Professional Documents
Culture Documents
Policy "Crimes": Michael J. Boskin
Policy "Crimes": Michael J. Boskin
Michael J. Boskin
Michael J. Boskin is Professor of Economics at Stanford University and Senior Fellow at the Hoover
Institution. He was Chairman of George H. W. Bush’s Council of Economic Advisers from 1989 to 1993, and
headed the so-called Boskin Commission, a congressional advisory body that highlighted errors in
"جرائم" السياسة
Tweet0
Share0
Share0
0
0
ــ انتصار الرأسمالية نهاية التاريخ أعلن خبراء ومفكرون بقيادة فرانسيس فوكوياما، ــ عندما سقط سور برلين قبل ربع قرن من الزمان ستانفورد
، وبلغت المواجهات السياسية. وقد تغذى هذا السرد على النجاح االقتصادي الذي حققته أميركا وانهيار الشيوعية.الديمقراطية على كل األنظمة المنافسة
. منتهاها، والتي أطلقنا عليها مسمى الحرب الباردة، والعسكرية في بعض األحيان،والفكرية
أعلن الجنرال فويتشخ ياروزلسكي رئيس بولندا وزعيم الحزب الشيوعي في حديث معي وزمالئي في، 1990 وفي اجتماع استضافته وارسو في شتاء عام
ولكنه اعترف اآلن بأن الشيوعية استوعبت، ولم يستطع أن يحرر نفسه من الجدلية الهيجيلية."مجلس الوزراء أن "قوى التاريخ تقودنا حتما ً إلى الرأسمالية
.فكرة نهاية التاريخ بشكل خاطئ تماما
بعد بضعة عقود من الزمان ،أتت أشكال مختلفة من الرأسمالية باألعاجيب في بعض البلدان الشيوعية واالشتراكية السابقة .و ُت َعد بولندا مثاالً ممتازاً لالنتقال
االقتصادي والسياسي الناجح.
ولكن الرأسمالية بعيدة تماما ً عن االزدهار في كل مكان .و ُت َع د كوريا الشمالية ،التي لم تشهد أي انتقال وحافظت على التخطيط المركزي الصارم ،حالة
اقتصادية عصبية مختلة .وفي فرنسا بدأت االشتراكية الناعمة المقترنة بدعم "الشركات الوطنية" تضمحل وتذوى.
وعالوة على ذلك ،في العديد من البلدان وصلت الرأسمالية بدون ديمقراطية .والصين مثال واضح للنجاح الرأسمالي وتأخر اإلصالح االقتصادي .وعلى
أجندة هذه البلدان ،لن نجد المنافسة الشريفة في صناديق االقتراع ،والمناقشة الحرة المنفتحة ،واحترام حقوق األقليات ــ وهي األسس التي تقوم عليها
الديمقراطية الليبرالية .ويبدو أن االحتفاالت بدأت قبل األوان في عام .1989
بل ألن الديمقراطية الليبرالية لم تنتصر في مختلف أنحاء العالم تحديدا ،أصبح لدينا اآلن العديد من األزمات الملحة التي تتطلب االهتمام والتحرك .ولكن
ينبغي لنا أيضا ً أن نركز ــ في وسائل اإلعالم وحجرات الدرس ــ على الهجمات األقل درامية ،ولكنها خطيرة رغم ذلك ،على الديمقراطية والقيم
الديمقراطية ،بما في ذلك في أميركا ذاتها ،حيث كانت األنظمة الدوالنية وغيرها تشن هجماتها على حرية التعبير وحرية الصحافة.
ونتيجة لهذا فإن الخالفات السياسية من الممكنـ أن تتحول إلى جريمة جنائية .وفي مثال أخير خبيث ،أصدر رئيس فنزويال نيكوالس مادورو ،في خطاب
متلفز ،أوامره إلى النائب العام والمدعي العام باتخاذ "اإلجراءات" القانونية ضد الخبير االقتصادي ريكاردو هوسمان من جامعة هارفارد ألنه تجرأ وسأل
"هل ينبغي لفنزويال أن تتخلف عن سداد ديونها؟".
كان هوسمان محقا ً عندما طرح هذا التساؤل .فاألبحاث ُت ِ
ظه ر على نحو ساحق أن التنمية االقتصادية الناجحة تتطلب حقوق الملكية الشاملة ،وإنفاذ العقود،
وحكم القانون المتوازن .وفي الوقت الحالي ال تتمتع فنزويال بأي من هذه المكونات.
لذا فمن غير المستغرب أن يتسبب العجز الحكومي الهائل الممول بالنمو النقدي السريع في انهيار العملة ،مع خفض الشركات المتعددة الجنسيات لقيمة
فروعها الفنزويلية كلما تم خفض سعر الصرف الرسمي .وليس من المستغرب أيضا ً أن تجد البالد ،مع نقص الصرف األجنبي ،صعوبة في سداد فواتيرها،
أو أن تؤدي ضوابط األسعار والقيود التنظيمية التي تفرضها الدولة البوليسية إلى تفاقم حالة نقص المواد الغذائية .وأخيرا ،وسط انتشار التكهنات بأن
فنزويال قد تتخلف بالفعل عن سداد نحو 80مليار دوالر أميركي من الديون األجنبية ،فليس من المستغرب أن ترتفع العائدات على ديونها السيادية إلى
.%15
الواقع أن فنزويال ،التي تملك بعضا ً من أكبر االحتياطيات من النفط على مستوى العالم ،البد أن تتمتع بعصر من االزدهار في ظل ارتفاع أسعار النفط.
ولكن الفساد ،والسيطرة السياسية من قِ َب ل شركة النفط الوطنية ،وتأميم األصول النفطية المملوكة ألجانب ،كل هذا أدى إلى العكس تماما( .على سبيل
اإلفصاح :أنا أخدم في مجلس إدارة إحدى هذه الشركات ،إكسون موبيل ،والتي تنتظر نتائج التحكيم في المحكمة الدولية).
كانت هذه التركيبة التي تتألف من الحكم االستبدادي والشعبوية المفرطة واإليديولوجية االشتراكية وانعدام الكفاءة ،في عهد الرئيس السابق هوجو شافيز
والرئيس الحالي مادورو ،تعيث فساداً في فنزويال .ولكن عندما يناقش هوسمان ،وهو مواطن فنزويلي ووزير سابق في الحكومة ،سؤاالً مهما ً يطرحه
المستثمرون في مختلف أنحاء العالم ،فإنه ال يتعرض لالنتقاد والتوبيخ فسحب ،بل وأيضا ً للتهديد .والمعنى الضمني هنا واضح :إذا تحدثت فقد يكون
مصيرك السجن.
وهذه ليست المرة األولى التي يتعرض فيها اقتصادي بارز لمثل هذه المعاملة في أميركا الالتينية .فقبل عشر سنوات ،كان دومينجو كافالو ،هو الذي ربط
البيزو بالدوالر عندما كان وزيراً لمالية األرجنتين بهدف خفض معدل التضخم الذي بلغ %1000والذي دمر االقتصاد ــ ونسيج المجتمع .وعندما أنهى
الربط فجأة في عام ،2001كانت النتيجة الركود الحاد ،فألقي القبض عليه و ُس ِج ن .ومن حسن الحظ أن الغضب الدولي ،بما في ذلك الحملة التي نظمها
اقتصاديون في أميركا الشمالية ،ساعد في تحرير كافالو.
الحق أنني ال أتفق مع كل السياسات التي نادى بها كافالو أو هوسمان ،أو أي صانع سياسات آخر .ولكن هل ينبغي لنا حقا ً أن نجرم الخالف السياسي وليس
الفساد أو خدمة المصالح الذاتية؟ هل نريد حقا ً أن تلجأ كل حكومة جديدة إلى سجن خصومها السياسيين ،كما فعل رئيس أوكرانيا المخلوع فيكتور
يانوكوفيتش مع رئيسة الوزراء السابقة يوليا تيموشينكو ــ ألنها ترفض السياسات التي أقروها أو تدين نتائجها المتصورة؟
الواقع أننا لم نسقط إلى هذا الحد في الواليات المتحدة حتى اآلن .ولكن حتى هنا ،أصبح من المعتاد إلى حد كبير الطعن في الدوافع والقيم وليس األفكار
فقط ،التي تحرك أولئك الذين نختلف معهم .بل إن الصحافيين والساسة والمفكرين ،الذين ينبغي لهم أن يكونوا أكثر فهما ً وأفضل اطالعا ،كثيراً ما ال
يكتفون بالزعم بأن المقترحات خاطئة ،بل يذهبون إلى أن أنصار المقترحات أنفسهم البد أن يكونوا من األشرار ألنهم أقروا مثل هذه المقترحات أو
طرحوها.
ال ينبغي لنا أن نسمح لالنتقاد والخالف بالتحول إلى مشاعر تنضح بالكراهية وتحط من قدر الكثير من الخطاب العام اليوم .إن الكلمات لها عواقب ،ومن
الممكنـ أن تلهب مشاعر وحشية عنيفة أو ما هو أسوأ من ذلك .وحتى محاولة قمع المناقشة الحرة المفتوحة ،أو تجريم أولئك الذين يحملون مقترحات
سياسية بديلة ،أمر بالغ الخطورة .والبد من مقاومة مثل هذه االعتداءات الصارخة قبل أن يتعرض المزيد من الناس من أمثال كافالو وهوسمان للتهديد ــ
وقبل أن ينتشر المرض إلى أميركا الشمالية وأوروبا.
Read more at http://www.project-syndicate.org/commentary/michael-boskin-bemoans-the-trend-toward-
delegitimation-of-ideological-opponents/arabic#MJGOdFthSdOvVFDw.99