Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 14

‫ُ‬

‫أساليب إيطاليا املمهدة الحتالل ليبيا‬

‫لاستاذ‪ :‬لزعر نبيل‬


‫جامعة أبي بكر بلقايد – تلمسان‬
‫ﺃﺳﺎﻟﻴﺐ‪05 51‬‬
‫ﺇﻳﻄﺎﻟﻴﺎ ﺍﻟﻤﻤﻬﺪﺓ ﻻﺣﺘﻼﻝ ﻟﻴﺒﻴﺎ‬ ‫ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ‪:‬الهاتف ‪62 39 30 :‬‬
‫رقم‬
‫ﻣﺠﻠﺔ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ‪:‬‬
‫ﻣؤﺳﺴﺔ ﻛﻨﻮﺯ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻟﻠﻨﺸﺮ ﻭﺍﻟﺘﻮﺯﻳﻊ‬ ‫ملخص‪:‬‬
‫ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ‪:‬‬
‫ﻧﺒﻴﻞ القومية سنة ‪ 8111‬تطلعت للحصول على مستعمرات‬ ‫لوحدتها‬ ‫ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ‪:‬إيطاليا‬
‫ﻟﺰﻋﺮ‪،‬‬ ‫ﺍﻟﻤؤﻟﻒبعد تحقيق‬
‫ألاوروبية‪ ،‬فتوجهت أنظارها إلى البحر ألاحمر والشرق إلافريقي‬ ‫باقي الدولﻉ‪12‬‬ ‫على غرار‬
‫ﺍﻟﻤﺠﻠﺪ‪/‬ﺍﻟﻌﺪﺩ‪:‬‬
‫والصومال إلايطالي متجهة نحو إثيوبيا غير أن انهزامها في معركة عدوة‬ ‫ﻧﻌﻢ‬ ‫باحتاللها ارتيريا‬
‫ﻣﺤﻜﻤﺔ‪:‬‬
‫‪ 2017‬ليبيا‪ ،‬خاصة بعد خضوع تونس للسيطرة الفرنسية‪.‬‬ ‫تتجه الحتالل‬ ‫‪ 8186‬جعلها‬
‫ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ‪:‬‬ ‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ‬
‫‪- 67‬في‪55‬أواخر العهد العثماني الثاني بضعف التحصين العسكري‬ ‫تميزت أوضاع ليبيا‬ ‫ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ‪:‬‬
‫‪848664‬التركية قبيل الاحتالل وضعف الوالة وقصر مدة حكمهم‬ ‫‪ :MD‬بعد سحب الحامية‬ ‫ﺭﻗﻢالسيما‬
‫ﻭﻣﻘﺎﻻﺕ وبوصول الاتحاديين لحكم الدولة العثمانية سنة‬ ‫ﺑﺤﻮﺙوالكوليرا‪،‬‬
‫ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻯ‪:‬سنين املجاعة‬
‫ﻧﻮﻉإضافة إلى‬
‫‪ 8811‬زادت الهوة بين السلطة العثمانية والليبيين بفعل سياسة التتريك التي انتهجوها‬
‫‪Arabic‬‬ ‫ﺍﻟﻠﻐﺔ‪:‬‬
‫بالرغم من ذلك التفاهم الذي كان بين السنوسيين والعثمانيين في برقة‪.‬‬
‫ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‪HumanIndex :‬‬
‫دخلت إيطاليا في شبكة من التحالفات والاتفاقيات مع الدول ألاوروبية ومساومتها‬
‫ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﺍﻻﻳﻄﺎﻟﻰ‪ ،‬ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻟﺼﺮﺍﻋﺎﺕ‬ ‫ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ‪:‬‬
‫ملواجهة فرنسا وروسيا ثم‬ ‫‪8114‬‬ ‫والنمسا‬ ‫أملانيا‬ ‫مع‬ ‫حلف‬
‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻠﻴﺒﻰ‪ ،‬ﺍﻻﻃﻤﺎﻉ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ‬ ‫في‬ ‫فدخلت‬ ‫بليبيا‪،‬‬ ‫اد‬‫لالنفر‬
‫‪ https://search.mandumah.com/Record/848664‬في ليبيا‪،‬‬
‫عقدت اتفاقية مع بريطانيا ‪ 8113‬تساند أعمالها في مصر مقابل دعم بريطانيا‬ ‫ﺭﺍﺑﻂ‪:‬‬
‫ثم نجحت في افتكاك اعتراف من حكومة النمسا بإطالق يدها على ليبيا‪ ،‬وبعد اعترافها‬
‫باالحتالل الفرنس ي لتونس عقدت اتفاقية مع فرنسا سنة ‪ 8814‬تشير إلى اطالق يد‬
‫فرنسا على مراكش نظير تصرفها في ليبيا‪ ،‬بعدها انتهزت فرصة ضم النمسا للبوسنة‬
‫والهرسك بعقد اتفاق سري مع روسيا ينص على تأييد مطلب روسيا في فتح مضايق‬
‫البوسفور والدردنيل أمام سفنها وتعهدت روسيا بتأييد مطلبها في ليبيا‪ ،‬وعقب هذه‬
‫التمهيدات في الحقل الدبلوماس ي أخذت تتغلغل في ألاراض ي الليبية ببناء املدارس‬
‫وإرسال البعثات العلمية لرسم الخرائط والجواسيس‬ ‫املخصصة للنشاطات التبشيرية‬
‫© ‪ 2020‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪ .‬ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪.‬‬
‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪.‬‬
‫لجمع املعلومات عن السكان وعالقاتهم بالسلطة‪ ،‬كما قامت بإنشاء خطوط بحرية بين‬
‫ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻭ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ‬
‫الليبيين‬ ‫إيطاليا وليبيا وإقامة فروع لبنك روما باملدن الليبية لالستيالء على أراض ي‬
‫ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﻄﻲ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫ُ‬
‫أساليب إيطاليا املمهدة الحتالل ليبيا‬

‫لاستاذ‪ :‬لزعر نبيل‬


‫جامعة أبي بكر بلقايد – تلمسان‬
‫رقم الهاتف ‪05 51 62 39 30 :‬‬

‫ملخص‪:‬‬
‫بعد تحقيق إيطاليا لوحدتها القومية سنة ‪ 8111‬تطلعت للحصول على مستعمرات‬
‫على غرار باقي الدول ألاوروبية‪ ،‬فتوجهت أنظارها إلى البحر ألاحمر والشرق إلافريقي‬
‫باحتاللها ارتيريا والصومال إلايطالي متجهة نحو إثيوبيا غير أن انهزامها في معركة عدوة‬
‫‪ 8186‬جعلها تتجه الحتالل ليبيا‪ ،‬خاصة بعد خضوع تونس للسيطرة الفرنسية‪.‬‬
‫تميزت أوضاع ليبيا في أواخر العهد العثماني الثاني بضعف التحصين العسكري‬
‫السيما بعد سحب الحامية التركية قبيل الاحتالل وضعف الوالة وقصر مدة حكمهم‬
‫إضافة إلى سنين املجاعة والكوليرا‪ ،‬وبوصول الاتحاديين لحكم الدولة العثمانية سنة‬
‫‪ 8811‬زادت الهوة بين السلطة العثمانية والليبيين بفعل سياسة التتريك التي انتهجوها‬
‫بالرغم من ذلك التفاهم الذي كان بين السنوسيين والعثمانيين في برقة‪.‬‬
‫دخلت إيطاليا في شبكة من التحالفات والاتفاقيات مع الدول ألاوروبية ومساومتها‬
‫لالنفراد بليبيا‪ ،‬فدخلت في حلف مع أملانيا والنمسا ‪ 8114‬ملواجهة فرنسا وروسيا ثم‬
‫عقدت اتفاقية مع بريطانيا ‪ 8113‬تساند أعمالها في مصر مقابل دعم بريطانيا في ليبيا‪،‬‬
‫ثم نجحت في افتكاك اعتراف من حكومة النمسا بإطالق يدها على ليبيا‪ ،‬وبعد اعترافها‬
‫باالحتالل الفرنس ي لتونس عقدت اتفاقية مع فرنسا سنة ‪ 8814‬تشير إلى اطالق يد‬
‫فرنسا على مراكش نظير تصرفها في ليبيا‪ ،‬بعدها انتهزت فرصة ضم النمسا للبوسنة‬
‫والهرسك بعقد اتفاق سري مع روسيا ينص على تأييد مطلب روسيا في فتح مضايق‬
‫البوسفور والدردنيل أمام سفنها وتعهدت روسيا بتأييد مطلبها في ليبيا‪ ،‬وعقب هذه‬
‫التمهيدات في الحقل الدبلوماس ي أخذت تتغلغل في ألاراض ي الليبية ببناء املدارس‬
‫املخصصة للنشاطات التبشيرية وإرسال البعثات العلمية لرسم الخرائط والجواسيس‬
‫لجمع املعلومات عن السكان وعالقاتهم بالسلطة‪ ،‬كما قامت بإنشاء خطوط بحرية بين‬
‫إيطاليا وليبيا وإقامة فروع لبنك روما باملدن الليبية لالستيالء على أراض ي الليبيين‬
‫‪55‬‬
‫ وبعد أن خلقت لنفسها الجو املناسب بفرض نفوذها‬،‫ومراكز البريد للتخطيط لالحتالل‬
.8888 ‫السياس ي والاقتصادي والثقافي بالبالد أعلنت الحرب لغزو ليبيا سبتمبر‬
.‫ إيطاليا – ليبيا – ألاوضاع – الاتفاقيات – التغلغل‬: ‫الكلمات املفتاحية‬

Summary :
By the end of 1870, italy obtained its strong unity . moreover, it wished to
dominate other parts of colonies as a result it focused its political objective on
the red sea and the african east where it colonized iretiria, italian somaly and
ethiopia,in 1896, italy had a great failure through adoua war when it started to
change its direction through colonizing lybia.
By the end of the second othman reign the lybian society was so poor and
weak concerning the military side especially after the failure of the turkich
failure and their short time of reign besides the spread of poverty and disease
as cholera ,in 1908 , the unifiers ruled the othman country as a result there
was a great misundersting between the othman governers and the lybians
despite the confidence that was between the sounousia and othmans in berka.
Later italy engaged in meetings and negociations with the european countries.
It was first done with german and austria in 1882 against France and
russia.later it established a meeting with great britain in 1883 concerning its
tasks in egypt then the british helpful in lybia for italy.
italy succeeded to get a political agreement from the austria government
concerning the lybian colonist. In addition, italy encouraged France to
colonize tunisia then it pointed a meeting withs France in 1902, to agree for
dominatig marakash as a new french colony,later , italy engaged a secrat
meeting with russia to ask for opening the bosfore ana derdanile rivers for its
boats, russia promussed to do the best for italy,after all these friendly and
helpful meetings, italy started to rule and to govern the lybian land where it
built religions schools, it sent scientific reseanchers for drauwig maps and to
send people to collect information about citizens and their relationship with
gouvernment, it also built a seaside line between italy and lybia and it
established small banks from ( roma bank) in lybian towns inorder to
dominate the othen parts of lybia.
After the hard work, italy became strong and powerful politically ,
economically and culturaly. As a result , it confirmed war in lybia in 1911 on
september.
The key words : Italy - lybia – the astnosphere- the agreements –
domination.

56
‫تمهيد ‪:‬‬
‫بعد أن تمكنت إيطاليا من بناء وحدتها القومية سنة ‪ 8111‬تطلعت بأنظارها إلى‬
‫الطرف املقابل لها على البحر املتوسط للحصول على نصيب في الحركة الاستعمارية التي‬
‫بدأتها الدول ألاوروبية في شمال إفريقيا‪.‬‬
‫رغب إلايطاليون تونس بعد أن احتلت فرنسا الجزائر في ‪8131‬م غير أن احتالل‬
‫فرنسا لها أثر كثيرا فيهم واعتبروا ذلك ضربة موجعة ملصالحهم في البحر املتوسط وأدى‬
‫بشعور خيبة أمل في إيطاليا‪ ،‬فأرادوا أن يعوضوا ما فاتهم بالتوسع في منطقة البحر‬
‫ألاحمر وشرق إفريقيا‪ ،‬مما ترتب عليه قيام مستعمرة إرتيريا والصومال إلايطالي واتجاه‬
‫ألاطماع إلايطالية إلى إثيوبيا‪ ،‬ولم يوقفها إال هزيمتها العنيفة في موقعة عدوة سنة‬
‫‪8186‬م فرأت أن طرابلس الغرب هي املنفذ الوحيد بها‪ ،‬فطرابلس تقع على مسافة قريبة‬
‫من إيطاليا ولها أهمية استراتيجية في البحر املتوسط‪ ،‬وقد ساهم ضعف الدولة‬
‫العثمانية في دخول إيطاليا حلبة الصراع موجهة أنظارها إلى ليبيا‪ ،‬فأصبحت ليبيا‬
‫كغيرها من الواليات العثمانية مهددة‪ ،‬ورغم اهتمام إيطاليا بها منذ أواخر النصف الثاني‬
‫ّ‬
‫من القرن التاسع عشر إال أن احتاللها تم في سنة ‪ 8888‬ومن هنا نطرح التساؤل التالي ‪:‬‬
‫كيف استطاعت إيطاليا أن تحصل على مستعمرة ليبيا أمام القوى الدولية ألاوروبية ؟‬
‫وما هي ألاساليب التي اتبعتها في ذلك ؟‪.‬‬
‫‪ -0‬أوضاع ليبيا أواخر العهد العثماني الثاني ‪:‬‬
‫تشكلت ليبيا الحديثة بحدودها املعروفة آلان في ظل الاستعمار إلايطالي‪ ،‬وفي العهد‬
‫السابق لم يكن استخدام كلمة ليبيا شائعا بل تعرف بواليتي برقة وطرابلس‪ ،‬وفي العهد‬
‫العثماني كانت إدارة الواليتين مقصورة تقريبا على املناطق الساحلية ‪.1‬‬
‫تولى شؤون ليبيا خالل العهد العثماني الثاني ‪ 8131‬و ‪ 8888‬وهي السنة التي هاجمت فيها‬
‫إيطاليا ليبيا ثالثة وثالثون واليا‪ ،‬بينهم ثالثة حكموا نحو ثالثين سنة‪ ،‬وأما الباقون فقد‬
‫كان معدل والية الواحد منهم أقل من سنة‪ ،‬فلم يكن باستطاعة هؤالء القيام بعمل‬
‫ّ‬
‫جدي في الوالية‪ ،‬يضاف إلى ذلك أن الكثير من هؤالء الوالة لم يكونوا مقتدرين ‪.2‬‬

‫‪ -1‬صالح العقاد ‪ ،‬ليبيا املعاصرة ‪ ،‬املطبعة الفنية الحديثة ‪ ،8811 ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ -2‬نقوال زيادة ‪ ،‬محاضرات في تاريخ ليبيا من الاستعمار الايطالي إلى الاستقالل ‪ ،‬املطبعة الكمالية ‪ ،‬نشر معهد‬
‫الدراسات العربية العالية لجامعة الدول العربية ‪ ، 8811 ،‬ص ‪.14‬‬
‫‪57‬‬
‫صرف الوالة العثمانيون كل وقتهم في والية طرابلس الغرب في محاوالت مستمرة‬
‫للقضاء على ثورات أهل البالد السيما التي قامت في معظم أنحاء الوالية‪ ،‬فقد تزعم‬
‫عثمان أغا الثورة في مصراته وفي يفرن في الجبل الغربي فقد كان قائد الثورة غومة‬
‫املحمودي وفي فران عبد الجليل سيف النصر‪ ،‬وكانت هذه الثورات مظهرا من مظاهر‬
‫حب الحرية لدى القبائل العربية في ليبيا ورفض الخضوع للسيطرة ألاجنبية‪ ،‬ونجحت في‬
‫إجهاد سلطة الحكومة العثمانية في الوالية وإضعافها ‪.1‬‬
‫من سمات هذه الفترة من الحكم العثماني ازدياد النشاط ألاوروبي في طرابلس إذ حاول‬
‫القناصل ألاوروبيين في هذه الوالية مثلما فعلوا في واليات الدولة العثمانية عامة‬
‫استغالل امتيازاتهم بحيث صار لهم دور كبير في إدارة الوالية‪.‬‬
‫وفي خالل هذه الفترة من تاريخ طرابلس الغرب انتشر السخط بين ألاهالي فإن‬
‫التنظيمات العثمانية التي صدرت منذ نهاية الثلث الثاني من القرن ‪ 88‬كانت تقوم على‬
‫تدعيم النظام املركزي وتشديد قبضة الدولة على والياتها وإلغاء ما كانت تتمتع به قبل‬
‫ذلك من امتيازات‪ ،‬خصوصا وأن ذلك في نظر الدولة هو الوسيلة الفعالة ملواجهة‬
‫ألاخطار الاستعمارية‪ ،‬ولذلك فإن الحكم العثماني في طرابلس الغرب كان يتسم خالل‬
‫ّ‬
‫هذه الفترة باملركزية رغم أن النظام الالمركزي كان هو ألانسب بحكم موقع الوالية ‪.2‬‬
‫أثناء القرن التاسع عشر أصاب البالد الكثير من الجفاف‪ ،‬و شر ما أصابها جاء في سنة‬
‫‪ 8114 -8818‬إذ لم تنتج البالد شيئا قط وفي سنة ‪8111‬م أصابت الكوليرا طرابلس‬
‫فمات منها ‪ 111‬في ثالثة أشهر‪ ،‬وهاجر الكثيرون من البالد إلى تونس ومالطا بسببها‪ ،‬وقد‬
‫نقص عدد سكان مدينة طرابلس إلى أقل من ‪.3 1111‬‬
‫كانت طرابلس خالية من جميع أسباب القوة والعمران‪ ،‬فقد جاء الاحتالل إلايطالي‬
‫ّ‬
‫وهي ال يوجد فيها من أنواع املواصالت إال طرق القوافل التي ألفتها الناس منذ ماليين‬

‫‪ -1‬هاشم خيالة سامي ‪ ،‬موقف الدول ألاوروبية من الحرب إلايطالية الليبية ‪8884-8888‬ـ رسالة دكتوراه في‬
‫التاريخ الحديث ‪ ،‬جامعة سانت كلمنت ‪ ،‬بغداد ‪ ،‬العراق ‪ ، 4181 ،‬ص ‪.46‬‬
‫‪ -2‬منس ى محمود حسن صالح ‪ ،‬الحملة إلايطالية على ليبيا ‪ ،‬دراسة وثائقية في إستراتيجية الاستعمار والعالقات‬
‫الدولية ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬دار الطباعة الحديثة ‪ ،8811 ،‬ص ص ‪.1 – 2‬‬
‫‪ -3‬نقوال زيادة ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.13‬‬
‫‪58‬‬
‫السنين‪ ،‬وال يوجد فيها من وسائل النقل إلى الجمال‪ ،‬وال توجد فيها ش يء من أنواع‬
‫التعليم الحديث ‪.1‬‬
‫لم تكن ألاحوال في برقة في النصف الثاني من القرن التاسع عشر خيرا منها في‬
‫طرابلس‪ ،‬فقد كان السنوسيون أصحاب ألامر في القسم ألاكبر من البالد‪ ،‬وكانت ثمة نوع‬
‫من الاتفاق بينهم وبين الدولة العثمانية ‪.2‬‬
‫قامت جمعية الاتحاد الترقي سنة ‪ 8811‬بخلع السلطان عبد الحميد الثاني‪ ،3‬وقد‬
‫نتج عن خلع السلطان عبد الحميد الثاني وصول الاتحاديين إلى السلطة على كل من‬
‫الواليات الليبية الثالثة‪ ،‬طرابلس‪ ،‬برقة وفران‪.‬‬
‫لقد استقبل ألاهالي في طرابلس الغرب الانقالب على السلطان عبد الحميد وقيام‬
‫الحكم الدستوري سنة ‪ 8811‬بترحيب وأمل‪ ،‬فقد اعتبروه بداية عهد جديد من إلاصالح‬
‫شأنهم في ذلك شأن بقية العرب في أقاليم الدولة العثمانية‪ ،‬ولكن لم يلبث أن خاب أمل‬
‫أهل طرابلس بسبب الاتحاديين الذين اتبعوا ألاسلوب املركزي في الحكم وعينوا في الوالية‬
‫موظفين غرباء عنها رغم املطالبة بأن يكون املوظفون من أهل الوالية يعرفون لغتها‪،‬‬
‫وكانت عدم معرفة املوظفين بلغة البالد مثار شكوى ألاهالي الذين كان عليهم أيضا أن‬
‫يكتبوا معامالتهم باللغة التركية دون العربية تنفيذا لسياسة التتريك التي كانت إحدى‬
‫السمات ألاساسية لحكم الاتحاديين ‪.4‬‬
‫إن اهتمام الدولة العثمانية بتقوية ليبيا وتنظيم شؤونها ظهر من جديد منذ أعلنت‬
‫فرنسا حمايتها على تونس‪ ،‬فاهتمت بتحصين طرابلس وزادت الحامية في البالد‪ ،‬لكنها‬
‫اضطرت في عام ‪ 8888‬قبيل الهجوم إلايطالي لسحب جزء كبير من الجيش وإرساله إلى‬
‫اليمن إلخضاع الثورة التي قامت فيها ‪.5‬‬

‫‪-1‬الطاهر أحمد الزاوي ‪ ،‬جهاد ألابطال في طرابلس الغرب ‪ ،‬ط‪ ، 3‬لندن ‪ ،‬الناشرون دارف املحدودة ‪،8812 ،‬‬
‫ص ص ‪.31 -48‬‬
‫‪ -2‬نقوال زيادة ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪-3‬أنور الجندي ‪ ،‬تصحيح أكبر خطأ في تاريخ إلاسالم الحديث ‪ ،‬السلطان عبد الحميد والخالفة إلاسالمية ‪،‬‬
‫القاهرة ‪ ،‬مكتبة السنة‪،‬‬
‫ص ‪.18‬‬
‫‪ -4‬منس ى محمود حسن صالح ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ -5‬شوقي عطاهللا الجمل ‪ ،‬عبد هللا عبد الرزاق إبراهيم ‪ ،‬تاريخ إفريقيا الحديث واملعاصر ‪ ،‬ط‪ ، 4‬الرياض ‪ ،‬دار‬
‫الزهراء ‪،‬‬
‫‪ ، 4114‬ص ‪.411‬‬
‫‪59‬‬
‫كان لحقي باشا الذي كان سفيرا للدولة العثمانية في روما دوره في سحب القوات‬
‫العثمانية فبعد أن سأله املسؤولون في الباب العالي حينما حاولوا سحب القوات‬
‫العثمانية من ليبيا إلرسالها إلى اليمن عن املخاوف من إيطاليا على ليبيا أجاب بالنفي‪،‬‬
‫وأضاف بأنه يمكن للدولة أن تسحب ما تشاء من حامية طرابلس لنجدة اليمن ‪.1‬‬
‫ومثل هذا كثيرا من أسباب الضعف التي جعلت مركز البالد ضعيفا في الدفاع سواء‬
‫ّ‬
‫من الناحية املادية أو الناحية املعنوية اللهم إال ما كان من بعض القالع في العاصمة‪،‬‬
‫وكانت هذه القالع ال تمتد إليها يد إلاصالح إنما في القليل النادر ‪.2‬‬
‫وما زال إهمال الحكومة العثمانية لواليتي برقة وطرابلس يحتاج إلى تفسير فقد أهمل‬
‫تحصين السواحل مع أن موقع الوالية املتطرف كان يتطلب أجهزة دفاع أقوى‪ ،‬كما‬
‫شتتت القوات العثمانية في الداخل واستجابت وزارة حقي باشا لرغبة الحكومة‬
‫إلايطالية حينما طلبت إليها عزل والي طرابلس الذي يعرقل نشاط إلايطاليين ‪.3‬‬
‫تنحصر ألاحداث الرئيسية التي وقعت خالل هذه الفترة ألاخيرة من عمر والية طرابلس‬
‫الغرب فيما بدلته تركيا من مجهودات لتوطيد سيطرتها التي أخذت تشعر شيئا فشيئا‬
‫بأنها مهددة‪ ،‬كما تتمثل في محاوالتها في التغلغل صوريا على ألاقل في املناطق‬
‫الصحراوية‪.4‬‬
‫وهكذا لم يرتبط الحكم العثماني في ليبيا بسياسة واضحة ومرسومة لحكم البالد‬
‫وتنميتها وألاخذ بيدها‪ ،‬بل كان هذا الحكم في مجمله غير قادر على إدارة هذه البالد‬
‫بطريقة سليمة ‪.5‬‬
‫‪ -7‬الاتفاقيات إلايطالية لاوروبية ‪:‬‬
‫قامت إيطاليا بالتفاوض مع الدول ألاوروبية املعنية بالتنافس الاستعماري لتحصيل‬
‫على موافقة بعضها ومساعدة بعضها لآلخر للوصول إلى غايتها‪ ،‬والسيما بعد أن‬
‫اصطدمت باحتالل فرنسا لتونس في ‪ ،8818‬وبعد أن رأت عدم جدوى سياسة الانفراد‪،‬‬

‫‪ -1‬هاشم خيالة سامي ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ص ‪.41 -41‬‬


‫‪ -2‬الطاهر أحمد الزاوي ‪ ،‬املصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.31‬‬
‫‪ -3‬صالح العقاد ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ص ‪. 1- 1‬‬
‫‪ -4‬شارل فيرو‪،‬الحوليات الليبية من الفتح العربي حتى الغزو إلايطالي ‪،‬ترجمة محمد عبد الكريم الوافي‪،‬بنغازي‪،‬‬
‫جامعة قاريونس‪ ،‬ص ‪.143‬‬
‫‪ -5‬عبد املنعم الجميعي ‪ ،‬الدولة العثمانية واملغرب العربي ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬دار الفكر العربي ‪ ، 4111 ،‬ص ‪.24‬‬
‫‪60‬‬
‫واقتنعت بصغر شأنها في امليزان الدولي لقلة تجاربها وقلة خبرتها في محيط السياسة‬
‫العاملية‪ ،‬واتجهت إلى سياسة ألاحالف وعقد الاتفاقيات لضمان مصالحها في ليبيا ‪.1‬‬
‫انضمت إيطاليا إلى جانب أملانيا والنمسا في تحالف ثالثي في ‪ 41‬ماي ‪8114‬م بعد أن‬
‫أعلنت فرنسا حمايتها على تونس سنة ‪8118‬م‪ ،‬وأخذت تعمل لالستيالء على إفريقيا‬
‫الشمالية‪ ،‬وقد نص على أن تساعد النمسا وأملانيا إيطاليا في حالة هجوم فرنسا عليها‪،‬‬
‫وأن تساعد إيطاليا أملانيا إذا هاجمتها فرنسا أما في حالة هجوم روسيا وفرنسا على واحد‬
‫أو اثنين من ألاطراف املوقعة فيجب أن تدخل كل الدول املوقعة الحرب متحدة‪ ،‬وعلى‬
‫هذا النحو ربط بسمارك أملانيا بمعاهدات تحالف ودفاع ضد كل من روسيا وفرنسا في‬
‫نفس الوقت ‪.2‬‬
‫نجحت إيطاليا في الحصول على موافقة أملانيا بالنسبة لطرابلس ومثلها من النمسا‬
‫واملجر فيما يتعلق بالبلقان‪ ،‬وإن كانت إحدى املوافقتين مشروطة بحدوث تغيير في‬
‫الوضع الراهن في منطقة البحر املتوسط أو البلقان‪ ،‬وفي الوقت الذي وعدت فيه أملانيا‬
‫ّ‬
‫بتقديم مساعدة مسلحة إليطاليا لم تتعهد النمسا واملجر إال بأن تنال إيطاليا تعويضا لم‬
‫تحدده وإن كان القصد ينصرف إلى جزء من منطقة البلقان ‪.3‬‬
‫توصلت إيطاليا إلى اتفاقية سرية مع بريطانيا في ‪ 84‬فبراير ‪ 8113‬اتفق فيها الطرفان على‬
‫العمل للمحافظة على الوضع القائم في البحر املتوسط وألادرياتيك وايجه وألاسود‪،‬‬
‫وللحيلولة دون حدوث تغيير فيها يضر بمصالحها عن طريق الضم أو الحماية أو أية‬
‫وسيلة أخرى‪ ،‬وأنه إذا استحال ذلك فإن الطرفين متفقان على ما يجب عمله في هذا‬
‫الشأن‪ ،‬وستؤيد إيطاليا أعمال بريطانيا وتصرفاتها في مصر‪ ،‬وفي مقابل ذلك ستساند‬
‫بريطانيا ألاعمال التي ستقوم بها إيطاليا في أية ناحية من سواحل شمال إفريقيا والسيما‬
‫في طرابلس الغرب وبرقة ‪.4‬‬
‫عند تجديد معاهدة الحلف الثالثي في سنة ‪ ،8814‬ألحق بها اتفاق نمساوي إيطالي‬
‫بتاريخ ‪ 31‬جوان جاء فيه ‪" :‬فيما يتعلق باملحافظة على الوضع الراهن ألراض ي الشرق‪،‬‬

‫‪ -1‬هاشم خيالة سامي ‪ ،‬املرجع السابق ‪،‬ص ‪.34‬‬


‫‪ -2‬عبد العظيم رمضان ‪ ،‬تاريخ أوروبا والعالم في العصر الحديث ‪ ،‬ج‪ ، 4‬القاهرة ‪ ،‬مطابع الهيئة املصرية العامة‬
‫للكتاب ‪ ، 8881 ،‬ص ص ‪.812 – 813‬‬
‫‪ -3‬عبد املنصف حافظ البوري ‪ ،‬الغزو إلايطالي لليبيا ‪ ،‬دراسة في العالقات الدولية ‪ ،‬الدار العربية للكتاب ‪،‬‬
‫‪ ، 8813‬ص ‪.811‬‬
‫‪ -4‬مسنى محمود حسن صالح ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.48‬‬
‫‪61‬‬
‫فإن الحكومة النمساوية املجرية ليست لها أية مصالح معينة تريد الحصول عليها في‬
‫طرابلس وبرقة‪ ،‬لذا فقد قررت اتخاذ أي حركة أو إجراء من شأنه عرقلة أعمال إيطاليا‪،‬‬
‫وفي حالة ما إذا اضطرت اململكة إلايطالية إلى اتخاذ تدابير حازمة عند تغيير حالة‬
‫البلدان الشرقية"‪.‬‬
‫هذا الاتفاق جاء في شكل صريح من قبل النمسا ‪ ،‬نجحت الدبلوماسية إلايطالية في‬
‫الحصول عليه ليكون بمثابة الاعتراف من حكومة فيينا بإطالق يد إيطاليا في والية‬
‫طرابلس ‪.1‬‬
‫عندما حل موعد تجديد الاتفاقية إلايطالية البريطانية في سنة ‪ 8814‬أصرت إيطاليا‬
‫على عدم تجديدها إال إذا اعترفت بريطانيا بحق إيطاليا في احتالل طرابلس الغرب‬
‫وبرقة‪ ،‬فاعترفت بريطانيا بذلك مقابل تعهد إيطاليا بمساعدة بريطانيا في املسألة‬
‫املصرية وعدم اتخاذ أية خطوات عدائية نحو إلامبراطورية البريطانية ‪.2‬‬
‫وفي الوقت نفسه بذلت إيطاليا مع فرنسا موازية ملساعيها مع انجلترا بعد سياسة‬
‫املجافاة التي كانت تتبعها إيطاليا نحو فرنسا عقب احتالل ألاخيرة لتونس‪ ،‬فقد أدرك‬
‫إلايطاليون بأنهم ال يستطيعون تحقيق مآربهم إذا ظلوا على خالف معها‪ ،3‬وقد بادرت‬
‫الحكومة إلايطالية بالفعل إلى الاعتراف باالحتالل الفرنس ي لتونس في ‪ 41‬سبتمبر ‪،8186‬‬
‫وباملقابل ُمنح إلايطاليون في تونس امتيازات اجتماعية وقضائية ووعدوا بمعاملة أفضل‬
‫من قبل السلطات الفرنسية فيها ‪.4‬‬
‫تحسنت العالقات الدبلوماسية بين الطرفين‪ ،‬وقد أبرم اتفاق بينهما في ‪ 82‬جوان‬
‫‪ 8811‬تضمن عدم منافسة فرنسا إليطاليا في ليبيا واستندت على اتفاقية ‪ 8188‬من‬
‫حيث إبقاء والية طرابلس خارج تقسيم النفوذ الذي قررته ‪.5‬‬
‫بعدها عقدت معها اتفاقية سرية في سنة ‪ 8814‬تشير إلى إطالق يد فرنسا في‬
‫املستقبل في مراكش نظير حرية تصرف إيطاليا في واليتي برقة وطرابلس ‪ .6‬توطدت‬
‫العالقات بينهما أكثر وتقربت إيطاليا من فرنسا‪ ،‬فقد وقفت إيطاليا في مؤتمر الجزيرة في‬

‫‪ -1‬عبد املنصف حافظ البوري ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.888‬‬


‫‪ -2‬مسنى محمود حسن صالح ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.48‬‬
‫‪ -3‬املرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪.38‬‬
‫‪ -4‬عبد املنصف حافظ البوري ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.443‬‬
‫‪ -5‬هاشم خيالة سامي ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.38‬‬
‫‪-6‬صالح العقاد ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.88‬‬
‫‪62‬‬
‫سنة ‪ 8816‬إلى جانب فرنسا‪ ،‬وحصلت منها على الضمانات السابقة بحرية تصرفها في‬
‫ليبيا نتيجة موقفها هذا ‪.1‬‬
‫عندما قررت النمسا في ‪ 11‬أكتوبر ‪ 8811‬ضم البوسنة والهرسك العثمانيتين اللتين‬
‫كانتا تحت إدارتها بمقتض ى معاهدة برلين ‪8111‬م‪ ،‬مع معارضة الصرب هذا الضم‪،‬‬
‫انتهزت إيطاليا الفرصة لتحقيق مطامعها في برقة وطرابلس عن طريق عقد اتفاق سري‬
‫مع روسيا ينص على تعاون الدولتين في منطقة الشرق ألادنى ضد النمسا واملجر‪ ،‬وتأييد‬
‫إيطاليا مطلب روسيا في فتح املضايق البوسفور والدردنيل أمام السفن الروسية‪،‬‬
‫وتعهدت روسيا بتأييد مطالب إيطاليا في برقة وطرابلس ‪.2‬‬
‫قامت الحكومة إلايطالية أثناء أزمة مراكش بنشاط دبلوماس ي واسع في عواصم الدول‬
‫ألاوروبية‪ ،‬وطالبت عبر السفير الفرنس ي في روما وعن طريق سفيرها في باريس بضرورة‬
‫تنفيذ اتفاقية عام ‪ 8814‬مستندة إلى موقفها املؤيد الذي قدمته لفرنسا في قضية‬
‫مراكش ‪.3‬‬
‫إثر ذلك أصبح الطريق ممهدا أمام إيطاليا للقيام بغزوها الاستعماري حيث أشار وزير‬
‫الخارجية إلايطالي عام‪ 8888‬أنه ال توجد في الوضع الدولي الحالي عقبات سياسية يمكن‬
‫أن تعترضها الحتالل طرابلس وبرقة‪،‬ألن فرنسا ال تستطيع أن تعارض بموجب الاتفاقية‪،‬‬
‫أما بريطانيا وأملانيا والنمسا املجر فإنها ستنظر إلى هذه الخطوة باستياء ولكنها لن تجد‬
‫إمكانية لعرقلتها خصوصا إذا تمت بسرعة‪ ،‬وقد حصلت على موافقة الدول الكبرى على‬
‫احتاللها النهائي لطرابلس ‪.4‬‬
‫هكذا تمكنت إيطاليا بنجاح من بناء شبكة من التحالفات الدولية مؤيدة ملصالحها‬
‫في والية طرابلس وكان ذلك أحد الشروط الضرورية إلطالق حملة الغزو العسكري‪.5‬‬
‫بعد أن توصلت إيطاليا في الحصول على اعتراف الدول ألاوروبية الكبرى بأطماعها في‬
‫طرابلس وبرقة وتأييدها لها رأت أنه عليها أن تدعم مركزها وتغلغلها في الوالية لالستحواذ‬
‫عليها‪ ،‬وتخلق لنفسها حقوق في الوالية حتى يسهل عليها طريق الاحتالل املباشر‪.6‬‬

‫‪ -1‬هاشم خيالة سامي ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.21‬‬


‫‪ -2‬عبد العظيم رمضان ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.818‬‬
‫‪ -3‬عبد املنصف حافظ البوري ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.341‬‬
‫‪ -4‬هاشم خيالة سامي ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.28‬‬
‫‪ -5‬عبد املنصف حافظ البوري ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.422‬‬
‫‪ -6‬منس ى محمود حسن صالح ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.33‬‬
‫‪63‬‬
‫‪ -3‬التغلغل إلايطالي في ليبيا ‪:‬‬
‫لم تقتصر جهود إيطاليا على هذه التمهيدات في الحقل الدبلوماس ي بل أنها أخذت‬
‫تتسلل بنفوذها الاقتصادي إلى ألاراض ي الليبية ذاتها ‪.1‬‬
‫في خالل فترة ‪8186 /8114‬م تزايدت النشاطات التبشيرية إلايطالية في والية‬
‫طرابلس‪ ،‬وخاصة في مجال التعليم‪ ،‬وأقبل بعض الضباط العثمانيين على إرسال أبنائهم‬
‫إلى هذه املدارس فأصدر الوالي كمال باشا (‪ )8811/8183‬قرار في ‪ 48‬جويلية ‪ 8181‬منع‬
‫بموجبه أبناء ضباط الجيش العثماني من الانتساب إلى هذه املدارس وضرورة تحويل‬
‫أبنائهم إلى املدارس الحكومية العثمانية‪.2‬‬
‫كان إليطاليا خمس مدارس حكومية في مدينة طرابلس وهي تتكون من ‪ :‬رياضة‬
‫أطفال بثالثة أقسام‪ ،‬وفقا ملنهج فروبل البشري‪ ،‬ومدرسة ابتدائية للذكور‪ ،‬مدتها خمس‬
‫سنوات وأخرى لإلناث ومدرسة فنية تجارية مدتها أربعة سنوات ‪.3‬‬
‫أرسلت إيطاليا عديد البعثات إلى طرابلس الغرب خالل هذه الفترة‪ ،‬فقد قامت بزيارتها‬
‫بناءا على مبادرة من الجمعية إلايطالية لالستكشاف الجغرافي والتجاري التي كانت مدينة‬
‫ميالنو مركزا لها‪ ،‬وبإيعاز من رئيسها "كامبيربو" مدير بعثات كثيرة ‪ ،4‬منها بعثة هايمان في‬
‫سنة ‪ ،8114‬بعثة إدوارد دودسون في سنة ‪ ،8818‬بعثة فيناسادي ريني في سنة ‪،8813‬‬
‫وقد أثارث اهتماما خاصا لدى إلايطاليين ألاحداث التي صاحبت رحلة سفورزا للبحث‬
‫الجيولوجي والتنقيب عن املعادن‪ ،‬وقد وجدت بطرابلس الغرب عند نشوب الحرب‬
‫التركية إلايطالية ‪.5‬‬
‫وفي سبتمبر ‪ 8812‬بدأ العمالء إلايطاليون يوجهون إلى ليبيا تحت أسماء مستعارة‬
‫بحجة البحث عن عمل‪ ،‬وقد زود كل منهم بكمية ضخمة من النقود‪ ،‬وكانت مهمته‬
‫تتعلق بجمع املعلومات املتعلقة باالتجاهات النفسية لسكان البالد‪ ،‬وبالتقرب من رؤساء‬
‫القبائل وأعيان منطقة طرابلس وتبيان موقعهم من إيطاليا وإمكانية توقع السند منهم في‬

‫‪ -1‬صالح العقاد ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.84‬‬


‫‪-2‬محمد علي الصالبي ‪ ،‬الثمار الزكية للحركة السنوسية في ليبيا ‪ ،‬ج‪ ، 8‬القاهرة مكتبة التابعين ‪ 4118 ،‬ص‬
‫‪.483‬‬
‫‪ -3‬فرانشيسكو كورو ‪ ،‬ليبيا أثناء العهد العثماني الثاني ‪ ،‬تعريب وتقديم خليفة محمد التليس ي ‪ ،‬ط‪ ، 8‬طرابلس ‪،‬‬
‫املنشأة العامة للنشر والتوزيع وإلاعالن ‪ 8818 ،‬ص ‪.814‬‬
‫‪ -4‬محمد علي الصالبي ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.482‬‬
‫‪ -5‬فرانشيسكو كورو ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.821 -821‬‬
‫‪64‬‬
‫حالة التدخل إلايطالي‪ ،‬وكان رجال الاستخبارات إلايطاليون يدرسون عادات العرب‬
‫وتقاليدهم بوجه خاص ويبينون عالقاتهم بالسلطات التركية ‪.1‬‬
‫استمرت بمحاوالتها الرامية لتأكيد مظاهر نفوذها في والية طرابلس وساهمت‬
‫صحافتها في ذلك عن طريق مجاهرتها بالدعوة إلى احتالل الوالية والتقليل من شأن‬
‫العثمانيين والطرابلسيين بعدم أهليتهم لحكم الوالية وإدارتها ‪.2‬‬
‫قامت املالحة العامة إلايطالية منذ سنة ‪ 8818‬بربط املوانئ إلايطالية برحالت‬
‫أسبوعية بين تونس وطرابلس ونصف شهرية بين بنغازي ودرنة ‪.3‬‬
‫أسس فرع بنك روما في طرابلس سنة ‪ 8811‬على أثر الدعاية إلايطالية ضد الدولة‬
‫العثمانية واكتتب البابا بالثلثين من مجموع رأس ماله ‪.4‬‬
‫وظف املصرف العديد من التجار اليهود واملسلمين الليبيين كوسطاء بين البنك وألاهالي‪،‬‬
‫بدأ نشاطه بفتح فروع في معظم املدن املهمة في الوالية‪ ،‬بعدها بدأ في الاستثمار في‬
‫العقارات وشراء ألاراض ي ‪.5‬‬
‫كانت مهمته ألاولى هي إقراض ألاموال بضمان من أصحاب ألامالك فإذا لم يف‬
‫املقترض بالدين في ألاجل املحدد استولى البنك على العقار أو ألاراض ي محل الضمان‪،‬‬
‫وحتى يتوسع املصرف في أعمال الاستيالء هذه كان يقدم القروض ألي شخص يستطيع‬
‫الحصول على ضمان طرف ثالث من املالك إذا لم يكن لدى املقترض ملكية خاصة ‪،6‬‬
‫واتخذ إلايطاليون منه مركزا للدعاية‪ ،‬وأسندوا إدارته إلى براشياني أحد دعاة السياسة‪،‬‬
‫وكان رئيس البنك كثير التجول في ليبيا لبث الدعاية املغرضة وإلاطالع على أحوال البالد‪،‬‬
‫وكان يبذل املال عن سعة‪ ،‬وفي كل مناسبة‪ ،‬ويتصل باألعيان يتخذ منهم أصدقاء ‪ .7‬جعل‬

‫‪ -1‬نيكوالي إيليتيش بروشين ‪ ،‬تاريخ ليبيا من نهاية القرن التاسع عشر حتى عام ‪ ، 8868‬ترجمة وتقديم حاتم‬
‫عماد ‪ ،‬ط‪ ، 4‬بيروت ‪ ،‬دار الكتب الجديدة ‪ ،‬ص ‪.812‬‬
‫‪ -2‬محمد علي الصالبي ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.483‬‬
‫‪ -3‬فرانشيسكو كورو ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.61‬‬
‫‪ -4‬الطاهر أحمد الزاوي ‪ ،‬املصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.38‬‬
‫‪ -5‬علي عبد اللطيف حميدة ‪ ،‬املجتمع والدولة والاستعمار في ليبيا ‪ ،‬دراسة في ألاصول الاجتماعية والاقتصادية‬
‫والثقافية لحركات التحرر وسياسات التواطؤ ومقاومة الاستعمار ‪ 8834-8131‬بيروت ‪ ،‬نشر مركز دراسات الوحدة‬
‫العربية ‪ ، 8881 ،‬ص ص ‪. 11- 68‬‬
‫‪ -6‬صالح العقاد ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.84‬‬
‫‪ -7‬شوقي عطاهللا الجمل ‪ ،‬املغرب العربي الكبير في العصر الحديث ‪ ،‬ط‪ ، 8‬القاهرة ‪ ،‬مكتبة ألانجلو مصرية ‪،‬‬
‫‪ ، 8811‬ص ‪.318‬‬
‫‪65‬‬
‫املصرف إيطاليا الشريك ألاول لتجارة الوالية الخارجية‪ ،‬وكذلك نجح بالتعاون مع‬
‫القنصلية إلايطالية في نشر اللغة إلايطالية ‪.1‬‬
‫كان الوالي رجب باشا (‪8811 /8812‬م) معارضا لتأسيسه ألنه أدرك بأن مثل هذه‬
‫املشروعات الاقتصادية ما هي إال وسيلة لتحقيق أهداف سياسية أخرى‪ ،‬لكن حكومة‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫التشدد خوفا من القالئل السياسية فأنش ئ البنك رغم أنفه‬ ‫ألاستانة أوعزت إليه بعدم‬
‫بدون استصدار مرسوم من حكومة ألاستانة أو موافقة الحكومة املحلية‪.‬‬
‫كذلك أذنت الحكومة العثمانية لاليطاليين في إنشاء مكاتب للبريد إلايطالي وكانت‬
‫هذه املكاتب منتديات يجتمع فيها سياسيو بنك روما لتدبير الحيل للتعجيل باحتالل‬
‫طرابلس ‪ 2‬وتهيئة ألافكار لالنصراف عن العثمانيين وتسليم البالد لإليطاليين ‪.3‬‬
‫وجد عدد كبير من أصحاب النفوذ في طرابلس وظائف في بنك روما وأصبحوا يأخذون‬
‫مرتبات منه حسبما يقدمونه من خدمات ضد وطنهم وهكذا أصبحت إليطاليا شبكة من‬
‫ألانصار في جميع مصالح الحكومة الحيوية كالتلغراف والتلفون والبريد‪.‬‬
‫وأنشأ البنك مطبعة وجريدتين تتحدثان باسمه (إيكودي تريبلي) و (استيال) ( ‪Echo‬‬
‫‪ )De Tripoli‬و (‪.4 )Stela‬‬
‫كانت الدعاية إلايطالية تقوى وتضعف تبعا لقوة إرادة الوالي وضعفها ولشدة‬
‫معارضة السياسة إلايطالية ومسايرتها ‪.5‬‬
‫ووصل ألامر إلى أن الحكومة إلايطالية كانت تتدخل لعزل الوالة الذين حاولوا الوقوف‬
‫في وجه ألاطماع إلايطالية‪ ،‬فحين أظهر إبراهيم أدهم باشا الذي تولى أمر الوالية عام‬
‫‪ 8818‬اتجاها إلى إصالح ألاحوال وطالب تركيا بإرسال كميات من السالح ليدعم قوة‬
‫ليبيا الدفاعية‪ ،‬ووقف في وجه نفوذ بنك روما في طرابلس وتشعب نشاطه طلبت إيطاليا‬
‫عزله فعزل في سبتمبر ‪8888‬م ‪.6‬‬
‫كانت إيطاليا عازمة على احتالل ليبيا‪ ،‬وبذلت من خالل كل هذا جهدا كبيرا على‬
‫مستوى الوالية نفسها إلى أن شدة تمسك الدولة العثمانية بالوالية في زمن السلطان‬

‫‪ -1‬علي عبد اللطيف حميدة ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.18‬‬


‫‪-2‬شوقي عطاهللا الجمل ‪ ،‬املغرب العربي الكبير في الفترة الحديثة ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.318‬‬
‫‪ -3‬الطاهر أحمد الزاوي ‪ ،‬املصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.33‬‬
‫‪ -4‬شوقي عطاهللا الجمل ‪ ،‬املغرب العربي الكبير في العصر الحديث ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.314‬‬
‫‪ -5‬الطاهر أحمد الزاوي ‪ ،‬املصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.32‬‬
‫‪ -6‬شوقي عطاهللا الجمل ‪ ،‬املغرب العربي الكبير في العصر الحديث ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.313‬‬
‫‪66‬‬
‫عبد الحميد الثاني‪ ،‬وقوة نفوذ الحركة السنوسية في دواخل ليبيا وحسن التنسيق‬
‫القائم بين الطرفين‪ ،‬كل ذلك أدى إلى تأجيل إيطاليا تنفيذ مشروعها الاستعماري حتى‬
‫عام ‪.1 8888‬‬
‫قبل أن تسير إيطاليا ضد القطر الليبي حملتها العسكرية شنت عليه وعلى الدولة‬
‫العثمانية صاحبة السيطرة عليه حملة إعالمية تمهيدا للغزو‪ ،‬ولخلق الجو املناسب لهذا‬
‫الغزو على ألاصعدة الليبية والعثمانية وإلايطالية والدولية أي تهيئة الرأي العام‪.2‬‬
‫هكذا مهدت إيطاليا دوليا باتفاقية معه الدول التي يهمها ألامر وداخليا بدراسة‬
‫ألاوضاع في ليبيا والانتشار في مختلف امليادين والارتباط بالعديد من الشخصيات الليبية‬
‫الهامة فلم يكن أمام إيطاليا إال أن تختار الوقت لتجسيد هدفها ‪ ،3‬وهذا ما تم في‬
‫سبتمبر ‪.8888‬‬
‫خاتمة ‪:‬‬
‫يتضح لنا مما سبق أن إيطاليا احتلت ليبيا بعد سلسلة من املساومات الدولية مع‬
‫القوى ألاوروبية بدخولها في تحالفات جماعية وثنائية لالنفراد بمستعمرة ليبيا مقابل‬
‫استحواذ القوى ألاخرى على مستعمرات لها‪ ،‬مستثمرة في أوضاع ليبيا أواخر العهد‬
‫العثماني الثاني املتميزة بالضعف الاقتصادي والعسكري والتناحر السياس ي والاجتماعي‬
‫بين السلطة العثمانية والشعب الليبي خاصة بوصول الاتحاديين إلى حكم الدولة‬
‫العثمانية سنة ‪ 8811‬وابتاعهم سياسة التتريك‪.‬‬
‫إن الغزو العسكري لليبيا سبقه تمهيد اقتصادي إيطالي في ليبيا بعدة أشكال تنوعت‬
‫من مدارس حكومة‪ ،‬بنوك‪ ،‬رحالت علمية‪ ،‬خطوط بحرية‪ ،‬مراكز بريد‪ ،...‬وطدت النفوذ‬
‫إلايطالي بليبيا‪ ،‬جعلتها شريكا هاما في تجارتها الخارجية‪ ،‬دعمت مركزها وخلفت لها‬
‫حقوق في ليبيا سهلت عليها الاحتالل املباشر في سبتمبر ‪.8888‬‬

‫‪ -1‬محمد علي الصالبي ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.486‬‬


‫‪ -2‬منس ى محمود حسن صالح ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.38‬‬
‫‪ -3‬شوقي عطاهللا الجمل ‪ ،‬املغرب العربي الكبير في العصر الحديث ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.313‬‬
‫‪67‬‬

‫)‪Powered by TCPDF (www.tcpdf.org‬‬

You might also like