Professional Documents
Culture Documents
الرقابة الإدارية
الرقابة الإدارية
الرقابة اإلدارية
الفصل األول
تمهيد
تعريف الرقابة:
كل األنشطة التي يمارسها المدير للتأكد من أن النتائج الفعلية تتطابق مع الخطط المحددة مقدما.
تأتي الرقابة في الترتيب كآخر وظيفة من وظائف اإلدارة (التخطيط ،التنظيم ،التوجيه ،الرقابة) ،ليس ألنها أقل
أهمية وانما ألنها تؤثر وتتأثر بجميع الوظائف األخرى ،فإذا وجدت الخطط الجيدة ،والتنظيم الجيد ،والتوجيه
الجيد فإن احتماالت النجاح تكون محدودة إذا لم يكن هناك نظام جيد للرقابة.
من الضروري أن يتأكد المدير من أن األهداف قد تحققت ،أي أن ما تم تخطيطه قد تم تنفيذه كما يرغب
(التخطيط) ،وأن المسئوليات التي تم إسنادها لألفراد قد تم تنفيذها بالفعل والسلطات التي خصصت لهم قد
استخدمت بالشكل المطلوب (التنظيم) ،وأن القيادة والتحفيز واالتصاالت التي اعتمد عليها قد حققت أغراضها
(التوجيه) ومن هنا يحتاج إلى الرقابة لكي تعطيه إجابة وافية لهذه التساؤالت.
يحتاج المدير إلى التأكد من النتائج التي تحققت حتى يمكنه أيضا أن يقوم بإعادة التخطيط واعادة التنظيم
للفترات المقبلة.
فقد يتضح أن التخطيط لم يكن واقعيا أو التنظيم لم يكن واضحا ،ومن هنا يأخذ ذلك في الحسبان عند إعادة
التخطيط واعادة التنظيم.
وتفيد الرقابة أيضا في تعريف المدير عما إذا كانت االتصاالت اإلدارية التي استخدمها والتحفيز الذي استعان به
في تحفيز الفريق وأن أسلوبه في القيادة يتناسب مع الموقف الذي يتعامل معه.
وكذلك تأتي وظيفة الرقابة بعد الوظائف األخرى حيث أن أساليب وأدوات الرقابة ..الخ يتم استخالصها من
الخطط التي أعدها المدير ،والتنظيم الذي حدده وكذلك أساليب التوجيه التي يتبعها.
الصفحة|3
يوضح الشكل التالي كيف تؤثر الرقابة في وظائف المدير وأيضاً تتأثر بهذه الوظائف:
ونظ ار ألن الموارد المتاحة للمنظمات أصبحت محدودة فأصبح األمر ال يتحمل أن تعمل اإلدارة بدون معرفة ما
إذا كانت هذه الموارد تستخدم في االتجاه الصحيح أم ال .وهذا يتم عن طريق الرقابة التي تهدف إلى قياس
االنحرافات عن التخطيط أو البرنامج المحدد مقدما وتحديد اإلجراءات التصحيحية.
العملية الرقابية:
مما سبق يتضح أن الرقابة تتكون من ثالث خطوات أو مراحل أساسية يمكن أن تطبق على رقابة األفراد،
العمليات ،األقسام ....الخ.
.1تحديد المعايير التي تستخدم لقياس مدى التقدم أو عدم التقدم في اتجاه األهداف المحددة.
.2قياس األداء ومقارنته مع المعايير لتحديد االنحرافات عن هذه المعايير.
.3اتخاذ اإلجراءات التصحيحية لتصحيح االنحرافات عن المعايير المحددة.
الصفحة|4
العملية الرقابية
وكما يتبين في الشكل التالي الذي يوضح العالقة بين التخطيط والرقابة والمستويات اإلدارية ،أن عملية
التخطيط تقوم بتحدي األهداف التي تعد األساس للرقابة؛ وهذا يؤكد أن وظيفة التخطيط تقوم بدور (القلب)
لجميع وظائف المدير.
فمن هذا الشكل يتضح أن (رسالة المنظمة) هي المبرر الرئيسي لوجود المنظمة ،وأنها توجه التخطيط والبرمجة
في المنظمة.
وفي ضوء هذه الخطط والبرامج المعدة بواسطة المستويات اإلدارية األعلى ،تقوم المستويات اإلدارية األدنى
بتحديد األهداف لألقسام ،للوحدات ،ولألفراد.
وطالما أن هناك خططا وأهدافا محددة فال بد من أن يكون هناك رقابة لكي تعطي لإلدارة المعلومات المفيدة عن
مدى تقدم تنفيذ هذه الخطط وتحقيق األهداف على مستوى المنظمة ككل ،اإلدارات ،األقسام ،والوحدات ،واألفراد.
كذلك ترغب اإلدارة في معرفة ما إذا كان هناك تعديالت ضرورية في الخطط المعدة للفترات المقبلة أو أن
التنظيم المحدد يصلح للفترات المقبلة ،وهذا يمكن معرفته عن طريق المعلومات التي تقدمها الرقابة.
الصفحة|5
.1قبول الرقابة بواسطة العاملين في المنظمة وتعميق مفهوم الرقابة كوسيلة وليست غاية في حد ذاتها
وتهدف إلى مساعدة العاملين على األداء المتميز ،وهذا ال يتحقق إال إذا نظر العاملون للرقابة على
أنها جهاز مساند ليس لتصيد األخطاء وعقاب المهمل وانما منع األخطاء وتحديد المشاكل والمعوقات
والعمل على حلها حتى ال يتعطل اإلنتاج.
ومن هنا بدال من أن يقوم العاملون بإخفاء المشاكل التي تحدث خوفا من الرقابة السلبية فإنهم سوف
يظهرون الحقائق للرقابة طمعا في الوصول إلى حلول لها ،ويفيد كثي ار إشراك من تطبق عليهم الرقابة
في تحديد المعايير وتوقيت تقديم هذه التقارير الرقابية على قبول العاملين للرقابة.
.2التركيز على العوامل الحاكمة ..يقوم المدير بتحديد المناطق الحاكمة في العمليات الخاصة بالقطاع
الذي يشرف عليه ثم يضع المعايير تحت المراقبة المستمرة ويقصد هنا بالعوامل الحاكمة ،العوامل
األساسية التي يعتمد عليها نجاح القطاع أو فشله وأنه بتركيز الرقابة على هذه النقاط الحاكمة والتأكد
أنه ليس هناك انحراف فإن ذلك يؤدي أيضا إلى التحكم والرقابة في جميع العمليات.
فمثال إذا تحكم وراقب بشكل فعال رقم المبيعات فإن ذلك يعكس األداء في نشاط رجال البيع ،أسلوب
رجال البيع في التعامل مع العمالء ،فعالية برامج الدعاية والترويج وهكذا.
الصفحة|6
.3اقتصاديات الرقابة ..طبيعي أن تكلفة الرقابة يجب أن تقارن بالمنافع والمميزات التي تتحقق منها حيث
أن الرقابة تحتاج إلى أفراد وأجهزة ..الخ فهل يعقل أن يتم إعداد نظام لإلنذار المبكر ودوائر تليفزيونية
لحماية أشياء ليست ذات قيمة.
إن نظام الرقابة الالزم للرقابة على شراء دبابيس الورق يجب أال يكون في مستوى نظام الرقابة الالزمة
لشراء ماكينات التصوير للمنظمة.
.4توافر المعلومات الصحيحة ..من حيث أسباب االنحرافات ،فقد يحدث انخفاض في رقم اإلنتاج ويبدو
أن السبب هو انخفاض في قدرة وكفاءة العمالة ،ولكن بالتدقيق قد يتضح أن السبب ليس في انخفاض
الكفاءة بقدر انخفاض في الدافعية لدى العمالة.
.5توقيت ظهور نتائج الرقابة ..قد تحدث انحرافات عن المعايير ولكن يجب أن تظهر هذه االنحرافات
بسرعة وكذلك معرفة أسبابها.
إن نظام الرقابة الفعال يتوقع هذه االنحرافات قبل أن تحدث ويحذر بذلك ،وهذا ما يسمى بالرقابة السابقة
والرقابة المالزمة.
وان لم يستطع فإن نظام الرقابة يجب أن يظهر االنحرافات فور قوعها حيث ال معني إلظهار تقارير
رقابية بعد انقضاء وقت طويل لحدوث الخطأ في المستقبل أو حتى في تحقيق الجزاء اإلداري حيث ال
فائدة من اكتشاف االنحراف ثم يظهر بعد ذلك أن المتسبب في الخطأ قد ترك العمل مثال.
.6البساطة في العملية الرقابية ..يجب أن يكون النظام الرقابي واضحا ومفهوما لمن يطبق الرقابة وأيضا
لمن تطبق عليه ،ويجب أن يعكس النظام العمليات التي يقوم بمراقبتها؛ فعند الرقابة على اإلنتاج نحتاج
إلى معايير ،أدوات ،تقارير تختلف عن تلك الالزمة للرقابة على األموال مثال.
.7إعادة النظر ..في معايير الرقابة وأدواتها ..الخ من وقت آلخر وذلك للتأكد من أنها تتالءم مع
الظروف واألحوال السائدة.
المعلومات والرقابة:
هناك أربعة عوامل أساسية يجب أخذها في الحسبان عند بناء وتقييم نظام معلومات الرقابة:
.1التمشي مع أهداف المنظمة ،إلى أي حد يتمشى نظام الرقابة ويعضد أهداف المنظمة.
.2مدى وجود تنسيق وتكامل في تدفق المعلومات الرقابية.
.3توفير المعلومات الرقابية من حيث الكمية والجودة حيث ال فائدة من توفير معلومات أكثر أو أقل من
الالزمة أو معلومات غير دقيقة.
.4توفير المعلومات الرقابية في التوقيت المطلوب.
الصفحة|7
ومن المالحظ أن المعلومات الرقابية تختلف حسب اختالف المستوى اإلداري كما يتضح من الجدول التالي:
سنوي كل ثالثة شهور المنافسون ،الظروف االقتصادية ،العوامل القانونية اإلدارة العليا
والسياسية ،التطور التكنولوجي معلومات عن األداء
الكلي للمنظمة.
يومية رقم المبيعات اليومي ،عدد الزيارات البيعية في اإلدارة المباشرة
األسبوع ،مردودات المبيعات اليومية ،الفاقد اليومي
من الخامات ،رقم إنتاج الوردية الواحدة.
ويالحظ أن المعلومات الرقابية التي تحتاجها اإلدارة العليا تكون أغلبها معلومات خارجية وفي حالة المعلومات
الداخلية تكون معلومات متعلقة بالمنظمة ككل.
أما اإلدارة الوسطى فإن أغلب المعلومات التي تحتاجها هي معلومات داخلية وعن قطاع معين حسب اختصاص
المدير التنفيذي إنتاج ،تسويق ...الخ وغالبا ما تكون هذه المعلومات معلومات أسبوعية أو شهرية ،في حين
اإلدارة المباشرة تحتاج إلى معلومات أكثر تخصصا وكذلك معلومات تغطي فترات زمنية يومية أو حتى أقل من
اليوم.
وفيما يلي بعض العوامل الواجب أخذها في الحسبان عند تصميم نظام المعلومات:
فيما يلي نتعرض لبعض أدوات الرقابة التي تستخدمها المستويات اإلدارية المختلفة:
الفصل الثاني
يعد المعيار وسيلة للقياس ،وقد يكون معيا ار كميا رقميا أو وصفيا نوعيا للمساعدة في الرقابة على األفراد،
العمليات ،المنتجات ....الخ ،وطبيعي أن المعيار يختلف حسب الشيء المطلوب مراقبته ،فعند رقابة اإلنتاج
نحتاج إلي معايير تختلف عن الرقابة على األموال ،المبيعات ،األفراد.
.1المعايير اإلدارية
.2المعايير الفنية
✓ طرق الصنع.
✓ عمليات الصنع.
✓ الخامات المستخدمة.
✓ اآلالت.
✓ األمان والسالمة والصحة المهنية.
✓ التوريد.
فمثال معايير الصحة والسالمة واألمان تأتي من تعليمات و ازرة القوة العامة.
✓ رغبات المستهلكين.
✓ عدد الوحدات المنتجة في الساعة.
✓ معدالت األعطال المقبولة.
✓ معدالت الهالك من الخامات المقبولة.
✓ نسبة اإلنتاج المرفوض.
فمثال نجد أن المعايير التي تستخدم في الرقابة على أداء اإلدارة العليا تختلف عن تلك التي تستخدم في الرقابة
على أداء اإلدارة الوسطى وهكذا ..كما يتضح من الشكل التالي:
يتضح من الشكل السابق (الرقابة على المستويات اإلدارية المختلفة) أن المعيار األساسي للرقابة على اإلدارة
العليا هو معدل العائد على االستثمار وفي الرقابة على أعمال البيع ،هناك المعايير البيعية ،وفي الرقابة على
أعمال اإلنتاج هناك المعايير اإلنتاجية وهكذا..
بعد تحديد المعايير يتم قياس األداء ومقارنته مع هذه المعايير لكشف عما إذا كان هناك انحرافات أم ال.
وتعد المعايير -أي النتائج المرغوب في تحقيقها -لتحديد كمية معينة ،جودة معينة ،في زمن معين ،وبتكلفة
معينة ،وهذه هي األبعاد المختلفة للمعيار.
ا ل ص ف ح ة | 12
ومما ال شك فيه أن هذه األبعاد يجب توافرها في نفس الوقت ،فال فائدة من تحديد رقم معين لإلنتاج بدون تحديد
متى يجب تحقيقه وكذلك جودة اإلنتاج والتكلفة.
ويجب مراعاة الدقة عند إعداد المعايير واعادة النظر في هذه المعايير من فترة ألخرى..
فمثال معايير اإلنتاج عند بداية العمل في المصنع قد تكون منخفضة وذلك تماشيا مع قلة الخبرة والتدريب ويمكن
النظر في رفع هذه المعايير فيما بعد.
أيضا قد تختلف المعايير طبقا لحالة المعدات والماكينات ،فعندما تكون المعدات والماكينات حديثة تكون
المعايير أعلى ،ويعاد النظر فيها عندما تتدهور حالة المعدات والماكينات.
وأيضا عند إعداد المعايير يجب أال يكون المعيار سهال جدا بحيث يمكن للفرد العادي تحقيقه وتخطيه بسهوله
وكذلك ال يجب يكون صعبا جدا بحيث ال يستطيع الفرد العادي تحقيقه ومن ثم يصاب باإلحباط.
ويعتمد اإلجراء التصحيحي على المعيار نفسه ،وعلى وسائل قياس األداء التي حددت أن هناك انحرافا ،وأيضا
تشخيص الفرد ألسباب االنحراف.
وقد يكون هناك أخطاء تشخيصية ألسباب االنحراف بواسطة اإلدارة ..
ا ل ص ف ح ة | 13
وقد تكون اإلجراءات التصحيحية محددة مقدما في شكل سياسات ،إجراءات ،لوائح ...الخ ،وفي حالة وجود هذه
اإلرشادات فإن ذلك يقلل من الوقت الالزم التخاذ اإلجراءات التصحيحية ..
وقد تكون اإلجراءات التصحيحية أوتوماتيكية وذلك في حالة استخدام الحاسب اآللي في الرقابة على التشغيل،
وهنا اتخاذ يقوم الحاسب اآللي بتحديد االنحراف وأيضا اإلجراء التصحيحي.
ملحوظة:
يجب ان تتم الرقابة وتشخيص االنحرافات واتخاذ اإلجراءات التصحيحية خالل وبعد مرحلة التشغيل..
ويمكن تمثيل ذلك بجهاز تكييف الهواء الذي يوجد بداخله وحدة للرقابة فعندما تصل درجة ح اررة الغرفة لدرجة
معينة يقوم بشكل أوتوماتيكي إما بالتوقف عن العمل أو زيادة سرعة التشغيل.
ومن المهم توخي الدقة عند اتخاذ اإلجراء التصحيحي حتى ال يتم تحديد إجراء تصحيحي لمشكلة غير موجودة؛
فقد يتعامل المدير مع األعراض الخاصة بالمشكلة وليس بالسبب الرئيسي للمشكلة.
والشكل التالي يوضح أين يقع دور اإلجراءات التصحيحية في العملية الرقابية:
ا ل ص ف ح ة | 14
الفصل الثالث
أنواع الرقابة
.1الرقابة الداخلية:
وتسمى هذه الرقابة أيضا بالرقابة الذاتية ،وهي الدعامة الرئيسية لكل أعمال الرقابة ،ألنها تعنى قيام وحدات
اإلدارة نفسها بالرقابة على أنشطتها وأدائها وأي رقيب خارجي البد أن يعجز عن تقصي كل نواحي القصور وأن
يكشف عن أسبابها ما لم تكن وحدات اإلدارة نفسها منظمة بالشكل الذي بمكنها من ذلك.
لذا فاالهتمام بالرقابة يجب أن يبدأ بالجهاز الحكومي ذاته ،وأن يستهدف تمكين األجهزة اإلدارية من دارسة
الرقابة الذاتية والتعود علبها ،وفضال عن ذلك فللرقابة الذاتية ميزة هامة ،تتمثل في تمكين األجهزة اإلدارية أوال
بأول من تالفي أسباب القصور والتغلب على نواحي الضعف ،فالهدف من الرقابة ليس المساءلة والعقاب فحسب
وانما التصحيح والتقويم ،وهذا ما يجب أن يبدأ ويتم داخل األجهزة الحكومية ذاتها.
ا ل ص ف ح ة | 15
.2الرقابة الخارجية:
تمارس الرقابة الخارجية هيئات وأجهزة رقابية متخصصة تتبع مستوى اإلدارة العليا (مجلس الوزراء) ،وعادة
تعطي هذه األجهزة الرقابية الضمانات التي تمكنها من أداء وظيفتها ،وتتمتع بدرجة عالية من االستقالل المالي
واإلداري ،وأيضا فإن العاملين بها يعطون حصانات معينة وصالحيات كبيرة تمكنهم من الحصول على البيانات
والمعلومات التي تكفل قيامهم بمهامهم الرقابية.
وتمارس هذه األجهزة المتخصصة رقابتها في المجاالت المحددة التي تمثل اختصاصها الرقابي في جميع
األجهزة والوحدات الحكومية والمنظمات الخاصة التي تخضع لرقابتها.
وفي الحاالت الي يكون البناء التنظيمي للحكومة متشعبا وكبي ار ،فقد تنظم األجهزة الرقابية أعمالها ،بحيث يحتوي
الجهاز الرقابي على وحدات أو شعب يختص كل منها بمراقبة أعمال و ازرة معينة ،أو مصالح حكومية من نوع
معين ،ومثل هذا التقسيم يساعد الجهاز الرقابي المركزي في عملية الرقابة ،إذا يمكن تكوين خبرات متخصصة
على درجة عالية من المعرفة بظروف ومشكالت العمل الخاصة بكل نوع من أنواع األجهزة الحكومية والمنظمات
الخاصة ،مثل أن ينظم العمل على أساس أقسام متخصصة في المنشآت الزراعية أو الصناعية أو التجارية أو
الخدمية.
يمكن تتبع أنواع الرقابة طبقا لمراحل األداء في المنظمة ،هناك نقطة بداية لألداء في المنظمة تتعلق بتجميع
المدخالت المختلفة لألداء في شكل خامات ،عمالة ،ثم هناك فترة لألداء الفعلي الخاص بتحويل مدخالت األداء
إلي مخرجات ..كما يتضح من الشكل التالي:
ا ل ص ف ح ة | 16
وكما يتبين من الشكل السابق الذي يوضح أنواع الرقابة فإنه خالل مراحل األداء المختلفة الثالثة يتطلب
األمر ممارسة الرقابة.
✓ في المرحلة األولى التي يتم فيها تجميع الموارد الالزمة لإلنتاج هناك الرقابة السابقة على األداء
(الوقائية).
✓ في حالة التشغيل نفسه هناك الرقابة المالزمة.
✓ وبعد أن تظهر النتائج في شكل منتجات أو خدمات هناك الرقابة الالحقة.
.1الرقابة الوقائية:
طبقا لذلك فإن الرقابة الوقائية تضع بعض الشروط التي تمنع وتحول دون حدوث االنحرافات عن المعايير.
مثال :اشتراطات األمن والسالمة والصحة المهنية ،الموازنات ،تحديد إجراءات العمل ،تحديد مواصفات الوظيفة،
تحديد العالقات الوظيفية لمنع المنازعات والخالفات وأيضا منع االزدواج في األداء ،تحديد مواصفات شاغل
الوظيفة لمنع شغلها بفرد غير مناسب ،تحديد مواصفات الخامات حتى يمكن أن يتم االستالم من الموردين على
أساسها ،تحديد السياسة التمويلية حتى يتم اختيار مصادر التمويل طبقا لذلك.
.2الرقابة المالزمة:
تتعلق الرقابة الوقائية بمنع حدوث االنحراف ،أما الرقابة المالزمة فإنها تختص بتحديد وتشخيص االنحرافات عن
المعايير خالل مرحلة التشغيل.
وغالبا ما تسمى بالمتابعة حيث أنها تقوم بمتابعة التشغيل أثناء التنفيذ وليس بعد تمام التنفيذ.
تقوم الرقابة المالزمة بتحديد أثناء التشغيل – عن طريق المالحظة واإلشراف – أن هناك انحرافا تم تحديد أسبابه
واتخاذ اإلجراء التصحيحي قبل أن يتدهور اإلنتاج.
فمثال في مرفق المياه يتم أخذ عينات من مياه الشرب أثناء التشغيل في مرحلة الترسيب ،مرحلة التنقية ،ومرحلة
المعالجة ومقارنة هذه العينات بالمعايير والمواصفات المحددة مقدما وتحديد االنحراف واتخاذ إجراءات تصحيحية
منها زيادة نسبة الكلور أو استخدام األوزون في العملية اإلنتاجية.
ومثال في المصنع يالحظ المشرف أن هناك انخفاضا في جودة اإلنتاج أو زيادة الهالك من الخامات بخالف
المعايير المحددة مقدما ،فيقوم بالتدخل لمنع استمرار هذا االنحراف ومعالجته بإجراء تصحيحي قد يكون تعديال
في أسلوب العمل أو ضبط للماكينة وهكذا.
ا ل ص ف ح ة | 17
وهي تختص بالنتائج النهائية ،ومن هنا ال تفيد من اتخاذ إجراءات تصحيحية ألن العمل قد تحقق فعال ،ولكن
تفيد الرقابة النهائية في األعمال المستقبلية وبالتالي فهي تساعد على منع األخطاء في المستقبل.
فمثال في نهاية السنة المالية قد يقوم المدير بمراجعة التقارير المالية التي ال تفيد في تصحيح أي انحرافات تكون
قد تمت ولكنها تساعد في تعديل الخطط المختلفة للفترات القادمة.
ا ل ص ف ح ة | 18
الفصل الرابع
مما تناولناه سابقا يتضح أن المدير مهما اختلف مستواه اإلداري أو المجال الذي يقوم باإلشراف عليه فإنه يحتاج
إلى ممارسة الوظيفة الرقابية حتى يتأكد من تحقيق األهداف المحددة ،الخطط المرسومة ،اإلجراءات المقررة
وهكذا ،وبالتالي يمكن اتخاذ اإلجراءات التصحيحية الالزمة.
وبالتالي فإن معايير الرقابة ،أساليب الرقابة ،طبيعة التقرير الرقابي سوف تختلف حسب المستوى اإلداري
وحسب المجال الذي يقوم المدير باإلشراف عليه كما يتضح من الجدولين اآلتيين:
تعيين أو عدم تعيين. معلومات تاريخية عن المتقدم مواصفات الوظيفة. .1كشف وصف الوظيفة.
لشغل الوظيفة.
برامج تدريب. المهارات المطلوبة( :الخبرة ،المؤهالت،
نتائج االختبارات والمقابالت الصفات القيادية)..
الشخصية.
قبول ..رفض ..إعادة اختيار. فحص العينات في الخامات. نسبة الخامات المعيبة التي يمكن .2فحص الخامات.
التغاضي عنها.
قبول ..رفض ..إعادة تشكيل التكاليف واإليرادات التقديرية. فترة االسترداد. .3الموازنة الرأسمالية.
المشروع.
العائد على االستثمار.
تغيير في الخطط ،التدريب. جمع بيانات عن األداء الفعلي. األداء المطلوب. .4التوجيه
تغيير في الخطط. الميزانية العمومية. المعايير النمطية السائدة في الصناعة. .5تحليل القوائم المالية
تغيير في النشاط. نظام التكاليف. معايير نمطية من حيث الزمن والتكلفة. .6تحليل التكاليف المعيارية
تعديل في نظام اإلنتاج. إجراءات العينة. نسبة اإلنتاج المعيب المقبولة في .7الرقابة علي الجودة
الصناعة.
تغيير في االختصاصات. المالحظات وتقارير التنفيذ. أداء العاملين النمطي. .8تقيم أداء العاملين
وفيما يلي نتعرض لبعض أدوات الرقابة التي تستخدمها المستويات اإلدارية المختلفة:
الفصل الخامس
وان لم يستطع فإن نظام الرقابة يجب أن يظهر االنحرافات فور قوعها حيث ال معني إلظهار تقارير
رقابية بعد انقضاء وقت طويل لحدوث الخطأ في المستقبل أو حتى في تحقيق الجزاء اإلداري حيث ال
فائدة من اكتشاف االنحراف ثم يظهر بعد ذلك أن المتسبب في الخطأ قد ترك العمل مثال.
.6البساطة في العملية الرقابية :يجب أن يكون النظام الرقابي واضحا ومفهوما لمن يطبق الرقابة وأيضا
لمن تطبق عليه ،ويجب أن يعكس النظام العمليات التي يقوم بمراقبتها.
فعند الرقابة على اإلنتاج نحتاج إلى معايير ،أدوات ،تقارير تختلف عن تلك الالزمة للرقابة على األموال
مثال.
.7إعادة النظر في معايير الرقابة وأدواتها ..الخ من وقت آلخر وذلك للتأكد من أنها تتالءم مع الظروف
واألحوال السائدة.
ا ل ص ف ح ة | 23
الفصل السادس
الرقابة االستراتيجية
إن اإلدارة االستراتيجية هي التي تجعل منظمة ما تأخذ زمام المبادرة والمبادأة ،بدال من أن تكون في حالة من
مجرد رد الفعل في تشكيل مستقبلها.
الرقابة اإلستراتيجية:
ويقصد بها نوع من الرقابة التوجيهية والتي يغطي نطاقها الزمني في العادة الفترة من بداية تنفيذ االستراتيجية
وحتى تحقيق النتائج المرجوة ،والتي يحدث فيها كثير من التطورات والتغيرات في كافة المتغي ارت التي تم بناء
االستراتيجية وتطبيقها بناء عليها.
ولذلك فإنه قد يترتب عليها تعديل في أي من هذه المتغيرات ،سواء كانت متعلقة باالستراتيجيات أو األهداف
االستراتيجية أو التشغيلية ،بناء على ما أظهرته نتائج الرقابة أوال بأول في المراحل التي تم االنتهاء منها.
إن أية عملية تخطيط تقوم على افتراضات واحتماالت حدوث هذه االفتراضات ،ولما كانت اإلدارة االستراتيجية
تقوم في مرحلة الصياغة ،وحتى اإلعداد للتطبيق ،على عدة افتراضات محتملة ،وأن هذه االفتراضات قابلة
للتغيير والتبديل من وقت آلخر ،وبدرجات مختلفة؛ لذا كان من الواجب على المدير االستراتيجي أن يهتم بمتابعة
أية تغيرات يمكن أن تحدث في هذه االفتراضات األساسية؛ حتى يمكن تعديل االستراتيجية كاستجابة لها ،واال
فال معنى لعملية اإلدارة االستراتيجية من أصلها.
ومن أهم هذه االفتراضات التي يجب تحديدها مسبقا ،وتكليف من يقوم بتتبعها:
✓ العوامل البيئية.
✓ العوامل المتعلقة بالصناعة التي تعمل فيها المنشأة ،مع مراعاة أن يعاد تقويم هذه العوامل بناء على ما
يستجد من معلومات وابالغ اإلدارة االستراتيجية التخاذ التعديل الالزم.
نظ ار ألن تطبيق االستراتيجية يتم في شكل مراحل وخطوات على مدى فترات زمنية محددة وممتدة ،فإنه من
الضروري أن تمارس المتابعة لتقويم المراحل التي تحدث ،واالستفادة من نتائج هذا التقويم في تعديل المراحل
التي لما تنته بعد ،وتحديد أثر ذلك على االستراتيجية الكلية للمنشأة ،ومدى حاجتها إلى التعديل واعادة النظر،
وذلك بتحديد العناصر االستراتيجية إلى كمية في نجاح االستراتيجية ،وربطها بعوامل ومعايير أخرى يسهل
رصدها (كالتكلفة ،العائد ،الوقت ،الحصة السوقية ..الخ) ،ثم تحديد النقطة التي ال يجب تعديها بأي حال من
األحوال.
حيث يتم تحديد أهم األعمدة األساسية التي من خاللها يتم تقويم موقف االستراتيجية من وقت آلخر بصورة
شاملة ،وتعديل اتجاه االستراتيجية أو االستمرار فيها ،بناء على تاريخ هذا التقييم.
ا ل ص ف ح ة | 25
.3المراقبة االستراتيجية:
إذا كان النوعان السابقان من الرقابة االستراتيجية يركزان على نقاط محددة إلعادة تقويمها ،فإن هذا النوع من
الرقابة االستراتيجية ال يرتبط بعوامل أو قيود محددة ،وانما قد صمم بدرجة أكثر مرونة واتساعا لمراقبة أية
أحداث من داخل أو من خارج المنشأة يمكن أن تحدث وتؤثر على إستراتيجيتها ،سواء كان ذلك في شكل تهديد
أو في شكل فرصة سانحة.
ولذلك فإنها تعتمد على المالحظة الدقيقة ،واالطالع الواسع على الدوريات المتخصصة والصحف والمؤتمرات،
ومتابعة األحداث التي يمكن أن يكون لها عالقة من قريب أو من بعيد بالمنشأة واستراتيجياتها ،كما حدث ألحد
مديري مبيعات شركة IBMوهو يتصفح ذات يوم أحدث الصحف الخاصة بالمكتبات ،حيث وقعت عيناه على
مقالة تتحدث عن حجم العمليات الداخلية بالمكتبات ،ومدى الحاجة إلى تحويلها آليا ،فكانت هذه نقطة تحول
الستقصاء حاجة هذه السوق وامكاناتها ،وبالفعل تحولت إلى أكبر مساهم في مبيعات الشركة وتحسين حصلتها
السوقية.
والهدف من هذا العمل هو إجراء نوع من المراجعة المتعمقة والسريعة الستراتيجية المنشأة في حال حدوث أي
موقف فجائي غير متوقع ،وتحديد أهم االنعكاسات الناتجة عن استراتيجية المنشأة ،كما حدث مثال بالنسبة للثورة
اإليرانية والشركات األمريكية ،أو سقوط االتحاد السوفيتي وتفكك الكتلة الشرقية للشركات التي كانت تتعامل في
هذا السوق ،ويحتاج األمر في هذه الحالة إلى ما يسمى بفريق مواجهة األزمات.
وعموماً فإن الطرق األربعة السابقة -رغم اختالفها -تتفق في غرض واحد ،وهو تحديد ما إذا
كان االتجاه األساسي لالستراتيجية يجب تعديله أم ال.
ا ل ص ف ح ة | 26
حتى يكون نظام الرقابة على االستراتيجية فعاال وذا جدوى حقيقية ،يجب أن يراعي عدة متطلبات ومواصفات
مهمة ،أهمها
الفصل السابع
الرقابة التشغيلية
تهدف هذه النظم للرقابة التشغيلية إلى متابعة وتقويم ما يحدث من تقدم في تحقيق األهداف التشغيلية (أقل من
سنة)..
ومن هنا فهي تختلف عن نظم الرقابة االستراتيجية التي تركز على التوجه االستراتيجي العام للمنظمة في المدى
الطويل (خمس سنوات فأكثر).
كما يتضح من الشكل التالي فإن خطوات الرقابة التشغيلية خمس خطوات هي:
ينبغي على أفراد اإلدارة العليا واإلدارة التنفيذية القيام بتحديد عمليات التنفيذ والنتائج المراد متابعتها وتقويمها.
يجب توفر إمكانية قياس هذه العمليات والنتائج بشكل موضوعي وثابت.
ينبغي أن يكون التركيز على أكثر العناصر داللة في كل عملية ،وهي العناصر التي تمثل أكبر نسبة من
اإلنفاق أو أكبر عدد من المشكالت.
تتكون معايير األداء المستخدمة في قياس األداء من تفاصيل األهداف االستراتيجية وتتمثل هذه المعايير في
قياسات لنتائج األداء المقبولة.
يحتوى كل معيار عادة على مدى سماح ،حيث تقبل االنحرافات الواقعة في داخله كنتائج مرضية ويمكن وضع
هذه المعايير ليس للنتائج النهائية فقط ولكن أيضا للمراحل الوسيطة في عملية اإلنتاج.
تتوقف عملية القياس إذا وقع األداء الفعلي داخل مدى السماح المحدد.
يجب اتخاذ إجراءات تصحيحية إذا وقع األداء الفعلي خارج منطقة السماح المحددة..
يجب اتخاذ اإلجراءات الالزمة ،ليس لتصحيح االنحراف فقط ،لكن أيضاً لمنعه من الحدوث مرة أخرى.
يوضح نموذج اإلدارة االستراتيجية أن معلومات الرقابة والتقويم ترد الى العملية اإلدارية بأكملها لكي تستوعب
ويستفاد منها.
تتكون هذه المعلومات من بيانات األداء وتقارير عن األنشطة التي يتم تجميعها في الخطوة الثالثة في الشكل
المبين سابقا.
ينبغي على اإلدارة التنفيذية -إذا كان األداء غير المرضى نتيجة لسوء استخدام عمليات اإلدارة االستراتيجية -
أن تكون على علم بذلك؛ حتى يتسنى لها تصحيح أداء الموظف المعنى ،وال حاجة هنا إلشراك اإلدارة العليا،
لكن ينبغي على أفراد اإلدارة العليا والتنفيذية إذا كان األداء غير المرضى ناتجا عن هذه العمليات نفسها أن
يكونوا على علم بذلك؛ لكي يتمكنوا من إعداد برامج تنفيذ أو إجراءات جديدة.
ا ل ص ف ح ة | 30
الفصل الثامن
مقاييس األداء
إن أخطر خطوة في عملية الرقابة بشقيها االستراتيجي والتشغيلي هو وضع المعايير المناسبة باعتبارها مقاييس
لألداء الذي سوف يتم بناء عليها تقويم األداء التنظيمي ،والحكم على مدى كفاءته ،ومن ثم وضع نظام
التحضير المناسب للقائمين بعملية التنفيذ.
المقاييس المالية:
والمشكلة التي غالبا ما تحدث في هذا الصدد هي التركيز على المعايير قصيرة األجل وسهلة القياس ،ومن
أشهرها المعايير المالية ،مثل:
معدل العائد على االستثمار ،ومعدل العائد على السهم ،وعلى حق الملكية ،هامش الربح ،معدل النمو ..الخ.
وبالرغم من سهولتها وبساطتها إال أن هناك الكثير من المشكالت التي تصاحبها ،ومن أهمها:
ومن ثم فإنها ال تمثل إال جزءا من المقاييس أو المعايير التي يمكن االعتماد عليها لتحقيق رقابة تعتبر شاملة
ومتكاملة لالستراتيجية ،خاصة وأن العناصر غير المالية (كالعناصر اإلنسانية) تعتبر ذات تأثير كبير على
نجاح أو فشل تطبيق استراتيجية المنشأة.
ومن هنا فإن على اإلدارة أن تأخذ بعين االعتبار المعايير والمقاييس غير المالية وتحددها بدقة ،وتقوم
باستخدامها بفعالية ،سواء للتقويم االستراتيجي أو للتشغيل.
إن أصحاب المصالح المختلفة المتعلقة بالمنشأة يهتمون بأدائها ،ويستخدم كل فريق منهم المعايير الخاصة به
لتحديد مستوى هذا األداء ،ويمكن أن نتعرف على مثل هذه المعايير كما يوضحها الجدول التالي:
قياسات ممكنة على المدى البعيد قياسات ممكنة على المدى القصير فئة أصحاب المصالح
معدل النمو في تكاليف المواد األولية. ✓ تكلفة المواد األولية. ✓
معدل النمو في زمن التسليم. ✓ زمن التسليم للمخزون. ✓
الموردون
معدل النمو في المخزون. ✓ وفرة المواد األولية. ✓
األفكار الجديدة من قبل الموردين. ✓
المقدرة على إقناع سوق األوراق المالية ✓ ربحية السهم. ✓
باستراتيجية النمو في العائد على الملكية. سعر السهم في السوق. ✓
الممولون
عدد القوائم التي توصى بشراء أسهم الشركة. ✓
العائد على الملكية. ✓
عدد التعليمات الجديدة التي تؤثر في ✓ عدد التشريعات التي تؤثر على المنشأة. ✓
الصناعة. العالقات مع األعضاء والمستشارين المهمين. ✓
الهيئة التشريعية
نسبة حاالت التعاون إلى حاالت المنافسة ✓
يجب على مجلس اإلدارة -كما هو موضح في الشكل التالي -أن يقوم اإلدارة العليا ،ليس فقط على أساس
العائد ،بل أيضا على أساس عوامل تتعلق بممارسة اإلدارة االستراتيجية؛..
✓ هل قام فريق اإلدارة العليا بوضع أهداف معقولة على األمدين :البعيد والقريب؟
✓ هل عمل هذا الفريق عن قرب مع اإلدارة التنفيذية لرسم خطط تنفيذ وجداول زمنية وميزانية واقعية؟
✓ هل أعدت اإلدارة العليا ونفذت مقاييس مناسبة ألداء المنشأة والقطاعات بغرض مراجعة النتائج والرقابة؟
✓ هل قدمت اإلدارة إلى مجلس اإلدارة معلومات كافية عن أداء المنظمة قبل اتخاذ الق اررات الهامة؟
يتم تحديد العناصر التي يستخدمها مجلس اإلدارة لتقويم اإلدارة العليا على أساس األهداف المتفق عليها بين
المجلس وأعضاء الفريق اإلداري ويجب إدراج تحسين العالقات مع المجتمع المحلي وتحسين عوامل األمان في
عملية التقويم إذا تم اختيار هذه العناصر ضمن األهداف المقررة للعام القادم أو األعوام الخمسة القادمة،
كما يجب -باإلضافة إلى ذلك -إدارة عوامل أخرى تؤثر في الربحية ،مثل حصة السوق ،وجودة المنتج،
وكثافة االستثمار.
ا ل ص ف ح ة | 34
تعريف وحدة األعمال االستراتيجية: كما سبق أن ذكرنا ،فإن أحد األشكال التنظيمية
الناجحة في الشركات الكبرى ،هو فكرة وحدة
هي كل منتج أو خدمة (من صلب العمل) قابل
األعمال االستراتيجية ،وفي هذه الحالة يكون من
لالستقالل مستقبال.
الضروري أن تتم عملية التقويم على مستوى هذه
مثال على ذلك :الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية الوحدات بصورة متعمقة ومن عدة زوايا ،وباستخدام
عندما كانت تحت إدارة الجامعة اإلسالمية بغزة. مقاييس ومعايير مناسبة مثل:
وحتى يمكن أن يتم تقويم أداء واحدة األعمال االستراتيجية بشكل شامل ومن كافة الزوايا ،يمكن االستعانة في
ذلك بعدد من األسئلة ،مثل هذه المجموعة من األسئلة التي استخدمتها شركة نورتون لتقويم وحدات األعمال
االستراتيجية لديها ،ونوردها فيما يلي:
تعريف مراكز المسئولية: يمكن وضع أنظمة الرقابة لمتابعة وظائف أو مشروعات
أو قطاعات معينة ،تستخدم الميزانيات عادة للرقابة على
هي الوحدة التنظيمية التي يتعهد المسؤول
المؤشرات المالية لألداء ،وتستخدم مراكز المسئولية لعزل
عنها ببلوغ مستوى معين من األداء شرط
وحدة بذاتها لكي يتسنى تقويمها بمفردها وبمعزل عن باقي
أن توضع تحت تصرفه وسائل محددة سلفا.
المنشأة ،ويرأس وحدة المسئولية مدير مسئول عن أدائها.
تستخدم الوحدة موارد (تقاس في شكل تكاليف) إلنتاج خدمة أو منتج (يقاس في شكل كمية أو إيرادات).
وهناك خمسة أنواع رئيسية من مراكز المسئولية يتم تحديدها على أساس األسلوب المتبع في قياس الموارد
والخدمات والمنتجات بواسطة نظام الرقابة في المنشأة:
تستخدم أساسا في مصانع اإلنتاج ،ويتم حساب التكاليف النمطية لكل عملية ،على أساس البيانات التاريخية،
ومن أجل تقويم أداء المركز يتم ضرب التكاليف النمطية الكلية في عدد الوحدات المنتجة؛ للحصول على التكلفة
المتوقعة لإلنتاج ،ثم يقارن الناتج بالتكلفة الفعلية لإلنتاج.
✓ مراكز اإليرادات:
الكفاءة :هي االستخدام األمثل للموارد يقاس اإلنتاج عادة في شكل قيمة أو كمية المبيعات ،بصرف
الفعالية :هي االلتزام بتحقيق األهداف. يتم الحكم إذن على المركز من حيث الفعالية وليس الكفاءة.
✓ مراكز التكلفة:
تعد الميزانيات إذن على أساس المصروفات التي يمكن حسابها مقدما ،باإلضافة إلى المصروفات االختيارية.
وتنشأ مراكز التكلفة عادة في إدارات الشؤون اإلدارية والخدمات والبحوث ،وتنفق المنظمة أمواال على هذه
اإلدارات في حين أنها ال تساهم في اإليرادات إال بطريق غير مباشر.
✓ مراكز األرباح:
يقاس األداء على أساس الفرق بين اإليرادات (وهي مقياس انتاج) وبين المصروفات (وهي مقياس للموارد).
ينشأ مركز األرباح عادة عندما يتوفر لدى الوحدة التنظيمية السيطرة على كل من الموارد واإلنتاج ،سواء في
صورة منتجات أو خدمات ،ويمكن بواسطة إنشاء هذه المراكز تنظيم المنشأة على شكل قطاعات مستقلة
يتخصص كل منها في خط منتجات معين.
يعطى مدير كل قطاع االستقالل الكافي لتمكينه من المحافظة على مستويات مرضية لألرباح.
يمكن إعطاء شيء من االستقالل لبعض الوحدات التنظيمية التي ال ينظر إليها عادة على أنها مستقلة بغرض
تقويم مراكز األرباح..
يمكن على سبيل المثال تحويل إدارة اإلنتاج من مركز تكلفة معيارية (مركز تكلفة) إلى مركز أرباح ،عن طريق
السماح لهذه اإلدارة بتقاضي سعر تحويلي لكل سلعة "تبيعها" إلدارة المبيعات ،ويشكل الفرق بين التكلفة إلنتاج
الوحدة وسعر التحويل المتفق عليه صافي األرباح لكل وحدة.
✓ مراكز االستثمار:
يقاس أداء مراكز االستثمار ،كما هو الحال في مراكز األرباح ،على أساس الفرق بين الموارد وبين الخدمات أو
المنتجات.
يتجاهل تقويم أداء القطاعات في المنشآت الصناعية على أساس األرباح فقط حجم األصول المستغلة في كل
قطاع ،حيث تحتاج هذه القطاعات عادة إلى كثير من األصول الثابتة ،مثل اآلالت والمعدات والمباني لصنع
منتجاتها.
ا ل ص ف ح ة | 37
يحقق -على سبيل المثال -قطاعان في منشأة واحدة نفس األرباح لكن يمتلك واحد منها مصنعا قيمته ثالثة
ماليين دوالر ،في حين يمتلك اآلخر مصنعا قيمته مليون دوالر فقط ،األرباح واحدة في القطاعين ،لكن من
الواضح أن أحدهما أكثر كفاءة من اآلخر :ينتج المصنع األصغر عائدا أكبر للمساهمين على رأسمالهم
المستثمر.
يمثل العائد على االستثمار أكثر األدوات شيوعا لقياس أداء مراكز االستثمار.
وهناك مقياس آخر يسمى فائض الدخل ،ويحسب بواسطة طرح مصاريف الفوائد من صافي الدخل.
وتحسب هذه الفوائد على أساس الفوائد التي تدفعها المنشأة للدائنين والمتعلقة باألصول المستخدمة ،ويمكن
حسابها أيضا على أساس الدخل الذي كان من الممكن الحصول عليه إذا ما قامت المنشأة باستثمار نفس هذه
األصول في مجال اخر.
ذكر الفريد سلون أن مفهوم العائد على االستثمارات كان عامال مهما في تمكن شركة "جنرال موتورز" من
ممارسة الرقابة الدائمة على المنشأة ،فهو يتناسب مع كونها منظمة ال مركزية.
ا ل ص ف ح ة | 38
فهرس المحتويات