Professional Documents
Culture Documents
المسؤولية الإدارية على أساس الخطأ المرفقي PDF
المسؤولية الإدارية على أساس الخطأ المرفقي PDF
P: Page.
Op.cit: Ouvrage Précédenent Cité
مقدمة
مقدمة
مقدمة
لم تكن الدولة مسؤولة عن أعمالها الضارة ووظائفها المختلفة لفترة طویلة من الزمن،
حیث ساد مبدأ عدم مسؤولیة الدولة عن أعمالها سواء كانت مادیة أو قانونیة ،ویعود ذلك إلى
فكرة أن الدولة شخص معنوي یتمتع بحقوق و امتیازات السیادة و اإلدارة الذاتیة المجسدة
في شخص الملك الذي ال یخطئ ،فالدولة بذلك تسمو على إرادة األفراد وال یمكن مساءلتها
عن األضرار التي تنتج عن أعمالها كون ذلك یتناقض مع سیادتها ،وقد ظل هذا المبدأ ساریا
حتى قیام الثورة الفرنسیة في نهایة القرن الثامن عشر و إعالن مبدأ سیادة الدولة خاصة بعد
قضیة" بال نكو الشهیرة".
سنة 1873التي نصت على مسؤولیة اإلدارة بصفة صریحة ،فظهر مبدأ مسؤولیة
اإلدارة بصفة عامة و مسؤولیة اإلدارة بصفة خاصة و منذ ذلك التاریخ أصبح للدولة
مسؤولیة تلتزم من خاللها بدفع تعویض لمن یصیبه ضرر نتیجة تصرفاتها الخاطئة أو غیر
مشروعة .
كان مجلس الدولة الفرنسي مؤسس هذا التحول حیث قرر في بدایة األمر مسؤولیة
الدولة ،ثم قرر مسؤولیة الدولة عن أعمالها المتصلة بمرفق الشرطة ،ثم تواترت أحكامه
لتقرر مسؤولیة اإلدارة عن كافة أعمالها التي تنتج عنها أضرارها تمس بالغیر ،وعلیه فمن
أهم النتائج المترتبة على إقرار مسؤولیة الدولة أو اإلدارة العامة هو االنتقال من دولة حارسة
تكتفي بحمایة إقلیمها و أمنها الداخلي و الحفاظ على مبدأ العدالة بین مواطنیها ،إلى دولة
متدخلة تتدخل في ممارسة العدید من الوظائف التي كانت حكرا على األفراد أو القطاع
الخاص ،و بذلك أصبحت الدولة المعاصرة تتدخل في تلبیة حاجات األفراد المتزایدة و
المختلفة ،مما أدى إلى اتساع نطاق تدخل الدولة وتطور وظائفها في الشؤون العامة و الخاصة
لألفراد خاصة التطور الذي شهدته نوعیة الخدمات التي تقدمها اإلدارة العامة لإلفراد و
بالرغم لما لهذا التطور في وظائف اإلدارة والمرافق العامة دور في تحسین الوضع
2
مقدمة
االجتماعي لألفراد إال أ ّنه قد ینعكس سلبا على المرفق ذاته أو على األفراد سواء كانوا
متعاملین أو غیر متعاملین معه ،و یظهر ذلك في حالة ممارسة المرفق العام نشاط یتخذ
إحدى الصورتین إما تصرفات قانونیة أو أعمال مادیة تلحق ضررا بالغیر في أنفسهم
وممتلكاتهم فتترتب عن هذه األضرار مسؤولیة تختلف من حیث موضوعها وأساسها
القانوني عن مختلف المسؤولیات ،كونها مرتبطة باإلدارة أو المرفق العام المسبب للضرر
وهي مسؤولیة مرفقیة.
فاإلدارة تعتبر مسؤولة إذا كان نشاطها المرفقي مقترن بأخطاء ارتكبتها و أحدثت
أضرار للغیر،حیث أنّه من غیر الممكن قبول تحت أي ظرف أو تبریر التعدي على حقوق
األفراد ومصالحهم حتى و لو كان من الدولة نفسها ،ألن الدولة الحدیثة دولة قانون وهذه
األخیرة ال تتحقق إال بوجود مسؤولیة الدولة أو اإلدارة العامة عن أعمالها الضارة التي
تصیب الغیر .
تعتبر المسؤولیة المرفقیة فكرة جوهریة و أساسیة في القانون اإلداري تحتل مرك از
مهما فیه ،ومن خالل ذلك تبرز فكرة مسؤولیة اإلدارة على أساس الخطأ المرفقي ،بمعنى
إلتزام اإلدارة بتصلیح و تعویض الضرر الذي لحق بالغیر من جراء أعمالها الضارة(، )4
فاإلدارة أو المرفق العام إذا لم یقدم الخدمة المطلوبة منه أو قدمها مخالفة للقواعد واألسس
القانونیة التي تسیر علیها سواء كانت هذه القواعد خارجیة وضعها المشرع لیلتزم المرفق
بها ،أو داخلیة تسأل اإلدارة عن تعویض األضرار الناجمة عن هذه األخطاء بإعتبارها
أخطاء مرفقیة بغض النظر إذا كان مرتكب الخطأ المسبب للضرر معروفا أو مجهوال.
3
مقدمة
أن المرفق العام یساعد األفراد على تلبیة حاجاتهم الضروریة فهذا ال ینفيبالرغم من ّ
إحتمال وقوع أخطاء من جانبه ،فالمسار التاریخي لعمل اإلدارة و مرافقها ال یخلو من
األخطاء ،لذا قام الفقه بحصر أهم الصور التي یمكن أن یتخذها الخطأ المرفقي كعدم أداء
المرفق الخدمات الواجب علیه أدائها ،أو سوء قیام المرفق بها ،أو تأخیره في أدائها فیترتب
عن ذلك ضرار دون أن یكون من الممكن تحدید الموظف الذي یكون إهماله أو خطأه سبب
هذا الضرر.
إن الحدیث عن الخطأ المرفقي یتطلب اإلشارة إلى أن الخطأ المرفقي على درجات من ّ
الجسامة ،فالقضاء اإلداري میز بین األخطاء البسیطة و األخطاء الجسیمة اربطا ذلك بطبیعة
األنشطة و المرافق اإلداریة ،فقد إعتبر الخطأ المرفقي ال یرتب المسؤولیة في كافة األحوال
إذ هناك بعض المرافق اإلداریة التي تكتسي صعوبة من حیث طبیعة نشاطها أو األعباء
الملقاة على عاتقها أو الوسائل الممنوحة لها ففي هذه الحالة ال یقرر القضاء مسؤولیتها سوى
عن األخطاء الجسیمة دون البسیطة.
وتظهر أهمیة الموضوع في معرفة النظام القانوني للخطأ المرفقي في مجال المسؤولیة
اإلداریة إضافة إلى معرفة األخطاء المرتكبة من قبل اإلدارة أثناء ممارستها ألعمالها المادیة
أن الخطأ المرفقي یلعب دورا كبیر لقیام المسؤولیة اإلداریة خاصة مع و القانونیة بإعتبار ّ
التطور الذي یشهده المرفق العام ،كما تبرز أهمیة الموضوع في زیادة الوعي لدى األفراد و
نشر ثقافة التقاضي بینهم لضرورة المطالبة بالتعویض عن تصرفات اإلدارة الضارة ،إضافة
إلى معرفة السبیل المؤدي إلى الحصول على إصالح الضرر أو التعویض عنه و معرفة
المسؤول عن تعویض المضرور من جراء األضرار التي لحقت به نتیجة أخطاء المرافق
العامة كون التعویض ضمانة قانونیة و قضائیة ،تكفل حمایة حقوق األفراد من تصرفات
اإلدارة الخاطئة.
4
مقدمة
أن المسؤولیة اإلداریة على أساس الخطأ و یعود سبب إختیارنا لهذا الموضوع كون ّ
المرفقي تعتبر من بین المواضیع التي كانت وال تزال جدیرة بالد راسة وتستحق البحث فیها
كونها متمیزة عن غیرها بالتجدد و التطور المستمر.
ومن أجل دراسة الموضوع تم اإلعتماد على كل من المنهج الوصفي و ذلك من خالل
التطرق إلى دراسة المسؤولیة اإلداریة على أساس الخطأ المرفقي من الجانب النظري،
والمنهج التحلیلي التطبیقي حیث یتضح ذلك من خالل محاولة تحدید األخطاء المرفقیة التي
ترتب مسؤولیة اإلدارة ،وعرض نظامها القانوني و تمییزها عن باقي األخطاء التي ترتب
مسؤولیة اإلدارة و تحلیل مختلف القواعد التي تحكم الخطأ المرفقي في مجال المسؤولیة
اإلداریة ،إضافة إلى اإلستناد إلى مختلف القرارات القضائیة والتي تمثل أهم تطبیقات الخطأ
المرفقي في المسؤولیة اإلداریة.
وبناءا على ما سبق و قصد اإللمام بكل جوانب الموضوع نطرح اإلشكالیة التالیة :
ما مدى إلتزام اإلدارة باألخطاء المرفقیة الصادرة عن ممارستها ألعمالها المادیة و
القانونیة ؟
وقصد اإلجابة على اإلشكالیة المطروحة وتحقیق األهداف المسطرة للبحث ،قسمنا
موضوع البحث إلى فصلین ففي الفصل األول تطرقنا إلى اإلیطار المفاهیهي للخطأ المنشئ
للمسؤولیة اإلداریة ،أ ّما الفصل الثاني فقد خصصناه ألهم تطبیقات الخطأ المرفقي و اآلثار
المترتبة عنه.
5
الفصل األول:
إن الخطأ المرفقي هو الخطأ منسوبا إلى موظف مجهول أو يكون منسوب إلى موظف
معلوم أي ينسب الخطأ مباشرة إلى المرفق الذي قام بالفعل الضار و إحداث ضرار ،فينشئ و
يرتب مباشرة مسؤولية اإلدارة التي تتحمل عبء التعويض عنه (.)1
و لما كان الخطأ المرفقي يحرك و يقيم مسؤولية اإلدارة ،نجد أن كل من الفقه والقضاء
قد إجتهدوا في سبيل تحديد تعريف له ،وتبيان صور األعمال الضارة التي يتجسد فيها الخطأ
المرفقي ،حيث إستطاع الفقه حصرها في ثالثة صور تعكس حالة المرفق التي بموجبها
يتحدد خطئه ،كما إستطاع الفقه وضع عدة معايير مختلفة و متنوعة لتمييزالخطأ المرفقي عن
الخطأ الشخصي نظرا لما تثيره هذه التفرقة من إشكاالت حول المعيار المعتمد من أجل هذه
التفرقة بين الخطأين (.)2
أما فيما يخص اإلدارة فهي تخضع أثناء قيامها بأعمالها القانونية المادية لمبدأ
المشروعية ،بمعنى تقدير كل من أعمالها القانونية و المادية لضمان عدم خروج و تعدي
اإلدارة عن هذا المبدأ ،و في حالة حدوث ذلك ،تترتب مسؤوليتها عن الخطأ المرتكب سواءا
كان خطأ بسيطا أو خطأ جسيما.
و بناءا على ما تقدم سنقسم الفصل األول تحت عنوان الخطأ المرفقي المنشئ للمسؤولية
اإلدارية إلى مبحثين حيث نتناول في(المبحث األول) مفهوم الخطأ المرفقي،ثم ندرس في
(المبحث الثاني) كيفية تقدير الخطأ المرفقي.
(-)1علي خطار شطناوي ،مسؤولية اإلدارة العاة عن أعمالها الضارة ،دار وائل للنشر و التوزيع ،األردن ،ص 190
( -)2بن عدة لبنى ،بن يسى فايزة ،مسؤؤلية الخطأ المرفقي ،مذكرة مستر ، 2016 ،جامعة ،تبسة ،ص 07
6
اإلطار المفاهمي للخطأ المنشئ للمسؤوليةاإلدارية الفصل األول:
7
اإلطار المفاهمي للخطأ المنشئ للمسؤوليةاإلدارية الفصل األول:
8
اإلطار المفاهمي للخطأ المنشئ للمسؤوليةاإلدارية الفصل األول:
أما األستاذ" علي خطار شطناوي " عرف الخطأ المرفقي على أنه ":الخطأ الذي ينسب إلى
المرفق نفسه و تتولى الدولة من ميزانيتها عبء التعويض عن األضرار الناجمة عنه حتى و
لو كان مرتكب الفعل المكون للخطأ موظفا معينا".
كما عرفه أيضا األستاذ" هشام عبد المنعم عكاشة "بأنه " :الخطأ الذي ينسب فيها
اإلهمال أو التقصير المولد للضرر إلى المرفق ذاته حتى و لو قام به ماديا أحد الموظفين و
يترتب عليه مسؤولية اإلدارة العامة عن األضرار الناجمة و تحميلها عبء التعويض ،و عليه
فإن الخطأ المرفقي هو كل خطأ غير شخصي منسوب إلى المرفق و يتسبب في إحداث
الضرر سواءا كان مرتكب الخطأ شخصا معينا بالذات ،أو موظفين معينين أو عدم إمكانية
()1
تحديد مرتكب الخطأ".
و يقصد أيضا بالخطأ المرفقي من خالل تعريف األستاذ" عبد القادر عدو "بأنه
الخطأ الذي ينسب إلى المرفق العام ذاته و ليس إلى الموظف ،و تتحمل اإلدارة عبء
التعويض عن الضرر ويعود اختصاص الفصل في دعوى المسؤولية المترتبة عن الخطأ
المرفقي إلى القضاء اإلداري".
و يعتبر الخطأ المرفقي خطأ موضوعيا ينسب إلى المرفق مباشرة بغض النظر عن
مرتكبه و عن إمكانية إسناد هذا الخطأ إلى الموظف معين و من ثم تسأل اإلدارة عن هذا
الخطأ و يعود اإلختصاص بنظر دعوى المسؤولية إلى القضاء اإلداري.
9
اإلطار المفاهمي للخطأ المنشئ للمسؤوليةاإلدارية الفصل األول:
يقوم الخطأ المرفقي أو المصلحي على أساس أن المرفق نفسه هو الذي تسبب في إحداث
الضرر إما ألنه لم يقدم الخدمة العامة الموكلة له ،أو قدمها مخالفة لألسس القانونية التي يسير
عليها سواءا كانت هذه القواعد خارجية أي وضعها المشرع ليلتزم بها المرفق العام ،أو
داخلية أي سنها المرفق لنفسه أو يقتضيها السير العادي لألمور (.)1
و لكن البعض يميز بين مصطلحين الخطأ المرفقي من جهة ،و خطأ المرفق من جهة
أخرى فيعد الخطأ مرفقيا إذا أمكن نسبته إلى موظف أو عدة موظفين معينين و لكن
شخصيتهم غير محددة المعالم بصورة كافية لدرجة ال تمكن المتضرر أو اإلدارة بالتحقيق
معه أو معهم (. )2
و يعتبر الخطأ خطأ المرفق إذا لم يمكن إسناد الخطأ إلى موظف معين بذاته أي بمعنى أنه
خطأ مجهوال (.)3
و من خالل التعريفات السابقة يمكن تعريف الخطأ المرفقي بأ نه الخطأ الذي يمكن
نسبته إلى اإلدارة ذ اتها حتى ولو قام به أحد موظفيها أو عدد من الموظفين أثناء قيامهم
بواجباتهم الوظيفية ،عن طريق اإلهمال أو التقصير الذي ينسب إلى المرفق العام ذاته الذي
تسبب في وقوع الضرر و أدى إلى مسؤولية اإلدارة و تحميلها عبء التعويض عن األضرار
التي تسبب في وقوعها المرفق العام سواءا أمكن تحديد الموظف مرتكب الخطأ أو استحال
تحديده ،و هو ما يعرف باألخطاء الوظيفية المجهولة التي ينسب فيها الخطأ إلى المرفق ذاته
.
10
اإلطار المفاهمي للخطأ المنشئ للمسؤوليةاإلدارية الفصل األول:
11
اإلطار المفاهمي للخطأ المنشئ للمسؤوليةاإلدارية الفصل األول:
12
اإلطار المفاهمي للخطأ المنشئ للمسؤوليةاإلدارية الفصل األول:
13
اإلطار المفاهمي للخطأ المنشئ للمسؤوليةاإلدارية الفصل األول:
إلى جانب خطأ الموظف و األشياء و الحيوانات التي تملكها اإلدارة ،يمكن أن يصدر
الخطأ من المرفق ذاته المتمثل في سوء تسيير المرفق ،كما لو أصيب بعض الموظفين بقسم
من أقسام المرفق نتيجة سوء تهوية األماكن العمومية التي يشتغلون بها عقب تدفئتها
بالفحم(. )1
لقد سبق لمجلس الدولة التصريح بأن المسؤولية في هذه الحاالت تكون نتيجة أداء
الخدمة على وجه سيء و الخطأ في إدارة الخدمة العامة لفائدة المواطنين ،وكرس ذلك في
الكثير من المناسبات بتطبيقات مختلفة حيث قرر بتاريخ )2( 2002 /17/15بخصوص
قضية مستشفى األمراض العقلية" فرنان حنفي "بواد عيسي بوالية تيزي وزو ضد أرملة
موالي كون انعدام الحراسة يشكل خطأ ارتكبه المستشفى ،وأنه ثمة عالقة مباشرة بين سوء
عمل المستشفى مع الوفاة(.)3
من خالل الحاالت السالفة الذكر يتضح لنا أن العمل المادي بسبب سوء أداء الخدمة هو
الخطأ الذي يرتب مسؤولية اإلدارة ،إال أنه ليس من الضروري أن يكون العمل ماديا ،فقد
يكون الخطأ تصرف قانوني غير مشروع كأن تضمن اإلدارة في أحد قراراتها اإلدارية
أمور غير صحيحة ،أو تزود اإلدارة أحد األفراد بمعلومات غير صحيحة فيصيبه ضرار
من جراء ذلك أو أن
14
اإلطار المفاهمي للخطأ المنشئ للمسؤوليةاإلدارية الفصل األول:
تبادر اإلدارة في تنفيذ حكم قبل أن يصبح قابال للنفاذ ،أو أن تقرر اإلدارة االستيالء على
بعض األموال في غير الحاالت المصرح بها قانونا ،أو أن تطبق القوانين واألنظمة تطبيقا
خاطئا (. )1
الفرع الثاني:عدم تقديم المرفق الخدمة:
إستطاع مجلس الدولة الفرنسي أن يخطو خطوة أخرى في المجال القضائي ،فقد
ظهرت صورة أخرى من صور الخطأ المرفقي ،والمتمثلة في عدم تقديم المرفق للخدمة
المطلوبة منه ،أي اتخاذ إدارة المرفق موقفا سلبيا ،بل أنه التزام قانوني يتعين على الموظف
المختص أن يمارس صالحياته القانونية بنفسه أو أن يمارسها وفق الشروط المحددة قانونا
سواء كانت صالحياته تقديرية أو مقيدة (. )2
ويندرج ضمن هذا النوع ،امتناع اإلدارة عن القيام بعمل يحتم عليها القانون القيام به
و في حالة ما إذا نتج عن هذا االمتناع أضرار باألفراد ،كامتناع اإلدارة عن إقامة الحواجز
الالزمة لمنع فيضان أو اإلهمال في إصالح طريق عام أدى تهدمه إلى إنقالب إحدى
السيارات و إصابة ركابها.
و في هذه الحالة تقوم مسؤولية اإلدارة على أساس إتخاذها لموقف سلبي ،وذلك
بإمتناعها
عن القيام بأعمال و تصرفات مادية مشروعة يفرضها القانون عليها ،مما يؤدي إلى إلحاق
الضرر باألفراد وممتلكاتهم فتنعقد مسؤوليتها ،فاإلدارة أثناء إدارتها للمرافق العامة تمارس
االختصاصات المسندة إليها بموجب القانون واللوائح ،وفي حالة إهمالها أو
15
اإلطار المفاهمي للخطأ المنشئ للمسؤوليةاإلدارية الفصل األول:
تقصيرها في ممارستها تترتب مسؤوليتها القانونية ،كون هذه اإلختصاصات ليست حقا
شخصيا أو امتياز تقوم به كيفما تشاء بل هي التزامات قانونية من واجبها التقيد بها(. )1
كما أضاف مجلس الدولة الفرنسي نفس مبادئ المسؤولية المترتبة عن عدم تقديم الخدمة
إلى مرفق التعليم ،وذلك بمناسبة الحوادث التي تصيب التالميذ والطلبة إذا كان مصدر
األضرار الالحقة بالتالميذ إهمال اإلدارة في أداء مهامها الموكلة لها كما لو تركت مدرسة
سورا من األسالك الشائكة داخل ساحة المدرسة حيث يلعب األطفال الصغار دون اتخاذ
االحتياطات الواقية لهؤالء األطفال (.)2
وفي إيطار التوسع الذي شهده القضاء اإلداري الفرنسي لهذه الصورة من المسؤولية
فقد شمل أيضا الضرر الناجم عن إهمال اإلدارة في رقابة األشخاص الذين يجب مراقبتهم
باستمرار ،كما لو أهملت إدارة مستشفى األمراض العقلية مراقبة أحد المجانين فتمكن
المجنون من الهرب و إشعال الحريق (. )3
باإلضافة إلى مساءلة اإلدارة عن تعويض األضرار الناتجة عن امتناعها عن القيام
باألعمال المادية تسأل أيضا عن إحجامها عن تطبيق القوانين بإعتبار أن هذا اإلحجام
16
اإلطار المفاهمي للخطأ المنشئ للمسؤوليةاإلدارية الفصل األول:
يشكل خطأ مرفقيا ،لكن يشترط في ذلك توفر شروط معينة و التي يمكن حصرها في ثالثة
شروط:
الشرط األول :أن يكتسي هذا اإلمتناع طابعا آليا ،بمعنى أن اإلدارة تمتنع عن تنفيذ
القانون أو النظام في جميع الحاالت التي يطلب منها ذلك مع الوضوح في اإلمتناع كلما تقدم
إليها األفراد بطلب ذلك.
الشرط الثاني :أن يحتوي مسلك اإلدارة باإلمتناع عن طريق القانون أو النظام على
مخالفة القانون وأن تكون صالحية اإلدارة في تطبيق النص القانوني صالحية مقيدة وليست
تقديرية.
الشرط الثالث :يجب أن يكون الضرر خاصا بمعنى ذلك إمتناع اإلدارة عن تطبيق
القوانين على فرد أو مجموعة معينة من األفراد دون غيرهم أو إمتناع تطبيقها على حالة
واحدة دون غيرها من الحاالت(. )1
الفرع الثالث :بطء تقديم الخدمة
بالرغم من أن مجلس الدولة الفرنسي أعطى لإلدارة السلطة التقديرية في إختيار وقت و
وسيلة التدخل أو اإلمتناع عن ذلك ،إال أن الجانب التقديري في قضاء التعويض أخضعه
لرقابته إذا كانت المصلحة العامة تقتضي ذلك ،فحكم على اإلدارة إذا تدخلت في وقت غير
مناسب أو بعد فوات األوان أو إستعملت وسائل عنيفة للتدخل ،كما حكم على اإلدارة إذا
()2
تماطلت في أداء أعمالها أكثر من الوقت المعقول الذي تمليه طبيعة األعمال الواجب أداءها
،خطى القضاء اإلداري الفرنسي خطوة أخرى في تضييق نطاق الصالحية التقديرية المقررة
لإلدارة ،فقد قرر مسؤوليتها عن األضرار التي تترتب على تأخرها في تقديم الخدمة
17
اإلطار المفاهمي للخطأ المنشئ للمسؤوليةاإلدارية الفصل األول:
و العمل المنوط به ،و عليه فالمقصود بهذه الصورة من الخطأ المرفقى هو أن اإلدارة تكون
غير ملزمة و غير مقيدة بمدة معينة و مع ذلك تتأخر أكثر من الالزم وبغير مبرر في تقديم
الخدمة إلى األفراد( ، )1كما لو وافقت اإلدارة أن يكون شابا لم يبلغ السن القانوني متطوعا
ر غم مطالبة والده باإلعفاء عنه ،فترتب عن هذا التأخير مشاركة الشاب في معركة و
تعرضه للقتل فيها ( ،)2وهناك بعض الحاالت التي إعتبرها مجلس الدولة الفرنسي قد تشكل
خطأ مرفقيا تسأل اإلدارة عنه ومن بينها نذكر :التأخير غير العادي في الرد على طلبات
األفراد ،التأخير في تنفيذ الحكم القضائي ،التأخير في البحث عن تظلمات لإلدارة .
المطلب الثالث :تمييز الخطأ المرفقي عن الخطأ الشخصي
يعد الخطأ الركن األساسي لقيام المسؤولية اإلدارية ،إال أن هذا الخطأ قد يكون خطأ
مرفقيا أي الخطأ الذي يرتب كأصل عام مسؤولية اإلدارة التي تتحمل عبء التعويض عن
األضرار التي لحقت بالغير من جراء تصرفاتها سواء كانت تصرفات مادية أو قانونية ،أو قد
يكون خطأ شخصيا ال يعقد إال مسؤولية الموظف الذي يلتزم بالتعويض عن خطئه من ماله
الخاص ،وقيام المسؤولية اإلدارية يقتضي بالضرورة التمييز بين الخطأ المرفقي والخطأ
الشخصي(.)3
حيث ظهرت فكرة التفرقة بينهما في فرنسا بعد إقرار مبدأ مسؤولية اإلدارة عن أعمالها
التنفيذية و أستعملت ألول مرة في قرار ""Pelletierالصادر عن محكمة تنازع
18
اإلطار المفاهمي للخطأ المنشئ للمسؤوليةاإلدارية الفصل األول:
وبهذا الخصوص سوف ندرس أهم أسس فكرة هذا التمييز و مختلف المعايير للتفرقة بين
هذين الخطأين.
19
اإلطار المفاهمي للخطأ المنشئ للمسؤوليةاإلدارية الفصل األول:
20
اإلطار المفاهمي للخطأ المنشئ للمسؤوليةاإلدارية الفصل األول:
التي تسلط عليه ما لم ينسب إلى هذا الموظف خطأ شخصي يعتبر منفصال عن المهام الموكلة
له "(.)1
وأهم ميزة لهذه التفرقة ضمان السير الحسن للوظيفة العامة (. )2
الفرع الثاني :معايير التمييز بين الخطأ المرفقي و الخطأ الشخصي
تعددت إجتهادات ومحاوالت كل من الفقه ،و القضاء اإلداري ،و التشريع في وضع
معيار را جح و دقيق من أجل التفرقة بين الخطأ المرفقي والخطأ الشخصي ،وترتيب النتائج
و اآلثار القانونية لهذه التفرقة ،ومن أهم هذه المعايير و النظريات نجد (: )3
أوال :المعايير الفقهية :
.1معيار الدافع الشخصي :
إعتمد الفقيه الفريير " "laferriereعلى معيار الدوافع الشخصية للتفرقة بين الخطأ
المرفقي و الخطأ الشخصي و الذي يقوم على أساس العوامل الذاتية و النزوات الشخصية
للموظف ،فإذا كان الفعل الضار الذي قام به الموظف و الذي ألحق الضرر بالغير بعيدا عن
أهوائه وعواطفه و ضعفه بل صدر منه بإعتباره ممثال للسلطة اإلدارية ففي هذه الحالة يعد
الخطأ مرفقيا و ليس شخصيا ،أما إذا كان الموظف قد أتى بالفعل الضار عمدا بدافع عواطفه
وضعف أحاسيسه و إرا دته السيئة و إندفاعه لتحقيق مصالحه الخاصة و الذاتية على حساب
المصلحة العامة يعتبر الخطأ شخصيا (.)4
21
اإلطار المفاهمي للخطأ المنشئ للمسؤوليةاإلدارية الفصل األول:
ومن أحكام مجلس الدولة الفرنسي التي إعتمدت هذا المعيار حكمه الصادر في قضية
la Glaoecالذي قضى بأن حجز عامل التلغراف البرقيات و الخطابات الواردة ألحد
المقاولين لإلضرار به و بغرض تحقيق مصالح مقاول آخر ،يعتبر خطأ شخصي تقوم
مسؤولية الموظف عنه (. )1
.2معيار الغاية :
إن أساس هذا المعيار الذي جاء به الفقيه" "Duguitهو الهدف الذي يرمي الموظف
لتحقيقه من وراء تصرفاته الخاطئة ،فإذا كان التصرف الذي قام به الموظف بعيدا عن تحقيق
األهداف ،أما إذا كان الموظف أثناء تصرفه الذي قام به بحسن نية من أجل تحقيق الصالح
العام فالخطأ يعد مرفقيا و ال يسأل عنه بل ينسب إلى اإلدارة لتعويض عنه(.)1
إن األخذ بهذا المعيار يجعلنا نبحث عن النوايا و الدوافع الشخصية و التي يصعب
إكتشافها ،ما إذا كانت نوايا حسنة أو سيئة ،األمر الذي يؤدي إلى تضيق نطاق الخطأ
الشخصي(. )3
.3معيار الخطأ المنفصل عن الوظيفة :
على خالف المعايير األخرى التي تعتمد للتفرقة بين الخطأ المرفقي و الخطأ الشخصي
على األهواء والنزوات الشخصية ،فقد بحث الفقيه" " Hauriouعن معيار
22
اإلطار المفاهمي للخطأ المنشئ للمسؤوليةاإلدارية الفصل األول:
التفرقة بين الخطأين بعيدا عن العوامل الذاتية ،فقد كان في البداية يرى أن معيار التفرقة
بينهما يكمن في درجة الخطورة وجسامة الخطأ و التي تقتضي بالضرورة التفرقة بين الخطأ
الخفيف légère faut laو الذي يعد خطأ إداريا ال يغير من طبيعة التصرف و الخطأ
الجسيم أو الثقيل lourdela fauteالذي يغير في طبيعة النشاط اإلداري .
غير أن الفقيه "هوريو" قد عدل عن موقفه بعد حكم مجلس الدولة في قضية
، zimmermanmفالفقيه "هوريو" وضع معيار جديد للتمييز بين الخطأين وهو معيار
الخطأ القابل لالنفصال عن الوظيفة و الذي يعد خطأ شخصيا و الخطأ الغير قابل لإلنفصال
عنها وفي هذه الحالة يعتبر مرفقيا.
ومن عيوب هذا المعيار أنه يوسع من دائرة األخطاء الشخصية و يعتبر الخطأ ال يعين
شخصيا حتى ولو كان بسيطا كونه قابال لالنفصال عن الواجبات الوظيفية كما أنه حاالت
الخطأ الجسيم والذي يمكن أن يكون متصال بواجبات الوظيفة .
.4معيار جسامة الخطأ :
يفرق الفقيه" "jezzeبين الخطأ المرفقي والخطأ الشخصي على أساس أن الموظف
يرتكب خطأ شخصيا إذا كان خطأ جسيما يتجاوز نطاق األخطاء المادية ،و يعتبر مرفقيا إذا
كان من األخطاء المادية أو المخاطر العادية التي قد يتعرض لها الموظف العام عند مباشرة
واجبات الوظيفة ،بحيث يرى الفقيه" "jazzeأن جسامة الخطأ هو معيار التميز بين
الخطأين الشخصي و المرفقي فالموظف الذي يرتكب خطأ في تقدير الوقائع أو القانون أو إذا
إنطوى الخطأ المرتكب على جريمة جنائية يسأل عن الخطأ بإعتباره خطأ شخصيا،
23
اإلطار المفاهمي للخطأ المنشئ للمسؤوليةاإلدارية الفصل األول:
ومثال ذلك أن يتجاوز موظف حدود صالحيته القانونية ويصدر قرار بهدم منزل بال سند
قانوني أو خارج إختصاصه أو أن يرتكب فعال ينطوي على جريمة جزائية.
ويؤخذ على هذا المعيار انه يجعل من الخطأ الجسيم مصدرا للخطأ الشخصي حتى
ويؤخذ على هذا المعيار ولو إرتكبه الموظف بحسن نية أو كان متصال بالوظيفة مما يؤدي
إلى التعارض مع إتجاه القضاء الفرنسي الذي يعتبر الخطأ مرفقيا إذا لم يكن بإمكان فصله
عن الوظيفة التي يشغلها الموظف بغض النظر عن درجة الجسامة (. )1
.5معيار طبيعة االلتزام الذي أخل به :
قام الفقيه ""Rays Douceبإنتقاد جميع المعايير السابقة التي حاول من خاللها الفقه
وضع معيار را جح للتفرقة بين الخطأ المرفقي و الخطأ الشخصي ،حيث إعتبرها محاوالت
ذات نطاق ضيق و بعيدة عن األهداف إذا صلحت في بعض األحيان لكنها ال تصلح في
جميعها ،و عليه جاء هذا الفقيه بمعيار أخر من أجل هذه التفرقة و ذلك بالنظر إلى طبيعة
اإللتزامات التي تقع على عاتق اإلدارة والتي أخل بها حيث تنقسم إلى نوعين التزامات عامة
يقع عبء إثباتها على الجميع و التي يفرضها القانون و يعد اإلخالل بها خطأ شخصي ،أما
النوع الثاني فهي اإللتزامات التي ترتبط بالعمل الوظيفي فإن اإلخالل بها يعد خطأ مرفقيا
(.)2
24
اإلطار المفاهمي للخطأ المنشئ للمسؤوليةاإلدارية الفصل األول:
إن هذا المعيار ال يمكن األخذ به بإعتباره لم يوضح متى يكون اإللتزام عاما و متى يكون
وظيفيا ،كما توجد العديد من األحكام القضائية التي إعتبرت اإلخالل باإللتزامات الوظيفية
خطأ شخصيا رغم أن طبيعة اإللتزام الذي أخل به مرتبط بالعمل الوظيفي (. )3
و من خالل توضيحنا لمختلف المعايير الفقهية و التي تتضمن عدة أسس للتفرقة بين
الخطأين إال أنه ال يوجد معيار محدد يمكن اإلعتماد عليه للتفرقة بينهما كون هذه المعايير
تشوبها نقائص و عيوب كثيرة وعليه قد ترك معيار الفصل بين الخطأ المرفقي و
الخطأ الشخصي للتطورات المتغيرة التي يخضع لها المجتمع مع مراعاة التوازن بين
المصلحة العامة و المصلحة الخاصة (. )1
ثانيا :المعايير القضائية
لم يحدد القضاء اإلداري أي معيار من المعايير الفقهية للتفرقة بين الخطأ المرفقي و
الخطأ الشخصي فالقضاء يقوم بدراسة كل حالة على حدى في فصل المنازعات القضائية
المعروضة عليه ،األمر الذي يتوافق مع السياسة التي يتبعها مجلس الدولة الفرنسي فال
يعطي أهمية كبيرة للمعايير الفقهية ،فمجلس الدولة الفرنسي أثناء حل النزاعات المعروضة
عليه يميز بين نوعين من األخطاء ،األخطاء المنبتة الصلة بالوظيفة العامة ،و األخطاء التي
تقع أثناء تأدية مهام الوظيفة أو بمناسبتها.
25
اإلطار المفاهمي للخطأ المنشئ للمسؤوليةاإلدارية الفصل األول:
26
اإلطار المفاهمي للخطأ المنشئ للمسؤوليةاإلدارية الفصل األول:
الموظف الوصول إلى أغراض ومقاصد شخصية ال صلة لها بالمصلحة العامة ،ويتحقق
الخطأ الشخصي في حالتين(: )2
27
اإلطار المفاهمي للخطأ المنشئ للمسؤوليةاإلدارية الفصل األول:
28
اإلطار المفاهمي للخطأ المنشئ للمسؤوليةاإلدارية الفصل األول:
و نجد أن المشرع الجزائري قد نص بصورة مباشرة على فكرة التفرقة بين الخطأين،
و يعتمد عليها كمبدأ عام لتطبيق نظرية المسؤولية اإلدارية و يتضح ذلك من خالل مجموعة
النصوص القانونية التي تتضمنها مختلف القوانين الجزائرية ،منها المادة 31من القانون
األساسي للوظيفة العمومية في الجزائر ،ونص المادة 144من القانون المتعلق بالبلدية ،
إضافة الى نص المادة 140من قانون الوالية.
وما يجدر اإلشارة إليه أن المشرع الجزائري لجأ إلى التفرقة بين الخطأ المرفقي و الخطأ
الشخصي لكن بصورة غير مباشرة ،ويتضح ذلك في عالجه لبعض جوانب و جزئيات هذه
التفرقة مثلما فعل المشرع المدني في المادة 129المعدلة بقانون رقم ، 10-05فقد عالج في
هذه المادة أثر أوامر السلطة الرئاسية على خطأ الموظف العام المأمور.
ومن تطبيقات التشريع الجزائري لفكرة التفرقة بين الخطأين المرفقي و الشخصي نجد
قرار الغرفة اإلدارية لمجلس قضاء الجزائر الصادر بتاريخ 09جويلية ، 1971و تعود
وقائع القضية أن سائق إحدى السيارات العسكرية صدم عجوزا يبلغ من العمر 65سنة مما
أدى إلى وفاته ،فرفعت زوجته دعوى على السائق أمام المحاكم المدنية و التي حكمت عليه
بدفع تعويض لزوجة الضحية و أوالده عن الضرر الذي لحق بهم .
و لما رجع السائق على وزارة الدفاع الوطني الجزائرية مطالبا بدفع التعويض الذي
حكمت به المحكمة دفعت له المبلغ المحكوم به من طرف الغرفة المدنية على أساس الخطأ
الذي إرتكبه كان متصال بالوظيفة العامة ،كما أن الخطأ المولد للمسؤولية وأرتكب بواسطة
وسائل المرفق التي ساعدت السائق على إرتكاب الخطأ األمر الذي جعل الخطأ الشخصي
يندمج كليا في المرفق العام و أعتبر خطأ مرفقيا يرتب مسؤولية اإلدارة (.)1
29
اإلطار المفاهمي للخطأ المنشئ للمسؤوليةاإلدارية الفصل األول:
32
اإلطار المفاهمي للخطأ المنشئ للمسؤوليةاإلدارية الفصل األول:
بين الخطأين تقتضي التفرقة بين حالتين ( )2الجمع بين المسؤولية المرفقية والمسؤولية
الشخصية بسبب تعدد األخطاء من جهة ،والجمع بين المسؤولية المرفقية والمسؤولية
الشخصية في حالة الخطأ الوحيد من جهة أخرى .
.1الجمع بين المسؤولية المرفقية والشخصية في حالة تعدد األخطاء :
تطور مجلس الدولة الفرنسي وأصبح يعترف بإمكانية الجمع بين مسؤولية اإلدارة
ومسؤولية الموظف ،إضافة إلى إقراره بإمكانية تعدد األخطاء التي يترتب عليها الضرر.
فالضرر الذي يرتب المسؤولية قد ينتج عن خطأ مرفقي وخطأ شخصي معا بصورة ال
تمس المبادئ التي تقوم عليها فكرة الخطأ المصلحي كما صاغها مجلس الدولة ،وأول تطبيق
لمجلس حكمه الصادر بتاريخ 03فيفري ،1911
32
اإلطار المفاهمي للخطأ المنشئ للمسؤوليةاإلدارية الفصل األول:
في قضية السيد ، anguetحيث حكم القاضي بناءا على دعوى المضرور بأن الحادث كان
ناتجا عن وجود خطأين متميزين ( )1خطأ مصلحي ناتج عن غلق باب المكتب قبل الوقت
المحدد ألن ساعة المكتب لم تكن مضبوطة ،إضافة إلى سوء حالة عتبة المكتب التي ساعدت
على سقوط المضرور أي سوء تنظيم المرفق ،و خطأ شخصي نسب ألعوان البريد الذين
إعتدو على المضرور وعاملوه بقسوة (.)2
وتجدر اإلشارة إال أن جمع المسؤوليات ال يؤدي إلى حصول المضرور على
التعويض مرتين كما أن اإلدارة في تعويضها عن الضرر الناشئ عن الخطأ الشخصي ال
تتحمل عبء التعويض بأكمله ،و إنما يمكن لها الرجوع على الموظف بقدر مساهمته في
إحداث الضرر (.)3
.2حالة الجمع بين المسؤولية المرفقية والمسؤولية الشخصية في حالة الخطأ
الوحيد :
واصل مجلس الدولة إجتهاده بالنسبة لقاعدة الجمع بين المسؤوليتين إلى غاية
إقراره بالجمع بينهما في حالة الخطأ الواحد ،ففي بادئ األمر سلم بمسؤولية اإلدارة عن
الخطأ الشخصي غير المصحوب بخطأ مرفقي بشرط أن يكون هذا الخطأ المرفقي قد وقع
أثناء أداء الخدمة أو بمناسبتها ،ثم قرر مسؤولية اإلدارة عن الخطأ الشخصي غير مقترن
بخطأ مرفقي حتى ولو وقع خارج الخدمة لكن بواسطة وسائل المرفق.
33
اإلطار المفاهمي للخطأ المنشئ للمسؤوليةاإلدارية الفصل األول:
35
اإلطار المفاهمي للخطأ المنشئ للمسؤوليةاإلدارية الفصل األول:
الرسمي أثناء مشاجرة مع الغير ،وبناءا على ذلك فمسؤولية اإلدارة العامة تتحقق إذا قدم
المرفق العام الوسائل و األدوات التي مهدت إلرتكاب الخطأ الشخصي،أما قاعدة الفصل التام
بين الخطأين لم تعد مطبقة إال في الحالة التي يصدر فيها خطأ شخصي عن الموظف وال
عالقة له بالوظيفة إطالقا (.)3
ومما سبق نستخلص أن اإلعتراف بإمكانية إجتماع الخطأ الشخصي للموظف و الخطأ
المرفقي لإلدارة يعني إمكان قيام مسؤولية موحدة و مشتركة بينهما ،فيسأل كل منهما عن
جزء من الخطأ الذي ينسب إليه و يحق للمضرور أن يجمع بين هاتين المسؤوليتين في
القضاء اإلداري ،فيمكن أن يقوم بمقاضاة الموظف عن خطئه الشخصي أمام القضاء العادي
أو اإلدارة أمام القضاء اإلداري .
ثالثا :نتائج الجمع
إن أهم النتائج المترتبة على قاعدة الجمع بين المسؤوليتين المرفقية و الشخصية تكمن
في ضمان الحقوق المعترف بها للضحية من جهة وضمان توازن العالقة بين
35
اإلطار المفاهمي للخطأ المنشئ للمسؤوليةاإلدارية الفصل األول:
اإلدارة و الموظف المرتكب للخطأ و الغير من جهة أخرى ،وذلك من خالل ما يسمى
بدعاوى الرجوع (.)2
.1حقوق الضحية :
ينتج عن قاعدة الجمع أثر مزدوج على حقوق الضحية يتمثل في :
أوال :للضحية حق االختيار في مرافعة اإلدارة أمام القضاء اإلداري عن األضرار الناتجة
عن الخطأ المرفقي ،أو مرافعة الموظف عن الخطأ الشخصي المولد للضرر أمام القضاء
العادي ،إال إن الواقع العملي يبين أن الضحية تفضل في أغلب األحيان مساءلة اإلدارة
لقدرتها على دفع التعويض على عكس الموظف الذي يكون في عسر دائم (. )3
ثانيا :ال يحق للضحية أن يطلب تعويضا كامال من اإلدارة و من الموظف ألضرار واحدة،
وفقا لقول األستاذ ديلوبادير "يقابل مبدأ جمع المسؤوليات مبدأ عدم جمع التعويضات إال إذا
كانت مبنية على أسس مختلفة " (.)4
36
اإلطار المفاهمي للخطأ المنشئ للمسؤوليةاإلدارية الفصل األول:
37
اإلطار المفاهمي للخطأ المنشئ للمسؤوليةاإلدارية الفصل األول:
38
اإلطار المفاهمي للخطأ المنشئ للمسؤوليةاإلدارية الفصل األول:
39
اإلطار المفاهمي للخطأ المنشئ للمسؤوليةاإلدارية الفصل األول:
وعليه سوف نقسم هذا المبحث إلى ثالثة مطالب حيث نتطرق في (المطلب األول) إلى
الخطأ المرفقي في القرارات اإلدارية ،ثم نتطرق (المطلب الثاني) الخطأ المرفقي في
األعمال المادية ،أما (المطلب الثالث) سنتناول فيه إثبات الخطأ المرفقي و درجة جسامته .
المطلب األول :الخطأ المرفقي في القرارات اإلدارية
تخضع القرارات اإلدارية لرقابة قضائية تضمن مشروعيتها فالخطأ في القرار اإلداري
يتخذ صورة تقليدية تتمثل في عدم مشروعية القرار اإلداري التي تؤدي إلى إلغائه والحكم
بالتعويض عن األضرار الناتجة عنه (. )1
فعدم مشروعية القرار اإلداري تتجسد بوجود عيب من العيوب التي تشوب أحد أركان
القرار اإلداري سواءا كان عيب عدم اإلختصاص ،أو عيب الشكل ،أو عيب اإلنحراف في
إستعمال السلطة ،أوعيب مخالفة القانون فكل هذه األوجه لعدم المشروعية تعد مصدرا
أساسيا للمسؤولية .
الفرع األول :تعريف القرار اإلداري
يعد القرار اإلداري الوسيلة الفع الة لممارسة اإلدارة العامة ألعمالها اإلدارية ،وذلك في
إيطار المش صدور هذا القرار مخالف للقانون يعتبر روعية أي مطابقة أعمالها للقانون ،غير
()2
أن عمال غير مشروع و يكون ذلك إذا تضمن أحد أركانه عيبا من عيوب القرار اإلداري
.
قبل دراسة موضوع تقدير الخطأ المرفقي في القرارات اإلدارية يستلزم منا التطرق أوال
إلى تعريف القرار اإلداري الفقهي ،ثم تعريف القرار اإلداري القضائي .
40
اإلطار المفاهمي للخطأ المنشئ للمسؤوليةاإلدارية الفصل األول:
41
اإلطار المفاهمي للخطأ المنشئ للمسؤوليةاإلدارية الفصل األول:
42
اإلطار المفاهمي للخطأ المنشئ للمسؤوليةاإلدارية الفصل األول:
القرار اإلداري مما يدفع إلى إلغائه ،إال أن القضاء اإلداري لم يقر مسؤولية اإلدارة عن
الخطأ المرفقي في حالة عيب الشكل إال إذا كان العيب أساسيا وجوهريا ،ويقصد بالشكل
الجوهري ما ينص عليه القانون صراحة على إتباعه وفي حالة عدم مراعاته يؤدي إلى
إحداث أثر على القرار اإلداري (. )1
ثالثا:عيب السبب
إن ركن السبب هو حالة واقعية أو قانونية سابقة ومستقلة عن اإلدارة و إرادتها وهذه
الحالة هي التي تدفع بالسلطة اإلدارية إتخاذ قرار إداري ،و بعبارة أخرى هي المبرارت
والظروف المادية التي أدت إلى إصدار القرار اإلداري ،و عليه فإن تدخل اإلدارة العامة
دون وجود واقعة مادية تستدعي فعال التدخل لمعالجة األمر بإجراء يعالج األمر نهائيا دون
الحاجة للتدخل من جديد أو دون وجود حالة قانونية ،يجعل القرار اإلداري مشوبا بعيب من
عيوب عدم المشروعية ،وهو عيب السبب أو بعبارة أخرى إرتكاب اإلدارة العامة خطأ
مرفقيا في حالة إحداثها ضرار للغير ،فالقضاء اإلداري زيادة عن الحكم بإلغاء القرار
اإلداري قد يحكم بالتعويض وذلك إذا ما تسبب بضرر وكانت عدم مشروعية القرار جسيمة
(. ) 2
رابعا :عيب المحل
يقصد بعيب المحل مخالفة محل القرار اإلداري إحدى القواعد القانونية سواء كانت
مكتوبة كالدستور و التشريع أو غير مكتوبة مستنبطة من العرف ( )3فتتخذ هذه المخالفات
صورتين مختلفين هما إمتناع اإلدارة عن تنفيذ األحكام القضائية الصادرة بحقها ،أما الصورة
األخرى تتمثل في إصدار قرارات إدارية تتعارض و تتناقض مع حجية األمر المقضي به(. )1
و في هذا الصدد أقر مجلس الدولة مسؤولية أحد رؤساء المجالس البلدية إلصداره
قرار وقف أحد أفراد الشرطة عن العمل رغم صدور عدة أحكام قضائية بإلغاء قرار الوقف،
إضافة إلى إقرار القضاء مسؤوليته اإلدارية عن تعويض األضرر الناجمة عن إمتناعها عن
تنفيذ األحكام القضائية الصادرة لصالح الغير أو إتخاذها قرار يعدل من مقصود الحكم إذا
() 2
تبين أن هذا اإلمتناع غير مبرر.
43
اإلطار المفاهمي للخطأ المنشئ للمسؤوليةاإلدارية الفصل األول:
و تضاف إلى هاتين الصورتين صور أخرى لعدم المشروعية تتمثل في اإلمتناع
المستمر عن تطبيق القوانين و األنظمة ،األمر الذي يشكل خطأ مرفقيا خصوصا إذا تضمن
هذا اإلخالل ضرار أصاب فردا أو مجموعة من األفراد ،كما نجد صورة أخرى وهي
المخالفة المباشرة و التي تعد األكثر شيوعا في عيب مخالفة القانون كالقبض التعسفي على
أحد األفراد (. )3
43
اإلطار المفاهمي للخطأ المنشئ للمسؤوليةاإلدارية الفصل األول:
44
اإلطار المفاهمي للخطأ المنشئ للمسؤوليةاإلدارية الفصل األول:
45
اإلطار المفاهمي للخطأ المنشئ للمسؤوليةاإلدارية الفصل األول:
46
اإلطار المفاهمي للخطأ المنشئ للمسؤوليةاإلدارية الفصل األول:
47
اإلطار المفاهمي للخطأ المنشئ للمسؤوليةاإلدارية الفصل األول:
تجنبه بالحرص العادي في حين ال تسأل عن كل خطأ ال يمكنها تجنبه إال بإتخاذ إجراءات
غير عادية ،كإضطرار رجال األمن إلى إستخدام األسلحة النارية وغيرها من الوسائل التي
تعرض األفراد للمخاطر االستثنائية .
أصدر مجلس الدولة في هذا المجال أحكاما من بينها حكمه في قضية" " Soualحيث
ألنها لم ترفع عائقا وضعه مجهول في الطريق العام ليال مما تسبب رفض قيام مسؤولية
اإلدارة عنه إصابة راكب دراجة (. )1
رابعا :مراعاة طبيعة المرفق وأهميته االجتماعية
يضيف مجلس الدولة الفرنسي إلى ضرورة مراعاة مدى صعوبة الواجبات الملقاة على
عاتق المرفق وما يملك من وسائل و إمكانيات للقيام بهذه الواجبات طبيعة المرفق وأهميته،
إذ هناك بعض المرافق العامة التي يشترط أن يكون الخطأ المسند إليها واضح وعلى درجة
خاصة من الجسامة ،نظرا لطبيعة الواجبات التي تقوم بتقديمها ( ،)2و من أمثلتها مرفق
الشرطة الذي يسهر على المحافظة على النظام العام إذ يعتبر هذا األخير من أصعب المهام
وأكثرها مشقة فيتطلب التعويض عن األضرار الناجمة عن هذا المرفق الخطأ الجسيم دون
الخطأ البسيط ،وال يختلف األمر فيما يتعلق بمرفق الصحة والخدمات التي تقدمها
المستشفيات إذ يتطلب مجلس الدولة خطأ جسيما لتقرير مسؤولية المرافق الصحية نظرا
لكثرة األعباء والخدمات التي تقع على عاتقها والتي تعد ضرورية بالنسبة للمجتمع ،خاصة
مستش فى األمراض العقلية لما يناط لها من مهام حماية األشخاص الخطرين كالمجانين ،أما
بشأن مرفق تحصيل الضرائب و مرفق مكافحة الحرائق تعتمد هي األخرى على الخطأ
48
اإلطار المفاهمي للخطأ المنشئ للمسؤوليةاإلدارية الفصل األول:
وال تكتفي بالخطأ البسيط إلقرار مسؤوليتها نظرا لصعوبة الواجبات التي تقدمها هذه
المرافق(. )1
خامسا:عالقة المضرور بالمرفق
يميز مجلس الدولة الفرنسي أثناء تقديره للخطأ المرفقي إذا ما كان المضرور الذي
يطالب بالتعويض منتفعا من المرفق أو غير منتفع ،ففي حالة ما إذا كان المضرور على
عالقة بالمرفق ويستفيد منه فمجلس الدولة الفرنسي يقتضي درجة أكبر من الجسامة ،وذلك
على عكس ما إذا كان المضرور غير مستفيد من المرفق ،ويرجع السبب في ذلك كون
المضرور المستفيد يعرض نفسه للضرر لكن مقابل ما يحصل على خدمات المرفق لذا عليه
تحمل بعض أضرار المرفق ،أما المضرور غير مستفيد من خدمات المرفق فال يحصل على
أي مقابل من جراء الضرر الذي ألحقه به المرفق ،ففي هذه الحالة يكفي أن يكون الخطأ
بسيطا لحصول المضرور على تعويض األضرار التي لحقت به (. )3
كما يميز مجلس الدولة بين المستفيد الذي يلجأ إلى المرفق لإلنتفاع بخدماته من تلقاء
نفسه أو أن يلجأ إليه مضطرا حيث يشترط درجة جسامة أكبر إذا لجأ المضرور إلى المرفق
من إختياره ،وعلى غرار ذلك ميز مجلس الدولة الفرنسي أيضا بين من يستفيد من خدمات
المرفق مجانا و من يحصل عليها بمقابل حيث تتطلب الحالة األولى درجة جسامة أكبر عكس
الحالة الثانية (.)4
49
اإلطار المفاهمي للخطأ المنشئ للمسؤوليةاإلدارية الفصل األول:
50
اإلطار المفاهمي للخطأ المنشئ للمسؤوليةاإلدارية الفصل األول:
حاالت إفتراض الخطأ تبرر لنا اإلهتمام المتزايد بجعل الضحية في وضعية أكثر حماية
لذلك أقرالقضاء على تطبيق نظام الخطأ المفترض في مجالين إثنين :
أوال :األضرار الواقعة على مستعملي المباني و األشغال العمومية
إلعفاء اإلدارة من مسؤوليتها يكفي أن تثبت بأن األضرار الواقعة ال تعود إلى خلل في
الصيانة العادية للمبنى العمومي ،كحدوث ضرر لمستعملي الطريق العمومي بسبب وجود
طبقة من الزيت غير مشار إليها يجعل مسؤولية البلدية صاحبة المشروع مفترضة ،و كذلك
إنعدام اإلشارة إلى منعرج خطير تسبب في حادث مرور يعتبر بمثابة إنعدام الصيانة مما
يستوجب قيام مسؤولية اإلدارة ،كما أن إنعدام الصيانة للحديقة يقيم مسؤولية البلدية على
أساس الخطأ المفترض(. )1
ومن تطبيقات القضاء الجزائري في هذا المجال نجد قرار الغرفة اإلدارية لمجلس
قضاء الصادر في 2006/02/22تحت رقم 474في قضية (ق.ع) ضد بلدية القبة التي
تتلخص وقائعها أنه بتاريخ 2005 /02/ 28و على الساعة الخامسة مساءا ،خرج المواطن
(ق.ع) من محطة المسافرين المتواجد بشارع بن حبيلس على مستوى المخرج الجنوبي
لبلدية القبة ،بعد عودته من العمل و على مستوى حديقة بن عمر ،فوجئ بسقوط شجرة كبيرة
عليه ،و التي تسببت له بأضرار خطيرة أدت إلى إخضاعه لعمليتين جراحيتين إلستئصال
الطحال و تثبيت الكسر للعظام على مستوى الفخذ ،ومنح له الطبيب الشرعي عجزا عن
العمل قدره ستة أشهر ،وأكدت الغرفة اإلدارية وجود خطأ مفترض في مواجهة البلدية ،ذلك
أن سقوط الشجرة يعتبر قرينة على عدم الصيانة العادية للحديقة(. )2
51
اإلطار المفاهمي للخطأ المنشئ للمسؤوليةاإلدارية الفصل األول:
ثانيا :األضرار التي تقع على لألشخاص الخاضعين للعالج في المؤسسات اإلستشفائية
العمومية
تكون مسؤولية اإلدارة مفترضة في حالة ما إذا دخل مريض إلى المستشفى من أجل
عالج مرض غير خطير أو القيام بعملية جراحية ال يوجد فيها صعوبة( ،)1و لكنه يتعرض
خالل مكوثه بالمستشفى إلى نتائج صحية ضارة تصل إلى درجة كبيرة من الجسامة ففي هذه
الحالة تقوم مسؤولية المستشفى على أساس الخطأ المفترض (.)2
و مثال ذلك نجد قرار الغرفة اإلدارية لمجلس قضاء الجزائر الصادر بتاريخ
2005/03/02في قضية (ر.أ ) ضد المستشفى الجامعي "بارني" ،و تتمثل وقائعها فيما يلي
دخلت الطفلة(ر.ر) إلى المستشفى الجامعي "بارني" بحسين داي ،و التي ال يتجاوز عمرها
خمس سنوات ،و التي تعاني من مرض قصر الرؤية في عينها اليمنى ،حيث أجريت لها
عملية جراحية في ، 1997/01/30لكن سوء العناية أدى إلى فقدانها البصر نهائيا مع تشوه
على مستوى قرينة العين (.)3
الفرع الثاني :الخطأ الجسيم و الخطأ البسيط
يعد الخطأ البسيط كافيا لقيام مسؤولية اإلدارة ،إال أنه في بعض الحاالت و بطلب من
القاضي يشترط أن يكون الخطأ على درجة معينة من الجسامة ،و ذلك حسب طبيعة أنشطة
المرافق اإلدارية فيكفي إثبات الخطأ البسيط في أنشطة المرافق العادية حتى تترتب
مسؤوليتها ،بينما المرافق التي تتميز أنشطتها بالصعوبة و الخطورة يتطلب ترتيب
مسؤوليتها أن يكون الخطأ جسيما.
52
اإلطار المفاهمي للخطأ المنشئ للمسؤوليةاإلدارية الفصل األول:
53
اإلطار المفاهمي للخطأ المنشئ للمسؤوليةاإلدارية الفصل األول:
54
اإلطار المفاهمي للخطأ المنشئ للمسؤوليةاإلدارية الفصل األول:
ضرر سببه له موقوف ،و من األخطاء التي تشكل أخطاء جسيمة تقرر مسؤولية اإلدارة عن
فعل مرفق السجون نجد:
إهمال خطير في حراسة سجين خطير األمر الذي يؤدي إلى إضرامه لحريق تسبب
في وفاة سجين آخر.
إهمال ينجر عنه أن محبوسين ذوي ميول إنتحارية تمكنوا من اإلنتحار.
إهمال خطير صادر عن حراس لم يطلقوا صفارة إنذار بعد إكتشافهم لمحبوس فاقد
للوعي في زنزانته ،فكل هذه األفعال تشكل خطأ جسيما يقيم مسؤولية الدولة (. )1
.1المرافق التي يشترط الخطأ الجسيم في بعض أنشطتها
مرفق الصحة
وضع مجلس الدولة الفرنسي في سنة 1935مبدأ عاما لقيام مسؤولية المرافق
اإلستشفائية ،فاعتبر أنه من غير الممكن أن تقوم هذه المرافق إال في حالة إرتكابها خطأ
جسيما في األعمال الطبية ،أما إذا تعلق األمر بأمور التسيير و التنظيم فاكتفى بحصول الخطأ
البسيط لقيام مسؤولية المرفق اإلستشفائي ،ويتبين ذلك من خالل قضية السيدة ) (Vسنة
1992التي تعرضت لعقابيل هامة ذات طابع عصبي على إثر إخضاعها لعملية قيصرية من
أجل توليدها ،بل ذهب إلى أبعد من ذلك حيث قبل بصورة إستثنائية تقرير المسؤولية الطبية
على أساس المخاطر أي بدون خطأ ( . )2فالقضاء اإلداري ميز بين نشاط المرافق الذي
يرتب المسؤولية على أساس الخطأ البسيط والنشاط الطبي الذي يشترط فيه الخطأ الجسيم،
فالعمل الطبي الذي يقوم به الطبيب يشترط فيه الخطأ الجسيم ،
55
اإلطار المفاهمي للخطأ المنشئ للمسؤوليةاإلدارية الفصل األول:
كنسيان أحد األطباء مقص العملية في بطن أحد المرضى و ذلك نظرا لخطورة ودقة العمل
الذي يتطلب مؤهالت و مهارات عالية (.)1
مرفق الشرطة
لقد ساد مبدأ عدم مسؤولية الدولة عن نشاط مصالح الشرطة إلى غاية القرن
العشرين ،حتى قضى مجلس الدولة الفرنسي في قضية " "TMASE GRECCOبتاريخ
1905/02/ 10بمسؤولية مصالح الشرطة عن أعمالها المادية على أساس الخطأ الجسيم ،أما
الخطأ البسيط يرتبط بنشاطها اإلداري التنظيمي (.)2
ففي بداية األمر كانت مسؤولية مرفق الضبط اإلداري تخضع لوجود خطأ جسيم ،و
لكن بتطور القضاء أصبح يميز بين النشاط القانوني الذي يقوم على وضع لوائح تلزم
المسؤولية في حالة الخطأ البسيط أل نه عادة ال تواجه سلطة الضبط اإلداري صعوبات
خاصة ،و النشاط المادي الذي يقوم على عمليات التنفيذ الذي يتميز بالصعوبة األمر الذي
يبرر إمكانية مساءلة المرفق إال على أساس الخطأ الجسيم (.)3
56
اإلطار المفاهمي للخطأ المنشئ للمسؤوليةاإلدارية الفصل األول:
57
اإلطار المفاهمي للخطأ المنشئ للمسؤوليةاإلدارية الفصل األول:
58
اإلطار المفاهمي للخطأ المنشئ للمسؤوليةاإلدارية الفصل األول:
أما األعمال المادية فهي تتجسد في عدة صور كاإلهمال و التأخر وعدم التبصر
وغيرها من الحاالت التي تعقد مسؤولية اإلدارة على أساس الخطأ الجسيم ،و الذي يتم تقديره
وفقا إلعتبارات متعددة كمراعاة ظرف الزمان و المكان الذي يؤدي فيه المرفق العام خدماته،
أو طبيعة المرفق ،أو عالقة المضرور بالمرفق العام.
59
الفصل الثاني
أهم تطبيقات الخطأ المرفقي المنشئ
للمسؤولية اإلدارية و األثار المترتبة عنه
أهم تطبيقات الخطأ الرفقي المنشئ لمسؤولية اإلدارية و اآلثار مترتبة عنه الفصل الثاني:
تقرر مبدأ مسؤولیة اإلدارة عن أعمالها الضارة بعد زوال التفرقة بین أعمال السلطة ّ
التي لم تكن محال للمسؤولیة و أعمال اإلدارة العادیة التي كانت میدان هذه المسؤولیة،
فأصبحت اإلدارة بذلك مسؤولة عن األخطاء الصادرة عن أعمالها سواء كانت أعمال قانونیة
أو أعمال مادیة،ویتضح ذلك من خالل مسؤولیة مختلف المرافق العامة عن أخطائها المرفقیة
الصادرة عن ممارستها ألعمالها المادیة و القانونیة و التي كانت محال للمنازعات اإلداریة.
ومن خالل ما سبق سنتطرق في هذا الفصل لدراسة أهم تطبیقات الخطأ المرفقي
الموجب للمسؤولیة اإلداریة في (المبحث األول) ثم نتناول اآلثار المترتبة عن المسؤولیة
اإلداریة على أساس الخطأ المرفقي( المبحث الثاني).
61
أهم تطبيقات الخطأ الرفقي المنشئ لمسؤولية اإلدارية و اآلثار مترتبة عنه الفصل الثاني:
وبناءا على ما تقدم سنتناول في هذا المبحث دراسة أهم تطبیقات المسؤولیة اإلداریة على
أساس الخطأ المرفقي في مختلف المرافق ،من بینها مرفق المستشفى(المطلب األول) ،مرفق
الشرطة (المطلب الثاني) ،مرفق البلدیة(المطلب الثالث).
المطلب األول :مسؤولية مرفق المستشفى على أساس الخطأ المرفقي
یعتبر المستشفى أهم أداة من أدوات الدولة التي أوكلت لها مهمة اإلشراف و السهر على
صحة المواطن و الحفاظ على سالمتهم من مختلف األمراض و األوبئة ،فالمستشفى یقوم
بعدة
62
أهم تطبيقات الخطأ الرفقي المنشئ لمسؤولية اإلدارية و اآلثار مترتبة عنه الفصل الثاني:
نشاطات مختلفة وأعمال تهدف إلى ضمان السیر الحسن لهذا المرفق ( ،)1كما یعتبر مرفق
المستشفى من المؤسسات العمومیة ذات الصبغة اإلداریة التي یعرف نشاطها تطورا مستمرا
یتماشى و تطور العلوم الطبیة ،و زیادة على ذلك یتمیز نشاط المستشفى بجوانب مختلفة
تمتاز بالصعوبة والخصوصیة ،مما یؤدي إلى إحتمال صدور أضرار مختلفة أثناء تقدیم هذه
المرافق خدماتها للمواطنین فیترتب عن ذلك قیام مسؤولیة هذه المرافق اإلستشفائیة،
فمسؤولیة المستشفى تتأسس على الخطأ المرفقي سواء كان خطأ بسیطا أو جسیما حسب
طبیعة النشاط الذي تقوم به(. )2
وبناءا على ما تقدم تطرح دراسة مسؤولیة مرفق المستشفى على أساس الخطأ المرفقي
التطرق إلى نظام مسؤولیة المستشفى (الفرع األول) ،ثم التطرق إلى حاالت مسؤولیة مرفق
المستشفى على أساس الخطأ الجسیم (الفرع الثاني).
الفرع األول :نظام مسؤولية مرفق المستشفى
یسعى مرفق المستشفى إلى توفیر كافة اإلمكانیات الضروریة للمرضى الوافدین إلیه
قصد تلقي العالج المناسب ،و تتجسد هذه اإلمكانیات التي یسعى المرفق لتوفیرها في مختلف
النشاطات الطبیة أو العالجیة و التي یقوم بها األطباء و مساعدیهم داخل المستشفى من جهة
و النشاطات التنظیمیة و اإلداریة التي تتعلق بأعمال تسییر هذا المرفق من جهة أخرى (. )3
63
أهم تطبيقات الخطأ الرفقي المنشئ لمسؤولية اإلدارية و اآلثار مترتبة عنه الفصل الثاني:
64
أهم تطبيقات الخطأ الرفقي المنشئ لمسؤولية اإلدارية و اآلثار مترتبة عنه الفصل الثاني:
أصدر القضاء الجزائري عدة أحكام في هذا المجال حیث قضى مجلس قضاء قسنطینة
في مختلف قراراته بمسؤولیة المرافق الصحیة بمناسبة األعمال العالجیة منها قیام
الممرضین بخلع ضرس بشكل سيء أو حقن مریض بشكل سيء نتج عنه موت موضعي
ألنسجة بذارعه مما أدى إلى بترها (. )1
ثالثا :مسؤولية المستشفى عن أعمال التسيير
تتعلق أعمال التسییر بكل األعمال الخاصة بتنظیم المرفق الطبي و تسییره ،فكل تقصیر
أو سوء تسییر في هذا المجال یؤدي إلى مسؤولیة المرفق اإلستشفائي خاصة إذا لحق ضرر
بالمرضى أو الغیر ،فیكتفي حدوث خطأ بسیط لتنعقد مسؤولیة المرفق .
وقد أصدرت الغرفة اإلداریة لمجلس قضاء قسنطینة قرارت عدیدة قضت بمسؤولیة
المرفق اإلستشفائي بسبب أخطاء التسییر ،كحادثة سقوط مریضة أثناء عملیة نقلها لمستشفى
آخر عندما تركتها الممرضة المرافقة لها دون مراقبة مما أدى إلى وفاتها(. )2
الفرع الثاني:التمييز بين العمل الطبي و العمل العالجي
یعتمد الفقه في التمییز بین العمل الطبي و العمل العالجي على معیارین أساسیین،
المعیار العضوي و المعیار المادي .
أوال :المعيار العضوي
إن أساس التمییز بین العمل الطبي و العالجي حسب هذا المعیار یكمن في صفة منفذ العمل،
فیكون العمل طبي إذا قام به الطبیب أو المختص أو أي تقني آخر له من الخبرة ما تتطلبه
65
أهم تطبيقات الخطأ الرفقي المنشئ لمسؤولية اإلدارية و اآلثار مترتبة عنه الفصل الثاني:
مهنة الطب ،كإجراء العملیات أو وصف األدویة ،أما العمل العالجي فیقوم به شخص آخر
لیس له مؤهالت علمیة وخبرة كافیة في مهنة الطب كالممرض مثال .
أنتقد هذا المعیار كونه یعتمد على صفة منفذ العمل ،كما یعتبر هذا المعیار غیر صالح
للضحیة فقد یقوم الطبیب ببعض األعمال العالجیة الخفیفة مما یصعب على الضحیة إثبات
إرتكاب الطبیب خطأ جسیم (. )1
ثانيا :المعيار المادي
حسب المعیار المادي فإن العمل الطبي هو العمل الذي یتمیز بصعوبة جدیة و یتطلب
معرفة خاصة أما العمل العالجي فهو العمل العادي البسیط ویتمیز هذا المعیار بالموضوعیة
كونه یحمي الضحیة و یأسس مسؤولیة المستشفى عن العمل الطبي على أساس الخطأ البسیط
و الخطأ الجسیم (. )2
ثالثا :آثار التمييز بين العمل الطبي و العالجي
تظهر أهمیة التمییز بین العمل الطبي و العمل العالجي من خالل خضوع كل منهما عند
إصالح األضرار التي تسببوا في إحداثها إلى نظام خاص فمسؤولیة المرفق اإلستشفائي ال
تثار بمناسبة األعمال الطبیة إال في الحدود التي ترتكز فیها دعوى التعویض على الخطأ
الجسیم ،أما إصالح األضرار الناجمة عن أعمال العالج فال یشترط فیها سوى توفر الخطأ
البسیط و یبقى للقاضي سلطة تقدیر درجة الجسامة وفقا للظروف المحیطة بممارسة العمل
(.)3
66
أهم تطبيقات الخطأ الرفقي المنشئ لمسؤولية اإلدارية و اآلثار مترتبة عنه الفصل الثاني:
67
أهم تطبيقات الخطأ الرفقي المنشئ لمسؤولية اإلدارية و اآلثار مترتبة عنه الفصل الثاني:
التابعة للمركز الصحي ،و عند قیام المصالح المختصة بالمعاینة و المالحظات شاهدت أن
غرفة اإلستحمام المذكورة كان طولها 2متر و عرضها 20.1متر مجهزة بمسخن یعمل
بالغاز الطبیعي وال تحتوي على أي منفذ للتهویة أو مدخنة إلخراج الغاز المحترق ،فقضت
الغرفة اإلداریة بالمحكمة العلیا بمسؤولیة المرفق لإلستشفاء و النابعة من سوء تنظیم المرفق
اإلشتشفائي (. )1
وأصدر مؤخرا مجلس الدولة الجزائري بتاریخ 17جانفي 2000قرار یقضي
بمسؤولیة المرفق الطبي العام بسبب سوء التنظیم و اإلدارة ،حیث حمل المستشفى
"ضرباني" بعنابة المسؤولیة اإلداریة و ألزم بدفع مبلغ 60.000دج للضحیة عن وفاة
والدتها التي أدخلت بسبب حالتها الصحیة ،و التي كانت تعاني من مرض الكولیرا ،وبسبب
عدم إتخاذ اإلجراءات الكافیة حیث كان من المفروض ربطها طبقا لتعلیمات الطبیب مما أدى
إلى رمي نفسها من النافذة و وفاتها(. )2
حیث جاء في قرار مجلس الدولة أن مسؤولیة المستشفى ثابتة ،خاصة و أن تعاني من
مرض خطیر یرفع لها درجة الحمى و یؤثر على حالتها النفسیة األمر الذي یجعل عملیة
ربطها في السریر ضروریة ،لهذا أقرت مسؤولیة المستشفى بسبب إنعدام المراقبة من جهة و
إغفال تنفیذ تعلیمات الطبیب من طرف الممرضین من جهة أخرى (. )3
68
أهم تطبيقات الخطأ الرفقي المنشئ لمسؤولية اإلدارية و اآلثار مترتبة عنه الفصل الثاني:
68
أهم تطبيقات الخطأ الرفقي المنشئ لمسؤولية اإلدارية و اآلثار مترتبة عنه الفصل الثاني:
غیر أن المجلس القضائي بوهرن حكم بمسؤولیة المستشفى ،حیث أیده المجلس األعلى
في قراره رقم ، 52862ألنه یعتبر خطأ األعوان لعدم إتخاذ اإلجراءات الالزمة من أجل
حمایة المرضى من األخطار المحیطة بهم داخل المستشفى خطأ المرفقي ألنه كان من
المفروض أن یستفید المرضى من خدمات المرفق على الوجه المطلوب منه ،وبما أن
المستشفى لم یقدم الخدمة المطلوبة منه على أكمل وجه تقوم مسؤولیته لعدم إتخاذه
اإلحتیاطات الالزمة وفقا للتنظیمات المعمول بها (. )1
و بالرجوع إلى وقائع القضیة ،مجلس الدولة نجد أن هو اآلخر أقر مسؤولیة المستشفى
إلرتكابه خطأ مرفقي بسب عدم إتخاذ اإلحتیاطات الالزمة لسالمة المریض ٕواهمال مراقبة
األدوات المستعملة من طرف األعوان و ذلك بموجب قراره الصادر بتاریخ 11/03/2003
الملف رقم 007733في قضیة (م.خ) ضد مستشفى بجایة و التي تتمثل وقائعها أنه على إثر
سقوط المستأنف أ صیب بكسر على مستوى عظم الفخذ وأجریت له عملیة جراحیة بمستشفى
بجایة بتاریخ 31/10/1995التي تطلبت وضع صحیفة ملولبة فتعرض المستأنف إلصابة
مكروبیة تسببت في إنتان مقاوم للعالج الطبي الذي عولج به و تم نزع الصحیفة الملولبة في
الشهر الموالي ،حیث أنه بعد نزع الصحیفة تبین أن عظم الفخذ أصیب بتعفن و أدى ذلك إلى
خضوع المستأنف لعملیات زرع العظام في عدة مراكز إستشفائیة.
وقد إتضح بعد ذلك أن هذه العملیات الجراحیة المتعددة التي أجریت على المستأنف ،كانت
نتیجة العملیة التي أجریت له بمستشفى بجایة یوم ، 31/10/1995والتي أستعملت فیها
صحیفة ملوثة ،فقضى مجلس الدولة بمسؤولیة المستأنف علیه وإلزامه
69
أهم تطبيقات الخطأ الرفقي المنشئ لمسؤولية اإلدارية و اآلثار مترتبة عنه الفصل الثاني:
بالتعویض للمستأنف الذي أخل بواجبه المتمثل في عدم أخذ اإلحتیاطات الالزمة لحمایة
المریض إضافة إلى إهمال مراقبة الوسائل المستعملة من طرف أعوانه (. )1
ثالثا :تأخر مرفق المستشفى في أداء الخدمة
یسأل مرفق المستشفى عن التأخیر في القیام بخدماته بشرط أن یلحق هذا التأخیر
ضرار بالغیر ،وبناءا على ذلك قضت الغرفة اإلداریة بالمجلس األعلى بمسؤولیة المستشفى
بسبب التأخیر في تقدیم الخدمة بموجب قراره الصادر في قضیة بین الشاب (ب) و مستشفي
مصطفى باشا الجامعي بتاریخ 29جانفي ، 1979التي تتلخص وقائعها في أن الشاب (ب)
أدخل المستشفى بسبب كسر في یده الیسرى و قدم له بعض العالج األولي إثر قبوله في
المستشفى ،وبقي المعني باألمر لساعات طویلة دون مراقبة خاصة و مستمرة ،وبعد مضى
أربعة أیام ظهرت تعفنات على مستوى الكسر مما أدى إلى ضرورة بتر یده ،فمن خالل
وقائع القضیة و حكم المحكمة العلیا یتضح أن سبب الضرر الذي أصاب الضحیة هو التأخیر
في تقدیم العالج من جهة و غیاب المراقبة من جهة أخرى (.)2
70
أهم تطبيقات الخطأ الرفقي المنشئ لمسؤولية اإلدارية و اآلثار مترتبة عنه الفصل الثاني:
كما قضى قضاء مجلس الدولة الفرنسي بمسؤولیة المستشفى المدني ""ANTIBES
بتاریخ 12دیسمبر 1941في قضیة أرملة ""TORTELعن تأخر المرفق في تقدیم العالج
لهذه السیدة (.)1
المطلب الثاني:مسؤولية مصالح الشرطة على أساس الخطأ المرفقي
یطلق مصطلح الشرطة على الجهاز الذي یؤدي وظائف األمن المختلفة ،فیقال هیئة
الشرطة أو قوة الشرطة ،كما یطلق أیضا على الوظائف التي یؤدیها هذا الجهاز فیقال
الشرطة اإلداریة أو القضائیة (. )2
تتكفل مصالح الشرطة بحمایة المواطنین و السهر على سالمتهم في أنفسهم و أموالهم
من األخطار التي تهددهم و ذلك بإستعمال كل أشكال التدخل مما یوسع من نشاطها من أجل
ضمان النظام العام األمر الذي یؤدي إلى إرتكاب أخطاء من هذه المصالح التي تؤدي إلى
ترتیب مسؤولیتها (.)3
للتعرف على األخطاء التي ترتب مسؤولیة مصالح الشرطة البد من التطرق إلى
النظام القانوني لهذه المصالح (الفرع األول) ،ثم حاالت الخطأ المرفقي لمصالح الشرطة
(الفرع الثاني).
71
أهم تطبيقات الخطأ الرفقي المنشئ لمسؤولية اإلدارية و اآلثار مترتبة عنه الفصل الثاني:
72
أهم تطبيقات الخطأ الرفقي المنشئ لمسؤولية اإلدارية و اآلثار مترتبة عنه الفصل الثاني:
الثاني فیشمل كافة العملیات المادیة والتنفیذیة التي یستعمل فیها السالح الناري ،ویشترط في
الصنف األول من األعمال المادیة لمصالح الشرطة إرتكاب خطأ جسیم لقیام مسؤولیة
المرفق و یشترط في الصنف الثاني من األعمال الخطأ البسیط و ذلك إذا كانت الضحیة هي
المقصودة بالعملیة المادیة(. )1
ثالثا :نظام مسؤولية مصالح الشرطة في حالة رفض تنفيذ القرارت القضائية
تلتزم مصالح الشرطة بتنفیذ جمیع القرارات القضائیة وفقا لنص المادة )2(136من
دستور ، 1989وفي حالة رفض مصالح الشرطة تنفیذ أحكام القضاء تترتب مسؤولیتها إال ما
یتعلق بحفظ النظام العام .
إن إمتناع مصالح الشرطة عن تنفیذ قرار قضائي یكون في حالتین ،سواء كان اإلمتناع
عن تنفیذ قرار صادر عن القضاء اإلداري ضد مصالح الشرطة ،أو یكون رفض تنفیذ قرار
قضائي صادر لصالح شخص ما ضد شخص آخر(.)3
الفرع الثاني:حاالت الخطأ المرفقي لمرفق الشرطة
حصر الفقه الحاالت التي تكون فیها أعمال أعوان الشرطة أخطاءا مرفقیة تؤدي إلى
إصابة األفراد بأضرار ،وتتمثل هذه الحاالت في سوء أداء مرفق الشرطة الخدمة المطلوبة
منه ،عدم تقدیم المرفق الخدمة المطلوبة منه ،التأخر في القیام بالخدمة.
73
أهم تطبيقات الخطأ الرفقي المنشئ لمسؤولية اإلدارية و اآلثار مترتبة عنه الفصل الثاني:
تأدیة مرفق الشرطة الخدمة المطلوبة منه ،ویتضح ذلك من خالل مختلف القرارات واألحكام
الصادرة منه في هذا المجال ،و من بین تطبیقاته نجد الحكم الصادر في 10فیفري 1905في
قضیة ، TOMASO" "GRICOثو ار هائجا و التي تتلخص وقائعها أن هرب من سوق
األربعاء بتونس ،فأندفع الناس ورائه محاولین اإلمساك به و أثناء تلك المطاردة أطلق عیار
ناري ،أصاب السید GRICOبجراح وهو في منزله ،فرفع هذا األخیر دعوى مطالبا
بتعویضه عما أصابه مدعیا أن العیار الذي أصابه ،أطلقه أحد رجال البولیس الذین كانوا
یطاردون الثور الهائج ،وبموجب هذا القرار قضى مجلس مرفق الشرطة مسؤول مالیا عن
األخطاء المصلحیة التي یرتكبها أعوانها لعدم إتخاد اإلحتیاطات الالزمة لمنع مثل هذه
الحوادث .
أصدر مجلس الدولة الفرنسي قرار آخر حول مسؤولیة مرفق الشرطة على األخطاء
المرفقیة التي یرتكبها أعوان المرفق ،وذلك بموجب قضیة" "GUIRAD DAMEبتاریخ
18ماي ،1932و التي تتلخص وقائعها في إطالق أحد األعوان النار على أحد المتظاهرین
في حفل رسمي مما كان بإمكان العون تجنب الحادث أدى إلى قتله مع أنه كان بامكان العون
تجنب الحادث (. )2
أما القضاء الجز ائري ،فقد أصدرت الغرفة اإلداریة العلیا موقفا خاصا في قضیة "
أسماني نبیل" ضد وزیر الداخلیة حیث أن مصالح الشرطة أوقفت بتاریخ 09/11/1972
السید أسماني الذي كان یحمل محلف و علیه الحبوب الممنوعة وسلم إلى مصالح األمن
74
أهم تطبيقات الخطأ الرفقي المنشئ لمسؤولية اإلدارية و اآلثار مترتبة عنه الفصل الثاني:
الحضري بالجزائر إلستجوابه ،و في نفس الیوم نقل إلى المستشفى الجامعي لعالج الجروح
التي أصابته في عینه یسرى بسبب سقوطه على األرض داخل محافظة الشرطة ،و لقد أقرت
الغرفة اإلداریة أن الشرطة مسؤولة على أساس الخطأ المرفقي الناجم عن تهاون رجال
الشرطة أي سوء تسییر المرفق العام (.)1
ثانيا :عدم أداء مرفق الشرطة الخدمة المطلوبة منه
تتجسد هذه الصورة في ذلك اإلمتناع الذي یصدر عن مصالح الشرطة أي إتخاذها
موقفا سلبیا و المتمثل في إمتناعها عن تنفیذ حكم قضائي أو إهمال واجبات یفرضها القانون .
وفي هذا الشأن وسع مجلس الدولة نطاق مسؤولیة مرفق البولیس لتشمل إهمال اإلدارة
في أداء واجباتها التي یفرضها القانون ،كما هو الحال في قضیة " "HUILIER'Lبتاریخ
14نوفمبر، 1919وتتلخص وقائعها في إهمال اإلدارة مراقبة الجنود مما أدى إلى قتل جندي
ألحد أبناء األسر الذي نزل فیها جبرا(. )2
ثالثا :تأخر مرفق الشرطة في أداء الخدمة
یسأل مرفق الشرطة و تترتب مسؤولیته إذا تباطئ أكثر من الالزم في أداء الخدمة
المطلوبة منه خاصة في حالة ما لحق األفراد ضرار من جراء هذا التأخیر الغیر مبرر(. )3
حكم القضاء الفرنسي بمسؤولیة مرفق البولیس عن التأخیر المفرط في أدائها للخدمة
المطلوبة منها في قضیة " "BRINYالصادر في 01جویلیة ، 1919و التي جاء في
75
أهم تطبيقات الخطأ الرفقي المنشئ لمسؤولية اإلدارية و اآلثار مترتبة عنه الفصل الثاني:
حیثیاتها أن أحد الشباب المتطوعین في فرقة عسكریة لم یبلغ السن القانونیة ولصحة التطوع
في مثل هذه الحالة البد من موافقة والده على ذلك ،و رغم تقدم هذا األخیر أمام اإلدارة
یلتمس حق اإلفرج عن إبنه و إفائه لبطالن التطوع ،و خالل تلك الفترة شارك الشاب في
معركة وقتل فیها فحكم القضاء الفرنسي بمسؤولیة اإلدارة على أساس الخطأ المرفقي كونها
تأخرت في فحص طلب والد الضحیة و إعفاءه من الخدمة العسكریة .
إضافة إلى حكم مجلس الدولة الفرنسي في قضیة " ، "MOLODIBIRYالصادرة
بتاریخ 25نوفمبر 1921التي تتلخص وقائعها أحد رجال البولیس قام بالقبض على الكلب
ألحد األفراد و تقدم بعد ذلك صاحبه مطالبا إطالق سراح كلبه و لم تقوم اإلدارة بإجراءات
فحص طلبه إال بعد أن قتل الكلب ،األمر الذي یرتب مسؤولیة اإلدارة وتحمل عبء التعویض
لصاحب الكلب نتیجة بطىء تقدیم الخدمة ونتیجة ذلك قتل الكلب .
و أصدر مجلس الدولة حكما آخر في هذا الشأن ،و ذلك في قضیة " "BRAUTبتاریخ22
جانفي 1943والتي جاء في حیثیاتها تأخر سلطات البولیس في تنفیذ أمر صادر بإخراج أحد
المتشاجرین مدة طویلة بدون مبرر(. )1
المطلب الثالث:مسؤولية البلدية على أساس الخطأ المرفقي
یعتبر قانون البلدیة المصدر األساسي لمسؤولیة البلدیة لما یتضمنه من قواعد تتعلق
بتنظیم وسیر البلدیات ،فالبلدیة تعتبر مسؤولة حسب نص المادة 144من قانون البلدیة
رقم 10/11عن األخطاء المرفقیة التي یرتكبها رئیس المجلس الشعبي البلدي و منتخبوا
البلدیة أثناء ممارسة مهامهم أو بمناسبتها.
76
أهم تطبيقات الخطأ الرفقي المنشئ لمسؤولية اإلدارية و اآلثار مترتبة عنه الفصل الثاني:
و باإلضافة إلى مسؤولیة البلدیة عن أعمال رئیسها و موظفیها ،تقوم مسؤولیتها بسبب نشاط
بعض المصالح التابعة لها ،غیر أن موضوع مسؤولیة البلدیة عن نشاط مصالحها ال یتعلق
بالمصالح ذات الطابع اإلقتصادي ألن هذه المصالح تخضع لنظام قانوني آخر ،بل یتعلق
بمسؤولیة البلدیة عن نشاط المصالح ذات الطابع اإلداري و اإلجتماعي (. )1
الفرع األول:مسؤولية البلدية عن األضرر الالحقة بمستعملي المباني و األشغال العمومية
تقوم مسؤولیة البلدیة على أساس الخطأ المرفقي في حالة إرتكابها خطأ في إنعدام
الصیانة العادیة للمبنى العمومي أو عدم أخذ اإلحتیاطات الالزمة للحمایة من أضرار األشغال
العمومیة ،فاإلدارة ملزمة بالسهر على صیانة و سیر المبنى العمومي لیتمكن المرتفق من
إستع ماله بدون خطر ،و یقصد بالمستعمل هو الذي یستفید من أشغال عامة أو الذي یستعمل
اإلنشاء العمومي ،لذا نجد أن الغرفة اإلداریة للمجلس األعلى أصدرت عدة قرارات
بخصوص هذا النوع من المسؤولیة التي تقوم على أساس الخطأ المرفقي إضافة إلى حاالت
تطبیقها (. )2
أوال :عدم تسييج بركة مائية
یشكل إهمال أو تقصیر البلدیة في عدم تسییج حفرة لتفادي سقوط األشخاص أو
الحیوانات فیها خطأ مرفقیا یعقد مسؤولیتها و تلزم بالتعویض ،و من بین تطبیقات هذه الحالة
قرار مجلس الدولة بتاریخ 06/01/2004في قضیة ورثة (م.أ) ضد بلدیة بولهیالت باتنة و
التي تتلخص نت بركة میاه بالمكان المسمى وقائعها أنه من جراء تساقط األمطار تكون
77
أهم تطبيقات الخطأ الرفقي المنشئ لمسؤولية اإلدارية و اآلثار مترتبة عنه الفصل الثاني:
العذبة البیضاء التابعة لبلدیة بولهیالت ،حیث یبلغ طول البركة حوالي مائة متر و عرضها
ستون متر و عمقها متران و نصف و شكلها شبه دائري ،فأراد الضحیة السباحة داخلها
فغرق مما دفع ذو حقوق الضحیة رفع دعوى أمام الغرفة اإلداریة لمجلس قضاء باتنة
مطالبین بالتعویض ،فقضت هذه األخرة بتارخ 2001/04/23برفض الدعوى لعدم التأسیس
رفع ذوي الحقوق إستأنافا ضد القرار أمام مجلس الدولة الذي قضى بإلغاء القرار
المستأنف و التصریح من جدید بمسؤولیة البلدیة و سبب قراره كمایلي " :حیث أن هذه
البركة مملوءة بالماء تجلب الشباب ال سیما في وقت الحرارة كان من الواجب أن تكون
حرسة من طرف البلدیة ،أو على األقل كان على هذه األخیرة أخذ اإلحتیاطات من أجل
تفادي هذه الحوادث مع العلم بأنه حسب الصورة الفوتوغرافیة هذه البركة تشبه بحیرة
صغیرة كان علیها وضع سیاج حول هذه البركة لمنع السباحة" ،فالبلدیة بعدم أخذها التدابیر
الوقائیة جعلت مسؤولیتها قائمة عل أساس الخطأ المرفقي .
78
أهم تطبيقات الخطأ الرفقي المنشئ لمسؤولية اإلدارية و اآلثار مترتبة عنه الفصل الثاني:
79
أهم تطبيقات الخطأ الرفقي المنشئ لمسؤولية اإلدارية و اآلثار مترتبة عنه الفصل الثاني:
وهكذا نكون بصدد خطـأ مرفقي للبلدیة ألن تسرب المیاه من القنوات المخصصة لذلك
یعد قرینة على إنعدام الصیانة ،وذلك لعدم تفقد تلك القنوات وعدم إصالحها فبكفي إثبات المد
الضرر المتمثل في تشقق الجدران و العالقة السببیة المؤثرة فیما بینه و بین تسرب المیاه من
القنوات(. )1
ثالثا :عدم إتخاذ اإلحتياطات الالزمة بشأن عمود كهربائي
یعتبر ترك عمود كهربائي أمام الساحة التي یلعب فیها األطفال دون إزالته أو صیانته بإزالة
خلت عن و مفعول الكهرباء فیه ،خطأ من البلدیة المالكة له و التي واجب صیانة ممتلكاتها،
وأن حدوث أضرار نتیجة ذلك یقیم مسؤولیتها .
و في هذا الشأن أقرت الغرفة اإلداریة مسؤولیة البلدیة في قضیة وفاة الطفل "محمد" و
ذلك بموجب الحكم الصادر عن المجلس قضاء الشلف بتاریخ 06مارس، 2002حیث
تتلخص وقائعها الطفل محمد أصیب بحروق خطیرة جراء لمسه ألسالك عمود التیار
الكهربائي بسبب الضغط أن العالي ،ف رفع والد الطفل محمد دعوى ضد رئیس بلدیة ملیانة
لتعویض الضرر الذي لحق إبنه كون الحادث نتج عن إهمال البلدیة إذ لم تقم بإزالة أكوام
التراب من تحت األسالك الكهربائیة ،مما جعل اإلرتفاع یتقلص من ستة أمتار إلى مترین و
هذا ما أدى إلى لمس األسالك من قبل الضحیة ،و لقد أرسل المدعى علیه أي البلدیة مصالح
سونلغاز إلزالة هذه األكوام لكن لم تحرك ساكنا(. )2
80
أهم تطبيقات الخطأ الرفقي المنشئ لمسؤولية اإلدارية و اآلثار مترتبة عنه الفصل الثاني:
81
أهم تطبيقات الخطأ الرفقي المنشئ لمسؤولية اإلدارية و اآلثار مترتبة عنه الفصل الثاني:
82
أهم تطبيقات الخطأ الرفقي المنشئ لمسؤولية اإلدارية و اآلثار مترتبة عنه الفصل الثاني:
رئیس المجلس الشعبي البلدي ،و الذي بتجاهله للقانون ،ولم یتخذ كل اإلحتیاطات الضروریة
لضمان النظام العام على تراب البلدیة"...
في حین رفض إقامة مسؤولیة البلدیة على الخطأ في تنظیم المرفق العام لمكافحة
الحریق و هذا بقوله"حیث ینتج بالفعل من الملف بأن الشروط التي مورست فیها مكافحة
الحریق تظهر عدم كفایة الوسائل الضروریة لتفادي الخسارة ،وأن رئیس البلدیة قام شخصیا
بإدارة تلك العملیات و كان یقود بنفسه إحدى الشاحنات المعبئة بالمیاه و عندئذ ال یمكن نسبة
أي خطأ ضد اإلدارة في تنظیم وتسیر المرفق العام للمكافحة ضد الحریق "....فهنا نجد
المجلس األعلى یشر إلى إنعدام أي خطأ مرفقي في تنظیم المرفق العام ،مادام أن رئیس
البلدیة قام بنفسه بإدارة عملیة اإلطفاء ،وأنه ال یوجد تهاون أو إهمال من طرف البلدیة(. )1
و بالرجوع إلى نص المادة )2( 140من قانون البلدیة القدیم لسنة 1990نجد أنها
أقامت مسؤولیة البلدیة عن الحرائق على أساس عدم إتخاذ اإلحتیطات الالزمة قانونا .
إن القرار الصادر في قضیة بن مشیشي یشیر إلى عدم و جود خطأ في تنظیم وسیر
مرفق عام ،یبرهن على أن سوء تنظیمه و سیره یعتبر خطأ مرفقیا (.)3
83
أهم تطبيقات الخطأ الرفقي المنشئ لمسؤولية اإلدارية و اآلثار مترتبة عنه الفصل الثاني:
84
أهم تطبيقات الخطأ الرفقي المنشئ لمسؤولية اإلدارية و اآلثار مترتبة عنه الفصل الثاني:
85
أهم تطبيقات الخطأ الرفقي المنشئ لمسؤولية اإلدارية و اآلثار مترتبة عنه الفصل الثاني:
نظرا ألهمیة دعوى تعویض و تجسیدها الفعلي لحمایة وصیانة الحقوق في مواجهة
أخطاء المرافق العمومیة تعتبر من الدعاوي األكثر قوة و قیمة قانونیة ،فهي وسیلة قضائیة
كثیرة اإلستعمال و التطبیق ،كونها تمثل السبیل القانوني الوحید لحل المنازعة اإلداریة (. )2
أوال :التعريف التشريعي
لقد ورد ذكر معنى دعوى تعویض في التشریع و فیما یخص القانون اإلداري بشكل
محتشم ،بحیث لم یوردها المشرع بصورة صریحة بل جاءت ضمنیا إال في بعض النصوص
والمواد التشریعیة كما جاءت في المادة 800من القانون اإلجراءات المدنیة واإلداریة (. )3
86
أهم تطبيقات الخطأ الرفقي المنشئ لمسؤولية اإلدارية و اآلثار مترتبة عنه الفصل الثاني:
و أشیر إلیها أیضا في نص المادة 801من نفس القانون التي ذكرت الدعاوى التي تختص
فیها المحاكم اإلداریة ،و من بینها دعاوى القضاء الكامل ،و التي تضم دعوى التعویض
بإعتبار أن دعاوى القضاء الكامل هي األشمل ودعوى تعویض بالنسبة لها سوى جزء منها،
ویفهم بشكل ضمني من عبارة جمیع القضایا دخول دعوى تعویض تحت مضلة هذه العبارة
أو عبارة دعاوى القضاء الكامل و التي تتضمن بدورها دعوى التعویض (. )1
ثانيا :التعريف القضائي
ورد معنى دعوى تعویض في األحكام أو القرارات القضائیة بشكل ضمني تحت مضلة
دعاوى القضاء الكامل ،و لم تأتي بصفة صریحة بالرغم من الدور الكبیر الذي لعبه القضاء
في إرساء قواعد هذا النوع من الدعاوى(. )2
ثالثا :التعريف الفقهي
یوجد إختالف حول تعریف دعوى تعویض فهناك من عرفها بأنّها " الدعوى القضائیة
الذاتیة التي یحركها ویرفعها أصحاب الصفة والمصلحة ،أمام الجهات القضائیة المختصة،
وطبقا للشكلیات و اإلجراءات المقررة قانونا ،للمطالبة بالتعویض الكامل والعادل والالزم
إلصالح األضرار التي أصابت حقوقهم بفعل النشاط اإلداري الضار ،كما تمتاز بأنها من
الدعاوى القضاء الكامل وأنها من الدعاوى قضاء الحقوق " (.)3
87
أهم تطبيقات الخطأ الرفقي المنشئ لمسؤولية اإلدارية و اآلثار مترتبة عنه الفصل الثاني:
و هناك من یعرفها أیضا بأنها " دعوى من الدعاوى الشخصیة و الذاتیة تتعلق بحق
الشخصي یتعرض للهالك من طرف الجهة اإلداریة ،مما یدفعه إلى المطالبة بحقه
الشخصي" ،وللقاضي اإلداري سلطة واسعة في هذه الدعوى بحیث یقتصر إختصاصه على
بحث مشروعیة العمل الضار الصادر من اإلدارة أو القرار محل النزاع حتى یستطیع الحكم
بالتعویضات المناسبة على األضرار الناتجة عن العمل المادي أو القانوني لإلدارة (.)1
ونستخلص من هذه التعاریف أن دعوى تعویض تعتبر أهم الدعاوي اإلداریة التي تنتمي
إلى دعاوى القضاء الكامل ،والتي یتمتع فیها القاضي اإلداري بسلطات واسعة وكاملة في
تقدیر التعویض ،بحیث تهدف إلى مطالبة بالتعویض و جبر األخطاء المرفقیة المترتبة عن
األعمال اإلداریة السیما األعمال القانونیة و النشاطات المادیة.
الفرع الثاني:خصائص دعوى تعويض
لدعوى التعویض الناشئة عن المسؤولیة اإلداریة على أساس الخطأ المرفقي خصائص
تتمثل في الخصائص العامة للمسؤولیة والمتمثلة في أن:
أوال :دعوى تعويض دعوى قضائية
دعوى التعویض الناشئة عن المسؤولیة اإلداریة على أساس الخطأ المرفقي دعوى
قضائیة إل نها لیست مجرد تظلم أو طعن إداري ترفع أمام جهات قضائیة تابعة للسطة
القضائیة بحیث یتم قبول أو رفض أو الفصل فیها من طرف هذه الجهات القضائیة ،سواء
تعلق األمر بالمحاكم اإلداریة اإلبتدائیة كقاعدة عامة أو أمام مجلس الدولة عن طریق
اإلرتباط ،وذلك في نطاق اإلجراءات و الشكلیات المقررة قانونا (.)2
88
أهم تطبيقات الخطأ الرفقي المنشئ لمسؤولية اإلدارية و اآلثار مترتبة عنه الفصل الثاني:
واإلختصاص القضائي أو قواعد اإلختصاص تدخل ضمن القواعد الشكلیة التي تنظم
مسؤولیة اإلدارة على أساس الخطأ المرفقي إلى جانب القواعد الموضوعیة التي تطبقها
الجهة المختصة على موضوع دعوى تعویض (. )1
ثانيا :دعوى تعويض دعوى ذاتية وشخصية
دعوى تعویض الناشئة عن المسؤولیة اإلداریة على أساس الخطأ المرفقي من الدعاوى
ألن موضوعها یتمثل في المطالبة بحق شخصي وذاتي لرافع الدعوى الذاتیة و الشخصیةّ ،
الذي له مصلحة مادیة ومعنویة (. )2
ویترتب عن الطبیعة الذاتیة والشخصیة لدعوى تعویض العدید من النتائج واألثار
القانونیة وأهمها التشدید و التضییق في مفهوم شرط الصفة والمصلحة لرفع وقبول دعوى
التعویض ،بحیث یجب أن یكون لرافع الدعوى مصلحة جدیة وحالة ،مباشرة وشخصیة
ومشروعة لرفع وقبول دعوى تعویض أمام الجهات القضائیة المختصة ،بمعنى أن یكون
الشخص صاحب حق شخصي وذاتي مكتسب ومعلوم ،ومقرر له الحمایة القانونیة والقضائیة
بصورة مسبقة ،ویقع علیه إعتداء بفعل النشاط اإلداري للمرفق العمومي الضار ،فتتحقق و
تنعقد له عندئد المصلحة والصفة في رفع وقبول دعوى تعویض أمام الجهات القضائیة
المختصة للمطالبة بالتعویض الكامل والعادل.
ویترتب أیضا عن هذه الخاصیة إعطاء سلطات للقاضي المختص بالنظر و الفصل
في دعوى تعویض للكشف عن مدى وجود حقوق شخصیة مكتسبة والعمل على إصالح
األضرار التي تصیبها من جراء النشاط اإلداري الضار (.)3
89
أهم تطبيقات الخطأ الرفقي المنشئ لمسؤولية اإلدارية و اآلثار مترتبة عنه الفصل الثاني:
90
أهم تطبيقات الخطأ الرفقي المنشئ لمسؤولية اإلدارية و اآلثار مترتبة عنه الفصل الثاني:
كما ینجم أیضا عن طبیعة التعویض اإلداري من حیث كونها من دعاوى الحقوق ،وأن
مدة التقادم دعاوى التعویض تتساوى وتتطابق مع مدة تقادم الحقوق التي تتصل بدعوى
التعویض(.)1
الفرع الثالث:شروط قبول دعوى تعويض
یتمتع القاضي اإلداري بسلطات واسعة وكاملة في الفصل في دعوى التعویض
المترتبة عن المسؤولیة اإلداریة على الخطأ المرفقي ،إال أنه في حالة رفع هذه الدعوى فأول
نقطة ینظر فیها القاضي اإلداري هو مدى توافر الشروط الشكلیة ،والموضوعیة الالزمة
لقبول هذه الدعوى(.)2
و بناءا على ذلك تنقسم شروط قبول دعوى التعویض إلى قسمین ،الشروط الشكلیة لقبول
دعوى تعویض (أوال) ،والشروط الموضوعیة لقبول دعوى تعویض (ثانیا).
أوال :الشروط الشكلية لقبول دعوى تعويض
لقبول دعوى تعویض شكال یجب توفر مجموعة من الشروط ،شروط متعلقة برافع
الدعوى و شروط متعلقة بمیعاد رفع هذه الدعوى.
.1الشروط المتعلقة بالرافع الدعوى
قبل التطرق إلى الشروط المتعلقة برافع دعوى تعویض األخطاء المرفقیة تجدر اإلشارة أوال
إلى تعریف أطراف دعوى التعویض المترتبة عن المسؤولیة اإلداریة على أساس الخطأ
المرفقي والتي یمكن تصنیفها كاألتي:
91
أهم تطبيقات الخطأ الرفقي المنشئ لمسؤولية اإلدارية و اآلثار مترتبة عنه الفصل الثاني:
المدعى :هو شخص المتضرر من نشاط المرفق العمومي یمكن أن یكون شخص طبیعي
أو شخص إعتباري.
المدعى عليه :هو المسؤول عن الضرر أي المرفق العام ،حیث أ نه في حالة ثبوت
الخطأ المرفقي فإن الدعوى ترفع ضده لكونه یمثل الطرف المدعى علیه بصفتة مؤسسة
عامة ذات طابع إداري(. )1
أ .الصفة
لم یتطرق قانون اإلجراءات المدنیة واإلداریة رقم 09- 08إلى تعریف شرط الصفة
بالرغم من أنّه نص علیها صراحة في نص المادة ( 13 )2وجعلها من النظام العام ،فالصفة
یقصد بها أن ترفع دعوى تعویض من صاحب المركز القانوني الذاتي أو الحق الشخصي
المكتسب شخصیا ،أو بواسطة نائبه أو وكیله القانوني أو القیم هذا بالنسبة لألفراد المدعین أو
المدعى علیه في دعوى التعویض اإلداریة ،أما الصفة في السلطات اإلداریة المختصة
فیجب أن ترفع دعوى التعویض على السلطات اإلداریة المختصة و التي تملك الصفة
القانونیة للتقاضي بإسم ولحساب اإلدارة مثل الوالي أو رئیس المجلس الشعبي البلدي (.)3
وبمعنى آخر الصفة في دعوى تعویض یجب أن ترفع من صاحب الحق أي المدعي أو
صاحب المركز القانوني الذاتي والشخصي الذي یبادر في رفع دعوى التعویض من أجل
حمایة الحق ،ویشترط في هذه الدعوى وجود التطابق بین المركز القانوني للمدعي
92
أهم تطبيقات الخطأ الرفقي المنشئ لمسؤولية اإلدارية و اآلثار مترتبة عنه الفصل الثاني:
علیه والمركز القانوني للمعتدي على هذا الحق وبناءا على ذلك ال یستطیع أحد رفع دعوى
لحساب الغیر دون أن یكون مأذونا بإستعمال هذه السلطة (. )1
وبالتالي نقصد بالصفة بالنسبة للمدعي هو نفسه صاحب الحق المعتدي علیه من جراء
نشاط المرفق العام فالصفة تعد خاصیة للمصلحة الشخصیة والمباشرة ،وبالنسبة للمدعي
علیه یجب أن یكون هو الشخص الذي یوجد الحق في مواجهته ،ویمكن أن تكون هذه الصفة
أصلیة أو إستثنائیة أو تمثلیة ،فتكون الصفة األصلیة عندما یمنح القانون لشخص سلطة
إستعمال إقامة دعوى تعویض لنفسه نتیجة مصلحة شخصیة ،أما الصفة اإلستثنائیة توجد في
الحاالت التي یسمح فیها القانون للمدعي برفع دعوى على رغم من عدم توافر المصلحة
الشخصیة المباشرة.
وتكون الصفة التمثیلیة عندما ال یستطیع صاحب الصفة األصلیة ممارسة الحق في
الدعوى ،أو غیرها من األعمال لكن قد یكون لشخص آخر ال یتمتع بذلك الحق سلطة مباشرة
دعوى بصفته ممثال لصاحب الصفة األصلیة (.)2
ب .المصلحة
إشترط قانون اإلجراءات المدنیة واإلداریة على الشخص الذي یتقاضى أمام القضاء أن
تكون له المصلحة قائمة و المحتملة یقرها القانون ،وعلى ذلك تعد المصلحة أساس قبول أي
طلب أو دفع ،ویتحقق هذا الشرط عندما یكون الشخص في مركز قانوني شخصي وذاتي و
أن یكون صاحب الحق شخصي مكتسب ومعلوم في التنظیم القانوني السائد ومقررله الحمایة
القانونیة و القضائیة بصورة مسبقة(.)3
93
أهم تطبيقات الخطأ الرفقي المنشئ لمسؤولية اإلدارية و اآلثار مترتبة عنه الفصل الثاني:
ویقع اإلعتداء علیه بفعل أعمال إداریة قانونیة أو مادیة الضارة ،لهذا یشترط القانون
والقضاء هذا الشرط إلثبات وجود عالقة رابطة شخصیة ومباشرة بین صاحب الحق
والمصلحة ،یعد شرط المصلحة في دعوى التعویض اإلداریة هو شرط مطلوب توفره عادة
و بصفة عامة في الدعاوى القضائیة ،و مهما كانت نوعیتها وطبیعتها ،لذا یشترط في
المصلحة :
أن تكون مصلحة قانونیة و مشروعة بمعنى أن تستند هذه المصلحة في رفع وقبول
دعوى تعویض إلى حق مشروع أي المطالبة بالحق أو المركز القانوني ذاتي مشروع
والتعویض عن األضرار التي أصابته بفعل النشاط اإلداري الضار(. )1
أن تكون المصلحة قائمة و حالة أي أن الحق قد أعتدي علیه بالفعل و یتحقق الضرر الذي
یبرر الجوء إلى القضاء(. )2
ج .األهلية :
المشرع الجزائري كان واضحا من خالل المادة 13من قانون اإلجراءات المدنیة
واإلداریة بحیث أكد على وجوب رافع دعوى تعویض أن یكون حائزا ألهلیة التقاضي
واعتبرها شرط من شروط قبول دعوى ،وعدم توافر األهلیة لدى رافعها ال یمنع قبول دعوى
ولكن اإلجراءات الخصومة تكون باطلة ،أي یكون للشخص الحق في الدعوى دون أن یكون
أهال لمباشرتها ،ولكن یشترط لقبول الدعوى أن یكون رافعها أهال لمباشرتها طبق للقانون و
إال كانت الدعوى غیر مقبولة شكال (.)3
94
أهم تطبيقات الخطأ الرفقي المنشئ لمسؤولية اإلدارية و اآلثار مترتبة عنه الفصل الثاني:
95
أهم تطبيقات الخطأ الرفقي المنشئ لمسؤولية اإلدارية و اآلثار مترتبة عنه الفصل الثاني:
96
أهم تطبيقات الخطأ الرفقي المنشئ لمسؤولية اإلدارية و اآلثار مترتبة عنه الفصل الثاني:
.1الخطأ
یشترط لنشوء حق المطالبة بالتعویض أمام القضاء اإلداري أن یحدث خطأ مرفقي أو
خطأ شخصي تسأل عنه اإلدارة التي یتبعها هذا الموظف الذي إرتكب خطأ المتصل بوظیفة
( ،)1فالخطأ یكون مصدره شخص طبیعي أو عامل أو موظف لدى اإلدارة أو المرفق
العمومي ألنه من غیر المعقول أن ترتكب البلدیة مثال أخطاء ،ولكن قد یكون الموظف ّ
شخص معسرا في قیام بوظیفته ،لذلك بحث الفقه والقضاء الفرنسي عن سبب قانوني إللزام
اإلدارة بالتعویض عن األخطاء موظفیها مما أثر في تمییزه بین الخطأ الشخصي و الخطأ
المرفقي(. )2
فعند قیام المسؤولیة اإلداریة ألحد المرافق العمومیة كالشرطة أو المستشفى یجب أن
یتحقق ركن الخطأ و الذي بدوره یجب أن یكون خطأ مرفقي و لیس شخصي ،ألن
المسؤولیة عن الخطأ الشخصي تقع على عاتق مرتكب الخطأ شخصیا ،أما الخطأ المرفقي
فیتجسد في األفعال التي تؤدي إلى إصابة األفراد بالضرر نتیجة التنظیم السيء للمرفق العام
وبالتالي یتحمل هذا األخیر عبء التعویض (. )3
.2الضرر
یعرف الضرر على أنه" األذى الذي یلحق الشخص في ماله أو جسده أو عرضه أو
عاطفته ،وهو واجب التعویض مهما كان نوعه مادیا أو معنویا ".
97
أهم تطبيقات الخطأ الرفقي المنشئ لمسؤولية اإلدارية و اآلثار مترتبة عنه الفصل الثاني:
ویعرف أیضا بأنه" كل إخالل بحق أو المصلحة المشروعة للمضرور ،وهذه المصلحة
قد تكون مادیة أو مالیة و قد تكون غیر مالیة " (.)1
إن القضاء اإلداري یطبق قواعد متمیزة عن قواعد و نصوص القانون المدني ،بحیث
أن األضرار التي تصیب األفراد بفعل األخطاء المرفقیة قد تصیبهم في أموالهم أو في
حقوقهم أو سالمتهم الجسدیة ،وقد یكون ضرار معنویا یصیبهم في سمعتهم وكرامتهم ،أو
یسبب لهم آالم نفسیة ( ، )2وال یستحق التعویض عن أي ضرر بسبب خطأ مرفقي إالّ إذا
توفرت فیه شروط الضرر القابل للتعویض وهي:
أن یكون ضرر الناتج عن الخطأ المرفقي ضرر شخصي بمعنى أن یلحق ضرر
لشخص بذاته ،ویرتبط هذا الضرر بشرط الصفة والمصلحة.
أن یكون الضرر الناجم عن الخطأ المرفقي ضرر مؤكد ومحقق ،أي یشترط أن
یكون قد وقع فعال أو سیقع حتما.
أن یكون الضرر الذي مصدره الخطأ المرفقي یمس بمصلحة مشروعة حتى یتمكن
للمضرور مطالبة التعویض من اإلدارة نتیجة تصرفاتها الضارة ویقسم الضرر الناتج عن
الخطأ المرفقي كأحد عناصر المسؤولیة اإلداریة إلى ضرر مادي وضرر معنوي .
أ .الضرر المادي
یقصد به ذلك الضرر الذي أصاب الشخص في حقه أو مصلحته المالیة ،ویترتب علیه
خسارة مالیة كالمساس بحیاة اإلنسان أو سالمة جسمه حیث یعتبر ذلك
98
أهم تطبيقات الخطأ الرفقي المنشئ لمسؤولية اإلدارية و اآلثار مترتبة عنه الفصل الثاني:
ضرر جسماني ،أما الضرر مادي فهو تلك المصاریف التي ینفقها على ذلك الضرر من
نفقات اإلستشفاء ،واألدویة ،ومصاریف التنقل من أجل العالج.
ب .الضرر المعنوي
یقصد بالضرر المعنوي ذلك الضرر الذي یصیب مصلحة غیر مالیة للمضرور والذي
یمس بالسمعة والشرف ،لذا قام بعض الفقهاء بتقسیم الضرر المعنوي إلى ثالث أقسام وهي
الضرر الذي یصیب الجسم كالجروح وما تسببها من األلم وما تخلفه من تشویه في األعضاء
،الضرر الذي یمس بالمشاعر و الوجدان أو السمعة أو الشرف أو اإلعتبار كالسب و الشتم
وهتك العرض ،و الضرر الذي یصیب الشخص من مجرد اإلعتداء على حق ثابت له و لو لم
یترتب على اإلعتداء ضرر مادي .
.3العالقة السببية
لكي تقوم مسؤولیة السلطة اإلداریة عن أخطاء مرافقها و العاملین فیها البد من وجود
عالقة مباشرة مابین نشاط المرفق العامة والضرر الناجم عن ممارسة ذلك النشاط والذي
ألحق ضرار بالشخ ص المضرور ،و رابطة السببیة ضروریة لكل صور المسؤولیة
القانونیة ،والعالقة السببیة دفعت الفقه إلى البحث عن كیفیة تحدید هذه العالقة.
إن تحدید العالقة السببیة بین الخطأ المرفقي والضرر أمر ال یخلو من الصعوبة والتي
تتمثل في أن الضرر عادة ما یكون نتیجة العدید من األخطاء بما فیها األخطاء المرفقیة
والشخصیة ،فیجب تحدید الخطأ الذي أدى إلى وقوع هذا الضرر بمعنى أن یكون الضرر
الذي لحق الغیر نتیجة خطأ مرفقي ،فالعالقة السببیة تقوم متى أثبت المضرور عالقة الخطأ
المرفقي بالضرر.
99
أهم تطبيقات الخطأ الرفقي المنشئ لمسؤولية اإلدارية و اآلثار مترتبة عنه الفصل الثاني:
ولقد أخذ المشرع الجزائري بالمعیار العضوي كمبدأ عام لتحدید إختصاص المحاكم
اإلد اریة ،یتمثل في وجود إحدى الجهات اإلداریة الواردة والمذكورة في المادة 800و801
من قانون اإلجراءات المدنیة واإلداریة طرفا في النزاع و تتمثل تلك الجهات اإلداریة،
الوالیة و المصالح غیر الممركزة للدولة على مستوى الوالیة ،والمصالح األخرى للبلدیة،
المؤسسات العومیة ذات الصبغة اإلداریة (.)2
100
أهم تطبيقات الخطأ الرفقي المنشئ لمسؤولية اإلدارية و اآلثار مترتبة عنه الفصل الثاني:
ولقد أورد المشرع الجزائري في المادة 802من نفس القانون إستثناءات على ذلك
بحیث یتم بمقتضاه عقد اإلختصاص القضائي إلى المحاكم العادیة ،بالرغم من وجود أحد
األشخاص المعنویة العامة أو إحدى الهیئات أو المنظمات الواردة بالمنظومة التشریعیة
المتعلقة بالقضاء اإلداري طرفا في النزاع ،وذلك بإمتیازات ومبررات مختلفة (.)1
وفي مجال اإلختصاص األصلي للقضاء اإلداري لمنازعات المسؤولیة اإلداریة على
أساس الخطأ المرفقي ،سنتناول اإلختصاص النوعي واإلختصاص اإلقلیمي و إختصاص
()2
القضاء العادي بنص القانون.
أوال :اإلختصاص النوعي
حسب المادة 800من قانون اإلجراءات المدنیة واإلداریة التي تنص على ما یلي:
"المحاكم اإلداریة هي جهات الوالیة العامة في المنازعات اإلداریة ،تختص بالفصل في أول
درجة ،بحكم قابل لإلستئناف في جمیع القضایا( ،)3التي تكون الدولة أو البلدیة أو إحدى
المؤسسات العمومیة ذات الصبغة اإلداریة طرف فیها " ،بمعنى ّ
أن المحكمة اإلداریة تكون
مختصة إذا كان أحد طرفي النزاع شخص من أشخاص القانون العام ،فالمحاكم اإلداریة هي
المختصة بالنظر في الدعوى التي یرفعها المضرور ضد البلدیة أو الدولة أوغیرها من
المؤسسات اإلداریة التي ترتكب خطأ مرفقي أثناء ممارسة وظائفها وهذا طبقا لنص المادة
أعاله (.)4
101
أهم تطبيقات الخطأ الرفقي المنشئ لمسؤولية اإلدارية و اآلثار مترتبة عنه الفصل الثاني:
102
أهم تطبيقات الخطأ الرفقي المنشئ لمسؤولية اإلدارية و اآلثار مترتبة عنه الفصل الثاني:
یعتبر هذا النص إستثناء عن األصل العام الذي هو من إختصاص القضاء العادي
بالمنازعات اإلداریة مثال :المستشفیات العمومیة یمكن أن ینظر فیها القضاء العادي في حالة
ما تسببت مركبات تابعة لهذه المستشفیات بأضرار ،كأن تتسبب سیارة التابعة اإلسعاف
لمستشفى العمومي وهي بصدد اإلخالء الصحي لمریض في حادث مرور یصاب على إثره
هذا المریض بأضرار ،و بمثل هذا األمر الضرر الذي حدث هو من صدور مركبة تابعة
للمؤسسة عمومیة ذات طابع إداري و بالتالي یؤول اإلختصاص إلى القضاء العادي(. )1
الفرع الثاني :سلطات القاضي في تقدير التعويض
تعد دعوى التعویض من دعاوى القضاء الكامل التي یتمتع فیها القاضي بسلطات
واسعة و كاملة ،وتعدد سلطات القاضي في دعوى تعویض و جبر األضرار المترتبة عن
األعمال اإلداریة الضارة سواءا المادیة أو القانونیة ،بحیث تدور المنازعة اإلداریة في
دعوى تعویض حول حق الشخص المضرور بسبب تصرف صادر من اإلدارة أو بسبب أحد
أعمالها المادیة أو القانونیة في الحصول على تعویض یحكم به القضاء اإلداري ،ونجد من
سلطات القاضي اإلداري سلطة تقییم الضرر و سلطة تقدیر التعویض (.)2
أوال :سلطة القاضي في تقييم الضرر
یتمتع القاضي اإلداري بصفة مبدئیة في تقییم الضرر القابل لتعویض ،و له حریة
واسعة في ذلك ،و لكن هذه الحریة لیست مطلقة ،لها حدود قانونیة وموضوعیة ،بحیث ال
یمكن للقاضي اإلداري أن یمنح تعویض یفوق التعویض المحدد من طرف المشرع في قضایا
103
أهم تطبيقات الخطأ الرفقي المنشئ لمسؤولية اإلدارية و اآلثار مترتبة عنه الفصل الثاني:
معینة ،وتشكل إدارة الضحیة حدا لحریة القاضي في تحدید الحد األقصى لتعویض ،وذلك
عند قیام القاضي اإلداري بتقییم الضرر البد من التقید بالعناصر التالیة:
ال بد أن یكون التعویض مناسبا للضرر ،یغطي كل األضرار الناشئة عن الضرر
السیما في مجال المسؤولیة اإلداریة على أساس الخطأ المرفقي.
أما بالنسبة لتقییم ضرر األشیاء المنقولة یعتمد على وضعیة قیمة المال المتضرر.
أما عناصر تقییم األمالك فیعتمد القاضي على تقریر الخبیر العقاري الذي یبرز
خبرته على األمالك فیقرر قیمة مالیة مستخدمة (. )1
ثانيا :سلطة القاضي في تقدير التعويض
یملك القاضي اإلداري حریة واسعة في تقدیر قیمة التعویض حسب ما یراه مناسبا لجبر
الضرر ،و ذلك حسب الوثائق المقدمة من طرف الضحیة ،بحیث یسمح للشخص المضرور
تقییم الضرر المادي ،و إن لم یجد الوثائق فیقوم القاضي بالتقدیر جزافي ،أ ّما في تقدیره
للضرر المعنوي تختلف قاعدة تقدیر الضرر ،بحیث یكون التعویض الممنوح للضحیة أو
ذوي الحقوق الطابع الجزافي و في بعض الحاالت یكون رمزیا(. )2
بالرغم من الحریة الواسعة التي یملكها القاضي اإلداري إال أنه هناك حدود لهذه ّ
الحری ،وفي والمتمثلة في تقدیر مبلغ التعویض وهو طلب الذي یقدمه المضرور ولیس
للقاضي تجاوزه حتى ال یحكم بأكثر مما طلب من التعویض الذي جاء فیه ،و حتى ال یخرج
عن اإلطار المحدد قانونا (. )3
104
أهم تطبيقات الخطأ الرفقي المنشئ لمسؤولية اإلدارية و اآلثار مترتبة عنه الفصل الثاني:
105
أهم تطبيقات الخطأ الرفقي المنشئ لمسؤولية اإلدارية و اآلثار مترتبة عنه الفصل الثاني:
تعتبر طرق الطعن من الوسائل القانونیة لم واجهة األحكام و مراقبة صحتها ،وتكون
طرق الطعن عادیة و المتمثلة في المعارضة و اإلستئناف ( الفرع األول) ،و طرق غیر
العادیة المتمثلة في الطعن بالنقض و اعتراض الغیر الخارج عن الخصومة و إلتماس
إعادةالنظر ( الفرع الثاني).
الفرع األول:طرق الطعن العادية
الطعن في األحكام اإلداریة هو وسیلة قضائیة یستخدمها طرف الخصومة اإلداریة في
حالة إصدار المحكمة اإلداریة حكم لم یقتنع به هذا الطرف ( )1و تتمثل طرق طعن العادیة في
المعارضة اإلستئناف و هي كاألتي:
أوال :المعارضة
تعتبر المعارضة طریقة من طرق الطعن العادیة ،حیث منحها المشرع لإلدارة أو
المضرور من نشاطات اإلدارة المادیة والقانونیة أي صاحب الحق للمطالبة بمراجعة الحكم
الذي صدر في غیاب الخصم ،ویراجع هذا الحكم أمام الجهة القضائیة التي فصلت فیه المرة
األولى بمعنى المحكمة اإلداریة أو مجلس الدولة و ذلك حسب نص المادة 953من
اإلجراءات المدنیة و اإلداریة ( ،)2و المعارضة فتحها المشرع بقوة القانون و ال یمكن
حرمان من تغیب منها إال بنص صریح ( )3و لقبول المعارضة البد من توفر شروط و هي:
106
أهم تطبيقات الخطأ الرفقي المنشئ لمسؤولية اإلدارية و اآلثار مترتبة عنه الفصل الثاني:
إحترام میعاد المعارضة بحیث ال تقبل المعارضة إال إذا رفعت في أجل شهر واحد
من تاریخ التبلیغ الرسمي أو للحكم أو القرار الغیابي وهو ما نصت علیه المادة 954
من قانون إ .م .إ (.)1
ترفع المعارضة حسب األشكال المقررة لعریضة إفتتاح الدعوى ،ویجب أن یتم تبلیغ
الرسمي للعریضة إلى كل أط ا رف الخصومة ،ویجب أن تكون العریضة المقدمة
أمام الجهة القضائیة مرفقة تحت طائلة عدم قبول شكال بنسخة من الحكم المطعون
فیه.
للمعارضة أثر موقف لتنفیذ الحكم الصادر غیابیا عن المحكمة اإلداریة ،ما لم یأمر
بغیر ذلك ،و هذا على عكس طرق طعن األخرى.
ثانيا :اإلستئناف
اإلستئناف هو طریق طعن عادي ،بحیث یتمكن فیه المتقاضین من ممارسة حقهم
في التقاضي على درجتین تطبیقا للقانون ،ویهدف إلى مراجعة أو إلغاء الحكم الصادر عن
المحكمة و التحقق من سالمة األحكام الصادرة في الدرجة األولى من الزاویتین القانونیة و
الواقعیة ،كما یهدف اإلستئناف إلى ضمان حسن سیر العدالة إذ یسمح بتدارك ما یشوب
األحكام من مخالفة القانون أو أخطاء في تقدیر الوقائع ،وهذا الضمان یمنحه التنظیم القضائي
المؤسس على تعیین القضاة في جهة اإلستئناف بعد إكتسابهم لخبرة تسمح لهم ممارسة هذه
المهام.
107
أهم تطبيقات الخطأ الرفقي المنشئ لمسؤولية اإلدارية و اآلثار مترتبة عنه الفصل الثاني:
.1أنواع اإلستئناف
تتمثل أنواع اإلستئناف فما یلي:
اإلستئناف األصلي :هو ذلك اإلستئناف الذي یقدمه الطاعن األول.
اإلستئناف المقابل :هو الذي یقدمه المطعون ضده بعد تقدیم اإلستئناف األصلي قبل
فوات المیعاد المقرر لإلستئناف.
اإلستئناف الفرعي :وهو طعن الذي یقدمه المطعون ضده بعد فوات میعاد اإلستئناف
ویجوز تقدیمه مرحلة من مراحل الخصومة.
اإلستئناف الجزئي :وهو اإلستئناف الذي یجربه أحد طرفین لقرار الدرجة األولى لكن
في جزء منه فقط (. )1
.2أجل اإلستئناف
یحدد أجل اإلستئناف األحكام في أجل شهرین ویخفض هذا األجل إلى خمسة عشر
یوما بالنسبة لأل وامر اإلستعجالیة وهذا حسب المادة 950من قانون اإلجراءات المدنیة
واإلداریة و یسري هذا األجل في مواجهة طالب التبلیغ(.)2
الفرع الثاني:طرق الطعن غير العادية
تتمثل طرق طعن غیر العادیة في النقض و إلتماس إعادة النظر و إعتراض الغیر
الخارج عن الخصومة ،بحیث یستعمل األول حین یشوب الحكم الصادر خطأ في القانون و
108
أهم تطبيقات الخطأ الرفقي المنشئ لمسؤولية اإلدارية و اآلثار مترتبة عنه الفصل الثاني:
یستعمل الثاني حین یشوب الحكم خطأ في تقدیر الوقائع ،أما الثالث فیستعمل عن الغیر
الذي لم یكون طرف في الخصومة التي صدر فیها الحكم محل الطعن (.)1
أوال :الطعن بالنقض
یعد الطعن بالنقض طریق طعن غیر عادي أمام المحكمة العلیا ،ولیس الغایة منه إعادة
عرض النزاع أمامها للفصل فیه من جدید ،و إ نما الغایة منه تمكین محكمة النقض من
مراقبة مدى تطبیق القانون في النزاع المعروض أمامها (.)2
.1األحكام و القرارات القابلة للطعن بالنقض
تتمثل األحكام القابلة للطعن فیما یلي:
األحكام و القرارات الصادرة في آخر درجة و الفاصلة في موضوع النزاع ،أي ّ
أن
هذه األخیرة وحدها هي التي تكون قابلة للطعن بالنقض أمام المحكمة العلیا.
األحكام و القرارات التي صدرت في آخر درجة وأنهت الخصوم بفصلها في أحد
الدفوع الشكلیة ،أو بعدم القبول أو فصلت في أي دفع عارض آخر.
ال یقبل الطعن بالنقض في األحكام األخرى الصادرة في آخر درجة ،إال مع األحكام
و القرارات الفاصلة في الموضوع.
ال یقبل الطعن بالنقض إال إذا قدم من أحد أطراف الخصومة ،أو ذوي الحقوق في
الحكم أو القرار (.)3
109
أهم تطبيقات الخطأ الرفقي المنشئ لمسؤولية اإلدارية و اآلثار مترتبة عنه الفصل الثاني:
110
أهم تطبيقات الخطأ الرفقي المنشئ لمسؤولية اإلدارية و اآلثار مترتبة عنه الفصل الثاني:
111
أهم تطبيقات الخطأ الرفقي المنشئ لمسؤولية اإلدارية و اآلثار مترتبة عنه الفصل الثاني:
112
خاتمة
خاتمة
خاتمة
الخطأ المرفقي له معنيين حيث نجد له من جهة أخطاء ناجمة عن تسيير سيء للمرفق العام
و األخطاء التي ارتكبت من طرف موظفين مهملين هي أخطاء مرفقية و بالمقابل هناك
أخطاء شخصية .
إن الفقه و القضاء حاولوا وضع تمييز بين الخطأ المرفقي و الخطأ الشخصي إال أنه تعددت
المعايير و استحال االعتماد على معيار واحد للتفرقة بين الخطأين الشخصي و المرفقي
نظ ار لصعوبة تحديد الخطأ من جهة و عدم تقيد القاضي االداري بمعيار واحد للتفرقة بين
الخطأين من جهة أخرى بل يعتمد القاضي على كافة المعايير مجمعة دون استثناء .
عرف القضاء اإلداري سواء كان القضاء الفرنسي أو الجزائري تطو ار في العالقة بين
الخطأ المرفقي و الشخصي حيث كان المبدأ السائد عدم إمكانية الجمع بينهما لكن سرعان
ما تم التخلي و العدول عن هذا المبدأ ليحل محله مبدأ إمكانية الجمع بين مسؤولية الموظف
و مسؤولية الدولة في حالة تعدد األخطاء ،إضافة إلى إمكانية الجمع بين المسؤوليتين في
حالة الخطأ الواحد ،فنتج عن هذا المبدأ عدة آثار من بينها ضمان الحقوق المعترف
للضحية ،و ضمان توازن العالقة بين اإلدارة و الموظف مرتكب الخطأ من خالل دعاوى
الرجوع.
114
خاتمة
إن قيام مسؤولية اإلدارة العامة عن تصرفاتها الضارة يستلزم بالضرورة درجة معينة من
الجسامة في الخطأ الموجب للمسؤولية اإلداریة ،فليس كل خطأ يرتب عليه القضاء مسؤولية
اإلدارة بل يشترط لذلك درجة معينة كافية من الجسامة ،كما أن القضاء في حالة تقديره
للخطأ المرفقي يقوم بدراسة كل حالة على حدى مع األخذ بعين اإلعتبار خاصة األعمال
المادية مختلف الظروف و العوامل المحيطة سواءا بالمرفق العام أو المتعامل معه .
لجأ القضاء اإلداري الجزائري إلى األخذ بفكرة الخطأ المرفقي كأساس لقيام المسؤولية
اإلداریة متأث ار بنظيره القضاء الفرنسي ،و يتجلى ذلك من خالل مختلف تطبيقات الخطأ
المرفقي على مستوى مختلف المرافق العامة كمرفق الشرطة ،المستشفى ،البلدية و غيرها ،
ارت قضائية تقيم مسؤوليتها على أساس الخطأ المرفقي سواءا
حيث صدرت بشأنها قر ا
أصدرتها الغرفة اإلداریة على مستوى المجالس القضائية أو مختلف أحكام المحاكم اإلداریة
و مجلس الدولة .
إن اإلقرار بالمسؤولية اإلداریة على أساس الخطأ المرفقي يسمح للمضرور من
نشاطات اإلدارة سواءا المادية أو القانونية غير المشروعة بالمطالبة بحقه و جبر الضرر
الالحق به ،وذلك عن طریق اللجوء إلى الجهات القضائية و رفع دعوى تعویض الضرر
الصادر من اإلدارة ،بإعتبار دعوى التعویض وسيلة فعالة لحماية وضمان حقوق األفراد،
غير أن رفع دعوى التعویض يستوجب مراعاة كافة الشروط الشكلية والموضوعية المنصوص
عليها في القانون عدد 08-09المتعلق باإلجراءات المدنية واإلداریة .
ترفع دعوى التعویض الناشئة أمام الجهات القضائية المختصة بالنظر في المنازعات
اإلداریة و هي المحاكم و مجلس الدولة وفقا لقانون اإلجراءات المدنية و اإلداریة .
يتمتع القاضي اإلداري بسلطات واسعة في تقدير و منح التعویض في دعوى التعویض
الناشئة عن الخطأ المرفقي بحيث يملك سلطة تقدير وفقا للوثائق المقدمة له طرف الضحية
115
خاتمة
غير أنه بالرغم من الحریة الواسعة الممنوحة للقاضي اإلداري توجد حدود لهذه الحریة خاصة
ما يتعلق بحدود تقدير التعویض حيث ال يمكن للقاضي تجاوز الطلب الذي يقدمه المضرور
إن القرارت القضائية الصادرة من القاضي اإلداري تكون عرضة إن للطعن فيها ،و ذلك
بواسطة طرق الطعن العادية المتمثلة في المعارضة ،و اإلستئناف ،أو عن طریق طرق
الطعن غير العادية المتمثلة في الطعن بالنقض ،و التماس إعادة النظر ،االعتراض الخارج
عن الخصومة .
بعد التطرق إلى أهم نتائج دراسة موضوع المسؤولية اإلداریة على أساس الخطأ المرفقي
ارتئينا إلى إدراج بعض االقتراحات و التوصيات في هذا الصدد :
✓ ضرورة وضع قواعد داخلية لتنظيم و سير المرفق العام إضافة للقواعد المتواجدة
حاليا و إضفاء عليها الطابع القانوني اإللزامي لكافة الموظفين و الصرامة في
تطبيقها من خالل ترتيب عقوبات جزائية في حالة خرق هذه القواعد .
✓ إنشاء لجنة أو هيئة مختصة لمراقبة قيام المرفق بأداء إلتزاماته ،و الخدمات المطلوبة
منه على أكمل وجه ،و ذلك بتحسين نوعية الخدمات المقدمة من طرف المرفق
بمعنى تقديم خدمات ال تنطوي على أخطاء .
✓ تصدر عدة أخطاء مرفقية من عدة مرافق عمومية ،لذا يجب وضع تعریف محدد
لكل خطأ مرفقي كل حسب طبيعة و نوعية المرفق الصادر عنه.
✓ ضرورة السهر و اإلهتمام على ضبط السير و التنظيم الحسن للمرفق العام كون
معظم األخطاء المرفقية تنتج عن السير و التنظيم السئ للمرفق العام و تجنب إعادة
إرتكاب نفس األخطاء من نفس المرافق .
✓ تقييد أداء اإلدارة العامة للخدمة المطلوبة منها بمدة زمنية محددة ،حتى ال تتماطل
في القيام بالخدمات الواجب أدائها و تفادي الوقوع في الخطأ و ترتيب مسؤوليتها.
116
قائمة المراجع
قائمة المراجع
118
قائمة المراجع
119
قائمة المراجع
120
قائمة المراجع
121
قائمة المراجع
122
قائمة المراجع
.7لحوارش یاسین ،زغالمي رمزي ،دعاوى القضاء الكامل ،دعوى تعویض ،مذكرة تخرج
لنیل ،شهادة الماستر في القانون ،جامعة 8ماي.2014، 1945
أضرر األشغال العمومیة في التشریع
ا .8لوصیف أحالم ،المسؤولیة اإلداریة الناجمة عن
الجزئري ،مذكرة لنیل شهادة الماستر في الحقوق ،تخصص قانون إداري ،كلیة الحقوق و
ا
العلوم السیاسیة ،جامعة محمد خیضر ،بسكرة. 2014،
.9مبروكي عبد الحكیم ،المسؤولیة اإلداریة ،مذكرة لنیل شهادة الماستر ،تخصص القانون
اإلداري ،الحقوق والعلوم السیاسیة ،جامعة محمد خیضر ،بسكرة. 2013،
.10هناء نور الدین ،المسؤولیة اإلداریة عن أعمال الشرطة ،مذكرة لنیل شهادة الماستر
في الحقوق تخصص قانون إداري ،كلیة الحقوق و العلوم السیاسیة ،جامعة محمد
خیضر ،بسكرة.2015،
.11یوسفي ماسینیسا ،وهاب فیصل ،المسؤولیة اإلداریة لمرفق الشرطة ،مذكرة لنیل
شهادة الماستر في القانون تخصص الجماعات اإلقلمیة ،قسم القانون العام ،كلیة الحقوق
و العلوم السیاسیة ،جامعة عبد الرحمان میرة ،بجایة2015،
.12بن عدة لبنى ،بن عیسى فایزة ،المسؤولیة اإلداریة على أساس الخطأ المرفقي ،
شهادة الماستر في القانون تخصص الهیئات اإلقلمیة ،قسم القانون العام ،كلیة الحقوق و
العلوم السیاسیة ،جامعة عبد الرحمان میرة ،بجایة2016 ،
مذكرت المدرسة العلیا للقضاة:
ا ج.
األضرر الناجمة عن األخطاء المرفقیة و الشخصیة
ا ▪ بولطین یاسمینة ،التعویض عن
الجزئر ،مذكرة التخرج لنیل إجازة المدرسة العلیا للقضاء ،المدرسة العلیا للقضاء،
ا في
الجزائر.2006،
123
قائمة المراجع
المقاالت .II
.1قیدار عبد القادر صالح ،فكرة الخطأ المرفقي ،مجلة الرافدین للحقوق ،المجلد ، 10
العدد ، 38سنة ، 2008ص ص.346- 311
.2فریجة حسین ،مسؤولیة اإلدارة عن أعمال موظفیها ،مجلة مجلس الدولة ،العدد
05منشورات الساحل ،الجزائر ، 2004 ،ص ص .50- 31
النصوص التشریعیة و التنظیمیة .III
أ .الدساتیر
▪ دستور 23فیفري 1989الصادر بموجب مرسوم الرئاسي رقم ، 18- 89مؤرخ في
28فیفري ، 1989الجریدة الرسمیة عدد ، 09صادر في 01مارس. 1989
ب .القوانین:
.1أمر رقم 58-75مؤرخ في 26سبتمبر ، 1975یتضمن القانون المدني ،ج.ر،
عدد ،78صادر في ، 1975-09-27معدل ومتمم بالقانون رقم 05 -09-صادر
في 27مؤرخ في ، 2005-06-20الجریدة الرسمیة عدد 44صادر في-06- 26
. 2005
.2قانون رقم 10- 11مؤرخ في 22جوان 2011المتعلق بالبلدیة ،الجریدة الرسمیة
عدد 37سنة. 2011
.3قانون رقم 07- 12مؤرخ في 21فیفري 2012المتعلق بالوالیة ،الجریدة الرسمیة
عدد 12سنة. 2012
.4قانون رقم 09- 08مؤرخ في 25فبرایر ، 2008یتضمن قانون اإلجراءات المدنیة
اإلداریة ،الجریدة الرسمیة عدد 21صادرة في 27أفریل 2008
124
قائمة المراجع
ت .األوامر
.1أمر رقم 03-06مؤرخ في 15جویلیة یتضمن القانون األساسي العام المتعلق
بالوظیفة العمومیة ،الجریدة الرسمیة عدد ، 46لسنة. 2006
الق اررات القضائیة : .IV
▪ الغرفة اإلداریة ،ق ارر رقم ، 007733بتاریخ (،2003/03/11قضیة م.خ مستشفى
بجایة) ،مجلة مجلس الدولة ،العدد،2004، 05ص ص .211-208
مواقع اإللكترونیة .V
.1حریر عبد الغاني ،المسؤولیة اإلداریة لمرفق المستشفى،
2019/04/24 tribunalsdz.blogspot.com/2015/12/blog-post-30.html
.2صالح ناصر العتبي ،تكامل القانونین المدني و اإلداري في تطلب الخطأ لقیام
المسؤولیة ،المدنیة للموظف العام ومدى إعتبار ذلك ضمانة وظیفیة ،مجلة الحقوق
الفصلیة ،عدد ، 03الكویت.2004،
www.F-LAW.net/LAW/tgeads/ 11289 26/05/2019 a 09 :30h
125
فهرس
02 المقدمة
الفصل األول
07 اإلطار المفاهمي للخطأ المرفقي المنشئ للمسؤولیة اإلداریة
08 المبحث األول :مفهوم الخطأ المنشئ للمسؤولیة اإلداریة
08 المطلب األول :تعریف الخطأ المرفقي
09 الفرع األول :التعریف الفقهي
12 الفرع الثاني :التعریف التشریعي
12 الفرع الثالث :خصائص الخطأ المرفقي
13 أوال :طابع الخطأ المجهول
13 ثانیا :طابع الخطأ المباشر
14 المطلب الثاني :صور الخطأ المرفقي
14 الفرع األول :سوء أداء المرفق للخدمة
16 الفرع الثاني :عدم تقدیم المرفق للخدمة
18 الفرع الثالث :بطء تقدیم الخدمة
19 المطلب الثالث :تمییز الخطأ المرفقي عن الخطأ الشخصي
21 الفرع األول :أسس فكرة التفرقة بین الخطأ المرفقي والخطأ الشخصي
22 الفرع الثاني :معاییر التمییز بین الخطأ المرفقي و الخطأ الشخصي
22 أوال :المعاییر الفقهیة
26 ثانیا :المعاییر القضائیة
28 ثالثا :المعاییر التشریعیة
31 الفرع الثالث :العالقة بین الخطأ المرفقي و الخطأ الشخصي
31 أوال :مرحلة الفصل التام بین الخطأ المرفقي و الخطأ الشخصي
32 ثانیا :مرحلة الجمع بین الخطأین المرفقي و الخطأ الشخصي
36 ثالثا :نتائج الجمع
39 المبحث الثاني :كیفیة تقدیر الخطأ المرفقي
40 المطلب األول :الخطأ المرفقي في القرارات اإلداریة
127
40 الفرع األول :تعریف القرار اإلداري
41 أوال :التعریف الفقهي
41 ثانیا :التعریف القضائي
41 الفرع الثاني :تقدیر الخطأ المرفقي في القرارات اإلداریة
42 أوال :عیب اإلختصاص
42 ثانیا :عیب الشكل
43 ثالثا :عیب السبب
43 رابعا :عیب المحل
44 خامسا :عیب االنحراف في استعمال السلطة
44 المطلب الثاني :الخطأ المرفقي في األعمال المادیة
45 الفرع األول :تعریف األعمال المادیة
46 الفرع الثاني :تقدیر الخطأ المرفقي في األعمال المادیة
46 أوال :مراعاة ظروف الزمان التي یؤدي فیها المرفق الخدمة
47 ثانیا :مراعاة ظروف المكان التي یؤدي فیها المرفق الخدمة
47 ثالثا :مراعاة أعباء المرفق و إمكانیاته
48 ربعا :مراعاة طبیعة المرفق و أهمیته اإلجتماعیة
49 خامسا :عالقة المضرور بالمرفق
50 المطلب الثالث :إثبات الخطأ المرفقي و درجة جسامته
50 الفرع األول :الخطأ الثابت و الخطأ المفترض
51 أوال :األضرار الواقعة على مستعملي المباني و األشغال العمومیة
52 ثانیا :األضرار التي تقع لألشخاص الخاضعین للعالج في المؤسسات اإلستشفائیة
العمومیة
52 الفرع الثاني :الخطأ الجسیم و الخطأ البسیط
53 أوال :تعریف الخطأ الجسیم
53 ثانیا :مجاالت اشتراط الخطأ الجسیم
58 خالصة الفصل األول
128
الفصل الثاني
61 أهم تطبیقات الخطأ المرفقي المنشئ للمسؤولیة اإلداریة و اآلثار المترتبة عنه
62 المبحث األول :أهم تطبیقات الخطأ المرفقي الموجب للمسؤولیة اإلداریة
62 المطلب األول :مسؤولیة مرفق المستشفى على أساس الخطأ المرفقي
63 الفرع األول :نظام مسؤولیة مرفق المستشفى
64 أوال :مسؤولیة المستشفى عن العمل الطبي
64 ثانیا :مسؤولیة المستشفى عن العمل العالجي
65 ثالثا :مسؤولیة المستشفي عن أعمال التسییر
65 الفرع الثاني :التمییز بین العمل الطبي و العمل العالجي
65 أوال :المعیار العضوي
66 ثانیا :المعیار المادي
66 ثالثا :آثار التمییز بین العمل الطبي و العمل العالجي
67 الفرع الثاني :مسؤولیة مرفق المستشفى على أساس الخطأ المرفقي
67 أوال :سوء تنظیم مرفق المستشفى
68 ثانیا :سوء تسییر مرفق المستشفى
70 ثالثا :تأخر مرفق المستشفى في آداء الخدمة
71 المطلب الثاني :مسؤولیة مصالح الشرطة على أساس الخطأ المرفقي
72 الفرع األول :نظام مسؤولیة مصالح الشرطة
72 أوال :نظام مسؤولیة مصالح الشرطة بسبب نشاطها التنظیمي
72 ثانیا :نظام مسؤولیة مصالح الشرطة بسبب نشاطها المادي التنفیذي
73 ثالثا :نظام مسؤولیة مصالح الشرطة في حالة رفض تنفیذ القرارات القضائیة
73 الفرع الثاني :حاالت الخطأ المرفقي لمرفق الشرطة
74 أوال :سوء آداء مرفق الشرطة الخدمة
75 ثانیا :عدم آداء مرفق الشرطة الخدمة المطلوبة منه
75 ثالثا :تأخر مرفق الشرطة في آداء الخدمة
76 لمطلب الثالث :مسؤولیة البلدیة على أساس الخطأ المرفقي
129
77 الفرع األول :مسؤولیة البلدیة عن األضرار الالحقة بمستعملي المباني و األشغال
العمومیة
77 أوال :عدم تسییج بركة مائیة
78 ثانیا :سوء تسییر و عدم صیانة منشأة مائیة
79 ثالثا :عدم إتخاذ اإلحتیاطات الالزمة بشأن عمود كهربائي
80 رابعا :سوء تثبیت حاجز حدیدي
81 الفرع الثاني :مسؤولیة البلدیة بسبب نشاط مصالح مكافحة الحریق
83 الفرع الثالث :مسؤولیة البلدیة بسبب نشاط المؤسسات التعلیمیة اإلبتدائیة
84 المبحث الثاني :اآلثار المترتبة عن األخطاء المرفقیة
85 المطلب األول :مفهوم دعوى التعویض الموجبة ضد األخطاء المرفقیة
85 الفرع األول :تعریف دعوى التعویض
85 أوال :التعریف التشریعي
86 ثانیا :التعریف القضائي
86 ثالثا :التعریف الفقهي
87 الفرع الثاني :خصائص دعوى التعویض
87 أوال :دعوى التعویض دعوى قضائیة
88 ثانیا :دعوى التعویض دعوى ذاتیة و شخصیة
88 ثالثا :دعوى التعویض من دعاوى القضاء الكامل
89 رابعا :دعوى التعویض من دعاوى قضاء الحقوق
90 الفرع الثالث :شروط قبول دعوى التعویض
90 أوال :الشروط الشكلیة لقبول دعوى التعویض
95 ثانیا :الشروط الموضوعیة لقبول دعوى التعویض
99 المطلب الثاني :الجهة المختصة في الفصل في دعوى التعویض الموجبة ضد األخطاء
المرفقیة و سلطات القاضي في تقدیر التعویض
99 الفرع األول :الجهة المختصة في الفصل في دعوى التعویض الموجبة ضد األخطاء
المرفقیة
130
100 أوال :اإلختصاص النوعي
101 ثانیا :اإلختصاص اإلقلیمي
101 ثالثا :إختصاص القضاء العادي بنص القانون
102 الفرع الثاني :سلطات القاضي في تقدیر التعویض
102 أوال :سلطة القاضي في تقییم الضرر
103 ثانیا :سلطة القاضي في تقدیر التعویض
104 ثالثا :كیفیة منح القاضي اإلداري التعویض
104 المطلب الثالث :طرق الطعن في األحكام اإلداریة الصادرة في دعوى التعویض الناشئة
عن المسؤولیة اإلداریة على أساس الخطأ المرفقي
105 الفرع األول :طرق الطعن العادیة
105 أوال :المعارضة
106 ثانیا :اإلستئناف
107 الفرع الثاني :طرق الطعن غیر العادیة
108 أوال :الطعن بالنقض
109 ثانیا :إلتماس إعادة النظر
110 ثالثا :اعتراض الغیر الخارج عن الخصومة
112 خالصة الفصل الثاني
114 الخاتمة
118 قائمة المراجع
127 الفهرس
131
مــلخص المذكرة
تلتزم اإلدارة بالتعويض عن األضرار الناجمة عن األخطاء المرفقية على اختالفها
فمنها نتيجة إهمال أو تقصير .إ ال انه يفترض في ذللك أن تكون هذه األخطاء على قدر
معين من الجسامة حيث البد من مراعاة عنصر الزمان و المكان الذي وقع فيه الخطأ .
و تتعدد صور األعمال الضارة التي يتجسد فيها الخطأ المرفقي حيث حصرها الفقه في
ثالثة صور و هي :سوء أداء المرفق العام الخدمة المطلوبة منه ،عدم تقديم المرفق العام
الخدمة ،أو تأخر المرفق العام في أداء الخدمة .يمكن للمضرور من أعمال اإلدارة الخاطئة
الل جوء إلى الجهات القضائية للمطالبة بتعويض الضرر الذي لحق به و ذلك بموجب رفع
دعوى تعويض.