Professional Documents
Culture Documents
ادارة راس المال العامل PDF
ادارة راس المال العامل PDF
شغلت العمليات المتعلقة بإدارة رأس المال العامل وما يرتبط بها من قرارات جزءا هاما من اهتمامات اإلدارة
المالية في شركات األعمال ،بل لربما تمثل أهم اهتمامات اإلدارة المالية وقراراتها .ويعود السبب في ذلك
االرتباط رأس المال العامل المتكامل والمباشر مع العمليات التشغيلية اليومية لشركات األعمال ،إضافة إلى
التأكيد الدائم من أن زيادة كفاءة اإلدارة المالية في إدارة رأس المال العامل ،إنما يعني زيادة كفاءة العمليات
التشغيلية لها
تزداد أهمية رأس المال العامل في الشركات الصغيرة الحجم التي تتعرض عادة الى ندرة في األموال المتاحة لإلستثمار ،وهنا تسعى
إدارة هذه الشركات الى تخفيض حجم االستثمار في الموجودات الثابتة وتتجنب الدخول فيه وتعويضه بواسطة استئجار المعدات والمكائن
واألبنية ،إال أنها ال تستطيع تجنب االستثمار النقدية والذمم المدينة والمخزون السلعي والتي تشكل بمجموعها رأس المال الى داخل
الشركة ،واألكثر من ذلك فإن القدرة المحدودة للشركة الصغيرة في الوصول الى األسواق المالية والحصول على مصادر التمويل الطويلة
األجل تجعل االداره المالية في هذه الشركات تركز جل اهتمامها باإلعتماد على اإلئتمان التجار والقروض المصرفية القصيرة األجل .
أضف إلى ذلك أن أهمية رأس المال العامل بالنسبة لإلدارة المالية ترجع الى كون القرارات الخاصة بشأنه ال تحتمل التأجيل ،قياسا
بإمكانية تأجيل االستثمار في الموجودات الثابتة ،حيث أن تأجيل االستثمار في الموجودات المتداولة قد يلحق بشركة األعمال أضرارة
جسيمة ،فتأجيل االستثمار اإلضافي في النقدية يترتب عليه " نقص خطير في السيولة ،كما أن تأجيل االستثمار اإلضافي في الذمم المدنية
والمخزون السلعي قد يترتب عليه فقدان الشركة لبعض عمالئها الرئيسية .ومما يعزز اهتمامات اإلدارة المالية في رأس المال العامل هو
العالقة المباشرة والقوية بين النمو في المبيعات والحاجة لزيادة االستثمار في الموجودات بشكل عام ومنها الموجودات المتداولة (كما بينا
ذلك في موضوع التنبؤ المالي فزيادة المبيعات تستلزم زيادة مباشرة في النقدية والذمم المدينة والمخزون السلعي ،وكل هذه الحاجات يجب
أن تمول ،وهي لذلك تأخذ اهتماما خاصا من اإلدارة المالية ،نظرا ألن االستثمار فيها يستلزم الحاحا ً معينا ً.
من كل ذلك نصل الى تأكيد أن رأس المال العامل ،كمفهوم وقرار ،قد اكتسب حيزأ مهمة في عمل اإلدارة المالية ،
بل إن عناصر رأس المال العامل ( النقدية ،والذمم المدينة والمخزون السلعي ) اكتسبت هذه بدورها اهتماما خاصا
في استراتيجيات اإلدارة المالية وقراراتها وخططها االستثمارية قصير األجل ،فنجد أن هنالك استراتيجيات خاصة
منظمة إلدارة النقدية واالستثمارات المؤقتة وقرارات ثمار فيها ،وكذلك استراتيجيات خاصة إلدارة الذمم المدينة
والمخزون السلعي قرارات االستثمار فيها ،أضف الى ذلك االستثمارات الخاصة والمنظمة لقرارات استخدام
عناصر تمويل هذه الموجودات وهي المطلوبات المتداولة والتي سنتناول الحديث عنها الحقا .
مفهوم رأس المال العامل
يقصد برأس المال العامل حجم االستثمار المتاح في الموجودات القصيرة األمد ،أي الموجودات المتداولة أي االستثمار في فقرات النقدية
واالستثمارات المؤقتة الذمم المدينة والمخزون السلعي وغيرها من الفقرات المماثلة ،بينما يقصد بإدارة رأس المال العامل ،إدارة كل
الجوانب المتعلقة بإدارة الموجودات المتداولة المطلوبات المتداولة من تخطيط وتنظيم ورقابة واتخاذ القرار .
ولكي نعطي توضيحا لمعنى رأس المال العامل ،ال بد من اإلشارة إلى أن الفكر المالي المعاصر قد استخدم اصطالحين شاعا استعمالهما
،أحدهما يطلق عليه باجمالي رأس المال العامل والثاني يسمى بصافي راس المال العامل.
ويقصد باألول ( إجمالي رأس المال العامل إجمالي) الموجودات المتداولة بفقراتها المختلفة ،والمعروف ماليا عن هذه الفقرات أنها يجب أن
تتحول الى نقد خالل فترة زمنية قصيرة ال تتعدى السنة الواحدة ،ولذلك فاإلستثمار فيها هو استثمار قصير األمد ال يتعدى السنة الواحدة
والمالحظ أن أصحاب هذا التحديد لرأس المال العامل كونهم يعطون أهمية فقط للموجودات المتداولة وال يعطون اهتماما للمطلوبات
المتداولة ،إن هذا التحديد يقوم على اساس التميز أو المقارنة بين الموجودات المتداولة والموجودات الثابتة ،فاألولى دائمة الحركة
والنشاط وهي في تغير مستمر بعكس الموجودات الثابتة فهي ساكنة ال تتغير ,إن الهدف من الموجودات المتداولة كما هو ظاهر من معناها
هو التداول وسرعة التحول الى نقدية أي كونها فقرات قابلة للتسييل ،وهذه الحركة تظهر عادة من خالل دراسة .
دورة رأس المال العامل :
يجدر االنتباه الى أن مصطلح صافي رأس المال العامل هو التحديد األكثر استخدامة في مجال اإلدارة المالية ،حيث
طال استعماله من قبل المحاسبين ،كما أن الكثير من اإلحصاءات المنشورة ذات القيمة الهامة بهذا الصدد تعتمد في
تحليلها على رأس المال العامل باعتباره هو ناتج طرح المطلوبات المتداولة من الموجودات المتداولة بل إن البعض
من علماء اإلدارة المالية يؤكدون على أن رأس المال العامل هو الموجودات المتداولة التي مولت بمصادر تمويل
طويلة األجل .ويقصدون بذلك صافي رأس المال العامل ،ولهذا فإن الكثير من كتاب اإلدارة المالية ( ومنهم مؤلف
هذا الكتاب ) يقترحون استخدام اصطالح إدارة صافي رأس المال العامل بدال من إدارة رأس المال العامل ،حيث
تعنى إدارة صافي رأس المال العامل بإدارة االستثمار في الموجودات المتداولة وإدارة استخدام المطلوبات المتداولة
ام وهو االتجاه الذي اعتمده مؤلف الكتاب من جعل مسعاه يدور حول إدارة االستثمار في الموجودات المتداولة .
تأتي أهمية صافي رأس المال العامل ،أنه مقياسا نوعيا لسيولة الشركة ،أي لدرجة الثقة التي توفرها الموجودات
المتداولة ،كما أن حجم هذا الصافي يحتل أهمية رئيسة في السياسات التمويلية القصيرة األجل لشركة األعمال .
عموما فإن الزيادة الدائمة لصافي رأس المال العامل ،ماهي إال وسيلة مهمة لتحقيق أحد
االحتمالين اآلتيين :
امكانية الوفاء باإللتزامات المالية المستحقة وضمان القدرة في توزيع األرباح .
والقدرة في امتصاص الخسائر التشغيلية الناتجة عن انخفاض قيمة المخزون السلعي ،أو العجز في تحصيل
الحسابات المدينة ،وغيرها.
ومن هنا تبرز أهمية صافي رأس المال العامل في التحليل المالي باعتباره مقياسا نوعيا لدرجة الثقة التي توفرها
الموجودات المتداولة اتجاه اإللتزامات المستحقة على الشركة وزيادته تعزز ثقة الدائنين والموردين وأصحاب
القروض -القصيرة األمد
تحديد حجم االستثمار في رأس المال العامل
تتوضح اهتمامات اإلدارة المالية و مضمون قراراتها الخاصة بتحديد حجم في راس المال العامل
( الموجودات المتداولة ) وطرق تمويلية خالل الزمن من خالل طرح السؤالين اآلتيين ،واإلجابة عليهما ،وهما :
ما هو حجم االستثمار المناسب :في رأس المال العامل( الموجودات المتداوله) من ناحية المقدار ومن ناحية األنواع من االستثمارات •
الفرعية الالزمه للوفاء بتلبية حجم معين ومحدد من المبيعات ؟
كيف يتم تمويل هذا المستوى من االستثمار في راس المال العامل؟ •
اإلجابة على هذين السؤالين يتحدد من خالل مضمون اإلدارة المالية في ادارة االستثمار القصير األجل الممثل برأس المال العامل ،
واإلجابة على هذين السوالين تتحدد من خالل عملية المبادلة Trade offما بين المخاطر والعائد Return-ام ،Trade offولهذا فال
يوجد من وجهة نظر اإلدارة المالية طريقة موضوعية ودقيقة لتحديد حجم المستثمر في رأس المال العامل من جهة واعتماد طريقة
موضوعية في تمويل رأس المال العامل من جهة ثانية ،ولهذا فإن القرار المتخذ يعتمد أساسا على شكل العالقة المتبادلة بين المخاطر
والعائد وأيضا على نوع العالقة المفضلة التي ترغب بها اإلدارة المالية .
فعندما تلجأ اإلدارة المالية الى زيادة المستثمر في رأس المال العامل (زيادة االستثمار في الموجودات المتداولة عن حدوده االقتصادية
المطلوبة داخل شركة األعمال ،أي عندما تزداد نسبة ما هو مستثمر في الموجودات المتداولة قياسا بالموجودات الثابتة ،فإن ذلك يعني
انتهاج اإلدارة المالية في الشركة السياسة استثمارية في رأس المال العامل تقلل من المخاطر وفي نفس الوقت تقلل من الربحية المتوقعة
وفقا للعالقة المتبادلة .
فزيادة االستثمار عن الحدود االقتصادية المتعارف عليها يعني أن اإلدارة المالية احتفظت بأرصدة كبيرة نسبية من مكونات رأس المال
العامل ،أي استثمارها لكميات كبيرة من النقد أو لجوئها الى زيادة البيع باألجل أو زيادة ما هو مستثمر في المخزون السلعي بمكوناته
الرئيسة مثل المواد األولية والبضاعة الجاهزة .
إال أن زيادة المستثمر في فقرات هذا النوع من الموجودات االستثمارية سوف تخفض من المخاطر وتقللها ألن ذلك يؤدي الى تخفيض من
احتماالت عدم وجود نقد جاهز لتسديد ما على اإلدارة من التزامات مستحقة واجبة التسديد ،كما أنه يخفض من احتماالت نفاذ المخزون
السلعي من المواد األولية ،األمر الذي يخفض من احد عدم استمرار الخطوط االنتاجية وبالتالى يقلل من احتماالت کساد المبيعات
وانخفاضها ،وهذا بحد ذاته تخفيض للمخاطر التي يمكن أن تتعرض لها اإلدارة المالية في شركات األعمال.
بالمقابل فإن زيادة المستثمر في مكونات رأس المال العامل بأكبر من الحدود االقتصادية وفق اإلفتراض أعاله ،يعني هبوط ربحية
االستثمار في رأس المال العامل ،والسبب في ذلك يعود الى أثر عاملين مهمين هما :
ضخامة المستثمر في األموال .
إن بعض فقرات رأس المال العامل متباينة العوائد (األرباح) فالعائد على النقد يتسم بالصغر الى حد يمكن وصوله الى الصفر ،كما أن
االستثمار في الحسابات المدينة والمخزون السلعي يتسمان بانخفاض العائد
سياسات االستثمار في رأس المال العامل
بموجب هذه السياسة فإن اإلدارة المالية تكون أكثر متحفظة إتجاه حجم االستثمار في رأس المال العامل (الموجودات المتداولة باعتباره
االستثمار الذي من خالله تسعى لمواجهة اإللتزامات المستحقة على الشركة ،لذلك تهتم هذه السياسة بزيادة االستثمار وبمبالغ كبيرة في
فقرات رأس المال العامل كالنقدية واالستثمارات المؤقتة والذمم المدينة والمخزون السلعي سعيا لمواجهة الزيادة المتوقعة في المبيعات .
وبالتالي كلما توقعت اإلدارة المالية امكانية النمو في المبيعات ،فإن قرارها دائما هو زيادة االستثمار في مكونات رأس المال العامل
لتحقيق ذلك النمو ،ضمانة أو تخوفا من اإلنخفاض المفاجئ في أرصدة النقدية أو المخزون السلعي لمواجهة الزيادة المتوقعة في المبيعات
.لذلك فهي تحتفظ بهذه الزيادة في االستثمار كحدود أمان لمواجهة المبيعات ،ومضمون هذه السياسة يعكسها المنحى س أ.
.2سياسةاالستثمار المعتدلة Moderate Policy :
تعكس هذه السياسة شكل االستثمار المعتدل في مكونات رأس المال العامل المواجهة متطلبات الزيادة المتوقعة في المبيعات .وأساس هذه
العالقة أن النمو المتوقع في المبيعات سوف ال يحتاج إال إلى حجم معتدل من الموجودات المتداولة .ويعبر عنها المنحى ( س ب ).
إن أساس هذه السياسة هي تخفيض حجم االستثمار في رأس المال العامل استجابة للنمو المتوقع في المبيعات إذ بسبب ظروف
معينة أو أهداف معينة فإن اإلدارة المالية سوف تستلزم حجمأ قليال من الموجودات المتداولة استجابة للنمو موقع في المبيعات،
وذلك من خالل تخفيض رصيد النقدية الى حده األدنى وكذلك رصيد الذمم المدينة من خالل اتباع سياسة متشددة بخصوص
البيع األجل ،اإلضافة الى انها ال تحتفظ بمخزون سلعي أكثر من الحدود المقررة ويعبر عن هذه السياسة بالمنحى س ج .
إن االستثمار في الموجودات المتداولة يختلف عن االستثمار في الموجودات الثابتة في معنى النقاط :
إن عنصر الزمن مهم جدا عند تحليل االستثمار في الموجودات الثابتة .إال أنه غير مهم أو غير ذي اعتبار عند إجراء تحليالت .1
االستثمار في الموجودات المتداولة ،فالخصم ومعدالت إعادة االستثمار والجوانب األخرى المرتبطة بمتغير الزمن ال تلعب نفس
الدور الذي تلعبه في الموازنة التقديرية الرأسمالية .
.2إن زيادة االستثمار في الموجودات المتداولة ،كالنقد واالستثمارات المؤقتة يؤدي الى تخفيض مخاطر العسرالمالي عندما تحافظ
اإلدارة على مستوى ثابت من اإلنتاج والمبيعات ولكن من جانب آخر يسبب هبوط في معدل العائد على االستثمار ( القابلية اإليرادية )
.3رغم أن كال من الموجودات الثابتة والمتداولة تعتبر ذات ارتباط مباشر مع المبيعات المتوقعة ،إال أنه يالحظ ان الموجوادات
المتداولة وبسبب طبيعتها هي التي يمكن أن تضبط عالقتها مع المبيعات ألن االستثمار فيها يتمتع بقصر المدى ،ولهذا فإن هذه الموجودات
هي األكثر تفاعال وحركة مع المبيعات .
وبوجه عام فإن السياسة المتحفظة في االستثمار في رأس المال العامل سوف تؤدي إلى تخفيض المخاطرة بسبب تخفيضها لمخاطر العسر المالي
،وفي نفس الوقت تسبب هبوط في العائد على اإلستثمار ( القابلية اإليرادية ) ،أما السياسة الجرئية فإنها تعني العكس من ذلك تماما ،حيث تزداد
المخاطر وكذلك العائد المتوقع ،أما السياسة المعتدلة وهي السياسة المثلى من الناحية النظرية فإنها تقع بين السياستين حيث تكون المخاطر معتدلة
والعائد المتوقع معتدل أيضأ .
لعل من المفيد اآلن إيضاح كيفية تأثير كل سياسة من السياسات الثالثة البديلة لالستثمار في راس المال العامل على كل من العائد والمخاطر وفق
المبادله والذي تعتمده اإلدارة المالية منهجا تحليليا لكل قراراتها.
ولبيان هذه الصورة في التأثير نعطي المثال الرقمي اآلتي عن شركة أعمال تتوقع مقدارا من المبيعات في السنة الحالية يصل الى 5مليون
دينار ،كما تتوقع أيضا أن تحقق نسبة من شفق نسبة من الهامش ( نسبة صافي الربح قبل الفائدة والضريبة الى المبيعات) تساوي %10
من المبيعات .
ولنفرض أيضا أن هذا المقدار من المبيعات يتحقق بغض النظر عن مستويات االستثمار في الموجودات المتداولة في حين يظل حجم
االستثمار في الموجودات الثابتة مستقرة بمقدار 1250000دينار .
أما االستثمار في رأس المال العامل ( الموجودات المتداولة ) فإنه يتباين وفق شكل السياسة المعتمدة ،فمقدار االستثمار في رأس المال
العامل يبلغ ( )1500000دينار في السياسة المتحفظة و ( )1250000دينار في السياسة المعتدلة ،في حين يكون ( )1000000دينار
في السياسة المغامرة .
وفق األرقام أعاله يمكن بيان أثر السياسات الثالثة على كل من العائد والمخاطر ،وفق التحليل الذي يمكن عرضه في الجدول رقم (.)1
بعض مؤشرات السيولة
( لقياس درجة الخطر)
1:1.6 .1نسبة التداول 1:2.0 1:2.4
375000 .2صافي رأس 625000 875000
المال العامل (دينار)
.3دوران الموجودات 1.82مرة 2مرة 2.22مرة
بعض مؤشرات الربحية
( القياس العائد)
االستثمار %22.2 20% .1معدل العائد على % 18.2
من تحليل نتائج المؤشرات السابقة الخاصة بالعائد والمخاطر نالحظ مدى التباين في قيم تلك المؤشرات والناتجة عن تباين االستثمار في رأس المال
العامل .
وكما يالحظ فإن ارتفاع نسبة االستثمار في رأس المال العامل ( الوجودات المتداولة ) الى الموجودات الثابتة ،ال بد وأن تؤدي إلى انخفاض مستوى
العائد ،كما يظهر ذلك من معدل العائد على االستثمار حيث بلغ ( )%18.2في السياسة المتحفظة ذات االستثمار األكبر ،وكلما انخفض االستثمار كلما
زاد معدل العائد على االستثمار .وكما يالحظ ذلك في السياسة المعتدلة والسياسة المغامرة ،حيث وصل فيها المعدل الى ( )%20و( )% 2 .22ولكل
من السياستين وعلى التوالي.
إذا زيادة االستثمار في رأس المال العامل قياسا بمستوى المبيعات سوف يؤثر على العائد باالنخفاض .
إن هذا التأثير السلبي لزيادة االستثمار في رأس المال العامل على العائد المتوقع ،سوف يضمن تخفيضأ واضحا في درجة المخاطر التي تتعرض لها
إدارة الشركة ،فاختيار بعض المؤشرات المالية الخاصة بالسيولة لتحديد درجة المخاطر ،نالحظ أن نسبة التداول اتسمت باالرتفاع في السياسة المتحفظة
في حين مالت الى االنخفاض في السياسة المغامرة ،وكما يالحظ فإن نسبة التداول في السياسات المتحفظة والمعتدلة والمغامرة بلغت) (: 2.0( )1: 2.4
)1و ( )1 : 1.6وعلى التوالي .
وتتغير الصورة أكثر فيما لو تم حساب صافي رأس المال العامل ،إذ نالحظ من الجدول آن مقداره بلغ ( )875000دينار في السياسة المتحفظة ليصل
الى ( )625000في السياسة المعتدلة والى( )375000في السياسة المغامرة وهذا يشير بشكل واضح أن زيادة االستثمار في رأس المال العامل سوف
تدعم السيولة لتقل المخاطر الى أدنى حد لها مما يؤدي إلى تخفيض احتماالت العسر المالي .
طرق تمويل رأس المال العامل وأثرها في العائد والمخاطر :
أن تحديد حجم االستثمار في راس المال العامل يعتمد على أساس العالقة المتبادلة بين العائد والمخاطر وعالقة التفضيل بينهم .
وال تخرج عملية تمويل رأس المال العامل عن مبدأ المبادلة بين العائد والمخاطر وعالقة التفضيل الناتجة عن اختيار مصدر
التمويل المناسب سواء كان قصير األجل أو طويل األجل ،مقترض أو ممتلك أو المزج بين االثنين .
ويجب أن ال يغيب عن البال أن المصدر التمويل القصير األجل أثر واضح على كل من العائد والمخاطر .كما أن المصدر
التمويل الطويل األجل أثره أيضا على كل من العائد والمخاطر ،كما أن المزج بينهم له تأثيره أيضا على شكل العالقة المتبادلة
بين العائد والمخاطر.
تستطيع أن تسدد القرض القصير األجل عند استحقاقه بحسب احتياجاتها لألموال ،فإذا تناقصت حاجة الشركة لألموال يمكنها
عندئذ أن تسدد القرض القصير األجل حال استحقاقه ،أما إذا تناقصت الحاجة الى األموال وكانت القروض طويلة األجل فإن
على اإلدارة المالية أن تتحمل تكاليف القائدة العالية على هذه القروض في أوقات ال تحتاج فيها الى التمويل مما يزيد من تكاليف
التمويل ويخفض من العائد .
نستنتج من ذلك أن قاعدة التفضيل بين العائد والمخاطر تنشأ من شكل مصدر التمويل أوال ومن تاريخ استحقاق هذه المصادر
ثانية .
وعكس ذلك تماما يحدث عندما تلجأ اإلدارة المالية الى مصادر التمويل طويلة األجل ،حيث تنخفض درجة المخاطر المرتبطة
بالسيولة ألن تسديدها سوف يتم في فترات زمنية بعيدة نسبية ،كما أنها تضمن عائد اقل بسبب ارتفاع كلفة مصادر التمويل
الطويلة األجل .
وقبل البدء في بيان كيفية تمويل رأس المال العامل وأثر ذلك في العائد والمخاطر .ال بد أن نوضح أنواع رأس المال العامل الذي
تحتفظ به اإلدارة المواصلة عملياتها التشغيلية ألن ذلك سوف يساعد في اختيار طريقة التمويل المناسبة
أما رأس المال العامل المؤقت ( أو المتقلب ) فهو الجزء الذي يزيد على رأس المال العامل الدائم ،والذي يتكون لمواجهة
توسع معين بسبب بعض الظروف الموسمية أو الطارئة ،ومثال ذلك أن االستثمار في المخزون السلعي سوف يزداد عن
مقداره االقتصادي الدائم عندما تتوقع اإلدارة المالية أن المواد األولية -مثال -سوف تتعرض الى الشحة في السوق أو إلى
ارتفاع أسعارها خالل الفترة القادمة مما يلزمها أن تزيد من حجم االستثمار في هذا الجزء من رأس المال العامل .ومن المؤكد
أن هذا االستثمار سوف ينكمش عندما تزول الظروف المسببة له ،ومن ثم فهو ليس بالدائم بل مؤقت وفقا للظروف .
ويقسم هذا النوع أيضا إلى ثالث أنواع هي :
أ -رأس المال العامل الموسمي Seasonal Working Capital
ب -رأس المال العامل الدوري Cyclical Working Capital
ج -رأس المال العامل للطوارئ Emergency Working Capital
ومن المؤكد أن هذا التقسيم سوف يساعد اإلدارة المالية مساعدة كبيرة في تحديد استراتيجيتها في اختيار طريقة التمويل وأسس
التفضيل ضمن مبدأ المفاضلة بين العائد والمخاطر .
سياسات تمويل رأس المال العامل :
مثل سياسات االستثمار في رأس المال العامل ،تمارس اإلدارة المالية ثالث سياسات أيضأ في تمويل رأس المال العامل ،هي
السياسة المعتدلة والسياسة المتحفظة والسياسة المغامرة ،وفيما يلي عرض مفصل لماهية هذه السياسات .
تشير نظريات العمل الخاصة بتمويل رأس المال العامل على أن أساس هذه السياسة هو مبدأ متعارف عليه في الفكر المالي يسمى
بمبدأ التغطية Hedging approachوحدود هذا المبدأ في التمويل ،يعني أن كل موجود داخل الشركة يمول بمصدر تمويل يتالئم
وطول الحاجة إليه ،ويعني ذلك بضرورة موائمه توقيت التدفقات النقدية المتولدة من أي موجود مع توقيت استحقاق مصادر
التمويل المستخدمة في تمويله .
وطبقا لهذه السياسة أو لهذا المبدأ ،فإن االستثمارات القصيرة األمد أو التغيرات الموسمية في رأس المال العامل والتي سميناها
برأس المال العامل المؤقت ينبغی تمويلها بمصادر تمويل قصيرة األمد(وهي عادة ما تكون مطلوبات متداولة ) بينما االستثمارات
في رأس المال العامل الدائم وكذلك االستثمارات في الموجودات الثابتة ينبغي تمويلها بمصادر تمويل طويلة األجل ( دائمة ).
ويظهر بوضوح في هذا الشكل أن الموجودات الثابتة ورأس المال ال۔ قد تم
تمويلها بالكامل من خالل مصادر تمويل طويلة األجل سواء كانت و أسهم
ممتازة أو حق الملكية .تة ورأس المال العامل الدائم م سواء كانت مقترضة
أو في حين استعمل مصدر التمويل القصيرة األجل وهي مصادر مقترضة
أساسا التمويل االحتياجات االستثمارية القصيرة األجل ممثلة براس المال
العامل الموقت فمن غير المنطق -من الناحية التحليلية -أن تمول اإلدارة
المالية هذه االستثمارات القصيرة األجل والمتقلبة أسأسأ بمصادر تمويل
طويلة األجل ،وان تم ذلك ،فانه يعني أن تتحمل اإلدارة المالية تكاليف
إضافية ممثلة بمدفوعات الفوائد االضافية األموال ليس هناك حاجة لها .األمر
الذي يترك آثار سلبية على مستوى ربحية االستثمار ( أي ربحية الشركة )
ومن الممكن إظهار ذلك إذا ما رسمنا خطا مستقيما يمثل مجموع مصادر
األموال الطويلة األمد قاطعة القفزات الموسمية المؤقتة التي تظهر في أدنى
الشكل ،حيث يظهر ذلك أن التمويل الطويل األمد(بكلفته المرتفعة ) سوف
يستخدم حتى في فترات الخمود الموسمي لهذه االستثمارات Seasonal
Fullعندما ال يحتاج لها .
نخلص من ذلك أن مضمون هذه السياسة سوف تجعل من خطر التمويل الذي
يتعرض له اإلدارة المالية في حدود مقبولة ،كما أنه يضمن عائد مقبوال أيضا
ويحافظ على ربحية معتدلة
السياسة المتحفظة :
أشرنا سابقا الى اختالف ميل اإلدارة نحو تحمل المخاطر ،فهناك شركات دين على مقاليد األمور فيها إدارة متحفظة ،وأخرى
تتمتع بالجرئة وثالثة تتصف ترال ،ومن المؤكد أن هذه الفلسفة اإلدارية سوف تنعكس على تصرف اإلدارة المالية داخل الشركة
عند اختيارها لسياسة تمويل رأس المال العامل .
وحتى نعزز مالحظاتنا حول اآلثار التي تتركها كل سياسية من السياسات الثالثة التمويل االستثمار في رأس المال العامل نطرح
التحليل األتي لمنشأة أعمال مفترضة تمتلك موجودات قيمتها ( )20مليون دينار موزعة بين ( )10ماليين دينار لكل من
الموجودات الثابتة والموجودات المتداولة .ولنفرض أن هذا المقدار من الموجودات وهذا التوزيع يبقی مستقرا وثابتا في ظل
السياسات الثالثة .
ولنفرض أيضا أن أسعار الفائدة السائدة في السوق على القروض القصيرة األجل تبلغ %6والقروض الطويلة األجل تبلغ %12
.
من خالل هذا المثال المبسط نستطيع أن نقدم التحليل اآلتي الذي يصور تأثير كل سياسة من السياسات المطروحة على درجة
المخاطر ومستوى العائد من خالل بعض المؤشرات المالية نحصرها بنسبة التداول ومقدار صافي راس المال العامل والقابلية
اإليرادية لحق الملكية ،أي معدل العائد على حق الملكية .
والتحليل اآلتي يصور النتائج التالية بافتراض أن معدل العائد على االستثمار يساوي 20% .
ولبيان أثر سياسة التمويل المتحفظة والمعتدلة والمغامرة على كل من الخطر اور الشركة ،تم اللجوء الى بعض المؤشرات
المالية المستخدمة في تحديد درجة نظر من خالل فقدان السيولة وتلك التي تستخدم في تحديد العائد
ومن المؤشرات المستخدمة في تحديد الخطر من خالل فقدان السيولة هو مؤشر نسبة التداول ومؤشر صافي رأس المال
العامل ،كما استخدم معدل العائد على اإلستثمار ومعدل العائد على حق الملكية كمؤشرات مهمة في تحديد العائد .
ومن التحليل يظهر أثر السياسات الثالثة على كل من الخطر والعائد ،فعلى وفق نتائج السياسية المتحفظة نالحظ أن
مؤشرات الخطر والتي تعكس فقدان السيولة كانت كبيرة ،حيث نسبة التداول ال يمكن حسابها لعدم وجود قروض قصيرة
األجل ،أما صافي رأس المال العامل فقد كان كبيرة ،وتساعد نتائج هذا التحليل الى هبوط مستويات الخطر الى أدنى حد له ،
ومن جانب آخر فإن مؤشرات العائد تميزت باالنخفاض أيضأ قياسا بالسياسات األخرى ،مما يعني أن مضمون هذه السياسة
عند اعتمادها سوف تخفض المخاطر والعائد في نفس الوقت وعلى نقيض السياسة المتحفظة تظهر السياسة المغامرة ،حيث
اتسمت نتائج التحليل بارتفاع مؤشرات الخطر وارتفاع مؤشرات العائد .مما يعكس أن مضمون هذه السياسة هي التأثير على
المخاطر بارتفاعها والتأثير على العائد باالرتفاع .
ومن التحليل ،يالحظ أن السياسة المعتدلة تقع من ناحية المخاطر ومن ناحية العائد بين السياستين ،ونتائج التحليل صادقة
في عرض هذه التصورات .