‫ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﺍﳌﻤﻠﻜﺔ‬

‫ﻧﻈﺮﺍ ﳊﺪﺍﺛﺔ ﻋﻠﻢ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺳﺄﻗﻮﻡ ﺃﻭﻻ ﺑﺘﻌﺮﻳﻔﻪ ﻭﺍﻟﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﻋﻨﺎﺻﺮﻩ ﻭﺍﻫﺘﻤﺎﻣﺎﺗﻪ‬

‫ﺃﻭﻻ‪ - :‬ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‪.‬‬

‫ﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﻣﺴﻤﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻧﻌﺮﻑ ﺟﺰﺀﺍﻩ ﻭﳘﺎ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‪ ,‬ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ ﻳﺮﺗﻜﺰ ﻋﻠﻢ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺍﺳﺔ‬

‫ﺍﻟﺒﺪﺍﺋﻞ ﺍﳌﺘﺎﺣﺔ ﻹﻧﺘﺎﺝ ﺍﳌﻮﺍﺭﺩ ﺍﳌﺮﻏﻮﺑﺔ ﻭﺗﻮﺯﻳﻌﻬﺎ‪ ,‬ﻓﺈﻥ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻫﻲ ﺣﺼﻴﻠﺔ ﻣﺎ ﻳﻜﺘﺴﺒﻪ ﺍﻟﻔـﺮﺩ ﻣـﻦ‬

‫ﻣﻌﺎﺭﻑ ﻭﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ‪ ,‬ﻭﻣﻬﺎﺭﺍﺕ ﻭﻗﺪﺭﺍﺕ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ‪ ,‬ﻭﺍﲡﺎﻫﺎﺕ ﻭﻗﻴﻢ ﻣـﻦ ﺟﻬـﺔ ﺛﺎﻟﺜـﺔ‪,‬‬

‫ﻭﻳﻬﺪﻑ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺇﱃ ﺍﻛﺘﺴﺎﺏ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻣﻬﺎﺭﺍﺕ ﻭﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺗﺆﻫﻠﻪ ﳌﻤﺎﺭﺳﺔ ﻋﻤﻞ ﻣﻌﲔ‪ ,‬ﻭﺗﻄﻮﻳﺮ ﺇﻧﺘﺎﺟﻴﺘﻪ ﻛﻤﺎ‬

‫ﻭﻧﻮﻋﺎ‪ ,‬ﻭﺗﻠﺒﻴﺔ ﺍﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﺳﻮﻕ ﺍﻟﻌﻤﻞ‪ ,‬ﻭﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﳌﻬﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻘﺪﺭﺍﺕ ﺍﻹﺑﺪﺍﻋﻴﺔ ﻟﻠﺪﺍﺭﺳﲔ ﺇﱃ ﺃﻗﺼـﻰ ﺣـﺪ‬

‫ﲤﻜﻨﻬﻢ ﻗﺪﺭﺍﻬﺗﻢ ﻣﻨﻬﺎ‪ .‬ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻳﺼﺒﺢ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﻋﻠﻢ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ) ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺒﺪﻳﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﱪﺍﻣﺞ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴـﺔ‬

‫ﺍﻟﺬﻱ ﳛﻘﻖ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﺑﺄﻋﻠﻰ ﻣﻨﻔﻌﺔ‪ ,‬ﻣﻊ ﻣﺮﺍﻋﺎﺓ ﺍﻧﺴﺠﺎﻣﻬﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ‪ ,‬ﻭ ﺍﻟﻜﻔﺎﻳـﺔ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻠﻴـﺔ ﳍـﺎ‬

‫ﻟﻀﻤﺎﻥ ﺃﻋﻠﻰ ﻣﺮﺩﻭﺩ ﳑﻜﻦ ﺑﺄﻗﻞ ﺗﻜﻠﻔﺔ ﳑﻜﻨﺔ (‪ ,‬ﺃﻱ ﺃﺣﺴﻦ ﳐﺮﺟﺎﺕ ﺗﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﺑﺄﻗﻞ ﻣﺪﺧﻼﺕ ﳑﻜﻨﺔ‪ .‬ﻭﻳﻘﻮﻡ‬

‫ﻋﻠﻢ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺑﺘﻄﺒﻴﻖ ﺍﳌﻔﺎﻫﻴﻢ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻟﻴﺘﻢ ﺗﻘﻮﱘ‬

‫ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎ‪ ,‬ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻬﺘﻢ ﺑﺎﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﳌﺘﺒﺎﺩﻟﺔ ﺑﲔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‪ ,‬ﻭﺫﻟـﻚ ﻟـﺪﻭﺭ‬

‫ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﰲ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ‪ ,‬ﻭﺩﻭﺭ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﰲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ‪ ,‬ﻭﺇﱃ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺘﻔﺎﺩﻱ‬

‫ﺍﳍﺪﺭ ﰲ ﻣﺎ ﻳﻨﻔﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‪ ,‬ﻣﻊ ﺍﻟﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﻛﻔﺎﺀﺓ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﻭﺟﻮﺩﺓ ﻣﺪﺧﻼﺗﻪ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ‪ ,‬ﻭﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ‬

‫ﺑﺘﻨﻮﻳﻊ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﲤﻮﻳﻞ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‪ .‬ﻓﺒﻌﺪ ﺃﻥ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﻈﺮ ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻘﻂ ﺃﺻﺒﺢ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴـﻪ‬

‫ﻛﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﲣﻀﻊ ﻟﻠﺮﺑﺢ ﻭﺍﳋﺴﺎﺭﺓ‪ ,‬ﻭﺗﺮﺍﻋـﻰ ﺑﻌـﺾ ﺍﳌﻌـﺎﻳﲑ ﺍﻻﻗﺘﺼـﺎﺩﻳﺔ‬

‫ﻛﺤﺴﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻜﻔﺎﺀﺓ ﻭﺍﻟﻔﺎﻋﻠﻴﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﰲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻫﻮ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻟﻠﻨﻤﻮ ﺍﻻﻗﺘﺼـﺎﺩﻱ‪ ,‬ﻭﲟـﺎ ﺃﻥ‬

‫‪١‬‬
‫ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻢ ﺑﻌﺪﻳﻦ ﺃﺳﺎﺳﻴﲔ ﻓﻬﻮ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ‪ ,‬ﻭ ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﰲ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧـﺮﻯ‪,‬‬

‫ﻭﳍﺬﺍ ﻓﻬﻮ ﻧﺸﺎﻁ ﺫﻭ ﺟﺪﻭﻯ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ‪ ,‬ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈﻥ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﳌﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴـﺔ ﺍﻟﺒﺸـﺮﻳﺔ ﻻ‬

‫ﳚﺐ ﺃﻥ ﻳﻘﺘﺼﺮ ﻓﻘﻂ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﲔ‪ ,‬ﺑﻞ ﳚﺐ ﺃﻥ ﻳﺸﻤﻞ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﲔ ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﺃﻳﻀﺎ‪ ,‬ﻓﺎﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺳـﺒﺐ‬

‫ﻟﻠﺘﻄﻮﺭ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﻫﻮ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻪ ﺃﻳﻀﺎ‪ ,‬ﻭﻟﻘﺪ ﰎ ﺫﻛﺮ ﻣﺴﻤﻰ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﳌﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴـﺔ ﺍﻟﺒﺸـﺮﻳﺔ‬

‫ﶈﺎﻭﻟﺔ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﲔ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﲔ ﻣﻔﻬﻮﻣﻲ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﳌﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ‪ ,‬ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻫـﻮ‬

‫ﺻﺎﻧﻊ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻭﻣﺸﺎﺭﻙ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻫﻨﺎ ﻧﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﳌﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ‪ ,‬ﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻫﻮ ﺍﳌﺴﺘﻔﻴﺪ‬

‫ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻓﻬﻨﺎ ﻧﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ‪ ,‬ﻭﻟﻜﻦ ﰲ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻷﺧﲑﺓ ﰎ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ‬

‫ﰲ ﺗﻘﺎﺭﻳﺮ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ﺩﻭﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻔﺮﻗﺔ‪ .‬ﻭﳝﻜﻨﻨﺎ ﺍﻵﻥ ﺃﻥ ﻧﺴﺘﻨﺘﺞ ﺃﻥ ﺭﺃﺱ ﺍﳌﺎﻝ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﻳﻌﲏ ﺣﺼـﻴﻠﺔ‬

‫ﺍﳌﻌﺎﺭﻑ ﻭﺍﳌﻬﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﻻﲡﺎﻫﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﳛﺼﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻧﻈﻢ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻨﻈﺎﻣﻴﺔ‪ ,‬ﻭﻏﲑ ﺍﻟﻨﻈﺎﻣﻴﺔ‪,‬‬

‫ﻭﺍﻟﱵ ﺗﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺇﻧﺘﺎﺟﻴﺘﻪ ﻭﲢﺴﻨﻬﺎ‪.‬‬

‫ﻭﻫﻨﺎ ﺳﺆﺍﻝ ﻳﻄﺮﺡ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻵﻥ‪ - :‬ﻫﻞ ﺍﳌﻌﺎﻳﲑ ﺍﻟﱵ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ ﻭﺟﻬﺎﺕ‬

‫ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺑﲔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﲔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﲔ ؟‬

‫ﺇﻥ ﺗﻘﻴﻴﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﲣﺘﻠﻒ ﰲ ﻭﺟﻬﺎﺕ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺑﲔ ﺍﻟﺘﺮﺑـﻮﻳﲔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼـﺎﺩﻳﲔ‪ ,‬ﻓـﺎﻟﺘﺮﺑﻮﻳﻮﻥ‬

‫ﻳﺆﻛﺪﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻣﻬﻤﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻟﻴﺴﺖ ﻓﻘﻂ ﺇﻋﺪﺍﺩ ﻗﻮﻯ ﻋﺎﻣﻠﺔ ﻣﺰﻭﺩﺓ ﺑﺎﳌﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﳌﻤﺎﺭﺳـﺔ‬

‫ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﻘﻂ‪ ,‬ﺑﻞ ﻹﻋﺪﺍﺩ ﻗﻮﻯ ﻋﺎﻣﻠﺔ ﻣﺰﻭﺩﺓ ﺑﺎﳌﻌﺎﺭﻑ ﻭﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﻟﻠﻔﺮﺩ ﻛﻤﻮﺍﻃﻦ ﻭﺇﻧﺴﺎﻥ‪ .‬ﺃﻣـﺎ‬

‫ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﻮﻥ ﻓﻴﻬﺘﻤﻮﻥ ﺑﺎﳌﻮﺍﺀﻣﺔ ﺑﲔ ﻧﺎﺗﺞ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﻭﺣﺎﺟﺔ ﺳﻮﻕ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴـﺔ‬

‫ﻣﺘﻔﺎﺩﻳﻦ ﻫﺪﺭ ﺍﳌﻮﺍﺭﺩ‪ ,‬ﻭﺗﺪﱐ ﺍﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ‪ ,‬ﻛﻤﺎ ﳛﺮﺻﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﲢﺪﻳﺪ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺕ ﻭﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺒﺪﺍﺋﻞ ﺍﻷﻛﺜﺮ‬

‫ﺟﺪﻭﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ‪ ,‬ﺍﳌﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﺘﻜﻠﻔﺔ ﻭﺍﳌﻨﻔﻌﺔ ‪.‬ﻭﻫﻨﺎ ﳚﺪ ﺍﳌﺨﻄﻄﻮﻥ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ‬

‫‪٢‬‬
 ‫ﺑﲔ ﺍﲡﺎﻫﲔ‪ ,‬ﺗﺮﺑﻮﻱ ﻭﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﳚﺐ ﺃﻥ ﻳﻨﻈﺮ ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻗﻀﻴﺔ ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ ﰲ ﺃﻫﺪﺍﻓﻬﺎ ﻛﻤﺎ‬

‫ﺃﻧﻪ ﰲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺫﺍﺗﻪ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭﻩ ﻟﻠﻌﻨﺼﺮ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ‪ .‬ﻭﳜﺘﻠﻒ ﺍﻻﺳـﺘﺜﻤﺎﺭ ﰲ ﺍﻟﻌﻨﺼـﺮ‬

‫ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﻋﻨﻪ ﰲ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﺴﻠﻊ ﺑﺄﻧﻪ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﻓﺘﺮﺓ ﺯﻣﻨﻴﺔ ﺃﻃﻮﻝ‪ ,‬ﻭ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﻋﺎﺋﺪﻩ ﺑﺎﻟﺪﳝﻮﻣـﺔ‪ ,‬ﻛﻤـﺎ ﺃﻥ‬

‫ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻨﻔﻌﺔ ﻳﻨﻤﻴﻬﺎ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻬﻠﻜﻬﺎ‪ ,‬ﻭﺃﻥ ﻋﻮﺍﺋﺪﻩ ﻻ ﳝﻜﻦ ﻗﻴﺎﺳﻬﺎ ﻛﻠﻬﺎ ﻣﺎﺩﻳﺎ‪ ,‬ﻣﺜﺎﻝ‬

‫ﺫﻟﻚ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﺍﳌﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﻳﺆﺛﺮ ﰲ ﲢﺴﲔ ﺍﳌﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﻭﰲ ﻣﺘﻮﺳﻂ ﺍﻷﻋﻤﺎﺭ ﻟﻸﻓـﺮﺍﺩ‬

‫ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺆﺩﻱ ﺑﺪﻭﺭﻩ ﺇﱃ ﻃﻮﻝ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﺰﻣﻨﻴﺔ ﺍﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﻟﻠﻔﺮﺩ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ - :‬ﺃﺑﻌﺎﺩ ﻋﻠﻢ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‪.‬‬

‫ﺍ ‪ -‬ﺍﻟﻜﻠﻔﺔ‪ :‬ﻭﻫﻲ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﺍﳌﻨﻔﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﺍﶈﺪﻭﺩﺓ‪.‬‬

‫ﺏ‪ -‬ﺍﻟﻔﺎﺋﺪﺓ‪ :‬ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻌﺎﺋﺪ ﺍﳌﺎﺩﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺘﺞ ﻋﻦ ﺍﳋﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﺍﳌﺸﺎﺭ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺃﻋـﻼﻩ‪ ,‬ﺳـﻮﺍﺀ ﻛـﺎﻥ‬

‫ﺍﳌﺴﺘﻔﻴﺪ ﻫﻮ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺃﻭ ﺍﺠﻤﻟﺘﻤﻊ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ‪ ,‬ﻓﻠﻜﻞ ﻋﻤﻞ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺃﻱ ﻓﺮﺩ ﻋﺎﺋﺪﺍ ﻣﺎﺩﻳﺎ ﺃﻭ ﻣﻌﻨﻮﻳﺎ ﻳﻌﻮﺩ ﻟﻠﻔﺮﺩ‬

‫ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻭ ﻟﻐﲑﻩ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﺃﻭ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﺠﻤﻟﺘﻤﻊ ﺑﺼﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ‪ ,‬ﻭﺣﺴﺐ ﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻌﺎﺋﺪ ﻣﻦ‬

‫ﺭﺃﺱ ﺍﳌﺎﻝ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﻳﻔﻮﻕ ﺍﻟﻌﺎﺋﺪ ﻣﻦ ﺭﺃﺱ ﺍﳌﺎﻝ ﺍﳌﺎﺩﻱ ﺑﺜﻼﺙ ﻣﺮﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ‪.‬‬

‫ﺝ ‪ -‬ﻣﻌﺪﻝ ﺍﻟﻌﺎﺋﺪ‪ :‬ﻫﻮ ﺍﻟﻨﺴﺒﺔ ﺑﲔ ﺍﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﺍﳌﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﺋﺪﺓ ﻋﻦ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺗﻌﻠﻴﻤﻲ ﻣﻌﲔ‪ ,‬ﻭﺑـﲔ ﻛﻠﻔـﺔ ﻫـﺬﺍ‬

‫ﺍﻟﱪﻧﺎﻣﺞ‪.‬‬

‫ﺩ ‪ -‬ﺍﳋﻴﺎﺭﺍﺕ‪ :‬ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺒﺪﺍﺋﻞ ﺍﳌﻤﻜﻨﺔ ﺍﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻨﻈﻢ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﺃﻭ ﺑﺎﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﻬﺑﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﻢ ﻭﺍﻟﱵ ﳝﻜـﻦ‬

‫ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻷﻣﺜﻞ ﻣﻨﻬﺎ‬

‫‪٣‬‬
‫ﻫـ‪ -‬ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻞ‪ :‬ﻭﻫﻲ ﺍﳉﻬﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﺤﻤﻞ ﻛﻠﻔﺔ ﺍﳋﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﺔ ﻭﻫﻲ ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺼـﺎﺩﺭ‬

‫ﺩﺍﺧﻠﻴﺔ ﺃﻭ ﺧﺎﺭﺟﻴﺔ‪.‬‬

‫ﻭ ‪ -‬ﺍﻟﻜﻔﺎﻳﺔ ﻭﺍﻟﻔﺎﻋﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻘﻴﻴﻢ‪ :‬ﻭ ﺗﻌﲏ ﺟﻮﺩﺓ ﺍﳋﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴـﺔ ﻭﻣﻼﺀﻣﺘـﻬﺎ ﻟﻠﺤﺎﺟـﺎﺕ ﺍﻟﺘﻨﻤﻮﻳـﺔ‬

‫ﻭﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺍﺠﻤﻟﺘﻤﻊ‪ .‬ﺇﻥ ﻛﻔﺎﻳﺔ ﺃﻱ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺗﻌﻠﻴﻤﻲ ﻫﻲ ﻣﻘﻴﺎﺱ ﻟﻔﺎﻋﻠﻴﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﱪﻧﺎﻣﺞ ﻭﲢﻘﻴﻘﻪ ﻟﻸﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﱵ‬

‫ﺃﻋﺪ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻬﺎ‪ ,‬ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺟﻞ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻞ‪ ,‬ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻜﻔﺎﻳﺔ ﻭﺍﻟﻔﺎﻋﻠﻴـﺔ ﰲ ﺇﺩﺍﺭﺓ‬

‫ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻞ‪ ,‬ﻭﺗﻘﻴﻴﻢ ﺍﳌﺨﺮﺟﺎﺕ ﻭﺗﺮﺷﻴﺪ ﺍﻟﻨﻔﻘﺎﺕ ﻭﺗﻔﺎﺩﻱ ﺍﳍﺪﺭ ﺑﺼﻮﺭﻩ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻥ ﺗﺮﺑﻮﻳﺎ ﺃﻭ ﻣﺎﻟﻴﺎ ﺃﻭ‬

‫ﺑﺸﺮﻳﺎ ﺃﻭ ﺇﺩﺍﺭﻳﺎ‪ ,‬ﻻ ﻳﻘﻞ ﺃﳘﻴﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻞ‪ .‬ﻭﻫﻨﺎ ﲡﺪﺭ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﱃ ﺃﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﺆﺩﻱ ﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﰲ ﲢﺴـﲔ‬

‫ﻛﻔﺎﻳﺔ ﺍﻟﱪﻧﺎﻣﺞ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ) ﺃﻱ ﺟﻮﺩﺗﻪ( ﺇﱃ ﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﰲ ﺍﻻﺭﺗﻔﺎﻉ ﰲ ﻣﻌﺪﻝ ﺍﻟﻌﺎﺋﺪ ﻣﻨﻪ‪,‬‬

‫ـﻢ )ﺍ(‪.‬‬
‫ـﻜﻞ ﺭﻗـ‬
‫ـﺐ ﺍﻟﺸـ‬
‫ـﺎﻗﺺ ﺣﺴـ‬
‫ـﲔ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﻨـ‬
‫ـﺪ ﻣﻌـ‬
‫ـﺪ ﺣـ‬
‫ـﺪﻝ ﺑﻌـ‬
‫ـﺬﺍ ﺍﳌﻌـ‬
‫ـﺪﺃ ﻫـ‬
‫ـﺚ ﻳﺒـ‬
‫ﺣﻴـ‬

‫ﺍﳌﻨﻔﻌﺔ‬

‫ﺍﳉﻮﺩﺓ‬
‫ﺷﻜﻞ ﺭﻗﻢ ) ﺃ (‬

‫ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﺰﻳﺎﺩﺓ ﰲ ﺍﳉﻮﺩﺓ ﻳﺮﺍﻓﻘﻬﺎ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺃﻋﻠﻰ ﰲ ﺍﻟﻜﻠﻒ ﺣﺴﺐ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﺭﻗﻢ )ﺏ(‪.‬‬

‫ﺍﻟﻜﻠﻔﺔ‬

‫‪٤‬‬
 ‫ﺍﳉﻮﺩﺓ‬
‫ﺷﻜﻞ ﺭﻗﻢ )ﺏ(‬

‫ﻭﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﳌﻔﻬﻮﻣﲔ ﳝﻜﻨﻨﺎ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻌﺪﻝ ﻟﻠﻌﺎﺋﺪ ﺣﺴﺐ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﺭﻗﻢ ) ﺝ ( ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜـﻮﻥ‬

‫‪.‬‬ ‫ﺍﳉـــــــــﻮﺩﺓ ﺑـــــــــﲔ ﺍﻟﻨﻘﻄـــــــــﺘﲔ ﺱ ﻭ ﺹ‬

‫ﻣﻌﺪﻝ ﺍﻟﻌﺎﺋﺪ‬

‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬
‫ﺱ ﺹ‬ ‫ﺍﳉﻮﺩﺓ‬
‫) ﺷﻜﻞ ﺭﻗﻢ ﺝ (‬
‫ﻛﻤﺎ ﻗﺪ ﲣﺘﻠﻒ ﺍﻟﻜﻔﺎﻳﺔ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻘﻴﻴﻢ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﻔﺎﻳﺔ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻘﻴﻴﻢ ﺍﳋﺎﺭﺟﻲ ﻓﻘﺪ ﺗﻜﻮﻥ‬

‫ﺍﻟﻜﻔﺎﻳﺔ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻷﺣﺪ ﺍﻟﱪﺍﻣﺞ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﺣﻴﺚ ﻗﺪ ﲢﻘﻘﺖ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﺍﻷﺩﺍﺋﻴﺔ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﱃ ﺍﳋـﺮﻳﺞ‪,‬‬

‫ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻜﻔﺎﻳﺔ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ﳍﺬﺍ ﺍﻟﱪﻧﺎﻣﺞ ﻣﻨﺨﻔﻀﺔ‪ ,‬ﺣﻴﺚ ﺃﻥ ﺍﳌﻬﺎﻡ ﻭﺍﳌﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟـﱵ ﺍﻛﺘﺴـﺒﻬﺎ ﺍﳋـﺮﻳﺞ ﻻ‬

‫ﺗﺘﻤﺎﺷﻰ ﻣﻊ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﺸﻜﻞ ﺍﳌﻄﻠﻮﺏ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻟﺜﺎ‪ :‬ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﰲ ﺍﳌﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﺑﲔ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻞ‪.‬‬

‫ﻳﻌﺎﱐ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﰲ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﰲ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻨﺎﻣﻴﺔ ﺻﻌﻮﺑﺎﺕ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻣﻨـﻬﺎ ﺍﻟﺘﺴـﻴﺐ‬

‫ﻭﺿﻌﻒ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻭﻗﻠﺔ ﺍﳌﻮﺍﺭﺩ ﻭﺳﻮﺀ ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻭﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ‪ ,‬ﻛﻤﺎ ﺗﻮﺍﺟﻬﻪ ﲢﺪﻳﺎﺕ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﺭﺗﻔـﺎﻉ‬

‫ﻛﻠﻔﺔ ﺍﳋﺪﻣﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﺍﺯﺩﻳﺎﺩ ﺣﺠﻢ ﺍﻹﻧﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﲜﻤﻴﻊ ﻣﺮﺍﺣﻠﻪ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﺍﻟﺴـﻜﺎﱐ‬

‫‪٥‬‬
‫ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﺍﻟﻜﻤﻲ ﻭﺃﻳﻀﺎ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﻨﻮﻋﻲ ﳍﺬﻩ ﺍﳋﺪﻣﺔ‪ ,‬ﻭﳍﺬﺍ ﺗﺘﺒﲎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﻬﺗﺪﻑ ﺇﱃ‬

‫ﺗﺮﺷﻴﺪ ﺍﻹﻧﻔﺎﻕ ﻭﺍﳊﺪ ﻣﻦ ﺍﳍﺪﺭ ﻭﺭﻓﻊ ﺍﻟﻜﻔﺎﺀﺓ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻭﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ﻟﻨﻈﻢ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺇﱃ ﺗﺄﻣﲔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻷﻛـﱪ‬

‫ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﲔ ﻭﺑﻨﻮﻋﻴﺔ ﻣﺘﻤﻴﺰﺓ‪ ,‬ﻭﺗﺄﻣﲔ ﲤﻮﻳﻞ ﺩﺍﺋﻢ ﻣﻊ ﺍﳊﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻮﺍﺀﻣﺔ ﺑﲔ ﻧﺎﺗﺞ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤـﻲ‬

‫ﻭﺑﲔ ﺳﻮﻕ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‪ ,‬ﻓﻠﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﳌﻘﺒﻮﻝ ﺃﻥ ﻧﺴﺘﻤﺮ ﰲ ﺇﻣﺪﺍﺩ ﺳﻮﻕ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﲞﺮﳚﲔ ﻳﻔﺘﻘﺮﻭﺍ‬

‫ﺇﱃ ﺍﳌﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﳌﻄﻠﻮﺑﺔ ﻷﺩﺍﺀ ﺍﻟﻌﻤﻞ‪ .‬ﻭﻳﺘﻨﺎﺳﺐ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﺍﻟﻜﻤﻲ ﻟﻠﺴﻜﺎﻥ ﺗﻨﺎﺳﺒﺎ ﻋﻜﺴﻴﺎ ﻣﻊ ﻣﺴـﺘﻮﻯ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴـﺔ‬

‫ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﰲ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﻌﺎﱂ‪ ,‬ﻓﺎﻟﻄﻠﺐ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﳌﺘﺰﺍﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻳﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﺣﺠﻢ ﺍﻹﻧﻔﺎﻕ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺧﺎﺻﺔ ﰲ‬

‫ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻐﲑ ﺇﻟﺰﺍﻣﻲ‪ ,‬ﺣﻴﺚ ﺗﺆﺩﻱ ﺍﻟﻀﻐﻮﻁ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﻀﺨﻢ ﺍﻟﻌﺸﻮﺍﺋﻲ ﰲ ﺃﻋﺪﺍﺩ ﺍﳌﻠﺘﺤﻘﲔ‬

‫ﺑﻨﻮﻉ ﻣﻌﲔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻛﺎﳉﺎﻣﻌﻲ ﻣﺜﻼ‪.‬‬

‫ﻛﻤﺎ ﺗﺆﺛﺮ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﰲ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺣﺴﺐ ﺃﻭﻟﻮﻳﺎﻬﺗﺎ ﰲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﳊﻜﻮﻣﻴﺔ ﻭﺍﳌﺸﺘﻤﻠﺔ‬

‫ﻋﻠﻰ ﳎﺎﻻﺕ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻣﺜﻞ ﺍﺠﻤﻟﺎﻻﺕ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﳎﺎﻻﺕ ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﺤﺘﻴﺔ ﺍﱁ‪.‬ﻛﻤـﺎ ﺃﻥ‬

‫ﳏﺎﻛﺎﺓ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﺣﺠﻢ ﺍﻹﻧﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‪ ,‬ﺣﻴﺚ ﺗﻼﻗﻲ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭﺍﺕ ﻭﺍﻹﺻـﻼﺣﺎﺕ ﰲ‬

‫ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﰲ ﺃﻱ ﺩﻭﻟﺔ ﺻﺪﻯ ﰲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺑﺎﻻﻗﺘﺒﺎﺱ‪ ,‬ﻭﻫﺬﻩ ﺍﶈﺎﻛﺎﺓ ﺗﻨﻄﺒـﻖ ﺃﻳﻀـﺎ ﻋﻠـﻰ‬

‫ﺍﻟﺘﻮﺟﻬﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﰲ ﺍﻹﻧﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﻣﺼﺎﺩﺭ ﲤﻮﻳﻠﻪ ﻭﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎﺗﻪ‪.‬‬

‫ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﻣﺸﻜﻼﺗﻪ ﰲ ﺍﳌﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ‪.‬‬

‫ﰲ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻷﺧﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﲡﺎﻭﺯﺕ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻹﻧﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺗﺞ ﺍﻟـﻮﻃﲏ ﺍﻹﲨـﺎﱄ ﰲ‬

‫ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﳌﺘﻘﺪﻣﺔ ‪ ,%٥‬ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺴﺒﺔ ﰲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻨﺎﻣﻴﺔ ﺃﻗﻞ ﻣﻦ ‪ .%٤‬ﻭﻳﻮﺟﺪ ﺗﻔﺎﻭﺕ ﻛﺒﲑ ﺑـﲔ‬

‫ﺍﻟﺪﻭﻝ ﰲ ﻣﺎ ﲣﺼﺼﻪ ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻢ‪ ,‬ﻭﺣﺴﺐ ﻣﺎ ﺃﻭﺻﺖ ﺑﻪ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﻴﻮﻧﺴﻜﻮ ﻓﺈﻥ ﻧﺴﺒﺔ ﻣﻴﺰﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﳚـﺐ ﺃﻥ‬

‫ﺗﻜﻮﻥ ﰲ ﺣﺪﻭﺩ ﻣﻦ ‪ %١٤‬ﺇﱃ ‪ %١٧‬ﻣﻦ ﻣﻮﺍﺯﻧﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ,‬ﻭﻣﻦ ‪ %٤‬ﺇﱃ ‪ %٥‬ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺧﻞ ﺍﻟـﻮﻃﲏ‬

‫‪٦‬‬
‫ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ‪ .‬ﻭﰲ ﺍﳌﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﺑﻠﻐﺖ ﻧﺴﺒﺔ ﻣﻴﺰﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻋﺎﻡ ‪ ١٤١٩ / ١٤١٨‬ﻫـ ‪ %٦,٩‬ﻣﻦ‬

‫ﺍﻟﺪﺧﻞ ﺍﻟﻮﻃﲏ‪ ,‬ﻭ ﻋﺎﻡ ‪ ١٤٢١ / ١٤٢٠‬ﻫـ ‪ %٢٦,٧‬ﻣﻦ ﺍﳌﻮﺍﺯﻧﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ‪ ,‬ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺴﺐ ﺃﻋﻠـﻰ‬

‫ﻣﻦ ﻣﺎ ﺃﻭﺻﺖ ﺑﻪ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﻴﻮﻧﺴﻜﻮ‪.‬‬

‫ﻛﻤﺎ ﻳﻔﺘﺮﺽ ﺃﻥ ﻣﺎ ﻳﺼﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺑﻨﺪ ﺍﻷﺟﻮﺭ ﻭﺍﻟﺮﻭﺍﺗﺐ ﻣﻦ ﳎﻤﻞ ﺍﻟﻨﻔﻘﺎﺕ ﺍﳉﺎﺭﻳﺔ ﻻ ﻳﺘﻌﺪﻯ ‪ %٨٠‬ﻣـﻦ‬

‫ﻣﻴﺰﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﳊﺎﻝ ﰲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﳌﺘﻘﺪﻣﺔ‪ ,‬ﻷﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻮ ﺯﺍﺩﺕ ﺳﻴﻨﺨﻔﺾ ﻧﺴﺒﺔ ﻣﺎ ﻳﺼـﺮﻑ‬

‫ﻋﻠﻰ ﺃﻭﺟﻪ ﺍﻹﻧﻔﺎﻕ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺍﳌﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﻨﻮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻋﻦ ‪ %٢٠‬ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻌﻄﻲ ﻣﺆﺷﺮﺍ ﺳﻠﺒﻴﺎ ﻋﻦ ﻧﻮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‬

‫ﻭﺟﻮﺩﺗﻪ‪ .‬ﻓﻔﻲ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻷﻗﻄﺎﺭ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﲡﺎﻭﺯﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺴﺒﺔ ‪ %٨٥‬ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻌﲏ ﻫﺬﺍ ﺍﺭﺗﻔـﺎﻉ ﺭﻭﺍﺗـﺐ‬

‫ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﲔ ﻭ ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻧﻘﺺ ﺍﳌﺨﺼﺼﺎﺕ ﺍﳌﺮﺻﻮﺩﺓ ﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﻧﻮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﰲ ﺍﻷﻗﻄﺎﺭ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴـﺔ‪ .‬ﻭﰲ‬

‫ﺍﳌﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﺑﻠﻐﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺴﺒﺔ ‪ %٩٠‬ﰲ ﺷﺌﻮﻥ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺒﻨﺎﺕ‪ ,‬ﻭﻗﺪ ﺃﻋﻄﻰ ﻣﻌﺎﱄ ﻧﺎﺋﺐ ﻭﺯﻳﺮ‬

‫ﺍﳌﻌﺎﺭﻑ ﻟﺸﺌﻮﻥ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺒﻨﺎﺕ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺧﻀﺮ ﺑﻦ ﻋﻠﻴﺎﻥ ﺍﻟﻘﺮﺷﻲ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﺎ ﺧﺎﺻﺎ ﻬﺑﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻭﰎ ﺍﻟﺒـﺪﺀ ﰲ‬

‫ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﳌﻌﺎﳉﺘﻪ ﻭﳏﺎﻭﻟﺔ ﲣﻔﻴﻀﻪ‪.‬‬

‫‪٧‬‬
 ‫ﺇﻥ ﺃﻫﻢ ﺍﳌﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﱵ ﻳﻌﺎﱐ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﰲ ﺍﳌﻤﻠﻜﺔ ﻫﻲ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ‪- :‬‬

‫ﺃﻭﻻ‪ - :‬ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﻭ ﻫﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺒﺤﺚ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﻫﻮ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻻ ﳚﺪﻩ ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﻣﺼﺪﺭ ﻟﻠﺪﺧﻞ‪,‬‬

‫ﺃﻭ ﻫﻲ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺍﳌﻨﺘﻈﺮ ﺍﺳﺘﺪﻋﺎﺀ ﻣﻦ ﺗﺴﺮﻳﺢ ﻣﺆﻗﺖ‪ .‬ﺣﻴﺚ ﻳﺘﻼﺷﻰ ﺍﻟﻌﺎﺋﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‪ ,‬ﻭﻳﻌﺘﻤﺪ ﺣﺠﻢ‬

‫ﺍﳋﺴﺎﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺪﺓ ﺍﻟﱵ ﻳﺒﻘﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻋﺎﻃﻼ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ‪ ,‬ﻭﺇﻥ ﻋﺪﻡ ﻣﺴﺎﻳﺮﺓ ﺍﻟﻨﻈﻢ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﳊﺎﺟﺎﺕ‬

‫ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻳﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺗﻔﺎﻗﻢ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ‪ ,‬ﻭﻟﻠﺒﻄﺎﻟﺔ ﺁﺛﺎﺭ ﺿﺎﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻭﻋﻠﻰ‬

‫ﺍﺠﻤﻟﺘﻤﻊ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻮﻃﲏ‪.‬‬

‫ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ‪ ,‬ﺑﻄﺎﻟﺔ ﻣﻮﲰﻴﺔ‪ ,‬ﻭﻫﻲ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﻮﺿﻮﺡ ﰲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻴﺔ‪ ,‬ﻭﺑﻄﺎﻟﺔ ﻣﺆﻗﺘـﺔ‪ ,‬ﻭﻫـﻲ ﺑﺴـﺒﺐ‬

‫ﺍﻟﺘﻐﲑﺍﺕ ﺍﳌﺴﺘﻤﺮﺓ ﰲ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ‪ ,‬ﻭﺑﻄﺎﻟﺔ ﻣﺰﻣﻨﺔ‪ ,‬ﻭﻫﻲ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﳉﻤﻮﺩ ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﰲ ﺍﳉﻬﺎﺯ ﺍﻹﻧﺘﺎﺟﻲ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ‬

‫ﻧﻄﺎﻗﻪ ﻭﺗﻨﻮﻋﻪ ﺑﺴﺒﺐ ﻗﻠﺔ ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭﺍﺕ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻭﻗﻠﺔ ﺍﳌﺪﺧﺮﺍﺕ ﻭﺿﻴﻖ ﻧﻄﺎﻕ ﺍﻟﺴﻮﻕ‪ ,‬ﻭﺑﻄﺎﻟﺔ ﺗﻘﻨﻴﺔ‪ ,‬ﻭﻫﻲ‬

‫ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺘﻐﻴﲑ ﺍﳋﺼﺎﺋﺺ ﺍﳍﻴﻜﻠﻴﺔ ﻟﻼﻗﺘﺼﺎﺩ‪ ,‬ﺣﻴﺚ ﺍﳌﻬﺎﺭﺓ ﺍﳌﻄﻠﻮﺑﺔ ﻟﻌﻤﻞ ﻣﺎ ﻻ ﺗﺘﻮﻓﺮ ﰲ ﺍﳌﺘﻘﺪﻣﲔ ﳍﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ‪,‬‬

‫ﻭﺑﻄﺎﻟﺔ ﺩﻭﺭﻳﺔ‪ ,‬ﻭﻫﻲ ﺍﻟﱵ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﺪﻭﺭﺓ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻣﻦ ﻛﺴﺎﺩ ﺃﻭ ﺍﻧﺘﻌﺎﺵ‪ .‬ﻭﰲ ﺍﳌﻤﻠﻜﺔ ﻳﻌـﺰﻯ‬

‫ﺳﺒﺐ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ‪ .‬ﻭﻗﺪ ﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﰲ ﲨﻴﻊ ﺣﺎﻻﻬﺗـﺎ ﻛﻤـﺎ ﰎ‬

‫ﺗﻌﺮﻳﻔﻬﺎ ﺃﻋﻼﻩ ﺣﻴﺚ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﻳﻌﲏ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﺎﻓﺮﺓ‪ ,‬ﻭ ﻟﻜﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﺍﳌﻘﻨﻌﺔ ﻭﺍﻟﱵ ﺗﻌﺎﱐ‬

‫ﺍﳌﻤﻠﻜﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺗﻌﲏ ﺃﻥ ﺍﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﺍﳊﺪﻳﺔ ﳉﺰﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺎﻝ ﺗﺴﺎﻭﻱ ﺻﻔﺮ ﺃﻱ ﻻ ﺗﻨﺘﺞ ﺷﻴﺌﺎ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ‪.‬‬

‫ﻣﻌﺪﻝ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ‪ :‬ﻫﻮ ﺍﻟﻨﺴﺒﺔ ﺍﳌﺌﻮﻳﺔ ﻟﻌﺪﺩ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﻏﲑ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﲔ‪ ,‬ﻭﰲ ﺍﳌﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴـﻌﻮﺩﻳﺔ ﻻ ﻳﻮﺟـﺪ‬

‫ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺭﲰﻲ ﳌﻌﺪﻝ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ‪ ,‬ﻭﻟﻜﻦ ﺗﺸﲑ ﺍﻟﺪﻻﺋﻞ ﺇﱃ ﻭﺟﻮﺩﻫﺎ ﻭﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﻣﻌﺪﳍﺎ‪ ,‬ﻭﻗﺪ ﺻﺪﺭ ﺗﻘﺮﻳـﺮ‬

‫ﺻﺤﻔﻲ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ‪١٩٩٩/٧/٢٣‬ﻡ ﻗﺪﺭ ﻣﻌﺪﻝ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﺑﻨﺴﺒﺔ ‪ %٢٧‬ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﲟﻌﺪﻝ ‪ %١٢‬ﻋﺎﻡ ‪١٩٩٤‬ﻡ‪ .‬ﻭﰲ‬

‫ﺟﺮﻳﺪﺓ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﰲ ﺍﻟﻌﺪﺩ ‪ ٨٦٦‬ﻭﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﰲ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺜﻼﺛﺎﺀ )‪ (١‬ﳏﺮﻡ ‪١٤٢٤‬ﻫـ ﺍﳌﻮﺍﻓﻖ ‪ ٤‬ﻣﺎﺭﺱ ‪٢٠٠٣‬ﻡ‪,‬‬

‫‪٨‬‬
‫ﻛﺘﺐ ﺃﻥ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺣﻜﻮﻣﻴﺔ ﺃﻛﺪﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﰲ ﺍﺠﻤﻟﺘﻤﻊ ﺍﻟﺴـﻌﻮﺩﻱ ﺇﱃ )‪ (%٣١,٧‬ﻛﻤـﺎ‬

‫ﺃﻛﺪﺕ ﺃﻥ ﺍﳉﺮﺍﺋﻢ ﺑﲔ ﺍﻟﻌﺎﻃﻠﲔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﲔ ﺍﺭﺗﻔﻌـﺖ ﺑﻨﺴـﺒﺔ )‪ ( ١٥,٤‬ﺧـﻼﻝ ﺍﻷﻋـﻮﺍﻡ )‪– ١٤١٠‬‬

‫‪١٤١٦‬ﻫـ(‪ ,‬ﻭﺃﻭﺭﺩﺕ ﺃﻳﻀﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺃﻧﻪ ﺑﺎﻓﺘﺮﺍﺽ ﺛﺒﺎﺕ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﳊﺎﻟﻴﺔ‪ ,‬ﺃﻥ ﻣﻌﺪﻻﺕ ﺍﳉﺮﳝﺔ ﺑـﲔ‬

‫ﺍﻟﻌﺎﻃﻠﲔ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺳﺘﺴﺘﻤﺮ ﰲ ﺍﻟﺰﻳﺎﺩﺓ ﻭﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﳌﺘﻮﻗﻊ ﺃﻥ ﺗﺰﻳﺪ ﺑﻨﺴﺒﺔ ‪ %١٣٦‬ﰲ ﻋﺎﻡ ‪١٤٢٥‬ﻫـ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ‬

‫ﺑﻌﺎﻡ ‪١٤١٦‬ﻫـ‪ ,‬ﻭﺑﻴﻨﺖ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺃﻥ ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ ﻣﺮﺗﻜﱯ ﺍﳉﺮﺍﺋﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻃﻠﲔ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤـﻞ‪ ,‬ﻭﺃﻥ ‪ %٨٤‬ﳑـﻦ‬

‫ﴰﻠﺘﻬﻢ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻳﻌﺘﱪﻭﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﰲ ﺟﻨﻮﺣﻬﻢ ﳓﻮ ﺍﳉﺮﳝﺔ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ - :‬ﺍﳔﻔﺎﺽ ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﰲ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﺔ‪ ,‬ﺣﻴﺚ ﺑﻠﻐﺖ ﻧﺴﺒﺔ ﻣﺸﺎﺭﻛﺘﻬﺎ ‪ %٢,٧‬ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﻋـﺪﺩ‬

‫ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﲔ ﰲ ﺳﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭ ‪ %٥,٥‬ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﻋﺪﺩ ﺍﻹﻧﺎﺙ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺎﺕ ﰲ ﺳﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﻳﱪﺯ ﺗﺪﱐ‬

‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺴﺒﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻷﻥ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻹﻧﺎﺙ ﺣﻮﺍﱄ ‪ %٥٠‬ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ‪ .‬ﻭﺗﻌﻮﺩ ﺃﺳـﺒﺎﺏ ﻫـﺬﺍ ﺍﻻﳔﻔـﺎﺽ ﺇﱃ‬

‫ﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ ,‬ﻭﺻﻌﻮﺑﺔ ﺍﻟﺘﻨﻘﻞ ﻣﻦ ﺍﳌﱰﻝ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﻤﻞ‪ ,‬ﻭﻗﻠﺔ ﳎﺎﻻﺕ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﳌﺘﺎﺣﺔ‪ ,‬ﻭﻋﺪﻡ ﺗﻮﺍﻓﻖ ﻣﻌﻈﻢ‬

‫ﲣﺼﺼﺎﺕ ﺍﳋﺮﳚﺎﺕ ﻣﻊ ﺍﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﺳﻮﻕ ﺍﻟﻌﻤﻞ‪ ,‬ﻭﻋﺪﻡ ﺗﻮﺍﻓﺮ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ ﻭﺍﳋﱪﺓ‪ ,‬ﻭﻧﻘﺺ ﺧﺪﻣﺎﺕ ﺭﻋﺎﻳﺔ‬

‫ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﺔ‪ ,‬ﻭﻗﻠﺔ ﺃﳘﻴﺔ ﺍﻟﺪﺍﻓﻊ ﺍﳌﺎﺩﻱ ﻟﻠﻌﻤﻞ‪ ,‬ﻭﺿﻌﻒ ﺗﻘﺒﻞ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﰲ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﳋﺎﺹ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﻮﺍﻋﻴـﺪ‬

‫ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﻋﺪﺩ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﺍﻡ‪ ,‬ﻭﻗﻠﺔ ﺍﻟﺘﻴﺴﲑﺍﺕ ﺍﶈﺪﺩﺓ ﻧﻈﺎﻣﺎ ﻟﻌﻤﻞ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﰲ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﳋﺎﺹ ﺃﺳﻮﺓ ﺑﺎﻟﻘﻄﺎﻉ‬

‫ﺍﳊﻜﻮﻣﻲ ﻣﻦ ﻣﺪﺓ ﺇﺟﺎﺯﺓ ﺍﻷﻣﻮﻣﺔ ﻭ ﺍﻹﺟﺎﺯﺓ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻻﺿﻄﺮﺍﺭﻳﺔ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻟﺜﺎ ‪ - :‬ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺍﳌﺘﺴﺮﺑﲔ ﻭﻫﻢ ﳝﺜﻠﻮﻥ ﻋﻤﺎﻟﺔ ﺿﻌﻴﻔﺔ ﺍﻟﺘﺄﻫﻴﻞ‪ ,‬ﻭﻫﻲ ﺗﺴﺒﺐ ﺧﺴﺎﺭﺓ ﻣﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﻤﻠﻜﺔ ﻭﺗـﺆﺛﺮ‬

‫ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻋﺎﻣﺔ‪ ,‬ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﳋﺎﺹ ﻟﻦ ﻳﺮﺿﻰ ﲟﺜﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﻤﺎﻟﺔ ‪ .‬ﻭﺗﺸﲑ ﺧﻄﺔ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴـﺔ‬

‫ﺍﻟﺴﺎﺑﻌﺔ ﺇﱃ ﺃﻥ ‪ %٢٨,٨‬ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﲔ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﲔ ﺣﺪﻳﺜﺎ ﰲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻫﻢ ﻣﻦ ﺧﺮﳚﻲ ﺍﳌﺮﺣﻠـﺔ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﺋﻴـﺔ‬

‫ﻭﺍﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‪ ,‬ﻛﻤﺎ ﺗﺸﲑ ﺇﺣﺼﺎﺋﻴﺎﺕ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﳌﻌﺎﺭﻑ ﺇﱃ ﺃﻥ ﳎﻤﻮﻉ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﺍﳌﻠـﺘﺤﻘﲔ ﺑﺎﳉﺎﻣﻌـﺎﺕ ﻋـﺎﻡ‬

‫‪٩‬‬
‫‪١٤١٩/١٤١٨‬ﻫـ ﻫﻢ ‪ ٤٠٠٠٠‬ﻃﺎﻟﺐ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﺇﲨﺎﱄ ‪ ٧٠٣٤٥‬ﻃﺎﻟـﺐ ﺃﻱ ﺃﻥ ‪ ٣٠٣٤٥‬ﻃﺎﻟﺒـﺎ ﱂ‬

‫ﻳﻮﺍﺻﻠﻮﺍ ﺗﻌﻠﻴﻤﻬﻢ ﻟﺴﺒﺐ ﺃﻭ ﻵﺧﺮ‪.‬‬

‫ﺭﺍﺑﻌﺎ‪ - :‬ﺍﻟﻀﻐﻮﻁ ﻋﻠﻰ ﻣﻴﺰﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‪ ,‬ﺇﻥ ﺍﳊﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﻌﻠـﻴﻢ‪ ,‬ﺃﻱ ﺗﻮﺯﻳـﻊ‬

‫ﺍﳋﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﲔ ﲟﺴﺎﻭﺍﺓ ﻣﻊ ﺗﻮﻓﺮ ﺗﻜﺎﻓﺆ ﺍﻟﻔﺮﺹ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﳉﻤﻴﻊ ﺷـﺮﺍﺋﺢ ﺍﺠﻤﻟﺘﻤـﻊ ﻫـﻮ‬

‫ﻫﺎﺟﺲ ﺍﳌﻤﻠﻜﺔ ﺍﻷﻭﻝ‪ ,‬ﻭﻟﻜﻦ ﻗﺪ ﻳﺆﺩﻱ ﻭﺿﻊ ﻛﻬﺬﺍ ﺇﱃ ﻏﺾ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻜﻔﺎﻳﺔ‪ ,‬ﻛﻤـﺎ ﺗـﺆﺛﺮ‬

‫ﺍﳌﺴﺎﺣﺔ ﺍﳉﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺯﻳﻊ ﺍﳋﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻠﻔﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﻳﺘﻀﺢ ﻫﺬﺍ ﰲ ﺍﳊـﺎﻻﺕ‬

‫ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ‪- :‬‬

‫ﺍ ‪ -‬ﺍﳋﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﺍﳌﻘﺪﻣﺔ ﰲ ﺍﳌﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻨﺎﺋﻴﺔ‪ :‬ﺇﻥ ﻗﻠﺔ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﰲ ﺍﳌﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻨﺎﺋﻴﺔ ﺗـﺆﺩﻱ ﺇﱃ ﺍﺭﺗﻔـﺎﻉ‬

‫ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺗﻜﻠﻔﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻧﻈﺮﺍ ﻟﻌﺪﻡ ﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﻭﻓﻮﺭﺍﺕ ﺍﳊﺠﻢ ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺆﺛﺮ ﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﺋﺪ ﺑﺸﻜﻞ ﺳﻠﱯ‬

‫ﻣﻦ ﻟﻮ ﻭﺟﻬﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﺇﱃ ﺍﳌﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻜﺜﻴﻔﺔ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ‪.‬‬

‫ﺏ – ﺇﻥ ﻣﻦ ﺣﻖ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﲔ ﺫﻭﻱ ﺍﻻﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺗﻘﺪﱘ ﺍﳋﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﳍـﻢ‪ ,‬ﺇﻻ ﺃﻥ‬

‫ﺍﻟﻌﺎﺋﺪ ﻫﻨﺎ ﺃﻗﻞ ﻣﻦ ﻟﻮ ﺻﺮﻓﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﰲ ﲢﺴﲔ ﺟﻮﺩﺓ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﰲ ﺍﳌﺮﺍﺣﻞ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ‪.‬‬

‫ﺝ – ﺇﻥ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﺇﱃ ﻛﻞ ﻣﻌﻠﻢ ﻭﻣﻌﺎﻳﲑ ﻭﻣﻮﺍﺻﻔﺎﺕ ﺍﻷﺑﻨﻴﺔ ﻭﺍﳌﺮﺍﻓﻖ ﻭﻧﺴﺐ ﺍﺳﺘﻬﻼﻛﻬﺎ ﻭﺻـﻴﺎﻧﺘﻬﺎ‪,‬‬

‫ﻭﻣﺪﻯ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﺗﺴﺘﻘﻄﺐ ﺟﺰﺀﺍ ﻛﺒﲑﺍ ﻣﻦ ﻣﻴﺰﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻻﺭﺗﻔﺎﻉ ﻛﻠﻔﺘﻬﺎ‪.‬‬

‫ﺧﺎﻣﺴﺎ‪ - :‬ﺃﺣﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﰲ ﻣﻴﺰﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‪ ,‬ﻭﺍﳌﺮﺍﺩ ﺑﻪ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﻣﻴﺰﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻛﻤﺼﺪﺭ ﳑﻮﻝ‬

‫ﳍﺎ ﰲ ﺣﲔ ﺍﻧﺘﻔﺎﺀ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺃﺧﺮﻯ ﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻴﺰﺍﻧﻴﺔ‪ ,‬ﻋﻠﻤﺎ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻳﺘﻨﺎﻓﺲ ﻣﻊ ﻏﲑﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻄﺎﻋـﺎﺕ‬

‫ﺍﳋﺪﻣﻴﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻭﺍﻷﻣﻦ ﻭﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﺤﺘﻴﺔ ﻭﻏﲑﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻴﺰﺍﻧﻴـﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟـﺔ‪ .‬ﻓﺎﻟﻌﺪﺍﻟـﺔ‬

‫ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺗﻜﺎﻓﺆ ﺍﻟﻔﺮﺹ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﺗﻄﺒﻴﻖ ﺩﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﺘﻮﺳﻊ ﰲ ﺗﻌﻤﻴﻤﻪ ﳉﻤﻴﻊ ﻓﺌﺎﺕ ﺍﺠﻤﻟﺘﻤـﻊ‪,‬‬

‫‪١٠‬‬
‫ﻭﻇﻬﻮﺭ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺎﺕ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﻭﺍﻟﺜﻮﺭﺍﺕ ﺍﳌﻌﺮﻓﻴﺔ ﰲ ﳎﺎﻝ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﺍﻻﺗﺼﺎﻻﺕ‪ ,‬ﻭﲢﺴﲔ ﺍﳌﺴـﺘﻮﻯ ﺍﻟﻜﻴﻔـﻲ‬

‫ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻢ‪ ,‬ﻭﻫﻮ ﲢﺴﲔ ﻃﺮﺍﺋﻖ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺃﺩﻭﺍﺕ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﻭﺇﺩﺧﺎﻝ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ‪ .‬ﻭﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﺍﻟﺮﻭﺍﺗﺐ‬

‫ﻭﺍﻷﺟﻮﺭ ﻭﺍﻟﺘﻌﻮﻳﻀﺎﺕ‪ ,‬ﻭﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﺍﻟﺘﻜﻠﻔﺔ ﻟﻠﻤﺸﺮﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﲟﺎ ﺗﺘﻄﻠﺒﻪ ﻣﻦ ﻣﺒﺎﱐ ﻭﲡﻬﻴﺰﺍﺕ ﻭﻭﺳـﺎﺋﻞ‬

‫ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭﺗﻌﻠﻴﻤﻴﺔ‪ ,‬ﻭﺍﳔﻔﺎﺽ ﺍﻟﻌﺎﺋﺪ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻣﻦ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﻭﻣﻦ ﺧﺎﺭﺟﻪ‪.‬ﻛـﻞ ﺫﻟـﻚ ﺃﺩﻯ ﺇﱃ‬

‫ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﳊﺎﺟﺔ ﻟﺘﻮﻓﲑ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﻟﻺﻧﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‪.‬ﻋﻠﻤﺎ ﺑﺄﻥ ﻟﻨﻘﺺ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﻠـﻴﻢ ﻧﺘـﺎﺋﺞ‬

‫ﻓﺎﺩﺣﺔ ﻣﻨﻬﺎ‪ ,‬ﺗﺪﱐ ﺍﳌﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﻣﺘﻤﺜﻼ ﰲ ﺍﳔﻔﺎﺽ ﻣﻌﺪﻻﺕ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ‪ ,‬ﻭﺍﳔﻔﺎﺽ ﰲ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﳌﺨﺮﺟﺎﺕ‬

‫ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ‪ ,‬ﻭﺗﺮﺩﻱ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﺍﳌﺒﺎﱐ‪ ,‬ﻭﺍﳔﻔﺎﺽ ﺍﻟﺮﻭﺍﺗﺐ‪ ,‬ﻭﺍﺯﺩﻫﺎﺭ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﳋﺎﺹ‪ ,‬ﻭﺇﺭﺟﺎﺀ ﺍﳌﺸﺎﺭﻳﻊ‬

‫ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﳍﺎﺩﻓﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺇﱃ ﻭﻗﺖ ﻏﲑ ﳏﺪﺩ‪.‬‬

‫ﺳﺎﺩﺳﺎ ‪ - :‬ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺍﻟﻜﺒﲑ ﺑﲔ ﻣﺎ ﻳﻨﻔﻖ ﻋﻠﻰ ﻃﺎﻟﺐ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﻌﺎﱄ‬

‫ﺇﻥ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﰲ ﺍﻹﻧﻔﺎﻕ ﺑﲔ ﻃﺎﻟﺐ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﱄ ﻭﻃﺎﻟﺐ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﰲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﳌﺘﻘﺪﻣﺔ ﻳﺰﻳﺪ ﲟﺮﺓ ﻭﺛﻠـﺚ‬

‫ﻓﻘﻂ‪ ,‬ﺑﻴﻨﻤﺎ ﰲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﺎﻹﻧﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﻃﺎﻟﺐ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﱄ ﻳﻌﺎﺩﻝ ﺣﻮﺍﱄ ‪ ٤‬ﺃﺿﻌﺎﻑ ﻣﺎ ﻳﻨﻔﻖ ﻋﻠـﻰ‬

‫ﻃﺎﻟﺐ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﻡ‪ ,‬ﻭﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﺍﻹﻧﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﱄ ﺑﻞ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﳔﻔﺎﺽ ﻣﺎ ﻳﻨﻔﻖ‬

‫ﻋﻠﻰ ﻃﺎﻟﺐ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﻡ‪ ,‬ﻭﻳﻌﻜﺲ ﺧﻠﻼ ﰲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻋـﺎﻡ‪ .‬ﻭﰲ ﺍﳌﻤﻠﻜـﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴـﺔ‬

‫ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻭﰲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ‪ ١٤٢٢ / ١٤٢١‬ﻫـ ﺑﻠﻎ ﻣﺘﻮﺳﻂ ﻧﺼﻴﺐ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌـﺎﱄ‬

‫ﺣﻮﺍﱄ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺿﻌﺎﻑ ﻣﺎ ﻳﻨﻔﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﰲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﻡ‪ ,‬ﺃﻣﺎ ﻧﺼﻴﺐ ﺍﻟﻄﺎﻟﺒﺔ ﻓﻜﺎﻥ ﺃﻗﻞ ﻣـﻦ ﻧﺼـﻴﺐ‬

‫ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﰲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﺴﻨﺔ‪ ,‬ﻭ ﳎﻤﻮﻉ ﻧﺼﻴﺒﻴﻬﻤﺎ ﻣﻌﺎ ﺃﻗﻞ ﻣﻦ ﻧﺼﻴﺐ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﰲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﱄ‪.‬‬

‫ﺭﺅﻳﺔ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻢ ﰲ ﺍﳌﻤﻠﻜﺔ‪.‬‬

‫‪١١‬‬
‫ﺃﻭﻻ‪ - :‬ﲣﻄﻴﻂ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﺔ‪ ,‬ﺇﻥ ﲣﻄﻴﻂ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻭﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﳌﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻗﻀﻴﺘﺎﻥ ﻫﺎﻣﺘـﺎﻥ ﳉﻤﻴـﻊ‬

‫ﺍﻟﺪﻭﻝ‪ ,‬ﻭﳚﺐ ﺃﻥ ﻳﺘﻢ ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﳍﺬﻩ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻻﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﳊﻞ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ‪ ,‬ﻭﻫﻮ ﺍﳉﺎﻧﺐ ﺍﳌﻬﻤﻞ‬

‫ﰲ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻨﺎﻣﻴﺔ‪ .‬ﻭﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﺃﳘﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻭﻛﺒﲑﺓ ﺣﻴﺚ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﻣﺸﺮﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴـﺔ‬

‫ﻋﻠﻰ ﺗﻮﻓﲑ ﺍﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻭﻓﻖ ﺍﳌﺴﺘﻮﻯ ﺍﳌﻬﺎﺭﻱ ﺍﳌﻄﻠﻮﺏ ﻷﻥ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﲣﻄﻴﻂ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﺔ‬

‫ﻫﻲ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﳌﻬﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻘﺪﺭﺍﺕ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﻟﻠﻨﻤﻮ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ‪ ,‬ﻭﺗﻮﻓﲑ ﻓﺮﺹ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﳌﺜﻤﺮ ﳉﻤﻴﻊ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭﻳﻦ ﻋﻠـﻰ‬

‫ﺍﻟﻌﻤﻞ‪.‬‬

‫ﻭﻗﺪ ﺃﺩﻯ ﺍﻟﺘﻐﻴﲑ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﰲ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺎﺕ ﺇﱃ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ‪ - :‬ﻇﻬﻮﺭ ﻣﻬﻦ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﳍﺎ ﺃﳘﻴـﺔ ﻛـﱪﻯ ﻣﺜـﻞ‬

‫ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺎﺕ‪ .‬ﻭﺍﻧﻘﺮﺍﺽ ﺃﻭ ﻗﻠﺔ ﺍﻟﻄﻠﺐ ﻭﺍﳓﺼﺎﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﻬﻦ ﺍﻟﻘﺪﳝﺔ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻴﺪﻭﻳﺔ‪ .‬ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﲑ‬

‫ﰲ ﺍﳌﺴﺘﻮﻯ ﺍﳌﻬﺎﺭﻱ ﺍﳌﻄﻠﻮﺏ ﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﳌﻬﻦ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺘﻄﻮﺭ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﻭﺗﻄﻮﺭ ﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﻟﻌﻤﻞ‪.‬‬

‫ﺇﻥ ﻋﺪﻡ ﻣﺮﺍﻋﺎﺓ ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻻﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﻣﺸﺮﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠـﺔ ﺃﺩﺕ ﺇﱃ ﻧﻘـﺺ ﺧﺮﳚـﻲ‬

‫ﺍﻟﻜﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻓﺎﺋﺾ ﻛﺒﲑ ﰲ ﺧﺮﳚﻲ ﺍﻟﻜﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺃﺩﻯ ﺇﱃ ﺗﻔﺸﻲ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺣﺎﺟـﺔ‬

‫ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺇﱃ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺘﺨﺼﺼﺎﺕ ﺍﳌﻄﻠﻮﺑﺔ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ‪ .‬ﻭﺑﻨﻈﺮﺓ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻟﻠﻌﺎﱂ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﳒﺪ ﺃﻧﻪ ﻳﻌﺎﱐ ﻧﻘﺼﺎ ﰲ ﺍﻟﻨﻮﺍﺣﻲ‬

‫ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺨﺼﺼﺎﺕ ﺍﳌﻬﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﻭﺧﺎﺻﺔ ﺍﳌﻬﻨﻴﺔ ﺍﳌﺘﻮﺳﻄﺔ‪ ,‬ﻭﺍﻟﻌﻤﺎﻝ ﺫﻭﻱ ﺍﳌﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ‪ ,‬ﻓﻔﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ‬

‫ﺍﳌﺘﻘﺪﻣﺔ ﺗﺼﻞ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﳌﻬﻨﺪﺳﲔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﱃ ‪ ٥٠‬ﻟﻜﻞ ‪ ١٠٠٠٠‬ﻧﺴﻤﺔ ﺑﻴﻨﻤـﺎ ﰲ ﺍﻟـﺒﻼﺩ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴـﺔ ﻻ‬

‫ﺗﺘﺠﺎﻭﺯ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺴﺒﺔ ‪ ١‬ﻟﻜﻞ ‪ ١٠٠٠٠‬ﻧﺴﻤﺔ‪ ,‬ﺃﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﻓﻼ ﻳﻮﺟﺪ ﻧﻘﺺ ﻣﻠﺤـﻮﻅ‬

‫ﰲ ﺍﻷﻋﺪﺍﺩ ﺍﳌﺘﻮﻓﺮﺓ ﻭﻟﻜﻦ ﻳﻮﺟﺪ ﻧﻘﺺ ﰲ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﻭﺍﳌﻬﺎﺭﺓ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﻄﻠﺒـﻬﺎ ﺍﻷﺳـﺎﻟﻴﺐ ﺍﳊﺪﻳﺜـﺔ ﰲ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ‬

‫ﻭﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ‪.‬‬

‫‪١٢‬‬
‫ﻭﻟﺪﻗﺔ ﲣﻄﻴﻂ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﳚﺐ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﲨﻴﻊ ﺍﳋﻄﻮﺍﺕ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﺔ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﻭﻣﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﲤﺎﻣﺎ ﻛﻤﺎ ﻳﻠﻲ‪:‬‬

‫‪-‬‬

‫ﺍﳋﻄﻮﺓ ﺍﻷﻭﱃ‪ :‬ﳚﺐ ﺃﻥ ﻳﺘﻮﻓﺮ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﺑﻴﺎﻧﺎﺕ ﺳﻜﺎﻧﻴﺔ ﺣﺴﺐ ﻓﺌﺎﺕ ﺍﻟﺴﻦ ﻭﺍﻟﻨﻮﻉ‪ ,‬ﻭﺣﺠﻢ ﻗـﻮﺓ ﺍﻟﻌﻤـﻞ‬

‫ﻭﺗﻮﺯﻳﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﻄﺎﻋﺎﺕ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﻭﺍﳋﺪﻣﺎﺕ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ‪ ,‬ﻭﺃﻳﻀﺎ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﳍﺎ ﰲ ﻛﻞ ﻗﻄﺎﻉ‪ ,‬ﻭﺑﻴﺎﻧﺎﺕ ﻋﻦ‬

‫ﺍﻟﻌﻤﺎﻟﺔ ﻭﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﰲ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﻘﻄﺎﻋﺎﺕ‪ ,‬ﻭﺻﻮﺭﺓ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻋﻦ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﻗﺪﺭﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﲣﺮﻳﺞ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ‬

‫ﻭﺍﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﰲ ﲨﻴﻊ ﺍﻷﻧﺸﻄﺔ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ‪.‬‬

‫ﺍﳋﻄﻮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪ :‬ﺑﻌﺪ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ﻟﻠﻘﻮﻯ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﳝﻜﻦ ﺍﻟﺘﻨﺒﺆ ﺑﺎﻻﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﻣـﻦ ﻫـﺬﻩ‬

‫ﺍﻟﻘﻮﻯ ﳉﻤﻴﻊ ﺍﻟﻘﻄﺎﻋﺎﺕ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ‪ ,‬ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺍﻻﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﺟﻠﺔ ﻭ ﺍﳌﺘﻮﺳﻄﺔ ﻭﻃﻮﻳﻠﺔ ﺍﳌﺪﻯ‪.‬‬

‫ﺍﳋﻄﻮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ‪ :‬ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻳﺘﻢ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﺍﻻﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﳉﻤﻴﻊ ﺍﳌﻬﻦ ﻭﺍﻟﻘﻄﺎﻋﺎﺕ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﺈﻧـﻪ‬

‫ﳚﺐ ﺗﺮﲨﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﺇﱃ ﺣﺎﺟﺎﺕ ﺗﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻋﻠﻤﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺍﺗﻔﺎﻕ ﻋﻠـﻰ ﺍﳌـﺆﻫﻼﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴـﺔ‬

‫ﺍﳌﻄﻠﻮﺑﺔ ﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﳌﻬﻦ‪ .‬ﻛﻤﺎ ﳚﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﺷﺎﻣﻼ ﻟﻠﻘﻄﺎﻋﲔ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻭﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻱ‪ ,‬ﻭﺃﻥ ﻳﺸﻤﻞ‬

‫ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻐﲑ ﻧﻈﺎﻣﻲ ﻭ ﺍﻟﻨﻈﺎﻣﻲ‪ ,‬ﻭﺃﻥ ﻳﺘﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﺍﳉﺎﻧﺒﲔ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﲔ ﻭﳘﺎ ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ‬

‫ﳉﻤﻴﻊ ﺍﺠﻤﻟﺎﻻﺕ‪ ,‬ﻭﺃﻳﻀﺎ ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻻﺳﺘﺨﺪﺍﻡ‪.‬‬

‫ﻭﻟﻠﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻌﺪﻻﺕ ﺍﳌﺮﺗﻔﻌﺔ ﻟﻠﺒﻄﺎﻟﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﳚﺐ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﺣﱴ ﻳﻘﺘﻨﻊ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﳋﺎﺹ ﺑﻜﻔـﺎﺀﺓ‬

‫ﺇﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻤﺎﻟﺔ ﻭﺗﻮﻇﻴﻔﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺒﻮﺍﺑﺔ ﺍﻟﱵ ﻣﺮﺕ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻴﺎﺑﺎﻥ‪ ,‬ﻭﺃﻳﻀﺎ ﺍﻟﺘﻮﺳﻊ ﰲ ﺍﳋـﺪﻣﺎﺕ ﺳـﻮﺍﺀ‬

‫ﻛﺎﻧﺖ ﺳﻴﺎﺣﻴﺔ ﺃﻭ ﻣﺎﻟﻴﺔ ﺃﻭ ﺇﻧﺘﺎﺟﻴﺔ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ - :‬ﳚﺐ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺭﻓﻊ ﻧﺴﺒﺔ ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﰲ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﺘﻨﻤﻮﻱ ﻭﻫﻮ ﺃﻣﺮ ﺫﺍ ﺃﳘﻴﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ‪ ,‬ﻭﳝﻜﻨﻨـﺎ‬

‫ﺍﲣﺎﺫ ﺑﻌﺾ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰﻳﺔ ﻟﺰﻳﺎﺩﺓ ﻣﺴﺎﳘﺔ ﻋﻤﻞ ﺍﳌﺮﺃﺓ‪ ,‬ﲟﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺴﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍﳌﺸـﺎﻛﻞ‬

‫‪١٣‬‬
‫ﺍﳌﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ‪ ,‬ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﻭﺣﺪﺍﺕ ﻟﺸﺌﻮﻥ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺗﻠﺤﻖ ﺑﺎﻹﺩﺍﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺍﺕ‪ ,‬ﻭﺍﺳـﺘﺤﺪﺍﺙ‬

‫ﳎﺎﻻﺕ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﰲ ﺇﻃﺎﺭ ﺗﻌﺎﻟﻴﻢ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ‪ ,‬ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺗﺘﺨﻄﻰ ﳎﺎﻻﺕ ﺍﻷﻧﺸﻄﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ‬

‫ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ ,‬ﺇﱃ ﺍﺠﻤﻟﺎﻻﺕ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﺍﳌﻬﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻴﺔ‪ ,‬ﻣﺜﻞ ﺍﳊﺎﺳـﺐ ﺍﻵﱄ‬

‫ﻭﺍﳌﺨﺘﱪﺍﺕ‪ ,‬ﻣﻊ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺑﲔ ﺍﳉﻬﺎﺕ ﺍﳌﻌﻨﻴﺔ ﻟﺘﻮﻓﲑ ﺍﻟﺘﺄﻫﻴﻞ ﻭﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ ﺍﳌﻨﺎﺳﺒﲔ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ﲟﺎ ﻳﺘﻔﻖ ﻣﻊ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ‬

‫ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﳋﺎﺹ‪ ,‬ﻭﺗﻌﺪﻳﻞ ﻭﲢﺪﻳﺚ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﻟﺘﻀﻤﻴﻨﻬﺎ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻋﻤﻞ ﺍﳌﺮﺃﺓ‬

‫ﻭﺯﻳﺎﺩﺓ ﳎﺎﻻﺗﻪ‪ ,‬ﻭﺗﻌﺮﻳﻒ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺑﺄﻋﺪﺍﺩ ﺍﳋﺮﳚﺎﺕ ﻭﲣﺼﺼﺎﻬﺗﻦ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﺑﻨﻚ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‬

‫ﳛﺘﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﺑﻴﺎﻧﺎﺕ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﻋﻦ ﺍﳌﺘﺎﺡ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻴﺔ ﻋﺪﺩﺍ ﻭﲣﺼﺼﺎ‪ ,‬ﻭﺍﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﺍﻟﺸﺎﻏﺮﺓ ﺑﺎﳌﻨﺸـﺂﺕ‪,‬‬

‫ﻣﻊ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﻟﻠﺘﻮﺟﻴﻪ ﺍﻹﻋﻼﻣﻲ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺘﻮﺟﻴﻪ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﲟﺠﺎﻻﺕ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﳌﺘﺎﺣﺔ ﻭﺗﺒﺼﲑ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﲔ ﺑﺎﻹﺳﻬﺎﻡ‬

‫ﺍﳌﺘﻮﻗﻊ ﻣﻦ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﰲ ﲢﻘﻴﻖ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻟﺜﺎ‪ - :‬ﺩﻣﺞ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﳌﻬﲏ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﻡ‪ :‬ﺇﻥ ﻓﺼﻞ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﳌﻬﲏ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻳﻌﲏ ﺃﻥ ﲨﻴﻊ ﺧﺮﳚﻲ‬

‫ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺃﺭﺍﺩﻭﺍ ﺇﻛﻤﺎﻝ ﺗﻌﻠﻴﻤﻬﻢ ﺍﻟﻌﺎﱄ ﻓﻠﻴﺲ ﺃﻣﺎﻣﻬﻢ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻷﻛﺎﺩﳝﻲ ﺍﳉﺎﻣﻌﻲ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ‬

‫ﻭﺟﻮﺩ ﺑﻄﺎﻟﺔ ﻣﻘﻨﻌﺔ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺘﺨﺼﺼﺎﺕ ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ‪ ,‬ﻭﻳﻌﲏ ﺃﻳﻀﺎ ﺃﻥ ﺧﺮﳚـﻲ ﺍﳌﻌﺎﻫـﺪ‬

‫ﻭﺍﳌﺮﺍﻛﺰ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﻟﻦ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﻣﺆﻫﻠﲔ ﳍﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻷﻛﺎﺩﳝﻲ‪ .‬ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻟﻮ ﰎ ﺇﺗﺒﺎﻉ ﺃﺳـﻠﻮﺏ ﺍﳌﺪﺭﺳـﺔ‬

‫ﺍﻟﺸﺎﻣﻠﺔ ﻭﺩﻣﺞ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﳌﻬﲏ ﻟﻜﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺃﻓﻀﻞ‪.‬‬

‫ﺭﺍﺑﻌﺎ‪ - :‬ﺗﻨﻮﻳﻊ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﲤﻮﻳﻞ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ‪ :‬ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻸﺯﻣﺔ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ‪ ,‬ﻭﻧﻈﺮﺍ ﻟﻠﺘﻄـﻮﺭ ﺍﻟﻜﻤـﻲ‬

‫ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻢ ﰲ ﺍﳌﻤﻠﻜﺔ ‪ ,‬ﻭﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﲢﺴﲔ ﻧﻮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺃﻳﻀﺎ‪ ,‬ﺃﺩﻯ ﺫﻟﻚ ﺇﱃ ﻋـﺪﻡ ﻛﻔﺎﻳـﺔ‬

‫ﻣﻴﺰﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﻟﻠﻮﻓﺎﺀ ﲟﺘﻄﻠﺒﺎﺗﻪ‪ ,‬ﻭﳍﺬﺍ ﺑﺪﺃ ﺍﻻﲡﺎﻩ ﺇﱃ ﺗﻨﻮﻳﻊ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﲤﻮﻳـﻞ ﺍﻟﺘﻌﻠـﻴﻢ‪) ,‬‬

‫ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺮﺷﻴﺪﺓ ﺗﺴﺘﺨﺪﻡ ﺍﳌﻮﺍﺭﺩ ﺍﳌﺘﺎﺣﺔ ﺍﻻﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻷﻣﺜﻞ ﻭﲢﺪ ﻣﻦ ﺍﳍﺪﺭ ﲜﻤﻴﻊ ﺻـﻮﺭﻩ‬

‫‪١٤‬‬
‫ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺃﻭ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ (‪ ,‬ﻭﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻨﻄﻠﻖ ﺗﱪﺯ ﺃﳘﻴﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻔﻌﺎﻟﺔ ﻭﺃﳘﻴﺔ ﺗﻄـﻮﻳﺮ ﺃﺩﺍﺀ‬

‫ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻳﲔ ﻓﻘﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺃﻭ ﻧﻘﺺ ﰲ ﺍﳌﻮﺍﺭﺩ‪ ,‬ﺃﻭﻣﺸﻜﻠﺔ ﺳﻜﺎﻧﻴﺔ‪ ,‬ﻭﻟﻮ ﻭﺟـﺪﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ‬

‫ﺍﻟﻔﻌﺎﻟﺔ ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺮﺷﻴﺪﺓ‪ ,‬ﻷﻣﻜﻨﻨﺎ ﺍﻟﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺸﻜﻼﺕ ﻭﻏﲑﻫﺎ‪ ,‬ﻭﺭﺳﻢ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺎﺕ ﻟﻠﺘﻐﻠﺐ‬

‫ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻗﺪ ﻳﻮﺍﺟﻬﻨﺎ ﻣﻦ ﻣﺸﻜﻼﺕ‪ ,‬ﰲ ﻭﻗﺖ ﻏﺪﺕ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﳌﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﺷﻴﺌﺎ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺍﻻﺳﺘﻐﻨﺎﺀ ﻋﻨﻪ‪.‬‬

‫ﻭﻣﻦ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ‪- :‬‬

‫ﺍ – ﺍﻟﺘﱪﻋﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻭﺍﻷﻭﻗﺎﻑ‪ :‬ﰲ ﺍﳌﺎﺿﻲ ﻗﺎﻡ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﰲ ﺍﳌﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﲟﺴـﺎﻋﺪﺓ ﻭﲟﻌﻮﻧـﺔ‬

‫ﺍﻷﻫﺎﱄ ﻭﻫﻢ ﳝﺜﻠﻮﻥ ﰲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﳊﺎﺿﺮ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﳋﺎﺹ‪ ,‬ﻭﱂ ﺗﻜﻦ ﺗﻮﺟﺪ ﺟﻬﺔ ﺣﻜﻮﻣﻴـﺔ ﺧﺎﺻـﺔ ﲤﻮﻟـﻪ‪,‬‬

‫ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﺘﺨﺪﻡ ﺍﻷﻭﻗﺎﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺴﺎﺟﺪ ﻭﺍﳌﺪﺍﺭﺱ ﻷﻏﺮﺍﺽ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻞ‪ ,‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﺍﳌﺴﺎﺟﺪ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻧـﺖ‬

‫ﺃﺷﺒﻪ ﺑﺎﳌﺪﺍﺭﺱ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻟﻜﺘﺎﺗﻴﺐ ﻭﺍﻟﱵ ﺃﻗﻴﻤﺖ ﺃﻳﻀﺎ ﲟﺠﻬﻮﺩﺍﺕ ﺍﻷﻫﺎﱄ‪ .‬ﻭﺑﻌﺪ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻛﻤﻤﻮﻝ‬

‫ﺭﺋﻴﺴﻲ ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻢ ﰲ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﳊﺪﻳﺚ‪ ,‬ﺍﻧﻘﺮﺿﺖ ﺍﻷﻭﻗﺎﻑ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﻤﺪﺍﺭﺱ‪ ,‬ﻭﻣﻦ ﰒ ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻹﻧﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‬

‫ﻣﻦ ﻣﺴﺌﻮﻟﻴﺔ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﻛﺎﻣﻼ‪ ,‬ﻭﻣﻦ ﺍﻷﻓﻀﻞ ﰲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﳊﺎﱄ ﻭﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻸﺯﻣﺔ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﺍﳌﻌﺎﺻـﺮﺓ ﻭﺭﻏﺒـﺔ ﰲ‬

‫ﲢﺴﲔ ﻧﻮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺇﺩﺧﺎﻝ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺎﺕ‪ ,‬ﺇﺣﻴﺎﺀ ﺍﻟﻮﻗﻒ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﺭﺍﻓﺪﺍ ﻣﺎﻟﻴﺎ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﳌﺪﺍﺭﺱ ﻟﺘﻨﻮﻳﻊ ﻣﺼﺎﺩﺭ‬

‫ﺩﺧﻠﻬﺎ ﻟﻜﻲ ﻻ ﻳﺘﺄﺛﺮ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺴﻮﺀ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﱵ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﺗﺘﺄﺛﺮ ﺑﺘﻘﻠﺒـﺎﺕ ﻭﻣﺸـﻜﻼﺕ‬

‫ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ‪ .‬ﻣﻊ ﺗﺸﺠﻴﻊ ﺍﺠﻤﻟﺘﻤﻊ ﻟﻠﻤﺴﺎﳘﺔ ﰲ ﲤﻮﻳﻞ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‪ ,‬ﺣﻴﺚ ﺃﻥ ﲤﻮﻳﻞ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﺠﻤﻟﺘﻤـﻊ‬

‫ﻳﺘﻢ ﺍﻵﻥ ﰲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﳊﺎﺿﺮ ﰲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﳌﺘﻘﺪﻣﺔ ﻭﰲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻨﺎﻣﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺳﻮﺍﺀ‪ ,‬ﻓﻔﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﳌﺘﻘﺪﻣﺔ ﻣﺜﻞ‬

‫ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﺑﻠﻐﺖ ﻧﺴﺒﺔ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﳋﺎﺹ ‪ %٤٠‬ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ﻣﻦ ﻣﻴﺰﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‪ ,‬ﻭﰲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻨﺎﻣﻴﺔ ﰲ ﻛﻴﻨﻴﺎ‬

‫ﻣﺜﻼ ﺍﻋﺘﻤﺪﺕ"ﻧﻈﺎﻡ ﻫﺎﺭﻣﱯ" ﻭﻫﻮ ﻧﻈﺎﻡ ﻗﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﳘﺎﺕ ﺗﻄﻮﻋﻴﺔ ﺗﻘﺪﻣﻬﺎ ﺍﺠﻤﻟﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﶈﻠﻴﺔ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ‬

‫ﻗﺮﻭﺽ ﻭﻣﺴﺎﻋﺪﺍﺕ ﺧﺎﺭﺟﻴﺔ‪ ,‬ﻭﰲ ﻧﻴﺒﺎﻝ ﻗﺎﻣﺖ ﺍﺠﻤﻟﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﶈﻠﻴﺔ ﺑﺒﻨﺎﺀ ﻭﺻﻴﺎﻧﺔ ﻛﻞ ﺍﳌﺪﺍﺭﺱ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﺋﻴﺔ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ‬

‫‪١٥‬‬
‫ﻭﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﳌﺪﺍﺭﺱ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ‪ .‬ﻭﻗﺪ ﺍﺳﺘﻨﺘﺠﺖ ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﺣﺪﻳﺜﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺑﲔ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ‪ ,‬ﻭﺍﺠﻤﻟﺘﻤﻊ‪,‬‬

‫ﻭﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺿﻌﻴﻔﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﻋﺪﻡ ﻋﻠﻤﻬﻢ ﻬﺑﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺭ‪ ,‬ﻭﻫﻨﺎ ﻳﺄﰐ ﺩﻭﺭ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ‪ .‬ﻛﻤﺎ‬

‫ﳚﺐ ﺗﺸﺠﻴﻊ ﺍﻟﺘﱪﻉ ﺑﻜﺎﻓﺔ ﺃﺷﻜﺎﻟﻪ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺘﻜﺎﻟﻴﻒ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺣﻴﺚ ﻳﻮﺟﺪ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ‬

‫ﻭﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﻭﺭﺟﺎﻝ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺭﲟﺎ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﻋﻦ ﺣﺎﺟﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻷﻣﻮﺍﻝ ﺃﻛﺜﺮ ﳌﺨﺮﺟﺎﺕ ﺃﻓﻀﻞ ﻭﳍﻢ ﺍﻟﻌﺬﺭ‬

‫ﰲ ﻋﺪﻡ ﻋﻠﻤﻬﻢ ﻬﺑﺬﺍ ﺣﻴﺚ ﻗﺪ ﺗﻌﻮﺩﻧﺎ ﺃﻥ ﺣﻜﻮﻣﺎﺗﻨﺎ ﺗﺘﺤﻤﻞ ﻋﻨﺎ ﻛﻞ ﺷﺊﺀ ﻭﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻵﻥ ﺃﻥ ﻧﺒﺪﺃ ﺑﺘﺸـﺠﻴﻊ‬

‫ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﰲ ﺍﳌﺴﺎﳘﺔ ﰲ ﲢﻤﻞ ﺍﳌﺴﺌﻮﻟﻴﺎﺕ ﰲ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‪ ,‬ﻭﺣﺜﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﱪﻉ ﺑﺄﻧﻮﺍﻋﻪ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ‬

‫ﻫﺒﺎﺕ ﺃﻭ ﻭﺻﻴﺎﺕ ﺃﻭ ﺃﻭﻗﺎﻑ‪ ,‬ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﱪﻋﺎﺕ ﻗﺪ ﺗﺄﺧﺬ ﺷﻜﻞ ﻋﻴﲏ ﺃﻭ ﻧﻘﺪﻱ ﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﻣﻌﲔ‪ .‬ﻛﻤﺎ‬

‫ﺃﻥ ﺇﺳﻬﺎﻡ ﻗﻄﺎﻉ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﰲ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻻ ﳝﺜﻞ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺗﺄﰐ ﰲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﳌﺴﺌﻮﻟﻴﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ‬

‫ﻟﻠﻘﻄﺎﻉ ﺍﳋﺎﺹ ﻓﺤﺴﺐ‪ ,‬ﺑﻞ ﻫﻮ ﲢﻘﻴﻖ ﻣﻨﻔﻌﺔ ﺫﺍﺗﻴﺔ ﻷﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﻫﻮ ﰲ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﺍﳌﺴﺘﻔﻴﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ‬

‫ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﻣﻦ ﲢﻘﻴﻖ ﺍﻟﻨﻮﻋﻴﺔ ﺍﳌﻄﻠﻮﺑﺔ ﻣﻦ ﺍﳌﺘﻌﻠﻤﲔ‪.‬ﻣﻊ ﺗﺸﺠﻴﻊ ﺃﻭﻟﻴﺎﺀ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭﻳﻦ ﻭﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻷﺧـﺮﻯ‬

‫ﰲ ﺍﺠﻤﻟﺘﻤﻊ ﰲ ﺍﳌﺴﺎﳘﺔ ﻋﻴﻨﻴﺎ ﻣﺜﻞ ﺗﺄﻣﲔ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﻭﺍﻟﻜﺘﺐ ﻭﺍﻷﺩﻭﺍﺕ ﺍﳌﺪﺭﺳـﻴﺔ‪ ,‬ﺃﻱ ﻣﺴـﺎﳘﺘﻬﻢ ﰲ‬

‫ﲤﻮﻳﻞ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻟﺘﺨﻔﻴﺾ ﺑﻌﺾ ﺃﻋﺒﺎﺀ ﺍﻟﺘﻜﻠﻔﺔ ﺍﳌﻠﻘﺎﺓ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻖ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻟﻺﻧﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﰲ ﲨﻴﻊ‬

‫ﻣﺮﺍﺣﻠﻪ‪.‬‬

‫ﺏ ‪ -‬ﺍﻹﻳﺮﺍﺩﺍﺕ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ ﻟﻠﻤﺪﺍﺭﺱ‪ ,‬ﻭﺗﺸﻤﻞ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ‪ :‬ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﻣﻮﺍﺭﺩ ﻭﺃﺭﺻﺪﺓ ﻗﻄﺎﻉ ﺍﻟﺘﻌﻠـﻴﻢ ﺍﺳـﺘﺜﻤﺎﺭﺍ‬

‫ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎ ﻳﺪﺭ ﺭﲝﺎ ﻭﻻ ﻳﺘﻌﺎﺭﺽ ﻣﻊ ﺍﳌﺒﺎﺩﺉ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﳝﻜﻦ ﺗﺄﺟﲑ ﺍﳌﻌـﺎﺭﺽ ﻭﺍﻟﻘﺎﻋـﺎﺕ ﺍﻟﻜـﺒﲑﺓ‬

‫ﻭﺍﳌﺴﺎﺭﺡ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺭﺳﻮﻡ ﻣﺎﻟﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ‪ .‬ﻭﻭﺿﻊ ﺁﻟﻴﺔ ﻟﺘﺄﺟﲑ ﻣﻄﺒﻮﻋﺎﺕ ﻭﻓﻌﺎﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤـﻲ ﰲ ﳎـﺎﻝ‬

‫ﺍﻟﺪﻋﺎﻳﺔ ﻭﺍﻹﻋﻼﻥ ﲟﺎ ﻻ ﻳﺘﻌﺎﺭﺽ ﻣﻊ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‪ .‬ﻭﺗﺄﺟﲑ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﻭﺍﳌﺒﺎﱐ ﺍﻟﻐﲑ ﻣﺴﺘﻐﻠﺔ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴـﺎﺕ‬

‫ﻭﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ‪ ,‬ﻣﺜﻞ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻭﺍﳌﻜﺘﺒﺎﺕ ﻭﻣﺮﺍﻛﺰ ﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺮ ﻭﻣﺮﺍﻛﺰ ﺍﳊﺎﺳـﺐ ﺍﻵﱄ ﻭﺍﻹﻧﺘﺮﻧـﺖ‬

‫‪١٦‬‬
‫ﻭﻣﺮﺍﻛﺰ ﺧﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﻭﺍﳌﺼﺎﺭﻑ ﻭﺍﻟﺒﻮﻓﻴﻬﺎﺕ‪ .‬ﻭﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺭﺳـﻮﻡ‬

‫ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻳﺘﻢ ﺗﺄﺟﲑ ﻣﺴﺎﺣﺎﺕ ﻭﻟﻮﺣﺎﺕ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﺠﻤﻟـﻼﺕ ﻭﺍﻟﺼـﺤﻒ‬

‫ﻭﺳﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﻭﺍﳌﻨﺘﺠﺎﺕ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺼﺪﺭ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﳌﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺭﺳﻮﻡ ﻣﻌﻴﻨﺔ‪.‬‬

‫ﺝ – ﺩﻋﻢ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﳌﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻭﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ‪ :‬ﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﳌﻨﻈﻤﺎﺕ ﻭﺍﳍﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﰲ‬

‫ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﻮﺍﺟﻪ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‪ ,‬ﻭﳝﻜﻦ ﺍﳊﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﳋﺪﻣﺎﺕ ﺑﺪﻭﻥ ﻣﻘﺎﺑﻞ‪ ,‬ﻓﻨﺤﻦ ﻧﺪﻓﻊ‬

‫ﺣﺼﺼﻨﺎ ﺑﺎﻧﺘﻈﺎﻡ ﳍﺬﻩ ﺍﳌﻨﻈﻤﺎﺕ ﺇﻻ ﺃﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻨﻬﺎ‪ .‬ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﲡﺎﻫﺎﺕ ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ ﺣﺪﻳﺜﺔ ﺍﺳﺘﻨﺒﻄﺖ ﻧﻮﻋﻴـﺔ‬

‫ﻧﺸﺎﻃﺎﺕ ﻭﺃﻋﻤﺎﻝ ﻣﺒﺘﻜﺮﺓ ﺗﺪﺭ ﺩﺧﻼ ﻋﻠﻰ ﻣﻴﺰﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺗﺴﺎﻫﻢ ﰲ ﺗﻮﻓﲑ ﻣﻮﺍﺭﺩ ﻣﺎﺩﻳﺔ ﻟﻪ‪ .‬ﻭﻣﻦ ﺃﺣـﺪﺙ‬

‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﻟﺘﻨﻮﻳﻊ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻞ‪ ,‬ﻫﻲ ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﰲ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺘـﺐ‬

‫ﺍﳌﺪﺭﺳﻴﺔ‪ ,‬ﻭﺍﻟﻘﺮﻃﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻷﺩﻭﺍﺕ ﺍﳌﻜﺘﺒﻴﺔ‪ ,‬ﻭﺍﻷﺛﺎﺙ ﺍﳌﺪﺭﺳﻲ‪.‬‬

‫ﺧﺎﻣﺴﺎ‪ - :‬ﺗﻔﻌﻴﻞ ﺩﻭﺭ ﻋﻠﻢ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ‪ :‬ﺇﻥ ﻟﻌﻠﻢ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺃﺛﺮﺍ ﺇﳚﺎﺑﻴﺎ ﻭﺍﺿﺤﺎ ﻋﻠﻰ‬

‫ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﻃﺒﻖ ﺣﺴﺐ ﺍﳌﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﳍﺬﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ‪ ,‬ﻭﻳﺘﻢ ﺗﻔﻌﻴﻞ ﺩﻭﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﺎ‬

‫ﻳﻠﻲ‪- :‬‬

‫‪ - ١‬ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺑﻮﺯﺍﺭﺓ ﺍﳌﻌﺎﺭﻑ ﲟﻬﺎﻣﻬﺎ ﺣﺴﺐ ﻣﺎ ﻳﻨﺺ ﻋﻠﻴﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ‪ ,‬ﻭﺃﻥ‬

‫ﺗﻘﻮﻡ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺑﺈﺟﺮﺍﺀ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻟﻠﱪﺍﻣﺞ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﺑﺼﻔﺔ ﺩﻭﺭﻳﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﳌﺘﺨﺼﺼﲔ‪ ,‬ﻟﻠﺘﺄﻛﺪ‬

‫ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻔﺎﻳﺔ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻭﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ﻟﻠﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ‪ ,‬ﻭﺍﻟﱵ ﺗﺸﻤﻞ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺇﺩﺍﺭﺍﺗﻪ ﻭﻫﻴﺌﺘﻪ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺴـﻴﺔ‬

‫ﻭﻃﻼﺑﻪ ﻭﻣﻨﺎﻫﺠﻪ ﻭﻣﻘﺮﺭﺍﺗﻪ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻴﺔ ﻭﻧﻈﺎﻡ ﲤﻮﻳﻠﻪ ﻭﺣﺠﻢ ﳎﺎﻻﺕ ﺍﻹﻧﻔﺎﻕ ﻓﻴﻪ ﻭﻧﺼﻴﺐ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﻣﻨﻪ‪ ,‬ﻋﻠﻰ‬

‫ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻗﻨﻮﺍﺕ ﺍﺗﺼﺎﻝ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻭﺑﲔ ﺑﻌﺾ ﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﱵ ﻳﻌﻨﻴﻬﺎ ﺍﻷﻣﺮ‪.‬‬

‫‪١٧‬‬
‫‪ –٢‬ﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺗﺒﺎﺩﻝ ﺍﳋﱪﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﻨﺎﺟﺤﺔ ﻟﻠﺪﻭﻝ ﺍﳌﺘﻘﺪﻣﺔ ﰲ ﳎﺎﻝ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‪ ,‬ﻭﺫﻟﻚ‬

‫ﺑﻌﻘﺪ ﻣﺆﲤﺮ ﺳﻨﻮﻱ ﻳﻌﲏ ﺑﺎﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﰲ ﺍﳌﻤﻠﻜﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺗﺘﻢ ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﰲ ﻫﺬﺍ‬

‫ﺍﺠﻤﻟﺎﻝ ﻟﻼﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﻨﺎﺟﺤﺔ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻭﺍﻟﺘﻮﺻﻴﺎﺕ‪.‬‬

‫‪ – ٣‬ﺍﻓﺘﺘﺎﺡ ﻗﺴﻢ ﺃﻛﺎﺩﳝﻲ ﻟﻌﻠﻢ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﰲ ﺍﳉﺎﻣﻌﺎﺕ ﻭﺍﻟﻜﻠﻴـﺎﺕ‪ ,‬ﻭﻳﺸـﻤﻞ ﲨﻴـﻊ ﺃﺑﻌـﺎﺩ‬

‫ﻭﺍﻫﺘﻤﺎﻣﺎﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﲣﺼﺼﺎﺗﻪ‪.‬‬

‫ﺍﳌﺮﺍﺟﻊ‬

‫‪ _ ١‬ﺍﻟﻀﻮﻳﺎﻥ‪ ,‬ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍ ﷲ‪ " ,‬ﲤﻮﻳﻞ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﻭﺑﺪﺍﺋﻠﻬﺎ "‪ ,‬ﻭﺭﻗﺔ ﻣﻘﺪﻣـﺔ ﻛﻤﺘﻄﻠـﺐ‬

‫ﳌﻘﺮﺭ ﲤﻮﻳﻞ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‪ ١٤٢٠ ,‬ﻫـ‪.‬‬

‫‪ - ٢‬ﺍﻟﻌﻮﻟﻘﻲ ‪ ,‬ﺣﺴﻦ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﻓﺮﻳﺪ ‪",‬ﲡﺎﺭﺏ ﳏﻠﻴﺔ ﻭﻋﺮﺑﻴﺔ ﻭﺩﻭﻟﻴﺔ ﳌﺼﺎﺩﺭ ﻭﺑﺪﺍﺋﻞ ﻟﺘﻤﻮﻳـﻞ ﺍﻟﺘﻌﻠـﻴﻢ" ‪,‬‬

‫ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﺇﱃ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﲤﻮﻳﻞ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﰲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ‪ ,‬ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻜﻮﻳﺖ ﲨﺎﺩﻯ ﺍﻟﺜـﺎﱐ ‪١٤١٩‬ﻫــ‬

‫ﺍﳌﻮﺍﻓﻖ ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ ‪١٩٩٨‬ﻡ ‪.‬‬

‫‪١٨‬‬
‫‪ _ _ ٣‬ﺍﳌﺼﺮﻱ‪ ,‬ﺩ‪ .‬ﻣﻨﺬﺭ ﻭﺍﺻﻒ ﺍﳌﺼﺮﻱ‪ " ,‬ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ ﺍﳌﻬﲏ ‪١٤٢٣‬ﻫـ‪٢٠٠٢ /‬ﻡ‪,‬‬

‫ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪ ,‬ﻣﻜﺘﺐ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻌﺮﰊ‪ ,‬ﺍﳌﺮﻛﺰ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﳌﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ‪.‬‬

‫‪ - ٤‬ﺍﳌﻨﻴﺎﻭﻱ‪ ,‬ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺣﺎﻓﻆ‪ " ,‬ﲣﻄﻴﻂ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻭﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﳌﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﺒﺸـﺮﻳﺔ "‪ ,‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺮﺷـﻴﺪ ﻟﻠﻨﺸـﺮ‬

‫ﻭﺍﻟﺘﻮﺯﻳﻊ‪.‬‬

‫‪ _ ٥‬ﺍﳌﻜﺘﺐ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻱ ﺠﻤﻟﻠﺲ ﻭﺯﺭﺍﺀ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍﻟﺸﺌﻮﻥ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺑﺪﻭﻝ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻟﺪﻭﻝ ﺍﳋﻠﻴﺞ ﺍﻟﻌﺮﰊ‪,‬‬

‫ﺍﻟﺘﺼﻨﻴﻒ ﻭﺍﻟﺘﻮﺻﻴﻒ ﺍﳌﻬﲏ ﻭﺩﻭﺭﻩ ﰲ ﲣﻄﻴﻂ ﻭﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﳌﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ‪.‬‬

‫ﺍﳌﺼﺮﻱ‪ ,‬ﺩ‪ .‬ﻣﻨﺬﺭ ﻭﺍﺻﻒ‪ " ,‬ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﺍﳊﻜﻮﻣﻲ ﻭﺍﳋﺎﺹ ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﱄ‪ ,‬ﺷﺒﺎﻁ ) ﻓﱪﺍﻳﺮ( ‪٢٠٠١‬ﻡ‪.‬‬

‫‪ - ٦‬ﺟﺮﻳﺪﺓ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺪﺩ‪ ٨٨٦‬ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ‪ ١‬ﳏﺮﻡ ‪١٤٢٤‬ﻫـ ﺍﳌﻮﺍﻓﻖ ‪ /٤‬ﻣﺎﺭﺱ ‪٢٠٠٣‬ﻡ ﺹ ‪.١٠‬‬

‫‪ - ٧‬ﺧﻄﺔ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻌﺔ‪ ,‬ﺍﳌﻤﻠﻜـﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴـﺔ ﺍﻟﺴـﻌﻮﺩﻳﺔ‪ ,‬ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﺨﻄـﻴﻂ‪١٤٢٥/١٤٢٠ ,‬ﻫــ‪,‬‬

‫‪٢٠٠٥/٢٠٠٠‬ﻡ‪.‬‬

‫‪ _ ٨‬ﺯﻛﻲ‪ ,‬ﺩ ‪ .‬ﺭﻣﺰﻱ‪" ,‬ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟﻠﺒﻄﺎﻟﺔ ﲢﻠﻴﻞ ﻷﻛﱪ ﻣﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﺮﺃﲰﺎﻟﻴﺔ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ‪ ,‬ﲨـﺎﺩﻯ‬

‫ﺍﻷﻭﱃ ‪١٤١٨‬ﻫـ ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ ‪ /‬ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻷﻭﻝ ‪١٩٩٧‬ﻡ‪.‬‬

‫‪ _ ٩‬ﻳﺸﺮ‪ ,‬ﺟﺎﻥ ﻛﻠﻮﺩﺭﺍ ﻭﺗﻴﲑﻳﻦ ﺷﻮﻓﺎﻟﻴﻪ‪ " ,‬ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﲤﻮﻳﻞ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺑﻌﺪ ﺍﻹﻟﺰﺍﻣﻲ "‪ ,‬ﻣﺴـﺘﻘﺒﻠﻴﺎﺕ‪,‬‬

‫ﺍﺠﻤﻟﻠﺪ ﺍﳊﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ ﺍﻟﻌﺪﺩ ‪ ,٢‬ﻣﺮﻛﺰ ﻣﻄﺒﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﻴﻮﻧﺴﻜﻮ‪ ,‬ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ‪ ١٩٩١ ,‬ﻡ‪.‬‬

‫‪١٩‬‬