،وبالتالي دون انعقاد جلسة ومن غير تحرير
أمرها وفق الصيغ التي يتطلبها الفصل 50من ق.م.م ،كما أنها غير قابلة لإلستئناف إال في حالة الرفض ،وذلك داخل 15
يوما من تاريخ صدورها ،وإن كانت قلما تستأنف من الناحية العملية ،ألنه في حالة رفض الطلب وبغية مفاجأة الطالب
المطلوب ،يفضل الطالب أن يعيد الكرة المرة بعد المرة على أن يقوم باالستئناف.
ب~ الصعوبات المتعلقة بتنفيذ[ حكم أو سند قابل للتنفيذ
إن الصعوبات المتعلقة بتنفيذ الحكم ،هي تلك المنازعة القانونية أو الواقعية التي يثيرها المهدد[ بالتنفيذ ،أو المنفذ ضده ،أو أي
طرف يمس التنفيذ بمصالحه بناء على ادعاءات يتمسك بها ،بحيث لو صحت ألثرت في التنفيذ فيصبح التنفيذ جائرا أو غير
صحيح أو باطال ،من هنا يتبين لنا أن الصعوبة في التنفيذ ترمي إلى منازعة تطرح بصددها خصومة على القضاء.
ج~ األمر بالحراسة القضائية
من أهم التطبيقات العملية للقضاء المستعجل هي إجراء الحراسة القضائية ،مما جعل المشرع في الفصل 149من ق.م.م،
ينص عليها صراحة إلى جانب الصعوبات المتعلقة بالتنفيذ واإلجراءات التحفظية ،التي تعتبر الحراسة القضائية من بينها،
وذلك إلبراز أهميتها القصوى لما تلعبه من دور كبير في توازن الحياة اإلقتصادية نظرا لتشعب المعامالت المدنية وما ينجم
عنها من مشاكل وارتفاع كبير في حجم المنازعات ،فأقر المشرع نظام الحراسة القضائية رغبة منه في تأمين وتحصين
حقوق األطراف إلى أن يقع الفصل في موضوع النزاع.
وتبرز أهمية الحراسة القضائية في الحلول العاجلة التي تقدمها لصيانة المعامالت الكبرى واإلستثمارات الواسعة التي
تمخضت عن التطور اإلقتصادي الحديث مما جعلها تحتل المرتبة األولى في اإلجراءات التحفظية التي يمكن للقضاء
المستعجل أن يتخدها ،فهي أفضل من الحراسة اإلتفاقية التي تقلصت أهميتها أمام الحراسة القضائية لما لسلطة القضاء من
ضمان سير اجراءات الحراسة على وجهها الصحيح .ولما تشكله الحراسة القضائية من قيد مؤقت على حرية التملك ،من
جهة ،ولما لها من أهميةخاصة من جهة أخرى ،فأتى القضاء ليوازن بين حسنات الحراسة القضائية وشرورها فانه ال يتخذ
إجراء الحراسة القضائية إال كلما دعت الضرورة القصوى إلى ذلك ،وكلما كانت هي الوسيلة الفعالة واإليجابية للمحافظة
على مصالح وحقوق األطراف فهي سالح ذو حدين يجب أن يحسن استعماله وإال انقلب اإلجراء شرا واعطى نتائج عكسية
على مصالح األطراف أوال ،وعلى الصالح العام أخيرا.
ومن خالل الفصل 818من ق ل ع ،يمكن ان نعرف الحراسة القضائية بانها اجراء تحفظي مؤقت ال يمس جوهر الحق،
يتمثل في اإليداع المادي للشيء محل النزاع بين يدي الغير ،ويأمر به القضاء بناء على طلب واحد أو أكثر من ذوي الشأن،
في حالة قيام النزاع بينهم على ملكية أو حيازة منقول أو عقار أو في الحاالت األخرى التي يحددها القانون.
المبحث الثالث :مسطرة األمر باألداء
نظام مسطرة األمر باألداء طريقة ابتدعها المشرع وجعلها تحت تصرف الدائن ليطالب بحقه في غيبة خصمه ،وقد قصد
المشرع من إحداثها تمكين الدائن من دينه في أقرب وقت وبأقل مصاريف.
فمن حيث الرسوم القضائية ال تتعدى هذه الرسوم 100درهم كيفما كان مبلغ الدين المطلوب ،ومن حيث السرعة ،فإن البت
فيها ال يتطلب استدعاء األطراف وال عقد جلسة وال حضور كاتب الضبط ،وإنما يبت فيها الرئيس حاال وفي مكتبه ،ويبلغ
إلى المحكوم عليه األمر الصادر في القضية .
وقد عالج المشرع هذه المسطرة في الفصول من 155إلى 165ق م م.
المطلب األول :ماهية مسطرة األمر باألداء
الفقرة األولى :المقصود بمسطرة األمر باألداء
من المعلوم ان الدعوى في مجراها الطبيعي تتطلب آجاال قد تطولن لإلدالء بالمستندات وإعداد مذكرات الدفاع والتحقيق،
وما إليها من اإلجراءات التي تمتد مع سير الخصومة.
غير أن هناك نوع من القضايا يتميز بكون الديون فيه ثابتة في سندات مكتوبة رسمية أو عرفية ،وبكونها مستحقة األداء،
وضع له المشرع مسطرة خاصة تختلف عن المسطرة العادية ،أال وهي مسطرة األمر باألداء.
الفقرة الثانية :طبيعة مسطرة األمر باألداء
يبدو من المحتوى العام للفصول المشار إليها أعاله ،أن مسطرة األمر باألداء من نوع خاص ،حيث تمكن الدائن من
استصدار أمر من القضاء بإستيفاء دينه وفق إجراءات سريعة وبسيطة ،ذلك أنها تتم دون مرافعة ،وفي غياب األطراف
وكاتب الضبط ،فضال عن أن المشرع قلص في إطارها من طرق الطعن ومن مواعيد ممارستها.
المطلب الثاني :شروط إصدار أوامر األداء
يعتبــر سلــوك مسطرة األمر باألداء في قانــون المسطرة المدنية المغربي جوازيــا بالنسبــة للدائــن ،أي أنــه إن أراد
االقتصاد في الوقــت و النفقــات أن يسلــك مسطرة األمر باألداء و إذا لــم يرد سلــوك مثل هذه المسطرة فلــه أن يطلــب
تعويضــا عن التأخيــر باإلضافــة إلى أصــل الديــن أو يطلــب تحديد اإلكــراه البدنــي في حالــة عدم وجود ما يحجز لدى
المديــن فلــه أن يسلــك الطريــق العادي بينمــا ألزم قانون المرافعــات المدنيــة المصري الدائــن متى توفرت لــه شروط
األمر باألداء أن يقدم دعــواه في مسطرتهــا و إال كانــت دعــوى غير مقبــولــة و تقضى المحكمــة تلقائيــا بذلــك ،تنقســم
هذه الشروط إلى شروط موضوعيــة تتعلــق بصفــات الديــن و مقداره ،و أخرى شكليــة تتعلــق بكيفيــة تقديــم طلــب
األمر باألداء.
الفقرة األولى :الشروط الموضوعية
أوال :أن يكــون المطلــوب هو الحصــول على مبلــغ مالي
ينصب طلب األمر باألداء على المال دون غيره ،وانتفاء هذا الشرط يؤدي لرفض الطلب إلنعدام شرط جوهري لإلستفادة
من مسطرة األمر باألداء ،وبذلك أخرج المشرع جميع المعامالت االخرى التي ال تنصب على النقود بشكل مباشر ،والتي
يبقى النزاع حولها خاضع للمسطرة العادية ،ألنها تحتاج تحقيق وتدقيق ووثائق ومستندات وأحيانا شهود وخبرة لتفصل هيئة
المحكمة فيها ،خاصة ان مسطرة االمر باألداء مسطرة إستثنائية كما سبق ذكر ذلك مقيدة بشروط محددة تكون فاصلة إن
توفرت في الطلب المقدم ،وبالتالي فهي ال توازي المسطرة العادية في التشعي و اإلجراءات.
ثانيا :أن يتجاوز المبلغ المطلوب 1000درهم
إن كل طلب أمر باألداء يقل عم ألف درهم يكون مصيره الرفض لعدم توفر شرط جوهري نص عليه كذلك الفصل 155من
ق م م ،وهو تجاوز قيمة الطلب 1000درهم ،وكل مبلغ يقل عن ذلك يبقى للدائن فيه سلك المسطرة العادية ( قسم قضاء
القرب بالمحكمة اإلبتدائية المختص بالبت في القضايا ذات القيمة التي تقل عن 5000درهم ) ،فالقيمة المحددة في تجاوز
1000درهم شرط ضروري لقبول طلب األمر باألداء للنظر في مدى توفر الشروط األخرى.
ثالثا :أن يكون مبلغ الدين تابثا ومحددا
أوجب المشرع ضمن الشروط الواجب توفرها في طالب مسطرة األمر باألداء أن يكون مبلغ الدين المطالب به تابتا
ومحددا ،بمعنى أن ينص في سند الدين على مبلغ واضح ومحدد ال يشوبه اي غموض من حيث قيمته وال يحتمل الترجيح أو
البينة ،وألن مسطرة األمر باألداء سريعة وأستثنائية فكان لزاما على المشرع تقييدها بهذا الشرط الذي له أهمية في التخفيف
من الطلبات التي ال يتوفر فيها عنصر الدقة في قيمتها والتحديد[ في مبلغ الدين فيها ،وبالتالي تحتمل التنازع بين الدائن
والمدين حول القيمة الحقيقية للدين وهو ما يمكن التوصل إليه عبر المسطرة العادية أمام المحاكم اإلبتدائية[ أو داخل قسم
قضاء القرب حسب معيار القيمة في النزاع.
رابعا :أن يكون الدين مستحقا
يعني قد جاء أجل الوفاء بالدين ولم يريد المدين أداءه بعد طلبه من طرف الدائن وبعد إخطاره بحلول آجال استيفاء الدين ،فال
يقبل طلب األمر باألداء حول دين لم يأتي أجل استحقاقه ،ألن ذلك يهدد[ الذمة المالية للمدين الذي من الممكن أن يكون في
عالقة مديونية أخرى هو فيها الدائن ومرتبط أجل إستحقاقه للدين إستفاء الدين األول في عالقته بالدائن.
خامسا :أن يتوفر المدين على موطن بالمغرب
ال يقبل طلب الدائن الذي يطلب استيفاء دين مدين يقطن خارج التراب الوطني وليس له موطن معروف بالمغرب ( الفصل
157من ق م م ) لذلك كل طلب استيفاء دين من مدين ليس له موطن بالمغرب يكون مصيره الرفض واإلحالة على
المحكمة المتخصصة وفق اإلجراءات العادية إلنعدام أحد شروط اإلستفادة من المسطرة اإلستثنائية المتعلقة باألمر باألداء،
فال يمكن أن يالحق القضاء شخص على دين خارج التراب الوطني ،بمعنى آخر أن الدائن هنا سيتحمل مسؤولية ثقته في
شخص ليس له موطن في المغرب وتبعات هذه الثقة على صعوبة إستفاء هذا الدين وفق المسطرة العادية.
الفقرة الثانية :الشروط الشكلية
يقضي الفصل 156من ق م م في فقرته الثانية والثالثة بما يلي :
يتضمن المقال االسم العائلي والشخصي ومهنة وموطن األطراف مع البيان الدقيق للمبلغ المطلوب وموجب الطلب
يجب أن يعزز هذا الطلب بالسند الذي ينبث صحة الدين.
يستفاد من هذا الفصل أن مقال األمر باألداء يتطلب بعض البيانات التي يفرضها قانون المسطرة المدنية[ بالنسبة للمقاالت
عموما وهي طبق األصل للبيانات التي يتطلبها مقال الدعوى والواردة في الفصل 32من قانون المسطرة المدنية
إلى جانب ماسبق يجب أن يكون المقال مكتوبا وموقعا عليه من طرف الطالب أو وكيله وهذا على خالف القواعد
المنصوص عليها في الفصل 31من ق م م الذي ينص على على أنه يمكن رفع الدعوى إما بمقال مكتوب أو بمجرد تصريح
شفوي يدلي به المدعي ويحرره أعوان كتابة الضبط على شكل محضر يوقع عليه المدعي أو وكيله يشار إلى انه ال يمكنه[
التوقيع.
الفقرة الثالثة :تبليغ وتنفيذ األمر الصادر باألداء
أوال :التبليغ
فيما يخص تبليغ األمر الصادر باألداء نجد أن المشرع ينص من جهة على "أن األمر الموافق للطلب يبلغ إلى المدعى عليه
الذي يجب عليه أن يدفع المبلغ المحكوم به في ظرف 8أيام الموالية للتبليغ وإال اجبر على األداء بكل الطرق القانونية
وخاصة بطريق حجز أمواله المنقولة.
ومن جهة ثانية فهو يقضي" بأن وثيقة التبليغ تشتمل على نسخة من المقال وسند الدين واألمر باألداء وإنذار المدين بوجوب
تسديد[ مجموع مبلغ الدين والصائر المحدد في األمر مع إشعاره..........وإال أصبح األمر باألداء مشموال بالنفاد المعجل.
لكن بما أن سند الدين يعتبر حجة بيد الدائن ومن ثم ال يسوغ تبليغه إلى المدين تفاديا لضياعه فان المجلس األعلى تنبه لهذه
النقطة وقضى في قرار له مؤرخ في 29أكتوبر 1986
" ليس من المنطق أن يبلغ مع األمر باألداء سند الدين لما في ذلك من تعريضه للضياع وليس في الفصل 161المحتج به ما
يقتضي ذلك وإنما يوجب أن تشتمل وثيقة التبليغ على ملخص المقال وعلى مجرد التعريف بسند الدين كمبيالة أو فاتورة أو
عقد عرفي.
ثانيا :التنفيذ
أما بالنسبة للتنفيذ فيبدوا أنه إذا لم ينفد المدين األمر الصادر ضده أو لم يقدم طلب استئناف في ظرف 8أيام الموالية للتبليغ
المسلم له شخصيا ا والى موطنه فان األمر الصادر باألداء يصير بحكم القانون قابال للتنفيذ المعجل على األصل ,كذلك إذا
رفض طلب االستئناف فان األمر يكتسب كل مفعوله ويصبح قابال للتنفيذ المعجل بقوة القانون.
ومع ذلك يجوز للقاضي سواء في المرحلة االبتدائية أو االستئنافية أن يمنح للمحكوم عليه أجال للوفاء بالدين على أن يتم ذكر
ذلك في األمر أو القرار أي حينما تحكم المحكمة باألداء أو تؤيد محكمة الدرجة الثانية األمر الصادر باألداء إذا اتضح من
أوراق الملف أن تأخر المدين يعزى إلى أمور خارجة عن إرادته .
وككلمة وجيزة أختم بها هذه اإلطاللة على مسطرة األمر باألداء نشير إلى انه يمارس رؤساء المحاكم التجارية عالوة على
االختصاصات المخولة لهم في المادة التجارية تلك المسندة إلى رؤساء المحاكم االبتدائية[ بموجب قانون المسطرة المدنية
منها البث في القضايا االستعجالية وإصدار أوامر مبنية على طلب وأوامر باألداء مبينة[ على األوراق التجارية والسندات
الرسمية وذلك بموجب الفصل 21من قانون 53.95القاضي بإحداث المحاكم التجارية.
وفيما يرجع لمسطرة اآلمر باألداء يبدوا لي من من وجهة نظري أن االختصاص يخضع للقواعد الوارد في قانون المسطرة
المدنية سواء فيما يخص شروط استعمال مسطرة األمر باألداء او سلطة رئيس المحكمة في إصدار األمر مع األخذ بعين
االعتبار الدين وقيمته.