Professional Documents
Culture Documents
فنون السيطرة وغسيل الدماغ
فنون السيطرة وغسيل الدماغ
غسيل الدماغ...
أن أجعلك تصنع ما أريد ،بالطريقة التي أريد ،وأنت تعتقد أنك سيد قرارك.
األدوات ...صناعة األزمات (الصدمات)
********
اإلدارة باألزمات تقوم على افتعال األزمات ،وايجادها من عدم كوسيلة للتغطية والتمويه على المشاكل القائمة التي تواجه
الكيان اإلداري ،فنسيان مشكلة ما ،يتم فقط عندما تحدث مشكلة أكبر وأشد تأثي ًار ،بحيث تطغى على المشكلة القائمة ،وهكذا
يظل الكيان اإلداري المهترئ يتعرض ألزمة تلو أزمة ،وتتعاقب عليه األزمات متالحقة حتى يتم تدميره بالكامل .أو يهدي
هللا إليه من يأخذ بيده إلى بر النجاة.
ومن هنا يطلق البعض على اإلدارة باألزمات علم صناعة األزمة للتحكم والسيطرة على اآلخرين .واألزمة المصنوعة
المخلقة ،لها مواصفات حتى تبدو حقيقية ،وحتى تؤتي ثمارها ،وأهم مواصفاتها هي اإلعداد المبكر ،وتهيئة المسرح األزموي،
وتوزيع األدوار على قوى صنع األزمة ،واختيار التوقيت المناسب لتفجيرها ،وايجاد المبرر والذريعة لهذا التفجير.
ولألزمة المصنوعة إيقاع سريع متدفق األحداث ،ومتالحق التتابع ،ومتراكم اإلف ارزات والنتائج ،وكل منها تصب في سبيل
تحقيق الهدف المراد الوصول إليه ،فلكل أزمة مصنوعة هدف يتعين أن تصل إليه ،وبدون تحقيق هذا الهدف لن يتالشى
الضغط األزموي ،أو يخف التأثير العنيف الصاخب إلف ارزات األزمة ،وكذا لن تهدأ قوى صنع األزمة أو تتراجع حتى تحقيق
هذا الهدف.
ومن ثم وللتعامل مع األزمات المفتعلة أو المصنوعة يتعين أن تحصل على إجابات سريعة ووافية عن األسئلة التالية:
• ما المدى الذي ال يتعين أن تتجاوزه قوى الضغط األزموي؟ وما هي المحاذير الموضوعة لكل منها؟ والحدود المتفق عليها
بينها؟
*******
هنا يستحيل أن يخطر ببالك أن تطلب عصير ..وهذا األسلوب يسمى :أسلوب التأطير.
وهذا األسلوب يجعل عقلك ينحصر في اختيارات محددة فرضت عليك ال إرادياً ،ومنعت عقلك من البحث عن جميع
االختيارات المتاحة! ..
البعض يمارس ذلك دون إدراك ..والبعض يفعله بهندسة وذكاء!! ..
☜ والقوة الحقيقية عندما نمارس هذا األسلوب بقصد ..أي عندما أجعلك تختار ما أريد أنا بدون أن تشعر أنت! ..
☜ تقول أم لطفلها :ما رأيك ..هل تذهب للفراش الساعة الثامنة أم التاسعة؟ ..
الطفل سيختار التاسعة ..وهو ما تريده األم مسبقاً دون أن يشعر أنه مجبر لفعل ذلك بل يشعر أنه هو من قام باالختيار!
ففي حادث تحطم طائرة تجسس أمريكية في األجواء الصينية ..وبعد توتر العالقات بين البلدين خرج الرئيس األمريكي
وقال :إن اإلدارة األمريكية تستنكر تأخر الصين في تسليم الطائرة األمريكية
وجاء الرد قاسي من الحكومة الصينية بأنهم سوف يقومون بتفتيش الطائرة للبحث عن أجهزة تنصت قبل تسليمها ..
ولكن الخطاب األمريكي جعل القضية هي التأخير وليس تسليم الطائرة ! ..
☜ في حرب احتالل العراق من قبل القوات األمريكية 2003م ؛كانت المعركة الفاصلة هي معركة المطار ..فقامت وسائل
اإلعالم بتعبئة الطرفين على أن المعركة الحاسمة هي معركة المطار ..
فأصبحت جميع وحدات القوات المسلحة العراقية تترقب هذه المعركة ..
وعندما سقط المطار شعر الجميع أن العراق كله سقط وماتت الروح المعنوية للجنود العراقيين ..
☜ اآلن تلعب وسائل اإلعالم نفس اللعبة في مجتمعاتنا المنهكة بالجهل وانعدام الوعي وهذا فقط أسلوب واحد من عدد من
األساليب التي تجعلك ال ترى إال ما أريد أنا.
وهو أسلوب قوي في قيادة اآلخرين والرأي العام من خالل وضع خيارات وهمية تقيد تفكير الطرف اآلخر.
وهكذا اإلعالم دائماً ما يضع الحدث في إطار يدعم به القضية التي يريدها.
👌 انتبه أخي وأختي لكل سؤال يقال لك ..أو خبر ..أو معلومة تصلك ..فإنه قد يسلبك عقلك وقرارك وقناعاتك ..
سوف يقيدك ..
اعلم ....كلما زاد وعي اإلنسان ومعرفته ..استطاع أن يخرج من هذه األطر والقيود التي يضعوها لنا.
*******
نظرية الصدمة:
في خمسينيات القرن العشرين فكر طبيب نفساني كندي يدعي :دونالد كاميرون بفكرة شيطانية.
حيث أراد أن يعثر على طريقة يستطيع من خاللها أن يغير أفكار اإلنسان بشكل كامل أي أن يصنع من إنسان ما إنساناً
جديداً مختلفاً تماماً بأفكاره وعواطفه وقناعاته.
ولكي يصنع كاميرون اإلنسان الجديد الذي يريد ال بد أوالً من أن يلغي اإلنسان القديم
وحتى يفعل ذلك عليه أن يعرضه لصدمة كبيرة تلغي الماضي وتلغي اإلحساس أيضاً بالحاضر.
حيث كان يعرضهم لصدمات كهربائية شديدة ويعطيهم عقاقير مهلوسة حتى يفقد المرضى ذاكرتهم.
وكان يعطل جميع حواسهم بأن يضعهم في أماكن يسودها ظالم دامس وصمت مطبق فال يشعرون بشيء من حولهم حتى
يفقدهم إحساسهم بالواقع من حولهم.
وقد طورتها بعد ذلك وطبقتها على عدد من معتقالتها منها غوانتنامو وأبو غريب وغيرها.
الفكرة األساسية في نظرية الصدمة هي أنك :إذا أردت أن تجعل الطرف اآلخر ملكاً لك وألفكارك وق ارراتك فعليك أن
تخضعه لصدمة كبيرة تجعله مستسلماً لكل ما تلقنه له.
في نفس الوقت الذي كان يجري هذا الشيطان أبحاثه في كندا ظهر في شيكاغو شيطان آخر في مجال االقتصاد يدعى
ميلتون فريدمان ليطبق نظرية الصدمة لكن هذه المرة لم يكن التطبيق على األفراد بل على الشعوب.
كانت غاية فريدمان من نظريته التي وضعها السماح للشركات العالمية عابرة القارات أن تتحكم في اقتصاد بلدان بأكملها !
فبما أن الشعوب ال تقبل إطالقاً أن تصبح حياتها واقتصادها بيد حفنة من رجال األعمال األجانب فال بد إذاً من صدمة...
صدمة كبيرة ألهل البلد تجعلهم فاقدي الوعي حتى يقبلوا بالتغييرات الجديدة !
أول بلد تم تطبيق النظرية عليه هو تشيلي الذي كان نظام االقتصاد فيه شيوعياً !
بدأ األمر بتدبير انقالب عسكري فيه دعمته الواليات المتحدة األمريكية برئاسة نيكسون.
ارتفاع كبير في األسعار ،وأعمال شغب ،واعتقاالت تعسفية ،وخطف علني في وضح النهار ،وفوضى عارمة في البالد،
وارتفاع في مستويات البطالة.
وكانت المصائب تتدفق كلها دفعة واحدة حتى أصيب الناس عندها بالشلل في التفكير والفهم فلم يعودوا يفهمون ماذا يجري
ولماذا وكيف الخالص !
في لحظة الصدمة هذه تم عرض الحلول الممنهجة الواضحة العملية التي ستنقذ البلد من الكارثة وذلك بأن تتحول تشيلي
إلى اقتصاد السوق الحرة ،أي أن ترفع الدولة يدها عن االقتصاد بشكل كامل لتسوده الشركات األمريكية العالمية عابرة
القارات.
حيث طبقت هذه النظرية على عدة بلدان من أمريكا الجنوبية ثم على االتحاد السوفييتي ثم على العراق وغيرها !
ومن الجدير بالذكر هنا أن دونالد رامسفيلد وزير الدفاع األمريكي إبان حرب العراق كان يوماً ما تلميذ د .فريدمان في
الجامعة!
تقول نظرية الصدمة :عندما يغيب وعي الشعب ويعجز عن فهم وادراك ما يدور حوله وال يلوح له في األفق أي حل
ممكن التطبيق يخرجه من واقعه السيء سيقع عندها في الصدمة وعندها سيصبح مستعداً لقبول حلول خارجية جاهزة كان
من المستحيل أن يقبلها سابق ًا.
*******
الجمهور أنثى !!!
-1التطرف :فإذا تعاطفت مع شخص ما ،يتحول هذا التعاطف الى تقديس وعبادة ،واذا نفرت منه ،يتحول هذا النفور الى
حقد ،فال يوجد عندها حلول وسط.
-2سرعة االنفعال :فتنتقل بسرعة كبيرة من عاطفة الى نقيضها ..نفس الشخص الذي كانت تمجده وتقدسه في لحظة
ما ،بسبب موقف ما ،تنتقل مباشرة الى عاطفة نقيضة بسرعة.
حديث الرسول "عليه الصالة والسالم " أريت النار فإذا أكثر أهلها النساء يكفرن .قيل أيكفرن باهلل؟ قال :يكفرن العشير،
ويكفرن اإلحسان ،لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك ً
شيئا ،قالت :ما رأيت منك خير قط )
في لحظة واحدة مباشرة تنتقل من أقصى اليمين الى أقصى اليسار.
-3سرعة التصديق والسذاجة :انتشار الخبر بين الجماهير يكون سريعا جداً وذلك بسبب سرعة تصديقها وسذاجتها،
لذلك الفكرة مهما كانت ضعيفة ويصعب تصديقها يمكن لها أن تنتشر انتشار النار في الهشيم بين الجماهير ألنها تتأثر
باألفكار المثيرة أكثر من االفكار الواقعية.
إذن شرط انتشار الفكرة بين الجماهير ليس كونها قابلة للتصديق او أن تكون واقعية أو منطقية ،بل أن تكون غريبة ومثيرة.
إذن كلما كانت الفكرة أكثر إثارة كلما كانت قابلية انتشارها بين الناس أكبر ،وهذا يفسر انتشار اإلشاعات أكثر من الحقائق.
-4التبسيط والتضخيم :الجماهير تأخذ كل شيء ببساطة فال تستطيع أن تشكل نظرة معقدة عن قضية معينة أو شخص
معين ،بمعنى أن هذا الشخص له إيجابيات وعليه سلبيات ..فهو عندها ،إما رائع جداً واما سيئ جداً !
ثم بعد أن تأخذ هذا الموقف تقوم بتضخيمه إلى درجة كبيرة ،فإذا كان لديها ثقة في شخص ما ،فإنها تعطيه أكبر بكثير من
حجمه ،فتجعله يفهم في كل شيء!
-5التعصب واالستبداد :نزقة ،متعصبة ،مستبدة ،ال تقبل النقاش فيما يتعلق بما تحبه وتقدسه.
فإذا أحبت الجماهير شخصاً أصبحت من الناحية العاطفية كأنها تعبده ،فكل ما يقوله صحيح ،وال يمكن أن يقول شيئاً
خاطئاً.
*********
أثر الجماعة على الفرد:
يقول العلماء:
بمجرد انضمام االنسان الى جماعة ما؛ فإن مستوى الوعي لديه ينخفض كثي اًر.
تؤثر الجماعة على الفرد إلى درجة أنها قد تنزع عنه بعض صفاته الشخصية وتفرض عليه صفات جديدة ،هي صفات
الجماعة.
أمثلة:
رجل بخيل يصبح كريماً في حفالت جمع التبرعات فيتعهد أمام الناس بدفع مبلغ من الناس متأث ار بالسلوك الجمعي الذي
يحيط به ،وفي الغالب أن معظم هؤالء يتراجعون ويتهربون عن وعودهم بعد أن يغادروا هذا الجمع ويرجعوا إلى بيوتهم.
واالعتقاد هنا أنهم في اللحظة التي قالوا فيها أنهم سيدفعون االموال كانوا صادقين ،ولم يقولوا ذلك ال من باب الرياء وال
الكذب ... .كانوا فعالً في تلك اللحظة كريمين كرم مؤقت وذلك بفعل تأثير الجماعة عليهم.
وبعد أن انتهى الحفل ورجعوا إلى بيوتهم وخلوا إلى أنفسهم راحت السكرة وجاءت العبرة وأحسوا بالمأزق الذي ورطوا أنفسهم
فيه ،انسحبوا.
بعض الذين شاركوا في مظاهرات االنتفاضة ،والذين كانوا ُيعرفون بجبنهم ...
مجرد وجوده مع مجموع الشباب يجعله يقوم بأعمال بطولية لم يكن يتخيل أن يعملها منفردًا.
التفسير:
-1الشعور العارم بالقوة ...فبمجرد انضمام االنسان لجماعة ينتابه هذا الشعور ويحس ان المسؤولية تختلف عنه كثي ار
والمحاسبة تخف عنه ألنه أصبح جزًء من جماعة فالكثير من الممارسات التي كان ال يجرؤ ان يقوم بها عندما يكون فردا
يقوم بها عندما يصبح جزء من هذه الجماعة خاصة إذا كان الجمهور سيئاً ويصبح االنسان يشعر بالقوة فيقوم بالكثير من
الممارسات السيئة التي ال يقوم بها فيما لو كان فردا..
يقول سبحانه وتعالى "كال إن االنسان ليطغى أن رآه استغنى" يعني بمجرد أن يشعر اإلنسان بالقوة سيقوم بأمور لم يكن
ليقوم بها لو كان يشعر بالضعف.
-2العدوى ..كل شيء يعدى ،العواطف معدية ،الحماس يعدى والشجاعة معديه والكرم يعدي والبخل أيضا يعدي ..إذا
انت تفرجت على مباراة رياضية على التلفاز ووضعت التلفاز على الصامت وما استمعت الى كالم المذيع وال لهتافات
الجماهير لن تستطيع ان تكون بنفس الحماس كما لو كنت تتفرج على المباراة والصوت مرتفع ،الن صوت المذيع وهتافات
الجماهير تنتقل إليك وتعديك بحماسها ،فإذا كان المذيع متحمسا ستستمتع بالمباراة أكثر مما لو كان المذيع بارداً ،الن
الحماس يعدي.
*************
القيمة المحورية و ثقافة الجماعة :
ثقافة الجماعة :هي جملة السلوكيات المشتركة التي يقوم بها أبناء الجماعة
وهي النظير المقابل لعادات الفرد فهما متشابهان في أمور كثيرة ًّ
جدا...
أفضل طرق تغييرها هو تغيير عادة محورية واحدة فقط بتغييرها تتغير الكثير من األمور ( وقد وضحنا ذلك في منشور
سابق بعنوان " العادة المحورية " ) ؛...
أي :هل يمكن أن تقوم قيادة جماعة ما بتبني قيمة محورية واحدة فقط ِّ
تبنًيا حقيقيًّا جديًّا فتغير كل شيء تقر ًيبا في الجماعة
بهذه القيمة ؟...
الكثير من القصص في المنظمات المعاصرة وفي تجارب الشعوب في التاريخ تقول نعم...
• ال بد أن تكون القيمة من القيم األخالقية العليا التي ال يختلف أحد عليها ويصعب تفسيرها تفسيرات أخرى حتى يتم قبولها
من أكبر عدد ممكن من القيادات داخل الجماعة.
• أن تكون القيمة على عالقة بالكثير من النشاطات واألعمال التي تتم في الجماعة بحيث لو تغيرت سينعكس تغيرها على
كل شيء.
**********************************
معيار إضافيًّا وهو أن تصلح هذه القيمة لكل الجماعات والمنظمات
ًا وفي واقع كواقعنا من المفيد ًّ
جدا أن نجد قيمة تحمل
والشعب ككل.
محصور في
ًا ألن التركيز على قيمة واحدة وتجسيدها في كل مكان سينعكس على األماكن األخرى ولن يبقى األمر داخليًّا
جماعة بل سيتحول إلى ثقافة شعب ثائر على طريق النهوض.
فقيمة العدل قيمة مطلقة يصعب تفسيرها تفسيرات تفرغها من معناها ،وهي كذلك قيمة محورية في كل جماعة ومنظمة وفي
الشعب ككل.
لو رفع الظلم وأقيم العدل سترجع الكثير من الكوادر التي هجرت فلسطين وعبرت الحدود في ذهنيتها ( وتمنت لو تيسر لها
الخروج من هذا البلد الظالم أهله ) بسبب الظلم الواقع عليها.
لو رفع الظلم وأقيم العدل لتولى أصحاب الكفاءات المناصب التي يستحقونها.
لو رفع الظلم وأقيم العدل لوزعت العطايا داخل المجتمع بالعدل.
لو رفع الظلم وأقيم العدل لرأينا محاكم يحاكم فيها القوي والضعيف سواء بسواء.
لو رفع الظلم وأقيم العدل لعادت للجماعات المجاهدة جاذبيتها وحاضنتها الشعبية وأقبلت عليها الكوادر من المدنيين لدعمها
احدا ال يمكن أن ينفصال.
نسيجا و ً
ً ومساعدتها وأصبحا
عندها ستصبح الجماعة قوي ًة متماسك ًة ،وعندها سيزيد والء عناصر الجماعة لقيادتها وعندها ستتخلص الجماعة من كثير
من المتنفذين الظلمة داخلها؛ وعندها ستصبح هذه الجماعة عصية على التفرق.
كبير على طريق استحقاق النصر من هللا سبحانه وتعالى. بل أقول :عندها سنكون قطعنا شو ً
طا ً ا
حتى لو تبنت قيادة الجماعة؛ قيمة العدل كيف ستحولها إلى واقع؟
أين المشمرون !
*************
االستراتيجيات العشر للتحكم في الشعوب -نعوم تشومسكي
هذه اإلستراتيجية عنصر أساسي في التحكم بالمجتمعات ،وهي تتمثل في تحويل انتباه الرأي العام عن المشاكل الهامة
والتغييرات التي تقررها النخب السياسية واالقتصادية ،ويتم ذلك عبر وابل متواصل من اإللهاءات والمعلومات التافهة.
إستراتيجية اإللهاء ضرورية أيضا لمنع العامة من االهتمام بالمعارف الضرورية في ميادين مثل العلوم ،االقتصاد ،علم
النفس ،بيولوجيا األعصاب وعلم الحواسيب" .حافظ على تشتت اهتمامات العامة،
بعيدا عن المشاكل االجتماعية الحقيقية ،واجعل هذه االهتمامات موجهة نحو مواضيع ليست ذات أهمية حقيقية .اجعل
الشعب منشغال ،منشغال ،منشغال ،دون أن يكون له أي وقت للتفكير ،وحتى يعود للضيعة مع بقية الحيوانات"( .مقتطف
من كتاب أسلحة صامتة لحروب هادئة).
هذه الطريقة تسمى أيضا “المشكل -ردة الفعل – الحل" .في األول نبتكر مشكال أو "موقفا" متوقــعا لنثير ردة فعل معينة
من قبل الشعب ،وحتى يطالب هذا األخير باإلجراءات التي نريده أن يقبل بها .مثال :ترك العنف الحضري يتنامى ،أو
تنظيم تفجيرات دامية ،حتى يطالب الشعب بقوانين أمنية على حساب حريته ،أو :ابتكار أزمة مالية حتى يتم تقبل التراجع
على مستوى الحقوق االجتماعية وتردي الخدمات العمومية كشر ال بد منه.
التدرج:
اتيجية ّ
ثالث ا -استر ّ
لكي يتم قبول إجراء غير مقبول ،يكفي أن يتم تطبيقه بصفة تدريجية ،مثل أطياف اللون الواحد (من الفاتح إلى الغامق)،
على فترة تدوم 10سنوات .وقد تم اعتماد هذه الطريقة لفرض الظروف السوسيو-اقتصادية الجديدة بين الثمانينات
والتسعينات من القرن السابق :بطالة شاملة ،هشاشة ،مرونة ،تعاقد خارجي ورواتب ال تضمن العيش الكريم ،وهي تغييرات
كانت ستؤدي إلى ثورة لو تم تطبيقها دفعة واحدة.
اتيجية المؤجَّل:
رابعا -استر ّ
وهي طريقة أخرى يتم االلتجاء إليها من أجل إكساب الق اررات المكروهة القبول وحتى يتم تقديمها كدواء "مؤلم ولكنه
ضروري" ،ويكون ذلك بكسب موافقة الشعب في الحاضر على تطبيق شيء ما في المستقبل .قبول
تضحية مستقبلية يكون دائما أسهل من قبول تضحية حينية .أوال ألن المجهود لن يتم بذله في الحين ،وثانيا ألن الشعب له
دائما ميل ألن يأمل بسذاجة أن "كل شيء سيكون أفضل في الغد" ،وأنه سيكون بإمكانه تفادي التضحية المطلوبة في
المستقبل .وأخيرا ،يترك كل هذا الوقت للشعب حتى يتعود على فكرة التغيير ويقبلها باستسالم عندما يحين أوانها.
تستعمل غالبية اإلعالنات الموجهة لعامة الشعب خطابا وحججا وشخصيات ونبرة ذات طابع طفولي ،وكثي ار ما تقترب من
مستوى التخلف الذهني ،وكأن المشاهد طفل صغير أو معوق ذهنيا .كلما حاولنا مغالطة المشاهد ،كلما زاد اعتمادنا على
تلك النبرة .لماذا؟ "إذا خاطبنا شخصا كما لو كان طفال في سن الثانية عشر ،فستكون لدى هذا الشخص إجابة أو ردة فعل
مجردة من الحس النقدي بنفس الدرجة التي ستكون عليها ردة فعل أو إجابة الطفل ذي اإلثني عشر عاما"( .مقتطف من
كتاب أسلحة صامتة لحروب هادئة).
استثارة العاطفة هي تقنية كالسيكية تُستعمل لتعطيل التحليل المنطقي ،وبالتالي الحس النقدي لألشخاص .كما أن استعمال
المفردات العاطفية يسمح بالمرور لالوعي حتى يتم زرعه بأفكار ،رغبات ،مخاوف ،نزعات ،أو سلوكيات.
الرداءة:
الشعب على استحسان ّ
ثامنا -تشجيع ّ
تشجيع الشعب على أن يجد أنه من "الرائع" أن يكون غبيا ،همجيا وجاهال.
على معرفة الفرد المتوسط أكثر مما يعرف نفسه ،وهذا يعني أن النظام -في أغلب الحاالت -يملك سلطة على األفراد
أكثر من تلك التي يملكونها على أنفسهم.
***************