Professional Documents
Culture Documents
القبيلة في موريتانيا
القبيلة في موريتانيا
وبالعودة إلى تاريخ القبيلة في موريتانيا قبل االستقالل ،نجد أن المجتمع الموريتاني ينقسم الى قسمين :عربي وإفريقي،
األول وهو خليط من امتزاج القبائل العربية التي هاجرت إلى بالد شنقيط من اليمن وصعيد مصر ..والبربر الذين هاجروا
اليها من من المغرب والجزائر حسب بعض الروايات التاريخية .اما القسم الثاني فهو األقلية اإلفريقية التي تتك ّون من
.قبائل نزحت إلى موريتانيا من الجنوب
وقد عاشت القبائل ال ُمش ّكلة للنسيج االجتماعي لموريتانيا حاليا ً فترة قاسية من الصراعات الدموية والغارات المتبادلة بين
بعضها بعضا ً قبل حكم االستعمار الفرنسي وأثناءه ،وكانت هذه الحروب تنشب بين هذه القبائل ج ّراء الصراع على النفوذ
ويتداعى لها كل أفراد القبيلة وحلفائها لحمل السالح ضد القبيلة األخرى ،وهذه الصراعات القبلية هي التي دفعت بعض
المشايخ في موريتانيا إلصدار فتاوى دينية تُجيز دخول المستعمر "لبسط األمن" في المناطق الموريتانية ،شريطة عدم
التدخل للناس في شؤونهم الدينية ،لذلك تُعتبر أجواء عدم االستقرار تلك من األسباب التي م ّهدت الفرنسيين لدخول البالدّ
رغم ما واجهوه من مقاومة ،لتقديم أنفسهم في صورة من يسعى إلى فرض األمن واالستقرار ،لكنهم لم يستطيعوا
إخضاع القبائل الموريتانية لسيطرتهم بشكل كامل ،وهذا ما يُشير له الدكتور محمد المختار بن سيدي محمد في كتابه" :
المجتمع والسلطة في موريتانيا" ،بقوله" :إن ساكنة هذه الربوع الصحراوية في أغلبهم ظلوا ،إلى عهد قريب ،أهل
نجعة ،وال عهد لهم بسلطان الدولة ،وليست لهم دراية ومراس بأمور الحكم المركزي وتقاليد السياسة وضوابط الوالء،ـ
وهذا ما جعل اإلدارة الفرنسية طوال النصف األول من القرن العشرين تجد صعوبة كبرى في السيطرة عليهم ،وتعتمد في
ذلك ،أحياناً ،على وسائط محلية من الرؤساء التقليديين مثالً ...ذلك أن أغلبية السكان ال ترى أنها معنية بشؤون الدولة
تحس بروابط ضرورية معها ،بل إن الدولة في نظرها ليست إال استنساخا ً باهتا ً لالستعمار ،ووسائلهّ المركزية ،وال
...".السلطوية المشؤومة
التوظيف السياسي للقبيلة كـ "ورقة انتخابية" جيش المسحة )على منطقة الترارزة من طرف قبائل
657 الشمال( ..................................................
حرب األقالل وتجكانت171 ......................................................................................
حصار الحنكيات )على إدوعيش من طرف المغافرة(199 ..........................................................
تات )لمحمد بن امحمد شين على أعمامه( 233 ....................................................... حصار الگْلَي ْ ْ
حصار تيشيت انگون َه )لمحمد بن امحمد شين على المثاليث(.................................................
301
حصار گنِّيوْ )األقالل حاصرهم مشظوف وأوالد الناصر وكنتة واشراتيت(.....................................
463
48 شرببه )بين وزايا الگبلة والمغافرة(..............................................................................
436 الصولة )صولة الترارزة علي أهل آدرار(.......................................................................
غزاة تاخمرت = تخمرت )بين أوالد علوش وعابدين الكنتي( 423 ................................................
غزوة البدل )بين أوالد الناصر وأوالد علوش(422 .................................................................
غزوة بودرص )بين المقاومة والجيش الفرنسي(670 ...............................................................
يوم آباخ )بين إدوعيش والترارزة(327 .............................................................................
يوم اتْخَابِيطَة )نغموشه ضد أهل مان ْ ْ
ت الله من أوالد غيالن(...................................................
549
651 يوم اتوَيْزغ َز ة )الرگيبات ضد أوالد غيالن والطرشان( .........................................................
ض ه )امحمد بن أحمد بن عيدة ضد أخويه عثمان وامحمد( .......................................... يوم اتْوَيْشَ َّ
485
386 يوم اتويمرات )بين أبكاك وإدوعيش( .........................................................................
يوم اتويميرت )لمشظوف وأهل سيدي محمود على إدوعيش وكنتة وأوالد
الناصر( 557 ...........................
يوم آجوير )بين أوالد الناصر وأوالد امبارك( 399 ..................................................................
يوم احسي العجول )بين إدوعيش وأوالد امبارك( 176 .............................................................
يوم إدبلگي )الشراتيت وأوالد الناصر على أبكاك(408 ............................................................
س ه )بين أوالد زيد وأوالد بوفائدة(126 ..................................................................... يوم آدر َ
ك وكنتة ضد اشراتيت وأهل سيدي محمود(......................................... يوم أدروم = أَعَالَّيْ )أبكا ْ
359
83 يوم إدريس )بين أوالد زيد وأوالد بوفائدة(......................................................................
569 يوم آرزاك )بين أوالد يحيى بن عثمان وإدوعيش( .............................................................
َ
ن )ألوالد الناصر على أوالد امبارك وبعض أوالد علوش(219 ............................................ يوم أ َرطَا ْ
آرقَ ان )بين إدوعيش وأوالد امبارك(318 .......................................................................يوم ْ
يوم أشلم )من أيام أهل بهدل من أوالد امبارك الداخلية(.......................................................
306
يوم آعراريظ )بين إدوالحاج «اهل ودان » وإدوعلي «أهل تجگجه
»)132............................................
304 يت )بين أوالد دمان وأوالد أحمد بن دمان(.......................................................... س ْيوم أغْب ِّ
م )بين أبناء العربية وأبناء الزناگية( 54 ...................................................................... يوم آفكَّا ْ
يوم آكراري = الديبيسة )بين إدوعيش ضد أوالد امبارك واليتامى( .............................................
168
يوم آكشتيم )بين كنتة وأوالد الناصر ضد الرعيان وإدوالحاج
يوم أكْنو )من أيام مشظوف الداخلي
يوم إكِيكَه )بين أوالد امبارك وإدوعيش
رغم بعض الجهود التي بذلتها بعض الحكومات السابقة ودعوات بعض المثقفين الموريتانيين للتقليص من دور القبيلة
وتوظيفها سياسياً ،حتى يتح ّو ل والء الفرد للدولة بدل القبيلة ويكون الشعور نحو االنتماء للكيان السياسي الوطني
الجامع ،ليكفل له حقوقه كاملة في كنف المواطنة والعدالة والمساواة ،إال أنه ما زال للقبائل الموريتانية -وخصوصا ً تلك
التي لها وزن ديمغرافي معتبر -حضور غير معلن في الساحة الموريتانية ،يسعي للتأثير والضغط السياسي على صناع
القرار النتزاع بعض المكاسب ،وهو ما يعتبره الدكتور ديدي ولد السالك أستاذ العلوم السياسية بجامعة نواكشوط مج ّرد
نوع من التوظيف السياسي يسعى من خالله بعض وجهاء القبائل أو بعض االنتهازيين وحتى الدولة نفسها إلحياء العامل
القبلي ،ومحاولة استغالل القوة االنتخابية للقبيلة وحشد أكبر كم من أصواتها للمساومة به في المواسم االنتخابية ،مع
استبعاد األستاذ ولد السالك ألن يكون للقبيلة ككيان حتى اآلن أي تأثير يذكر في القضايا السياسية بموريتانيا ،وإنما
تنحصر أدوارها في قضايا اجتماعية كالتكافل االجتماعي والتواصل بين أفرادها ،ليخلص في حديث لـ "الراية" حول هذا
الموضوع الى انه مع بدية قيام الدولة الموريتانية حاولت الحكومات التي أتت بعد االستقالل أن تحد من السطوة
السياسية للقبيلة لصالح تشكل الدولة المركزية الوليدة ،وتراجع العامل القبلي في العالقات العامة حتى بداية عهد التعددية
الحزبية قبل عقدين لتظهر معه أساليب جديدة للتوظيف السياسي للقبيلة من طرف الفاعلين السياسيين وبتشجيع من
السلطة المركزية أحيانا ،وحسب رأي ولد السالك فإن العامل األهم في التأثير السياسي بموريتانيا لم يعد العامل القبلي
بالدرجة األولي وإنما عامل نفوذ السلطة والمال ،وان كانت هناك أسر قبلية سبق وان قربها المستعمر وارتبطت به
وأورثها السلطة والنفوذ عند رحيله ،هي نفسها التي ما زالت لها بعض السيطرة السياسية واالجتماعية علي بعض أفراد
.القبائل المنتمية إليها
تكتسب الكيانات القبيلة في موريتانيا أهميتها لدى األفراد من خالل اضطالعها بأدوار مه ّمة في حياتهم االجتماعية
والسياسية كالتكافل االجتماعي ،وإصالح ذات البين ،كما غدت القبيلة في نظر الكثيرين سلما للتعيين في الوظائف
.الحكومية والوصول إلي المناصب االنتخابية حسب تأثيرها الروحي أو االجتماعي وقوتها الديموغرافية
وغالبا ً ما يسعى الرؤساء الذين حكموا موريتانيا الي إيجاد نوع من التمثيل للقبائل ذات الكثافة العددية في حكوماتهم حتى
يضمنوا والءها ،فخالل الحقب األخيرة أصبحت توزع الحقائب الوزارية حسب والء القبيلة لحزب الرئيس ،كما تراعي
األحزاب السياسية في اختيار مرشحيها معيار العمق القبلي للمرشح لكي تضمن الفوز على منافسيها في المناصب
.االنتخابية
وتنشأ الجماعات السياسية في موريتانيا على قاعدة االنتماء القبلي والتحالف القبلي ..كما يرى الكاتب األردني -
:الفلسطيني إبراهيم عالء الدين في بحثه" :الديمقراطية وصراع القبائل في موريتانيا" حيث يقول
تلعب قيم القبيلة الدور الرئيسي في السلوك السياسي في موريتانيا ،فاالنحياز أوال وقبل كل شيء هو البن العم وابن "
القبيلة ..ولذلك نشأت الجماعات السياسية على قاعدة االنتماء القبلي والتحالف القبلي ،ورغم الجهود الكبرى التي يبذلها
بعض المثقفين من الليبراليين والعلمانيين ،إال أن دورهم هامشي وغير مؤثر في العالقات السياسية واالجتماعية
.والثقافية
ومن يركب دبابته فجر أحد األيام ويُسيطر على قصر الرئاسة ومقر اإلذاعة ال بد له أن يكون جزءاً من تحالف قبلي ...
يدعمه ويُؤازره ،وإذا شعرت قبيلة او مجموعة من القبائل بأن الرئيس تخلى عنها أو ق ّزم دورها أو حجب عنها بعض
".االمتيازات فإنها تنقلب عليه وتتحالف مع غيره
يُنادي بعض الموريتانيين بضرورة محاربة القبيلة لتعارضها مع أسس الدولة الحديثة واعتبرها بعض المثقفين من
المعوقات األساسية لالنتقال الديمقراطي في موريتانيا ،واعتبرها الباحث واألستاذ الجامعي الموريتاني د .محمدو ولد
محمد المختار ،أحد التحدّيات المعقدة التي تُواجه مستقبل التحول الديمقراطي بالبلد ،ألنها ترتبط بالتركيبة المجتمعية
للمجتمع الموريتاني ككل ،فهذا المجتمع كما يقول ولد محمد المختار في لقاء مع "[" ،باإلضافة إلى كونه مجتمعا ً إثنياً،
فإنه ال يزال يعيش في ظل تنظيمات ما قبل الدولة من عشائرية وقبلية وجهوية ،وهي تكوينات ال شك أنها تُمثل تحديا ً
حقيقيا ً في وجه االنتقال الديمقراطي في موريتانيا ،بل إنها ربّما تُمثل تناقضا ً صارخا ً مع جوهر فكر ما بعد قيام الدولة
الوطنية نفسها .هذا الفكر الذي يفترض أن الدولة بمفهومها الحديث يجب أن تقوم أول ما تقوم على مبدأ المواطنة
الفردية ،وعلى ذلك فالدولة التي ال يتمتع فيها الفرد المواطن بكل حقوقه بصرف النظر عن لونه أو جنسه أو عرقه،
.ودون اعتماد في ذلك على عشيرة أو قبيلة ،ال يُمكن أن تع ّد دولة ديمقراطية والعكس صحيح كذلك
ويضيف الدكتور محمدو :إن مع ّو ق االنتقال الديمقراطي المرتبط بالبنية القبلية للمجتمع ،يتمثل في عجز المتشبثين بهذه
البنية عن االنصهار الكامل في بنيات الدولة الوطنية ،ومن ث ّم في المعطيات الحديثة لما يُمكن تسميته بمجتمع الدولة
وليس مجتمع ما قبل الدولة .إن هذا العجز يجعل الوالء لتعددية مجتمع ما قبل الدولة يطغى على الوالء لمفهوم التعددية
السياسية في ظل الدولة ،وبذلك تنتفي أية فائدة مرجوة من إنشاء األحزاب وغيرها من هيئات المجمع المدني ،ألن والء
الناخب لن يكون لحزب من األحزاب أو لبرنامج من البرامج ،وإنما لهذا الشخص أو ذلك ،نظراً لكونه ابنا ً لمجموعة
عرقية معينة أو لقبيلة أو جهة من الجهات ،وهكذا يضيع الوالء العام للدولة ومن ث ّم للمصلحة العامة التي تمثلها ،أمام
.المصلحة الضيقة لهذا الشخص أو ذاك أو لهذه القبيلة أو تلك
والحقيقة أن النظم المتعاقبة في موريتانيا ساهمت كثيراً أو قليالً على تفاوت بينها في ذلك في ترسيخ وتعميق ثنائية
الوالء بين الدولة والمجموعة القبلية .ولع ّل التوظيف السياسي لهذا المك ّون بلغ ذروته في نهايات القرن الماضي وبدايات
القرن الحالي ،حين اعتمد نظام ولد الطايع على مبدأ مراعاة التوازنات القبلية في تشكيل الحكومات المتعاقبة ،وكذلك على
الصندوق االنتخابي القبلي للبقاء في الحكم ،فعمد إلى منح العديد من شيوخ القبائل بعض االمتيازات كرخص صيد
األعماق وتعيين أبنائهم بصرف النظر عن الكفاءة في مناصب حساسة ،ناهيك عن تغييب معيار الكفاءة في التوظيف ،ما
.جعل المثقف يستجدي شيخ القبيلة األمي في الحصول على هذا الحق