Professional Documents
Culture Documents
Content Server
Content Server
ISSN 1112-
112 ) – ديسمبر1( الجزء/ العذد الثامن OEB Univ. Publish. Co.
- دراسة حالة المحور مسيمة بريكة- التفاعل بين النقل والنمو العمراني في إقميم مدينة المسيمة
The Interaction between Transport and Urban Growth in M’sila Province
"Case Study of M’sila and Barika Axis"
. الجزائر، جامعة سطيف، كبيش عبد الحكيم. د/ جامعة قسنطينة، عبدالوهاب بوزيد. د.ط
)2700/00/22(: تاريخ القبول،)2700/70/22(:تاريخ التسميم
Abstract : : ملخص
النقل ىو شريان الحياة في المدن
Transport is the lifeblood of cities and
residential communities, because it حيث يساىم في نموىا،والتجمعات السكنية
contributes to its growth and وتطورىا فيو يساعد عمى جذب العمران
development It helps attract people and
create new urban areas. .والسكان اليو
This is evident in the axis between ويتضح ىذا الطرح في المحور الرابط بين
M’sila province and Barika city
Transport contributed to the growth of مدينتي المسيمة وبريكة فقد ساىم ىذا األخير
the urban area of the cities along it, and
moved centers of other cities towards it, في نمو المجال العمراني لممدن الواقعة عمى
It also dominated the type of the كما،طولو وكذا تحويل مراكز بعضيا األخر
prevailing activity in these cities and
controlled the lands’ prices along it ,All سيطر في نوع النشاط الوظيفي السائد في ىذه
of which confirms that transport plays a المدن وتحكمو بشكل كبير في سعر األراضي
large role in the growth and development
of cities at all levels. كل ىذا يؤكد أن لمنقل دور،الواقعة عمى طولو
كبير في نمو وتطور المدن عمى جميع
Keywords: transport, city, urban growth,
land price.
.المستويات
النمو، المدينة، النقل:الكممات المفتاحية
. سعر األرض،العمراني
ط .د .عبدالوهاب بوزيد /د .كبيش عبد الحكيم التفاعل بين النقل والنمو العمراني في...
مقدمة:
البناء ىو تعبير اإلنسان عمى سيطرتو لممجال فمنذ العصور الماضية كان ىذا البناء تضبطو
عدة عوامل أىميا مصادر المياه وعمى طول األنيار أين تنشط الخطوط التجارية واألماكن األكثر
أمانا ،غير أن ىذه العوامل تغيرت مع مرور الوقت لتظير عوامل جديدة خاصة بعد الثورة
التكنولوجية الذي شيدىا العالم اليوم باألخص تمك المتعمقة بمجال النقل وظيور العربات والسيارات
وانتشار مختمف الطرق التي تخدميا ،حيث كانت السبب األساسي لنمو وتوسع المجال العمراني
بشكل كبير لبعض المدن الحديثة وتحول مراكزىا من مكان الى أخر و ظيور مراكز حضرية أخرى
جديدة.
ويعد المحور الرابط بين المسيمة وبريكة نموذجا واضحا ليذه العوامل حيث يعتبر من أىم
المحاور التي ساىمت وبشكل كبير في ظيور مراكز حضرية وتجمعات سكنية جديدة من خالل
حركة المرور التي يشيدىا وانتشار النشاط التجاري عمى طولو ،حيث ساىم في شكل ونوع النمو
العمراني الذي شيده إقميم والية المسيمة في الناحية الشرقية حيث عرف ىذا االخير نموا عمرانيا
وبشكل خطي عمى طول ىذا المحور مما جعمنا نصيغ إشكالية بحثنا عمى شكل التساؤل التالي:
ماهي االنعكاسات التي صاحبت نمو هذه المدن عمى طول هذا المحور؟
وكإجابة احتمالية عمى ىذا التساؤل طرحنا الفرضية التالية:
ترقية المسيمة الى مقر والية إثر التقسيم اإلداري لسنة 1974م صاحبو تطور كبير لمنقل في
الوالية لتشيد مختمف الطرق المشكمة ليا حركة مرورية غير مسبوقة ،ىذا فضال عمى ترقية العديد
من التجمعات السكنية الى مصاف بمديات.
ويكمن اليدف المرجو من دراستنا ىذه الى دراسة التفاعل القائم بين النمو العمراني والنقل،
فالمحور بريكة مسيمة جذب العمران والسكان نحوه من خالل الحركة المرورية التي يشيدىا ،وكذا
إبراز أىمية ىذا التفاعل في تحديد نوع الوظيفة السائدة.
وسنعتمد في بحثنا ىذا عمى المنيج الوصفي التحميمي وىو تتبع مدى مساىمة المحور في تطور
المدن التي يعبرىا من خالل العمل الميداني الذي قام بو الباحث في سنة 2017و قياس وتحري
مدى سيطرة المحور عمى المدن التي يشقيا باإلضافة الى االعتماد عمى مختمف الوثائق اإلدارية
والدراسات في البمديات المعنية بالبحث.
أوال :مفاهيم الدارسة
-1المدينة" :ىي تجمع سكان متكتمين محدد بعدد سكاني وبشكل تنظيم اقتصادي واجتماعي"
(بيار ،2002 ،ص ،)732.و"ىي المحمة التي يقوم معظم سكانيا بأعمال غير زراعية"(وىيبة،
،1980ص ،)34.ويشير مصطمحيا "ببساطة ,لتجمع سكاني غير زراعي ضمن نطاقات محدد
إداريا" (اليذلول ،إدادان ،1988 ،ص.)26.
-2النقل :يعرف النقل عمى أنو عممية حمل االنسان أو الشيء من نقطة الى نقطة أخرى أي ىو
عممية تغيير مكان ما في وقت ما لسبب معين ،ولقد عرفو الدكتور فاروق كامل عز الدين بنفس ىذا
الطرح قائال "ىو حمل األشخاص والمنتجات من مكان الى أخر سواء كان بغرض التجارة او السياحة
أو غيرىما "(كامل ،2005 ،ص ،)01.ىذا الحمل والنقل وتغيير المكان يكون وفق مسار معين
يعرف بالطريق ولقد جاء مفيومو في معجم المصطمحات الجغرافية بأنو "ىو الوسيمة المادية
المستخدمة كقاعدة لوسائل النقل ...وىو خط سير تقميدي أو حديث لبعض السمع"(بيار،2002 ،
ص ص ،)545-544.أي أنو المكان المخصص لعممية النقل سواء كان اصطناعي أو طبيعي.
-3النمو الحضري :نعبر عن نمو المدينة وتوسعيا سكانيا وعمرانيا باستخدام مصطمح النمو
الحضري(بن يحيى ،2005/2004 ،ص ،)16.أي ىو تمك العممية التي تصاحب الزيادة في عدد
السكان وما يقابميا من توسع لممجال ،وتطرح الدكتورة ىبة فاروق قباني مفيومو بمعنيين ديمغرافي
وعمراني قائمة "النمو الحضري بمعناه الديموغرافي :فيعبر عنو النمو السكاني لمقطاع الحضري دون
األخذ بعين االعتبار النمو السكاني لمقطاع الريفي أو النمو العام لمسكان ،النمو الحضري بمعناه
العمراني :فيعني التوسع أو االمتداد العمراني لمقطاعات الحضرية بصفة عامة والمدن بصفة خاصة
(القباني ،2007 ،ص.)13.
-4التوسع الخطي :ىو شكل من أشكال التوسع العمراني وىو عبارة عمى توسع المجال المبني
وفق محور معين ،وأكد الدكتور سعيد عبده ىذا الطرح قائال "نمو العمران يكون متأث ار بمحور طولي
أو طريق رئيسي وتنتشر المنطقة المبنية عمى جانبيو"(عبده ،2007 ،ص.)38.
ثانيا :المحور "بريكة المسيمة" حركة مرورية كبيرة وتحكم عمراني واقتصادي محكم
منذ القديم كان لمطريق أىمية كبيرة في كونو يساىم في نمو ونشأة المدن والتجمعات السكانية،
وتتجمى أىمية ىذا الطريق من خالل الظروف التي نشأ من خالليا ولقد ذكر الدكتور فاروق كامل
عز الدين عدة أسامي أطمقت عمى الطرق قديما تدل عمى أىمية ذلك الطريق في تمك الفترة مثال
":طرق الحرير أنشأت بغرض نقل مادة الحرير ،طرق الحج إنشات بغرض الحج ،طرق الرومان
أنشأىا الرومان بغرض خدمتيم"(كامل ،2005 ،ص ص ،)201-199.ولكن في العصر الحديث
تعددت نشاطات الطرق فأصبحت تِؤدي عدة وظائف في وقت ومكان واحد منيا التجارة ونقل
األشخاص والسياحة والصناعة ،وكمثال واضح عمى نشوء ىذه التجمعات السكانية والمدن نجد
المحور الممتد بين مدينة المسيمة ومدينة بريكة كان ومزال سبب مباشر في ظيور العديد من
التجمعات السكانية ،حيث يممك وزن إقميمي من الناحية التجارية فيو مشيور بتجارة قطع الغيار
القديمة لمختمف العربات فيو قبمة لمعديد من الزوار من مختمف أنحاء الوطن ،باإلضافة الى أنو
يمثل الطريقين الوطنيين 40و ،28ويؤكد ىذا الطرح األستاذ نور الدين عنون قائال "الطريق الوطني
بين بريكة والمسيمة أكبر سوق لبيع وشراء كل أنواع قطع الغيار لجميع المركبات والسيارات وآالت
االشغال العمومية"(عنون ،2012 ،ص ص.)124-123.
-1المحور(الموقع والخصائص):
يمتد المحور المذكور من مدينة المسيمة الى مدينة بريكة ليشق والية المسيمة من الغرب الى
الشرق بطول 73كمم ضمن تراب إقميم الوالية وىو عبارة عمى تقاطع طريقين وطنيين ىما:
الطريق الوطني رقم :40ىذا الطريق يربط مدينة المسيمة ومقرة بطول 60كمم يبدأ من
نقطة تقاطع الطريق الوطني رقم 45الرابط بين المسيمة وبرج بوعريريج والطريق الوطني رقم 60
الرابط بين المسيمة وحمام الضمعة في ممتقى طرق يعرف بساحة الشيداء حتى مدينة مقرة أين يتقاطع
مع الطريق الوطني رقم 28في ممتقى طرق يعرف الضريسي.
الطريق الوطني رقم :28ىذا الطريق يربط بين سطيف وبريكة ويشق بمديتي مقرة وبمعائبة وذلك
بطول 13كمم حتي حدود اإلدارية لوالية المسيمة مع والية باتنة.
الجدول :01حالة المحور.
الحالة (كمم)
المجموع (كمم) التعيين
سيئة متوسطة جيدة
60 12.8 21.7 25.5 الطريق الوطني رقم 40
13 01.3 04.7 07 الطريق الوطني رقم 28
73 14.1 26.4 32.5 المجموع (كمم)
100 19.31 36.16 44.52 النسبة ()%
المصدر :مصالح التقنية بوالية المسيمة "والية المسيمة باألرقام لسنة "2015م
الجدول السابق يبين حالة المحور حيث تصل الحالة الجيدة فيو الى %44.52وىذا نظ ار
لإلىتمام المعطى لو من طرف السمطات المحمية بكونو يشمل طريقين وطنيين ،أما عن حالتو
المتوسطة فنسبتيا %36.16والسيئة بنسبة %19.31وىذا نظ ار لمختمف عمميات التييئة التي
تصاحبو.
و"يؤثر اتساع الطرق في سيولة وسرعة انسياب حركة المركبات عميو ،ويتباين اتساع الطرق في
األىمية االقتصادية التي تخدميا"(محمد ،2001/2000 ،ص ،)247.ىذا المحور عبارة عمى طريق
ذو اتجاىين حيث يختمف عرضو بين المراكز الحضرية لممدن المذكورة ومخارجيا ولقد أجريت عميو
العديد من عمميات التييئة تعمقت بتوسعة عرضو وتغيير نوعو الى طريق ذو مسمكين بجزيرة فاصمة،
ىذه التغيرات طرأت عمى مستوى وسط المدن التي يقطعيا ىذا المحور بسبب حركة المرور الكبيرة
التي يشيدىا ،وىذا نظ ار لالزدحام المصاحب ليذه الحركة.
والجدول التالي يبين عرض ىذا المحور بعد عمميات التييئة التي أقيمت عميو:
غياب الرقابة"(المصالح التقنية بالبمديات ،)2017 ،أما عن غيابيا رجحيا السكان الى انتشار
المحسوبية وغياب أماكن توقف مخصصة.
مسافة التوسع الخطي لكل مدينة عمى الوالية مقر بين المسافة
المدن
طول المحور (كمم) والمدينة (كمم)
0.7 5 المطارفة
11 20 أوالد دراج
15 30 أوالد عدي لقبالة
9.5 47 برىوم
12 65 مقرة
9.5 70 بمعائبة
60.2 73 المجموع
من خالل الجدول والزيارة الميدانية المتكررة لممدن السالفة الذكر يتضح لنا:
أن اغمب طول المحور المذكور مستغل بشكل كبير بنسبة %82.46من طول المحور حتى
الحدود اإلدارية مع والية باتنة ،وكذا نالحظ أن النسيجين العمرانيين لمدينتي برىوم ومقرة قد تالحما
بشكل يمفت االنتباه وذلك أنو يصعب التفريق بين الحدود اإلدارية لكل منيما لمزائر إال عن طريق
الفتة تثبت ذلك.
إذا ىذا الطرح يمكن القول أن ىذا االستيالك العشوائي لممجال عمى طول المحور سببو
غياب الرقابة عمى مختمف المباني وكذا غياب مخطط واضح ينظم استيالك ىذا المجال ،وأن
التالحم الحضري سيمس المدن السالفة الذكر في المستقبل وعمى طول المحور المذكور وىذا جراء
تواصل توسع النسيج العمراني عمى طولو
-4المحور والكثافة السكانية:
تختمف المدينة عن الريف في عدد السكان ،أي أن أكبر عدد سكان نجده في المدن ولقد ذكر
الدكتور جمال حمدان "أن ىناك عدد من السكان تصبح عنده أو بعده مدينة ...ولقد أعطى عدة
أمثمة في مختمف مدن العالم عمى عدد السكان الذي تصل عنده المدينة ايرلندا 1000نسمة ونفس
العدد في فرنسا المانيا ،وتشكوسموفاكيا وتركيا 2000نسمة" (حمدان ،1980 ،ص ،)34.ىذا
االختالف رجحو جمال حمدان إلى اختالف حضارات ىاتو البمدان ،في حين رجحيا الدكتور محمد
خميس زوكة الى توفر النقل والنشاط االقتصادي قائال ":أن ىناك تناسب طردي بين كثافة السكان
وكثافة شبكات النقل"(الزوكة ،2000 ،ص ،)40.والمدن الواقعة عمى طول المحور ىي عبارة عمى
مقرات لمبمديات الذكورة حيث صنفت مدن إداريا إثر التقسيمات اإلدارية لسنتي 1974م و1984م
بموجب مراسيم من السمطات العميا في البالد بغض النظر عمى عدد السكان الذي كان يقطنيا ويبين
الجدول التالي عدد السكان بالنسبة لممدن مقارنة بعدد السكان في البمدية ككل:
من خالل الجدول أعاله نالحظ أن جل ىذه المدن نصف سكانيا يقطن المراكز الحضرية عمى
غرار مدينة برىوم حيث وصل عدد سكانيا في المركز الى %83من مجموع سكان البمدية وكذلك
مدينة المسيمة التي تعتبر مقر الوالية يصل فييا عدد سكان المركز الى %77من مجموع سكان
البمدية ،وتعميل ذلك يرجع الى أن بمدية برىوم كان لممحور دور أساسي في ىيكمة مجاليا الحضري
من خالل فرض النشاط التجاري عمى طولو ،غير أن مدينة المسيمة شيدت نموا عمرانيا كبي ار
خاصة بعد التقسيم االداري لسنة 1974م وىذا يعتبر العامل االساسي في نسبة سكان المركز مقارنة
بمجموع سكان البمدية ،في حين أن كل من مدينتي أوالد دراج وأوالد عدي لقبالة يصل فييا سكان
المركز الى %50من مجموع سكان البمدية ،وتفسير ذلك يرجع الى أن كال المدينتين شيدتا نموا
عمرانيا كبي ار في اآلونة األخيرة في حين أن مدينة أوالد عدي لقبالة كانت تنتمي إداريا الى مدينة
أوالد دراج مما يفسر نقص عدد سكان مدينة اوالد دراج ،أما مدينة مقرة تممك نسبة معتبرة من سكانيا
في المركز بحيث يقطن حوالي %37في المركز من مجموع سكان البمدية وكتفسير لذلك أن ىذا
المحور حول مركز المدينة من أوالد عريبة الى مقرة الجديدة مما قمل من عدد سكان المركز مقارنة
بالمدن المذكورة أعاله ،غير أن مدينتي بمعائبة والمطارفة لم تشيدىا ىذه الظاىرة حيث يقطن حوالي
%15و %8عمى التوالي المركزين من مجموع سكان البمديتين وتعميل ذلك يرجع الى أن مدينة
المطارفة مركزىا ال يقع عمى طول المحور المذكور الى أن ىذا المحور جذب العمران نحوه مما
استدعى الى بناء مباني واستغالل األراضي الواقعة عمى طولو وتركيا فارغة في حين أن مدينة
بمعائبة ىي االخرى مبنية بشكل كامل من الحدود اإلدارية لوالية باتنة حتى الحدود اإلدارية لبمدية
مقرة ،ىذا النمو العمراني لممجال الحضري لممدينة عبارة عمى بناء المحالت التجارية ومحاولة ربح
االرض لالستفادة منيا مستقبال ،وىذا ما يالحظ عند الدخول الى المدينة أنيا مبنية عمى جانبي
المحور مبنية بشكل كامل في حين أنيا شبو خالية كمما ابتعدنا عميو.
من كل ىذا الطرح يؤكد أن المحور تحكم في نمو المراكز الحضرية بجانبيو العمراني والسكاني
في جل المدن الواقعة عمى طولو من خالل طرح مفيوم النشاط التجاري والربح السريع وتوفر
مناصب العمل ،وتحكم في شكل التوسع المجالي الحضري في باقي المدن االخرى كما ىو الحال في
كل من مدينتي المطارفة وبمعائبة بجذبو لمعمران والسكان إليو.
-5المحور والنشاط االقتصادي:
"إن عممية النقل أحد العناصر الميمة لمنشاط االقتصادي...وأن النقل ىو عصب العممية
االقتصادية عالميا"(السامراتي ،2006 ،ص ،)396.وتكمن العالقة بينيا "أن النشاط االقتصادي
يؤثر في النقل وسابقا لو...وىناك ارتباط وثيق بين حجم السكان والنشاط االقتصادي"(الزوكة،
،2000ص ص ،)43-40.و"يجتمع السكان والعمران حول موارد المياه وعند مواقع األنشطة
االقتصادية المختمفة كذلك عمى امتداد نقاط التقاء وبداية ونياية شبكات الطرق البرية ،البحرية
والجوية"(محمد ،2001/2000 ،ص.)106.
من خالل ىذا الطرح يمكن القول أن النشاط االقتصادي ومدى ازدىاره يكون مرتبط ارتباطا
شديدا بتوفر النقل فحركة المرور عمى مستوى المحور حددت نوع النشاط االقتصادي السائد في ىذه
المدن وعمى طولو وىو النشاط التجاري ،وذلك من خالل استغالل األراضي الواقع عمى طول المحور
وبناء المحالت عمى اعتبار جذب الزبائن نحو تجارتيم ،حيث أنو "ال توجد الوظيفة التجارية بدون
وظيفة النقل ،فيو وسيمة لتنظيم التبادل التجاري بين األفراد والدول"(كامل ،2005 ،ص،)07.
وتنشط التجارة بنوعييا التجزئة والجممة عمى طول المحور خاصة تجارة بيع وشراء قطع غيار
السيارات والشاحنات بنسبة كبيرة ليشيد ىذا النوع من التجارة انتشار واسع في اآلونة االخيرة عمى
مستوى جميع المدن الواقعة عمى طول المحور.كل ىذه التطورات تبين أن تحول النشاط الزراعي في
الريف الى نشاط تجاري في المدن سببو أن دخل النشاط التجاري أكبر بكثير من النشاط الزراعي
وىذا يعتبر من العوامل التي ساىمت في نمو المدن عمى طول ىذا المحور.
من خالل ىذا يتضح أن لممدينة مفيوم أخر يتعمق بالتجارة ذكره الدكتور عبد الفتاح في معنى
كالمو "إذا كان النقل ىو المدينة فإن التجارة ىي المدينة"(وىيبة ،1980 ،ص.)176.
من خالل الجدول أعاله نالحظ أن مدينة المسيمة األكبر من ناحية السعرين كونيا مقر الوالية
وبيا أكبر كثافة سكانية ويقطعيا العديد من المحاور الميمة ،وكذا أنيا توجد بيا العديد من
التجييزات ذات بعد إقميمي ،في حين أن مدينتي برىوم ومقرة السعرين فييما متقاربان وىذا بحكم أن
المحور تحكم في ىيكمة المجال الحضري لمدينة برىوم بشكل كبير وأن مدينة مقرة مقر لمدائرة.
أما مدن أوالد دراج وأوالد عدي وبمعائبة يعتبر سعر اإليجار والبيع فييم معتبر نظ ار ألن مدينة
أوالد دراج شيدت تقسيم لكثافتيا السكانية مع أوالد عدي في حين أن مدينتي أوالد عدي وبمعائبة ىما
حديثتي النشأة حيث كان لممحور األثر البالغ في ىيكمتيما.
وفي األخير نالحظ أن مدينة المطارفة ينخفض فييا السعرين بحكم بعد مركزىا الحضري عمى
المحور المذكور وأن ىذا األخير قد ساىم في جذب العمران والسكان إليو اإل في األونة األخيرة.
من خالل ىذا التحميل يتبين أن لممحور والنشاط التجاري والكثافة السكانية ساىموا في التحكم في
سعر األرض في ىذه المدن بصورة كبيرة من خالل البناء المتواصل لممحالت التجارية عمى طولو
وبصورة عشوائية الستغالل االراضي المحاذية لو.
-7المحور والتجهيزات:
التجييزات "ىي نسبة من المجال الحضري مشغولة أين تتم فييا نشاطات محددة حسب تنظيميا
الخاص ،وىيكمتيا وخياراتيا الوظيفية لخدمة الجماعات أو المنشطة بوجودىم"(عنون،
،2012/2011ص ،)45.وتعدى نفوذ المحور حتى وصل الى التجييزات والمرافق العمومية حيث
تم إنشاؤىا من طرف السمطات من خالل التقسيمات اإلدارية لسنة 1974م و1984م وتصنيف
مختمف التجمعات الى بمديات عمى طول ىذا المحور ،فالمتنقل عمى طول ىذا المحور يالحظ توزيع
ىذه التجييزات عمى طولو وبالقرب منو ،ىذه العوامل كانت من بين العوامل التي ساىمت في جذب
السكان والعمران إليو ولقد ذكر الدكتور أحمد البدوي في قولو "أن زيادة الطمب عمى الخدمات
الحضرية أدت الى زيادة الطمب عمى السكن بالمدن"(البدوي ،1995 ،ص.)46.
فمعظم التجييزات الميمة (مقر البمدية ،مقر الدائر ،المحكمة ،مصمحة الضرائب ،البنوك،
المراكز البريدية )...واقعة عمى طول المحور عمى غرار دائرتي مقرة وأوالد دراج بمختمف بمدياتيما
ولمعرفة سبب ذلك االنتشار لمتجييزات عمى طول المحور قمنا باالتصال بالمصالح المعنية لتجيبنا
بأن سبب ىذا التوزيع ىو إرتفاع الكثافة السكانية وتوفر النقل عمى طول المحور المذكور.
-8المحور والتجمعات الثانوية:
ذىنية الساكن المسيمي في أن المحور سبب مباشر ورئيسي في االستثمار في قطاع التجارة وأنو
الجانب المربح وكذا االستفادة من النقل ومختمف المصالح الموجودة في المدن المجاورة ،ىذه العوامل
ساىمت في نشوء العديد من التجمعات السكانية الثانوية بشكل خطي عمى طول المحور المذكور.
ىذه التجمعات أصبحت محل أنظار السكان من مختمف أنحاء إقميم والية المسيمة وخارجو ،ممل
جعميا محل استقطاب ليم نظ ار لتوفر العديد من المتطمبات الحياتية في ظل سعر األرض المنخفض
بيا مقارنة بسعر األرض المرتفع في المدن.
ىذه العوامل ساىمت في جعل السمطات المحمية تقيم وتنشأ العديد من التجييزات والمرافق
ليا لتواكب التزايد السريع لمكثافة السكانية بيا ،ولوقوعيا عمى طول المحور المذكور الضرورية
وبين ىذه المدن نتيجة النشاط القائم عمى طول ىذا المحور ونذكر من بينيا ( :تجمع المحاميد،
تجمع العمايت ،تجمع بويرة ،تجمع البرابرة ،تجمع الجرف ...الخ ) ،والتي تظم العديد من التجييزات
الضرورية في حياة سكان ىذا التجمع وىي مسجد ومدرسة ابتدائية وكذا تجييزات تخدم البمديات التي
تقع فييا مثل :محطة وقود ...
ىذه التجمعات ظيرت كنتيجة حتمية لمنشاط التجاري وحركة المرور الكبيرة عمى طول المحور،
كذلك أنيا وقعت بالقرب من البمديات المذكور وذلك لإلستفادة من مختمف التجييزات الموجودة في
البمدية األم وكذا توفر النقل عمى طول المحور وكذا توفر مناصب العمل المغرية بالقرب من البمدية
والمحور عمى حد سواء.
الخاتمة:
خمصت ورقتنا البحثية الى أن العالقة بين النمو العمراني والنقل ىي عالقة تفاعمية يؤثر كل
منيما في األخر ،وىذا ما يتضح جميا من خالل تحميمنا الى المحور "المسيمة بريكة" ،حيث ساىم في
جذب السكان والعمران إليو ليطرح ىذه العالقة من خالل حركة المرور الكبيرة التي يشيدىا ،ىذه
الحركة كان ليا الدور الكبير في فرض النشاط التجاري عمى مستواه ليدعم عممية الجذب التي أقرىا
ىذا المحور .ولقد انعكست ىذه العالقة التفاعمية في جوانب عديدة أىميا تمك التي صاحبت النمو
العمراني لممدن الواقعة عمى طول ىذا المحور وتوسع مجاليا العمراني بشكل خطي وتمدد عشوائي
عمى طولو مما أثر عمى عمميات التييئة الخاصة بيذا المحور ونذكر من ىذه االنعكاسات:
التوسع الخطي العشوائي :لالستفادة من المحور وحركة المرور الخاصة بو يسعى كل فرد
أن يحظى بقطعة أرضية تكون محاذية لو ليستغميا في نشاطاتو المختمفة ويحقق من خالل النشاط
التجاري أرباح مما ساىم في مواصمة البناء عمى طول ىذا المحور أغمبيتيا كانت عبارة عمى محالت
تجارية.
مواصمة ارتفاع الكثافة السكانية لهذه المدن :النقل والنشاط التجاري والجانب المربح كميا
عوامل تساىم في إغراء السكان وجذبيم لإلستقرار بالقرب من المحور "بريكة المسيمة".
الطمب عمى المجال :جذب السكان نحو المحور يستدعي الطمب عمى المجال من خالل
عمميات البناء ،خاصة في األراضي المحاذية لممحور مما يؤثر عمى استيالك غير العقالني لممجال.
الطمب عمى مختمف التجهيزات :ىذه النقطة ىي نتيجة حتمية لمنقاط السابقة فارتفاع عدد
السكان والعمل عمى السكن في المدينة يدل عمى زيادة الطمب عمى المرافق والتجييزات الضرورية
التي تخدم الحياة اليومية لمفرد المسيمي.
التالحم الحضري :التوسع الخطي المستمر عمى طول المحور سيؤدي الى تالحم حضري
بين ىذه المدن ونقصد بو تالقي نسيجين عمرانيين خاصة بعدة نشأة العديد من التجمعات السكنية
كما سبق وأشرنا.
ارتفاع أسعار األرض المحاذية لممحور :تواصل البناء عمى طول المحور يساىم في ارتفاع
االرض المحاذية والقريبة من المحور وكذا يؤثر عمى سعر األراضي الواقع في ىذه المدن.
من خالل ىذا الطرح يتبن أن لممحور مسيمة بريكة وزن كبير من الناحية الوطنية ،وذلك بكونو
عنصر جذب لمعمران والسكان عمى حد سواء وذلك من خالل النشاط التجاري عمى طولو ،ىذه
العوامل أصبح مقصد العديد من المواطنين من مختمف أنحاء الوطن مما انجر عنو العديد من
المشاكل أىميا التوسع الخطي والعشوائي وما صاحبو من استيالك عشوائي وغير عقالني لممجال.
قائمة المراجع:
البدوي محمد الشريعي ،أحمد .)1995(.دراسات في جغرافية العمران .القاىرة :دار الفكر العربي.
المصالح التقنية بالبمديات المعنية بالبحث (.شير جانفي .)2017مقابمة شخصية.
المصمحة التقنية بوالية المسيمة (.شير مارس .)2017مقابمة شخصية.
اليذلول ،صالح ،وادادان ،نارايانان .)1998(.التنمية العمرانية في المممكة العربية السعودية الفرص
والتحديات .المممكة العربية السعودية :دار السين.
بن يحيى ،رابح .)2005/ 2004 (.أثر النمو الحضري عمى المحيط العمراني حالة مدينة باتنة.
رسالة ماجستير ،جامعة منتوري بقسنطينة :كمية عموم األرض.
بيار ،جورج .)2002( .معجم المصطمحات الجغرافية .ط .2.ترجمة حمد الطفيمي ،بيروت:
المؤسسة الجامعية لمدراسات والنشر والتوزيع.
حامد الفيومي ،محمد عبده .)2002/2001(.العالقة التبادلية بين شبكات النقل والنمو العمراني
في إقميم القاىرة .رسالة ماجستير ،جامعة عين شمس :كمية اليندسة.
حمدان ،جمال .)1980(.جغرافية المدن .ط .2.القاىرة :عالم الكتب.
خميس الزوكة ،محمد .)2000(.جغرافية النقل .ط .2.اإلسكندرية :دار المعرفة الجامعية.
عبده ،سعيد(.فيفري .)2007جغرافية النقل الحضري مفيوميا ،ميدانيا ومنياجيا .الجمعية
الجغرافية الكويتية وقسم الجغرافيا بجامعة الكويت ،)321( ،ص .ص.83 .1.
عمى إسماعيل ،أحمد .)1988(.جغرافية المدن .ط.4.القاىرة :دار الثقافة والنشر والتوزيع القاىرة.
عنون ،نور الدين .)2012/2011(.دور البنية التجارية في تنظيم المجاالت الحضرية حالة مدينة
باتنة .أطروحة دكتوراه ،جامعة منتوري بقسنطينة :كمية عموم األرض.2012/2011 ،
فاروق القباني ،ىبة. )2007(.المدينة(التعريف والمفيوم والخصائص) .دمشق :دار النشر سوريا.
كامل عز الدين ،فاروق .)2005(.النقل أسس ومناىج وتطبيقات.ط .3.مصر :مكتبة األنجمو
المصرية.
محمد عبد الوىاب ،سحر .)2001/2000(.النقل ودوره في التنمية االقتصادية في محافظة البحر
االحمر ،أطروحة دكتوراه ،جامعة االسكندرية :كمية اآلداب .
محمد وىيبة ،عبدالفتاح .)1980(.جغرافية العمران .بيروت :دار النيضة العربية.
مديرية السياحة بالوالية المسيمة (.شير فيفري .)2017تاريخ والية المسيمة (مقابمة شخصية).
مموك السامراتي ،مجيد( .جوان .)2006جغرافية النقل وأساليب البحث الحديثة –دراسة منيجية
عممية – .مجمة جامعة تكريت لمعموم اإلنسانية ،)05(13 ،ص.ص.416.391.