Professional Documents
Culture Documents
التأصيل الاكاديمي لظاهرة العنف في الوسط المدرسي
التأصيل الاكاديمي لظاهرة العنف في الوسط المدرسي
:عنوان المداخلة
مقدمة
عندما يتم االطالع يوميا على تصدر أحداث العنف كل محتويات وسائل اإلعالم املختلفة عامليا
عربيا وطنيا ومحليا ،وذلك بنقل وعرض وبث ومتابعة كل أشكال ومستويات العنف من العنف
الجسدي ،العنف اللفظي ،عنف الصورة عنف املشهد التلفزيوني ،عنف الخطاب السياسي
والعنف االقتصادي ومختلف أساليب التعاطي مع اآلخر ،عندها Pيكون من الحكمة الوقوف بتعقل
أمام العنف كظاهرة يجب البحث عن جذورها Pو السعي إليجاد آلية علمية ذات جدوى للقضاء على
تداعياتها Pومخاطرها Pقبل أن تزداد استفحاال .
ليس سرا أن مظاهر العنف قد تعددت أشكالها P،وتفاقمت آثارها ،فعندما كانت آذاننا تلتقط بعض
أخبار العنف عبر وسائل اإلعالم السائدة في بعض املجتمعات الغربية في السبعينات والثمانينيات من
القرن املاضي ،لم يكن كثير من الجزائريين يعتقدون أن هذه املظاهر Pفي طريقها إلى املجتمع
الجزائري ،بل أن الكثير ين كانوا يعتقد ون أن الجزائري محصن بكثير من القيم واألعراف
والتقاليد تحول دونه ومظاهر العنف السائدة في البالد الغربية .وكثير منهم كان يعتقد جازما أن
1
الدين اإلسالمي ومنظومة القيم السائدة في املجتمع ،كاملسجد واملدرسة و الجامعة ورقابة الهيئات
التنفيذية للدولة ،مع التزام مختلف وسائل اإلعالم كونها أدوات للتربية والتثقيف ،كل ذلك كان
في أعين الجزائريين كفيل بأن يرد أي زيغ آو انحراف نحو العنف أو التفسخ السائد في املجتمعات
الغربية .لكن الذي حدث ،وعلى مرأى من أعيننا ،أو ربما على غفلة منا ،كثير من هذه الحصانات
فمع عصر العوملة والسماوات املفتوحة ، Pو مع قد تهاوى بشكل سريع و مريع .
تنامي البث التلفزيوني الفضائي ،وتنامي الهجرة البينية بين الدول والشعوب ،والتداخل بين
الثقافات ،وتنامي السياحة بأنواعها ،وتوغل الشركات العابرة للقارات املتعددة الجنسيات في
صناعة حس استهالكي جديد متجدد بين كل شعوب العالم ،وتراجع دور الدولة القومية أو الوطنية
في العالم ،وحدوث تقلص واضح لسيادة الدول على إقليمها وإزاء مواطنيها ...كل ذلك ساهم
بشكل كبير في انفالت كثير من القيم والحصانات التي كانت تقف في وجه تأثيرات الغرب على شعوب
العالم الثالث ومنها الجزائر .لذلك أصبحت شعوب العالم الثالث تسجل كثير من مظاهر العنف
التي باتت تؤرق الساسة والباحثين وحتى املواطن البسيط .فمن العنف السياسي إلى العنف في
املالعب فالعنف ضد املرأة و عنف املرأة ضد الرجل ،وعنف األحداث ،انتهاء عند العنف في
الوسط املدرسي .هو مسار لظاهرة تبدو متعددة املظاهر ،قد يكون بينها قاسم مشترك ينخر
.املجتمعات ويصنع التباعد بين أفراده كل يوم
تعريف العنف
العنف ظاهرة إنسانية قديمة املنشأ ،يتفاقم شكلها ومظاهرها Pوتداعياتها يوما بعد يوم ،و
يشير مصطلح العنف إلى كل سلوك غير طبيعي من شأنه التأثير على اآلخرين باستخدام أساليب غير
سلسة و بوسائل غير سلمية لتحقيق أهداف معينة يعتقد القائم بها أن ال سبيل إلى إحقاقها Pإال
بهذا السلوك .
أو هو مجموع األسباب و الدوافع التي تساهم في خلق سلوكيات غير طبيعية تهدف إلى فرض منطق
االنتصار للذات بعيد عن قيم اإلقناع والسلوك املتعارف عليه ثقافيا و سياسيا واجتماعيا ،
وقانونيا و اقتصادي ونفسيا و سوسيولوجيا .أو هو سلوك عدواني يشذ عن طبيعة السلوك
السوي الذي يميز حالة التناغم االجتماعي بين أفراد املجتمع الواحد وحتى في العالقات اإلنسانية
،عموما
1
فقد أصبح العنف ظاهرة عاملية تكاد تعيشها كل املجتمعات املعاصرة على اختالف أنظمتها السياسية و
توجهاتها Pالثقافية ،فالسلوك العنيف " في منشئه و أفعاله و ردود أفعاله و نتائجه ينتقل عبر املجتمعات و
الثقافات و الجماعات بشكل متسارع حتى أصبح جزءا ال يتجزأ من ثقافة Pالعالم املعاصر" " ،1فهو
استجابة سلوكية تتميز بصفة انفعالية شديدة قد تنطوي على انخفاض في مستوى البصيرة و التفكير و
على ذلك فمن غير الضروري ان يكون العنف قرينا للعدوان السلبي و ال مالزما للشر و التدمير ،فقد
يكون العنف ضرورة في موقف معين للتعبير عن واقع معين أو لتغيير واقع يتطلب تغييره استخدام العنف
." 2و قد يحدث العنف كرد فعل أو استجابة لعنف قائم و هو العنف املضاد
فهو استجابة عامة لإلحباط وفيه يعبر الطفل عن غضبه وهو من التصرفات املالحظة Pفي غرفة الصف
,وبما ان العنف يغضب اآلخرين فانه يعطى اهتماما اكبر من باقي ردود األفعال والعنف ليس دائما موجها
نحو األشخاص فقد يكون موجها نحو األشياء واملمتلكات ,فيعتبر العنف املدرسي كل تصرف يؤدي إلى
إلحاق األذى باآلخرين,قد يكون األذى جسميا أو نفسيا ,فالسخرية واالستهزاء من التلميذ أو املدرس
وفرض اآلراء بالقوة وإسماع الكلمات البذيئة جميعا أشكاال مختلفة لنفس الظاهرة التي تتعدد أسبابها
.4فمنها األسرية واملدرسية والذاتية وتأثير القنوات األجنبية واالنترنيت
1
أ سلطاني فضيلة ،تناول الصحافة المكتوبة لظاهرة العنف المدرسي ،المجلة الدولية المحكمة األكاديمية للدراسات االجتماعية جامعة حسيبة بن بوعلي الشلف
العدد 12جوان 2014ص88
2سعد المغربي ،االغتراب في حياة اإلنسان ،الهيئة المصرية العامة للكتاب ،القاهرة 1987ص 26
3
عبد العظيم حسين طه ،سيكولوجية العنف المدرسي ،الدار الجامعية الجديدة ،اإلسكندرية 2007ص 262
4
بن دريدي فوزي احمد ،العنف المدرسي لدى تالميذ المدارس ،في المدارس الثانوية الجزائرية ،مركز الدراسات والبحوث ،الرياض 2007 ،ص
176
1
التفرقة بين اصطالحي العنف المدرسي والعنف في الوسط المدرسي
تفاديا ألي سوء فهم أو تعمد في تحميل املصطلح فوق ما يتحمله من مقاصد ،فان مصطلح العنف
املدرسي غير مصطلح العنف في الوسط املدرسي ،فاملدرسة في مفهومها التربوي واألكاديمي ،هي فضاء
تربوي لغرس القيم االجتماعية واملعرفة العلمية ومناهج التفكير من أجل صناعة مستقبل األمم
واألفراد .فاملدرسة في كل التجارب اإلنسانية الحديثة وجدت ألجل تجسيد هذه املقاصد و إحقاق هذه
املهام ،و هي دوما كذلك و ستبقى كذلك .فاملدرسة هي املؤسسة أو هي الفضاء الذي يحارب مظاهر
الجهل و التخلف ويحارب العنف أيضا .
فال مجال إذن للربط العضوي بين العنف و املدرسة إال من خالل كون املدرسة والتلميذ وقبل ذلك
املعلم يداهمهم " العنف " كما يداهم األسرة ،ويداهم األفراد ،ويداهم القيم جراء ذلك التطرف
الدخيل في الخطاب اإلعالمي و الخطاب السياسي والخطاب الديني و كل دخيل من ثقافة الغرب .لذلك ال
يمكن بأي حال من األحوال افتراض منظومة تربوية تنتج عنفا كما تحاول بعض الكتابات إلصاقهP
بمنظومتنا التربوية لتبرير سياسات فاشلة أو لفرض تمرير مشاريع مجتمع بديلة .
إنما العنف في الوسط املدرسي حقيقة ال ينكرها إال جاحد ،فهي ظاهرة جلية للعيان في محيط املدرسة
وفي أفنيتها وحجراتها الدراسية ،هي ظاهرة تتجسد في شكل عالقة بعض التالميذ فيما بينهم ،وبينهم
وبين املعلمين ،و حتى في عالقة التلميذ العنيف مع إدارة املدرسة .
والحقيقة أن قراءتنا للظاهرة بوضعها في سياقها العام ،على خالف ما يقرأها البعض بشكل سطحي
وعرضي ،كمن يستعجل التخلص من عبء يؤرق ذهنه وبدنه ،فيسارعون إلى إلصاق التهمة بالتلميذ أو
املدرسة أو املعلم ،وكأنهم الجناة فيما يحدث ،ونحن في ذلك كمن يرحل املشكلة إلى غير سياقها
.ومسبباتها ، Pاألمر الذي يجانب التشخيص الحقيقي للمشكلة ،فيكون وصف الدواء بالضرورة خاطئاP
1
_ 04التدافع الحاد والقوي بين التالميذ أثناء الخروج من القسم .
_05تخريب أثاث املدرسة كاملقاعد والطاوالت والكتابة على الجدران .
_ 06 . 1اإلهمال املتعمد لنصائح املعلم وتعليماته واألنظمة وقوانين املدرسة
الواقع أن هذه املظاهر ـ مظاهر العنف في الوسط املدرسي ـ ال يمكن قراءتها قراءة مسطحة ،على أنها
لصيقة بفضاء املدرسة دون سواها من وحدات املجتمع ومؤسساته ،بل لعل تعمد رصدها ـ سياسيا أو
أكاديميا أو إعالميا من طرف البعض ـ في فضاء املدرسة ،فعل ينبئ عن نية مبيتة من أجل إثبات تهمة
يتم إلصاقها باملدرسة ،بهدف إدانة املنظومة التربوية في وجدان املجتمع دون عناء إثبات التهمة بالدليل
والحجة العلمية الدامغة ،فهي منظومة دوما كان يريد لها البعض أن تكون على نحو مغاير قيميا و
ولعل السؤال الجدير بالبحث والتقصي للحصول على جواب شاف كاف إيديولوجيا .
خال من ذاتية التحيز أو العداء ،هل املدرسة والتلميذ ضحايا أم جناة ؟ ...هل ال تعتبر املدرسة ضحية
فشل املجتمع في إبعاد العنف عن محيطها وأروقتها أم هي من يصنع هذا العنف ؟ ...بالتأكيد Pالجواب هو
أن املدرسة ال تصنع العنف و لكنها ال تقوى على مواجهته ، Pوالذين ينتظرون من املدرسة أن تكون األداة
التي تواجه لوحدها Pالعنف املستشري في املجتمع ،األكيد أنهم ال يدركون حجم العنف املتغلغل في أوساط
املجتمع ،و ال يدركون أسبابه الحقيقية وعوامل انتشاره ،وال يدركون تبعا لذلك حجم املؤامرة
.اإلقليمية والدولية التي تستهدف أساسا هوية وثقافات وسيادة دول العالم الثالث
فالسلوك العنيف للتلميذ في محيط املدرسة وفي عالقته بمعلمه أو بزميل له في الصف الدراسي
،أو سلوكه العنيف إزاء املدرسة كمنشأة كطاولة ،كرسي أو سبورة ،إنما هو ذات املشهد الذي بات
1
عز الدين خالد ،السلوك العدواني عند األطفال ،دار أسامة للنشر والتوزيع ،عمان 2010 ،ط 1ص 26
1
أطفالنا يلتقطون تفاصيله من تناقضات و عنف الشارع وعنف املالعب الرياضية ،و من نقاش
الساسة عبر التلفزيونات العمومية والخاصة في تنابز و سباب وصراخ وتراشق بالكلمات النابية ،
وهو انعكاس ملا دأبت على نشره صحفنا من عنف يتم رصد تفاصيله عبر صحافة اإلثارة املترصدة
لكل ما يحدث في الجزائر العميقة على منوال " الخبر املرشح للنشر إذا عض رجل كلبا ،وليس الخبر
أن نتحدث عن كلب عض رجال ".. .فاملحصلة والوضع على ما تم إيضاحه أن املدرسة إنما هي
املشجب الذي تحاول الوحدات و املؤسسات املجتمعية األخرى تعليق صناعتها عليه الذي هو عنف
.املجتمع املستورد من ضمن اتاحاتها
1
أكثر على األخر ،التلميذ أم األستاذ ؟؟ " والجواب ال يحتاج إلى فراسة أو ذكاء ،كما ال يحتاج إلى
إحصائيات وال لسبر أراء املختصين ..فالطفل أكثر تأثرا بمشاهد ومواقف العنف املنتشرة في املجتمع
.ووسائل اإلعالم ،لذلك فعنف التلميذ نحو األخر أكبر
فمن جملة القوانين التوجيهية و التعليمات الكثيرة التي أصدرتها وزارة التربية الوطنية ملواجهة ظاهرة
العنف في الوسط املدرسي نذكر املنشور رقم 23املؤرخ في 20ماي 1984املتعلق بضرب التالميذ و
املنشور رقم 50املؤرخ في 10نوفمبر 1987املتعلق بمنع العقاب الجسدي ،و في 1جوان 1992صدر
قرار رقم 171/2املتعلق بمنع العقاب البدني و العنف تجاه التالميذ في املؤسسات التعليمية،
باإلضافة إلى املنشور رقم 94/26املؤرخ في 15جانفي 1994املتعلق بمنع العقاب البدني و التعليمة
رقم 96املؤرخة في 10مارس 2009املتعلقة بمحاربة العنف في الوسط املدرسي ،باإلضافة إلى
1القانون التوجيهي للتربية الوطنية رقم 04-08-املؤرخ في 23جانفي 2008
غير أن كل هذه القوانين والقرارات واللوائح و التعليمات التي جادت بها وزارة التربية الوطنية ،وهي
تصدر أوامرها وتوجيهاتها إلى األسرة التربوية ملواجهة ظاهرة العنف ،لم يكن لها لتحد من تفاقم
الظاهرة التي باتت في تزايد باعتراف الجميع ،ذلك ألن مواجهة العنف ليس شأنا يخص املدرسة أو
وزارة التربية والتعليم لوحدها ،بل هي واحد من عديد القطاعات معنية بقدر أكبر من املسؤولية إزاء
ظاهرة العنف ،فالبطالة ،وأزمة السكن ،واالنفصال بين الزوجين ،وغالء املعيشة وتدني القدرة
الشرائية و غياب العدالة ،وسيادة الظلم االجتماعي ،وغياب الوازع الديني ،و الغزو الثقافي ،
االختالل في سلم القيم ،و انحصار و تخلف الخطاب الديني أملسجدي وتخلي األسرة عن دورها
التربوي الواعي بمخاطر الثقافة الوافدة ،كل ذلك يحيلنا حتم إلى استحضار عديد الجهات لتحمل
وزر العنف في الوسط املدرسي .ويحيلنا إلى اإلقرار بأن التلميذ واملدرسة إنما هما الضحية ،أما
الجاني ،فهو كل من يستورد العنف في لعبة ،أو في فلم ،أو في أغنية ،وفي ال مباالة األسرة في رسم
الرمز والقدوة في أعين وعقول األطفال تحت الرعاية كما أن الجاني يختبئ دوما وراء انتهاك القيم
االجتماعية باستيراد قيم أخرى تم إنتاجها لتستهلك آخر في الغرب وليس ألطفالنا .من غير أن نهمل
ومن الجدير هنا التنويه إلى ما صرحت وجوب تطوير املناهج التربوية وفق احدث الطرق .
به مؤخرا رئيسة مكتب اإلرشاد املدرسي بوزارة التربية الوطنية السيدة املاحي زبيدة خالل امللتقى
الجهوي حول تسيير النزاعات داخل املؤسسات التربوية يوم االثنين 06افريل 2015من أن 97في
1
وزارة التربية الوطنية ،المفتشية العامة للبيداغوجيا ،التصدي لظاهرة العقاب البدني والعنف اللفظي اتجاه التالميذ 13/11/2013 ،
1
املائة من حوادث العنف في الوسط املدرسي ناتج عن عوامل خارجة عن نطاق املدرسة مثل األسرة
ورفاق السوء ووسائل اإلعالم وغيرها ،وهي الجهات التي لم تقم بدور التنشئة املنوط بها اتجاه "
الطفل " مؤكدة أن أسباب حاالت العنف من داخل املؤسسات التربوية ال تتعدى نسبة الـ 03باملائة
علما أن هذا امللتقى الذي نظمته وزارة التربية الوطنية تم بالتنسيق مع املنظمة العاملية لتنمية
الشعوب الكائن مقرها بأملانيا بمشاركة مستشاري التوجيه املدرسي من 25والية شارك فيه
1مختصون وأساتذة متعددي التخصصات ،كعلم النفس وعلم االجتماع
تحديد المسؤوليات
العنف ظاهرة غير محلية وال هي وطنية ،بل هي ظاهرة عاملية وكذلك هو العنف في الوسط املدرسي ،
لذلك من الصعب تصور حلول جذرية محلية أو وطنية ،غير أن انتظار الحلول الدولية لظاهرة
العنف ،قد تدفعنا إلى االنتظار طويال لتشابك و تعارض املصالح واألهداف بين الدول وهو ما تنشغل
منظمة اليونسكو عامليا بالبحث فيه منذ سنوات عديدة دون الوصول إلى حلول وسطى ترضي الدول
املتضررة من دول العالم الثالث وال تغضب الدول الغربية املتقدمة .غير انه من الواجب على
مؤسسات الدولة الواحدة من الداخل ،الوعي بمسؤولياتها إزاء ظاهرة العنف والعنف في الوسط
املدرسي ،ومنها األسرة ،املدرسة ،املسجد ،اإلعالم ،الشارع ،اإلدارة ،السياسيين .رجال املال ،
:املجتمع املدني ،وهي مسؤوليات على النحو التالي
1
.الصحافة الوطنية ليوم 07افريل 2015ـ جريدة الخبر الصفحة ، 04جريدة الحياة اليومي الصفحة 04أيضا
1
تحديث املناهج الدراسية والتربوية ،تكوين املعلمين ،تحبيب فضاء املدرسة لدى التلميذ .االلتزام المدرسة 02
بنظام داخلي متوازن .مع تفعيل دو أولياء التالميذ وإنشاءـ نوادي خاصة بالتلميذة
.تحديث وتأصيل الخطاب أملسجدي املعتدل الواعي بمستجدات العصر املستوعب لتكنولوجياته المسجد 03
إخضاعـ املادة االعالمية للرؤية تربوية خاصة ما تعلق منها باإلعالم الجماهيري املفتوح ،مع وجوب اإلعالم 04
إدراك خطورة إعالم اإلثارة والتضمينات التي تسكن محتوى البرامجـ املستوردة وتأثيرها على
املجتمع وخصوصا األطفال
على املجتمع إدراك دوره التربوي الرقابي ،ولن يتأتى ذلك إال بأخلقة الشارع ،وامتثاله لروح الشارع 05
القانون واآلداب العامة ،واالمتثال لقول النبي صلى هللا عليه وسلم " كلكم راع وكل راع مسؤول
" .عن رعيته
التعامل مع املواطنينـ سواسية أمام القانون ،مع مراعاة العدالة االجتماعية ونبذ البيروقراطية ، اإلدارة 06
واعتبار املنتوج التربوي منتجا يستأهل التثمين ال يقل ،بل يفوق املنتج االقتصادي والزراعيـ
.والتجاري مع تغليب مبدأ الكفاءة
تهذيب الحياة السياسية وحصر الصراع على السلطة على مستوى األفكار بعيدا عن التجريح الساسة 07
.والسباب والتخوين واستخدام املنابر االعالمية بعدائية
إعطاء رأس املال القيمة املضافة في املجتمع و في سوق الشغل ،باعتبار أن الثروة تعني مناصب رجال المال 08
شغل جديدة وتعني قيمة اقتصاديةـ مضافة و اكتفاء ذاتي ينتصب و امن غذائي مضمون .وليس
.تكديس للثروة و احتكار للقيم االقتصادية
تتحدد مسؤولية املجتمع املدني في مناقشة أمهات القضايا التي يعيشها املجتمع ،الذي عليه أن ينتظم المجتمع المدني 09
وينخرط في هذا املسعى من أجل مساعدة املجتمع وليس من اجل استغالله واستغفاله تحت غطاء
.جمعيات رقمية ليس إال
توجيه البحث العلمي الجامعيـ في إطار التعليم العالي نحو القضايا الحقيقية التي يعيشهاـ املجتمع الباحثون 10
.كأولوية يمليها الواجب الوطني والضميرـ املنهي في آن معا
الخاتمة
مواجهة العنف في الوسط املدرسي ،مهمة يتحملها الجميع ليس من منطلق مساعدة املدرسة على بعض
من مهامها ،لكن من منطلق ان السلوك العنيف يتعاطاه الطفل مع أسرته منذ عامه األول .لذلك
فالعنف الذي نخشاه هو العنف الذي يمس الطفل وينتقل معه إلى سن الشباب فالكهولة ,لذلك ال يجب
أن نقرأه على انه شأن تربوي ولكنه شأن اجتماعي تساهم في ترسيخه كل مؤسسات املجتمع وعلى عاتقها
1
يقع عبء مواجهته وبمختلف الطرق والوسائل .فال مكان للمتفرج غير املعني ،فنار Pالعنف تحرق الجميع
كما نرى ونقرأ .وما مظاهره املتعددة في الوسط املدرسي وفي املالعب والشوارع وفي األسواق وداخل
.األسرة وفي دواليب السياسة ووسائل اإلعالم إال خير دليل على ذلك
1