ادارة العمل التطوعي PDF

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 178

‫إدارة العمل التطوعي بالمؤسسات‬

‫التربوية في ضوء بعض الخبرات العالمية‬


‫جا)‬
‫(املؤسسات الجامعية منوذ ً‬

‫إعداد‬
‫د‪ /‬محمود ممدوح محمد‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫م مــن مــؤرشات تقــدم األمــم ورقيهــا؛ كونــه إحــدى أدوات‬
‫العمــل التطوعــي مــؤرش مه ـ ٌّ‬
‫املجتمعــات اإلنســانية للتنميــة املســتدامة؛ كــا يُعــد الركيــزة األساســية يف التحــول نحــو بنــاء‬
‫مؤسســات املجتمــع املــدين واســتدامة خدماتــه‪ ،‬فمــع تعقُّــد الظــروف الحياتيــة وتطورهــا‬
‫ومنائهــا بصــورة متســارعة؛ تــزداد الحاجــة إىل التــزام تلــك املؤسســات بالتوجــه للفكــر اإلداري‬
‫يكِّنهــا مــن التأقلــم والتكيــف مــع األوضــاع البيئية‬
‫الحديــث‪ ،‬املواكــب لعــامل إدارة األعــال؛ مبــا ُ‬
‫الراهنــة واملســتقبلية‪.‬‬

‫وتــأيت مؤسســات التعليــم العــايل الجامعيــة مــن أبــرز املؤسســات املعنيــة بهــذا التطوير‪،‬‬
‫وذلــك ألن الجامعــات متتلــك مــن املــوارد مــا يجعلهــا قــادرة عــى نــر ثقافــة التطــوع يف‬
‫محيطهــا الجامعــي واملجتمعــي‪ ،‬كــا أنهــا مؤسســة مجتمعيــة تقــدم خدماتهــا للبيئــة‬
‫واملجتمــع املحــي؛ لــذا يجــب عليهــا تأســيس وتأصيــل منظومــة للعمــل التطوعــي التــي‬
‫البــد أن تســتند إىل القيــم واملعايــر االجتامعيــة التــي يرتضيهــا املجتمــع وفــق نُظُــم تواكــب‬
‫االتجاهــات اإلداريــة الحديثــة‪.‬‬

‫فبالرغــم مــن أهميــة العمــل التطوعــي يف ترسيــع قضايــا التنميــة يف املجــاالت‬


‫املجتمعيــة املتعــددة؛ إال إن مامرســة العمــل التطوعــي بــن الشــباب الجامعــي يف األقطــار‬
‫العربيــة ال يرتقــي إىل مــا هــو مأمــول منــه يف دفــع عجلــة التنميــة‪ ،‬وال يتناســب مــع حجــم‬
‫وطاقــات تلــك الفئــة العمريــة املهمــة باملقارنــة مــع مثيالتهــا يف املجتمــع الــدويل بحســب‬
‫تأكيــد العديــد مــن الدراســات األكادمييــة والدوليــة والتقاريــر الرســمية واألهليــة‪ ،‬ويكــون ذلــك‬
‫وا متزاي ـدًا يف أعــداد‬
‫عــى نقيــض نُظرائهــم مــن طــاب الجامعــات العامليــة التــي تشــهد من ـ ً‬
‫الطــاب املقبلــن عــى األعــال التطوعيــة‪.‬‬

‫يســتهدف هــذا الكتــاب االرتقــاء باملنظومــة اإلداريــة للمؤسســات املعنيَّــة بتقديــم وتنظيم‬
‫الخدمــات التطوعيــة املجتمعيــة بصفــة عامــة واملؤسســات الرتبويــة والتعليميــة بصفــه خاصــة‬
‫‪-‬ملــا متتلكــه مــن مقومــات وخصائــص داعمــه تحقــق التطويــر املأمــول‪ -‬ومــن أبرزهــا مؤسســات‬
‫التعليــم الجامعــي كنمــوذج تطبيقــي وإجــرايئ لنظرياتهــا مــن املؤسســات الرتبويــة‪ ،‬ومــن ثــم‬
‫املجتمعيــة العتبــارات ِ‬
‫عـدَّة؛ أبرزهــا إمكانــات الجامعــة املتاحــة ‪-‬باعتبارهــا بيــت خــرة مجتمعــي‪-‬‬
‫يف ريــادة هــذا القطــاع الحيــوي واملهــم‪ ،‬وذلــك بتطويــر حقــل املعرفــة مبــا يدعــم منظومــة‬
‫قطــاع العمــل التطوعــي ومؤسســات العمــل الخــري‪ ،‬مــن خــال تقديــم منــوذج إداري ريــادي‬
‫وملهــم للعاملــن يف القطــاع التطوعــي‪ ،‬بالرتكيــز عــى االســتفادة مــن املــوارد البرشيــة‪،‬‬
‫واالســتخدام األمثــل للمــوارد املتاحــة‪ ،‬ومعالجــة أوجــه القصــور اإلداريــة التــي تواجــه العمــل‬
‫التطوعــي‪ ،‬وتؤثــر ســلبًا يف الوفــاء مبتطلبــات التنميــة املســتدامة‪.‬‬

‫املؤلف‬

‫‪5‬‬
‫فهرس املحتويات‬

‫رقم الصفحة‬ ‫املوضوع‬

‫‪9‬‬ ‫متهيد‬

‫‪26-11‬‬ ‫املبحث األول‪ :‬محدِّدات العمل التطوعي يف املؤسسات الجامعية‪.‬‬

‫‪13‬‬ ‫أوالً‪ :‬فلسفة العمل التطوعي يف الجامعات‪.‬‬

‫‪16‬‬ ‫ثانياً‪ :‬أهداف العمل التطوعي يف الجامعات‪.‬‬

‫‪19‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬أهمية تطبيق فلسفة العمل التطوعي يف الجامعات‪.‬‬

‫‪22‬‬ ‫رابعاً‪ :‬مجاالت العمل التطوعي التنموية يف الجامعات‪.‬‬

‫‪80-27‬‬ ‫املبحث الثاين‪ :‬عمليات إدارة العمل التطوعي يف الجامعات‪.‬‬

‫‪36‬‬ ‫أوالً‪ :‬تخطيط العمل التطوعي يف الجامعات‪.‬‬

‫‪46‬‬ ‫ثانياً‪ :‬تنظيم العمل التطوعي يف الجامعات‪.‬‬

‫‪57‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬توجيه العمل التطوعي يف الجامعات‪.‬‬

‫‪71‬‬ ‫رابعاً‪ :‬رقابة العمل التطوعي يف الجامعات‪.‬‬

‫‪160-81‬‬ ‫املبحث الثالث‪ :‬إدارة العمل التطوعي يف الجامعات األمريكية والربيطانية‪.‬‬

‫‪83‬‬ ‫املحور األول‪ :‬إدارة العمل التطوعي بجامعات الواليات املتحدة األمريكية‪.‬‬

‫‪84‬‬ ‫أوالً ‪ :‬العمل التطوعي يف الواليات املتحدة األمريكية‪.‬‬

‫‪86‬‬ ‫ثانياً‪ :‬العمل التطوعي يف الجامعات األمريكية‪.‬‬

‫‪90‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬إدارة العمل التطوعي يف الجامعات األمريكية‪.‬‬

‫‪119‬‬ ‫املحور الثاين‪ :‬إدارة العمل التطوعي يف جامعات اململكة املتحدة الربيطانية‪.‬‬

‫‪120‬‬ ‫أوالً‪ :‬العمل التطوعي يف اململكة املتحدة الربيطانية‪.‬‬

‫‪123‬‬ ‫ثانياً‪ :‬العمل التطوعي يف الجامعات الربيطانية‪.‬‬

‫‪127‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬عمليات إدارة العمل التطوعي يف الجامعات الربيطانية‪.‬‬

‫‪159‬‬ ‫توصيات الدراسة‬

‫فهرس األشكال واملصادر‬

‫رقم الصفحة‬ ‫األشكال‬


‫‪32‬‬ ‫شكل رقم (‪ )1‬مراحل العمل التطوعي‪.‬‬

‫‪34‬‬ ‫شكل رقم (‪ )2‬عمليات إدارة العمل التطوعي‪.‬‬

‫‪64‬‬ ‫شكل رقم (‪ )3‬أنواع عملية االتصال والتواصل الرتبوي‪.‬‬

‫‪101‬‬ ‫شكل رقم (‪ )4‬الهيكل التنظيمي ملركز التطوع بجامعة بتلر‪.‬‬

‫‪102‬‬ ‫شكل رقم (‪ )5‬الهيكل التنظيمي ملركز تعلم الخدمة واملشاركة املجتمعية بجامعة إنديانا‪.‬‬

‫‪104‬‬ ‫شكل رقم (‪ )6‬إجراءات توظيف املتطوعني يف برنامج التطوع الصحي بجامعة ميشيغان‪.‬‬

‫‪137‬‬ ‫شكل رقم (‪ )7‬محاور دليل سياسات العمل التطوعي بجامعة برمنغهام‪.‬‬

‫‪141‬‬ ‫شكل رقم (‪ )8‬الهيكل التنظيمي لرابطة العمل التطوعي بجامعة ليدز‪.‬‬

‫‪142‬‬ ‫شكل رقم (‪ )9‬الهيكل التنظيمي ملجلس املنظامت التطوعية الربيطانية‪.‬‬

‫‪173-160‬‬ ‫املصادر‬

‫‪161‬‬ ‫أوال‪ :‬املراجع العربية‪.‬‬

‫‪166‬‬ ‫ثانيا‪ :‬املراجع األجنبية‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫متهيد‪:‬‬
‫يســتهدف هــذا الكتــاب اإلســهام يف تحســن أداء املنظــات العاملــة يف القطــاع‬
‫التطوعــي‪ ،‬وذلــك بالتطبيــق العمــي عــى املؤسســات الرتبويــة الجامعيــة العربيــة كنمــوذج؛‬
‫مــن خــال تب ِّنيهــا اســراتيجيات عمــل ذات سياســات واضحــة تعكــس رؤيتهــا ورســالتها وقيمهــا‬
‫األخالقيــة؛ لتحســن مســتوى عمليــات منظومــة العمــل التطوعــي بهــا مبــا يضمــن تحقيــق‬
‫أهدافهــا االســراتيجية‪ ،‬وتحقيــق الريــادة والتفــرد والتميــز عــى املســتوى اإلقليمــي‬
‫والــدويل‪ ،‬وذلــك بالتوجــه نحــو تعظيــم القــدرات اإلداريــة ملنظومــة العمــل التطوعــي‪ ،‬حيــث‬
‫يركّــز الكتــاب عــى املحــاور اآلتيــة‪:‬‬

‫‪1.1‬مســايرة االتجــاه العاملــي نحــو تأصيــل إدارة العمــل التطوعــي مبــا يتوافــق مــع الخــرات‬
‫العامليــة الرائــدة‪ ،‬واحتياجــات املجتمــع وقيمــه‪.‬‬
‫‪2.2‬التأثــر اإليجــايب يف منظومــة التعليــم مــن خــال اســتثامر املــوارد الجامعيــة لحــل‬
‫مشــكالت التنميــة‪.‬‬
‫‪3.3‬معالجـــة أوجـــه القصـــور اإلداريـــة التـــي تواجـــه العمـــل التطوعـــي يف املؤسســـات‬
‫املجتمعيـــة والجامعيـــة‪.‬‬
‫لــذا يهتــم الكتــاب مبنهجيــة إدارة العمــل التطوعــي يف الجامعــات وفــق عمليــات اإلدارة‬
‫األربــع واملتفــق عليهــا يف أغلــب كتابــات وأدبيــات علــم اإلدارة وهــي (التخطيــط والتنظيــم‬
‫والتوجيــه والرقابــة)‪ ،‬وذلــك اســتجابة لتوصيــات أغلــب الدراســات األكادمييــة املؤكــدة عــى‬
‫رضورة إدارة هــذا القطــاع الحيــوي يف املؤسســات الجامعيــة‪ ،‬وفــق منهجيــة إداريــة‪ ،‬عــر تلك‬
‫العمليــات التــي متتــاز باإلجرائيــة‪ ،‬والقــدرة عــى تجســيد الــرؤى واألهــداف يف صــور أنشــطة‬
‫تطبيقيــة ديناميــة متكيفــة مــع بيئاتهــا‪ ،‬كمرتكــز محــوري يضمــن جــودة مدخــات ومخرجــات‬
‫منظومــة العمــل التطوعــي يف مؤسســات التعليــم الجامعــي العربيــة‪ ،‬بحيــث متاثــل نظرياتهــا‬
‫يف الجامعــات الربيطانيــة واألمريكيــة؛ حيــث تؤكــد التقاريــر الدوليــة والبحــوث والدراســات‬
‫األكادمييــة عــى نهجهــا الريــادي بــإدارة العمــل التطوعــي فيهــا‪.‬‬

‫الكتــاب يســلِّط الضــوء عــى إدارة العمــل التطوعــي يف املؤسســات الرتبويــة بتناولــه‬
‫منــوذج الجامعــات مــن خــال ثالثــة مباحــث‪ :‬املبحــث األول يتنــاول محــددات العمــل التطوعــي‬
‫يف املؤسســات الجامعيــة مــن حيــث الفلســفة‪ ،‬واألهميــة‪ ،‬واألهــداف‪ ،‬ومجــاالت العمــل‬
‫التطوعــي التنمويــة يف الجامعــات‪ ،‬ويتنــاول املبحــث الثــاين عمليــات إدارة العمــل التطوعــي‬
‫يف الجامعــات مــن حيــث التخطيــط‪ ،‬والتنظيــم‪ ،‬والتوجيــه‪ ،‬والرقابــة‪ ،‬كإطــار نظــري عــام‪ ،‬بينــا‬
‫يتنــاول املبحــث الثالــث خــرات الجامعــات األمريكيــة والربيطانيــة يف إدارة العمــل التطوعــي‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫املبحث األول‬
‫مح ِّددات العمل التطوعي يف املؤسسات الجامعية‬

‫‪11‬‬
‫يف إطــار التحــوالت الجذريــة التــي يشــهدها العــامل اليــوم؛ مل يكــن غري ًبا أن يحظــى القطاع‬
‫التطوعــي باهتــامٍ متنــامٍ عامليًــا وإقليميًــا وعــى كافــة األصعــدة السياســية واالجتامعيــة‬
‫واالقتصاديــة‪ ،‬كــا أخــذت إســاهامت القطــاع التطوعــي أشــكاالً متعــددة يف مجــاالت الحيــاة‬
‫اإلنســانية بحســب كل مجتمــع ودرجــة تطــوره‪ ،‬وبحســب طبيعــة العالقــات املتكاملــة وظيفيًــا‬
‫بــن قطاعاتــه املختلفــة(((‪ ،‬ونظ ـ ًرا ملــا ميثلــه الشــباب مــن أهميــة خاصــة؛ كونهــم يف مرحلــة‬
‫العطــاء‪ ،‬وميتلكــون القــدرة الذهنيــة والبدنيــة العاليــة؛ فقــد ســعت كثــر مــن الــدول إىل‬
‫غــرس ثقافــة التطــوع وتشــجيعها فيــا بينهــم‪ ،‬ألن العمــل التطوعــي يعتمــد عــى عوامــل‬
‫متحمســا للقضايــا‬
‫ً‬ ‫عــدة لنجاحــه؛ مــن أهمهــا املــورد البــري‪ ،‬فكلــا كان املــورد البــري‬
‫االجتامعيــة‪ ،‬ومــدركًا ألبعــاد العمــل االجتامعــي؛ كلــا أىت العمــل االجتامعــي التطوعــي بنتائــج‬
‫إيجابيــة وحقيقيــة‪ ،‬كــا أن العمــل االجتامعــي التطوعــي ميثــل فضــاء رحبًــا ملامرســة أفــراد‬
‫املجتمــع والءهــم وانتامءهــم ملجتمعاتهــم‪ ،‬كــا ميثــل العمــل االجتامعــي التطوعــي مجــاالً‬
‫لصقــل مهــارات األفــراد وبنــاء قدراتهــم(((‪.‬‬

‫ويتضــح مــن ذلــك؛ أهميــة الــدور املنــوط بالجامعــات يف دعــم العمــل التطوعــي‪ ،‬كونهــا‬
‫أكــر املؤسســات جذبًــا لفئــة الشــباب إذا مــا قــورن حجــم تلــك الفئــة املنتســبة للجامعــات بــأي‬
‫مــن املؤسســات الشــبابية األخــرى املوجــودة يف املجتمــع‪ ،‬ونظـ ًرا المتــاك تلــك املؤسســات‬
‫التعليميــة مقومــات النجــاح مــن حيــث الخــرات العلميــة والعمليــة‪ ،‬أو املــوارد املاديــة‬
‫الداعمــة للعمــل التطوعــي؛ فــإن مســئولية تلــك املؤسســات تــزداد تجــاه حشــد وتعبئــة‬
‫وتهيئــة مجتمعاتهــا اإلقليميــة نحــو القضايــا التــي تتطلَّــب جهــودًا تطوعيــة الحتــواء أي قصــور‬
‫يف املجــاالت الحياتيــة‪ ،‬مبــا ينعكــس باإليجــاب عــى مــؤرشات التنميــة البرشيــة املســتدامة‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬فلسفة العمل التطوعي يف الجامعات‪:‬‬

‫أضحــى العمــل التطوعــي رضورة حياتيــة لــه رســالة اجتامعيــة ســامية هدفهــا تحقيــق‬
‫املشــاركة يف البنــاء والتنميــة‪ ،‬لــذا صــارت األمم والشــعوب ‪ -‬أفــرادًا وجامعات ‪ -‬يتســابقون إىل‬
‫األعــال التطوعيــة جنبًــا إىل جنــب مــع الجهــود الحكوميــة‪ ،‬ومــع تعـدُّد الفلســفات التــي يقــوم‬
‫عليهــا العمــل التطوعــي؛ فبعــض الــدول تــرى أنــه يحــل محــل الحكومــات يف اإلنفــاق عــى‬
‫الرفاهيــة االجتامعيــة‪ ،‬يف حــن تــرى دول أخــرى أن العمــل التطوعــي مــن األدوات الفعالــة‬

‫‪ -1‬أحمــد يوســف بشــير (‪ :)2001‬القطــاع التطوعــي وإســهاماته فــي تحقيــق أهــداف التخطيــط االجتماعــي بالمحليــات‪،‬‬
‫المؤتمــر العلمــي الرابــع عشــر‪ :‬الخدمــة االجتماعيــة بيــن الجهــود التطوعيــة واالحتــراف المهنــي‪ ،‬كليــة الخدمــة‬
‫االجتماعيــة جامعــة حلــوان‪ ،‬الفتــرة ‪ 29-28‬مــارس‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬ص‪.95‬‬
‫‪ -2‬محمــد رضــا حســين (‪ :)2006‬اتجاهــات الشــباب الجامعــي نحــو التطــوع‪ -‬دراســة مطبقــة علــى طــاب وطالبــات جامعــة‬
‫الســلطان قابــوس بســلطنة عمــان‪ ،‬المؤتمــر العلمــي الســابع عشــر‪ :‬الخدمــة االجتماعيــة وقضايــا المــرأة‪ ،‬كليــة الخدمــة‬
‫االجتماعيــة‪ ،‬جامعــة الفيــوم‪ ،‬الفتــرة ‪ 12-11‬ابريــل‪ ،‬الفيــوم‪ ،‬ص‪.568‬‬

‫‪13‬‬
‫إدارة العمل التطوعي باملؤسسات الرتبوية يف ضوء بعض الخربات العاملية‬

‫لتقويــة املجتمــع املــدين‪ ،‬وميكــن النظــر إليــه عــى أنــه اتجــاه إيجــايب لتحقيــق التنميــة‬
‫والرعايــة واحتــواء مشــاركات املتطوعــن؛ وعليــه يســعى العمــل التطوعــي إىل مســاعدة‬
‫أفــراد املجتمــع مــن ذوي الحاجــات عــى إيجــاد تناســق وانســجام بــن حاجاتهــم الطبيعيــة‬
‫(الجســمية والعقليــة والنفســية)‪ ،‬وبــن الظــروف البيئيــة املحيطــة بهــم‪ ،‬يف محاولــة للقضــاء‬
‫عــى مواطــن الخلــل يف املجتمــع؛ مــا ميكِّنــه مــن التغيــر املســتمر مــن خــال تدعيــم قــدرة‬
‫األفــراد عــى املســاهمة يف جهــود التنميــة(((‪.‬‬

‫فالعمــل التطوعــي ميثــل رك ًنــا أساســيًا وقاعــدة محوريــة يف بنــاء ومتاســك وتواصــل‬
‫املجتمعــات اإلنســانية أيَّــاً كان حجمهــا وشــكلها وطبيعــة أفرادهــا ومســتوياتهم الفكريــة‬
‫والثقافيــة واالقتصاديــة‪ ،‬إذ يُعــ ُّد ســمة مــن ســات الحضــارة‪ ،‬ودليــل عــى تقــدم املجتمــع‬
‫وتكاتــف أبنائــه لتقديــم الرعايــة لــذوي الحاجــة بأنواعهــا‪ ،‬فض ـاً عــن كونــه وســيلة مــن وســائل‬
‫تنميــة املجتمــع والنهــوض بــه‪ .‬ولقــد أســهم قيــام مؤسســات التنشــئة االجتامعيــة املختلفــة‪-‬‬
‫ومنهــا الجامعــات ‪ -‬بــدور فاعــل يف غــرس قيــم التطــوع والعمــل الجامعــي يف نفــوس‬
‫الناشــئة والشــباب‪ ،‬وبــدوره يف البنــاء الــذايت للفــرد‪ ،‬وبأهميتــه يف تطويــر املجتمــع(((‪ .‬يــأيت‬
‫ذلــك يف الوقــت التــي تحتــاج إليــه الجامعــات ومجتمعاتهــا الناميــة ‪-‬عــى حــد ســواء‪ -‬إىل تلــك‬
‫الجهــود التطوعيــة؛ نظ ـ ًرا ملــا متثلــه مــن قيــم مضافــة تعــود بالنفــع عــى كليهــا‪.‬‬

‫فالشــباب الجامعــي يواجــه عــدة مشــكالت مجتمعيــة تعــوق حياتــه التعليميــة وتحــد‬
‫مــن متُّكنــه مــن املهــارات الحياتيــة الالزمــة لــه‪ ،‬منهــا (مشــكالت اجتامعيــة‪ ،‬مشــكالت تتعلــق‬
‫بالجانــب العقــي والثقــايف‪ ،‬مشــكالت نفســيه‪ ،‬مشــكالت شــغل واســتثامر وقــت فــراغ الشــباب‪،‬‬
‫مشــكالت افتقــاد الهويــة الذاتيــة «االغــراب» وضعــف انتامئهــم) وكثــر مــن املشــكالت(((؛‬
‫يســهم العمــل التطوعــي عــى احتوائهــا‪ ،‬حيــث تعمــل الجهــود التطوعيــة عــى إعــداد‬
‫والتــي ْ‬
‫ة يف غــرس‬
‫الشــخصية املتكاملــة للطالــب الجامعــي‪ ،‬وت ُعــد واحــدة مــن أكــر األدوات قــو ً‬
‫القيــم واالتجاهــات وأمنــاط الســلوك الحديثــة‪ ،‬كــا تتميــز بأنــواع مــن التفاعــل الــذي يحقــق‬
‫العديــد مــن املزايــا املرتبطــة بالنواحــي االجتامعيــة واالنفعاليــة‪ ،‬وتكويــن منظومــة قيميــة‬
‫مرغوبــة‪ ،‬بجانــب مــا تهيئــه مــن فرصــة لتعلُّــم املبــادرة‪ ،‬وتوجيــه الــذات‪ ،‬وتكويــن االهتاممــات‪،‬‬
‫وإشــباع الكثــر مــن متطلبــات الحيــاة‪ ،‬كالشــعور بالرضــا‪ ،‬والتقبــل‪ ،‬والتوافــق‪ ،‬وتقديــر الــذات‪،‬‬
‫واملســئولية االجتامعيــة‪ ،‬وتنميــة الســلوك االســتقاليل‪ ،‬واســتخدام مصــادره العقليــة يف‬
‫‪ -1‬ســهير محمــد حوالــة (‪ :)2013‬فلســفة العمــل التطوعــي والمســئولية االجتماعيــة فــي المؤسســات التربويــة‪ ،‬مجلــة‬
‫العلــوم التربويــة‪ ،‬معهــد الدراســات والبحــوث التربويــة‪ ،‬جامعــة القاهــرة‪ ،‬العــدد (‪ ،)4‬أكتوبــر‪ ،‬ص‪.18:5‬‬
‫‪2- Sandy Adirondack & Steve Simpson (2006): Just About Managing: Effective Management for Voluntary‬‬
‫‪Organizations and Community Groups, Routledge pub. USA, p 43.‬‬
‫‪ -3‬ماهــر أبــو المعاطــي وآخــرون (‪ :)1999‬الممارســة العامــة للخدمــة االجتماعيــة فــي مجــال رعايــة الشــباب‪ ،‬مركــز الكتــاب‬
‫الجامعــي‪ ،‬جامعــه حلــوان‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬ص‪.73‬‬

‫‪14‬‬
‫حــل املشــكالت‪ ،‬واتخــاذ القــرارات‪ ،‬وتعزيــز توقعــات الطالــب الســلوكية وترســيخ قيــم اإلنجــاز‪،‬‬
‫وااللتــزام بثقافــة الجامعــة‪ ،‬ومتثيــل قيمهــا ومعايريهــا (((‪ ،‬كــا تعمــل الجهــود التطوعيــة عــى‬
‫توفــر منــاخ دميوقراطــي يتيــح للشــباب الجامعــي اختيــار قضيــة معينــة أو مشــكلة مجتمعيــة‬
‫مــه املســاهمة يف حلهــا برغبــة منــه‪ ،‬وتعــد أحــد أهــم مــوارد التنميــة وتحســن األداء‪،‬‬
‫يُه ُّ‬
‫وأيضً ــا تعمــل الجهــود التطوعيــة عــى تعزيــز روح املواطنــة الدافعــة إىل التعايــش املن ِتــج‪،‬‬
‫املخصبــة‪ ،‬والتجديــد املبــدع(((‪.‬‬
‫ّ‬ ‫والتواصــل الدميقراطــي والعقالنيــة‬

‫لــذا يع ـ ُّد التعليــم الجامعــي األداة األساســية إلعــداد أفــراد املجتمــع لالضطــاع مبهامهــم‬
‫وأدوارهــم‪ ،‬ومســئولياتهم املســتقبلية يف مختلــف مجــاالت الحيــاة؛ كــون الجامعــة مــن أبــرز‬
‫املؤسســات الرتبويــة والتعليميــة التــي تتحمــل مســؤوليات كبــرة يف خدمــة املجتمــع ونــر‬
‫الثقافــة الصحيحــة املبنيــة عــى أســس علميــة؛ ملــا تقــوم بــه مــن دور مهــم يف ترســيخ‬
‫مفاهيــم العمــل التطوعــي مــن خــال العديــد مــن الربامــج والوســائل واآلليــات التــي تحــدث‬
‫را تجــاه تعميــم تلــك الثقافــة بــن أفــراد املجتمــع‪ ،‬وهــذا مــا يحــدث يف‬
‫را إيجاب ًيــا كبــ ً‬
‫تغيــ ً‬
‫العديــد مــن الجامعــات العامليــة التــي جعلــت برامــج العمــل التطوعــي إلزاميــة لديهــا(((‪.‬‬

‫خصوصــا عندمــا تُشـكِّل‬


‫ً‬ ‫إن الشــباب الجامعــي هــم عصــب النشــاط التطوعــي يف أي مجتمــع‪،‬‬
‫عا مــن الســكان‪ ،‬وميكــن أن ميثِّلــوا موروثًــا حقيق ًيــا للتطــوع‪ ،‬خاصــة إذا‬
‫عــا واس ـ ً‬
‫تلــك الفئــة قطا ً‬
‫تــم تزويدهــم باملهــارات والثقافــة الالزمــة‪ ،‬وإعدادهــم للعمــل التطوعــي؛ كونهــم العنــر‬
‫الرئيــس يف بنــاء املســتقبل‪ ،‬ويقــع عــى عاتقهــم مواجهــة التحديــات املســتقبلية‪ ،‬فالعمــل‬
‫التطوعــي وســيلة وغايــة يف نفــس الوقــت؛ غايــة املؤسســات التعليميــة عامــة والجامعيــة‬
‫خاصــة ملــردوده االجتامعــي اإليجــايب عــى النــشء والشــباب؛ كــا أنــه وســيلة املجتمعــات‬
‫لتحقيــق طفــرات يف الرقــي واألزدهــار والنمــو االقتصــادي‪ ،‬فهــو الخيــار االســراتيجي لتنميــة‬
‫فرصــا أفضــل يف‬
‫ً‬ ‫قــدرات الشــباب الجامعــي‪ ،‬وإكســابهم مهــارات وخــرات عمليــة‪ ،‬تتُيــح لهــم‬
‫التوظيــف‪ ،‬وبالتحديــد يف القطــاع الخــاص الــذي يشــكو مــن قلَّــة التدريــب والخــرة لــدى شــباب‬
‫ميتلــك الحــاس والحيويــة لإلنتــاج‪ ،‬عــاوة عــى أنــه إذا مــا أُحســن إدارة العمــل التطوعــي‬
‫مــا لكثــر مــن‬
‫وتنظيمــه بصــورة مؤسســية؛ يُصبــح رافــدًا أساســيًا للجهــود الرســمية‪ ،‬ومقِّد ً‬
‫الخدمــات التــي ت ُعــاين مــن إقبــال متزايــد عليهــا‪ ،‬وتعجــز الحكومــات عــن الوفــاء بهــا؛ مبــا‬
‫ينعكــس باإليجــاب عــى مــؤرشات التنميــة املجتمعيــة‪.‬‬
‫(‪ )1‬إيمــان محمــد عــارف (‪ :)2003‬دور الجامعــة فــي تنميــة اتجاهــات الطــاب نحــو العمــل التطوعــي فــي ضــوء مفهــوم‬
‫التنميــة المســتدامة‪ ،‬المؤتمــر القومــي الســنوي العاشــر العربــي الثانــي بعنــوان‪ :‬جامعــة المســتقبل فــي الوطــن العربــي‪،‬‬
‫كليــة التربيــة‪ ،‬جامعــة عيــن شــمس‪ ،‬الفتــرة مــن ‪ 28-27‬ديســمبر‪.545 -501 /2 ،‬‬
‫(‪ )2‬كمال مغيث وآخرون (‪ :)1999‬التعليم وتحديات الهوية القومية‪ ،‬دار المحروسة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص‪.312‬‬
‫(‪ )3‬محمــد الحازمــي وآخــرون (‪ :)2015‬دور الجامعــة التربــوي فــي نشــر ثقافــة العمــل التطوعــي فــي المجتمــع الســعودي‪-‬‬
‫دراســة ميدانيــة‪ ،‬المجلــة التربويــة‪ ،‬مجلــس النشــر العلمــي‪ ،‬جامعــة الكويــت‪ ،‬ع (‪.413 :367 /29 ،)116‬‬

‫‪15‬‬
‫إدارة العمل التطوعي باملؤسسات الرتبوية يف ضوء بعض الخربات العاملية‬

‫ثانيًا‪ :‬أهداف العمل التطوعي يف الجامعات‪:‬‬

‫يســتطيع العمــل التطوعــي القيــام بثــاث مهــام أساســية يف نطــاق دفــع املجتمــع‬
‫عــى طريــق التطــور‪ ،‬وتتمثــل أوىل هــذه املهــام يف كونهــا تشــكل إطــا ًرا يُنظَّــم مــن خاللــه‬
‫البــر‪ ،‬مــن أجــل املشــاركة الفعالــة داخــل املجتمــع‪ ،‬وتتمثــل املهمــة الثانيــة يف أن الخدمــات‬
‫التطوعيــة تعمــل عــى ترقيــة أوضــاع البــر‪ ،‬مبــا يجعلهــم قادريــن عــى املشــاركة الفعالــة‬
‫الواعيــة‪ ،‬فهــي تســتثري الحافــز لديهــم للمشــاركة أو لتأهيل أنفســهم‪ ،‬بل والعمــل عىل تأهيل‬
‫قــا ملجــاالت عديــدة‪ ،‬مــن‬
‫اآلخريــن‪ ،‬وتتمثــل املهمــة الثالثــة يف أن الخدمــات التطوعيــة تتــم وف ً‬
‫ضمنهــا النواحــي الرتبويــة والثقافيــة واالجتامعيــة‪ ،‬ويف إطــار ذلــك تتحقــق نجاحــات ال تقــل‬
‫أهميتهــا عــن الخدمــات التــي ت ُق ـدَّم مــن قبــل الجهــات الحكوميــة(((‪ .‬فهــي مهــام كليــة متثــل‬
‫خطوطًــا مرشــدة ألهــداف العمــل التطوعــي املتعــددة واملتنوعــة‪ ،‬تتلخَّــص وفــق بُعديــن‬
‫ـيي يســعى لتحقيقهــا العمــل التطوعــي وهــا(((‪:‬‬
‫ـن رئيسـ ْ‬
‫وهدفـ ْ‬

‫•األول‪ :‬يتمثــل يف مســاعدة أفــراد املجتمــع مــن ذوي الحاجــات عــى إيجــاد تناســق‬ ‫ ‬
‫وانســجام بــن حاجاتهــم الطبيعيــة‪.‬‬

‫•الثــاين‪ :‬يتمثَّــل يف اإلســهام بإنتــاج كل جديــد ونافــع‪ ،‬مبــا يجعــل املجتمــع قــاد ًرا عــى‬ ‫ ‬
‫التغيــر النامــي واملســتمر‪ ،‬مــن خــال تدعيم قــدرة األفــراد باإلســهام يف جهــود التنمية‪،‬‬
‫وإرشاكهــم يف عمليــات التنميــة واالســتثامر‪.‬‬

‫ويرجــع ذلــك إىل أن للجهــود التطوعيــة دو ًرا ملحوظًــا ومهـ ً‬


‫ـا ومســاندًا للجهــود الحكوميــة‬
‫يف خططهــا وعملياتهــا الهادفــة للتنميــة الشــاملة يف املجتمعــات املحليــة‪ ،‬حيــث أثبتــت‬
‫التجــارب واملواقــف الفعليــة الــدور الحيــوي والفعــال لتلــك الجهــود التطوعيــة؛ مــا أدى إىل‬
‫ثقــة تلــك املجتمعــات بالتطــوع واملتطوعــن‪ ،‬نظــ ًرا ملردودهــم املجتمعــي‪ ،‬وميكــن تحديــد‬
‫العائــد املجتمعــي مــن التطــوع يف اآليت(((‪:‬‬

‫‪1.1‬اإلسهام يف الحد من املشاكل االجتامعية ووضع حلول لها‪.‬‬

‫‪2.2‬تعريــف األفــراد بالظــروف واألوضــاع الحقيقيــة ملجتمعهــم‪ ،‬وإرشاكهــم يف وضــع الربامــج‬


‫واتخاذ القــرارات‪.‬‬

‫(‪ )1‬رحــاب فايــز أحمــد (‪ :)2013‬التنقيــب عــن بيانــات مؤسســات العمــل التطوعــي علــى الويــب‪ -‬دراســة تحليليــة‪ ،‬المؤتمــر‬
‫العلمــي التاســع بعنــوان‪ :‬العلــوم اإلنســانية وتفعيــل مؤسســات العمــل التطوعــي‪ ،‬كليــة اآلداب‪ ،‬جامعــة بنــي ســويف‪،‬‬
‫الفتــرة مــن ‪ 10-9‬ابريــل‪.442:255 /1 ،‬‬
‫(‪ )2‬ســهير محمــد حوالــة (‪ :)2013‬فلســفة العمــل التطوعــي والمســئولية االجتماعيــة فــي المؤسســات التربويــة‪ ،‬مرجــع‬
‫ســابق‪ ،‬ص‪.18:5‬‬
‫(‪ )3‬إبراهيــم عبــد الهــادي المليجــي (‪ :)2003‬تنظيــم المجتمــع‪ -‬مداخــل نظريــة ورؤيــة واقعيــة‪ ،‬المكتــب الجامعــي الحديــث‪،‬‬
‫اإلســكندرية‪ ،‬ص‪.73‬‬

‫‪16‬‬
‫جا‪ ،‬واملحرومني‪ ،‬وبيان مدى حاجاتهم للعون‪.‬‬
‫‪3.3‬تعريف أفراد املجتمع بالفئات األكرث احتيا ً‬

‫‪4.4‬الوصــول إىل التفاهــم والتوافــق املجتمعــي حــول ســبل حــل املشــكالت والنزاعــات؛ مــا‬
‫يعنــي التامســك‪ ،‬وتقليــل الخالفــات‪ ،‬والحــد مــن التناقضــات االجتامعيــة‪.‬‬

‫يســهم العمــل التطوعــي يف احتــواء املشــكالت املجتمعيــة مــن خــال إتاحــة الفرصــة‬
‫لألفــراد يف وضــع الربامــج واتخــاذ القــرارات لحــل املشــكالت املجتمعيــة؛ أمــاً يف تحقيــق‬
‫أقــى قــدر مــن التوافــق املجتمعــي مــا يعنــي التامســك وبنــاء قــدرات الفئــات املشــاركة‬
‫يف تلــك الجهــود‪ ،‬فيمكــن تحديــد أهــداف العمــل التطوعــي كــا يــي(((‪:‬‬

‫ •أهداف خاصة باملجتمع املحيل وتكامله‪:‬‬

‫يساعد العمل التطوعي عىل التامسك االجتامعي‪ ،‬ويرجع ذلك لألسباب اآلتية‪:‬‬

‫‪1.1‬تعمــل الجهــود التطوعيــة عــى تخفيــف املشــكالت االجتامعيــة التــي تواجــه املجتمــع‬
‫املحــي مــا يــؤدي إيل زيــادة الرضــا‪ ،‬وإشــباع االحتياجــات مبــا ينعكــس عــى تكامــل‬
‫املجتمــع ومتاســكه‪.‬‬

‫‪2.2‬تــؤدي الجهــود التطوعيــة إىل تعريــف أفــراد املجتمــع بالظــروف الواقعيــة التــي تعيــش‬
‫فيهــا الفئــات األخــرى‪ ،‬ويعــود ذلــك بالتــايل إىل وجــود وتســهيل الفهــم املشــرك‪،‬‬
‫واتفــاق األغلبيــة حــول املشــكالت التــي يعــاين منهــا املجتمــع‪.‬‬

‫‪3.3‬انغــاس املتطوعــن يف األعــال التطوعيــة يــؤدى إىل تحقيــق قــدر مــن التفاهــم حــول‬
‫قــدم املجتمــع ومتاســكه‪.‬‬
‫أهــداف مجتمعيــة مرغوبــة؛ مــا يدعــم ت َّ‬

‫•أهداف خاصة باملتطوعني‪:‬‬ ‫ ‬

‫من خالل اشرتاك املتطوع يف أنشطة التطوع املختلفة؛ ميكن أن يتحقق ما ييل‪:‬‬

‫‪1.1‬اهتــام املتطــوع باألهــداف املجتمعيــة مبــا يعمــل عــى توجيــه طاقاتــه بعيــدًا عــن‬
‫االنحــراف‪ ،‬باإلضافــة إىل أنــه مــن خــال مامرســته لتلــك األنشــطة؛ ميكــن أن يكتســب خــرات‬
‫اجتامعيــة تســاعد عــى تكامــل شــخصيته‪.‬‬

‫‪2.2‬تلبيــة الكثــر مــن االحتياجــات االجتامعيــة للمتطــوع وإشــباعها إلحساســه باالنتــاء‬


‫للمجتمــع‪ ،‬والقيــام بعمــل يقــدِّره بــه اآلخــرون‪.‬‬

‫يُنظــر إىل الجامعــات عــى أنهــا حاملــة لــواء التطويــر والتحديــث‪ ،‬ولــن تتــم لهــا هــذه‬
‫املهمــة مــن دون االســتفادة التامــة مــن عنارصهــا البرشيــة ‪-‬ومــن أهمهــا الطــاب‪ -‬يف تنفيــذ‬

‫(‪ )1‬نبيــل محمــد صــادق وآخــرون (‪ :)2005‬تنظيــم المجتمــع (نظريــات‪ -‬مهــارات‪ -‬ممارســات)‪ ،‬مركــز نشــر الكتــاب الجامعــي‪،‬‬
‫جامعــة حلــوان‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬ص‪.249‬‬

‫‪17‬‬
‫إدارة العمل التطوعي باملؤسسات الرتبوية يف ضوء بعض الخربات العاملية‬

‫مبادراتهــا وخططهــا لتنميــة مجتمعهــا(((؛ حيــث تلعــب الجامعــة دو ًرا رئيسـ ًيا يف ترســيخ العمــل‬
‫ول عليهــا يف مجالــن(((‪:‬‬
‫التطوعــي وتنميــة املجتمــع لتحقيــق مــا ع ـ ِّ‬
‫•املجــال املؤســي‪ :‬تعمــل مــن خــال نــر املعرفــة الحديثــة واملهــارات الفكريــة‬ ‫ ‬
‫واملهنيــة‪ ،‬وبهــا تل ّبــي الحاجــات املؤسســية مــن القــدرات اإلنســانية‪.‬‬
‫•املجــال النفــي االجتامعــي‪ :‬تقــوم بتكويــن اإلنســان تكوي ًنــا نفس ـيًا واجتامعيًــا يســهل‬ ‫ ‬
‫لــه قبــول التغــر االجتامعــي‪ ،‬وييــر لــه املشــاركة اإليجابيــة الفعالــة‪ ،‬حيث ال مجــال للنامء‬
‫إال مبفاهيــم ومجــاالت جديــدة للتعليــم والتعلُّــم‪ ،‬وبــرؤى مبدعــة لألنشــطة تقــود إىل‬
‫مجتمــع تتحقــق فيــه أهــداف التنميــة املســتدامة التــي هــي جوهــر صناعــة املســتقبل‪.‬‬
‫جــا ومالمئــة للمشــاركة يف العمــل التطوعــي هــم‬
‫ويتضــح بذلــك أن أكــر الفئــات احتيا ً‬
‫الشــباب؛ نظــ ًرا للمــردود اإليجــايب الــذي يعــود عليهــم نظــر جهودهــم التطوعيــة‪ ،‬وميكــن‬
‫تحديــد وتلخيــص عــدد مــن تلــك األهــداف للعمــل التطوعــي يف اآليت(((‪:‬‬
‫‪1.1‬التوجــه اإليجــايب لطاقــات املتطِّــوع‪ ،‬وإكســابه مجموعــة مــن الخــرات االجتامعيــة التــي‬
‫تســهم يف تكامــل شــخصيته وثقتــه بنفســه‪.‬‬
‫‪2.2‬تنمية الوعي بقيمة العمل الجامعي‪ ،‬وتنمية مفهوم الحقوق والواجبات‪.‬‬
‫‪3.3‬إشباع الحاجة إىل االنتامء من خالل مشاركة املتطِّوع يف رسم الخطط وصنع القرار‪.‬‬
‫‪4.4‬اإلحساس باملسئولية‪ ،‬والتنشئة االجتامعية السليمة‪ ،‬وغرس قيم التعاون واملشاركة‪.‬‬
‫‪5.5‬اكتســاب خــرات ومهــارات وقــدرات حياتية جديــدة تســهم يف البناء النفــي واالجتامعي‬
‫وع‪ ،‬مثــل مهــارات التنظيم والحــوار والتفاوض‪.‬‬
‫للمتطـ ِّ‬
‫‪6.6‬اكتساب مهارات وقدرات مهنية تزيد من فرصته يف الحصول عىل عمل‪.‬‬
‫وبتحليــل مجمــل تلــك األهــداف؛ يتضــح أنهــا تتــواءم مــع وظائــف الجامعــات األساســية‬
‫املتعلقــة بالتعليــم والبحــث وخدمــة املجتمــع‪ ،‬وتعمــل عــى تحقيقهــا بشــكل تطبيقــي‬
‫وفعــال؛ حــال تنفيــذ تلــك املؤسســات التعليميــة برامــج ومبــادرات تطوعيــة يف الجامعــة؛ إ ْ‬
‫ذ‬
‫يتمثــل تب ّنــي أهــداف العمــل التطوعــي يف الجامعــات فيــا يــي(((‪:‬‬

‫(‪ )1‬محمــد جابــر عبــاس (‪ )2011‬التطــوع الطالبــي لخدمــة المجتمــع ودوره فــي نشــر ثقافــة الوســطية بيــن طــاب الجامعــات‬
‫‪ -‬دراســة مطبقــة علــى طــاب جامعــة جنــوب الــوادي فــرع أســوان‪ ،‬أوراق عمــل مؤتمــر‪ :‬تأصيــل وتعزيــز مبــدأ الوســطية‬
‫علميـاً وعمليـاً بيــن شــباب العالــم العربــي‪ ،‬جامعــة طيبــة‪ ،‬المدينــة المنــورة‪ ،‬الفتــرة مــن ‪ 9 -6‬مــارس‪ .‬تمــت الزيــارة فــي‬
‫‪:2016 /5 /17‬‬
‫‪https://bit.ly/2NfPC7g‬‬
‫(‪ )2‬إيمــان محمــد عــارف (‪ :)2003‬دور الجامعــة فــي تنميــة اتجاهــات الطــاب نحــو العمــل التطوعــي فــي ضــوء مفهــوم‬
‫التنميــة المســتدامة‪ ،‬مرجــع ســابق‪ ،‬ص‪.545 -501‬‬
‫(‪ )3‬أماني البيومي درويش (‪ :)2000‬تصور مقترح من منظور خدمة الجماعة الستثارة الشباب للمشاركة في العمل التطوعي‪،‬‬
‫مجلة دراسات في الخدمة االجتماعية والعلوم اإلنسانية‪ ،‬كلية الخدمة االجتماعية‪ ،‬جامعة حلوان‪ ،‬ع (‪.596 /2 ،)24‬‬
‫‪4- Ward, K. & Vernon, A. (1999): Community perspectives on Student Volunteerism, paper presented at The‬‬
‫‪Annual Meeting of the Association for the Study of Higher Education. San Antonio, TX, November PP.18-21.‬‬

‫‪18‬‬
‫‪1.1‬ربط الجامعة ومخرجاتها التعليمية باحتياجات املجتمع ومشكالته‪.‬‬

‫‪2.2‬تعزيز الوعي باملشاركة املجتمعيَّة ال َّنشطة والفاعلة‪.‬‬

‫االجتامعي والتفاعل مع اآلخرين‪ ،‬والح ِّد من النزعة الفرديَة‪.‬‬


‫ِ‬ ‫الحس‬
‫ِّ‬ ‫‪3.3‬تنمية‬

‫الجامعــي عــى التَّعامــل مــع مختلــف مشــكالت مجتمعــه بأســلوب‬


‫ِّ‬ ‫‪4.4‬تعزيــز قــدرة الطَّالــب‬
‫علمــي هــادف‪.‬‬
‫ٍّ‬
‫‪5.5‬تنمية روح املسؤوليَّة‪ ،‬وااللتزام‪ ،‬وتشكيل الشخصية‪.‬‬

‫التطوعــي‪ ،‬كتقديــر‬
‫ِّ‬ ‫‪6.6‬تلبيــة االحتياجــات النفســية واالجتامعيــة للطالــب مــن خــال العمــل‬
‫الــذَّات‪ ،‬والثقــة‪ ،‬وغريهــا‪.‬‬

‫‪7.7‬تنمية مهارات الطُّالب الفكريَّة والفنيَة والعلمية‪.‬‬

‫‪8.8‬مساعدة الطالب عىل إبراز مواهبهم وإمكاناتهم‪ ،‬واستغاللها استغالالً مفيدًا‪.‬‬

‫‪9.9‬توفري فرص التوظيف والتدريب من خالل االحتكاك املبارش ببيئة العمل‪.‬‬

‫يتيــح التطــوع للمتطوعــن بصفــة عامــة والطــاب بصفــة خاصــة فرصــة االندمــاج يف شــبكات‬
‫أكــر‪ ،‬وتعلــم مهــارات قيِّمــة مــن شــأنها أن تكــون مفيــدة يف الحصــول عــى وظائــف مدفوعــة‬
‫يف املســتقبل(((‪.‬‬

‫ثالثًا‪ :‬أهمية تطبيق فلسفة العمل التطوعي يف الجامعات‪:‬‬

‫ترتبــط أهميــة العمــل التطوعــي ارتباطًــا ارتقائ ًيــا مــع تقــدم املجتمعــات وزيــادة ت َعقُّــد‬
‫العالقــات االجتامعيــة فيهــا‪ ،‬حيــث تــؤدي التغــرات االقتصادية واالجتامعيــة والثقافيــة والزيادة‬
‫يف متطلبــات الحيــاة املعــارصة إىل تحــول العمــل التطوعــي مــن مجــرد أعــال فرديــة تقليديــة‬
‫إىل أعــال جامعيــة يف صــورة مؤسســية منظَّمــة‪ ،‬ويف مجــاالت متعــددة تتناســب مــع تنــوع‬
‫احتياجــات املجتمــع‪ ،‬وعــى ذلــك تتضــح أهميــة العمــل التطوعــي بصفــة عامــة فيــا يــي(((‪:‬‬

‫‪1.1‬تكميــل الجهــود الحكوميــة‪ ،‬وتدعيمهــا لصالــح املجتمــع عــن طريــق رفــع مســتوى‬
‫الخدمــات أو توســيعها‪.‬‬

‫‪2.2‬توفــر خدمــات قــد يصعــب عــى اإلدارة الحكوميــة تقدميهــا؛ ملــا تتَّســم بــه املؤسســات‬
‫التطوعيــة يف إدارتهــا مــن مرونــة وقــدرة عــى الحركــة الرسيعــة‪.‬‬

‫‪3.3‬تطبيــق األســلوب العلمــي مــن خــال خــراء متطوعــن‪ ،‬وصنــع قنــوات اتصــال مــع منظــات‬

‫‪(1) Femida Handy and Narasimhan Srinivasan (2004): Valuing Volunteers: An Economic Evaluation of the‬‬
‫‪Net Benefits of Hospital Volunteers, Nonprofit and Voluntary Sector Quarterly, Vol. 33, p28.‬‬
‫(‪ )2‬ســهير محمــد حوالــة (‪ :)2013‬فلســفة العمــل التطوعــي والمســئولية االجتماعيــة فــي المؤسســات التربويــة‪ ،‬مجلــة‬
‫العلــوم التربويــة‪ ،‬معهــد الدراســات والبحــوث التربويــة‪ ،‬جامعــة القاهــرة‪ ،‬العــدد (‪ ،)4‬أكتوبــر‪ ،‬ص‪.18:5‬‬

‫‪19‬‬
‫إدارة العمل التطوعي باملؤسسات الرتبوية يف ضوء بعض الخربات العاملية‬

‫شــبيهة بــدول أخــرى‪ ،‬دون حساســية أو التــزام رســمي‪ ،‬واالســتفادة مــن تجاربهــا الناجحــة‬
‫القابلــة للتطبيــق‪.‬‬

‫‪4.4‬التطــوع ظاهــرة مهمــة للداللــة عــى حيويــة الجامهــر وإيجابيتهــا‪ ،‬لذلــك يؤخــذ مــؤرش‬
‫للحكــم عــى مــدى تقــدم الشــعوب ورقيهــا‪.‬‬

‫‪5.5‬إبــراز الصــورة اإلنســانية للمجتمــع‪ ،‬وتدعيــم التكامــل بــن النــاس‪ ،‬مبــا يــؤدي إىل التكافــل‬
‫والتضامــن االجتامعــي‪ ،‬وتقويــة الروابــط بــن أفــراد املجتمــع‪.‬‬

‫وبذلــك يُعــد أحــد أهــم مرتكــزات التنميــة الشــاملة؛ إذ يتحقــق مــن خاللــه وبــه اإلســهام‬
‫اإليجــايب يف األنشــطة االجتامعيــة واالقتصاديــة‪ ،‬تتمثــل يف جهــود إمنائيــة ترتقــي بخصائــص‬
‫املجتمــع املحــي‪ ،‬وجهــود عالجيــة تــرز عنــد مواجهــة هــذه املجتمعــات أزمــات أو طــوارئ‬
‫تعجــز فيهــا الحكومــات منفــردة عــن القيــام بواجباتهــا التنمويــة‪ ،‬أو تأمــن االحتياجــات الطارئــة‬
‫م ٍ‬
‫ــرض لتطلعــات أعضــاء تلــك املجتمعــات‪ ،‬فيكــون العمــل التطوعــي حينهــا‬ ‫ٍ‬
‫كاف و ُ‬ ‫مبســتوى‬
‫هــو البديــل املالئــم ملواجهــة العجــز أو النقــص يف الخدمــات‪.‬‬

‫كــا يعمــل العمــل التطوعــي عىل سـ ِّد العجــز يف بعض املهــارات التــي يحتاجهــا املجتمع‬
‫مــن خــال االســتفادة مــن الطاقــات الكامنــة فيــه ويف مــوارده البرشيــة الذاتيــة الشــابة‪ ،‬كــا‬
‫يعمــل عــى بنــاء قــدرات الشــباب بعــدد مــن املهــارات الحياتيــة الالزمــة للحيــاة العامــة‪ ،‬وتتمثــل‬
‫أهميــة العمــل التطوعــي للشــباب فيام يــي(((‪:‬‬

‫‪1.1‬يســاعد التطــوع عــى تخطِّــي الحواجــز الســلبية‪ ،‬واالنعزاليــة التــي َّ‬


‫ربــا توجــد بــن الفــرد‬
‫واملجتمــع الــذي يعيــش فيــه‪.‬‬

‫‪2.2‬يُســهم التطــوع يف تهيئــة الطاقــات البرشيــة واملاديــة‪ ،‬وتوجيههــا وتحويلهــا إىل عمــل‬
‫اجتامعــي مرغوب‪.‬‬

‫‪3.3‬يــؤدى التطــوع إىل إزالــة أســباب التخلــف‪ ،‬وتوفــر أســباب التقــدم والرفاهيــة ألفــراد‬
‫عــا‪.‬‬
‫املجتمــع بالوســيلة األيــر واألســلوب األفضــل أدا ًء وأكــر نف ً‬

‫‪4.4‬يُســهم التطــوع يف ســد الفراغــات يف الخدمــات‪ ،‬وتوســيع قاعدتهــا‪ ،‬تحقيقًــا ملبــدأ‬


‫الكفايــة‪ ،‬والوصــول بهــا إىل املناطــق املحرومــة تحقيقًــا ملبــدأ العــدل‪.‬‬

‫‪5.5‬يؤدى التطوع إىل توثيق العالقات األساسية بني األفراد والجامعة‪.‬‬

‫‪6.6‬يعمل التطوع عىل تحويل الطاقات الخاملة أو العاجزة إىل طاقات عاملة منتجة‪.‬‬

‫ميها‪.‬‬
‫‪7.7‬يُسهم التطوع يف تكاتف الجهود األهلية والحكومية ويشجعها وين ّ‬

‫(‪ )1‬محمــد رفعــت قاســم وآخــرون (‪ :)2005‬مهــارات وحــاالت تطبيقيــة فــي تنظيــم المجتمــع‪ ،‬مركــز نشــر الكتــاب الجامعــي‪،‬‬
‫جامعــة حلــوان‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬ص‪.181:180‬‬

‫‪20‬‬
‫‪8.8‬يُســهم التطــوع يف تقويــة وتدعيــم روح الوالء واالنتــاء للمجتمع والحــرص عىل مصالحه‪.‬‬

‫‪9.9‬اكتساب مهارات وقدرات حياتية جديدة تسهم يف البناء النفيس واالجتامعي للمتطوع‪.‬‬

‫‪1010‬اكتساب مهارات وقدرات مهنية تزيد من فرصته يف الحصول عىل عمل‪.‬‬

‫جــا لألعــال‬
‫وبالنظــر إىل الطــاب الجامعيــن؛ نجــد أنهــم أكــر رشائــح الشــباب احتيا ً‬
‫التطوعيــة‪ ،‬إ ْ‬
‫ذ تتيــح لهــم وبصــورة عمليــة االرتقــاء بالجوانــب املعرفيــة والقيميــة واملهاريــة‬
‫املســتهدفة‪ ،‬فمشــاركة الشــباب مــن الطــاب الجامعيــن يف العمــل التطوعــي وتفاعلهــم مع‬
‫ـا يف ربــط الجامعــة ومخرجاتهــا التعليميــة باحتياجــات‬
‫مجتمعاتهــم املحليــة‪ ،‬ميثــل بعـدًا مهـ ً‬
‫املجتمــع ومشــكالته‪ ،‬ويفتــح للعمــل التطوعــي آفاقًــا واســعة أمــام الطــاب الستكشــاف‬
‫مجتمعاتهــم‪ ،‬بعيــدًا عــن أســوار الجامعــة وبرامجهــا النظريــة(((‪.‬‬

‫وعليه ميكن تحديد أهمية العمل التطوعي للشباب الجامعي يف اآليت(((‪:‬‬

‫‪1.1‬تعزيز وانتامء ومشاركة الشباب يف مجتمعهم‪.‬‬

‫‪2.2‬تنمية قدرات الشباب ومهاراتهم الشخصية والعلمية والعملية‪.‬‬

‫‪3.3‬يساعد عىل إشباع حاجات الشباب النفسية واالجتامعية‪.‬‬

‫‪4.4‬يتيح للشباب الفرصة للتعبري عن آرائهم وأفكارهم يف القضايا التي تهم املجتمع‪.‬‬

‫‪5.5‬يوفر للشباب فرصة تأدية الخدمات بأنفسهم‪ ،‬وحل املشكالت بجهدهم الشخيص‪.‬‬

‫‪6.6‬يوفر للشباب فرصة للمشاركة يف تحديد أولويات املجتمع‪ ،‬واملشاركة يف اتخاذ القرارات‪.‬‬

‫‪7.7‬يكتســـب الشـــباب الجامعـــي مـــن خـــال العمـــل التطوعـــي الخـــرة‪ ،‬ويطـــور مهاراتـــه‬
‫العمليـــة واالجتامعيـــة‪.‬‬

‫حيــث إن املشــاركة يف األعــال التطوعيــة تعمــل عــى النمــو القيمــي واملهنــي‬


‫والشــخيص للشــاب املتطــوع؛ مبــا ميك ِّنــه مــن اكتســاب املعرفــة والتفاعــل االجتامعــي وتبــادل‬
‫الخــرات مــع اآلخريــن‪ ،‬كــا يســاعد الشــباب عــى قضــاء أوقــات الفــراغ يف أنشــطه مفيــدة ذات‬
‫مــردود إيجــايب عــى املســتوى الشــخيص أو العــام؛ فالعمــل التطوعــي يــؤدي إىل شــعور‬
‫الفــرد بقيمتــه وتقديــر ذاتــه‪ ،‬كــا يتولَّــد لديــه شــعور قــوي بكفاءتــه الشــخصية وقدرتــه عــى‬
‫اإلســهام يف بنــاء مجتمعــه؛ فكلــا شــارك اإلنســان يف األعــال التطوعيــة شــعر بأهميــة‬
‫وقيمــة مــا يقدِّمــه‪ ،‬وأثــر ذلــك الــذي يعــود عليــه بالســعادة‪ ،‬وتقديــر الــذات واآلخــر‪.‬‬

‫‪1- Black, W. & Living, R. (2004): Volunteerism as an occupation and its relationship to health and wellbeing.‬‬
‫‪British Journal of Occupational Therapy, Vol.67, No. (12), PP.526-532.‬‬
‫‪ -2‬سمير رضوان‪ ،‬محسن يوسف (‪ :)2006‬الشباب واالصالح والتحديث‪ ،‬مكتبة اإلسكندرية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬ص‪.70‬‬

‫‪21‬‬
‫إدارة العمل التطوعي باملؤسسات الرتبوية يف ضوء بعض الخربات العاملية‬

‫وعــى املســتوى املجتمعــي؛ يعمــل التطــوع عــى تحقيــق الخدمــات التــي يقدِّمهــا‬
‫املتطوعــون ‪ -‬باختــاف مجاالتهــا ‪ -‬يف تكملــة مــا تعجــز الدولــة عــن تقدميــه مــن مرشوعــات‬
‫خدميــة وتنمويــة‪ ،‬كــا تتميــز أنشــطة القطــاع التطوعــي بالسالســة يف الحركــة؛ مــا يســاعد‬
‫عــى تقديــم الخدمــات بصــورة أرسع وأيــر‪ ،‬ويتيــح التطــوع الفرصــة للتعــرف عــى احتياجــات‬
‫املجتمــع وتحديــد مشــكالته‪ ،‬مــا يســهم يف تب ِّنــي هــذه املشــكالت وحلهــا؛ ســواء عــن‬
‫طريــق الحكومــة‪ ،‬أو عــن طريــق املؤسســات االجتامعيــة األخــرى‪ ،‬ومــن أبــرز تلــك املؤسســات‬
‫"الجامعــات"‪ ،‬والتــي متتلــك القــدرة عــى تعبئــة املــوارد البرشيــة واملاديــة املحليــة يف‬
‫ســبيل النهــوض مبجتمعاتهــا‪.‬‬

‫عا‪ :‬مجاالت العمل التطوعي التنموية يف الجامعات‪:‬‬


‫راب ً‬
‫العمــل التطوعــي مامرســة إنســانية عرفتهــا املجتمعــات منــذ القــدم؛ ألنــه ينطلــق مــن‬
‫أي عمــل تطوعــي‪ ،‬حيــث ينبــع مــن ذات اإلنســان‬
‫إنســانية اإلنســان‪ ،‬وهــو الدافــع الرئيــس يف ِّ‬
‫بدافــع اختيــاري وبحوافــز دينيــة‪ ،‬أو اجتامعيــة‪ ،‬أو ثقافيــة‪ ،‬أو اقتصاديــة‪ ،‬أو حتــى دعائيــة‪ ،‬مــن‬
‫عـ ُّد أعــاالً تطوعيــة؛‬
‫أي إلــزام عليــه‪ ،‬يف حــن أن األعــال التــي ت ُنجــز بعنــوان الواجــب ال تُ َ‬
‫دون ِّ‬
‫ألن تحديــد مجــاالت األعــال التطوعيــة قائــم بصــورة رئيســية عــى تحديــد الدوافــع واالحتياجــات‬
‫الذاتيــة التــي تدفــع املتطــوع للمشــاركة بدافــع اختيــاري‪.‬‬

‫فتحديد املجاالت التي ميكن للشباب الجامعي اإلسهام فيها ترتبط بالدوافع واملجاالت‬
‫التطوعية اإلنسانية‪ ،‬ويقابل الزيادة يف الدوافع زيادة وإنجاز يف املهام التطوعية‬
‫املخطَّط لها بحسب املجاالت املتنوعة‪ .‬وقد أدى التقدم والتطور يف املجتمعات إىل‬
‫تعدد مجاالت العمل التطوعي‪ ،‬حيث ميكن تقسيم مجاالت العمل التطوعي كام ييل(((‪:‬‬

‫‪1‬تقســيم مجــاالت العمــل التطوعــي مــن حيــث نــوع العمــل‪ :‬واملتمثــل يف عــدد مــن‬ ‫‪.1‬‬
‫األنشــطة عــى النحــو اآليت‪:‬‬

‫أاألنشــطة االقتصاديــة‪ :‬وهــي املعنيَّــة بــإرشاك أعضــاء املجتمــع االقتصــادي‬ ‫ ‪.‬‬


‫والصناعــي يف دعــم مجتمعاتهــم مبــا يتفــق مــع خرباتهــم ووقتهــم يف املجاالت‬
‫ٍ‬
‫احتياجات ال تســتطيع الجهود الحكوميــة تلبيتها‪.‬‬ ‫االقتصاديــة والصناعيــة التــي تواجــه‬

‫باألنشــطة االجتامعيــة‪ :‬وهــي املعنيَّــة مبشــاركة أفــراد وجامعــات وتنظيــات تلــك‬ ‫ ‪.‬‬
‫املجتمعــات يف اإلســهام اإليجــايب يف الحيــاة العامــة مــن منطلــق مضامــن‬

‫(‪ )1‬محمــد إبراهيــم األصيبعــي (‪ :)2000‬العمــل التطوعــي فــي المجــاالت األمنيــة ‪ -‬نمــاذج وتطبيقــات‪ ،‬أوراق عمــل‪ ،‬مؤتمــر‬
‫العمــل التطوعــي واألمــن فــي الوطــن العربــي‪ :‬األمــن مســئولية الجميــع‪ ،‬جامعــة نايــف للعلــوم االمنيــة‪ ،‬الريــاض‪ ،‬الفتــرة‬
‫‪ 27-25‬ســبتمبر‪ .‬تمــت الزيــارة فــي ‪2016 /5 /18‬‬
‫‪https://bit.ly/2oOyegv‬‬

‫‪22‬‬
‫املشــاركة املجتمعيــة التــي تؤكــد عــى االســتفادة مــن الدعــم املجتمعــي يف‬
‫العمليــات التنمويــة بهــا‪.‬‬

‫جاألنشــطة السياســية‪ :‬وهــي املعنيَّــة باملشــاركة يف مناقشــة القضايــا العامــة‪،‬‬ ‫ ‪.‬‬


‫ووضــع السياســات واالســراتيجيات املجتمعيــة التــي تُناقــش تحــت مظلــة مجالــس‬
‫عــا؛ باعتبارهــم مواطنــن لهــم الحــق يف إثــراء‬
‫منتخبــة مــن قبــل أفــراد املجتمــع طو ً‬
‫ُ‬
‫التجربــة السياســية لبلدانهــم‪ ،‬والتأكيــد عــى مبادئهــا ومضامينهــا لبلــوغ الغايــات‬
‫واألهــداف املرجــوة‪.‬‬

‫‪2‬تقســيم مجــاالت العمــل التطوعــي مــن حيــث مســتوى العمــل‪ :‬واملتمثــل يف عــدد مــن‬ ‫‪.2‬‬
‫األمنــاط عىل النحــو اآليت‪:‬‬

‫أالنمــط األول‪ :‬وفيــه تســهم الجهــود التطوعيــة إســها ً‬


‫ما ثانويًــا مــع الجهــود‬ ‫ ‪.‬‬
‫الرســمية‪ ،‬وهــذا يعنــي أن التأكيــد يكــون عــى الجهــود الرســمية‪ ،‬ويفســح املجــال‬
‫للمشــاركة الشــعبية مبــا يضمــن عــدم املســاس باألهــداف األساســية‪ ،‬وعــدم‬
‫التدخــل يف الخطــط الرســمية‪.‬‬

‫بالنمــط الثــاين‪ :‬وفيــه تكــون الجهــود التطوعيــة متفاعلــة مــع الجهــود الرســمية‬ ‫ ‪.‬‬
‫يف تحقيــق التنميــة االجتامعيــة‪ ،‬وبشــكل يتناســب مــع أنشــطة هــذه املؤسســات‬
‫مبــا يتفــق مــع جهودهــا وأهدافهــا‪.‬‬

‫جالنمــط الثالــث‪ :‬وهــو النمــط الــذي يركــز عــى املشــاركة الشــعبية والجهــود‬ ‫ ‪.‬‬
‫التطوعيــة يف تحقيــق التنميــة االجتامعيــة‪ ،‬وال تلعــب الجهــود الرســمية إال دو ًرا‬
‫محــددًا‪ ،‬خصوصــاً يف مجــال التنظيــم والتنســيق‪ ،‬أو التمويــل واملتابعــة‪.‬‬

‫‪3‬تقســيم العمــل التطوعــي مــن حيــث أنســاق العمــل‪ :‬واملتمثــل يف أشــكال الخدمــات‬ ‫‪.3‬‬
‫املقَّدمــة عــى النحــو اآليت‪:‬‬

‫أخدمــات مبــارشة‪ :‬وفيــه يقــوم املتطــ ِّ‬


‫وع بتقديــم خدمــة مبــارشة للجمهــور‬ ‫ ‪.‬‬
‫املســتهدف‪ ،‬كالتطــوع ملســاعدة املــرىض يف املستشــفيات أو دور املســنني أو‬
‫دور الرعايــة أو دور األحــداث‪ ،‬أو اإلســهام يف حمــات محــو األميــة‪ ،‬أو جمــع التربعــات‬
‫لأليتــام وغريهــا‪.‬‬

‫بخدمــات غــر مبــارشة‪ :‬وفيــه يقــوم املتطــ ِّ‬


‫وع بالتطــوع يف شــكل خدمــات غــر‬ ‫ ‪.‬‬
‫مبــارشة للمجتمــع مــن خــال االشــراك يف جمعيــات أهليــة ومنظــات شــبابية‪ ،‬أو‬
‫اتحــادات وروابــط مهنيــة أو حزبيــة‪ ،‬واإلســهام مــن خاللهــا يف خدمــة املجتمــع يف‬
‫مجــال مــن املجــاالت التنمويــة‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫إدارة العمل التطوعي باملؤسسات الرتبوية يف ضوء بعض الخربات العاملية‬

‫وبالنظــر إىل عالقــة الجامعــة بالتنميــة؛ نجــد أنهــا ممتــدة‪ ،‬وتســتمد جذورهــا مــن روافــد‬
‫عــدة‪ ،‬ألن محــور اهتــام كلٍ كالً منهــا هــو اإلنســان؛ إ ْ‬
‫ذ هــو غايــة التنميــة ووســيلتها‪ ،‬فالــدور‬
‫التنمــوي للجامعــة يجــب أن يتســع نطاقــه وقدراتــه ليضمــن وفــاء الجامعــة مبتطلبــات خدمــة‬
‫مجتمعهــا‪ ،‬حتــى تكــون قــادرة عــى تخريــج مواطــن قــادر عــى فهــم مجتمعــه‪ ،‬مشــارك يف‬
‫حــل مشــكالت التنميــة‪ ،‬ومشــارك يف األعــال التطوعيــة‪ ،‬وإقامــة املجتمــع العــري‪ ،‬وقيادتــه‬
‫نحــو التقــدم واالزدهــار(((‪.‬‬

‫ونظــ ًرا ألن التطــوع يُشــكل إحــدى اآلليــات الفاعلــة لتحقيــق التنميــة املســتدامة؛ فهــو‬
‫ملتقــى لعنــارص ذاتيــة للفــرد بإمكاناتــه وقدراتــه‪ ،‬واملــروع التنمــوي للمجتمــع‪ ،‬وذلــك عــر‬
‫تكويــن األفــكار الجديــدة‪ ،‬ونقــل الخــرات واملهــارات الرضوريــة إلدارة التنميــة‪ ،‬ومنــو الوعــي‬
‫االجتامعــي للفــرد مبــا ميكِّنــه مــن إدراك معنــى املواطنــة‪ ،‬والعمــل التطوعــي كقــوة رائــدة‬
‫لتعبئــة وتحريــك املجتمــع ملســاندة التنميــة املســتدامة(((‪ ،‬حيــث تعتمــد التنميــة املســتدامة‬
‫عــى أربعــة مجــاالت عمــل رئيســية ميكــن اتخاذهــا مياديــن خصبــة للعمــل التطوعــي؛ هــي‪:‬‬
‫«النمــو االقتصــادي‪ ،‬والتقــدم االجتامعــي‪ ،‬وحاميــة البيئــة‪ ،‬والعمــل التطوعــي لتدعيــم جــودة‬
‫الحيــاة لألجيــال الحاليــة والقادمــة»(((‪ ،‬ويف ضــوء تلــك املجــاالت التنمويــة التــي تعــود بالنفــع‬
‫عــى املجتمــع والشــاب املتطــوع؛ ميكــن تحديــد عــدد مــن مجــاالت العمــل التطوعــي يف‬
‫الجامعــات‪ ،‬والتــي تتَّســق وتتكامــل مــع وظائــف الجامعــة وأهدافهــا‪ ،‬حيــث ميكــن للشــباب‬
‫الجامعــي االنخــراط والتطــوع يف عــدد مــن املجــاالت التنمويــة اآلتيــة(((‪:‬‬

‫‪1‬املجــال االجتامعــي‪ :‬ويتضمــن رعايــة الطفولــة‪ ،‬رعايــة املــرأة‪ ،‬إعــادة تأهيــل مدمنــي‬ ‫‪.1‬‬
‫املخــدرات‪ ،‬رعايــة األحــداث‪ ،‬مكافحــة التدخــن‪ ،‬رعايــة املســنني‪ ،‬اإلرشــاد األرسى‪ ،‬مســاعدة‬
‫املرشديــن‪ ،‬رعايــة األيتــام‪ ،‬مســاعدة األرس الفقــرة‪.‬‬

‫‪2‬املجــال الرتبــوي والتعليمــي‪ :‬ويتضمــن محــو األميــة‪ ،‬التعليــم املســتمر‪ ،‬برامــج صعوبات‬ ‫‪.2‬‬
‫التعلــم‪ ،‬تقديــم التعليــم املنــزيل للمتأخرين دراسـ ًيا‪.‬‬

‫‪3‬املجــال الصحــي‪ :‬ويتضمــن الرعايــة الصحيــة‪ ،‬خدمــة املــرىض والرتفيــه عنهــم‪ ،‬تقديــم‬ ‫‪.3‬‬
‫اإلرشــاد النفــي والصحــي‪ ،‬التمريــن املنــزيل‪ ،‬تقديــم العــون لــذوي االحتياجــات الخاصــة‪.‬‬

‫(‪ )1‬محمــد حلمــي مــراد (‪ :)2003‬دور الجامعــات فــي إعــداد القــوى العاملــة المؤهلــة‪ ،‬المؤتمــر الثانــي العــام التحــاد الجامعــات‬
‫العربيــة‪ :‬الجامعــات العربيــة والمجتمــع العربــي المعاصــر‪ ،‬الفتــرة ‪ 14-7‬فبرايــر‪ ،‬جامعــة القاهــرة‪ ،‬ص‪.14‬‬
‫(‪ )2‬إيمــان محمــد عــارف (‪ :)2003‬دور الجامعــة فــي تنميــة اتجاهــات الطــاب نحــو العمــل التطوعــي فــي ضــوء مفهــوم‬
‫التنميــة المســتدامة‪ ،‬مرجــع ســابق‪ ،‬ص‪.545 -501‬‬
‫‪(3) UNESCO (2002): Promoting quality Education, Education for Sustainable Development, Paris, p1.‬‬
‫‪(4) Kelly, S. (1999): Encouraging Volunteerism in Higher Education, New York: Routledge Publication, PP‬‬
‫‪65- 66.‬‬

‫‪24‬‬
‫‪4 .4‬املجــال البيئــي‪ :‬ويتضمــن اإلرشــاد البيئــي‪ ،‬العنايــة بالغابــات ومكافحــة التص ُّ‬
‫حــر‪ ،‬العنايــة‬
‫بالشــواطئ واملنتزهــات‪ ،‬مكافحــة التلــوث‪.‬‬

‫‪5‬مجــال الدفــاع املــدين‪ :‬ويتضمــن املشــاركة يف أعــال اإلغاثــة‪ ،‬اإلســهام مــع رجــال‬ ‫‪.5‬‬
‫اإلســعاف‪ ،‬املشــاركة يف أوقــات الكــوارث الطبيعيــة‪.‬‬

‫فمــن خــال تلــك املجــاالت ميكــن للشــباب الجامعــي أن يســهم يف تغطيــة أي نقــص أو‬
‫ألي مــن التخصصــات واالحتياجــات املجتمعيــة يف املجتمعــات املحليــة أيًًــا كان‬
‫ٍ‬ ‫قصــور يُذكــر‬
‫وضعهــا االقتصــادي أو توزيعهــا الجغــرايف؛ كــون الشــباب الجامعــي أكــر فئــات املجتمــع‬
‫عــا‪ ،‬وبالتــايل يجــب عــى املجتمعــات املحليــة أن تضــع فئــة الشــباب الجامعــي‬
‫انتشــا ًرا وتنو ً‬
‫املتطــوع عــى رأس خططهــا وبرامجهــا بحســب االحتياجــات املــراد تحقيقهــا‪ ،‬وبحســب الخطــط‬
‫التنمويــة امل ُ َّ‬
‫عــدة ســلفًا يف ضــوء مــا يتــم تحديــده مــن دوافــع محقِّقــه لإلنجــاز‪.‬‬

‫‪‬خالصة وتعقيب‪:‬‬
‫ ‬

‫بالرغــم مــن تعــدد املنطلقــات والحاجــة إىل العمــل التطوعــي وتبايــن تلــك الغايــات‬
‫بتبايــن املجتمعــات؛ إال أنهــا تتفــق جميعهــا عــى أن العمــل التطوعــي ميثِّــل راف ـدًا أساس ـ ًيا‬
‫مــا لكثــر مــن الخدمــات التــي تُعــاين مــن إقبــال متزايــد عليهــا‪ ،‬وتعجــز‬
‫للجهــود الرســمية‪ ،‬ومقد ً‬
‫الحكومــات عــن الوفــاء بهــا؛ مبــا ينعكــس باإليجــاب عــى مــؤرشات التنميــة املســتدامة‪ ،‬كــا‬
‫ـا لتنميــة قــدرات الشــباب الجامعــي‪ ،‬وإكســابهم‬
‫يُعــد العمــل التطوعــي خيــا ًرا اســراتيجيًا مهـ ًّ‬
‫فرصــا أفضــل يف حياتهــم العلميــة والعمليــة‪ ،‬فالشــباب‬
‫ً‬ ‫مهــارات وخــرات عمليــة تتُيــح لهــم‬
‫خصوصــا عندمــا ت ُش ـكِّل تلــك الفئــة‬
‫ً‬ ‫الجامعــي هــم عصــب النشــاط التطوعــي يف أي مجتمــع‪،‬‬
‫عا مــن الســكان‪ ،‬ويتضــح مــن ذلــك طبيعــة الــدور املنــوط بالجامعــات يف دعــم‬
‫عــا واســ ً‬
‫قطا ً‬
‫العمــل التطوعــي يف املجتمعــات؛ كونهــا أكــر املؤسســات جذبًــا لتــك الفئــة العمريــة إذا مــا‬
‫قــورن حجــم تلــك الفئــة املنتســبة للجامعات بــأي من املؤسســات الشــبابية األخــرى املوجودة‬
‫يف املجتمــع‪ ،‬ونظ ـ ًرا المتــاك تلــك املؤسســات التعليميــة مقِّومــات نجــاح تلــك الجهــود مــن‬
‫حيــث الخــرات العلميــة والعمليــة‪ ،‬أو املــوارد املاديــة الداعمــة للعمــل التطوعــي مجتمع ًيــا‪.‬‬

‫كــا نجــد املشــاركة يف األعــال التطوعيــة عاملــ ً‬


‫ة عــى النمــو القيمــي واملهنــي‬
‫والشــخيص للشــاب املتطــوع؛ مــا يســاعد الجامعــات عــى إكســاب الشــباب عــددًا مــن املعارف‬
‫واملهــارات والقيــم الحياتيــة اإليجابيــة‪ ،‬مــن خاللهــا يســتطيع مقاومــة أي انحــراف‪ ،‬أو انتهــاج‬
‫قــل وحكمــة بالتوجيــه اإليجــايب للطاقــة‪ ،‬وتوجهــه‬
‫أي ســلوك أو فكــر متطــرف‪ ،‬ومواجهتــه بتع ُّ‬
‫للبنــاء النفــي واالجتامعــي‪ ،‬والشــعور باالنتــاء‪ ،‬والقيمــة وتقديــر الــذات‪ ،‬كــا يتولَّــد لــدى‬
‫املتطــوع شــعور قــوي بكفاءتــه الشــخصية وقدرتــه عــى اإلســهام يف بنــاء مجتمعــه مبــا‬

‫‪25‬‬
‫إدارة العمل التطوعي باملؤسسات الرتبوية يف ضوء بعض الخربات العاملية‬

‫يســاعد عــى تحقيــق رؤيــة ورســالة وأهــداف الجامعــات الرتبويــة املخطَّــط لهــا ســلفًا يف‬
‫ضــوء وظائفهــا‪.‬‬

‫حــرك الشــباب الجامعي نحــو التطــوع‪ ،‬والتي عىل أساســها‬


‫لــذا يجــب تحديــد الدوافــع التــي ت ِّ‬
‫ميكــن تحديــد املجــاالت التطوعيــة التــي ميكــن للشــباب الجامعــي اإلســهام بهــا؛ كــون الدوافــع‬
‫تختلــف لديهــم بحســب املكــون الثقــايف واالجتامعــي واالقتصــادي‪ ،‬فالتعــرف عــى الدوافــع‬
‫ـا عنــد إدارة العمــل التطوعــي‪ ،‬الرتبــاط كلٍ مــن الدوافــع واملجــاالت التطوعيــة‬
‫يعــد أم ـ ًرا مهـ ًّ‬
‫بالحاجــات اإلنســانية‪ ،‬ويقابــل الزيــادة يف الدوافــع زيــادة وإنجــاز يف املهــام؛ مبــا يدعــم نجــاح‬
‫تلــك الجهــود‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫املبحث الثاين‬
‫عمليات إدارة العمل التطوعي يف الجامعات‬

‫‪27‬‬
‫انطالقًــا مــن التأكيــد عــى أهميــة العمــل التطوعــي ودوره يف إحــداث طفــرات تنمويــة‬
‫يف كثــر مــن األقطــار؛ تــزداد الحاجــة إىل تأييــد اآلراء املناديــة بــرورة إدارة العمــل التطوعــي‬
‫بصفــة عامــة‪ ،‬واإلرشاف بصفــة خاصــة عــى املتطوعــن الذيــن يتربعــون بوقتهــم وخرباتهــم‬
‫ومهاراتهــم‪ ،‬حيــث يتطلعــون إىل العمــل يف كيانــات تــدار بكفــاءة‪ ،‬وإال فــا ميكــن تحقيــق‬
‫أهــداف تلــك الكيانــات وال طموحــات املتطوعــن‪ ،‬ألن التحــدي الــذي يواجــه القامئــن عــى‬
‫تلــك الهيئــات هــو إدارة العمــل بطريقــة تأخــذ يف حســبانها األوجــه املتفــردة للتطــوع‪ ،‬وكونــه‬
‫ـا؛ يجــب اســتثامره واالســتفادة القصــوى منــه مــن خــال اســتيفاء املتطلبــات‬
‫مــوردًا برشيًــا قيـ ً‬
‫والقيــم الخاصــة بــإدارة برامــج العمــل الطوعــي‪ ،‬وفهــم الــدالالت االجتامعيــة والسياســية‬
‫واالقتصاديــة للتطــوع‪ ،‬وأن يتأكــدوا مــن توافــق التقنيــات املســتخدمة مــع األهــداف املخطــط‬
‫لهــا‪ ،‬والتــي تُعــد أوىل عمليــات إدارة العمــل التطوعــي وبرامجــه(((‪.‬‬
‫ومتاشــ ًيا مــع الفكــر اإلداري املعــارص الــذى يتعامــل مــع العمليــات أو الوظائــف اإلداريــة‬
‫بصــورة تكامليــة ‪-‬نظـ ًرا للرتابــط الوثيــق فيام بينها‪ -‬فــا بد من إدمــاج الفكر اإلداري االســراتيجي‬
‫بجميــع مكوناتــه وعملياتــه يف العمــل التطوعــي؛ كونــه عمـاً اجتامع ًيــا يتضمــن مــوردًا برشيًــا‬
‫وماديًــا‪ ،‬يلزمــه منظومــة إداريــة اســراتيجية متكاملــة‪ ،‬تتمثــل أهميتهــا يف العمــل التطوعــي‪،‬‬
‫وال بــد أن يكــون لــدى اإلدارة االســراتيجية قــدرة عــى متكــن وتهيئــة الهيئــات والجهــود‬
‫التطوعيــة عــى التوافــق مــع املتغــرات والتحديــات واملســتجدات البيئيــة واالســتجابة لهــا‪،‬‬
‫ومــن ثــم تتمكــن مــن تحقيــق رؤيتهــا ورســالتها وغايتهــا املســتقبلية وطموحاتهــا؛ مبــا يزيــد‬
‫مــن فاعليتهــا يف ظــل البيئــة املحيطــة رسيعــة التقلــب والتغــر‪ ،‬لــذا لــزم تب ِّنــي وانتهــاج‬
‫الفكــر االســراتيجي واإلدارة االســراتيجية يف أي جهــود تطوعيــة مســتهدفة(((‪ ،‬ويجــب عــى‬
‫الهيئــات املعنيــة بالتطــوع أن تقــوم بوصــف للمســتويات املتعــددة للرتابــط بــن احتياجــات‬
‫املجتمــع وتحديــد أدوار املتطوعــن بدقــة داخــل كل مســتوى‪ ،‬كــا يجــب عــى املتطــوع أن‬
‫يتعـ َّرف جيـدًا عــى املشــكلة املطلــوب منــه اإلســهام يف حلهــا‪ ،‬ليحــدد مــدى توافــق قدراتــه‬
‫مــع مــا يطلــب منــه(((‪.‬‬
‫وتــأيت عــى رأس تلــك الهيئــات واملؤسســات (الجامعــات ومؤسســات التعليــم العــايل)‬
‫المتالكهــا الخــرات العلميــة والعمليــة التــي متكِّنهــا مــن تصميــم منــوذج إداري للعمــل‬
‫التطوعــي يحتــذى بــه لــدى املؤسســات والهيئــات املجتمعيــة‪ ،‬وكذلــك امتالكهــا املــوارد‬

‫‪(1) Brudney, Jeffrey L.; Schmahl, Sandra L. (2002): Survey of Volunteer Administrators, 1992 and 2000:‬‬
‫‪Trends for the Profession, Journal of Volunteer Administration, V 20 N 1, p 6.‬‬
‫(‪ )2‬عبــد الشــافي محمــد أبــو الفضــل (‪ :)2007‬العمــل التطوعــي مــن منظــور اســتراتيجي‪ -‬الرؤيــة والرســالة والتحليــل‬
‫البيئــي‪ ،‬جامعــة نايــف العربيــة للعلــوم األمنيــة‪ ،‬الريــاض‪ ،‬ص‪.6‬‬
‫‪(3) Borden Lynne. M, Perkins (2003): Volunteers as Essential Members of community collaborations, Journal‬‬
‫‪of volunteer Administration, V21, N3, P 20.‬‬

‫‪29‬‬
‫إدارة العمل التطوعي باملؤسسات الرتبوية يف ضوء بعض الخربات العاملية‬

‫املاديــة والبرشيــة التــي تســتطيع مــن خاللــه تطبيــق هــذا النمــوذج‪ ،‬ولكونهــا أكــر املؤسســات‬
‫املجتمعيــة جذبًــا للشــباب باعتبارهــم عصــب تلــك العمليــة‪.‬‬
‫إن املشــاركة يف العمــل التطوعــي هــي العمليــة األساســية التــي يلعــب الشــباب مــن‬
‫خاللهــا دو ًرا إيجاب ًيــا يف الحيــاة االجتامعيــة؛ األمــر الــذى يتطلــب توافــر حــد أدىن مــن الوعــي‬
‫والتعليــم والتدريــب حتــى ميكــن ضــان هــذه املشــاركة وتفاعلهــا بشــكل إيجــايب يف إطــار‬
‫املجتمــع(((‪ ،‬وهــذا يفــر ســبب التناقــض الــذى تــرزه كثــر مــن نتائــج الدراســات بالنســبة‬
‫ملوقــف طــاب الجامعــة مــن العمــل التطوعــي‪ ،‬وهــو أنهــم دامئًــا ميتلكــون الرغبــة والدافعيــة‬
‫للقيــام بأعــال تطوعيــة‪ ،‬ولكــن تعوزهــم القــدرات واملهــارات التــي تؤهلهــم لهــذه األعــال؛‬

‫حيــث تخفــق الجامعــات العربيــة يف بلــورة برامــج مناســبة لتدريــب الطــاب وتهيئتهــم للعمــل‬
‫التطوعــي‪ ،‬ســواء كان ذلــك يف إطــار برامــج النشــاط الطــايب‪ ،‬أو يف إطــار برامــج خدمــة البيئــة‬
‫واملجتمــع‪ ،‬ومــن ثــم تضيــع عــى الطــاب وعــى املجتمــع فــرص عديــدة الســتثامر طاقــات‬
‫وقــدرات الطــاب والجامعــة لخدمــة املجتمــع‪ ،‬ولحــل كثــر مــن التناقضــات القامئــة يف املجتمع‬
‫والثقافــة(((‪ ،‬لــذا يتضــح أهميــة وضــع آليــات إلدارة العمــل التطوعــي يف الجامعــات يف ضــوء ما‬
‫تــرزه أغلــب الدراســات مــن تب ِّنــى الطــاب اتجاهــات إيجابيــه نحــو العمــل التطوعــي‪ ،‬ولكــن يح ـ ُّد‬
‫مــن تلــك الرغبــة عــدم توافــر آليــه إداريــة للعمــل التطوعــي دافعــة لإلنجــاز وفــق أُطــر رشعيــة‬
‫مؤمتنــة عــى مــا يقدِّمــه الشــباب مــن خدمــات أو مــوارد ملجتمعاتهــم‪.‬‬
‫وتتعــدد صــور وأنــواع وأهــداف العمــل التطوعــي ومجاالتــه وميادينــه؛ لــذا تتعــدد آليــات‬
‫وإمكانــات تنفيــذه وتحقيقــه‪ ،‬ولكــن بصفــة عامــة؛ تنحــر يف اإلمكانــات البرشيــة واإلمكانــات‬
‫عالــة‪،‬‬
‫املاديــة‪ ،‬والقوانــن والترشيعــات التــي تضمــن إدارة تلــك اإلمكانــات بصــورة ناجحــة ف َّ‬
‫ورغــم أهميــة تلــك الجوانــب جميعهــا مــع جوانــب أخــرى؛ إال أن اإلمكانــات البرشيــة تُعــد هــي‬
‫األهــم؛ ألنهــا هــي التــي ت ُن ِتــج وتديــر اإلمكانــات التــي مــن شــأنها النهــوض بــه؛ األمــر الــذي‬
‫يتطلــب االهتــام بــكل مــا يســاعد األفــراد القامئــن بالعمــل التطوعــي عــى القيــام مبهامهم‬
‫يف االتجــاه الريــادي الصحيــح(((‪.‬‬
‫وتؤكــد دراســة عــى أنــه يف ســبيل رســم أي برنامــج للتطــوع واملتطوعــن؛ ميكــن‬
‫االســتعانة بعــدد مــن املراحــل‪ ،‬نوضِّ حهــا يف عــدد مــن الخطــوات اآلتيــة(((‪:‬‬
‫(‪ )1‬رشــاد أحمــد عبــد اللطيــف (‪ :)2008‬مهــارات الممارســة العامــة فــي الخدمــة االجتماعيــة‪ ،‬دار الوفــاء لدنيــا للطباعــة‬
‫والنشــر‪ ،‬اإلســكندرية‪ ،‬ص‪.18‬‬
‫(‪ )2‬عبــد الناصــر عبــد الرحيــم فخــرو (‪ :)2010‬تعزيــز ثقافــة العمــل التطوعــي لــدى طــاب جامعــة الكويــت‪ -‬تصــور مقتــرح‪،‬‬
‫مرجــع ســابق‪ ،‬ص‪.260-229‬‬
‫(‪ )3‬محمــد حمــاد هنــدي (‪ :)2013‬دور تكنولوجيــا المعلومــات واالتصــال فــي تحقيــق الريــادة بمجــال العمــل التطوعــي‪،‬‬
‫المؤتمــر العلمــي التاســع بعنــوان‪ :‬العلــوم اإلنســانية وتفعيــل مؤسســات العمــل التطوعــي‪ ،‬كليــة اآلداب‪ ،‬جامعــة بنــي‬
‫ســويف‪ ،‬الفتــرة مــن ‪ 10-9‬أبريــل‪.308:298 /1 ،‬‬
‫(‪ )4‬قاســم الصديــق (‪ :)2001‬أســس ادارة البرنامــج التطوعــي ‪ -‬العمــل التطوعــي فــي جميــع أنحــاء العالــم‪ ،‬أخبــار ووجهــات‬
‫النظــر والمــوارد‪.‬‬
‫‪https://bit.ly/2K5qOgn‬‬

‫‪30‬‬
‫‪1 .1‬تحديــد األســباب املوجبــة الســتقطاب املتطوعــن‪ :‬ومنهــا تأديــة مهــام غــر مأجــورة‬
‫(تحقيقهــا قــدر املســتطاع أمــام الضغوطــات املاديــة)‪ ،‬إضفــاء دم جديــد وأفــكار جديــدة‪،‬‬
‫زيــادة مصداقيــة يف املجتمــع‪ ،‬وتأمــن مشــاركة أوســع مــن املجتمــع املحــي‪ ،‬توســيع‬
‫نطــاق جمــع التربعــات‪ ،‬تعزيــز حــس االنتــاء يف املجتمــع مــن خــال التطــوع يف منظــات‬
‫املجتمــع املحــي‪.‬‬
‫‪2 .2‬تحديــد أدوار املتطوعــن ووظائفهــم‪ :‬مبــا يشــبه عقــد العمــل الــذي يحــدد الواجبــات‪،‬‬
‫الفــرة الزمنيــة للمهمــة التطوعيــة‪ ،‬املؤهــات املطلوبــة‪ ،‬تقريــر عــن املهمــة عنــد‬
‫االنتهــاء مــن تأديتهــا‪ ،‬والشــخص املســؤول عــن املتابعــة‪.‬‬
‫‪3 .3‬اســتقطاب املتطوعــن‪ :‬عــر اإلعــان عــن فــرص التطــوع واملهــام املطلوبــة‪ ،‬عــر اإلعــان‬
‫العــام وامللصقات‪-‬األصدقــاء واملوظفني‪-‬االســتفادة مــن بعــض املناســبات املهمــة‬
‫(يــوم املتطــوع)‪.‬‬
‫‪4 .4‬اختيــار أفضــل املتطوعــن للمهمــة املطلوبــة‪ :‬ويتــم ذلــك عــن طريــق مراجعــة طلــب‬
‫انتســاب املتطــوع‪ ،‬أو مقابلتــه‪ ،‬أو ســؤال أصدقــاء لــه‪ ،‬أو مراجعــة خربتــه‪.‬‬
‫‪5 .5‬توجيــه املتطــوع‪ :‬ويتــم ذلــك عــن طريــق رشح أهــداف وفلســفة الربنامــج‪ ،‬تعريفــه‬
‫باملوظفــن‪ ،‬إرشــاده إىل مــكان عملــه‪ ،‬عــرض الهيــكل التنظيمــي وأدوار املوظفــن‪،‬‬
‫وســؤاله عــن تطلعاتهــا تجــاه املهــات التطوعيــة‪ ،‬وعــرض املنافــع التــي ســيجنيها‬
‫املتطــوع مــن خــال خدمتــه‪.‬‬
‫‪6 .6‬بــدء املهــام‪ :‬مــن خــال تأمــن الجــو املريــح واملنــاخ املشــجع للعمــل‪ ،‬وتعريــف املتطــوع‬
‫عــى املوظفــن‪ ،‬وتســهيل التواصــل معهــم‪ ،‬وتعريــف املوظفــن عليــه وعــى مهامــه‪.‬‬
‫‪7 .7‬املتابعـــة والتدريـــب‪ :‬ألســـباب كثـــرة منهـــا‪ :‬توجيـــه النصائـــح والدعـــم املعنـــوي‬
‫للمتطوعـــن‪ ،‬مراجعـــة تســـاؤالتهم‪ ،‬ومراقبـــة نوعيـــة العمـــل ورىض املســـتفيدين‪،‬‬
‫تصحيـــح أي خلـــل يف العمـــل‪.‬‬
‫فعملي ــة ج ــذب املتطوع ــن ه ــي عملي ــة مس ــتمرة لتأم ــن األف ــراد واملجموع ــات للقي ــام‬
‫بامله ــام الت ــي حـــددت‪ ،‬واكتش ــاف دوافعه ــم وقدراته ــم ث ــم إقناعه ــم بالتط ــوع‪ ،‬ويك ــون‬
‫ذلـــك مـــن خـــال االتصـــال والوصـــول للمتطـــوع إلعالمـــه بوجـــود الفرصـــة‪ ،‬وهنـــاك أكـــر مـــن‬
‫وســـيله لالتصـــال منهـــا‪ :‬املقابلـــة مـــع املتطـــوع للتعـــرف عـــى دوافـــع املتطـــوع‪ ،‬وهـــي‬
‫البدايـــة لعمليـــة تطـــوع ناجحـــة وال تعنـــي اختبـــا ًرا إذا كان هـــذا الشـــخص مناســـ ًبا لوظيفـــة‬
‫مح ــددة‪ ،‬ب ــل ه ــي تقدي ــر لق ــدرات ورغب ــة املتط ــوع يف املش ــاركة بفاعلي ــة‪ ،‬وم ــن ث ــم ميك ــن‬
‫إع ــداد املتط ــوع وتوجيه ــه‪ ،‬حي ــث يحت ــاج بع ــض املتطوع ــن ه ــذا التدري ــب إلكس ــابهم مه ــارات‬
‫ومعرفـــة تتطلبهـــا وظائفهـــم املحـــددة‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫إدارة العمل التطوعي باملؤسسات الرتبوية يف ضوء بعض الخربات العاملية‬

‫كــا ت ُعـ ُّد عمليــة اإلرشاف واملتابعــة مــن أهــم العمليــات التــي تنشــئ عالقــة طويلــة األمــد‬
‫مــع املتطوعــن‪ ،‬فاملتابــع البــد وأن تربطــه باملتطــوع عالقــه وثيقــة ميثِّــل مــن خاللهــا القــدوة‬
‫واملرشــد واملعلــم للمتطــوع‪ ،‬يتــم فيهــا تعليــم املتطــوع وتطويــر مهاراتــه وتشــجيعه عــى‬
‫االبتــكار والتجريــب واملناقشــة‪ ،‬ورمبــا اســتخالص بعــض النتائــج التــي تســاعد يف تحقيــق‬
‫الهــدف‪ ،‬ويجــب أن تتســم هــذه العالقــة بالنزاهــة والثقــة بــن الطرفــن‪ ،‬كــا يجــب التأكيــد عــى‬
‫وجــود االلتــزام واالحــرام املتبــادل بــن املتطــوع واملتابِــع‪ ،‬وتتــم عمليــة املتابعــة بصــورة‬
‫دوريــة حســب املتفــق عليــه يف الخطــة الزمنيــة التــي تــم وضعهــا مــع املتطــوع‪.‬‬

‫(((‬
‫شكل (‪ )1‬مراحل العمل التطوعي‬

‫تتعــدد اآلراء حــول وظائــف اإلدارة أو عملياتهــا مــن حيــث العــدد‪ ،‬فهنــاك مــن يــرى أن‬
‫عمليــات إدارة العمــل تنقســم إىل خمــس عمليــات هــي‪( :‬التخطيــط‪ ،‬التنظيــم‪ ،‬التوجيــه‪،‬‬
‫الرقابــة‪ ،‬التقييــم)(((‪ ،‬وذلــك عــى اعتبــار أن التقييــم عمليــة ووظيفــة منفصلــة عــن عمليــة‬
‫الرقابــة‪ ،‬إال أن هنــاك شــبه اتفــاق بــن كُتَّــاب اإلدارة عــى أن النشــاط اإلداري يتكــون مــن أربــع‬
‫ون يف مجموعهــا مــا يســمى بالعمليــة اإلداريــة‪ ،‬هــذه العمليــات‬
‫عمليــات أساســية‪ ،‬تكــ ِّ‬
‫كال مــن الرقابــة والتقييــم‬
‫هــي‪( :‬التخطيــط‪ ،‬التنظيــم‪ ،‬التوجيــه‪ ،‬الرقابــة)(((‪ ،‬وذلــك باعتبــار أن ً‬

‫‪(1) Curado, Carla & et al (2015): Voluntary or Mandatory Enrollment in Training and the Motivation to Transfer‬‬
‫‪Training, International Journal of Training and Development, V19,N2, P 98.‬‬
‫‪(2) Calabrese, Raymond (2015): A Collaboration of School Administrators and a University Faculty to‬‬
‫‪Advance School Administrator Practices Using Appreciative Inquiry, International Journal of Educational‬‬
‫‪Management, V29, N2, p 213-221.‬‬
‫(‪ )3‬يوســف عبــد المعطــي مصطفــى (‪ :)2007‬اإلدارة التربويــة مداخــل جديــدة لعالــم جديــد‪ ،‬دار الفكــر العربــي‪ ،‬القاهــرة‪،‬‬
‫ط‪ ،2‬ص‪.7‬‬

‫‪32‬‬
‫عمليــة واحــدة‪ ،‬كــون الرقابــة عمليــة تتضمــن تشــخيص االنحرافــات يف األداء‪ ،‬ودراســة أســبابها‬
‫وعالجهــا‪ ،‬ومتابعتهــا مبــا يعنــي تقييمهــا وتقوميهــا والوصــول إىل نتائــج موجهــة لــأداء‪،‬‬
‫وهــو االتجــاه الــذى ســتأخذ بــه الدراســة الحاليــة‪ ،‬حيــث تعمــل تلــك العمليــات األربــع عــى‬
‫تحقيــق أهــداف تنظيميــة محــددة عــر سلســلة مســتمرة مــن األنشــطة التطوعيــة التــي تتعامل‬
‫مــع مجموعــة مــن املــوارد البرشيــة واملاديــة املتوافــرة لــدى مؤسســات العمــل التطوعــي‬
‫بصفــة عامــة ومؤسســات التعليــم العــايل بصفــة خاصــة‪.‬‬

‫نستعرض دراسة عمليات إدارة العمل التطوعي عىل النحو اآليت(((‪:‬‬

‫‪1‬التخطيــط‪ :‬مبعنــى صياغــة األهــداف األساســية للعمــل التطوعــي (الرســالة‪ ،‬والغايــات)‬ ‫‪.1‬‬
‫واالســراتيجية والسياســات املعــرة عنهــا‪ ،‬فضـاً عــن برامــج العمــل التطوعــي والقواعــد‬
‫واإلجــراءات املتفــق عليهــا‪.‬‬

‫‪2‬التنظيــم‪ :‬تبــدأ بدراســة إمكانــات الفــرد‪ ،‬ومــن ثــم توجيهــه للمــكان املالئــم لقدراتــه‬ ‫‪.2‬‬
‫ورغباتــه الشــخصية مبوجــب الوقــت الــذي يحــدده طاملــا أننــا أمــام جهــد تطوعــي‪.‬‬

‫‪3‬القيـــادة والتحفيـــز (التوجيـــه)‪ :‬يـــرز هنـــا دور جهتـــن؛ األوىل‪ :‬اإلدارة العليـــا للهيئـــة‬ ‫‪.3‬‬
‫املرشف ــة ع ــى عملي ــات التط ــوع‪ ،‬أو اإلس ــهام يف العم ــل التطوع ــي‪ ،‬الجه ــة الثاني ــة‪:‬‬
‫هـــي وســـائل اإلعـــام‪( :‬الصحـــف‪ ،‬والتلفـــزة والفضائيـــات‪ ،‬واإلذاعـــات‪ ،‬ومواقـــع اإلنرتنـــت‬
‫ذات العالقـــة)‪ ،‬كذلـــك الشـــخصيات املجتمعيـــة‪ ،‬ورجـــال الديـــن الذيـــن يُعـــدُّون أبـــرز أداة‬
‫قيادي ــة وتحفيزي ــة تس ــهم يف دف ــع املتطوع ــن وتنش ــيطهم باعت ــاد أس ــلوب حواف ــز‬
‫العمـــل التطوعـــي‪.‬‬

‫‪4 .4‬الرقابـــة‪ :‬إذ يتضمـــن ذلـــك تقييـــم مـــدى فاعليـــة وكفـــاءة برامـــج وعمليـــات التطـــوع‪،‬‬
‫مبعنـــى فاعليـــة العمليـــة مـــن حيـــث تحقيقهـــا لألهـــداف املرجـــوة‪ ،‬وأن يتـــم ذلـــك‬
‫بكفـــاءة‪ ،‬أي باســـتثامر أمثـــل لجهـــد ووقـــت املتطـــوع‪ ،‬مبـــا يضمـــن تحقيـــق اســـتثامر‬
‫رشـــيد للمـــوارد املتاحـــة‪.‬‬

‫(‪ )1‬محفــوظ حمــدون الصــواف وآخــرون (‪ :)2012‬اســتثمار المــوارد البشــرية للشــركات الصناعيــة فــي العمــل التطوعــي فــي‬
‫حالــة الكــوارث‪ -‬نمــوذج مقتــرح باعتمــاد أســلوب حلقــات الجــودة‪ ،‬مجلــة تنميــة الرافديــن‪ ،‬جامعــة الموصــل‪ ،‬العــراق‪،‬‬
‫العــدد (‪ ،)106‬مجلــد (‪ ،)34‬ص‪.43-27‬‬

‫‪33‬‬
‫إدارة العمل التطوعي باملؤسسات الرتبوية يف ضوء بعض الخربات العاملية‬

‫شكل (‪ )2‬عمليات إدارة العمل التطوعي‬

‫تعمــل تلــك العمليــات األربــع عــى تحقيــق أهــداف تنظيميــة محــددة عــر سلســلة مســتمرة‬
‫مــن األنشــطة التطوعيــة التــي تتعامــل مع مجموعــة من املــوارد البرشيــة واملاديــة املتوافرة‬
‫لــدى مؤسســات العمــل التطوعــي بصفــة عامــة‪ ،‬ومؤسســات التعليــم العــايل والجامعــات‬
‫بصفــة خاصــة‪ ،‬فمــع تنامــي دور الجامعــات يف املجتمعــات وزيــادة الضغــوط عليهــا للقيــام‬
‫بــدور أكــر فاعليــة يف الحيــاة العامــة للمجتمعــات‪ ،‬ومــع زيــادة الحاجــة لألنشــطة التطوعيــة‬
‫أيضً ــا داخــل املجتمعــات للوفــاء باحتياجــات ســكانها؛ ميكــن أن يظهــر دور جديــد للجامعــة يف‬
‫خدمــة مجتمعهــا‪ ،‬متمث ـاً يف قيامهــا بعمليــة التطــوع الطــايب لخدمــة وتنميــة املجتمــع(((‪،‬‬
‫وميكــن للجامعــات ومؤسســات التعليــم العــايل أن تقــوم بــإدارة العمــل التطوعــي عــر عــدد‬
‫مــن املراحــل التــي متــر بهــا إدارة العمــل التطوعــي يف الجامعــات‪ ،‬والتــي ميكــن إيجازهــا‬
‫عــى النحــو اآليت(((‪:‬‬

‫‪1‬مرحلــة التصميــم‪ :‬ويطلــق عليهــا مرحلــة التخطيــط االســراتيجي‪ ،‬وفيهــا يتــم صياغــة‬ ‫‪.1‬‬
‫الرؤيــة والرســالة انطالقًــا مــن تقييــم البيئــة الداخليــة والخارجيــة بقصــد رصــد الفجــوة‬
‫االســراتيجية للعمــل التطوعــي يف املجتمــع املحــي‪.‬‬

‫ممــت‪ ،‬واملخطــط لهــا يف‬ ‫‪2‬مرحلــة التطبيــق‪ :‬ويتــم فيهــا تنفيــذ االســراتيجيات التــي ُ‬
‫ص ِّ‬ ‫‪.2‬‬
‫املرحلــة الســابقة‪ ،‬وتتضمــن وضــع األهــداف قصــرة األجــل‪ ،‬ورســم السياســات‪ ،‬وتخصيــص‬
‫املــوارد البرشيــة واملاديــة وتوزيعهــا بــن عــدة بدائــل‪ ،‬مبــا قــد يتطلــب تعديــل الهيــكل‬

‫(‪ )1‬محمــد جابــر عبــاس (‪ :)2011‬التطــوع الطالبــي لخدمــة المجتمــع ودوره فــي نشــر ثقافــة الوســطية بيــن طــاب الجامعــات‬
‫‪ -‬دراســة مطبقــة علــى طــاب جامعــة جنــوب الــوادي فــرع أســوان‪ ،‬مرجــع ســابق‪ ،‬تمــت الزيــارة فــي ‪:2016 /5 /25‬‬
‫‪https://bit.ly/2NfPC7g‬‬
‫‪(2) Hager, M. A., & Brudney, J. L. (2011): Universalistic versus contingent adoption of volunteer management‬‬
‫‪practices. Paper presented at the Annual Meeting of the Association for Research on Nonprofit‬‬
‫‪Organizations and Voluntary Action (ARNOVA), Toronto, ON, Canada, November 16–19, pp25-30.‬‬

‫‪34‬‬
‫التنظيمــي‪ ،‬وإعــادة توزيــع الســلطات واملســؤوليات‪ ،‬ووضــع األنشــطة واهتامماتهــا‪،‬‬
‫وتحديــد خصائــص املــوارد البرشيــة وتدريبهــا وتنميتهــا مبــا يســاعد عــى تنفيــذ‬
‫االســراتيجيات‪ ،‬فهــي مرحلــة عمليــة يف املقــام األول بقصــد تحريــك املــوارد البرشيــة‬
‫وغــر البرشيــة بطريقــة منظمــة ومرتبــة؛ مــا يســتدعى تحقيــق التكامــل والتعــاون بــن‬
‫األنشــطة والوحــدات اإلداريــة املختلفــة للعمــل عــى تنفيــذ االســراتيجيات التــي وضعــت‬
‫يف املرحلــة الســابقة بكفــاءة وفاعليــة‪.‬‬

‫‪3‬مرحلــة التقييــم‪ :‬وهــي مرحلــة إخضــاع كافــة االســراتيجيات لعملية الرقابــة الدقيقــة أثناء‬ ‫‪.3‬‬
‫العمــل وبعــده لقيــاس مــدى تناســبها مــع املتغــرات التــي تحــدث يف البيئــة الداخليــة‬
‫والخارجيــة‪ ،‬ومــع الربامــج املقدمــة للفئــات املســتهدفة‪ ،‬ولتقييــم مــدى دقــة التنبــؤات‬
‫التــي تحتويهــا الخطــط والتوقعــات املصاحبــة لهــا‪ ،‬مــن خــال مقارنــة النتائــج الفعليــة‬
‫باألهــداف املتوقعــة مــن تطبيــق االســراتيجيات‪ ،‬ومــن ثــم الكشــف عــن االنحرافــات‬
‫املتوقعــة الحــدوث‪ ،‬والتــي تكونَّــت يف مرحلــة التصميــم أو التطبيــق والتنفيــذ‪.‬‬

‫هــذه املراحــل عمليــة وتطبيقيــة إلدارة العمــل التطوعــي ميدان ًيــا‪ ،‬حيــث تشــتمل عــى عــدد‬
‫مــن اآلليــات التــي تتســق مــع نظــم إدارة األعــال الحديثــة‪ ،‬باعتبــار أن إدارة العمــل التطوعــي‬
‫نظــام هــادف متكامــل يشــتمل عــى مكونــات جزئيــة‪ ،‬يســهم كل جــزء منهــا يف تحقيــق هــدف‬
‫فرعــي عــر مجموعــة متشــابكة مــن الوظائــف والعمليــات التــي تســعى إىل تحقيــق أهــداف‬
‫معينــة عــن طريــق االســتخدام األمثــل للمــوارد املتاحــة‪.‬‬

‫لذلــك ميكــن أن تســعى الجامعــات إىل االهتــام بإنشــاء كيانــات لتشــجيع التطــوع وتدريــب‬
‫املتطوعــن‪ ،‬كمكاتــب التطــوع أو املراكــز التدريبيــة للمتطوعــن‪ ،‬ســواء اهتمــت بتدريــب‬
‫املتطوعــن أنفســهم أو املســئولني عــن تنظيــم حركــة التطــوع (((‪ ،‬حيــث إن إنشــاء وإقــرار‬
‫مراكــز التطــوع الطــايب يف الجامعــات وتزويدهــا بالكــوادر البرشيــة املؤهلــة إلدارة شــئون‬
‫املتطوعــن؛ يعــد خطــوة أساســية ورضوريــة نحــو اســتكامل البنيــة األساســية للتطــوع الطــايب‬
‫فرصــا للتطــوع الطــايب؛ يعطينــا وســيلة لزيــادة معــدالت التطــوع‬
‫ً‬ ‫يف الجامعــات‪ ،‬فعندمــا نوفــر‬
‫بــن الطــاب(((‪ ،‬حيــث تعمــل تلــك الكيانــات عــى تحقيــق عــدد مــن آليــات إدارة العمــل التطوعــي‪،‬‬
‫وتتمثــل تلــك اآلليــات يف اآليت(((‪:‬‬
‫(‪ )1‬ماهــر أبــو المعاطــي علــي (‪ :)2001‬الخدمــة االجتماعيــة بيــن التطــوع واالحتــراف المهنــي‪ ،‬ورقــة عمــل المؤتمــر العلمــي‬
‫الرابــع عشــر‪ :‬بعنــوان الخدمــة االجتماعيــة بيــن الجهــود التطوعيــة واالحتــراف المهنــي‪ ،‬كليــة الخدمــة االجتماعيــة‪،‬‬
‫جامعــة حلــوان‪ ،‬الفتــرة ‪ 29-28‬مــارس‪ ،‬المجلــد األول‪ ،‬ص‪.136‬‬
‫‪(2) Femida Handy, Ram A. Cnaan, (2010): Social and Cultural Origins of Motivations to Volunteer: A‬‬
‫‪Comparison of University Students in Six Countries’, International Sociology, Vol. 25 (3), p. 373.‬‬
‫‪(3) Lough, Benjamin J. (2010): The Perpetual Education Fund: Providing Higher Education Loans in the‬‬
‫‪Voluntary Sector, International Journal of Educational Development, V30, N4, p 345.‬‬

‫‪35‬‬
‫إدارة العمل التطوعي باملؤسسات الرتبوية يف ضوء بعض الخربات العاملية‬

‫‪1.1‬اعتامد تعريف واضح ملفهوم التطوع‪.‬‬

‫‪2.2‬تحديد رؤية اسرتاتيجية للعمل التطوعي‪.‬‬

‫‪3.3‬تكويـــن هيـــكل تنظيمـــي الســـتيعاب العمـــل التطوعـــي‪ ،‬وتوضيـــح العالقـــة بـــن‬


‫املوظفـــن واملتطوعـــن‪.‬‬

‫‪4.4‬تحديد املهام املطلوبة من املتطوعني‪.‬‬

‫‪5.5‬تحديد مواصفات ومهارات األشخاص للمهامت التطوعية‪.‬‬

‫‪6.6‬التعرف عىل قدرات ومهارات املتطوع‪ ،‬وربطها باالحتياجات الفعلية‪.‬‬

‫‪7.7‬تنسيق برامج ونشاطات تلبي تطلعات املتطوعني‪.‬‬

‫‪8.8‬عدم استغالل املتطوع‪.‬‬

‫‪9.9‬تأمني الجو املالئم والوسائل الالزمة إلنجاح مهمة املتطوع‪.‬‬

‫‪1010‬دعم املتطوعني واإلرشاف عليهم‪.‬‬

‫‪1111‬متابعة أعامل املتطوعني‪ ،‬وتقويم األداء‪.‬‬

‫ميكــن أن تقــوم تلــك األجهــزة بالدعــوة للتطــوع‪ ،‬أو االســتفادة مــن جهــود املتطوعــن‪،‬‬
‫وتدريبهــم عــى األعــال التــي ســوف يقومــون بهــا‪ ،‬وتوزيعهــم عــى املؤسســات املختلفــة‬
‫حســب إمكانياتهــم وقدراتهــم وحســب رغبــات املتطوعــن‪ ،‬ومتابعــة أعاملهــم وتقييمهــا‪،‬‬
‫وقــد تكــون هــذه األجهــزة مســتقلة أو جــز ًءا مــن التنظيــم الجامعــي(((‪ .‬حيــث ميكن لتلــك األجهزة‬
‫أو الوحــدات املعنيــة بالتطــوع داخــل الجامعــات تنفيــذ مــا تــم عرضــه مــن آليــات باالعتــاد‬
‫عــى الوظائــف أو العمليــات األربــع األساســية لــإدارة املعــارصة‪ ،‬طاملــا األمــر يرتبــط بتوجيــه‬
‫إنســاين نحــو هــدف محــدد‪ ،‬لــذا ســيتناول املحــور التــايل عمليــات إدارة العمــل التطوعــي يف‬
‫ون مــن‬
‫الجامعــات يف ضــوء مــا ارتكــزت عليــه كتابــات كُّتــاب اإلدارة‪ ،‬عــى أن النشــاط اإلداري يتكـ َّ‬
‫أربــع عمليــات أساســية هــي‪( :‬تخطيــط العمــل التطوعــي‪ ،‬تنظيــم العمــل التطوعــي‪ ،‬توجيــه‬
‫العمــل التطوعــي‪ ،‬رقابــة العمــل التطوعــي)‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬تخطيط العمل التطوعي يف الجامعات‪:‬‬

‫يُعد التخطيط أحد عمليات اإلدارة‪ ،‬ومن األُسس التي تقوم عليه العملية اإلدارية‪ ،‬فيعتمد‬
‫عليه بصورة رئيسية يف نجاح هذه العمليات أو فشلها؛ ألن التخطيط العلمي يحدد ما يجب‬
‫عمله يف ضوء األهداف املراد تحديدها يف ظل اإلمكانات املتاحة بأقل تكلفة ويف أقرص‬
‫وقت‪ ،‬أي أن التخطيط عملية اإلدارة‪ ،‬ووظيفة من وظائفها التي ال تستطيع أن تنفذ أي نشاط‬
‫(‪ )1‬نبيــل محمــد صــادق (‪ :)2000‬طريقــة تنظيــم المجتمــع فــي الخدمــة االجتماعيــة‪ ،‬مركــز توزيــع الكتــاب الجامعــي‪،‬‬
‫القاهــرة‪ ،‬ص‪.234‬‬

‫‪36‬‬
‫من دونه (((؛ كونه مرحلة تفكري يف املستقبل‪ ،‬تعتمد عىل وقائع ماضيه وحارضه؛ بهدف التنبؤ‬
‫باالحتياجات املستقبلية لتحقيق الرؤى والتصورات املستهدفة‪.‬‬

‫فالتخطيــط عمليــة لتحديــد املهــام الالزمــة لتحقيــق األهــداف التنظيميــة‪ ،‬وكيــف ومتــى‬
‫يتــم القيــام بهــا‪ ،‬وهــذا يعنــى أن التخطيــط عبــارة عــن عمليــة وضــع وتحديــد األهــداف‪ ،‬وتحديــد‬
‫البدائــل لألهــداف والخطــط والربامــج والسياســات واإلجــراءات‪ ،‬واختيــار البديــل األفضــل الــذي‬
‫ميكــن مــن خاللــه تحقيــق أهــداف املنظمــة يف ضــوء املــوارد املاديــة والبرشيــة املتاحــة‪،‬‬
‫وتتضمــن عمليــة التخطيــط العنــارص اآلتيــة(((‪:‬‬

‫‪1.1‬تحديد األهداف املطلوب تحقيقها‪ ،‬ورسم السياسات واإلجراءات‪.‬‬

‫‪2.2‬وضع امليزانيات التقديرية‪ ،‬وتحديد كافة اإلمكانيات واملوارد‪.‬‬

‫‪3.3‬إعــداد الربامــج الزمنيــة‪ ،‬ويتــم ذلــك يف ضــوء الظــروف القامئــة واملوضوعيــة مــن ناحيــة‪،‬‬
‫وىف ضــوء األســس واملبــادئ العمليــة مــن ناحيــة أخــرى‪.‬‬

‫يعــد التخطيــط االســراتيجي أحــد أنــواع التخطيــط التــي تهــدف إىل التعــرف عــى نقــاط‬
‫القــوة ونقــاط الضعــف‪ ،‬وفهــم البيئــة الخارجيــة‪ ،‬ومحاولــة التعــرف عــى الفــرص واملخاطــر‬
‫التــي تنطــوي عليهــا؛ بحيــث ميكــن توقــع واســترشاف املســتقبل‪ ،‬إذ يســهم التخطيــط‬
‫االســراتيجي يف تحديــد األطــر التــي توجــه املؤسســات التعليميــة نحــو مســتقبلها التــي ترغب‬
‫يف تحقيقــه‪ ،‬والوقــوف عــى امليــزة التنافســية لهــا‪ ،‬ويســمح ملختلــف مكونــات املؤسســة‬
‫الجامعيــة بالعمــل يف تناغــم لتحقيــق هــدف مشــرك‪ ،‬واالتفــاق عــى رؤيــة مشــركة لــكل مــن‬
‫يســهم يف أنشــطتها‪ ،‬وتشــجيعهم عــى التعامــل بأفــكار مبتكــرة مــع التوجهات االســراتيجية‬
‫للمؤسســة الجامعيــة‪ ،‬وإحــداث التوافــق بــن املؤسســة الجامعيــة والبيئــة املحيطــة بهــا‪،‬‬
‫والســاح لهــا بتحديــد أولوياتهــا(((‪ ،‬وعليــه أصبــح التخطيــط االســراتيجي ســمة مــن ســات‬
‫اإلدارة املعــارصة واملتطــورة التــي تســعى للتطــور والنــاء يف ضــوء عــدد مــن معايــر األداء‬
‫التــي يتــم تحديدهــا عــى أســاس األهــداف املوضوعــة واملحــددة مســبقًا ملــدى زمنــي بعيــد‬
‫أو طويــل األجــل‪.‬‬

‫وتجســيدًا ألهميــة التعليــم الجامعــي وتحســن جودتــه؛ فقــد ســعت معظــم الــدول‬
‫إىل تطويــر مؤسســات التعليــم الجامعــي مــن خــال تبنــي بعــض املداخــل الحديثــة‪ ،‬يــأيت‬

‫(‪ )1‬أحمــد إبراهيــم أحمــد (‪ :)2006‬إدارة الفصــل الفعــال‪ -‬قــراءات مــن اإلنترنــت‪ ،‬دار الوفــاء لدنيــا للطباعــة والنشــر‪،‬‬
‫اإلســكندرية‪ ،‬ص‪.129‬‬
‫(‪ )2‬يوسف عبد المعطي مصطفى (‪ :)2007‬اإلدارة التربوية مداخل جديدة لعالم جديد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.8‬‬
‫‪(3) Luxton, A. & et al (2005): Strategic Planning in Higher Education, Education Department of the General‬‬
‫‪Conference of Seventh – Day Adventists, General Conference Department of Education, p10.‬‬

‫‪37‬‬
‫إدارة العمل التطوعي باملؤسسات الرتبوية يف ضوء بعض الخربات العاملية‬

‫يف مقدمتهــا التخطيــط االســراتيجي‪ ،‬والــذي يعــد مبثابــة مدخــل نُظمــي يســترشف آفــاق‬
‫ومســتقبليات تربويــة ممكنــة ومحتملــة‪ ،‬ويعمــل عــى مواجهتهــا بتشــخيص اإلمكانــات املتاحة‬
‫واملتوقعــة لــدى الجامعــة‪ ،‬واســترشاف الفــرص واإلمكانــات الجديــدة واملتاحــة ملســتقبل‬
‫الجامعــة‪ ،‬وتصميــم االســراتيجيات البديلــة‪ ،‬واتخــاذ القــرارات الرشــيدة بشــأن تنفيذهــا ومتابعــة‬
‫لــذا حاولــت بعــض الجامعــات إنشــاء وحــدات للتخطيــط االســراتيجي يف‬ ‫التنفيــذ(((‪،‬‬ ‫هــذا‬
‫املؤسســات الجامعيــة التابعــة لهــا‪ ،‬بغــرض نــر ثقافــة التخطيــط االســراتيجي بهــا‪ ،‬وتدعيــم‬
‫البعــد االســراتيجي‪ ،‬والتفكــر االســراتيجي يف تنفيــذ مجريــات العمــل داخلهــا(((‪ ،‬كونــه ميثــل‬
‫الوســيلة املنهجيــة لتقليــل درجــة عــدم التأكــد‪ ،‬واملخاطــر املرتبطــة باملتغــرات الخارجــة عــن‬
‫ســيطرة إدارة الجامعــة(((‪.‬‬

‫وتتمثــل أهــداف التخطيط االســراتيجي يف‪ :‬تحســن نوعيــة التعليم والتعلــم يف الجامعة‪،‬‬
‫وإحــداث التغيــر‪ ،‬وتدعيــم اإلصــاح الرتبــوي‪ ،‬مــن خــال اإلدارة الناجحــة‪ ،‬والنشــاطات‪ ،‬والعمليات‪،‬‬
‫قــا مــن رؤيــة واضحــة‬
‫التــي يقــوم بهــا مديــر املؤسســة بالتعــاون مــع فريــق التطويــر‪ ،‬منطل ً‬
‫ورســالة محــددة املعــامل‪ ،‬وخطــة طموحــة تحقــق األهــداف االســراتيجية‪ ،‬ومحاولــة االســتفادة‬
‫مــن نقــاط القــوة‪ ،‬وتجــاوز إخفاقــات املــايض‪ ،‬والتغلــب عليهــا؛ لتنســجم الخطــة مــع التوجهــات‬
‫الجديــدة للمتطلبــات الرتبويــة(((‪ ،‬فالتخطيــط االســراتيجي يُســهم يف اتخــاذ القــرارات املتعلقة‬
‫بالعمليــة اإلداريــة يف املؤسســة الجامعيــة‪ ،‬وســيطرة اإلدارة عــى املــوارد املتاحــة‪ ،‬وضبــط‬
‫عمليــة تخصيصهــا‪ ،‬وتعظيــم العائــد مــن اســتخدامها‪ ،‬والتأثــر بشــكل فعــال يف املنتــج‪،‬‬
‫وتعظيــم دور اإلدارة يف التعامــل مــع النواحــي التقنيــة‪ ،‬وتحقيــق التنســيق بــن مختلــف أوجــه‬
‫النشــاط‪ ،‬وااللتــزام باألهــداف املحــددة‪ ،‬وتحقيــق التفاعــل‪ ،‬والحــوار الب َّنــاء بــن املســتويات‬
‫اإلداريــة الثالثــة يف التنظيــم‪( :‬العليــا‪ ،‬الوســطى‪ ،‬الدنيــا)‪ ،‬وســبل اســتمراره‪ ،‬ونجاحــه وتطــوره‪،‬‬
‫والتقليــل مــن اآلثــار الســلبية للظــروف املحيطــة باملؤسســة الجامعيــة‪ ،‬والتــي تعمــل عــى‬
‫زيــادة الكفــاءة والفاعليــة‪ ،‬وبالتــايل القــدرة عــى التكيــف مــع املتغــرات املختلفــة(((‪.‬‬

‫(‪ )1‬حسن مختار (‪ :)2007‬إدارة الجودة الشاملة في التعليم الجامعي‪ ،‬مكتبة بيروت‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص‪.262‬‬
‫(‪ )2‬بيومــي ضحــاوي‪ ،‬رضــا الدليجــي (‪ :)2011‬التخطيــط االســتراتيجي فــي التعليــم‪ -‬رؤيــة مســتقبلية ونمــاذج تطبيقيــة‪ ،‬دار‬
‫الفكــر العربــي‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬ص‪.10‬‬
‫‪(3) Johnson, J. (2004): Strategic Planning in the Millard Public Schools (1989 – 2003), PhD Dissertation,‬‬
‫‪University of Nebraska, p 16.‬‬
‫‪(4) Williams, T. (2009): Strategic Planning Leadership in Illinois Community Colleges; Who is Leading the‬‬
‫‪Process, PhD Dissertation, University of Illinois, p 34.‬‬
‫‪(5) Burgess, E. (2008): Stakeholders Perception of Strategic Planning in Higher Education; A Comparative‬‬
‫‪Case Study of Two Institutions, PHD Dissertation, Graduate Faculty of the University of North Dakota, p 36.‬‬

‫‪38‬‬
‫وتقديــ ًرا لإلســهامات الضخمــة التــي يقدمهــا املتطوعــون حال ًيــا أو مســتقبالً؛ البــد مــن‬
‫االهتــام ببعــض القضايــا التــي تؤثــر عــى التطــوع‪ ،‬والتــي تحتــاج إىل التنبــؤ املبكــر‪ ،‬والتعــرف‬
‫عــى أي مشــكالت أو فــرص محتملــة(((‪ ،‬ولــن يتحقــق ذلــك إال مــن خــال التخطيــط االســراتيجي‬
‫للعمــل التطوعــي‪ ،‬كونــه يســهم يف تحقيــق درجــة عاليــة مــن التكامــل بــن مختلــف األنشــطة‬
‫والفعاليــات اإلداريــة عــى مســتوى املؤسســة الجامعيــة ككل‪ ،‬فضـاً عــن دراســة العالقــة بــن‬
‫املؤسســة الجامعيــة والبيئــة التــي تعمــل فيهــا‪ ،‬بهــدف الرقابــة عــى الفــرص والتهديــدات‬
‫التــي تــرز يف بيئــة املؤسســة الجامعيــة(((‪.‬‬

‫كــا تحــدد الخطــط االســراتيجية يف العمــل التطوعــي خطــوات التعامــل‪ ،‬ومــؤرشات‬


‫األداء‪ ،‬واملشــاركني‪ ،‬واملــدى الزمنــي للتنفيــذ‪ ،‬واملســئوليات العامــة‪ ،‬عــى أن تؤخــذ رؤى‬
‫كل األطــراف املعنيــة بالعمليــة التطوعيــة ومهاراتهــم واحتياجاتهــم يف االعتبــار‪ ،‬مــن خــال‬
‫هيــاكل التواصــل الفعــال ونظــم املعلومــات‪ ،‬حيــث يعطــي التخطيــط االســراتيجي للعمــل‬
‫التطوعــي فرصــة فيــا يــي(((‪:‬‬

‫‪1.1‬التفكري االبتكاري املشرتك‪.‬‬

‫‪2.2‬إبداء كل األطراف املعنية آرائهم‪ ،‬وتبادل األفكار‪.‬‬

‫‪3.3‬تكوين تصور شامل عىل املوارد املتاحة واملعوقات‪.‬‬

‫‪4.4‬تحديــد األهــداف ذات األولويــة يف ضــوء كلٍ مــن رؤيــة ورســالة املؤسســة‪ ،‬ومتطلبــات‬
‫الربنامــج التطوعــي املخطــط‪.‬‬

‫لــذا يؤكــد البعــض عــى أن مــن وظائــف الجامعــة لتدعيــم العمــل التطوعــي؛ التخطيــط‬
‫االســراتيجي لــه باســتخدام األســاليب العلميــة املالمئــة‪ ،‬مبــا يقتضيــه ذلــك مــن توفــر كــوادر‬
‫بحثيــة متخصصــة ذات كفــاءة عاليــة‪ ،‬ميكنهــا القيــام بوضع الخطــط والربامــج البحثيــة املطلوبة‪،‬‬
‫واإلســهام يف تنفيذهــا عــر مختلــف األنشــطة والربامــج واملرشوعــات الرتبويــة والتعليميــة(((‪،‬‬
‫بحيــث يشــمل ذلــك دراســة احتياجــات العمــل التطوعــي يف املجتمــع املحــي‪ ،‬والتنســيق‬
‫مــع مؤسســات املجتمــع الراغبــة يف اســتقبال الطــاب‪ ،‬ويف تطويــر الربامــج املناســبة‪،‬‬
‫والتنســيق مــع الوحــدات واألقســام األكادمييــة لتشــجيع برامــج العمــل التطوعــي‪ ،‬وأن يتضمــن‬

‫‪(1) Peters, Nils (2010): Inter-organizational Design of Voluntary Sustainability Initiatives, Increasing the‬‬
‫‪Legitimacy of Sustainability Strategies for Supply Chains, USA, p122.‬‬
‫‪(2) Siegerdet, C. (2006): Faculty Members Experiences with a University Strategic Planning, PhD issertation,‬‬
‫‪Illinois State University, p6.‬‬
‫(‪ )3‬جــوي نوبــل وآخــرون (‪ :)2010‬الدليــل األساســي إلدارة برامــج العمــل التطوعــي‪ ،‬ترجمــة مركــز بنــاء الطاقــات‪ ،‬مكتبــة‬
‫فهــد الوطنيــة‪ ،‬جــدة‪ ،‬ص‪.134‬‬
‫(‪ )4‬إبراهيــم البيومــي غانــم (‪ :)2003‬ثقافــة العمــل التطوعــي فــي المجتمــع العربــي المعاصــر– المكونــات واالشــكاليات‬
‫وضروريــات التفعيــل‪ ،‬مجلــة النهضــة‪ ،‬العــدد (‪ ،)28‬القاهــرة‪ ،‬ص‪.81‬‬

‫‪39‬‬
‫إدارة العمل التطوعي باملؤسسات الرتبوية يف ضوء بعض الخربات العاملية‬

‫الربنامــج األكادميــي للطالــب الجامعــي ســاعات محــددة تحســب عــى أنهــا أعــال تطوعيــة‬
‫للمجتمــع‪ ،‬وتدخــل ضمــن الســاعات املعتمــدة للربنامــج األكادميــي‪ ،‬واملحصلــة النهائيــة لتلــك‬
‫الجهودتتمثــل يف زيــادة التفاعــل والتعــاون بــن الجامعــة واملجتمــع املحــي‪ ،‬وربــط الربامــج‬
‫األكادمييــة الجامعيــة باحتياجــات املجتمــع‪ ،‬وزيــادة خــرة الطالــب العمليــة‪ ،‬وتنميــة مهاراتــه‬
‫االجتامعيــة والعلميــة والتطبيقيــة(((‪ ،‬لذلــك ميكــن تحديــد أهميــة التخطيــط االســراتيجي يف‬
‫برامــج العمــل التطوعيــة فيــا يــي(((‪:‬‬

‫‪1.1‬يساعد التخطيط عىل رسعة إنجاز العمل التطوعي بالشكل املطلوب‪.‬‬


‫‪2.2‬يؤدي التخطيط إىل املعرفة واملتابعة الصادقة ملا سيتم تنفيذه من جهود تطوعية‪.‬‬
‫‪3.3‬يحافظ عىل الوقت والجهد واملال من الضياع‪ ،‬كام يقيض عىل الفوىض‪.‬‬
‫‪4.4‬يساعد عىل اختيار طرق العمل املناسبة واملالمئة لكل متطوع حسب قدراته وإمكاناته‪.‬‬
‫‪5.5‬يساعد عىل ترتيب األولويات لدى القامئني عىل الربامج التطوعية‪.‬‬
‫‪6.6‬يساعد يف تحديد مواعيد زمنية بضبط بدء األنشطة التطوعية وإنهائها‪.‬‬
‫‪7.7‬يساعد عىل استمرارية الجهود والربامج التطوعية‪.‬‬
‫‪8.8‬يساعد يف تحديد مهام املتطوعني يف الربامج واملهام‪ ،‬وطريقة أدائهم‪.‬‬
‫‪9.9‬يزيد من فاعلية وإنتاجية املتطوعني‪.‬‬
‫‪1010‬يساعد عىل جعل الربامج أكرث شمولية وتكامالً‪.‬‬
‫‪1111‬يضــع التخطيــط جميــع املتطوعــن أمــام مســؤوليات ومهــام محــددة لــكل فــرد مــن أفــراد‬
‫العمــل التطوعــي‪.‬‬
‫وتتضمن مراحل عملية التخطيط االسرتاتيجي بصفة عامة ست مراحل رئيسية ‪:‬‬
‫(((‬

‫ •املرحلة األوىل‪ :‬تحديد الرؤية ‪ Vision‬والرسالة ‪.Mission‬‬

‫ •املرحلة الثانية‪ :‬تحديد القيم ‪ Values‬والغايات ‪.Target‬‬

‫ •املرحلة الثالثة‪ :‬املسح والتحليل البيئي ‪.Environment Survey & Analysis‬‬

‫ •املرحلة الرابعة‪ :‬تصميم السياسات ‪ Policies Design‬وبناء االسرتاتيجيات ‪.Strategies Design‬‬

‫ •املرحلة الخامسة‪ :‬تنفيذ االسرتاتيجية‪.‬‬

‫ •املرحلة السادسة‪ :‬املتابعة والتقويم‪.‬‬

‫‪(1) Creswell, J.W. (2008): Educational research- Planning, conducting, and evaluating quantitative and‬‬
‫‪qualitative research. Upper Saddle River, New Jersey: Pearson Education, Inc. p. 255.‬‬
‫‪(2) Fennell, D.A. (2008) Ecotourism and the myth of indigenous stewardship, Journal of Sustainable‬‬
‫‪Tourism, USA, Vol, 16 No (2), p 12.‬‬
‫(‪ )3‬همــام بــدراوي زيــدان (‪ :)1995‬التخطيــط االســتراتيجي فــي مجــال التربيــة‪ ،‬مجلــة التربيــة‪ ،‬رابطــة التربيــة الحديثــة‪،‬‬
‫القاهــرة‪ ،‬ص‪.34‬‬

‫‪40‬‬
‫فعنــد التخطيــط بصبغــة اســراتيجية ألي جهــود تطوعيــة يف الجامعــة؛ البــد مــن املــرور‬
‫بتلــك املراحــل‪ ،‬بحيــث تكتســب تلــك الخطــط الصبغــة املنهجيــة؛ مبــا ينــأى بهــا عــن أي مخاطــر‬
‫متعلقــة بالخلــل أو القصــور‪ ،‬أو هــدر يف الطاقــات واملــوارد املاديــة والبرشيــة املتاحــة‪،‬‬
‫وفيــا يــي عــرض موجــز لتلــك املراحــل الســت عنــد التخطيــط لربنامــج تطوعــي‪ ،‬ومــا تتضمنــه‬
‫كل منهــا مــن عنــارص أو عمليــات‪ ،‬وذلــك عــى النحــو اآليت‪:‬‬

‫ •املرحلة األوىل‪ :‬تحديد رؤية ورسالة للعمل التطوعي يف الجامعة‪:‬‬

‫مع ـدَّة مــن قبــل الجامعــة املرحلــة األوىل‬


‫ميثــل تحديــد رؤيــة ورســالة أي برامــج تطوعيــة ُ‬
‫يف الخطــة االســراتيجية إلدارة العمــل التطوعــي بهــا‪ ،‬حيــث تُعــد رؤيــة العمــل التطوعــي‬
‫ســب ًبا لوجــوده والحالــة املتوقعــة املرغــوب الوصــول إليهــا‪ ،‬وأمــا الرســالة فتتمثــل يف‬
‫أهــم الوســائل املســتخدمة لتحقيــق رؤيــة الربنامــج التطوعــي‪ ،‬والتــي ت ُشــتق مــن التعــرف‬
‫عــى العوامــل الداخليــة والخارجيــة ذات التأثــر‪ ،‬وربطــه باحتياجــات املجتمــع ومجــاالت العمــل‬
‫املمكنــة‪ ،‬لــذا البــد أن تشــتمل الرســالة عــى مــا يــي(((‪:‬‬

‫‪1.1‬أن تكون واضحة ومفهومة لدى كافة األطراف املعنية بالجهود التطوعية‪.‬‬

‫‪ 2.2‬أن تكون موجزة ومخترصة بالقدر الذي ميكن به استيعابها وتذكرها عند القيام بأي عمل تطوعي‪.‬‬

‫‪3.3‬أن تبني وبصورة واضحة الدافع أو االلتزام االسرتاتيجي الرئييس األكرث أهمية وأولوية‬
‫يف الجهود املبذولة‪.‬‬

‫‪4.4‬أن تكون الغايات واألهداف املوضوعة قابلة للتحقيق والقياس‪.‬‬

‫‪5.5‬أن تكــون صياغتهــا يف كلــات قويــة ومحفــزة تســاعد عــى الحشــد الفعــال وتكثيــف‬
‫الطاقــات التطوعيــة‪.‬‬

‫ •املرحل ــة الثاني ــة‪ :‬تحدي ــد القي ــم والغاي ــات واأله ــداف االس ــراتيجية للعم ــل التطوع ــي‬
‫يف الجامع ــة‪:‬‬

‫بعــد تحديــد الرؤيــة والرســالة ألي برنامــج تطوعــي؛ البــد مــن تحليــل الرســالة وترجمتهــا‬
‫إىل عــدة أهــداف اســراتيجية طويلــة املــدى‪ ،‬وتتحــدد أهميــة األهــداف االســراتيجية يف‬
‫أنهــا ت ُعــد مرشـدًا التخــاذ القــرارات مبــا يتناســب مــع كلٍ مــن القيــم املوجهــة للعمــل التطوعــي‬
‫واألنشــطة التــي متــارس مــن خاللــه‪ .‬فتخطيــط وتطويــر األهــداف والغايــات التنظيميــة إلدارة‬
‫العمــل التطوعــي؛ يوفــر أساســا قويًــا لهيكلــة برامــج املتطوعــن‪ ،‬كــا ميــد إدارة التطــوع‬

‫(‪ )1‬عبــد الشــافي محمــد أبــو الفضــل (‪ :)2007‬العمــل التطوعــي مــن منظــور اســتراتيجي‪ -‬الرؤيــة والرســالة والتحليــل‬
‫البيئــي‪ ،‬مرجــع ســابق‪ ،‬ص‪.27،26‬‬

‫‪41‬‬
‫إدارة العمل التطوعي باملؤسسات الرتبوية يف ضوء بعض الخربات العاملية‬

‫بــاألدوات العمليــة ذات الفاعليــة لتوجيــه املتطوعــن نحــو املهــام املحــددة لهــم‪ ،‬ويســاعد‬
‫اإلدارة يف تحديــد الســلطات واملســئوليات للمتطوعــن‪ ،‬وتحديــد أدوراهــم يف الهيــكل‬
‫التنظيمــي للربنامــج التطوعــي‪ ،‬وذلــك مــن خــال اإلجابــة عــى التســاؤالت اآلتيــة(((‪:‬‬

‫‪1.1‬ما هي مسؤوليات املتطوع؟ (الوصف الوظيفي)‪.‬‬

‫‪2.2‬ما نوع التطوع املطلوب قصري األجل وطويل األجل‪( ،‬للتدريب‪ ،‬للعمل)‪.‬‬

‫‪3.3‬متى نحتاج إىل املتطوع؟ (التزام عىل املدى الطويل‪ ،‬االلتزام مرة واحدة‪ ،‬يوم ًيا أو يف‬
‫املناسبات الخاصة)‪.‬‬

‫‪4.4‬من األنسب للقيام بهذه املهمة؟ (السن‪ ،‬واملهارات الالزمة‪ ،‬والشخصية)‪.‬‬

‫ •املرحلة الثالثة‪ :‬املسح والتحليل البيئي للعمل التطوعي يف الجامعة‪:‬‬

‫وهــي املرحلــة األكــر حيويــة يف عمليــة التخطيــط االســراتيجي للعمــل التطوعــي‪ ،‬حيــث‬
‫تتضمــن توفــر معلومــات كافيــة وصحيحــة عــن كل عنــر مــن عنــارص املنظومــة اإلداريــة للعمــل‬
‫التطوعــي (داخليًــا وخارجيًــا)‪ ،‬ويرتتــب عليهــا وضــع الخطــة وصياغتهــا عــى نحــو محكــم‪ ،‬ومــن‬
‫املهــم هنــا تحديــد طبيعــة املعلومــات املطلوبــة‪ ،‬ومعرفــة مصادرهــا‪ ،‬ومعرفــة أســاليب‬
‫جمعهــا‪ ،‬حتــى يتــم تحليلهــا‪ ،‬وتحديــد العالقــات بينهــا‪ ،‬وجدولتهــا‪ ،‬وتفســرها بدقــة؛ ألن ذلــك‬
‫يســاعد املخطِّــط يف معرفــة املتغــرات البيئيــة املحيطــة‪ ،‬وتحليــل املوقــف الراهــن مــن‬
‫كل جوانبــه دراســة متأنيــة‪ ،‬وتحليــل جميــع العوامــل ذات الصلــة‪ ،‬ســواء كانــت عوامــل داخليــة‬
‫أو خارجيــة‪ ،‬ومــن املؤكــد أن أي خلــل يف دراســة تلــك العنــارص ســيؤثر ســل ًبا يف الربنامــج‬
‫التطوعــي املخطــط لــه(((‪ ،‬لــذا يجــب التعــرف بدقــة عــى العنــارص اآلتيــة(((‪:‬‬

‫‪1.1‬تحديد ووضع االفرتاضات املستقبلية ألوضاع الربنامج التطوعي‪.‬‬

‫‪2.2‬الوقوف عىل اإلمكانات والقدرات واملوارد املتاحة الحالية واملستقبلية‪.‬‬

‫‪3.3‬الوقوف عىل نقاط القوة والضعف يف البيئة الداخلية‪.‬‬

‫‪4.4‬الوقوف عىل الفرص املتاحة والتهديدات املحتملة من البيئة الخارجية‪.‬‬

‫‪5.5‬الوقوف عىل توجهات وقيم وغايات وأهداف أصحاب املصالح الحاليني واملستقبليني‪.‬‬

‫‪(1) Sunney Shin Brian H. Kleiner (2003): How to manage unpaid volunteers in organisations, Vol. 26 Iss 2/‬‬
‫‪3/ 4 p. 63.‬‬
‫‪(2) Joanna Pappas (2012): Managing Volunteerisms, The Volunteer Management Handbook: Leadership‬‬
‫‪Strategies for Success, John Wiley & Sons, Inc, USA, p58.‬‬
‫(‪ )3‬عبــد الشــافي محمــد أبــو الفضــل (‪ :)2007‬العمــل التطوعــي مــن منظــور اســتراتيجي‪ -‬الرؤيــة والرســالة والتحليــل‬
‫البيئــي‪ ،‬مرجــع ســابق‪ ،‬ص‪.31‬‬

‫‪42‬‬
‫حيــث يتــم إجــراء تلــك الدراســة باســتخدام أحــد مداخــل الدراســات املســتقبلية‪ ،‬ولعــل‬
‫أنســبها أســلوب التحليــل البيئــي لتحديــد خصائــص البيئــة الداخليــة للوحــدات املنفــذة للربامــج‬
‫التطوعيــة يف الجامعــة مبــا تتضمنــه مــن قــدرات وإمكانــات داخليــة لهــا‪ ،‬ولتحديــد عنــارص‬
‫القــوة والضعــف‪ ،‬بغــرض االســتفادة مــن جوانــب القــوة واحتــواء جوانــب الضعــف بشــكل يحــد‬
‫مــن تأثريهــا الســلبي عــى الربامــج التطوعيــة املنفــذة يف الجامعــة‪ ،‬وضــان توافــر االتســاق‬
‫الداخــي مبــا يتضمنــه مــن وظائــف ووحــدات تنظيميــة‪ ،‬وبــن متغــرات البيئــة الخارجيــة‪ ،‬بهــدف‬
‫تحقيــق أعــى نجــاح متوقــع يف األداء‪.‬‬

‫ •املرحلة الرابعة‪ :‬تصميم وصياغة السياسات واالسرتاتيجيات للعمل التطوعي يف الجامعة‪:‬‬

‫وهــي مرحلــة انتقــاء ومفاضلــة بــن عــدد مــن بدائــل االســراتيجيات املمكــن تطبيقهــا‪،‬‬
‫را عنــد‬
‫بحيــث يكــون االختيــار أمــام اإلدارة القامئــة عــى الربامــج التطوعيــة يف الجامعــة مي ـ ً‬
‫التعــرض لبدائــل مدروســة وممنهجــة‪ ،‬حتــى يجــد متخــذ القــرار عــددًا مــن البدائــل امليدانيــة‬
‫القابلــة للتطبيــق‪ ،‬وعليــه يتخــر منهــا مــا هــو أنســب للموقــف الحــايل‪.‬‬

‫تقــوم اإلدارة الجامعيــة التطوعيــة برتســيخ التزامهــا تجــاه العمــل التطــوع مــن خــال خطــط‬
‫يتــم وضعهــا‪ ،‬وتلــك الخطــط البــد وأن تكــون خططًــا إجرائيــة ميكــن تنفيذهــا‪ ،‬ويكــون ذلــك بوضــع‬
‫دليــل للسياســات واملامرســات يأخــذ مصالــح األطــراف املعنيــة يف االعتبــار مــن مســتفيدين‬
‫ومتطوعــن وعاملــن‪ ،‬ومصالــح املجتمــع ككل؛ وهــذا بــدوره يحــدد اإلطــار الــذي تســتطيع‬
‫الجامعــة وأفرادهــا اتخــاذ القــرارات‪ ،‬والقيــام باألعــال التطوعيــة بطريقــة تفيــد الجميــع(((‪.‬‬

‫ •املرحلة الخامسة‪ :‬تنفيذ اسرتاتيجية العمل التطوعي يف الجامعة‪:‬‬

‫يقصــد بهــذه الخطــوة وضــع الخطــة االســراتيجية موضــع التنفيــذ مــن خــال وضــع الربامــج‬
‫وامليزانيــات واإلجــراءات الالزمــة(((‪ ،‬فهــي مرحلــة مفصليــة؛ كونهــا تؤثــر يف جميــع مــا ســبق‬
‫مــا كافيًــا مــن قبــل القامئــن عليهــا باملهــام‪ ،‬كونهــا مرحلــة‬
‫مــن مراحــل‪ ،‬لــذا تتطلــب إملا ً‬
‫تنفيذيــة تتحــول فيهــا الغايــات واألهــداف االســراتيجية إىل برامــج وأنشــطة فعليــة يف صــورة‬
‫مهــام‪ ،‬وتــوزع تلــك املهــام عــى املتطوعــن‪ ،‬مــع رضورة التنســيق فيــا بينهــم‪ ،‬ووضــع‬
‫مخطــط هيــكيل لكافــة الربامــج واألنشــطة املنفــذة‪ ،‬وربطهــا بجــداول زمنيــة بحســب مســتويات‬
‫األداء املرتبطــة بــكل منهــا‪ ،‬مــع إعــداد املوازنــات املطلوبــة بحســب كل نشــاط تطوعــي منفــذ‪،‬‬
‫مــع وضــع املعايــر واملامرســات وفــق مقيــاس متــدرج؛ للتعــرف عــى معــدل اإلنجــاز يف ضــوء‬
‫مــا هــو مخطــط ومســتهدف مــن قبــل إدارة العمــل التطوعــي يف الجامعــة‪.‬‬

‫‪(1) Simpson, Robin (2011): Informal Learning and the Voluntary Arts, Adults Learning, V 22, N 10, p16.‬‬
‫(‪ )2‬عايدة خطاب (‪ :)2011‬اإلدارة االستراتيجية المتقدمة‪ ،‬دار ماس للطباعة والنشر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص‪.291‬‬

‫‪43‬‬
‫إدارة العمل التطوعي باملؤسسات الرتبوية يف ضوء بعض الخربات العاملية‬

‫ •املرحلة السادسة‪ :‬املتابعة والتقويم للعمل التطوعي يف الجامعة‪:‬‬

‫تبرز أهميـة املتابعـة والرقابـة على األداء يف األعمال التطوعيـة كونهـا تعمـل على‬
‫تصحيـح االنحرافـات وتجنـب حدوثهـا مسـتقبالً(((‪ ،‬حيـث تكمـن أهميـة تلـك املرحلـة يف أن متابعة‬
‫األنشـطة التطوعيـة وبرامجهـا أثنـاء عمليـة التنفيـذ يتضـح مـن خاللـه ظهـور بعـض نقـاط الخلل‪،‬‬
‫أو ظهـور مشـكالت تؤثـر سـلبًا على مجريـات التطبيـق؛ مام يتطلـب اتخاذ إجـراءات وانتقـاء بدائل‬
‫محـددة مسـبقًا لالسـتمرار يف تطبيـق االستراتيجية املحـددة‪ ،‬كما قـد يرتتـب على املتابعـة‬
‫والتقويـم إعـادة صياغـة األهداف‪ ،‬وابتكار سياسـات جديدة تتناسـب مع املتغيرات الحادثة؛ مام‬
‫يرتتـب عليـه إجـراء تعديلات يف بعـض العمليـات اإلداريـة للعمـل التطوعـي يف الجامعـة‪ ،‬لـذا‬
‫البـد مـن اسـتخدام طـرق منهجيـة يف عمليـة املتابعـة والتقويـم‪ ،‬وتحديـد عـدد مـن املعايير‬
‫واملـؤرشات الدالـة على مطابقـة األداء الفعلي ملـا هـو مسـتهدف ومخطـط لـه‪.‬‬

‫ويتضــح مــا ســبق أن إدارة العمــل التطوعــي يف الجامعــة تتطلــب تخطيطًــا اســراتيج ًيا‬
‫جــا‬
‫يتصــف باملنهجيــة العلميــة والعمليــة‪ ،‬والــذي مــن املمكــن أن يصبــح فيــا بعــد منوذ ً‬
‫يحتــذى بــه لــدى العديــد مــن الهيئــات واملنظــات التطوعيــة املجتمعيــة يف إدارة برامجهــا‬
‫وأنشــطتها التطوعيــة‪ ،‬لذلــك فمــن املهــم االسرتشــاد بعــدد مــن املــؤرشات التخطيطيــة ألي‬
‫برامــج أو أنشــطة تطوعيــة يف الجامعــة‪ ،‬وميكــن تحديدهــا عــى النحــو اآليت(((‪:‬‬

‫‪1.1‬االعتــاد عــى التخطيــط االســراتيجي كأســاس مهــم للقيــام باألنشــطة التطوعيــة‪،‬‬


‫بحيــث يتــم تحديــد األهــداف بشــكل واضــح‪ ،‬والربامــج الالزمــة لتنفيذهــا عــى ضــوء املــوارد‬
‫الحاليــة واملتوقعــة‪.‬‬

‫‪2.2‬التنســيق بــن الجامعــات والجهــات املعنيــة بالعمــل التطوعــي لتنظيــم دورات تدريبيــة‬
‫عــى األنشــطة التطوعيــة‪.‬‬

‫‪3.3‬اســتصدار نظــام للعمــل يحــدد نطــاق التطــوع‪ ،‬وأهدافــه‪ ،‬وأنشــطته‪ ،‬وقواعــد مامرســته‬
‫وتنظيــم العالقــات‪.‬‬

‫‪4.4‬توظيــف التكنولوجيــا الحديثــة لتنســيق العمــل التطوعــي بــن اإلدارة والطــاب لتقديــم‬
‫الخدمــات االجتامعيــة‪ ،‬وإعطــاء بيانــات دقيقــة عــن حجــم واتجاهــات وحاجــات العمــل‬
‫التطوعــي األهــم للمجتمــع‪.‬‬

‫‪(1) Ajay K. Jain, (2015): Volunteerism and organizational culture: Relationship to organizational commitment‬‬
‫‪and citizenship behaviors in India, Cross Cultural Management: An International Journal, Vol. 22 Iss 1, p116.‬‬
‫(‪ )2‬ياســر عبــد الفتــاح القصــاص (‪ :)2011‬مهــام تخطيطيــة لمواجهــة معوقــات مشــاركة الشــباب الجامعــي الســعودي فــي‬
‫العمــل التطوعــي‪ :‬دراســة مطبقــة علــى طــاب جامعــة اإلمــام محمــد بــن ســعود بمدينــة الريــاض‪ ،‬مجلــة دراســات‬
‫الخدمــة االجتماعيــة والعلــوم اإلنســانية‪ ،‬كليــة الخدمــة االجتماعيــة‪ ،‬جامعــة حلــوان‪ ،‬ع (‪.3413 –3363 /7 ،)30‬‬

‫‪44‬‬
‫‪5.5‬أن تضــم الربامــج الدراســية الجامعيــة بعــض املقــررات التــي تركــز عــى مفاهيــم العمــل‬
‫التطوعــي وأهميتــه‪.‬‬

‫‪6.6‬تدعيــم جهــود الباحثــن إلجــراء املزيــد مــن الدراســات والبحــوث العمليــة حــول العمــل‬
‫التطوعــي؛ مــا يســهم يف تحســن واقــع العمــل التطوعــي‪.‬‬

‫‪7.7‬تنظيــم لقــاءات نوعيــة للعمــل التطوعــي‪ ،‬تشــارك فيهــا الجهــات املعنيــة لتبــادل الخــرات‬
‫والتجــارب ومقرتحــات التطويــر‪.‬‬

‫‪8.8‬تنميــة قــدرات العاملــن يف األنشــطة التطوعيــة‪ ،‬وزيــادة مهاراتهــم وخرباتهــم مــن‬


‫خــال الربامــج التدريبيــة واللقــاءات العلميــة املشــركة مــع الجهــات ذات العالقــة‪.‬‬

‫‪9.9‬توفــر قاعــدة بيانــات لــدى الجهــات املعنيــة بــاإلرشاف عــى األنشــطة التطوعيــة‪:‬‬
‫(جمعيــات‪ ،‬منظــات)‪ ،‬وإنشــاء قواعــد نوعيــة لــكل نشــاط مــن هــذه األنشــطة‪.‬‬

‫‪1010‬العمــل باألســاليب اإلداريــة والتقنيــة الحديثــة يف تيســر أنشــطة الربامــج التطوعيــة‪،‬‬


‫وتوفــر الكــوادر البرشيــة ذات الخــرة يف أداء أنشــطتها‪.‬‬

‫كذلــك البــد وأن ترتبــط الخطــط االســراتيجية يف الجامعــة مــع مجموعــة الربامــج أو‬
‫املرشوعــات التطوعيــة امللحــة وذات االرتبــاط الوثيــق باملجتمعــات املســتهدفة‪ ،‬عــى أن‬
‫يكــون ذلــك يف ضــوء تحليــل جيــد للمشــكالت أو االحتياجــات املجتمعيــة‪ ،‬وال بــد عنــد التخطيــط‬
‫لربنامــج تطوعــي أن يتــم هــذا التحليــل وفــق مــا يــي(((‪:‬‬

‫‪1.1‬التأكــد مــن وجــود مشــكلة أو احتيــاج لهــذا الربنامــج التطوعــي مــن خــال رصــد املــؤرشات‬
‫الدالــة عليــه‪.‬‬

‫‪2.2‬تسمية هذا االحتياج وحجمه‪ ،‬وخصائص الجمهور املستهدف لهذا الربنامج التطوعي‪.‬‬

‫‪3.3‬التعــرف عىل األســباب املبارشة وغري املبارشة للمشــكلة محل االحتيــاج للجهود التطوعية‪.‬‬

‫‪4.4‬تحديد عدد من الحلول والبدائل والتدخالت املناسبة‪.‬‬

‫‪5.5‬اختيار التدخل األنسب يف ضوء ما هو متاح من موارد‪.‬‬

‫إن عــدم التعــرف عــى املشــكالت‪ ،‬والتحليــل العلمــي املنهجــي لهــا؛ يعــرض الربامــج‬
‫والجهــود التطوعيــة الجامعيــة للفشــل‪ ،‬ومــا يرتتــب عليــه مــن عواقــب ســلبية تتمثــل يف‬
‫تقويــض الجهــود الجامعيــة الراميــة للوفــاء بالتزاماتهــا املجتمعيــة‪ ،‬ووظيفتهــا املتعلقــة‬

‫(‪ )1‬محمــد ســيد خليــل (‪ :)2001‬اإلدارة الفعالــة للمنظمــات األهليــة التطوعيــة‪ ،‬الهيئــة القبطيــة اإلنجيليــة للخدمــات‬
‫االجتماعيــة‪ ،‬قطــاع التنميــة‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬ص‪.23‬‬

‫‪45‬‬
‫إدارة العمل التطوعي باملؤسسات الرتبوية يف ضوء بعض الخربات العاملية‬

‫بخدمــة املجتمــع وتنميــة البيئــة املحليــة‪ ،‬لذلــك ينبغــي عنــد البــدء يف إعــداد خطــط الربامــج‬
‫التطوعيــة الجامعيــة أن يتــم تحديــد رؤيــة ورســالة مســتقلة للعمــل التطوعــي يف الجامعــة‬
‫يف ضــوء رؤيــة ورســالة الجامعــة العامــة‪ ،‬عــى أن تكــون تلــك الخطــة اســراتيجية وطويلــة‬
‫املــدى‪ ،‬متضمنــه عــددًا مــن الربامــج التطوعيــة‪ ،‬مســتهدفة مجــاالت متنوعــة‪( :‬تعليميــة‪،‬‬
‫صحيــة‪ ،‬بيئيــة‪ ،‬اجتامعيــة‪ ،‬اقتصادية‪...‬إلــخ)‪ ،‬والتــي تتحــدد طبقًــا ملــا ورد بالدراســة البيئيــة‬
‫املســحية للمجتمعــات املســتهدفة‪ ،‬ومبــا يتوافــق مــع األهــداف والغايــات املحــددة ومــع‬
‫املــوارد املتاحــة‪ ،‬عــى أن يقــوم بتلــك العمليــة (لجــان‪ ،‬وحــدات‪ ،‬إدارات) مشــركة‪ ،‬تضــم أعضــاء‬
‫مــن هيئــة التدريــس يف الجامعــة املتخصصــن يف اإلدارة االســراتيجية والعمــل االجتامعــي‬
‫وأعضــاء مــن ذوى الخــرة يف املجتمعــات املســتهدفة‪ ،‬أو الكيانــات العاملــة بهــا بصفتهــم‬
‫االستشــارية وطــاب الجامعــة النشــطني واملنخرطــن يف تنظيــات جامعيــة (اتحــادات طالبيــة‪،‬‬
‫ٍ‬
‫كاف مــن التوافــق عــى الربامــج التطوعيــة‬ ‫أرس جامعية‪...،‬إلــخ)‪ ،‬وذلــك بهــدف ضــان وجــود حـ ٍ‬
‫ـد‬
‫جهــة لــأداء‪.‬‬
‫الجامعيــة املخطــط لهــا‪ ،‬تتضمــن مــؤرشات معياريــة مو ِّ‬

‫ثان ًيا‪ :‬تنظيم العمل التطوعي يف الجامعات‪:‬‬

‫إذا كانــت وظيفــة التخطيــط تحــدد للمؤسســة مــا الــذي يجــب عملــه لتحقيــق أهدافهــا؛ فــإن‬
‫وظيفــة التنظيــم هــي التــي تحــدد كيــف ميكــن القيــام مبــا يجــب عملــه‪ ،‬فمــن خــال القيــام‬
‫بوظيفــة التنظيــم يحــدد كيــف ميكــن للمؤسســة أن تســتخدم مواردهــا بشــكل كــفء وفعــال‬
‫عنــد وضــع مــا يجــب عملــه موضــع التنفيــذ العمــي‪ ،‬ومــن ثــم فوظيفــة التنظيــم روح اإلدارة‪،‬‬
‫ومــن وظائفهــا املهمــة‪ ،‬فعليهــا يتوقــف تحقيــق األهــداف ونجــاح الوظائــف واألعــال اإلدارية‬
‫ســليم‬
‫ً‬ ‫تنظيــا‬
‫ً‬ ‫األخــرى‪ ،‬وال ميكــن أن يكــون لوظيفــة التخطيــط أي معنــى إذا مل يصاحبهــا‬
‫متكامـاً يســهم يف وضــع الخطــط‪ ،‬ويضعهــا موضــع التنفيــذ الصحيــح‪ ،‬وكذلــك ال تســتطيع إدارة‬
‫املؤسســة دون تنظيــم جيـ ٍ‬
‫ـد أن تقــوم بتنفيــذ السياســة العامــة التــي تحددهــا اإلدارة‪ ،‬وتظهــر‬
‫الحاجــة إليــه عندمــا يشــرك أكــر مــن فــرد مــن أفــراد املؤسســة يف أداء نشــاط معــن(((‪.‬‬

‫وميثــل التنظيــم الوظيفــة اإلداريــة الثانيــة مــن وظائــف اإلدارة‪ ،‬ويعنــي « تحديــد األنشــطة‬
‫واملهــام واألدوار الالزمــة لتحقيــق أهــداف املنظمــة‪ ،‬وإســنادها إىل األفــراد مبــا يتــواءم‬
‫مــع قدراتهــم ومهاراتهــم «ولذلــك يتطلــب التنظيــم تحديــد وتكافــؤ الســلطات واملســئوليات‬
‫اإلداريــة؛ بهــدف تحديــد منــط العالقــات واالتصــاالت بــن الوحــدات اإلداريــة املختلفــة‪ ،‬وتحديــد‬
‫طبيعــة عمــل األقســام اإلداريــة املختلفــة‪ ،‬ونطــاق اإلرشاف املناســب‬
‫(((‪.‬‬

‫(‪ )1‬أحمــد ســيد مصطفــى (‪ :)2008‬تحديــات العولمــة والتخطيــط االســتراتيجي ومهــارات التفكيــر االســتراتيجي‪ ،‬دار الفكــر‬
‫العربــي‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬ص‪.90،89‬‬
‫(‪ )2‬يوسف عبد المعطي مصطفى (‪ :)2007‬اإلدارة التربوية مداخل جديدة لعالم جديد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.8‬‬

‫‪46‬‬
‫فالتنظيــم كعمليــة؛ يســهم يف وضــوح األهــداف‪ ،‬وتحديدهــا‪ ،‬وتحقيــق ســهولة عمليــة‬
‫االتصــال‪ ،‬كــا يســاعد عــى االســتخدام األمثــل للمــوارد البرشيــة‪ ،‬وتوجيــه الجهــود البرشيــة‪،‬‬
‫للعمــل عــى تحقيــق الكفــاءة‪ ،‬والفعاليــة‪ ،‬والوصــول إىل األهــداف املرســومة‪ ،‬ويــؤدي‬
‫إىل عــدم التداخــل يف االختصاصــات‪ ،‬كــا يســهم يف توضيــح عمليــات التقييــم واملتابعــة‬
‫واملحاســبة‪ ،‬ويتضــح مــن ذلــك أن للتنظيــم عــدة أهــداف تتمثــل فيــا يــي(((‪:‬‬

‫‪1.1‬التحديد الواضح للمسئوليات واالختصاصات والعالقات اإلدارية داخل التنظيم‪.‬‬

‫‪2.2‬التحديد الواضح للصالحيات املمنوحة لألفراد والعاملني‪.‬‬

‫‪ 3.3‬العملعىلتحقيقالتنسيقالجيدبنيالوحداتاإلداريةوبنيالعاملنيداخلالتنظيم‪.‬‬

‫‪4.4‬العمل عىل توفري بيئة عمل ومناخ تنظيمي يساعد عىل إنجاز األهداف‪.‬‬

‫‪5.5‬تقسيم العمل بشكل واضح عىل كل املستويات‪.‬‬

‫‪6.6‬تحديد العالقات األفقية والرأسية بني األجزاء‪ ،‬وعىل كل املستويات‪.‬‬

‫‪7.7‬االختيار املالئم لألفراد والعاملني‪.‬‬

‫وبالرغــم مــن أن عمليــة التنظيــم متثــل املرحلــة الثانيــة مــن مراحــل العمليــة اإلداريــة ‪-‬بعــد‬
‫را مــن علــاء اإلدارة يعــدون التنظيــم اإلداري العمليــة اإلداريــة الرئيســية؛‬
‫التخطيــط‪-‬إال إن كث ـ ً‬
‫باعتبــاره أداة اإلدارة يف تحقيــق األهــداف املرجــوة‪ ،‬وتحديــد الســلطات واالختصاصــات‬
‫والعالقــات واألدوار واملراكــز مــن أجــل تحقيــق الكفــاءة والفاعليــة واالنســجام الــازم لتنفيــذ‬
‫األعــال عــى أحســن وجــه(((‪ ،‬لذلــك يحتــل التنظيــم مكانــة كبــرة بــن عمليــات اإلدارة باعتبــاره‬
‫حلقــة الوصــل بــن مختلــف عنارصهــا‪ ،‬حيــث يشــتمل التنظيــم اإلداري الفعــال عــى مــا يــي‪:‬‬

‫‪1.1‬الطريقة التي ميكن بها تقسيم املهام بني العاملني‪.‬‬

‫‪2.2‬قنوات اتصال لتنسيق العمل داخل الجامعة‪.‬‬

‫‪3.3‬مناخ تنظيمي يتسم باملرونة والتعاون والقدرة عىل اإلبداع‪.‬‬

‫‪4.4‬الوسائل والطرق التي من خاللها وبواسطتها ت ُتخذ القرارات‪.‬‬

‫ونظـ ًرا لتوجـه اإلدارة الجامعيـة نحـو اإلدارة االستراتيجية‪ ،‬وإنشـاء البعـض منهـا إدارات أو‬
‫وحـدات للتخطيـط االستراتيجي بهـدف ضامن جودة نظمهـا اإلدارية‪ ،‬ومـا يتبع تلـك العملية من‬

‫(‪ )1‬موسى اللوزي (‪ :)2007‬التنظيم وإجراءات العمل‪ ،‬دار وائل للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬ص‪.23‬‬
‫(‪ )2‬عطية حسين أفندي (‪2002‬م)‪ :‬مبادئ اإلدارة‪ ،‬دار الكتب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص‪.79‬‬

‫‪47‬‬
‫إدارة العمل التطوعي باملؤسسات الرتبوية يف ضوء بعض الخربات العاملية‬

‫عمليـات الحقـة مرتتبـة عليهـا؛ نجـد أن تحقـق جـودة التنظيـم يف الوحـدات الجامعيـة يكون من‬
‫خلال تحديـد مدى مالءمـة الهيكل التنظيمـي لتلك الوحدات لظـروف واحتياجـات العمل‪ ،‬ومدى‬
‫مناسـبة املبـادئ التنظيميـة لظـروف التنظيـم ومتطلباتـه على املسـتوى العـام للجامعـة‪،‬‬
‫ووجـود أهـداف محـددة‪ ،‬والتنسـيق فيما بينهما‪ ،‬وتحديـد املسـئوليات واالختصاصـات بين‬
‫القامئين على الجامعـة‪ ،‬واإلميـان بالعمل الجامعي‪ ،‬وإشـاعة مناخ من الثقة بين العاملني عرب‬
‫مختلـف املسـتويات يف التنظيـم‪ ،‬وإيجـاد انفتـاح يف املنـاخ التنظيمـي؛ مما ميكِّـن العاملين‬
‫مـن معالجـة كل املشـكالت التي يعاين منها التنظيم بشـكل واضح‪ ،‬وتوفير املعلومات الالزمة‬
‫ملتخـذ القرارات بشـكل مسـتمر‪ ،‬والعمـل عىل تحقيق التناسـق بني األهـداف الفردية واألهداف‬
‫العامـة للتنظيـم‪ ،‬وتعويـد األفـراد العاملين على مامرسـة الرقابـة الذاتيـة‪ ،‬واالعتماد عليهـا‬
‫كأسـاس للرقابـة الخارجيـة ومكمـلٍ لها(((‪.‬‬

‫فهــي عمليــة يتــم مبقتضاهــا الرتتيــب لألفــراد واملــوارد املاديــة يف مجموعــات مهيكلــة‬
‫لتنفيــذ الخطــط وتحقيــق أهــداف الجامعــة‪ ،‬لــذا نجــد أن العمليــات التنظيميــة يف الجامعــات‬
‫تعتمــد عــى مجموعــة مــن املبــادئ واألســس التنظيميــة‪ ،‬ميكــن توضيحهــا فيــا يــي((((‪:)2‬‬

‫‪1‬وحدة الهدف‪ :‬مبعنى وجود هدف واضح ومحدد إلدارة الجامعة‪ ،‬يساعد جميع العاملني‬ ‫‪.1‬‬
‫داخل هذا التنظيم عىل التعاون فيام بينهم حول الغاية التي تستقطب جهودهم‪.‬‬
‫‪2‬وحــدة القيــادة‪ :‬مبعنــى أن يتلقَّــى العامــل داخــل الجامعــة التوجيهــات والتعليــات‬ ‫‪.2‬‬
‫الصــادرة إليــه مــن رئيــس واحــد‪.‬‬
‫‪3‬تقسـيم العمـل‪ :‬وفيـه تكون هنـاك تخصصـات واضحة على مسـتوى الجامعة‪ ،‬يقـوم بها‬ ‫‪.3‬‬
‫متخصصـون مؤهلـون علم ًيـا على أعىل مسـتوى ممكـن لتحقيـق أعىل كفـاءة يف األداء‪.‬‬
‫‪4 .4‬تدريــج الســلطة‪ :‬ويعنــى نقــل وتحويــل الســلطات مــن الرئيــس إىل العاملــن األقــل تدر ً‬
‫جــا‪،‬‬
‫حيــث إن رسيــان الســلطة مــن أعــى إىل أســفل رســم ًيا يف جميــع أجــزاء التنظيــم؛ يع ـ ُّد‬
‫مــن أهــم املقومــات األساســية لنجــاح وفاعليــة اإلدارة‪ ،‬ألن هــذا التسلســل يدعــم مبــدأ‬
‫تدريــج الســلطة‪ ،‬ومــن ثــم إنجــاز الواجبــات املســندة لــكل وظيفــة‪.‬‬
‫‪5‬تفويــض الســلطة‪ :‬وفيــه يعهــد الرئيــس بجــزء مــن ســلطاته املخ َّ‬
‫ولــة لــه أصــاً مبوجــب‬ ‫‪.5‬‬
‫النظــام إىل أحــد مرؤوســيه ليبارشهــا تحــت إرشافــه‪.‬‬

‫‪(1) Jonathan Winterton & Ruth Winterton (1999): Developing Managerial Competence, Rutledge,‬‬
‫‪London, p 124.‬‬
‫(‪ )2‬ســامة عبدالعظيــم حســين‪ ،‬هــدى ســعد الســيد (‪ :)2010‬تحســين جــودة العمليــات االداريــة بكليــات التربيــة باســتخدام‬
‫منهجيــة ســتة ســيجما‪ -‬دراســة ميدانيــة‪ ،‬المؤتمــر العلمــي الســنوي الثامــن عشــر‪ :‬اتجاهــات معاصــرة فــي تطويــر‬
‫التعليــم فــي الوطــن العربــي‪ ،‬الجمعيــة المصريــة للتربيــة المقارنــة واإلدارة التعليميــة بالتعــاون مــع كليــة التربيــة‪-‬‬
‫جامعــة بنــي ســويف‪ ،‬الفتــرة ‪ 7-6‬فبرايــر‪.1135:1031 /3 ،‬‬

‫‪48‬‬
‫‪6 .6‬نطــاق اإلرشاف‪ :‬وهــو يعــر عــن املــدى الــذي يســتطيع فيــه مديــر املؤسســة أن ميــارس‬
‫اإلرشاف الفعــال عــى مرؤوســيه‪ ،‬ويحــدد نطــاق اإلرشاف بعــدد املرؤوســن الذيــن‬
‫يتبعونــه‪ ،‬ويتوقــف نطــاق اإلرشاف عــى العديــد مــن العوامــل أهمهــا‪ :‬طبيعــة النشــاط‬
‫الــذي ميارســه املرؤوســن‪ ،‬وكذلــك مــدى إمكانيــات مديــر املؤسســة ووقتــه وقدراتــه‬
‫الشــخصية‪ ،‬ومــدى خربتــه بأعــال مرؤوســيه‪.‬‬

‫‪7‬تســاوي الســلطة مــع املســئولية‪ :‬وىف هــذا املبــدأ نجــد أن تحمــل العامــل يف الجامعة‬ ‫‪.7‬‬
‫للمســئولية اإلداريــة مــن أعبــاء وظيفتــه‪ ،‬والبــد أن يقابلهــا مــا يعينــه عــى تحمــل هــذه‬
‫املســئولية بإعطائــه الحــق يف تكليــف مرؤوســيه بــأداء األعــال‪ ،‬ومســاءلتهم عــن كل‬
‫مــا يؤثــر عــى األداء‪.‬‬

‫‪8 .8‬التــوازن واملرونــة‪ :‬حيــث إن عمليــة التــوازن واملوامئــة واملرونــة أساســية وجوهريــة‬
‫لضــان نجــاح إدارة الجامعــة يف أداء رســالتها يف حــدود إمكاناتهــا املتاحــة والظــروف‬
‫التــي تتحكــم فيهــا‪ ،‬لــذا يجــب أن يكــون التنظيــم متــوازن؛ مبعنــى املوازنــة بــن الســلطة‬
‫واملســئولية‪ ،‬وبــن تحديــد اإلرشاف وتــدرج الســلطة‪.‬‬

‫ومــا ال شــك فيــه أن فاعليــة التنظيــم املؤســي يف الجامعــات تتوقــف عــى مجموعــة‬
‫مــن العوامــل تتمثــل يف‪ :‬االســتفادة بقــدر اإلمــكان من مزايــا التخصص الوظيفي‪ ،‬وتيســر ســبل‬
‫التنســيق بــن الوحــدات الجامعيــة املختلفــة مــع بعضهــا البعــض‪ ،‬باإلضافــة إىل االســتخدام‬
‫الصحيــح لإلمكانيــات واملــوارد املتاحــة دون املســاس بكفــاءة التنظيــم(((‪ ،‬لــذا نجــد أن عمليــة‬
‫التنظيــم اإلداري يف الجامعــة بحاجــة إىل مجموعــة مــن املتطلبــات التــي يجــب مراعاتهــا‪،‬‬
‫وهــي عــى النحــو اآليت(((‪:‬‬

‫‪1.1‬دراسة شاملة لألوضاع الراهنة يف الجامعة‪.‬‬

‫‪2.2‬معرفة ما تتضمنه القوانني واللوائح والنرشات الخاصة يف الجامعة‪.‬‬

‫‪3.3‬إعــداد مســتلزم العمــل‪ ،‬واتخــاذ التدابــر والرتتيبــات الالزمــة لتنفيــذه؛ ســواء فيــا يتعلــق‬
‫بالقــوى البرشيــة أو االعتــادات املاليــة‪.‬‬

‫‪4.4‬دراســة الخطــط املختلفــة ملعرفــة األعــداد الالزمة مــن العاملــن يف التخصصــات املختلفة‬
‫وتوزيع املهــام واألدوار‪.‬‬

‫& ‪(1) Richard Seel (2000): Culture and Complexity- New Insights on Organisational Change, Organizations‬‬
‫‪People Vol. 7, No. 2, p3.‬‬
‫(‪ )2‬ســامة عبــد العظيــم حســين‪ ،‬هــدى ســعد الســيد (‪ :)2010‬تحســين جــودة العمليــات اإلداريــة بكليــات التربيــة باســتخدام‬
‫منهجيــة ســتة ســيجما‪ -‬دراســة ميدانيــة‪ ،‬مرجــع ســابق‪ ،‬ص‪.1135:1031‬‬

‫‪49‬‬
‫إدارة العمل التطوعي باملؤسسات الرتبوية يف ضوء بعض الخربات العاملية‬

‫‪5.5‬العمل عىل وضع الشخص املناسب يف املكان املناسب‪.‬‬

‫‪6.6‬تنظيم سياسة الجامعة‪ ،‬وكذلك رسم وتحديد سياسة النمو والتوسع الرسيع فيها‪.‬‬

‫ونظ ـ ًرا ألهميــة وظيفــة التنظيــم؛ كونهــا مــن الوظائــف الرئيســة لــإدارة الجامعيــة‪ ،‬والتــي‬
‫تهتــم بتجميــع املهــام واألنشــطة املــراد القيــام بهــا مــن وظائــف أو أقســام‪ ،‬وتحديــد‬
‫الســلطات‪ ،‬والتنســيق بــن األنشــطة واألقســام مــن خــال أفــراد التنظيــم؛ فهناك دراســات تؤكد‬
‫وبشــكل مبــارش عــى أن ضعــف القــدرات التنظيميــة والعمليــة للمتطوعــن ‪-‬وخاصــة القيــادات‬
‫التطوعيــة منهــم‪ -‬أحــد أهــم املعوقــات التــي تواجــه العمــل التطوعــي يف العــامل العــريب‪،‬‬
‫باإلضافــة إىل عــدم توافــر الكــوادر الفنيــة واإلداريــة املؤهلــة إلدارة العمــل التطوعــي يف‬
‫الجامعــات(((‪ ،‬حيــث نجــد أن العمــل التطوعــي يف الجامعــة ال يجــد نفــس االهتــام املوجــود‬
‫يف األنشــطة والربامــج الجامعيــة األخــرى املخطــط واملنظــم لهــا؛ بهــدف تحقيــق أكــر قــدر‬
‫مــن الفاعليــة وبأقــل جهــد ممكــن‪ ،‬وال يتــأىت ذلــك إال بوضــع وبنــاء كيــان تنظيمــي معنــي‬
‫منظمــة‪ ،‬حيــث إن العمــل التطوعــي‬
‫بالعمــل التطوعــي وفــق برامــج مدروســة ووفــق أســس ُ‬
‫جهــد إنســاين‪ ،‬ونشــاط اجتامعــي‪ ،‬يلزمــه تنظيــم؛ حتــى يتمكــن مــن تحقيــق أهدافــه‪ ،‬واالنتقــال‬
‫بــه مــن املجــال الخــري القائــم عــى العــون واإلحســان إىل املجــال التنمــوي القائــم عــى‬
‫خطــط اســراتيجية محــددة األهــداف‪ ،‬وبُنــى تنظيميــة فاعلــة‪ ،‬مبــا يتفــق مــع النظــم اإلداريــة‬
‫االســراتيجية الحديثــة‪.‬‬

‫فالتنظيـم بعنايـة يف العمـل التطوعـي يف الجامعـات ال يعنـي اإلغـراق يف التفاصيـل‪،‬‬


‫بـل معنـاه تفكير أوسـع‪ ،‬ومشـورة أكثر فاعليـة‪ ،‬وإنشـاء أفـكار أكثر ابتكاريـة تربـط بين املوارد‬
‫البرشيـة واملاديـة‪ ،‬لـذا يجب أن يقـوم التنظيم يف العمـل التطوعي عىل األهداف واألنشـطة‬
‫واالحتياجـات‪ ،‬مـع األخـذ يف االعتبـار جميـع العوامـل األخـرى التـي سـتؤثر على عمليـة تنظيـم‬
‫العمـل التطوعـي(((‪ ،‬وبذلـك يتضـح أهمية تنظيـم العمل التطوعـي مبؤسسـات التعليم العايل‬
‫والجامعـي‪ ،‬حيـث ميكـن تحديـد أهميـة تنظيـم العمـل التطوعي على النحـو اآليت(((‪:‬‬

‫‪1.1‬وجــود تنظيــم ألعــال املتطوعــن‪ ،‬ومهــام تتســم بالوضــوح والواقعيــة؛ تســاعدهم‬


‫عــى أداء واجباتهــم عــى أفضــل وجــه‪.‬‬

‫هم املتطوع –بوضوح‪-‬رسالة الربنامج التطوعي وأهدافه‪.‬‬


‫‪2.2‬أن يتف َّ‬

‫(‪ )1‬موســى شــيتوي وآخــرون (‪ :)2000‬التطــوع والمتطوعــون فــي العالــم العربــي ‪ -‬دراســة حالــة‪ ،‬دار نوبــار للطباعــة‪،‬‬
‫القاهــرة‪ ،‬ص‪.15‬‬
‫‪(2) Simpson, Robin (2011): Informal Learning and the Voluntary Arts, Adults Learning, V22 N10, p16.‬‬
‫‪(3) Leslie A. Patterson (2013): Effects on Volunteer Peer Leaders Participating in a Health Promotion Program‬‬
‫‪for U.S. Veterans, Ph. D. , University of Wisconsin Milwaukee, USA, pp29-30‬‬

‫‪50‬‬
‫‪3.3‬أن يوكل بكل متطوع العمل الذي يناسب إمكاناته وقدراته‪.‬‬

‫‪4.4‬فهم املتطوع لألعامل املكلف بها‪ ،‬واملتوقعة منه‪.‬‬

‫‪5.5‬أن يلــم املتطــوع بأهــداف ونظــام وبرامــج وأنشــطة الربامــج التطوعيــة‪ ،‬وعالقتــه‬
‫بالعاملــن يف ضوئهــا‪.‬‬

‫‪6.6‬أن يجد املتطوع الوقت املطلوب منه يف عمله التطوعي‪.‬‬

‫‪7.7‬االهتــام بتدريــب املتطوعــن عــى األعــال التــي ســيُكلفون بهــا‪ ،‬حتــى يؤدونهــا‬
‫بالطريقــة املأمولــة‪.‬‬

‫‪8.8‬إيضاح الهيكل اإلداري للربنامج التطوعي للمتطوعني‪.‬‬

‫فالعمــل التطوعــي يف الجامعــات بحاجــة إىل التنظيــم املحكــم؛ ليتمكــن مــن تحقيــق‬
‫أهدافــه بعي ـدًا عــن االرتجــال والفــوىض‪ ،‬ويجــب أن يكــون لــه نظــام يحــدد أدوار كل املشــاركني‬
‫فيــه‪ ،‬مــع توفــر البيئــة املناســبة لتشــجيع واســتقطاب املتطوعــن‪ ،‬وتأهيلهــم‪ ،‬وتدريبهــم‪،‬‬
‫وتزويدهــم باملهــارات املناســبة للعمــل ضمــن األهداف املحــددة‪ ،‬بحيــث يجب أن يُحيــي العمل‬
‫التطوعــي آمــال واحتياجــات املجتمــع املختلفــة لتحقيــق رســالة برامــج العمــل التطوعــي‪،‬‬
‫وتحقيــق تطلعــات الفئــات املســتهدفة‪ ،‬مــن خــال االســتخدام األمثــل ملــوارد العمــل التطوعــي‬
‫املتاحــة‪ ،‬وتوظيفهــا وتنظيمهــا‪ ،‬مــع توفــر املــواد الالزمــة لتنفيــذ العمل(((؛ســعيًا لتحقيــق‬
‫التطلعــات املجتمعيــة مــن الجامعــات إلحــداث طفــرات تنمويــة يف مختلــف املجــاالت الحياتيــة‬
‫يف تلــك املجتمعــات‪ ،‬ولــن يتحقــق ذلــك إال مــن خــال إعــداد جيــل مــن الشــباب املتطــوع‬
‫الواعــي لتــك الــرؤى‪ ،‬مــع توفــر بيئــة عمــل اجتامعيــة محبــة للعمــل التطوعــي االجتامعــي‬
‫تخــدم املجتمــع والوطــن‪ ،‬وذلــك بتوفــر منــاخ مالئــم إلدارة العمــل التطوعــي يف الجامعــات‪،‬‬
‫ســواء أكان تنظيم ًيــا أو إداريًــا‪.‬‬

‫لــذا ينبغــي دراســة التنظيــم اإلداري الحــايل‪ ،‬ووصــف نــوع اإلدارة املعنيــة ‪-‬حال ًيــا أو‬
‫مســتقبالً‪-‬بالعمل التطوعــي يف الجامعــة‪ ،‬وتحديــد جوانــب التطويــر يف اإلدارة العاملــة‬
‫ومراحــل التطويــر املــراد العمــل بهــا‪ ،‬وطــرح حلــول التطويــر املمكنــة‪ ،‬والعمــل عــى تحقيــق‬
‫املتطلبــات التنظيميــة لربامــج وأنشــطة العمــل التطوعــي الجامعيــة‪ ،‬حيــث إن تنظيــم العمــل‬
‫التطوعــي الجيــد مرتبــط مبتطلبــن رئيســيني هــا(((‪:‬‬

‫‪(1) Calabrese, Raymond (2015): A Collaboration of School Administrators and a University Faculty to‬‬
‫‪Advance School Administrator Practices Using Appreciative Inquiry, International Journal of Educational‬‬
‫‪Management, V29 N2, p 213.‬‬
‫‪(2) Rebecca Morris, et al (2014): Connecting local support: A qualitative study exploring the role of voluntary‬‬
‫‪organizations in long-term condition management, SC Imago Journal Rank, Vol. 11,No 2: p 103.‬‬

‫‪51‬‬
‫إدارة العمل التطوعي باملؤسسات الرتبوية يف ضوء بعض الخربات العاملية‬

‫ •املتطلب األول‪ :‬البنية التنظيمية‪:‬‬

‫ويقصــد بــه الهيــكل العــام إلدارة العمــل التطوعــي الــذي يوضــح االرتبــاط التنظيمــي بــن‬
‫الربامــج التطوعيــة‪ ،‬وخطــوط الســلطة اإلداريــة‪ ،‬ونظــم اإلدارة املعمــول بهــا‪.‬‬

‫ •املتطلب الثاين‪ :‬املوارد البرشية (العنرص البرشي)‪:‬‬

‫حيــث تتكــون املــوارد البرشيــة مــن أفــراد ومجموعــات‪ ،‬وتتضمــن تهيئــة البيئــة التطوعيــة‬
‫وتدريــب املتطوعــن‪.‬‬

‫وبالنظــر إىل إجــراءات تنظيــم العمــل التطوعــي يف الجامعــة؛ ال بــد مــن التعامــل مــع‬
‫إدارة العمــل التطوعــي وفــق املتطلــب األول (البنيــة التنظيميــة) مــن جانــب التنظيــم كبنــاء‬
‫تنظيمــي‪ ،‬والــذي يتــم مــن خاللــه تجميــع وتوزيــع املتطوعــن واملــوارد املاديــة بصــورة‬
‫تــؤدي إىل خلــق مجموعــات عمــل داخــل الجامعــة‪ ،‬يربطهــا هيــكل إداري يطلــق عليــه (الهيــكل‬
‫التنظيمــي)‪ ،‬فمعنــى أن الجامعــات مهيكلــة؛ أنهــا ليســت جامعــات مســتقلة عــن بعضهــا البعض‬
‫بحيــث يعمــل كل منهــا مبعــزل عــن اآلخــر‪ ،‬ولكنهــا عــى العكــس مــن ذلــك جامعــات مرتابطــة‬
‫مــل كل منهــا اآلخــر‪ ،‬بحيــث تعكــس جميعهــا صــورة واحــدة للمؤسســة(((‪،‬‬
‫مــع بعضهــا البعــض يك ِّ‬
‫وعــى ذلــك ميكــن النظــر إىل تنظيــم العمــل التطوعــي يف الجامعــات مــن جانــب البنيــة‬
‫التنظيميــة وفــق متطلبــن رئيســيني هــا‪:‬‬

‫‪1 .1‬الهياكل التنظيمية إلدارة العمل التطوعي يف الجامعة‪:‬‬

‫ويقصــد بالهيــكل التنظيمــي اآلليــة الرســمية التــي يتمكــن مــن خاللهــا إدارة املنظمــة عــر‬
‫تحديــد خطــوط الســلطة‪ ،‬واالتصــال بــن الرؤســاء واملرؤوســن‪ ،‬ونظــام املســاءلة‪ ،‬والعالقــات‬
‫بــن الوحــدات التنظيميــة الــذي يحــدد شــكل وطبيعــة العمــل الــازم(((‪ ،‬حيــث تتعــد منــاذج‬
‫وأشــكال الهيــاكل بحســب طبيعــة العمــل والنواحــي التنظيميــة للمؤسســات؛ إال أنــه يوجــد ثالثــة‬
‫منــاذج رئيســية للهيــاكل التنظيميــة(((‪ ،‬ميكــن دمجهــا يف العمليــة التنظيميــة إلدارة العمــل‬
‫التطوعــي‪ ،‬وهــي عــى النحــو اآليت‪:‬‬

‫أهيــكل التنظيــم الهرمــي (اآليل)‪ :‬ويُطلــق عليــه النمــوذج الكالســييك أو النمــوذج‬ ‫ ‪.‬‬
‫البريوقراطــي‪ ،‬ويتســم هــذا النمــوذج بالتمســك باألنظمــة والقوانــن والرقابة الشــديدة‪،‬‬
‫ويراعــي وضــع الخطــط واألهــداف واالســراتيجيات يف اإلدارات العليــا‪.‬‬

‫بهيــكل التنظيــم "املصفوفــة" (الشــبيك)‪ :‬يُســتخدم هــذا التنظيــم يف منظــات برامــج‬ ‫ ‪.‬‬

‫‪(1) Michael Gold & Andrew Campbell (2002): Designing Effective Organizations, Jossey-Bass, U.S.A, p 34.‬‬
‫(‪ )2‬محمــود ســلمان العميــان (‪ :)2002‬الســلوك التنظيمــي فــي منظمــات األعمــال‪ ،‬دار وائــل للنشــر والتوزيــع‪ ،‬عمــان‪،‬‬
‫األردن‪ ،‬ص‪.205‬‬
‫(‪ )3‬موسى اللوزي (‪ :)2007‬التنظيم وإجراءات العمل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.57‬‬

‫‪52‬‬
‫الفضــاء‪ ،‬واإلدارات الهندســية‪ ،‬واإلدارات الفنيــة‪ ،‬ويهــدف إىل تحقيــق أكــر قــدر مــن‬
‫االســتفادة املمكنــة مــن الفنيــن واملتخصصــن يف مجــاالت مختلفــة‪ ،‬حيــث يكــون الهدف‬
‫مــن اســتخدامه هــو االهتــام املتزايــد بالنتائــج النهائيــة مــن خــال إنشــاء مرشوعــات‬
‫تتكامــل مــع بعضهــا البعــض‪.‬‬

‫جهيــكل التنظيــم القطاعــي (الجغــرايف)‪ :‬وهــذا النــوع مــن التنظيــات يتــم بتجميــع‬ ‫ ‪.‬‬
‫األنشــطة املتعلقــة بــه يف هيــكل تنظيمــي معــن ويف منطقــة جغرافيــة معينــة‪ ،‬ويتم‬
‫االعتــاد عــى هــذا النمــوذج عندمــا تتوســع املؤسســة يف أعاملهــا وأنشــطتها لتصــل‬
‫إىل مناطــق كثــرة ومتباعــدة‪.‬‬

‫فبحســب األنشــطة املخطــط لهــا واملســتهدفة؛ ميكــن إلدارة العمــل التطوعــي يف‬
‫تخــر الهيــكل التنظيمــي األكــر مالءمــة لهــا؛ نظــ ًرا لطبيعــة وخصوصيــة العمــل‬
‫ُّ‬ ‫الجامعــات‬
‫التطوعــي بهــا وإدارتهــا التنظيميــة‪ ،‬ومبــا يتــاءم مــع مــا هــو مخطــط لــه مــن برامــج تطوعيــة‪،‬‬
‫حيــث يجــب أن يتصــف الهيــكل التنظيمــي بالوضــوح واملرونــة‪ ،‬واالســتقرار والتكيــف مــع‬
‫التغــرات‪ ،‬ويســتجيب للتجديــدات‪ ،‬كــا يســاعد عــى عمليــة التنســيق بــن الوظائــف والربامــج‬
‫التطوعيــة املختلفــة‪.‬‬

‫‪2 .2‬تصميم وتنظيم الوظائف التطوعية يف الجامعة‪:‬‬

‫يُعـد التصميـم السـليم للوظيفـة التطوعيـة أمـ ًرا حيويًـا لنجـاح الربنامـج التطوعـي‪ ،‬كما أن‬
‫عمليـة انتقـاء املتطوعين وفـق املهـام املحـددة طبقًـا ملهـارات وخبرات كلٍ منهـم؛ عمليـة‬
‫مهمـة يف النواحـي التنظيميـة إلدارة العمـل التطوعـي يف الجامعـات‪ ،‬فهنـاك العديـد مـن‬
‫العوامـل الواجـب مراعاتها عند البدء يف عملية تصميم وتوظيـف املتطوعني يف الجامعات(((‪:‬‬

‫أتصميــم الوظائــف التطوعيــة‪ :‬عمليــة تصميــم الوظيفــة التطوعيــة تتطلــب تحليــاً‬ ‫ ‪.‬‬
‫باألســباب التــي تدفــع األفــراد إىل التطــوع‪ ،‬ابتــداء مــن التعــرف عــى االتجاهــات الحاليــة‬
‫يف عــامل التطــوع‪ ،‬واالتجاهــات اإلداريــة‪ ،‬والحــرص عــى أن تكــون ابتكاريــة ومرنــة عنــد‬
‫التصميــم‪ ،‬وواضحــة حيــال توقعــات جميــع األطــراف املعنيــة‪ ،‬وطــرح األســئلة الصحيحــة‬
‫للحصــول عــى تصــور دقيــق عــن االحتياجــات‪ ،‬وتحديــد املزايــا للمتطوعــن‪ ،‬وتحديــد‬
‫مــا بإعــداد التوصيــف الوظيفــي‪.‬‬
‫متطلبــات الوظيفــة‪ ،‬وختا ً‬

‫بالتوظيــف وإجــراء املقابــات الشــخصية للمتطوعــن‪ :‬التوظيــف هــو اختيــار الشــخص‬ ‫ ‪.‬‬
‫املناســب للوظيفــة املناســبة‪ ،‬والــذي يُعنــى بتيســر وجــود عالقــة منفعــة مشــركة‬

‫‪(1) Yeung, Nick (2010): Bottom-Up Influences on Voluntary Task Switching: The Elusive Homunculus‬‬
‫‪Escapes, Journal of Experimental Psychology: Learning, Memory, and Cognition, V36 N2, p348.‬‬

‫‪53‬‬
‫إدارة العمل التطوعي باملؤسسات الرتبوية يف ضوء بعض الخربات العاملية‬

‫تفيــد كل األطــراف‪ ،‬ومتثــل اإلجــراءات الوظيفيــة فرصــة لالختيــار املــدروس للمتطوعــن‬


‫لشــغل وظائــف الربامــج بشــكل يضمــن تحقيــق أهــداف تلــك الربامــج‪.‬‬

‫لــذا يعــد تصميــم الوظائــف التطوعيــة بشــكل يجعلهــا مثــرة لالهتــام وفعالــة ومرضيــة‬
‫ومرنــة؛ تحديًــا لــدى القامئــن عــى إدارة العمــل التطوعــي يف الجامعــات‪ ،‬نظــ ًرا لطبيعــة‬
‫الخصائــص الس ـ ِّنية لطالــب املرحلــة الجامعيــة‪ ،‬حيــث إن الوظائــف التطوعيــة املصممــة بابتــكار‬
‫را مــن‬
‫تكــون أكــر قابليــة لتمكــن طــاب الجامعــة املتطوعــن مــن الشــعور أنهــم يحدثــون تغيـ ً‬
‫خــال عملهــم‪ ،‬وهــذا أمــر أســايس لنجــاح أي برنامــج تطوعــي‪.‬‬

‫كــا تعــ ُّد عمليــة التوظيــف يف الربامــج التطوعيــة الجامعيــة ‪-‬مــن خــال عــرض أنشــطتها‬
‫وإســهاماتها للمجتمــع وفوائــد االنضــام لتلــك الربامــج‪ -‬مــن العوامــل الجاذبــة لتلــك الفئــة‪،‬‬
‫ويتحقــق ذلــك بعــدة وســائل منهــا‪ :‬الحصــول عــى برنامــج تعريفــي مخطــط لــه بعنايــة؛‬
‫ليتعــرف طــاب الجامعــة املتطوعــون عــى بيئــة العمــل الجديــدة‪ ،‬إضافــة إىل اشــتامل الربنامــج‬
‫التعريفــي عــى التدريــب الــازم لتلبيــة املتطلبــات الفنيــة واللوجســتية الالزمــة لتمكــن‬
‫املتطوعــن مــن أداء أعاملهــم بكفــاءة بعــد تســلمهم تلــك الوظائــف التطوعيــة‪ ،‬وهــو مــا‬
‫يؤكــد عــى أهميــة املتطلــب الثــاين لعمليــة التنظيــم يف إدارة العمــل التطوعــي يف‬
‫الجامعــة وهــو املــوارد البرشيــة‪.‬‬

‫وبالنظــر إىل املتطلــب الثــاين وهــو املــوارد البرشيــة (العنــر البــري)‪ ،‬فمــن إجــراءات‬
‫را مــن الدراســات تعــدد مــن جوانــب العمــل‬
‫تنظيــم العمــل التطوعــي يف الجامعــة؛ نجــد أن كثـ ً‬
‫التطوعــي ومجاالتــه ومقوماتــه‪ ،‬ورغــم أهميــة تلــك الجوانــب جميعهــا؛ إال أن اإلمكانــات‬
‫البرشيــة تُع ـ ُّد هــي األهــم؛ ألنهــا هــي التــي ت ُن ِتــج وتديــر اإلمكانــات األخــرى التــي مــن شــأنها‬
‫النهــوض بــه‪ ،‬األمــر الــذي يتطلــب االهتــام بكل مــا يســاعد األفــراد القامئــن بالعمــل التطوعي‬
‫عــى القيــام مبهامهــم يف االتجــاه الريــادي الصحيــح(((‪ ،‬ولــي نحصــل عــى شــباب جامعــي‬
‫يخــدم مجتمعــه ويحقــق طفــرات تنمويــة مــن خــال برامــج العمــل التطوعــي الجامعيــة؛ البــد‬
‫مــن تنظيــم هــذا املــورد البــري املهــم‪ ،‬بــل واألهــم يف منظومــة إدارة العمــل التطوعــي‬
‫يف الجامعــات‪ ،‬وميكــن تحقيــق ذلــك مــن خــال مــا يــي(((‪:‬‬

‫‪1 .1‬تهيئــة بيئــة مناســبة للعمــل التطوعــي‪ :‬ويكــون ذلــك مــن خــال توصيــف أنــواع العمــل‬
‫التطوعــي‪ ،‬وتصنيــف األشــخاص املتطوعــن حســب املهــارات واملعــارف‪ ،‬ودراســة ومعرفــة‬
‫دوافــع وحوافــز املتطــوع‪ ،‬والرتكيــز يف االختيــار عــى ذوي الخــرات يف التواصــل الفعــال‬
‫مــع بقيــة األعضــاء يف برامــج التطــوع‪.‬‬
‫(‪ )1‬محمــد حمــاد هنــدي (‪ :)2013‬دور تكنولوجيــا المعلومــات واالتصــال فــي تحقيــق الريــادة بمجــال العمــل التطوعــي‪ ،‬مرجــع‬
‫سابق‪ ،‬ص‪.308:298‬‬
‫‪(2) Rebecca Morris, et al (2014): Connecting local support, Op, Cit. P 115.‬‬

‫‪54‬‬
‫‪2 .2‬تدريــب وتأهيل املتطوعــن‪ :‬ويكون ذلك من خــال التدريب عىل مهــارات العمل االجتامعي‪،‬‬

‫والتدريــب عــى فــن التســويق والرتويــج للتربعــات‪ ،‬وكيفيــة إعــداد نــرات وملصقــات دعائية‪،‬‬

‫والتدريــب عــى التعامــل مــع الحاســب اآليل وبرامجــه‪ ،‬والتدريــب عــى إعــداد االجتامعــات‬

‫والتحضــر لهــا‪ ،‬وتعليــم مهــارات االتصــاالت وفــن اإلقنــاع‪ ،‬ودراســة الحــاالت واملشــاكل‬

‫االجتامعيــة‪ ،‬واتخــاذ قــرارات مناســبة‪ ،‬وتدريــب املتطوعــن عــى مهــارات إداريــة وتنظيميــة‪.‬‬

‫كــا تتضمــن إجــراءات تنظيــم وإدارة املــوارد البرشيــة ‪-‬لضــان نجــاح منظومــة العمــل‬

‫التطوعــي يف الجامعــات مــن حيــث التنظيــم‪ -‬مــا يــي(((‪:‬‬

‫‪1.1‬إنشاء وحدة إدارية خاصة بالعمل التطوعي‪.‬‬

‫‪2.2‬تسجيل املتطوعني‪.‬‬

‫‪3.3‬ترشيح املتطوعني للربامج التدريبية‪.‬‬

‫‪4.4‬ترشيح املتطوعني للمشاركة يف الخدمات االجتامعية‪.‬‬

‫‪5.5‬توجيه املشاركني يف العمل مبا يتوافق مع ميولهم واتجاهاتهم ورغباتهم‪.‬‬

‫‪6.6‬توزيع األدوار وتحديدها بني املشاركني يف العمل وفق الخطة املعدة‪.‬‬

‫‪7.7‬توفــر كل االحتياجــات املطلوبــة لألفــراد املشــاركني مــن األدوات والخامــات الالزمــة؛ لتنفيــذ‬

‫العمــل التطوعي‪.‬‬

‫‪8.8‬العنايــة واالهتــام بالجوانــب اإللكرتونيــة؛ لضــان ســهولة التواصــل مــن قبــل املتطوعــن‬

‫وفئــات املجتمــع‪.‬‬

‫‪9.9‬تحقيق آمال واحتياجات الفئات املستهدفة من العمل التطوعي‪.‬‬

‫‪1010‬تواصل الجهات املختلفة يف العمل التطوعي مع اإلعالم‪.‬‬

‫‪1111‬تشجيع التعاون مع الجهات ذات العالقة‪.‬‬

‫ولــي يقــوم املتطوعــون يف الجامعــات بدورهــم بفاعليــة؛ البــد مــن االهتــام بجــودة‬

‫التنظيــم اإلداري للجهــود التطوعيــة املبذولــة لتلــك العمليــة‪ ،‬وميكــن أن يتحقــق ذلــك عــر‬

‫عــدد املــؤرشات التنظيميــة إلدارة العمــل التطوعــي وهــي(((‪:‬‬

‫‪(1) Calabrese, Raymond (2015): A Collaboration of School Administrators and a University Faculty to‬‬
‫‪Advance School Administrator Practices Using Appreciative Inquiry, International Journal of Educational‬‬
‫‪Management, V29 N2 p213.‬‬
‫(‪ )2‬فاطمــة عبــد اهلل إســماعيل (‪ :)2015‬تقويــم برنامــج بــادر لتنميــة ثقافــة التطــوع لــدى طــاب المــدارس مــن منظــور‬
‫طريقــه خدمــة الجماعــة‪ ،‬مجلــة الخدمــة االجتماعيــة‪ ،‬الجمعيــة المصريــة لإلخصائييــن االجتماعييــن‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬ع (‪،)54‬‬
‫ص‪.414 -355‬‬

‫‪55‬‬
‫إدارة العمل التطوعي باملؤسسات الرتبوية يف ضوء بعض الخربات العاملية‬

‫‪1.1‬وجود هيكل وظيفي متخصص ومتكامل‪ ،‬ووجود عالقة وظيفية واضحة ومحددة‪.‬‬

‫‪2.2‬االعتــاد عــى األســلوب العلمــي يف دراســة املشــكالت التــي تعــوق مشــاركة الطــاب‬
‫يف الربامــج التطوعيــة‪.‬‬

‫‪3.3‬أن تكــون الربامــج وخطــة الربامــج متنوعــة‪ ،‬بحيــث تتفــق مــع رغبــات وميــول واحتياجــات‬
‫الطــاب املتطوعــن‪.‬‬

‫‪4.4‬وضع برنامج زمني محدد لإلنجاز‪ ،‬ولتنفيذ الربامج التطوعية وااللتزام بها لتدعيم الثقة‪.‬‬

‫‪5.5‬انتقــاء العاملــن بالربامــج التطوعيــة ممــن تتوافــر فيهــم املعــارف واملعلومــات‬


‫واملهــارات‪ ،‬والعمــل عــى تدريبهــم بشــكل جيــد ومســتمر الســتيعاب القــدرة عــى‬
‫التعامــل مــع الطــاب املتطوعــن‪.‬‬

‫‪6.6‬االعتامد عىل األســلوب العلمي يف تقســيم العمل وتوزيع املســئوليات بني املتطوعني‪.‬‬

‫‪7.7‬دعم العالقات اإليجابية بني املتطوعني يف الربامج التطوعية‪.‬‬

‫‪8.8‬االستثامر األمثل من موارد وإمكانات املجتمع يف الربامج التطوعية‪.‬‬

‫‪9.9‬رضورة التنويــع يف التخصصــات والخــرات يف الربامــج التطوعيــة؛ ســواء مــن داخــل‬


‫الجامعــة‪ ،‬أو املجتمــع‪.‬‬

‫‪1010‬أن تكون املهام واملسئوليات متوافقة ومتناسبة مع عدد املتطوعني وقدراتهم‪.‬‬

‫‪1111‬اإلعداد الجيد والتدريب الكايف للمتطوعني يف الربامج التطوعية طبقًا للمهام واملسئوليات‪.‬‬

‫‪1212‬االستفادة من مقرتحات الخرباء امليدانني يف الربامج التطوعية‪.‬‬

‫فهنــاك العديــد مــن األجهــزة واملؤسســات املجتمعيــة التــي مــن املمكــن أن تســهم‬
‫بشــكل إيجــايب يف تفعيــل مشــاركة الشــباب الجامعــي يف العمــل التطوعــي مثــل‪ :‬منظــات‬
‫املجتمــع املــدين‪ ،‬ومؤسســات الرعايــة االجتامعيــة‪ ،‬واألحــزاب السياســية‪ ،‬والجمعيــات األهلية‪،‬‬
‫واألنديــة الرياضيــة‪ ،‬وأنديــة الشــباب(((‪.‬‬

‫كام أن هناك الكثري من األطراف املمكن مشاركتها طبقًا للحاجة‪ ،‬تربزها عملية التخطيط‬
‫االسرتاتيجي‪ ،‬عرب تحليل العوامل الداخلية والخارجية للجامعات‪ ،‬حيث تتباين بحسب تباين‬
‫العوامل املكانية والزمانية للجامعات‪ ،‬فال بد من مشاركة كل األطراف املعنية بتنظيم العمل‬

‫(‪ )1‬ســحر بهجــت محمــد (‪ :)2012‬واقــع العمــل التطوعــي لــدى طــاب الجامعــات فــي ظــل التغيــرات المجتمعيــة ‪ -‬دراســة‬
‫مطبقــة علــى طــاب كليــة الخدمــة االجتماعيــة جامعــة حلــوان‪ ،‬مجلــة دراســات فــي الخدمــة االجتماعيــة والعلــوم‬
‫اإلنســانية‪ ،‬كليــة الخدمــة االجتماعيــة‪ ،‬جامعــة حلــوان‪ ،‬ع (‪.3748 :3655 /9 ،)33‬‬

‫‪56‬‬
‫عا للموقف‬
‫التطوعي يف الجامعات وعملياته‪ ،‬من خالل هياكل تنظيمية مركبة‪ ،‬تخدم الهدف تب ً‬
‫التنظيمي‪ ،‬برغم أن أكرثها فاعلية هو التنظيم الشبيك‪ ،‬لحيويته ومالءمته لطبيعة الجهود‬
‫التطوعية دامئة التغري‪ ،‬عىل أن تقوم بذلك وحدات تطوعية جامعية مختصة‪.‬‬

‫ثالثًا‪ :‬توجيه العمل التطوعي يف الجامعات‪:‬‬

‫إن الحاجـــة للتوجيـــه تفرضهـــا –جامعيـــة‪ -‬الجهـــود املبذولـــة يف التنظيـــم‪ ،‬فـــا دامـــت‬
‫هن ــاك جامع ــة‪ ،‬وم ــا دمن ــا نحت ــاج لجه ــود الجامع ــة املش ــركة؛ ف ــا ب ــد م ــن تحقي ــق التع ــاون‬
‫بـــن أعضائهـــا‪ ،‬وســـبيلنا املبـــارش إىل ذلـــك هـــو التوجيـــه‪ ،‬فالتوجيـــه هـــو الـــذي يبعـــث‬
‫الحيـــاة يف التنظيـــم والتخطيـــط‪ ،‬وهـــو الـــذي يحكـــم فعاليـــة العالقـــات بـــن األفـــراد عـــى‬
‫املســـتويات املتعـــددة‪ ،‬ويف الوحـــدات املختلفـــة للتنظيـــم(((‪ ،‬فبعـــد االنتهـــاء مـــن صياغـــة‬
‫خط ــط املنظم ــة‪ ،‬وبن ــاء هيكله ــا التنظيم ــي؛ تك ــون الخط ــوة التالي ــة ه ــي إرش ــاد املرؤوس ــن‬
‫إىل إنجـــاز األعـــال بهـــدف تحقيـــق األهـــداف بجـــودة عاليـــة‪ ،‬فالتوجيـــه هـــو «الوظيفـــة‬
‫الهادف ــة إىل توجي ــه جه ــود اآلخري ــن‪ ،‬والت ــي ميارس ــها املدي ــر كواح ــدة م ــن مس ــئولياته يف‬
‫العم ــل‪ ،‬وتعن ــي عملي ــة التوجي ــه‪ :‬تقدي ــم النص ــح واإلرش ــاد لألف ــراد العامل ــن به ــدف زي ــادة‬
‫اإلنتاجيـــة‪ ،‬وتحقيـــق األداء األنســـب»(((‪.‬‬

‫لــذا نجــد أن التوجيــه مــن أكــر وظائــف اإلدارة تعقــدًا‪ ،‬وهــي الوظيفــة التــي يعــر عنهــا‬
‫البعــض بوظيفــة القيــادة‪ ،‬ويشــمل التوجيــه مختلــف أشــكال النشــاط باملؤسســة التعليميــة‪،‬‬
‫عــى أن يكــون املديــر هــو املســئول األول عــن التوجيــه‪ ،‬مــن خــال عقــد لقــاءات مســتمرة‬
‫مــع العاملــن باملؤسســة التعليميــة عــى جميــع املســتويات يف ضــوء تفاهــم وعالقــات‬
‫إنســانية(((‪ ،‬وبالتــايل فــإن التوجيــه يقــوم عــى إنجــاز األعــال مــن خــال اآلخريــن‪ ،‬وينطــوي‬
‫عــى عــدد مــن املبــادئ‪ ،‬يتــم عــى أساســها التوجيــه وهــي(((‪:‬‬

‫•وحدة األمر‪ :‬مبعنى أن تكون األوامر واإلرشادات من رئيس واحد‪.‬‬ ‫ ‬

‫•اإلرشاف املبارش‪ :‬يتطلب التوجيه الفعال أن يكون االتصال مبارشا ً بني الرئيس واملرؤوسني‪.‬‬ ‫ ‬

‫•اختيــار األســلوب‪ :‬باختيــار أســلوب التوجيــه األكــر مناســبة لألفــراد‪ ،‬واألكــر فاعليــة مــن‬ ‫ ‬
‫بــن البدائــل املتاحــة للتوجيــه‪.‬‬

‫(‪ )1‬صديق محمد عفيفي (‪ :)2003‬إدارة األعمال في المنظمات المعاصرة‪ ،‬مكتبة عين شمس‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص‪.254‬‬
‫(‪ )2‬يوسف عبد المعطي مصطفى (‪ :)2007‬اإلدارة التربوية مداخل جديدة لعالم جديد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.8‬‬
‫(‪ )3‬الســيد ســامة الخميســي (‪ :)2002‬قــراءات فــي اإلدارة المدرســية أسســها النظريــة وتطبيقاتهــا الميدانيــة والعمليــة‪ ،‬دار‬
‫الوفــاء لدنيــا للطباعــة والنشــر‪ ،‬اإلســكندرية‪ ،‬ص‪.121‬‬
‫(‪ )4‬إبراهيــم عصمــت مطــاوع (‪ :)2003‬اإلدارة التربويــة فــي الوطــن العربــي – أوراق عربيــة وعالميــة‪ ،‬دار الفكــر‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫ص‪.187‬‬

‫‪57‬‬
‫إدارة العمل التطوعي باملؤسسات الرتبوية يف ضوء بعض الخربات العاملية‬

‫ويف ضــوء مــا تنتهجــه الجامعــات حديثًــا مــن تطويــر وتحديــث نظــم عملهــا وتجويــد‬
‫منظومتهــا اإلداريــة‪ ،‬ورفــع قدارتهــا املؤسســية؛ نجــد أن فاعليــة التوجيــه يف الجامعــة‬
‫تتوقــف عــى مــدى كفايــة وكفــاءة عمليتــي التخطيــط والتنظيــم وفاعليتهــا‪ ،‬حيــث يتطلــب‬
‫التوجيــه عــدد مــن املتطلبــات؛ يك يكــون فعــاالً بقــدر كفــاءة وفاعليــة العمليــات الســابقة لــه‪،‬‬
‫ويجــب اختيــار األشــخاص املؤهلــن للوظائــف القياديــة والفنيــة واإلداريــة‪ ،‬مــع رضورة تحديــد‬
‫صفــات شــاغل كل وظيفــة إرشافيــة‪ ،‬ومعرفــة مــدى مالءمــة شــاغل الوظيفــة للمســئوليات‬
‫واالختصاصــات املنوطــة بــه‪ ،‬وتحديــد بطاقــة توصيــف مهــام لــكل وظيفــة‪ ،‬عــى أن تكــون تلــك‬
‫املهــام متســقة مــع معلومــات وخــرات صاحــب الوظيفــة اإلرشافيــة‪ ،‬وقدراتــه عــى توجيــه‬
‫األفــراد املســئول عنهــم نحــو األهــداف املحــددة‪ ،‬وفــق رؤيــة الجامعــة ورســالتها‪.‬‬

‫حيــث يُنظَــر للتوجيــه يف الجامعــة عــى أنــه عمليــة ووظيفــة تعاونيــة ملســاعدة العاملــن‬
‫عــى تحقيــق أهــداف الجامعــة‪ ،‬فوظيفــة التوجيــه مــن وجهــة النظــر تلــك هــو خدمــة تعاونيــة‬
‫تهــدف إىل دراســة الظــروف التــي تؤثــر يف األداء‪ ،‬والعمــل عــى تحســن هــذه الظــروف‬
‫بالطريقــة التــي تكفــل لــكل عامــل تحقيــق مــا تهــدف إليــه الجامعــة‪ ،‬لذلــك تتمثــل أهميــة عملية‬
‫التوجيــه يف الجامعــة فيــا يــي(((‪:‬‬

‫‪1.1‬تحليل اتجاهات وسلوكيات العاملني يف الجامعة‪.‬‬

‫‪2.2‬إتاحة الفرصة للعاملني عىل إبداء آرائهم‪ ،‬ورفع الروح املعنوية بينهم‪.‬‬

‫‪3.3‬توضيح أهداف العمل‪.‬‬

‫‪4.4‬تنمية االتجاه نحو العمل كفريق‪ ،‬وتدريبهم عىل االستفادة من اآلخرين‪.‬‬

‫‪5.5‬رشح تنظيم العمل لألفراد‪.‬‬

‫‪6.6‬مســاعدة املرؤوســن عــى فهــم واجباتهــم ومهامهــم ومســئولياتهم‪ ،‬والســلطات‬


‫املفوضــة لهــم مــن رؤســائهم‪.‬‬

‫‪7.7‬تنمية روح القيادة يف نفوس العاملني‪.‬‬

‫حيــث تــرز تلــك األهميــة قــدرة التوجيــه عــى تنســيق كل جهــود املجموعــات املختلفــة مــن‬
‫فــرق العمــل‪ ،‬وكذلــك العمــل عــى حــل املشــكالت التــي تــؤدي إىل عرقلــة تحقيــق أهــداف‬
‫وأغــراض الجامعــة‪ ،‬ولــي يحقــق التوجيــه يف الجامعــة مهامــه عــى أفضــل صــورة؛ نجــد أن‬
‫هنــاك مجموعــة مــن املبــادئ واألســس التوجيهيــة الجامعيــة التــي ينبغــي أن تُراعــى‪ ،‬وهــذه‬
‫املبــادئ تتمثــل فيــا يــي(((‪:‬‬

‫(‪ )1‬على شريف (‪ :)2000‬اإلدارة المعاصرة‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬ص‪.27،26‬‬


‫(‪ )2‬ســامة عبدالعظيــم حســين‪ ،‬هــدى ســعد الســيد (‪ :)2010‬تحســين جــودة العمليــات االداريــة بكليــات التربيــة باســتخدام‬
‫منهجيــة ســتة ســيجما ‪ -‬دراســة ميدانيــة‪ ،‬مرجــع ســابق‪ ،‬ص‪.1135:1031‬‬

‫‪58‬‬
‫‪1.1‬اتبــاع األســلوب العلمــي‪ ،‬ومراعــاة القواعــد املتصلــة بالعالقــات اإلنســانية عــى‬
‫مســتوى الجامعــة‪.‬‬

‫‪2.2‬رفع الروح املعنوية للمرؤوسني‪ ،‬ومساعدتهم عىل تحقيق أهداف الجامعة‪.‬‬

‫‪3.3‬بث الثقة املتبادلة بني اإلدارة والعاملني‪.‬‬

‫‪4.4‬تشجيع روح املبادرة واالبتكار بني أفراد الجامعة‪.‬‬

‫‪5.5‬وحدة التوجيه‪ ،‬مبعنى أن يتلقى املرؤوسني األوامر والتعليامت من رئيس واحد‪.‬‬

‫‪6.6‬مراعاة الفروق الفردية بني العاملني يف الجامعة‪.‬‬

‫‪7.7‬توفري الدقة والوضوح والسند العلمي واملنطقي يف التوجيهات‪.‬‬

‫وبالنظــر ألهميــة التوجيــه إلدارة العمــل التطوعــي يف الجامعــة؛ نجــد أن توجيــه املتطــوع‬
‫أمـ ًرا رضوريًــا لــه تأثــر كبــر يف إدارة جهــود املتطوعــن يف الجامعــة‪ ،‬وذلــك مــن خــال تقديــم‬
‫النصائــح لهــم والتواصــل معهــم بشــكل مبــارش‪ ،‬ويتــم ذلــك عــن طريــق رشح أهــداف وفلســفة‬
‫العمــل التطوعــي‪ ،‬وإرشــاد املتطــوع إىل مــكان عملــه‪ ،‬والتعــرف عــى تطلعاتــه تجــاه املهامت‬
‫التطوعيــة املتاحــة‪ ،‬مــع عــرض املنافــع التــي ســيجنيها املتطــوع مــن خــال خدمتــه‪ ،‬وعــرض‬
‫هيكليــة مجموعــات العمــل‪ ،‬وذلــك يعــزز مــن إحســاس املتطــوع باملســئولية؛ مــا يســاعده‬
‫عــى نســج العالقــات الوديــة مــع فريــق العمــل(((‪.‬‬

‫ويتــم ذلــك العمــل مــن خــال مجموعــة مــن األنشــطة اإلداريــة املتعلقــة بالتوجيــه‪ ،‬وهــي‬
‫متثــل العنــارص األساســية لهــذه الوظيفــة‪ ،‬وهــذه األنشــطة هــي القيــادة واالتصــاالت والتحفيز‪،‬‬
‫فاملديــر يف أي موقــع يُقــر اســتخدام منــط قيــادة معــن بعــد تحليــل ودراســة الخصائــص‬
‫املختلفــة ملجموعــات العمــل (الرســمية وغــر الرســمية)‪ ،‬والــذي يجــب أن يــؤدي إىل حفــز‬
‫وتشــجيع األفــراد بطريــق فعالــة‪ ،‬ويســاعد ذلــك عــى تفاعلهــم بشــكل موضوعــي‪ ،‬هــذا مــع‬
‫اإلشــارة إىل أن القيــادة والحفــز تتــم مــن خــال قنــوات اتصــال مالمئــة لالتصــال بأفــراد التنظيــم؛‬
‫للتعــرف عــى رغباتهــم واتجاهاتهــم ومشــاكلهم‪ ،‬والتــي هــي أســاس العمــل اإلداري‬
‫املتعلــق باألفــراد(((‪.‬‬

‫ولذلــك نجــد أن عمليــة التوجيــه إلدارة العمــل التطوعــي يف الجامعــة تتطلــب ثالثــة عنــارص‬
‫رئيســية وهــي‪:‬‬

‫‪(1) Waxman, Lisa K.et al (2008): Voluntary Flammability Regulations for Residential Upholstered Furniture,‬‬
‫‪Journal of Family and Consumer Sciences, V100 N4, p34‬‬
‫(‪ )2‬صديق محمد عفيفي (‪ :)2003‬إدارة األعمال في المنظمات المعاصرة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.263‬‬

‫‪59‬‬
‫إدارة العمل التطوعي باملؤسسات الرتبوية يف ضوء بعض الخربات العاملية‬

‫‪1.1‬القيادة واملشاركة يف اتخاذ القرارات املتعلقة بالعمل التطوعي الجامعي‪.‬‬

‫‪2.2‬االتصال الفعال عىل كل املستويات املختلفة ملجموعات العمل التطوعي‪.‬‬

‫‪3.3‬التحفيز وإثارة الدافعية للمشاركة يف برامج العمل التطوعي يف الجامعة‪.‬‬

‫ومــن خــال تلــك العنــارص الثالثــة؛ يعمــل التوجيــه عــى توحيــد جهــود املتطوعــن والعاملني‬
‫يف برامــج التطــوع يف الجامعــة مبــا يخــدم األهــداف التنظيميــة والغايــات املخطــط لهــا‪،‬‬
‫ويــأيت متطلــب قيــادة العمــل التطوعــي عــى رأس تلــك العنــارص الثالثــة‪ ،‬حيــث يتوقــف نجــاح‬
‫عمليــة التوجيــه عــى نجــاح القائــد (املديــر) يف اختيــار أســاليب مختلفــة مــن القيــادة‪ ،‬وأنــواع‬
‫متنوعــة مــن االتصــال‪ ،‬وأســاليب مــن التحفيــز الفاعلــة لتحقيــق قــدر كاف مــن الفهــم املتبــادل‬
‫ملنظومــة العمــل التطوعــي اإلداريــة يف الجامعــة‪ ،‬وكذلــك لرفــع الــروح املعنويــة مــن أجــل‬
‫تحقيــق االنســجام بــن أهــداف املتطوعــن كأفــراد‪ ،‬وأهــداف العمــل التطوعــي كمنظومــة‬
‫إداريــة‪ ،‬يتوقــف نجاحهــا بدرجــة كبــرة عــى نُظُــم قيادتهــا وتوجيههــا‪.‬‬

‫‪ - 1‬قيادة العمل التطوعي يف الجامعة‪:‬‬

‫تتبايـن الـرؤى حـول مفهـوم القيـادة يف الفكـر اإلداري املعـارص‪ ،‬ويرجـع ذلـك إىل أنـه‬
‫مفهـوم تتحكـم فيـه عـدد مـن العوامـل املتغيرة كاملـكان والزمـان والعوامـل السياسـية‬
‫واالجتامعيـة والثقافيـة يف املجتمـع‪ ،‬حيث ميكن تعريـف القيادة بأنها‪« :‬القـدرة عىل معاملة‬
‫الطبيعـة البرشيـة والتأثير يف السـلوك البشرى لتوجيـه األفـراد نحـو هـدف مشترك‪ ،‬بطريقـة‬
‫تعمـل على اكتسـاب طاعتهـم وثقتهـم واحرتامهـم وتعاونهـم»(((‪ ،‬كما ينظـر إليهـا البعـض‬
‫على أنهـا عمليـة تنتـج مـن خلال التفاعـل الـذى يحـدث مـا بين القائـد وأتباعـه‪« ،‬العمليـة التـي‬
‫يؤثـر بهـا الفـرد على اآلخرين‪ ،‬ويحثهـم‪ ،‬ويثير دافعيتهم‪ ،‬ويوجـه أنشـطتهم؛ لتحقيق أهداف‬
‫املجموعـة»(((‪ ،‬فهـي عمليـة تهـدف إىل التأثير يف اآلخرين وحفزهـم إلنجاز أعلى أداء يحقق‬
‫األهـداف املخطـط لهـا‪ ،‬لذلـك تعـد القيـادة هـي العنصر األسـايس لعمليـة التوجيـه‪.‬‬

‫حــة؛ حيــث تحتــاج‬


‫مل َّ‬
‫وىف العــر الحــايل أصبحــت كفــاءة القيــادة يف الجامعــات رضورة ُ‬
‫القيــادات الجامعيــة أن تتمتــع مبهــارات إداريــة وفنيــة رفيعــة املســتوى بصفــه عامــة‬
‫ومعلومــة للجميــع‪ ،‬كــا أن هنــاك مهــارات أخــرى تع ـ ُّد رضوريــة وأساســية للقيــادة الجامعيــة‬
‫بصفــة خاصــة‪ ،‬ويوضــح «‪ »Luthans‬هــذه املهــارات كــا يــي(((‪:‬‬

‫(‪ )1‬أحمد زكى بدوى (‪ :)1994‬معجم مصطلحات العلوم اإلدارية‪ ،‬دار الكتاب المصرى‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط (‪ ،)2‬ص‪.266‬‬
‫‪(2) Gareth R. Jones & Jennifer M. George (2003): Contemporary Management, 3rd Ed., M.C Graw - Hill,‬‬
‫‪New York , p 443.‬‬
‫‪(3) Fred Luthans (1998): Organizational Behavior, 8th Ed, Mc Graw-Hill, New York, p 429‬‬

‫‪60‬‬
‫•مهــارات التواصــل‪ :‬فالقائــد الناجــح يجــب أن يكــون قــاد ًرا عــى التواصــل الفعــال ســواء كان‬ ‫ ‬
‫ذلــك شــفويًا أو كتابيًــا‪ ،‬وكذلــك باإلشــارات واإلميــاءات‪.‬‬

‫•مهــارات تنميــة املــوارد البرشيــة‪ :‬يجــب أن يتمتــع القائد بهــذه املهــارة‪ ،‬والتــي تتضح من‬ ‫ ‬
‫خــال قدرتــه عــى تصميم وتنفيــذ الربامــج التدريبية‪ ،‬وتوفري بيئة مناســبة للتعلــم‪ ،‬وتحديد‬
‫أســاليب نقــل املعلومــات والخــرات يف هــذه الربامــج‪ ،‬ومتابعة التغذيــة الراجعــة والنتائج‪.‬‬

‫•مهــارات اإلبــداع‪ :‬ويظهــر إبــداع القائــد مــن خــال قدرتــه عــى حــل املشــكالت‪ ،‬ومحاولــة‬ ‫ ‬
‫اإلبــداع والتجديــد املســتمر يف العمــل‪ ،‬وليــس هــذا فحســب‪ ،‬بــل أيضً ــا بالقــدرة عــى خلــق‬
‫منــاخ جيــد يشــجع عــى هــذا اإلبــداع‪.‬‬

‫•الوعــي الثقــايف‪ :‬وتشــر هــذه املهــارة إىل الحاجــة املســتمرة لتعلــم املعلومــات‬ ‫ ‬
‫واملهــارات الحديثــة يف هــذا العــر الــذي يتســم بالتطــور الرسيــع والتغــرات الجذريــة‬
‫والتنافســية العامليــة‪.‬‬

‫ويجــد كثــر مــن قيــادات العمــل التطوعــي صعوبــة يف التعامــل مــع املتطوعــن بدعــوى‬
‫ضعــف االلتــزام إلنجــاز العمــل‪ ،‬وهــو خطــأ جســيم؛ ألن الدافــع الــذي أقبــل مــن خاللــه املتطــوع‬
‫ح ِ‬
‫ســن اســتثامره وتوظيفــه‪ ،‬كــون العامــل‬ ‫عــى التطــوع أســمى‪ ،‬وهــو محقــق لإلنجــاز إذا مــا أ ُ‬
‫ـا أن إدارة وتوجيــه العمــل التطوعي‬
‫البــري هــو املصــدر األهــم يف أي جهــود تطوعيــة‪ ،‬علـ ً‬
‫تتطلــب عــددًا مــن املهــارات يف القيــادة الجامعيــة عــاوة إىل مــا تــم ذكــره مــن مهــارات‪،‬‬
‫وتتمثــل املهــارات املطلوبــة يف القيــادة ألي برنامــج تطوعــي يف اآليت(((‪:‬‬

‫•مهــارات ذهنيــة‪ :‬وتتعلــق بالقــدرة عــى التفكــر املنطقــي املنظــم‪ ،‬واســتيعاب‬ ‫ ‬


‫املعلومــات وتحليلهــا‪ ،‬واالســتخالص الجيــد ملضمونهــا‪ ،‬حيــث يعتمــد عــى مجموعــة مــن‬
‫املهــارات الذهنيــة املرتابطــة‪.‬‬

‫•مهــارات اجتامعيــة‪ :‬وتتعلــق بالقــدرة عــى التواصــل الفعــال القائــم عــى دقــة اإلنصــات‬ ‫ ‬
‫ووضــوح التعبــر‪ ،‬والقــدرة عــى تفهــم عــال لآلخريــن‪.‬‬

‫•مهــارات فنيــة‪ :‬تتعلــق بنــوع العمــل‪ ،‬والنشــاط الــذي يتــم يف الربنامــج التطوعــي‪،‬‬ ‫ ‬
‫ســواء كان تربويًــا أو صح ًيــا أو اجتامع ًيــا‪ ،‬بحيــث يكــون القائــم بالقيــادة عــى درايــة كافيــة‬
‫بتفاصيــل وتقنيــات العمــل مبختلــف مراحلــه‪.‬‬

‫لــذا البــد مــن التدقيــق الجيــد ملــن يقــوم بالقيــادة ‪-‬باختــاف مســتوياتها‪ -‬يف الربامــج‬
‫أو األنشــطة التطوعيــة‪ ،‬وفــق أطــر موضوعيــة‪ ،‬بهــدف اإلنجــاز بــكل املقاييــس‪ ،‬واالرتقــاء‬

‫(‪ )1‬محمد سيد خليل (‪ :)2001‬اإلدارة الفعالة للمنظمات األهلية التطوعية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.11،10‬‬

‫‪61‬‬
‫إدارة العمل التطوعي باملؤسسات الرتبوية يف ضوء بعض الخربات العاملية‬

‫باملهــارات الذاتيــة املحققــة لتلــك األهــداف‪ ،‬وذلــك مــن خــال تقييــم مهاراتــه الشــخصية‪،‬‬
‫وتنظريهــا مبــا هــو مطلــوب مــن مهــارات لتحقيــق األهــداف‪ ،‬ومــن ثــم تحديــد املســتوى‬
‫املطلــوب مــن املهــارات‪ ،‬والطريقــة املناســبة لتحقيــق هــذا املســتوى‪.‬‬

‫فمـــن املهـــم أن تكـــون قيـــادات برامـــج العمـــل التطوعـــي يف الجامعـــة قـــادرة عـــى‬
‫التفك ــر الطم ــوح‪ ،‬واتب ــاع أس ــاليب مناس ــبة للقي ــادة‪ ،‬واقتح ــام املج ــاالت املجهول ــة بش ــجاعة‪،‬‬
‫واتخ ــاذ ق ــرارات حكيم ــة‪ ،‬واملصارح ــة‪ ،‬والتح ــدث بحري ــة‪ ،‬والعم ــل بجدي ــة‪ ،‬حي ــث إن ن ــوع القي ــادة‬
‫املطل ــوب يج ــب أن تتص ــف بالعقالني ــة واملنطقي ــة م ــن حي ــث تبنيه ــا رؤى مالمئ ــة للمواق ــف‪،‬‬
‫تتصــف مبــا يــي(((‪:‬‬

‫ •التفكري العميق واإلبداعي‪.‬‬

‫ •اتخاذ قرارات حكيمة‪.‬‬

‫ •التفاعل مع اآلخرين بإيجابية‪.‬‬

‫ •املثابرة فيام يتم مواجهته من صعاب‪ ،‬والتغلب عليها‪.‬‬

‫لذلــك تحتــاج مهــام القيــادة يف املجــال التطوعي إىل ســات شــخصية محــددة‪ ،‬ومهارات‬
‫ومعــارف؛ كونهــا عنــارص حيويــة يف دور مديــر الربنامــج التطوعــي‪ ،‬فيجــب تحليــل تلــك الســات‬
‫واملهــارات التــي يتــم إتقانهــا وتنميتهــا‪ ،‬وتلــك التــي تتطلــب تطويــرا أكــر‪ ،‬والعمــل عــى‬
‫االرتقــاء بهــا‪ ،‬وذلــك يف ضــوء عــدد مــن املــؤرشات التــي ميكــن إيجازهــا فيــا يــي‪:‬‬

‫ •ضامن مالءمة الدور الذي تؤديه‪ ،‬ومسئوليات العمل‪ ،‬وواجبات وظيفته‪.‬‬

‫ •تحديد القدرات اإلدراكية واملعرفية‪ ،‬واملهارات واملواصفات الشخصية املطلوبة‪.‬‬

‫ •التأكد من التزامه بالعمل‪ ،‬وإيجاد الوقت الكايف إلنجازه‪.‬‬

‫ •وضع خطة وتنفيذها‪ ،‬لتحقيق أعىل معدالت أدائه الشخيص‪ ،‬وتحقيق نتائج مهمة‪.‬‬

‫ •االستفادة من الخربات املتاحة يف شبكات الدعم املوجودة‪.‬‬

‫ونجــد فيــا تقــدم مــؤرشات وعوامــل تســاعد مــن يقــوم بعمليــة قيــادة وتوجيــه برامــج‬
‫العمــل التطوعــي يف الجامعــة بتحقيــق أعــى معــدالت األداء‪ ،‬والتــي تنعكــس بدورهــا عــى‬
‫تحقيــق األهــداف املخطــط لهــا‪ ،‬ونجــاح تلــك الخطــط بالقــدر املأمــول‪ ،‬ومــن ثــم تكــون محفــزة‬
‫لالســتمرار بعقــد املزيــد مــن تلــك الربامــج التطوعيــة يف الجامعــة‪.‬‬

‫‪(1) Boyd, Barry L (2003): Competencies for Leaders of Volunteers During the Next Decade: A National‬‬
‫‪Delphi Study, Paper presented at Frontiers of Leadership: People, Places & Programs the Association of‬‬
‫‪Leadership Educators International Conference Anchorage, AK, July 16-19.‬‬

‫‪62‬‬
‫‪ .2‬االتصال الفعال للعمل التطوعي يف الجامعة‪:‬‬

‫يف ضــوء املتغــرات والتحديــات التــي يعيشــها العــامل املعــارص‪ ،‬والتــي شــملت جميــع‬
‫مجــاالت الحيــاة‪ ،‬وخاصــة مجــال االتصــال اإلداري؛ أدت هــذه املتغــرات املعــارصة إىل تغيــر‬
‫قــا أكــر ملفهــوم اإلدارة الحديثــة(((‪ ،‬فالعــر الحــايل‬
‫مفهــوم االتصــال ومجالــه‪ ،‬وجعلتــه مطاب ً‬
‫ـا لــه نظمــه وقوانينــه‪ ،‬وأن االتصــال يُشــكل العنــر املشــرك يف‬ ‫يتميــز بــأن االتصــال أصبــح ِ‬
‫علـ ً‬
‫جميــع العمليــات اإلداريــة‪ ،‬حيــث ميكــن مــن خاللــه تبــادل املعلومــات والحقائــق واالنفعــاالت‪،‬‬
‫وهــو الوســيلة التــي يتــم عربهــا القيــام بوظائــف القيــادة اإلداريــة األساســية(((‪.‬‬

‫ســواء عن قصد‬
‫ـخص‪َ - ،‬‬
‫ويعــرف االتصــال بأنــه‪" :‬تلــك العمليــة الديناميكيــة التــي يؤثــر فيها شـ ُ‬
‫منــه أو غــر قص ـ َد ‪ -‬عــى مــدركات شــخص آخــر أو اآلخريــن مــن خــال مــواد ووســائل مســتخدمة‬
‫بأشــكال وطــرق رمزيــة"(((‪ ،،‬كــا يعــرف‪« :‬بأنــه نقــل املعلومــات واألفــكار بصفــة مســتمرة‬
‫بــن األفــراد وبعضهــم البعــض يف كل املســتويات التنظيميــة‪ ،‬بــن املديريــن واملوظفــن‬
‫واملرشفــن‪ ،‬أي هــي شــبكة ربــط تربــط كل التنظيــم»(((‪ ،‬فاالتصــال ‪-‬كعمليــة‪ -‬يســتخدم لنقــل‬
‫وتبــادل املعلومــات واألفــكار مــن شــخص إىل آخــر أو عــدة أشــخاص‪ ،‬يتضمــن مجموعــة مــن‬
‫اإلجــراءات والطرق والوســائل؛ تكفل إرســال الرســالة بطريقــة واضحة ومفهومــة للجميع؛ التخاذ‬
‫قــرارات ســليمة االتجــاه‪ ،‬تتســق مــع األهــداف التخطيطيــة والتنظيميــة وجميــع عمليــات اإلدارة‪.‬‬

‫لذلــك تســعى اإلدارة الجامعيــة عــى تدعيــم قدراتهــا اإلدارية باســتخدامها طــرق وإجراءات‬
‫ووســائل حديثــة تحقــق اتصــاالً فعــاالً مــع جميــع مفرداتهــا؛ نظـ ًرا ملــا ميثلــه االتصــال مــن أهمية‪،‬‬
‫حيــث يقــوم عــى تحقيــق عدد مــن األهــداف تتمثــل يف(((‪:‬‬

‫ •نقل املعلومات واألسس والقواعد املعمول بها من شخص آلخر بشكل تعاوين‪.‬‬

‫ •توحد اتجاه العاملني يف اإلدارة نحو تحقيق األهداف املرغوبة‪.‬‬

‫ •تطويــر معلومــات وأفــكار العاملــن؛ مــا يســاعد عــى تعديــل اتجاهاتهــم إىل مــا فيــه‬
‫صالــح العمليــة الرتبويــة‪.‬‬

‫ •العمــل عــى إيجــاد روح معنويــة عاليــة لــدى العاملــن‪ ،‬إىل جانــب تنميــة أبعــاد االتفــاق‬
‫والتعــاون الب َّنــاء فيــا بينهــم‪.‬‬
‫(‪ )1‬محمد يسري إبراهيم (‪ :)1999‬االتصال والسلوك اإلنساني‪ ،‬البيطاش سنتر للنشر والتوزيع‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬ص‪.68‬‬
‫(‪ )2‬محمــد الفاضــل وآخــرون (‪ :)2006‬االتصــاالت اإلداريــة وأســاليب القيــادة اإلداريــة فــي المؤسســات التربويــة‪ ،‬دار الحامــد‪،‬‬
‫عمــان‪ ،‬ص‪.17‬‬
‫(‪ )3‬حسن محمد إبراهيم‪ ،‬محمد حسنين العجمي (‪ :)2007‬اإلدارة التربوية‪ ،‬دار المسيرة‪ ،‬عمان‪ ،‬ص‪.269‬‬
‫(‪ )4‬عبد الغفار حنفى(‪ :)2002‬السلوك التنظيمي وإدارة الموارد البشرية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬ص‪.128‬‬
‫(‪ )5‬عبــد العزيــز عطــا اهلل المعايطة (‪ :)2007‬اإلدارة المدرســية فــي ضوء الفكر اإلداري المعاصر‪ ،‬عمّــان‪ ،‬دار الحامد‪ ،‬ص‪.146‬‬

‫‪63‬‬
‫إدارة العمل التطوعي باملؤسسات الرتبوية يف ضوء بعض الخربات العاملية‬

‫وبالنظـر إىل العمـل التطوعـي يف الجامعـة؛ نجـد أنـه يقـوم على عمليـة االتصـال‪ ،‬كونـه‬
‫نشـاطًا اجتامعيًـا إنسـانيًا يدعـم رؤيـة الجامعـات ورسـالتها يف االرتقـاء بخصائـص طالبهـا‬
‫املعرفيـة واملهارية والوجدانية‪ ،‬فكثري من منتسـبي الربامـج التطوعية؛ تتمثل دوافعهم يف‬
‫تنميـة مهـارات االتصـال والتواصـل الفعـال‪ ،‬وتكويـن عالقـات إيجابية بين املجموعات اإلنسـانية‬
‫السـنية‪ ،‬حيث إن الجهـود التطوعية الطالبية‬
‫ِّ‬ ‫واإلحسـاس باآلخريـن‪ ،‬وهـو ما تتطلبه تلـك املرحلة‬
‫تعمـل على متكين الشـباب الجامعـي مـن القـدرة على التواصـل‪ ،‬وتكويـن الصداقـات‪ ،‬وامتالك‬
‫مهـارات العقـل املتفتـح التـي مل تكـن واضحـة لـدى الطلاب؛ لعـدم تراكـم الخبرات الداعمـة‬
‫لذلـك‪ ،‬فكلما زادت خبرة الطالب الجامعي يف أنشـطة برامـج العمل التطوعـي؛ امتلك مهارات‬
‫اتصـال وتواصـل فعالـة مـع اآلخريـن‪ ،‬وبالتـايل تتحسـن عالقتـه االجتامعيـة‪.‬‬
‫وهــذا يؤكــد أن عمليــة االتصــال والتواصــل يف الجهــود والربامــج التطوعيــة يف الجامعــة‬
‫تنطــوي عــى أهــداف تربويــة وتعليميــة باملقــام األول‪ ،‬فبالرغــم مــن تعــدد صــور وأنــواع‬
‫االتصــال؛ إال أننــا نجــده يف العمــل التطوعــي يف الجامعــات يتوافــق مــع أنــواع عمليــة االتصــال‬
‫والتواصــل الرتبــوي‪ ،‬والتــي تتمثــل يف التصنيــف اآليت(((‪:‬‬
‫شكل (‪ )3‬أنواع عملية االتصال والتواصل الرتبوي‬

‫•االتصــال املبــارش‪ :‬ويتــم بشــكل مبــارش بــن مصــدر الرســالة ومســتقبلها وج ً‬


‫هــا لوجــه‪،‬‬ ‫ ‬
‫ومــن أنواعــه‪:‬‬
‫أاالتصــال الــذايت‪ :‬ويتــم بــن الفــرد ونفســه‪ ،‬فيكــون هــو املصــدر واملســتقبل يف آن‬ ‫ ‪.‬‬
‫واحــد‪ ،‬ويتمثــل يف العمليــات العقليــة والنفســية التــي تحــدث داخــل الفــرد عندمــا يتفاعــل‬
‫مبفــرده مــع الرســالة لبنــاء تعلمــه بنفســه‪ ،‬واتخــاذ القــرارات الخاصــة بــه‪.‬‬
‫(‪ )1‬محمد عطية خميس (‪ :)2003‬منتجات تكنولوجيا التعليم‪ ،‬دار الكلمة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط (‪ ،)1‬ص‪.33-32‬‬

‫‪64‬‬
‫ ‪ .‬باالتصــال الفــردي املبــارش‪ :‬ويحــدث وج ً‬
‫هــا لوجــه بــن فرديــن‪ ،‬أو بــن فــرد وعــدد محــدود‬
‫ال يزيــد عــن خمســة‪ ،‬ويعــد هــذا النــوع أرقــى أنــواع االتصــال يف تحقيقــه لألهــداف‬
‫املنشــودة؛ ألنــه يســمح مبعرفــة رد فعــل الرســالة‪ ،‬وتعديلهــا‪ ،‬وتزويــده بالتغذيــة‬
‫الراجعــة املناســبة‪.‬‬

‫ ‪ .‬جاالتصــال الجامعــي املبــارش يف مجموعــات صغــرة‪ :‬ويحــدث وج ً‬


‫هــا لوجــه بــن فــرد‬
‫ومجموعــة صغــرة مــن املعلمــن يــراوح عددهــم بــن (‪ )15-5‬فــردًا‪ ،‬ويــأيت يف املرتبــة‬
‫الثانيــة بعــد الفــردي مــن حيــث الفاعليــة‪.‬‬

‫داالتصــال الجامعــي املبــارش يف مجموعــات كبــرة‪ :‬ويحــدث وج ً‬


‫هــا لوجــه بــن فــرد‬ ‫ ‪.‬‬
‫ومجموعــة كبــرة مــن األفــراد‪ ،‬يتحــدد عددهــم بســعة املــكان‪ ،‬تبــدأ مــن (‪ )30‬فــردًا‪ ،‬وقــد‬
‫تصــل إىل العــرات كــا هــو الحــال يف املحــارضات الجامعيــة‪ ،‬ونظــ ًرا لكــرة العــدد؛‬
‫فإنــه يصعــب مالحظــة كل فــرد ملعرفــة تأثــر الرســالة عليــه‪ ،‬وتزويــده بالتغذيــة الراجعــة‬
‫املناســبة‪ ،‬لذلــك يعــد هــذا النــوع أقــل أنــوع االتصــال املبــارش فعاليــة‪.‬‬

‫•االتصــال غــر املبــارش‪ :‬وهــو اتصــال يحــدث بــن ُ‬


‫مصــدر ومســتقبل‪ ،‬أو مجموعة مســتقبلني‬ ‫ ‬
‫هــا لوجــه‪ ،‬ومــن أنواعه‪:‬‬
‫مــن بُعــد‪ ،‬دون حــدوث لقــاء مبــارش بينهــم وج ً‬

‫أاالتصــال الفــردي غــر املبــارش‪ :‬ويحــدث بــن ُ‬


‫مصــدر وفــرد مــن بُعــد‪ ،‬دون حــدوث لقــاء‬ ‫ ‪.‬‬
‫مبــارش بينهــا‪ ،‬كــا هــو الحــال يف الربيــد اإللكــروين‪ ،‬وقــد يكــون مصــدر الرســالة فــردًا‬
‫جــا‪ ،‬ورغــم وجــود تفاعــل بــن املصــدر واملســتقبل؛ إال إنــه تفاعــل غــر مبــارش‪ ،‬وال‬
‫أو برنام ً‬
‫يصــل إىل مســتوى التفاعــل الشــخيص يف االتصــال الفــردي املبــارش‪.‬‬

‫ ‪ .‬باالتصــال الجامعــي غــر املبــارش يف مجموعــات صغــرة‪ :‬ويحــدث بــن ُ‬


‫مصــدر ومجموعــة‬
‫صغــرة مــن األفــراد‪ ،‬ســواء أكانــوا يف مــكان واحــد‪ ،‬أم يف نقاط متعــددة متباعــدة‪،‬أم بني‬
‫أفــراد املجموعــة بعضهــم لبعــض‪ ،‬كــا هــو الحــال يف املؤمتــرات الســمعية ومؤمتــرات‬
‫‪ ،Video Conferencing‬حيــث تتــم العالقــة بــن أفــراد املجموعــة بطريقــة تشــاركية‪.‬‬

‫ ‪ .‬جاالتصــال الجامعــي غــر املبــارش يف مجموعــات كبــرة‪ :‬ويحــدث بــن ُ‬


‫مصــدر ومجموعــة‬
‫كبــرة مــن األفــراد عــن بُعــد‪ ،‬وقــد يكــون عددهــا محــدودًا‪ ،‬كــا هــو الحــال يف اســتخدام‬
‫الدائــرة التلفزيونيــة املغلقــة ‪ ،CCTV‬وقــد يصــل إىل جميــع أفــراد الفئــة املســتهدفة‪ ،‬كــا‬
‫هــو الحــال يف اإلذاعــة والتليفزيــون أو مؤمتــرات األنرتنــت‪ ،‬ولذلــك يســمى هــذا النــوع‬
‫"االتصــال الجامهــري ‪ ،"Mass Communication‬وتكــون فيــه درجــة التفاعليــة محــدودة‪،‬‬
‫لذلــك يعــد هــذا النــوع أضعــف درجــات االتصــال‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫إدارة العمل التطوعي باملؤسسات الرتبوية يف ضوء بعض الخربات العاملية‬

‫ويلــزم لتحقيــق تلــك األنــواع عــدة وســائل عنــد تنفيــذ الربامــج التطوعيــة يف الجامعــات‪،‬‬
‫فبالرغــم مــن أن التقــدم العلمــي التكنولوجــي أضــاف الكثــر إىل وســائل االتصــال والتواصــل‬
‫بشــكل عــام؛ إال إن الربامــج التطوعيــة الجامعيــة يلزمهــا عــدد مــن وســائل االتصــال والتواصــل‬
‫بشــكل خــاص لتعــدد الفئــات واملجتمعــات التــي تتعامــل معهــا تلــك الربامــج التطوعيــة‪،‬‬
‫واســتهدافها جمهــو ًرا متبايــن الــرؤى والثقافــات؛ لــذا لــزم التنويــع يف وســائل االتصــال‬
‫املســتخدمة‪ ،‬حتــى تتمكــن تلــك الربامــج مــن تحقيــق أهدافهــا‪ ،‬ومــن تلــك الوســائل‪:‬‬
‫«املؤمتــرات الصحفيــة‪ ،‬واملقابــات أو الظهــور يف اإلعــام‪ ،‬والبيانــات والصحــف واملنشــورات‬
‫املخصصــة لألعضــاء‪ ،‬والتقاريــر الســنوية‪ ،‬والتقاريــر الخاصــة وامللخصــات‪ ،‬وســجالت املعلومــات‬
‫أو املســتندات الصحفيــة‪ ،‬واأليــام املفتوحــة للعمــوم والحفــات‪ ،‬واملعــارض والعــروض‬
‫الســمعية البرصيــة لجــذب املتطوعــن‪ ،‬ولوحــات اإلعالنــات واملنشــورات املحليــة»(((‪ .‬حيث تعمل‬
‫تلــك الوســائل عــى تحقيــق أهــداف برامــج العمــل التطوعــي يف الجامعــات‪ ،‬وميكــن لنشــاط‬
‫االتصــال أن يقــوم مبــا يــي‪:‬‬

‫ •زيادة القدرات االتصالية التفاعلية للمنخرطني يف الربامج التطوعية الجامعية‪.‬‬

‫ •دعم عمليات برامج العمل التطوعي يف الجامعة وتفعيلها‪.‬‬

‫ •تكويــن حلقــات عمــل وتواصــل مــع املختصــن يف مجــال العمــل التطوعــي يف الجامعــات‬
‫ونظرائهــم يف مؤسســات املجتمــع املــدين واملحــي‪.‬‬

‫عــا مــن النشــاط اإلنســاين الــذي‬


‫يُعــد االتصــال يف العمــل التطوعــي يف الجامعــات نو ً‬
‫یحــدث باســتمرار‪ ،‬فــا یمكــن أن ینشــأ التفاعــل االجتامعــي ‪-‬الــذي هــو البوابــة الرئیســیة إلنجــاح‬
‫أي جهــود أو برامــج تطوعيــة يف الجامعــة‪ -‬دون وجــود االتصــال‪ ،‬فهــو العنــر املهــم يف‬
‫العملیــات اإلداریــة والتنظیمیــة للعمــل التطوعــي يف الجامعــات‪ ،‬حيــث إن الهــدف األســايس‬
‫مــن العمليــة االتصاليــة هــو املســاعدة عــى تحســن املهــارات والقــدرات االتصاليــة التــي‬
‫تدعــم برامــج العمــل التطوعــي يف الجامعــات‪ ،‬ومــن ثــم ضــان نجــاح تلــك الجهــود التطوعيــة‬
‫مبــا يتفــق مــع رؤيــة ورســالة الجامعــة‪.‬‬

‫‪ .3‬التحفيز وإثارة الدافعية للعمل التطوعي يف الجامعة‪:‬‬

‫تشــغل قضيــة حفــز األفــراد وأثــره عــى أداء العمــل الكثــر مــن الباحثــن منــذ بــدء العمــل‬
‫املنتظــم يف املجــاالت الحياتيــة املتعــددة‪ ،‬وكانــت أهــم الجهــود يف هــذا املجــال خــال‬
‫العقــود املاضيــة مبنيــة عــى نظريــات علــم النفــس يف الغرائــز والدوافــع‪ ،‬وخــال تلــك الفــرة‬

‫‪(1) Samir M. El-Gazza, et al (2008): An Examination of the Determinants and Contents of Corporate‬‬
‫‪Voluntary Disclosure of Management’s Responsibilities for Financial Reporting, Journal of Accounting,‬‬
‫‪Auditing & Finance, January, Vol. 23,1, p 95.‬‬

‫‪66‬‬
‫تطــورت مجــاالت البحــث‪ ،‬وتعــددت النظريــات التــي تحــاول تفســر أســباب حفــز األفــراد‪ ،‬حيــث‬
‫بــدأت األفــكار برتغيــب اإلنســان يف العمــل‪ ،‬وحثِّــه عــى االرتفــاع مبســتوى أدائــه‪ ،‬ثــم بــدأت‬
‫حــا يف صــورة نظريــات للحوافــز‪ ،‬ومــا الشــك‬
‫تتبلــور أشــكال األفــكار بصــورة أكــر تحديـدًا ووضو ً‬
‫فيــه أن هــذه النظريــات قــد أرســت مبــادئ هامــة‪ ،‬وأســاليب فنيــة‪ ،‬وأفــكا ًرا ترتكــز عــى تأمــات‬
‫حــا باهـ ًرا‪ ،‬إال إن مــا يعنينــا هنــا هــو موضــوع‬
‫فكريــة راســخة‪ ،‬وفــروض علميــة القــت نتائجهــا نجا ً‬
‫الحوافــز يف ميــدان اإلدارة التطوعيــة الجامعيــة‪.‬‬

‫إن النقطــة األساســية التــي يســتند عليهــا موضــوع الحوافــز يف ميــدان اإلدارة وعلــم‬
‫النفــس عــى الســواء هــو الفــرق الحــادث بــن الطاقــة الكامنــة لــدى الفــرد ومقــدار مــا‬
‫يُســتغل منهــا‪ ،‬ومعنــى هــذا أن اإلنســان عــادة مــا يســتطيع أن يفعــل أكــر مــا يقــوم بــه فعـاً؛‬
‫ألنــه مييــل دامئًــا إىل أن يبــذل مجهــودًا أقــل مــا يتوافــر لديــه‪ ،‬ومــن هنــا يتحقــق الفهــم‬
‫لــر اهتــام رجــال اإلدارة بزيــادة مســتوى األداء لــدى األفــراد‪ ،‬وزيــادة معــدالت إنتاجهــم‪،‬‬
‫واســتخدام الحوافــز كوســائل فعالــة يف هــذا الســبيل(((‪ ،‬وهو مــا تعمــل عليــه اإلدارة الجامعية‬
‫الحديثــة التــي تســعى إىل إطــاق الطاقــات الكامنــة اإلبداعيــة لــدى العاملــن لديهــا‪ ،‬وذلــك‬
‫مــن خــال توفــر متطلبــن رئيســيني هــا‪« :‬مراعــاة الفــروق الفرديــة بــن العاملــن‪ ،‬ووجــود‬
‫حوافــز لــأداء الجيــد‪ ،‬ومراعــاة احتياجــات العاملــن يف الجامعــة»(((‪.‬‬

‫وتتمثل أهمية التحفيز ‪-‬كأحد أنشطة عملية التوجيه يف الجامعات‪ -‬فيام ييل(((‪:‬‬

‫ •اإلسهام يف إعادة تنظيم منظومة احتياجات العاملني‪ ،‬وتنسيق أولوياتها‪.‬‬

‫ •اإلســهام يف التحكــم بســلوك العاملــن؛ مبــا يضمــن تحريــك هــذا الســلوك وتعزيــزه‬
‫وتوجيهــه‪ ،‬وتعديلــه حســب املصلحــة املشــركة بــن الجامعــة والعاملــن‪.‬‬

‫ •اإلسهام يف إشباع الحاجات املتعددة للعاملني‪ ،‬ورفع روحهم املعنوية‪.‬‬

‫ •تنمية عادات وقيم سلوكية جديدة تسعى الجامعة إىل وجودها بني العاملني‪.‬‬

‫ •اإلسهام يف تعزيز العاملني ألهداف الجامعة أو سياساتها‪ ،‬وتعزيز قدراتهم وميولهم‪.‬‬

‫ •تنمية الطاقات اإلبداعية لدى العاملني؛ مبا يضمن ازدهار الجامعة وتفوقها‪.‬‬

‫وفيما يتعلـق بـإدارة العمـل التطوعـي يف الجامعـات؛ نجـد أن الشـباب الجامعـي يعـاين‬
‫مـن جملـة مشـاكل‪ ،‬مـن أبرزهـا مشـكلة عـدم وجـود تشـجيع أو تحفيـز لهـم على االنخـراط يف‬

‫(‪ )1‬مريم محمد الشرقاوى (‪ :)2006‬اإلدارة المدرسية‪ ،‬مكتبة النهضة المصرية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص‪.263‬‬
‫(‪ )2‬أحمد ابراهيم احمد (‪ :)2006‬إدارة الفصل الفعال ‪-‬قراءات من اإلنترنت‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.136‬‬
‫(‪ )3‬عساف عبد المعطي محمد (‪ :)1999‬السلوك االداري التنظيمي في المنظمات المعاصرة‪ ،‬دار زهران‪ ،‬عمان‪ ،‬ص‪.)86‬‬

‫‪67‬‬
‫إدارة العمل التطوعي باملؤسسات الرتبوية يف ضوء بعض الخربات العاملية‬

‫األنشـطة التطوعيـة(((‪ ،‬فحينما يسـتعد املتطـوع ليخطـو خطواتـه األوىل؛ يجـد صعوبـة يف‬
‫االنخـراط بفاعليـة يف األنشـطة املقامـة‪ ،‬لذلـك ال بـد مـن تزويـده بالنصائـح‪ ،‬وتوضيـح األدوار‬
‫واملسـؤوليات املطلوبة من املتطوع‪ ،‬وتكييف املؤهالت‪ ،‬وإيجاد املهمة املناسـبة للمتطوع‬
‫مبـا يسـاعد على تسـهيل اندماجه‪ ،‬ومسـاعدتهم عىل الشـعور بالثقـة‪ ،‬وتبديد املخـاوف التي‬
‫يشـعر بهـا املتطوعـون عنـد مبـارشة مهمـة معينـة‪ ،‬ومـن ثـم تحفيـزه على العمـل(((‪.‬‬

‫ففــي ضــوء الفهــم الجيــد للمتطوعــن؛ يتــم توزيــع العمــل بحســب قــدرات املتطــوع‬
‫ورغباتــه‪ ،‬مــع وضــع دعامــات العمــل كفريــق؛ بإعــال مبــدأ املشــاركة‪ ،‬وتكــون املوازنــة‬
‫بــن مصلحــة الربنامــج أو النشــاط التطوعــي‪ ،‬ومصلحــة املتطــوع هــي ركيــزة وضــان النجــاح‬
‫واســتمراريته‪ ،‬ويكــون التحفيــز فعــاالً مبكافــأة النشــاط الجيــد‪ ،‬وتصحيــح األخطــاء أوالً بــأول‪ ،‬مــن‬
‫خــال التقييــم املوضوعــي القائــم عــى معايــر يعيهــا كل مــن لــه عالقــة بالعمــل وبشــكل‬
‫منصــب عــى العمــل أو تحقيــق املهمــة فقــط؛ بــل يجــب أن‬
‫مســبق‪ ،‬وال يكــون محــور االهتــام ُ‬
‫ينصــب عــى الرعايــة للمتطوعــن بتقديــم التوجيــه واإلرشــاد والتحفيــز الفعــال‪ ،‬وإتاحــة الفرصــة‬
‫لهــم لثقــل مهاراتهــم بصــورة دامئــة ومســتمرة(((‪ ،‬لــذا البــد مــن توفــر عــدد مــن املحفــزات‬
‫التــي تضمــن إقبــال الشــباب الجامعــي عــى الربامــج واألنشــطة التطوعيــة يف الجامعــة‪،‬‬
‫وتتمثــل تلــك املحفــزات يف اآليت(((‪:‬‬

‫ •اإلعالن عن قبول متطوعني‪ ،‬والعمل عىل ترغيبهم يف العمل التطوعي‪.‬‬

‫ •إشعار املتطوعني بفائدة الجهود التي يبذلونها‪.‬‬

‫ •توفري الفرصة للمتطوعني للقيام باملسئوليات التي يتوقعون القيام بها ويستشعرون‬
‫مسئولياتهم تجاهها‪.‬‬

‫ •الدعوة للتطوع عن طريق وسائل اإلعالم املتاحة‪.‬‬

‫ •وضع املتطوع يف املكان الذي يتناسب مع ميوله ورغباته وإمكاناته‪.‬‬

‫ •مساعدة املتطوعني عىل اكتساب خربات ومهارات جديدة‪.‬‬

‫ •توفري مجموعة من الحوافز املعنوية واملادية للمتميزين من املتطوعني‪.‬‬

‫وبالرغــم مــن أهميــة توفــر مجموعــة مــن الحوافــز املعنويــة واملاديــة؛ إال إنهــا يجــب أال‬
‫تتعــارض مــع جوهــر عمليــة التطــوع القامئــة عــى مبــدأ التطوعيــة دون مقابــل‪ ،‬وذلــك بالرتكيــز‬

‫(‪ )1‬وزارة التضامن االجتماعي (‪ :)2014‬اتجاهات الشباب الجامعي نحو العمل التطوعي‪،‬مصر‪ ،‬ص‪.12‬‬
‫‪(2) Ruth Hayes, Jacki Reason (2009): Voluntary but Not Amateur: A Guide to the Law for Voluntary‬‬
‫‪Organisations and Community Groups, Jackie Reason inc. P 178.‬‬
‫(‪ )3‬محمد سيد خليل (‪ :)2001‬اإلدارة الفعالة للمنظمات األهلية التطوعية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.14‬‬
‫(‪ )4‬محمد بهجت كشك (‪ :)1988‬تنظيم المجتمع من المساعدة إلى الدفاع‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬ص‪.238-237‬‬

‫‪68‬‬
‫عــى أن تكــون األعــال التطوعيــة محفــزة للمتطوعــن ومرغبــة لهــم يف املشــاركة‪ ،‬وأن تكون‬
‫متيــرة وســهلة ميكــن القيــام بهــا وتنفيذهــا؛ بــأن تكــون عــى شــكل برامــج ومرشوعــات‬
‫وأســهم تشــبع احتياجــات املتطوعــن حتــى يتمكــن املتطــوع مــن القيــام بهــا برغبــة وكفــاءة(((‪.‬‬

‫لذلــك يتعــن فيمــن يقــوم بعمليــة تحفيــز طــاب الجامعــة لالندمــاج يف أنشــطة وبرامــج‬
‫العمــل التطوعــي الجامعيــة؛ أن ميتلــك مقومــات ذلــك الــدور‪ ،‬وأن يكــون لديــه خــرات ميدانيــة‬
‫مرتاكمــة يف العمــل مــع الشــباب‪ ،‬لــي يحفــز طــاب الجامعــة للمشــاركة يف برامــج العمــل‬
‫التطوعــي‪ ،‬حيــث يقــوم بــاألدوار اآلتيــة(((‪:‬‬

‫•عضو الفريق‪ :‬للعمل عىل ضامن استثامر الطاقات الشبابية يف العمل التطوعي‪.‬‬ ‫ ‬

‫•الخبــر‪ :‬الــذي يقــوم عــى إمــداد الشــباب الجامعــي باملعلومــات والخــرات والحقائــق‬ ‫ ‬
‫املرتبطــة بالتطــوع‪.‬‬

‫•ضابــط االتصــال‪ :‬بحيــث يقــوم بفتــح قنــوات اتصــال بــن الجامعــة واملؤسســات والهيئــات‬ ‫ ‬
‫القامئــة عــى التطــوع‪.‬‬

‫•محـــدد األهـــداف‪ :‬بحيـــث يســـتطيع وضـــع األهـــداف التـــي تدعـــم وتشـــجع مشـــاركة‬ ‫ ‬
‫طـــاب الجامعـــة‪.‬‬

‫•جامــع ومحلــل البيانــات‪ :‬بحيــث تكــون لديــه القــدرة عــى تحديــد وجمــع البيانــات الالزمــة‬ ‫ ‬
‫للربامــج واألنشــطة التطوعيــة التــي ميكــن القيــام بهــا‪ ،‬ومــن ثــم يضــع الخطــط الســتثامر‬
‫قــدرات ومهــارات الشــباب وتوظيفهــا‪.‬‬

‫•املساعد واملحفز‪ :‬وذلك مبساعدة املتطوعني وتوجيههم عند القيام باألعامل التطوعية‪.‬‬ ‫ ‬

‫•معلــم املهــارات‪ :‬ويتحقــق ذلــك بتنظيــم وعقــد ورش عمــل لتدريــب الشــباب الجامعــي‬ ‫ ‬
‫عــى املهــارات املتعلقــة بالعمــل التطوعــي‪.‬‬

‫•الوســيط‪ :‬بحيــث يكــون حلقــة الوصــل بــن الجامعــة بكلياتهــا واألجهــزة واملؤسســات‬ ‫ ‬
‫القامئــة عــى التطــوع‪.‬‬

‫لذلــك يجــب عــى القائــم بعمليــة التحفيــز االســتعانة مبــا يلــزم مــن أدوات لتحقيــق األهــداف‬
‫املرجــوة مــن عمليــة تحفيــز طــاب الجامعــة للمشــاركة يف الربامــج واألنشــطة التطوعيــة مــن‬

‫‪(1) Joanna Pappas (2012): Managing Voluntourism, Handbook: Leadership Strategies for Success, John‬‬
‫‪Wiley & Sons, Inc., p87.‬‬
‫(‪ )2‬ســحر بهجــت محمــد (‪ :)2012‬واقــع العمــل التطوعــي لــدى طــاب الجامعــات فــي ظــل التغيــرات المجتمعيــة ‪ -‬دراســة‬
‫مطبقــة علــى طــاب كليــة الخدمــة االجتماعيــة جامعــة حلــوان‪ ،‬مرجــع ســابق‪ ،‬ص‪.3748 :3655‬‬

‫‪69‬‬
‫إدارة العمل التطوعي باملؤسسات الرتبوية يف ضوء بعض الخربات العاملية‬

‫خــال عقــد املقابــات لــكل املعنيــن واملســتهدفني مــن تلــك الربامــج التطوعيــة‪ ،‬واســتخدام‬
‫وســائل االتصــال املبــارشة وغــر املبــارشة‪ ،‬كالنــرات واملطويــات‪ ،‬والوســائل الســمعية‬
‫والبرصيــة‪ ،‬وعقــد االجتامعــات الالزمــة لتنفيــذ برامــج وأنشــطة التطــوع ومتابعتهــا وتقوميهــا‪،‬‬
‫مــن خــال عــدد مــن املــؤرشات واملعايــر املتفــق عليهــا مســبقًا أثنــاء عمليــة التخطيــط لتلــك‬
‫الربامــج واألنشــطة التطوعيــة الجامعيــة‪.‬‬

‫هــا فعاالً يســتوجب‬


‫ويتضــح مــا ســبق أن إدارة العمــل التطوعــي يف الجامعــة تتطلــب توجي ً‬
‫مــا لجميــع الدوافــع النفســية واالجتامعيــة املحفــزة للمتطــوع‬
‫عــى مــن يقــوم بــه اســتيعابًا تا ً‬
‫ملشــاركته يف الربامــج التطوعيــة الجامعيــة بفاعليــة‪ ،‬ومــن ثــم طــرق وأســاليب املحافظــة‬
‫عليــه مــن خــال قيادتــه قيــادة رشــيدة؛ باســتخدام طــرق وأســاليب اتصــال تتفــق مــع موقــف‬
‫وطبيعــة الحــدث‪ ،‬ومــن املهــم االسرتشــاد بعــدد مــن املــؤرشات التــي تدعــم عمليــة توجيــه‬
‫برامــج وأنشــطة العمــل التطوعــي يف الجامعــة‪ ،‬ميكــن تحديدهــا عــى النحــو اآليت(((‪:‬‬

‫ •االهتــام بعوامــل الجــذب مــن تحفيــز معنــوي وتحفيــز مــادي رمــزي‪ ،‬والرتكيــز عــى تنــوع‬
‫األنشــطة يف كل مناحــي الحيــاة‪.‬‬

‫ •العمــل عــى احتــواء التحديــات التــي تحــول دون املشــاركة يف الجهــود التطوعيــة؛ وذلــك‬
‫مــن خــال معالجــة املشــكالت االقتصاديــة واالجتامعيــة والثقافيــة والتنظيميــة اإلداريــة‬
‫بصفــه خاصــة‪.‬‬

‫ •األخــذ مببــدأ التوجيــه والتدريــب للمتطــوع قبــل مامرســة العمــل التطوعــي؛ وذلــك لضــان‬
‫الفاعليــة والنجــاح للــدور الــذي ميكــن أن يقــوم بــه‪.‬‬

‫ •إنشــاء مراكــز لتجميــع الراغبــن يف العمــل التطوعــي‪ ،‬بحيــث يكــون مــن صميــم اختصاصــه‬
‫توزيــع املتطوعــن لألماكــن التــي تتفــق مــع رغباتهــم‪ ،‬بحيــث يتحقــق أكــر قــدر مــن اإلنجــاز‬
‫مــع رضورة اســتخدام الوســائل التقنيــة يف تلــك العمليــة‪.‬‬

‫ •االهتامم بتدريب قيادات شابه ميكن أن تضطلع بدورها يف قيادة العمل التطوعي‪.‬‬

‫إن عمليــة التوجيــه للربامــج واألنشــطة التطوعيــة يف الجامعــة تقــوم عــى إدراك قــدرات‬
‫ومهــارات املتطــوع ودوافعــه واحتياجاتــه‪ ،‬واالســتيعاب الــكايف للحــاالت االنفعاليــة لــه‪،‬‬
‫وخصائصــه الشــخصية‪ ،‬وكذلــك امليــول واالهتاممــات التــي تشــكل اتجاهــات املتطــوع‪ ،‬خاصــة‬
‫فيــا يتعلــق بالربنامــج أو النشــاط التطوعــي‪ ،‬وىف ضــوء هــذا الفهــم؛ ميكــن تحديــد الحوافــز‬

‫(‪ )1‬أحمــد ابراهيــم حمــزة (‪ :)2008‬مؤشــرات تخطيطيــة لتنشــيط مشــاركة المــرأة فــي العمــل التطوعــي‪ ،‬المؤتمــر العلمــي‬
‫الدولــي الحــادي والعشــرون للخدمــة االجتماعيــة‪ :‬الخدمــة االجتماعيــة والرعايــة اإلنســانية فــي مجتمــع متغيــر‪ ،‬كليــة‬
‫الخدمــة االجتماعيــة‪ ،‬جامعــة حلــوان‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬الفتــرة ‪ 13-12‬مــارس‪.3830-3770 /8 ،‬‬

‫‪70‬‬
‫املالمئــة بحســب مــا تــم تشــخيصه؛ مبــا يجعلــه متأه ًبــا لتحقيــق املهــام واألهــداف املوضوعــة‬
‫واملخطــط لهــا‪ ،‬عــى أن تتــم عمليــة التشــخيص بصــورة دوريــة؛ نظــ ًرا التســام مــا تــم ذكــره‬
‫بالديناميــة والتغيــر املســتمر‪.‬‬

‫لذلــك ميكــن لــإدارة الجامعيــة التــي تتبنــى برامــج تطوعيــة أن تهتــم بعمليــة التوجيــه‪،‬‬
‫بــد ًءا مــن التدقيــق يف اختيــار قيــادة مؤهلــة لتلــك املهــام ‪ -‬بحســب طبيعــة كل مهمــة ‪-‬‬
‫ســواء كانــوا أعضــاء هيئــة تدريــس‪ ،‬أو قيــادات طالبيــة طبيعيــة‪ ،‬أو قيــادات مــن أبنــاء املجتمــع‬
‫املحــي لهــم القــدرة عــى تكويــن حلقــة اتصــال وثيقــة مــع كل األطــراف املعنيــة‪ ،‬ولهــا القدرة‬
‫عــى التواصــل الفعــال معهــم؛ ســواء كانــوا طالبًــا أو عاملــن مــن إدارات الجامعــة املعنيــة ‪-‬‬
‫إدارة رعايــة الشــباب‪ ،‬أو إدارة قطــاع خدمــة املجتمــع وشــئون البيئــة‪ ،‬أو وحــدات املجتمــع‬
‫اإلداريــة املســتهدفة‪ ،‬التــي مــن املمكــن أن تســهم بفاعليــة يف االرتقــاء مبســتوى األداء‬
‫مــن خــال إمكاناتهــا املاديــة‪ ،‬أو مقوماتهــا البرشيــة مــن ذوي الخــرة والكفــاءة‪ ،‬مــع امتــاك‬
‫تلــك القيــادات الخــرات العلميــة والعمليــة لطــرق وأســاليب تحفيــز تلــك الفئــات مبــا يتفــق مــع‬
‫دوافــع اإلنجــاز لديهــا‪.‬‬

‫عا‪ :‬رقابة العمل التطوعي يف الجامعات‪:‬‬


‫راب ً‬
‫الرقابــة هــي إحــدى وظائــف اإلدارة الرئيســية‪ ،‬حيــث تُعــد مبثابــة املرحلــة النهائيــة مــن‬
‫مراحــل النشــاط اإلداري املســتمر يف دوائــر األعــال‪ ،‬والتــي مبوجبهــا تكتمــل حلقــات الــدورة‬
‫اإلداريــة يف املنشــأة لتبــدأ نشــاطها مــن جديــد‪ ،‬فهــي كعمليــة تهــدف إىل التأكــد مــن أن‬
‫األهــداف املحــددة‪ ،‬والسياســات املرســومة‪ ،‬والخطــط املوضوعــة‪ ،‬واألوامــر‪ ،‬والتعليــات‬
‫املوجهــة‪ ،‬وخالفــه مــا ســبق ذكــره؛ إمنــا ت ُنفــذ بدقــة وعنايــة‪ ،‬كــا تعنــي أن النتائــج التــي‬
‫تحققــت مطابقــة ملــا هــو متوقــع(((‪ ،‬فهــي الوظيفــة اإلداريــة التــي ترمــي إىل تصحيــح أداء‬
‫قــا ملــا هــو مقــرر مــن برامــج وأهــداف‪،‬‬
‫األعــال؛ للتأكــد مــن أن التنفيــذ الفعــي لهــا قــد تــم وف ً‬
‫فهــي عمليــة مقارنــة بــن مــا تــم ومــا يجــب أن يتــم‪ ،‬ويتطلــب ذلــك العنــارص اآلتيــة(((‪:‬‬

‫‪1.1‬وضع املعايري التي سيتم مبقتضاها قياس األداء الفعيل‪.‬‬

‫‪2.2‬متابعة األداء الفعيل وقياسه للوقوف عىلجوانب القصور به‪ ،‬والتفكري يف سبيل معالجتها‪.‬‬

‫‪3.3‬مقارنة األداء الفعيل باألداء املخطط‪.‬‬

‫‪4.4‬تشــخيص االنحرافــات يف األداء‪ ،‬ودراســة أســبابها وعالجهــا‪ ،‬ومتابعتهــا مبــا يضمــن‬


‫متــايش األداء والنتائــج مــع الخطــط املوضوعــة‪.‬‬

‫(‪ )1‬مريم محمد الشرقاوى (‪ :)2006‬اإلدارة المدرسية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.296‬‬


‫(‪ )2‬يوسف عبد المعطي مصطفى (‪ :)2007‬اإلدارة التربوية مداخل جديدة لعالم جديد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.9‬‬

‫‪71‬‬
‫إدارة العمل التطوعي باملؤسسات الرتبوية يف ضوء بعض الخربات العاملية‬

‫لذلــك تلجــأ الكثــر مــن املؤسســات التــي تعتمــد عــى اإلدارة االســراتيجية وتطبيقهــا‬
‫‪-‬ومنهــا مؤسســات التعليــم الجامعــي‪ -‬إىل عمليــة الرقابــة‪ ،‬لتقييــم أدائهــا باســتخدام معايــر‬
‫محــددة ســلفًا‪ ،‬واتخــاذ القــرارات الصحيحــة يف ضــوء عمليــة التقييــم‪ ،‬وذلــك بهــدف ضــان‬
‫غايــات الجامعــة وأهدافهــا بأقــى درجــة ممكنــة مــن الكفايــات والفعاليــة‪ ،‬ومعنــى ذلــك أن‬
‫وظيفــة التخطيــط تســهل عمليــة الرقابــة مــن خــال توفــر األســس التــي تبنــي عليهــا عمليــة‬
‫الرقابــة‪ ،‬والتــي تتمثــل يف حجــم اإلنجــازات املخططــة ووســائل ومعايــر قياســها(((‪ ،‬فهــي‬
‫عمليــة معنيــة مبقارنــة مــا تــم تنفيــذه بالخطــط املوضوعــة‪ ،‬واتخــاذ اإلجــراءات التصحيحيــة‬
‫الرضوريــة عندمــا ينحــرف األداء الفعــي(((‪.‬‬

‫وبذلــك يتضــح أن الرقابــة الجامعيــة عمليــة تتمكــن مــن خاللهــا القيــادة الجامعيــة مــن التأكــد‬
‫أن النشــاطات الفعليــة املامرســة تتــاىش مــع مــا هــو مخطــط لــه‪ ،‬مــن خــال قيــاس وتقييــم‬
‫األداء الفعــي؛ بهــدف التأكيــد مــن أن الخطــة املوضوعــة تنفــذ بالطريقــة الصحيحــة‪ ،‬ومــن ثــم‬
‫تحديــد االنحرافــات ومعالجتهــا للوصــول إىل الهــدف التنظيمــي‪.‬‬

‫فتُعــد وظيفــة الرقابــة الجامعيــة أحــد الجوانــب املهمــة للعمليــات اإلداريــة‪ ،‬حيــث تكتمــل‬
‫بوضــع نظــام رقــايب فعــال؛ يتضمــن تحقيــق مســتوى مـ ٍ‬
‫ـرض مــن األداء‪ ،‬وتتمثــل أهميــة الرقابــة‬
‫الجامعيــة يف األســباب اآلتيــة(‪:)3‬‬

‫‪1.1‬وجــود فجــوة زمنيــة بــن الوقــت الــذي يتــم فيــه تحديــد الهــدف‪ ،‬والخطــط‪ ،‬والوقــت الــذي‬
‫يتــم فيــه تنفيذهــا‪ ،‬وخــال هــذه الفــرة قــد تحــدث ظــروف غــر متوقعــة تس ـبِّب انحرافًــا‬
‫يف اإلنجــاز عــن األداء املرغــوب فيــه‪ ،‬وهنــا يظهــر دور الرقابــة يف تحديــد هــذا االنحــراف‪،‬‬
‫واتخــاذ اإلجــراءات الالزمــة للقضــاء عليــه‪.‬‬

‫‪2.2‬عــادة مــا تختلــف أهــداف الجامعــة عــن أهــداف األفــراد العاملــن داخلهــا‪ ،‬فالرقابــة‬
‫أساســا ويف املقــام األول نحــو‬
‫ً‬ ‫ه‬
‫الفعالــة تســعى إىل ضــان أن عمــل األفــراد موجــ ٌ‬
‫تحقيــق أهــداف الجامعــة‪.‬‬

‫لذلــك نجــد أن عمليــة الرقابــة تتأثــر بعــدة عوامــل بيئيــة‪ ،‬ســواء كانــت داخليــة أو خارجيــة‪،‬‬
‫وتتعــدد مســتويات الرقابــة يف الجامعــة‪ ،‬بحيــث ميكــن التفرقــة بــن ثالثــة مســتويات يف‬
‫عمليــة الرقابــة الجامعيــة(((‪:‬‬

‫(‪ )1‬ســامة عبدالعظيــم حســين‪ ،‬هــدى ســعد الســيد (‪ :)2010‬تحســين جــودة العمليــات االداريــة بكليــات التربيــة باســتخدام‬
‫منهجيــة ســتة ســيجما ‪ -‬دراســة ميدانيــة‪ ،‬مرجــع ســابق‪ ،‬ص‪.1135:1031‬‬
‫& ‪(2) Richard Seel (2000): Culture and Complexity- New Insights on Organisational Change, Organizations‬‬
‫‪People Vol. 7, No. 2, p6.‬‬
‫(‪ )3‬سالمة عبدالعظيم حسين‪ ،‬هدى سعد السيد (‪ :)2010‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫‪1‬الرقابــة عــى مســتوى الجامعــة (الرقابــة الداخليــة)‪ :‬يســعى هــذا النــوع مــن الرقابــة‬ ‫‪.1‬‬
‫إىل محاولــة تقييــم األداء الــكيل للجامعــة أو أجــزاء منهــا خــال فــرة زمنيــة محــددة‪.‬‬
‫‪2‬الرقابــة عــى مســتوى العمليــات‪ :‬ويقيــس هــذا النــوع مــن الرقابــة األداء اليومــي‬ ‫‪.2‬‬
‫للعمليــات املختلفــة يف جميــع األنشــطة داخــل الجامعــة‪ ،‬ويتــم فيــه تحديــد االنحرافــات‬
‫عــن املعايــر املوضوعــة‪ ،‬واتخــاذ اإلجــراءات التصحيحيــة‪.‬‬
‫‪3‬الرقابــة عــى مســتوى الفــرد (الرقابــة أثنــاء األداء)‪ :‬ويختــص هــذا النــوع مــن الرقابــة‬ ‫‪.3‬‬
‫مبحاولــة تقييــم أداء األفــراد‪ ،‬والرقابــة عــى ســلوك ونتائــج أعاملهــم‪.‬‬
‫ولتحقيق فاعلية وجودة الرقابة الجامعية؛ نجد أنها تتمثل يف عدد من النقاط هي(((‪:‬‬
‫‪1‬الرتابــط مــع التخطيــط واتخــاذ القــرار‪ :‬حيــث ال ميكــن مامرســة الرقابــة بــدون خطــط‪ ،‬وكلــا‬ ‫‪.1‬‬
‫زاد وضــوح الخطــة ودقتهــا؛ كلــا زادت فاعليــة الرقابــة‪.‬‬
‫‪2‬الرتابط مع التنظيم‪ :‬فال بد من تحديد التقسيامت واملجاالت التي وقع فيها االنحراف عن‬ ‫‪.2‬‬
‫الخطط وتحتاج إىل تصحيح‪ ،‬وما مل تكن املسئوليات محددة يف الهيكل التنظيمي؛ فإنه ال‬
‫ميكن تحديد التقسيامت املسئولة عن االنحرافات ومحاسبتها وتوجيهها‪.‬‬
‫‪3‬الوضــوح‪ :‬يجــب أن تكــون منظومــة الرقابــة يف الجامعــة ســهلة الفهــم‪ ،‬وواضحــة مــن‬ ‫‪.3‬‬
‫قبــل الذيــن يطبقونهــا‪ ،‬وممــن تتطبــق عليهــم‪ ،‬وىف حالــة وجــود وســائل معقــدة؛ فــا بــد‬
‫مــن رشحهــا وتوضيحهــا لألفــراد املعنيــن داخــل الجامعــة‪.‬‬
‫‪4 .4‬مرونــة منظومــة الرقابــة الجامعيــة‪ :‬لــي تبقــى ذات فاعليــة يف مواجهــة الخطــط‬
‫واملتغــرات والظــروف غــر املتوقعــة‪ ،‬أو حــاالت اإلخفــاق التــي البــد للمنظومــة الجامعيــة‬
‫أن تنتبــه إليهــا قبــل وقوعهــا‪.‬‬
‫وبالنظــر ألهميــة عمليــة الرقابــة يف إدارة العمــل التطوعــي يف الجامعــة؛ نجــد أن رقابــة‬
‫العمــل التطوعــي مــن وجهــة النظــر اإلداريــة معنيــة باملراجعــة املســتمرة والدوريــة ملــا‬
‫يتــم تنفيــذه مــن برامــج تطوعيــة أو مشــاريع‪ ،‬ثــم مطابقتهــا مبــا هــو مســتهدف‪ ،‬حيــث تظهــر‬
‫أوجــه املطابقــة الكاملــة أو أوجــه القصــور وعــدم التطبيــق األمثــل‪ ،‬وتشــتمل رقابــة األداء‬
‫عــى معايــر تكشــف عــن حســن توظيــف املــوارد املاديــة والبرشيــة إلظهــار مــدى الكفــاءة‬
‫والفعاليــة‪ ،‬كــا أنهــا تُــرك املســتفيدين يف عمليــة التقييــم(((‪ .‬فالرقابــة يف إدارة العمــل‬
‫التطوعــي يف الجامعــات تعمــل عــى تحقيــق األهــداف اآلتيــة(((‪:‬‬

‫(‪ )1‬المرجع سابق‪.‬‬


‫‪(2) Tang, R. (2006): What resources are needed for volunteerism? A life course perspective. Journal of‬‬
‫‪Applied Gerontology, Vol.25, No. 4, P 375.‬‬
‫‪(3) Kelly, Andrew P.; Alderman, Chad (2013): How Higher Education’s Voluntary Accountability Systems‬‬
‫‪Miss the Mark. Education Outlook, American Enterprise Institute for Public Policy Research, Washington.‬‬
‫‪Available on https://bit.ly/2WKbD1d on 28/ 8/ 2016‬‬

‫‪73‬‬
‫إدارة العمل التطوعي باملؤسسات الرتبوية يف ضوء بعض الخربات العاملية‬

‫‪1‬الشــفافية‪ :‬تعنــي اإلفصــاح واملكاشــفة‪ ،‬وتوفــر كل املعلومــات والبيانــات‪ ،‬وضــان‬ ‫‪.1‬‬


‫تدفقهــا بــن األطــراف‪ ،‬وعــدم حجبهــا عــن الــرأي العــام أو املجتمــع‪.‬‬

‫‪2‬املســاءلة واملحاســبة‪ :‬تعنــي املســاءلة إقــرار حــق الــرأي العــام أو املجتمــع يف‬ ‫‪.2‬‬
‫مســاءلة الجامعــة إزاء أي موقــف أو تــرف يتضمــن شــبهة اإلخــال باملســئولية أو‬
‫املســاس باألخالقيــات‪ ،‬وتعنــي املحاســبة‪ :‬عمليــة التــزام الشــخص مبــا ورد يف الئحــة‬
‫وقواعــد الربنامــج التطوعــي‪ ،‬وقــد يصــل ذلــك إىل تطبيــق جــزاء عليــه‪.‬‬

‫‪3‬تجنــب تضــارب املصالــح‪ :‬وهــي سياســة تضمــن عــدم تحقيــق منفعــة شــخصية‪ ،‬أو‬ ‫‪.3‬‬
‫توظيــف جهــود الربامــج التطوعيــة يف إطــار مخالــف ملــا هــو محــدد لــه‪.‬‬

‫‪4‬املصداقيــة والثقــة‪ :‬فيــا يقــدم مــن جهــود تطوعيــة للمجتمــع؛ مبــا ينعكــس إيجابيًــا‬ ‫‪.4‬‬
‫عــى تلــك الربامــج‪ ،‬وتحقيــق احــرام للمتطوعــن ملــا يقدمــوه مــن جهــود مــن قبــل‬
‫الــرأي العــام أو املجتمــع‪.‬‬

‫وتخــدم رقابــة الربامــج التطوعيــة غرضــن رئيســيني متكاملــن هــا‪ :‬التقييــم وتحديــد‬
‫املســؤولية‪ ،‬حيــث يركــز التقييــم عــى املهــات واألداء اإلداري؛ بينــا نجــد أن املســئولية‬
‫تركــز عــى الجوانــب الســلوكية؛ بهــدف تحديــد املســئولني عــن االنحــراف‪ ،‬واتخــاذ اإلجــراءات‬
‫التــي تحددهــا اللوائــح املنظمــة بحقهــم؛ فيتضــح مــن ذلــك أن أهــداف رقابــة الربامــج التطوعية‬
‫تنطــوي عــى عــدد مــن األهــداف التــي ميكــن تحديدهــا فيــا يــي(((‪:‬‬

‫‪1‬أهــداف سياســية‪ :‬وتتمثــل يف احــرام رؤيــة ورســالة الجهــة املنفــذة‪ ،‬وعــدم تجــاوز‬ ‫‪.1‬‬
‫األولويــات واملخصصــات التــي تــم تحديدهــا لتنفيــذ املشــاريع والخدمــات العامــة‪.‬‬

‫‪2‬أهــداف اقتصاديــة‪ :‬وتتمثــل يف كفــاءة اســتخدام املــوارد املاديــة‪ ،‬والتأكــد مــن‬ ‫‪.2‬‬
‫اســتثامرها يف أفضــل األوجــه التــي تحقــق أهــداف الجهــة املنفــذة‪.‬‬

‫‪3‬أهــداف قانونيــة‪ :‬وتتمثــل يف التأكــد مــن مطابقــة مــا يتــم مــن عمليــات وفقًــا‬ ‫‪.3‬‬
‫لألنظمــة والقوانــن والتعليــات والسياســات واألصــول املتبعــة‪ ،‬وتركــز الرقابــة‬
‫القانونيــة عــى مبــدأ املســئولية واملحاســبة‪ ،‬وتحديــد املســئولني عــن االنحرافــات‪،‬‬
‫والتوصيــة باإلجــراءات الوقائيــة والتصحيحيــة‪.‬‬

‫‪4‬أهــداف اجتامعية‪ :‬تتمثل يف منع ومحاربة الفســاد االجتامعــي يف العمل التطوعي‬ ‫‪.4‬‬
‫مبختلــف صوره وأنواعه؛ مثــل‪ :‬اإلهامل والتقصري‪.‬‬

‫‪(1) Mark A. Hager,et al (2004): Volunteer Management Practices and Retention of Volunteers. The Urban‬‬
‫‪Institute, USA, p p19-20.‬‬

‫‪74‬‬
‫‪5‬أهــداف إداريــة وتنظيميــة‪ :‬وتحتــوي عــى مجموعــة مــن األمــور التــي مــن شــأنها‬ ‫‪.5‬‬
‫الحــد مــن كفــاءة وفعاليــة الربامــج واألنشــطة التطوعيــة‪ ،‬وتشــمل األهــداف اإلداريــة‬
‫والتنظيميــة الجوانــب اآلتيــة(((‪:‬‬

‫أالرقابـــة تســـاعد عـــى تحســـن عمليـــة التخطيـــط وزيـــادة فعاليتهـــا يف‬ ‫ ‪.‬‬
‫مواجهـــة املســـتقبل‪.‬‬

‫بالرقابــة تســاعد عــى توحيــد وتوجيــه الجهــود إلنجــاز األغــراض واألهــداف‬ ‫ ‪.‬‬
‫املحــددة بكفــاءة وفعاليــة‪.‬‬

‫جتســاعد الرقابــة عــى اتخــاذ القــرارات املناســبة مــن خــال املعلومــات الراجعــة‬ ‫ ‪.‬‬
‫التــي يكشــف عنهــا التنفيــذ والواقــع العمــي‪ ،‬وبالتــايل تطويــر قــدرة اإلدارة‬
‫عــى اتخــاذ القــرارات املناســبة‪.‬‬

‫دتســاعد عــى تقييــم الوضــع املــايل واالقتصــادي‪ ،‬وكذلــك تقييــم أداء العاملــن‬ ‫ ‪.‬‬
‫ألغــراض الحوافــز والتدريــب‪.‬‬

‫ولــي يتمكــن النظــام الرقــايب يف العمــل التطوعــي يف الجامعــة مــن تحقيــق أهدافــه‬
‫بكفــاءة وفعاليــة؛ ينبغــي أن يتوفــر فيــه مجموعــة مــن املقومــات األساســية‪ ،‬حيــث تتمثــل‬
‫مقومــات النظــام الرقــايب الفعــال ألي برنامــج عمــل تطوعــي يف اآليت(((‪:‬‬

‫‪1‬الهيــكل التنظيمــي‪ :‬ويقصــد بــه مجموعــة الوســائل واإلجــراءات الرقابيــة التــي تحكم‬ ‫‪.1‬‬
‫عالقــة الوحــدة اإلداريــة للعمــل التطوعــي بالجهــة الرقابيــة؛ بهــدف توفــر الرقابــة‬
‫الالزمــة عــى تلــك الوحــدات‪.‬‬

‫‪2‬وجــود نظــام محاســبي ســليم‪ :‬لتحقيــق العديــد مــن األهــداف‪ ،‬مــن ضمنهــا تقديــم‬ ‫‪.2‬‬
‫البيانــات الالزمــة عــن جميــع املعامالت؛ لتمكــن الجهة الرقابيــة من القيــام مبهامها‪،‬‬
‫وتطبيــق الرقابــة الفعالــة عــى الوجــه األمثــل‪.‬‬

‫‪3‬الحيــاد واالســتقاللية‪ :‬وتعنــي مامرســة الجهة الرقابيــة لصالحياتهــا وواجباتهــا بحرية‬ ‫‪.3‬‬
‫تامــة‪ ،‬وبــدون التعــرض ألي ضغــوط‪ ،‬أما الحيــاد فيتمثل يف عــدم انحيــاز املراقب أثناء‬
‫تأديــة عملــه الرقــايب‪.‬‬

‫إن الغايــة األساســية لعمليــة رقابــة الربامــج والجهــود التطوعيــة يف الجامعــة هــي تقويم‬
‫األداء‪ ،‬وذلــك بقيــاس النتائــج الفعليــة ومقارنتهــا باملعايــر أو الخطــط املوضوعــة والنتائــج‬

‫‪(1) Ibid, P 24.‬‬


‫‪(2) Tracy D. Connors (2011): The Volunteer Management Handbook: Leadership Strategies for Success,‬‬
‫‪TIMS INC. USA, P89.‬‬

‫‪75‬‬
‫إدارة العمل التطوعي باملؤسسات الرتبوية يف ضوء بعض الخربات العاملية‬

‫املرغوبــة‪ ،‬واتخــاذ اإلجــراءات الالزمــة لتصحيــح األوضــاع القامئــة‪ ،‬واالســتفادة منهــا يف تقديــم‬
‫تغذيــة راجعــة يف عمليــات التخطيــط والتنظيــم املســتقبلية للربامــج واألنشــطة التطوعية يف‬
‫الجامعــة‪ ،‬لذلــك يلزمهــا انتهــاج نفــس إجــراءات ومنهجيــة وخطــوات عمليــة الرقابــة الجامعيــة‪،‬‬
‫حيــث تتــم عمليــة الرقابــة يف الجامعــة مــن خــال الخطــوات اآلتيــة(((‪:‬‬

‫‪1‬تحديــد معايــر األداء‪ :‬أول خطــوة يف العمليــة الرقابيــة هــي وضــع الخطــط يف املجــاالت‬ ‫‪.1‬‬
‫الوظيفيــة املختلفــة‪ ،‬ولكــن هــذه الخطــط تختلــف فيــا بينهــا يف درجــة التفاصيــل الالزمــة‬
‫ودرجــة تعقُّد ِ‬
‫هــا مبــا ال ميكــن للقيــادة الجامعيــة مــن مالحظــة كل يشء يف الخطــة‪،‬‬
‫وبالتــايل تصبــح الحاجــة إىل تحديــد معايــر محــددة لــأداء أمــ ًرا رضوريًــا‪ ،‬وتعتــر هــذه‬
‫املعايــر مبثابــة نقــاط أو أوجــه تركيــز يتــم اختيارهــا للتدليــل عــى إنجــاز الخطــة‪ ،‬حيــث إن‬
‫قيــاس األداء عــن طريقهــا يعطــي القيــادة الجامعيــة دالئــل محــددة عــن مــدى الرقــي‬
‫يف األداء‪.‬‬

‫‪2‬قيــاس األداء‪ :‬وهــي الخطــوة الثانيــة يف العمليــة الرقابيــة يف ضــوء املعايــر واألمنــاط‬ ‫‪.2‬‬
‫املوضوعــة ســلفًا‪ ،‬وتعتمــد ســهولة أو صعوبــة قيــاس األداء عــى مــدى الكفــاءة يف‬
‫وضــع معايــر ميكــن تنفيذهــا بســهولة‪ ،‬فكلــا كانــت معايــر األداء مناســبة وكانــت‬
‫الوســائل متاحــة لتحديــد مــاذا يفعــل األفــراد؛ كلــا ســهلت عمليــة القيــاس‪.‬‬

‫‪3‬تصحيــح االنحرافــات‪ :‬ال تكتمــل العمليــة الرقابيــة إال إذا تــم اتخــاذ اإلجــراءات الالزمــة لتصحيــح‬ ‫‪.3‬‬
‫االنحرافــات‪ ،‬فمقارنــة األداء الفعــي بــاألداء املخطــط؛ ميكِّــن مــن رصــد االنحرافــات‪،‬‬
‫وبالتــايل محاولــة تصحيحهــا‪.‬‬

‫يتضــح مــن ذلــك أن عمليــة رقابــة العمــل التطوعــي يف الجامعــة البــد وأن ترتكــز عــى‬
‫تحديــد معايــر لــأداء‪ ،‬حيــث ت ُعــد املعايــر مرتكــ ًزا أساســ ًيا لعمليــة الرقابــة لربامــج وأنشــطة‬
‫العمــل التطوعــي الجامعيــة؛ كونهــا عمليــة تحتــاج إىل تقويــم مســتمر للعنــارص التــي تعكــس‬
‫مالءمــة التصميــم واملواصفــات للتطبيقــات املطلوبــة‪ ،‬ومقارنــة العمــل بــن األداء الفعــي‬
‫واألداء املعيــاري‪ ،‬لــذا يجــب عــى إدارات العمــل التطوعــي املعنيــة يف الجامعــة تحليــل‬
‫الغايــات واألهــداف وفقًــا ملــا ورد بالخطــط االســراتيجية لربامــج العمــل التطوعــي لديهــا‪،‬‬
‫وتحويلهــا إىل معايــر أداء‪ ،‬ونقــاط مرجعيــة‪ ،‬ومــؤرشات أداء‪ ،‬ومامرســات تصــف األداء الفعــي‬
‫الــذي ينبغــي أن تؤديــه تلــك الربامــج التطوعيــة‪ ،‬وتحديــد مســتويات ذلــك األداء بشــكل واقعــي‬
‫يتــم يف ضوئــه تقديــر مختلــف مســتويات األداء‪ ،‬عــى أن يتــم ذلــك يف ضــوء بعــض معايــر‬
‫ومــؤرشات املنظــات التطوعيــة التــي تقــوم أنشــتطها وجهودهــا التطوعيــة عــى أُســس‬
‫اإلدارة االســراتيجية‪.‬‬

‫(‪ )1‬محمد فريد الصحن (‪ :)2002‬مبادئ اإلدارة‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬ص‪.351‬‬

‫‪76‬‬
‫ت ُعــد عمليــة الرقابــة املســتمرة للربامــج التطوعيــة عمليــة مهمــة؛ ألنهــا جــزء مــن عمليــة‬
‫إثبــات وتحديــد وإقــرار نقــاط القــوة وإنجــازات كافــة األطــراف املعنيــة‪ ،‬حيــث تســمح بإجــراء‬
‫التغيــرات باســتمرار‪ ،‬والتأقلــم مــع متطلبــات العمــل‪ ،‬وإذا مــا متــت عــى نحــو جيــد وفعــال؛‬
‫كثــرا مــن املنظــات‬
‫ً‬ ‫فســوف يــؤدي ذلــك إىل النجــاح والنمــو املســتقبيل(((‪ ،‬لذلــك نجــد أن‬
‫التطوعيــة ‪-‬عــى جميــع املســتويات‪ -‬تقــوم بعمليــة الرقابة عــى عملياتهــا اإلداريــة التطوعية‬
‫يف ضــوء املعايــر الدوليــة‪ ،‬وتتضمــن مــا يــي(((‪:‬‬

‫‪1‬نظــام إدارة تطوعيــة جيــدة‪ :‬وتتضمــن معايــر‪( :‬وضــع السياســة العامــة‪ ،‬إدارة سياســات‬ ‫‪.1‬‬
‫املنظومــة وإجــراءات التشــغيل‪ ،‬معايــر املســؤولية اإلداريــة‪ ،‬نظــام إدارة الســلطة‬
‫واملســؤولية‪ ،‬املســؤوليات االجتامعيــة واســتعراض إدارة املــوارد‪ ،‬التعيــن واالختيــار‬
‫والتوجيــه‪ ،‬السياســة والتخطيــط‪ ،‬إجــراءات االختيــار‪ ،‬توجيــه املتطوعــن‪ ،‬تحديــد أســاليب‬
‫االتصــال بــن األفــراد واملســتويات اإلداريــة املختلفــة)‪.‬‬

‫‪2‬معايـــر مشـــاركة املتطوعـــن‪ :‬وتتضم ــن معاي ــر‪( :‬تحدي ــد إج ــراءات العم ــل‪ ،‬تحدي ــد األدوار‬ ‫‪.2‬‬
‫التطوعيــة‪ ،‬مــؤرشات األمــن والســامة للمتطوعــن‪ ،‬برامــج التدريــب والتطويــر للمتطوعــن‪،‬‬
‫السياس ــات املتعلق ــة بج ــذب امل ــوارد البرشي ــة والحف ــاظ عليه ــا‪ ،‬تقيي ــم األع ــال مرحليً ــا‪،‬‬
‫الحص ــول ع ــى تغذي ــة راجع ــة‪ ،‬التحس ــن والتطوي ــر املس ــتمر‪ ،‬حق ــوق املتطوع ــن)‪.‬‬

‫إن مــن ســات اإلدارة التطوعيــة الناجحــة‪ :‬الرقابــة الفعالــة‪ ،‬والتقييــم املســتمر‪ ،‬واملتابعــة‬
‫الدامئــة لــأداء؛ للتأكــد مــن أن األهــداف املرســومة واملخطــط لهــا قــد تــم مطابقتهــا ملــا هــو‬
‫وارد ومحــدد يف صــورة مــؤرشات ومامرســات معياريــة‪ ،‬ومقارنــة العمــل بــن األداء الفعــي‬
‫واألداء املعيــاري‪ ،‬حيــث تكمــن أهميــة عمليــة رقابــة الربامــج التطوعيــة يف الجامعــة يف‬
‫قدرتهــا عــى إحــداث ترابــط مــع عمليــات التخطيــط والتنظيــم؛ مبــا يســمح لهــا بوضــع سياســات‬
‫جــوة‪ ،‬لــذا ميكــن لــإدارة الجامعيــة‬
‫مســتقبلية جديــدة‪ ،‬ميكــن مــن خاللهــا تحقيــق األهــداف املر ُ‬
‫أن تهتــم بعمليــة الرقابــة يف برامجهــا التطوعيــة‪ ،‬وميكنهــا مــن خاللهــا اكتشــاف بعــض‬
‫التحديــات التــي تنعكــس عــى تحقيــق أهدافهــا؛ مــا يتطلــب البحــث عــن إجــراءات وبدائــل‬
‫جديــدة الســتكامل اســراتيجياتها املتعلقــة بــإدارة العمــل التطوعــي لديهــا‪ ،‬فقــد يرتتــب عــى‬
‫ذلــك إعــادة صياغــة األهــداف‪ ،‬وابتــكار سياســات جديــدة يف عــدد مــن عمليــات إدارة العمــل‬
‫التطوعــي تتناســب مــع التغيــر‪ ،‬ولــن يتحقــق ذلــك إال بتبنــي تنفيــذ عمليــة الرقابــة مــن خــال‬
‫(لجــان أو جهــات أو إدارات) مســتقلة بصــورة دوريــة‪ ،‬يتــم تشــكيلها مــن أجــل هــذا الغــرض مــن‬

‫‪(1) Mehisto, Peeter; Asser, Hiie (2007): Stakeholder Perspectives - CLIL Programme Management in‬‬
‫‪Estonia, International Journal of Bilingual Education and Bilingualism, Vol.6 N0.3, p97.‬‬
‫‪(2) Volunteering Australia Inc. (2001): National Standards for Involving Volunteers in Not-for-Profit‬‬
‫‪Organisations, Volunteering Australia Inc, pp17-32.‬‬

‫‪77‬‬
‫إدارة العمل التطوعي باملؤسسات الرتبوية يف ضوء بعض الخربات العاملية‬

‫أعضــاء جامعيــن ذوي خــرة يف املجتمــع املحــي والهيئــات التطوعيــة‪ ،‬وبنــا ًء عــى معايــر‬
‫ومــؤرشات محــددة مســبقًا ومعلومــة للجميــع‪ ،‬تحــدد املامرســات الجيــدة للربامــج التطوعيــة‬
‫الجامعيــة بصــورة شــمولية وتكامليــة مبــا يضمــن فاعليتهــا‪.‬‬

‫ ‪‬خالصة وتعقيب‪:‬‬

‫متاشــ ًيا مــع االتجاهــات املعــارصة يف إدارة العمــل التطوعــي؛ ال بــد مــن إدمــاج الفكــر‬
‫اإلداري االســراتيجي بجميــع مكوناتــه وعملياتــه ووظائفــه يف العمــل التطوعــي‪ ،‬كونــه عمـاً‬
‫اجتامع ًيــا يتضمــن مــوردًا برشيًــا وماديًــا يلزمــه منظومــة إداريــة اســراتيجية متكاملــة‪ ،‬حيــث‬
‫تتمثــل أهميــة اإلدارة االســراتيجية يف العمــل التطوعــي يف قدرتهــا عــى متكــن وتهيئــة‬
‫الهيئــات والجهــود التطوعيــة عــى التوافــق مــع املتغــرات والتحديــات واملســتجدات البيئيــة‬
‫واالســتجابة لهــا‪ ،‬ومــن ثــم تتمكــن مــن تحقيــق رؤيتهــا ورســالتها وطموحاتهــا مبــا يزيــد مــن‬
‫فاعليتهــا يف ظــل البيئــة املحيطــة رسيعــة التقلــب والتغــر‪ ،‬وتــأيت عــى رأس تلــك الهيئــات‬
‫املؤسســات الجامعيــة‪ ،‬ومؤسســات التعليــم العــايل؛ المتالكهــا الخــرات العلميــة والعمليــة‬
‫التــي متكِّنهــا مــن تصميــم منــوذج إداري للعمــل التطوعــي يُحتذى بــه لدى جميع املؤسســات‬
‫والهيئــات املجتمعيــة‪ ،‬وكذلــك امتالكهــا املــوارد املاديــة والبرشيــة التــي تســتطيع مــن خاللــه‬
‫تطبيــق هــذا النمــوذج؛ وهــذا يؤكــد عــى رضورة تحديــد آليــه واضحــة ومحــددة إلدارة العمــل‬
‫التطوعــي يف مؤسســات التعليــم العــايل والجامعــات‪.‬‬

‫إن مــن وظائــف الجامعــة لتدعيــم وإدارة العمــل التطوعــي؛ التخطيــط االســراتيجي لــه‬
‫باســتخدام األســاليب العلميــة املالمئــة؛ مبــا يقتضيــه ذلــك مــن توفــر كــوادر بحثيــة متخصصــة‬
‫ذات كفــاءة عاليــة؛ ميكنهــا القيــام بوضــع الخطــط والربامــج التطوعيــة املطلوبــة‪ ،‬واإلســهام‬
‫يف تنفيذهــا عــر مختلــف األنشــطة الرتبويــة والتعليميــة‪ ،‬وفــق عــدد مــن املــؤرشات‬
‫التخطيطيــة أليــة برامــج أو أنشــطة تطوعيــة يف الجامعــة يف ضــوء رؤيــة ورســالة الجامعــة‬
‫العامــة‪ ،‬عــى أن تكــون تلــك الخطــة اســراتيجية متباينــة املــدى‪ ،‬متضمنــة عــددًا مــن املجــاالت‬
‫قــا ملــا ورد بالدراســة البيئيــة املســحية للمجتمعــات املســتهدفة‪،‬‬
‫املتنوعــة‪ ،‬والتــي تتحــدد طب ً‬
‫ومبــا يتوافــق مــع األهــداف والغايــات املحــددة‪ ،‬ومــع املــوارد املتاحــة مبــا يضمــن نجــاح‬
‫الجهــود الجامعيــة الراميــة للوفــاء بالتزاماتهــا املجتمعيــة‪ ،‬ووظيفتهــا املتعلقــة بخدمــة‬
‫املجتمــع‪ ،‬وتنميــة البيئــة املحليــة‪.‬‬

‫كــا أن العمــل التطوعــي يف الجامعــات بحاجــة إىل التنظيــم املحكــم؛ ليتمكــن مــن تحقيــق‬
‫أهدافــه بعي ـدًا عــن االرتجــال والفــوىض‪ ،‬ويجــب أن يكــون لــه نظــام يحــدد أدوار كل املشــاركني‬
‫فيــه‪ ،‬مــع توفــر البيئــة املناســبة لتشــجيع واســتقطاب املتطوعــن‪ ،‬وتأهيلهــم‪ ،‬وتدريبهــم‬

‫‪78‬‬
‫وتزويدهــم باملهــارات املناســبة للعمــل ضمــن األهــداف املحــددة‪ ،‬مبــا يضمــن مشــاركة كل‬
‫األطــراف املعنيــة بالعمــل التطوعــي يف الجامعــات‪ ،‬مــن خــال هيــاكل تنظيميــة مرنــة تخــدم‬
‫عــا للموقــف التنظيمــي وأكرثهــا فاعليــة‪ ،‬ومالءمتــه لطبيعــة الجهــود التطوعيــة‬
‫الهــدف تب ً‬
‫دامئــة التغــر‪ ،‬عــى أن تقــوم بذلــك وحــدات تطوعيــة جامعيــة مختصــة‪.‬‬

‫وبالنظــر إىل عمليــة توجيــه املتطــوع؛ نجــد أنــه أمــر رضوري لــه تأثــر كبــر يف إدارة جهــود‬
‫املتطوعــن يف الجامعــة‪ ،‬وذلــك مــن خــال تقديــم النصائــح لهــم والتواصــل معهــم بشــكل‬
‫مبــارش‪ ،‬حيــث تقــوم وظيفــة وعمليــة التوجيــه يف إدارة العمــل التطوعــي عــى إدراك قــدرات‬
‫ومهــارات املتطــوع ودوافعــه واحتياجاتــه‪ ،‬واالســتيعاب الــكايف للحــاالت االنفعاليــة لــه‪،‬‬
‫وخصائصــه الشــخصية‪ ،‬وكذلــك امليــول واالهتاممــات التــي تشــكل اتجاهــات املتطــوع‪ ،‬خاصــة‬
‫فيــا يتعلــق بالربنامــج أو النشــاط التطوعــي‪ ،‬وىف ضــوء هــذا الفهــم ميكــن تحديــد الحوافــز‬
‫املالمئــة بحســب مــا تــم تشــخيصه‪ ،‬مبــا يجعلــه متأه ًبــا لتحقيــق املهــام واألهــداف املوضوعــة‬
‫واملخطــط لهــا‪ ،‬وذلــك يعــزز مــن إحســاس املتطــوع باملســئولية؛ مــا يســاعده عــى نســج‬
‫العالقــات الوديــة مــع فريــق العمــل‪ ،‬كــا يعمــل التوجيــه عــى توحيــد جهــود املتطوعــن‬
‫والعاملــن يف برامــج التطــوع يف الجامعــة مبــا يخــدم األهــداف التنظيميــة‪.‬‬

‫ونجــد أن رقابــة العمــل التطوعــي يف الجامعــات معنيــة باملراجعــة املســتمرة والدوريــة‬


‫ملــا يتــم تنفيــذه مــن برامــج تطوعيــة‪ ،‬ثــم مطابقتهــا مبــا هــو مســتهدف‪ ،‬حيــث تشــتمل رقابــة‬
‫األداء عــى معايــر تكشــف عــن حســن توظيــف املــوارد املاديــة والبرشيــة إلظهــار مــدى‬
‫الكفــاءة والفعاليــة‪ ،‬لــذا البــد وأن تقــوم عمليــة رقابــة العمــل التطوعــي يف الجامعــات‬
‫عــى تحديــد معايــر لــأداء‪ ،‬وت ُعــد املعايــر مرتك ـ ًزا أساس ـ ًيا لعمليــة الرقابــة لربامــج وأنشــطة‬
‫العمــل التطوعــي الجامعيــة‪ ،‬كونهــا عمليــة تحتــاج إىل تقويــم مســتمر للعنــارص التــي تعكــس‬
‫مالءمــة التصميــم واملواصفــات للتطبيقــات املطلوبــة‪ ،‬ومقارنــة العمــل بــن األداء الفعــي‬
‫واألداء املعيــاري؛ مــا يعنــي إحــداث ترابــط مــع عمليــة التخطيــط مبــا يســمح بوضــع سياســات‬
‫مســتقبلية جديــدة‪ ،‬ميكــن مــن خاللهــا تحقيــق األهــداف املرجــوة مــن وجــود تلــك الربامــج‪،‬‬
‫وذلــك ســيعود بالنفــع عــى تلــك الربامــج الجامعيــة مبزيــد مــن الجــودة والتميــز‪ ،‬وذلــك بإعــادة‬
‫رســم السياســات الداخليــة والخارجيــة لربامــج التطــوع واألنشــطة التطوعيــة املامرســة يف‬
‫يكنهــا مــن اكتســاب ثقــة الجميــع يف الجامعــة مــن العاملــن‪ ،‬واملتطوعــن‪،‬‬
‫الجامعــة؛ مبــا ُ‬
‫والداعمــن‪ ،‬واملجتمــع‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫إدارة العمل التطوعي باملؤسسات الرتبوية يف ضوء بعض الخربات العاملية‬

‫‪80‬‬
‫املبحث الثالث‬
‫إدارة العمــل التطوعــي يف الجامعــات األمريكيــة‬
‫والربيطانيــة‬

‫‪81‬‬
‫يتنــاول هــذا املبحــث محوريــن رئيســيني عــن خــرات إدارة العمــل التطوعــي يف الجامعــات‬
‫األمريكيــة والجامعــات الربيطانيــة مــن حيــث اﻟﺴﻴﺎق اﻤﻟﺠمتعــي املؤثــر يف العمــل التطوعــي‬
‫بالواليــات املتحــدة األمريكيــة واململكــة املتحــدة الربيطانيــة‪ ،‬وذلــك نظــ ًرا لتاريــخ مجتمعــات‬
‫تلــك الــدول الحافــل يف هــذا املجــال‪ ،‬وبصفــة خاصــة يف مؤسســات التعليــم العــايل بهــا‪،‬‬
‫ومــن ثــم النظــر لوضعيــة العمليــات اإلداريــة للعمــل التطوعــي يف الجامعــات األمريكيــة‬
‫والجامعــات الربيطانيــة مــن حيــث‪ :‬التخطيــط‪ ،‬والتنظيــم‪ ،‬والتوجيــه‪ ،‬والرقابــة للعمــل التطوعــي‬
‫يف تلــك املؤسســات‪ ،‬لتحقيــق وظيفتهــا الثالثــة (خدمــة املجتمــع وتنميــة البيئــة)‪ ،‬باعتبــار‬
‫العمــل التطوعــي أحــد اآلليــات األساســية والفعالــة املحققــة لتلــك الوظيفــة‪ ،‬ولتحقيــق‬
‫منفعــة متبادلــة بــن تلــك املؤسســات التعليميــة ومجتمعاتهــا املحيطــة بصــورة تكامليــة‪.‬‬

‫املحور األول‪ :‬إدارة العمل التطوعي بجامعات الواليات املتحدة األمريكية‪:‬‬

‫يحظــى العمــل التطوعــي يف الواليــات املتحــدة األمريكيــة باهتــام رســمي وشــعبي‬


‫حافــل‪ ،‬فلقــد ارتبــط العمــل التطوعــي مــع املجتمــع األمريــي منــذ وصــول أول املســتوطنني‬
‫عــا أن البقــاء عــى قيــد الحيــاة يف تلــك األرض الجديــدة مــن‬
‫لتلــك البــاد الذيــن أدركــوا رسي ً‬
‫العــامل يعتمــد عــى الدعــم املتبــادل ومشــاركة املواطــن‪ ،‬وظــل األمريكيــون يعتمــدون عــى‬
‫املتطوعــن آلالف الســنني يف املهــام األساســية باملجتمعــات املســتعمرة املســتخدمة‬
‫مثــل‪ :‬رجــال اإلطفــاء املتطوعــن‪ ،‬والحراســة‪ ،‬وغريهــا مــن أنــواع العمــل(((‪ ،‬وعــى املســتوى‬
‫هبــوا عامــن عــى األقــل مــن حياتهــم للعمــل‬
‫الرســمي دعــا الرئيــس األمريــي املواطنــن لي َ‬
‫التطوعــي يف خدمــة املجتمــع املحــي أو املجتمــع األمريــي بصفــة عامــة أو عــى مســتوى‬
‫العــامل‪ ،‬وأدى ذلــك إىل منــو عــدد املتطوعــن يف الواليــات املتحــدة األمريكيــة يف الفــرة‬
‫مــا بــن عامــي ‪2005 -2002‬م إىل ‪ 12%‬مــن املواطنــن عــا هــو معتــاد‪ ،‬ووصــل عددهــم إىل‬
‫‪ 65‬مليــون أمريــي(((‪.‬‬

‫وقُدم للطالب املتطوعني الدارسني يف الجامعات األمريكية جملة حوافز للمشاركة يف‬
‫األنشطة التطوعية يف صور عدة‪ ،‬لعل أبرزها هو تهيئة الجو العام لتنظيم تلك الجهود عرب‬
‫عدد من الربامج التطوعية لدى مؤسسات قومية مختصة‪ ،‬وذلك مبشاركة الجامعات األمريكية‬
‫عرب مواردها املادية والبرشية‪ ،‬وما متتلكه من مقومات وأجهزة إدارية وأكادميية يف الربامج‬
‫واملشاريع التطوعية مبشاركة املؤسسات واملنظامت املجتمعية لدعم الجهود القومية‬
‫الهادفة إلدارة الجهود التطوعية داخل األرايض األمريكية أو خارجها‪.‬‬

‫‪(1) Ellis, S. J., A.Weisbord and K. H. Noyes (1991): By the People: Preparing For Community Service,‬‬
‫‪Jossey-Bass, San Francisco, p. 356.‬‬
‫‪(2) Preston, C. (2006):Volunteerism among Americans, Chronicle Philan-thropy, Vol. 18, p 14.‬‬

‫‪83‬‬
‫إدارة العمل التطوعي باملؤسسات الرتبوية يف ضوء بعض الخربات العاملية‬

‫أوالً‪ :‬العمل التطوعي يف الواليات املتحدة األمريكية‪:‬‬

‫تحققــت نهضــة الواليــات املتحــدة األمريكيــة مــن خــال مســاهامت العمــل التطوعــي‬
‫واملتطوعــن يف الحيــاة العامــة‪ ،‬وباعتامدهــا عــى املشــاركة الشــعبية للمتطوعــن مــن‬
‫طبقــات املجتمــع املختلفــة يف مجــاالت العطــاء عــر الربامــج واملشــاريع التطوعيــة‪ ،‬ويتضمــن‬
‫ذلــك املشــاريع التنمويــة‪ ،‬والتدريــب والتأهيــل‪ ،‬وبرامــج اإلغاثــة العاجلــة يف مجــال الكــوارث‬
‫الناشــئة عــن الــزالزل والفيضانــات‪ ،‬كــا تســعى إىل تخفيــف املعانــاة عــن املعاقــن‪ ،‬وضحايــا‬
‫الحــروب‪ ،‬وتخفيــف معانــاة الفقــراء والجيــاع‪ ،‬وتســعى إىل تنميــة املــرأة‪ ،‬ورعايــة األطفــال‬
‫واأليتــام‪ ،‬كــا تســعى املؤسســات القوميــة والتعليميــة والجمعيــات التطوعيــة واإلغاثيــة إىل‬
‫توفــر الغــذاء والكســاء واملــأوى واألمــن‪ ،‬ومتنــح الفــرص لتحقيق النمــو االجتامعــي والرتبوي‪.‬‬
‫لذلــك يُعــد التطــوع ظاهــرة ثقافيــة رئيســية يف الواليــات املتحــدة األمريكيــة‪ ،‬فنحــو نصــف‬
‫األمريكيــن يشــاركون يف نشــاطات تطوعيــة‪ ،‬منهــم الذيــن يتطوعــون بشــكل غــر رســمي يف‬
‫مجتمعاتهــم املحليــة‪ ،‬وكذلــك الذيــن يتربعــون بوقتهــم بشــكل مبــارش للمنظــات الخرييــة‬
‫والدينيــة‪ ،‬وعــاوة عــى ذلــك يتــرع نحــو ‪ % 75‬مــن األمريكيــن ســنويًا باملــال للمؤسســات‬
‫الخرييــة؛ لــذا أصبحــت الواليــات املتحــدة األمريكيــة أقــوى وأكــر ازدهــا ًرا بفضــل تقليــد التطــوع‬
‫والعطــاء فيهــا(((‪.‬‬

‫وتعــود جــذور العمــل التطوعــي يف الواليــات املتحــدة إىل أمــد بعيــد‪ ،‬فهــو قيمــة‬
‫مرتســخة يف عمــق التاريــخ األمــريك منــذ أن كان األمريكيــون يتكاتفــون ويوحــدون صفوفهــم‬
‫ملســاعدة بعضهــم البعــض يف العهــد االســتعامري‪ ،‬وكان لجميــع املســتوطنني يف‬
‫املســتعمرات األمريكيــة الجديــدة نفــس األولويــة أال وهــي‪ :‬البقــاء عــى قيــد الحيــاة‪ ،‬فمــن‬
‫حــد املزارعــون املتجــاورون جهودهــم لتنظيــف‬
‫الناحيــة الطبيعيــة‪ ،‬كانــت األرض ب ِّريــة؛ فو َّ‬
‫األرايض مــن األشــجار‪ ،‬وبنــاء املســاكن‪ ،‬وحظائــر املــوايش‪ ،‬وحصــاد املحاصيــل‪ ،‬وكانــت جهــود‬
‫املتطوعــن مــن الرجــال والنســاء تســمى "أعــال التغيــر"(((‪.‬‬

‫أمــا مــن الناحيــة االجتامعيــة؛ فكانــت الهيكليــات التنظيميــة املألوفــة غائبــة‪ ،‬حتــى شــكل‬
‫املســتوطنون مطلــع القــرن الســادس عــر فــرق إطفــاء مؤلفــة مــن املواطنــن ملكافحــة‬
‫النــران يف "بوســطن وفيالدلفيــا ونيــو أمســردام" (التــي عرفــت الحقًا باســم نيويــورك)‪ ،‬ويف‬
‫عــام ‪1736‬م أنشــأ "بنجامــن فرانكلــن" رســم ًيا أول رشكــة إطفاء مــن املتطوعــن يف فيالدلفيا‪،‬‬
‫عــا مجهزيــن‪ ،‬وانتــر هــذا النمــط برسعــة يف عمــوم املســتوطنات‪ ،‬وال‬
‫ضمــت ثالثــن متطو ً‬

‫(‪)1‬معتــز بــاهلل محمــد عبــد الفتــاح (‪ :)2008‬دلیــل العمــل التطوعــي‪ ،‬التطــوع إنســانیتي والبنــاء مســئولیتي‪ ،‬منظمــة المــرأة‬
‫العربیــة‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬ص‪.80‬‬
‫‪(2) Susan J. Ellis & Katherine H. Campbell (2012): Volunteering: An American Tradition, E. journal USA, U.S.‬‬
‫‪Department of State, P 6.‬‬

‫‪84‬‬
‫يــزال قامئًــا حتــى يومنــا هــذا‪ ،‬حيــث يشــكل املتطوعــون نســبة تزيــد عــن ‪ % 70‬مــن رجــال اإلطفــاء‬
‫يف الواليــات املتحــدة(((‪ .‬ومــن ثــم توالــت الجهــود القوميــة يف الواليــات املتحــدة األمريكيــة‬
‫يف إدارة الجهــود التطوعيــة عــر املؤسســات األهليــة والتنظيــات الرســمية‪.‬‬

‫وقــد ظلــت الجهــود الرســمية تتنامــى بالتــوازي مــع الجهــود األهليــة والشــعبية بهــدف‬
‫تعظيــم العوائــد املحققــة مــن الجهــود التطوعيــة‪ ،‬والتــي تتعلــق آثارهــا مبختلــف مجــاالت‬
‫الحيــاة‪ ،‬لعــل أبرزهــا حديثًــا ت َبنــي مؤسســة الرئاســة األمريكيــة يف عــام ‪2002‬م مبــادرة عــر‬
‫البيــت األبيــض إلدارة عــدد مــن الربامــج التطوعيــة داخــل وخــارج الواليــات املتحــدة األمريكيــة‪،‬‬
‫بهــدف التوســع يف خدمــة املجتمــع مــن خــال مــا يســمى «فيالــق الحريــة األمريكيــة»‪،‬‬
‫وهــي مبثابــة مركــز لتجميــع املعلومــات عــن املتطوعــن‪ ،‬واألماكــن املحتاجــة للمســاعدة‪،‬‬
‫واختيــار الشــخص املالئــم للمؤسســة الخرييــة املالمئــة يف مختلــف أنحــاء العــامل‪ ،‬كــا تــم‬
‫تشــكيل فيالــق مامثلــة للربامــج التــي تقــدم الخدمــات التطوعيــة داخــل الواليــات املتحــدة‬
‫ومــن ثــم توالــت تشــكيالت الفيالــق بحســب أهدافهــا الخاصــة‪ ،‬ومجــاالت‬ ‫األمريكيــة‬
‫(((‪.‬‬

‫عملهــا‪ ،‬والنطــاق الجغــرايف لهــا مثل‪(:‬فيلــق املواطــن‪ ،‬متطوعــون مــن أجــل الرخــاء‪ ،‬إىل‬
‫غــر ذلــك مــن التجمعــات التطوعيــة املنظمــة‪ ،‬والتــي تــدار وفــق أحــدث طــرق وأســاليب‬
‫اإلدارة الحديثــة تحــت مظلــة الوكالــة االتحاديــة األمريكيــة للخدمــة الوطنيــة واملجتمعيــة‬
‫((‪ ،)Corporation for National and Community Service (CNCS‬وهــي وكالــة قوميــة‬
‫متخصصــة يف إدارة الخدمــات املجتمعيــة والجهــود التطوعيــة‪.‬‬
‫وتُ ثــل تلــك الوكالــة أكــر حاضــن يف األمــة األمريكيــة للخدمــة الوطنيــة واملجتمعيــة‪،‬‬
‫والعمــل التطوعــي‪ ،‬وتعزيــز دور القطــاع غــر الربحــي‪ ،‬والتصــدي للتحديــات التــي قــد تواجهــه‪،‬‬
‫وذلــك مــن خــال إدارة جهــود هــذا القطــاع ومــوارده مــع املؤسســات القوميــة‪ ،‬ودعــم مختلــف‬
‫املنظــات‪ ،‬مبــا يف ذلــك املنظــات الدينيــة واملجتمعيــة األخــرى‪ ،‬والكليــات الجامعيــة‪،‬‬
‫واملنظــات املعنيــة‪ ،‬وذلــك بتحديــد احتياجــات املجتمعــات املحليــة أوالً‪ ،‬وحشــد املتطوعــن‬
‫لتلبيــة تلــك االحتياجــات يف إطــار تعــاوين مــع الربامــج الفيدراليــة األخــرى‪ ،‬بهــدف وضــع‬
‫األنشــطة التطوعيــة والخدميــة يف الســياق املناســب الــذي يحفــز املشــاركة املدنيــة مــدى‬
‫الحيــاة يف ضــوء رســالتها؛ وهــي تحســن حيــاة النــاس‪ ،‬وتعزيــز املشــاركة املدنيــة يف‬
‫املجتمعــات املحليــة مــن خــال خدمــة العامــة والتطــوع(((‪.‬‬

‫لذلــك أمثــرت إيجابيًــا تلــك الجهــود التنظيميــة واإلدارية للعمــل التطوعي بالواليــات املتحدة‬
‫األمريكيــة يف منــو معــدل التطــوع‪ ،‬بحســب تقديــرات مكتــب إحصــاءات العمــل األمريــي‪ ،‬حيــث‬

‫‪(1) Rick J. Markley (2012): America’s Volunteer Firefighters, E. journal USA, U.S. Department of State, P 15.‬‬
‫(‪ )2‬معتز باهلل محمد عبد الفتاح (‪ :)2008‬دلیل العمل التطوعي ‪ -‬التطوع إنســانیتي والبناء مســئولیتي‪ ،‬مرجع ســابق‪ ،‬ص‪.79‬‬
‫‪(3) Corporation for National and Community Service (2017): Who We Are, About C.N.C.S.‬‬
‫‪Available on https://bit.ly/2Cc8Fcb 5/ 1/ 2017‬‬

‫‪85‬‬
‫إدارة العمل التطوعي باملؤسسات الرتبوية يف ضوء بعض الخربات العاملية‬

‫بلــغ نســبة مئويــة تقــدر ‪ %24.9‬مــن جملــة الســكان يف الفــرة بــن ســبتمرب ‪ 2014‬وســبتمرب‬
‫‪ ،2015‬تطــوع نحــو ‪ 62.6‬مليــون متطــوع مــن خــال منظمــة أو جهــد فــردي مــرة واحــدة عــى‬
‫األقــل‪ ،‬ويقــدر بعــدد ســاعات عمــل نحــو ‪ 7.8‬بليــون ســاعة‪ ،‬مبــا يــوازي قيمــة ماليــة تقــدر نحــو‬
‫‪ 184‬بليــون دوالر أمريــي(((‪ ،‬ولهــذا يشــكل العمــل التطوعــي ســمة مميــزة يف املجتمــع‬
‫األمــريك نتيجــة مســاهامت املتطوعــن‪.‬‬

‫ثان ًيا‪ :‬العمل التطوعي يف الجامعات األمريكية‪:‬‬

‫بالنظــر إيل تاريــخ حركــة العمــل التطوعــي يف الجامعــات األمريكيــة؛ نجــد أنهــا انطلقــت‬
‫بدافــع دينــي منحهــا القــدرة عــى االســتمرار لفــرات طويلــة‪ ،‬كــا أنهــا جــاءت اســتجابة كــرد‬
‫فعــل ألوضــاع اجتامعيــة وحاجــات تربويــة‪ ،‬ســواء للطــاب الذيــن كانــوا يرغبــون يف تعليــم أكــر‬
‫واقعيــة وعمليــة‪ ،‬أم بالنســبة للجامعــات التــي أصبحــت مطالبــة بإنجــاز مهــام مدنيــة أكــر‬
‫را يف تطويــر وتغيــر مجتمعهــا(((‪ ،‬حيــث دعــت الجمعيــات واللجــان التبشــرية مــن خــال‬
‫تأثــ ً‬
‫املؤمتــر الطــايب للرابطــة التبشــرية ‪ 1886‬م إىل الحشــد مــن الطــاب املتطوعــن يف مهــام‬
‫را إىل أن تــم تنظيــم‬
‫حــا كبــ ً‬
‫تبشــرية ملختلــف الوجهــات العامليــة‪ ،‬والقــت تلــك الدعــوات نجا ً‬
‫«اتحــاد التطــوع الطــايب» كتطــور لحركــة التطــوع الطــايب‪ ،‬بهــدف تعميــق الــروح التبشــرية‬
‫بــن الطــاب املتطوعــن(((‪.‬‬

‫ويف حقب ــة الق ــرن العرشي ــن وبدايات ــه أخ ــذت حرك ــة التط ــوع الط ــايب يف العم ــل بش ــكل‬
‫ـا كنتيج ــة وردة فع ــل لألوض ــاع السياس ــية واالجتامعي ــة واالقتصادي ــة يف حينه ــا؛‬
‫أك ــر تنظي ـ ً‬
‫ونـــوا قـــوى؛ بهـــدف إحـــداث‬
‫لعـــدم رضـــا الطـــاب عـــن تلـــك األوضـــاع‪ ،‬مـــا دفعهـــم أن يك ِّ‬
‫التغي ــر املنش ــود م ــن خ ــال التط ــوع‪ ،‬وتقدي ــم خدم ــات تطوعي ــة‪ ،‬فف ــي ع ــام ‪1960‬م ب ــدأت‬
‫مرشوع ــات التط ــوع الط ــايب يف الجامع ــة يف االنتش ــار يف ع ــدة كلی ــات وجامع ــات؛ إلدراك‬
‫الطـــاب أنهـــم یحتاجـــون إىل تعلـــم لیـــس فقـــط مـــن خـــال الصـــف الـــدرايس‪ ،‬ولكـــن أیضً ـــا‬
‫خـــارج نطـــاق إعـــدادات الدراســـة املنتظمـــة املقصـــودة‪ ،‬وذلـــك مـــن أجـــل إعـــداد أنفســـهم‬
‫للع ــامل الخارج ــي‪ ،‬حي ــث تش ــكلت العدی ــد م ــن الربام ــج التطوعی ــة الطالبی ــة يف الجامع ــات(((‪،‬‬

‫‪(1) U.S. Bureau of Labor Statistics (2016): VOLUNTEERING IN THE UNITED STATES — 2015, new Report‬‬
‫‪of U.S. Bureau of Labor Statistics, 25 February, P 2.‬‬
‫(‪ )2‬زینــام محمــد أحمــد (‪ :)2016‬تصــور مقتــرح لتفعیــل دور الجامعــة فــي تنمیــة ثقافــة العمــل التطوعــي لــدى طالبهــا فــي‬
‫ضــوء خبــرات بعــض الــدول‪ ،‬رســالة دكتــوراه غيــر منشــورة‪ ،‬كليــة التربيــة‪ ،‬جامعــة المنيــا‪ ،‬ص‪.208‬‬
‫‪(3) Brigette C.Kamsler (2012): Finding Aid for - student volunteer movement for foreign mission records,1893-‬‬
‫‪1946, pamphlet report of the executive committee presented at second international convention, the‬‬
‫‪Burke library archives Columbia university, p 3.‬‬
‫‪(4) National Service Learning Clearing House (2008): History of Service Learning In Higher Education,‬‬
‫‪January, p 1.‬‬

‫‪86‬‬
‫وكان أبرزهـــا حركـــة الحقـــوق املدنيـــة ‪1960‬م‪ ،‬وهيئـــة الســـام ‪1961‬م‪ ،‬وحركـــة املتطوعـــن‬
‫يف خدم ــة أمري ــكا ‪1965‬م‪ ،‬والت ــي س ــاعدت ع ــى تنش ــيط التعلي ــم بواس ــطة اش ــراك الط ــاب‬
‫يف إح ــداث التغي ــر يف الع ــامل‪ ،‬ويف ه ــذا الوق ــت ب ــدأ رواد حرك ــة تعل ــم الخدم ــة جهوده ــم‬
‫الرامي ــة لدم ــج الخدم ــة يف التعلي ــم بش ــكل مب ــارش ومقص ــود‪ ،‬حي ــث التق ــى رواد حرك ــة تعل ــم‬
‫الخدمــة وآخــرون ممــن یهتمــون بالتعلیــم الجامعــي وخدمــة املجتمــع يف أطلنطــا ملناقشــة‬
‫آلي ــات تعل ــم الخدم ــة‪ ،‬وج ــاءت أب ــرز التوصي ــات يف أهمی ــة مش ــاركة كلٍ م ــن الط ــاب وأعض ــاء‬
‫هیئـــة التدریـــس‪ ،‬وموظفـــي املنظـــات االجتامعیـــة والكلیـــات‪ ،‬يف تخطیـــط وتنفیـــذ برامـــج‬
‫تعلـــم الخدمـــة‪ ،‬حيـــث توالـــت الجهـــود واملبـــادرات الراميـــة إىل تشـــجيع الطـــاب للمشـــاركة‬
‫مـــا لـــدى‬
‫هـــا عا ً‬
‫بإيجابيـــة يف خدمـــة مجتمعاتهـــم‪ ،‬لدرجـــة أن أصبـــح ذلـــك الفكـــر ميثـــل توج ً‬
‫كل مؤسس ــات التعلي ــم الع ــايل بالوالي ــات املتح ــدة باإلس ــهام يف خدم ــة مجتمعاته ــا‪ ،‬وأن‬
‫تك ــون مبثاب ــة مؤسس ــات وطني ــة ذات مس ــئولية‪ ،‬بحي ــث تأخ ــذ ه ــذه املس ــاهمة ص ــورة قي ــام‬
‫عض ــو هيئ ــة التدري ــس بعضوي ــة لج ــان لدراس ــة األوض ــاع املحلي ــة‪ ،‬أو إس ــهامات الط ــاب يف‬
‫هيئـــات تطوعيـــة محليـــة‪ ،‬أو إتاحـــة إمكانـــات الجامعـــة لجامعـــات وأفـــراد املجتمـــع املحـــي‪،‬‬
‫ع ــى أن يك ــون ذل ــك يف نظ ــم الرعاي ــة الصحي ــة واالجتامعي ــة‪ ،‬وأن تس ــاعد يف ح ــل املش ــكالت‬
‫االقتصادي ــة والبيئي ــة والتعليمي ــة‪ ،‬وت ــأيت تل ــك الجه ــود يف إط ــار س ــعي الجامع ــات للخ ــروج‬
‫م ــن عزلته ــا‪ ،‬والرشاك ــة م ــع املجتم ــع الخارج ــي‪ ،‬م ــن خ ــال اعت ــاد ع ــدد م ــن برام ــج خدم ــة‬
‫املجتم ــع والتوصي ــة به ــا؛ كوس ــيلة لتحس ــن واص ــاح التعلي ــم‪ ،‬ومنه ــا توصي ــات لجن ــة التعلي ــم‬
‫بالواليـــات املتحـــدة األمريكيـــة‪ ،‬والتـــي اقرتحـــت يف تقريرهـــا رضورة أن يتـــم حـــث طـــاب‬
‫الجامع ــات بتقدي ــم الخدم ــات التطوعي ــة للمجتم ــع‪ ،‬ورضورة ربطه ــا بدراس ــتهم الجامعي ــة(((‪.‬‬

‫واكــب هــذا التوجــه تحفيــز عــى املســتوى الرســمي‪ ،‬وذلــك بدعــم الرئيــس األمريــي عــام‬
‫‪1993‬م لعــدة مرشوعــات وبرامــج تشــجع الخدمــة التطوعيــة‪ ،‬كان أبرزهــا برنامــج «أمريكيــور»‪،‬‬
‫وبرنامــج «تعلــم واخــدم أمريــكا»‪ ،‬الــذي یدعــم بشــكل مبــارش برامــج تعلــم الخدمــة يف الكلیــات‬
‫والجامعــات عــن طریــق تقدیــم املنــح املالیــة‪ ،‬وكذلــك تقدیــم التدریــب واملســاعدة التقنیــة‬
‫ألعضــاء هیئــة التدریــس واإلدارییــن‪ ،‬وأیضً ــا جمــع ونــر األبحــاث‪ ،‬واملامرســات املؤثــرة‪،‬‬
‫واملناهــج‪ ،‬والنــاذج الربامجیــة‪ ،‬مــن أجــل ضــان تحقيــق الجــودة العالیــة لربامــج تعلــم الخدمــة‬
‫املتاحــة للطــاب(((‪.‬‬

‫‪(1) Conderman, G. J; Patryla, V. M, (1997): University-community Collaboration: The people to people‬‬


‫‪program, Intervention in school and the clinic, 29(4), P 247.‬‬
‫‪(2) National Service Learning Clearing House (2008): History of Service Learning In Higher Education,Op‬‬
‫(‪Cit, p 3.)3‬‬

‫‪87‬‬
‫إدارة العمل التطوعي باملؤسسات الرتبوية يف ضوء بعض الخربات العاملية‬

‫لذلــك قامــت الجامعــات األمريكيــة بجهــود بــارزة وإجــراءات لدعــم تطــوع الطــاب يف خدمــة‬
‫مجتمعاتهــم؛ حيــث ميكــن تحديدهــا عــى النحــو اآليت(((‪:‬‬

‫‪1.1‬تضمني األهداف العامة للتعليم العايل ثقافة العمل التطوعي‪.‬‬

‫‪2.2‬تضمني تعلم الخدمة يف الربامج الدراسية الجامعية‪.‬‬

‫‪3.3‬الدعم اإلداري للعمل التطوعي يف الجامعات األمريكية‪.‬‬

‫فنجــد أن تضمیــن خدمــة املجتمــع مــن خــال العمــل التطوعــي يف األهــداف األكادیمیــة‬
‫للتعلیــم العــايل ســمة مــن ســات تلــك املؤسســات‪ ،‬وذلــك بجعــل الخدمــة امتــدادًا للتعلیــم‬
‫الصفــي(((‪ ،‬وبتتبــع رؤى وأهــداف أغلــب الجامعــات األمريكيــة؛ نجــد أنهــا أفــردت للعمــل‬
‫التطوعــي لديهــا مكانــة متميــزة تدعــوا فيهــا جميــع منتســبيها مــن أعضــاء هيئــة تدريــس أو‬
‫عاملــن أو طــاب لإلســهام يف خدمــة مجتمعاتهــم‪ ،‬وتكثيــف جهودهــم التطوعيــة عــر مــا‬
‫تتيحــه مــن برامــج ورشاكات مــع مؤسســات املجتمــع املــدين‪ ،‬بحيــث تكــون تلــك الجهــود ذات‬
‫جــا فعليًــا‪ ،‬وتعالــج مشــكالت تعــاين منهــا تلــك املجتمعــات‪ ،‬كــا أنهــا تعــود‬
‫نفــع‪ ،‬تلبــي احتيا ً‬
‫بالنفــع عــى املشــاركني؛ كونهــا توفــر خــرات ميدانيــة ملــا يتــم تناولــه مــن مقــررات أكادمييــة‬
‫يف الجامعــة‪.‬‬
‫لــذا تــم تطبیــق مــا یُســمى مبقــررات تعلــم الخدمــة‪ ،‬أو تعلــم الخدمــة املجتمعیــة‪ ،‬أو‬
‫املشــاركة املدنیــة‪ ،‬وتتضمــن تعریفــات تعلــم الخدمــة‪ ،‬كــا تتمثــل فكــرة الدمــج بیــن الدراســة‬
‫األكادیمیــة والخدمــة التطوعیــة يف أنهــا «شــكل مــن أشــكال التعلــم التجریبــي‪ ،‬بحيــث يتحقــق‬
‫التعلــم مــن خــال دائــرة الفعــل والتطبیــق‪ ،‬ویتــم تطبیــق مــا یتعلمــه الطالــب عــى مشــكالت‬
‫املجتمــع»‪ ،‬وعــى هــذا فــإن تعلــم الخدمــة يتمحــور يف عــدد مــن املحــددات‪ ،‬هــي(((‪:‬‬
‫‪1.1‬یتصل مبعاییر املحتوى األكادیمي‪.‬‬
‫‪2.2‬یُرشك الشباب الجامعي يف املساعدة يف تحدید وتلبیة احتیاجات املجتمع‪.‬‬
‫‪3.3‬ذو طبیعــة تبادلیــة‪ ،‬حیــث یفیــد كالً مــن املجتمــع ومقدمــي الخدمــة عــن طریــق تضمیــن‬
‫خــرة الخدمــة يف خــرة التعلُّــم‪.‬‬
‫‪4.4‬یمكن أن یُطَّبق عىل أي مادة‪ ،‬ويف أي مجال أكادیمي‪.‬‬
‫ولذلــك نجــد أن التعليــم الخدمــي أصبــح جــز ًءا ال يتجــزأ مــن التعليــم العــايل يف الواليــات‬
‫املتحــدة األمريكيــة‪ ،‬فااللتــزام بالتعليــم الخدمــي لديهــا ينبــع مــن مبدأ إعــادة دمج املســؤولية‬
‫(‪ )1‬زینــام محمــد أحمــد (‪ :)2016‬تصــور مقتــرح لتفعیــل دور الجامعــة فــي تنمیــة ثقافــة العمــل التطوعــي لــدى طالبهــا فــي‬
‫ضــوء خبــرات بعــض الــدول‪ ،‬مرجــع ســابق‪ ،‬ص‪.218-214‬‬
‫‪(2) Chuck Tomkovick and Others (2008): Linking Collegiate Service-Learning to Future Volunteerism,‬‬
‫‪Implications for Nonprofit Organizations, journal of Nonprofit Management & Leadership, vol. 19, no. 1, p 5.‬‬
‫‪(3) National Coordinating Center for Public Engagement (2010): Student Volunteering Initiative: Research‬‬
‫‪Synthesis, Student Volunteering, Background, Policy and Cntext, p 30.‬‬

‫‪88‬‬
‫االجتامعيــة واملســئولية التطوعيــة يف جانــب واحــد‪ ،‬حيــث إن هنــاك اتفاقًــا عا ً‬
‫مــا يف الدولــة‬
‫بأهميــة التعلــم الخدمــي ودوره يف تعلــم الطــاب‪ ،‬فالتعلــم يحــدث مــن خــال تطبيــق الطــاب‬
‫مــا تعلمــوه نظريًــا يف الواقــع العمــي داخــل املجتمــع املحيــط لــدى العديــد مــن الجامعــات‬
‫األمريكيــة(((‪ ،‬لذلــك نجــد أن تعلــم الخدمــة املطبــق يف الجامعــات األمريكيــة لــه صــو ٌر متعــددة‬
‫تتمثــل يف اآليت(((‪:‬‬
‫•تعلُّــم الخدمــة الخالــص‪ :‬وهــي برامــج تعلُّــم تقـدِّم للطــاب خــرات تعلیمیــة تركــز عــى‬ ‫ ‬
‫الخدمــة التــي توجــد يف العدیــد مــن املجــاالت‪ ،‬وتركــز عــى الخدمــة العامــة والقضایــا‬
‫املتعلقــة باملجتمــع‪ ،‬مثــل‪ :‬مقــرر تعلُّــم الخدمــة الــذي یقدمــه قســم التعلیــم املســتند‬
‫إىل الخــرة بكلیــة املجتمــع بســنكلیر(كلیة ســنكلیر األهلیــة)‪ ،‬حیــث یقــوم الطــاب‬
‫بتوزیــع فحــوص كشــف لســكان املنطقــة بعــد اإلعــداد لــه‪ ،‬ویجمــع الطــاب االختبــار الــذي‬
‫أُرســل إىل مختــر محــي للتحلیــل‪ ،‬ثــم يقومــون بتحلیــل النتائــج‪ ،‬وتزويــد ســكان املنطقة‬
‫بهــا‪ ،‬مــع إجــراء آليــات توعيــة شــاملة يف املجــال الصحــي وفــق مــا ظهــر بالنتائــج مــن‬
‫مشــكالت صحيــة‪.‬‬

‫•تعلُّــم الخدمــة القائــم عــى املقــ َّرر التطويعــي‪ :‬وهــو مق ـ َّرر یتضمــن ارتباط ـاً خاص ـاً‬ ‫ ‬
‫بیــن محتــوى املق ـ َّرر والخــرة املجتمعیــة‪ ،‬ويختلــف عــن مق ـ َّرر الخدمــة الخالــص؛ كونــه‬
‫يرتكــز عــى عــدم وجــود محتــوى ملقــ َّرر الخدمــة‪ ،‬مثــل املقــ َّرر املطبَّــق يف جامعــة‬
‫میللیكــن‪ ،‬حیــث یقــوم الطــاب بــاإلرشاف يف املــدارس املحلیــة‪.‬‬

‫•تعلُّــم الخدمــة القائــم عــى املشــكلة‪ :‬ويف هــذا املق ـ َّرر یتصــل الطــاب باملجتمــع‬ ‫ ‬
‫كمستشــارین یعملــون مــن أجــل متلقــي الخدمــة‪ ،‬حیــث یكتســب الطــاب املعرفــة‬
‫والخــرة مــن خــال محتــوى املق ـ َّرر الــذي یســمح لهــم مبســاعدة منظــات املجتمــع‬
‫لإلجابــة عــى األســئلة وحــل املشــكلة‪ ،‬وت ُعــد املقـ َّررات ذات املرشوعــات القامئــة عــى‬
‫املشــكلة أمثلــة جیــدة لتعلــم الخدمــة القائــم عــى املشــكلة‪ ،‬ومــن أمثلــة ذلــك‪ :‬مقـ َّرر‬
‫‪ The science service learning‬يف جامعــة واشــنطن‪ ،‬حیــث یحــر الطــاب للصــف ســاعة‬
‫كل أســبوع‪ ،‬ویقضــون ســاعتین يف الخدمــة‪.‬‬

‫•املقرَّرات‪ :‬وهذه املق َّررات ت ُص َّ‬


‫مم للرواد ‪-‬طالب السنوات النهائية‪ -‬وهي تعمل عىل‬ ‫ ‬
‫إنتاج فهم خارجي لتطوع الطالب‪ ،‬ومن أمثلتها‪ :‬برنامج مرشوعات الهندسة يف خدمة‬
‫املجتمع يف جامعة بیوردیو ‪ ،Purdue‬حيث يسجل الطالب يف املقرر لفصول دراسیة‬

‫‪(1) Mary, C, M., (2007): Taking Service Learning Forward - 21st Century Trends USA, Indiana, University of‬‬
‫‪Indianapolis Press, p p 23-24.‬‬
‫‪(2) Deber L. Hydorn (2007): Community Service- Learning in Statistic, Course Design and Assessment,‬‬
‫‪Journal of Statistics Education, Vol. 15, No. 2, p p 2-5.‬‬

‫‪89‬‬
‫إدارة العمل التطوعي باملؤسسات الرتبوية يف ضوء بعض الخربات العاملية‬

‫عدة‪ ،‬ویشاركون يف بعض أو كل مراحل املرشوع الخاص‪ ،‬مثل‪( :‬إیجاد رشیك مجتمعي‪،‬‬
‫كتابة مقرتح املرشوع‪ ،‬تخطیط وتطویر املرشوع‪ ،‬إكامل املرشوع)‪.‬‬

‫وبذلــك نجــد أن طــاب الجامعــات األمريكيــة يقدمــون العديــد مــن الخدمــات العامــة‬
‫التطوعيــة والتعليميــة يف إطــار املقــررات الدراســية التــي تدمــج فيهــا أنشــطة الخدمــة‬
‫العامــة‪ ،‬لذلــك يُطلــق عليهــا (عمليــة التعلُّــم بالخدمــة)‪ ،‬وتشــر إىل املــواد األكادمييــة التــي‬
‫تعتمــد عــى الخــرة التعليميــة املكتســبة مــن خــال مشــاركة الطــاب يف خدمــة املنظــات‬
‫التــي تلبــي احتياجــات املجتمــع‪ ،‬والتــي تعكــس املســاعدة يف فهــم املحتــوى األكادميــي‬
‫للــادة العلميــة(((‪ .‬ويُســمح للطــاب باملشــاركة والعمــل مــع أفــراد ثقافــات مختلفــة وبيئــات‬
‫وخلفيــات مختلفــة‪ ،‬مثــل رشكاء مــن املــدن والريــف مــن أمريــكا‪ ،‬وأحيانًــا مــن دول أخــرى‪ ،‬كــا‬
‫ميــد الطــاب بالعديــد مــن الفــرص لفهــم القضايــا األخالقيــة‪ ،‬وذلــك مــن خــال االســتامع إىل‬
‫العديــد مــن وجهــات النظــر يف املوضــوع الواحــد‪ ،‬لذلــك ينصــح العديــد مــن الكتَّــاب بــأن يكــون‬
‫م الخدمــي جــزء مــن جميــع املقــ َّررات يف مختلــف التخصصــات(((‪.‬‬
‫التعلــ ُّ‬
‫وبالنظـــر إىل الدعـــم اإلداري املقـــدم للجهـــود التطوعيـــة مـــن الجامعـــات األمريكيـــة؛‬
‫نجـــد أن آليـــات إدارة العمـــل التطوعـــي متنوعـــة‪ ،‬ومتثـــل منظومـــة متكاملـــة إلدارة الجهـــود‬
‫التطوعيـــة بهـــا‪ ،‬حيـــث تتعـــدَّد صـــور الدعـــم اإلداري لتلـــك الجهـــود‪ ،‬لعـــل أبرزهـــا تشـــكيل‬
‫تحالـــف وطنـــي للجامعـــات األمريكيـــة تحـــت مســـمى االتحـــاد القومـــي للجامعـــات العاملـــة‬
‫يف مجـــال خدمـــة املجتمـــع ‪ ،Campus Compact‬ويعمـــل عـــى تشـــجيع التطـــوع الطـــايب‪،‬‬
‫وإتاح ــة الفرص ــة له ــم الس ــتخدام مهارته ــم العلمي ــة واألكادميي ــة بص ــورة عملي ــة يف خدم ــة‬
‫مجتمعاته ــم‪ ،‬وكذل ــك االنخ ــراط واملش ــاركة يف أنش ــطة وبرام ــج الوكال ــة االتحادي ــة األمريكي ــة‬
‫للخدم ــة الوطني ــة واملجتمعي ــة (‪ ،)CNCS‬وك ــذا تش ــكيل وتكوي ــن وح ــدات تعل ــم الخدمة(مراك ــز‬
‫خدم ــة املجتم ــع)‪ ،‬وه ــي م ــن بی ــن وح ــدات ش ــؤون الط ــاب املعني ــة ب ــإدارة العم ــل التطوع ــي‬
‫يف الجامعـــات األمريكيـــة‪.‬‬

‫ثالثًا‪ :‬إدارة العمل التطوعي يف الجامعات األمريكية‪:‬‬


‫ميثــل طــاب الجامعــات اليــوم يف الواليــات املتحــدة األمريكيــة مصــد ًرا متناميًــا ملتطوعــي‬
‫األمــة‪ ،‬حيــث يشــارك املاليــن مــن طــاب الجامعــات يف نطــاق واســع مــن األنشــطة التطوعيــة‪،‬‬
‫بــد ًءا مــن التعلیــم‪ ،‬ورعایــة األطفــال‪ ،‬وذوي االحتیاجــات الخاصــة ومســاعدة املواطنــن يف‬

‫‪(1) Jameson, J. H.et al., (2007): Service Learning, Partnering with the Public as a component of College‬‬
‫‪Archaeology Courses, (Springer New York, SN 978-387-48216-3), p 200.‬‬
‫‪(2) Sherman, A & MacDonald, L., (2009): Service Learning Experiences in University Science Degree‬‬
‫‪Courses, (Springer New York, SN 978-387-48216-3), p 242.‬‬

‫‪90‬‬
‫مواجهــة الكــوارث الطبيعيــة‪ ،‬إىل درجــة االهتــام بالقضایــا الوطنیــة(((‪ ،‬ويؤكــد عــى ذلــك‬
‫املســح القومــي للمشــاركة الطالبیــة يف األنشــطة لعــام ‪2010‬م؛ بــأن طــاب الجامعــات‬
‫أســهموا مــن خــال جامعاتهــم يف التطــوع بنســبة ‪ % 60‬مــن طــاب الســنة النهائیــة‪ ،‬باإلضافــة‬
‫إىل أن ‪ % 65‬مــن الطــاب الجــدد ذكــروا أن جامعاتهــم تقــدم لهــم الفــرص للمشــاركة يف العمل‬
‫التطوعــي؛ مبــا یشــیر إىل األولویــة التــي متنحهــا الجامعــات األمريكيــة للمشــاركة التطوعیة(((‪.‬‬

‫ويعــود هــذا اإلنجــاز للســياق املجتمعــي الســابق عرضــه‪ ،‬باإلضافــة آلليــات إدارة العمــل‬
‫التطوعــي مبؤسســات التعليــم العــايل بالواليــات املتحــدة األمريكيــة‪ ،‬والتــي تتخــذ صــو ًرا عــدة‬
‫وأشــكاالً متباينــة أســهمت وتســهم حتــى اآلن يف تنامــي وتعظيــم اآلثــار اإليجابيــة املرتتبــة‬
‫عــى الجهــود التطوعيــة‪ ،‬ســواء للمجتمعــات بتحقيق طفــرات تنموية فيهــا وتلبيــة احتياجاتها‪،‬‬
‫أو للجامعــات بتحقيــق أهدافهــا ووظائفهــا بدعــم ومســاندة املجتمــع لهــا‪ ،‬وميكــن اســتعراض‬
‫أبــرز الكيانــات التــي متثــل بيئــة إداريــة حاضنــة للجهــود التطوعيــة يف الجامعــات األمريكيــة‬
‫فيــا يــي‪:‬‬

‫‪1.1‬االتحاد القومي للجامعات العاملة يف مجال خدمة املجتمع (‪.)Campus Compact‬‬

‫‪2.2‬الوكالة االتحادية األمريكية للخدمة الوطنية واملجتمعية (‪.)CNCS‬‬

‫‪3.3‬وحــدات تعلم الخدمة (مراكــز خدمة املجتمع ومكاتب الفرص التطوعية يف الجامعات األمريكية)‪.‬‬

‫حيــث جــاء تشــكيل االتحــاد القومــي للجامعــات العاملــة يف مجــال خدمــة املجتمــع ‪Campus‬‬
‫‪ Compact‬اســتجابة لدعــوة إعــان قمــة ‪ Wingspread‬إلحیــاء الرســالة املدنیــة للجامعــات‬
‫األمریكیــة بتشــجیع الجامعــات عــى املشــاركة يف مجتمعهــا‪ ،‬وإعطــاء الفرصــة للطــاب ألن‬
‫یضعــوا تعلمهــم األكادیمــي يف ســیاق العمــل القائــم عــى املجتمــع‪ ،‬وقــد انتهــى القــادة‬
‫إىل أنــه ملواجهــة اإلحســاس بعــدم املشــاركة املدنیــة؛ فــإن مؤسســات التعلیم العــايل تحتاج‬
‫ألن تركــز لیــس فقــط عــى تشــجیع التطــوع الطــايب‪ ،‬ولكــن أیضً ــا عــى ضــان الفــرص للطــاب‪،‬‬
‫الســتخدام مهاراتهــم األكادیمیــة الخاصــة إلفــادة مجتمعاتهــم(((؛ لــذا قامــت مجموعــة القــادة‬
‫مــن رؤســاء الجامعــات والكلیــات بوضــع میثــاق الحــرم الجامعــي‪ ،‬كوســیلة لتشــجیع التطــوع‬

‫‪(1) Corporation for national community service (2006): College students helping America, Full report, p 2.‬‬
‫‪Available on https://bit.ly/2qqvLch on 2/ 1/ 2017‬‬
‫’‪(2) Krista Soria, June Nobbe, Alex Fink (2013): Examining the Intersection between Undergraduates‬‬
‫‪Engagement in Community Service and Development of Socially Responsible Leadership, Op Cit, p119.‬‬
‫‪(3) Patricia E. Askew (2001): The University as A source for Community and Academic Partnership, Journal‬‬
‫‪of New Directions for Student Services, No.96, p 64.‬‬

‫‪91‬‬
‫إدارة العمل التطوعي باملؤسسات الرتبوية يف ضوء بعض الخربات العاملية‬

‫بیــن الطــاب يف الجامعــة‪ ،‬وخــال ســنوات قلیلــة التحــق عــدد ‪ 250‬جامعــة باملیثــاق(((‪ ،‬حيــث‬
‫تشــكَّل ميثــاق الحــرم الجامعــي يف عــام ‪1985‬م مــن أجــل تحقيــق جــودة أفضــل للمشــاركة‬
‫املدنیــة التطوعیــة لطــاب الجامعــات األمریكیــة(((‪ ،‬وهــي مبــادرة مــن قبــل رؤســاء جامعــات‬
‫بــراون ‪ ،Brown‬وجامعــة جــورج تــاون ‪ Georgetown‬وجامعــة ســتانفورد ‪ Stanford‬ورئيــس لجنــة‬
‫الرتبيــة والتعليــم يف الواليــات املتحــدة‪ ،‬بهــدف تصحيــح الصــورة التي رســمتها وســائل اإلعالم‬
‫لطــاب الجامعــات؛ بــأن أكــر اهتاممهــم هــو كســب املــال‪ ،‬فــرأى الرؤســاء املؤسســن أن هــذه‬
‫الصــورة العامــة كاذبــة؛ كــون العديــد مــن الطــاب يف الجامعــات تطوعــوا يف خدمــة املجتمــع‪،‬‬
‫وتــأيت تلــك املبــادرة لتصحيــح الصــورة‪ ،‬وتشــجيع الكثــر مــن الطــاب بــأن يقتــدوا بزمالئهــم؛ مــع‬
‫توفــر التوجيــه الســليم والهيــاكل التنظيميــة الداعمــة لهــم‪ ،‬حيــث تــم تشــكيل هــذا االتحــاد‬
‫ملســاعدة الكليــات والجامعــات يف خلــق هيــاكل تنظيميــة داعمــة‪ ،‬تشــمل مكاتــب وموظفــن؛‬
‫لتنســيق جهــود املشــاركة املجتمعيــة‪ ،‬وتدريــب ومســاعدة أعضــاء هيئــة التدريــس لدمــج‬
‫العمــل املجتمعــي يف التدريــس‪ ،‬والبحــوث‪ ،‬واملنــح الدراســية‪ ،‬وغريهــا مــن الحوافــز للطــاب‬
‫بصــورة مؤسســية‪ ،‬لــذا يضــم هــذا االتحــاد اليــوم يف عضويتــه أكــر مــن ‪ ٪98‬مــن الجامعــات‬
‫األمريكيــة‪ ،‬يضعــون كامــل خرباتهــم ومعارفهــم ومواردهــم للعمــل التطوعــي‪ ،‬وللمســاعدة‬
‫يف بنــاء مجتمعــات قويــة‪ ،‬وذلــك وفــق عــدد مــن املبــادئ املوجهــة للعمــل‪ ،‬تتمثــل يف(((‪:‬‬

‫‪1.1‬متكــن الطــاب وأعضــاء هيئــة التدريــس واملوظفــن وأعضــاء املجتمــع للمشــاركة يف‬
‫خلــق رشاكات وثيقــة؛ تعمــل عــى تحقيــق مســتقبل أفضــل ومســتدام للمجتمعــات خــارج‬
‫الحــرم الجامعــي وحــول العــامل‪.‬‬

‫‪2.2‬إعداد الطالب للمشاركة يف الحياة العامة‪ ،‬والسعي لتحقيق الصالح العام‪.‬‬

‫‪3.3‬تأكيــد مســئولية الجامعــات؛ كونهــا مؤسســات دورهــا يف األســاس اإلســهام يف تنميــة‬


‫مجتمعاتهــا اقتصاديًــا واجتامعيًــا وبيئيًــا وتربويًــا وسياس ـيًا‪.‬‬

‫‪4.4‬اســتثامر مــوارد الجامعــات مــن خــال البحــث‪ ،‬والتدريــس‪ ،‬والــراكات‪ ،‬واملؤسســات‬


‫العاملــة؛ للحفــاظ عــى الســلم االجتامعــي مــن مظاهــر عــدم املســاواة االجتامعيــة‬
‫واالقتصاديــة الســائدة التــي تهــدد مســتقبل البــاد الدميقراطــي‪.‬‬

‫‪(1) Gregory B. Markus, and Others (1993): Integrating Community Service and Classroom Instruction‬‬
‫‪Enhances Learning: Results from An Experiment, Journal of Educational Evaluation and Policy Analysis,‬‬
‫‪Vol. 15, No. 4, p 410.‬‬
‫‪(2) National Service Learning Clearing House (2008): History of Service Learning In Higher Education, Op‬‬
‫(‪Cit, p 3.)4‬‬
‫‪(3) Campus Compact (2017): Commitments from the 30th Anniversary Action Statement, Campus Compact‬‬
‫‪Overview.‬‬
‫‪Available on https://bit.ly/2oRls0I on 12/ 1/ 2017‬‬

‫‪92‬‬
‫‪5.5‬تهيئــة البيئــة الداعمــة ملركزيــة األهــداف العامــة للتعليــم العــايل‪ ،‬مــن خــال تفعيــل‬
‫تصــورات أعضــاء مجتمــع الجامعــة؛ لضــان مســاهمتهم يف تحقيــق هــذه األهــداف‪.‬‬

‫وقــد اســتجابت وتفاعلــت أغلــب الجامعــات األمريكيــة لنــداء وطلبــات وكاالت املجتمــع‬
‫املختلفــة التــي تعتمــد عــى املتطوعــن وجهودهــم يف تقديــم خدماتهــم للمجتمــع عــر‬
‫مــا ينظمــه هــذا االتحــاد مــن برامــج وأنشــطة وفعاليــات‪ ،‬وفــق خطتــه االســراتيجية‪ ،‬بتطــوع مــا‬
‫يقــرب مــن (‪ 2‬مليــون) طالــب يف برامــج املشــاركة املجتمعيــة‪.‬‬

‫كــا يدعــم تلــك الجهــود اإلداريــة التطوعيــة يف الجامعــات الوكالــة االتحاديــة األمريكيــة‬
‫للخدمــة الوطنيــة واملجتمعيــة (‪،Corporation for National and Community Service (CNCS‬‬
‫وهــي وكالــة قوميــة متخصصــة يف إدارة الخدمــات املجتمعيــة والجهــود التطوعيــة لــكل‬
‫مؤسســات الواليــات املتحــدة األمريكيــة‪ ،‬ومنهــا الجامعــات ومؤسســات التعليــم العــايل‬
‫األمريكيــة‪ ،‬حيــث تعمــل عــى تحديــد احتياجــات املجتمعــات املحليــة‪ ،‬وحشــد طــاب الجامعــات‬
‫املتطوعــن لتلبيــة تلــك االحتياجــات يف إطــار تعــاوين مــع الجامعــات وفــق برامــج مشــركة‪،‬‬
‫مثــل برنامــج ســيغال أمرييكــور ‪ ،Segal AmeriCorps Education Awards‬أو مــن خــال دعــم‬
‫البحــوث‪ ،‬أو تبنــي املبــادرات الجامعيــة مــن منطلــق التــزام الوكالــة (‪ )CNCS‬ببنــاء ودعــم‬
‫ثقافــة الخدمــة والعمــل التطوعــي يف الجامعــات‪ ،‬يف مجموعــة متنوعــة مــن الطــرق؛ منهــا‪:‬‬
‫اإلرشــاد والتوجيــه إىل جمــع األمــوال مــن أجــل قضايــا نبيلــة‪ ،‬ومــن أجــل مســاعدة األرس عــى‬
‫التعــايف مــن األعاصــر‪ ،‬وغريهــا مــن الكــوارث األخــرى؛ بهــدف إحــداث فــارق يف مجتمعاتهــم‪،‬‬
‫كــا يقــدم معلومــات عــن الكليــات والجامعــات التــي تقــدم الدعــم للتعليــم األكادميــي‪ ،‬إىل‬
‫الطلبــة الذيــن خدمــوا مجتمعاتهــم مــن خــال برنامــج الخدمــة الوطنيــة "تعلــم واخــدم أمريــكا"‪،‬‬
‫أو مــن خــال األنشــطة التطوعيــة(((‪.‬‬

‫وتــأيت أغلــب تلــك الــراكات مــع الجامعــات عــر مراكــز خدمــة املجتمــع املنتــرة يف‬
‫الجامعــات األمريكيــة‪ ،‬حيــث تقــدم الكلیــات والجامعــات األمریكیــة الدعــم اإلداري والتنظیمــي‬
‫والثقــايف للتطــوع الطــايب بطــرق متعــددة؛ مــن بینهــا‪ :‬إیجــاد طــرق لربــط الطــاب باملجتمعات‬
‫املحیطــة‪ ،‬حیــث یمكنهــم التطــوع فیهــا‪ ،‬والعمــل عــى تعریــف الطــاب بالفــرص التطوعیــة‬
‫املحلیــة‪ ،‬باإلضافــة إىل ربطهــم باملنظــات الخیریــة والتطوعیــة‪ ،‬حیــث یجــدون بســهولة‬
‫الفــرص التطوعیــة التــي تنســجم مــع مجــاالت اهتامماتهــم(((‪ ،‬فنجــد أن مــا نســبته ‪ 85%‬مــن‬
‫عــد تلــك‬
‫الجامعــات األمریكیــة بهــا مــا یُســمى (مراكــز تعلُّــم الخدمــة أو خدمــة املجتمــع)‪ ،‬وت ُ‬
‫‪(1) Corporation for National and Community Service (2017): Colleges and Universities, Our Programs‬‬
‫‪C.N.C.S.‬‬
‫‪Available on https://bit.ly/2NLiB1A on 9/ 1/ 2017‬‬
‫‪(2) Corporation for national community service (2006): College students helping America, Op Cit, p 4.‬‬

‫‪93‬‬
‫إدارة العمل التطوعي باملؤسسات الرتبوية يف ضوء بعض الخربات العاملية‬

‫املراكــز مصــد ًرا متنــام للروابــط بأشــكال عدیــدة للتعلُّــم القائــم عــى املجتمــع بالنســبة‬
‫للجامعــة والطــاب؛ فهــي تشــجع عــى ربــط التعلُّــم األكادیمــي باملشــاركة املدنیــة الفعالــة‪،‬‬
‫باإلضافــة إىل أنهــا تقــدم مــا یُســمى مبواســم املعلومــات واملعــارض للجامعــة والطــاب‪،‬‬
‫وكذلــك املناســبات ومواســم التدریــب التــي تســتهدف دمــج الخدمــة يف املقــررات‪ ،‬كــا‬
‫یعمــل مركــز الخدمــة املجتمعیــة عــى إقامــة عالقــات وثيقــة مــع الــركاء االجتامعییــن مــن‬
‫فرصــا ومنافــذ للتطــوع(((‪.‬‬
‫ً‬ ‫املنظــات التطوعیــة‪ ،‬حیــث یجــد الطــاب‬

‫كــا يتفــرع مــن وحــدات شــؤون الطــاب مبؤسســات التعلیــم العــايل يف الوالیــات املتحــدة‬
‫«وحــدة تعلــم الخدمــة»‪ ،‬والتــي تقــوم بتطویــر برامــج الخدمــة‪ ،‬حیــث یتعلــم الطــاب مــن خــال‬
‫مقــرر تعلیمــي أكادميــي‪ ،‬وخــرات الخدمــة املنظمــة التــي ت ُشـبِع احتیاجــات املجتمــع ميدانيًــا‪،‬‬
‫كــا تعمــل عــى تعزیــز التعلُّــم الصفــي للطــاب عــن طریــق ت َقدیــم خــرات عملیــة‪ ،‬وتزویــد‬
‫املجتمــع بالطــاب الذیــن ســیعالجون القضایا االجتامعیة من خــال التطوع‪ ،‬بهــدف إعطاء الطالب‬
‫الفرصــة لفهــم قضایــا املجتمــع االجتامعیــة‪ ،‬ومنحهــم الفرصــة للتفكیــر يف التطــوع‪ ،‬ومــن ثــم‬
‫ربطهــا بنموهــم ونضوجهــم الشــخيص‪ ،‬ومــن األنشــطة التــي تقدمهــا تلــك الوحــدة مــا یــي(((‪:‬‬

‫‪1.1‬توفیر الفرص للطالب للمشاركة يف الخدمة االجتامعیة واألنشطة التطوعیة‪.‬‬


‫‪2.2‬تصمیــم فــرص لتعلُّــم الخدمــة‪ ،‬تنســجم مــع الربامــج األكادیمیــة مــن خــال جهــود تعاونیــة‬
‫مــع الكلیــة‪.‬‬
‫‪3.3‬العمــل مــع املســؤولین يف مواقــع التطــوع للتعامــل بوعــي مــع طــاب الجامعــة‬
‫ودوافعهــم للتطــوع‪.‬‬
‫‪4.4‬تدریــب املتطوعیــن عــى كیفیــة تنفیــذ مــروع الخدمــة؛ بالرتكيــز عــى االتجاهــات‬
‫التطوعیــة‪ ،‬وأخالقیــات العمــل‪ ،‬واملســؤولیات‪ ،‬واملخاطــر‪.‬‬
‫‪5.5‬التسجيل الدقیق للطالب املتطوعین‪ ،‬وإىل أي مدى یمكنهم التطوع‪.‬‬
‫‪6.6‬تنظیــم معــرض التطــوع‪ ،‬حیــث یمكــن للطــاب وأعضــاء هیئــة التدریــس أن یجتمعــوا بــوكاالت‬
‫ومؤسســات التطــوع‪.‬‬
‫‪7.7‬إجراء دراسات حول قیمة تعلُّم الخدمة‪.‬‬
‫‪8.8‬تقدیم النصیحة للروابط الطالبیة التي تستهدف العمل التطوعي‪.‬‬
‫ومــا ســبق يتضــح جهــود الجامعــات األمريكيــة لتدعيــم العمــل التطوعــي‪ ،‬مــن حيــث‬

‫‪(1) American university Washington (2006): Faculty Guide to Service Learning, DC, Community Service‬‬
‫‪Center, p 35.‬‬
‫‪(2) Roger B. Ludeman (2001): The role of Student Affairs and Services in Higher Education: A practical‬‬
‫‪Manual for Developing and Assessing Student Affairs Programmers and Services, The international‬‬
‫‪Association of Student Affairs and Services Professionals, p 36‬‬

‫‪94‬‬
‫تضمــن األهــداف العامــة للتعليــم العــايل للعمــل التطوعــي‪ ،‬أو مــن خــال تضمــن تعلــم‬
‫الخدمــة يف الربامــج الدراســية الجامعيــة‪ ،‬وأبــرز تلــك الجهــود هــو الدعــم اإلداري للعمــل‬
‫التطوعــي يف الجامعــات‪ ،‬والــذي يأخــذ صــو ًرا متعــددة‪ ،‬وعــر عــدد مــن اآلليــات منهــا‪ :‬تكويــن‬
‫وحــدات تعلــم الخدمــة‪ ،‬مراكــز خدمــة املجتمــع‪ ،‬مكاتــب الفــرص التطوعيــة املنتــرة يف‬
‫الجامعــات األمريكيــة‪ ،‬أو مــن خــال الروابــط والتنظيــات الطالبيــة التــي تعمــل داخــل الجامعــات‬
‫األمريكيــة‪ ،‬والتــي تُ ثــل بيئــة إداريــة حاضنــة للعديــد مــن املبــادرات الفرديــة أو الروابــط‬
‫الجامعيــة‪ ،‬أو الربامــج املنظمــة التطوعيــة التــي تقدمهــا الجامعــات عــر مواردهــا البرشيــة‪،‬‬
‫ســواء مــن طالبهــا أو أعضــاء هيئــة التدريــس أو العاملــن بهــا‪ ،‬وإتاحــة مواردهــا املاديــة‬
‫للمجتمــع‪ ،‬مبــا يحقــق وظيفتهــا الثالثــة (خدمــة املجتمــع وتنميــة البيئــة)‪ ،‬ويف ذات الوقــت‬
‫تعــود تلــك الجهــود التطوعيــة بالنفــع عــى الجامعــات األمريكيــة؛ كنتيجــة مبــارشة لنجــاح خطــط‬
‫املشــاركة املجتمعيــة ونتائجهــا املســتهدفة‪ ،‬لــذا ســنقوم بالتعــرض تفصي ـاً لعمليــات إدارة‬
‫العمــل التطوعــي يف الجامعــات األمريكيــة؛ للتعــرف عــى خــرات تلــك الجامعــات الرثيــة يف‬
‫هــذا املجــال الحيــوي واملهــم‪.‬‬

‫(‪ )1‬تخطيط العمل التطوعي يف الجامعات األمريكية‪:‬‬

‫تعــد خدمــة املجتمــع مــن أبــرز وظائــف الجامعــة يف الوقــت الحــايل؛ مبــا توفــره مــن منــاخ‬
‫مــي لــدى‬
‫يتيــح مامرســة الدميقراطيــة‪ ،‬واملشــاركة الفعالــة يف الــرأي والعمــل‪ ،‬حيــث تن ِّ‬
‫مــي‬
‫املتعلمــن القــدرة عــى املشــاركة‪ ،‬واإلســهام يف بنــاء املجتمــع وحــل مشــكالته‪ ،‬كــا تن ِّ‬
‫لديهــم الرغبــة الجــادة يف البحــث عــن املعرفــة‪ ،‬وتحــدى الواقــع‪ ،‬واســترشاف املســتقبل‪ ،‬يف‬
‫إطــار منهــج علمــي دقيــق‪ ،‬يراعــى الظــروف االجتامعيــة واالقتصاديــة والسياســية للمجتمــع(((‪،‬‬
‫لذلــك تقــوم رســالة أغلــب الجامعــات األمريكيــة عــى خلــق بيئــة مبدعــة إلنتــاج املعــارف‬
‫الجديــدة عــر التبــادل الحــر للحقائــق والنظريــات واألفــكار البنــاءة‪ ،‬ودفــع عجلــة التقــدم يف‬
‫املجتمــع‪ ،‬مــن خــال الخدمــة العامــة‪ ،‬واملشــاركة املجتمعيــة‪ ،‬عــن طريــق العمــل التطوعــي‬
‫داخــل الجامعــة وخارجهــا يف املجتمــع األمريــي‪.‬‬

‫لــذا بــادرت العديــد مــن الجامعــات األمريكيــة الرائــدة بالتخطيــط للعمــل التطوعــي‪ ،‬بهــدف‬
‫املشــاركة يف مجــاالت العطــاء املجتمعــي عــر الربامــج واملشــاريع التطوعيــة مــن خــال‬
‫تعزيــز وتوســيع شــبكة الرشاكــة مــع املنظــات الوســيطة داخــل الحــرم الجامعــي‪ ،‬والروابــط‬
‫الطالبيــة‪ ،‬ومراكــز التطــوع‪ ،‬وغريهــا مــن التنظيــات التــي توفــر الدعــم للخدمــة العامــة وتعلــم‬

‫(‪ )1‬مجدي عزيز إبراهيم (‪ :)2002‬المنهج التربوي وتحدي العصر‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص‪.76‬‬

‫‪95‬‬
‫إدارة العمل التطوعي باملؤسسات الرتبوية يف ضوء بعض الخربات العاملية‬

‫الخدمــة‪ ،‬للحــد مــن الحواجــز التــي متنــع الطلبــة مــن االنخــراط يف الخدمــة العامــة(((‪ .‬حيــث تتمتع‬
‫الجامعــات األمريكيــة ب ُنظُــمٍ المركزيــة مرنــة يف عملياتهــا اإلداريــة‪ ،‬ومنهــا توفــر مســاحات‬
‫يف تخطيــط العمــل التطوعــي بهــا‪ ،‬عــر عــدد كبــر مــن الروابــط والتنظيــات الطالبيــة وغــر‬
‫الطالبيــة‪ ،‬تديــر منظومــة العمــل التطوعــي يف بيئــة مرنــة وإبداعيــة‪ ،‬تدعــو إلطــاق الطاقــات‬
‫الكامنــة يف مختلــف املجــاالت املجتمعيــة‪.‬‬

‫ويتضــح ذلــك جل ًيــا فيــا يبديــه مركــز التطــوع بجامعــة بتلــر ‪ Butler University‬يف رؤيتــه‬
‫وهــي "خلــق جســور ومســاحات مبتكــرة"‪ ،‬والتــي مــن شــأنها متكــن مجتمــع بتلــر الجامعــي‬
‫مــن تحقيــق الريــادة‪ ،‬ومــن ثــم إحــداث تأثــر يف مجــاالت التعلــم واملشــاركة املجتمعيــة"‪،‬‬
‫كــا تنــص رســالته عىل"مســاعدة أعضــاء مجتمــع بتلــر الجامعــي الستكشــاف أهــداف ومــردود‬
‫الخــرات التطوعيــة‪ ،‬وإعدادهــم لاللتحــاق بالفــرص التطوعيــة‪ ،‬ويرتتــب عــى ذلــك مســاعدة ذي‬
‫ـا يف خدمــة املجتمــع‬
‫ما مهـ ًّ‬
‫أثــر بالــغ يف عمليــة تعليــم الطــاب‪ ،‬فض ـاً عــن تحقيــق إســها ً‬
‫األكــر انديانــا بولــس"((( ‪ -‬حيــث تقــع الجامعــة بواليــة انديانــا بولــس األمريكيــة ‪ -‬كــا يؤكــد‬
‫املكتــب عــى دوره يف مســاعدة الطــاب بالعثــور عــى فــرص التطــوع يف الحــرم الجامعــي‬
‫أو خارجــه‪ ،‬مــن خــال فريــق عمــل متخصــص يف تحديــد فــرص التطــوع املناســبة؛ مبــا يحقــق‬
‫املصالــح املشــركة لــكلٍ مــن املتطوعــن والجامعــة واملنظــات املســتقبلة لطــاب (منتســبي‬
‫الجامعــة املتطوعــن)‪.‬‬

‫كــا تنــص رســالة مكتــب الفــرص التطوعيــة بجامعــة ســالزبوري ‪Salisbury University‬‬
‫عــى «االلتــزام بخدمــة املجتمــع والجامعــة‪ ،‬مــن خــال تقديــم اتصــاالت فعالــة بــن الطــاب‬
‫املتطوعــن واملنظــات التــي يف حاجــة إىل املســاعدة‪ ،‬بهــدف تعزيــز قيــم االلتــزام‬
‫بالخدمــة واملشــاركة املدنيــة‪ ،‬وتشــجيع الوعــي باحتياجــات املجتمــع املحــي‪ ،‬وتيســر فــرص‬
‫الخدمــة ملعالجــة تلــك االحتياجــات»‪ ،‬وذلــك عــر عــدد مــن األهــداف(((‪:‬‬

‫‪1.1‬زيادة تفاعل وتواصل الطالب باحتياجات املجتمع‪.‬‬

‫‪2.2‬تطوير وتنمية الروابط التعاونية بني الجامعة واملجتمع‪.‬‬

‫‪3.3‬تنمية مهارات الطالب من خالل أنشطة القيادة والخدمة‪.‬‬

‫‪4.4‬تنمية املجتمع املحيل عرب خدمات الطالب؛ للمساعدة يف تغيري املجتمع‪.‬‬

‫‪(1) Higher Education Research Institute (2005): The American Freshman: National Norms for Fall 2005. Los‬‬
‫‪Angeles: University of California.‬‬
‫‪(2) Butler University (2017): Mission & Vision 2016-2017, VOLUNTEER CENTER.‬‬
‫‪Available on https://bit.ly/2WKmWpO on 9/ 3/ 2017‬‬
‫‪(3) Salisbury University (2017): Mission Statement, Enterprise Volunteer Center, Career Services Students.‬‬
‫‪.Available onhttps://bit.ly/2PTD4nT on 10/ 3/ 2017‬‬

‫‪96‬‬
‫‪5.5‬إعــداد الطــاب للحيــاة املهنيــة مــن خــال العمــل التطوعــي‪ ،‬وحثهم عــى خدمــة املجتمع‬
‫طــوال حياتهــم املهنية‪.‬‬

‫حيــث ينظــر إىل تلــك الخدمــات التطوعيــة املقدمــة مــن الطــاب عــى أنهــا فــرص للتعلــم‪،‬‬
‫وتعميــق الخــرات األكادمييــة‪ ،‬وتنميــة املهــارات الخاصــة لهــم؛ نظ ـ ًرا ملــا توفــره تلــك الفــرص‬
‫التطوعيـــة مـــن إعـــداد وتدريـــب للمتطوعـــن لتأديـــة املهـــام املكلفـــن بهـــا‪ ،‬كـــا أننـــا نجـــد‬
‫ح ــا ل ــدور العم ــل التطوع ــي يف تحقي ــق الوظيف ــة الثالث ــة‬
‫في ــا تن ــص علي ــه األه ــداف توضي ً‬
‫للجامع ــة‪ ،‬بحي ــث تض ــع الجامع ــة جمي ــع إمكاناته ــا املادي ــة والبرشي ــة يف خدم ــة املجتم ــع‪،‬‬
‫وذلـــك بالتعـــرف عـــى االحتياجـــات العامـــة للمجتمـــع‪ ،‬وترجمتهـــا إىل نشـــاط تعليمـــي يف‬
‫املجتم ــع ال ــذي تخدم ــه الجامع ــة‪.‬‬

‫وهــو مــا تؤكــد عليــه املؤسســات والتنظيــات الوطنيــة املهتمــة بــإدارة العمــل التطوعــي‬
‫لطــاب الجامعــات األمريكيــة‪ ،‬ولعــل أبرزهــا االتحــاد القومي للجامعــات العاملــة يف مجال خدمة‬
‫املجتمــع ‪ ،Campus Compact‬الــذي يتبنــى خطــة اســراتيجية لعملــه‪ ،‬تؤكــد عــى مهامــه‬
‫املتمثلــة يف تعبئــة املــوارد الجامعيــة؛ لزيــادة القدرة عىل تحســن حيــاة مجتمعاتهــا‪ ،‬وتنمية‬
‫اتجاهــات الطــاب نحــو املســئولية املجتمعيــة واملشــاركة املدنيــة‪ ،‬وتــأيت تلــك االســراتيجية‬
‫ملواجهــة القضايــا الحرجــة التــي تواجــه الجامعــات تجــاه مســئولياتها املتعلقــة بتلبيــة‬
‫احتياجــات مجتمعاتهــا املحليــة عــر الرتكيــز عــى اســتثامر الفــرص املتاحــة وتوظيفهــا‪ ،‬وتكوين‬
‫شــبكة موحــدة “‪ ”One Compact‬تضــم جميــع األطــراف املعنيــة بنــا ًء عــى الثقــة املتبادلــة‬
‫والقيــم املشــركة لتحقيــق الــرؤى‪ ،‬وهــي مــا تقــوم عليــه أهــداف االســراتيجية‪ ،‬وهــي(((‪:‬‬

‫•زيادة تأثري املشاركة املدنية وارتباطها بالواقع ميدانيًا؛ لضامن استدامة الربامج‪:‬‬ ‫ ‬

‫‪1.1‬إقامة الرشاكات الوطنية الرسمية وغري الرسمية مع الجهات الفاعلة يف ميدان‬


‫املشاركة املدنية‪.‬‬

‫‪2.2‬دعم البحوث التي تدعم آليات املشاركة املدنية الفعالة‪.‬‬

‫‪3.3‬املشاركة الفاعلة يف املؤمترات والفعاليات املتعلقة باملشاركة املدنية‪.‬‬

‫•إيجــاد حلــول حاســمة للمشــكالت التــي تواجــه أعضــاء االتحــاد ومجتمعاتهــم‪ ،‬مــن خــال‬ ‫ ‬
‫تحفيزهــم‪ ،‬وبنــاء قدراتهــم يف مجــال املشــاركة املدنيــة‪:‬‬

‫‪1.1‬متابعــة املشــاريع التجريبيــة الختبــار فاعليــة الربامــج واألفــكار املبتكــرة يف مجــال‬


‫املشــاركة املدنيــة‪ ،‬بالتعــاون مــع الــركاء العاملــن يف امليــدان‪.‬‬

‫‪(1) Campus Compact (2014): Strategic Plan 2014, Campus Compact Overview.‬‬
‫‪. Available on https://bit.ly/33iepgu on 10/ 3/ 2017‬‬

‫‪97‬‬
‫إدارة العمل التطوعي باملؤسسات الرتبوية يف ضوء بعض الخربات العاملية‬

‫‪2.2‬تطوير املنتديات عىل اإلنرتنت؛ لعرض أفضل املامرســات املســتخدمة يف الجامعات‪.‬‬


‫‪3.3‬عقــد لقــاءات دوريــة وســنوية للجامعــات األعضــاء لعــرض أفضــل املامرســات والخربات‬
‫يف املجال‪.‬‬
‫‪4.4‬تقديــم اســراتيجيات وأدوات للجامعــات األعضــاء التــي متكنهــم مــن رصــد وتقييــم‬
‫أنشــطة املشــاركة املدنيــة‪.‬‬
‫•تعظيم قدرات الشبكة الجامعية‪ ،‬من خالل تطوير نظم املساءلة وآليات التعاون والتواصل‪:‬‬ ‫ ‬

‫‪1.1‬تطوير اآلليات التي تضمن تحقيق تضامن فعال بني الجامعات األعضاء‪.‬‬
‫‪2.2‬وضع معايري ميكن مشاركتها من قبل الجامعات األعضاء بشأن عمليات قياس األداء‪.‬‬
‫‪3.3‬زيادة مشاركة الجامعات األعضاء يف اللجان التي تقوم باإلرشاف عىل األنشطة املنفذة‪.‬‬
‫‪4.4‬حرية تبادل املعلومات وإتاحتها بني كافة األطراف‪.‬‬
‫‪5.5‬وضع خطة تضمن استدامة متويل أنشطة اتحاد الجامعات العاملة يف مجال خدمة املجتمع‪.‬‬
‫وبذلــك تتحــدد أهــداف اتحــاد الجامعــات األمريكيــة العاملــة يف مجــال خدمــة املجتمــع‬
‫عــى املــدى االســراتيجي‪ ،‬واهتاممهــا بالتشــبيك بــن مؤسســات التعليــم العــايل األمريكيــة‪،‬‬
‫وبــن املنظــات األهليــة يف تلبيــة االحتياجــات املجتمعيــة‪ ،‬مــن خــال دعــوة منتســبي تلــك‬
‫املؤسســات التعليميــة لتقديــم خدماتهــم لتلــك املجتمعــات عــر مراكــز خدمة املجتمــع (تعلم‬
‫الخدمــة و مكاتــب الفــرص التطوعيــة)‪ ،‬أو مــن خــال الروابــط الجامعيــة‪ ،‬أو املبــادرات الفرديــة‪،‬‬
‫مــع إعطــاء تلــك التنظيــات كامــل الحريــة يف التخطيــط للربامــج املنفــذة مــن خاللهــا‪ ،‬ورســم‬
‫سياســتها وإجراءاتهــا املتبعــة‪ ،‬بحســب رؤيــة ومجــاالت اهتــام تلــك الروابــط والتنظيــات‬
‫الجامعيــة ‪-‬المركزيًــا‪ -‬وفــق نظــم إداريــة تعمــل عــى تشــجیع التطــوع الطــايب‪ ،‬واســتخدام‬
‫مهاراتهــم األكادیمیــة الخاصــة إلفــادة مجتمعاتهــم‪.‬‬

‫فبالنظــر إىل الربامــج التطوعيــة التــي تقدمهــا الجامعــات بصــورة خدميــة ‪-‬والتــي يقــوم‬
‫طــاب الجامعــات األمريكيــة بالتطــوع فيهــا‪ -‬يتضــح أنهــا متتــاز بتنــوع كبــر بحســب اهتاممــات‬
‫ومجــاالت عمــل الكيــان القائــم عــى الربنامــج التطوعــي أو الخدمــي‪ ،‬ونجــد أن اتحــاد طــاب‬
‫جامعــة إلينــوي ‪ University of Illinois‬يقــدم عــر مكتــب الفــرص التطوعيــة امللحــق بــه برامــج‬
‫فصــي الخريــف والربيــع‪ ،‬متمثلــة يف جمــع وجبــات غذائيــة‬
‫ْ ّ‬ ‫تطوعيــة موســمية ســنوية يف‬
‫للفقــراء يف عيــد الشــكر‪ ،‬أو جمــع التربعــات لألطفــال املحرومــن يف مواســم األعيــاد‪ ،‬أو‬
‫املشــاركة يف املناســبات التطوعيــة القوميــة‪ ،‬عــاوة عــن تنظيــم أنشــطة تطوعيــة مســتدامة‬
‫مثــل «‪ ،»Service Saturdays‬فمــن خــال هــذا الربنامــج يعمــل املتطوعــون مع الســكان املحليني‬
‫واملنظــات الخرييــة للمســاعدة يف تلبيــة احتياجــات املجتمــع املحــي(((‪.‬‬

‫‪(1) University of Illinois (2017): Programming, Office of Volunteer Programs, Illini Union.‬‬
‫‪Available on https://bit.ly/2JQMIUt on 11/ 3/ 2017.‬‬

‫‪98‬‬
‫كــا نجــد أن الطــاب الذيــن يتخصصــون يف التعليــم بجامعــة كارولینــا الشــالیة ‪University‬‬
‫‪ of North Carolina‬يقومــون بالتطــوع كجــزء مــن دراســتهم األكادمييــة للعمــل كمرشفــن‬
‫تربويــن يف برنامــج «‪ ،»communities in schools‬ویتیــح هــذا الربنامــج الفــرص للطــاب لإلقامــة‬
‫يف املدرســة مــن بــاب التطــوع لرعایــة وتشــجیع األطفــال عــى التعلــم‪ ،‬وتقــوم الجامعــة‬
‫بالرشاكــة مــع املــدارس املحلیــة الســتیضاح الحاجــات امللحــة للطــاب‪ ،‬ثــم تقــوم بتوفیــر‬
‫املتطوعیــن الالزمیــن للوفــاء بتلــك االحتیاجــات(((‪.‬‬

‫وكذلــك أعــدت جامعــة نرباســكا لنكولــن ‪ University of Nebraska-Lincoln‬برنامــج يســمى‬


‫"‪ ،"The people to people‬وذلــك بهــدف تقديــم الخــرة العمليــة لطالب الجامعة الذين يدرســون‬
‫مناهــج متخصصــة يف مجــال الرتبيــة الخاصــة‪ ،‬مــن خــال العمــل مــع األطفــال ذوي االحتياجــات‬
‫الخاصــة‪ ،‬كــا أن هــذا الربنامــج يعمــل عــى تقويــة الروابــط مــع وكاالت املجتمــع العاملــة‬
‫يف املجــال بإمدادهــا مبتطوعــن جاديــن قادريــن عــى تقديــم املســاعدة لهــؤالء األطفــال‬
‫وعائالتهــم‪ ،‬مــن خــال االلتحــاق بــدور الحضانــة املحليــة لألطفــال ذوي الدخــل الضعيــف مــدة‬
‫(‪10‬ســاعات) عــى األقــل‪ ،‬يقومــون فيهــا بإعــداد وتنظيــم وتقديــم أنشــطة وألعــاب متنوعــة‬
‫لألطفــال‪ ،‬كــا ميكنهــم القيــام بتلــك املهــام مــع الكبــار مــن ذوى االحتياجــات الخاصــة‪ ،‬وذلــك‬
‫بــاإلرشاف عليهــم يف األنشــطة الرياضيــة والرتويحيــة الخاصــة بهــم‪ ،‬كــا ميكنهــم التطــوع‬
‫يف الجمعيــات واملؤسســات املجتمعيــة للمســاعدة يف تنظيــم الحفــات‪ ،‬والخــروج مــع‬
‫األطفــال يف الرحــات الخلويــة‪ ،‬واملتنزهــات واألنشــطة الخاصــة بجمــع التربعــات(((‪.‬‬

‫ونظـ ًرا لدرجــة التنــوع الكبــرة يف الربامــج التطوعيــة املخططــة؛ نجــد أن كل برنامــج تطوعــي‬
‫يتفــرد أثنــاء عمليــة التخطيــط لــه مبجموعــة مــن األهــداف والقيــم‪ ،‬وصــوالً للمرجعيــات وآليــة‬
‫تحديــد السياســات املالمئــة لــه‪ ،‬مثــل برنامــج الرعايــة الصحيــة ملــرىض عيــادة كليــة طب األســنان‬
‫بجامعــة واشــنطن ‪ ،University of Washington‬والــذي يحــدد سياســات وإجــراءات قبــول‬
‫املتطــوع‪ ،‬وتأهيلــه املهنــي‪ ،‬وحقوقــه وواجباتــه تجــاه املــرىض وبيئــة العمــل‪ ،‬وذلــك وفــق‬
‫كل فئــة عــى حــده‪( :‬أطبــاء‪ ،‬مســاعدون‪ ،‬طــاب‪ ،‬إلــخ)‪ ،‬إال إنــه يؤكــد عــى أن العيــادة ومنتســبيها‬
‫ملزمــون مبــا يــرد بسياســات الجامعــة العامــة(((‪.‬‬
‫ُ‬

‫‪(1) Robert H. B. Baldwin (2009): Inaugural Report Series: Using College Students as Mentors and Tutors,‬‬
‫‪Communities in Schools Fellowship Program 2006- 2007, Fellowship Report, p3.‬‬
‫‪(2) Conderman, G. J; Patryla, V. M., (1997): University-community Collaboration: The people to people‬‬
‫‪program, Op. Cit, P 248.‬‬
‫‪(3) University of Washington (2017): Volunteer, Visitor & Observer Program, Clinic Policy Manual.‬‬
‫‪Available on https://bit.ly/2NGm55z on 11/ 3/ 2017‬‬

‫‪99‬‬
‫إدارة العمل التطوعي باملؤسسات الرتبوية يف ضوء بعض الخربات العاملية‬

‫وبذلك تتضح مالمح تخطيط الجامعات األمريكية للعمل التطوعي بها‪ ،‬والتي متتاز بالالمركزية‬
‫واملرونة يف املستويات والخطط التشغيلية‪ ،‬وارتكازها يف خططها العامة عىل ما يسمى‬
‫«تعلم الخدمة» املرتبط باملناهج التعليمية‪ ،‬والذي یعالج هدفین مختلفین‪ ،‬أولهام‪ :‬أنه كشكل‬
‫من أشكال الخدمة؛ يساعد عىل نرش املشاركة املدنیة التطوعیة‪ ،‬واآلخر باعتباره شكالً للتعلم؛‬
‫وجِد أن تطبیقه ینرش‬
‫فإنه يزود الطالب بطرق بدیلة الكتساب معارف ومهارات أكادیمیة‪ ،‬فقد ُ‬
‫املشاركة املدنیة التطوعیة‪ ،‬كام أن له تأثی ًرا إیجابيًا عىل النمو الخلقي‪ ،‬واملشاركة االجتامعیة‬
‫املستمرة‪ ،‬وتقویة العالقات الجامعیة وفق ما يتم استهدافه أثناء التخطيط لتلك الفرص‬
‫التطوعية يف الجامعات األمريكية‪.‬‬

‫(‪ )2‬تنظيم العمل التطوعي يف الجامعات األمريكية‪:‬‬

‫يُعــد التنظيــم جان ًبــا مــن جوانــب العمليــة اإلداريــة التــي تهــدف إىل تحديــد األعــال الالزمــة‬
‫لتحقيــق األهــداف وتنظيمهــا يف أقســام أو مســتويات أو مجــال عمــل يف ضــوء تحديــد‬
‫العالقــات التــي ميكــن أن تنشــأ بــن العاملــن بهــا(((‪ ،‬ومــن مياديــن تلــك األعــال واملجــاالت‬
‫قــا لوظائــف العاملني‪ ،‬وتحديــد الواجبات‬
‫ـا وتوصيفًا دقي ً‬
‫العمــل التطوعــي‪ ،‬الــذي يتطلــب تصميـ ً‬
‫واملســؤوليات وااللتزامــات الوظيفيــة بالشــكل الــذي يســمح بشــغلها لألفــراد املناســبني‪ ،‬مــع‬
‫وضــوح الــدور املطلــوب القيــام بــه بالنســبة لــكل فــرد(((‪ .‬وانطالقًــا مــن ذلــك؛ وجــب تنظيــم‬
‫الجهــود واألعــال التطوعيــة التــي تشــهد تفاعـاً بــن الطــاب وأعضــاء هيئــة التدريــس وجميــع‬
‫العاملــن يف الجامعــة مــن جهــة‪ ،‬وبــن منتســبي تلــك املؤسســات التعليميــة ومجتمعاتهــا‬
‫املحليــة؛ الكتشــاف الحلــول يف الوقــت املناســب للمشــاكل األكرث تعقيـدًا يف تلــك املجتمعات‬
‫مــن خــال األعــال التطوعيــة املقدمــة منهــم عــر الجامعــات ومؤسســات التعليــم العــايل‪.‬‬

‫وبالنظــر إىل تجربــة تنظيــم العمــل التطوعــي يف الجامعــات األمريكيــة؛ نجــد أنهــا ثريــة‬
‫املحتــوى ومتنوعــة يف منهجيتهــا‪ ،‬ويرجــع ذلــك الختــاف األطــر التــي يقــوم عليهــا العمــل‬
‫التطوعــي يف الجامعــات األمريكيــة‪ ،‬وحــدوده املكانيــة والزمنيــة واملوضوعيــة للربامــج‬
‫واألنشــطة التطوعيــة بتلــك املؤسســات التعليميــة‪ ،‬فنجــد عــى ســبيل املثــال أن الهيــاكل‬
‫التنظيميــة القامئــة عــى إدارة العمــل التطوعــي متنوعــة ومتباينــة الرتكيــب مــن حيــث‬
‫عــا لطبيعــة الربنامــج أو النشــاط التطوعــي وخصائصــه‪ ،‬ودرجــة تبعيــة‬
‫البســاطة والتعقيــد تبا ً‬
‫تلــك اإلدارة التنظيميــة التطوعيــة إلدارات وروابــط تنظيميــة أخــرى يف الجامعــة‪ ،‬أو اســتقاللها‪،‬‬
‫أو اندماجهــا يف كيانــات أخــرى يفــوض لهــا مبــارشة األعبــاء التنظيميــة للعمــل التطوعــي‪.‬‬

‫(‪ )1‬ســامه عبــد العظيــم حســين (‪ :)2002‬إعــادة هندســة العمليــات اإلداريــة فــي المنظومــة المدرســية فــي ضــوء التغيــرات‬
‫العالميــة رؤيــة مســتقبلية‪ ،‬مجلــة كليــة التربيــة‪ ،‬جامعــة بنهــا‪ ،‬ج(‪ ،)12‬ع (‪ ،)48‬ص‪.44‬‬
‫‪(2) Hodgkinson, Virginia A.(2003): Volunteering in Global Perspective in the Values of Volunteering: a Cross-‬‬
‫‪Cultural Perspective. New York: Kluwer Academic/ Plenum Publishers, p 35.‬‬

‫‪100‬‬
‫فمــن أبســط الهيكليــات التنظيميــة للعمــل التطوعــي يف الجامعــات األمريكيــة املندمجــة‬
‫بهيئــات وروابــط مجتمعيــة محليــة هــو (مكتــب الربامــج التطوعيــة ‪Office of Volunteer‬‬
‫‪ )Programs‬التابــع التحــاد طــاب جامعــة إلينــوي ‪ ،University of Illinois‬والــذي يتحــدد ويقتــر‬
‫هيكلــه التنظيمــي عــى «منســق للربامــج‪ ،‬مســاعد مــن الخريجــن»‪ ،‬وذلــك للربامــج واألنشــطة‬
‫التطوعيــة التــي يشــارك فيهــا طــاب ومنتســبو الجامعــة مــع الروابــط والتنظيــات املحليــة(((‪،‬‬
‫كــا نجــد أن برنامــج التطــوع بكليــة الطــب يف جامعــة ميشــيغان ‪ ‎University of Michigan‬قــد‬
‫خُصصــت لــه إدارة لخدمــات املتطوعــن‪ ،‬ويتحــدد هيكلهــا التنظيمــي عــى «مديــر للربامــج‪،‬‬
‫مســاعد شــئون إداريــة‪ ،‬منســقي برامــج»(((؛ حيــث يــوكل لهــم تحقيــق أهــداف الربنامــج‬
‫التطوعــي الصحــي‪ ،‬واملتمثــل يف تقديــم خدماتهــم لرعايــة املــرىض وأرسهــم‪ ،‬ومســاعدة‬
‫املوظفــن عــى تحقيــق أعــى معــدالت األداء‪ ،‬وضــان جودتهــا‪ ،‬وتوفــر فــرص لتنميــة‬
‫مهــارات املتطوعــن وخرباتهــم‪.‬‬

‫كــا يتحــدد الهيــكل التنظيمــي ملركــز التطــوع بجامعــة بتلــر ‪ Butler University‬حســب مــا‬
‫هــو موضَّ ــح بالشــكل اآليت(((‪:‬‬

‫شكل رقم (‪ )4‬الهيكل التنظيمي ملركز التطوع بجامعة بتلر‬

‫وبالنظــر إىل الهيــكل الســابق ومــا ســبقه مــن هيــاكل تنظيميــة إلدارة العمــل التطوعــي‬
‫بتلــك الجامعــات؛ يتضــح طبيعــة عملهــا‪ ،‬والــذي يقتــر عــى تيســر برامــج وفــرص العمــل‬
‫التطوعــي عــى مســتوى وحــدات ومراكــز التطــوع القامئــة عليهــا‪ ،‬والتــي تكــون جــز ًءا مــن‬
‫منظومــة تنظيميــة أكــر وأكــر تعقيــدًا عــى املســتوى املركــزي الجامعــي مثــل الهيــكل‬

‫‪(1) University of Illinois (2017): staffing and internships, Office of Volunteer Programs, Illini Union.‬‬
‫‪Available on https://bit.ly/2WSVx5v on 17/ 3/ 2017.‬‬
‫‪(2) University of Michigan (2017): Volunteer Placement Supervisor’s, UMHS Volunteer Services, University‬‬
‫‪of Michigan Health System faculty, handbook, p 3.‬‬
‫‪.Available on https://bit.ly/2NIEqPo on 17/ 3/ 2017‬‬
‫‪(3) Butler University (2017): VOLUNTEER CENTER STAFF, VOLUNTEER CENTER.‬‬
‫‪Available on https://bit.ly/32g1vON on 18/ 3/ 2017.‬‬

‫‪101‬‬
‫إدارة العمل التطوعي باملؤسسات الرتبوية يف ضوء بعض الخربات العاملية‬

‫التنظيمــي القائــم عــى إدارة العمــل التطوعــي بجامعــة إنديانــا ‪ ،Indiana University‬فنجــد‬
‫أنــه يتبــع مركــز تعلــم الخدمــة واملشــاركة املجتمعيــة‪ ،‬والــذي يتحــدد هيكلــه التنظيمــي يف‬
‫(((‬
‫الشــكل اآليت‬

‫شكل (‪ )5‬الهيكل التنظيمي ملركز تعلم الخدمة واملشاركة املجتمعية بجامعة إنديانا‬

‫بالنظــر إىل هــذا الهيــكل التنظيمــي؛ نجــد أنــه يشــتمل عــى مجموعــة مــن الوظائــف الفنيــة‬
‫واإلرشافيــة‪ ،‬تعمــل جميعهــا عــى تنظيــم الجهــود التطوعيــة بصــورة تكامليــة لجميــع الربامــج‬
‫واملرشوعــات التــي يعمــل عليهــا بشــكل مركــزي‪ ،‬ومــن ثــم تــأيت مهــام الوحــدات التطوعيــة‬
‫التابعــة يف تهيئــة بيئــة العمــل للمتطوعــن وتأهيلهــم وتوظيفهــم بحســب متطلبــات الفــرص‬
‫التطوعيــة املتاحــة‪ ،‬ووفــق ميــول وقــدرات املتطوعني مبــا يحقق األهــداف املخطــط لها‪ ،‬حيث‬
‫تقــوم العديــد مــن الجامعــات األمريكيــة بتهيئــة البيئــة املناســبة لتنظيــم العمــل التطوعــي‬
‫فيهــا مــن خــال إجــراء دراســات تحليليــة لبيئــة العمــل التطوعــي للتعــرف عــى دوافــع التطــوع‬
‫وحوافــزه لــدى منتســبيها‪ ،‬ومهاراتهــم‪ ،‬وخرباتهــم‪ ،‬ومجــاالت العمــل املطلوبــة يف القطــاع‬
‫التطوعــي‪ ،‬وهــو مــا قــام بــه قســم علــم النفــس بجامعــة غــرب فلوریــدا ‪University of west‬‬
‫‪ Florida‬حيــث قــام بإعــداد دراســة ذاتيــه لتطویــر برنامــج تطــوع الطــاب مــن أجــل الحصــول عــى‬
‫االعتــاد األكادميــي‪ ،‬وتهــدف الدراســة للتعــرف عــى دوافــع الطــاب للتطــوع يف الربنامــج‪،‬‬
‫واحتياجاتهــم مــن تنفيــذ الربنامــج‪ ،‬وقــد أشــارت نتائــج الدراســة أن الطــاب يســعون إىل التوصــل‬
‫لطریقــة عملیــة لتطبیــق مــا یتعلمونــه يف الفصــل أو املوقــف العمــي الحقیقــي‪ ،‬وكذلــك‬
‫اكتســاب خــرة شــخصیة‪ ،‬باإلضافــة إىل أن املتطوعیــن الطــاب یفضلــون املشــاركة يف الربنامــج‬

‫‪(1) Indiana University (2016): organizational chart, Center for Service & Learning.‬‬
‫‪Available onhttps://bit.ly/2C9Rnwq on 17/ 3/ 2017.‬‬

‫‪102‬‬
‫التطوعــي مــن أجــل االعتــاد األكادميــي‪ ،‬ویســعى هــذا الربنامــج الخــاص بالطــاب ألن یصبحــوا‬
‫قادریــن عــى خدمــة املجتمــع املحــي والجامعــة(((‪.‬‬

‫كــا تعمــل الجامعــات عــى ربــط األنشــطة الالمنهجيــة باملجــاالت التطوعیــة‪ ،‬وتشــجیع‬
‫الطــاب عــى املشــاركة يف األنشــطة الجامعيــة‪ ،‬باإلضافــة إىل قیامهــم مببــادرات لحــل‬
‫عــا كجــزء مــن خربتهــم التعلیمیــة‬
‫مشــكالت املجتمــع املحــي‪ ،‬یشــارك فیهــا الطــاب تطو ً‬
‫الصفیــة(((‪ .‬ويــأيت ذلــك بنــا ًء عــى دراســة تحليليــة الحتياجــات تلــك املجتمعــات‪ ،‬فنجــد أن جامعة‬
‫والیــة كولــورادو ‪ Colorado State University‬تقــوم بتحدیــد احتیاجــات املنظــات التطوعیــة‬
‫الرشیكــة‪ ،‬ویتــم إرشاكهــا يف عمليــة التخطیــط‪ ،‬وتكلــف أحــد أعضــاء هيئــة التدريــس بدراســة‬
‫الــوكاالت املجتمعیــة التــي یتــم تســكین الطــاب للتطــوع فیهــا للتعــرف عــى مهمــة الوكالــة؛‬
‫بهــدف مراجعــة املنهــج الــدرايس لدمــج تجربــة الخدمــة يف أهــداف املقــرر‪ ،‬ومــن ثــم إعــداد‬
‫الطالــب مــن خــال برنامــج تدريبــي لتحضــره للمهمــة التطوعيــة‪ ،‬مــع توضیــح املســؤولیات‬
‫املرتتبــة عليهــا(((‪ .‬كــا تســعى العديــد مــن الجامعــات األمريكيــة لحشــد وتعبئــة منتســبيها‬
‫وطالبهــا للعمــل التطوعــي وتنظيمــه عــر عــدد مــن اآلليــات املتمثلــة يف إعــداد األدلــة‬
‫املهنيــة للمتطوعــن‪ ،‬وتطويــر منظومــة توظيفهــم وتدريبهــم‪ ،‬وإنشــاء الكيانــات الداعمــة‬
‫لجهودهــم‪ ،‬ومــن أبرزهــا قيــام جامعــة ســالزبوري ‪ Salisbury University‬بإنشــاء عــدد مــن‬
‫التنظیــات‪ ،‬تضمنــت معهــد تعلــم الخدمــة‪ ،‬ومعهــد الشــؤون العامــة‪ ،‬واملشــاركة املدنیــة‪،‬‬
‫ومركــز التطــوع‪ ،‬ومكتــب الخدمــات املهنیــة(((‪.‬‬

‫كــا تتضمــن تلــك اآلليــات تقديــم أدلــة للعمــل التطوعــي‪ ،‬يتــم مــن خاللهــا اســتعراض‬
‫ماهيــة ورؤيــة ورســالة الربنامــج التطوعــي‪ ،‬والــذي يرغــب املتطــوع املشــاركة فيــه‪ ،‬وكذلــك‬
‫توضيــح الفوائــد التــي مــن املمكــن أن تعــود عليــه مــن خــال املشــاركة‪ ،‬وإجــراءات التقــدم‬
‫للفــرص التطوعيــة املتاحــة‪ ،‬فنجــد عــى ســبيل املثــال أن برنامــج التطــوع بكليــة الطــب يف‬
‫جامعــة ميشــيغان ‪ ‎University of Michigan‬قــد أعــد دلي ـاً متكام ـاً إلجــراءات توظيــف وتأهيــل‬
‫املتطوعــن للمشــاركة يف الربنامــج‪ ،‬وفيــه يجــد املتطــوع كافــة التفاصيــل املتعلقــة باألبعــاد‬
‫التنظيميــة للربنامــج التطوعــي‪ ،‬وإجــراءات التحاقــه بالربنامــج‪ ،‬واملتمثلــة يف عــدد مــن‬
‫الخطــوات املحــددة يف الشــكل اآليت‪:‬‬

‫‪(1) Nittaya T.ksakul (1989): Motivation and benefits of volunteering as perceived by university students, Op‬‬
‫‪Cit, p 29.‬‬
‫‪(2) Terry L. Basser (2012): Inside the Black Box: College Graduation and Civic Engagement, Journal of‬‬
‫‪Academic Ethics, p p 315,324.‬‬
‫‪(3) Hanover Research Council (2008): Managing Service Learning/ Community Engagement, Report for‬‬
‫‪Auburn University, October, p 14.‬‬
‫‪(4) Harry Basehart & George Whitehead (2011): Civic and Political Engagement of Salisbury University‬‬
‫‪Students, Institute for Public Affairs and Civic Engagement, March, p 6.‬‬

‫‪103‬‬
‫إدارة العمل التطوعي باملؤسسات الرتبوية يف ضوء بعض الخربات العاملية‬

‫شكل (‪ )6‬إجراءات توظيف املتطوعني يف برنامج التطوع الصحي بجامعة ميشيغان‬


‫(((‬

‫د‬

‫كــا تقــوم إدارة الربنامــج التطوعــي بإعــداد منــوذج للتعــرف عــى احتياجــات املتطــوع‬
‫التدريبيــة‪ ،‬ومــدى إمتامــه الربنامــج التأهيــي ملبــارشة مهامــه التطوعيــة‪ ،‬والتــي يقــوم‬
‫املتطــوع باســتيفائها مــع اســتامرة طلــب التطــوع‪ ،‬واملح ـدَّد بــه معلومــات وبيانــات شــخصية‬
‫عــن املتطــوع ومركــزه الــدرايس أو الوظيفــي‪ ،‬وبيانــات االتصــال بــه عنــد الحاجــة‪ ،‬وإمكانيــة‬
‫هــذا اإلجــراء‪ ،‬مــع التعــرف عــى دوافعــه للتطــوع بالربنامــج‪ ،‬وخرباتــه املهنيــة الســابقة يف‬
‫املجــال‪ ،‬مــع تحديــد سياســات املهمــة التطوعيــة؛ واملتمثلــة يف االلتــزام بالــزي الرســمي‬
‫للمهمــة التطوعيــة‪ ،‬وبطاقــة التعريــف الشــخصية‪ ،‬وااللتــزام بتوقيتــات العمــل‪ ،‬ونُظُــم االتصــال‬
‫والتواصــل‪ ،‬مــع توقيــع املتطــوع عــى هــذا النمــوذج حــال قبولــه باملهمــة التطوعيــة(((‪.‬‬

‫ويعتمــد برنامــج تطوع «الحدائق النباتية» يف جامعة واشــنطن ‪University of Washington‬‬


‫عــى آليــة أخــرى يف توظيــف املتطوعــن‪ ،‬تتمثــل تلــك اآلليــة يف تصميــم تطبيــق إلكــروين‬
‫للتطــوع عــر موقــع الربنامــج التطوعــي عــى اإلنرتنــت‪ ،‬فهــي إحــدى طــرق رصــد وتعبئــة‬
‫مجموعــة مــن املتطوعــن للمشــاركة يف أنشــطة التطــوع التــي تقدمهــا الجامعــة‪ ،‬خاصــة أن‬

‫‪(1) University of Michigan (2017): Volunteer Placement Supervisor’s, UMHS Volunteer Services, Op Cit, p 4.‬‬
‫‪(2) I bid, p 7.‬‬

‫‪104‬‬
‫الربنامــج التطوعــي يعمــل عــى جــذب عــدد كبــر مــن املتطوعــن لتخصصــات متنوعــة بصــورة‬
‫مســتدامة‪ ،‬وفيــه يتــم إدراج البيانــات الشــخصية للمتطــوع‪ ،‬واألوقــات التــي ميكنــه التطــوع‬
‫فيهــا بالربنامــج‪ ،‬مــع رضورة اســتيفاء األجوبــة عــى أســئلة ذات نهايــات مفتوحــة ومغلقــة‬
‫مق َّننــة‪ ،‬يتــم فيهــا اســتعراض خــرات املتطوعــن‪ ،‬ومجــاالت عملهــم‪ ،‬وطــرق التطــوع التــي‬
‫ُ‬
‫يفضلونهــا عــر عــدد مــن الوظائــف التطوعيــة املتاحــة مثــل‪( :‬املســاعدة اإلداريــة‪ ،‬أعــال‬
‫البســتنة والعنايــة بالحدائــق‪ ،‬الدراســات البيئيــة للنباتــات‪ ،‬تنســيق الخدمــات التطوعيــة)‪ ،‬إىل‬
‫غــر ذلــك مــن املهــام والوظائــف التطوعيــة‪ ،‬مــع تحديــد املهــام واملســئوليات املتعلقــة‬
‫بــكل وظيفــة بصــورة تفصيليــة ودقيقــة‪ ،‬وتوقيتــات التقــدم لهــا(((‪ ،‬ويتــم االهتــام بتلــك‬
‫التفاصيــل؛ كونهــا محــددات هامــة يف مرحلــة فحــص تلــك الطلبــات‪ ،‬والتــي تــأيت يف إطــار‬
‫حــرص اللجنــة التنظيميــة املش ـكَّلة إلدارة الربنامــج عــى انتقــاء أفضــل العنــارص املؤهلــة ألداء‬
‫املهــام التطوعيــة املوكلــة لهــم‪.‬‬

‫وبالنظــر إىل تجربــة مكتــب الفــرص التطوعيــة بجامعــة ســالزبوري ‪Salisbury University‬؛‬
‫نجــد أنــه يعمــل عــى توثيــق عالقاتــه مبنظــات املجتمــع املحــي‪ ،‬والتشــبيك مــع الهيئــات‬
‫القوميــة التــي يف حاجــة لجهــود املتطوعــن‪ ،‬ومــن ثــم التنســيق مــع تلــك املنظــات‬
‫والهيئــات إللحــاق املتطوعــن مــن طــاب ومنتســبي الجامعــة بتلــك الفــرص عــر حســاباتهم‬
‫الشــخصية املدرجــة عــى موقــع مكتــب الفــرص التطوعيــة اإللكــروين ملجــاالت تطوعيــة‬
‫متعلقــة بتعليــم الكبــار‪ ،‬ومحــو األميــة‪ ،‬والبيئــة‪ ،‬والصحــة‪ ،‬واإليــواء‪ ،‬والغــذاء‪ ،‬واإلرشــاد‪،‬‬
‫والرتفيــه‪ ،‬ســواء داخــل البــاد أو خارجهــا‪ ،‬مــع توفــر أدلــة عــن املنظــات والهيئــات الرشيكــة‪،‬‬
‫والتــي ميكــن التطــوع بهــا مــن خــال مكتــب الفــرص التطوعيــة يف الجامعــة(((‪.‬‬

‫وبذلــك تتحــدد طبيعــة عمليــة تنظيــم العمــل التطوعــي يف الجامعــات األمريكيــة‪ ،‬والتــي‬
‫متتــاز بالتنــوع يف منهجيتهــا‪ ،‬وذلــك بحســب األطــر التــي يقــوم عليهــا العمــل التطوعــي‬
‫وحــدوده املكانيــة‪ ،‬والزمنيــة واملوضوعيــة للربامــج واألنشــطة التطوعيــة بتلــك املؤسســات‬
‫التعليميــة عــى اختــاف مســتويات التنظيــم (مركزيــة وغــر مركزيــة)‪ ،‬فهــي متنوعــة ومتباينــة‬
‫عــا لطبيعــة الربنامــج والنشــاط التطوعــي وخصائصــه‪،‬‬
‫الرتكيــب مــن حيــث البســاطة والتعقيــد؛ تبا ً‬
‫ودرجــة تبعيــة تلــك اإلدارة التنظيميــة التطوعيــة إلدارات وروابــط تنظيميــة أخــرى يف الجامعــة‪،‬‬
‫وض لهــا مبــارشة األعبــاء التنظيميــة للعمــل‬
‫أو اســتقاللها‪ ،‬أو اندماجهــا يف كيانــات أخــرى يُف ـ َّ‬
‫التطوعــي‪ ،‬ومــن ثــم تتــوىل الوحــدات التنفيذيــة عمليــة اســتقطاب املتطوعــن‪ ،‬وعمــل‬

‫‪(1) University of Washington (2017): Volunteer Application, University of Washington Botanic Gardens.‬‬
‫‪Available on https://bit.ly/2PPBRxI on 18/ 3/ 2017.‬‬
‫‪(2) Salisbury University (2017): Volunteer Resources, Enterprise Volunteer Center, Career Services Students.‬‬
‫‪Available on https://bit.ly/2qoN65q on 18/ 3/ 2017‬‬

‫‪105‬‬
‫إدارة العمل التطوعي باملؤسسات الرتبوية يف ضوء بعض الخربات العاملية‬

‫مقابــات شــخصية لهــم‪ ،‬وتنميتهــم مهن ًيــا‪ ،‬وتدريبهــم عــى املهــام املوكلــة لهــم وفــق مــا‬
‫تتطلبــه الفرصــة التطوعيــة؛ مبــا يؤهلهــم مببــارشة تلــك املهــام‪ ،‬ومــن ثــم البــدء يف مرحلــة‬
‫جديــدة تســتهدف قيــادة تلــك الفئــات وتحفيزهــا عــر قنــوات تواصــل فعالــة‪.‬‬

‫(‪ )3‬توجيه العمل التطوعي يف الجامعات األمريكية‪:‬‬

‫يتحــدد مضمــون عمليــة التوجيــه يف الكيفيــة أو األســلوب اإلداري الــذي يســتطيع مــن‬
‫خاللــه القائــد تحفيــز مرؤوســيه للعمــل بأقــى طاقاتهــم وفــق الخطــط املحــددة‪ ،‬وذلــك يف‬
‫إطــار منــاخ يتحقــق مــن خاللــه إشــباع احتياجاتهــم عــر مهــاريت التحفيــز والتواصــل الفعــال‪،‬‬
‫وترجمــة عمليتــي التخطيــط والتنظيــم إىل واقــع تنفيــذي‪ ،‬فالتوجيــه هــو «العمليــة التــي يتــم‬
‫بهــا االتصــال باملرؤوســن إلرشــادهم وترغيبهــم‪ ،‬والتنســيق بــن جهودهــم‪ ،‬وقيادتهــم إىل‬
‫تحقيــق األهــداف»(((‪.‬‬

‫وتتمثــل أهميــة عمليــة التوجيــه يف إدارة العمــل التطوعــي؛ نظــ ًرا إلقبــال املتطــوع‬
‫عــى تقديــم خدماتــه يف الفرصــة التطوعيــة بنــا ًء عــى دوافــع ذاتيــه متباينــة‪ ،‬منهــا مــا‬
‫يتعلــق بالتنميــة الذاتيــة ملهاراتــه وخرباتــه‪ ،‬مــا يتطلــب توجيهــه‪ ،‬وتقديــم النصائــح‪ ،‬والدعــم‬
‫املعنــوي لــه‪ ،‬ومراجعــة تســاؤالته‪ ،‬ومراقبــة نوعيــة العمــل‪ ،‬ورىض املســتفيدين عــن أدائــه‪،‬‬
‫مــع تصحيــح أي خلــل يف املهمــة التطوعيــة التــي يقــوم بهــا مبــا يتطلــب تأمــن املنــاخ‬
‫املناســب واملشــجع عــى العمــل التطوعــي(((‪ ،‬وتحتــاج تلــك العمليــة لقيــادة تطوعيــة مؤثــرة‬
‫لهــا القــدرة عــى تفقــد مواقــف عــدد مــن األطــراف املعنيــة وطموحاتهــم ومســئولياتهم‪،‬‬
‫ســواء كانــت مشــاركة تلــك األطــراف مبــارشة أم غــر مبــارشة‪ ،‬وذلــك للعمــل ســويًا مــن أجــل‬
‫تحقيــق األهــداف املشــركة واملحــددة عنــد تخطيــط الربنامــج التطوعــي‪.‬‬

‫عا بقيــادات الربامــج التطوعيــة‬


‫مــا واســ ً‬
‫لــذا فإننــا نجــد الجامعــات األمريكيــة تــويل اهتام ً‬
‫ـا جامعــة إلينــوي ‪ University of Illinois‬تقــوم باالســتعانة بقيادات‬
‫التــي تتــم مــن خاللهــا‪ ،‬فمثـ ً‬
‫محرتفــة‪ ،‬وتوظيفهــا مبكتــب الربامــج التطوعيــة ‪ Office of Volunteer Programs‬يف الجامعــة‪،‬‬
‫وذلــك لتشــجيع الطــاب عــى التطــوع مــن خــال التواصــل معهــم وتوجيههــم(((‪ ،‬كــا نجــد أن‬
‫مركــز التطــوع بجامعــة بتلــر ‪ Butler University‬قــام بتحديــد مامرســات ومــؤرشات ملزمــة لعمــل‬
‫أي قيــادة لربنامــج أو نشــاط تطوعــي يعمــل مــن خاللهــا‪ ،‬وهــي عــى النحــو اآليت(((‪:‬‬

‫(‪ )1‬عبــد العزيــز عطــا اهلل المعايطــة (‪ :)2007‬اإلدارة المدرســية فــي ضــوء الفكــر اإلداري المعاصــر‪ ،‬دار الحامــد‪،‬‬
‫عمــان‪ ،‬ص‪.119‬‬
‫‪(2) Waxman, Lisa K.et al (2008): Voluntary Flammability Regulations for Residential Upholstered Furniture,‬‬
‫‪Op Cit, p 34.‬‬
‫‪(3) Patricia E. Askew (2001): The University as A source for Community and Academic Partnership, Op Cit, p 66.‬‬
‫‪(4) Butler University (2017): TEN PRINCIPLES OF SERVANT LEADERSHIP, VOLUNTEER CENTER.‬‬
‫‪Available on https://bit.ly/2rgi9kF on 19/ 3/ 2017.‬‬

‫‪106‬‬
‫‪1 .1‬االســتامع الجيــد‪ :‬وهــي مهــارة يقــاس عليهــا كفــاءة القيــادة‪ ،‬فبهــا يتحقــق التواصــل‬
‫ومــن ثــم اتخــاذ القــرارات‪ ،‬فيجــب أن تعــزز هــذه املهــارة املهمــة مــن خــال االلتــزام‬
‫باالســتامع واالهتــام باآلخريــن‪ ،‬ويتضمــن ذلــك أيضً ــا التواصــل مــع االنفعــاالت الداخليــة‬
‫للمتطــوع‪ ،‬والتعــرف عــى موجهــات ســلوكه الظاهــري‪.‬‬

‫‪2 .2‬االســترشاف املســتقبيل‪ :‬تلتــزم القيــادات بتعزيــز قدراتهــا عــى وضــع رؤى مســتقبلية‬
‫ذات مــدى اســراتيجي‪ ،‬وامتالكهــم القــدرة عــى النظــر إىل األوضــاع يف صورهــا‬
‫املســتقبلية‪ ،‬وأال تقتــر عــى الواقــع اليومــي‪ ،‬كــا يجــب عليهــا إيجــاد توازنــات بــن‬
‫الحــارض واملســتقبل‪.‬‬

‫‪3 .3‬التعاطــف‪ :‬تلتــزم القيــادة بتفهــم اآلخريــن والتعاطــف معهــم مبــا ميكنهــا مــن اجتــذاب‬
‫األفــراد وفــق خصائصهــم االجتامعيــة املتفــردة والنفســية‪ ،‬فيجب عــى القيــادة التطوعية‬
‫أن تفــرض حســن النوايــا مــن زمــاء العمــل مبــا ميك ِّنهــم مــن تحقيــق أفضــل معــدالت األداء‪.‬‬

‫‪4 .4‬الوعي‪ :‬تلتزم القيادة بتنمية الوعي العام‪ ،‬وتعزيز الوعي الخاص لألفراد مبا ميكنها من‬
‫خلق مناخ عمل جيد وآمن يتمكن من خالله فريق العمل من تأدية املهام‪.‬‬

‫‪5 .5‬اإلقنــاع‪ :‬تلتــزم القيــادة بتنميــة مهارتهــا يف عمليــة اإلقنــاع‪ ،‬وعــدم التســلط يف اتخــاذ‬
‫القــرارات‪ ،‬فالقيــادة يجــب أن تســعى إىل إقنــاع اآلخريــن بــدالً مــن إجبارهــم عــى االمتثــال‬
‫للتوجيهــات‪ ،‬فهــي مهــارة تكشــف عــن قــدرات القائــد الفعــال يف بنــاء توافــق بــن اآلراء‬
‫داخــل املجموعــات‪.‬‬

‫‪6 .6‬املســاعدة‪ :‬وهــي واحــدة مــن أبــرز مواطــن القــوة يف القيــادة الفعالــة وقدراتهــا عــى‬
‫مســاعدة اآلخريــن عند الحاجــة‪ ،‬وهي مهارة وعملية تتم بني القائــد وتابعيه بصورة ضمنية‪.‬‬

‫‪7 .7‬التبــر‪ :‬وهــي مهــارة وســمة الزمــة للقيــادة الفعالــة‪ ،‬والتــي مت ِّكــن القيادة من اســتخالص‬
‫العــر مــن التجــارب الســابقة‪ ،‬وربطهــا بالواقــع الحــايل مبــا يدعــم قرارتهــا املســتقبلية‬
‫يف ضــوء بدائــل عقليــة منطقيــة‪.‬‬

‫‪8 .8‬اإلرشاف‪ :‬وهــي العمليــة التــي تلتــزم مــن خاللهــا القيــادة برعايــة جميــع األنشــطة والفاعليات‬
‫بصــورة تكامليــة بــن كل الفئــات املعنيــة مبــا يحقــق األهــداف املرجــوة‪.‬‬

‫‪9 .9‬االلتــزام بنمــو األفــراد‪ :‬تلتــزم القيــادة بالتنميــة املهنيــة لجميــع العاملــن والفئــات‬
‫املســتهدفة؛ نظــ ًرا ملــا يقدمونــه مــن إســهامات جوهريــة يف مجــال العمــل‪.‬‬

‫‪1010‬بنــاء املجتمعــات‪ :‬تلتــزم القيــادة بتحديــد وســيلة لبنــاء املجتمــع عــر األفــراد العاملــن‬
‫معهــا‪ ،‬حيــث تواجــه املجتمعــات املحليــة وأفرادهــا مشــكالت مرتتبــة عــن التحــوالت‬
‫اليوميــة؛ والتــي تتســبب فيهــا ظاهــرة العوملــة‪.‬‬

‫‪107‬‬
‫إدارة العمل التطوعي باملؤسسات الرتبوية يف ضوء بعض الخربات العاملية‬

‫وبذلــك ميكــن اســتخالص مبــادئ عمــل عــدد مــن املــؤرشات واملامرســات‪ ،‬والتــي البــد مــن‬
‫توافرهــا فيمــن يقــود أي مــروع تطوعــي يف الجامعــة‪ ،‬واعتبارهــا الحــد األدىن مــن القــدرات‬
‫لقيــادة وتوجيــه األفــراد‪ ،‬وتحفيزهــم للقيــام باملهــام واملســئوليات امللقــاة عــى عاتقهــم‬
‫يف األنشــطة التطوعيــة الجامعيــة‪ ،‬كــا تدعــو الجامعــة العاملــن بهــا مــن ذوي الكفــاءات‬
‫وأعضــاء هيئــة التدريــس إىل قيــادة الطــاب وتوجيههــم وإرشــادهم يف الربامــج التطوعيــة‬
‫التــي تســتهدف إتاحــة الفرصــة للطــاب للتعلــم الحقيقــي بدمــج هــؤالء الطــاب باملجتمــع عــر‬
‫األنشــطة التطوعيــة والخدميــة‪ ،‬فنجــد أن منــط قيــادة العاملــن أو أعضــاء هيئــة التدريــس‬
‫للربامــج التطوعيــة الخدميــة شــائع هنــاك يف الجامعــات األمريكيــة؛ نظــ ًرا الرتبــاط مقــررات‬
‫تعلُّــم الخدمــة بالنواحــي األكادمييــة‪ ،‬كــا هــو الحــال بجامعــة غــرب فلوریــدا ‪University of‬‬
‫‪ ،west Florida‬حيــث أســهمت نجــاح برامــج التطــوع فيهــا بتكامــل ودعــم وتوجيــه أعضــاء هيئــة‬
‫التدريــس مــع املديريــن والــوكاالت املجتمعيــة(((‪.‬‬

‫وتــويل الجامعــات األمريكيــة أهميــة خاصــة باالتصــال والتواصــل بــن منتســبيها يف املجــال‬
‫التطوعــي‪ ،‬بهــدف تحقيــق مــردود إيجــايب يف خطــط املشــاركة املجتمعيــة بهــا؛ مــا يرتتــب‬
‫عليــه نجــاح وظيفتهــا الثالثــة‪ ،‬ويكــون ذلــك وفــق صــور متعــددة وأنــواع مختلفــة مــن االتصــال‬
‫بحســب املوقــع واملوقــف التفاعــي‪ ،‬حيــث تتبــع الجامعــات األمريكيــة عــدة وســائل تســتطيع‬
‫مــن خاللهــا التواصــل واالتصــال املبــارش والرتابــط بصــورة مســتمرة مــع خريجيهــا‪ ،‬واالســتفادة‬
‫منهــم يف تقديــم خدمــات للمجتمــع؛ كضــان لدعــم الخريجــن للجامعــات‪ ،‬وتقــوم بعــض‬
‫األقســام بدعــوة نخبــة مــن الخريجــن للتطــوع باملشــاركة يف هيئــة استشــارية؛ مهمتهــا‬
‫مراجعــة وتقييــم الربامــج واملشــاريع واألنشــطة املختلفــة‪ ،‬والتعــرف عــى مشــاكل القســم‬
‫ومــا يواجهــه مــن عقبــات‪ ،‬وتقديــم االقرتاحــات بخصــوص الرؤيــة املســتقبلية لــه؛ مــا يشــعر‬
‫الخريجــن باالنتــاء والــوالء لكلياتهــم‪ ،‬ومــن أمثلــة ذلــك‪( :‬كليــة ووســت بأهايــو‪،)Wooster‬‬
‫مــا يشــارك فيــه طالبهــا وخريجوهــا يف خدمــة املجتمــع‪ ،‬وأطلقــت عليــه اليــوم‬
‫حيــث تنظــم يو ً‬
‫القومــي للتطــوع يف أكتوبــر‪.((( National Volunteer Day for October‬‬

‫كــا نجــد أن مــن صــور االتصــال املبــارش والشــائع يف الربامــج التطوعيــة الخدميــة يف‬
‫الجامعــات األمريكيــة هــو التقــاء قــادة تلــك األنشــطة التطوعيــة باملتطوعــن‪ ،‬بهــدف اإلرشــاد‬
‫والتوجيــه وتقديــم الدعــم لهــم‪ ،‬كــا هــو الحــال يف برنامــج التطــوع مــن أجــل االعتــاد‪،‬‬
‫واملنفــذ بجامعــة غــرب فلوریــدا ‪ ،University of west Florida‬حيــث يلتقــي منســق الربنامــج‬

‫‪(1) Nittaya T.ksakul (1989): Motivation and benefits of volunteering as perceived by university students, Op‬‬
‫‪Cit, p 30.‬‬
‫(‪ )2‬عصــام بــن يحــي الفياللــي (‪ :)2004‬الحدائــق العلميــة ومناطــق التقنيــة‪ ،‬سلســلة نحــو مجتمــع المعرفــة‪ ،‬جامعــة الملــك‬
‫عبــد العزيــز‪ ،‬ص‪.48‬‬

‫‪108‬‬
‫التطوعــي‪ ،‬أو مــرف الوكالــة املنفــذ مــن خاللهــا الربنامــج التطوعــي الطــاب املتطوعــن‬
‫يف امليــدان بهــدف التوجيــه وتقديــم الدعــم لهــم‪ ،‬كــا يتــم اللقــاء بصــورة اســبوعية مــع‬
‫املتطوعــن ملراجعــة التقاريــر امل ُعــدَّة عــن أدائهــم التطوعــي(((‪.‬‬

‫وتتعــدد صــور االتصــال املبــارش يف الجامعــات األمريكيــة الفــردي منهــا والجامعــي‬


‫ملنتســبي الجامعــة لتعبئتهــم للمشــاركة يف الربامــج التطوعيــة‪ ،‬حيــث نجــد أن برنامــج التطــوع‬
‫بكليــة الطــب يف جامعــة ميشــيغان ‪ ‎University of Michigan‬يقــوم بعقــد نــدوات وورش عمــل‬
‫تعريفيــة بالربنامــج التطوعــي‪ ،‬وذلــك بصــورة دوريــة عــى مــدار العــام يف شــهور (ابريــل‪،‬‬
‫ســبتمرب‪ ،‬ديســمرب)‪ ،‬ويعتــر هــذا اإلجــراء رشط مــن رشوط قبــول طلــب التطــوع لــدى الربنامــج‪،‬‬
‫ويف ذات الوقــت يســتخدم مركــز خدمــات التطــوع بالكليــة صــو ًرا وأمناطًــا أخــرى مــن االتصال غري‬
‫املبــارش مــع املتطوعــن‪ ،‬وهــي االتصــال مــع املتطوعــن عــر صفحــات التواصــل االجتامعــي‬
‫املخصصــة لذلــك الغــرض‪ ،‬وعــر الربيــد اإللكــروين‪ ،‬وتخصيــص أرقــام هواتــف لتقديــم كافــة‬
‫صــور الدعــم لهــم مــن قبــل مركــز خدمــات التطــوع بالكليــة (((‪.‬‬

‫فبالنظر إىل صور االتصال غري املبارش يف الجامعات األمريكية؛ نجد أنها شائعة ومتعددة‪،‬‬
‫حيث استثمرت تلك املؤسسات كافة الوسائل التكنولوجية الحديثة يف حشد وتعبئة املتطوعني‬
‫وتوجيههم‪ ،‬وذلك من خالل توثيق األنشطة التطوعية لتنقل خرباتهم اإليجابية يف هذا‬
‫املجال‪ ،‬أو تصميم دعوات للمشاركة يف الربامج واألنشطة التطوعية عرب مواقع وصفحات‬
‫التواصل االجتامعي‪ ،‬وكذلك توجيه املتطوعني لاللتحاق بالفرص التطوعية املتاحة بالجمعيات‬
‫واملنظامت الخارجية التي تحتاج إىل جهود وخربات منتسبي الجامعة‪ ،‬فنجد أن برنامج التطوع‬
‫الطاليب بجامعة وسط األطليس ‪ Mid Atlantic University‬يُعد مركز تبادل للفرص التطوعیة‪،‬‬
‫ففي كل عام ینرش الربنامج كتیبًا بعنوان « فرص التطوع « لربنامج التطوع الطاليب الذي یتضمن‬
‫قامئة بأسامء وعناوین وأرقام هواتف املنظامت املجتمعیة الرشیكة‪ ،‬وكذلك مواصفات‬
‫الفرص التطوعیة والتدریب املطلوب(((‪.‬‬

‫كما نجـد أن املركـز الطبـي بجامعـة واشـنطن ‪ University of Washington‬يقـوم بتخصيـص‬


‫عـدد مـن الصفحـات اإللكرتونيـة على موقعه الرسـمي لخدمـات التطوع؛ يحـدد من خاللـه أرقام‬
‫هواتـف للتواصـل والعنـوان الربيـدي‪ ،‬كما يتحـدد بتلـك الصفحـات الفـرص التطوعيـة‪ ،‬ومتطلبات‬
‫تلـك الفرص‪ ،‬واملسـئوليات املتعلقة بالقيـام باملهام التطوعية‪ ،‬واإلجـراءات املتبعة لاللتحاق‬

‫‪(1) Nittaya T.ksakul (1989): Motivation and benefits of volunteering as perceived by university students, Op‬‬
‫‪Cit, p 31.‬‬
‫‪(2) University of Michigan (2017): Volunteer Placement Supervisor’s, UMHS Volunteer Services, Op Cit, p 4.‬‬
‫‪(3) Bob Edwards and Others (2001): Who is Being Served- The Impact of Student Volunteering On Local‬‬
‫‪Community Organizations, Journal of Nonprofit and Voluntary Sector Quarterly, Vol. 30, No.3, p 448.‬‬

‫‪109‬‬
‫إدارة العمل التطوعي باملؤسسات الرتبوية يف ضوء بعض الخربات العاملية‬

‫بتلـك املهـام(((‪ .‬وبالنظـر إيل تجربـة مكتـب الفـرص التطوعيـة بجامعـة سـالزبوري ‪Salisbury‬‬
‫‪ University‬نجـد أنـه يعمـل على إتاحـة أدلـة للعمـل التطوعـي يف صـور مطويـات وكتيبـات‬
‫ملنظمات املجتمـع املحلي التـي يف حاجـة لجهـود املتطوعين‪ ،‬ومـن ثـم التنسـيق مـع تلك‬
‫املنظمات والهيئـات الدوليـة إللحـاق املتطوعين من منتسـبي الجامعـة بتلك الفـرص عرب عدد‬
‫مـن األدلـة (دليـل للمنظمات والروابـط التـي تعمـل عىل تجنيـد املتطوعني مـن داخـل الجامعة‪،‬‬
‫دليـل للتطـوع الـدويل‪ ،‬دليل بحسـب مجـاالت التطوع‪ ،‬وآخر بحسـب الرتتيـب األبجدي لهـا)‪ ،‬والتي‬
‫ميكـن التطـوع بهـا مـن خلال مكتـب الفـرص التطوعيـة يف الجامعة‪ ،‬كما تعمل تلـك األدلة عىل‬
‫تعزيـز حـس االنتماء إىل املجتمـع مـن خلال التطـوع‪ ،‬وذلـك عبر توعيـة وتوجيـه املتطوعين‬
‫بالفوائـد التـي تعـود عليهم من خالل املشـاركة املدنيـة التطوعية يف الجامعـة‪ ،‬والتي تكون‬
‫مصـدر تحفيـز وإثـارة للدافعية واإلنجـاز(((‪.‬‬

‫ويعــ ُّد موضــوع تحفيــز املتطوعــن لتقديــم أفضــل مــا لديهــم يف برامــج وأنشــطة‬
‫املتطــوع يف الجامعــة؛ مهــارة يف غايــة األهميــة‪ ،‬ومحــل اهتــام قــادة أنشــطة وبرامــج‬
‫التطــوع يف الجامعــات األمريكيــة‪ ،‬فلقــد أدركــت إدارات الربامــج واألنشــطة التطوعيــة يف‬
‫الجامعــات األمريكيــة أهميــة الحاجــات اإلنســانية ودورهــا يف التأثــر يف ســلوك املتطوعــن؛‬
‫لــذا قامــت بتقديــم عــدة حوافــز متنوعــة‪ ،‬مــن التــي تؤثــر إيجابيًــا يف رضــا املتطوعــن‪،‬‬
‫وبالتــايل زيــادة إقبالهــم‪ ،‬وتحســن مســتوى أدائهــم‪ ،‬وفــق آليــات متعــددة ومحققــه‬
‫للغــرض‪ ،‬وميكــن تحديدهــا وفــق بعديــن‪( :‬منهجــي‪ ،‬المنهجــي)‪ ،‬حيــث يتحــدد البعــد املنهجــي‬
‫يف تضمــن النشــاط التطوعــي للمناهــج األكادمييــة ومتطلبــات التعلــم الصفيــة مبــا يتفــق مــع‬
‫نواتــج التعلــم املســتهدفة‪ ،‬وأمــا البعــد الالمنهجــي فيتمثــل يف تعزيــز دوافــع املتطوعــن‬
‫للمشــاركة يف مجــاالت الخدمــات املجتمعيــة العامــة‪.‬‬

‫وبالنظــر إىل البعــد املنهجــي للجامعــات األمريكيــة الهــادف لتحفيــز طالبهــا للمشــاركة‬
‫التطوعيــة؛ نجــد أنــه منــط ســائد وشــائع لــدى تلــك املؤسســات التعليمية‪ ،‬حيــث تقــوم بتصميم‬
‫مناهجهــا األكادمييــة يف صــور أنشــطة تطوعيــة يقــوم الطالــب باملشــاركة فيهــا‪ ،‬وقــد بــدأت‬
‫الجامعــات األمریكیــة يف تطبیــق تعلُّــم الخدمــة ضمــن برامجهــا الدراســیة يف الثامنینیــات مــن‬
‫القــرن املــايض‪ ،‬كجــزء مــن االهتــام بتنمیــة املواطنــة الطالبیــة(((‪ ،‬لــذا ســعت أغلــب الجامعــات‬

‫‪(1) University of Washington (2017): Volunteer Services, UW MEDICAL CENTER.‬‬


‫‪Available on https://bit.ly/2JQ2Jts on 20/ 3/ 2017.‬‬
‫‪(2) Salisbury University (2017): Volunteer Resources, Enterprise Volunteer Center, Career Services Students.‬‬
‫‪Available on https://bit.ly/2Cc9vWj on 20/ 3/ 2017‬‬
‫‪(1) George F. Kain (2006): Service Learning and Mentoring: Theoretical and Practical Application for‬‬
‫‪Criminal Justice Education, Doctoral Thesis, Graduate Faculty in Criminal Justice, The City University‬‬
‫‪of New York, p 11.‬‬

‫‪110‬‬
‫األمريكيــة بتكويــن وحــدات تعلُّــم الخدمــة‪ ،‬بحیــث یتعلــم الطــاب مــن خــال مقــرر تعلیمــي‬
‫يتوافــق مــع مجــاالت عمــل املنظمــة الرشيكــة‪ ،‬مــا يســهم يف اكتســاب املتطــوع خــرات‬
‫الخدمــة‪ ،‬وكذلــك تلبيــة احتیاجــات املجتمــع‪ ،‬وذلــك بتزویــد املجتمــع بالطــاب الذیــن ســیعالجون‬
‫القضایــا االجتامعیــة مــن خــال التطــوع‪ ،‬وإعطــاء الطــاب الفرصــة لفهــم قضایــا املجتمــع(((‪.‬‬

‫نجــد أن جامعــة واليــة كارولينــا الجنوبيــة ‪ University of south Carolina‬یتــم بهــا تضمیــن‬
‫عنــارص تعلُّــم الخدمــة بطــرق عــدة‪ ،‬منهــا مشــاركة جمیــع الطــاب يف الخدمــة كعنــر مكمــل‬
‫ون تعلُّــم الخدمــة‪ ،‬ویتفــاوض‬
‫للربنامــج األكادیمــي‪ ،‬أو باســتبدال جــزء مــن أعــال املقــرر مبك ـ ِّ‬
‫الطــاب مــع منســق الخدمــة لتحدیــد مــؤرشات مكــون تعلــم الخدمــة‪ ،‬وطــرق توثیــق التعلُّــم‬
‫الــذي يتــم مــن خــال خــرة الخدمــة(((‪ .‬كــا نجــد أن مــن متطلبــات تخــرج الطــاب بجامعــة تــوالن‬
‫‪ Tulane university‬املشــاركة يف الخدمــة العامــة خــال ســنة التخــرج النهائيــة‪ ،‬حيــث یشــارك‬
‫الطــاب يف تدریــب تعلُّــم الخدمــة األكادیمــي‪ ،‬أو مــروع بحثــي‪ ،‬أو أطروحــة للخدمــة العامــة‬
‫مدعــم مــن قبــل الكلیــة‪ ،‬أو برنامــج الدراســة الدولیــة املســتندة للخدمــة العامــة يف الخــارج(((‪.‬‬

‫كــا تتبــع الجامعــات األمريكيــة عــدة طــرق ميكــن مــن خاللهــا تحفيــز وتشــجيع الطــاب عــى‬
‫التطــوع بصــورة ال منهجيــة‪ ،‬بهــدف دمجهــم يف خدمــة املجتمــع‪ ،‬فمــن تلــك الطــرق اتباعهــا‬
‫سياســات تقديــم املســاعدات للطــاب‪ ،‬ومــن صورهــا تقديــم املنــح الدراســية للطــاب الذيــن‬
‫قامــوا بعمــل متميــز يف مجــال خدمــة املجتمــع‪ ،‬أو تخفيــض الرســوم الدراســية لهــؤالء الطالب‬
‫لدرجــة اإلعفــاء النهــايئ منهــا‪ ،‬كــا تقــوم كذلــك بتوفــر فــرص عمــل للمتميزيــن مــن هــؤالء‬
‫الطــاب بعــد االنتهــاء مــن الدراســة يف الجامعــة(((‪ ،‬فتقــوم جامعــة إلينــوي ‪University of‬‬
‫‪ Illinois‬بتقديــم الدعــم املــايل ملكتــب التطــوع الطــايب يف الجامعــة بهــدف دعــم املبــادرات‬
‫التطوعيــة التــي تتطلــب مشــاركة حاشــدة للمتطوعــن‪ ،‬وذلــك بالتشــارك مــع إحــدى املنظــات‬
‫التطوعيــة املحليــة‪ ،‬كــا تقدمــت لجنــة التطــوع الطــايب بتوصيــة لتحســن الخدمــة التطوعيــة‬
‫تؤكــد عــى رضورة مشــاركة أعضــاء هيئــة التدريــس املحرتفــن للتطــوع عــر برامجهــا بشــكل‬
‫دائــم(((‪ ،‬مــا يُحفــز الطــاب للمشــاركة يف برامــج التطــوع‪.‬‬

‫وخصصــت جامعــة وســط األطلــي ‪ Mid Atlantic University‬متويــل لربنامــج التطــوع‬


‫الطــايب لديهــا‪ ،‬حيــث حــددت ميزانيــة منتظمــة ملنســقي وخريجــي الربنامــج الذيــن يعملــون‬

‫‪(2) Roger B. Ludeman (2001): The role of Student Affairs and Services in Higher Education, Op Cit, p 36.‬‬
‫‪(3) Hanover Research Council (2008): Managing Service Learning/ Community Engagement, Op Cit, p 20.‬‬
‫(‪.I bid, p 33 )4‬‬
‫(‪ )5‬حســنيه حســين عبــد الرحمــن (‪ :)2011‬تصــور مقتــرح لتفعيــل دور جامعــة الفيــوم فــي خدمــة المجتمــع فــي ضــوء خبــرات‬
‫بعــض الــدول‪ ،‬رســالة دكتــوراه غيــر منشــورة‪ ،‬كليــة التربيــة‪ ،‬جامعــة الفيــوم‪ ،‬ص‪.99‬‬
‫‪(6) Patricia E. Askew (2001): The University as A source for Community and Academic Partnership, Op Cit, p 66.‬‬

‫‪111‬‬
‫إدارة العمل التطوعي باملؤسسات الرتبوية يف ضوء بعض الخربات العاملية‬

‫بعــض الوقــت(((‪ ،‬وتجمــع جامعــة ديــوك ‪ Duke University‬يف ســبيل تحفيــز طالبهــا ومنتســبيها‬
‫بــن البعــد املنهجــي والالمنهجــي‪ ،‬فمــن صــور التحفيــز املنهجيــة مــا ورد يف متطلبــات تخــرج‬
‫الطــاب‪ ،‬وهــو القيــام بالتطــوع مــدة ‪ 20‬ســاعة تطوعيــة يف أحــد مجــاالت تخصــص الطالــب‬
‫أكادمي ًيــا‪ ،‬مــع رضورة توثيــق وتســجيل عــدد الســاعات التطوعيــة تلــك يف ســجالت وتقاريــر‬
‫التطــوع الخاصــة بالطالــب(((‪.‬‬

‫ومــن صــور التحفيــز غــر املنهجيــة؛ تنظيــم برنامــج تطوعــي ‪The compuse outreach‬‬
‫‪ opportunity‬يتشــارك فيــه أعضــاء هيئــة التدريــس ومديــرو الكليــات مــع الطــاب يف تلبيــة‬
‫احتياجــات املجتمــع امللحــة يف صــور خدمــات عامــة مثــل‪( :‬تقديــم وجبــات لكبــار الســن‪ ،‬تعليــم‬
‫ذوي االحتياجــات الخاصــة‪ ،‬تقديــم معونــة للفئــات املهمشــة)‪ ،‬حيــث يدعــم هــذا الربنامــج‬
‫عــددًا مــن الــوكاالت الفيدراليــة واملجتمعيــة بالواليــات املتحــدة األمريكيــة(((‪ ،‬وتقــوم عــدد‬
‫مــن الــوكاالت القوميــة بتحفيــز الجهــود التطوعيــة يف الجامعــات ومــن خاللهــا بصــور فرديــة‬
‫للمتطوعــن‪ ،‬وجامعيــة للمرشوعــات التطوعيــة‪ ،‬فنجــد أن الوكالــة االتحاديــة األمريكيــة للخدمــة‬
‫الوطنيــة واملجتمعيــة ((‪ )Corporation for National and Community Service (CNCS‬تقــوم‬
‫بتقديــم منــح ماليــة ملســاعدة الطــاب ‪ -‬بصــورة فرديــة ‪ -‬الســتكامل دراســتهم يف الجامعــات‬
‫يف صــورة جوائــز ت ُســمى «جائــزة التعليــم أمرييكــور ســيغال»‪Segal AmeriCorps Education‬‬
‫‪ ،Award‬وميكــن اســتخدام جائــزة التعليــم لدفــع تكاليــف التعليــم يف املؤسســات التعليميــة‬
‫بعــد املرحلــة الثانويــة عــر عــدد مــن املعايــر واإلجــراءات(((‪ ،‬كــا تدعــم الوكالــة برنامــج «تعلــم‬
‫واخــدم أمريــكا»‪ ،‬والــذي تشــارك فيــه أغلــب الجامعــات األمريكيــة (اختياريًــا) مببــادرات تطوعيــة‬
‫خدميــة للمجتمعــات املحليــة الحتــواء مشــكالتها‪ ،‬وتلبيــة احتياجاتهــا امللحــة عــر تضافــر جهــود‬
‫منتســبي تلــك املؤسســات التعليميــة(((‪.‬‬

‫وبذلــك يتضــح مــدى الرتابــط والتكامــل بــن مهــارات عمليــة توجيــه الجهــود التطوعيــة‬
‫(قيــادة‪ ،‬اتصــال‪ ،‬تحفيــز) يف الجامعــات األمريكيــة التــي تعمــل عــى قيــادة تلــك الجهــود‬
‫‪(1) Bob Edwards and Others (2001): Who is being Served- The Impact of Student Volunteering on Local‬‬
‫‪Community Organizations, Op Cit, p 458.‬‬
‫‪(2) Hanover Research Council (2008): Managing Service Learning/ Community Engagement, Op Cit, p 13.‬‬
‫‪(3) Nittaya T.ksakul (1989): Motivation and benefits of volunteering as perceived by university students, Op‬‬
‫‪Cit, p 30.‬‬
‫‪(4) Corporation for National and Community Service (2017): Segal AmeriCorps Education Award, Programs‬‬
‫‪C.N.C.S.‬‬
‫‪Available on https:// www.nationalservice.gov/ programs/ americorps/ alumni/ segal-americorps-‬‬
‫‪education-award on 24/ 3/ 2017‬‬
‫‪(5) Corporation for National and Community Service (2017): LEARN AND SERVE AMERICA, Programs‬‬
‫‪C.N.C.S.‬‬
‫‪Available on https:// www.nationalservice.gov/ pdf/ 07_0201_highered_lsa_examples.pdf on 24/ 3/ 2017‬‬

‫‪112‬‬
‫واملحافظــة عليهــا باســتخدام قنــوات اتصــال متطــورة؛ بهــدف تحقيــق تواصــل فعــال ومحقــق‬
‫لألهــداف‪ ،‬مــع توفــر جملــة حوافــز مالمئــة‪ ،‬ومنــح جوائــز للجهــود التطوعيــة املتميــزة بنــا ًء‬
‫عــى رشوط ومعايــر موضوعيــة‪ ،‬توضــح املامرســات الجيــدة الواجــب اتباعهــا‪ ،‬والتــي يتــم‬
‫اتخاذهــا يف ذات الوقــت كأدوات رقابيــة للعمــل التطوعــي يف الجامعــات األمريكيــة‪ ،‬توضــح‬
‫مــدى توافــق املخرجــات مــع مــا هــو مســتهدف‪.‬‬

‫(‪ )4‬رقابة العمل التطوعي يف الجامعات األمريكية‪:‬‬

‫تتمثــل رقابــة العمــل التطوعــي يف اإلجــراءات الالزمــة للتأكــد مــن أن األداء الفعــي‬
‫مــا لبيــان االختــاف بــن تلــك‬
‫قــا للمعايــر والخطــط املوضوعــة‪ ،‬مقد ً‬
‫لألفــراد وللجامعــات يتــم وف ً‬
‫املامرســات املعياريــة وبــن الخطــط التــي تــم وضعهــا‪ ،‬ومــن ثــم دراســتها وتحليلهــا؛ للتعــرف‬
‫عــى نقــاط الضعــف‪ ،‬وتحديــد مســبباتها واملســئول عنهــا‪ ،‬وتقديــم االقرتاحــات والتوصيــات‬
‫املناســبة لتصحيحهــا‪ ،‬ومنعهــا مــن الحــدوث مســتقبالً‪ ،‬وكــذا التعــرف عــى مواطــن القــوة‪،‬‬
‫والعمــل عــى تنميتهــا وتشــجيعها‪ ،‬فيجــب عــى مــدراء الربامــج التطوعيــة اتبــاع أســاليب‬
‫جع املتطوعــن عــى تقديــم أفضــل مــا لديهــم‪ ،‬وذلــك مــن خــال آليــات رقابيــة‬
‫مناســبة تش ـ ِّ‬
‫وتقومييــة بأســاليب تســتهدف ضــان جــودة مــا يقدمونــه مــن جهــود وخدمــات تطوعيــة(((‪.‬‬

‫لــذا تــأيت أهميــة وضــع معايــر رقابيــة للجهــود التطوعيــة‪ ،‬حيــث متثــل إطــا ًرا مرجعيًــا يتــم‬
‫عــى أساســه بنــاء املــؤرشات واألدوات الرقابيــة؛ لكونهــا تدعــم قيــم العدالــة واملحاســبية‪،‬‬
‫وتوفــر املوضوعيــة والشــفافية يف الحكــم عــى أداء املتطــوع أو النشــاط التطوعــي مبــا‬
‫يحقــق جــودة نوعيــة يف برامــج العمــل التطوعــي عــر التوظيــف األمثــل ملــوارده البرشيــة‬
‫واملاديــة‪ ،‬ألن املعيــار مقيــاس يســتخدم للوقــوف عــى النتائــج الفعليــة‪ ،‬ومــن ثــم فإنــه‬
‫يشــتق مــن األهــداف باعتبــار أنــه ميثــل املســتوى الــذى يجــب أن يكــون عليــه أداء النشــاط‬
‫للوصــول إىل هــذه األهــداف(((‪ ،‬لذلــك اهتمــت الجامعــات األمريكيــة والهيئــات الرشيكــة والتــي‬
‫تعمــل معهــا ومــن خاللهــا بوضــع مســتويات معياريــة ملتابعــة ورقابــة الجهــود التطوعيــة‪،‬‬
‫وأنشــطة وبرامــج العمــل التطوعــي فيهــا؛ بهــدف ضــان جــودة مخرجاتــه‪ ،‬ويف ذات الوقــت‬
‫تســتخدم كإحــدى آليــات التحفيــز الفعالــة يف صــورة جوائــز؛ نظــ ًرا لطبيعــة هــذا النــوع مــن‬
‫النشــاط اإلنســاين القائــم عــى العطــاء واملنــح دون مقابــل‪ ،‬إال أنــه يلزمــه وضــع نظــام رقــايب‬
‫مـ ْر ٍ‬
‫ض مــن األداء‪ ،‬وفــق مســتويات معياريــة متعــددة اشــتملت‬ ‫فعــال يضمــن تحقيــق مســتوى ُ‬
‫عــى الجهــود التطوعيــة الفرديــة‪ ،‬أو الربامــج الجمعيــة‪ ،‬أو املؤسســات الجامعيــة‪.‬‬
‫‪(1) Boyd, Barry L (2003): Competencies for Leaders of Volunteers during the Next Decade: A National‬‬
‫‪Delphi Study, Paper presented at Frontiers of Leadership: People, Places & Programs the Association of‬‬
‫‪Leadership Educators International Conference (Anchorage, AK, July 16-19), p 203.‬‬
‫(‪ )2‬احمد إسماعيل حجى (‪ :)1998‬اإلدارة التعليمية واإلدارة المدرسية‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص‪.163‬‬

‫‪113‬‬
‫إدارة العمل التطوعي باملؤسسات الرتبوية يف ضوء بعض الخربات العاملية‬

‫ومــن أبــرز اآلليــات التــي تتبعهــا الجامعــات األمريكيــة يف رقابــة وتقويــم الجهــود‬
‫التطوعيــة عــى املســتوى الفــردي؛ وضــع معايــر للقبــول تعتمــد عــى مــدى مــا قدمــه‬
‫الطالــب مــن أعــال تطوعيــة يف مجــال خدمــة املجتمــع يف املرحلــة الثانويــة‪ ،‬وذلــك لضــان‬
‫تكويــن مجتمــع طــايب قــادر عــى تقديــم الخدمــات للمجتمــع‪ ،‬ومســاعدة الجامعــة يف الوفاء‬
‫بالتزامهــا نحــو خدمــة املجتمــع‪ ،‬حيــث يتضمــن الربنامــج األكادميــي للطالــب الجامعــي ســاعات‬
‫محــددة تُحســب عــى أنهــا أعــاالً تطوعيــة للمجتمــع‪ ،‬كــا أنهــا تعمــل عــى زيــادة التفاعــل‬
‫والتعــاون بــن الجامعــة واملجتمــع املحــي‪ ،‬وزيــادة خــرة الطالــب العمليــة‪ ،‬وتنميــة مهاراتــه‬
‫االجتامعيــة(((‪ ،‬فهــي آليــة تقومييــة وتحفيزيــة يف ذات الوقــت تالئــم طبيعــة هــذا النشــاط‬
‫اإلنســاين‪ ،‬وتدفــع طــاب الجامعــات األمريكيــة بااللتــزام بنشــاط تطوعــي مؤثــر؛ ســواء داخــل أو‬
‫خــارج الحــرم الجامعــي‪.‬‬

‫رشا رقابيًا‬
‫فنجــد أن أغلــب الجامعــات األمريكيــة تتخــذ مــن معيــار عــدد الســاعات التطوعية مــؤ ً‬
‫للحكــم عــى مــدى التــزام طالبهــا بخدمــة مجتمعاتهــم‪ ،‬ومنهــا عــى ســبيل املثــال جامعــة‬
‫غــرب فلوریــدا ‪ ،University of west Florida‬حيــث يقــوم برنامــج تطــوع الطــاب فيهــا عــى‬
‫خدمــة منظــات املجتمــع املحــي والجامعــة‪ ،‬وذلــك بعــدد ‪ 9‬ســاعات يف األســبوع‪ ،‬أو مجموع‬
‫تحصلهــم عــى عــدد ‪ 3‬ســاعات معتمــدة أكادمييــة(((‪،‬‬
‫ُّ‬ ‫‪ 90‬ســاعة‪ ،‬كل فصــل درايس مقابــل‬
‫وعليــه نجــد أن أغلــب تلــك املؤسســات التعليميــة تقــوم بفتــح ســجالت لتوثيــق أنشــطة طالبهــا‬
‫ومنتســبيها التطوعيــة‪ ،‬كــا تقــوم برصــد عــدد ســاعات تطــوع هــؤالء الطــاب‪ ،‬كــا هــو الحــال‬
‫يف مكتــب الفــرص التطوعيــة بجامعــة إلينــوي ‪ ،University of Illinois‬والــذي يقــوم بتوثيــق‬
‫عــدد ســاعات منتســبيه يف الربامــج التطوعيــة‪ ،‬والتــي يعمــل بهــا املتطوعــون مــع الســكان‬
‫املحليــن واملنظــات الخرييــة للمســاعدة يف تلبيــة احتياجــات املجتمــع املحــي(((‪.‬‬

‫وتعـ ُّد تلــك الســاعات املوثقــة ذات داللــة مؤكــدة عــى التــزام املتطــوع الجامعــي بالنشــاط‬
‫ـا مــن عــدة معايــر أخــرى عنــد رغبتــه‬
‫التطوعــي الــذي انتســب إليــه‪ ،‬وتكــون معيــا ًرا رقابيًــا حاكـ ً‬
‫التقــدم لنيــل اعــراف أو تقديــر مجتمعــي إلســهاماته يف الحيــاة العامــة‪ ،‬ولعــل أبرزهــا «جائــزة‬
‫الرئيــس للخدمــة التطوعيــة» ‪ ،The President’s Volunteer Service Award‬والتــي تتضمــن‬
‫معايــر متعلقــة بأهليــة وجنســية املتطــوع‪ ،‬وتصديــق إحــدى املنظــات املعتمــدة لديهــا‬
‫عــى أنشــطة املتطــوع‪ ،‬ولعــل أبــرز تلــك املعايــر هــو قضــاء املتطــوع عــدد مــن الســاعات‬
‫‪(1) Cole, J B. & Nozaki, R, H, (1994): Colleges build bridges with community service, Education Digest, 60‬‬
‫‪(4), p 55.‬‬
‫‪(2) Nittaya T. ksakul (1989): Motivation and benefits of volunteering as perceived by university students, Op‬‬
‫‪Cit, p 30.‬‬
‫‪(3) University of Illinois (2017): Volunteer Hours and Fundraising Reporting, Office of Volunteer Programs,‬‬
‫‪Illini Union. Available onhttps://bit.ly/2NEj3Pn on 2/ 4/ 2017.‬‬

‫‪114‬‬
‫الخدميــة‪ ،‬يحــدد عــى أساســها درجــة اإلنجــاز‪ ،‬ومســتوى التقييــم لــكل مرحلــة عمريــة‪ ،‬وتتحــدد‬
‫املرحلــة العمريــة لطلبــة التعليــم الجامعــي وفــق مســتويات أربعــة‪( :‬ميداليــة برونزيــة‬
‫‪ 174:100‬ســاعة‪ ،‬ميداليــة فضيــة ‪ 249:175‬ســاعة‪ ،‬ميداليــة ذهبيــة ملــن تجــاوز ‪ 250‬ســاعة فأكــر‪،‬‬
‫وجائــزة اإلنجــاز الرئاســية مــدى الحيــاة ملــن تخطــى ‪ 4000‬ســاعة تطوعيــة)‪ ،‬والتــي ترعاهــا‬
‫الوكالــة االتحاديــة األمريكيــة للخدمــة الوطنيــة واملجتمعيــة ‪Corporation for National and‬‬
‫‪ )Community Service (CNCS‬بهــدف تقويــم وتحفيــز املتطوعــن للمشــاركة املدنيــة يف‬
‫املجتمعــات املحليــة مــن خــال خدمــة العامــة والتطــوع(((‪.‬‬

‫وكذلــك الحــال يف مكتــب الفــرص التطوعيــة بجامعــة ســالزبوري ‪ Salisbury University‬نجــد‬


‫أنــه يعمــل عــى توثيــق عــدد ســاعات منتســبيه املتطوعــن لــدى منظــات املجتمــع املحــي‬
‫التــي يف حاجــة لجهــود املتطوعــن‪ ،‬ومــن ثــم التنســيق مــع تلــك املنظــات والهيئــات‬
‫الدوليــة إللحــاق املتطوعــن مــن منتســبي الجامعــة بتلــك الفــرص‪ ،‬والتــي تتبنــى معايــر‬
‫ـا وشــمولية((((‪.)2‬‬
‫مســتقلة ومتســقة بحســب كل برنامــج عــى حــدة بصــورة جامعيــة أكــر تنظيـ ً‬

‫فمـــن تلـــك املؤسســـات الرشيكـــة «الرابطـــة الدوليـــة لربامـــج التطـــوع» ‪International‬‬


‫‪ Volunteer Programs Association‬والت ــي تح ــدد ع ــددًا م ــن املعاي ــر الرقابي ــة لض ــان ج ــودة‬
‫مخرج ــات برامجه ــا التطوعي ــة‪ ،‬وتتح ــدد تل ــك املعاي ــر الرقابي ــة وف ــق مح ــاور ميك ــن تناوله ــا‬
‫فيــا يــي(((‪:‬‬

‫•قبل الربنامج ‪:PRE-PROGRAM‬‬ ‫ ‬

‫‪1.1‬وضع مقرتح واضح لكل اإلجراءات والسياسات التي تحكم الربنامج‪.‬‬

‫‪2.2‬اســتخدام تطبيــق مفتــوح لجميــع املتطوعــن املحتملــن؛ يوضح محــددات قبــول املتطوع‬
‫بالربنامــج‪ ،‬وحقوقــه وواجباتــه يف ضــوء السياســات املوضوعة‪.‬‬

‫‪3.3‬تشــجيع التنــوع يف خصائــص املتطوعــن مــن حيــث‪ :‬العمــر‪ ،‬والقــدرات‪ ،‬والجنــس‪ ،‬بحيــث‬
‫يكونــوا ذات خلفيــات متنوعــة‪.‬‬

‫‪4.4‬وضع نظام لالتصال والتواصل بني املتطوعني املحتملني‪.‬‬

‫‪(1) Corporation for National and Community Service (2017): The President’s Volunteer Service Award, the‬‬
‫‪Award.‬‬
‫‪Available onhttps://bit.ly/2NKafaN on 3/ 4/ 2017.‬‬
‫‪(2) Salisbury University (2017): report volunteer service hours, International Volunteer Opportunities,‬‬
‫‪Enterprise Volunteer Center, and Career Services Students.‬‬
‫‪.Available onhttps://bit.ly/2POEcsE on 2/ 4/ 2017‬‬
‫‪(3) International Volunteer Programs Association (2017): Standards volunteer program, Standards List.‬‬
‫‪Available on https://bit.ly/33irl64 on 4/ 4/ 2017.‬‬

‫‪115‬‬
‫إدارة العمل التطوعي باملؤسسات الرتبوية يف ضوء بعض الخربات العاملية‬

‫‪5.5‬اقرتاح وسائل متنوعة للدعم والتمويل من مصادر عدة مستدامة‪.‬‬

‫‪6.6‬وضــع دليــل شــامل عــن الربنامــج التطوعــي للمتطوعــن‪ ،‬موضــح الفئــات واملجتمعــات‬
‫املســتهدفة وكافــة الرتتيبــات اللوجســتية والطبيــة واملهنيــة الالزمــة‪.‬‬

‫‪7.7‬وضــع الئحــة نظــام داخــي خــاص بالربنامــج‪ ،‬توضــح اإلجــراءات املرتتبــة عــى مخالفــة‬
‫النظــام العــام للربنامــج مبــا يعيــق تحقيــق أهدافــه‪.‬‬

‫•الربنامج‪PROGRAM:‬‬ ‫ ‬

‫‪1.1‬التشــبيك مــع هيئــة أو منظمــة محليــة للفئــات واملجتمعــات املســتهدفة؛ لتيســر‬


‫أنشــطة الربنامــج التطوعــي‪ ،‬ولتوثيــق الصــات والعالقــات االجتامعيــة يف املجتمــع‪.‬‬

‫‪2.2‬متكــن املنظمــة املحليــة للفئــات واملجتمعــات املســتهدفة مــن اإلســهام يف تصميــم‬


‫وتنفيــذ أنشــطة الربنامــج التطوعــي؛ مبــا يســمح للمتطوعــن بالتعامــل مبــارشة مــع‬
‫القضايــا االجتامعيــة واإلمنائيــة الخاصــة باملجتمــع‪.‬‬

‫‪3.3‬تأهيــل املتطوعــن عــى مهــارات التواصــل ‪-‬الشــفهي‪ -‬مــع الفئــات واملجتمعــات‬


‫املســتهدفة بطالقــة؛ مبــا يعــزز خــرات املتطوعــن‪.‬‬

‫‪4.4‬مطابقــة مقــررات عمــل الربنامــج التطوعــي لالشــراطات واملعايــر الصحيــة ومحــددات‬


‫األمــن والســامة‪.‬‬

‫‪5.5‬وضــع آليــات تســمح للمتطوعــن باملشــاركة يف توجيــه التجربــة التطوعيــة والربنامــج‬


‫التطوعــي مجمــاً‪ ،‬مثــل عقــد جلســات للمناقشــة العامــة واالجتامعــات املنتظمــة‪.‬‬

‫‪6.6‬وضــع برنامــج زمنــي مــرن يســمح ويشــجع املتطوعــن عــى توســيع نطــاق تجربتهــم مــن‬
‫الثقافــة املضيفــة عــن طريــق الزيــارات امليدانيــة والخــرات خــارج االلتزامــات األساســية‬
‫املنصــوص عليهــا يف الربنامــج‪.‬‬

‫‪7.7‬االلتــزام بضــان جــودة األداء يف خدمــة العمــاء مــن خــال إعطــاء ردود رسيعــة عــى‬
‫االستفســارات والشــكاوى‪.‬‬

‫•عقب الربنامج ‪:POST-PROGRAM‬‬ ‫ ‬

‫‪1.1‬إجراء دراســة اســتقصائية‪ ،‬وتقييم املتطوعني عن مجمل تجاربهم يف النشــاط التطوعي‪.‬‬

‫‪2.2‬اقــراح آليــات لتبــادل الخــرات بــن املتطوعــن‪ ،‬وســبل مواصلــة تقديــم خدماتهــم‬
‫التطوعيــة مســتقبالً‪.‬‬

‫‪3.3‬تصميــم تطبيــق للتواصــل واالتصــال مــع املتطوعــن‪ ،‬بهــدف إمكانيــة تعبئتهــم يف‬
‫أنشــطة تطوعيــة أخــرى‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫‪4.4‬تقويــم أثــر الربنامــج التطوعــي‪ ،‬وإعــداد تقريــر مفصــل عــن نتائجــه لعرضــه عــى رشكاء‬
‫العمــل والداعمــن واملهتمــن‪.‬‬

‫وتتوافــر عــدة معايــر تنظيميــة أخــرى عامــة متعلقــة بالجوانــب اللوجســتية واملاليــة‬
‫التشــغيلية للربنامــج التطوعــي‪ ،‬بحيــث تتكامــل تلــك املعايــر لتوضــح املســار املناســب لوضــع‬
‫وتنفيــذ أي برامــج تطوعيــة‪ ،‬وتســاعد عــى االختيــار األمثــل للمتطوعــن مبــا يضمــن جــودة‬
‫الخدمــات التطوعيــة املقدمــة للفئــات واملجتمعــات املســتهدفة‪.‬‬

‫ويقــوم كل برنامــج تطوعــي مبؤسســات التعليــم الجامعــي الجامعيــة بانتقــاء معايــره‬


‫الرقابيــة التــي تتــاءم وطبيعــة الربنامــج أو النشــاط التطوعــي القائــم عليــه‪ ،‬فنجــد عــى ســبيل‬
‫املثــال أن برنامــج التطــوع بكليــة الطــب يف جامعــة ميشــيغان ‪ ‎University of Michigan‬قــد‬
‫حــدد معايــر متســقة مــع محــددات الربنامــج املوضوعيــة واملكانيــة يف ضــوء رؤيتــه ورســالته‪،‬‬
‫ومبــا يتفــق مــع السياســات العامــة للجامعــة‪ ،‬متثلــت تلــك املعايــر يف عــدد مــن املجــاالت‪:‬‬
‫(مــؤرشات أخالقيــات الرعايــة الصحيــة‪ ،‬مــؤرشات مدونــة الســلوك الوظيفــي‪ ،‬وواجبــات وحقــوق‬
‫املتطــوع‪ ،‬مــؤرشات بقواعــد الــزي الرســمي للمتطوعــن داخــل املركــز الطبــي)(((‪ ،‬فيتضــح مــا‬
‫ســبق أنهــا ضوابــط منهجيــة رقابيــة للجهــود التطوعيــة الجامعيــة املتمثلــة يف الربامــج التــي‬
‫ينتســب لهــا طــاب الجامعــة والعاملــن‪ ،‬ســواء داخــل الجامعــة أو خارجهــا بالتنســيق املشــرك‬
‫مــع اإلدارة الجامعيــة األمريكيــة‪.‬‬

‫وبالنظــر للمســتوى الجامعــي؛ نجــد أن الجامعــات األمريكيــة تتبنــى املعايــر القوميــة‬


‫كموجهــات رقابيــة يف أنشــتطها التطوعيــة يف إطــار تنافســها عــى «جائــزة الرئيــس‬
‫الرشفيــة ملؤسســات التعليــم العــايل املتميزة يف الخدمــة املجتمعيــة» ‪President’s Higher‬‬
‫‪ ،Education Community Service Honor Roll Award‬والتــي تســتهدف تشــجيع الجامعــات‬
‫والكليــات عــى تعميــق وتنميــة تجاربهــم الخدميــة عــر منتســبيها ملجتمعاتهــا املحليــة‪،‬‬
‫ويقــوم عــى رعايتهــا عــدة جهــات مثــل‪ :‬وزارة التعليــم‪ ،‬ومكتــب البيــت األبيــض‪ ،‬واالتحــاد‬
‫القومــي للجامعــات العاملــة يف مجــال خدمــة املجتمــع‪ ،‬والوكالــة االتحاديــة األمريكيــة‬
‫للخدمــة الوطنيــة واملجتمعيــة‪.‬‬

‫جــا‬
‫حيــث تتنافــس الجامعــات للحصــول عــى تلــك الجائــزة الرشفيــة‪ ،‬والتــي تُعــد تتوي ً‬
‫لجهودهــا وأنشــطتها التطوعيــة والخدميــة ملجتمعهــا‪ ،‬وتتــم عــر منتســبيها مــن املتطوعني‪:‬‬
‫(طــاب‪ ،‬هيئــة تدريــس‪ ،‬عاملــن‪ ،‬رشكاء مــن املجتمــع املحــي)‪ ،‬وذلــك وفــق مجــاالت متعــددة‬
‫للتنافــس يف ضــوء معايــر رقابيــة حاكمــة‪ ،‬وتتحــدد تلــك املجــاالت يف أربــع فئــات وهــي‪( :‬فئــة‬

‫‪(1) ‎University of Michigan (2017): Volunteer Placement Supervisor’s, Op Cit, p 20.‬‬

‫‪117‬‬
‫إدارة العمل التطوعي باملؤسسات الرتبوية يف ضوء بعض الخربات العاملية‬

‫عامــة‪ ،‬فئــة الفــرص االقتصاديــة‪ ،‬فئــة التعليــم‪ ،‬فئــة خدمــة مجتمــع األديــان)‪ ،‬بحيــث تتقــدم‬
‫كل جامعــة بثالثــة مشــاريع أو برامــج تطوعيــة منوذجيــة ملجــال معــن مــا ســبق عرضهــا مــن‬
‫فئــات‪ ،‬ويتــم تقييمهــا وفــق املعايــر اآلتيــة(((‪:‬‬

‫‪1.1‬نطاق املرشوع وحدوده املكانية‪.‬‬

‫‪2.2‬فعالية مشاريع الربامج التطوعية‪ ،‬وتأثريها عىل املجتمع لكل مرشوع عىل حدة‪.‬‬

‫‪3.3‬مشاركة املجتمع املدين يف تلك املشاريع والربامج التطوعية‪.‬‬

‫‪4.4‬تقييم عدد الطالب واألفراد الذين شاركوا نسبة للمسجلني به‪.‬‬

‫‪5.5‬مجموع عدد ساعات العمل للمرشوع أو الربنامج التطوعي‪.‬‬

‫حيــث تعــر تلــك املعايــر عــن أفضــل املامرســات التــي ميكــن للمؤسســات الجامعيــة‬
‫األمريكيــة أن تنتهجهــا لضــان جــودة جهودهــا التطوعيــة‪ ،‬وت ُســتخدم كآليــة رقابيــة وإطــار‬
‫مرجعــي‪ ،‬يتــم عــى أساســه بنــاء املــؤرشات واألدوات الرقابيــة يف الحكــم عىل أداء أنشــطتها‬
‫التطوعيــة‪ ،‬مبــا يحقــق جــودة نوعيــة يف برامــج العمــل التطوعــي لديهــا‪ ،‬وتتقــدم الجامعــات‬
‫األمريكيــة الراغبــة يف االنضــام لقامئــة الــرف تلــك بصــورة ســنوية بعــد اســتيفائها تلــك‬
‫املعايــر‪ ،‬مــع تقدميهــا األدلــة والشــواهد التــي تدعــم مطلبهــا‪ ،‬عــى أن تكــون تلــك األدلــة‬
‫قابلــة للقيــاس‪ ،‬ومســتدامة التأثــر يف مجتمعاتهــا‪ ،‬وقــد اشــتملت قامئــة الــرف لتلــك‬
‫الجائــزة لعــام ‪2015‬م عــى أربــع جامعــات أمريكيــة بحســب كل فئــة وهــي‪ :‬جامعــة أدلــر ‪Adler‬‬
‫‪( University‬فئــة عامــة)‪ ،‬جامعــة أيــوا الشــالية ‪( University of Northern Iowa‬فئــة الفــرص‬
‫االقتصاديــة)‪ ،‬كليــة ســرينغفيلد ‪( Springfield College‬فئــة تعليــم)‪ ،‬جامعــة جــورج تــاون‬
‫‪( Georgetown University‬فئــة خدمــة مجتمــع األديــان)(((‪.‬‬

‫وبذلــك تتضــح عنايــة الجامعــات األمريكيــة والهيئــات الرشيكــة التــي تعمــل معهــا ومــن‬
‫خاللهــا مبتابعــة ورقابــة الجهــود التطوعيــة؛ بهــدف ضــان جــودة مخرجاتهــا‪ ،‬بنــا ًء عــى‬
‫مســتويات معياريــة ملقارنــة األداء الفعــي للعمــل التطوعــي بــاألداء املعيــاري‪ ،‬وفــق‬
‫مســتويات متعــددة‪ ،‬لتشــتمل عــى جهــود األفــراد وإنجــازات الربامــج الجامعيــة بصــورة تكاملية‪.‬‬

‫‪(1) Corporation for National and Community Service (2017): President’s Higher Education Community‬‬
‫‪Service Honor Roll, the Award.‬‬
‫‪Available on https://bit.ly/36zKHWl on 3/ 4/ 2017.‬‬
‫‪(2) Corporation for National and Community Service (2017): Presidential Winners, President’s Higher‬‬
‫‪Education Community Service Honor Roll, the Award.‬‬
‫‪Available on https://bit.ly/2WJLfnT on 3/ 4/ 2017.‬‬

‫‪118‬‬
‫املحور الثاين‪ :‬إدارة العمل التطوعي يفجامعات اململكة املتحدة الربيطانية‪:‬‬

‫يشــغل العمــل التطوعــي يف اململكــة املتحــدة الربيطانيــة مســاحات واســعة مــن مجــاالت‬
‫الخدمــات والرعايــة االجتامعيــة والعلميــة والصحيــة والبيئيــة واالقتصاديــة التــي ال تســتطيع‬
‫الدولــة تقدميهــا بدرجــات كافيــة‪ ،‬رغــم مــا توفــره الدولــة مــن خدمــات مبســتوى عــال يف تلــك‬
‫القطاعــات للمواطنــن كافــة عــر مؤسســاتها الخدميــة الوطنيــة‪ ،‬ويرجــع ذلــك إىل أن العمــل‬
‫مــا بديه ًيــا للفــرد تجــاه مجتمعــه‪ ،‬فالتطــوع مــن‬
‫يثــل التزا ً‬
‫التطوعــي لــدى املواطــن هنــاك ُ‬
‫مــا‪ ،‬لذلــك تخطــت الجهــود‬
‫هــا عا ً‬
‫القيــم األصيلــة للمجتمــع الربيطــاين‪ ،‬بحيــث ميكــن اعتبــاره توج ً‬
‫التطوعيــة حــدود اململكــة املتحــدة الربيطانيــة الجغرافيــة إىل بــاد وأقطــار أُخــرى يف حاجــة‬
‫لخــرات وقــدرات املتطوعــن املتنوعــة‪.‬‬

‫فالعمــل التطوعــي يقــوم عــى املســتوى الفــردي يف بريطانيــا عــى أســاس االختيــار‬
‫الحــر مــن جانــب الشــخص‪ ،‬فهــو الــذي يقــوم مختــا ًرا بعمــل مــا منفــردًا‪ ،‬أو بإســهام يف جهــود‬
‫جامعيــة؛ بهــدف التضامــن االجتامعــي‪ ،‬وهــو مــا يؤكــد عــى املســاعدة الجامعيــة والتبادليــة(((‪،‬‬
‫دعــا متكامــاً لتلــك الجهــود‪ ،‬ســواء ماديــاً أو‬
‫ً‬ ‫وعــى املســتوى الرســمي؛ نجــد أن هنــاك‬
‫معنوي ـاً‪ ،‬حيــث تهــب الحكومــة الربيطانيــة الجامعــات والتنظيــات التطوعيــة مســاعدات ماليــة‬
‫ضخمــة إلســهامها يف تنظيــم هــذا القطــاع‪ ،‬والحفــاظ عــى تجــدده وحيويتــه‪ ،‬وتنظــر لهــذا‬
‫الدعــم كاســتثامر تبلــغ عوائــده أضعــاف مــا أُن ِ‬
‫فــق‪ ،‬ومــن حيــث الدعــم املعنــوي؛ ت ُقــدم عــدة‬
‫حوافــز لألفــراد واملؤسســات التطوعيــة تقدي ـ ًرا ملــا يبذلونــه مــن جهــد وعطــاء للبــاد‪ ،‬ولعــل‬
‫أبــرز مظاهــر الدعــم املعنــوي؛ إعــان بريطانيــا أن عــام ‪2005‬م هــو «عــام التطــوع»؛ وذلــك‬
‫بهــدف إعــاء صــورة املتطوعــن ملــا يقدمونــه عــى مســتوى البــاد‪ ،‬كشــكر للمتطوعــن يف‬
‫كل مــكان مقابــل وقتهــم والتزامهــم(((‪.‬‬

‫وبالنظــر إىل تجربــة العمــل التطوعــي يف الجامعــات الربيطانيــة؛ نجــد أنهــا تجربــة فريــدة‬
‫يحتــذى بهــا‪ ،‬نظ ـ ًرا للنجــاح الباهــر الــذي حققــه طــاب تلــك الجامعــات يف هــذا القطــاع‪ ،‬ســواء‬
‫مــن الناحيــة الكميــة أو الكيفيــة‪ ،‬فمعــدل التطــوع الطــايب يف اململكــة املتحدة بلغ ما نســبته‬
‫‪ %63‬مــن جملــة الطــاب الجامعيــن‪ ،‬حيــث تدخــل يف تلــك النســبة فئــة «التطــوع املوســمي»‪،‬‬
‫إ ْ‬
‫ذ بلغــت نســبة التطــوع املوســمي مــن جملــة مــا ســبق ‪ ،77%‬هــذا مــن ناحيــة الكــم‪ ،‬أمــا مــن‬
‫ناحيــة الكيــف؛ فنلحــظ تنــوع وتعــدد املجــاالت التــي يشــارك الشــباب الجامعــي باململكــة‬

‫‪(1) Severn, A. and Potter, T. (2004): Volunteering Development in Birmingham, Birmingham Volunteer‬‬
‫‪Action, ISBN 1 898902 27 5, BVSC, p 4.‬‬
‫(‪ )2‬هنــاء حســني النابلســي (‪ :)2009‬دور الشــباب الجامعــي فــي العمــل التطوعــي والمشــاركة السياســية‪ ،‬دار مجــدالوى‬
‫للنشــر والتوزيــع‪ ،‬عمــان‪ ،‬ص‪.113‬‬

‫‪119‬‬
‫إدارة العمل التطوعي باملؤسسات الرتبوية يف ضوء بعض الخربات العاملية‬

‫املتحــدة فيهــا‪ ،‬وهــي عــى الرتتيــب اآليت‪ :‬األنشــطة الثقافیــة والریاضیــة‪ ،‬ونــوادي الجامعــة‬
‫أو التنظیــات‪ ،‬وتعلیــم وتدریــب الشــباب‪ ،‬والخدمــات الصحیــة‪ ،‬واملنظــات الدینیــة‪ ،‬واألنشــطة‬
‫االجتامعیــة‪ ،‬ورعایــة الحیــوان‪ ،‬وأخی ـ ًرا الجیــرة(((‪ ،‬ويرجــع ذلــك النجــاح للدعــم اللوجيســتي الــذي‬
‫تقدمــه املؤسســات القوميــة بالتشــارك مــع الجامعــات والتنظيــات الطالبيــة بصــورة تكامليــة‬
‫يف املجــال التطوعــي‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬العمل التطوعي يف اململكة املتحدة الربيطانية‪:‬‬


‫للحديــث عــن تجربــة العمــل التطوعــي باململكــة املتحــدة الربيطانيــة املتفــردة وســياقها‬
‫املجتمعــي الــذي ســاهم يف متيزهــا؛ البــد مــن اســتعراض أطــر هــذا املجتمــع وحــدوده‬
‫املكانيــة‪ ،‬حيــث يخلــط كثــرون بــن أقاليــم تلــك اململكــة العريقــة ومســمياتها‪ ،‬فنجــد أن‬
‫االســم الرســمي للدولــة هــو اململكــة املتحــدة لربيطانيــا العظمــى‪ ،‬التــي نشــأت نتيجــة اتحــاد‬
‫بريطانيــا واســكتلندا وشــال أيرلنــدا‪ ،‬وتتكــون اململكــة املتحــدة مــن أربــع مناطــق تابعــة للتــاج‬
‫الربيطــاين هــي‪( :‬انجلــرا وعاصمتهــا لنــدن‪ ،‬وتقــع يف الجنــوب‪ ،‬وتشــكل املســاحة األكــر‬
‫واملركــز امللــي للمملكــة املتحــدة‪ ،‬اســكتلندا وعاصمتهــا أدنــرا‪ ،‬وتقــع يف الشــال‪ ،‬ويلــز‬
‫وعاصمتهــا كارديــف وتقــع يف الغــرب‪ ،‬أيرلنــدا الشــالية وعاصمتهــا بلفاســت وتقــع يف‬
‫الــرق)‪ ،‬وتعتــر هــذه املناطــق أقاليــم مســتقلة‪ ،‬لكــن اســتقاللها داخــي وليــس خارجيًــا‪ ،‬أي‬
‫أنهــا تتمتــع بحكــم مركــزي داخــي يســيطر عــى اإلقليــم‪ ،‬وال تتمتــع بحريــة التواصــل بشــكل‬
‫منفصــل مــع أي جهــة حكوميــة رســمية مــن خــارج اململكــة املتحــدة مــن دون الرجــوع لحكومــة‬
‫التــاج امللــي التــي تع ـ ُّد الحكومــة املركزيــة فيهــا(((‪.‬‬

‫وتعــود جــذور العمــل التطوعــي يف اململكــة املتحــدة الربيطانيــة إىل وصايــة الكنيســة‬
‫يف القــرون الوســطى‪ ،‬بحيــث اقتــرت عــى الهبــات والعطايــا لإلنفــاق عــى االجتامعــات‬
‫الكنســية‪ ،‬والــرف عــى األبنيــة الدينيــة‪ ،‬والهبــات املقدمــة ملســاعدة املحتاجــن مــن‬
‫الفقــراء واملــرىض‪ ،‬وقــد تســببت اإلطاحــة بالســيادة البابويــة يف القــرن الســادس عــر مــع‬
‫تنامــي وازدهــار الطبقــة الوســطى؛ يف ضعــف التأثــر الدينــي عــى العمــل التطوعــي‪ ،‬حيــث‬
‫أخــذ يتجــه نحــو الرتكيــز عــى االحتياجــات الدنيويــة للنــاس‪ ،‬مثــل رعايــة املــدارس‪ ،‬ومالجــئ‬
‫الفقــراء‪ ،‬والــرف عــى التأهيــل املهنــي(((‪ ،‬لــذا ظهــرت الحاجــة مــع بدايــات القــرن التاســع إىل‬
‫تبنــي مؤسســات املجتمــع املــدين تنظيــم هــذا القطــاع‪ ،‬حيــث تبــع ذلــك إصالحــات ترشيعيــة‬

‫‪(1) Karen A. Smith and others (2010): Motivations and Benefits of Student Volunteering - Comparing‬‬
‫‪Regular, Op Cit,p 73.‬‬
‫‪(2) Office for National Statistics (2017): Population and migration, People, population and community‬‬
‫‪Available on https://bit.ly/2C9WqNo on 12/ 1/ 2017‬‬
‫(‪ )3‬بدر ناصر المطيري (‪ :)1994‬التجربة البريطانية في العمل الخيري‪ ،‬األمانة العامة لألوقاف‪ ،‬الكويت‪ ،‬ص‪.8‬‬

‫‪120‬‬
‫ومجتمعيــة‪ ،‬وظلــت تلــك الجهــود تتنامــى بصــورة تدريجيــة عــى مــدار عقــود مــن الزمــن‪،‬‬
‫حاولــت فيــه الحكومــات إضفــاء الصبغــة الرســمية للجهــود التطوعيــة؛ يف محاولــة ملشــاركة‬
‫هــذا القطــاع مســئولية ومهــام توفــر كثــر مــن الخدمــات التــي تعجــز الحكومــات الربيطانيــة‬
‫عــن تقدميهــا؛ نظ ـ ًرا ملــا كانــت متــر بــه البــاد مــن أزمــات أو حــروب‪.‬‬

‫حيــث أُخــذت الحــرب العامليــة الثانيــة ومــا بعدهــا كنقطــة انطــاق للتفكــر لتطويــر دور‬
‫الدولــة يف إدارة العمــل التطوعــي باململكــة املتحــدة‪ ،‬وإتاحــة املجــال لهــذا القطــاع يف‬
‫تقديــم الخدمــات العامــة‪ ،‬بــل واملشــاركة يف صنــع قــرارات املجتمعــات املحليــة‪ ،‬باعتبــار أن‬
‫العمــل التطوعــي عنــر مهــم مــن عنــارص الدميقراطيــة الســليمة؛ مــا كان لــه األثــر اإليجــايب‬
‫يف تنامــي عــدد املتطوعــن يف بريطانيــا‪ ،‬حيــث بلغــت يف الفــرة مــا بــن األعــوام ‪-1999‬‬
‫‪ 2003‬عــدد ‪ 23‬مليــون متطــوع‪ ،‬نظ ـ ًرا ملــا قدمتــه املؤسســات القوميــة مــن دعــم لوجيســتي‬
‫ومــايل للتنظيــات التطوعيــة(((‪.‬‬

‫وبالنظــر إىل الهيئــات والتنظيــات التــي تتــوىل إدارة العمــل التطوعــي يف بريطانيــا؛ نجــد‬
‫أنهــا عديــدة ومتشــعبة بحســب مجــال عملهــا أو نطاقهــا الجغــرايف‪ ،‬لــذا أنشــئ يف أبريــل‬
‫‪ 2007‬هيئــة عامــة مســتقلة مســؤولة عــن مراقبــة ووضــع منهجيــة لتقييــم العمــل التطوعــي‪،‬‬
‫عــاوة عــى تيســر التعــاون وتبــادل املعلومــات بــن املنظــات التــي تقــوم عــى تشــجيع‬
‫وإدارة العمــل التطوعــي‪ ،‬ومــن أبــرز تلــك الهيئــات يف اململكــة املتحــدة الربيطانيــة مــا ييل(((‪:‬‬

‫•املجلــس الوطنــي للمنظــات التطوعيــة ‪National Council for Voluntary‬‬ ‫ ‬


‫‪ :)Organizations (NCVO‬تــم إنشــاؤه يف عــام ‪1919‬م باســم (املجلــس الوطنــي‬
‫للخدمــات االجتامعيــة)‪ ،‬وتطــور دوره حيــث يقــوم اآلن بعمليــة التشــبيك بــن املنظــات‬
‫والفــرق التطوعيــة عــى مســتوى البــاد لجميــع املؤسســات ومنهــا الجامعــات‪ ،‬ودعمهــا‬
‫باملــوارد والخــرات الالزمــة‪ ،‬حيــث بلــغ عــدد املنضم ِّــن إليــه مــا يزيــد عــن ‪ 12‬ألــف منظمــة‬
‫وفريــق تطوعــي‪ ،‬ويعمــل مــن خاللــه مــا يقــرب ‪ 324‬مركــزا ً تطوعيـاً الســتقبال املتطوعــن‬
‫مــن كل األنحــاء‪.‬‬

‫•معهــد البحــوث التطوعيــة ‪ :Institute of Volunteering Research‬هــو وكالــة أبحــاث‬ ‫ ‬


‫عــى مســتوى العــامل لبحــوث التطــوع‪ ،‬وجــزء مــن ‪ ،NCVO‬حيــث يقــوم بالبحــوث العمليــة‬
‫لتحســن السياســات واملامرســات التطوعيــة‪ ،‬ويســتخدم أدوات البحــوث املبتكــرة‪ ،‬ويعمل‬

‫‪(1) Office for National Statistics (2004): A review of the Home Office Older Volunteers Initiative, UK: Home‬‬
‫‪Office, London, Research Study (248), p 19.‬‬
‫‪(2) Institute of Volunteering Research (2011): The Volunteering England archive: a modern history of‬‬
‫‪volunteering in England, Study on Volunteering in the European Union Country Report United Kingdom,‬‬
‫‪PP 12-17.‬‬
‫‪Available on https://bit.ly/2WNqCar on 18/ 1/ 2017‬‬

‫‪121‬‬
‫إدارة العمل التطوعي باملؤسسات الرتبوية يف ضوء بعض الخربات العاملية‬

‫مــع مجموعــة واســعة مــن املنظــات مبــا فيهــا األمــم املتحــدة‪ ،‬واملفوضيــة األوروبيــة‪،‬‬
‫وجامعــة نورمثربيــا‪ ،‬وعضويــة أكــر مــن ‪ 11‬ألــف مــن صنــاع السياســات الرئيســية التطوعيــة‪،‬‬
‫لــذا فهــو يقــدم مجموعــة كبــرة مــن الخدمــات‪( :‬تقييــم الربامــج التطوعيــة‪ ،‬اســتطالعات‬
‫الــرأي‪ ،‬البحــوث العمليــة والبحــوث التشــاركية‪ ،‬مشــورة الخــراء‪ ،‬والتوجيــه بشــأن البحــث‬
‫وتقييــم العمــل التطوعــي)‪.‬‬

‫•مؤسســة فينــس برييــد (‪ :VINSPIREDl )V‬أنشــئت يف عــام ‪2006‬م‪ ،‬تســاعد الشــباب‬ ‫ ‬


‫(ســن ‪ )25-16‬يف جميــع أنحــاء اململكــة املتحــدة يف الحصــول عــى فرصــة عمــل تطوعــي‬
‫مناســبة لهــم‪ ،‬واملســاعدة يف إعدادهــم لذلــك؛ مــا ينعكــس عــى مهارتهــم الحياتيــة‬
‫بصــورة إيجابيــة‪ :‬مثــل العمــل الجامعــي‪ ،‬وحــل املشــكالت‪ ،‬حيــث قامــت حتــى اآلن بتوفــر‬
‫مليــون فرصــة تطوعيــة انخــرط فيهــا مــا يزيــد عــن ‪ 32‬ألــف شــاب وشــابة‪ ،‬بإجــايل عــدد‬
‫ســاعات تطوعيــة ‪ 461‬ألــف ســاعة‪ ،‬قُـدِّرت تلــك املســاهمة بــــ ‪ 2.3‬مليــون يــورو‪.‬‬

‫•االســتثامر يف املتطوعــن (‪ :Investing in Volunteers )IiV‬تأسســت يف عــام ‪2013‬م‪،‬‬ ‫ ‬


‫وهــي تتألــف وتــدار مــن قبــل الرؤســاء التنفيذيــن للــوكاالت التطوعيــة الوطنيــة باململكــة‬
‫املتحــدة‪ ،‬حيــث تقــوم باعتــاد املنظــات التطوعيــة بالبــاد بنــاء عــى تســعة معايــر‬
‫لضــان جــودة عمليــات إدارة الجهــود التطوعيــة بهــا‪ ،‬حيــث قامــت باعتــاد أكــر مــن ‪800‬‬
‫منظمــة تطوعيــة وفــق معايــر صممــت لتغطيــة جميــع جوانــب إدارة املتطوعــن‪.‬‬

‫ونجــد أن تلــك الجهــود التنظيميــة واإلداريــة للعمــل التطوعــي باململكــة املتحــدة‬


‫الربيطانيــة أمثــرت عــن مشــاركة عــدد ‪ 23‬مليونــاً مــن املتطوعــن‪ ،‬شــارك منهــم ‪ 11.1‬مليونــاً‬
‫يف تطــوع رســمي داخــل تنظيــم‪ ،‬عــى خــاف الجهــود التطوعيــة الفرديــة ‪ -‬وذلــك عــى األقــل‬
‫مــرة كل شــهر؛ كــا يوجــد يف بريطانيــا مــا يزيــد عــن ‪ 350‬ألــف منظمــة تطوعيــة تقــوم بــإدارة‬
‫العمــل التطوعــي‪ ،‬حيــث يســهم املتطوعــون مبــا يســاوي ‪ 90‬مليــون ســاعة عمــل أســبوعيًا‪،‬‬
‫وتقــدر القيمــة االقتصاديــة لتلــك الجهــود التطوعيــة مببلــغ قــدره ‪ 40‬مليــار جنيــه إســرليني‬
‫ســنويًا تصــب يف عصــب االقتصــاد الربيطــاين‪ ،‬مبــا يعــود بالنفــع عــى املواطــن واملجتمــع‪.‬‬
‫ولعــل أكــر مــا مييــز تلــك التنظيــات يف بريطانيــا بأنهــا مســتقلة عــن الجهــاز الحكومــي‪ ،‬ومثــة‬
‫فاصــل بينهــا وبــن مــا هــو حكومــي؛ فاملــردود اإليجــايب يف كونهــا هيئــة مســتقلة أنهــا ال‬
‫تخضــع لتوجهــات الحــزب الســيايس الحاكــم أو أجنداتــه‪ ،‬فــدور تلــك الهيئــات الرئيــس هــو تطويــر‬
‫ودعــم وإدارة العمــل التطوعــي يف البــاد مبــا يحقــق النفــع العــام للمجتمــع‪.‬‬

‫ومــن أبــرز املنافــع العامــة للعمــل التطوعــي يف املجتمــع الربيطــاين هــو قدرتــه الفائقــة‬
‫يف صهــر كل الثقافــات املتعــددة يف هــذا املجتمــع مبــا يحقــق الســلم االجتامعــي‪ ،‬ففــي‬

‫‪122‬‬
‫ظــل التعدديــة العرقيــة التــي يتســم بهــا املجتمــع الربيطــاين نظـ ًرا ملعــدالت الهجــرة الكبــرة‬
‫إليــه ‪ -‬شــأنه يف ذلــك شــأن العديــد مــن الــدول الغربيــة ‪ -‬يــرز دور التطــوع هنــا يف تحقيــق‬
‫التعدديــة الثقافيــة والتعايــش الســلمي؛ فهــو نشــاط يشــجع األفــراد القادمــن مــن خلفيــات‬
‫مختلفــة‪ ،‬ومجتمعــات محليــة متباينــة؛ للقــاء ومســاعدة بعضهــم البعــض‪ ،‬كــا يســاعدهم عىل‬
‫تجانســا‪ ،‬فهــو‬
‫ً‬ ‫عــا بشــكل أكــر‬
‫إدراك طبيعــة مجتمعهــم الجديــد واحتياجاتــه الفعليــة‪ ،‬والحيــاة م ً‬
‫نشــاط يضمــن مشــاركة الجامعــات املهمشــة وغــر املمثلــة يف الفعاليــات العامــة التقليديــة؛‬
‫لكونــه نشــاطًا يدعــم املشــاركة املجتمعيــة‪ ،‬واالنخــراط بشــكل أكــر فاعليــة ومبــارشة يف‬
‫القضايــا االجتامعيــة العامــة(((‪.‬‬

‫لذلــك نجــد أن إدارة الجهــود التطوعيــة أصبحــت ثقافــة إصالحيــة يتخذهــا املجتمــع الربيطاين‬
‫خصوصــا يف تلــك املجتمعــات؛‬
‫ً‬ ‫كوســيلة لإلصــاح‪ ،‬ولتغيــر ســلبيات املجتمــع بالجهــود الذاتيــة‪،‬‬
‫للتغلــب عــى الكثــر مــن املشــكالت التــي تعــاين منهــا‪ ،‬واملتمثلــة يف التنــوع والتعــدد‪،‬‬
‫عــا مســتقط ًبا للكفــاءات العلميــة‬
‫والتبايــن يف الــرؤى‪ ،‬والثقافــة‪ ،‬واالعتقــاد؛ كونــه مجتم ً‬
‫والعمليــة مــن مختلــف األقطــار‪ ،‬فنجــد أن العمــل التطوعــي أكــر اآلليــات الفاعلــة يف دمــج تلــك‬
‫الفئــات يف نســيج املجتمــع الربيطــاين‪ ،‬كــا نجــد أن تنظيــم تلــك الجهــود التطوعيــة يحقــق‬
‫األهــداف املرجــوة كــا هــو مخطــط لهــا‪ ،‬يف ضــوء معايــر قوميــة‪ ،‬تعمــل عــى رقابــة هــذا‬
‫عــا غري ربحــي؛ إال إنــه يضاهــي القطاعــات الخدمية‬
‫القطــاع الحيــوي‪ ،‬عــى الرغــم مــن كونــه قطا ً‬
‫واالســتثامرية يف عوائــده االقتصاديــة وأثــره عــى الناتــج القومــي‪ ،‬لذلــك اتجهــت العديــد مــن‬
‫مؤسســات التعليــم العــايل الربيطانيــة يف تأطــره وتنظــره أكادمي ًيــا‪ ،‬ومنــح درجــات علميــة‬
‫متخصصــه فيــه‪ ،‬عــاوة عــى إدارتــه بهــا مبشــاركة الهيئــات واملنظــات القوميــة واملحليــة‬
‫املوجــودة يف مجتمعــات تلــك املؤسســات التعليميــة‪.‬‬

‫ثان ًيا‪ :‬العمل التطوعي يف الجامعات الربيطانية‪:‬‬

‫ترجــع جــذور الحركــة التطوعیــة الطالبیــة يف اململكــة املتحــدة إىل املجتمعــات الدینیــة‬
‫التــي تشــكلت يف الجامعــات يف القــرن الثامــن عــر‪ ،‬حیــث أرشك البعــض منهــا الطــاب‬
‫املتطوعیــن يف زیــارة املــرىض واملســجونین‪ ،‬واســتمر ذلــك الحــال حتــى الربــع األخیــر مــن‬
‫وجــد عــدد مــن التجدیــدات واالبتــكارات يف التطــوع الطــايب‪ ،‬وبحلــول‬
‫القــرن التاســع عــر‪ ،‬حیــث ُ‬
‫عــام ‪ 1914‬أصبحــت فــرق الخدمــة االجتامعیــة ولجــان حركــة الطــاب املســیحیین لدعــم الجامعــات‬
‫تشــكل جــز ًءا مــن حیــاة الطالــب يف الجامعــات الربیطانيــة‪ ،‬وبزيــادة الوعــي الســیايس‬
‫املتصاعــد يف فــرة مــا بیــن الحــروب العامليــة ‪ -‬الحــرب العاملیــة األوىل والثانیــة‪ -‬تســببا يف‬

‫‪(1) Severn, A. and Potter, T. (2004): Volunteering Development in Birmingham, Birmingham Volunteer‬‬
‫‪Action, Op. Cit, p 11.‬‬

‫‪123‬‬
‫إدارة العمل التطوعي باملؤسسات الرتبوية يف ضوء بعض الخربات العاملية‬

‫ارتفــاع نســبة البطالــة يف تلــك الفــرة؛ ومــن ثــم تــم التوجــه نحــو االقتصــاد املنظــم واإلغاثــة‬
‫عرفــت مبــا یســمى «املســاعدة الطالبیــة الذاتیــة»؛‬
‫املنظمــة يف الوســط الطــايب‪ ،‬والتــي ُ‬
‫مــا تســبب يف فتــح مجــاالت جدیــدة للتطــوع الطــايب‪ ،‬والتــي تطــورت بشــكل تدریجــي إىل‬
‫أشــكال عــدة مــن النشــاطات األشــبه بأنشــطة االتحــادات الطالبيــة الیــوم مثــل‪( :‬الكتــب املدعمــة‪،‬‬
‫وجمــع التربعــات للمستشــفیات‪ ،‬واملنظــات الخیریــة املحلیــة األخــرى)‪ ،‬وكلهــا أنشــطة أصبحــت‬
‫مألوفــة يف كثیــر مــن الجامعــات(((‪.‬‬

‫ونظ ـ ًرا لحالــة الحــراك يف تلــك الفــرة؛ أصبــح الطــاب يف بعــض الجامعــات الربيطانيــة غــر‬
‫راضــن بشــكل متزايــد مــع كل هــذه النــاذج مــن املشــاركة املجتمعيــة(((‪ ،‬فمــن خــال اســتعراض‬
‫تاریــخ التطــوع الطــايب يف الجامعــات الربيطانيــة؛ یتضــح أن هنــاك خصائــص میــزت ذلــك النــوع‬
‫مــن التطــوع أبرزهــا(((‪:‬‬

‫مة مفاهیم التطوع‪ ،‬وإدارة الحملة‪ ،‬وجمع التربعات؛ لتطوع الطالب منذ فرتة طویلة‪،‬‬
‫‪1.1‬مالز َ‬
‫واستمرت إىل الیوم‪.‬‬

‫ ‪2.‬قــدرة املجموعــات الطالبیــة عــى االســتجابة للحاجــات االجتامعیــة املتغیــرة‪ ،‬والقیــام‬


‫حــا‪.‬‬
‫بنــوع مــن الضغــوط لتوســیع نطــاق التطــوع إىل مجــاالت أكــر حساســیة وأكــر إلحا ً‬

‫‪3.3‬اســتفاد الطــاب مــن البنیــة التحتیــة املتخصصــة التــي توفــرت لهــم‪ ،‬والتــي اســتهدفت‬
‫مشــاركة أوســع‪ ،‬ونــر مامرســات جیــدة للتطــوع الطــايب‪.‬‬

‫‪4.4‬كانــت القــوة الدافعــة وراء التطــوع الطــايب هــي اإلدارة والقیــادة التــي یقــوم بهــا‬
‫ـا‬
‫الطــاب أنفســهم؛ بحيــث كان ملؤسســات التعلیــم العــايل واتحــادات الطــاب دو ًرا مهـ ًّ‬
‫يف تشــجیع العمــل التطوعــي‪ ،‬بــل وجعــل العدیــد مــن تلــك املؤسســات العمــل التطوعــي‬
‫الطــايب جــز ًءا مــن اســراتیجیتها الرئیســیة‪.‬‬

‫وبالنظــر إىل صــور العمــل التطوعــي يف الجامعــات الربيطانيــة؛ نجــد أنهــا عــى مــدار‬
‫را مــن الحمــات لجمــع املســاعدات والتربعــات لقضايــا ملحــة؛ ســواء‬
‫عقــود طويلــة تنظــم كث ـ ً‬
‫يف داخــل البــاد أو خارجهــا‪ ،‬حيــث نجــد أن طــاب الجامعــات تطوعــوا يف داخــل البــاد كعــال‬
‫نظافــة باملستشــفیات‪ ،‬كــا قامــوا بعمــل شــبكات متویــه تســتخدم كمالجــئ مــن الغــارات‬
‫الجویــة‪ ،‬ومراكــز إســعافات أولیــة أثنــاء الحــروب‪ ،‬كــا نظــم الطــاب أنشــطة للطــاب الالجئیــن‪،‬‬

‫‪(1) Georgina Brewis (2011): A short History of Student Volunteering Celebrating Ten Years of Student‬‬
‫‪Volunteering Week, United Kingdom , Institute for Volunteering Research, p4.‬‬
‫‪(2) Alan Barr (1972): Student Community Action, London: National Council for Social Service, p 11.‬‬
‫(‪ )3‬زینــام محمــد أحمــد (‪ :)2016‬تصــور مقتــرح لتفعیــل دور الجامعــة فــي تنمیــة ثقافــة العمــل التطوعــي لــدى طالبهــا فــي‬
‫ضــوء خبــرات بعــض الــدول‪ ،‬مرجــع ســابق‪ ،‬ص‪.197‬‬

‫‪124‬‬
‫باإلضافــة إىل التعلیــم باملــدارس‪ ،‬وقــد ســاعدت مثــل هــذه الخــرات التطوعیــة الطالبیــة عــى‬
‫كــر عزلــة طــاب الجامعــات عــن مجتمعهــم املحــي‪ ،‬كــا تنوعــت صــور تلــك الحمــات نحــو‬
‫التوجــه لقضایــا أكــر مــن التمریــض‪ ،‬أو معاونــة املنظــات الخیریــة يف صورهــا التقلیدیــة‪،‬‬
‫فقــد أخــذ الطــاب يف القیــام بحمــات جمــع التربعــات واالتصــال بالحــركات الجدیــدة مثــل‪ :‬حركــة‬
‫نــزع الســاح النــووي‪ ،‬وحركــة الحــرب عــى الفقــر‪ ،‬وحركــة معــاداة العنرصيــة‪ ،‬وجمــع التربعــات‬
‫لقضایــا خارجیــة‪ ،‬وجهــود اإلغاثــة الدولیــة‪ ،‬حیــث تشــكلت لجــان املســاعدة الطالبیــة يف الكلیــات‬
‫والجامعــات يف بریطانیــا لتقدیــم اإلعانــات املالیــة‪ ،‬مثــل ضحایــا الحــرب األهلیــة األســبانیة(((‪.‬‬

‫وبذلــك تتضــح قــدرة املجموعــات الطالبیــة التطوعيــة يف الجامعــات الربيطانيــة عــى‬


‫االســتجابة للحاجــات االجتامعیــة املتغیــرة‪ ،‬والقیــام بنــوع مــن الضغــوط لتوســیع نطــاق التطــوع‬
‫حــا‪ ،‬حيــث تضمنــت أشــكال ومجــاالت التطــوع الطــايب صو ًرا‬
‫إىل مجــاالت أكــر حساســیة وأكــر إلحا ً‬
‫متعــددة يف الجامعــات الربيطانيــة‪ ،‬ميكــن توضيحهــا فيــا یــي(((‪:‬‬

‫‪1‬العمــل مــن أجــل املجتمــع الطــايب‪ :‬واملتمثــل يف فــرق الرتحیــب بالطــاب الجــدد‪،‬‬ ‫‪.1‬‬
‫وتقدیــم النصیحــة والدعــم للطــاب‪ ،‬والنــوادي والتجمعــات الطالبیــة‪ ،‬مســتخدمني‬
‫الوســائل والوســائط الرتفيهيــة‪.‬‬

‫‪2‬العمــل مــن أجــل الجامعــة‪ :‬ويتمثــل ذلــك مبشــاركتهم يف أیــام تقــدم الطــاب الجــدد‬ ‫‪.2‬‬
‫للجامعــة‪ ،‬وبــأن يكونــوا مفوضــن عــن طــاب الجامعــة‪ ،‬والتطــوع باملشــاركة يف مشــاريع‬
‫الجامعــة‪ ،‬مثــل‪ :‬مــروع الســفیر‪.‬‬

‫‪3‬مرشوعــات یقودهــا الطــاب‪ :‬ويتمثــل ذلــك مبشــاركتهم يف حمــات جمــع التربعــات‪،‬‬ ‫‪.3‬‬
‫وتــويل وظائــف اإلدارة‪ ،‬والتنســیق داخــل مراكــز التطــوع‪ ،‬والتوجــه لربامــج اجتامعيــة‬
‫موجهــة‪ ،‬مثــل القیــام بــاإلرشاف يف املــدارس‪.‬‬

‫‪4 .4‬فــرق تجنيــد املتطوعــن‪ :‬ینظــر إلیهــا كطریقــة لجلــب األفــراد ذوي الخــرة بالتطــوع‪،‬‬
‫ووضــع قاعــدة بیانــات لفــرص التطــوع املتنوعــة‪ ،‬بحيــث تكــون أكــر شــموالً لتناســب جميــع‬
‫فــرق العمــل‪.‬‬

‫‪5‬التطوع الدويل‪ :‬والذي يتناسب مع بعض الطالب من حيث السفر والتجوال والعمل بالخارج‪.‬‬ ‫‪.5‬‬

‫‪6 .6‬التعلیــم املتصــل بالتطــوع‪ :‬ومــن أشــكاله‪ :‬مشــاركاتهم يف نــوادي العلــوم‪ ،‬واملشــاركة‬

‫‪(1) Georgina Brewis (2011): A short History of Student Volunteering Celebrating Ten Years of Student‬‬
‫‪Volunteering Week, Op Cit, p5.‬‬
‫‪(2) National Coordinating Center for Public Engagement UK (2010): Student Volunteering Initiative, Research‬‬
‫‪Synthesis: Student Volunteering- Background, Policy and Context, pp16-17.‬‬

‫‪125‬‬
‫إدارة العمل التطوعي باملؤسسات الرتبوية يف ضوء بعض الخربات العاملية‬

‫يف مرشوعــات بحثيــة لصالــح املنظــات املجتمعیــة‪ ،‬وتعلــم الخدمــة مــن خــال التطبیــق‬
‫العمــي ملــا یدرســونه لحــل مشــكالت املجتمــع‪ ،‬أو مــن خــال املقــررات الجامعیــة ذات‬
‫العالقــة بالنشــاط التطوعــي للطالــب‪.‬‬

‫حيــث إن هنــاك خــرات لبعــض الجامعــات لربــط الربامــج األكادیمیــة بالتطــوع مــن خــال‬
‫املقــررات الدراســیة يف مدلــوالت املشــاركة املجتمعیــة‪ ،‬أو مــن خــال وحــدات متضمنــة يف‬
‫بعــض املناهــج واملــواد كتطبیــق عمــي لتلــك املــواد‪ ،‬أو ربــط التطــوع باألنشــطة‪ ،‬حیــث یشــیر‬
‫التطــوع املرتبــط بالتعلیــم إىل ذلــك التطــوع الــذي یتــم يف الجامعــة كجــزء مكمــل لحقیبــة‬
‫الطالــب التعليميــة األكادیمیــة‪.‬‬

‫كــا نجــد أن الجامعــات الربيطانيــة قــد اســتفادت مــن البنیــة التحتیــة املتخصصــة‪ ،‬والدعــم‬
‫املمتــد لهــا مــن قبــل الجهــات الرســمية التــي توفــرت لهــم‪ ،‬والتــي تتعــدد صورهــا‪ ،‬ولعــل‬
‫أبرزهــا الدعــم الحكومــي لهــا‪ ،‬حيــث قامــت الحكومــة الربيطانيــة يف عــام ‪ 2002‬بدعــم‬
‫عا لزیــادة‬
‫مؤسســات التعلیــم العــايل مببلــغ ‪ 37‬ملیــون جنیــه اســرلیني كمیزانیــة تشــجی ً‬
‫التطــوع فيهــا‪ ،‬وقابــل هــذا الدعــم املــايل إنفــاق تلــك الجامعــات مــا بــن ‪ 500:10‬ألــف جنیــه‬
‫اســرلیني لتنمیــة برامــج التطــوع فيهــا‪ ،‬مســتهدفة خلــق ‪ ١٤‬ألــف فرصــة تطوعیــة مــن أجــل‬
‫الطــاب وأعضــاء هیئــة التدریــس الجامعییــن‪ ،‬كــا هــدف الربنامــج إىل بنــاء روابــط متینــة بیــن‬
‫مؤسســات التعلیــم العــايل واملجتمعــات‪ ،‬وذلــك بالرشاكــة مــع القطــاع التطوعــي(((‪ ،‬كــا تــم‬
‫إنشــاء صنــدوق األنشــطة املجتمعيــة (‪HEACF)Higher Education Active Community Fund‬‬
‫ودورة متويــل مشــاريع العمــل التطوعــي التــي تقــام يف الجامعــات الربيطانيــة لتوســيع فرص‬
‫التطــوع لــكل مــن الطــاب واملوظفــن يف جميــع مؤسســات التعليــم العــايل‪ ،‬وذلــك لتعزيــز‬
‫دورهــا يف خدمــة املجتمــع املحــي؛ حيــث قــام الصنــدوق بــدور كبــر يف تزايــد األعــال‬
‫التطوعيــة التــي تقــام مــن قبــل الجامعــات الربيطانيــة‪ ،‬والتــي تعتمــد عــى طــاب الجامعــات‬
‫بشــكل أكــر مــا كان موجــودا ً قبــل إنشــاء ذلــك الصنــدوق‪ ،‬وقــد عملــت تلــك الجهــود التطوعيــة‬
‫عــى مــد يــد العــون واملســاعدة‪ ،‬وتحســن نوعيــة الحيــاة للفئــات املحرومــة يف املجتمــع(((‪.‬‬

‫وبالنظــر إىل تجربــة الجامعــات الربيطانيــة التطوعيــة؛ نجــد أن القــوة الدافعــة وراء التطــوع‬
‫الطــايب هــو إدارة العمــل التطوعــي لتلــك الجهــود‪ ،‬والتــي تتميــز بقيــادة الطــاب لهــا عــر‬
‫عــدد مــن اآلليــات اإلداريــة املتعــددة والرســمية‪ ،‬مــن خــال االتحــادات الطالبيــة‪ ،‬أو الربامــج‬
‫واملشــاريع التطوعيــة املنظمــة‪ ،‬أو باملشــاركة يف أنشــطة تطوعيــة عــى املســتوى‬

‫‪(1) Gertrud Malmersjo, and Angela Ellis Paine (2006): Active Learning Understanding Volunteering among‬‬
‫‪Open University Students, UK: Institute for Volunteering Research, p3.‬‬
‫(‪ )2‬خديجــة عبــد العزيــز علــى إبراهيــم (‪ :)2015‬اســتراتيجية مقترحــة لتدعيــم ثقافــة العمــل التطوعــي لــدى طــاب الجامعة‬
‫فــي ضــوء الخبــرات الميدانيــة وتجــارب بعض الــدول‪ ،‬مرجــع ســابق‪ ،‬ص‪.680-559‬‬

‫‪126‬‬
‫الداخــي يف الجامعــات‪ ،‬وخارج ًيــا تعمــل مؤسســات التعليــم العــايل عــى بنــاء روابــط متينــة‬
‫بينهــا وبــن املراكــز التطوعيــة املحليــة واملنظــات القوميــة لدرجــة اتخــاذ العدیــد مــن تلــك‬
‫املؤسســات العمــل التطوعــي الطــايب جــز ًءا مــن اســراتیجیتها الرئیســیة‪.‬‬
‫ثالثًا‪ :‬عمليات إدارة العمل التطوعي يف الجامعات الربيطانية‪:‬‬
‫عــا‪ ،‬حیــث یقــوم‬
‫أصبــح قطــاع التطــوع الطــايب يف اململكــة املتحــدة الیــوم حیويًــا ومتنو ً‬
‫الطــاب بالتطــوع كجــزء مــن األنشــطة الحــرة‪ ،‬ســواء مــن خــال مؤسســات تعلیمهــم العــايل‬
‫أو مســتقلین عنهــا‪ ،‬وكجانــب مــن دراســتهم األكادیمیــة‪ ،‬ســواء املعتمــدة أو غیــر املعتمــدة‪،‬‬
‫حیــث أصبــح التطــوع عــن طریــق طــاب الجامعــات واحـدًا مــن املجــاالت األساســیة للخدمــة العامة‬
‫ـا قویًــا مــن ِ‬
‫قبــل صنــاع السیاســة يف الســنوات األخیــرة‪ ،‬حتــى أصبــح‬ ‫للجامعــة التــي حــازت دعـ ً‬
‫للتطــوع الطــايب مكانــة مهمــة يف املجتمــع الربیطــاين(((‪.‬‬
‫فبالنظـــر إىل تاريـــخ إدارة العمـــل التطوعـــي يف الجامعـــات الربيطانيـــة؛ نجـــد أنـــه ممتـــد‬
‫منـــذ عقـــود ســـابقة‪ ،‬مرتكـــز عـــى جهـــود ومبـــادرات طـــاب تلـــك املؤسســـات التعليميـــة‪،‬‬
‫ففـــي عـــام ‪ 1930‬عمـــل االتحـــاد الوطنـــي للطـــاب((‪))National Union Of Students (NUS‬‬
‫عـــى مضاعفـــة الجهـــود الرامیـــة إىل غـــرس الوعـــي االجتامعـــي بیـــن الطـــاب‪ ،‬كـــا قـــام‬
‫الطـــاب يف العدیـــد مـــن الجامعـــات بتنظیـــم معســـكرات للعـــال العاطلیـــن كبـــادرة لتنظيـــم‬
‫تلـــك الجهـــود التطوعيـــة عـــر تنظيـــات جامعيـــة‪ ،‬نتـــج عـــن تلـــك املبـــادرات تشـــكيل مجلـــس‬
‫الجامع ــات للمعس ــكرات يف انجل ــرا يف ع ــام ‪ 1934‬ال ــذي ش ــجع ع ــى اتس ــاع حرك ــة التط ــوع‬
‫بی ــن ط ــاب الجامع ــات‪ ،‬ويف ع ــام ‪ 1939‬أطل ــق االتح ــاد الوطن ــي للط ــاب (‪ )NUS‬حمل ــة لتش ــجیع‬
‫الخدمـــة االجتامعیـــة بیـــن الطـــاب‪ ،‬وبحلـــول ‪ 1940‬تطـــوع طـــاب مـــن جمیـــع أنحـــاء البـــاد يف‬
‫مراكـــز اإلیـــواء يف هجـــوم لنـــدن‪ ،‬كـــا أنشـــأ مجلـــس الخدمـــة الوطنیـــة الطالبیـــة "صنـــدوق‬
‫إغاث ــة الطال ــب األورويب" لط ــاب ضحای ــا الح ــرب يف أوروب ــا(((‪ ،‬ويف ع ــام ‪ 1969‬نظ ــم الط ــاب‬
‫بجامعت ــي "برمنجه ــام وأس ــن" مرشوع ــات الفع ــل االجتامع ــي التجریبی ــة‪ ،‬ك ــا قام ــت جامع ــة‬
‫لن ــدن يف ذات الف ــرة بإنش ــاء "منظم ــة لن ــدن" للفع ــل االجتامع ــي الط ــايب‪ ،‬وكج ــزء م ــن ه ــذه‬
‫التغیی ــرات التق ــى ط ــاب م ــن جامع ــات ع ــدة ملناقش ــة أفض ــل الط ــرق للمش ــاركة التطوعی ــة‬
‫الفاعلـــة يف مجتمعاتهـــم املحلیـــة‪ ،‬كـــا تـــم عقـــد املؤمتـــر القومـــي األول عـــن الخدمـــة‬
‫االجتامعیـــة الطالبیـــة يف عـــام ‪ 1968‬بجامعـــة لیفربـــول(((‪.‬‬

‫‪(1) Georgina Brewis and others (2010): Bursting the Bubble: Students, Volunteering, and The Community,‬‬
‫‪Op Cit, p1.‬‬
‫‪(2) Georgina Brewis (2011): A short History of Student Volunteering Celebrating Ten Years of Student‬‬
‫‪Volunteering Week, Op Cit, p 4.‬‬
‫‪(3) Georgina Brewis (2010): Students, Volunteering and Community Action1960- 2000, A witness Seminar,‬‬
‫‪UK: Institute for Volunteering Research, p p 8, 9.‬‬

‫‪127‬‬
‫إدارة العمل التطوعي باملؤسسات الرتبوية يف ضوء بعض الخربات العاملية‬

‫ويتضــح مــن ذلــك تأثــر طــاب تلــك املؤسســات التعليميــة يف بلــورة الجهــود التطوعيــة‬
‫وفــق النظــم اإلداريــة بتشــكيل هيئــات أو منظــات تطوعيــة طالبيــة تســتهدف إحــداث تغــر‬
‫جــه لتنميــة مجتمعــات الجامعــات املحليــة تحــت مظلــة تلــك الهيئــات أو املنظــات‪ ،‬والتــي‬
‫مو َّ‬
‫قــي كل أشــكال الدعــم التي تهدف يف األســاس‬
‫مــن لهــا مظلــة قانونيــة‪ ،‬وصفــة رشعيــة؛ لتل ِّ‬
‫تؤ ِّ‬
‫لجعــل املجموعــات الطالبيــة التطوعيــة الفرديــة وتنظيامتهــا الجامعيــة أكــر اتصــاالً باملجتمــع‬
‫املحــي‪ ،‬فقــد تــم إنشــاء وحــدة تنمیــة العمــل االجتامعــي الطــايب (‪Student )SCADU‬‬
‫‪ Community Action Development Unit‬يف الجامعــات بتمویــل مــن وزارة الداخلیــة‪ ،‬وأصبحــت‬
‫منظمــة خیریــة مســجلة يف عــام ‪ 1983‬بعــد ثالثــة أعــوام مــن إنشــائها‪ ،‬حيــث يرتكــز عمــل تلــك‬
‫الوحــدات عــى تقدیــم صــورة قومیــة للتطــوع الطــايب‪ ،‬والتحــول مــن العمــل االجتامعــي‬
‫الــذي یقــوده الطــاب أو الجامعــة أو اتحــاد الطــاب القائــم عــى الوســاطة الــذي یســاعد عــى‬
‫توصیــل املتطوعیــن الفردییــن إىل املنظــات الخیریــة املحلیــة‪ ،‬وتــم تســمية املنظمــة باســم‬
‫«التطــوع الطــايب يف إنجلــرا» يف عــام ‪ ،2000‬وكان أبــرز نتائجهــا هــو تنظیــم أســبوع التطــوع‬
‫الطــايب القومــي األول يف عــام‪ ،2001‬كــا قــدم الهيــكل التنظيمــي للتطــوع الطــايب يف‬
‫إنجلــرا عــام ‪ 2005‬جائــزة تقــدم للطــاب املتطوعــن البارزيــن مــن خــال مؤسســاتهم التعليمية‬
‫أو اتحاداتهــم الطالبيــة‪ ،‬ويف عــام ‪ 2007‬تــم دمــج برنامــج التطــوع الطــايب يف انجلــرا يف‬
‫برنامــج تطــوع انجلــرا الــذي تحولــت إليــه عمليــات إدارة العمــل التطوعــي بتلــك املؤسســات‪،‬‬
‫وأبرزهــا مســئولية تنظيــم أســبوع التطــوع الطــايب منــذ عــام‪.((( 2008‬‬

‫عا‬
‫مــا واسـ ً‬
‫ونجــد اليــوم أن إدارة العمــل التطوعــي يف الجامعــات الربيطانيــة يلقــى اهتام ً‬
‫مــن عــدد كبــر مــن املنظــات األهليــة واملؤسســات القوميــة الرســمية‪ ،‬والتــي تشــكلت‬
‫بفعــل مبــادرات طــاب تلــك الجامعــات بغــرض تطويــر أدائهــم والتوجــه ملجــاالت تطوعيــة‬
‫ـا معنويًــا مــن قــادة‬
‫متنوعــة وملحــة‪ ،‬حيــث القــت تلــك املبــادرات الطالبيــة تفاعـاً إيجابيًــا ودعـ ً‬
‫املجتمــع‪ ،‬متمثـاً يف مشــاركة الطــاب فاعلياتهــم التطوعيــة‪ ،‬ومنــح جوائــز محفــزة للمبــادرات‬
‫الرائــدة‪ ،‬أو مــن خــال الدعــم املــادي‪ ،‬واملتمثــل يف إنشــاء صنــدوق الجامعــات لألنشــطة‬
‫املجتمعيــة(‪ Higher Education Active Community Fund)HEACF‬والــذي يقــوم برعايــة‬
‫الربامــج التطوعيــة الطالبيــة‪ ،‬وتدريبهــم‪ ،‬واإلرشاف الفنــي عليهــا‪ ،‬بــل ودمــج تلــك الربامــج‬
‫التطوعيــة الجامعيــة يف إطــار قومــي عــر املركــز التنســيقي القومــي للمشــاركة العامــة مــع‬
‫عــدد مــن املنظــات والهيئــات التطوعيــة‪ ،‬أبرزهــا دمــج منظمــة التطــوع الطــايب بإنجلــرا (‪)SVE‬‬
‫يف املجلــس الوطنــي للمنظــات التطوعيــة‪ ،‬بهــدف تشــبيك وتضافــر الجهــود التطوعيــة‬
‫بحســب االحتياجــات الفعليــة للمجتمعــات املحليــة لتلــك املؤسســات التعليميــة‪ ،‬حيــث ميكننــا‬

‫‪(1) Georgina Brewis (2011): A short History of Student Volunteering Celebrating Ten Years of Student‬‬
‫‪Volunteering Week, Op Cit, p p 1-2.‬‬

‫‪128‬‬
‫اســتعراض خــرات الجامعــات الربيطانيــة يف عمليــات إدارة العمــل التطوعــي عــر أكــر تلــك‬
‫التنظيــات ارتباطًــا وتأث ـ ً‬
‫را بهــا؛ كونهــا أبــرز الكيانــات التــي متثــل بيئــة إداريــة حاضنــة للجهــود‬
‫التطوعيــة يف الجامعــات الربيطانيــة‪ ،‬وهــي عــى النحــو اآليت‪:‬‬

‫‪1.1‬املركــز التنســيقي القومــي للمشــاركة العامــة‪National Coordinating Center for Public‬‬


‫‪.)NCCPE( Engagement‬‬

‫‪2.2‬منظمة التطوع الطاليب يف إنجلرتا (‪.Student Volunteering England )SVE‬‬

‫‪3.3‬شبكة التطوع الطاليب (‪.Student Volunteering Network )SVN‬‬

‫‪4.4‬مراكز تجمع الطلبة التطوعية ‪.Student Hubs‬‬

‫وبالعــودة إىل تاريــخ إنشــاء املركــز التنســيقي القومــي للمشــاركة العامــة(‪)NCCPE‬؛‬


‫نجــد أنــه تأســس رســم ًيا عــام ‪ 2008‬بدعــوة ورعايــة صنــدوق الجامعــات لألنشــطة املجتمعيــة‬
‫(‪ ،)HEACF‬واتخــذ مــن جامعتــي بريســتول ‪ The University of Bristol‬وغــرب إنجلــرا ‪University‬‬
‫‪ of the West of England‬مق ـ ًرا إلدارة ومبــارشة برامجــه التطوعيــة يف الجامعــات الربيطانيــة‪،‬‬
‫حيــث يتــم العمــل مــع الجامعــات يف جميــع أنحــاء اململكــة املتحــدة الربيطانيــة‪ ،‬بهــدف بنــاء‬
‫قــدرات طــاب الجامعــات يف مجــال املشــاركة العامــة بطــرق تعــود بالفائــدة عــى الجميــع‪،‬‬
‫وذلــك مــن خــال عــدد مــن الخدمــات التــي يقدمهــا املركــز‪ ،‬وهــي(((‪:‬‬

‫‪1.1‬االستشــارات والدعــم الفعــال لتطويــر املشــاركة‪ ،‬مــن خــال عقــد ورش عمــل لقيــادات‬
‫العمــل التطوعــي‪ ،‬أو التنظيــم اللوجســتى والفنــي للمؤمتــرات واملناســبات لتبــادل‬
‫األفــكار‪ ،‬والنقــاش حــول ســبل تحقيــق املشــاركة العامــة‪.‬‬

‫‪2.2‬إجراء برامج تدريبية؛ للتعرف عىل املامرسات املتميزة املحققة لألهداف‪.‬‬

‫‪3.3‬تبنــي الربامــج واملشــاريع التطوعيــة التــي تتــاىش مــع أهــداف املركــز وأهــداف‬
‫الجامعــات الراميــة لتحقيــق املشــاركة العامــة لهــا مــع املجتمعــات‪.‬‬

‫‪4.4‬البحــث عــن أســاليب جديــدة يف إعــداد القيــادات الداعمــة ملنظومــة املشــاركة‪ ،‬ولهــا‬
‫القــدرة عــى تنســيق املشــاريع وتطويــر األدوات الداعمــة لعمليــة املشــاركة العامــة‪.‬‬

‫كــا أننــا نجــد منظمــة التطــوع الطــايب يف إنجلــرا (‪ )SVE‬مــن أبــرز الكيانــات اإلداريــة‬
‫الحاضنــة للعمــل التطوعــي يف الجامعــات الربيطانيــة‪ ،‬وهــي مؤسســة خرييــة وطنيــة تدعــم‬
‫مشــاريع طــاب العمــل التطوعــي يف الجامعــات والكليــات‪ ،‬ولقــد تأسســت يف عــام ‪،1981‬‬

‫‪(1) National Coordinating Center for Public Engagement UK (2017): The history of the National Coordinating‬‬
‫‪Centre for Public Engagement, Founding of the NCCPE, Full Report, p 1.‬‬

‫‪129‬‬
‫إدارة العمل التطوعي باملؤسسات الرتبوية يف ضوء بعض الخربات العاملية‬

‫واندمجــت بربنامــج العمــل التطوعــي يف إنجلــرا (‪ )VE‬عــام ‪ ،2007‬والــذي يدعــم اآلن العمــل‬
‫التطوعــي يف مؤسســات التعليــم العــايل‪ ،‬مــن خــال فــرق العمــل التطوعــي الطالبيــة بتلــك‬
‫املؤسســات‪ ،‬عــر االرتقــاء ببنيتهــا التنظيميــة‪ ،‬وســهولة الوصــول إىل االحتياجــات التطوعيــة‬
‫املحليــة يف جميــع أنحــاء البــاد‪ ،‬عــر عــدد كبــر مــن مراكــز التطــوع املحليــة‪ ،‬والتــي يقــوم‬
‫بــاإلرشاف عــى عملهــا املجلــس الوطنــي للمنظــات التطوعيــة‪ ،‬حيــث تقــوم تلــك املراكــز‬
‫ببنــاء قاعــدة اتصــال قويــة؛ لضــان مســاعدة املتطوعــن يف الحصــول عــى الفــرص التطوعيــة‬
‫املالمئــة‪ ،‬مبــا يضمــن مشــاركة أوســع مــن خــال مراكــز املتطوعــن(((‪.‬‬

‫وتعمــل مراكــز املتطوعــن تحــت مســميات عــدة منهــا‪ :‬مكاتــب التطــوع‪ ،‬أو وكاالت التنميــة‪،‬‬
‫بهــدف دعــم شــبكة تطــوع إنجلــرا‪ ،‬وتعزيــز املشــاركة املجتمعيــة‪ ،‬والعمــل التطوعــي‪ ،‬ومتتــاز‬
‫بأنهــا تطبــق مجموعــة مــن املعايــر املتعلقــة بــإدارة العمــل التطوعــي‪ ،‬واملركــز الــذي يحقق‬
‫تلــك املعايــر لــه الحــق يف الحصــول عــى االعتــاد املؤســي‪ ،‬والــذي يكــون مبثابــة اعــراف‬
‫بجــودة أنشــطة ومامرســات هــذا املركــز‪ ،‬ومــن ثــم يلقــى دعــم جميــع الهيئــات املهتمــة‬
‫والفئــات املتعاملــة مــن خاللــه‪.‬‬

‫وبالنظــر إىل (شــبكة التطــوع الطــايب ‪)SVN‬؛ نجــد أنهــا تقــوم عــى فكــرة التشــبيك بــن‬
‫طــاب الجامعــات الربيطانيــة واملوظفــن بتلــك املؤسســات‪ ،‬وتنســيق الربامــج التطوعيــة يف‬
‫تلــك املؤسســات‪ ،‬بــل وإتاحــة املــوارد التنظيميــة للجهــود التطوعيــة؛ بهــدف االرتقــاء بهــا‬
‫عــى كل املســتويات‪ ،‬ســواء املحــي أو الوطنــي أو العاملــي‪ ،‬حيــث يتــم ذلــك مــن خــال صــور‬
‫وأشــكال متعــددة‪ ،‬بهــدف تبــادل أفضــل املامرســات املتعلقــة بــإدارة العمــل التطوعــي يف‬
‫الجامعــات الربيطانيــة‪ ،‬عــر لجنــة وطنيــة منتخبــة مــن طــاب تلــك الجامعــات‪ ،‬ومــن أبــرز األنشــطة‬
‫التــي تدعمهــا الشــبكة‪ :‬تنظيــم جائــزة وطنيــة للطــاب املتطوعــن‪ ،‬وأخــرى للعاملــن معهــم‪،‬‬
‫عــر عــدد مــن املعايــر‪ ،‬كــا نجــد أنــه مــن أبــرز أنشــطته مشــاركة برنامــج العمــل التطوعــي يف‬
‫إنجلــرا (‪ )VE‬يف تنظيــم أســبوع التطــوع الطــايب (((‪ ،‬وهــي مناســبة وطنیــة یُحتفــل بهــا مثــل‬
‫باقــي األحــداث الوطنیــة البــارزة‪ ،‬حیــث یدعــى إلیهــا الطــاب واملنظــات مــن جميــع القطاعــات‬
‫لالحتفــال بالتطــوع الطــايب‪ ،‬بهــدف االحتفــال بالطــاب املتطوعیــن وإنجازاتهــم‪ ،‬وتشــجیع عمــل‬
‫مجموعــات التطــوع‪ ،‬وتجنیــد متطوعیــن أكــر‪ ،‬ويكــون هــذا األســبوع محفـ ًزا للجامعــات والكلیــات‬
‫واتحــادات الطــاب لتشــجیع التطــوع الطــايب(((‪.‬‬

‫‪(1) National Coordinating Center for Public Engagement UK (2010): Student Volunteering Initiative, Op Cit, p 5.‬‬
‫‪(2) Student Volunteering Network (2017): Networking and Resources for staff who inspire students to local,‬‬
‫‪national and global voluntary action, About Us.‬‬
‫‪Available on: http www.studentvolunteeringnetwork.org/ on 6/ 2/ 2017‬‬
‫‪(3) Georgina Brewis (2011): A short History of Student Volunteering Celebrating Ten Years of Student‬‬
‫‪Volunteering Week, Op Cit, p 1.‬‬

‫‪130‬‬
‫كــا أننــا نجــد مراكــز تجمــع الطلبــة التطوعيــة ‪ Student Hubs‬مــن املنظــات األهليــة التــي‬
‫تشــكلت بفعــل مبــادرات طــاب الجامعــات الربيطانيــة؛ بغــرض تطويــر أدائهــم والتوجــه ملجــاالت‬
‫تطوعيــة متنوعــة وملحــة‪ ،‬ومــن أكــر اآلليــات اإلداريــة الفعالــة يف تنظيــم الجهــود التطوعيــة‬
‫بتلــك الجامعــات‪ ،‬حيــث تأسســت يف عــام ‪ 2007‬مــن قبــل أربعــة طــاب مــن جامعــة أكســفورد؛‬
‫بهــدف تنســيق العمــل االجتامعــي واملجتمعــي‪ ،‬واألنشــطة التطوعيــة التــي كانــت تحــدث‬
‫بالفعــل يف الجامعــة‪ ،‬وهــي اآلن منظمــة وطنيــة تضــم يف عضويتهــا ‪ 30‬ألــف طالــب‪ ،‬وتعمــل‬
‫لــدى عــدد مــن الجامعــات الربيطانيــة بالتعــاون مــع االتحــادات الطالبيــة (‪ ،)NUS‬وشــبكة التطــوع‬
‫الطــايب(‪ )SVN‬يف عــدد مــن الربامــج التطوعيــة الطالبيــة‪ ،‬ومــن أبرزهــا‪ :‬أســبوع التطــوع‬
‫الطــايب‪ ،‬واإلرشاف يف املــدارس‪ ،‬ودور الحضانــة‪ ،‬وتواصــل األجيــال واألطفــال األيتــام‪ ،‬وتلبيــة‬
‫احتياجــات املؤسســات املحليــة مــن املتطوعــن ذوي املهــارات املتنوعــة(((‪.‬‬
‫وم ــا س ــبق؛ تتض ــح جه ــود الجامع ــات الربيطاني ــة لتدعي ــم العم ــل التطوع ــي‪ ،‬وأب ــرز تل ــك‬
‫الجه ــود ه ــو الدع ــم اإلداري للعم ــل التطوع ــي به ــا‪ ،‬وال ــذي يأخ ــذ ص ــو ًرا متع ــددة‪ ،‬إال إن ل ــه‬
‫مرتك ــزات ت ــم عرضه ــا‪ ،‬ومتث ــل بيئ ــة إداري ــة حاضن ــة للعدي ــد م ــن املب ــادرات الفردي ــة‪ ،‬أو الرواب ــط‬
‫الجامعي ــة‪ ،‬أو الربام ــج املنظم ــة التطوعي ــة الت ــي تق ــدم يف الجامع ــات‪ ،‬أو م ــن خالله ــا‪ ،‬مب ــا‬
‫يحق ــق وظيفته ــا الثالث ــة‪( :‬خدم ــة املجتم ــع وتنمي ــة البيئ ــة)‪ ،‬ل ــذا س ــنقوم بالتع ــرض تفصيــاً‬
‫لعملي ــات إدارة العم ــل التطوع ــي يف الجامع ــات الربيطاني ــة؛ للتع ــرف ع ــى خرباته ــا الرثي ــة‬
‫يف ه ــذا املج ــال الحي ــوي وامله ــم‪.‬‬
‫(‪ )1‬تخطيط العمل التطوعي يف الجامعات الربيطانية‪:‬‬
‫يتحــدد التخطيــط الجامعــي؛ كونــه مرحلــة التفكــر التــي تســبق عمليــة اتخــاذ القــرار باختيــار‬
‫مجموعــة مــن األهــداف الواجــب تحقيقهــا‪ ،‬والعنــارص التــي يجــب اســتخدامها‪ ،‬ســواء كانــت‬
‫ماديــة أو برشيــة‪ ،‬وكذلــك مجموعــة القــرارات التــي توجــه ســر عمــل الجامعــة‪ ،‬واإلجــراءات‬
‫التفصيليــة التــي تتبــع لتنفيــذ األعــال‪ ،‬مــع وضــع الربامــج الزمنيــة الالزمــة لهــا(((‪ ،‬وتــزداد أهميــة‬
‫تلــك العمليــة قيمــة يف املجــال التطوعــي‪ ،‬حيــث متثــل عمليــة تخطيــط العمــل التطوعــي يف‬
‫الجامعــات غايــة ووســيلة؛ فهــي غايــة تلــك املؤسســات بزيــادة ارتباطهــا باملجتمــع‪ ،‬وتفعيــل‬
‫وظيفتهــا الثالثــة املتعلقــة بخدمــة املجتمــع وتنميــة البيئــة‪ ،‬كــا أنــه وســيلتها يف إشــباع‬
‫حاجــات الطــاب املتعلقــة باالنتــاء مــن خــال مشــاركة املتطــوع يف رســم الخطــط وصنــع‬
‫القــرار‪ ،‬ومــن ثــم زيــادة اإلحســاس باملســئولية‪ ،‬وغــرس قيــم التعــاون‪ ،‬واملشــاركة العامــة(((‪.‬‬

‫‪(1) Student Hubs (2017): OUR STORY, About Us.‬‬


‫‪Available on: https://bit.ly/2C9XaSG on 12/ 2/ 2017‬‬
‫(‪ )2‬هاشــم العبــادي وآخــرون (‪ :)2008‬إدارة التعليــم الجامعــي‪ ،‬مفهــوم حديــث فــي الفكــر اإلداري المعاصــر‪ ،‬دار الــوراق‬
‫للنشــر والتوزيــع‪ ،‬عمــان‪ ،‬ص‪.110‬‬
‫(‪ )3‬أماني البيومي درويش (‪ :)2000‬تصور مقترح من منظور خدمة الجماعة الستثارة الشباب للمشاركة في العمل التطوعي‪،‬‬
‫مجلة دراسات في الخدمة االجتماعية والعلوم اإلنسانية‪ ،‬كلية الخدمة االجتماعية‪ ،‬جامعة حلوان‪ ،‬ع (‪.615:583 /2 ،)24‬‬

‫‪131‬‬
‫إدارة العمل التطوعي باملؤسسات الرتبوية يف ضوء بعض الخربات العاملية‬

‫لــذا بــادرت العديــد مــن الجامعــات الربيطانيــة الرائــدة بتطبيــق التخطيــط االســراتيجي‬
‫ملواردهــا منــذ أمــد بعيــد‪ ،‬وصــوالً إىل التميــز يف األداء‪ ،‬ومــن ثــم القــدرة عــى املنافســة‬
‫املحليــة والعامليــة‪ ،‬ومــن أكــر تلــك الجامعــات متيــ ًزا يف التخطيــط للعمــل التطوعــي هــي‬
‫جامعــة (كييــل ‪ ،)Keele University‬والتــي تهتــم بــإدارة العمــل التطوعــي بهــا‪ ،‬حيــث أفــردت‬
‫للعمــل التطوعــي اســراتيجية ملحقــة ومنفصلــة عــن اســراتيجية الجامعــة العامــة تحــت‬
‫مســمى «اســراتيجية العمــل التطوعــي ‪ - 2015:2012‬التواصــل املجتمعــي لكييــل»‪ ،‬وكييــل‬
‫‪ Keele‬هــي املدينــة التــي تقــع فيهــا الجامعــة الربيطانيــة‪ ،‬فقــد اشــتملت وثيقــة اســراتيجية‬
‫العمــل التطوعــي بهــا عــى رؤيــة ورســالة وخمســة أهــداف اســراتيجية‪ ،‬كــا تضمنــت نقاطًــا‬
‫تحــدد مــدى ترابــط تلــك األهــداف باألهــداف االســراتيجية العامــة للجامعــة‪ ،‬واإلحالــة املتبادلــة‬
‫فيــا بينهــا‪.‬‬

‫ونصــت رؤيــة العمــل التطوعــي بهــا عــى «إمــداد املتطوعــن بخــرات عاليــة الجــودة مــن‬
‫تجــارب العمــل التطوعــي‪ ،‬بالرشاكــة مــع مجموعــة كبــرة مــن املنظــات املحليــة والعامليــة؛‬
‫ما إيجابيًــا يف املجــاالت االجتامعيــة والبيئيــة‪ ،‬والربامــج االقتصاديــة عــى‬
‫مــا يســهم إســها ً‬
‫الصعيــد املحــي والقومــي والــدويل‪ ،‬فض ـاً عــن متكــن املتطوعــن مــن تقديــم إســهامات‬
‫إيجابيــة وقيمــة يف املجتمعــات التــي يعيشــون فيهــا أو يعملــون بهــا»‪ ،‬ونصت الرســالة عىل‪:‬‬
‫جــا للتميــز يف العمــل التطوعــي؛ وذلــك بخلــق‬
‫«ســوف تصبــح ‪ -‬جامعــة كييــل ‪ -‬منــارة ومنوذ ً‬
‫تأثــر إيجــايب ومميــز‪ ،‬ســواء كان يف كييــل أو املجتمعــات املحليــة والعامليــة‪ ،‬وكذلــك عــى‬
‫أولئــك األفــراد الذيــن يشــاركون يف العمــل التطوعــي»(((‪ ،‬ويتضــح جليًــا مــن الرؤيــة والرســالة‬
‫طبيعــة إدارة الجهــود التطوعيــة يف أغلــب الجامعــات الربيطانيــة‪ ،‬واملرتكــزة عــى الرشاكــة‬
‫الوثيقــة مــع املؤسســات واملنظــات التطوعيــة يف املجتمعــات املحليــة والقوميــة بهــا‪،‬‬
‫والتــي يُعــد طــاب الجامعــات محــور اهتاممهــا‪.‬‬

‫فمــن أبــرز تلــك املؤسســات والتنظيــات الوطنيــة املهتمــة بــإدارة العمــل التطوعــي‬
‫لطــاب الجامعــات الربيطانيــة ( املجلــس الوطنــي للمنظــات التطوعيــة (‪ ،)NCVO‬الــذي‬
‫يقــوم بــاإلرشاف عــى مراكــز التطــوع املحليــة‪ ،‬والتــي اندمجــت بــه منظمــة التطــوع الطــايب‬
‫يف إنجلــرا (‪ ،)SVE‬حيــث تتحــدد رؤيتــه يف‪« :‬بنــاء مجتمــع مــن القطــاع التطوعــي عــر فــرق‬
‫را إيجاب ًيــا مــن أجــل مجتمــع أفضــل»‪ ،‬كــا تتحــدد‬
‫أو تنظيــات تطويعيــة‪ ،‬ميكــن أن تحــدث تغي ـ ً‬
‫الرســالة يف‪« :‬مســاعدة التنظيــات واملتطوعــن؛ بحيــث ميكنهــم إحــداث أقــى تغيــر‬
‫ممكــن»‪ ،‬وذلــك عــر عــدد مــن القيــم هــي(((‪:‬‬

‫‪(1) Keele University (2012): Keele Community Connections - A Volunteering Strategy 2012-2015, Human‬‬
‫‪Resources and Student Services, Full Report, p 1. Available on https://bit.ly/2re7Pti on 14/ 2/ 2017‬‬
‫‪(2) National Council for Voluntary Organizations (2014): NCVO Strategic Plan 2014:2019 - Together We‬‬
‫‪Makea Bigger Difference, Full Report, pp 4, 5.‬‬

‫‪132‬‬
‫‪1‬اإلبـــداع‪ :‬مـــن خـــال استكشـــاف أفـــكار وأســـاليب جديـــدة وخالقـــة‪ ،‬وباختيـــار مـــا يضيـــف‬ ‫‪.1‬‬
‫قيمـــة حقيقيـــة‪.‬‬

‫‪2‬النزاهـــة‪ :‬مـــن خـــال التعامـــل الصـــادق مبـــا يعـــود بالنفـــع عـــى املتطوعـــن ورشكاء‬ ‫‪.2‬‬
‫القطـــاع التطوعـــي‪.‬‬

‫‪3‬الشمولية‪ :‬ويكون ذلك من خالل التنوع‪ ،‬وإتاحة الفرصة للجميع باملشاركة والتطوع‪.‬‬ ‫‪.3‬‬

‫‪4‬التعاون‪ :‬من خالل العمل مع األعضاء والرشكاء لتحقيق أفضل النتائج‪.‬‬ ‫‪.4‬‬

‫‪5‬اســتخدام مصــادر املعرفــة‪ :‬ببنــاء برامــج العمــل يف ضــوء نتائــج الدراســات واألبحــاث‬ ‫‪.5‬‬
‫والتجــارب التطوعيــة‪.‬‬

‫كــا تتحــدد رؤيــة املركــز التنســيقي القومــي للمشــاركة العامــة (‪ )NCCPE‬يف‪« :‬دعــم‬
‫ثقافــة التغيــر يف املجتمعــات عــى املــدى البعيــد يف القــرن الواحــد والعرشيــن‪ ،‬عــر‬
‫إســهامات مؤسســات التعليــم العــايل الفعالــة‪ ،‬ومــن خــال أنشــطة املشــاركة العامــة بهــا»‪،‬‬
‫وتتمثــل رســالته يف‪« :‬مســاعدة الجامعــات عــى تنشــيط املشــاركة العامــة»‪ ،‬عــى أن تتحقــق‬
‫رؤيتــه ورســالته عــر ثالثــة أهــداف اســراتيجية وهــي(((‪:‬‬

‫‪1‬إحــداث تغيــر ثقــايف‪ :‬بدعــم الجامعــات يف إحــداث التغيــر االســراتيجي الــذي يضمــن‬ ‫‪.1‬‬
‫إرشاك الجمهــور‪.‬‬

‫‪2‬زيــادة املشــاركة العامــة‪ :‬مــن خــال التوســط‪ ،‬وتشــجيع تبــادل املامرســات الفعالــة عــى‬ ‫‪.2‬‬
‫نطــاق أوســع‪.‬‬

‫‪3‬إقامــة رشاكات فعالــة‪ ،‬وترســيخ قيــم املشــاركة العامــة‪ :‬مــن خــال جمــع املعلومــات‪،‬‬ ‫‪.3‬‬
‫ومعالجتهــا مبــا يوضــح آليــات تفعيــل املشــاركة العامــة‪.‬‬

‫ويُعــد العمــل التطوعــي أحــد أبــرز آليــات املؤسســات الجامعيــة يف تحقيــق املشــاركة‬
‫العامــة عــر مــا تــم ذكــره مــن رؤى وأهــداف اســراتيجية وبرامــج تطوعيــة لشــباب الجامعــة‬
‫مخطــط لهــا‪ ،‬حيــث نجــد أن أغلــب الجامعــات الربيطانيــة أدرجــت يف خطتهــا أهدافًــا اســراتيجية‬
‫متعلقــة بالعمــل التطوعــي يف ضــوء دراســة وتحليــل احتياجاتهــا البيئيــة‪ ،‬مــع ربــط األهــداف‬
‫االســراتيجية املتعلقــة بالعمــل التطوعــي بأهــداف الجامعــة‪ ،‬ومتتــاز تلــك الخطــط مبنهجيتهــا‬
‫العلميــة يف إعدادهــا‪ ،‬ومبشــاركة فئــات متعــددة ممثلــة ملجتمــع الجامعــة الداخــي‬
‫والخارجــي وطالبهــا أو موظفيهــا املتطوعــن‪.‬‬

‫‪(1) National Coordinating Center for Public Engagement UK (2017): Vision, mission and aims, about us.‬‬
‫‪Available on https://bit.ly/2JPMOLW on 14/ 2/ 2017‬‬

‫‪133‬‬
‫إدارة العمل التطوعي باملؤسسات الرتبوية يف ضوء بعض الخربات العاملية‬

‫فنجــد أن جامعــة رشق لنــدن ‪ University of East London‬حــددت يف هدفهــا االســراتيجي‬


‫املتعلــق «بتحقيــق الطالــب املتميــز» أن مــن آليــات تحقيــق هــذا الهــدف‪« :‬توفــر بيئــة تعلــم‬
‫تنمــي شــخصية الطالــب بتشــجيع مشــاركته يف أنشــطة العمــل التطوعــي ومناهــج التعلــم»(((‪،‬‬
‫كــا تحــدد جامعــة أكســفورد ‪ University of Oxford‬أن مــن أهدافهــا االســراتيجية‪ :‬تحقيــق‬
‫قــدر كبــر مــن التطــوع املجتمعــي بالرشاكــة مــع املــدارس املحليــة‪ ،‬مــن خــال برنامــج تنميــة‬
‫القــدرات القياديــة‪ ،‬ويشــمل ذلــك تدريــب املعلمــن‪ ،‬وإجــراء البحــوث التعاونيــة مــن قبــل‬
‫الطــاب ومركــز أكســفورد وإدارة الجامعــة(((‪.‬‬

‫وبالنظــر إىل اســراتيجية العمــل التطوعــي بجامعــة (كييــل ‪)Keele University‬؛ نجــد أنهــا‬
‫تشــتمل عــى خمســة أهــداف اســراتيجية‪ ،‬ومحــدد لــكل منهــا عــددًا مــن األهــداف اإلجرائيــة‬
‫واآلليــات التــي ميكــن مــن خاللهــا تحقيــق هــذا الهــدف االســراتيجي‪ ،‬حيــث جــاءت تلــك األهــداف‬
‫عــى النحــو اآليت(((‪:‬‬

‫‪1‬تصميم بنية تحتية للتطوع‪ ،‬وتحديد بناء لدعم الرشاكة املستقبلية‪:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫تكوين رشاكة وفرق عمل من أصحاب املصلحة‪.‬‬ ‫أ‪ .‬‬ ‫ ‬


‫تحديد إجراءات واضحة للمرجعية والعضوية‪.‬‬ ‫ب‪ .‬‬ ‫ ‬
‫تحديد دقيق ألدوار ومسئوليات املتطوعني‪ ،‬واالتفاق عليها مع الرشكاء‪.‬‬ ‫ج‪ .‬‬ ‫ ‬
‫أن يتعــرف املتطــوع عــى العاملــن ومصــادر التطــوع‪ ،‬وأن يحصــل عــى صالحيــات‬ ‫د‪ .‬‬ ‫ ‬
‫لالطــاع عليهــا ومشــاركتها مــع فريــق العمــل‪.‬‬
‫ضامن استمرارية وتنمية وتكامل االسرتاتيجية‪.‬‬ ‫هـ‪ .‬‬ ‫ ‬

‫املحافظة عىل رشاكة التطوع وفرق العمل‪.‬‬ ‫و‪ .‬‬ ‫ ‬

‫‪2‬تحقيق أقىص استفادة ممكنة من مشاركة قامئة املصادر التطوعية املتاحة‪:‬‬ ‫‪.2‬‬

‫ ‪ .‬أتصميــم خريطــة للمصــادر التطوعيــة‪ ،‬وتوظيفهــا بشــكل فعــال؛ يك تدعــم تكامــل‬


‫وكفــاءة االســراتيجية‪.‬‬

‫ ‪ .‬بتأسيس قاعدة بيانات ميكن االرتكاز عليها؛ للتعرف عىل املشاركني يف الجهود التطوعية‪.‬‬

‫ ‪ .‬جتصميم خريطة توضح فرص التطوع املتاحة عرب مجموعات‪ ،‬أو فرق العمل‪ ،‬أو الرشكاء‪.‬‬

‫ ‪ .‬دتحديث البيانات املتاحة عن فرص التطوع بصورة مستمرة‪.‬‬

‫‪(1) University of East London (2010): University Strategy 2010-2020, Transformation for Excellence, Full‬‬
‫‪Report, p 6.‬‬
‫‪(2) University of Oxford (2013): Strategic Plan 2013-2018, Vision, Priorities, Core strategies, Enabling‬‬
‫‪strategies, Full Report, p 10.‬‬
‫‪(3) Keele University (2012): Keele Community Connections - A Volunteering Strategy 2012-2015, Human‬‬
‫‪Resources and Student Services, Op Cit, pp 1, 2.‬‬

‫‪134‬‬
‫تنمية قاعدة بيانات املتطوعني‪ ،‬وميكن أن تشتمل عىل الطالب الخريجني‪.‬‬ ‫هـ‪ .‬‬ ‫ ‬

‫دعم املبادرات أو املشاريع اإلبداعية؛ مبا يحقق مزيدًا من الدعم‪.‬‬ ‫و‪ .‬‬ ‫ ‬

‫تقديم تغذية راجعة عام تم إنجازه من أعامل عرب الربامج أو املشاريع التطوعية‪.‬‬ ‫ز‪ .‬‬ ‫ ‬

‫‪3‬توفري خدمات تطوعية ذات جودة عالية للمتطوعني‪:‬‬ ‫‪.3‬‬

‫التواصــل الفعــال يف دوائــر الرشاكــة؛ مــن أجــل التوســع يف فــرص التطــوع بحيــث‬ ‫أ‪ .‬‬ ‫ ‬
‫تشــمل الجميــع‪.‬‬

‫تنمية أعداد ومجاالت عمل الجهود التطوعية‪.‬‬ ‫ب‪ .‬‬ ‫ ‬

‫التدريب للمتطوعني؛ بحيث يكونوا عىل استعداد لالنخراط يف الفرص التطوعية‪.‬‬ ‫ج‪ .‬‬ ‫ ‬

‫التأكــد مــن صالحيــة الوضــع الشــخيص واملهنــي للمتطوعــن‪ ،‬ومالءمتهــم للمشــاركة‬ ‫د‪ .‬‬ ‫ ‬
‫يف الفــرص التطوعيــة‪.‬‬

‫تقديم الدعم واملساعدة يف املشاريع التي يقوم بها املتطوعون‪.‬‬ ‫هـ‪ .‬‬ ‫ ‬

‫التنســـيق والتواصـــل فيـــا يتعلـــق بفـــرص التطـــوع؛ مبـــا يضمـــن تعزيزهـــا‬ ‫و‪ .‬‬ ‫ ‬
‫وفعاليتهـــا وكفاءتهـــا‪.‬‬

‫استكشاف وتعزيز البعد الدويل للعمل التطوعي لدى املتطوعني‪.‬‬ ‫ز‪ .‬‬ ‫ ‬

‫تحديد العائد االجتامعي لالستثامر يف األنشطة التطوعية‪.‬‬ ‫ح‪ .‬‬ ‫ ‬

‫‪4 .4‬تطويـــر البنيـــة التحتيـــة لكييـــل ‪ Keele‬بطريقـــة مفيـــدة وفعالـــة عـــن طريـــق‬
‫التعـــاون املشـــرك‪:‬‬

‫التعــرف عــى فــرق عمــل إدارة الجامعــة الذيــن لهــم اهتــام بتطويــر قــدرات العمــل‬ ‫أ‪ .‬‬ ‫ ‬
‫وتنميــة خــرات الطــاب مثــل‪( :‬وحــدة الدعــم والدمــج‪ ،‬مكتــب الخريجــن‪ ،‬أصحــاب العمــل‪،‬‬
‫مكتــب الخدمــات املهنيــة)‪.‬‬

‫االتفــاق عــى االختصاصــات واملرجعيــات؛ مبــا يضمــن تطويــر البنيــة التحتيــة لكييــل كــا‬ ‫ب‪ .‬‬ ‫ ‬
‫هــو مســتهدف‪.‬‬

‫تحديـــد املجـــاالت التـــي توفـــر لـــكل اختصـــاص خرباتـــه‪ ،‬ودعـــم التخصصـــات لفـــرص‬ ‫ج‪ .‬‬ ‫ ‬
‫العمـــل التطوعـــي‪.‬‬

‫تشــجيع التطــوع كجــزء مــن املنهــج املشــرك؛ لضــان قــدرة األفــراد الحصــول عــى‬ ‫د‪ .‬‬ ‫ ‬
‫فــرص التطــوع‪.‬‬

‫مشــاركة وتبــادل املعرفــة؛ لتحديــد الفــرص التــي ميكــن أن تعــود بالفائــدة عــى جميــع‬ ‫هـ‪ .‬‬ ‫ ‬
‫أصحــاب املصلحــة‪.‬‬

‫‪135‬‬
‫إدارة العمل التطوعي باملؤسسات الرتبوية يف ضوء بعض الخربات العاملية‬

‫استكشــاف قــدرات األفــراد‪ ،‬وتوظيفهــم يف األماكــن املناســبة بحســب املحــددات‬ ‫و‪ .‬‬ ‫ ‬
‫املتصلــة بالبيئــة وضــان االســتدامة‪.‬‬

‫‪5‬خلق رشاكة مستدامة بني شبكة أصحاب املصلحة‪:‬‬ ‫‪.5‬‬

‫إعــداد اســراتيجية تســويقية لضــان فرص التطــوع يف كييــل ‪ Keele‬وإدارتهــا بفعالية‪.‬‬ ‫أ‪ .‬‬ ‫ ‬

‫دعم جميع الرشكاء لفرص العمل التطوعي ضمن دوائر التأثري الخاصة بكل منهم‪.‬‬ ‫ب‪ .‬‬ ‫ ‬

‫وضــع منــاذج للمامرســات الجيــدة؛ بهــدف تحقيــق اســتدامة للدعــم االقتصــادي يف‬ ‫ج‪ .‬‬ ‫ ‬
‫جميــع األنشــطة‪.‬‬

‫متكــن جميــع املتطوعــن لإلســهامات الفعالــة يف املجتمعــات املحليــة والعامليــة‪،‬‬ ‫د‪ .‬‬ ‫ ‬
‫وإلحــداث التطــور املطلــوب ملســتقبل الجامعــة‪.‬‬

‫ضامن نجاح اسرتاتيجية التسويق‪ ،‬ومتتعها بالكفاءة والفاعلية‪.‬‬ ‫هـ‪ .‬‬ ‫ ‬

‫وبذلك تتحدد أهداف الجامعة عىل املدى االسرتاتيجي فيام يتعلق بكافة جوانب العمل‬
‫التطوعي لديها‪ ،‬حيث اهتمت الجامعة بربط تلك األهداف بأهداف الجامعة العامة االسرتاتيجية‬
‫يف كونها تحقق تنمية خربات الطالب‪ ،‬وكذلك اإلسهام بشكل إيجايب يف املجتمعات يف‬
‫ريا تطوير‬
‫النواحي االقتصادية والثقافية والصحية‪ ،‬كام أنها تعمل عىل تطوير الوعي البيئي‪ ،‬وأخ ً‬
‫من ثبات وتطور الجامعة(((‪ ،‬وميكن االستناد إىل تلك األهداف‬
‫تلك الفرص بشكل فعال؛ مبا يؤ ِّ‬
‫عند بناء مؤرشات أو معايري للرقابة‪ ،‬وتقييم إنجاز أي مشاريع أو برامج تطوعية منفذة تتخذ‬
‫من الطابع املؤسيس منهجية الستدامة أعاملها يف الجامعة‪ ،‬حيث تضع جامعات بريطانية‬
‫دليالً يُحدد املبادئ واإلجراءات اإلدارية التي تتخذها فيام يتعلق بإدارة العمل التطوعي فيها‬
‫بطريقة تتامىش مع القانون واألعراف املؤسسية‪.‬‬

‫فنجــد أن رابطــة طــاب جامعــة برمنغهــام ‪ University of Birmingham‬قامــت بوضــع‬


‫دليــل لسياســات العمــل التطوعــي لديهــا ‪ ،Volunteering Policy‬حيــث تهــدف هــذه السياســة‬
‫إىل تنظيــم ومأسســة العمــل التطوعــي بهــا مــن خــال تحديــد طبيعــة مــا يجــب أن يلتــزم بــه‬
‫املتطوعــون تجــاه الفــرص التطوعيــة املتاحــة‪ ،‬ومــا يحــق لهــم مــن ضامنــات ميــرة وموجهــة‬
‫لعملهــم وأنشــتطهم يف جميــع مراحــل تلــك املنظومــة التطوعيــة فيهــا‪ ،‬حيــث يهــدف هــذا‬
‫الدليــل لــآيت(((‪:‬‬

‫‪(1) I bid, p 1.‬‬


‫‪(2) University of Birmingham (2008): Volunteering Policy, University of Birmingham Guild of Students,‬‬
‫‪Student Volunteering Network, Policies and Procedures, p 3.‬‬
‫‪Available on https://bit.ly/2pGJhZu on 15/ 2/ 2017‬‬

‫‪136‬‬
‫‪1.1‬اعتامد منهجية متسقة ومتامسكة يف جميع برامج التطوع املنفذة‪.‬‬
‫‪2.2‬ضــان شــفافية وعدالــة مــا يقــدم مــن خدمــات لجميــع املتطوعــن‪ ،‬وأنهــم يعاملــون‬
‫عــى قــدم املســاواة‪.‬‬
‫‪3.3‬ضــان تحقيــق أعــى درجــات التأمــن وشــموليتها يف الربامــج أو املشــاريع التــي‬
‫يقــوم بهــا املتطوعــون‪.‬‬
‫‪4.4‬ضامن مكافأةجميع املتطوعني وتقديرهم وتحفيزهم وفقًا ملا يقدمونه من إسهامات‪.‬‬
‫‪5.5‬توفــر دعــم وخدمــات ذات جــودة عاليــة للمتطوعــن؛ للتأكــد مــن تحصلهــم عــى‬
‫أقــى اســتفادة مــن تجربــة العمــل التطوعــي‪.‬‬
‫‪6.6‬ضامن التنظيم الجيد واملتامسك لجميع فئات منظومة التطوع‪ ،‬وتحديد األدوار واملسئوليات‪.‬‬
‫‪7.7‬رصد وجمع معلومات؛ للتعرف عىل ما تم إنجازه وفقًا لألهداف‪.‬‬
‫ويُع ـ ُّد هــذا الدليــل مبثابــة الئحــة النظــام األســايس ألي مشــاريع أو برامــج تطوعيــة تديــر‬
‫هــذا املــورد البــرى املهــم؛ يك تتحقــق األهــداف املوضوعــة‪ ،‬ويعــود النفــع عــى جميــع‬
‫األطــراف املشــاركة يف تلــك املنظومــة‪ ،‬حيــث يســتعرض هــذا الدليــل اإلجــراءات امليــرة لتلــك‬
‫الربامــج التطوعيــة وفــق خمســة عــر بن ـدًا‪ ،‬بــد ًءا مــن األهــداف والقيــم‪ ،‬وصــوالً للمرجعيــات‬
‫وآليــة تحديــث تلــك السياســة ومراجعتهــا‪ ،‬والتــي ميكــن اســتعراضها يف الشــكل اآليت‪:‬‬

‫(((‬
‫شكل (‪ )7‬محاور دليل سياسات العمل التطوعي بجامعة برمنغهام‬

‫وبالنظــر إىل تلــك املنهجيــة املتبعــة يف إدارة الجهــود التطوعيــة يف الجامعــة؛ نجــد‬
‫أنهــا تتصــف بالشــمولية لجميــع اإلجــراءات والعمليــات املنظمــة واملوجهــة ألي مــروع أو‬

‫‪(1) I bid, p 1.‬‬

‫‪137‬‬
‫إدارة العمل التطوعي باملؤسسات الرتبوية يف ضوء بعض الخربات العاملية‬

‫برنامــج تطوعــي‪ ،‬ســواء كان داخــل الجامعــة أو خارجهــا‪ ،‬حيــث تتعــدد تلــك الربامــج يف صورهــا‬
‫وأشــكالها بحســب الهــدف منهــا‪ ،‬واملجــال الــذي ينفــذ بــه العمــل التطوعــي‪.‬‬

‫فنجــد أن بعــض أقســام القانــون ببعــض الجامعــات الربيطانيــة تنشــئ مــا يســمى‪« :‬العيــادة‬
‫القانونيــة»‪ ،‬ومــن أبرزهــا العيــادة القانونيــة لقســم القانــون بجامعــة بريســتول ‪University of‬‬
‫‪ ،Bristol‬وهــو برنامــج تدريبــي يتــم االعتــاد عــى الطــاب املتطوعیــن مــن قســم القانــون يف‬
‫الجامعــة لتوســیع تقديــم أنشــطة خدمــات االستشــارة القانونیــة املحلیــة ‪-‬النصیحــة القانونیــة‪-‬‬
‫عــر قاعــدة كبیــرة يف حشــد عــدد كبیــر مــن الطــاب املتطوعیــن‪ ،‬وتــدار وفــق ثالثــة منــاذج‪:‬‬
‫(تقديــم الطــاب الخدمــة كجــزء مــن أعاملهــم الصفيــة‪ ،‬إعــداد الطــاب مــن األقســام األكادمييــة‬
‫للمراكــز القانونيــة الباحثــة عــن متطوعــن مــن الطــاب‪ ،‬تقديــم الخدمــة مــن الطــاب يف أوقــات‬
‫فراغهــم لفئــات معينــة)(((‪ .‬فنجــد أن هــذا الربنامــج التطوعــي مــن أشــكال التطــوع الشــائعة يف‬
‫الجامعــات الربيطانيــة‪ ،‬ويســمى «التعلیــم املتصــل بالتطــوع»‪ ،‬حیــث یقــدم الطــاب االستشــارات‬
‫القانونیــة للجمهــور كجــزء مــن أعاملهم الفصلیــة‪ ،‬وتحــت إرشاف أكادميي من قبل أســاتذتهم‪،‬‬
‫كــا يقــدم البعــض خرباتهــم يف خدمــة الطــاب اآلخریــن‪ ،‬أو يف مراكــز القانــون املحلیــة التــي‬
‫تحتــاج إىل متطوعــن يف هــذا املجــال‪.‬‬

‫قــا ملرشوعات‬
‫كــا نجــد أن هنــاك جامعــات بريطانيــة تتخــذ مــن برامــج العمل التطوعــي منطل ً‬
‫يقودهــا الطــاب‪ ،‬تســهم يف صقــل خــرات هــؤالء الطــاب علميًــا وعمليًــا‪ ،‬كــا أنهــا تســهم‬
‫يف ربــط الجامعــة باملجتمــع املحــي‪ ،‬ومــن ثــم تحقيــق التكامــل والتناســق بــن وظائفهــا‬
‫الثــاث‪ ،‬عــاوة عــى اســتفادة الجامعــة مــن تلــك الربامــج يف التســويق املجتمعــي لهــا‪ ،‬ومــن‬
‫ثــم زيــادة اإلقبــال عليهــا مــن قبــل الرعــاة واملســتثمرين‪ ،‬وكذلــك تزايــد اإلقبــال مــن قبــل طــاب‬
‫العلــم‪ ،‬ســواء مــن داخــل البــاد أو خارجهــا؛ نظــ ًرا لرغبتهــم امللحــة يف االنتســاب ملؤسســة‬
‫تعليميــة مرموقــة تحظــى بثقــة واحــرام املجتمــع‪.‬‬

‫‪،University‬‬ ‫ومــن أبــرز تلــك الجامعــات جامعــة ســرتال لنكشــاير ‪of Central Lancashire‬‬
‫والتــي يوجــد بهــا مركــز التطــوع والقيــادة املجتمعيــة ‪Centre for Volunteering and‬‬
‫‪ ،Community Leadership‬ويعمــل يف عــدد مــن املجــاالت واملشــاريع التطوعيــة الرئيســة‪،‬‬
‫مبــا يســاعد عــى تطويــر مهــارات الطــاب‪ ،‬واكتســاب خــرات جديــدة‪ ،‬مــن خــال دعــوة جميــع‬
‫الطــاب للتطــوع يف عــدد مــن الربامــج التطوعيــة‪ ،‬وهــي عــى النحــو اآليت(((‪:‬‬

‫‪(1) Colin Rochester (2000): Legal Advice as Student Community Action: The Case Study of The University‬‬
‫‪of Bristol law Clinic, journal of Voluntary Ary Action, Vol.2, No.3, p p 71- 83.‬‬
‫‪(2) University of Central Lancashire (2017): Volunteering Projects, Centre for Volunteering and Community‬‬
‫‪Leadership (CVCL), Types of Opportunities.‬‬
‫‪Available onhttps://bit.ly/2pHrTUu on 16/ 2/ 2017‬‬

‫‪138‬‬
‫‪1‬اإلرشاف عــى املرافــق العامــة‪ :‬وفيــه يتــم املســاعدة يف اإلرشاف عــى‬ ‫‪.1‬‬
‫املجتمعــات واملجالــس املحليــة للمحافظــة عــى مناطقهــم‪.‬‬
‫‪2‬الباحــث العلمــي‪ :‬وفيــه يتــم مســاعدة املراكــز أو املنظــات البحثيــة يف إمتــام‬ ‫‪.2‬‬
‫البحــوث كباحــث‪ ،‬وهــي وســيلة لتعلــم طــرق جديــدة للبحــث وبصــورة ميدانيــة‪.‬‬
‫‪3‬جمــع التربعــات‪ :‬وفيــه يتــم مســاعدة الجمعيــات الخرييــة وغريهــا عــى التمويــل‬ ‫‪.3‬‬
‫النقــدي ألنشــتطها‪.‬‬
‫‪4‬كبــار الســن‪ :‬وفيــه يتــم تقديــم الدعــم والرفقــة لكبــار الســن يف املجتمــع‪،‬‬ ‫‪.4‬‬
‫ومســاعدتهم يف دور الرعايــة التــي تعمــل يف ذلــك املجــال‪.‬‬
‫‪5‬دعــم األقــران والتثقيــف‪ :‬وفيــه يتــم مســاعدة األطفــال والشــباب عــى اتخــاذ‬ ‫‪.5‬‬
‫الخيــارات الصحيحــة يف الحيــاة‪.‬‬
‫‪6‬إنفــاذ القانــون وإعــادة التأهيــل‪ :‬وفيــه يتــم العمــل مــع الرشطــة املحليــة عــى‬ ‫‪.6‬‬
‫إنفــاذ القانــون واإلســهام يف إعــادة تأهيــل األحــداث والجانحــن‪.‬‬
‫‪7‬التأهيــل والدمــج‪ :‬وفيــه يتــم مســاعدة األرس التــي بهــا حــاالت عجــز عــى إعــادة‬ ‫‪.7‬‬
‫إدمــاج أبنائهــا يف املجتمــع‪.‬‬
‫‪8‬املجال البيئي‪ :‬وفيه يتم مساعدة املنظامت البيئية عىل إمتام مشاريعها البيئية‪.‬‬ ‫‪.8‬‬
‫‪9‬الفنــون والثقافــة‪ :‬وفيه يتم العمل مــع مجموعة متنوعة مــن املشــاريع اإلبداعية‬ ‫‪.9‬‬
‫التــي تســاعد الشــباب عــى إطــاق الطاقــات الداخليــة والعبقريــة الخالقــة‪.‬‬
‫‪1010‬األطفــال والشــباب‪ :‬وفيــه يتــم العمــل مــع املــدارس واملنظــات إلحــداث أثــر‬
‫إيجــايب عــى حيــاة األطفــال والشــباب‪.‬‬
‫‪1111‬العمــل املجتمعــي‪ :‬وفيــه يتــم العمــل مــع مجموعــة متنوعــة مــن املنظــات‬
‫املحليــة‪ ،‬والجامعــات التــي تتبنــى قضايــا تنمويــة يف إمتــام برامجهــا‪.‬‬
‫‪1212‬التدريــس والتعليــم األكادميــي‪ :‬وفيــه يتــم العمــل عــى تطويــر مهــارات مهنــة‬
‫التدريــس والتعليــم‪ ،‬وذلــك ملــن يخطــط للعمــل يف ذلــك املجــال مســتقبالً‪.‬‬
‫‪1313‬رعاية الحيوانات‪ :‬وفيه يتم مساعدة روابط الرفق بالحيوان عىل تحقيق غاياتها‪.‬‬
‫وهنــاك فــرص تطوعيــة متعلقــة بالنواحــي املاليــة‪ ،‬والقانونيــة‪ ،‬واألعــال التجاريــة‪،‬‬
‫والحاســبات‪ ،‬واملعلومــات‪ ،‬والعمــل االجتامعــي‪ ،‬والريــايض‪ ،‬واإلعالمــي‪ ،‬وإدارة األحــداث‪،‬‬
‫والفعاليــات يف الجامعــة‪ ،‬حيــث يتــم اإلعــان عنهــا يف صــور حمــات ودعــوات بحســب الحاجــة‬
‫لذلــك‪ ،‬ويعمــل (مركــز جامعــة ســرتال لنــكارسي للتطــوع والقيــادة املجتمعيــة) مــع أكــر مــن‬
‫‪ 200‬منظمــة يف جميــع أنحــاء البــاد لتوفــر فــرص تطوعيــة للطــاب لالنخــراط فيهــا مثــل‪:‬‬
‫منظــات القطــاع الثالــث التطوعيــة‪ ،‬والجمعيــات الخرييــة‪ ،‬واملؤسســات غــر الربحيــة‪.‬‬

‫‪139‬‬
‫إدارة العمل التطوعي باملؤسسات الرتبوية يف ضوء بعض الخربات العاملية‬

‫وبالعــودة إىل أغلــب الربامــج التطوعيــة يف الجامعــات؛ نجــد انتشــار هــذا النــوع مــن‬
‫التطــوع‪ ،‬والقائــم عــى ربــط طــاب الجامعــات مبراكــز التطــوع مــن خاللهــا‪ ،‬بحيــث تضمــن إتاحــة‬
‫فــرص متنوعــة املهــام والصــور لجميــع طالبهــا‪ ،‬وتلبــي كل احتياجــات الطــاب منهــا بحســب‬
‫رغباتهــم واهتامماتهــم‪ ،‬ومبــا يتــاح لهــم مــن أوقــات؛ نظــ ًرا لتخصــص تلــك املراكــز املحليــة‬
‫باملجــال التطوعــي ومنهجيــة تخطيطهــا‪ ،‬مبــا يلبــي احتياجــات املجتمــع بصــورة مســتمرة‪،‬‬
‫فنجــد عــى ســبيل املثــال‪ :‬توجيــه جامعــة بانجــور ‪ Bangor University‬لطالبهــا بااللتحــاق‬
‫جــا تطوع ًيــا ينظمــه اتحــاد طــاب جامعــة بانجــور‬
‫بالفــرص التطوعيــة عــر ســبعة عــر برنام ً‬
‫‪)Student Volunteering Bangor (Students Union‬؛ إال إن الجامعــة تــويص طالبهــا بااللتحــاق‬
‫بالفــرص التطوعيــة املتاحــة بربامــج مركــز ويلــز للعمــل التطوعــي ‪Volunteering Wales‬؛ كونــه‬
‫ميتلــك قاعــدة بيانــات عــن فــرص العمــل التطوعــي‪ ،‬بحســب املجــال ومنطقــة اإلقامــة إىل غــر‬
‫ذلــك مــن املحــددات التــي تتناســب مــع ظــروف واحتياجــات الطــاب امللتحقــن يف الجامعــة(((‪.‬‬

‫وبذلــك تتضــح مالمــح تخطيــط الجامعــات الربيطانيــة إلدارة العمــل التطوعــي فيهــا عــر‬
‫كوادرهــا ومواردهــا املاديــة والبرشيــة‪ ،‬بهــدف إفــادة املجتمــع بخرباتهــا وطاقــات أبنائهــا‪،‬‬
‫مبــا يحقــق وظيفتهــا الثالثــة‪ ،‬وزيــادة ارتباطهــا باملجتمــع املحــي‪ ،‬ومبــا يعــود بالنفــع عليهــا‬
‫نتيجــة تلــك الجهــود املبذولــة‪ ،‬مــع ربــط أهدافهــا االســراتيجية املخططــة بأهــداف خطــط إدارة‬
‫العمــل التطوعــي فيهــا‪ ،‬والتــي ترجمــت يف صــورة سياســات وإجــراءات وبرامــج عمــل تتنــاول‬
‫كافــة مناحــي منظومــة العمــل التطوعــي‪ ،‬مــع حرصهــا عــى تنظيــم هــذا املــورد الحيــوي‬
‫واملهــم مــع املؤسســات أو املراكــز املحليــة والقوميــة املتخصصــة‪.‬‬

‫(‪ )2‬تنظيم العمل التطوعي يف الجامعات الربيطانية‪:‬‬

‫إن التغــر يف عــامل اليــوم نحــو تنظيــم الجهــود التطوعيــة يف جميــع مؤسســات‬
‫املجتمــع؛ بــات رضورة ملحــة تفرضهــا التحديــات املجتمعيــة‪ ،‬وليســت الجامعــة عــن ذلــك ببعيــد‪،‬‬
‫فالجامعــة كمنظمــة تتحــول وتُّحــول املجتمــع إىل مــا يســمى مبجتمــع املعرفــة يف اســتجابة‬
‫لديناميــات وتحديــات املجتمــع‪ ،‬وهــو األمــر الــذي يــؤدي إىل حتميــة تنظيــم العمــل التطوعــي‬
‫جــا وقــدوة لجميــع املؤسســات املهتمــة‬
‫مبؤسســات التعليــم العــايل حتــى تكــون منوذ ً‬
‫بالعمــل التطوعــي باملجتمعــات املحليــة‪ ،‬وتتمثــل أهميــة تلــك الخطــوة يف كونهــا «عمليــة‬
‫يتــم مبوجبهــا تقســيم العمــل إىل أجــزاء مرتابطــة‪ ،‬وتوزيــع املهــام الخاصــة بــكل جــزء عــى‬
‫قــا ملعايــر معينــة»(((‪.‬‬
‫العاملــن بــه وف ً‬

‫‪(1) Bangor University (2017): Volunteering, Work and Volunteering, Student Volunteering Bangor (Students’ Union.‬‬
‫‪.Available on https://bit.ly/2oOLh1t on 20/ 2/ 2017‬‬
‫(‪ )2‬محمد جاسم محمد (‪ :)2004‬سيكولوجية اإلدارة التعليمية والمدرسية وآفاق التطوير‪ ،‬مكتبة دار الثقافة‪ ،‬عمان‪ ،‬ص‪.59‬‬

‫‪140‬‬
‫فتنظيــم العمــل التطوعــي ليــس غايــة يف حــد ذاتــه‪ ،‬بــل وســيلة لتحقيــق األهــداف‬
‫املخطــط لهــا‪ ،‬يتضمــن بنــاء هيكليًــا‪ ،‬والــذي يعــ ُّد وســيلة أساســية‪ ،‬يتــم مــن خاللــه تقســيم‬
‫املهــام وتوزيــع املــوارد‪ ،‬لتحقيــق تلــك األهــداف‪ ،‬ويتبعــه تعبئــة املــوارد البرشيــة‪ ،‬وإعدادهــا‬
‫وتدريبهــا‪ ،‬وتوظيفهــا وفقًــا للمهــام املطلوبــة يف الربامــج التطوعيــة الجامعيــة املخطــط‬
‫لهــا‪ ،‬ونجــد خــرات الجامعــات الربيطانيــة يف هــذا الشــأن متميــزة‪ ،‬وخــر شــاهد عــى ذلــك‬
‫تنظيــم رابطــة الطــاب التطوعيــة بجامعــة ليــدز ‪ ،Action Leeds Student Volunteers‬والتــي‬
‫تعمــل مــن خــال اتحــاد طــاب الجامعــة‪ ،‬حيــث تقــوم عــى برامــج تطوعيــة متنوعــة تبلــغ اثنــي‬
‫جــا مختلفًــا‪ ،‬منهــا رعايــة ذوي صعوبــات التعلــم‪ ،‬أو رعايــة الشــباب باملناطــق‬
‫عــر برنام ً‬
‫ون تلــك الرابطــة مــن الهيــكل‬
‫املحرومــة مــن الرعايــة‪ ،‬أو رعايــة ومعاونــة كبــار الســن‪ ،‬حيــث تتكـ َّ‬
‫اآليت(((‪:‬‬ ‫التنظيمــي‬

‫شكل (‪ )8‬الهيكل التنظيمي لرابطة العمل التطوعي بجامعة ليدز‬

‫ويــأيت هــذا الهيــكل التنظيمــي لخدمــة برنامــج الجامعــة التطوعــي ‪Our Leeds For Life‬‬
‫‪ ،Programme‬والــذي يشــجع عــى تطويــر مهاراتهــم األكادمييــة واملنهجيــة املشــركة‬
‫مــع مراكــز وهيئــات تطوعيــة خــارج الجامعــة‪ ،‬منهــا مؤسســة فينــس برييــد ((‪،VINSPIREDl V‬‬
‫والتــي تقــدم لطــاب الجامعــة ألــف فرصــة تطوعيــة كل عــام عــر مكتــب الفــرص التطوعيــة يف‬
‫الجامعــة مــع فريــق املشــاركة املجتمعيــة املحليــة ومركــز العمــل التطوعــي يف ليــدز(((‪.‬‬

‫‪(1) University of Leeds (2017): Core-Constitution, Action Leeds Student Volunteers.‬‬


‫‪.Available on https://bit.ly/2JQXSIK on 20/ 2/ 2017‬‬
‫‪(2) Georgina Brewis and others (2010): Bursting the Bubble: Students, Volunteering, and The Community,‬‬
‫‪Op Cit, pp 149, 150.‬‬

‫‪141‬‬
‫إدارة العمل التطوعي باملؤسسات الرتبوية يف ضوء بعض الخربات العاملية‬

‫حيث يقوم مركز العمل التطوعي يف ليدز بالتنسيق وعقد رشاكة تطوعية بني جامعات‬
‫مدينة ليدز الثالث (‪)University of Leeds , Leeds Beckett University, Leeds Trinity University‬‬
‫مع منظامت القطاع التطوعي تحت مسمى التعاون األكادميي مع القطاع الثالث (‪Academic‬‬
‫‪ ،)Collaboration with the Third Sector‬بهدف بناء عالقات ذات منافع متبادلة بني الباحثني‬
‫األكادمييني والجمعيات الخريية‪ ،‬واملنظامت التطوعية‪ ،‬ومنظامت املجتمع املحيل‪ ،‬لتشجيع‬
‫العمل املشرتك لصالح مجتمعات ليدز(((‪ ،‬ويتبع هذا املركز التطوعي من حيث إدارته مجلس‬
‫املنظامت التطوعية (‪ ،)NCVO‬والذي يتحدد هيكله التنظيمي يف اآليت(((‪:‬‬

‫شكل (‪ )9‬الهيكل التنظيمي ملجلس املنظامت التطوعية الربيطانية‬

‫وبالنظــر إىل هــذا الهيــكل التنظيمــي؛ نــرى أنــه يشــتمل عــى مجموعــة مــن الوظائــف‬
‫الفنيــة واإلرشافيــة التــي تعمــل جميعهــا عــى تنظيــم الجهــود التطوعيــة بصــورة تكامليــة‬
‫لجميــع التنظيــات التــي تتبعهــا ‪ -‬ومنهــا مراكــز التطــوع ومنظمــة التطــوع الطــايب يف‬
‫إنجلــرا (‪ - )SVE‬ومــن ثــم تــأيت مهــام تلــك التنظيــات يف تهيئــة بيئــة العمــل للمتطوعــن‪،‬‬
‫‪(1) Volunteer Centre Leeds (2017): Leeds ACTS is a partnership between the city’s three universities and‬‬
‫‪third sector organisations, National Council for Voluntary Organizations.‬‬
‫‪Available onhttps://bit.ly/2WL4fTi on 20/ 2/ 2017‬‬
‫‪(2) National Council for Voluntary Organizations (2017): WHO’S WHO, Our governance.‬‬
‫‪Available on https://bit.ly/36xEx97 on 20/ 2/ 2017‬‬

‫‪142‬‬
‫وتأهيلهــم وتوظيفهــم بحســب متطلبــات الفــرص التطوعيــة املتاحــة‪ ،‬ووفــق ميــول وقــدرات‬
‫املتطوعــن مبــا يحقــق األهــداف املخطــط لهــا‪.‬‬

‫وتقــوم العديــد مــن الجامعــات الربيطانيــة بتهيئــة البيئــة املناســبة لتنظيــم العمــل‬
‫التطوعــي فيهــا‪ ،‬مــن خــال إجــراء دراســات تحليليــة لبيئــة العمــل التطوعــي للتعــرف عــى‬
‫دوافــع التطــوع وحوافــزه لــدى منتســبيها‪ ،‬ومهارتهــم‪ ،‬وخرباتهم‪ ،‬ومجــاالت العمــل املطلوبة‬
‫يف القطــاع التطوعــي‪ ،‬فالجامعــة املفتوحــة الربيطانيــة ‪ Open University‬قــد قامــت بتكليــف‬
‫معهــد البحــوث التطوعيــة ‪ ،Institute of Volunteering Research‬والــذي يخضــع إلرشاف‬
‫مجلــس املنظــات التطوعيــة (‪ )NCVO‬بإعــداد دراســة لتقويــم املســتويات الحاليــة للتطــوع‬
‫بــن طالبهــا للكشــف عــن اتجاهــات العمــل التطوعــي لديهــم‪ ،‬وشــمل هــذا التقويــم إجــراء‬
‫مقابــات مــع أعضــاء هيئــة التدريــس‪ ،‬وإجــراء مســح شــامل للطــاب‪ ،‬ومقابــات مــع روابــط أو‬
‫تنظيــات طالبيــة‪ ،‬ورشكاء مــن منظــات املجتمــع املحــي ذي الخــرة؛ بهــدف التوصــل لطــرق‬
‫زيــادة نســبة املشــاركة يف الحيــاة العامــة والتطــوع يف الجامعــة(((‪.‬‬

‫كــا نجــد العديــد مــن الجامعــات الربيطانيــة تســعى لحشــد وتعبئــة منتســبيها وطالبهــا‬
‫للعمــل التطوعــي وتنظيمــه‪ ،‬عــر تقديــم أدلــة للعمــل التطوعــي‪ ،‬يتضمــن اســتعراض ماهيــة‬
‫العمــل التطوعــي واألنشــطة التطوعیــة التــي یمكــن املشــاركة فیهــا‪ ،‬وأســباب مشــاركة‬
‫طالبهــا يف النشــاط التطوعــي‪ ،‬مثــل دليــل الطالــب للتطــوع بجامعــة إكســرا ‪University of‬‬
‫‪ ،Exeter‬والــذي يشــمل أیضً ــا حقــوق الطــاب املتطوعیــن‪ ،‬مثــل حقهــم يف بیئــة تطوعیــة‬
‫آمنــة‪ ،‬والعمــل‪ ،‬والنمــو الشــخيص‪ ،‬واملســاواة‪ ،‬ويتضمــن أیضً ــا مســؤولیاتهم‪ ،‬والتي اشــتملت‬
‫عــى االلتــزام والتدریــب واالتصــال(((‪ ،‬كــا تقــدم رابطــة الطــاب التطوعيــة بجامعــة ليــدز ‪Action‬‬
‫‪ Leeds Student Volunteers‬دليــاً لتطــوع طــاب الجامعــة مــن خاللهــا(((‪.‬‬

‫وتشــتمل تلــك األدلــة عــى إجــراءات تنظيــم املتطوعــن مــن حيــث تدريبهــم وتأهيلهــم‬
‫للفــرص التطوعيــة املتاحــة‪ ،‬ومــن ثــم توظيفهــم وإلحاقهــم بتلــك الفــرص‪ ،‬وهــم ميتلكــون‬
‫متطلبــات ومهــارات تلــك املهــام بحســب مــا ورد ببطاقــات الوصــف الوظيفــي املحــددة‬
‫لــدور كل مهمــة‪ ،‬فنجــد عــى ســبيل املثــال أن الربنامــج التطوعــي الــذي ينظمــه اتحــاد‬
‫طــاب جامعــة بانجــور‪ Student Volunteering Bangor‬يــرف عليــه لجنــة مشــكلة مــن طــاب‬
‫منتخبــن‪ ،‬وموظفــي اتحــاد الطــاب‪ ،‬وأعضــاء مــن املجتمــع املحــي‪ ،‬حيــث يقومــون بتقديــم‬
‫فرصــة املشــاركة يف الربنامــج التطوعــي لجميــع الطــاب‪ ،‬وذلــك بعــد عقــد مقابــات شــخصية‬

‫‪(1) Gertrud Malmersjo, and Angela Ellis Paine (2006): Active Learning Understanding Volunteering among‬‬
‫‪Open University Students, UK: Institute for Volunteering Research, p3.‬‬
‫‪(2) University of Exeter (2017): student’s guide, Student Volunteering, Charter, p 1-8.‬‬
‫‪(3) Leeds University (2017): Volunteering in Leeds, Your Guide to Getting Involved, Leeds University Union, p 1,2.‬‬

‫‪143‬‬
‫إدارة العمل التطوعي باملؤسسات الرتبوية يف ضوء بعض الخربات العاملية‬

‫عــا‬
‫للمتطوعــن‪ ،‬يتضــح مــن خاللهــا مــدى مالءمــة املتطــوع للربامــج التدريبيــة املقدمــة تب ً‬
‫للــدور الــذي ســوف يقــوم بــه؛ ســواء كان يف اإلســعافات األوليــة أو رعايــة األطفــال؛ حيــث‬
‫والبــد أن يُقــدم للمتطــوع نســخة أو بطاقــة توصيــف دوره أو وظيفتــه التطوعيــة‪ ،‬والتــي يتحــدد‬
‫بهــا الهــدف‪ ،‬واملســئوليات‪ ،‬ومــن املســؤول عــن املــروع‪ ،‬والتدریــب املطلــوب للقیــام بهــذا‬
‫الــدور‪ ،‬ويُراعــى عنــد تنفيــذ جلســات تلــك التدريبــات؛ أن تكــون يف أوقــات مالمئــة عــى مــدار‬
‫العــام‪ ،‬بحيــث ال تتعــارض مــع أي التزامــات جامعيــة(((‪ .‬ويعتمــد اتحــاد طــاب جامعــة كينجســتون‬
‫الربيطانيــة ‪ Kingston University‬عــى آليــة أخــرى يف تأهيــل وتوظيــف املتطوعــن مــن‬
‫مــدرج بها أســئلة ذات نهايات‬
‫منتســبي الجامعــة‪ ،‬تتمثــل يف تصميــم اســتامرة أو طلــب للتطوع ُ‬
‫مفتوحــة ومغلقــة مقننــة‪ ،‬يتــم اســتعراض خــرات املتطوعــن ومجــاالت عملهم وطــرق التطوع‬
‫التــي يفضلونهــا‪ ،‬فهــي إحــدى طــرق رصــد مجموعــة مــن املتطوعــن للمشــاركة يف أنشــطة‬
‫التطــوع التــي يقدمهــا اتحــاد طــاب الجامعــة‪ ،‬مــع التعهــد بــأن تكــون بيانــات ومعلومــات تلــك‬
‫قــا لقوانــن الحاميــة والترشيعــات املعمــول بهــا قوميًــا‪ ،‬حيــث تشــتمل‬
‫االســتامرة رسيــة وف ً‬
‫قــا لــآيت(((‪:‬‬
‫الدراســة عــى مجموعــة معلومــات مهمــة‪ ،‬ميكــن عرضهــا وف ً‬

‫‪1‬البيانــات األساســية‪ :‬ويتــم التعــرف فيهــا عــى النــوع‪ ،‬واملقــرر األكادميــي ودرجتــه‪،‬‬ ‫‪.1‬‬
‫والعنــوان‪ ،‬وعنــوان أقــرب شــخص لالتصــال عنــد الطــوارئ‪ ،‬والرقــم الجامعــي‪.‬‬

‫‪2‬خــرات ودوافــع التطوع‪ :‬ويتــم التعرف فيها عىل مشــاركة املتطوع يف أنشــطة تطوعية‬ ‫‪.2‬‬
‫ســابقة‪ ،‬واملهــارات املكتســبة مــن تلــك املشــاركات‪ ،‬ومــدى مالءمــة املتطــوع لألنشــطة‬
‫التطوعيــة املرغــوب االلتحــاق بهــا مــن حيــث‪( :‬داخــل أم خــارج الجامعــة‪ ،‬اللياقــة البدنيــة‬
‫والحالــة الصحية‪،‬إلــخ)‪ ،‬والفوائــد املرجــوة مــن املشــاركة يف الفــرص التطوعيــة املتاحــة‪.‬‬

‫‪3‬بيئــة التطــوع املناســبة‪ :‬ويتــم التعــرف فيهــا عــى أنســب مجموعــات العمــل التــي‬ ‫‪.3‬‬
‫يفضــل املتطــوع االنضــام لهــا مــن حيــث الخصائــص الدميوغرافيــة‪( :‬النــوع االجتامعــي‪،‬‬
‫اللــون‪ ،‬الجنســيات املفضلــة‪ ،‬الروابــط الطالبيــة) إىل غــر ذلــك مــن خصائــص‪.‬‬

‫ويتــم االهتــام بتلــك التفاصيــل والتعــرف عليهــا نظـ ًرا لدرجــة التنــوع الشــديد بــن منتســبي‬
‫الجامعــات الربيطانيــة؛ كونهــا محــددات مهمــة يف مرحلــة فحــص تلــك الطلبــات‪ ،‬والتــي تــأيت‬
‫يف إطــار حــرص اللجــان التنظيميــة املشـكَّلة عــى تحقيــق أكــر تجانــس ممكــن بــن مجموعــات‬

‫(‪ )1‬زینــام محمــد أحمــد (‪ :)2016‬تصــور مقتــرح لتفعیــل دور الجامعــة فــي تنمیــة ثقافــة العمــل التطوعــي لــدى طالبهــا فــي‬
‫ضــوء خبــرات بعــض الــدول‪ ،‬مرجــع ســابق‪ ،‬ص‪.196‬‬
‫‪(2) Kingston University (2017): Volunteer Registration Form, Kingston University Students’ Union, Student‬‬
‫‪Volunteering Network, Volunteer Agreements and Registration Forms.‬‬
‫‪.Available onhttps://bit.ly/36CH2XF on 24/ 2/ 2017‬‬

‫‪144‬‬
‫العمــل؛ مبــا يســاعدها عــى توظيفهــم ومبــارشة املهــام املوكلــة لهــم‪ ،‬وبذلــك تتكامــل‬
‫اإلجــراءات التنظيميــة الالزمــة إلدارة العمــل التطوعــي يف الجامعــات الربيطانيــة‪ ،‬بــد ًءا مــن‬
‫تهيئــة البيئــة التطوعيــة لهــم‪ ،‬وتســجيلهم‪ ،‬والتعرف عــى قدراتهم‪ ،‬وتدريبهــم عىل املهام‬
‫املوكلــة لهــم وفــق مــا تتطلبــه الفرصــة التطوعيــة‪ ،‬مبــا يؤهلهــم مببــارشة تلك املهــام‪ ،‬ومن‬
‫ثــم البــدء يف مرحلــة جديــدة تســتهدف قيــادة تلك الفئــات وتحفيزها عــر قنوات تواصــل فعالة‪.‬‬

‫(‪ )3‬توجيه العمل التطوعي يف الجامعات الربيطانية‪:‬‬


‫إن حــاس الشــباب املرتبــط بثقافــة التطــوع؛ كفيــل بدعــم ومســاندة العمــل االجتامعــي‬
‫التطوعــي والرقــي مبســتواه ومضمونــه(((‪ ،‬لــذا البــد مــن توجيــه املتطوعــن باعتبــاره أمــ ًرا‬
‫رضوريًــا لــه تأثــر كبــر يف إدارة العمــل التطوعــي‪ ،‬ويتــم ذلــك عــن طريــق التواصــل الدائــم مــع‬
‫املتطوعــن لتذليــل املشــاكل‪ ،‬ولتأمــن الدعــم املعنــوي‪ ،‬وتحديــد فــرص ومجــاالت التطــوع‪،‬‬
‫وتحديــد التدريــب الــازم‪ ،‬وإعــداد برنامــج متنــوع لتكريــم املتطوعــن‪ ،‬وذلــك يعــزز مــن إحســاس‬
‫املتطــوع باالنتــاء(((‪ ،‬ويعــود هــذا اإلحســاس باإليجــاب عــى مــردود الجهــود التطوعيــة‬
‫املبذولــة‪ ،‬ويرتتــب عليــه تحقــق األهــداف املرجــوة‪ ،‬ومــن ثــم نجــاح الربامــج التطوعيــة املنفــذة‪.‬‬
‫لذلك تتضح أهمية وظيفة التوجيه يف إدارة العمل التطوعي؛ كونها أسلوبًا إداريًا يستطيع‬
‫من خالله القائد تقوية الدافعية للمتطوعني من خالل تحفيز مرؤوسيه للعمل بأقىص طاقاتهم‬
‫وفق الخطط املحددة‪ ،‬وذلك يف إطار بيئي ميكنهم من إشباع احتياجاتهم‪ ،‬فتتوقف نجاح‬
‫وظيفة توجيه الجهود التطوعية عىل مهنية وحرفية وجهود قيادتها؛ كون القيادة معنية‬
‫«بالتأثري عىل اآلخرين (أفرادًا وجامعات) يف قيمهم‪ ،‬وأفكارهم‪ ،‬وسلوكهم‪ ،‬وتوجيههم‬
‫لتحقيق األهداف التي يرغب بها القائد‪ ،‬وإحداث تغيري يف األهداف واألساليب واإلجراءات يف‬
‫العمل‪ ،‬والقدرة عىل التصور والتفاعل مع الحارض واملستقبل»(((‪.‬‬
‫عا بقيــادات الربامــج التطوعيــة‬
‫مــا واســ ً‬
‫لــذا فإننــا نجــد الجامعــات الربيطانيــة تــويل اهتام ً‬
‫التــي تتــم مــن خاللهــا‪ ،‬حيــث تتبنــى معايــر دقيقــة عنــد تعيــن واختيــار قيــادات الربامــج‬
‫التطوعيــة لديهــا‪ ،‬وفــق قدراتهــم عــى إدارة األداء‪ ،‬وتوجيــه األفــراد‪ ،‬وتحفيزهــم للقيــام‬
‫باملهــام واملســئوليات امللقــاة عــى عاتقهــم يف برامــج العمــل التطوعــي يف الجامعــة‪،‬‬
‫كــا تضــع لهــم برامــج تدريبيــة ملوضوعــات تتعلــق باملهــارات اإلداريــة التــي تســاعدهم عــى‬
‫إدارة املشــاريع التطوعيــة يف الجامعــات الربيطانيــة‪.‬‬
‫وبالنظــر إىل أبــرز النــاذج الرائــدة للجامعــات الربيطانيــة التــي تهتــم بتأهيــل قيــادات‬

‫(‪ )1‬أحمد مصطفى خاطر (‪ :)2002‬الرعاية االجتماعية‪ ،‬المكتبة الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬ص‪.5‬‬
‫‪(2) Waxman, Lisa K.et al (2008): Voluntary Flammability Regulations for Residential Upholstered Furniture,‬‬
‫‪Op Cit, p 39.‬‬
‫(‪ )3‬على أحمد عبد الرحمن (‪ :)2006‬القيادة والدافعية في اإلدارة التربوية‪ ،‬دار الحمد للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬ص‪.34‬‬

‫‪145‬‬
‫إدارة العمل التطوعي باملؤسسات الرتبوية يف ضوء بعض الخربات العاملية‬

‫الربامــج واملشــاريع التطوعيــة فيهــا؛ نجــد تجربــة اتحــاد طــاب كليــة لنــدن الجامعيــة ‪University‬‬
‫‪ ،College London‬حيــث وضعــوا دليــاً لقــادة الربامــج واملشــاريع التطوعيــة‪ ،‬ورد بــه توصيفًــا‬
‫شــامالً لــدور قيــادات املشــاريع أو الربامــج التطوعيــة‪ ،‬وتــم توصيــف دورهــم عــى وجــه‬
‫العمــوم بــإدارة الطــاب املتطوعــن يف الجامعــة وفريــق العمــل‪ ،‬بحيــث يشــمل ذلــك تقســيم‬
‫العمــل‪ ،‬وتحديــد املســئوليات مبــا يضمــن تنفيــذ املهــام بدقــة عاليــة‪ ،‬وتتحــدد مســئوليات أو‬
‫مهــام قائــد املــروع التطوعــي يف الجامعــة وفــق عــدد مــن املجــاالت‪ ،‬ميكــن توضيحهــا‬
‫فيام يــي(((‪:‬‬

‫•إدارة الربامــج‪ :‬ويتضمــن ذلــك‪( :‬تحديــد أهــداف الربامــج واألهــداف العامــة للمــروع‪،‬‬ ‫ ‬
‫واإلعــان عن أنشــطة املــروع‪ ،‬وإمتــام عمليــات التوظيف‪ ،‬واختيــار املتطوعــن وفرزهم‪،‬‬
‫والتوجيــه واإلرشاف عــى املتطوعــن‪ ،‬وإدارة املتطوعــن يف املــروع‪ ،‬وإدارة أنشــطة‬
‫قــادة الربامــج‪ ،‬وتوفــر مــا يكفــي مــن معلومــات عــن مســؤولياتهم‪ ،‬ومراجعــة أعــال‬
‫املــروع التــي نفــذت بالفعــل‪ ،‬ومقارنتهــا مبــا هــو مســتهدف‪ ،‬والتنســيق مــع الــركاء‬
‫يف املجتمــع‪ ،‬وإكــال تقييــم مخاطــر املــروع التطوعــي بالتعــاون مــع وحــدة خدمــات‬
‫املتطوعــن‪ ،‬وتســجيل األنشــطة‪ ،‬واســتكامل ســجالت النشــاط‪ ،‬وترتيــب مــا يلــزم مــن‬
‫تدريبــات للمتطوعــن أو قــادة الربامــج)‪.‬‬

‫•اإلرشاف‪ :‬ويتضمــن ذلــك مســاعدة قــادة الربامــج يف‪( :‬وضــع خطــة الربنامــج‪ ،‬واالجتــاع‬ ‫ ‬
‫معهــم بشــكل منتظــم؛ لتقديــم املشــورة واملســاعدة‪ ،‬ومســاعدتهم عــى الوصــول‬
‫إىل الــدورات التدريبيــة املتاحــة بوحــدة خدمــات املتطوعــن‪ ،‬وإدارة الشــؤون املاليــة‬
‫للربنامــج‪ ،‬واقــراح طــرق التواصــل واالتصــال باملجتمــع املحــي والقطــاع التطوعــي‬
‫خارجيًــا‪ ،‬ومســاعدتهم عــى الوصــول إىل املــوارد املعرفيــة املتاحــة مبكتبــة وحــدة‬
‫خدمــات املتطوعــن واســتخدام مرافقهــا‪ ،‬ومســاعدتهم عــى نــر أنشــطتهم يف‬
‫معــارض للمتطوعــن)‪.‬‬

‫•االتصــال‪ :‬ويكــون ذلــك مــع وحــدة خدمــات املتطوعــن وذلــك يف حــاالت‪( :‬عقــد االجتامعات‬ ‫ ‬
‫التنظيميــة واإلرشافيــة للمــروع‪ ،‬واإلبــاغ عــن أي شــكاوى أو مقرتحــات‪ ،‬والتواصــل مــع‬
‫وســائل اإلعــام الخارجيــة)‪.‬‬

‫•التواصــل مــع املتطوعني‪ /‬فريق العمــل‪ :‬ويتضمن ذلك‪( :‬إعــداد جدول أعــال االجتامعات‪،‬‬ ‫ ‬
‫وضــان تســجيل محــارض الجلســات‪ ،‬وتوفــر نســخ ورقيــة وإلكرتونيــة لجــدول األعــال‬

‫‪(1) University College London (2012): Project Leader Resources 2012-13, The Innovations Programme,‬‬
‫‪University College London Union, handbook, pp 83-84.‬‬
‫‪Available on https://bit.ly/2WKAHFc on 27/ 2/ 2017‬‬

‫‪146‬‬
‫لجميــع املشــاركني‪ ،‬واالتصــال بوحــدة خدمــات املتطوعــن‪ ،‬وعقــد اجتامعــات مراجعــة‬
‫وتقييــم للربنامــج عنــد الحاجــة لذلــك‪ ،‬وتنظيــم أنشــطة اجتامعيــة للمتطوعــن والقــادة)‪.‬‬

‫•الصحــة والســامة‪ :‬ويتضمــن ذلــك‪( :‬ضــان اتبــاع إجــراءات الســامة والصحــة‪ ،‬وإتقــان‬ ‫ ‬
‫مهــارات اإلســعافات األوليــة‪ ،‬واإلبــاغ عــن أي حــوادث لوحــدة خدمــات املتطوعــن‪،‬‬
‫واســتكامل ســجالت ومنــاذج آليــات الصحــة والســامة‪ ،‬ووضــع دليــل إلجــراءات وآليــات‬
‫الصحــة والســامة)‪.‬‬

‫•امليزانيــات والتمويــل‪ :‬ويتضمــن ذلــك‪( :‬وضــع امليزانيــة الخاصــة باملــروع‪ ،‬تأمــن مصــادر‬ ‫ ‬
‫للتمويــل ولرعايــة الربامــج التطوعيــة بصــورة مســتدامة‪ ،‬وعــرض تقريــر مــايل لوحــدة‬
‫خدمــات املتطوعــن تتضمــن نفقــات املــروع وموقفــه املــايل)‪.‬‬

‫ونجــد فيــا ســبق مــؤرشات ومامرســات البــد مــن توافرهــا يف مــن يقــود أي مــروع‬
‫تطوعــي عــى وجــه العمــوم يف الجامعــات الربيطانيــة‪ ،‬وفــق مــا تــم تناولــه مــن مجــاالت‪،‬‬
‫ويتــم إضافــة عــدد مــن الســات والخــرات لــكل قائــد أو منســق كل برنامــج تطوعــي بحســب‬
‫طبيعــة هــذا املجــال‪( :‬تعليمــي‪ ،‬صحــي‪ ،‬اجتامعــي‪ ،‬بيئي‪،‬إلــخ)‪ ،‬ويســتدل عــى ذلــك مــن‬
‫توصيــف اتحــاد الطــاب بجامعــة ليــدز ملهمــة قيــادة أو تنســيق برنامــج العمــل البيئــي؛ تضيــف‬
‫مــا متعلقــة بطبيعــة الربنامــج التطوعــي مثــل‪( :‬تنســيق أنشــطة الطلبــة التطوعيــة يف‬
‫مها ً‬
‫العمــل البيئــي‪ ،‬وتطويــر االســراتيجيات التــي تحافــظ عــى النظافــة‪ ،‬وتشــجيع املبــادرات‬
‫املجتمعيــة إلعــادة التدويــر وتقليــل الفضــات)(((‪.‬‬

‫وينظــم مركــز الخدمــات التطوعيــة بكليــة لنــدن الجامعيــة تدريبًــا إلزاميًــا لقــادة الربامــج‬
‫التطوعيــة لديهــا‪ ،‬وذلــك بعــد اســتعراض أفكارهــم يف الربامــج التطوعيــة الطالبيــة‪ ،‬بحيــث‬
‫يتنــاول هــذا التدريــب موضوعــات حــول كيفيــة تحديــد أهميــة الربنامــج التطوعــي‪ ،‬وكيفيــة‬
‫التخطيــط مبــدى ســنوي لــه‪ ،‬وتأمــن مصــادر متويلــه‪ ،‬وكيفيــة إدارة تلــك الربامــج التطوعيــة‬
‫الطالبيــة‪ ،‬وصــوالً ملرحلــة اإلنهــاء والتقييــم‪ ،‬وأســاليب اســتقطاب املتطوعــن‪ ،‬والتواصــل‬
‫معهــم(((‪ ،‬حيــث تــويل الجامعــات الربيطانيــة أهميــة خاصــة باالتصــال والتواصــل بــن منتســبيها‬
‫يف املجــال التطوعــي‪ ،‬بهــدف تحقيــق مــردود إيجــايب يف خطــط املشــاركة املجتمعيــة بهــا؛‬
‫مــا يرتتــب عليــه نجــاح وظيفتهــا املجتمعيــة‪.‬‬

‫‪(1) University of Leeds (2017): Environmental Action & Volunteer Coordinator, Action Leeds Student‬‬
‫‪Volunteers, Student Volunteering Network, Worker job descriptions.‬‬
‫‪Available onhttps://bit.ly/33jUJsr on 28/ 2/ 2017‬‬
‫‪(2) University College London (2017): VSU Project Leader Training - Registration 2016/ 17, Volunteering‬‬
‫‪Services Unit.‬‬
‫‪Available on https://bit.ly/33iOHsi on 27/ 2/ 2017‬‬

‫‪147‬‬
‫إدارة العمل التطوعي باملؤسسات الرتبوية يف ضوء بعض الخربات العاملية‬

‫فنجــد أن أول محــاور جامعــة ليــدز ‪ University of Leeds‬يف خطتهــا االســراتيجية‬


‫للمشــاركة املجتمعيــة هــو االتصــال بــن الطــاب وأعضــاء هيئــة التدريــس واملســتفيدين مــن‬
‫خــارج الجامعــة‪ ،‬حيــث طــورت الجامعــة برامجهــا بهــدف مســاعدة الطــاب عــى االندمــاج يف‬
‫املجتمــع املحيــط‪ ،‬وطــورت مــن صــور االتصــال باملســتفيدين مــن الخــارج عــن طريــق االتصــال‬
‫املبــارش‪ ،‬مــن خــال النــدوات املفتوحــة التــي تعقدهــا لجميــع أفــراد املجتمــع‪ ،‬وتخصيــص‬
‫«موظــف اتصــال» ضمــن مــروع يتــم بالرشاكــة مــع بلديــة مدينــة ليــدز يســمى «خــط مســاعدة‬
‫املقيمــن باألحيــاء املجــاورة»‪ ،‬حيــث يقــوم موظــف االتصــال بالتجــاوب مــع جميــع الرســائل‬
‫الصوتيــة ورســائل الربيــد اإللكــروين املتعلقــة باملشــكالت البيئيــة التــي تتعلــق باألفــراد‬
‫املقيمــن باملناطــق املحيطــة يف الجامعــة‪ ،‬ودعــوة طــاب الجامعــة للتعامــل معهــا بحســب‬
‫طبيعــة املشــكلة وخــرات الطــاب ومهاراتهــم(((‪ ،‬كــا تتعــدد صــور االتصــال املبــارش يف‬
‫الجامعــات الربيطانيــة الفــردي منهــا والجامعــي لطــاب الجامعــة؛ لتعبئتهــم للمشــاركة يف‬
‫الربامــج التطوعيــة يف الجامعــات‪ ،‬حيــث تقــوم كليــة لنــدن الجامعيــة بتنظيــم معــارض لألنشــطة‬
‫التطوعيــة موســمية وتخصصيــة مثــل‪( :‬معــرض الصحــة‪ ،‬ومعــرض املتاحــف والــراث‪ ،‬ومعــرض‬
‫التعليــم‪ ،‬ومعــرض الشــتاء‪،‬إلخ)‪ ،‬بحيــث تكــون مركــز التقــاء بــن الهيئــات الراغبــة يف اســتقطاب‬
‫املتطوعــن وطــاب الجامعــة؛ مــا يعــزز فــرص التطــوع لطــاب الجامعــة(((‪ ،‬ومــن صــور االتصــال‬
‫املبــارش أيضً ــا مــا تقــوم بــه قيــادات تلــك الربامــج واملرشوعــات يف صــورة اجتامعــات ولقــاءات‬
‫باملتطوعــن أثنــاء تنفيــذ النشــاط؛ بغــرض متابعــة األداء والتوجيــه عــى النحــو الســابق ذكــره‬
‫مبامرســات ومهــام قيــادة العمــل التطوعــي‪ ،‬ومــن صــور االتصــال املبــارش أيضً ــا أنشــطة‬
‫"التعليــم املتصــل بالتطــوع"‪ ،‬والتــي يقــوم فيــه أعضــاء هيئــة التدريــس بتوجيــه الطــاب بصــورة‬
‫فرديــة وجامعيــة للقيــام باملهــام التطوعيــة املتخصصــة مبوضوعــات دراســتهم مثــل العيــادة‬
‫القانونيــة بقســم القانــون بجامعــة بريســتول‪ ،‬حيــث يقــوم أعضــاء هيئــة التدريــس بــاإلرشاف‬
‫وتقديــم الدعــم‪ ،‬واالستشــارات القانونيــة لطــاب العيــادة املتطوعــن(((‪.‬‬

‫وبالنظــر إىل صــور االتصــال غــر املبــارش يف الجامعــات الربيطانيــة؛ نجــد أنهــا شــائعة‬
‫ومتعــددة‪ ،‬حيــث اســتثمرت تلــك املؤسســات جميــع الوســائل التكنولوجيــة الحديثــة يف حشــد‬
‫وتعبئــة املتطوعــن‪ ،‬وذلــك مــن خــال توثيــق األنشــطة التطوعيــة عــر مقاطــع مصــورة‪ ،‬أو‬
‫تالقــي الطــاب عــر املنتديــات ونقــل خرباتهــم اإليجابيــة يف هــذا املجــال‪ ،‬أو تصميــم دعــوات‬
‫للمشــاركة يف الربامــج واألنشــطة الطالبيــة عــر مواقــع وصفحــات التواصــل االجتامعــي‪،‬‬
‫(‪ )1‬حســنية حســين عبــد الرحمــن (‪ :)2011‬تصــور مقتــرح لتفعيــل دور جامعــة الفيــوم فــي خدمــة المجتمــع فــي ضــوء‬
‫خبــرات بعــض الــدول‪ ،‬مرجــع ســابق‪ ،‬ص‪.171-169‬‬
‫‪(2) University College London (2017): Volunteering Fair, Volunteering Services Unit.‬‬
‫‪Available on https://bit.ly/33okLes on 28/ 2/ 2017‬‬
‫‪(3) Colin Rochester (2000): Legal Advice as Student Community Action, Op Cit, p p 71- 83.‬‬

‫‪148‬‬
‫وكذلــك توجيــه املتطوعــن لاللتحــاق بالفــرص التطوعيــة املتاحــة باملراكــز التطوعيــة الخارجيــة‪،‬‬
‫أو املؤسســات التــي تحتــاج إىل جهــود وخــرات منتســبي الجامعــة‪ ،‬أو بإتاحــة أدلــة للعمــل‬
‫التطوعــي‪ ،‬ويقــوم عــى ذلــك األمــر مراكــز تجمــع الطلبــة التطوعيــة ‪ Student Hubs‬املنتــرة‬
‫يف الجامعــات‪ ،‬وكذلــك روابــط االتحــادات الطالبيــة ومراكــز الخدمــات التطوعيــة‪ ،‬ومنهــا رابطــة‬
‫طــاب جامعــة رشق لنــدن ‪ ،University of East London‬حيــث تقــوم بتخصيــص صفحــة موضــح‬
‫بهــا إجــراءات وخطــوات االندمــاج يف العمــل التطوعــي ‪ ،Steps to volunteering‬ومخصــص‬
‫بهــا روابــط ميكــن االســتعانة بهــا للمشــاركة يف األنشــطة التطوعيــة‪ ،‬وكذلــك تقــوم الصفحــة‬
‫بالتعريــف بأهميــة التطــوع‪ ،‬والفوائــد التــي تعــود عــى املشــاركني بــه ‪ Why volunteer‬كنــوع‬
‫مــن التحفيــز لهــم واســتثارة الدافعيــة‪ ،‬والتــي تــأيت ملبيــة الحتياجــات املتطــوع النفســية‬
‫واالجتامعيــة والبدنيــة والعلميــة‪ ،‬مــع توضيــح االمتيــازات املرتتبــة عــى املشــاركة يف العمــل‬
‫التطوعــي يف الجامعــة‪ ،‬والتــي تكــون دافعــة لإلنجــاز(((‪.‬‬

‫وتتفــق كل أدبيــات اإلدارة التعليميــة عــى أن مــن مهــارات القائــد الناجــح مهــارة التحفيــز‪،‬‬
‫والتــي تعمــل عــى إطــاق طاقــات املتطــوع الكامنــة‪ ،‬وتتحقــق عــر اســتخدام قنــوات اتصــال‬
‫مالمئــة يســتطيع مــن خاللهــا قــادة الربامــج التطوعيــة يف الجامعــات تقديــم التوجيــه‬
‫واإلرشــاد للمتطوعــن؛ مــا يســهل اندماجهــم يف األنشــطة والفــرص التطوعيــة املتاحــة‬
‫خاصــا بوســائل وطــرق تحفيــز منتســبيها‬
‫ً‬ ‫مــا‬
‫بفاعليــة‪ ،‬ولذلــك تــويل الجامعــات الربيطانيــة اهتام ً‬
‫للمشــاركة يف الربامــج واألنشــطة التطوعيــة‪ ،‬فهــي توظــف جميــع مــا ســبق تناولــه مــن‬
‫وســائل اتصــال وتواصــل لتوجيــه رســائل تحفيــز تدعــوا للمشــاركة؛ مســتهدفة اســتثارة مواطــن‬
‫الدافعيــة لديهــم‪ ،‬وذلــك بالتعــرف عــى احتياجاتهــم النفســية واالجتامعيــة‪ ،‬ومــن ثــم إبــراز‬
‫الفوائــد املرتتبــة عــى املشــاركة وفــق صــور تطوعيــة تناســب الجميــع‪.‬‬

‫ويســتدل عــى ذلــك مــن دليــل املشــاريع الــذي أعــده اتحــاد طــاب جامعــة نورمثربيــا ‪The‬‬
‫‪ ،University of Nottingham Students’ Union‬والــذي يعــدد فوائــد العمــل التطوعــي منهــا‪:‬‬
‫(إتاحــة الفرصــة لتلقــي خــرات عمليــة غــر متوافــرة بالحيــاة األكادمييــة‪ ،‬اعتبــاره خــرة عمــل‬
‫ميكــن إدراجهــا يف الســرة الذاتيــة؛ مــا يعطــي أفضليــة عنــد التقــدم للوظائــف‪ ،‬ســهولة‬
‫املشــاركة واالندمــاج يف تلــك الربامــج التطوعيــة‪ ،‬يحقــق الشــعور باملتعــة؛ كونــه مصــد ًرا‬
‫للتعــرف عــى صداقــات جديــدة وأســلوب ملســاعدة اآلخريــن)‪ ،‬كــا يتــم اســتعراض دراســات‬
‫حالــة تطوعيــة‪ ،‬وقصــص عــن التطــوع مــن متطوعــن ســابقني‪ ،‬يتــم الرتكيــز فيهــا عــى مــا‬

‫‪(1) University of East London (2017): Volunteering, UEL Volunteering Hub.‬‬


‫‪.‬‬
‫‪Available on https://bit.ly/32gT5GL on 1/ 3/ 2017‬‬

‫‪149‬‬
‫إدارة العمل التطوعي باملؤسسات الرتبوية يف ضوء بعض الخربات العاملية‬

‫حققــه لهــم العمــل التطوعــي مــن امتيــازات ماديــة ومعنويــة‬


‫(((‬

‫كــا نجــد أن مــن صــور التحفيــز؛ مــا يتــم منحــه مــن مــوارد ماديــة وبرشيــة لتوســيع فــرص‬
‫التطــوع لــكل مــن الطــاب واملوظفــن‪ ،‬مــن خــال متويــل مشــاريع العمــل التطوعــي التــي‬
‫تقــام يف الجامعــات الربيطانيــة‪ ،‬والتــي تســتخدم لتوفــر األدوات والنفقــات اإلداريــة الالزمــة‪،‬‬
‫ولعــل أبــرز الهيئــات والكيانــات الرســمية الداعمــة‪ ( :‬صنــدوق األنشــطة املجتمعيــة (‪،)HEACF‬‬
‫أو املنظــات الرشيكــة‪ ،‬والجمعيــات الخرييــة‪ ،‬والهيئــات املحليــة األهليــة املهتمــة بتعزيــز‬
‫دور الجامعــات الربيطانيــة يف خدمــة املجتمــع املحــي‪ ،‬وكذلــك يتــم التحفيــز بتقديــم‬
‫تدريبــات مجانيــة متخصصــة ملوضوعــات متعلقــة باملــروع التطوعــي؛ مبــا ميكــن املتطوعــن‬
‫مــن امتــاك املهــارات الالزمــة إلنجــاز املهــام التطوعيــة التــي يرغبــون يف االندمــاج بهــا‪،‬‬
‫كــا تقــوم الجامعــات الربيطانيــة باالســتعانة بخــراء إلدارة الجهــود التطوعيــة بهــا بصــورة‬
‫احرتافيــة‪ ،‬وذلــك فض ـاً عــن دعــم أعضــاء هيئــة التدريــس للتعليــم املرتبــط بالتطــوع؛ بتضمــن‬
‫مقــررات املنهــج أنشــطة تطوعيــة يف مجــال تخصصهــم الــدرايس‪ ،‬مــع تقييــم تلــك الخــرة‬
‫التطوعيــة بشــكل رســمي للطالــب‪ ،‬كــا يقــوم أعضــاء هيئــة التدريــس بشــكل غــر رســمي بحــثِّ‬
‫الطــاب عــى التطــوع‪ ،‬ويقومــون بتقديــم املشــورة والنصيحــة حــول الخدمــة التطوعيــة(((‪.‬‬

‫وتقــدم رابطــة اتحــاد جامعــة كييــل ‪ Keele University Students’ Union‬صــورة أخــرى‬
‫مــن صــور التحفيــز وهــي "جوائــز التطــوع ‪ "Volunteering Awards‬بصــور فرديــة للمتطوعــن‪،‬‬
‫وجامعيــة للمرشوعــات التطوعيــة الجامعيــة‪ ،‬بحيــث يتــم تســجيل عــدد ســاعات التطــوع‪ ،‬ومــن‬
‫ثــم يرتتــب عليهــا تصاعديًــا منــح شــارة (برونزيــة‪ ،‬ذهبيــة‪ ،‬ماســية‪ ،‬بالتينية‪،‬إلــخ) بحســب املــدة‬
‫الزمنيــة التــي قضيــت يف األعــال التطوعيــة‪ ،‬ويحــق لخريجــي الجامعــة التقــدم لهــا بحــد‬
‫أقــى ثــاث ســنوات بعــد التخــرج‪ ،‬فضــاً عــن تكرميهــم يف أجــواء احتفاليــة رســمية‪ ،‬ونــر‬
‫مقتطفــات مــن صــور التكريــم وقصــص تطوعهــم يف وســائل اإلعــام املتاحــة يف الجامعــة‪،‬‬
‫جــا يحتــذى بــه وقــدوة لزمالئهــم‪ ،‬كــا تــم تخصيــص عــد ٍد مــن املعايــر‬
‫واعتبارهــم منوذ ً‬
‫الحاكمــة‪ ،‬والتــي يتــم عــى أساســها االختيــار‪ ،‬بحيــث تتوافــر يف عمليــة االختيــار ضوابــط‬
‫املوضوعيــة والحياديــة‪ ،‬وهــي عــى نوعــن‪ :‬معايــر خاصــة باختيــار باملتطوعــن كأفــراد‪،‬‬
‫وأخــرى خاصــة بالربنامــج التطوعــي كمــروع جامعــي ‪Keele SU Volunteer Awards Criteria‬‬
‫تتــم بهــا عمليــة التحفيــز‪ ،‬إال إنهــا يف ذات الوقــت ت ُعــد أســلوبًا رقابيًــا فعــاالً(((‪.‬‬

‫وبذلــك يتضــح مــدى الرتابــط والتكامــل بــن مهــارات عمليــة توجيــه الجهــود التطوعيــة‪:‬‬

‫‪(1) University of Nottingham (2009): Projects Handbook 2009-2010, Student Volunteer Centre, The‬‬
‫‪University of Nottingham Students’ Union, handbook, pp 2-8.‬‬
‫‪(2) National Coordinating Center for Public Engagement UK (2010): Student Volunteering Initiative, Op Cit,‬‬
‫) (‪p 281‬‬
‫‪(3) Keele University (2017): KeeleSU Volunteering Awards, Keele University Students’ Union. Available on‬‬
‫‪https://bit.ly/32ndLgA on 1/ 3/ 2017‬‬

‫‪150‬‬
‫(قيــادة‪ ،‬اتصــال‪ ،‬تحفيــز) يف الجامعــات الربيطانيــة‪ ،‬والتــي تقــوم عــى االســتيعاب التــام‬
‫للدوافــع النفســية واالجتامعيــة ملنتســبي تلــك املؤسســات التعليميــة‪ ،‬ومــن ثــم التطــرق‬
‫ألســاليب قيــادة تلــك الجهــود‪ ،‬واملحافظــة عليهــا باســتخدام قنــوات اتصــال متطــورة‪ ،‬بهــدف‬
‫تحقيــق تواصــل فعــال ومحقــق لألهــداف‪ ،‬مــع توفــر جملــة حوافــز مالمئــة تثــر الدافعيــة‪،‬‬
‫وإطــاق الطاقــات الكامنــة‪ ،‬وتُ نــح تلــك الحوافــز للجهــود التطوعيــة املتميــزة واملبدعــة‪،‬‬
‫جــا وقــدوة يحتــذى بهــا‪ ،‬وتكــون عمليــة االختيــار مبنيــة عــى منهجيــة علميــة‬
‫بحيــث تصبــح منوذ ً‬
‫موضوعيــة معياريــة توضــح املامرســات الجيــدة الواجــب اتباعهــا‪ ،‬والتــي يتــم اتخاذهــا يف‬
‫ذات الوقــت كأدوات رقابيــة للعمــل التطوعــي يف الجامعــات الربيطانيــة‪ ،‬توضــح مــدى توافــق‬
‫املخرجــات مــع مــا هــو مســتهدف‪.‬‬

‫(‪ )4‬رقابة العمل التطوعي يف الجامعات الربيطانية‪:‬‬

‫الرقابــة هــي ذلــك الجــزء الــذي يختــص مبراجعــة املهــام املختلفــة‪ ،‬والتحقــق مــا تــم‬
‫ـرا محوريًــا يف‬
‫تنفيــذه‪ ،‬ومقارنتــه مبــا يجــب تنفيــذه‪ ،‬واتخــاذ الــازم(((‪ ،‬لذلــك تُعــد الرقابــة عنـ ً‬
‫عمليــة إدارة العمــل التطوعــي؛ كونهــا تعمــل عــى تحديــد وقيــاس درجــة أداء النشــاطات التــي‬
‫تتــم يف الربامــج التطوعيــة مــن أجــل تحقيــق أهدافهــا‪ ،‬مــن خــال وضــع معايــر لقيــاس أداء‬
‫أنشــطة وبرامــج العمــل التطوعــي‪.‬‬

‫وتتمثــل أهميــة املعايــر يف كونهــا ت ُســهم يف التعــرف عــى مــدى وضــوح األهــداف‬
‫والربامــج‪ ،‬ومــدى تحقيقهــا ومالءمتهــا لحاجــات الطــاب‪ ،‬واملجتمــع‪ ،‬وســوق العمــل‪ ،‬وكفايــة‬
‫مصــادر التمويــل وتنوعهــا وثباتهــا‪ ،‬وكفايــة التســهيالت املاديــة وكفاءتهــا‪ ،‬ومــدى كفايــة‬
‫الخدمــات الطالبيــة وتنوعهــا‪ ،‬ومعــدل اإلنجــاز‪ ،‬وفعاليــة األســاليب اإلداريــة‪ ،‬ومــدى القــدرة‬
‫عــى التخطيــط الــذايت املســتمر‪ ،‬والتعــاون بــن جميــع العاملــن‪ ،‬ومــدى االســتجابة للتغــرات‬
‫العامليــة واملحليــة(((‪ ،‬لذلــك اهتمــت الجامعــات الربيطانيــة والهيئــات الرشيكــة التــي تعمــل‬
‫معهــا ومــن خاللهــا بوضــع مســتويات معياريــة ملتابعــة ورقابــة الجهــود التطوعيــة الطالبيــة‬
‫وأنشــطة وبرامــج العمــل التطوعــي بهــا؛ بهــدف ضــان جــودة مخرجاتــه‪ ،‬ويف ذات الوقــت‬
‫تســتخدم كإحــدى آليــات التحفيــز الفعالــة يف صــورة جوائــز؛ نظــ ًرا لطبيعــة هــذا النــوع مــن‬
‫النشــاط اإلنســاين القائــم عــى العطــاء واملنــح دون مقابــل‪ ،‬غــر أنــه يلزمــه وضــع نظــام‬
‫مـ ٍ‬
‫ـرض مــن األداء وفــق مســتويات معياريــة متعــددة‪.‬‬ ‫رقــايب فعــال يضمــن تحقيــق مســتوى ُ‬

‫فمــن أبــرز الجامعــات الربيطانيــة يف ذات الشــأن جامعــة كييــل ‪ ،Keele University‬حيــث‬

‫(‪ )1‬محمد فريد الصحن وآخرون (‪ :)2002‬مبادئ اإلدارة‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬ص‪.337‬‬
‫(‪ )2‬أشــرف محمــود احمــد‪ ،‬محمــد جــاد حســين (‪ :)2009‬ضمــان جــودة مؤسســات التعليــم العالــي فــي ضــوء معاييــر هيئــات‬
‫االعتمــاد الدوليــة‪ ،‬عالــم الكتــب‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬ص‪.49‬‬

‫‪151‬‬
‫إدارة العمل التطوعي باملؤسسات الرتبوية يف ضوء بعض الخربات العاملية‬

‫قــام اتحــاد الطــاب فيهــا بوضــع عــدد مــن املعايــر لتقييــم الجهــود التطوعيــة يف الجامعــة‪،‬‬
‫وتقديــم الجوائــز عــى محوريــن هــا(((‪:‬‬

‫•معايري للطالب املتطوع‪ :‬وتتضمن اآليت‪:‬‬ ‫ ‬

‫‪1.1‬االلتزام واالستمرارية يف الربنامج التطوعي الذي يشارك فيه الطالب‪.‬‬

‫‪2.2‬تقديم مشاركة متميزة ذات تأثري كبري يف الربنامج التطوعي املشارك به الطالب‪.‬‬

‫‪3.3‬استخدام أساليب وطرق مبتكرة لتحسني الربنامج التطوعي‪.‬‬

‫‪4.4‬أن يكون ذي شخصية تطوعية إبداعية وملهمة‪.‬‬

‫•معايري للمرشوع أو الربنامج التطوعي‪ :‬وتتضمن اآليت‪:‬‬ ‫ ‬

‫‪1.1‬أن يقدم الربنامج التطوعي دعمً متمي ًزا لطالب جامعة كييل‪.‬‬

‫ريا حقيق ًيا ومؤث ًرا يف املجتمع سوا ًء داخل أو خارج‬


‫‪2.2‬أن يقدم الربنامج التطوعي تغي ً‬
‫الحرم الجامعي‪.‬‬

‫‪3.3‬أن يقدم الربنامج التطوعي تدري ًبا ممتازًا لبناء قدرات طالب جامعة كييل املتطوعني‪.‬‬

‫وملهم‪.‬‬
‫ً‬ ‫‪4.4‬أن يكون الربنامج التطوعي إبداع ًيا‬

‫ويلــزم إمتــام عمليــة الرتشــيح ســواء للطالــب أو الربنامــج التطوعــي توافــر ثالثــة مــن‬
‫املعايــر عــى األقــل لقبــول طلــب الرتشــح والنظــر فيــه‪ ،‬ومــن ثــم إمتــام اإلجــراءات املتبعــة‪،‬‬
‫وذلــك عــى املســتوى الداخــي يف الجامعــة‪.‬‬

‫وعــى املســتوى الوطنــي نجــد أن مــن أبــرز املعايــر الوطنيــة التطوعيــة مــا تقدمــه‬
‫شــبكة التطــوع الطــايب (‪ Student Volunteering Network )SVN‬لطــاب الجامعــات الربيطانيــة‬
‫مــن معايــر يف ســبيل حصولهــم عــى الجائــزة الوطنيــة للمتطوعــن وفــق خمــس فئــات‪:‬‬
‫(معايــر القيــادة‪ ،‬معايــر االبتــكار‪ ،‬معايــر االجتهــاد والتفــاين‪ ،‬معايــر التأثــر)‪ ،‬ووضعــت يف‬
‫األصــل لطــاب الجامعــات الربيطانيــة املتطوعــن؛ إال أنــه يف عــام ‪ 2014‬أقــر املؤمتــر الوطنــي‬
‫لشــبكة التطــوع الطــايب (‪ )SVN‬تخصيــص جوائــز للعاملــن مــع طــاب الجامعــة املتطوعــن بنــا ًء‬
‫عــى ترشــيحات جامعاتهــم وكلياتهــم‪ ،‬أو االتحــادات الطالبيــة يف الجامعــات‪ ،‬واشــتملت تلــك‬
‫املعايــر عــى عــدد مــن املــؤرشات وفــق مــا يــي(((‪ :‬‬

‫‪(1) Keele University (2016): Volunteer Awards Criteria, Keele University Students’ Union.‬‬
‫‪Available on https://bit.ly/33gBZdn on 3/ 3/ 2017‬‬
‫‪(2) Student Volunteering Network (2017): National Volunteer Award Criteria, National Student Volunteer‬‬
‫‪Award; recognising excellence in Student Volunteering.Available on https://bit.ly/2ChiyFm on 3/ 3/ 2017‬‬

‫‪152‬‬
‫•معيــار القيــادة ‪ :Leadership‬وهــو للطلبــة الذيــن يتفوقــون يف مجــال قيادة األنشــطة أو‬ ‫ ‬
‫الربامــج التطوعيــة‪ ،‬أو إدارة مــروع تطوعــي خــاص بهــم‪ ،‬أو لريادتهــم أنشــطة يف لجنــة‬
‫أو منظمــة تطوعيــة‪ ،‬ولهــم القــدرة عــى توجيــه الطــاب اآلخريــن مــن خــال عضويتهــم‬
‫يف فــرق العمــل التطوعــي‪ ،‬ويجــب أن تتحقــق فيهــم املــؤرشات اآلتيــة‪:‬‬

‫‪1.1‬قيادة مرشوع أو برنامج أو عمل تطوعي‪.‬‬

‫‪2.2‬أطلقوا مبادرة أو مرشوعاً جديدا ً أو مستحدثاً‪.‬‬

‫‪3.3‬قادوا مبادرة أو حملة تطوعية حديثة‪.‬‬

‫‪4.4‬ألهموا زمالءهم إلحداث تغيري مستدام‪.‬‬

‫‪5.5‬شجعوا زمالءهم لتحقيق أهداف مشرتكة‪.‬‬

‫‪6.6‬ميتلكوا طاقات ومهارات إبداعية تتعدى إنجاز األهداف واملهام املحددة‪.‬‬

‫رضا ومســتقبالً‪ ،‬ســواء خــال مســرتهم املهنيــة‬


‫‪7.7‬ملتزمــون بإحــداث تغيــر إيجــايب حــا ً‬
‫أو أوقــات فراغهــم‪.‬‬

‫•معيــار االبتــكار ‪ :Innovation‬وهــو للطلبــة الذيــن يتحــدون األوضــاع الراهنــة مــن أجــل إحداث‬ ‫ ‬
‫تغيــرات مؤثــرة يف املجتمــع‪ ،‬مــن خــال توليهــم زمــام املبــادرة يف إحــداث التغيــر‬
‫للقضايــا واملشــكالت املجتمعيــة محــل اهتاممهــم‪ ،‬عــر مبــادرات أو أنشــطة تطوعيــة‪،‬‬
‫ويجــب أن تتحقــق فيهــم املــؤرشات اآلتيــة‪:‬‬

‫‪1.1‬لديهم القدرة عىل تحديد وتطوير وتطبيق الحلول املمكنة للمشكالت والقضايا‪.‬‬

‫‪2.2‬يشاركون بأفكار ناقدة ومبتكرة وحاسمة يف القضايا االجتامعية والبيئية‪.‬‬

‫‪3.3‬يتحــدَّون األوض ــاع الراهن ــة م ــن أج ــل إح ــداث تغي ــرات مؤث ــرة تتع ــدى إنج ــاز األه ــداف‬
‫وامله ــام املح ــددة‪.‬‬

‫‪4.4‬يتصفون بالدينامية وبالنشاط املستمر‪.‬‬

‫‪5.5‬لديهم إنجازات يف مشاريع الخدمة التطوعية الجامعية داخليًا أو خارجيًا‪.‬‬

‫•معيار االجتهاد والتفاين ‪ :Dedication‬وهو للطلبة الذين ميكن االعتامد عليهم بشكل‬ ‫ ‬
‫دائم عند الحاجة دون ارتباط أو اندماج يف مهام متعلقة بريادة الربامج التطوعية‪ ،‬ولكنهم‬
‫يبدون الوالء والحامس للعمل التطوعي‪ ،‬ويجب أن تتحقق فيهم املؤرشات اآلتية‪:‬‬

‫‪1.1‬امتالكهم شغفًا حقيقيًا وحامسيًا للعمل التطوعي‪.‬‬

‫ما دامئًا ومتواصالً تجاه األنشطة التطوعية‪.‬‬


‫‪2.2‬يبدون التزا ً‬

‫‪153‬‬
‫إدارة العمل التطوعي باملؤسسات الرتبوية يف ضوء بعض الخربات العاملية‬

‫‪3.3‬يبذلون قصارى جهدهم يف املهام املوكلة لهم من فريقهم التطوعي‪.‬‬

‫‪4.4‬ميكن االعتامد عليهم دامئًا عند الحاجة يف األنشطة التطوعية‪.‬‬

‫•معيار التأثري ‪ :Impact‬وهو للطالب الذين لهم إسهامات مؤثرة يف مجتمعاتهم من‬ ‫ ‬
‫خالل العمل التطوعي والعمل االجتامعي‪ ،‬وتكون تلك اإلسهامات ذات مدى اسرتاتيجي‪،‬‬
‫ويتم تنفيذها وفق رؤية مستدامة تراعي الحارض واملستقبل‪ ،‬ويجب أن تتحقق فيهم‬
‫املؤرشات اآلتية‪:‬‬

‫ريا إيجاب ًيا يف املجتمعات املحلية‪.‬‬


‫‪1.1‬أوجدوا تأث ً‬

‫‪2.2‬قدموا جهودًا تطوعية مؤثرة تتعدى عند تقييمها عامل الوقت وساعات العمل‪.‬‬

‫‪3.3‬املشــاركة الحاســمة يف القضايــا البيئيــة أو االجتامعيــة املطروحــة لتحقيــق أقــى‬


‫قــدر مــن التأثــر‪.‬‬

‫‪4.4‬التزمـــوا بتطويـــر معارفهـــم تجـــاه القضايـــا التـــي تتناولهـــا برامجهـــم أو‬


‫أنشـــتطهم التطوعيـــة‪.‬‬

‫‪5.5‬لديهم قناعات كافية بأهمية العمل التطوعي أو االجتامعي املستدام‪.‬‬

‫‪6.6‬تغلبــوا عــى الحواجــز التــي تعــرض نجــاح املشــاريع أو األنشــطة التطوعيــة إمــا بصورة‬
‫فرديــة أو جامعية‪.‬‬

‫ويتــم فحــص الرتشــيحات وتدقيقهــا وفــق مــا تــم اســتعراضه مــن مــؤرشات ومعايــر بحســب‬
‫كل فئــة‪ ،‬ومينــح الفائــزون جوائــز مرموقــة‪ ،‬حيــث تعــ ُّد عالمــة امتيــاز عــى الصعيــد الوطنــي‬
‫لألفــراد الذيــن وقــع عليهــم االختيــار‪.‬‬

‫وأمــا عــى الصعيــد املؤســي؛ فنجــد أن مــن أبــرز املعايــر الوطنيــة التطوعيــة للرقابــة‬
‫مــا يقدمــه املجلــس الوطنــي للمنظــات التطوعيــة (‪ )NCVO‬مــن معايــر بغــرض االعتــاد‬
‫املؤســي‪ ،‬وتتقــدم للحصــول عليــه مراكــز التطــوع؛ بهــدف حصولهــا عــى عالمــة الجــودة‬
‫(‪ ،)VCQA‬ودامئًــا مــا تكــون تلــك املراكــز متبنيــة عقــود رشاكة مــع الجامعــات املحيطة بهــا‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫مركــز العمــل التطوعــي يف ليــدز‪ ،‬والــذي ينفــذ برنامجاً مشــركاً مــع جامعــات مدينة ليــدز الثالث‬
‫(‪ )Leeds Beckett University, Leeds Trinity University , University of Leeds‬تحــت مســمى‬
‫التعــاون األكادميــي مــع القطــاع الثالــث (‪.((()Academic Collaboration with the Third Sector‬‬

‫‪(1) Volunteer Centre Leeds (2017): Leeds ACTS is a partnership between the city’s three universities‬‬
‫‪and third sector organisations, National Council for Voluntary Organizations.‬‬
‫‪Available on https://bit.ly/2qjdduP on 20/ 2/ 2017‬‬

‫‪154‬‬
‫حيــث تســعى تلــك املراكــز التطوعيــة للحصــول عــى االعتــاد بهــدف الحصــول عــى‬
‫شــهادة موثوقــة مــن املجلــس الوطنــي للمنظــات التطوعيــة (‪ )NCVO‬بــأن املركــز التطوعــي‬
‫قــد اســتوىف متطلبــات املعايــر املحــددة ألدائــه وأدواره اإلداريــة وفــق منظومــة الجــودة‬
‫بنــا ًء عــى أدلــة وشــواهد ميدانيــة‪ ،‬مــن خــال فحــص علمــي وموضوعــي ألنشــطته‪ ،‬وتتحــدد‬
‫تلــك املعايــر يف اآليت(((‪:‬‬

‫‪1‬تطويــر اســراتيجية العمــل التطوعــي‪ :‬ويتــم ذلــك مــن خــال أنشــطة املركــز التطوعــي‪،‬‬ ‫‪.1‬‬
‫وبالرشاكــة مــع الشــبكات أو الهيئــات املحليــة وصانعــي القــرار إليجــاد بيئــة تســمح بازدهار‬
‫العمــل التطوعــي فيهــا‪.‬‬

‫‪2‬تطويــر املامرســات التطوعيــة الجيــدة‪ :‬ويتــم ذلــك مــن خــال رشاكــة املركــز التطوعــي‬ ‫‪.2‬‬
‫مــع املنظــات أو الهيئــات التــي تتعامــل مــع املتطوعــن؛ بهــدف تحســن وإيجــاد‬
‫مامرســات تطوعيــة‪ ،‬تســهم بإيجابيــة يف الربامــج التطوعيــة‪.‬‬

‫‪3‬تطويــر فــرص التطــوع‪ :‬ويتــم ذلــك مــن خــال أنشــطة املركــز التطوعــي‪ ،‬وبالرشاكــة مــع‬ ‫‪.3‬‬
‫الشــبكات أو الهيئــات؛ بهــدف زيــادة الفــرص الطوعيــة كميًــا وكيفيًــا‪ ،‬مــع رضورة التنــوع‬
‫يف مجــاالت العمــل التطوعــي محل ًيــا‪.‬‬

‫‪4 .4‬اإلعــام بالعمــل التطوعــي‪ :‬ويتــم ذلك مــن خــال رشاكــة املركــز التطوعي مــع املنظامت‬
‫أو الهيئــات بهــدف زيــادة الوعــي بالقضايــا التــي تؤثر عــى العمــل التطوعي‪.‬‬

‫‪5‬التشــبيك والتوســط‪ :‬ويتــم ذلك من خــال أنشــطة املركز التطوعــي‪ ،‬وبالرشاكــة مع جميع‬ ‫‪.5‬‬
‫القطاعــات لتحديــد آليــات فعالــة‪ ،‬ميكــن من خاللهــا إحداث تشــبيك أمثل للجهــود التطوعية‪.‬‬

‫ويجــب عــى املراكــز التطوعيــة املتقدمــة لالعتــاد؛ إثبــات تحقيــق هــذه النواتــج بتوفــر‬
‫أدلــة وشــواهد لتلــك األنشــطة‪ ،‬عــر منهجيــة محكمــة‪ ،‬قــام بإعدادهــا مجموعــة كبــرة مــن‬
‫أعضــاء شــبكة مراكــز التطــوع واملتخصصــن‪ ،‬وقــام مبراجعــة وتقويــم تلــك املنهجيــة معهــد‬
‫البحــوث التطوعيــة ‪ ،Institute of Volunteering Research‬بحيــث تتــم عمليــة التقييــم العتــاد‬
‫املركــز عــر مراحــل وهــي‪( :‬املشــاركة يف لقــاء للتعــرف عــى إجــراءات االعتــاد‪ ،‬إعــداد دراســة‬
‫تقويــم ذايت مــن قبــل املركــز مــع تقديــم الشــواهد‪ ،‬التدقيــق يف نتائــج دراســة التقويــم‬
‫الــذايت مــن قبــل مراجــع مســتقل‪ ،‬التصديــق عــى قــرار منــح أو عــدم منــح االعتــاد)‪ ،‬وتتمثــل‬
‫أهميــة حصــول املركــز عــى االعتــاد باعتبــاره اعرتافًــا بــأن مــا يقدمــه املركــز مــن خدمــات‬
‫وأنشــطة تطوعيــة مشــهود لهــا بالكفــاءة واالحرتافيــة؛ مــا يعــزز مــن مصداقيتــه لــدى‬
‫متلقــي الخدمــة والداعمــن‪.‬‬

‫‪(1) National Council for Voluntary Organizations (2017): Quality Standards NCVO, Volunteer Centres Quality‬‬
‫‪Accreditation (VCQA), SERVICES AND SUPPORT.‬‬
‫‪Available on https://bit.ly/36BH8ia on 3/ 3/ 2017‬‬

‫‪155‬‬
‫إدارة العمل التطوعي باملؤسسات الرتبوية يف ضوء بعض الخربات العاملية‬

‫وبذلــك تتضــح عنايــة الجامعــات الربيطانيــة والهيئــات الرشيكــة التــي تعمــل معهــا ومــن‬
‫خاللهــا مبتابعــة ورقابــة الجهــود التطوعيــة الطالبيــة؛ بهــدف ضــان جــودة مخرجاتــه بنــا ًء‬
‫عــى مســتويات معياريــة ملقارنــة األداء الفعــي للعمــل التطوعــي بــاألداء املعيــاري‪ ،‬وفــق‬
‫مســتويات متعــددة (داخليــة أو قوميــة) ومتنوعــة‪ ،‬لتشــتمل عــى جهــود األفــراد‪ ،‬وإنجــازات‬
‫الربامــج‪ ،‬وصــوالً لالعتــاد املؤســي للمراكــز التطوعيــة‪ ،‬ويضمــن ذلــك تحقــق عــدة فوائــد‬
‫منهــا‪ :‬اعتامدهــا كآليــة ملنــح الجوائــز‪ ،‬وإثــارة الدافعيــة والتحفيــز‪ ،‬كــا أنهــا تكــون خطوطًــا‬
‫مرشــدة عنــد التخطيــط الفعــال لألنشــطة والربامــج التطوعيــة الجامعيــة‪.‬‬

‫‪‬خالصة وتعقيب‪:‬‬
‫ ‬

‫أدرك ــت املجتمع ــات الغربي ــة أهمي ــة العم ــل التطوع ــي يف انتش ــالها م ــن عرثاته ــا الت ــي‬
‫واجهتهـــا يف العقـــود املاضيـــة وفـــق مـــا تـــم اســـتعراضه مـــن ســـياق مجتمعـــي لهـــا‪،‬‬
‫وللعوامـــل االقتصاديـــة واالجتامعيـــة والسياســـية والتاريخيـــة والثقافيـــة التـــي مـــرت بهـــا؛‬
‫م ــا جعله ــا ت ُع ــاين م ــن إقب ــال متزاي ــد ع ــى الخدم ــات‪ ،‬يقابل ــه عج ــز الحكوم ــات ع ــن الوف ــاء‬
‫ـا ومكم ـاً للقط ــاع الحكوم ــي‬
‫ـا داع ـ ً‬
‫به ــا؛ ل ــذا أصب ــح العم ــل التطوع ــي خي ــا ًرا اس ــراتيجيًا مه ـ ًّ‬
‫والخـــاص يف تحقيـــق متطلبـــات التنميـــة املســـتدامة‪ ،‬بـــل ويســـبقهام يف بعـــض املجـــاالت‬
‫م ــن حي ــث األولي ــة والفاعلي ــة‪.‬‬

‫ونظـ ًرا المتــاك املؤسســات الجامعيــة مقومــات نجــاح الجهــود التطوعيــة مــن حيــث الخــرات‬
‫العلميــة والعمليــة أو املــوارد املاديــة الداعمــة للعمــل التطوعــي مجتمعيًــا‪ ،‬حيــث يــأيت‬
‫عــى رأس تلــك املقومــات املــوارد البرشيــة‪ ،‬وبخاصــة فئــة الشــباب الجامعــي؛ كونهــم عصــب‬
‫النشــاط التطوعــي يف أي مجتمــع‪ ،‬لــذا ســارعت تلــك املؤسســات التعليميــة بتشــجيع ودعــم‬
‫منتســبيها ‪-‬وخاصــة الشــباب‪ -‬باالنخــراط يف برامــج وأنشــطة العمــل التطوعــي داخــل وخــارج‬
‫الحــرم الجامعــي؛ مبــا ميكنهــم مــن القيــام بــدور فعــال يف الحيــاة العامــة‪ ،‬اعتــادًا عــى‬
‫مشــاركات املتطوعــن الجامعيــن يف كافــة مجــاالت العطــاء‪ ،‬مرتكــزة يف عملهــا عــى إدمــاج‬
‫الفكــر اإلداري االســراتيجي بجميــع مكوناتــه وعملياتــه ووظائفــه يف العمــل التطوعــي‪ ،‬يك‬
‫يتمكــن مــن التوافــق مــع املتغــرات والتحديــات واملســتجدات البيئيــة املحيطة رسيعــة التقلب‪.‬‬

‫وبالنظــر إىل تجربــة الواليــات املتحــدة األمريكيــة؛ نجــد أن العمــل التطوعــي يشــكل ســمة‬
‫مميــزة يف املجتمــع األمــريك؛ نتيجــة مســاهامت املتطوعــن الذيــن أســهموا يف مجــاالت‬
‫عديــدة مــن التاريــخ األمــريك والثقافــة األمريكيــة يف ضــوء مــا أمثرتــه الجهــود القوميــة يف‬
‫إدارة العمــل التطوعــي عــر املؤسســات األهليــة والتنظيــات الرســمية االتحاديــة‪ ،‬وامتــد أثــر‬
‫تلــك الجهــود ليشــمل املؤسســات الجامعيــة األمريكيــة‪ ،‬حيــث توالــت الجهــود واملبــادرات‬
‫الراميــة إىل تشــجيع الطــاب للتطــوع بإيجابيــة يف خدمــة مجتمعاتهــم‪ ،‬لدرجــة أن أصبــح ذلــك‬

‫‪156‬‬
‫مــا لــدى جميــع مؤسســات التعليــم العــايل بالواليــات املتحــدة لإلســهام‬
‫هــا عا ً‬
‫الفكــر ميثــل توج ً‬
‫يف خدمــة مجتمعاتهــا‪ ،‬وأن تكــون مبثابــة مؤسســات وطنيــة ذات مســئولية اجتامعيــة‪.‬‬

‫ونجــد أن الجامعــات األمريكيــة تدعــم إدارة العمــل التطوعــي عــر التخطيــط االســراتيجي‬
‫لــه باســتخدام األســاليب العلميــة املالمئــة؛ مبــا يقتضيــه ذلــك مــن وضــع الخطــط والربامــج‬
‫التطوعيــة املطلوبــة‪ ،‬واإلســهام يف تنفيذهــا عــر مختلــف األنشــطة الرتبويــة والتعليميــة‪،‬‬
‫وذلــك بــد ًءا مــن اإلقــرار بالعمــل التطوعي يف أهدافهــا ورؤيتها ورســالتها وقيمهــا‪ ،‬وإدماجه‬
‫ضمــن الربامــج الدراســية األكادمييــة بالتنســيق مــع وحــدات تعلــم الخدمــة أو مراكــز خدمــة‬
‫املجتمــع بالكليــات‪ ،‬وواكــب هــذا التخطيــط بنــاء وحــدات تنظيميــة مختصــة إلدارة برامجــه مثــل‪:‬‬
‫مكاتــب الفــرص التطوعيــة‪ ،‬مكتــب التطــوع الطــايب‪ ،‬والــذي يتمتــع ببنيــة تنظيميــة محــددة‪،‬‬
‫تقــوم عــى تعبئــة املتطوعــن وتأهيلهــم للوظائــف والفــرص التطوعيــة داخــل وخــارج الحــرم‬
‫الجامعــي‪ ،‬بالرشاكــة مــع منظــات املجتمــع املــدين املحليــة والعامليــة‪.‬‬

‫كــا عملــت إدارات العمــل التطوعــي عــى توجيــه تحفيــز املتطوعــن لتقديــم أفضــل‬
‫مــا لديهــم يف برامــج وأنشــطة املتطــوع يف الجامعــات األمريكيــة‪ ،‬بتقديــم عــدة حوافــز‬
‫متنوعــة والتــي تؤثــر إيجاب ًيــا يف رضــا املتطوعــن وفــق بعديــن (منهجــي‪ ،‬المنهجــي)‪ ،‬حيــث‬
‫يتحــدد البعــد املنهجــي يف تضمــن النشــاط التطوعــي للمناهــج األكادمييــة‪ ،‬ومتطلبــات‬
‫التعلــم الصفيــة مبــا يتفــق مــع نواتــج التعلــم املســتهدفة‪ ،‬وأمــا البعــد الالمنهجــي فيتمثــل‬
‫يف تعزيــز دوافــع املتطوعــن للمشــاركة يف مجــاالت الخدمــات املجتمعيــة العامــة تحــت‬
‫إرشاف وقيــادة أعضــاء هيئــة التدريــس والعاملــن املحرتفــن يف قيــادة األنشــطة الشــبابية‬
‫يف الجامعــة‪ ،‬باســتخدام أســاليب اتصــال وتواصــل متعــددة‪ ،‬ويتــم توظيــف جميــع الوســائل‬
‫التكنولوجيــة املعــارصة فيهــا‪ ،‬ولضــان جــودة مخرجــات تلــك العمليــات؛ تبنــت عــدة مســتويات‬
‫معياريــة بشــكل غــر مركــزي لــكل برنامــج تطوعــي ينفــذ بداخلهــا‪ ،‬مبــا يتفــق مــع طبيعــة كل‬
‫برنامــج وأهدافــه يف ضــوء سياســات الجامعــة العامــة‪ ،‬كــا تتبنــى أنشــتطها التطوعيــة‬
‫املعايــر الرقابيــة للمنظــات األهليــة واالتحاديــة الرشيكــة معهــا‪ ،‬والتــي يلتحــق بهــا ومــن‬
‫خاللهــا منتســبو الجامعــة‪.‬‬

‫وبالنظــر إىل تجربــة اململكــة املتحــدة الربيطانيــة؛ نجــد أن العمــل التطوعــي أصبــح ثقافــة‬
‫إصالحيــة يتخذهــا املجتمــع الربيطــاين كوســيلة لإلصــاح‪ ،‬ولتغيــر ســلبيات املجتمــع بالجهــود‬
‫‪-‬خصوصــا يف تلــك املجتمعــات‪ -‬للتغلــب عــى الكثــر مــن املشــكالت التــي تعــاين‬
‫ً‬ ‫الذاتيــة‬
‫منهــا‪ ،‬واملتمثلــة يف التنــوع والتعــدد والتبايــن يف الــرؤى والثقافــة واالعتقــاد‪ ،‬بهــدف دمــج‬
‫كافــة الفئــات يف نســيج املجتمــع الربيطــاين‪ ،‬عــر إدارة تلــك الجهــود التطوعيــة‪ ،‬مبــا يحقــق‬
‫األهــداف املرجــوة كــا هــو مخطــط لهــا يف ضــوء معايــر قوميــة تعمــل عــى رقابــة هــذا‬
‫القطــاع الحيــوي‪.‬‬

‫‪157‬‬
‫إدارة العمل التطوعي باملؤسسات الرتبوية يف ضوء بعض الخربات العاملية‬

‫لذلــك اتجهــت العديــد مــن مؤسســات التعليــم العــايل الربيطانيــة يف تأطــره وتنظــره‬
‫أكادمييًــا‪ ،‬ومنــح درجــات علميــة متخصصــه فيــه‪ ،‬عــاوة عــى إدارتــه وتنظيمــه فيهــا‪ ،‬مبشــاركة‬
‫الهيئــات واملنظــات القوميــة واملحليــة املوجــودة يف مجتمعــات تلــك املؤسســات‬
‫التعليميــة‪ ،‬حيــث تتميــز تجربــة الجامعــات الربيطانيــة التطوعيــة بقيــادة الطــاب لهــا عــر عــدد‬
‫مــن اآلليــات اإلداريــة املتعــددة‪ ،‬والرســمية من خــال االتحــادات الطالبيــة‪ ،‬أو الربامج واملشــاريع‬
‫التطوعيــة املنظمــة‪ ،‬أو باملشــاركة يف أنشــطة تطوعيــة عــى املســتوى الداخــي يف‬
‫الجامعــات‪ ،‬وخارجيًــا تعمــل مؤسســات التعليــم العــايل عــى بنــاء روابــط متينــة بينهــا وبــن‬
‫املراكــز التطوعيــة املحليــة واملنظــات القوميــة‪ ،‬لدرجــة اتخــاذ العدیــد مــن تلــك املؤسســات‬
‫العمــل التطوعــي الطــايب جــز ًءا مــن اســراتیجیتها الرئیســیة‪.‬‬
‫وبالنظــر إىل تاريــخ إدارة العمــل التطوعــي يف الجامعــات الربيطانيــة؛ نجــد أنــه ممتــد منــذ‬
‫عقــود ســابقة‪ ،‬مرتكــ ًزا عــى جهــود ومبــادرات طــاب تلــك املؤسســات التعليميــة‪ ،‬والتــي‬
‫تســعى لبلــورة جهودهــم التطوعيــة وفــق النظــم اإلداريــة بتشــكيل هيئــات ومنظــات‬
‫تطوعيــة طالبيــة‪ ،‬تســتهدف إحــداث تغــر موجــه لتنميــة مجتمعــات الجامعــات تحــت رعايــة تلــك‬
‫مــن لهــا مظلــة قانونيــة‪ ،‬وصفــة رشعيــة لتلقــي كافــة أشــكال‬
‫الهيئــات واملنظــات‪ ،‬والتــي تؤ ِّ‬
‫الدعــم الهادفــة يف األســاس لجعــل املجموعــات الطالبيــة التطوعيــة الفرديــة وتنظيامتهــا‬
‫الجامعيــة أكــر اتصــاالً باملجتمــع املحــي‪.‬‬
‫ومتتــاز عمليــات التخطيــط يف الجامعــات الربيطانيــة إلدارة العمــل التطوعــي بإفرادهــا‬
‫خططًــا اســراتيجية لهــا مســتقلة ومتكاملــة مــع خطــط الجامعــة العامــة‪ ،‬ووضــع أدلــة عمــل‬
‫توضــح سياســات عمــل جميــع الربامــج التطوعيــة املنفــذة بهــا أو مــن خاللهــا‪ ،‬عــر هيــاكل‬
‫مشــكَّلة تعمــل عــى تحقيــق أكــر تجانــس ممكــن بــن مجموعــات العمــل؛‬
‫ولجــان تنظيميــة ُ‬
‫مبــا يســاعدها عــى توظيفهــم ومبــارشة املهــام املوكلــة لهــم‪ ،‬بــد ًءا مــن تهيئــة البيئــة‬
‫التطوعيــة لهــم‪ ،‬وتســجيلهم‪ ،‬والتعــرف عــى قدراتهــم‪ ،‬وتدريبهــم عــى املهــام‪ ،‬وفــق‬
‫مــا تتطلبــه الفرصــة التطوعيــة‪ ،‬ومبــا يؤهلهــم ملبــارشة تلــك املهــام‪ ،‬ومــن ثــم البــدء يف‬
‫مرحلــة جديــدة تســتهدف قيــادة تلــك الفئــات‪ ،‬وتحفيزهــا عــر قنــوات تواصــل فعالــة‪ ،‬حيــث‬
‫يتــوىل قيــادة برامــج التطــوع الجامعيــة وأنشــطتها فئــات تخضــع الشــراطات معياريــة شــاملة‬
‫ومتكاملــة‪ ،‬باســتخدام كافــة وســائل االتصــال والتواصــل املمكنــة لتحفيــز متطوعيهــم لإلنجــاز‪،‬‬
‫وتقديــم وســائل تحفيزيــة متعــددة‪.‬‬
‫كــا تــويل الجامعــات الربيطانيــة والهيئــات الرشيكــة التــي تعمــل معهــا ومــن خاللهــا؛‬
‫عنايــة خاصــة مبتابعــة ورقابــة الجهــود التطوعيــة؛ بهــدف ضــان جــودة مخرجاتهــا‪ ،‬بنــا ًء عــى‬
‫مســتويات معياريــة ملقارنــة األداء الفعــي للعمــل التطوعــي بــاألداء املعيــاري حســب‬
‫مســتويات متعــددة (داخليــة وقوميــة) ومتنوعــة‪ ،‬لتشــتمل جهــود األفــراد وإنجــازات الربامــج‪،‬‬
‫وصــوالً لالعتــاد املؤســي للمراكــز التطوعيــة‪.‬‬

‫‪158‬‬
‫توصيات الدراسة‬

‫بالنظ ــر إىل النتائ ــج الت ــي رصدته ــا الدراس ــة الحالي ــة‪ ،‬نج ــد أن هن ــاك متطلب ــات عــدَّة تدع ــم‬
‫أهميـــة إدارة منظومـــة العمـــل التطوعـــي يف مؤسســـات التعليـــم؛ األمـــر الـــذي يفـــرض‬
‫ع ــى القامئ ــن ع ــى املؤسس ــات الجامعي ــة رضورة تطوي ــر أدائه ــا ليتناس ــب م ــع التحدي ــات‬
‫العرصيـــة التـــي تواجههـــا؛ بهـــدف تعظيـــم قـــدرة املؤسســـات التعليميـــة عـــى القيـــام‬
‫بوظيفتهـــا املجتمعيـــة‪ ،‬واإلســـهام يف تحقيـــق التنميـــة املســـتدامة للمجتمـــع‪.‬‬
‫واتســـاقًا مـــع أهـــداف الدراســـة؛ نتقـــدم مبـــا يـــي بالتوصيـــات اآلتيـــة كمرتكـــز محـــوري‬
‫يضمـــن جـــودة مدخـــات منظومـــة إدارة العمـــل التطوعـــي مبؤسســـات التعليـــم الجامعـــي‬
‫ومخرجاتهـــا؛ وذلـــك عـــى النحـــو اآليت‪:‬‬
‫‪ .1‬تخطيط العمل التطوعي‪:‬‬
‫يج ــب ع ــى املجتمع ــات املحلي ــة وض ــع فئ ــة الش ــباب الجامع ــي املتطوع ــن ع ــى رأس‬
‫خططهـــا وبرامجهـــا‪ ،‬واســـتثامر الشـــباب الجامعـــي بتحقيـــق االســـتفادة القصـــوى منـــه‪،‬‬
‫واس ــتيفاء املتطلب ــات والقي ــم الخاص ــة ب ــإدارة برام ــج العم ــل التطوع ــي‪ ،‬والتأك ــد م ــن تواف ــق‬
‫التقني ــات املس ــتخدمة م ــع األه ــداف املخط ــط له ــا‪ ،‬والت ــى ت ُع ــد أوىل عملي ــات إدارة العم ــل‬
‫التطوعـــي وبرامجـــه‪.‬‬
‫وينبغ ــي عن ــد الب ــدء يف إع ــداد خط ــط الربام ــج التطوعي ــة الجامعي ــة تحدي ــد رؤي ــة ورس ــالة‬
‫مســـتقلة للعمـــل التطوعـــي بالجامعـــة‪ ،‬يف ضـــوء رؤيـــة ورســـالة الجامعـــة العامـــة‪ ،‬عـــى‬
‫أن تك ــون تل ــك الخط ــة اس ــراتيجية طويل ــة امل ــدى‪ ،‬متضمن ــة ع ــددًا م ــن الربام ــج التطوعي ــة‪،‬‬
‫ومس ــتهدفة مج ــاالت متنوع ــة‪ ،‬مب ــا يتواف ــق م ــع األه ــداف والغاي ــات املح ــددة‪ ،‬وم ــع امل ــوارد‬
‫املتاح ــة‪ ،‬وأن تق ــوم بتل ــك العملي ــة لج ــان مش ــركة‪ ،‬تض ــم أعض ــاء هيئ ــة التدري ــس بالجامع ــة‬
‫مـــن املتخصصـــن يف اإلدارة االســـراتيجية والعمـــل االجتامعـــي‪ ،‬وأعضـــاء ذوي خـــرة يف‬
‫املجتمع ــات املس ــتهدفة‪ ،‬وط ــاب الجامع ــة النش ــطني؛ لض ــان وج ــود مس ــتوى م ــن التواف ــق‬
‫للربامـــج التطوعيـــة الجامعيـــة املخطـــط لهـــا‪ ،‬مـــع رضورة اســـتخدام األســـاليب العلميـــة‬
‫املالمئـــة‪ ،‬مبـــا يســـتدعيه ذلـــك مـــن توفـــر كـــوادر متخصصـــة وذات كفـــاءة‪ ،‬ميكنهـــا القيـــام‬
‫بوض ــع الخط ــط والربام ــج املطلوب ــة‪ ،‬وتنفيذه ــا م ــن خ ــال األنش ــطة الرتبوي ــة والتعليمي ــة‪.‬‬
‫‪ .2‬تنظيم العمل التطوعي‪:‬‬
‫يج ــب ع ــى الوح ــدات الجامعي ــة املعني ــة بالتط ــوع تقدي ــم وص ــف للمس ــتويات املتع ــددة‬
‫للرتابــط بــن احتياجــات املجتمــع‪ ،‬وتحديــد أدوار املتطوعــن داخــل كل مســتوى‪ ،‬بالقــدر الــذي‬
‫مي ِّك ــن املتط ــوع م ــن التع ـ ُّرف جي ـدًا ع ــى املش ــكلة املطل ــوب اإلس ــهام يف حله ــا‪ ،‬وم ــن ث ــم‬
‫يح ــدد م ــدى تواف ــق قدرات ــه م ــع م ــا يُطل ــب من ــه‪.‬‬
‫لـــذا ينبغـــي دراســـة التنظيـــم اإلداري الحـــايل‪ ،‬ووصـــف نـــوع اإلدارة املعنيـــة بالعمـــل‬

‫‪159‬‬
‫إدارة العمل التطوعي باملؤسسات الرتبوية يف ضوء بعض الخربات العاملية‬

‫التطوعـــي يف الجامعـــة‪ ،‬وتحديـــد جوانـــب التطويـــر يف اإلدارة‪ ،‬واملراحـــل املـــراد العمـــل‬


‫به ــا‪ ،‬وط ــرح الحل ــول املمكن ــة‪ ،‬والعم ــل ع ــى تحقي ــق املتطلب ــات التنظيمي ــة لربام ــج العم ــل‬
‫التطوع ــي وأنش ــطته الجامعي ــة‪ ،‬ع ــر هي ــكل تنظيم ــي مح ــدد‪ ،‬يتمك ــن م ــن تحقي ــق أهداف ــه‬
‫بعيـــدًا عـــن االرتجـــال‪ ،‬مـــع توفـــر البيئـــة املناســـبة لتشـــجيع املتطوعـــن واســـتقطابهم‬
‫وتأهيله ــم وتدريبه ــم وتزويده ــم بامله ــارات املناس ــبة للعم ــل ضم ــن األه ــداف املح ــددة‪،‬‬
‫ع ــا للموق ــف التنظيم ــي‪ ،‬ع ــى أن تق ــوم‬
‫وم ــن خ ــال هي ــاكل تنظيمي ــة مرن ــة‪ ،‬تخ ــدم اله ــدف تب ً‬
‫بذلـــك وحـــدات تطوعيـــة جامعيـــة مختصـــة‪.‬‬

‫‪ .3‬توجيه العمل التطوعي‪:‬‬

‫العمل التطوعي خيار اسرتاتيجي مهم لتنمية قدرات الشباب الجامعي‪ ،‬وإكسابهم مهارات‬
‫فرصا أفضل يف حياتهم العلمية والعملية‪ ،‬فاملشاركة يف األعامل‬
‫ً‬ ‫وخربات عملية‪ ،‬تتُيح لهم‬
‫التطوعية تعمل عىل النمو القيمي واملهني والشخيص للمتطوع؛ مام يساعد الجامعات‬
‫عىل إكساب الشباب عددًا من املعارف واملهارات والقيم الحياتيه اإليجابية‪ ،‬التى من خاللها‬
‫يستطيع مقاومة أي انحراف أو انتهاج أي سلوك أو فكر متطرف‪ ،‬وإكسابه خربات ومهارات‬
‫وقدرات حياتية جديدة‪ ،‬تسهم يف البناء النفيس واالجتامعي للمتطوع‪ ،‬وإشباع الحاجة إىل‬
‫االنتامء لدى املتطوع الجامعي‪.‬‬

‫لذا ميكن لإلدارة الجامعية التي تتبنى برامج تطوعية أن تهتم بعملية التوجيه‪ ،‬بد ًءا من‬
‫التدقيق يف اختيار قيادة مؤهلة لتلك املهام؛ سواء كانوا من أعضاء هيئة التدريس‪ ،‬أو‬
‫القيادات الطالبية‪ ،‬أو قيادات من أبناء املجتمع املحيل‪ ،‬مع امتالك تلك القيادات الخربات‬
‫العلمية والعملية ألساليب تحفيز الفئات املتنوعة مبا يتفق مع دوافع اإلنجاز لديها‪ ،‬حيث تحتاج‬
‫مهام القيادة يف املجال التطوعي إىل سامت شخصية محددة‪ ،‬ومهارات‪ ،‬ومعارف؛ لذا يجب‬
‫تحليل تلك السامت واملهارات التي يلزم إتقانها وتنميتها‪ ،‬والعمل عىل االرتقاء بها‪ ،‬وذلك‬
‫يف ضوء املؤرشات املحدَّدة سلفًا‪.‬‬

‫‪ .4‬رقابة العمل التطوعي‪:‬‬

‫البد وأن تقوم عملية رقابة العمل التطوعي بالجامعات عىل تحديد معايري لألداء‪ ،‬كون‬
‫املعايري مرتك ًزا أساسيًا لعملية الرقابة لربامج واألنشطة‪ ،‬وهي عملية تحتاج إىل تقويم‬
‫مستمر للعنارص التي تعكس مالءمة التصميم واملواصفات املطلوبة‪ ،‬مع مقارنة العمل بني‬
‫األداء الفعيل واألداء املعياري؛ بالرتابط مع عملية التخطيط‪ ،‬ومبا يسمح بوضع سياسات‬
‫مستقبلية جديدة‪ ،‬ميكن من خاللها تحقيق األهداف املرجوة من وجود تلك الربامج‪ ،‬ويعود‬
‫مبزيد من الجودة والتميز؛ ويتطلب ذلك إعادة رسم السياسات الداخلية والخارجية لربامج‬
‫يكِّنها من اكتساب ثقة الجميع؛ من‬
‫التطوع‪ ،‬واألنشطة التطوعية املامرسة بالجامعة؛ مبا ُ‬
‫العاملني‪ ،‬واملتطوعني‪ ،‬والداعمني‪ ،‬واملجتمع‪.‬‬

‫‪160‬‬
‫فهرس املراجع‬
‫أوالً‪ .‬املراجع العربية‪:‬‬
‫أ‪ .‬الكتب‪:‬‬

‫‪1.1‬إبراهيــم عصمــت مطــاوع (‪ :)2003‬اإلدارة الرتبويــة يف الوطــن العــريب ‪ -‬أوراق‬


‫عربيــة وعامليــة‪ ،‬دار الفكــر‪ ،‬األردن‪.‬‬
‫‪2.2‬أحمــد ســيد مصطفــى (‪ :)2008‬تحديــات العوملــة والتخطيــط االســراتيجي ومهارات‬
‫التفكــر االســراتيجي‪ ،‬دار الفكــر العــريب‪ ،‬القاهــرة‪.‬‬
‫‪3.3‬جــوي نوبــل وآخــرون (‪ :)2010‬الدليــل األســايس إلدارة برامــج العمــل التطوعــي‪،‬‬
‫ترجمــة مركــز بنــاء الطاقــات‪ ،‬مكتبــة فهــد الوطنيــة‪ ،‬جــدة‪.‬‬
‫‪4.4‬حســن محمــد إبراهيــم‪ ،‬محمــد حســنني العجمــي (‪ :)2007‬اإلدارة الرتبويــة‪ ،‬دار‬
‫املســرة‪ ،‬عــان‪.‬‬
‫‪5.5‬حســن مختــار (‪ :)2007‬إدارة الجــودة الشــاملة يف التعليــم الجامعــي‪ ،‬مكتبــة‬
‫بــروت‪ ،‬القاهــرة‪.‬‬
‫‪6.6‬رشــاد أحمــد عبــد اللطيــف (‪ :)2008‬مهــارات املامرســة العامــة يف الخدمــة‬
‫االجتامعيــة‪ ،‬دار الوفــاء لدينــا للطباعــة والنــر‪ ،‬االســكندرية‪.‬‬
‫‪7.7‬صالــح بــن حمــد التويجــري (‪ :)2013‬التطــوع ثقافتــه وتنظيمــه‪ ،‬دار مملكــة نجــد للنــر‬
‫والتوزيــع‪ ،‬الريــاض‪.‬‬
‫‪8.8‬صديــق محمــد عفيفــي (‪ :)2003‬إدارة األعــال يف املنظــات املعــارصة‪ ،‬مكتبــة‬
‫عــن شــمس‪ ،‬القاهــرة‪.‬‬
‫‪9.9‬عبــد الشــاىف محمــد أبــو الفضــل (‪ :)2007‬العمــل التطوعــي مــن منظور اســراتيجي‬
‫‪ -‬الرؤيــة والرســالة والتحليــل البيئــي‪ ،‬جامعــة نايــف العربيــة للعلــوم االمنيــة‪ ،‬الرياض‪.‬‬
‫‪1010‬عــى أحمــد عبــد الرحمــن (‪ :)2006‬القيــادة والدافعيــة يف اإلدارة الرتبويــة‪ ،‬دار‬
‫الحمــد للنــر والتوزيــع‪ ،‬عــان‪.‬‬
‫‪1111‬ماهــر ابــو املعاطــي وآخــرون (‪ :)1999‬املامرســة العامــة للخدمــة االجتامعيــة يف‬
‫مجــال رعايــة الشــباب‪ ،‬مركــز الكتــاب الجامعــي جامعــه حلــوان‪ ،‬القاهــره‪.‬‬
‫‪1212‬محمــد الفاضــل وآخــرون (‪ :)2007‬االتصــاالت اإلداريــة وأســاليب القيــادة اإلداريــة يف‬
‫املؤسســات الرتبويــة‪ ،‬دار الحامــد‪ ،‬عــان‪.‬‬
‫‪1313‬محمــد ســيد خليــل (‪ :)2001‬اإلدارة الفعالــة للمنظــات األهليــة التطوعيــة‪ ،‬الهيئــة‬
‫القبطيــة اإلنجيليــة للخدمــات االجتامعيــة قطــاع التنميــة‪ ،‬القاهــرة‪.‬‬

‫‪161‬‬
‫إدارة العمل التطوعي باملؤسسات الرتبوية يف ضوء بعض الخربات العاملية‬

‫‪1414‬محمد فريد الصحن (‪ :)2002‬مبادئ اإلدارة‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬االسكندرية‪.‬‬


‫‪1515‬محمــد يــري إبراهيــم (‪ :)1999‬االتصــال والســلوك اإلنســاين‪ ،‬البيطــاش ســنرت‬
‫للنــر والتوزيــع‪ ،‬اإلســكندرية‪.‬‬
‫‪1616‬مريــم محمــد الرشقــاوى (‪ :)2006‬اإلدارة املدرســية‪ ،‬مكتبة النهضة املرصيــة‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪1717‬معتــز باللــه محمــد عبــد الفتــاح (‪ :)2008‬دلیــل العمــل التطوعــي ‪ -‬التطــوع إنســانیتي‬
‫والبنــاء مســئولیتي‪ ،‬منظمــة املــرأة العربیــة‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪1818‬مــوىس اللــوزي (‪ :)2007‬التنظيــم وإجــراءات العمــل‪ ،‬دار وائــل للنــر والتوزيــع‪،‬‬
‫عــان‪ ،‬االردن‪.‬‬
‫‪1919‬مــوىس شــيتوي وآخــرون (‪:)2000‬التطــوع واملتطوعــون يف العــامل العــريب‪ ،‬دار‬
‫نوبــار للطباعــة‪ ،‬القاهــرة‪.‬‬
‫‪2020‬نبيــل محمــد صــادق وآخــرون (‪ :)2005‬تنظيــم املجتمــع (نظريــات ‪ -‬مهــارات ‪-‬‬
‫مامرســات)‪ ،‬مركــز نــر الكتــاب الجامعــي‪ ،‬جامعــة حلــوان‪ ،‬القاهــرة‪.‬‬
‫‪2121‬هاشــم العبــادي وآخــرون (‪ :)2008‬إدارة التعليــم الجامعــي ‪ -‬مفهــوم حديــث يف‬
‫الفكــر اإلداري املعــارص‪ ،‬دار الــوراق للنــر والتوزيــع‪ ،‬عــان‪.‬‬
‫‪2222‬هنــاء حســني النابلــي (‪ :)2009‬دور الشــباب الجامعــي يف العمــل التطوعــي‬
‫واملشــاركة السياســية‪ ،‬دار مجــدالوى للنــر والتوزيــع‪ ،‬عــان‪.‬‬
‫‪2323‬يوســف عبــد املعطــى مصطفــى (‪ :)2007‬اإلدارة الرتبويــة مداخــل جديــدة لعــامل‬
‫جديــد‪ ،‬دار الفكــر العــرىب‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬ط (‪.)2‬‬
‫ب‪ .‬الدوريات واملجالت العلمية‪:‬‬

‫‪1.1‬إبراهيــم البيومــي غانــم (‪ « :)2003‬ثقافــة العمــل التطوعــي يف املجتمــع العــريب‬


‫املعــارص ‪ -‬املكونــات واإلشــكاليات ورضوريــات التفعيــل «‪ ،‬مجلــة النهضــة‪ ،‬العــدد (‪،)28‬‬
‫القاهــرة‬
‫‪2.2‬أمــاين البيومــي درويــش (‪ « :)2000‬تصــور مقــرح مــن منظــور خدمــة الجامعــة الســتثارة‬
‫الشــباب للمشــاركة يف العمــل التطوعــي «‪ ،‬مجلــة دراســات يف الخدمــة االجتامعيــة‬
‫والعلــوم اإلنســانية‪ ،‬كليــة الخدمــة االجتامعيــة‪ ،‬جامعــة حلــوان‪ ،‬ع (‪ ،)24‬ج (‪.)2‬‬
‫‪3.3‬إميــان محمــد عــز العــرب (‪ »:)2012‬صــورة العمــل التطوعــي ومؤسســاته لــدى الشــباب‬
‫الجامعــي يف ظــل املتغــرات الدوليــة ‪ -‬دراســة مطبقــة عــى طــاب جامعــة طنطــا»‪،،‬‬
‫مجلــة الشــئون االجتامعيــة‪ ،‬االمــارات‪ ،‬العــدد (‪.)112‬‬
‫‪4.4‬خديجــة عبــد العزيــز عــى إبراهيــم (‪ »:)2015‬اســراتيجية مقرتحــة لتدعيــم ثقافــة العمــل‬

‫‪162‬‬
‫التطوعــي لــدى طــاب الجامعــة يف ضــوء الخــرات امليدانيــة وتجــارب بعــض الــدول»‪،‬‬
‫املجلــة الرتبويــة‪ ،‬كليــة الرتبيــة‪ ،‬جامعــة ســوهاج‪ ،‬العــدد (‪،)42‬أكتوبــر‪.‬‬
‫‪5.5‬رضـــا إبراهيـــم املليجـــي‪ ،‬يحيـــى إســـاعيل يوســـف (‪" :)2010‬إدارة عمليـــات التخطيـــط‬
‫االســـراتيجي للتعليـــم الجامعـــي يف مـــر‪ :‬دراســـة تحليليـــة"‪ ،‬مجلـــة كليـــة الرتبيـــة‪،‬‬
‫جامعـــة طنطـــا‪ ،‬ع (‪.)42‬‬
‫‪6.6‬ســحر بهجــت محمــد (‪" :)2012‬واقــع العمــل التطوعــي لــدى طــاب الجامعــات يف ظــل‬
‫التغــرات املجتمعيــة ‪ -‬دراســة مطبقــة عــى طــاب كليــة الخدمــة االجتامعيــة جامعــة‬
‫حلــوان"‪ ،‬مجلــة دراســات يف الخدمــة االجتامعيــة والعلــوم اإلنســانية‪ ،‬كليــة الخدمــة‬
‫االجتامعيــة ‪ ،‬جامعــة حلــوان‪ ،‬ع (‪ ،)33‬ج (‪.)9‬‬
‫‪7.7‬ســامه عبــد العظيــم حســن (‪ :)2002‬إعــادة هندســة العمليــات اإلداريــة يف املنظومــة‬
‫املدرســية يف ضــوء التغــرات العامليــة ‪ -‬رؤيــة مســتقبلية‪ ،‬مجلــة كليــة الرتبيــة‪ ،‬جامعــة‬
‫بنهــا‪ ،‬ج (‪ ،)12‬ع (‪.)48‬‬
‫‪8.8‬ســهري محمــد حوالــه (‪" :)2013‬فلســفة العمــل التطوعــي واملســئولية االجتامعيــة يف‬
‫املؤسســات الرتبويــة"‪ ،‬مجلــة العلــوم الرتبويــة‪ ،‬معهــد الدراســات والبحــوث الرتبويــة‪،‬‬
‫جامعــة القاهــرة‪ ،‬العــدد (‪ ،)4‬أكتوبــر‪.‬‬
‫‪9.9‬عبــد النــارص عبــد الرحيــم فخــرو (‪ « :)2010‬تعزيــز ثقافــة العمــل التطوعــي لــدي طــاب‬
‫جامعــة الكويــت ‪ -‬تصــور مقــرح «‪ ،‬مجلــة الرتبيــة‪ ،‬الجمعيــة املرصيــة للرتبيــة املقارنــة‬
‫واإلدارة التعليميــة‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬مايــو‪ ،‬العــدد (‪.)28‬‬
‫‪1010‬فاطمــة عبــد اللــه اســاعيل (‪" :)2015‬تقويــم برنامــج بــادر لتنميــة ثقافــة التطــوع لــدى‬
‫طــاب املــدارس مــن منظــور طريقــه خدمــة الجامعــة" ‪ ،‬مجلــة الخدمــة االجتامعيــة‪،‬‬
‫الجمعيــة املرصيــة لألخصائيــن االجتامعيــن‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬ع (‪.)54‬‬
‫‪1111‬محفــوظ حمــدون الصــواف وآخــرون (‪ " :)2012‬اســتثامر املــوارد البرشيــة للــركات الصناعيــة‬
‫يف العمــل التطوعــي يف حالــة الكــوارث ‪ -‬منــوذج مقــرح باعتــاد أســلوب حلقــات‬
‫الجــودة"‪ ،‬مجلــة تنميــة الرافديــن‪ ،‬جامعــة املوصــل‪ ،‬العــراق‪ ،‬العــدد (‪ ،)106‬مجلــد (‪.)34‬‬
‫‪1212‬محمــد الحازمــي وآخــرون (‪" :)2015‬دور الجامعــة الرتبــوي يف نــر ثقافــة العمــل‬
‫التطوعــي يف املجتمــع الســعودي ‪ -‬دراســة ميدانيــة"‪ ،‬املجلــة الرتبويــة‪ ،‬مجلــس النــر‬
‫العلمــي‪ ،‬جامعــة الكويــت‪ ،‬ع (‪ ،)116‬ج (‪.)29‬‬
‫‪1313‬هــام بــداروي زيــدان (‪" :)1995‬التخطيــط االســراتيجي يف مجــال الرتبيــة "‪ ،‬مجلــة الرتبية‪،‬‬
‫رابطــة الرتبيــة الحديثــة‪ ،‬القاهــرة‪.‬‬
‫‪1414‬يــارس عبــد الفتــاح القصــاص (‪" :)2011‬مهــام تخطيطيــة ملواجهة معوقات مشــاركة الشــباب‬

‫‪163‬‬
‫إدارة العمل التطوعي باملؤسسات الرتبوية يف ضوء بعض الخربات العاملية‬

‫الجامعــي الســعودي يف العمــل التطوعــي‪ :‬دراســة مطبقــة عــى طــاب جامعــة االمــام‬
‫محمــد بــن ســعود مبدينــة الريــاض"‪ ،‬مجلــة دراســات الخدمــة االجتامعيــة والعلــوم‬
‫اإلنســانية‪ ،‬كليــة الخدمــة االجتامعيــة‪ ،‬جامعــة حلــوان‪ ،‬ع (‪ ،)30‬ج (‪.)7‬‬

‫ج‪ .‬املؤمترات والندوات‪:‬‬

‫‪1.1‬أحمــد ابراهيــم حمــزة (‪ « :)2008‬مــؤرشات تخطيطيــة لتنشــيط مشــاركة املــرأة يف العمــل‬


‫التطوعــي «‪ ،‬املؤمتــر العلمــي الــدويل الحــادي والعــرون للخدمــة االجتامعيــة‪:‬‬
‫الخدمــة االجتامعيــة والرعايــة اإلنســانية يف مجتمــع متغــر‪ ،‬كليــة الخدمــة االجتامعيــة‪،‬‬
‫جامعــة حلــوان ‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬الفــرة ‪ 13-12‬مــارس‪ ،‬ج (‪.)8‬‬

‫‪2.2‬أحمــد يوســف بشــر (‪ « :)2001‬القطــاع التطوعــي وإســهاماته يف تحقيــق أهــداف‬


‫التخطيــط االجتامعــي باملحليــات «‪ ،‬املؤمتــر العمــي الرابــع عــر‪ :‬الخدمــة االجتامعيــة‬
‫بــن الجهــود التطوعيــة واالحــراف املهنــي‪ ،‬كليــة الخدمــة االجتامعيــة جامعــة حلــوان‪،‬‬
‫الفــرة ‪ 29-28‬مــارس‪ ،‬القاهــرة‪.‬‬

‫‪3.3‬إميــان محمــد عــارف (‪ « :)2003‬دور الجامعــة يف تنميــة اتجاهــات الطــاب نحــو العمــل‬
‫التطوعــي يف ضــوء مفهــوم التنميــة املســتدامة «‪ ،‬املؤمتــر القومــي الســنوي‬
‫العــارش العــريب الثــاين بعنــوان‪ :‬جامعــة املســتقبل يف الوطــن العــرىب‪ ،‬كليــة‬
‫الرتبيــة‪ ،‬جامعــة عــن شــمس‪ ،‬الفــرة مــن ‪ 28-27‬ديســمرب‪ ،‬ج (‪.)2‬‬

‫‪4.4‬رحــاب فايــز أحمــد (‪ « :)2013‬التنقيــب عــن بيانــات مؤسســات العمــل التطوعــي عــى الويــب‬
‫‪ -‬دراســة تحليليــة «‪ ،‬املؤمتــر العلمــي التاســع بعنــوان‪ :‬العلــوم اإلنســانية وتفعيــل‬
‫مؤسســات العمــل التطوعــي‪ ،‬كليــة اآلداب‪ ،‬جامعــة بنــي ســويف‪ ،‬الفــرة مــن ‪10-9‬‬
‫ابريــل‪ ،‬ج (‪.)1‬‬

‫‪5.5‬ســامة عبــد العظيــم حســن‪ ،‬هــدى ســعد الســيد (‪ « :)2010‬تحســن جــودة العمليــات‬
‫اإلداريــة بكليــات الرتبيــة باســتخدام منهجيــة ســتة ســيجام ‪ -‬دراســة ميدانيــة»‪ ،‬املؤمتــر‬
‫العلمــي الســنوي الثامــن عــر‪ :‬اتجاهــات معــارصة يف تطويــر التعليــم يف الوطــن‬
‫العــريب‪ ،‬الجمعيــة املرصيــة للرتبيــة املقارنــة واإلدارة التعليميــة بالتعــاون مــع كليــة‬
‫الرتبيــة ‪ -‬جامعــة بنــي ســويف‪ ،‬الفــرة ‪ 7-6‬فربايــر‪ ،‬ج (‪.)3‬‬

‫‪6.6‬ماهــر أبــو املعاطــي عــى (‪ « :)2001‬الخدمــة االجتامعيــة بــن التطــوع واالحــراف املهنــي‬
‫«‪ ،‬ورقــة عمــل املؤمتــر العلمــي الرابــع عــر‪ :‬بعنــوان الخدمــة االجتامعيــة بــن الجهود‬
‫التطوعيــة واالحــراف املهنــي‪ ،‬كليــة الخدمــة االجتامعيــة‪ ،‬جامعــة حلــوان‪ ،‬الفــرة ‪29-28‬‬
‫مــارس‪ ،‬املجلــد االول‪.‬‬

‫‪7.7‬محمــد حلمــي مــراد (‪« :)2003‬دور الجامعــات يف إعــداد القــوى العاملــة املؤهلــة»‪،‬‬

‫‪164‬‬
‫املؤمتــر الثــاين العــام التحــاد الجامعــات العربيــة‪ :‬الجامعــات العربيــة واملجتمــع‬
‫العــريب املعــارص‪ ،‬الفــرة ‪ 14-7‬فربايــر‪ ،‬جامعــة القاهــرة‪.‬‬

‫‪8.8‬محمــد حــاد هنــدي (‪" :)2013‬دور تكنولوجيــا املعلومــات واالتصــال يف تحقيــق الريــادة‬
‫مبجــال العمــل التطوعــي"‪ ،‬املؤمتــر العلمــي التاســع بعنــوان‪ :‬العلــوم اإلنســانية‬
‫وتفعيــل مؤسســات العمــل التطوعــي‪ ،‬كليــة اآلداب‪ ،‬جامعــة بنــي ســويف‪ ،‬الفــرة مــن‬
‫‪ 10-9‬ابريــل‪ ،‬ج (‪.)1‬‬
‫‪9.9‬محمــد رضــا حســن (‪" :)2006‬اتجاهــات الشــباب الجامعــي نحــو التطــوع ‪ -‬دراســة مطبقــة‬
‫عــى طــاب وطالبــات جامعــة الســلطان قابــوس بســلطنة عــان"‪ ،‬املؤمتــر العمــي‬
‫الســابع عــر‪ :‬الخدمــة االجتامعيــة وقضايــا املــرأة‪ ،‬كليــة الخدمــة االجتامعيــة‪ ،‬جامعــة‬
‫الفيــوم ‪ ،‬الفــرة ‪ 12-11‬ابريــل‪ ،‬الفيــوم‪.‬‬
‫د‪ .‬الدراسات والرسائل العلمية‪:‬‬

‫‪1.1‬زیناھــم محمــد أحمــد (‪ :)2016‬تصــور مقــرح لتفعیــل دور الجامعــة يف تنمیــة ثقافــة‬
‫العمــل التطوعــي لــدى طالبهــا يف ضــوء خــرات بعــض الــدول‪ ،‬رســالة دكتــوراه غــر‬
‫منشــورة‪ ،‬كليــة الرتبيــة‪ ،‬جامعــة املنيــا‪.‬‬
‫هـ‪ .‬مواقع األنرتنت العربية‪:‬‬
‫‪1.1‬محمــد جابــر عبــاس (‪ « )2011‬التطــوع الطــايب لخدمــة املجتمــع ودوره يف نــر ثقافــة‬
‫الوســطية بــن طــاب الجامعــات ‪ -‬دراســة مطبقــة عــى طــاب جامعــة جنــوب الــوادي فــرع‬
‫أســوان «‪ ،‬أوراق عمــل مؤمتــر‪ :‬تأصيــل وتعزيــز مبــدأ الوســطية علم ًيــا وعمل ًيــا بني شــباب‬
‫العــامل العــريب‪ ،‬جامعــة طيبــة‪ ،‬املدينــة املنــورة‪ ،‬الفــرة مــن ‪ 9 -6‬مــارس‪.‬‬
‫‪https://bit.ly/2NBuXJK‬‬
‫‪2.2‬محمــد ابراهيــم األصيبعــي (‪ :)2000‬العمــل التطوعــي يف املجــاالت األمنيــة ‪ -‬منــاذج‬
‫وتطبيقــات‪ ،‬أوراق عمــل‪ ،‬مؤمتــر العمــل التطوعــي واألمــن يف الوطــن العــريب‪ :‬األمــن‬
‫مســئولية الجميــع‪ ،‬جامعــة نايــف للعلــوم األمنيــة‪ ،‬الريــاض‪ ،‬الفــرة ‪ 27-25‬ســبتمرب‪.‬‬
‫‪https://bit.ly/32iqIIq‬‬
‫‪3.3‬قاســم الصديــق (‪ :)2001‬أســس ادارة الربنامــج التطوعــي ‪ -‬العمــل التطوعــي يف جميــع‬
‫أنحــاء العــامل‪ ،‬أخبــار ووجهــات النظــر واملــوارد‪.‬‬
‫‪https://bit.ly/32iktV1 .‬‬

‫‪165‬‬
‫إدارة العمل التطوعي باملؤسسات الرتبوية يف ضوء بعض الخربات العاملية‬

:‫ املراجع األجنبية‬.‫ثان ًيا‬

:‫ الدراسات واملجلدات والرسائل العلمية‬.‫أ‬

1. Ajay K. Jain, (2015): “Volunteerism and organizational culture: Relationship to


organizational commitment and citizenship behaviors in India”, Cross Cultural
Management: An International Journal, Vol. 22 Iss.

2. Black, W. & Living, R. (2004): Volunteerism as an occupation and its relationship to


health and wellbeing. British Journal of Occupational Therapy, Vol.67, No. (12).

3. Bob Edwards and Others (2001): Who is Being Served- The Impact of Student
Volunteering On Local Community Organizations, Journal of Nonprofit and
Voluntary Sector Quarterly, Vol. 30, No.3.

4. Borden Lynne. M, Perkins (2003): Volunteers as Essential Members of community


collaborations, Journal of volunteer Administration, V21, N3.

5. Boyd, Barry L (2003): Competencies for Leaders of Volunteers During the Next
Decade: A National Delphi Study, Paper presented at “Frontiers of Leadership:
People, Places & Programs” the Association of Leadership Educators International
Conference Anchorage, AK, July 16-19.

6. Brigette C.Kamsler (2012): Finding Aid for - student volunteer movement for foreign
mission records,1893- 1946, pamphlet report of the executive committee presented
at second international convention, the Burke library archives Columbia university.

7. Brudney, Jeffrey L.; Schmahl, Sandra L. (2002): Survey of Volunteer Administrators,


1992 and 2000: Trends for the Profession, Journal of Volunteer Administration, V 20 N 1.

8. Burgess, E. (2008): Stakeholders Perception of Strategic Planning in Higher


Education; A Comparative Case Study of Two Institutions, PHD Dissertation,
Graduate Faculty of the University of North Dakota.

166
9. Calabrese, Raymond (2015): A Collaboration of School Administrators and a
University Faculty to Advance School Administrator Practices Using Appreciative
Inquiry, International Journal of Educational Management,-V29, N2.

10. Chuck Tomkovick and Others (2008): Linking Collegiate Service-Learning to Future
Volunteerism, Implications for Nonprofit Organizations, journal of Nonprofit
Management & Leadership, vol. 19, no. 1.

11. Colin Rochester (2000): Legal Advice as Student Community Action: The Case Study
of The University of Bristol law Clinic, journal of Voluntary Ary Action, Vol.2, No.3.

12. Creswell, J.W. (2008): Educational research- Planning, conducting, and evaluating
quantitative and qualitative research. Upper Saddle River, New Jersey: Pearson
Education, Inc.

13. Curado, Carla & et al (2015): Voluntary or Mandatory Enrollment in Training


and the Motivation to Transfer Training, International Journal of Training and
Development,-V19,N2.

14. Deber L. Hydorn (2007): Community Service- Learning in Statistic, Course Design
and Assessment, Journal of Statistics Education,-Vol. 15, No. 2.

15. Femida Handy and Narasimhan Srinivasan (2004): Valuing Volunteers: An


Economic Evaluation of the Net Benefits of Hospital Volunteers, Nonprofit and
Voluntary Sector Quarterly,-Vol. 33.

16. Femida Handy, Ram A. Cnaan, (2010): Social and Cultural Origins of Motivations
to Volunteer: A Comparison of University Students in Six Countries’, International
Sociology,-Vol. 25 (3).

17. George F. Kain (2006): Service Learning and Mentoring: Theoretical and Practical
Application for Criminal Justice Education, Doctoral Thesis, Graduate Faculty in
Criminal Justice, The City University of New York.

18. Georgina Brewis (2010): Students, Volunteering and Community Action1960-

167
‫إدارة العمل التطوعي باملؤسسات الرتبوية يف ضوء بعض الخربات العاملية‬

2000, A witness Seminar,-UK: Institute for Volunteering Research.

19. Georgina Brewis (2011): A short History of Student Volunteering Celebrating Ten Years
of Student Volunteering Week, United Kingdom , Institute for Volunteering Research.

20. Georgina Brewis and others (2010): Bursting the Bubble: Students, Volunteering,
and The Community, UK: Institute for Volunteering Research, Coordinating Center
for Public Engagement, Full Report.

21. Gertrud Malmersjo, and Angela Ellis Paine (2006): Active Learning Understanding
Volunteering among Open University Students, UK: Institute for Volunteering
Research, July.

22. Gregory B. Markus, and Others (1993): Integrating Community Service and Classroom
Instruction Enhances Learning: Results from An Experiment, Journal of Educational
Evaluation and Policy Analysis, Vol. 15, No. 4. American university Washington
(2006): Faculty Guide to Service Learning, DC, Community Service Center.

23. Hager, M. A., & Brudney, J. L. (2011): Universalistic versus contingent adoption of
volunteer management practices. Paper presented at the Annual Meeting of
the Association for Research on Nonprofit Organizations and Voluntary Action
(ARNOVA), Toronto, ON, Canada, November.

24. Hanover Research Council (2008): Managing Service Learning/ Community


Engagement, Report for Auburn University, October.

25. Hodgkinson, Virginia A.(2003): Volunteering in Global Perspective, in the Values of


Volunteering: a Cross-Cultural Perspective. New York: Kluwer Academic/ Plenum
Publishers. ISBN 1 898902 27 5, BVSC.

26. Jameson, J. H.et al., (2007): Service Learning, Partnering with the Public as a
component of College Archaeology Courses, (Springer New York, SN 978-387-48216-3.

27. Joanna Pappas (2012): Managing Volunteerisms, The Volunteer Management


Handbook: Leadership Strategies for Success, John Wiley & Sons, Inc,USA.

168
28. Karen A. Smith and others (2010): Motivations and Benefits of Student Volunteering
- Comparing Regular, Occasional and Non- Volunteers In Five Countries Canadian,
journal of Nonprofit Social Economy Research, vol. 1, No. 1.

29. Kelly, S. (1999): Encouraging Volunteerism in Higher Education, New York:


Routledge Publication.

30. Krista Soria, June Nobbe, Alex Fink (2013): Examining the Intersection between
Undergraduates’ Engagement in Community Service and Development of Socially
Responsible Leadership, Journal of Leadership Education, Vol. 12 Issue.1.

31. Leslie A. Patterson (2013): Effects on Volunteer Peer Leaders Participating in a Health
Promotion Program for U.S. Veterans, Ph. D. , University of Wisconsin Milwaukee, USA.

32. Lough, Benjamin J. (2010): The Perpetual Education Fund: Providing Higher
Education Loans in the Voluntary Sector, International Journal of Educational
Development, V30, N4.

33. Mark A. Hager,et al (2004): Volunteer Management Practices and Retention of


Volunteers. Washington, DC: The Urban Institute, USA.

34. Mary, C, M., (2007): Taking Service Learning Forward - 21st Century Trends USA,
Indiana, University of Indianapolis Press.

35. Mehisto, Peeter; Asser, Hiie (2007): Stakeholder Perspectives - CLIL Programme
Management in Estonia, International Journal of Bilingual Education and
Bilingualism, Vol.6 N0.3.

36. National Coordinating Center for Public Engagement UK (2010): Student


Volunteering Initiative, Research Synthesis: Student Volunteering- Background,
Policy and Context.

37. National Coordinating Center for Public Engagement UK (2017): The history of the
National Coordinating Centre for Public Engagement, Founding of the NCCPE,
Full Report.

169
‫إدارة العمل التطوعي باملؤسسات الرتبوية يف ضوء بعض الخربات العاملية‬

38. National Council for Voluntary Organizations (2014): NCVO Strategic Plan 2014:2019
- Together We Makea Bigger Difference, Full Report.

39. Nittaya T.ksakul (1989): Motivation and benefits of volunteering as perceived by


university students, doctoral thesis, faculty of graduate college of the Oklahoma
state university.

40. Office for National Statistics (2004): A review of the Home Office Older Volunteers
Initiative, UK: Home Office, London, Research Study (248).

41. Patricia E. Askew (2001): The University as A source for Community and Academic
Partnership, Journal of New Directions for Student Services, No.96.

42. Rebecca Morris, et al (2014): Connecting local support: A qualitative study exploring
the role of voluntary organizations in long-term condition management, SC Imago
Journal Rank, Vol. 11,No 2.

43. Rick J. Markley (2012): America’s Volunteer Firefighters, E. journal USA, U.S.
Department of Stat..

44. Roger B. Ludeman (2001): The role of Student Affairs and Services in Higher
Education: A practical Manual for Developing and Assessing Student Affairs
Programmers and Services, The international Association of Student Affairs and
Services Professionals.

45. Ruth Hayes, Jacki Reason (2009): Voluntary but Not Amateur, A Guide to the Law
for Voluntary Organisations and Community Groups, Jackie Reason inc.

46. Samir M. El-Gazza, et al (2008): An Examination of the Determinants and Contents


of Corporate Voluntary Disclosure of Management’s Responsibilities for Financial
Reporting, Journal of Accounting, Auditing & Finance, January, Vol. 23,1.

47. Sandy Adirondack & Steve Simpson (2006): Just About Managing: Effective
Management for Voluntary Organizations and Community Groups, Routledge
pub. USA.

170
48. Severn, A. and Potter, T. (2004): Volunteering Development in Birmingham,
Birmingham Volunteer Action, ISBN 1 898902 27 5, BVSC.

49. Sherman, A & MacDonald, L., (2009): Service Learning Experiences in University
Science Degree Courses, (Springer New York, SN 978-387-48216-3.

50. Sunney Shin Brian H. Kleiner (2003): How to manage unpaid volunteers in
organisations, Management Research News, Vol. 26 Iss 2/ 3/ 4.

51. Susan J. Ellis & Katherine H. Campbell (2012): Volunteering: An American Tradition,
E. journal USA, U.S. Department of State.

52. Tang, R. (2006): What resources are needed for volunteerism? A life course
perspective. Journal of Applied Gerontology, Vol.25, No. 4.

53. Tracy D. Connors (2011): The Volunteer Management Handbook: Leadership


Strategies for Success, Wiley, (2nd Editio).

54. U.S. Bureau of Labor Statistics (2016): VOLUNTEERING IN THE UNITED STATES 2015,
new Report of U.S. Bureau of Labor Statistics, 25 February.

55. University of East London (2010): University Strategy 2010-2020, Transformation


for Excellence, Full Report.

56. University of Nottingham (2009): Projects Handbook 2009-2010, Student Volunteer


Centre, The University of Nottingham Students’ Union, handbook.

57. University of Oxford (2013): Strategic Plan 2013-2018, Vision, Priorities, Core
strategies, Enabling strategies, Full Report.

58. Volunteering Australia Inc. (2001): National Standards for Involving Volunteers in
Not-for-Profit Organisations, Volunteering Australia Inc.

59. Waxman, Lisa K.et al (2008): Voluntary Flammability Regulations for Residential
Upholstered Furniture, Journal of Family and Consumer Sciences, V100 N4.

171
‫إدارة العمل التطوعي باملؤسسات الرتبوية يف ضوء بعض الخربات العاملية‬

60. Williams, T. (2009): Strategic Planning Leadership in Illinois Community Colleges;


Who is Leading the Process, PhD Dissertation, University of Illinois.

61. Yeung, Nick (2010): Bottom-Up Influences on Voluntary Task Switching:The Elusive
Homunculus Escapes, Journal of Experimental Psychology: Learning, Memory, and
Cognition, V36 N2.

:‫ مواقع األنرتنت األجنبية‬.‫ب‬

1. Butler University (2017): Mission & Vision 2016-2017, VOLUNTEER CENTER. Available
on https://bit.ly/2re2Mclon on 9/ 3/ 2017

2. . Butler University (2017): VOLUNTEER CENTER STAFF, VOLUNTEER CENTER.Available


on https://bit.ly/2WKLoYw on 18/ 3/ 2017.

3. University College London (2012): Project Leader Resources 2012-13, The Innovations
Programme, University College London Union, handbook, pp 83-84.Available on
https://bit.ly/2WMULXE on 27/ 2/ 2017

4. University of Leeds (2017): Environmental Action & Volunteer Coordinator, Action


Leeds Student Volunteers, Student Volunteering Network, Worker job descriptions..
Available on https://bit.ly/2JQPbOs on 28/ 2/ 2017

5. University College London (2017): VSU Project Leader Training - Registration 2016/
17, Volunteering Services Unit.Available on https://bit.ly/2NFaioe on 27/ 2/ 2017

6. University College London (2017): Volunteering Fair, Volunteering Services Unit.


Available on https://bit.ly/2NhRWe0 on 28/ 2/ 2017

7. University of East London (2017): Volunteering, UEL Volunteering Hub.Available on


https:// volunteering.uel.ac.uk/ on 1/ 3/ 2017

8. Keele University (2017): KeeleSU Volunteering Awards, Keele University Students’


Union. Available on https://bit.ly/33fFnVW on 1/ 3/ 2017

9. Kelly, Andrew P.; Alderman, Chad (2013): How Higher Education’s Voluntary
Accountability Systems Miss the Mark. Education Outlook, American Enterprise

172
Institute for Public Policy Research, Washington. Available on https://bit.ly/34q1Qjg
on 28/ 8/ 2016

10. Corporation for National and Community Service (2017): Who We Are, About
C.N.C.S. Available on https://bit.ly/2PO9n7I on 5/ 1/ 2017

11. Corporation for national community service (2006): College students helping
America, Full report, p 2. Available on https://bit.ly/2pGtGco on 2/ 1/ 2017

12. Campus Compact (2017): Commitments from the 30th Anniversary Action Statement,
Campus Compact Overview Available on https://bit.ly/33iNzoz on 12/ 1/ 2017

13. Corporation for National and Community Service (2017): Colleges and Universities,
Our Programs C.N.C.S. Available on https://bit.ly/2NifZt8 on 9/ 1/ 2017

14. Salisbury University (2017): Mission Statement, Enterprise Volunteer Center, Career
Services Students Available on https://bit.ly/2oM6VmS on 10/ 3/ 2017

15. Campus Compact (2014): Strategic Plan 2014, Campus Compact Overview.
Available onhttps://bit.ly/2K5keGH on 10/ 3/ 2017

16. University of Illinois (2017): Programming, Office of Volunteer Programs, Illini


Union. Available on https://bit.ly/2WGyScr on 11/ 3/ 2017

17. University of Washington (2017): Volunteer, Visitor & Observer Program, Clinic
Policy Manual. Available on https://bit.ly/2PIIcuS on 11/ 3/ 2017

18. University of Illinois (2017): staffing and internships, Office of Volunteer Programs,
Illini Union. Available on https://bit.ly/2oIQAiK t on 17/ 3/ 2017.

19. University of Michigan (2017): Volunteer Placement Supervisor’s, UMHS Volunteer


Services, University of Michigan Health System faculty, handbook, p 3. Available
onhttps://bit.ly/2pKU0SL on 17/ 3/ 2017

20. Indiana University (2016): organizational chart, Center for Service & Learning.
Available on https://bit.ly/2qmcdG7 on 17/ 3/ 2017.

21. University of Washington (2017): Volunteer Application, University of Washington


Botanic Gardens. Available on https://bit.ly/2NEheBX on 18/ 3/ 2017.

173
‫إدارة العمل التطوعي باملؤسسات الرتبوية يف ضوء بعض الخربات العاملية‬

22. Salisbury University (2017): Volunteer Resources, Enterprise Volunteer Center,


Career Services Students. Available onhttps://bit.ly/2NJtd0S on 18/ 3/ 2017
23. University of Washington (2017): Volunteer Services, UW MEDICAL CENTER.
Available on https://bit.ly/2pKUtnZ on 20/ 3/ 2017.
24. University of Illinois (2017): Volunteer Hours and Fundraising Reporting, Office of
Volunteer Programs, Illini Union. Available on https://bit.ly/2NJZV2xon on 2/ 4/ 2017.
25. Salisbury University (2017): report volunteer service hours, International Volunteer
Opportunities, Enterprise Volunteer Center, and Career Services Students.
Available onhttps://bit.ly/2PJOiet on 2/ 4/ 2017
26. International Volunteer Programs Association (2017): Standards volunteer
program, Standards List. Available on https://bit.ly/2NK7zcYon on 4/ 4/ 2017.
27. Corporation for National and Community Service (2017): President’s Higher
Education Community Service Honor Roll, the Award. Available on https://bit.
ly/2r9ddha on 3/ 4/ 2017.
28. Corporation for National and Community Service (2017): Presidential Winners,
President’s Higher Education Community Service Honor Roll, the Award. Available
on https://bit.ly/2rfSFUr on 3/ 4/ 2017.
29. Office for National Statistics (2017): Population and migration, People, population
and community Available on https://bit.ly/34sxxb34sxxbR on 12/1/2017
30. Institute of Volunteering Research (2011): The Volunteering England archive: a
modern history of volunteering in England, Study on Volunteering in the European
Union Country Report United Kingdom, Available on https://bit.ly/36yl4Fb on 18/
1/ 2017
31. Student Volunteering Network (2017): Networking and Resources for staff who
inspire students to local, national and global voluntary action, About Us. Available
on: http://www.studentvolunteeringnetwork.org/ on 6/ 2/ 2017
32. Keele University (2012): Keele Community Connections - A Volunteering Strategy
2012-2015, Human Resources and Student Services, Full Report, p 1. Available on 14/
2/ 2017 https://bit.ly/2C9My6l
33. National Coordinating Center for Public Engagement UK (2017): Vision, mission
and aims, about us. Available on https://bit.ly/2JRMSL0 on 14/ 2/ 2017

174
34. University of Birmingham (2008): Volunteering Policy, University of Birmingham
Guild of Students, Student Volunteering Network, Policies and Procedures, p 3.
Available on https://bit.ly/2oM8OzY on 15/ 2/ 2017

35. University of Central Lancashire (2017): Volunteering Projects, Centre for


Volunteering and Community Leadership (CVCL), Types of Opportunities. Available
on https://bit.ly/2WSMNwd on 16/ 2/ 2017

36. Bangor University (2017): Volunteering, Work and Volunteering, Student Volunteering
Bangor Students’Union Available on https://bit.ly/2NFcGLI on 20/ 2/ 2017

37. University of Leeds (2017): Core-Constitution, Action Leeds Student Volunteers.


Available on https://bit.ly/2JREU4N on 20/ 2/ 2017

38. National Council for Voluntary Organizations (2017): WHO’S WHO, Our governance.
Available on https://bit.ly/32fMdte on 20/ 2/ 2017

39. Kingston University (2017): Volunteer Registration Form, Kingston University


Students’ Union, Student Volunteering Network, Volunteer Agreements and
Registration Forms. Available on https://bit.ly/2NK8oCA on 24/ 2/ 2017

40. Keele University (2016): Volunteer Awards Criteria, Keele University Students’
Union. Available on https://bit.ly/2CdIySf on 3/ 3/ 2017

41. Volunteer Centre Leeds (2017): Leeds ACTS is a partnership between the city’s
three universities and third sector organisations, National Council for Voluntary
Organizations. Available on https://bit.ly/36s6a3k on 20/ 2/ 2017

42. National Council for Voluntary Organizations (2017): Quality Standards NCVO,
Volunteer Centres Quality Accreditation (VCQA), SERVICES AND SUPPORT. Available
on https://bit.ly/2r6F3dU on 3/ 3/ 2017

175
‫من إصدارات املركز‬

‫تسعدنا مشاركتك ‪..‬‬


‫وتصلنا مباشرة ‪..‬‬ ‫ ‬

You might also like