Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 10

‫توجيه السلوك‬

‫غسيل الدماغ‪...‬‬
‫أن أجعلك تصنع ما أريد‪ ،‬بالطريقة التي أريد‪ ،‬وأنت تعتقد أنك سيد قرارك‪.‬‬
‫األدوات ‪...‬صناعة األزمات (الصدمات)‬

‫********‬

‫مفهوم اإلدارة باألزمات‪:‬‬

‫اإلدارة باألزمات تقوم على افتعال األزمات‪ ،‬وايجادها من عدم كوسيلة للتغطية والتمويه على المشاكل القائمة التي تواجه‬
‫الكيان اإلداري‪ ،‬فنسيان مشكلة ما‪ ،‬يتم فقط عندما تحدث مشكلة أكبر وأشد تأثي ًار‪ ،‬بحيث تطغى على المشكلة القائمة‪ ،‬وهكذا‬
‫يظل الكيان اإلداري المهترئ يتعرض ألزمة تلو أزمة‪ ،‬وتتعاقب عليه األزمات متالحقة حتى يتم تدميره بالكامل‪ .‬أو يهدي‬
‫هللا إليه من يأخذ بيده إلى بر النجاة‪.‬‬

‫ومن هنا يطلق البعض على اإلدارة باألزمات علم صناعة األزمة للتحكم والسيطرة على اآلخرين‪ .‬واألزمة المصنوعة‬
‫المخلقة‪ ،‬لها مواصفات حتى تبدو حقيقية‪ ،‬وحتى تؤتي ثمارها‪ ،‬وأهم مواصفاتها هي اإلعداد المبكر‪ ،‬وتهيئة المسرح األزموي‪،‬‬
‫وتوزيع األدوار على قوى صنع األزمة‪ ،‬واختيار التوقيت المناسب لتفجيرها‪ ،‬وايجاد المبرر والذريعة لهذا التفجير‪.‬‬

‫ولألزمة المصنوعة إيقاع سريع متدفق األحداث‪ ،‬ومتالحق التتابع‪ ،‬ومتراكم اإلف ارزات والنتائج‪ ،‬وكل منها تصب في سبيل‬
‫تحقيق الهدف المراد الوصول إليه‪ ،‬فلكل أزمة مصنوعة هدف يتعين أن تصل إليه‪ ،‬وبدون تحقيق هذا الهدف لن يتالشى‬
‫الضغط األزموي‪ ،‬أو يخف التأثير العنيف الصاخب إلف ارزات األزمة‪ ،‬وكذا لن تهدأ قوى صنع األزمة أو تتراجع حتى تحقيق‬
‫هذا الهدف‪.‬‬

‫ومن ثم وللتعامل مع األزمات المفتعلة أو المصنوعة يتعين أن تحصل على إجابات سريعة ووافية عن األسئلة التالية‪:‬‬

‫• كيف ظهرت األزمة وتطورت أحداثها؟‬

‫• من هم األطراف الصانعة لألزمة سواء العلنيون أو الذين يعملون في الخفاء؟‬

‫• لماذا تم صنع األزمة في الوقت الراهن؟‬

‫• ما الهدف الذي تسعى إلى تحقيقه قوى صنع األزمة؟‬

‫• ما المدى الذي ال يتعين أن تتجاوزه قوى الضغط األزموي؟ وما هي المحاذير الموضوعة لكل منها؟ والحدود المتفق عليها‬
‫بينها؟‬
‫*******‬

‫فنون السيطرة وغسيل الدماغ‬

‫☜ عندما تزور صديقاً لك في بيته ‪ ..‬ويسألك‪ :‬أتشرب شاياً أم قهوة؟ ‪..‬‬

‫هنا يستحيل أن يخطر ببالك أن تطلب عصير ‪ ..‬وهذا األسلوب يسمى‪ :‬أسلوب التأطير‪.‬‬

‫وهذا األسلوب يجعل عقلك ينحصر في اختيارات محددة فرضت عليك ال إرادياً‪ ،‬ومنعت عقلك من البحث عن جميع‬
‫االختيارات المتاحة! ‪..‬‬

‫البعض يمارس ذلك دون إدراك ‪ ..‬والبعض يفعله بهندسة وذكاء!! ‪..‬‬

‫☜ والقوة الحقيقية عندما نمارس هذا األسلوب بقصد ‪ ..‬أي عندما أجعلك تختار ما أريد أنا بدون أن تشعر أنت! ‪..‬‬

‫☜ تقول أم لطفلها‪ :‬ما رأيك ‪ ..‬هل تذهب للفراش الساعة الثامنة أم التاسعة؟ ‪..‬‬

‫الطفل سيختار التاسعة ‪ ..‬وهو ما تريده األم مسبقاً دون أن يشعر أنه مجبر لفعل ذلك بل يشعر أنه هو من قام باالختيار!‬

‫☜ ونفس األسلوب يستخدم في السياسة واإلعالم!! ‪..‬‬

‫ففي حادث تحطم طائرة تجسس أمريكية في األجواء الصينية ‪ ..‬وبعد توتر العالقات بين البلدين خرج الرئيس األمريكي‬
‫وقال‪ :‬إن اإلدارة األمريكية تستنكر تأخر الصين في تسليم الطائرة األمريكية‬

‫وجاء الرد قاسي من الحكومة الصينية بأنهم سوف يقومون بتفتيش الطائرة للبحث عن أجهزة تنصت قبل تسليمها ‪..‬‬

‫وهذه موافقة ضمنية على تسليم الطائرة !!‪.‬‬

‫الحقيقة هنا هو أن القضية هي هل تسلم الصين الطائرة ألمريكا أم ال ؟!‬

‫ولكن الخطاب األمريكي جعل القضية هي التأخير وليس تسليم الطائرة ! ‪..‬‬

‫☜ في حرب احتالل العراق من قبل القوات األمريكية ‪2003‬م ؛كانت المعركة الفاصلة هي معركة المطار ‪ ..‬فقامت وسائل‬
‫اإلعالم بتعبئة الطرفين على أن المعركة الحاسمة هي معركة المطار ‪..‬‬

‫فأصبحت جميع وحدات القوات المسلحة العراقية تترقب هذه المعركة ‪..‬‬

‫وعندما سقط المطار شعر الجميع أن العراق كله سقط وماتت الروح المعنوية للجنود العراقيين ‪..‬‬

‫بالرغم أنه في ذلك الوقت لم يسقط سوى المطار‪.‬‬

‫☜ اآلن تلعب وسائل اإلعالم نفس اللعبة في مجتمعاتنا المنهكة بالجهل وانعدام الوعي وهذا فقط أسلوب واحد من عدد من‬
‫األساليب التي تجعلك ال ترى إال ما أريد أنا‪.‬‬

‫وهو أسلوب قوي في قيادة اآلخرين والرأي العام من خالل وضع خيارات وهمية تقيد تفكير الطرف اآلخر‪.‬‬
‫وهكذا اإلعالم دائماً ما يضع الحدث في إطار يدعم به القضية التي يريدها‪.‬‬

‫👌 انتبه أخي وأختي لكل سؤال يقال لك ‪ ..‬أو خبر ‪ ..‬أو معلومة تصلك ‪ ..‬فإنه قد يسلبك عقلك وقرارك وقناعاتك ‪..‬‬
‫سوف يقيدك ‪..‬‬

‫اعلم ‪ ....‬كلما زاد وعي اإلنسان ومعرفته ‪ ..‬استطاع أن يخرج من هذه األطر والقيود التي يضعوها لنا‪.‬‬

‫باختصار ‪.. :‬‬

‫من يضع اإلطار فإنه يتحكم بالنتائج‪.‬‬

‫هل تتذكرون الكالم حول غسيل الدماغ ؟‪....‬‬

‫*******‬

‫نظرية الصدمة‪:‬‬

‫في خمسينيات القرن العشرين فكر طبيب نفساني كندي يدعي‪ :‬دونالد كاميرون بفكرة شيطانية‪.‬‬

‫حيث أراد أن يعثر على طريقة يستطيع من خاللها أن يغير أفكار اإلنسان بشكل كامل أي أن يصنع من إنسان ما إنساناً‬
‫جديداً مختلفاً تماماً بأفكاره وعواطفه وقناعاته‪.‬‬

‫كان يرى د‪.‬كاميرون أن كل أفكارنا ومشاعرنا وأخالقنا تأتي من مصدرين‪:‬‬

‫األول‪ :‬ذكريات الماضي ‪.‬‬

‫والثاني‪ :‬إدراكنا للحاضر‪.‬‬

‫ولكي يصنع كاميرون اإلنسان الجديد الذي يريد ال بد أوالً من أن يلغي اإلنسان القديم‬

‫ال بد أن يرجع الصفحة بيضاء قبل أن يكتب عليها ما يريد‪.‬‬

‫وحتى يفعل ذلك عليه أن يعرضه لصدمة كبيرة تلغي الماضي وتلغي اإلحساس أيضاً بالحاضر‪.‬‬

‫قام د‪.‬كاميرون بتجاربه على مرضاه النفسيين !‬

‫حيث كان يعرضهم لصدمات كهربائية شديدة ويعطيهم عقاقير مهلوسة حتى يفقد المرضى ذاكرتهم‪.‬‬

‫وكان يعطل جميع حواسهم بأن يضعهم في أماكن يسودها ظالم دامس وصمت مطبق فال يشعرون بشيء من حولهم حتى‬
‫يفقدهم إحساسهم بالواقع من حولهم‪.‬‬

‫هل تعلم من الذي قام بتمويل أبحاث هذا الطبيب ‪...‬‬

‫إنها وكالة االستخبارات األمريكية !‬

‫وقد طورتها بعد ذلك وطبقتها على عدد من معتقالتها منها غوانتنامو وأبو غريب وغيرها‪.‬‬
‫الفكرة األساسية في نظرية الصدمة هي أنك ‪ :‬إذا أردت أن تجعل الطرف اآلخر ملكاً لك وألفكارك وق ارراتك فعليك أن‬
‫تخضعه لصدمة كبيرة تجعله مستسلماً لكل ما تلقنه له‪.‬‬

‫في نفس الوقت الذي كان يجري هذا الشيطان أبحاثه في كندا ظهر في شيكاغو شيطان آخر في مجال االقتصاد يدعى‬
‫ميلتون فريدمان ليطبق نظرية الصدمة لكن هذه المرة لم يكن التطبيق على األفراد بل على الشعوب‪.‬‬

‫كانت غاية فريدمان من نظريته التي وضعها السماح للشركات العالمية عابرة القارات أن تتحكم في اقتصاد بلدان بأكملها !‬

‫فبما أن الشعوب ال تقبل إطالقاً أن تصبح حياتها واقتصادها بيد حفنة من رجال األعمال األجانب فال بد إذاً من صدمة‪...‬‬

‫صدمة كبيرة ألهل البلد تجعلهم فاقدي الوعي حتى يقبلوا بالتغييرات الجديدة !‬

‫أول بلد تم تطبيق النظرية عليه هو تشيلي الذي كان نظام االقتصاد فيه شيوعياً !‬

‫بدأ األمر بتدبير انقالب عسكري فيه دعمته الواليات المتحدة األمريكية برئاسة نيكسون‪.‬‬

‫بعد االنقالب جاءت الصدمة ‪..‬‬

‫ارتفاع كبير في األسعار‪ ،‬وأعمال شغب‪ ،‬واعتقاالت تعسفية‪ ،‬وخطف علني في وضح النهار‪ ،‬وفوضى عارمة في البالد‪،‬‬
‫وارتفاع في مستويات البطالة‪.‬‬

‫كانت البالد تسير مسرعة نحو الهاوية‪...‬‬

‫وكانت المصائب تتدفق كلها دفعة واحدة حتى أصيب الناس عندها بالشلل في التفكير والفهم فلم يعودوا يفهمون ماذا يجري‬
‫ولماذا وكيف الخالص !‬

‫في لحظة الصدمة هذه تم عرض الحلول الممنهجة الواضحة العملية التي ستنقذ البلد من الكارثة وذلك بأن تتحول تشيلي‬
‫إلى اقتصاد السوق الحرة‪ ،‬أي أن ترفع الدولة يدها عن االقتصاد بشكل كامل لتسوده الشركات األمريكية العالمية عابرة‬
‫القارات‪.‬‬

‫قبلت الدولة ذلك طبعاً والشعب أيضاً قبله !‬

‫وانتصرت نظرية الصدمة‪.‬‬

‫لم تكن تشيلي إال الحلقة األولى في مسلسل نظرية الصدمة‬

‫حيث طبقت هذه النظرية على عدة بلدان من أمريكا الجنوبية ثم على االتحاد السوفييتي ثم على العراق وغيرها !‬

‫ومن الجدير بالذكر هنا أن دونالد رامسفيلد وزير الدفاع األمريكي إبان حرب العراق كان يوماً ما تلميذ د‪ .‬فريدمان في‬
‫الجامعة!‬

‫تقول نظرية الصدمة‪ :‬عندما يغيب وعي الشعب ويعجز عن فهم وادراك ما يدور حوله وال يلوح له في األفق أي حل‬
‫ممكن التطبيق يخرجه من واقعه السيء سيقع عندها في الصدمة وعندها سيصبح مستعداً لقبول حلول خارجية جاهزة كان‬
‫من المستحيل أن يقبلها سابق ًا‪.‬‬

‫*******‬
‫الجمهور أنثى !!!‬

‫ما هي عواطف االنثى؟ ‪..‬‬

‫طبقها على الجمهور؛ ستفهم تماما عواطف الجماهير‪.‬‬

‫عواطف االنثى (الجماهير)‪:‬‬

‫‪ -1‬التطرف‪ :‬فإذا تعاطفت مع شخص ما‪ ،‬يتحول هذا التعاطف الى تقديس وعبادة‪ ،‬واذا نفرت منه‪ ،‬يتحول هذا النفور الى‬
‫حقد‪ ،‬فال يوجد عندها حلول وسط‪.‬‬

‫‪ -2‬سرعة االنفعال‪ :‬فتنتقل بسرعة كبيرة من عاطفة الى نقيضها ‪ ..‬نفس الشخص الذي كانت تمجده وتقدسه في لحظة‬
‫ما‪ ،‬بسبب موقف ما‪ ،‬تنتقل مباشرة الى عاطفة نقيضة بسرعة‪.‬‬

‫حديث الرسول "عليه الصالة والسالم " أريت النار فإذا أكثر أهلها النساء يكفرن‪ .‬قيل أيكفرن باهلل؟ قال‪ :‬يكفرن العشير‪،‬‬
‫ويكفرن اإلحسان‪ ،‬لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك ً‬
‫شيئا‪ ،‬قالت‪ :‬ما رأيت منك خير قط )‬

‫في لحظة واحدة مباشرة تنتقل من أقصى اليمين الى أقصى اليسار‪.‬‬

‫‪ -3‬سرعة التصديق والسذاجة‪ :‬انتشار الخبر بين الجماهير يكون سريعا جداً وذلك بسبب سرعة تصديقها وسذاجتها‪،‬‬
‫لذلك الفكرة مهما كانت ضعيفة ويصعب تصديقها يمكن لها أن تنتشر انتشار النار في الهشيم بين الجماهير ألنها تتأثر‬
‫باألفكار المثيرة أكثر من االفكار الواقعية‪.‬‬

‫إذن شرط انتشار الفكرة بين الجماهير ليس كونها قابلة للتصديق او أن تكون واقعية أو منطقية‪ ،‬بل أن تكون غريبة ومثيرة‪.‬‬

‫إذن كلما كانت الفكرة أكثر إثارة كلما كانت قابلية انتشارها بين الناس أكبر‪ ،‬وهذا يفسر انتشار اإلشاعات أكثر من الحقائق‪.‬‬

‫‪ -4‬التبسيط والتضخيم‪ :‬الجماهير تأخذ كل شيء ببساطة فال تستطيع أن تشكل نظرة معقدة عن قضية معينة أو شخص‬
‫معين‪ ،‬بمعنى أن هذا الشخص له إيجابيات وعليه سلبيات‪ ..‬فهو عندها‪ ،‬إما رائع جداً واما سيئ جداً !‬

‫ثم بعد أن تأخذ هذا الموقف تقوم بتضخيمه إلى درجة كبيرة‪ ،‬فإذا كان لديها ثقة في شخص ما‪ ،‬فإنها تعطيه أكبر بكثير من‬
‫حجمه‪ ،‬فتجعله يفهم في كل شيء!‬

‫والمصيبة إذا صدق هذا الشخص نفسه‪.‬‬

‫‪ -5‬التعصب واالستبداد‪ :‬نزقة‪ ،‬متعصبة‪ ،‬مستبدة‪ ،‬ال تقبل النقاش فيما يتعلق بما تحبه وتقدسه‪.‬‬

‫فإذا أحبت الجماهير شخصاً أصبحت من الناحية العاطفية كأنها تعبده‪ ،‬فكل ما يقوله صحيح‪ ،‬وال يمكن أن يقول شيئاً‬
‫خاطئاً‪.‬‬

‫*********‬
‫أثر الجماعة على الفرد‪:‬‬

‫يقول العلماء‪:‬‬

‫يبقى الفرد واعياً في وعيه الكامل حتى ينخرط في جماعة ! ! !‬

‫بمجرد انضمام االنسان الى جماعة ما؛ فإن مستوى الوعي لديه ينخفض كثي اًر‪.‬‬

‫تؤثر الجماعة على الفرد إلى درجة أنها قد تنزع عنه بعض صفاته الشخصية وتفرض عليه صفات جديدة‪ ،‬هي صفات‬
‫الجماعة‪.‬‬

‫أمثلة‪:‬‬

‫رجل بخيل يصبح كريماً في حفالت جمع التبرعات فيتعهد أمام الناس بدفع مبلغ من الناس متأث ار بالسلوك الجمعي الذي‬
‫يحيط به‪ ،‬وفي الغالب أن معظم هؤالء يتراجعون ويتهربون عن وعودهم بعد أن يغادروا هذا الجمع ويرجعوا إلى بيوتهم‪.‬‬

‫واالعتقاد هنا أنهم في اللحظة التي قالوا فيها أنهم سيدفعون االموال كانوا صادقين‪ ،‬ولم يقولوا ذلك ال من باب الرياء وال‬
‫الكذب‪ ... .‬كانوا فعالً في تلك اللحظة كريمين كرم مؤقت وذلك بفعل تأثير الجماعة عليهم‪.‬‬

‫وبعد أن انتهى الحفل ورجعوا إلى بيوتهم وخلوا إلى أنفسهم راحت السكرة وجاءت العبرة وأحسوا بالمأزق الذي ورطوا أنفسهم‬
‫فيه‪ ،‬انسحبوا‪.‬‬

‫بعض الذين شاركوا في مظاهرات االنتفاضة‪ ،‬والذين كانوا ُيعرفون بجبنهم ‪...‬‬

‫مجرد وجوده مع مجموع الشباب يجعله يقوم بأعمال بطولية لم يكن يتخيل أن يعملها منفردًا‪.‬‬

‫التفسير‪:‬‬

‫‪ -1‬الشعور العارم بالقوة ‪ ...‬فبمجرد انضمام االنسان لجماعة ينتابه هذا الشعور ويحس ان المسؤولية تختلف عنه كثي ار‬
‫والمحاسبة تخف عنه ألنه أصبح جزًء من جماعة فالكثير من الممارسات التي كان ال يجرؤ ان يقوم بها عندما يكون فردا‬
‫يقوم بها عندما يصبح جزء من هذه الجماعة خاصة إذا كان الجمهور سيئاً ويصبح االنسان يشعر بالقوة فيقوم بالكثير من‬
‫الممارسات السيئة التي ال يقوم بها فيما لو كان فردا‪..‬‬

‫يقول سبحانه وتعالى "كال إن االنسان ليطغى أن رآه استغنى" يعني بمجرد أن يشعر اإلنسان بالقوة سيقوم بأمور لم يكن‬
‫ليقوم بها لو كان يشعر بالضعف‪.‬‬

‫‪ -2‬العدوى ‪ ..‬كل شيء يعدى‪ ،‬العواطف معدية‪ ،‬الحماس يعدى والشجاعة معديه والكرم يعدي والبخل أيضا يعدي‪ ..‬إذا‬
‫انت تفرجت على مباراة رياضية على التلفاز ووضعت التلفاز على الصامت وما استمعت الى كالم المذيع وال لهتافات‬
‫الجماهير لن تستطيع ان تكون بنفس الحماس كما لو كنت تتفرج على المباراة والصوت مرتفع‪ ،‬الن صوت المذيع وهتافات‬
‫الجماهير تنتقل إليك وتعديك بحماسها‪ ،‬فإذا كان المذيع متحمسا ستستمتع بالمباراة أكثر مما لو كان المذيع بارداً‪ ،‬الن‬
‫الحماس يعدي‪.‬‬

‫*************‬
‫القيمة المحورية و ثقافة الجماعة ‪:‬‬

‫ثقافة الجماعة ‪ :‬هي جملة السلوكيات المشتركة التي يقوم بها أبناء الجماعة‬

‫وهي النظير المقابل لعادات الفرد فهما متشابهان في أمور كثيرة ًّ‬
‫جدا‪...‬‬

‫فثقافة الجماعة وعادات الفرد هما أهم ما يحدد مستقبلهما ؛‪...‬‬

‫وكالهما متجذران عميًقا وراء السلوك ؛‪...‬‬

‫وكالهما يصعب ًّ‬


‫جدا تغييرهما ؛‪...‬‬

‫وكالهما نتجا عن ظروف خارجية استمرت لفترة طويلة ؛‪...‬‬

‫وعلى كليهما تنطبق نفس القواعد في التغيير ؛‪...‬‬

‫كيف نستطيع تغيير الثقافة ! ! ؟‬

‫لنبدأ بعادات الفرد ‪...‬‬

‫أفضل طرق تغييرها هو تغيير عادة محورية واحدة فقط بتغييرها تتغير الكثير من األمور ( وقد وضحنا ذلك في منشور‬
‫سابق بعنوان " العادة المحورية " ) ؛‪...‬‬

‫والسؤال األهم اآلن‪:‬‬

‫هل يمكن أن ينطبق هذا الكالم على الجماعات ؟ ‪...‬‬

‫أي‪ :‬هل يمكن أن تقوم قيادة جماعة ما بتبني قيمة محورية واحدة فقط ِّ‬
‫تبنًيا حقيقيًّا جديًّا فتغير كل شيء تقر ًيبا في الجماعة‬
‫بهذه القيمة ؟‪...‬‬

‫الكثير من القصص في المنظمات المعاصرة وفي تجارب الشعوب في التاريخ تقول نعم‪...‬‬

‫فبدل أن تستلم قيادة الجماعة ملفات عديدة ًّ‬


‫جدا للمشاكل وتبدأ بوضع الخطط والحلول لها وتواجهها الكثير من العقبات في‬
‫مراحل التنفيذ وتشتت طاقاتها وتركيزها‪ ،‬بدل ذلك يمكن أن تستلم القيادة قيمة محورية واحدة فقط لو نجحت في غرسها‬
‫مختلفا عن سابقه وسيكون هذا الواقع عميًقا عصيًّا على‬
‫ً‬ ‫تماما‬
‫جديدا ً‬
‫اقعا ً‬
‫وتحويلها إلى واقع فإن هذه القيمة ستخلق و ً‬
‫االنتكاس بعد فترة معتبرة من الزمن‪.‬‬

‫كيف نختار القيمة المحورية ؟‬

‫• ال بد أن تكون القيمة من القيم األخالقية العليا التي ال يختلف أحد عليها ويصعب تفسيرها تفسيرات أخرى حتى يتم قبولها‬
‫من أكبر عدد ممكن من القيادات داخل الجماعة‪.‬‬

‫• أن تكون القيمة على عالقة بالكثير من النشاطات واألعمال التي تتم في الجماعة بحيث لو تغيرت سينعكس تغيرها على‬
‫كل شيء‪.‬‬

‫**********************************‬
‫معيار إضافيًّا وهو أن تصلح هذه القيمة لكل الجماعات والمنظمات‬
‫ًا‬ ‫وفي واقع كواقعنا من المفيد ًّ‬
‫جدا أن نجد قيمة تحمل‬
‫والشعب ككل‪.‬‬

‫محصور في‬
‫ًا‬ ‫ألن التركيز على قيمة واحدة وتجسيدها في كل مكان سينعكس على األماكن األخرى ولن يبقى األمر داخليًّا‬
‫جماعة بل سيتحول إلى ثقافة شعب ثائر على طريق النهوض‪.‬‬

‫القيمة المحورية التي تستوفي كل هذه الشروط هي قيمة العدل‪.‬‬

‫فقيمة العدل قيمة مطلقة يصعب تفسيرها تفسيرات تفرغها من معناها‪ ،‬وهي كذلك قيمة محورية في كل جماعة ومنظمة وفي‬
‫الشعب ككل‪.‬‬

‫لنسقط هذا الكالم على واقعنا الفلسطيني‪:‬‬

‫لو رفع الظلم وأقيم العدل سترجع الكثير من الكوادر التي هجرت فلسطين وعبرت الحدود في ذهنيتها ( وتمنت لو تيسر لها‬
‫الخروج من هذا البلد الظالم أهله ) بسبب الظلم الواقع عليها‪.‬‬

‫لو رفع الظلم وأقيم العدل لتولى أصحاب الكفاءات المناصب التي يستحقونها‪.‬‬

‫لو رفع الظلم وأقيم العدل لوزعت العطايا داخل المجتمع بالعدل‪.‬‬

‫لو رفع الظلم وأقيم العدل لرأينا محاكم يحاكم فيها القوي والضعيف سواء بسواء‪.‬‬

‫لو رفع الظلم وأقيم العدل لتخلصنا من تجاوزات األجهزة األمنية‪.‬‬

‫لو رفع الظلم وأقيم العدل لعادت للجماعات المجاهدة جاذبيتها وحاضنتها الشعبية وأقبلت عليها الكوادر من المدنيين لدعمها‬
‫احدا ال يمكن أن ينفصال‪.‬‬
‫نسيجا و ً‬
‫ً‬ ‫ومساعدتها وأصبحا‬

‫عندها ستصبح الجماعة قوي ًة متماسك ًة‪ ،‬وعندها سيزيد والء عناصر الجماعة لقيادتها وعندها ستتخلص الجماعة من كثير‬
‫من المتنفذين الظلمة داخلها؛ وعندها ستصبح هذه الجماعة عصية على التفرق‪.‬‬

‫كبير على طريق استحقاق النصر من هللا سبحانه وتعالى‪.‬‬ ‫بل أقول‪ :‬عندها سنكون قطعنا شو ً‬
‫طا ً ا‬

‫سؤال أخير ال بد أنه يتبادر إلى الذهن‪ :‬كيف سنفعل ذلك؟‬

‫حتى لو تبنت قيادة الجماعة؛ قيمة العدل كيف ستحولها إلى واقع؟‬

‫لهذا حديث آخر ‪..‬‬

‫أين المشمرون !‬

‫*************‬
‫االستراتيجيات العشر للتحكم في الشعوب ‪ -‬نعوم تشومسكي‬

‫أوالا‪ -‬استراتيجية اإللهاء‪:‬‬

‫هذه اإلستراتيجية عنصر أساسي في التحكم بالمجتمعات‪ ،‬وهي تتمثل في تحويل انتباه الرأي العام عن المشاكل الهامة‬
‫والتغييرات التي تقررها النخب السياسية واالقتصادية‪ ،‬ويتم ذلك عبر وابل متواصل من اإللهاءات والمعلومات التافهة‪.‬‬
‫إستراتيجية اإللهاء ضرورية أيضا لمنع العامة من االهتمام بالمعارف الضرورية في ميادين مثل العلوم‪ ،‬االقتصاد‪ ،‬علم‬
‫النفس‪ ،‬بيولوجيا األعصاب وعلم الحواسيب‪" .‬حافظ على تشتت اهتمامات العامة‪،‬‬

‫بعيدا عن المشاكل االجتماعية الحقيقية‪ ،‬واجعل هذه االهتمامات موجهة نحو مواضيع ليست ذات أهمية حقيقية‪ .‬اجعل‬
‫الشعب منشغال‪ ،‬منشغال‪ ،‬منشغال‪ ،‬دون أن يكون له أي وقت للتفكير‪ ،‬وحتى يعود للضيعة مع بقية الحيوانات"‪( .‬مقتطف‬
‫من كتاب أسلحة صامتة لحروب هادئة)‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬ابتكار المشاكل‪ ..‬ثم تقديم الحلول‪:‬‬

‫هذه الطريقة تسمى أيضا “المشكل ‪ -‬ردة الفعل – الحل"‪ .‬في األول نبتكر مشكال أو "موقفا" متوقــعا لنثير ردة فعل معينة‬
‫من قبل الشعب‪ ،‬وحتى يطالب هذا األخير باإلجراءات التي نريده أن يقبل بها‪ .‬مثال‪ :‬ترك العنف الحضري يتنامى‪ ،‬أو‬
‫تنظيم تفجيرات دامية‪ ،‬حتى يطالب الشعب بقوانين أمنية على حساب حريته‪ ،‬أو‪ :‬ابتكار أزمة مالية حتى يتم تقبل التراجع‬
‫على مستوى الحقوق االجتماعية وتردي الخدمات العمومية كشر ال بد منه‪.‬‬

‫التدرج‪:‬‬
‫اتيجية ّ‬
‫ثالث ا‪ -‬استر ّ‬
‫لكي يتم قبول إجراء غير مقبول‪ ،‬يكفي أن يتم تطبيقه بصفة تدريجية‪ ،‬مثل أطياف اللون الواحد (من الفاتح إلى الغامق)‪،‬‬
‫على فترة تدوم ‪ 10‬سنوات‪ .‬وقد تم اعتماد هذه الطريقة لفرض الظروف السوسيو‪-‬اقتصادية الجديدة بين الثمانينات‬
‫والتسعينات من القرن السابق‪ :‬بطالة شاملة‪ ،‬هشاشة‪ ،‬مرونة‪ ،‬تعاقد خارجي ورواتب ال تضمن العيش الكريم‪ ،‬وهي تغييرات‬
‫كانت ستؤدي إلى ثورة لو تم تطبيقها دفعة واحدة‪.‬‬

‫اتيجية المؤجَّل‪:‬‬
‫رابعا‪ -‬استر ّ‬
‫وهي طريقة أخرى يتم االلتجاء إليها من أجل إكساب الق اررات المكروهة القبول وحتى يتم تقديمها كدواء "مؤلم ولكنه‬
‫ضروري"‪ ،‬ويكون ذلك بكسب موافقة الشعب في الحاضر على تطبيق شيء ما في المستقبل‪ .‬قبول‬

‫تضحية مستقبلية يكون دائما أسهل من قبول تضحية حينية‪ .‬أوال ألن المجهود لن يتم بذله في الحين‪ ،‬وثانيا ألن الشعب له‬
‫دائما ميل ألن يأمل بسذاجة أن "كل شيء سيكون أفضل في الغد"‪ ،‬وأنه سيكون بإمكانه تفادي التضحية المطلوبة في‬
‫المستقبل‪ .‬وأخيرا‪ ،‬يترك كل هذا الوقت للشعب حتى يتعود على فكرة التغيير ويقبلها باستسالم عندما يحين أوانها‪.‬‬

‫خامس ا‪ -‬مخاطبة الشعب كمجموعة أطفال صغار‪:‬‬

‫تستعمل غالبية اإلعالنات الموجهة لعامة الشعب خطابا وحججا وشخصيات ونبرة ذات طابع طفولي‪ ،‬وكثي ار ما تقترب من‬
‫مستوى التخلف الذهني‪ ،‬وكأن المشاهد طفل صغير أو معوق ذهنيا‪ .‬كلما حاولنا مغالطة المشاهد‪ ،‬كلما زاد اعتمادنا على‬
‫تلك النبرة‪ .‬لماذا؟ "إذا خاطبنا شخصا كما لو كان طفال في سن الثانية عشر‪ ،‬فستكون لدى هذا الشخص إجابة أو ردة فعل‬
‫مجردة من الحس النقدي بنفس الدرجة التي ستكون عليها ردة فعل أو إجابة الطفل ذي اإلثني عشر عاما"‪( .‬مقتطف من‬
‫كتاب أسلحة صامتة لحروب هادئة)‪.‬‬

‫سادس ا‪ -‬استثارة العاطفة بدل الفكر‪:‬‬

‫استثارة العاطفة هي تقنية كالسيكية تُستعمل لتعطيل التحليل المنطقي‪ ،‬وبالتالي الحس النقدي لألشخاص‪ .‬كما أن استعمال‬
‫المفردات العاطفية يسمح بالمرور لالوعي حتى يتم زرعه بأفكار‪ ،‬رغبات‪ ،‬مخاوف‪ ،‬نزعات‪ ،‬أو سلوكيات‪.‬‬

‫الشعب في حالة جهل وحماقة‪:‬‬


‫سابعا‪ -‬إبقاء ّ‬
‫العمل بطريقة يكون خاللها الشعب غير قادر على استيعاب التكنولوجيات والطرق المستعملة للتحكم به واستعباده‪" .‬يجب أن‬
‫تكون نوعية التعليم المقدم للطبقات السفلى هي النوعية األفقر‪ ،‬بطريقة تبقى إثرها الهوة المعرفية التي تعزل الطبقات السفلى‬
‫عن العليا غير مفهومة من قبل الطبقات السفلى" (مقتطف من كتاب أسلحة صامتة لحروب هادئة)‪.‬‬

‫الرداءة‪:‬‬
‫الشعب على استحسان ّ‬
‫ثامنا‪ -‬تشجيع ّ‬
‫تشجيع الشعب على أن يجد أنه من "الرائع" أن يكون غبيا‪ ،‬همجيا وجاهال‪.‬‬

‫التمرد باإلحساس بالذنب‪:‬‬


‫تاسع ا‪ -‬تعويض ّ‬
‫جعل الفرد يظن أنه المسؤول الوحيد عن تعاسته‪ ،‬وأن سبب مسؤوليته تلك هو نقص في ذكائه وقدراته أو مجهوداته‪ .‬وهكذا‪،‬‬
‫عوض أن يثور على النظام االقتصادي‪ ،‬يقوم بامتهان نفسه ويحس بالذنب‪ ،‬وهو ما يولد دولة اكتئابية يكون أحد آثارها‬
‫االنغالق وتعطيل التحرك‪ .‬ودون تحرك ال وجود للثورة!‬

‫مما يعرفون أنفسهم‪:‬‬


‫عاش ار وأخي ار‪ -‬معرفة األفراد أكثر ّ‬
‫خالل الخمسين سنة الماضية‪ ،‬حفرت التطورات العلمية المذهلة هوة ال تزال تتسع بين المعارف العامة وتلك التي تحتكرها‬
‫وتستعملها النخب الحاكمة‪ .‬فبفضل علوم األحياء‪ ،‬بيولوجيا األعصاب وعلم النفس التطبيقي‪ ،‬توصل "النظام" إلى معرفة‬
‫متقدمة للكائن البشري‪ ،‬على الصعيدين الفيزيائي والنفسي‪ .‬أصبح هذا "النظام" قاد ار‬

‫على معرفة الفرد المتوسط أكثر مما يعرف نفسه‪ ،‬وهذا يعني أن النظام ‪ -‬في أغلب الحاالت ‪ -‬يملك سلطة على األفراد‬
‫أكثر من تلك التي يملكونها على أنفسهم‪.‬‬

‫***************‬

You might also like