Professional Documents
Culture Documents
اشو واسماء الله
اشو واسماء الله
اشو واسماء الله
كل معاني األديان تتفتح :الرب والرب فقط هو الموجود " ويرى أوشو في هذا الكتاب أن هذه الجملة التوحيدية ال إله إال هللا تجعل الرب
مرادف للوجود ذاته ؛ فالرب هو الكائن بحق ،والخالق غير منفصل عن خلقه ،الخالق هو الخلق ،ال وجود للثنائية أو للمسافة Aفأيا كان
الطريق الذي تسلكه فستمر بالرب " ويرى أن كل المخلوقات من شجر ونهر وجبال ما هي إال مظاهر هلل ...وكأننا نستمع لهمسات
الرومي في شعره ،أو لصرخات الحالج العذبة والمعذبة على صليبه ،ويرى أوشو أن هذا االعتقاد سوف يغير طريقة حياتك بشكل
كامل فالصوفية كما يرى أوشو ال يهتمون بالمعرفة ولكن بالحب الحاد والجارف فالصوفية تعلمك كيف تقع في عشق الكون وكيف تتناغم
معه وكيف تبني جسرا تصل به بين الخالق والمخلوق ؟ ويربط بين هذا االتحاد والعشق ،وبين االنفصال والزهد ؛ فعندما تعتقد أن
الخالق منفصل عن خلقه إذا فهذا الخلق يتعوره النقصان ،وتتخلله المثالب ،ويتوجب عليك حينئذ الزهد في كل ما خلق الخالق على
عكس التصوف واالتحاد الصوفي الذي يتخذ من العشق طريقا ،ويستشهد بابن الرومي حين قال ":إذا أنت لست واحدا مع حبيبك الذي
تسعى إليه ! وإن كنت متحدا فيه ،ابتهج ! " فالمحبة والعشق هما سبيل الصوفي إلى االتحاد وليست المعرفة التي تفصلك عن الشيء الذي
تفكر فيه وتحلله وتقلبه من جميع جوانبه ...هذا هو أوشو الذي ألف الكتب والمجلدات عن التصوف العربي واإلسالمي وأعلن في أكثر
من مقام أنه صوفي العصر الجديد ...تأثر أوشو بالصوفية حتى في طريقة تعبيره عن فكرته ولكنه هنا يجمع بين أصالة الحالة الصوفية
.وجدة التعبير عنها وعصرية التفكير فيها
أوشو مولود في الهند 11/12/1930ألسرة فقيرة لم تستطع أن تعلمه فدفعت به إلى جده وجدته التي تعلم منها كثيرا وتأثر بها ،درس
الفلسفة وعلم النفس وتعمق في ديانات كثيرة وتأثر بالنزعات الصوفية في العالم قدم في محاضراته وكتاباته طرحا روحيا يجمع بين علم
نفس األعماق والتدين الصوفي وضعته نيويورك تايم من بين مائة شخصية الذين شكلوا عقلية القرن العشرين اغتيل على يد المخابرات
المركزية األمريكية في 19يناير عام 1990
.............................................................................
في كتاب " تسعة وتسعون اسما لالشيء " والالشيء هنا ال يعني العدم ولكنه يعني به للكينونة التي تتسامى عن كونها شيئا أو عدما ،
حضورا أو غيابا حيث يحمل عنوان الكتاب مفارقته معه فهذه األسماء Aكلها لالشيء ،فوجود األسماء يفترض منها أن تعزز شيئا ولكنها
أسماء للمجهول األسمى ،العارف الذي ال يعرف ،هذا هو معنى الالشيء كثيرون كتبوا في تراثنا اإلسالمي عن أسماء هللا الحسنى
وأشهرها كتاب الغزالي " أسماء Aهللا الحسنى " وخواطر ابن عربي في الفتوحات المكية وغيرها ،ولكن ما يميز أوشو عن هؤالء أنه
يستعمل لغة هي بحق تستحق أن تقال عنها صوفية فهو يستعرض اسما اسما وتشعر وهو يسبح في سبحات االسم أنه تحول إلى مطلق إلى
نور وكأن الذات اإللهية في هذا االسم وكأن كل صفة تتحول إلى الصفة وكل اسم تصبح االسم األعظم هلل حتى تنتقل إلى االسم اآلخر
فتشعر بعظمة المطلق في هذا االسم واستدعائاته وأوشو يستخدم لغة فريدة تجمع بين شعرية األسلوب ودقة التعبير ،تجده شاعرا يرصف
الجملة الموسيقية ثم يتحول إلى محاضر يسرد الحجج المنطقية والخلفيات العلمية ثم إلى عالم نفس فأوشو ال تعنيه األفكار قدر ما يعنيه
اإلنسان ولقد اعترف في أحد محاضراته أنه يكذب – وقال أن كل األولياء والبوذيين يكذبون – ولكنه ليس الكذب المضاد للحقيقة الواقعية
ولكنها الكذبة البيضاء فحال األولياء يصعب شرحه وفهمه لمن هم دونهم لذا فهم يتحدثون مع الناس بأفكار ورؤى تتناسب ومستوى
تحققهم في عالم الحقائق الروحية ونعرض لكم في السطور القادمة ترجمة لبعض أسماء هللا الحسنى الواردة في الكتاب
الخبير :إنه اسم صوفي اسم من أسماء هللا وهو يعني حرفيا الذات التي ترى ،الكل ،الذات المدركة ترى العالمين بالرغم من كونها
محتجبة في ذواتنا أجمعين ..الشاهدة .مانراه إما أن يكون حقا أو باطال وما تراه تلك الذات فهي حق دائما ،في الليل ترى الحلم في
الصباح تكتشف أنه باطل وليس حقا ،ولكن الشخص الذي يرى واحد هو أنت ...أنت من يرى الواقع بالنهار ومن يرى األحالم بالليل؛
فأنت ترى الحبل في الظالم وتظنه أفعى عندما تقترب أكثر وتكتشف خطؤك ،ولكن العارف الذي بداخلك ال يخطيء أبدا حتى لو أصابت
عقلك لوثة؛ فالعارف بداخلك حقي وحقيقي وال يرى الحق إال الحق وال تعرف الحقيقة إال ذاتها ،فكلمة الخبير تعني الذات العارفة الشاهدة
بداخلك ؛ فالصوفية لها أسماء جميلة هلل ويبلغ مجموعها 99اسما وقد يتساءل البعض لماذا 99؟ لماذا ال تكون مائة ؟ الرقم يبدو وكأنه
ناقص والسبب يجل عن المالحظة بالتأكيد فاالسم المائة موجود ولكنه صامت وهو اسم هللا الحق الذي ال يمكن أن تحصره شفة أو يلفظه
لسان؛ فالطاو الذي تلوكه األلسنة ليس الطاو الحق واسم هللا الذي يمكن لأللسنة أن تتلهج به ليس اسمه الحق ألن كلمة " اإلله " تزيف
حقيقته؛ لذا فاالسم المائة هلل هو االسم الحق فالهندوس أيضا يعتقدون أن ساتنام هو اسم اإلله الحق ولكني أجيبهم بأن اسم هللا الحق ال يمكن
أن ينطق ألنه عندما ينطق يفقد جماله فاسم هللا الحق يظل هادئا مطمئنا في سويداء سويداء القلوب ،وستظل التسع والتسعين اسما ناطقة
متحركة لتساعد الناس لبلوغ المائة الساكنة والمطمئنة؛ فاالسم المائة هو تقريبا الفناء الذي تصفه البوذية بـ " النيرفانا " الالشيئية لذا أسمي
التسع والتسعين اسما بأسماء الفناء أحد هذه األسماء الخبير إذا تعمقت في هذه الفكرة ستصبح عارفا أكثر فأكثر وتغير طبيعتك من الناظر
إلى العارف .انظر إلى الشجرة وتذكر ذاتك التي ترى الشجرة ،كل وتذكر وأنت تأكل ذاتك التي تأكل ،امشي وتذكر وأنت تتمشى ذاتك
التي تتمشى ،ال تركز على الخارج ركز على الداخل ،وشيئا فشيئا سيتضح لك من الذي يرى واقعنا الحقي وذاتنا الحقيقية … .إنه الحق
الخبير
اللطيف :اللطيف يعني الذي يدق عن المالحظة ،ويشف عن الرؤيا ،ويلطف عن الفهم ،هللا رقيق جدا ،وعميق جدا ،ال تبحث عنه
بطرق مباشرة ،وواضحة فاإلنسان يجب أن يطرق طرقا غير مباشرة ،طرقا جمالية ،شعرية ،وجدانية .اإلنسان ينبغي أن يتعلم ماهية
اإليمان ،اإلنسان ينبغي أن يتعلم ماهية الذوبان ،ماهية أن يتماهى مع األشياء ثم تنفحه يوما النفحة اإللهية ،فجأة ،ومن الالمكان يتجلى
هللا ....هللا ال يظهر كشخص يقف أمامك تنظر إليه وينظر إليك ولكنه يتجلى كحضور عميق فيك عمق كينونتك ووجودك
الجالل ( :يقصد ذو الجالل ) اسم آخر من أسماء هللا فكل ماهو جميل في الوجود ،كل ما هو جليل وفخيم ،جزء من الذات اإللهية
فعندما ترى الجمال فثم المقدس ،وحيثما تراه فانحني له خاشعا Aمتخشعا Aفما الجمال إال بيانا ربانيا ،قد تراه في زهرة على األرض ،وقد
تراه في وجه بشري أمامك ،وقد تراه في نجمة تسكن السماء أينما ترى فلن ترى إال الحضور الجليل ،اجعل ذلك تأملك واعتقادك
وسوف تفاجأ بالجمال الذي تدركه وتندهش بدنوك من هللا ،وسوف ترى كثيرا من الجالل والعظمة تتخفى في كل مرأى
الحسيب :وهي تعني الذات التي ترضي رضا كافيا A؛ فبدون هللا ال يمكن ألي إنسان أن يشعر بالرضا ،قد يبحث اإلنسان عن أشياء كثيرة
ترضيه في هذه الحياة ولكن ال شيء يرضيه ،والرضا الذي تناله من غيره وهم وباطل ،فالرضا ليس ذلك اإلحساس Aالذي يزورك ثم
يغادرك ،الرضا مقام مقيم وليس حال يتحول ،الرغبة مثال تعطيك رضا مؤقت ،عابر ،زائل ومثل الرغبة مثل الندى تسيل قطراته من
السماء Aعلى أوراق العشب ثم تسقط وأنت ال تستطيع رؤيتها بشكل دقيق ،ألنها دقيقة جدا وهكذا تكون الرغبة وللحظة واحدة يشعر المرء
بتحسن ولكن انتبه للحظة واحدة ثم مرة أحرى وأخرى تعود الفوضى لحياتك وتستأنف رحلتها الكلية معك ،بينما تختفي رغبة في داخلك
يخلفها عشرة رغبات إنها ال نهائية ال يسطع أحد على إيقافها إال هللا ،يد هللا هي اليد للعجلة التي تتحرك ،حينما يشعر اإلنسان باهلل لن
يرعش لرغباته ،وحينما يحيا باهلل لن يعيش في اللهو ،وحينما تحتفي روحه باهلل ستختفي الرغبات في نفسه ،هللا هو الرضا المطلق
" واألبدي هللا هو حسيب اإلنسان وليس لإلنسان شيء حسيبه ،يكفيه ويرضيه ويغنيه عن غيره إال هللا وهذا هو معنى " الحسيب
كل شيء يعطي لإلنسان وعدا بالرضا واإلشباع ولكنه وعد باطل ،مثل المال كان يظن اإلنسان أنه لو امتلك المال لكان راضيا واآلن
أصبح الناس أغنى وأغنى ولكن السعادة لم تلوح لهم بعد ،السعادة غالبا تشبه األفق ،عصية المنال ،الصداقات شيء آخر تعطي للناس
آمال باطلة وهي " الصداقة " توحي لإلنسان بأن كل شيء على مايرام اآلن وأنه سوف يعيش في سعادة إلى األبد ولم يحدث ذلك .ولكن
الشيء من هذه الوعود الباطلة تستحال إلى حق باهلل وفي هللا وهلل .لذا إن أرضاك شيء بشكل كامل ومطلق ولألبد فهذا الشيء هو
الرب .فالرب هو مجرد اسم لهذا الشيء الذي يغدو حسيبك
الهادي :الهادي هو اسم صوفي من أسماء Aهللا ويعني :الهداية لكل هادي تأتي من الرب ،والهداية تطرق بابنا دائما ولكنا نحتاج أن
نرهف أسماعنا ،إنها ال تزال صوتا هامسا رقيقا في الفؤاد ،إن كان عقلك مكتظ بالضجيج فلن تستطيع سماعا ،عندما يكون العقل ساكنا
فستسمع لهذا الصوت الذي ال يزال هامسا ،وتستمع
إنها ليست مسألة اختيار ،أن تفعل أو ال تفعل ،إنها قدرة العين أن ترى ،واألذن أن تسمع ،والقلب أن يعقل ،ولكن عقلك منزعج
.بضجيج األفكار وكأنه شوارع مرور مزدحم بأفكار كثيرة صتدر أبواقا وضجيجا
الهداية ليست خارجك إنها بالداخل ،في أعمق أعماقك ،الهداية عميقة عمق كينونتك ووجودك فتعمق فيك لتكن وتوجد ،وحينما تجد
الهداية وتعثر على هللا ،عندما تتحصل على الهداية الداخلية فليس ثمة أخطاء وال ندم وال توبة ،فاألمر ال يتعلق بأن تفعل الخير ،
وتتجنب الشر ،تحل الحالل وتحرم الحرام ، ،أيا كان ما تفعله فهو خير إنها أيضا ليست مسألة أخالق ،فعندما تكون كينونتك طيبة فلن
تفعل إال طيبا ،فعندما Aتتخلص روحك من العقل ونيره ستمشي على األرض حرا وخفيفا كالنسمة Aمستنيرا بنور الهداية نور هللا ،وعندما
.تسير في األرض خفيفا ومستنيرا ستصبح الحياة ضحكا وحبا وفرحا
وحتى تجد الهداية في داخلك ال بد لك من ولي – سيد – عندما تجد الهداية فاعرف أنك وجدت الولي فالولي ببساطة يقول ما يقوله قلبك
كلمات نابعة عن كينونتك الحقة ولكن لم تسمع ،فأنت عندما تجد الهداية ستجد الولي في قلبك فالولي موجود ليقول لك شيئا أنت ال تسمعه
من قلبك ألننا أحيانا نستمع بيسر من العالم الخارجي أفضل مما يأتي من العالم الداخلي ؛ فالولي في الخارج يجسد الهداية في الداخل ؛ لذا
الهداية التي في الداخل والولي الذي في الخارج ليسوا ظاهرتين إنها ظاهرة واحدة تتحدث بلغة واحدة فاستسالمك Aللولي هو هو استسالمك
للهداية التي في داخلك فالولي كل ما يفعله هو أنه يجعل الصوت الذي في داخلك واضح وهو مثل المرآة يعكسك ويوضح أشياء غامضة
بالنسبة لك هذا كل ما يقوم به هو يقول لك بصوت عال ومسموع ما يقوله لك قلبك بصوت غامض ومهموس ،هو يضخم الصوت الذي
.ال يزال يهمس في قلبك
الرب دائما موجود ويعتني بك أيا كانت احتياجاتك ،فيجب علينا أال نقلق حول شؤوننا فليس ثمة شيء يدعو إلى القلق ،عندما يظهر هذا
.اليقين منك ستصبح الحياة بهجة
.الحياة ال تتخذها عدوا ،إنها أمك وأبوك أنت جزء منها إنها ستستمر بتقديم الطعام والشراب لك وستعتني بك
لفهم هذا المعنى عليك باالسترخاء فهؤالء الذين ال يقدرون على االسترخاء هؤالء المتوترون الذين يعتنون بأنفسهم ثم تظهر ألف مشكلةA
ومشكلة يواجهونها بأنفسهم ويخططون للمستقبل وذلك ما يجعلهم قلقين بشأنه ،والتخطيط للسمتقبل يفقدهم الحاضر ،لذا تصبح حياتهم
كلها مجرد تخطيط للحياة بدون أن يحيوها ،وهذا الكالم ينطبق على الماضي أيضا فإنهم ارتكبوا آالف األخطاء كان بإمكانهم Aتجنبها
ويقولون دائما " آه لو لم أفعل ذلك " وبين الماضي والمستقبل يحدث هذا الصدام ،فالحاضر محاصر بين حجرين كبيرين يكادان يطبقان
.عليه الماضي والمستقبل
عندما تفهم أن هللا هو الذي يرزق ستشرق الحرية العظيمة في قلبك ،ليس هناك سوى الحاضر فال وجود للماضي وال وجود للمستقبل ،
تستطيع أن تعيش للحد األقصى من الحياة حتى تصبح الحياة في نظرك ليست القدرة على التحمل ولكن االستمتاع والبهجة وهذا المعنى
" هو معنى " الهادي
المجيد :هذا االسم يعني من له المجد وهذه تعلو الحكمة بدرجة ،ألن الحكمة البشرية تغدو مؤذية جدا ،فهي تشعرك باألنانية ال بد لك
من االستسالم تحت أقدام هللا كلي المجد وكلي الحكمة ،على اإلنسان أن يكون أحمقا في عيني هللا ،فمن هذه اللحظة التي تفكر فيها باهلل
.كحكيم وفي نفسك كأحمق ،سيكسبك هذا الحكمة الحقيقية
...أن تكون أحمق أمام هللا هو أن تكون حكيما .مبارك هؤالء الجهلة ألنهم سيعرفون
إنه شيء ينبغي أن نتقبله بمحبة كبيرة ،إنه شيء ليس بسيء ،أو شرير إنه طاقة تأمل تحاول اختراق المستويات العليا في روحك
وتصيب العين الثالثة المركزية ،وهذا ما يفسر وجود األلم ،وقد يأتي الفرج في أي يوم وقبل أن يأتي ذلك اليوم ستستمر الطاقة بطرق
الباب ،وال يملك أحد أن يعرف في أي وقت سيفتح الباب ربما في اليوم الثاني أو اليوم الثالث أو الرابع وفي أي طرقة سيفتح ،ولكنها
قريبة جدا باستمرار الطرق ،وقبل أن يفتح الباب ستبلغ معاناتك أقصاها ،ولكن ال تقلق بشأن تلك المعاناة وال تأخذ أي أدوية لذلك فقط
.استمتع بمعاناتك ،إنها أعظم من أن تطاق فال تعالجها ،خذ دوشا لالستحمام وال تأخذ أدوية ألنها ستعيقك
يحب عليك أن تسترخي في ذلك وال يشغلك شيء ،إنه جيد تماما ،أنت على الصراط المستقيم ،فلكي تصبح أكثر أنوثة ورقة وحساسية
لتسمح بحدوث ذلك فيك ولكن األنا تحاول أن تخلق المشاكل حتى تحول دون حدوث ذلك ،سيقول لك أناك " :كن قويا ،وشديدا " ال
تستمر في تلك الرحلة الذكورية الشوفينية ،تناسى ذلك واسترخ ،فكل ما يعن لك بشكل طبيعي جميل ورائع ،ال بد أن تستوعب تلك
.األنوثة
ما تعتقد أنه ضعف ليس ضعفا إنه رقة ونعومة ولكن األنا الخاص بك هو الذي يصنفها ويقيمها على أنها " ضعف " وهذا هو السبب الذي
.جعل األنثى منذ فجر العصور وهي تنظر لنفسها على أنها الجنس األضعف وهذا ليس حقيقيا إنه وهم
المرأة هي الجنس األقوى ولكنها حساسة Aهذه هي الحقيقة التي تثبتها اآلن الدراسات البيولوجية فالنساء Aتعيش أكثر من الرجل بخمس
سنوات هذا ما أثبتته الدراسات Aمعدل عمر المرأة أكثر من الرجل بخمس سنوات ،والرجال الذين ينتحرون ضعف عدد النساء Aالتي تقدم
على االنتحار ،والرجال الذين يتعرضون لألمراض ضعف عدد النساء الالتي تتعرض لألمراض؛ فالنساء أكثر مقاومة لألمراض من
الرجال ،المرأة قادرة على تحمل األلم لمدة أطول من الرجال ،تأمل في مسألة والدة األطفال ،ووجودهم في الرحم لتسعة شهور ،ثم
سنوات أخرى تتحمل شقاء الطفل وإزعاجه ،المرأة والمرأة فقط هي من لديها القدرة على تحمل ذلك دائما ؛ فهي لديها قوة من نوع
مختلف إن قوتها ليست قوة عضالت فهناك قوة تختلف عن تلك التي تصنعها العضالت إنها القوة التي تجعلك تقاوم المرض والموت
وتجعلك قادرا على تحمل األلم قادرا على الحياة رغم كل تلك األشياء التي تواجه الحياة ،القدرة أن تكون عاقال بالرغم من الالعقالنية
.التي يمتليء بها العالم
.أسقط تلك الكلمة " ضعيف " واستبدلها بالرقة ،واألنوثة واسمح لها بأن تدخل فيك وتتغلغل إنها جميلة
الحليم :اسم صوفي هلل ومعناه الشخص الذي يسامح كل ما سلف ،حتى لو كان ما ارتكبته ضده؛ فهو ليس ضدك ،حتى لو أنك أنكرته
هو لن ينكرك ،إذا ضللت فهو يعرف أنك سترجع إلى الصواب ثقته فيك مطلقة إن فهم أحدنا هذا ،أن هللا وهبنا الحرية ،الحرية كاملة لنا
جميعا ،حرية أن ننكره أو نفعل أي شيء ضده إن فهمنا ذلك ستظهر رؤية جديدة هلل ،هللا هو الحرية .فكرة أن هللا كما لو أنه شكل من
أشكال الديكتاتور هي فكرة زائفة ،فكرة أن هللا يريد من كل شخص أن يطيعه هو جنون مطلق ،فالطاعة التي تأتي من سلطة خارجك
هي ليست طاعة حقيقية ،إنها ستكون عبودية ،ولكن ثمة نوع آخر من الطاعة تطوعية ،إنه اختيارك أنت تختاره األمر مردود إليك
.يمكنك أن تطيع أو ال تطيع ...وهذا هو معنى اسمه " الحليم " هللا يحبك كثيرا حتى لو لم تكن تحبه فهو يحبك محبة غير مشروطة
العظيم :اسم صوفي آخر وهو يعني العظيم ،كل من هو موجود عظيم ،ال يوجد شيء قليل الشأن في الوجود ،حتى لو استصغرته ألن
كل موجود جزء من الكون الالنهائي ،فالجزيء ما كان له أن يوجد بدون الكون الكلي والعكس صحيح أيضا ،الكون الكلي ما كان له أن
يوجد بدون الجزيء فالكل ما له أن يكون كال إال بالجزيء ،بدونه شيء ما مفقود ،سيكون فراغا ،لذا أقول حتى أصغر وريقة عشب
أخضر ليست بأقل عظمة من الشمس ،إن كنت من الناس الذين يبحثون عن العظمة ،فستجدها في أي مكان ،لن تجد مكانا يخلو من
العظمة ،وهذه إحدى اللمحات Aالمبصرة في الفيزياء الحديثة أنهم يبحثون في صغائر األشياء ،وحصلوا فيها على مصدر الطاقة وهم
يبحثون في الذرة اكتشفوا الطاقة الذرية ،الصغير هو الذي يظهر ولكنه فقط مظهر وشكل ويحتوي العظيم وأنت ال تستطيع اكتشاف
العظيم مباشرة أينما تبحث فثم الصغير ،فالشيء الصغير هو طريقة تعبير العظيم عن ذاته ،أنت ال تستطيع أن ترى المحيط أنت ترى
هذه ألمواج فقط أو تلك ،األمواج فقط هي التي تظهر ويظل المحيط مخفيا ،المحيط ال يرى ولكنه يعقل بالمنطق ألن الموج أنى له أن
يوجد بدون المحيط ؛ لهذا نحن ال نرى سوى األشياء الصغيرة :الرجل ،المرأة ،الشجر ،الجبل ،ذرات الغبار ،قطرت المطر ،ولكن
كل هذه مجرد أشكال ظاهرية إن اخترقتها عميقا ستصبح أبوابا – أبوابا لألبدية التي تسمى " العظيم " انظر عميقا في هذه األشياء أو في
.غيرها في النهاية سوف تجده
الحفيظ :هللا هو الذي يحفظ ،ونحن الزلنا نحيا في القلق مع أنه غير ضروري ،قلقنا عقيم ألنه لن يحدث إال ما حدث ،فليس طريق
...لتجنبه ،وليست طريقة لتفاديه ،والشيء آخر علينا فعله
هللا هو الحافظ ،إن فهمنا ذلك فلن نقلق حول أمننا وأماننا ،وأي شيء سيحدث سيكون كما ينبغي أن يكون شيئا طيبا ألنه من هللا .أحيانا
يتساءل العقل " كيف يكون جيدا ؟ أنت تعاني كثيرا ،وتتألم كثيرا ،وتتعذب فكيف يكون جميال ؟ كيف يكون طيبا ؟ " ولكن أحيانا تكون
المعاناة ضرورية وطيبة في ذات الوقت ألن الناس تنضج من المعاناة ،أحيانا يصبح األلم نعمة ألنه يشكل تحديا لك واأللم يعطي لإلنسان
التكامل واإلنسجام الذي يحتاجه ،وأحيانا تتستحثك الشدة على الصالة ،لذا ليست كل النعم نعم ،وليست كل المصائب مصائب ،ولكن
بالنسبة للمؤمن فأمره كله خير ،فهو يستقبل المصيبة استقبال الشاكر وبنفس الشعور يتلقى النعم ،فهو ال يقول " :هذا ما ينبغي أن يحدث
وذلك ال ينبغي " إنه يترك نفسه تماما ببساطة يصبح تقبليا وهذا االستسالم والتقبل هو الذي سيحوله ،هذا التقبل هو اليقين ،ولذا ومنذ
هذه اللحظة ال تقلق بشأن نفسك ،ومنذ اآلن ال تحمل أثقالك على كتفك ،الرب سيتكفل لك بحملك وبشكل كامل ،هل يوجد عالم أكثر
! كماال من ذلك ؟
وهذا ما أسميه الوعي الديني البريء والصافي وراء األديان جميعها واليقين العظيم في الوجود الذي أراه بمثابة أم لنا جميعا ،وما نحن
.إال جزءا منها ،ذريتها ،كيف تعادينا ؟ وعندما يصبح الوجود أما إذا فالحياة بركة ،حتى الموت أيضا بركة
...........................................................................................................................
الواجد اسم صوفي هلل ،ومعناه الذات التي ال تحتاج ،الذات المتحققة ،المكتفية
االكتفاء هو اسم آخر للرب ،حضور هللا الغني يعني وجود العبد الفقير .الذوبان في هللا هو االختفاء من عالم االحتياجات ،حتى نصبح
أغنياء بخير وعافية ،ثم أي شيء يأتي بعدها نعمة ،الحياة نعمة ،الموت أيضا ،حينها ال فرق بين النجاح والفشل؛ فالخيار نفسه لم يعد
.موجودا
أسماء هللا الصوفية مهمة بشكل كبير ،إنها ليست أسماء Aخاصة باهلل ،ولكنها ذات مغزى كبير للباحثين ،للسائرين في الطريق إلى هللا ،إنها
.عالمات ،سهام Aموجهة باتجاه الهدف المطلق
هللا هو الذات التي ال تحتاج ...كلما كان احتياجك أقل ،كلما كنت أقرب إلى هللا ،في اللحظات التي ال حاجة لك فيها لن يوجد بينك وبين هللا
حجاب ،هناك لحظات مفاجئة ال تحتاج فيها ألي شيء ،مثل إحدى الصباحات تجلس بصمت وتشاهد شروق الشمس ،حيث ال احتياج ،ال
رغبة ،ال فكرة ،ال اعتقاد ،العقل فارغ ،نظيف ،صافي ،شروق الشمس Aجميل للغاية ،متسامح للغاية ،ثمة شيء أمسكت Aبه في تلك الشبكة
.الخاصة من الجمال
في تلك اللحظة يتوقف الزمان ،وال يستطيع اإلنسان أن يتخيل األشياء بشكل أفضل من هذا ،إنها لحظة الواجد ،اللحظة التي تكون فيها
.قاب قوسين أو أدنى من هللا ،في تلك اللحظة ...لماذا؟ ألن الرغبات اختفت
أحيانا تأتي تلك اللحظات بنفسها A،ولكن إذا سعيت ستأتي ،إذا انتظرتها ستكون أكثر قدرة على إدراكها ،إذا أنت تعلقت بها ،لن تبتعد تلك
.اللحظات المقدسة كثيرا عن حياتك العادية ،إذا طلبتها بخشوع وتودد ستكون "ممكنة" أكثر فأكثر
الصمد اسم هللا ،ويعني الذات التي تلجأ إليها في المصاعب ،اإلنسان يتذكر هللا فقط عندما يقع في المشكلة ،عندما يكون هناك ألم ،معاناة،
عنت ،عندما يصبح أحدنا واعيا بهشاشة Aالحياة ،عندما يرى أحدنا ما هو عابر في كل ذلك ،عندما يصبح مدركا أن الموت أقرب إليه من
.حبل الوريد في كل لحظة ،حينها فقط يتجه شطر الرب
المعاناة لها هدف ،وذلك الهدف يذكرك بالرب ،وتلك هي الطريقة لتتخلص من المعاناة ،ألنك إذا وجهت وجهك شطر ربك ستتسامى عن
المعاناة ،عندما نكون سعداء واألشياء تسير على مايرام ،من يزعج نفسه باهلل؟ يمكن أن نتحمل الكفر ،يمكن أن ندفع اإليمان إلى الخلف،
يمكن أن نتجاهله ،وهذا هو سبب سطحية الناس الذين جعلت منهم الصدفة مرتاحين ،الحياة المرتاحة سطحية ،األشخاص األغنياء غالبا ما
يكونوا سطحيين ،ال يعرفون األلم الذي يجلب العمق ،وال يعرفون المعاناة Aالتي تدفع من يختبرها ،ويعيشها إلى هللا ،األلم يجلب العمق،
.والمتعة تدفع صاحبها إلى السطح ،المتعة تجعل أصحابها مجوفين ألنها بال تحدي
من كتاب " 99اسما لالشيء" أوشو :لماذا توجد المعاناة في حياتنا؟
هذا السؤال تأمل فيه اإلنسان عبر العصور :لماذا توجد معاناة في الحياة ؟ وهذه هي اإلجابة الصوفية ،ألنه بالمعاناة فقط يتجه اإلنسان إلى
هللا ،عبر المعاناة فقط يتطهر قلب اإلنسان ،فوائد المعاناة مثل النار ..التطهير ،ليست المعاناة عبثا ،ليست صدفة ،المعاناة معنى ،لديها
.مهمة
الصمد يعني أنه هو الذات التي يلجأ إليها اإلنسان عندما يكون تعسا ،ولكنها الخطوة األولى حتى لو لم تكن تعسا ،إذا كنت سعيدا ومبتهجا
فإنها أيضا خطوة أولى ،مشكلة اإلنسان أنه ال يتعدى هذه الخطوة ،الخطوة األولى تعني أن تكون طبيعا ،والخطوة الثانية أن تتجاوز
.الطبيعية ،تتسامى عنها
يتذكر اإلنسان هللا في كل معاناة ،ال شيء مميز في ذلك ،ولكنها البداية ،الخطوة األولى يجب أن تتخذها ،اذكر هللا وتذكره حتى لو لم تكن
هناك معاناة ،عندما يكون كل شيء جميال ،وعلى ما يرام ،ال تنسه ،حينها السعادة Aستكون بداية للعمق فيك ،والوفرة ،والعلو ،بدون هللا
اإلنسان مجرد شيء تافه
..............................................................................................................................
أوشو
في كوتشوادا مادهيا برادش في الهند ( 11ديسمبر 19 - 1931يناير )1990ومنذ بداية شبابه راح يبحث عن الحقيقة ،انطالقا ً من
تجاربه واختباراته وليس من خالل المفاهيم الدينية واالجتماعية السائدة في مجتمعه Aأو من خالل ما حاول البعض أن يلقنه من معارف
.ومعلومات ،وما أن بلغ الحادية والعشرين حتى اكتملت تجربته مع الحياة
هذا الحكيم أو المعلم -كما يسمّونه -لديه آالف الكتب والمقاالت ،أكثر من 13ألف ساعة مسجلة ،وقد أجاب على أكثر من 100ألف
سؤال .يقول في إحدى مقاالته" :أنا ال أدعوك إلى أن تصبح هندوسيا ً أو يهوديا ً أو أن تصبح مسلما ً أو أن تصبح مسيحياً ،أنا هنا ألساعدك
لتصبح متدينا ً تقيا ً" .وعُرف عنه إصراره بعدم رغبته أن يوضع له اسم أو توصيف فكري معين ،انطالقا ً من إيمانه أنه ال توجد فلسفة
.تصف الحقيقة بشكل مطلق
وفي إحدى محاضراته تحدث عن نفسه قائالً " :أنا أساعدك في إدراك السكينة في روحك ،هذه ليست تعاليم وال عقيدة وال حتى قانون ديني
".محدد .لهذا أستطيع أن أقول أي شيء ،أستطيع أن أناقض نفسي في الليلة مئات المرات
في بداية السبعينيات من القرن الماضي بدأ الغرب يتعرف على أفكار أوشو .عام 1974وفي مدينة بونا الهندية تأسست Aحلقة فكرية حول
أوشو ،ومنذ ذلك التاريخ والزوار يقصدونه لالستماع إليه رغبة في التحول من عالم المادة إلى عالم الروح ومن عالم الروح إلى عالم
المادة ،ولم يترك أوشو جانبا ً من جوانب الحياة إال وتحدث عنه داعيا ً إلى تطوير الوعي عند اإلنسان واالرتقاء بالروح اإلنسانية إلى ما
هو أبعد من المفاهيم الثقافية السائدة ،إلى التعرف على الحياة من خالل الممارسة اليومية واختبار مدى أهمية الذات اإلنسانية .وقد وضعت
صحيفة سندي تايمز البريطانية أوشو كواحد من أهم ألف شخصية شكلت القرن العشرين .ان أول سفير ألشو في نيبال عام 1969وهو
أناند أرون كان يعمل مع شركه أسرائيليه في نيبال
أوشو قد ال يعرفه الكثير من أدبائنا ،وال يتذوقه إال القليل مع أنه متأثر بالثقافة العربية وخاصة الصوفية حتى النخاع والذي أعتبره بحق
هو امتداد للصوفيين األوائل الذي ما فتيء يذكهم في كتاباته مثل ابن عربي والحالج وجالل الدين الرومي وغيره في كتاب " السر "
يقول أوشو في خاطرته الصوفية حول معنى ال إله إال هللا " :ال إله إال اإلله ،إنه أساس طريق الصوفية ،البذرة ،ومن هذه البذرة تنمو
شجرة بوذا الصوفية ،في هذا البيان الصغير
كل معاني األديان تتفتح :الرب والرب فقط هو الموجود " ويرى أوشو في هذا الكتاب أن هذه الجملة التوحيدية ال إله إال هللا تجعل الرب
مرادف للوجود ذاته ؛ فالرب هو الكائن بحق ،والخالق غير منفصل عن خلقه ،الخالق هو الخلق ،ال وجود للثنائية أو للمسافة Aفأيا كان
الطريق الذي تسلكه فستمر بالرب " ويرى أن كل المخلوقات من شجر ونهر وجبال ما هي إال مظاهر هلل ...وكأننا نستمع لهمسات
الرومي في شعره ،أو لصرخات الحالج العذبة والمعذبة على صليبه ،ويرى أوشو أن هذا االعتقاد سوف يغير طريقة حياتك بشكل
كامل فالصوفية كما يرى أوشو ال يهتمون بالمعرفة ولكن بالحب الحاد والجارف فالصوفية تعلمك كيف تقع في عشق الكون وكيف تتناغم
معه وكيف تبني جسرا تصل به بين الخالق والمخلوق ؟ ويربط بين هذا االتحاد والعشق ،وبين االنفصال والزهد ؛ فعندما تعتقد أن
الخالق منفصل عن خلقه إذا فهذا الخلق يتعوره النقصان ،وتتخلله المثالب ،ويتوجب عليك حينئذ الزهد في كل ما خلق الخالق على
عكس التصوف واالتحاد الصوفي الذي يتخذ من العشق طريقا ،ويستشهد بابن الرومي حين قال ":إذا أنت لست واحدا مع حبيبك الذي
تسعى إليه ! وإن كنت متحدا فيه ،ابتهج ! " فالمحبة والعشق هما سبيل الصوفي إلى االتحاد وليست المعرفة التي تفصلك عن الشيء الذي
تفكر فيه وتحلله وتقلبه من جميع جوانبه ...هذا هو أوشو الذي ألف الكتب والمجلدات عن التصوف العربي واإلسالمي وأعلن في أكثر
من مقام أنه صوفي العصر الجديد ...تأثر أوشو بالصوفية حتى في طريقة تعبيره عن فكرته ولكنه هنا يجمع بين أصالة الحالة الصوفية
.وجدة التعبير عنها وعصرية التفكير فيها
أوشو مولود في الهند 11/12/1930ألسرة فقيرة لم تستطع أن تعلمه فدفعت به إلى جده وجدته التي تعلم منها كثيرا وتأثر بها ،درس
الفلسفة وعلم النفس وتعمق في ديانات كثيرة وتأثر بالنزعات الصوفية في العالم قدم في محاضراته وكتاباته طرحا روحيا يجمع بين علم
نفس األعماق والتدين الصوفي وضعته نيويورك تايم من بين مائة شخصية الذين شكلوا عقلية القرن العشرين اغتيل على يد المخابرات
المركزية األمريكية في 19يناير عام 1990
أسماء هللا الحسنى
في كتاب " تسعة وتسعون اسما لالشيء " والالشيء هنا ال يعني العدم ولكنه يعني به للكينونة التي تتسامى عن كونها شيئا أو عدما ،
حضورا أو غيابا حيث يحمل عنوان الكتاب مفارقته معه فهذه األسماء Aكلها لالشيء ،فوجود األسماء يفترض منها أن تعزز شيئا ولكنها
أسماء للمجهول األسمى ،العارف الذي ال يعرف ،هذا هو معنى الالشيء كثيرون كتبوا في تراثنا اإلسالمي عن أسماء هللا الحسنى
وأشهرها كتاب الغزالي " أسماء Aهللا الحسنى " وخواطر ابن عربي في الفتوحات المكية وغيرها ،ولكن ما يميز أوشو عن هؤالء أنه
يستعمل لغة هي بحق تستحق أن تقال عنها صوفية فهو يستعرض اسما اسما وتشعر وهو يسبح في سبحات االسم أنه تحول إلى مطلق إلى
نور وكأن الذات اإللهية في هذا االسم وكأن كل صفة تتحول إلى الصفة وكل اسم تصبح االسم األعظم هلل حتى تنتقل إلى االسم اآلخر
فتشعر بعظمة المطلق في هذا االسم واستدعائاته وأوشو يستخدم لغة فريدة تجمع بين شعرية األسلوب ودقة التعبير ،تجده شاعرا يرصف
الجملة الموسيقية ثم يتحول إلى محاضر يسرد الحجج المنطقية والخلفيات العلمية ثم إلى عالم نفس فأوشو ال تعنيه األفكار قدر ما يعنيه
اإلنسان ولقد اعترف في أحد محاضراته أنه يكذب – وقال أن كل األولياء والبوذيين يكذبون – ولكنه ليس الكذب المضاد للحقيقة الواقعية
ولكنها الكذبة البيضاء فحال األولياء يصعب شرحه وفهمه لمن هم دونهم لذا فهم يتحدثون مع الناس بأفكار ورؤى تتناسب ومستوى
تحققهم في عالم الحقائق الروحية ونعرض لكم في السطور القادمة ترجمة لبعض أسماء هللا الحسنى الواردة في الكتاب
الخبير :إنه اسم صوفي اسم من أسماء هللا وهو يعني حرفيا الذات التي ترى ،الكل ،الذات المدركة ترى العالمين بالرغم من كونها
محتجبة في ذواتنا أجمعين ..الشاهدة .مانراه إما أن يكون حقا أو باطال وما تراه تلك الذات فهي حق دائما ،في الليل ترى الحلم في
الصباح تكتشف أنه باطل وليس حقا ،ولكن الشخص الذي يرى واحد هو أنت ...أنت من يرى الواقع بالنهار ومن يرى األحالم بالليل؛
فأنت ترى الحبل في الظالم وتظنه أفعى عندما تقترب أكثر وتكتشف خطؤك ،ولكن العارف الذي بداخلك ال يخطيء أبدا حتى لو أصابت
عقلك لوثة؛ فالعارف بداخلك حقي وحقيقي وال يرى الحق إال الحق وال تعرف الحقيقة إال ذاتها ،فكلمة الخبير تعني الذات العارفة الشاهدة
بداخلك ؛ فالصوفية لها أسماء جميلة هلل ويبلغ مجموعها 99اسما وقد يتساءل البعض لماذا 99؟ لماذا ال تكون مائة ؟ الرقم يبدو وكأنه
ناقص والسبب يجل عن المالحظة بالتأكيد فاالسم المائة موجود ولكنه صامت وهو اسم هللا الحق الذي ال يمكن أن تحصره شفة أو يلفظه
لسان؛ فالطاو الذي تلوكه األلسنة ليس الطاو الحق واسم هللا الذي يمكن لأللسنة أن تتلهج به ليس اسمه الحق ألن كلمة " اإلله " تزيف
حقيقته؛ لذا فاالسم المائة هلل هو االسم الحق فالهندوس أيضا يعتقدون أن ساتنام هو اسم اإلله الحق ولكني أجيبهم بأن اسم هللا الحق ال يمكن
أن ينطق ألنه عندما ينطق يفقد جماله فاسم هللا الحق يظل هادئا مطمئنا في سويداء سويداء القلوب ،وستظل التسع والتسعين اسما ناطقة
متحركة لتساعد الناس لبلوغ المائة الساكنة والمطمئنة؛ فاالسم المائة هو تقريبا الفناء الذي تصفه البوذية بـ " النيرفانا " الالشيئية لذا أسمي
التسع والتسعين اسما بأسماء الفناء أحد هذه األسماء الخبير إذا تعمقت في هذه الفكرة ستصبح عارفا أكثر فأكثر وتغير طبيعتك من الناظر
إلى العارف .انظر إلى الشجرة وتذكر ذاتك التي ترى الشجرة ،كل وتذكر وأنت تأكل ذاتك التي تأكل ،امشي وتذكر وأنت تتمشى ذاتك
التي تتمشى ،ال تركز على الخارج ركز على الداخل ،وشيئا فشيئا سيتضح لك من الذي يرى واقعنا الحقي وذاتنا الحقيقية … .إنه الحق
الخبير
اللطيف :اللطيف يعني الذي يدق عن المالحظة ،ويشف عن الرؤيا ،ويلطف عن الفهم ،هللا رقيق جدا ،وعميق جدا ،ال تبحث عنه
بطرق مباشرة ،وواضحة فاإلنسان يجب أن يطرق طرقا غير مباشرة ،طرقا جمالية ،شعرية ،وجدانية .اإلنسان ينبغي أن يتعلم ماهية
اإليمان ،اإلنسان ينبغي أن يتعلم ماهية الذوبان ،ماهية أن يتماهى مع األشياء ثم تنفحه يوما النفحة اإللهية ،فجأة ،ومن الالمكان يتجلى
هللا ....هللا ال يظهر كشخص يقف أمامك تنظر إليه وينظر إليك ولكنه يتجلى كحضور عميق فيك عمق كينونتك ووجودك
الجالل ( :يقصد ذو الجالل ) اسم آخر من أسماء هللا فكل ماهو جميل في الوجود ،كل ما هو جليل وفخيم ،جزء من الذات اإللهية
فعندما ترى الجمال فثم المقدس ،وحيثما تراه فانحني له خاشعا Aمتخشعا Aفما الجمال إال بيانا ربانيا ،قد تراه في زهرة على األرض ،وقد
تراه في وجه بشري أمامك ،وقد تراه في نجمة تسكن السماء أينما ترى فلن ترى إال الحضور الجليل ،اجعل ذلك تأملك واعتقادك
وسوف تفاجأ بالجمال الذي تدركه وتندهش بدنوك من هللا ،وسوف ترى كثيرا من الجالل والعظمة تتخفى في كل مرأى
الحسيب :وهي تعني الذات التي ترضي رضا كافيا A؛ فبدون هللا ال يمكن ألي إنسان أن يشعر بالرضا ،قد يبحث اإلنسان عن أشياء كثيرة
ترضيه في هذه الحياة ولكن ال شيء يرضيه ،والرضا الذي تناله من غيره وهم وباطل ،فالرضا ليس ذلك اإلحساس Aالذي يزورك ثم
يغادرك ،الرضا مقام مقيم وليس حال يتحول ،الرغبة مثال تعطيك رضا مؤقت ،عابر ،زائل ومثل الرغبة مثل الندى تسيل قطراته من
السماء Aعلى أوراق العشب ثم تسقط وأنت ال تستطيع رؤيتها بشكل دقيق ،ألنها دقيقة جدا وهكذا تكون الرغبة وللحظة واحدة يشعر المرء
بتحسن ولكن انتبه للحظة واحدة ثم مرة أحرى وأخرى تعود الفوضى لحياتك وتستأنف رحلتها الكلية معك ،بينما تختفي رغبة في داخلك
يخلفها عشرة رغبات إنها ال نهائية ال يسطع أحد على إيقافها إال هللا ،يد هللا هي اليد للعجلة التي تتحرك ،حينما يشعر اإلنسان باهلل لن
يرعش لرغباته ،وحينما يحيا باهلل لن يعيش في اللهو ،وحينما تحتفي روحه باهلل ستختفي الرغبات في نفسه ،هللا هو الرضا المطلق
" واألبدي هللا هو حسيب اإلنسان وليس لإلنسان شيء حسيبه ،يكفيه ويرضيه ويغنيه عن غيره إال هللا وهذا هو معنى " الحسيب
كل شيء يعطي لإلنسان وعدا بالرضا واإلشباع ولكنه وعد باطل ،مثل المال كان يظن اإلنسان أنه لو امتلك المال لكان راضيا واآلن
أصبح الناس أغنى وأغنى ولكن السعادة لم تلوح لهم بعد ،السعادة غالبا تشبه األفق ،عصية المنال ،الصداقات شيء آخر تعطي للناس
آمال باطلة وهي " الصداقة " توحي لإلنسان بأن كل شيء على مايرام اآلن وأنه سوف يعيش في سعادة إلى األبد ولم يحدث ذلك .ولكن
الشيء من هذه الوعود الباطلة تستحال إلى حق باهلل وفي هللا وهلل .لذا إن أرضاك شيء بشكل كامل ومطلق ولألبد فهذا الشيء هو
الرب .فالرب هو مجرد اسم لهذا الشيء الذي يغدو حسيبك
الهادي :الهادي هو اسم صوفي من أسماء Aهللا ويعني :الهداية لكل هادي تأتي من الرب ،والهداية تطرق بابنا دائما ولكنا نحتاج أن
نرهف أسماعنا ،إنها ال تزال صوتا هامسا رقيقا في الفؤاد ،إن كان عقلك مكتظ بالضجيج فلن تستطيع سماعا ،عندما يكون العقل ساكنا
فستسمع لهذا الصوت الذي ال يزال هامسا ،وتستمع
إنها ليست مسألة اختيار ،أن تفعل أو ال تفعل ،إنها قدرة العين أن ترى ،واألذن أن تسمع ،والقلب أن يعقل ،ولكن عقلك منزعج
.بضجيج األفكار وكأنه شوارع مرور مزدحم بأفكار كثيرة صتدر أبواقا وضجيجا
الهداية ليست خارجك إنها بالداخل ،في أعمق أعماقك ،الهداية عميقة عمق كينونتك ووجودك فتعمق فيك لتكن وتوجد ،وحينما تجد
الهداية وتعثر على هللا ،عندما تتحصل على الهداية الداخلية فليس ثمة أخطاء وال ندم وال توبة ،فاألمر ال يتعلق بأن تفعل الخير ،
وتتجنب الشر ،تحل الحالل وتحرم الحرام ، ،أيا كان ما تفعله فهو خير إنها أيضا ليست مسألة أخالق ،فعندما تكون كينونتك طيبة فلن
تفعل إال طيبا ،فعندما Aتتخلص روحك من العقل ونيره ستمشي على األرض حرا وخفيفا كالنسمة Aمستنيرا بنور الهداية نور هللا ،وعندما
.تسير في األرض خفيفا ومستنيرا ستصبح الحياة ضحكا وحبا وفرحا
وحتى تجد الهداية في داخلك ال بد لك من ولي – سيد – عندما تجد الهداية فاعرف أنك وجدت الولي فالولي ببساطة يقول ما يقوله قلبك
كلمات نابعة عن كينونتك الحقة ولكن لم تسمع ،فأنت عندما تجد الهداية ستجد الولي في قلبك فالولي موجود ليقول لك شيئا أنت ال تسمعه
من قلبك ألننا أحيانا نستمع بيسر من العالم الخارجي أفضل مما يأتي من العالم الداخلي ؛ فالولي في الخارج يجسد الهداية في الداخل ؛ لذا
الهداية التي في الداخل والولي الذي في الخارج ليسوا ظاهرتين إنها ظاهرة واحدة تتحدث بلغة واحدة فاستسالمك Aللولي هو هو استسالمك
للهداية التي في داخلك فالولي كل ما يفعله هو أنه يجعل الصوت الذي في داخلك واضح وهو مثل المرآة يعكسك ويوضح أشياء غامضة
بالنسبة لك هذا كل ما يقوم به هو يقول لك بصوت عال ومسموع ما يقوله لك قلبك بصوت غامض ومهموس ،هو يضخم الصوت الذي
.ال يزال يهمس في قلبك
الرب دائما موجود ويعتني بك أيا كانت احتياجاتك ،فيجب علينا أال نقلق حول شؤوننا فليس ثمة شيء يدعو إلى القلق ،عندما يظهر هذا
.اليقين منك ستصبح الحياة بهجة
.الحياة ال تتخذها عدوا ،إنها أمك وأبوك أنت جزء منها إنها ستستمر بتقديم الطعام والشراب لك وستعتني بك
لفهم هذا المعنى عليك باالسترخاء فهؤالء الذين ال يقدرون على االسترخاء هؤالء المتوترون الذين يعتنون بأنفسهم ثم تظهر ألف مشكلةA
ومشكلة يواجهونها بأنفسهم ويخططون للمستقبل وذلك ما يجعلهم قلقين بشأنه ،والتخطيط للسمتقبل يفقدهم الحاضر ،لذا تصبح حياتهم
كلها مجرد تخطيط للحياة بدون أن يحيوها ،وهذا الكالم ينطبق على الماضي أيضا فإنهم ارتكبوا آالف األخطاء كان بإمكانهم Aتجنبها
ويقولون دائما " آه لو لم أفعل ذلك " وبين الماضي والمستقبل يحدث هذا الصدام ،فالحاضر محاصر بين حجرين كبيرين يكادان يطبقان
.عليه الماضي والمستقبل
عندما تفهم أن هللا هو الذي يرزق ستشرق الحرية العظيمة في قلبك ،ليس هناك سوى الحاضر فال وجود للماضي وال وجود للمستقبل ،
تستطيع أن تعيش للحد األقصى من الحياة حتى تصبح الحياة في نظرك ليست القدرة على التحمل ولكن االستمتاع والبهجة وهذا المعنى
" هو معنى " الهادي
المجيد :هذا االسم يعني من له المجد وهذه تعلو الحكمة بدرجة ،ألن الحكمة البشرية تغدو مؤذية جدا ،فهي تشعرك باألنانية ال بد لك
من االستسالم تحت أقدام هللا كلي المجد وكلي الحكمة ،على اإلنسان أن يكون أحمقا في عيني هللا ،فمن هذه اللحظة التي تفكر فيها باهلل
.كحكيم وفي نفسك كأحمق ،سيكسبك هذا الحكمة الحقيقية
...أن تكون أحمق أمام هللا هو أن تكون حكيما .مبارك هؤالء الجهلة ألنهم سيعرفون
إنه شيء ينبغي أن نتقبله بمحبة كبيرة ،إنه شيء ليس بسيء ،أو شرير إنه طاقة تأمل تحاول اختراق المستويات العليا في روحك
وتصيب العين الثالثة المركزية ،وهذا ما يفسر وجود األلم ،وقد يأتي الفرج في أي يوم وقبل أن يأتي ذلك اليوم ستستمر الطاقة بطرق
الباب ،وال يملك أحد أن يعرف في أي وقت سيفتح الباب ربما في اليوم الثاني أو اليوم الثالث أو الرابع وفي أي طرقة سيفتح ،ولكنها
قريبة جدا باستمرار الطرق ،وقبل أن يفتح الباب ستبلغ معاناتك أقصاها ،ولكن ال تقلق بشأن تلك المعاناة وال تأخذ أي أدوية لذلك فقط
.استمتع بمعاناتك ،إنها أعظم من أن تطاق فال تعالجها ،خذ دوشا لالستحمام وال تأخذ أدوية ألنها ستعيقك
يحب عليك أن تسترخي في ذلك وال يشغلك شيء ،إنه جيد تماما ،أنت على الصراط المستقيم ،فلكي تصبح أكثر أنوثة ورقة وحساسية
لتسمح بحدوث ذلك فيك ولكن األنا تحاول أن تخلق المشاكل حتى تحول دون حدوث ذلك ،سيقول لك أناك " :كن قويا ،وشديدا " ال
تستمر في تلك الرحلة الذكورية الشوفينية ،تناسى ذلك واسترخ ،فكل ما يعن لك بشكل طبيعي جميل ورائع ،ال بد أن تستوعب تلك
.األنوثة
ما تعتقد أنه ضعف ليس ضعفا إنه رقة ونعومة ولكن األنا الخاص بك هو الذي يصنفها ويقيمها على أنها " ضعف " وهذا هو السبب الذي
.جعل األنثى منذ فجر العصور وهي تنظر لنفسها على أنها الجنس األضعف وهذا ليس حقيقيا إنه وهم
المرأة هي الجنس األقوى ولكنها حساسة Aهذه هي الحقيقة التي تثبتها اآلن الدراسات البيولوجية فالنساء Aتعيش أكثر من الرجل بخمس
سنوات هذا ما أثبتته الدراسات Aمعدل عمر المرأة أكثر من الرجل بخمس سنوات ،والرجال الذين ينتحرون ضعف عدد النساء Aالتي تقدم
على االنتحار ،والرجال الذين يتعرضون لألمراض ضعف عدد النساء الالتي تتعرض لألمراض؛ فالنساء أكثر مقاومة لألمراض من
الرجال ،المرأة قادرة على تحمل األلم لمدة أطول من الرجال ،تأمل في مسألة والدة األطفال ،ووجودهم في الرحم لتسعة شهور ،ثم
سنوات أخرى تتحمل شقاء الطفل وإزعاجه ،المرأة والمرأة فقط هي من لديها القدرة على تحمل ذلك دائما ؛ فهي لديها قوة من نوع
مختلف إن قوتها ليست قوة عضالت فهناك قوة تختلف عن تلك التي تصنعها العضالت إنها القوة التي تجعلك تقاوم المرض والموت
وتجعلك قادرا على تحمل األلم قادرا على الحياة رغم كل تلك األشياء التي تواجه الحياة ،القدرة أن تكون عاقال بالرغم من الالعقالنية
.التي يمتليء بها العالم
.أسقط تلك الكلمة " ضعيف " واستبدلها بالرقة ،واألنوثة واسمح لها بأن تدخل فيك وتتغلغل إنها جميلة
الحليم :اسم صوفي هلل ومعناه الشخص الذي يسامح كل ما سلف ،حتى لو كان ما ارتكبته ضده؛ فهو ليس ضدك ،حتى لو أنك أنكرته
هو لن ينكرك ،إذا ضللت فهو يعرف أنك سترجع إلى الصواب ثقته فيك مطلقة إن فهم أحدنا هذا ،أن هللا وهبنا الحرية ،الحرية كاملة لنا
جميعا ،حرية أن ننكره أو نفعل أي شيء ضده إن فهمنا ذلك ستظهر رؤية جديدة هلل ،هللا هو الحرية .فكرة أن هللا كما لو أنه شكل من
أشكال الديكتاتور هي فكرة زائفة ،فكرة أن هللا يريد من كل شخص أن يطيعه هو جنون مطلق ،فالطاعة التي تأتي من سلطة خارجك
هي ليست طاعة حقيقية ،إنها ستكون عبودية ،ولكن ثمة نوع آخر من الطاعة تطوعية ،إنه اختيارك أنت تختاره األمر مردود إليك
.يمكنك أن تطيع أو ال تطيع ...وهذا هو معنى اسمه " الحليم " هللا يحبك كثيرا حتى لو لم تكن تحبه فهو يحبك محبة غير مشروطة
العظيم :اسم صوفي آخر وهو يعني العظيم ،كل من هو موجود عظيم ،ال يوجد شيء قليل الشأن في الوجود ،حتى لو استصغرته ألن
كل موجود جزء من الكون الالنهائي ،فالجزيء ما كان له أن يوجد بدون الكون الكلي والعكس صحيح أيضا ،الكون الكلي ما كان له أن
يوجد بدون الجزيء فالكل ما له أن يكون كال إال بالجزيء ،بدونه شيء ما مفقود ،سيكون فراغا ،لذا أقول حتى أصغر وريقة عشب
أخضر ليست بأقل عظمة من الشمس ،إن كنت من الناس الذين يبحثون عن العظمة ،فستجدها في أي مكان ،لن تجد مكانا يخلو من
العظمة ،وهذه إحدى اللمحات Aالمبصرة في الفيزياء الحديثة أنهم يبحثون في صغائر األشياء ،وحصلوا فيها على مصدر الطاقة وهم
يبحثون في الذرة اكتشفوا الطاقة الذرية ،الصغير هو الذي يظهر ولكنه فقط مظهر وشكل ويحتوي العظيم وأنت ال تستطيع اكتشاف
العظيم مباشرة أينما تبحث فثم الصغير ،فالشيء الصغير هو طريقة تعبير العظيم عن ذاته ،أنت ال تستطيع أن ترى المحيط أنت ترى
هذه ألمواج فقط أو تلك ،األمواج فقط هي التي تظهر ويظل المحيط مخفيا ،المحيط ال يرى ولكنه يعقل بالمنطق ألن الموج أنى له أن
يوجد بدون المحيط ؛ لهذا نحن ال نرى سوى األشياء الصغيرة :الرجل ،المرأة ،الشجر ،الجبل ،ذرات الغبار ،قطرت المطر ،ولكن
كل هذه مجرد أشكال ظاهرية إن اخترقتها عميقا ستصبح أبوابا – أبوابا لألبدية التي تسمى " العظيم " انظر عميقا في هذه األشياء أو في
.غيرها في النهاية سوف تجده
الحفيظ :هللا هو الذي يحفظ ،ونحن الزلنا نحيا في القلق مع أنه غير ضروري ،قلقنا عقيم ألنه لن يحدث إال ما حدث ،فليس طريق
...لتجنبه ،وليست طريقة لتفاديه ،والشيء آخر علينا فعله
هللا هو الحافظ ،إن فهمنا ذلك فلن نقلق حول أمننا وأماننا ،وأي شيء سيحدث سيكون كما ينبغي أن يكون شيئا طيبا ألنه من هللا .أحيانا
يتساءل العقل " كيف يكون جيدا ؟ أنت تعاني كثيرا ،وتتألم كثيرا ،وتتعذب فكيف يكون جميال ؟ كيف يكون طيبا ؟ " ولكن أحيانا تكون
المعاناة ضرورية وطيبة في ذات الوقت ألن الناس تنضج من المعاناة ،أحيانا يصبح األلم نعمة ألنه يشكل تحديا لك واأللم يعطي لإلنسان
التكامل واإلنسجام الذي يحتاجه ،وأحيانا تتستحثك الشدة على الصالة ،لذا ليست كل النعم نعم ،وليست كل المصائب مصائب ،ولكن
بالنسبة للمؤمن فأمره كله خير ،فهو يستقبل المصيبة استقبال الشاكر وبنفس الشعور يتلقى النعم ،فهو ال يقول " :هذا ما ينبغي أن يحدث
وذلك ال ينبغي " إنه يترك نفسه تماما ببساطة يصبح تقبليا وهذا االستسالم والتقبل هو الذي سيحوله ،هذا التقبل هو اليقين ،ولذا ومنذ
هذه اللحظة ال تقلق بشأن نفسك ،ومنذ اآلن ال تحمل أثقالك على كتفك ،الرب سيتكفل لك بحملك وبشكل كامل ،هل يوجد عالم أكثر
! كماال من ذلك ؟
وهذا ما أسميه الوعي الديني البريء والصافي وراء األديان جميعها واليقين العظيم في الوجود الذي أراه بمثابة أم لنا جميعا ،وما نحن
إال جزءا منها ،ذريتها ،كيف تعادينا ؟ وعندما يصبح الوجود أما إذا فالحياة بركة ،حتى الموت أيضا بركة
.............................................................................................................................