Professional Documents
Culture Documents
Tafsir 6 MAK
Tafsir 6 MAK
للفصل السادس
مقرر التفسري
للصف السادس (قسم العلوم الرشعية)
إصدار:
طبعة 2018
Ponpes Darunnajah
Jln. Ulujami Raya No.86
Pesanggrahan Jakarta Selatan 12250
Telp: (021) 7350187 Ext.244 Fax (021) 73886529
www.darunnajah.com
~~1
m
الحمد هلل وحده والصالة والسالم على محمد الذى أرسله هللا هاديا
ّ
وبشيرا وعلى آله وصحبه وسلم ،أما بعد:
الحمد هلل بهدايته وتوفيقه ّ
تم إعداد مقرر التفسير للصف السادس لقسم
العلوم الشرعية بتربية املعلمين واملعلمات بمعاهد دار النجاح اإلسالمية ،ومن
دواعى إعداده الحاجة املاسة إليه ولم يوجد الكتاب ّ
املعد للمستوى الثانوى ,مع
أن التفسير من ّ
أهم العلوم اإلسالمية الشرعية .فأعددناه ليكون موادا ودليال ّ
ّ
ملدرس ي التفسير في الصف السادس بتربية املعلمين واملعلمات اإلسالمية بمعاهد
دار النجاح جاكرتا.
وبما ّ
أن في هذا الكتاب املتواضع من النقائص واألخطاء نرجو من
املستخدمين لهذا الكتاب النقد الصالح واإلصالح ألجل إتمامه كما نسأل التوفيق
والسداد.
~~2
املقدمة 2 ....................................................................................................
احملتويات3 ................................................................................................
الفصل الدراسي األول 4 ...........................................................................
واجبة الدعوة 4 ........................................................................................
مسؤولية اإلنسان حنو األسرة واجملتمع10 ..................................................
الرئاسة 20 ..................................................................................................
اإلصــالح فى النـزاع 29 ...............................................................................
العدل والصدق 36 ......................................................................................
تربية الفرد واألسرة ةاجملتمع45 .................................................................
الفصل الدراسي الثاني49 ...........................................................................
التسامح واملعاملة 49 ...................................................................................
آداب اجمللس 63 ..........................................................................................
ث على العمل 65 ...................................................................................
احل ّ
الغذاء احلالل واجليّد70 .............................................................................
العقل والعلم 76 ..........................................................................................
العلم والتكنولوجية88 ...............................................................................
~~3
الفصل ادلرايس األول
واجبة ادلعوة
ْ
اْل َ َسنَ ِة َو َجا ِدلْه ْم بالَّت ِ َ َ ِّ َ ْ ْ َ َ ْ َ ْ َ ادع إ َل َ ْ
ه ِ َِ ة
ِ ظعِ وم الو ة
ِ م ك اْل
ِ ِ ب ك بر يل
ِ ب
ِ س ِ -1
َْ َّ َ َْ َ َ َّ ْ َ
أح َسن ِإن َر َّبك ه َو أعلم بِ َم ْن َضل ع ْن َس ِبي ِل ِه َوه َو أعلم
ْ ْ
بِالمهتَ ِدين ( انلحل )125 :
~~4
القرآن وقصصه وأمثاهل ،وترغيبه وترهيبه .وجادهلم بالت ه أحسن
أي خاصمهم باملخاصمة الت ه أحسن وه اخلايلة من السب
والشتم واتلعريض بالسوء ،فإن ذلك ادع لقبول اخلصم اْلق وما
يدع ايله .وهو أعلم باملهتدين وسيجزيهم املهتدي بهداه ،والضال
ا
بضالهل ،كما هو أعلم بمن ضل واهتدى أزل .فهون لع نفسك ول
تشطط ف دعوتك فترض بنفسك ،واألمر ليس إيلك .بل لربك يهدي
من يشاء ويضل من يشاء وما عليك ال ادلعوة بالوصف اذلي وصف
لك ،باْلكمة واملوعظة اْلسنة ،واملجادلة بالت ه أحسن.
~~5
َ ْ ْ َ َ َ َ َ َّ َ َ َ َ َ ََْ ْ َ ََ َ ْ َْ
-2وأن ِذر ع ِشريتك األقربِني ( )214واخ ِفض جناحك لِم ِن اتبعك
َ َْ َ ْ ِّ َ ْ
ني ( )215ف ِإن َع َص ْو َك فقل ِإّن بَ ِريء ِم َّما تع َملون م َن الْم ْؤمن َ
ِِ ِ
(( )216الشعراء )216-214 :
تفسري اآليات
ا
أمر الل رسوهل أن خيص أول بإنذاره قرابته ألنهم أول بطلب انلجاة
هلم من العذاب ،وقد امتثل الرسول أمر ربه ،فقد ورد ف الصحاح
عن أيب هريرة رىض الل عنه أنه صىل الل عليه وسلم ملا أنزل عليه
{ وأنذر عشريتك األقربني } قال « يا معرش قريش اشرتوا أنفسكم
باإليمان والعمل الصالح بعد اتلخل عن الرشك
من الل ( يعن ِ
ا
فإّن ل أغن من الل شيئا ،يا بن عبد املطلب ل أغن
واملعايص ) ِ
~~6
ا
عنكم من الل اي من عذابه شيئا ،يا عباس بن عبد املطلب ،ل
ا
أغن عنك من الل شيئا ،يا صفية عمة رسول الل ل أغن عنك من
ا
الل شيئا ،
يا فاطمة بنت حممد سلين من مايل ما شئت ل أغن عنك من الل
ا
شيئا » .
وقوهل تعال { واخفض جناحك ملن اتبعك من املؤمنني } أمره أن يلني
اإليمان ف
جانبه للمؤمنني وأن يعطف عليهم ويطايبهم لريسخ ِ
قلوبهم ويسلموا من اغئلة الردة فيما لو عوملوا بالقسوة والشدة وهم
ف بداءة الطريق ال الل تعال وقوهل تعال { فإن عصوك } أي من
أمرت بدعوتهم إل توحيد الل وعبادته وخلع األنداد واتلخل عن
عبادتها
{ فقل إّن برىء مما تعملون } أي من عبادة غري الل تعال وغري راض
بذلك منكم ول موافق عليه ألنه رشك حرام وبطل مذموم.
~~7
ب -مرشوعية لني اجلانب واتلواضع للمؤمنني ل سيما اْلديثو عهد
باإلسالم .
ِ
ج -وجوب الرباءة من الرشك وأهله .
~~8
ا
اذلين اختذوا رشيكا مع الل من األوثان وغريها ،فسوف يعلمون
اعقبة عملهم ف ادلنيا واآلخرة.
~~9
مسؤويلة اإلنسان حنو األرسة واملجتمع
َّ ْ َ ا َ َ ْ ََ ْ َ َْ َ َ َ َ ُّ َ َّ
اذلين آ َمنوا قوا أنفسكم وأه ِليكم نارا وقودها انلاس -1يا أيها ِ
َ َ
ون َّ َ َ َْ َ َ َ َ ْ َ َ َ
اّلل َما أ َم َره ْم ارة َعليْ َها َمالئِكة ِغالظ ِش َداد ل يعص اْلج
و ِ
َ ْ َ ْ
َو َيف َعلون َما يؤ َمرون ( اتلحريم )6 :
~ ~ 10
أهليكم -أيضا -عنها ،عن طريق نصحهم وإرشادهم وأمرهم
باملعروف .ونهيهم عن املنكر .
قال القرطب ،قال قتادة وجماهد :قوا أنفسكم بأفعالكم ،وقوا
أهليكم بوصيتكم .
فىف اْلديث الصحيح أن انلب -صىل الل عليه وسلم -قال " :لككم
راع ولككم مسئول عن رعيته فاإلمام اذلى لع انلاس راع وهو
مسئول عنهم ،والرجل راع لع أهل بيته وهو مسئول عنهم " .
وقال -صىل الل عليه وسلم " : -مروا أبناءكم بالصالة لسبع ،
وارضبوهم عليها لعرش ،وفرقوا بينهم ىف املضاجع " .
ا
قوهل تعال { يا أيها اذلين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها
انلاس واْلجارة } هذا نداء الل ال عباده املؤمنني يعظهم وينصح هلم
ا
فيه أن يقوا أنفسهم وأهليهم من زوجة وودل ،نارا عظيمة ،وقودها
أي ما توقد به انلاس من املرشكني واْلجارة الت ه أصنامهم الت
اكنوا يعبدونها يقون أنفسهم بطاعة الل ورسوهل تلك الطاعة الت
تزيك أنفسهم وتؤهلهم دلخول اجلنة بعد انلجاة من انلار .
وقوهل تعال { عليها مالئكة غالظ شداد ل يعصون الل ما أمرهم
ويفعلون ما يؤمرون } أي لع انلار قائمون عليها وهم اخلزنة التسعة
~ ~ 11
عرشة غالظ القلوب والطباع شداد ابلطش إذا بطشوا ول يعصون
الل ل خيالفون أمره ،وينتهون ال ما يأمرهم به وهو معن ويفعلون
ما يؤمرون .
~ ~ 12
تفسري اآلية :
وأمر -أيها الرسول الكريم -أهل بيتك باملداومة لع إقامة
الصالة خبشوع وإخالص واطمئنان ،واصطرب لع تكايلفها
ومشاقها ،ولع إقامتها اكملة غري منقوصة ،ولع حتقيق آثارها
الطيبة ىف نفسك .
وقد ساق بعض املفرسين عن تفسريه هلذه اآلية أحاديث منها ما
أخرجه ابليهق عن عبد الل بن سالم قال :اكن انلب -صىل الل
عليه وسلم -إذا نزلت بأهله شدة أو ضيق أمرهم بالصالة ،وتال
َْ ْ َ ْ َ َ
هذه اآلية { :وأمر أهلك بالصالة } .
ْ َ َ ُّ ْ َ ِّ َ ْ َْ َ َ َ َّ َ َّ َ
ادلنيَا َوذك ْر بِ ِه ين اختذوا ِدينَه ْم ل ِعباا َوله اوا َوغ َّرتهم اْلياة اذل
-3وذ ِر ِ
َّ َ ي َ َ َ ْ َ َ َ َ َ ْ َْ َ َ َ ْ ْ َ َ َْ
اّلل و ِل ول ش ِفيع ون ِ أن تبسل نفس بِما كسبت ليس لها ِمن د ِ
َ َ َ َ ْ َ ْ ْ َّ َ ْ َ ْ َ ْ ْ َ َ َ َّ َ ْ
اذلين أب ِسلوا بِما كسبوا وَلك ِ و ِإن تع ِدل ك عدل ل يؤخذ ِمنها أ ِ
َ َ َ َ ْ َ َ َ َ ْ َ لَه ْم َ َ
َحيم وعذاب أ ِيلم بِما اكنوا يكفرون رشاب ِمن ِ
( األنعام )70 :
رشح اللكمات :
-وذر اذلين :أي اترك الاكفرين .
~ ~ 13
ا ا ا ا
-لعبا وهلوا :كونه لعبا ألنه ل َينون منه فائدة قط ،وكونه هلوا
ألنهم يتلهون به وشغلهم عن ادلين اْلق اذلي يكملهم
ويسعدهم .
-أن تبسل نفس :أي تسلم فتؤخذ فتحبس ف جهنم
-ك عدل :العدل هنا :الفداء .
-أبسلوا :حبسوا ف جهنم بما كسبوا من الرشك واملعايص .
-من َحيم :اْلميم املاء الشديد اْلرارة اذلي ل يطاق .
واإلَياع وهو عذاب انلار .
-وعذاب أيلم :أي شديد األلم ِ
~ ~ 14
كفرهم بالل تعال ورسوهل َّ
حممد صىل الل عليه وسلم وبدين
اإلسالم.
~ ~ 15
اعبدوا الل :اخلطاب للمؤمنني ومعن اعبدوا :أطيعوه ف أمره
ونهيه مع اغية اذلل واْلب واتلعظيم هل عز وجل .
ا
ل ترشكوا به شيئا :أي ل تعبدوا معه غريه بأي نوع من أنواع
العبادات الت تعبد الل تعال بها عباده من داعء وخشية وذبح ونذر
وركوع وسجود وغريها .
ذوي القرب :أصحاب القرابات .
وابن السبيل :املسافر استضاف أو لم يستضف .
واجلار ذي القرب :أي القريب لنسب أو مصاهرة .
ا ا
اجلار اجلنب :أي األجنب مؤمنا اكن أو اكفرا .
الصاحب باجلنب :الزوجة ،والصديق املالزم اكتللميذ والرفيق ف
السفر .
وما ملكت أيمانكم :من األرقاء العبيد فتيان وفتيات .
ُمتال فخور :الختيال :الزهو ف امليش ،والفخر والفتخار باْلسب
والنسب واملال بتعداد ذلك وذكره .
~ ~ 16
ا
واعبدوا الل وانقادوا هل وحده ،ول جتعلوا هل رشيكا ف الربوبية
ُّ
والعبادة ،وأحسنوا إل الوادلين ،وأدوا حقوقهما ،وحقوق األقربني،
وايلتاىم واملحتاجني ،واجلار القريب منكم وابلعيد ،والرفيق ف
السفر ويف اْلرض ،واملسافر املحتاج ،واملمايلك من فتيانكم
وفتياتكم .إن الل تعال ل ُيب املتكربين من عباده ،املفتخرين
لع انلاس.
~ ~ 17
اإلرشاك بالل -تعال -وغريه من الوقوع
-الظلم هنا ما يشمل ِ
ىف املعاىص واملنكرات
-األمة :القوم املجتمعون لع أمر واحد؛ يقتدى فيه بعضهم
ببعض
~ ~ 18
إل َمن رحم ربك فآمنوا به واتبعوا رسله ،فإنهم ل خيتلفون ف توحيد
الل وما جاءت به الرسل من عند الل ،وقد اقتضت حكمته سبحانه
وتعال أنه َخلَقهم ُمتلفني :فريق ي
شق وفريق سعيد ،ولك ميرس ملا
خ ِلق هل .وبهذا يتحقق وعد ربك ف قضائه وقدره :أنه سبحانه سيمَل
جهنم من اجلن واإلنس اذلين اتبعوا إبليس وجنده ولم يهتدوا
لإليمان.
~ ~ 19
الرئاسة
ْ ْ َ َّ َّ َ َ ْ ْ ْ ْ ْ َ َ ْ َ َ َ َ ْ
ْنع الملك ِم َّم ْن
ق ِل اللهم مالِك المل ِك تؤ ِت الملك من تشاء وت ِ -1
َ َ ْ َ ْ َّ َ َ َ ِّ ََ ُّ ََ ََ
تشاء َوت ِع ُّز َم ْن تشاء َوت ِذل َم ْن تشاء ِبي ِدك اخلري ِإنك لع ك
َ ْ َ
يشء ق ِدير ( ال عمران ) 26 :
{ ق ِل امهلل مالك امللك } قال ابن عباس ف رواية أيب صالح :نزلت
ف شأن املنافقني ،وذلك أن رسول الل صىل الل عليه وسلم ملا فتح
~ ~ 20
ا
مكة قال عبد الل بن أيب رأس املنافقني :إن حممدا يتمن أن ينال
َّ
ملك فارس والروم وأّن هل ذلك؟ فْنلت هذه اآلية .
ُّ
قل -أيها انلب متوجها إل ربك بادلاعء :-يا َمن لك امللك لكه ،أنت
اذلي تمنح امللك واملال واتلمكني ف األرض َمن تشاء ِمن خلقك،
وتسلب امللك ممن تشاء ،وتهب العزة ف ادلنيا واآلخرة َمن تشاء،
َّ
وجتعل اذللة لع من تشاء ،بيدك اخلري ،إنك -وحدك -لع ك يشء
قدير .ويف اآلية إثبات لصفة ايلد لل تعال لع ما يليق به سبحانه.
~ ~ 21
َ َْ َ َ َ َ َ
ك ْمت ْم بَ ْنيَ ْ َ ْ َ ُّ ْ َ َ َ َّ َّ َ َ ْ
ات ِإل أه ِلها و ِإذا ح
ِ -2إن اّلل يأمركم أن تؤدوا األمان ِ
َّ َّ َ َ َ ْ َ َّ َ ْ َ ْ َّ َّ َ ْ َْ َّ
اس أن حتكموا بِالعد ِل ِإن اّلل نِ ِعما ي ِعظكم بِ ِه ِإن اّلل اكن انل ِ
يعا بَص ا
ريا ( النساء )58: َسم ا
ِ ِ
~ ~ 22
ما يستفاد من اآلية :
-وجوب رد األمانات بعد املحافظة عليها .
-وجوب العدل ف اْلكم وحرمة اْليف واجلور فيه .
~ ~ 23
فاآلية الكريمة تنىه املؤمنني عن موالة الكفرة .أى :عن
منارصتهم وإفشاء أرسار املؤمنني إيلهم ،وعن ك ما من شأنه أن
يكون مرضة باملؤمنني .
~ ~ 24
ويتول ( رسوهل ) بأن يتبعه ويتأىس به
َ ْ
آمنوا } بأن ينارصهم ويشد أزرهم ويتعاون معهم ويتول { واذلين
لع الرب واتلقوى
( هزوا ) أي سخرية
( لعبا ) أي ملهاة وعبثا
واملراد باذلين أوتوا الكتاب :ايلهود وانلصارى
واملراد بالكفار هنا املرشكون اذلين ل كتاب هلم
~ ~ 25
ما يستفاد من اآلية :
حرمة اختاذ ايلهود وانلصارى واملرشكني أويلاء ل سيما أهل أ-
الظلم منهم .
ب -سوء أخالق ايلهود وفساد عقوهلم .
ج -شعور ايلهود بفسقهم وبعد ضالهلم جعلهم يعملون لع
إضالل املسلمني
~ ~ 26
{ ويقيمون الصالة } :أي يؤدونها ف خشوع وافية الرشوط واألراكن
والسن واآلداب {.ويؤتون الزاكة } :أي خيرجون زاكة أمواهلم الصامتة
اإلبل وابلقر
اكدلراهم وادلنانري واملعرشات ،وانلاطقة اكألنعام ِ :
والغنم .
~ ~ 27
اإليمان ف ادلار اآلخرة وهو انلعيم املقيم ف دار
ج -بيان جزاء أهل ِ
اإلسالم .
ِ
د -أفضلية رضا الل تعال لع سائر انلعيم .
ه-بيان معن الفوز وهو انلجاة من انلار ،ودخول اجلنة .
~ ~ 28
اإلصــالح ىف انلـزاع
َْ َ َّ َ َّ َ َ َ َ َ ُّ َ َّ َ َ َ
ول األم ِر
اذلين آمنوا أ ِطيعوا اّلل وأ ِطيعوا الرسول وأ ِ -1يا أيها ِ
ْ ْ َ ْ َ ُّ َ َّ از ْعت ْ منْك ْم فَإ ْن َتنَ َ
ول ِإن كنت ْم
ِ س اّلل َو َّ
الر ِ لإ
ِ وه در ف ءيش ف ِ م ِ ِ
َ َ َ ْ َ ْ َ َْ ْ َ َّ ْ
اآلخ ِر ذلِك خري َوأحسن تأ ِويالِ اّلل َوايلَ ْومِ
تؤ ِمنون بِ ِ
( النساء ) 59 :
~ ~ 29
َّ
يا أيها اذلين صدقوا الل ورسوهل وعملوا برشعه ،استجيبوا ألوامر الل
تعال ول تعصوه ،واستجيبوا للرسول صىل الل عليه وسلم فيما جاء
به من اْلق ،وأطيعوا ولة أمركم ف غري معصية الل ،فإن اختلفتم ف
يشء بينكم ،فأرجعوا اْلكم فيه إل كتاب الل تعال وسنة رسوهل
حممد صىل الل عليه وسلم ،إن كنتم تؤمنون حق اإليمان بالل تعال
ُّ
وبيوم اْلساب .ذلك الرد إل الكتاب والسنة خري لكم من اتلنازع
والقول بالرأي ،وأحسن اعقبة ومآل.
~ ~ 30
اإلسالم ما
ج -العاقبة اْلميدة واْلال اْلسنة السعيدة ف رد أمة ِ
تتنازع فيه إل كتاب ربها وسنة نبيها صىل الل عليه وسلم
~ ~ 31
{ فإن فاءت فأصلحوا بينهما :أي رجعت إل اْلق بعد مقاتلتها
فأصلحوا بينهما بالعدل أي بالعدل } باْلق .
{ وأقسطوا إن الل ُيب :أي وأعدلوا ف حكمكم إن الل ُيب أهل
العدل -املقسطني }
~ ~ 32
أ -وجوب تعاون املسلمني لع تأديب أية مجاعة تبغ وتعتدي حت
تفىيء إل اْلق .
ب -وجوب اْلكم بالعدل ف قضية من قضايا املسلمني وغريهم .
اإلسالمية ووجوب حتقيقها بالقول والعمل
ج -تقرير األخوة ِ
~ ~ 33
وضعفهم .ذلك ان اتلعامل مع انلفوس البرشية بغية هدايتها يقتض
ا َ
سعة صدر ،وسماحة طبع ،ويرسا ف غري إفراط ول تفريط ف دين
الل ،وهكذا اكن رسول الل صىل الل عليه وسلم مثال الكمال واخللق
العظيم .
ْ
وامر يا حممد بالعرف ،وهو اخلري املعروف ،والعرف اسم جامع لك
ما عرف من طاعة الل واتلقرب ايله واإلحسان ال انلاس وأعرض
أيها الرسول اهلادي عن اجلاهلني ،وهم اذلين ل ترج هدايتهم ،إذ
قد يكون إهماهلم واإلعراض عنهم أجدي ف هدايتهم
~ ~ 34
رشح اللكمات :
ْ َ
( َو ِإن َاعقبْت ْم ) أي إن أردتم املعاقبة
ْ ْ
( ََاعقِبوا بِ ِمث ِل َما عوقِبْت ْم بِ ِه ) أي بمثل ما فعل بكم
( ولئ صربتم هلو خري للصابرين ) يعن ولئ عفوتم ،وتركتم استيفاء
ا
القصاص وصربتم اكن ذلك العفو ،والصرب خريا من استيفاء
القصاص وفيه أجر للصابرين والعافني .
~ ~ 35
العــدل والصــدق
~ ~ 36
تفسري اآليات :
أمر الل املؤمنني أن يكونوا قوامني لل تعال بسائر حقوقه عليهم
من الطااعت ،وأن يكونوا شهداء بالعدل ول َيورون ف يشء ،
ونهاهم أن ُيملهم بغض قوم أو عداوتهم لع ترك العدل وقد أمروا
به ،ثم أمرهم بالعدل وأعلمهم أن أهل العدل هم أقرب انلاس إل
اتلقوى ،ألن من اكنت ملكة العدل صفة هل اكن أقدر لع أداء
اْلقوق والواجبات ،ولع ترك الظلم واجتناب املنهيات ثم أمرهم
ا
باتلقوى مؤكدا شأنها ألنها مالك األمر ،وأعلمهم بأنه خبري بما
يعملون لزتداد ملكة مراقبة الل تعال ف نفوسهم فيفوزون بالعدل
ا
واتلقوى معا هذا ما دلت عليه اآلية األول ( ) 8أما اآلية ( ) 9فقد
تضمنت برشى سارة هلم وه أن ربهم قد وعد اذلين آمنوا وعملوا
الصاْلات باملغفرة ذلنوبهم واألجر العظيم هلم وهو اجلنة ،وقلت
اإليمان وصالح األعمال رض الل
برشى سارة هلم ،ألنهم هم أهل ِ
ا ا
عنهم وارضاهم ،أما اآلية اثلاثلة ( ) 10فقد تضمنت وعيدا شديدا
للاكفرين املكذبني بآيات الل وحججه الت أرسل بها رسله وأيدهم
بها ،ولزم لكذبهم وكفرهم خبث أرواحهم وذلا فهم ل يالئمهم إل
~ ~ 37
عذاب انلار فاكنوا بنعمة عظيمة من نعمه ،ه جناة نبيهم حممد صىل
الل عليه وسلم من قتل أعدائه .
~ ~ 38
ه أَ ْر َب م ْن أ َّمة إ َّنماَ
َ ون أمةََّ َْ َ َ ْ َ َ ا ََْ ْ َ ْ َ
أيمانكم دخال بينكم أن تك
ِ ِ ِ
َ َْ ْ ن لَك ْم يَ ْو َم الْقيَ َ
اّلل به َو َيلبَيِّ َ َّ
َّ َ
ام ِة َما كنت ْم ِفي ِه ختتَ ِلفون ِ ِِ يبْلوكم
( { )92انلحل }92 – 90 :
~ ~ 39
ا
{ دخال بينكم } :ادلخل ما يدخل ف اليشء وهو ليس منه لإلفساد
واخلديعة .
ا
{ أرب من أمة } :أي أكرث منها عددا وقوة
~ ~ 40
األمور لكها ،وقوهل { لعلكم تذكرون } أي أمر بهذا ف كتابه رجاء
ان تذكروا فتتعظوا فتمتثلوا األمر وجتتنبوا انله .وبذلك تكملون
وتسعدون .وذلا ورد ان هذه اآلية { :أن الل يأمر بالعدل واإلحسان
} ال { تذكرون } ه أمجع آية ف كتاب الل للخري والرش .وه كذلك
فما من خري ال وأمرت به ول من رش ال ونهت عنه .وقوهل تعال {
وأفوا بعهد الل اذا اعهدتم } امر من الل تعال لعبادة املؤمنني بالوفاء
ا ا
بالعهود فعىل ك مؤمن بايع أماما أو اعهد احدا لع يشء ان يِف هل
بالعهد ول ينقصه { .اذ ل ايمان ملن ل امانة هل ،ول دين ملن ل عهد
هل } كما ف اْلديث الرشيف . .
وقوهل تعال { ول تنقضوا األيمان بعد توكيدها } األيمان مجع يمني
وهو اخللف بالل وتوكيدها تغليظها باأللفاظ الزائدة { وقد جعلتم
ا ا
الل عليكم كفيال } اي وكيال ،أي أثناء حلفكم به تعال ،فقد
ا
جعلتموه وكيال ،فهذه اآلية حرمت نقض األيمان وهو نكثها وعدم
األلزتام بها باْلنث فيها ملصالح مادية .وقوهل تعال { إن الل يعلم ما
تفعلون } فيه وعيد شديد ملن ينقض أيمانه بعد توكيدها .
وقوهل تعال { ول تكونوا اكلت نقضت غزهلا } ،وه أمرأة بمكة
َحقاء تغزل ثم تنكث غزهلا وتفسده بعد إبرامه وإحاكمه فنىه الل
~ ~ 41
تعال املؤمنني أن ينقضوا أيمانهم بعد توكيدها فتكون حاهلم كحال
هذه اْلمقاء .
ا ا
وقوهل تعال { :تتخذون أيمانكم دخال بينكم } أي إفسادا وخديعة
كأن حتالفوا مجاعة وتعاهدوها ،ثم تنقضون عهدكم وحتلون ما
أبرتم من عهد وميثاق وتعاهدون مجاعة اخرى ألنها أقوى وتنتفعون
بها أكرث .هذا معن قوهل تعال { أن تكون أمة ه أرب من أمة } أي
ا ا ا
مجاعة اكرث من مجاعة رجال وسالحا أو مال ومنافع .وقوهل تعال { :
إنما يبلوبكم الل به } أي خيرتبكم فتعرض لكم هذه األحوال
وجتدون أنفسكم تميل إيلها ،ثم تذكرون نه ربكم عن نقض
ا ا
األيمان والعهود فترتكوا ذلك طاعة لربكم أول تفعلوا إيثارا لدلنيا
عن اآلخرة ،
~ ~ 42
أ -بيان أمجع آية للخري والرش ف القرآن وه آية { إن الل يأمر
بالعدل واإلحسان } . .اآلية ( . ) 90
ب -وجوب العدل واإلحسان وإعطاء ذوي القرب حقوقهم الواجبة
من الرب والصلة .
ج -حتريم الزنا واللواط ولك قبيح اشتد قبحه من الفواحش
الظاهرة وابلاطنة .
حتريم ابلغ وهو الظلم جبميع صوره وأشاكهل . د-
وجوب الوفاء بالعهود وحزمة نقضها . ه-
و -حرمة نقض األيمان بعد توكيدها وتوطني انلفس عليها
تلخرج لغو ايلمني .
ا
من بايع أمريأ أو اعهد احدا َيب عليه الوفاء ول َيوز ز-
ا
انلقض وانلكث ملنافع دنيوية أبدا .
~ ~ 43
{ بما أراك الل } :أي بما علمك بواسطة الويح .
ا ا ا ا ا
{ خصيما } :أي ُماصما بالغا ف اخلصومة مبلغا عظيما .
~ ~ 44
تربية الفرد واألرسة ةاملجتمع
~ ~ 45
ْ ََْ ْ َْ َ
ون الْكتَابَ َ َ َّ َ ْ ِّ َ َ ْ َ ْ َ َ ْ ََْ
ِ -2أتأمرون انلاس بِال ِرب وتنسون أنفسكم وأنتم تتل
َّ ْ َ َّ َ َ َّ َ َ َ َ َّ َ ْ َ َََ َْ َ
رب والصال ِة و ِإنها لك ِبرية ِإل
أفال تع ِقلون ( )44واست ِعينوا بِالص ِ
ََ ْ
اخلَاشع َ
ني ({ )45ابلقرة } 45-44 : ِ ِ لع
~ ~ 46
تفسري اآليتني :
َ َ
ما أقبح حالكم وحال علمائكم حني تأمرون انلاس بعمل اخلريات،
وترتكون أنفسكم ،فال تأمرونها باخلري العظيم ،وهو اإلسالم ،وأنتم
تقرءون اتلوراة ،الت فيها صفات حممد صىل الل عليه وسلم ،ووجوب
ا
صحيحا؟ اإليمان به!! أفال تستعملون عقولكم استعمال
كيف يليق بكم يا معرش ايلهود ،وأنتم تأمرون انلاس بأمهات
الفضائل ،وألوان اخلريات ،أن تنسوا أنفسكم ،فال تأمروا بما
تأمرون به غريكم ،وأنتم مع ذلك تقرأون توراتكم ،وتدركون أي
عقوبة أيلمة ملن يأمر انلاس باخلري وينىس نفسه ،أفال عقل لكم
ُيبسكم عن هذا السفه اذلي تردتيم فيه ،ويذحركم من سوء اعقبته
.
واملراد بالنسيان ف اآلية الكريمة ،تركهم العمل بما يأمرون به غريهم
،ألن انلاس حقيقة ليس مؤاخذا لع مانسيه ،فال يستحق هذا
اتلوبيخ الشديد الوارد ف اآلية الكريمة ،وليس اتلوبيخ متوجها إل
كونهم اكنوا يأمرون انلاس بالرب ،ألنهن فعل حممود ،وإنما اتلوبيخ
متوجه إل كونهم تركوا العمل بما يرشدون إيله سواهم ،فهم يداوون
انلاس ،وقلوبهم مليئة باألمراض والعلل .
~ ~ 47
واستعينوا ف ك أموركم بالصرب جبميع أنواعه ،وكذلك
الصالة .وإنها لشاقة إل لع اخلاشعني.إن الصالة صعبة إل لع
اخلاضعني املخبتني املتطامنة قلوبهم وجوارحهم لل تعال ألنهم
موقنون أنها من أهم وسائل الفالح ف ادلنيا ،والسعادة ف اآلخرة ،
ا ا
وألنهم َيدون عند أدائها اغتباطا ورسورا َيعل نفوسهم تنشط إيلها
لكما حل وقتها بهمة وإخالص .
~ ~ 48
التسامح واملعاملة
َ
ون ماَ َ ْ ََ َْ َ َ َ ْ َ َْ َ ْ َ َ ُّ َ ْ َ
قل يا أيها الاك ِفرون ( )1ل أعبد ما تعبدون ( )2ول أنتم اعبِد
َ َ ْ َ َْ َ ْ َ ََ َ ْ
أعبد (َ )3ول أنا َاعبِد َما عبَدت ْم (َ )4ول أنت ْم َاعبِدون َما أعبد ()5
ين ( { )6الاكفرون } 6-1 : د
ِ لَك ْم ِدينك ْم َو َ
ل
ِ ِ
~ ~ 49
اإلسالم فال أتركه أبدا .
{ ول دين } :أي ِ
~ ~ 50
أيأس الل ورسوهل من إيمان هذه اجلماعة الت اكن انلب صىل الل
َ
عليه وسلم بطمع ف إيمانهم وأيأس املرشكني من الطمع ف موافقة
الرسول صىل الل عليه وسلم لع مقرتحهم الفاسد ،وقد هلك هؤلء
املرشكون لع الكفر فلم يؤمن منهم أحد فمنهم من هلك ف بدر
ومنهم من هلك ف مكة لع الكفر والرشك وصدق الل العظيم فيما
أخرب به عنهم أنهم ل يعبدون الل عبادة تنجيهم من عذابه وتدخلهم
رَحته .
~ ~ 51
َّ َ ْ َ َ َ َ َّ َ ْ َ َ َ َ َ ْ َْ
أنتم ب ِريئون ِمما أعمل وأنا ب ِريء ِمما تعملون ( { )41يونس :
} 41-40
~ ~ 52
ومنهم من ل يؤمن به أصال ل نطماس بصريته ،وإيثاره الغ لع
الرشد .
وإن تمادى هؤلء األرشار ىف طغيانهم وىف تكذيبهم لك يا حممد ،
فقل هلم :أنا مسئول عن عمل أمام الل ،وأنتم مسئولون عن
أعمالكم أمامه -سبحانه -وأنتم بريئون مما أعمله فال تؤاخذون
عليه ،وأنا برئ كذلك من أعمالكم فال يؤاخذّن الل عليها .فاآلية
الكريمة تسلية للرسول -صىل الل عليه وسلم -عما أصابه من قومه
.وإعالم هل بأن وظيفته ابلالغ ،أما حسابهم لع أعماهلم فعىل الل -
تعال –
~ ~ 53
ََا ََ َ ْ
اءت م ْرتفقا الرشاب وس ب َماء َاكلْم ْهل ي َ ْشوي الْوج َ
وه بئْ َس َّ َ
ِ ِ ِ ِ
(الكهف ) 29 :
~ ~ 54
ما يستفاد من اآلية :
أ -لع ادلاع ال الل تعال أن يبني اْلق ،وانلاس بعد حبسب ما
كتب هلم أو عليهم .
ب -الرتغيب والرتهيب بذكر جزاء الفريقني الؤمنني والاكفرين .
ج -عذاب انلار رش عذاب ،ونعيم اجلنة ،نعم انلعيم ول يهلك لع
الل إل هالك .
~ ~ 55
َ َ َ ْ َّ َّ َّ َ ْ َ َ ْ ْ َ َّ َ ْ َ َ َ
ِ َتلعارفوا ِإن أكرمكم ِعند ِ
اّلل أتقاكم ِإن اّلل ع ِليم خ ِبري ()13
{ اْلجرات }13-10 :
~ ~ 56
اإليمان } { ومن لم يتب فأوَلك هم :أي من ملز ونزب املؤمنني فأوَلك
ابلعداء هم الظاملون .
الظاملون }
{ اجتنبوا كثريا من الظن } :أي اتلهم الت ليس هلا ما يوجبها من
األسباب والقرائن .
{ إن بعض الظن إثم } :أي كظن السوء بأهل اخلري من املؤمنني
{ ول جتسسوا ول يغتب بعضكم :أي ل تتبعوا عورات املسلمني
وما بهم بابلحث عنها .
بعضا } { أُيب أحدكم أن يأكل ْلم :أي ل ُيسن به حب أكل
ْلم أخيه ميتا ول حيا معا .
أخيه ميتا } { فكرهتموه } :أي وقد عرض عليك األول فكرهتموه
فاكرهوا أي كما كرهتم أكل ْلمه ميتا فاكرهوه حيا وهو الغيبة .
{ وجعلناكم شعوبا وقبائل } :أي مجع شعب والقبيلة دون الشعب
.
{ تلعارفوا } :أي يلعرف بعضكم بعضا فتعارفوا ل للتفاخر بعلو
األنساب .
~ ~ 57
{ إن أكرمكم عند الل أتقاكم } :أي عليم بكم وبأحوالكم
خبري بما تكونون عليه من كمال ونقص ل خيىف عليه يشء من
أشياء العباد .
~ ~ 58
املسلمني ،ول يقل بعضكم ف بعض بظهر الغيب ما يكره .أُيب
أحدكم أكل ْلم أخيه وهو ميت؟ فأنتم تكرهون ذلك ،فاكرهوا
اغتيابه .وخافوا الل فيما أمركم به ونهاكم عنه .إن الل تواب لع
عباده املؤمنني ،رحيم بهم.
َّ
يا أيها انلاس إنا خلقناكم من أب واحد هو آدم ،وأم واحدة ه
ا
شعوبا حواء ،فال تفاضل بينكم ف النسب ،وجعلناكم باتلناسل
ا
بعضا ،إن أكرمكم عند الل وقبائل متعددة؛ يلعرف بعضكم
ا
اتقاء هل .إن الل عليم باملتقني ،خبري بهم. أشدكم
~ ~ 59
حرمة اتلجسس أي تتبع عوارات املسلمني وكشفها وإطالع ز-
انلاس عليها .
اإلفساد وذلا
ح -حرمة الغيبة وانلميمة ه نقل اْلديث لع وجه ِ
َيوز ذكر الشخص وهو اغئب ف مواطن ه اتلظلم بأن يذكر
املسلم من ظلمه لزالة ظلمه ،الستعانة لع تغيري املنكر بذكر
صاحب املنكر .الستفتاء حنو قول املستفت ظلمن فالن
بكذا فهل َيوز هل ذلك ،حتذير املسلمني من الرش بذكر فاعله
قصد أن ُيذروه ،املجاهر بالفسق ول غيبة هل ،اتلعريف بلقب
ل يعرف الرجل إل به
~ ~ 60
{ حق تقاته } :باستفراغ الوسع ف إمتثال أمره ،واجتناب نهيه ،وتقاته
ه تقواه .
اإلسالم ،ألن الكتاب وادلين هما
{ حبل الل } :كتابه القرآن ودينه ِ
ا
الصلة الت تربط املسلم بربه ،ولك ما يربط ويشد شيئا بآخر هو
سبب وحبل .
اإليمان ووحد بينها بعد
{ ألف بني قلوبكم } :مجعها لع أخوة ِ
الختالف وانلفرة .
{ شفا حفرة } :شفا اْلفرة حافتها وطرفها حبيث لو غفل الواقف
عليها وقع فيها .
اإلسالم وبذلك أجناكم من انلار
{ أنقذكم منها } :بهدايتكم إل ِ
~ ~ 61
وجناكم من انلار .وكما َّ
بني الل لكم معالم اإليمان باإلسالم َّ
الصحيح فكذلك ِّ
يبني لكم ك ما فيه صالحكم; تلهتدوا إل سبيل
الرشاد ،وتسلكوها ،فال تضلوا عنها.
~ ~ 62
{تفسحوا ف املجالس } :أي توسعوا ف املجالس الت ه جمالس علم
وذكر .
{ فافسحوا يفسح الل لكم } :أي ف اجلنة ويف الرزق والقرب .
{ انُشوا فانُشوا } :أي قوموا للصالة أو لغريها من أعمال الرب
{ يرفع الل اذلين آمنوا منكم } :أي بانلرص وحسن اذلكر ف ادلنيا
ويف غرفات اجلنات ف اآلخرة .
{ واذلين اوتوا العلم درجات } :أي ويرفع اذلين اوتوا العلم درجات
اعيلة جلمعهم بني العلم والعمل
~ ~ 63
يشء منها ،وهو جمازيكم عليها .ويف اآلية تنويه بماكنة العلماء
وفضلهم ،ورفع درجاتهم.
~ ~ 64
ّ
احلث ىلع العمل
~ ~ 65
{ تفلحون } :أي تنجون من انلار وتدخلون اجلنة .
{ انفضوا إيلها } :أي إل اتلجارة .
ا
{ وتركوا قائما } :أي لع املنرب ختطب يوم اجلمعة .
{ ما عند الل خري من اللهو ومن :أي ما عند الل من اثلواب ف ادلار
اآلخرة خري من اللهو ومن اتلجارة } اتلجارة .
{ والل خري الرازقني } :أي فاطلبوا الرزق منه بطاعة واتباع هداه .
~ ~ 66
( - )11إذا رأى بعض املسلمني جتارة أو شيئاا ِمن هلو ادلنيا وزينتها
قائما لع املنرب ختطب ،قل هلم-أيهاتفرقوا إيلها ،وتركوك -أيها انلب -ا
َّ
انلب :-ما عند الل من اثلواب وانلعيم أنفع لكم من اللهو ومن
اتلجارة ،والل -وحده -خري َمن رزق وأعطى ،فاطلبوا منه ،واستعينوا
بطاعته لع نيل ما عنده من خريي ادلنيا واآلخرة.
~ ~ 67
َ َ َ َ ْ َ َ َ َ َ ُّ ْ َ َ َ َّ َّ َ َْ
ادلنيَا َ -2وابت ِغ ِفيما آتاك اّلل ادلار ِ
اآلخرة ول تنس ن ِصيبك ِمن
َّ ْ َ َ َ ْ ْ َ َ َ ْ َ َ َّ َ ْ َ َ َ ْ ْ َ َ َ
وأح ِسن كما أحسن اّلل ِإيلك ول تب ِغ الفساد ِف األر ِض ِإن
ين ( القصص ) 77 : ب الْم ْف ِس ِد َ َّ َ
اّلل ل ُي ُّ
ِ
~ ~ 68
ما يستفاد من اآلية :
• من اْلزم للمرء أن يطلب من املال واجلاه واملنصب ألع
ادلرجات ف اجلنة .
~ ~ 69
ّ
الغذاء احلالل واجليد
َ َ ا َ ِّ ا َ َ َ َّ ْ َّ َّ َ َ َ ُّ
-1يا أيها انلاس لكوا ِمما ِف اللر ِض حالل طيبا ول تت ِبعوا
الشيْ َطان إنَّه لَك ْم َعد يو مبني ( )168إ َّن َما يَأْمركمْ
َّ
ات َ
ِ ِ ِ ِ خطو ِ
َ َ َّ َ َ َ ْ َ َ ُّ َ ْ َ ْ َ َ َ ْ َ
اّلل ما ل تعلمون ()169 بِالسو ِء والفحشا ِء وأن تقولوا لع ِ
{ ابلقرة }169-168 :
~ ~ 70
{ الفحشاء } :ك خصلة قبيحة اكلزنا واللواط وابلخل وسائر املعايص
ذات القبح الشديد .
~ ~ 71
ب -اْلالل ما أحله الل ،واْلرام ما حرمه الل تعال فال يستقل
العقل بىشء من ذلك .
ج -حرمة اتباع مسالك الشيطان وه ك معتقد أو قول أو عمل
نىه الل تعال عنه
د -وجوب البتعاد عن ك سوء وفحش ألنهما مما يأمر بهما الشيطان
~ ~ 72
{ امليتة } :ما مات من اْليوان حتف أنفه بدون تذكية .
{ ادلم } :املسفوح السائل ،ل املختلط باللحم .
{ اخلْنير } :حيوان خبيث معروف بأكل العذرة ول يغار لع أنثاه .
اإلهالل :رفع الصوت باسم من تذبح هل من
{ وما أهل به لغري الل } ِ :
اآلهلة .
{ اضطر } :ألىجء وأكره حبكم الرضر اذلي ْلقه من اجلوع أو
الرضب .
{ غري باغ ول اعد } :ابلايغ الظالم الطالب ملا ل ُيل هل والعادي
واملعتدي املجاوز ملا هل إل ما ليس هل .
اإلثم } :أثر املعصية لع انلفس بالظلمة واتلدسية .
{ ِ
~ ~ 73
ا
وجوارحكم ،إن كنتم حقا منقادين ألمره ،سامعني مطيعني هل،
تعبدونه وحده ل رشيك هل.
( )173إنما حرم الل عليكم ما يرضكم اكمليتة الت لم تذبح بطريقة
رشعية ،وادلم املسفوح ،وْلم اخلْنير ،واذلبائح الت ذحبت لغري الل.
َ ْ
و ِم ْن فض ِل الل عليكم وتيسريه أنه أباح لكم أكل هذه املحرمات
عند الرضورة .فمن أجلأته الرضورة إل أكل يشء منها ،غري ظالم ف
أكله فوق حاجته ،ول متجاوز حدود الل فيما أبيح هل ،فال ذنب عليه
ف ذلك .إن الل غفور لعباده ،رحيم بهم.
~ ~ 74
أَذ َن انلب صىل الل عليه وسلم ف أكل اسمك واجلراد وهماَ ه-
ِ
وحرم أكل ك ذي ناب من السباع وذي ُملب منمن امليتة ّ ،
الطيور .
~ ~ 75
العقل والعلم
َّ ْ َ َّ َ َ ْ ْ َ َْْ َ ْ َ -1إ َّن ف َخلْق َّ
الس َم َ
ار والفل ِك ِ ه انل و ل ِ يالل ف ِ ال ت
ِ اخو ضِ راألو ات
ِ او ِ ِ ِ
َ
ْ َ ْ َ َ ْ َ َّ َ َ َ ْ َ َ َّ َّ َ ْ
الس َما ِء ِم ْن
اّلل م َن َّ
ِ ال ِت جت ِري ِف ابلح ِر بِما ينفع انلاس وما أنزل
ْ َ ْ َ َ ْ َ َ ْ َ َ َ َّ َ ْ ِّ َ َّ َ َ ْ َ َ ََ ْ
يف رص ِ ماء فأحيا بِ ِه األرض بعد موتِها وبث ِفيها ِمن ك دابة وت ِ
األ ْرض َآل َيَات ل َقومْ ْ َ َّ َ ْ َ َّ َ َ ْ َ الر َي ِ َ َّ َِّ
ِ اب المسخ ِر بني السما ِء و ِ اح والسح ِ
َْ َ
يع ِقلون (ابلقرة ) 164:
~ ~ 76
إن ف خلق السماوات بارتفاعها واتساعها ،واألرض جبباهلا وسهوهلا
وحبارها ،ويف اختالف الليل وانلهار من الطول والقرص ،والظلمة
وانلور ،وتعاقبهما بأن خيلف ك منهما اآلخر ،ويف السفن اجلارية ف
ابلحار ،الت حتمل ما ينفع انلاس ،وما أنزل الل من السماء من ماء
َّ
ُمرضة ذات بهجة بعد أن اكنت املطر ،فأحيا به األرض ،فصارت
دب لع وجه األرض،يابسة ل نبات فيها ،وما نرشه الل فيها من ك ما َّ
َّ
املسري وما أنعم به عليكم من تقليب الرياح وتوجيهها ،والسحاب
بني السماء واألرض -إن ف ك ادللئل السابقة آليات لع وحدانية
الل ،وجليل نعمه ،لقوم يعقلون مواضع اْلجج ،ويفهمون أدتله
سبحانه لع وحدانيته ،واستحقاقه وحده للعبادة.
~ ~ 77
ا
ج -النتفاع باآليات مطلقا -آيات الكتاب أو آيات الكون -خاص
بمن يستعملون عقوهلم دون أهوائهم .
َ َ َّ َ ْ َّ َ َْ َ ْ َ َ َّ َ ْ َّ
ار آل َيات ِ ه انل و لِ ي الل ف ِ ال ت
ِ اخ و ض ِ ر أل ا و ات
ِ او م الس ق
ِ لخ ف ِ ن -2إِ
َ ا اّلل قيَ ا ون َّ َ َ َ ْ َّ ْ َ
اما َوقعودا َو َلع ِ ين يَذكر ول األ َبلا ِب (ِ )190
اذل أل ِ
َ
اوات َو ْاأل ْرض َر َّبنَا َما َخلَ ْق َ َّ َ َ ْ ْ َ َ َ َّ َ
ت ِ جنوبِ ِهم َويتفكرون ِف خل ِق السم َ ِ
اب َّ ك فَقنَا َع َذ َ َ َ َ ا ْ َ َ َ
ار ( { )191ال عمران -190 : ِ انل ِ اطال سبحان هذا ب ِ
} 191
~ ~ 78
{ ألول األبلاب } :أصحاب العقول الت تدرك بها األشياء وتفهم بها
األدلة
{ ّ
ربنا } :يقولون :ربنا الخ . .
{ باطال } :ل لىشء مقصود منه ،وإنما هو من باب اللعب .
{ سبحانك } :تْنيها لك عن العبث واللعب ،وعن الرشيك والودل .
{ فقنا عذاب انلار } :أجرنا واحفظنا من عذاب انلار بتوفيقك نلا
لَلعمال الصاْلة وجتنيبنا األعمال الفاسدة املوجبة لعذاب انلار
َ ْ َّ
{ ِإن ِف خل ِق السماوات واألرض واختالف الليل وانلهار آليَات أل ْو ِل
األبلاب } .
أى :إن ىف إَياد السموات واألرض لع هذا انلحو ابلديع ،وما فيهما
من اآليات املشاهدة العظيمة من كواكب وحبار وزروع وأشجار . . .
وىف إَياد الليل وانلهار لع تلك اْلالة املتعاقبة ،وىف اختالفهما طول
وقرصا . .ىف ك ذلك ألمارات واضحة ،وأدلة ساطعة ،ألصحاب
العقول السليمة لع وحدانية الل -تعال -وعظيم قدرته ،وباهر
َ ْ َّ
حكمته ِ { .إن ِف خل ِق السماوات واألرض واختالف الليل وانلهار }
آليات واضحات لع وحدانية الل وقدرته ،ألصحاب العقول
َ ْ
السليمة ،اذلين من صفاتهم أنهم { يَذكرون الل } أى يستحرضون
~ ~ 79
عظمته ىف قلوبهم ،ويكرثون من تسبيحه وتمجيده بألسنتهم ،
ويداومون لع ذلك ىف مجيع أحواهلم .فهم يذكرونه قائمني ،ويذكرونه
ا ا
قاعدين .ويذكرونه وهم لع جنوبهم فاملراد بقوهل { ِقيَاما َوقعودا ولع
جنوبِ ِه ْم } أن ذكرهم الل -تعال -بقلوبهم وألسنتهم يستغرق اعمة
َ ْ َ َّ َ
أحواهلم " َ { .و َيتَفكرون ِف خل ِق السماوات واألرض } أى أن من
صفات هؤلء العباد أصحاب العقول السليمة أنهم يكرثون من ذكر
الل -تعال ، -ول يكتفون بذلك ،بل يضيفون إل هذا اذلكر
واتلدبر واتلفكر ىف هذا الكون وما فيه من مجال الصنعة ،وبديع
املخلوقات ،يلصلوا من رواء ذلك إل اإليمان العميق ،واإلذاعن اتلام
،والعرتاف الاكمل بواحدانية الل
َ َّ َ َ َ َ ْ َ َ َ ا ْ َ َ َ
ك فَقنَا َع َذ َ
اب َّ
ار } .
ِ انل ِ اطال سبحان
{ ربنآ ما خلقت هذا ب ِ
أى أنهم بعد أن أذعنت قلوبهم للحق ،ونطقت ألسنتهم بالقول
اْلسن ،وتفكرت عقوهلم ىف بدائع صنع الل تفكريا سليما ،
ا
استشعروا عظمة الل استشعارا ملك عليهم جوراحهم ،فرفعوا أكف
الرضاعة إل الل بقوهلم :
ا
يا ربنا إنك ما خلقت هذا اخللق ابلديع العظيم الشأن عبثا ،أو اعريا
ْ َ َ َ ا
حانك } أى نْنهك تْنيها من اْلكمة .أو خايلا من املصلحة { ،سب
~ ~ 80
ار } أى فوفقنا للعمل بماانل تاما عن ك ما ل يليق بك { فَقنَا َع َذ َ
اب َّ
ِ ِ
يرضيك ،وأبعدنا عن عذاب انلار .
َ ََْ َ ْ َ َ َ ْ َ َ ْ َ َ َ َّ َ َ ا َ ْ ِّ َ ْ ْ َ
اإلن ِس لهم قلوب ل يفقهوناجلن و ِ
-3ولقد ذرأنا ِجلهنم ك ِثريا ِمن ِ
َ َ ََ ْ َ َ َْ َ َ َ َ َ َ ََ ْ َ ْ َ ْ
وَلك
بِها ولهم أعني ل يب ِرصون بِها ولهم آ َذان ل يسمعون بِها أ ِ
َ َْ َ ْ َ ْ َ َ ْ ْ َ َ ُّ َ َ
وَلك هم الغافِلون ( األعراف )179: اكألنعامِ بل هم أضل أ ِ
~ ~ 81
رشح اللكمات :
{ ذرأنا جلهنم } :خلقنا جلهنم أي للتعذيب بها والستقرار فيها
{ ل يفقهون بها } :الكم الل ول الكم رسوهل .
{ ل يبرصون بها } :آيات الل ف الكون .
{ ل يسمعون بها } :اْلق واملعروف .
{ اكألنعام } :ابلهائم ف عدم النتفاع بقلوبهم وأبصارهم وأسماعهم
{ الغافلون } :أي عن آيات الل ،وما خلقوا هل وما يراد هلم وبهم .
~ ~ 82
ما يستفاد من اآلية :
أ -تقرير مبدأ ان السعادة والشقاء سبق بها قلم القضاء والقدر
فلك ميرس ملا خلق هل .
ب -هبوط اآلديم إل درك أهبط من درك اْليوان ،وذلك عندما
يكفر بربه ويعطل حواسه عن النتفاع بها ،ويقرص همه لع
اْلياة ادلنيا .
واإلعراض عنها .
ج -بيان أن ابلالء اكمن ف الغفلة عن آيات الل ِ
~ ~ 83
تفسري اآلية :
تأكد ََّّ
وتثبت .إن اإلنسان ول تتبع -أيها اإلنسان -ما ل تعلم ،بل
َ
استعملها ف اخلري َ
استعمل فيه سمعه وبرصه وفؤاده ،فإذا مسؤول عما
نال اثلواب ،وإذا استعملها ف الرش نال العقاب.
َ َّ َ ْ َ َ َ َ ََ ْ َْ َ َ َّ َ ْ ْ َ الر ْ َ
َّ -5
اإلنسان ( )3علمه ابليان
ِ ق لخ ) 2( َن آرق ال م لع ) 1( نَح
({)4الرَحن }4-1 :
رشح اللكمات :
{ الرَحن } :اسم من أسماء الل تعال .
{ علم القرآن } :أي علم من شاء من عباده القرآن .
ا
اإلنسان } :آدم كما خلق ذريته أيضا .
{ خلق ِ
~ ~ 84
واإلعراب عما
{ علمه ابليان } :أي علم آدم ابليان اذلي هو انلطق ِ
ف انلفس بلغة من اللغات ك هذا تعليم الل عز وجل ولول الل ما
نطق إنسان .
افتتحت السورة الكريمة بهذا السم اجلليل لل -عز وجل -وهو لفظ
مشتق من الرَحة ،وصيغته ادلالة لع املبالغة ،تنبه إل عظم هذه
الرَحة وسعتها .ثم بني -سبحانه -مظاهر قدرته ومنته لع عباده
َّ
بأجل انلعم وأعظمها شأنا ،فقال َ { :عل َم القرآن } والقرآن هو أعظم
وىح أنزهل -سبحانه -لع أنبيائه ورسله .
أى :علم نبيه -صىل الل عليه وسلم -القرآن اذلى هو أعظم انلعم
شأنا وأرفعها ماكنا ،إذ باتباع توجيهاته وإرشاداته ،يظفر اإلنسان
بالسعادة ادلنيوية واألخروية .
وهذه اآلية الكريمة تتضمن الرد عل املرشكني اذلين زعموا أن
هذا القرآن قد تعمله الرسول -صىل الل عليه وسلم -من البرش كما
َ َّ َ َ ِّ َ َ َ ْ َ ْ َ َ َّ ْ َ
حىك -سبحانه -عنهم ىف قوهل { :ولقد نعلم أنهم يقولون ِإنما يعلمه
ََ َ َ َّ ْ ْ َ َ َ
بَرش } . .وىف قوهل َ { :وقال اذلين كفروا ِإن هذا ِإل ِإفك افرتاه وأاعنه
َ َ َ َ
َعليْ ِه ق ْوم آخرون } . .كما تتضمن الرد عليهم لزعمهم أنهم ل يعرفون
~ ~ 85
ْ َ َ َ َ
الرَحن ،كما ىف قوهل -تعال َ { : -و ِإذا ِقيل لهم اسجدوا للرَحن قالوا
َّ َ َ
َو َما الرَحن } . .وقوهل -تعال { : -خل َق اإلنسان َعل َمه ابليان } بيان
نلعمتني أخريني من نعمه -سبحانه . -واملراد باإلنسان :جنسه ،
واملراد بابليان :الفهم وانلطق واإلفصاح عما يريد اإلفصاح عنه
بالالكم اذلى أداته اللسان .أى خلق -سبحانه -بقدرته اإلنسان لع
أمجل صورة ،وأحسن تقويم ،ومكنه من اإلفصاح عما ىف نفسه عن
طريق املنطق السليم ،والقول الواضح ،كما مكنه من فهم الكم غريه
هل ،فتمزي بذلك من األجناس األخرى ،وصار أهال ْلمل األمانة الت
عجزت عن َحلها السموات واألرض واجلبال ،وأصبح مستعدات
تللق العلوم واخلالفة ىف األرض .
~ ~ 86
~ 87 ~
العلم واتلكنولوجية
ْ ْ َ ََ ْ َْ َ ْ َ ْ ْ َ ِّ َ َّ
ان ِم ْن َعلَق ( )2اقرأَ اإلنس َ َ َ
اذلي خلق ( )1خلق ِ -1اقرأ بِاس ِم ربك ِ
َ َّ َ ْ ْ َ َ
ان َما لَمْ َ َّ َ ْ َ َ َّ َ َ َ ُّ َ ْ َ ْ
اإلنس
اذلي علم بِالقل ِم ( )4علم ِ وربك األكرم (ِ )3
ََْ
يعل ْم ( { )5العلق }5-1 :
~ ~ 88
{ ما لم يعلم } :أي ما لم يكن يعلمه من سائر العلوم واملعارف
~ ~ 89
ه -بيان فضل الل تعال لع اإلنسان ف تعليمه ما لم يكن يعلم
بواسطة الكتابة واخلط .
َ َ
األ ْر ِض َو َما ت ْغن اآليَات َو ُّ الس َم َ َ َ
اذا ف َّ ْ
انلذر ِ و ات
ِ او ِ م وار ظ ان -2ق ِل
ْ َ َ َ
ع ْن ق ْوم ل يؤ ِمنون (يونس ) 101:
~ ~ 90
أى :قل -أيها الرسول الكريم -لقومك :انظروا وتأملوا وتفكروا
فيما اشتملت عليه السموات من شموس وأقمار ،وكواكب وجنوم ،
وسحاب وأمطار . .
وفيما اشتملت عليه األرض من زروع وأنهار ،ومن جبال وأشجار ،
ومن حيوانات ودواب متنوعة .
انظروا إل ك ذلك وتفكروا ،فإن هذا اتلفكر يهدى أصحاب العقول
السليمة إل أن ِهلذا الكون إهلا واحدا عليما قديرا ،هو وحده
املستحق للعبادة والطاعة .
َ َّ ْ َ ْ
وقوهل َ { :و َما تغ ِن اآليات وانلذر َعن ق ْوم ل يؤ ِمنون } توبيخ للغافلني
عن انلظر السليم اذلى يؤدى إل اهلداية .
~ ~ 91
ْ َ َّ َ ْ َ َّ َ َ َ
األ ْرض آليَات ل َقومْ الر َي ِ َ َّ َ
ِّ
ِ اب المسخ ِر بني السما ِء و ِاح والسح ِ
َْ َ
يع ِقلون ( ابلقرة ) 164:
~ ~ 92
األول :خلق السموات واألرض وهو خلق عظيم ل يتأيت للقادر اذلي
ل يعجزه ىشء .
اثلانية :اختالف الليل وانلهار بتعاقبهما وطول هذا وقرص ذاك .
اثلاثلة :جريان الفلك -السفن -ف ابلحر لع ضخامتها وكربها وه
حتمل مئات األطنان من األرزاق وما ينتفع به انلاس ف حياتهم .
الرابعة :إنزاهل تعال املرض من السماء ْلياة األرض بانلباتات والزروع
بعد جدبها وموتها .
اخلامسة :ترصيف الرياح حارة وباردة ملقحة وغري ملقحة ،رشقية
وغربية وشمايلة وجنوبية حبسب حاجة انلاس وما تطلبه حياتهم .
السادسة :السحاب املسخر بني السماء واألرض تكوينه وسوقه من
بدل إل آخر يلمطر هنا ول يمطر هناك حسب إرادة العزيز اْلكيم .
فِف هذه اآليات الست أكرب برهان وأقوى ديلل لع وجود الل
تعال وعلمه وقدرته وحكمته ورَحته وهو ذللك رب العاملني ولإ
األولني واآلخرين ول رب غريه ول لإ سواه .
~ ~ 93
ما يستفاد من اآلية :
ا
أ -اآليات الكونية ف السموات واألرض تثبت وجود الل تعال ربا
ا ا ا
وإهلا موصوفا بكل كمال مْنها عن ك نقصان .
ا ا
ب -اآليات اتلْنيلية القرآنية تثبت وجود الل ربا وإهلا وتثبت
انلبوة املحمدية وتقرر رساتله صىل الل عليه وسلم .
ا
ت -النتفاع باآليات مطلقا -آيات الكتاب أو آيات الكون-
خاص بمن يستعملون عقوهلم دون أهوائهم .
~ ~ 94
~ 95 ~