Professional Documents
Culture Documents
وعلى الرغم من هذا
وعلى الرغم من هذا
وعلى الرغم من هذا
فللوهل ة األولى كن ا نتوق ع أن ه كلم ا ك انت ق وة المنظم ات العس كرية وتماسك ها أعظم في مواجه ة
المؤسس ات السياس ية المدني ةّ ،ك ان احتم ال ت دخل الجيش أك بر .ويش ير جينك نز وكبوس ووا إلى أن
"المركزية العسكرية" هي "أكثر قوة مستقلة متسقة" تنطوي في مكامنها على "النزعة التدخلية" .بي د
أن ه ذا المفه وم ال يمكنن ا تأكي ده بالنس بة للت دخالت العس كرية في إفريقي ا خالل المراح ل االنتقالي ة
باستخدام المؤشرات التقليدية مثل عدد األفراد في القوات والنصيب المخصص لإلنفاق العسكري
من الموازنة العامة .وإ لى ذلك ،أظهر بحثنا مبدئياً أن ال وجود لعالقة عامة ما بين حالة التدخل
المس تجدة والتجرب ة الس ابقة للبل دان اإلفريقي ة م ع االنقالب ات العس كرية أو الحكم العس كري .وه ذا
يرجع أساس اً إلى أنه في أغلب البلدان التي تعرضت النقالبات تكون القوات العسكرية المنضبطة
نس بياً ممس كة بمقالي د الحكم ولكنه ا تمض ي في تط بيق ترتيب ات إلع ادة الحكم الم دني ،مم ا يقلص
الحاجة للتدخالت المباشرة.
وتجدر اإلشارة مع ذلك إلى أنه حين تمت دراسة التدخالت العسكرية المنافية للديموقراطية بشكل
منف رد ،لوح ظ أن خمس ة من بين س تة ح االت ح دثت في بل دان له ا م ٍ
اض م ع االنقالب ات أو الحكم
العسكري .وبالمثل ،من بين 14حالة ذات صلة بإفريقيا تم فيها "عرقلة" أو "إيقاف" عملية التحول
السياس ي ،ح دثت 12حال ة في بل دان حيث اض طلع الجيش ب دور هام ا في ت اريخ نظ ام البل د.
وباختص ار ،يب دو أن اإلرث المؤسس ي للت دخل العس كري في السياس ة يه يئ ق وات األمن للت دخل
خالل المراحل االنتقالية ويجعل النتائج الالحقة للعملية االنتقالية نتائج غير موائمة الديمقراطية.
وال ب د من اإلش ارة ،م ع ذل ك ،أن تط ور المؤسس ات العس كرية في أفريقي ا أخ ذت أش كاال وراثي ة
جديدة متميزة .ونادراً كانت الجيوش األفريقية تحاكي نظام اً بيروقراطي اً مثالي اً ،بحيث تشكل قوة
تنظيمية متماسكة تقوم على التدريب المهني ،والمشاعر القومية ،وروح العمل الجماعي المشترك.
وب دالً من ذل ك،ك انت ه ذه المؤسس ات ممزق ة بفع ل الطائفي ة السياس ية القائم ة على الطموح ات
الشخصية للقادة المحتملين داخل سلك الضباط وعلى التضامنات العرقية في صفوف الجنود .ولما
فإن
كانت الجيوش األفريقية "تتقاذفها التجاذبات وهي سمة من سمات المجتمع النخبة المدنية ككل"ّ ،
تدخالتها في السياسة تعكس باستمرار طموحات قادة وفصائل معينة .وبالتأكيد لم يالحظ أن ّأي اً من
"عص ب داخ ل
الجي وش قي د الدراس ة ك انت تتص رف كق وة موح دة .ف الجيش النيج يري منقس م إلى ُ
ُزمر" حيث تسعى أقلية من كبار الضباط إلى االستحواذ على السلطة السياسية ،بينما يهوج ويموج
غالبية الجنود للعودة إلى الواجبات والمهام العادية .وفي مالوي ،أبدى صغار الضباط المتشددين
تحديهم المباشر لقائد الجيش ،معتبرين إياه خانع اً جداً بما ال يتوافق ومكانته بوصفه الرجل القوي
للبالد ،وذلك من خالل عصيان أوامره لمهاجمة الرواد الشباب ،ودفعه في نهاية المطاف إلى تقديم
استقالته .وحتى في مالي حيث بدا الجيش أكثر تماسكا ،انقسم الضباط بشأن الرغبة في العودة إلى
انتخاب ات تعددي ة .وك ان الجيش في زائ ير منقس ماً انقس اماً ال نظ ير ل ه ،إذ ك ان الحرس ان الرئاس ي
والمدني الجهتين الوحيدتين التين احتفظتا بما يشبه االنضباط واستمرتا بشكل متقطع في إطاعة
أوامر األسياد الذين يدفعون رواتبهم .وتشتت الجيش من جانبه إلى عصابات مسلحة توجه أسلحتها
إلى المواطنين من أجل ابتزازهم واستيالب أموالهم.
الجلي أن س لوك الجه ات العس كرية ،بم ا في ذل ك الت دخل في السياس ات االنتقالي ة ،ك ان دافع ه
ّ ومن
الص راعات على جمل ة من المط امع كالمناص ب والري وع ومناف ذ الكس ب غ ير المش روع ،وك انت
الفصائل داخل الجيش التي تقاوم نقل السلطة للمدنيين عادة ما تعتقد بأن التغيير السياسي سيؤدي
إلى إفقادها امتيازاتها .وعلى سبيل المثال ،إبان حكم بابانجيدا في نيجيريا ،تمادى كبار العسكريين
في الحصول على الريوع إلى مستويات غير مسبوقة بما جعل األفراد الضباط يرتعبون من فتح
"تحقيق عن مآل عدة ماليين من مداخيل البترول التي ُيعتقد أنها اختفت دون مبرر أو سند ".وبات
حصول كبار الضباط على الثروات العظيمة ،حيثما حدث ذلك ،مناط اً لتأجيج "االستياء بين أولئك
الضباط الصغار الذين لم ينالوا نصيباً من السخاء وأولئك الذين [كانوا يرون] الفساد غير مقبول
في خض م المس تويات المعيش ية المتض ائلة بش كل مس تمر ".وفي س يراليون ،أش علت مظ الم ص غار
الض باط الس اخطين فتي ل الت دخل السياس ي .فعن دما ط الب وف د من ه ؤالء الض باط ب دفع ال رواتب
المتأخرة وتحسين الخدمات اللوجستية في ساحات المعارك" ،تحولت احتجاجاتهم إلى انقالب بعدما
انضمت القوات التي أُرسلت لقمع
ّ قام "موموه" بتسريح الجنود واصماً ّإي اهم بمثيري الشغب ،ثم
التم رد إلى ص فوف المنقل بين المس تحوذين على الس لطة ".و خالل موج ة النهب الع ام 1993في
زائير ،انضمت حتى قوات النخبة التابعة لموبوتو للتدافع على الغنائم" ،فاستحوذوا على حصتهم ثم
نفذوا إعدامات دون محاكمات بحق مئات من اللصوص الكبار والمسجلين ".وتوضح هذه األمثلة
أن التدخالت العسكرية المنافية للديمقراطية عادة ما يكون سببها الدفاع عن المزايا المادية القائمة
من قب ل أش خاص من داخ ل نظ ام المحس وبية أو عن طري ق الس عي لمث ل ه ذه االمتي ازات من قب ل
عناصر من العسكر الذين استشعروا بأنهم مستبعدون.
وإ ذا ك ان القائ د السياس ي الح اكم ه و نفس ه ال زعيم اإلث ني للجيش ف إن احتم ال تأيي د ه ذا األخ ير
للتهديدات التي تتعرض لها االمتيازات المؤسسية احتماالً ضئيالً للغاية .وليس من قبيل الصدفة أن
حاالت التدخل العسكري المنافية للديمقراطية تتطابق جميعها مع هذا النمط .وكما يشير كراوفورد
يونغ " ،فإن طبيع ة الحكم الفردي المطلق تؤدي بالحكام لبناء الجيوش وفق اً لخارطة أمان إثنية".
ففي نيجيري ا ،م ا ب رحت النخب اإلس المية الناطق ة بلغ ة ،المنتمية الهوس ا الف والني تهيمن من ذ أم د
بعيد على هيئة ضابط الجيش ،على الرغم من أن الجيش ككل كان أكثر تنوع اً عرقي اً وديني اً .فكان
تقب ل رفقائه في المؤسسة السياسية الشمالية
رفض "أباتشا" التنحي عن السلطة سببه أساساً هو عدم ّ
يتحدر من قبيلة
لفكرة التنازل عن السلطة لصالح "أبيوال" الذي ،على الرغم من كونه مسلماً ،كان ّ
"يوروبا" في الجنوب .وفي رواندا ،أثارت الوحدات المارقة من الحرس الجمهوري المنتمية لعرق
"هابياريمان ا" ،بمص احبة أف راد من الجيش وميليش يا الش باب ينتم ون لع رق الهوت و ،مذبح ة بح ق
المواطنين من عرق التوتسي عندما بات واضحاً أنها ستخسر استحقاقاتها في جيش متكامل عرقي اً
يؤسس في ظل نظام ديمقراطي .وفي التوغو ،قام الجيش -المرتكز على مجموعة صغيرة عرقية
تنتمي لقبيل ة "ك ابري" تابع ة "إلياديم ا"" ،ويض ّم ن واة داخلي ة قوامه ا من األقرب اء المباش رين-
باالعتراض أساس اً على إجراء مزيد من اإلصالحات السياسية بعد عقد مؤتمر وطني أفضى إلى
تعيين رئيس وزراء مستقل .بالمثل ،وألن قوات األمن كانت منقسمة في زائير ،تحصن "موبوتو"
قبليين
خل ف قاع دة ض يقة داخ ل الح رس الرئاس ي حيث ك انت نواته ا األساس ية مؤلف ة من ت ابعين ّ
اس تقطبهم من مس قط رأس ه بالمنطق ة الش مالية في "مقاطع ة االكوات ور" .وكم ا يص رح يون غ" ،ف إن
المكرس ة ع بر [ع دة] عق ود من دون التس بب في ت دخل
ّ تحيي د االختالالت [في التجني د العس كري]
الجيش [إنما هي] مهمة تنطوي على حساسية بالغة".
وهكذا ،كانت العناصر العسكرية ،التي تنبري عادة للدفاع عن االمتيازات المؤسسية ،فاعالً حاسماً
في تح والت النظ ام .وحيثم ا بقيت اآللي ة اإلكراهي ة س ليمة وذات والء سياس ي للح اكم ،يبقى قم ع
ولكن الجيش إذا انقسم ،وخاصة إذا وقف كبار الضباط
ّ المشاعر الداعمة للديمقراطية خياراً حقيقياً.
ف المعارض ة ،س يجد الحك ام وقتئ ذ ص عوبة في الحف اظ على م واقعهم سياس ياً .وباختص ار،
في ص ّ
حيثم ا اتج ه الجيش ،اتجهت العملي ة االنتقالي ة .وه ذه الخالص ة تس تتبع ت أثيراً كب يراً على آف اق
الديمقراطية في أفريقيا .وقد الحظ "مايكل شيجيه" أن "مسألة كيفية إدارة الجيوش والوحدات شبه
العس كرية إب ان موج ة التحري ر األفريقي ة الحالي ة...هي في الواق ع أولوي ة أعظم مم ا تص وره في
أن المتظاهرين المدنيين نجحوا في بعض األحيان
البداية معظم دعاة الديمقراطية في القارة ".ذلك ّ
في ف رض أجن دة التغي ير السياس ي ،ولكن الق وات العس كرية ك انت تحتف ظ ب دور دائم وحاس م في
السياس ة اإلفريقي ة خالل ف ترات الحق ة من المرحل ة االنتقالي ة .واعتب اراً من منتص ف التس عينيات،
ب ات الرج ال المس لحون هم من يتحكم ون في مص ير الديمقراطي ة في الق ارة جن وب الص حراء
الكبرى.
مستوى الديموقراطية
اختتام اً لتحلي ل مس ألة تح والت النظ ام ،علين ا أن نع ود إلى التق ييم اإلحص ائي للتفس يرات المتباينة.
كي ف يمكن قي اس م دى إرس اء الديمقراطي ة ومس توى الديمقراطي ة بأفض ل م ا يمكن ؟ وق د تم قي اس
مدى إرساء الديمقراطية اعتباراً للتغيرات الحاصلة بين عامي 1988و 1994في سجل الحقوق
السياس ية للبل دان األفريقي ة ،كم ا ه و مص نف في "المس ح المق ارن للحري ة" (لمزي د من التفاص يل
والمناقش ة انظ ر الملح ق) .وق د تم قي اس مس توى الديمقراطي ة اعتب اراً إلى س ج ّل البل د في ع ام
.1994ويع ّرف مؤشر المس ح للحق وق السياس ية جوهر الديمقراطي ة بأن ه "ح ق جمي ع الب الغين في
التص ويت والتن افس للحص ول على الوظ ائف العام ة ،وح ق الممثلين المنتخ بين للتص ويت الحاس م
بش أن السياس ات العام ة ".ومن األس ئلة ال تي تض منتها قائم ة المس ح المرجعي ة للحق وق السياس ية
المؤلفة من تسع نقاط ،ما يلي:
هل تم انتخاب السلطة الرئيسة من خالل انتخابات حرة ونزيهة ؟
هل توجد إمكانية واقعية لوصول المعارضة إلى السلطة من خالل االنتخابات؟
الليبرالية لم يفز حاسم اليوم .وفي الواقع ،ازداد التباين في أنواع األنظمة السياسية في أفريقيا بدالً
أن االنح راف المعي اري لنت ائج البل دان ح ول متوس ط مس توى
من التن اقص كم ا يتض ح من حقيق ة ّ
الديمقراطي ة في الع ام 1994ك ان أعلى مم ا ُس جل في ع ام .1988وخالل الس بعينيات
تقي د
والثمانينيات ،كان القادة األفارقة يتفقون على فكرة معيارية بشأن إتباع القواعد السياسية التي ّ
أن تلك السلطات القديمة قد
الحريات المدنية وتعتمد على انتخابات الحزب الواحد .على الرغم من ّ
تم القضاء عليها بحلول العام ، 1994لم يترسخ بعد أي توافق جديد لصالح الديمقراطية الليبرالية
أو أي ايديولوجية مهيمنة أخرى.
ه ل ك انت هن اك رواب ط بين التح رر السياس ي والتح ول ال ديمقراطي؟ على ال رغم من أن ه ذه
فإنها ليست متطابقة أو مندمجة بعضها في
المظاهر لتحول النظام ترتبط ارتباط اً قوي اً فيما بينهاّ ،
بعض .وس وف يالح ظ الق ارئ في الج دول 12أن ع دداً أق ل من البل دان حققت مكاس ب من حيث
الحق وق السياس ية ( 23بل داً ،منه ا 4دول حققت مكاس ب ص افية في مختل ف أنح اء أفريقي ا)
بالمقارنة مع ما تحقق فيما يخص الحريات المدنية ( 33بلداً ،منها 24بلدا حققت مكاسب صافية).
وعالوة على ذل ك ،لم تحقق سوى 16من أص ل 23بلداً "سائراً على طريق إرس اء الديمقراطي ة"
مكاسب كافية بحلول العام 1994تخولها في الواقع إتمام عملية التحول الديمقراطي بشكل كامل
أن عملية التحرير السياسي في
بحلول نهاية العام ( 1994انظر الجدول .)7ويتضح تماماً ،بذلكّ ،
معظم أنحاء أفريقيا حدثت بمعزل عن عملية إرساء الديمقراطية.
العوامل االقتصادية
بصفة عامة ،واآلن كما هو متوقع ،كان التحول الديمقراطي في أفريقيا ال عالقة لها بأي جانب من
جوانب الهيكل االقتصادي ،والتغيير ،أو األزمة .حتى عام ،1994وكانت المكاسب في الحقوق
السياسية إحصائيا أكثر احتماال في البلدان األفريقية ذات معدالت النمو االقتصادي المرتفع نسبيا.
"" ولكن عن دما تمكن موزم بيق لتحقي ق الح د األدنى من الش روط لالنتق ال ال ديمقراطي في نوفم بر
تشرين الثاني من ذلك العام ،والعالقة اإليجابية بين النمو العام العالية و اختفى تثبيت الديمقراطية.
ولم يقتص ر موزم بيق أفق ر بل د في أفريقي ا في ع ام ،1989ولكن ك ان مع دل النم و االقتص ادي في
مرحل ة م ا بع د االس تقالل أق ل في عين ة لدينا (الن اتج الق ومي اإلجم الي للفرد الواح د$ = 1989 ،
،80مع دل نم و الن اتج الق ومي اإلجم الي 8.2 = 1989-1965 ،في المئ ة) وعالوة على ذل ك،
وبصرف النظر عن وموزامبيق ،وعبرت العديد من الدول الفقيرة األخرى في أفريقيا مع معدالت
نم و س لبية أيض ا للديمقراطي ة (على س بيل المث ال ،غيني ا بيس او = 3.0 . -في المئ ة ،ال نيجر = -
2.4في المئة ،ومدغشقر = 1.9-في المئة).
يمكننا أن نستنتج فقط أن التفسيرات االقتصادية من التحوالت السياسية في أفريقيا غير معتمدة من
قب ل التحلي ل التجري بي المنهجي .وب ررت ح دس األولي Widnerب أن "بل دان مماثل ة في الوق ف
الم وارد ،في االعتم اد على الزراع ة التصديرية ،والسياس ات االقتص ادية واألداء تظهر االتجاه ات
السياسية المختلفة ".على األقل داخل نطاق ضيق المسلم من البلدان األفريقية منخفضة ومتوسطة
ال دخل المنخفض ،ال يمكنن ا تأكي د التأكي د على أن "مس توى التنمي ة االقتص ادية ل ديها ت أثير واض ح
على الديمقراطي ة السياس ية ...الن اتج القومي اإلجم الي ه و المتغ ير التفس يرية الس ائدة ".وال يمكننا
تأكي د االدع اء ب أن "العالق ة بين ال ثروة والديمقراطي ة يع ني أن االنتق ال إلى الديمقراطي ة ينبغي أن
يحدث في المقام األول في البلدان ذات المستويات المتوسطة من التطور" .بحلول عام ،1995ما
يق رب من درج ة من األنظم ة السياس ية األفريقي ة ،وكث ير منهم يق ع في البل دان الفق يرة يائس ة ،ق د
تحولت مبدئيا في الديمقراطيات الهشة.
دعون ا نك ون واض حين .على عكس دراس ات في التقلي د التح ديث والتحلي ل في ه ذا الفص ل ب القلق
ليس مع من يرتبط ديمقراطية مستقرة أو طويلة األمد ولكن مع الظروف التي يتم فيها بذل جهود
ناجحة لتثبيت األنظمة الديمقراطية .النتائج التي توصلنا إليها ال تتحدى الحكمة التقليدية القائلة بأن
الديمقراطيات المستقرة يتم توحيد معظم بسهولة على المدى الطويل في االقتصادات المتقدمة ذات
ال دخل المرتف ع (انظ ر الفص ل .)7ولكنن ا يؤك دون أن ،بغض النظ ر عن نظ ام االس تدامة الحق ة،
يمكن أن مح اوالت االنتق ال ال ديمقراطي تح دث في ظ ل مجموع ة من الظ روف االقتص ادية وعلى
أي مستوى من التنمية االقتصادية.
العوامل الدولية
للم رة األولى في تحليلن ا ،ومس توى االعتم اد على المعون ة ب رزت كمتغ ير تفس يري " .ارتف اع
مستوى البالد النسبي لل تدفقات المعونة ،كانت أكثر اتساعا اإلصالحات الديمقراطية فيها .ألن
من المرجح أن تكون عرضة لل سياسية البلدان التي تعتمد على المساعدات شروط ،ووجه هذه
النتيج ة انتباهن ا إلى الت أثير المحتم ل من الوك االت المانح ة الدولي ة في تش جيع اإلص الحات
الديمقراطي ة نج ا ه ذا االكتش اف أيض ا الض وابط اإلحص ائية :لحجم البل د المتلقي ،مم ا يش ير إلى
تأثير مالحظ ال تقتصر على الدول الصغيرة في أفريقيا؛ و توقيت بداية التحول '' ،مما يدل على
أن التأثير لم يكن بسبب ببساطة إلى " تحالف ضد " من قبل الجهات المانحة مع مرور الوقت.
ولكن األدلة المتناقضة ( شوهدت للمرة االولى عندما ناقشنا تحرير ) يجب أيضا إعادة النظر ؛ إذا
ذهبت الجهات المانحة حتى اآلن ل فرض شروط سياسية واضحة ،ثم قام متلقي المساعدات أقل
الديمقراطي ة ' .ص رح بش كل مختل ف ،من 25حال ة المش روطية السياس ية الرس مية في أفريقي ا ،
وانتهت 8فقط في التحول الديمقراطي ،مع 17حالة المتبقية التقصير 8 :أصبح " المحظورة" ،
7وك انت " معيب ة " ،و 2لم يحص ل جاري ة .باختص ار ،ك انت التح والت يحركه ا المانح ة إش كالية
وأدت إلى نت ائج غامض ة .وتمت مناقش ة األس باب المحتمل ة في الفص ل الس ابق -وهي تعه د أن
العدي د من الزعم اء األفارق ة "إص الحات اس تباقية" قب ل رس ميا الظ روف السياس ية؛ ويتص ل ب ذلك،
والجه ات المانح ة محفوظ ة أص عب الظ روف من أج ل األنظم ة "ص عبة الج وز" ال تي ربم ا ك انت
متجه ة إلى تقص ر الديمقراطي ة على أي ح ال التح والت .أبع د من ه ذه االعتب ارات ،يمكن أيض ا
فش لت ال دول الغربي ة المانح ة للتمي يز ك اف بين األوض اع السياس ية المحلي ة في اش تراط عالمي ا أن
جميع الحكومات اإلفريقية انتقال إلى انتخابات ديمقراطية .وكانت بعض القادة الحاليين أو حركات
المعارضة غير مستعدة بشكل واضح التخاذ مثل هذه الخطوة .في هذه الحاالت ورواندا وأنغوال
ت برز -مط الب الم انحين لإلج راءات الديمقراطي ة بش دة المبالغ ة في تق دير م دى اس تعداد أبط ال
الرئيسي لتبني هذه اإلصالحات حقيقية.
وبالت الي ،على ال رغم من أن العوام ل الدولي ة لعبت دورا هام ا في تفس ير الديمقراطي ة ،فإنه ا ظلت
الثانوية .كان لها أكبر وزن التفسير للراحة في مكان آخر .ويشير تحليلنا التجريبية المقارنة في
اتجاه واضح :إن البحث عن أسباب التحول الديمقراطي في أفريقيا من المرجح أن تكون مثمرة إذا
ركزت على السياسية بدال من العوامل االقتصادية وعلى عوامل المحلية وكذلك الدولية .في سياق
ت أثير من الخ ارج ،ويع زى التح ول ال ديمقراطي في أفريقي ا سياس يا من ال داخل .التح والت النظ ام
األفريقي ة تفس ير المق ام األول من حيث الص راعات السياس ية الداخلي ة بين النخب الدول ة القائم ة
والحرك ات االجتماعي ة المعارض ة في س ياق المؤسس ات الموروث ة .عن طري ق االس تنتاج ،ه و أن
مثل هذه االعتبارات السياسية المحلية التي نعود مرة أخرى.
السياسة الداخلية
وكانت اإلصالحات الديمقراطية في أفريقيا األكثر شموال في األنظمة السياسية مع إرث المؤسسية
المم يزة ال تي ظه رت غي اب انتخاب ات تنافس ية ووج ود األح زاب المهيمن ة .ه ذه النت ائج ح ول
الديمقراطية وردد و عززت النتائج في وقت سابق عن تحرير (انظر الفصل . ) 5وسجلت أكبر
المكاسب في الديمقراطية في البلدان -وهي وبنين و الرأس األخضر ومالوي و مالي وموزام بيق
وال نيجر و س او ت ومي -ال تي ب دأت من قاع دة منخفض ة ج دا ( س جل ) 5-4من الممارس ة
الديمقراطية (انظر الجدول . ) 12البارز في هذه المجموعة كانت األنظمة الحزب الواحد التي
ك انت في الس ابق قليل ة االنتخاب ات .في الط رف اآلخ ر من الطي ف ك انت البل دان ال تي ش هدت في
الواقع انخفاض مستويات الديمقراطية بين عامي 1988و 1994؛ وشملت هذه المجموعة ليبيريا
،ونيجيري ا ،وروان دا ،وس يراليون ،والس ودان ،وزائ ير .تع ثر التح والت السياس ية عن دما نكث
الوعود يتعين على زعماء لعقد االنتخابات و تصاعد المنافسة السياسية إلى العنف الجامح .بشكل
ملحوظ ،و جميع هذه الدول شهدت انقالبات متكررة في الماضي ،عانت فترات طويلة من الحكم
العس كري ،و ك ان يحكمه ا الق ادة العس كريين مثبت ة في ال وقت ال ذي ب دأ ه ذا التح ول .في ه ذه
التحيات ،التراث المؤسسية من النظم السابقة على شكل نتائج التحوالت.
كم ا س نرى ،وم ع ذل ك ،ك انت آث ار الموروث ات المؤسس ية على عملي ة التح ول ال ديمقراطي أك ثر
الت واء من المباش رة .الس وابق المؤسس ية لعبت أنفس هم من خالل السياس ة الداخلي ة من التح والت
النظ ام عن طري ق إق راض هيك ل إلى الخي ارات واألح داث الطارئ ة .أنش أنا في الفص ل 4أن بداي ة
التح ول من خالل االحتج اج السياس ي ك ان في الغ الب وظيف ة من ال تراث المؤسس ية من األنظم ة
الس ابقة .وبالت الي ،عن دما ك ان ت أثير االحتجاج ات السياس ية الخاص ة بهم في مراح ل الحق ة من
التحوالت ،وفعلوا ذلك ناقالت شبيبة جزئيا عن السوابق المؤسسية التي تم تأسيسها فيها .في هذه
الطريق ة ،ك ان من المتوق ع الس وابق المؤسس ية في التح والت ،وهيكل ة لهم بط رق منقوش ة ويمكن
التنبؤ بها.
من البل دان األفريقي ة 15ال تي ش هدت احتجاج ات واس عة النط اق السياس ي ،ف إن النتيج ة األك ثر
ش يوعا ( 9ح االت) ك ان االنتق ال إلى الديمقراطي ة .وعالوة على ذل ك ،تم بق وة وبش كل ملح وظ
المتعلق ة االحتج اج السياس ي إلى ح دوث انتخاب ات تعددي ة تنافس ية في ع ام 1990في وقت مبك ر،
"في الواقع ،انتخابات تنافسية وقعت تقريبا دائما أينما كان هناك احتجاج واسعة النطاق (في 13
من أصل 15حالة) .في أحسن األحوال ،االحتجاج السياسي دفعت تحول ديمقراطي كاملة ،وفي
الح د األدنى النه ا س محت ،من خالل انتخاب ات معيب ة ،وت ركيب ش كل المح ررة من االس تبداد ".
وخاصة ،ونادرا ما يحول دون انتقال النظام أو مسدودة حيث االحتجاجات الشعبية واسعة حدثت،
وهك ذا ،ح تى ل و ك ان جزئي ا في نهاي ة المط اف الديمقراطي ة ،والتح والت الناش ئة في االحتج اج
السياسي أدى عموما بحلول نهاية عام 1994إلى األنظمة التي كانت على األقل إلى حد ما أكثر
ديمقراطية من تلك التي كان قد ذهب من قبل.