Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 14

394 - 381 .‫ص‬.

‫ ص‬،2019 ‫ جوان‬- 51 ‫عدد‬

‫دور ارتفاقات التعمير في حماية الممتلكات الثقافية‬


The role of urbanism servitudes in the protection of cultural property
2019/09‫ا‬/17 : ‫؛ تاريخ القبول‬2019/07‫ا‬/19 : ‫تاريخ االستالم‬

‫ملخص‬
‫تعتبر إرتفاقات التعمير بمثابة األعب اء والقيود التي تفرض على عقار بسبب موقعه ليس لفائدة‬
‫ وتهدف الدراسة الى البحث في أحكام هذه‬،‫عقار آخر وإنما خدمة للمصلحة العامة العمرانية‬
‫االرتفاقات وتحليلها باعتبارها وسيلة من وسائل التخطيط الحضري تتجسد في أحكام المخططات‬
‫ حيث تتدخل بواسطتها اإلدارة بأدوات منهجية ووثائق مرجعية لتنظيم استعمال‬، ‫العمرانية‬
‫* سناء بن شرطيوة‬ ‫المناطق وتخصيص وظيفة لكل منها بهدف حسن تنظيمها سواء تعلق االمر بارتفاقات البناء‬
‫ أو إرتفاقات عدم البناء التي تحدّ من‬، ‫التي تضبط حدود إستعمال العقار أو تقلّص من إستعماله‬
"‫أستاذة محاضرة "ب‬ ‫ وبذلك‬،‫االمتيازات التي يخولها حق الملكية للمالكين العقاريين بهدف تخطيط حضري محكم‬
‫كلية الجقوق جامعة االخوة منتوري‬ ‫تعتبر ارتفاقات التعمير من وسائل التحكم في المجال العقاري تستعملها اإلدارة لحماية الممتلكات‬
.‫الثقافية العقارية‬
)‫ (الجزائر‬1 ‫قسنطينة‬
‫ ارتفاقات التعمير ؛ تخطيط عمراني ؛ أدوات التعمير ؛ ممتلكات‬:‫الكلمات المفتاحية‬
.‫ثقافية عقارية ؛ مخططات التعمير‬

Abstract Résumé

Urbanisme servitudes are considered as the Les servitudes d’urbanisme sont considérées comme les
burdens and restrictions imposed on a property charges et les restrictions imposées à un immeuble en
due to its location not for the benefit of another raison de son emplacement, non pour le bénéfice d'un
property, but in the public interest of the autre immeuble, mais pour l'intérêt urbain public, L’étude
urbanism, the study aims to research on and vise à étudier les dispositions de ces servitudes et à les
analysis of the provisions of this servitudes as a analyser en tant que moyen de planification urbaine
mean of urban planning, embodied in the incorporé dans les dispositions des plans urbains, dont
provisions of the urban schemes, which l’administration intervient avec des outils
interfere with tools reference documents méthodologiques et des documents de référence pour
management methodology to regulate the use réglementer l’utilisation des régions et l’affectation d’une
of the areas and the allocation of posts for each fonction pour chacune dans le but d'une bonne
of them to a good organized both in the organisation, qu'il s'agisse des servitudes de construction
building servitudes which adjusts the limits of qui contrôlent les limites d'utilisation d’immeuble ou en
the use of the property or reduce the use or réduisent l'utilisation, Ou des servitudes de non-
unbuilt limiting the privileges conferred by the construction qui limitent les privilèges accordés aux
right of the property ownership to urban propriétaires par le droit de propriété aux fins d’une
planning, thus the urbanism servitudes are planification urbaine solide, Ainsi, les servitudes de
means of control in the property domain used reconstruction sont considérés comme des outils de
by the administration to adjust and real estate contrôle du domaine immobilier utilisés par
cultural property l'administration pour protéger les biens immobiliers
culturels
Keywords: urbanism servitudes; urbanism Mots clés: Servitudes d’Urbanisme ; Planification
planning ; urbanism tools ; real estate cultural urbaine; Outils d’Urbanisme; Biens immobiliers culturels ;
property; urban plans. plans urbains.
* Corresponding author, e-mail: sanabencherC@yahoo.com

.2019 ‫ الجزائر‬،1 ‫ جامعة االخوة منتوري قسنطينة‬


‫سناء بن شرطيوة‬

‫‪ - I‬مقدمة‬
‫تعتبر المواقع االثرية من المناطق الخاصة والمحمية )‪ (1‬وذلك لكونها من األقاليم‬
‫ذات الميزة الطبيعية والثقافية البارزة )‪ ،(2‬التي أوالها المشرع حماية من نوع خاص‬
‫في مجال التعمير ‪ ،‬وفرض على أصحاب العقارات المجاورة قيود عديدة على ملكيتهم‬
‫العقارية حفاظا على خصوصية هذه الممتلكات ‪.‬‬
‫في هذا الصدد فرض المشرع الجزائري االرتفاقات العمرانية ضمن مخططات‬
‫التهيئة والتعمير كوسيلة لحماية المحيط العمراني عموما حفاظا على المصلحة العامة ‪،‬‬
‫تتنوع هذه االرتفاقات بتنوع القيود التي تفرضها على العقارات المجاورة للممتلكات‬
‫الثقافية العقارية ‪ ،‬و تتعلق في مجملها بضبط عملية البناء واستخدام األراضي‬
‫المجاورة لهذه الممتلكات بطريقة ال تؤثر على شكلها ومظهرها باعتبارها موروث‬
‫ثقافي وحضاري مهم‪.‬‬
‫واالشكالية التي تطرح نفسها في هذا الصدد كيف يمكن الرتفاقات التعمير‬
‫المساهمة في حماية الممتلكات الثقافية العقارية في اطار إقامة البنايات المجاورة لها ؟‬
‫الفرضية التي يمكن صياغتها تتمحور حول الدور الفعال لالرتفاقات العمرانية في‬
‫ضبط وحماية الممتلكات الثقافية و نطاق محيطها ‪ ،‬ومع قلة المراجع المتخصصة في‬
‫هذا الموضوع بمتغيريه سواء المتغير األول المتعلق بالممتلكات الثقافية العقارية أو‬
‫المتغير الثاني المتعلق بارتفاقات التعمير وجدنا صعوبة في البحث فيه‪.‬‬
‫ومن الدراسات السابقة القليلة التي تناولت الموضوع ذات العالقة المباشرة ببعض‬
‫جزئياته مقال د‪ .‬خوادجية "دور مخططات التهيئة والتعمير في حماية المعالم األثرية"‬
‫مع اقتصار باقي المراجع على دراسة الموضوع في بعض جزئياته فقط‪.‬‬
‫ومن أهم اإلستنتاجات المتوصل إليها هو الدور الجوهري لالرتفاقات العمرانية في‬
‫حماية الممتلكات الثقافية العقارية باعتبارها الوسيلة المجسدة للقيود الواردة على‬
‫العقارات المجاورة لهذه الممتلكات بشرط توفر الرقابة في اطار تجسيدها عن طريق‬
‫الرخص والشهادات العمرانية ودور أجهزة الرقابة في هذا المجال‪.‬‬
‫وقد جاء تفصيل هذا البحث مرتبا في فقرتين نبين ما رتبه المشرع الجزائري من‬
‫إلزاميىة إلحترام إرتفاقات التعمير المفروضة لصالح الممتلكات الثقافية العقارية( فقرة‬
‫أولى)‪ ،‬ثم نعرض جوانب حماية الممتلكات الثقافية تبعا لتنوع اإلرتفاقات العمرانية‬
‫المفروضة في إطارها( فقرة ثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬الزامية احترام ارتفاقات التعمير المفروضة لصالح الممتلكات الثقافية‬
‫العقارية‬
‫تختلف ارتفاقات التعمير وتتنوع باختالف القيود التي توردها على عملية البناء لصالح‬
‫الممتلكات الثقافية العقارية حماية للمصلحة العامة‪ ،‬مما يستوجب بيان مدلول الممتلكات‬
‫الثقافية العقارية (أوال)‪ ،‬ثم بيان كون ارتفاقات التعمير ارتفاقات إدارية تفرضها‬
‫المخططات وتراقبها الرخص والشهادات (ثانيا) ‪.‬‬

‫أوال‪:‬مدلول الممتلكات الثقافية العقارية‬


‫نظم المشرع الجزائري التراث الثقافي و رتب أصنافه بمقتضى القانون رقم ‪،04-98‬‬
‫‪382‬‬
‫دور ارتفاقات التعمير في حماية الممتلكات الثقافية‬

‫المتعلق بحماية التراث الثقافي)‪ ،(3‬عرفه بموجب المادة ‪ 2‬منه " يعد تراثا ثقافيا لألمة‬
‫في مفهوم هذا القانون‪ ،‬جميع الممتلكات الثقافية العقارية‪،‬و العقارات بالتخصيص‪ ،‬و‬
‫المنقولة‪ ،‬الموجودة على أرض عقارات األمالك الوطنية وفي داخلها‪ ،‬المملوكة‬
‫ألشخاص طبعيي ن أو معنويين تابعين للقانون الخاص‪ ،‬و الموجودة كذلك في الطبقات‬
‫الجوفية للمياه الداخلية و اإلقليمية الوطنية الموروثة عن مختلف الحضارات المتعاقبة‬
‫منذ عصر ما قبل التاريخ إلى يومنا هذا‪.‬‬
‫و تعد جزءا من التراث الثقافي لألمة أيضا الممتلكات الثقافية غير المادية الناتجة عن‬
‫تفاعالت إجتماعية و إبداعات األفراد و الجماعات عبر العصور و التي ال تزال تعرب‬
‫عن نفسها منذ األزمنة الغابرة إلى يومنا هذا‪".‬‬
‫و حددت المادة ‪ 3‬من القانون أعاله الممتلكات الثقافية ب‪:‬‬
‫‪ -‬الممتلكات الثقافية العقارية‪،‬‬
‫‪ -‬الممتلكات الثقافية المنقولة‪،‬‬
‫‪ -‬الممتلكات الثقافية غير المادية‪.‬‬
‫و خروجا عن القواعد العامة لحق الملكية و طبقا لالحكام المنظمة للتراث الثقافي‬
‫والتي نصت على أن ملكية األرض ال تكسب صاحبها حق التصرف في اآلثار‬
‫المكتشفة على سطحها أو في باطنها و ال تعطيه حق ملكيتها‪ ،‬و حماية لهذه الممتلكات‬
‫خصها المشرع بجملة من اإلرتفاقات نخصها بالدراسة بالنسبة للممتلكات الثقافية‬
‫العقارية‪.‬‬

‫لم يضع المشرع الجزائري تعريفا قانونيا للممتلكات الثقافية العقارية إال أنه يمكن‬
‫تعريفها إستنادا لتعريف العقار طبقا للقواعد العامة حيث نصت المادة ‪ 683‬من القانون‬
‫المدني بأنه " كل شئ مستقر بحيزه و ثابت فيه و ال يمكن نقله منه دون تلف فهو عقار‬
‫‪"...‬‬
‫كما عرفته من خالل أثره المادة ‪ 20‬من األمر رقم ‪ ،281/67‬المتعلق بالحفريات و‬
‫حماية األماكن و اآلثار التاريخية الطبيعية )‪ ،(4‬في فقرتها الثانية أنه " األثر التاريخي‬
‫هو عقار منعزل مبني أو غير مبني و معتبر في مجموعه أو جزء منه و كذا باطن‬
‫األرض التابع له أو عقار بالتخصيص في مجموعه أو في جزء منه "‪.‬‬
‫و تعد كذلك تلك األشياء أو المعالم أو المواقع المستقرة في حيز مكاني معين و ال تقبل‬
‫اإلنتقال بحكم طبيعتها فهي ثابتة و ملتصقة باألرض‪ ،‬إال إذا زالت عنها هذه الصفة و‬
‫هي كل ما يدركه الشخص بحواسه كالقصبات القديمة و القصور و المساجد و المعابد‬
‫و القالع و المنشآت العسكرية القديمة و المنقوشات الحجرية و الحظائر الطبيعية)‪.(5‬‬
‫و تشمل الممتلكات الثقافية العقارية طبقا للمادة ‪ 8‬فقرة أولى من القانون رقم ‪04-98‬‬
‫‪-‬المعالم التارخية)‪.(6‬‬
‫‪-‬المواقع األثرية)‪.(7‬‬
‫‪ -‬المجموعات الحضرية أو الريفية)‪.(8‬‬
‫و هي أنظمة قانونية تتماشى و طبيعة كل صنف من أصناف التراث الثقافي‪ ،‬خصها‬
‫المشرع بإرتفاقات وفق مصادر تشريعية أساسها حماية التراث الثقافي العقاري‪.‬‬

‫‪383‬‬
‫سناء بن شرطيوة‬

‫ثانيا ‪ :‬إلزامية إرتفاقات التعمير وفقا ألحكام مخططات العمران‪.‬‬


‫تعتبر إرتفاقات التعمير وسيلة من وسائل التخطيط الحضري ‪ ،‬حيث تتدخل بواسطتها‬
‫اإلدارة بأدوات منهجية ووثائق مرجعية لتنظيم استعمال المناطق وتخصيص وظيفة‬
‫لكل منها بهدف حسن تنظيمها‪ ،‬كما تعتبر ارتفاقات التعمير من وسائل التحكم في‬
‫المجال العقاري ‪ ،‬التي تستعملها اإلدارة للتحكم في مجال استعمال األراضي ‪ ،‬فتحدّ‬
‫بذلك من االمتيازات التي يخولها حق الملكية للمالكين العقاريين بهدف تخطيط حضري‬
‫محكم)‪.(9‬‬
‫لم يعرف القانون رقم ‪ 29-90‬المعدل و المتمم ارتفاقات التعمير‪ ،‬وإكتفى بذكرها في‬
‫ثالث مواضع في المادة ‪ 22‬التي حددت قطاعات التعمير المستقبلية األراضي‬
‫المخصصة للتعمير على المدى البعيد ‪ ،‬حددت آفاقه ب ‪ 20‬سنة ‪ ،‬و المادة ‪ 31‬حددت‬
‫حقوق إستخدام األراضي و البناء و كذا اإلرتفاقات من خالل مخطط شغل األراضي‬
‫في إطار توجيهات المخطط التوجيهي للتهيئة و التعمير‪ ،‬أما المادة ‪ 33‬منه فأخضعت‬
‫هذه اإلرتفاقات الى تراخيص إلستعمالها تفرضها طبيعة األرض أو شكل قطع‬
‫األراضي أو طابع البنايات المجاورة)‪.(10‬‬
‫بالرجوع الى التعاريف الفقهية يتبين أن إرتفاقات التعمير هي األعباء التي تفرض‬
‫على عقار بسبب موقعه ليس لفائدة عقار آخر وإنما خدمة للمصلحة العامة العمرانية‬
‫)‪ ،(11‬كما تعرف أيضا بأنها قيود تفرض على قابلية األرض للبناء من طرف السلطة‬
‫العامة خدمة للمصلحة العامة خصوصا خدمة ألهداف التعمير)‪.(12‬‬
‫بالنسبة لطبيعتها القانونية‪ ،‬ت عتبر ارتفاقات التعمير احد أنواع االرتفاقات اإلدارية التي‬
‫لم يعرف المشرع بل تحدث عنها ضمنيا في القانون المدني بموجب المادة ‪ ،690‬و‬
‫تناولها صراحة في جملة من القوانين الخاصة ‪ ،‬يعد أساس قيام حق اإلرتفاق في‬
‫القانون المدني طبقا لنص المادة ‪ 867‬من القانون المدني وجود عقارين عقار مرتفق‬
‫و آخر مرتفق به‪ ،‬إال أن هذا كان محل تباين بالنسبة لإلرتفاقات اإلدارية‪ ،‬حيث ظهر‬
‫إتجاهان ‪ ،‬األول يشترط وجود العقار المرتفق لقيام اإلرتفاقات اإلدارية أساسه في ذلك‬
‫عمليات األشغال العمومية مثالها الشغل المؤقت‪ ،‬فالعقار المرتفق هو المنشأة و المرتفق‬
‫به هو األرض التي تشغل مؤقتا‪ ،‬أي العالقة التي يخلقها الشغل المؤقت بين العقارين‪،‬‬
‫في حين يرى اإلتجاه الثاني أنه ال وجود لهذه العالقة و أن اإلرتفاقات اإلدارية تنشأ أو‬
‫تفرض بموجب نص صريح لممارستها أو إستثناءا بقرارات إدارية و ذلك في حالة‬
‫تقرير حق أرتفاق بنص دون تحديد العقارات التي تخضع له و هو الرأي الصائب‪،‬‬
‫فاإلرتفاقات اإلدارية تختلف بإختالف مجاالت إستعمالها أساس قيامها المصلحة العامة‪،‬‬
‫و أرتفاقات المصلحة العامة هي ذات طبيعة إدارية في نشأتها و تظهر في‬
‫ممارستها)‪.(13‬‬
‫حفاظا على المعالم األثرية و التاريخية إعتمدت الجزائر سياسة توجيهية تتمثل في‬
‫مخططات تنظيمية من خالل مخططات التهيئة العمرانية إستنادا إلى توجيهات السياسة‬
‫الوطنية‪ ،‬الهدف منها إبراز أدوات و ميكانيزمات الحماية و الوقاية من األخطار التي‬
‫قد تمس المعالم األثرية وفقا لمخططات الوقاية‪ ،‬و شروط البناء فيها و إرتفاقات البناء‬
‫بمقومات المعالم األثرية)‪.(14‬‬
‫فرض المشرع الجزائري اإلرتفاقات اإلدارية بموجب قانون التعمير‪ 29-90‬بحيث‬
‫برر إنشاء هذه االرتفاقات بمتطلبات المصلحة العامة‪ ،‬التي تحتم وجود ارتفاقات في‬
‫مجال العقار الحضري‪ ،‬وكذا متطلبات تتعلق بالمساس بالملكية الخاصة المقدسة‬
‫كقاعدة‪ ،‬ولكن يمكن تقييدها بشرط صدور نصوص قانونية في هذا المجال على غرار‬
‫قانون التعمير الذي أنشأ ارتفاقات إدارية تقيّد استعمال اال راضي خاصة فيما يتعلق‬
‫‪384‬‬
‫دور ارتفاقات التعمير في حماية الممتلكات الثقافية‬

‫بعلو البنايات و ارتفاقات منع البناء)‪.(15‬‬


‫تفرض االرتفاقات العمرانية على األفراد بقوة القانون‪ ،‬حيث جاءت المخططات‬
‫العمرانية للحد من حرية البناء‪ ،‬نتيجة لذلك فإن ارتفاقات التعمير تحدّ من حرية‬
‫‪.‬‬
‫أصحاب العقارات في البناء وذلك تقديما للمصلحة العامة على المصلحة الخاصة‬
‫وبناء عليه يخضع الباني إلى ضرورة احترام ارتفاقات التعمير التي تمليها أدوات‬
‫التعمير‪ ،‬التي تمثل جملة من الضوابط الفنية والقانونية هدفها األساسي المصلحة العامة‬
‫العمرانية‪.‬‬
‫تتعلق هذه القيود أو االرتفاقات أساسا في مدى قابلية شغل األرض واستعمالها للبناء‬
‫من جهة‪ ،‬وشروط شغل األرض وحقوق البناء فيها)‪(16‬من جهة أخرى‪.‬‬
‫بناء عليه فان مخططات التهيئة والتعمير تبين قواعد إستعمال وإستغالل األراضي‬
‫وإرتفاقات عدم البناء التي ترد عليها‪ ،‬و شروط شغل األراضي القابلة للبناء و بيان‬
‫قيود البناء التي ترد عليها و شروط تجزئتها مع تبيان اإلستعمال الرشيد للمساحات‬
‫الخضراء و حماية المناظر و المواقع الحساسة و عدم المساس بالمواقع األثرية إال‬
‫برخصة من الوزارة المعنية طبقا للقانون رقم ‪.04-98‬‬
‫يعتبر مخطط حماية واستصالح المواقع االثرية والمنطقة المحمية التابعة لها من اهم‬
‫المخططات التي تنظم القواعد العامة و عملية البناء والتعمير والهندسة المعمارية و‬
‫كذا تبعات استخدام األرض واالنتفاع بها خاصة المتعلقة منها بتحديد األنشطة التي‬
‫تمارس في حدود الموقع المصنف أو المنطقة المحمية التابعة لها)‪ ،(17‬ويحدد هذا‬
‫المخطط قواعد حماية المواقع االثرية واستصالحها وذلك من خالل بيانه القواعد‬
‫العامة المطبقة على الموقع االثري ويضبط خاصة االرتفاقات المطبقة على هذا‬
‫الموقع)‪.(18‬‬
‫وباعتبار بعض المواقع االثرية من مشتمالت الساحل أو جب المشرع من خالل أدوات‬
‫التهيئة و التعمير تصنيف المواقع ذات الطابع اإليكولوجي أو الطبيعي أو الثقافي أو‬
‫السياحي في مخططات تهيئة الساحل كمساحات مصنفة خاضعة إلرتفاقات منع البناء‬
‫عليها)‪ ،(19‬يتمثل هذا المخطط في مخطط تهيئة الشاطئ ينشأ باإلعتماد على خريطة‬
‫بيئية و خريطة عقارية يضم‪ :‬تقرير تقني‪ ،‬و نظام تهيئة الساحل‪ ،‬ومخططا يحدد كل‬
‫مقومات الساحل بما فيها الفضاءات الحساسة والمساحات المحمية مثالها المواقع‬
‫األثرية)‪.(20‬‬
‫من جانب آخر يحدد المخطط الدائم لحفظ واستصالح القطاعات المحفوظة للمجموعات‬
‫العقارية الحضرية او الريفية المنشأة في شكل قطاعات محفوظة‪ ،‬القواعد العامة‬
‫الستخدام األرض واالرتفاقات ‪ ،‬وكذا العمليات المقررة في اطار استصالح القطاعات‬
‫المحفوظة)‪.(21‬‬
‫أما بالنسبة الدوات التعمير على المستوى المحلي ‪ ،‬يشكل المخطط التوجيهي للتهيئة‬
‫والتعمير آداة للتخطيط المجالي و التسيير الحضري‪ ،‬يحدد التوجهات األساسية للتهيئة‬
‫العمرانية للبلدية أو البلديات المعنية آخدا بعين اإلعتبار تصاميم التهيئة و مخططات‬
‫التنمية‪ ،‬كما يحدد المناطق الواجب حمايتها بما فيها األثرية و التي تكتسي أهمية‬
‫تاريخية‪ ،‬و يضبط الصيغ المرجعية لمخطط شغل األراضي)‪.(22‬‬
‫أما بالنسبة لمخطط شغل األراضي فهو وسيلة تنظيمية للتسيير الحضري له طابع‬
‫إلزامي‪ ،‬يحدد بالتفصيل و في إطار توجيهات المخطط التوجيهي للتهئية والتعمير‬
‫حقوق إستخدام األراضي و البناء عليها التي يعبر عنها معامل شغل األراضي‪ ،‬و‬
‫معامل مساحة ما يؤخذ من األرض مع جميع اإلرتفاقات المحتملة‪.‬و يعبر عن حقوق‬
‫البناء و القواعد المتصلة بها بمعامل شغل األرض ومعامل مساحة ما يؤخذ من‬
‫األرض مع جميع اإلرتفاقات ‪ ،‬كما يحدد األحياء والشوارع والنصب التذكارية و‬

‫‪385‬‬
‫سناء بن شرطيوة‬
‫المواقع و المناطق الواجب حمايتها منها المواقع األثرية )‪.(23‬‬
‫وبما ان المخططات أدوات إلزامية للجميع بما في ذلك اإلدارة التي أعدتها فان‬
‫هذايضمن تطبيق مضمونها خاصة في مجال االرتفاقات التي تفرضها‪ ،‬بعد المصادقة‬
‫عليها)‪ (24‬وفقا لإلجراءات القانونية‪ ،‬وال يجوز ألي كان القيام بأي نشاط يتعارض مع‬
‫مضمون هذه األدوات)‪ ،(25‬وكل مخالف يتعرض للعقوبات المنصوص قانونا)‪ ،(26‬مع‬
‫اإلشارة الى ان مجال االرتفاقات العمرانية ينحصر في المناطق التي يشملها نطاق‬
‫المخططات العمرانية فقط)‪.(27‬‬
‫نشير في هذا االطار الى كون االرتفاقات العمرانية تمثل األساس الذي تعتمده السلطة‬
‫اإلدارية عند منحها رخصة البناء‪ ،‬حيث ال يرخص أي بناء أو أي هدم من شأنه أن‬
‫يمس بالتراث الطبيعي و الثقافي أو يشكل خطرا عليه‪ ،‬اال بعد استشارة المصالح‬
‫المختصة)‪ ،(28‬كأن تكون البنايات من شأنها االخالل بالمحافظة على األماكن الثقافية أو‬
‫االثار مما يؤدي الى رف ض منح رخصة البناء أو تقييد منحها بشروط تفرض احترام‬
‫االحكام الخاصة لهذه الممتلكات)‪ ،(29‬خاصة اذا كانت البنايات والمنشآت المراد بناؤها‬
‫تمس بموقعها وحجمها او مظهرها الخارجي أو بأهمية األماكن المجاورة والمعالم‬
‫الثقافية وكذا بالمحافظة على آفاق المعالم االثرية)‪.(30‬‬
‫و بالتالي فإن رخصة البناء هي اآللية التي تعتمدها السلطة العمومية في مراقبة‬
‫احترام الباني الرتفاقات التعمير )‪ ،(31‬وتليها بصورة مباشرة شهادة المطابقة التي تؤكد‬
‫مطابقة البناء لمضمون الرخصة خاصة وأن العقارات الواقعة في المناطق االثرية‬
‫تعتبر من العقارات المستثناة من مجال التسوية طبقا الحكام القانون رقم ‪.(32)15-08‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬تنوع جوانب حماية الممتلكات الثقافية العقارية تبعا لتنوع االرتفاقات‬
‫العمرانية المفروضة في اطارها‪.‬‬
‫تتنوع االرتفاقات اإلدارية التي فرضها المشرع في مجال الممتلكات الثقافية (أوال)‪،‬‬
‫وذلك بهدف توفير عدة جوانب للحماية المقررة لها (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬أنواع االرتفاقات العمرانية المفروضة لحماية الممتلكات الثقافية‬

‫لقد فرضت عدة إرتفاقات على جوار الممتلكات الثقافية العقارية تأخد شكل إرتفاقات‬
‫سلبية تحرم مالك هذه العقارات من ممارسة الحقوق التي يخولها لهم حق الملكية على‬
‫ممتلكاتهم ‪ ،‬تتمثل في ارتفاقات الكثافة (أوال)‪ ،‬وكذا ارتفاقات عدم البناء (ثانيا)‪.‬‬

‫‪-1‬تقليص إستعمال العقارات بفرض إرتفاق الكثافة ‪.‬‬

‫ترتبط عملية البناء بعملية ضبط أولي ومسبق للحق في البناء على األرض)‪ ،(33‬يرتكز‬
‫هذا الضبط على فرض ارتفاقات عديدة تحدّ من إستعمال الجار لعقاره‪ ،‬بعضها يتعلق‬
‫بإرتفاقات شغل األرض واستعمالها للبناء في بعض المناطق الخاصة‪ ،‬يتضمن هذا‬
‫الصنف مجموعة القواعد التي تحدد طبيعة شغل األراضي و استعمالها بشكل مادي‬
‫ضمن كل منطقة مشمولة بمخطط شغل األراضي)‪ ،(34‬و تشمل بعض األجزاء من‬
‫التراب الوطني الخاضعة لنظام خاص )‪ ،(35‬ومن بينها المناطق األثرية ‪.‬‬

‫تتضمن ارتفاقات الكثافة على وجه الخصوص نوعين من االرتفاقات العمرانية تتمثل‬

‫‪386‬‬
‫دور ارتفاقات التعمير في حماية الممتلكات الثقافية‬

‫في ارتفاقات التراجع وكذا ارتفاقات العلو‪.‬‬

‫المقصود بالتراجع هو تأخير البناية مسافة معينة تحددها اإلدارة لتحقيق التباعد بين‬
‫البناء و الوحدات العمرانية المجاورة‪ ،‬و ارتفاق التراجع يتعلق باألساس بتأخير البناية‬
‫إلى مسافة معينة مقارنة بالطرقات و األمالك العمومية من ناحية و مقارنة بالقطع‬
‫المجاورة من ناحية أخرى‪ (36).‬وهو ما قد يصطلح عليه البعض إرتفاق الرؤية حيث‬
‫أوجبت المادة ‪ 17‬من القانون ‪ 04-98‬في فقرتها الخامسة توسيع مجال الرؤية الذي‬
‫التقل مسافته عن ‪200‬متر و ذلك لتفادي إتالف المنظورات المعلمية المشمولة على‬
‫الخصوص في تلك المنطقة)‪.(37‬‬

‫حضر وضع الالفتات و اللوحات اإلشهارية أو إلصاقها على المعالم التاريخية إال‬
‫بترخيص مسبق)‪ ،(38‬و توسيع هذا المجال متروك الوزير المكلف بالثقافة بناء على‬
‫إقتراح اللجنة الوطنية للممتلكات الثقافية و بذلك إمتداد قرار التصنيف يرتكز على‬
‫عاملين عامل فضائي و عامل هندسي‪ ،‬إال أن المشرع لم يحدد المكان الذي يجب‬
‫الوقوف عنده من أجل تحديد عالمة الرؤية بين المعلم التاريخي و أرباضه‪ ،‬و هو نفس‬
‫التوجه الذي سار عليه التشريع الفرنسي ألن هذه المسافة محددة حسب معايير‬
‫اليونسكو‪ ،‬و قبل تقليص المسافة بين المعلم التاريخي و أرباضه إلى ‪ 200‬متر‪،‬‬
‫ضربت وزارة الثقافة عرض الحائط مجال الرؤية و ذلك بمنحها الموافقة إلنجاز‬
‫مركب سياحي في حدود قصر الباي بوهران دون مراعاة المسافة بين المعلم التاريخي‬
‫و أرباضه)‪.(39‬‬

‫و األهم أو جب المشرع من خالل أدوات التهيئة و التعمير تصنيف المواقع ذات‬


‫الطابع اإليكولوجي أو الطبيعي أو الثقافي أو السياحي في مخططات تهيئة الساحل‬
‫كمساحات مصنفة خاضعة إلرتفاقات منع البناء عليها)‪.(40‬‬

‫من جانب اخر فرض المشرع ارتفاق العلو على العقارات المجاورة للممتلكات الثقافية‬
‫العقارية ‪ ،‬حيث يتم ضبط العلّو األقصى للمباني بالنسبة للمناطق القابلة للبناء بموجب‬
‫نصوص قانونية‪ ،‬يتم تجسيدها ضمن المخططات العمرانية بحسب خصوصيات كل‬
‫منطقة و بحسب االرتفاقات المتعلقة بحماية المعالم األثرية و الثقافية التي تستوجب‬
‫الحد من االرتفاع خدمة للمصلحة العامة وكذلك االرتفاقات المتعلقة بالمظهر الجمالي‬
‫التي تستوجب ارتفاعا معينا)‪.(41‬‬

‫من جانب آخر فان إرتفاق الكثافة يقلّص كذلك من إستعمال الجار للعقار)‪ ،(42‬و تعتبر‬
‫إرتفاقات الكثافة من االرتفاقات الهامة في قانون التعمير نظرا لدورها الهام في تحديد‬
‫المساحة المرخص ببنائها تفاديا للكثافة الشديدة للبناءات‪ ،‬ويحدد مخطط شغل األراضي‬
‫الكمية الدنيا و القصوى من البناء المسموح به من حيث المساحة أو الحجم)‪ ، (43‬حسب‬
‫سعة األراضي المعدة للبناء)‪ ، (44‬وقد حددت المادة ‪ 14‬من المرسوم رقم ‪324-03‬‬
‫ارتفاع البنايات في المناطق االثرية ب مقاس ‪ 500/1‬وهو ما تم ادراجه ضمن‬
‫الوثائق المكتوبة ‪.‬‬

‫‪387‬‬
‫سناء بن شرطيوة‬

‫على العموم يهدف هذا االرتفاق إلى تحديد المساحات القصوى أو الدنيا التي يمكن‬
‫البناء عليها و ذلك بالقياس لكامل مساحة قطعة األرضو عليه فإن في تحديد هذه‬
‫المساحات إنعكاس على المساحة التي يجب أن تبقى غير مبنية في القطعة المعنية‪،‬‬
‫ويتم ذلك بضبط معامل شغل األرض ومعامل ما يؤخذ من األرض)‪.(45‬‬

‫و مما الشك فيه أن إرتفاق الكثافة يقلص من نطاق ملكية وبالتالي من سلطة إستعماله‪،‬‬
‫غير أن هذا التضييق الذي قد ينظر إليه على أنه إعتداء على الحق جاء نتيجة‬
‫لمتطلبات أكثر إلحاحا ‪ ،‬فنسبة الكثافة إضافة إلى دورها الف ّني الذي يهدف الى التحكم‬
‫فيها سواء بتشجيعها في بعض المناطق أو تجنب الكثافة المفرطة في البعض اآلخر‪،‬‬
‫)‪(46‬‬
‫فإنها تساهم في تحديد هيكل البنايات و إضفاء الطابع العمراني الخاص بكل منطقة‬
‫خاصة في اطار خصوصية المناطق االثرية‪.‬‬

‫‪ -2‬حرمان أصحاب العقارات المجاورة من البناء بفرض ارتفاق عدم البناء‪.‬‬

‫ارتفاقات عدم البناء هي ارتفاقات التعمير التي تمثل وجود مانع قانوني يمنع بمقتضاه‬
‫انجاز أشغال في بعض المناطق نظرا للخطر الذي قد ينجر عن ذلك)‪ (47‬أو نظرا‬
‫لخصوصية تلك المناطق باعتبارها مناطق مقيدة لحماية المعالم التاريخية و األثرية‬
‫)‪(49‬‬
‫والمواقع الثقافية)‪ ،(48‬غالبا ما تكون ارتفاقات عدم البناء مرتبطة بمسافات أمنيّة‬
‫تحدد المجال الذي يمنع فيه البناء‪ ،‬وهو مايعكس العالقة المباشرة بين إرتفاقات‬
‫التراجع وبين ارتفاقات عدم البناء‪.‬‬

‫في اطار فرض إرتفاق عدم البناء في المناطق األثرية باعتبارها مناطق محمية ‪،‬‬
‫نص القانون رقم ‪ ، 04-98‬على عدم شرعية البناء فوق المعالم أو المواقع األثرية‬
‫المصنفة بغرض حمايتها إال بترخيص مسبق )‪، (50‬حيث نصت المادة الرابعة من‬
‫القانون رقم ‪ 29-90‬في فقرتها الثالثة " ال تكون قابلة للبناء إال القطع األرضية ‪ :‬التي‬
‫تكون في الحدود المتالئمة مع ضرورة حماية المعالم األثرية و الثقافية‪ ،".‬كما نصت‬
‫المادة ‪ 69‬من ذات القانون" ال يرخص بأي بناء أو هدم من شأنه أن يمس بالتراث‬
‫الطبيعي و التاريخي و الثقافي أو يشكل خطرا‪ ،‬إال بعد إستشارة و موافقة المصالح‬
‫المختصة في هذا المجال‪"...‬‬

‫من جانب آخر أو جب المشرع من خالل أدوات التهيئة و التعمير تصنيف المواقع ذات‬
‫الطابع اإليكولوجي أو الطبيعي أو الثقافي أو السياحي في مخططات تهيئة الساحل‬
‫كمساحات مصنفة خاضعة إلرتفاقات منع البناء عليها )‪ ، (51‬يتمثل هذا المخطط في‬
‫مخطط تهيئة الشاطئ ‪.‬‬

‫وجدير باإلشارة بالنسبة للجزاء المترتب عن مخالفة ارتفاقات البناء نصت المادة ‪870‬‬
‫من القانون المدني الجزائري على الجزاء المقرر لمخالفة قيود البناء‪ .‬فإذا وقعت‬
‫مخالفة للقيود المفروضة على مالك العقار تحدّ من حقه في البناء عليه كيفما شاء‪ ،‬كأن‬
‫يمنع من تجاوز حدّ معين في اإلرتفاق بالبناء أو في مساحة رقعته ‪ ،‬حيث تكون هذه‬
‫االرتفاقات الواردة على هذا العقار لفائدة العقارات المجاورة التي فرضت لمصلحتها‬
‫‪388‬‬
‫دور ارتفاقات التعمير في حماية الممتلكات الثقافية‬

‫هذه القيود‪ ،‬فانه تجوز ال مطالبة بتنفيذ االرتفاقات تنفيذا عينيا أي إزالة ما وقع مخالفا‬
‫لهذه القيود‪ ،‬فإذا أقيم بناء على خالف ما تقرر في هذه االرتفاقات جازت المطالبة‬
‫بهدمه على نفقة من أقامه بالتعويض إن كان له مقتضىى‪ ،‬ومع ذلك يجوز االقتصار‬
‫على الحكم بالتعويض إذا رأت المحكمة ما يبرر ذلك)‪.(52‬‬

‫ثانيا‪ :‬جوانب الحماية التي يحققها فرض االرتفاقات العمرانية لفائدة الممتلكات‬
‫الثقافية العقارية‪.‬‬

‫ان فرض االرتفاقات العمرانية في المناطق التي تتواجد بها ممتلكات ثقافية عقارية‬
‫غايته اما حماية المظهر الجمالي لهذه األمالك (‪ )1‬أو الحفاظ على متانتها‪.‬‬

‫‪-1‬حماية المظهر الجمالي للممتلكات الثقافية العقارية‪.‬‬

‫اذا كان الغالب عند فرض ارتفاق التراجع أن يكون سببه تمكين البناءات من حّد أدنى‬
‫من نور الشمس والتهوية و كذلك توفير متطلبات حفظ الصحة للبناءات بصفة عامة‪،‬‬
‫هذا إلى جانب توفير شكل معماري الئق و متناسق للمباني)‪ (53‬و ضمان األمن و‬
‫طمأنينة السكان المتجاورين و لحفظ الصحة)‪ ،(54‬فان االمر يختلف نوعا ما بالنسبة‬
‫لالرتفاقات العمرانية في مجال الممتلكات الثقافية ‪ ،‬ذلك أن الهدف من فرض ارتفاق‬
‫التراجع هنا يتمثل في حماية المظهر الجمالي للممتلكات الثقافية العقارية وذلك بترك‬
‫مجال للرؤية بينها وبين العقارات المجاورة لها تسمح بالحفاظ على صورتها التاريخية‬
‫و المعلمية في المحيط الذي تتواجد فيه ‪ ،‬ويندرج ذلك في اطار توفير شكل معماري‬
‫الئق ومتناسق لمثل هذه المباني التي تشملها خصوصية مميزة مقارنة بباقي العقارات‪.‬‬

‫غير أن فرض ارتفاق التراجع لوحده يبقى غير كاف لتحقيق هذا الجانب من الحماية ‪،‬‬
‫أن تطبيق ارتفاق‬ ‫حيث يستوجب االمر ال محالة اقترانه بفرض ارتفاق العلو‪ ،‬ذلك ّ‬
‫العلّو األقصى للمباني من شأنه كذلك أن يضمن شكال معماريا متناسقا للمباني‪ ،‬يتدعم‬
‫خاصة بإحترام ارتفاق المظهر الخارجي للمباني ‪.‬‬

‫يبرز هذا االرتفاق كقيد مفروض على كل من يعتزم البناء في منطقة تتميز ببعض‬
‫الخصائص الفنية والمعمارية‪ ،‬وذلك قصد إضفاء تناسق على الطابع المعماري‬
‫خصوصا و أن هذا األخير يمثل ذاتية وخصوصية كل منطقة )‪ (55‬فما بالك بالمناطق‬
‫الخاصة كالمناطق االثرية والثقافية التي يكون لها ال محالة طابع معماري متميز‪.‬‬

‫فحماية للمظهر الجمالي للمعالم التاريخية واالثار المحيطة بها او مايصطلح عليه بآفاق‬
‫المعالم األثرية‪ ،‬كان لزاما على المشرع فرض ارتفاقات التراجع او االبتعاد‬
‫وارتفاقات العلو على العقارات المجاورة للممتلكات الثقافية العقارية حتى يكون‬
‫باإلمكان المحافظة على مظهرها الجمالي دون حجب الصورة الكاملة للمعلم االثري ‪،‬‬
‫لما في ذلك ابراز لجمالها من جهة واهميتها التاريخية من جهة أخرى باعتبارها من‬
‫المناطق المصنفة و المحمية عالميا‪ ،‬حيث يمكن تقييد رخصة البناء اذا كانت البنايات‬
‫والمنشآت المراد بناؤها تمس بموقعها وحجمها او مظهرها الخارجي بأهمية األماكن‬
‫المجاورة والمعالم الثقافية وكذا بالمحافظة على آفاق المعالم االثرية)‪.(56‬‬
‫‪389‬‬
‫سناء بن شرطيوة‬

‫بناء عليه فان حماية المعالم األثرية و الثقافية تستوجب الحد من االرتفاع خدمة‬
‫للمصلحة العامة وكذلك االرتفاقات المتعلقة بالمظهر الجمالي والتي تستوجب ارتفاعا‬
‫معينا)‪.(57‬‬

‫‪ -2‬حماية متانة الممتلكات الثقافية العقارية من التهدم واالندثار‪.‬‬


‫ان مجال الحماية األساسية التي يوفرها ارتفاق عدم البناء بجوار الممتلكات الثقافية‬
‫العقارية هو توفير حماية لهذه الممتلكات من أي اشغال بناء قد تضر بمتانتها أو تشكل‬
‫خطرا عليها‪ ،‬كأن تتسبب في تهدمها ذلك ال ينفي أن فرض ارتفاق عدم البناء يساهم‬
‫بالتبعية مع ارتفاق التراجع في االبتعاد عن المعلم االثري المسافة القانونية المفروضة‬
‫مما يجعله يوفر حماية الممتلكات الثقافية بالحفاظ على مظهرها الجمالي في اطار‬
‫ارتفاقات الرؤية‪.‬‬
‫بناء عليه ف ال يرخص أي بناء أو أي هدم من شأنه أن يمس بالتراث الطبيعي و‬
‫الثقافي أو يشكل خطرا عليه اال بعد استشارة المصالح المختصة)‪ ،(58‬كأن تكون‬
‫البنايات من شأنها االخالل بالمحافظة على األماكن الثقافية أو االثار‪ ،‬مما يؤدي الى‬
‫رفض منح رخصة البناء خاصة اذا كانت اشغال البناء تستوجب مثال حفر االساسات‬
‫على عمق معتبر مما يؤثر سلبا على المعالم االثرية لما قد تسببه لها هذه االشغال من‬
‫تصدعات تؤدي الى تهدمها جزئيا أو كليا‪.‬‬
‫من جانب آخر يمكن تقييد رخصة البناء وذلك بمنحها بشروط تفرض احترام االحكام‬
‫الخاصة لهذه الممتلكات)‪ (59‬خاصة اذا كانت البنايات والمنشآت المراد بناؤها تمس‬
‫بموقعها وحجمها او مظهرها الخارجي بأهمية األماكن المجاورة والمعالم الثقافية وكذا‬
‫بالمحافظة على آفاق المعالم االثرية)‪.(60‬‬

‫‪ - II‬النتائج ومناقشتها ‪:‬‬

‫من أهم النتائج المتوصل اليها في موضوع الدراسة أن االرتفاقات العمرانية‬


‫المفروضة في مجال الممتلكات الثقافية العقارية هي الوسيلة التي تضبط عملية البناء و‬
‫التعمير في اطار ضبط المحيط االثري والثقافي ‪ ،‬حيث تجسد مقتضاها احكام‬
‫المخططات العمرانية وتراقب الرخص والشهادات العمرانية مدى احترامها‪.‬‬
‫وبذلك يمكن اعتبار االرتفاقات العمرانية الوسيلة الفعالة لحماية الممتلكات‬
‫الثقافية العقارية‪ ،‬و الحد من ممارسة أصحاب العقارات المجاورة لحقوقهم مراعاة‬
‫لخصوصية هذه الممتلكات ‪.‬‬
‫ورغم الدور الفعال لهذه اإلرتفاقات نجد المشرع الجزائري حصر تأمين‬
‫الممتلكات الثقافية العقارية بموجب القانون ‪ 04-98‬في التسجيل‪ ،‬الجرد ‪ ،‬التصنيف و‬
‫القطاعات المحفوظة ‪ ،‬متجاهال قواعد التهيئة العمرانية و ما تفرضه هذه اإلرتفاقات‬
‫من حماية الزمة للممتلكات الثقافية العقارية‪ ،‬و أمام غموض النصوص القانونية‬
‫الضابطة لهذا المجال‪ ،‬و عدم صدور النصوص التنظيمية له‪ ،‬يجعل هذه الحماية جد‬
‫محدودة‪.‬‬

‫‪390‬‬
‫دور ارتفاقات التعمير في حماية الممتلكات الثقافية‬

‫‪ - III‬الخاتمة‪:‬‬
‫على اعتبار ارتفاقات التعمير ارتفاقات إدارية فان فرضها جاء حماية للمصلحة‬
‫العامة‪ ،‬تفرض أحكامها ضمن أحكام المخططات العمرانية اإللزامية والتي تتنوع بتنوع‬
‫القيود التي تفرضها على العقارات المجاورة بأن تقيد الحق في استعمال العقار الذي‬
‫يقيده ارتفاق الكثافة ‪ ،‬أو بتقييد التصرف المادي في العقار بفرض ارتفاق البناء وذلك‬
‫على مسافات يفرضها المشرع حماية للممتلكات الثقافية‪.‬‬
‫ويتجسد جانب الحماية في اطار فرض هذه االرتفاقات من خالل الحفاظ على‬
‫المظهر الجمالي للممتلكات الثقافية من خالل ارتفاق الرؤية الذي يفرض التراجع و تقييد‬
‫العلو بمسافات معينة ‪ ،‬كما يتم الحفاظ على هذه الممتلكات من أي خطر يحدق بها‬
‫وبمتانتها بفرض ارتفاق عدم البناء على مسافات معينة‪ ،‬وتتم الرقابة على تجسيد هذه‬
‫االرتفاقات من خالل أحكام الرخص والشهادات العمرانية‪.‬‬

‫االشكال الذي قد يؤثر على فعالية هذه االرتفاقات في حماية الممتلكات الثقافية‬
‫العقارية يتمثل ربما في محدودية فعالية الرقابة اإلدارية على عمليات البناء و التعمير‪،‬‬
‫وهو األمر الذي يعكسه واقع العمران في الجزائر‪ .‬حيث يثبت الواقع العملي تجسيد ذلك‬
‫التنظيم القانوني لمحيط الجوار العمراني‪ ،‬ومردّ ذلك عدم نجاعة أدوات التعمير في‬
‫تفعيل دور قانون التعمير على أرض الواقع الذي يرتبط بايديولوجية المجتمع الجزائري‬
‫مما يستدعي إعادة النظر في اإلطار التشريعي المنظم لقواعد التهيئة العمرانية بصفة‬
‫عامة و الممتلكات الثقافية العقارية خاصة‪ ،‬نظرا لخصائصها المميزة من حيث التنوع‬
‫الحضري و المعماري و التاريخي‪.‬‬
‫غياب الردع في مخالفات الرخص والشهادات العمرانية ‪ ،‬يجعل منه مجاال أخر‬
‫للبحث في هذا الموضوع يتعلق بالرقابة اإلدارية على عمليات البناء في اطار تجسيد‬
‫االرتفاقات العمرانية في المناطق الثقافية ‪.‬‬

‫المراجـع‬

‫)‪ -(1‬المادة ‪ 22‬من القانون رقم ‪ 25-90‬المتعلق بالتوجيه العقاري‪ ،‬ج ر عدد ‪ ،49‬المعدل والمتمم‬
‫بموجب األمر رقم ‪ ،26/95‬المؤرخ في ‪ 25‬سبتمبر ‪ ،1995‬ج ر عدد ‪.55‬‬

‫)‪ -(2‬القسم الرابع من القانون رقم ‪ 29-90‬المؤرخ في ‪ 1‬ديسمبر ‪ 1990‬المتعلق بالتهيئة و التعمير‪،‬‬
‫ج‪.‬ر عدد‪ ،52‬المعدل والمتمم بموجب القانون رقم‪ 05-04‬المؤرخ في ‪ 14‬أوت‪ 2004‬الذي يعدل ويتمم‬
‫القانون رقم ‪ 29-90‬المتعلق بالتهيئة والتعمير‪ ،‬ج‪.‬ر عدد ‪.51‬‬

‫)‪ -(3‬القانون رقم ‪ ،04-98‬المؤرخ في ‪ 15‬يونيو ‪ ،1998‬يتعلق بحماية التراث الثقافي‪ ،‬ج ر عدد‪.44‬‬

‫)‪-(4‬األمر رقم ‪ ،281/67‬المؤرخ في ‪ 20‬ديسمبر ‪ ،1967‬المتعلق بالحفريات و حماية األماكن و اآلثار‬


‫التاريخية الطبيعية‪ ،‬ج ر عدد ‪ ،7‬مؤرخة في ‪ 23‬جانفي ‪.1968‬‬

‫)‪ -(5‬محمد مصطفى زرباني‪،‬اآلليات القانونية لحماية الممتلكات الثقافية‪ ،‬مجلة الواحات للبحوث و‬
‫الدراسات ‪،‬عدد ‪ ،1‬المجلد‪ ،2016 ،9‬الجزائر‪ ،‬ص ‪.298-297‬‬

‫)‪-(6‬عرفتها و حددت معالمها المادة ‪ 17‬من القانون رقم ‪ ،04-98‬سالف الذكر هي " أي إنشاء هندسي‬
‫معماري منفرد أو مجموع يقوم شاهدا على حضارة معينة أو على تطور هام أو حادثة تاريخية ‪.‬‬
‫و المعالم المعينة بالخصوص هي المنجزات المعمارية الكبرى‪ ،‬و الرسم‪ ،‬و النقش‪ ،‬و الفن الزخرفي‪ ،‬و‬
‫الخط العربي‪ ،‬و المباني أو المجمعات المعلمية الفخمة ذات الطابع الديني أو العسكري أو المدني أو‬
‫الزراعي أو الصناعي‪ ،‬و هياكل عصر ما قبل التاريخ و المعالم الجنائزية أو المدافن‪ ،‬و المغارات‪ ،‬و‬
‫الكهوف و اللوحات و الرسوم الصخرية‪ ،‬و النصب التذكارية‪ ،‬و الهياكل أو العناصر المعزولة التي لها‬
‫صلة باألحداث الكبرى في التاريخ الوطني‪".‬‬

‫‪391‬‬
‫سناء بن شرطيوة‬
‫)‪-(7‬طبقا للمادة ‪ 28‬من القانون ‪ ،04-98‬سابق ذكره " تعرف المواقع األثرية بأنها مساحات مبنية أو‬
‫غير مبنية دونما وظيفة نشطة وتشهد بأعمال اإلنسان أو بتفاعله مع الطبيعة‪ ،‬بما في ذلك باطن األرضي‬
‫المتصلة بها‪ ،‬و لها قيمة من الوجهة التاريخية أو األثرية أو الدينية أو الفنية أو العلمية أو اإلثنولوجية أو‬
‫األنتربولوجية‪ ،‬و المقصود بها على الخصوص المواقع األثرية بما فيها المحميات األثرية و الحضائر‬
‫الثقافية‪".‬‬

‫)‪-(8‬حددتها المادة ‪ 41‬من القانون رقم ‪ 04-98‬سالف الذكر ‪ ،‬و هي قطاعات محفوظة " تقام في شكل‬
‫مجموعات عقارية حضرية أو ريفية مثل القصبات و المدن و القصور و القرى و المجمعات السكنية‬
‫التقليدية المتميزة بغلبة المنطقة السكنية فيها و التي تكتسي بتجانسها ووحدتها المعمارية و الجمالية‪،‬‬
‫أهمية تاريخية أو معمارية أو فنية أو تقليدية ‪."...‬‬

‫)‪-(1‬راجع‪:‬‬
‫‪ -‬نادية الموح ‪ ،‬المنازعات القضائية في مجال التعمير والبناء‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية العلوم القانونية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬اكدال‪ ،‬الرباط‪ ،2011-2010 ،‬ص ‪.265‬‬

‫‪(10)- Djillali Adja, Bernard Drobenko ,Droit de l’urbanisme, Berti édition‬‬


‫‪,Alger, 2007, p 70‬‬
‫)‪ -(11‬أمينة بن حبيلس‪ ،‬الحماية القانونية لحق الجوار في القانون الجزائري‪ ،‬أطروحة دكتوراه ‪،‬‬
‫جامعة االخوة منتوري قسنطينة ‪ ،2017-2016 ،1‬ص ‪.195‬‬

‫)‪ -(12‬بن حبيلس أمينة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.195‬‬

‫)‪ -(13‬لمزيد من التوسع في اإلختالف الفقهي راجع في ذلك ‪:‬‬


‫‪-‬رباحي مصطفى‪ ،‬االرتفاقات اإلدارية في التشريع الجزائري‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة‬
‫االخوة منتوري قسنطينة‪ ،2015-2014 ،‬ص ‪ 277‬وما بعدها‪.‬‬

‫)‪-(14‬سميحة حنان خوادجية‪ ،‬دور مخططات التهيئة و التعمير في حماية المعالم األثرية‪ ،‬مجلة جامعة‬
‫األمير عبد القادر للعلوم اإلسالمية‪ ،‬عدد ‪ ،02‬المجلد ‪ ،32‬ص ‪ 635‬و ما بعدها‪.‬‬

‫)‪ -(15‬رباحي مصطفى‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.191‬‬

‫)‪-(16‬خالدي أحمد‪ ،‬القيود الواردة على الملكية العقارية الخاصة و المقررة للمصلحة العامة في‬
‫التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،2014-2013 ،1‬ص‪.83‬‬

‫)‪-(17‬المادة ‪ 30‬من القانون ‪ 04-98‬المتعلق بحماية التراث الثقافي سالف الذكر‪.‬‬

‫)‪-(18‬المادة ‪ 2‬من المرسوم التنفيذي ‪ 323-03‬المؤرخ في ‪ 2003/10/5‬المتضمن كيفيات اعداد‬


‫مخطط حماية المواقع االثرية والمناطق المحمية التابعة لها واستصالحها ج ر عدد ‪.60‬‬

‫)‪ -(19‬المادة ‪ 04‬من القانون رقم ‪ ،02-02‬المؤرخ في ‪ 5‬فيفري ‪ ،2002‬المتعلق بحماية الساحل‪ ،‬ج ر‬
‫عدد ‪.10‬‬

‫)‪-(20‬المادة ‪ 02‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،114/09‬المؤرخ في ‪ 7‬أفريل ‪ ،2009‬المحدد لشروط‬


‫إعداد مخطط تهيئة الشاطئ و محتواه و كيفيات ذلك‪ ،‬ج ر عدد ‪.21‬‬

‫)‪-(21‬المادة ‪ 2/14‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 324-03‬المؤرخ في ‪ 2003/10/5‬يحدد كيفيات اعداد‬


‫المخطط الدائم لحفظ واستصالح القطاعات المحفوظة‪ ،‬ج ر عدد‪.60‬‬

‫)‪-(22‬المادة ‪ 16‬من القانون رقم ‪ ،29-90‬سالف الذكر‪.‬‬


‫‪ -‬المادة ‪ 02‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،323/03‬المؤرخ في ‪ 5‬أكتوبر ‪ ،2003‬المتضمن كيفيات‬
‫إعداد مخطط حماية المواقع األثرية و المناطق المحمية التابعة لها و إستصالحها‪ ،‬ج ر عدد ‪.60‬‬

‫‪392‬‬
‫دور ارتفاقات التعمير في حماية الممتلكات الثقافية‬

‫)‪-(23‬المادة ‪ 31‬من القانون رقم ‪ ،29-90‬سالف الذكر‪.‬‬


‫‪ -‬المادة ‪ 03‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،323/03‬سالف الذكر‪.‬‬
‫‪ -‬سميحة حنان خوادجية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.652‬‬

‫)‪-(24‬المادة ‪ 14‬من القانون رقم ‪ 29-90‬المعدل و المتمم السالف الذكر‪.‬‬

‫)‪ -(25‬لتفصيل أكثر فيما يخص الطبيعة اإللزامية ألدوات التهيئة والتعمير راجع‪:‬‬
‫‪ -‬الصادق بن عزة ‪ ،‬دور اإلدارة في مجال تطبيق أحكام العمران في التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة‬
‫ماجستير‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الحاج لخضر باتنة‪ ،2012-2011 ،‬ص ‪ 34‬ومابعدها ‪.‬‬

‫)‪-(26‬المادة ‪ 10‬من القانون رقم ‪ 29-90‬المعدل والمتمم السالف الذكر‪.‬‬

‫)‪-(27‬هشام طالب‪ ،‬اإلرتفاقات اإلدارية‪،‬أطروحة ‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم اإلقتصادية و السياسية‪ ،‬جامعة‬
‫سوسة‪ ،2008-2007 ،‬ص ‪.277‬‬

‫)‪-(28‬المادة ‪ 04‬من القانون رقم ‪ 29-90‬سالف الذكر‬

‫)‪-(29‬المادة ‪ 07‬من المرسوم رقم ‪ 175-91‬المؤرخ في ‪ 1991/5/28‬المحدد للقواعد العامة للتهيئة‬


‫والتعمير ‪ ،‬ج ر عدد ‪.26‬‬

‫)‪-(30‬المادة رقم ‪ 27‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 175-91‬المعدل و المتمم‬

‫)‪-(31‬خالدي أحمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.83‬‬

‫)‪-(32‬القانون رقم ‪ ،15-08‬المؤرخ في ‪ 20‬يوليو ‪ ،2008‬المعدل و المتمم‪ ،‬يحدد قواعد مطابقة البنايات‬
‫و إتمام إنجازها‪.‬‬

‫)‪-(33‬إيمان العبيدي ؛ حق الملكية و إرتفاقات التراتيب العمرانية ‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الدراسات المعمقة‬
‫‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية ‪ ،2004/2003 ،‬ص ‪.18‬‬

‫)‪ -(34‬بن حبيلس أمينة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪200‬‬

‫)‪-(35‬المواد ‪ 45‬و ‪ 47‬و ‪ 48‬من القانون رقم ‪ 29-90‬المعدل و المتمم السالف الذكر‪.‬‬

‫)‪-(36‬راجع‪:‬‬
‫‪ -‬خالدي أحمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.87‬‬
‫‪ -‬نادية الموح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 269‬ومابعدها‪.‬‬

‫)‪-(37‬هشام طالب‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.242‬‬

‫)‪-(38‬المادة ‪ 22‬من القانون رقم ‪ ، 04-98‬سالف الذكر‪.‬‬

‫)‪ -(39‬سميحة حنان خوادجية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.658-657‬‬

‫)‪ -(40‬المادة ‪ 04‬من القانون رقم ‪ ،02-02‬المؤرخ في ‪ 5‬فيفري ‪ ،2002‬المتعلق بحماية الساحل‪ ،‬ج ر‬
‫عدد ‪.10‬‬

‫)‪-(41‬راجع‪:‬‬
‫‪-‬بن حبيلس أمينة‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.200‬‬
‫‪ -‬ايمان العبيدي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪19‬و ‪.20‬‬

‫)‪-(42‬إيمان العبيدي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.25‬‬


‫‪393‬‬
‫سناء بن شرطيوة‬

‫)‪-(43‬المادة ‪ 3/31‬من القانون رقم ‪ 29-90‬المعدل و المتمم السالف الذكر‪.‬‬

‫)‪-(44‬بن حبيلس أمينة مرجع سابق‪ ،‬ص‪.202‬‬

‫)‪-(45‬معامل شغل األرض هو معامل يهدف من ورائه االستغالل الحسن والمنسجم للبناية من األبعاد‬
‫الثالثة طوال وعرضا وارتفاعا وتعد عملية تحديد معامل شغل األرضي عملية حسابية وتقنية ‪.‬‬
‫ومعامل ما يؤخذ من األرض يقيد الجار بترك ٕوانشاء مناطق خضراء حول البناء المراد إنجازه ‪،‬‬
‫ويحسب معامل ما يؤخذ من األرض أو اإلستالء على األرض طبقا للمادة ‪ 18‬فقرة ب من‬
‫المرسوم‪ 178/91‬المعدل و المتمم السابق الذكر‪:‬‬
‫معامل ما يؤخذ من األرض = مساحة قطعة األرض – مساحة األرضية للمبنى‬
‫لتفصيل أكثر راجع‪:‬‬
‫‪ -‬بن حبيلس أمينة ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.202‬‬
‫‪ -‬لعويجي عبد هللا‪ ،‬قرارات التهيئة و التعمير في التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬كلية الحقوق‪،‬‬
‫جامعة الحاج لخضر باتنة‪ ، ،2012-2011 ،‬ص‪47‬‬

‫)‪-(46‬ايمان العبيدي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.27‬‬

‫)‪-(47‬نور الدين عسري‪ ،‬منازعات التعمير والبناء محاولة في التأصيل‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية العلوم‬
‫القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬اكدال‪ ،‬الرباط‪ ، 2011-2010 ،‬ص ‪.130‬‬

‫)‪-(48‬هشام طالب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.277‬‬

‫)‪-(49‬من أهم المسافات األمنية الخاصة بأهم اإلرتفاقات المتعلقة بالعمران‬


‫‪-‬اإلرتفاق بالنسبة للساحل أو شاطئ البحر ‪ 100‬م‪.‬‬
‫‪ -‬لتفصيل أكثر راجع‪:‬عربي باي يزيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.45‬‬

‫)‪-(50‬حبيبة بوزار‪ ،‬واقع و آفاق الحماية القانونية للتراث المادي األثري في الجزائر‪ ،‬ماجستير‪ ،‬كلية‬
‫اآلداب و العلوم اإلنسانية و العلوم اإلجتماعية ‪ ،‬جامعة أبو بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،2008-2007 ،‬ص ‪14‬‬
‫و ما بعدها‬
‫)‪-(51‬المادة ‪ 04‬من القانون رقم ‪ ،02-02‬المؤرخ في ‪ 5‬فيفري ‪ ،2002‬المتعلق بحماية الساحل‪ ،‬ج ر‬
‫عدد ‪.10‬‬
‫)‪-(52‬بن حبيلس أمينة ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.204‬‬

‫)‪-(53‬خالدي أحمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.87‬‬

‫)‪-(54‬المادتين ‪ 10‬و‪ 11‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 175-91‬المعدل و المتمم السالف الذكر‪.‬‬

‫)‪-(55‬لعويجي عبد هلل‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪. 73‬‬

‫)‪-(56‬المادة رقم ‪ 27‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 175-91‬المعدل و المتمم‬

‫)‪-(57‬ايمان العبيدي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪19‬و ‪.20‬‬

‫)‪-(58‬المادة ‪ 04‬من القانون رقم ‪ ،29-90‬سالف الذكر‪.‬‬

‫)‪-(59‬المادة ‪ 07‬من المرسوم رقم ‪ 175-91‬المؤرخ في ‪ 1991/5/28‬المحدد للقواعد العامة للتهيئة‬


‫والتعمير‬

‫)‪-(60‬المادة رقم ‪ 27‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 175-91‬المعدل و المتمم‪.‬‬

‫‪394‬‬

You might also like