الأدب العربي جنوب الصحراء الكبرى محاولة تصنيف PDF

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 37

‫األدب العربي جنوب الصحراء الكربى‬

‫ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺟﻨﻮﺏ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ‪ :‬ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺗﺼﻨﻴﻒ‬ ‫ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ‪:‬‬


‫ﻓﻌﺎﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﻨﺪﻭﺓ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ‪ :‬ﺍﻟﺪﺭﺱ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻥ ﻭﺗﺤﺎﻭﺭ ﺍﻵﺩﺍﺏ‬ ‫ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ‪:‬‬
‫حماولة تصنيف‬
‫ﺍﻟﻤﺠﻤﻊ ﺍﻟﺘﻮﻧﺴﻲ ﻟﻠﻌﻠﻮﻡ ﻭﺍﻵﺩﺍﺏ ﻭﺍﻟﻔﻨﻮﻥ‪ :‬ﺑﻴﺖ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ‪:‬‬
‫ﺷﻘﺮﻭﻥ‪ ،‬ﻣﺤﻤﺪ‬ ‫ﺍﻟﻤؤﻟﻒ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ‪:‬‬
‫ﻧﻌﻢ‬ ‫ﻣﺤﻜﻤﺔ‪:‬‬

‫أ‪ .‬حممد شقرون‬ ‫‪2015‬‬ ‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ‪:‬‬


‫ﺗﻮﻧﺲ‬ ‫ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻧﻌﻘﺎﺩ ﺍﻟﻤؤﺗﻤﺮ‪:‬‬
‫ﺍﻟﻤﺠﻤﻊ ﺍﻟﺘﻮﻧﺴﻲ ﻟﻠﻌﻠﻮﻡ ﻭﺍﻵﺩﺍﺏ ﻭﺍﻟﻔﻨﻮﻧ"ﺒﻴﺖ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ" ﻭﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺘﻮﻧﺴﻴﺔ ﻟﻸﺩﺏ‬ ‫ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﻤﺴؤﻭﻟﺔ‪:‬‬
‫ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻥ "ﺟﻤﺎﻡ"‬
‫تقديم‬
‫ﺍﺑﺮﻳﻞ‬ ‫ﺍﻟﺸﻬﺮ‪:‬‬
‫‪201 - 236‬‬ ‫ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ‪:‬‬
‫‪716143‬‬ ‫ﺭﻗﻢ ‪:MD‬‬
‫ﺍﻟﻤؤﺗﻤﺮﺍﺕإىل الذهن صناعة عربية‪ ،‬رائجة يف منطقة يتكلم أهلها اللغة العربية‬
‫العريب يتبادر‬
‫ﺑﺤﻮﺙ‬
‫حني يذكر األدب‬ ‫ﻧﻮﻉ ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻯ‪:‬‬
‫‪AraBase‬‬
‫وإن بدا أقرب إىل املنطق والواقع ال ينطبق على كل ما كتب ابلعربية سواء‬ ‫ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‪:‬واسطتها‪ .‬وهذا أمر‬
‫ﻗﻮﺍﻋﺪ ويفكرون ب‬
‫ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ‪ ،‬ﺟﻨﻮﺏ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ‬ ‫ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ‪:‬‬
‫كتب يف مناطق مل يسد فيها‬ ‫أتعلق األمر برتاثنا الذي مل يكتب كله يف املنطقة العربية بل الكثري منه قد‬
‫‪https://search.mandumah.com/Record/716143‬‬ ‫ﺭﺍﺑﻂ‪:‬‬

‫استعمال اللغة العربية مثل إيران وتركيا واهلند‪ ،‬أم أبدبنا يف العصور احلديثة الذي كتب البعض منه أبقالم‬

‫أقوام ليسوا من العرب ويف وسط جغرايف مل تكن اللغة العربية هي لغة التخاطب اليومي وال لغة العلم‬

‫والبحث فيه‪ .‬ولكن هناك فارق بني ما آل إليه األدب العريب القدمي من انتشار وما يعاين منه األدب العريب‬

‫احلديث من حصار‪ ،‬هو أن التواصل الثقايف بني العامل العريب وبقية بالد اإلسالم كان قائما يف العصور‬

‫القدمية‪ ،‬واحلدود مفتوحة‪ ،‬فيكتب الكتاب أو تدون القصيدة ويف بعض األحيان تلقى فقط‪ ،‬يف مكان ما‬

‫من العامل اإلسالمي أو العامل العريب‪ ،‬يف الشرق منهما أو يف الغرب‪ ،‬وال حيجزها عن االنتقال من منطقة إىل‬

‫أخرى سوى الكوارث الطبيعية أو احلروب‪ .‬وقل إن تطول مدة احلجز أو أن تدوم‪ ،‬ذلك أن اللغة العربية‬

‫كانت لغة العلم واملعرفة يف تلك املناطق وسوقها انفقة فيها‪.‬‬


‫© ‪ 2020‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪ .‬ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪.‬‬
‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪ .‬ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻭ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ‬
‫ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﻄﻲ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ ﺩﺍﺭ‬
‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪.‬‬

‫‪102‬‬
‫األدب العربي جنوب الصحراء الكربى‬

‫حماولة تصنيف‬

‫أ‪ .‬حممد شقرون‬

‫تقديم‬

‫حني يذكر األدب العريب يتبادر إىل الذهن صناعة عربية‪ ،‬رائجة يف منطقة يتكلم أهلها اللغة العربية‬

‫ويفكرون بواسطتها‪ .‬وهذا أمر وإن بدا أقرب إىل املنطق والواقع ال ينطبق على كل ما كتب ابلعربية سواء‬

‫أتعلق األمر برتاثنا الذي مل يكتب كله يف املنطقة العربية بل الكثري منه قد كتب يف مناطق مل يسد فيها‬

‫استعمال اللغة العربية مثل إيران وتركيا واهلند‪ ،‬أم أبدبنا يف العصور احلديثة الذي كتب البعض منه أبقالم‬

‫أقوام ليسوا من العرب ويف وسط جغرايف مل تكن اللغة العربية هي لغة التخاطب اليومي وال لغة العلم‬

‫والبحث فيه‪ .‬ولكن هناك فارق بني ما آل إليه األدب العريب القدمي من انتشار وما يعاين منه األدب العريب‬

‫احلديث من حصار‪ ،‬هو أن التواصل الثقايف بني العامل العريب وبقية بالد اإلسالم كان قائما يف العصور‬

‫القدمية‪ ،‬واحلدود مفتوحة‪ ،‬فيكتب الكتاب أو تدون القصيدة ويف بعض األحيان تلقى فقط‪ ،‬يف مكان ما‬

‫من العامل اإلسالمي أو العامل العريب‪ ،‬يف الشرق منهما أو يف الغرب‪ ،‬وال حيجزها عن االنتقال من منطقة إىل‬

‫أخرى سوى الكوارث الطبيعية أو احلروب‪ .‬وقل إن تطول مدة احلجز أو أن تدوم‪ ،‬ذلك أن اللغة العربية‬

‫كانت لغة العلم واملعرفة يف تلك املناطق وسوقها انفقة فيها‪.‬‬

‫‪102‬‬
‫حممد شقرون‬

‫هذا التواصل الثقايف قد انقطع يف العصر احلديث أو كاد رغم االستقرار النسيب يف العاملني العريب‬

‫واإلسالمي‪ ،‬وتطور وسائل االتصال‪ ،‬ذلك أن احلواجز قد تغريت طبيعتها وأصبحت ثقافية وهي أشد‬

‫امتناعا عن االخرتاق من احلواجز الطبيعية أو الكوارث اليت يتسبب فيه اإلنسان‪ .‬مل تعد اللغة العربية لغة‬

‫العلم وكسد سوقها‪ ،‬فاحنسر رواجها يف املنطقة العربية بل ميكننا القول إنه قد اكتفت كل جهة من هذه‬

‫املنطقة ابستهالك إنتاجها احمللي وما توفر فيها من إنتاج األسالف‪ .‬ومشل هذا االحنسار الستعمال اللغة‬

‫العربية املناطق األخرى من العامل اإلسالمي حيث أصبحت اللغات احمللية اللغات الرمسية لبعض البلدان‬

‫ولغات العلم واألدب فيها‪ ،‬مثل ما هو الشأن يف املناطق الشرقية يف العامل اإلسالمي‪ ،‬كما أصبحت اللغات‬

‫األوربية لغات العلم والثقافة يف بلدان أخرى واختفى احلرف العريب بعد أن كان احلامل الوحيد للثقافة فيها‪،‬‬

‫إذ استعمل حىت لكتابة اللغات احمللية‪.‬‬

‫لكن ارتباط اللغة العربية ابلنصوص الدينية من قرآن وسنة وعلومهما املختلفة‪ ،‬قد ساعد على عدم‬

‫انداثر تلك اللغة من عديد املناطق خارج الوطن العريب‪ ،‬ومنها منطقة جنوب الصحراء الكربى‪ ،‬كما ساعد‬

‫على جعلها متداولة بني أهلها‪ .‬والغريب يف األمر أن البعض من هذه الكتاابت اليت كتبت يف منطقة‬

‫جنوب الصحراء‪ ،‬طبع يف بلدان عربية‪ ،‬فكان مثل بضاعة صنعت للتصدير ومنع استهالكها يف البلد‪ .‬لكن‬

‫التصدير نفسه مل يكن الطريق األمثل النتشار ذلك األدب إذ االستهالك األصلي واألجدى ملزيد انتشاره‬

‫ولتشجيع املنتجني على زايدة اإلنتاج هو يف الدول العربية نظرا إىل قلة عدد القراء يف دول املنبت وندرة‬

‫مسالك التوزيع فيها‪ .‬وتكون النتيجة معاانة األدب العريب املنتج يف منطقة جنوب الصحراء من الغربة يف‬

‫بلد املنشئ وعدم االكرتاث واإلمهال خارجه‪ .‬وهو من هذه الناحية أقل حظا من األدب الذي يكتبه أهل‬

‫املنطقة ابللغات األوربية فيضمن له ذلك االنتشار يف بلده ويف العامل‪ .‬وكثرية هي اآلاثر األدبية اليت القت‬

‫رواجا عامليا ألهنا كتبت بتلك اللغات وتيسرت هلا سبل االنتشار والقراءة والنقد والتقييم‪ .‬ونشري يف هذا‬

‫‪101‬‬
‫األدب العريب جنوب الصحراء الكربى‪ :‬حماولة تصنيف‬

‫الصدد إىل جائزة نوبل لآلداب لسنة ‪ 6891‬اليت كانت من نصيب النيجريي وول سوينكا ( ‪Wole‬‬

‫‪ )....-6891()Soinka‬الذي كتب ابإلنكليزية‪ ،‬إىل جانب جوائز إقليمية يف فرنسا أو بريطانيا أو‬

‫أمريكا نذكر منها جائزة رينودو ‪ Renaudot‬الفرنسية لسنة ‪ 6819‬اليت كانت من نصيب الروائي املايل‬

‫‪ ،)1()....-6811(Yambo Ouologuem‬ونفس اجلائزة لسنة ‪ 0111‬للروائي اإليفواري أمحد‬

‫كورما )‪ (Ahmadou Kourouma‬وكثرية هي الرواايت ودواوين الشعر اليت نشرت ابللغتني الفرنسية‬

‫واإلنكليزية‪ ،‬وكثرية أيضا أمساء الشعراء والروائيني من أهل املنطقة الذين ذاع صيتهم‪ ،‬نذكر منهم ليوبولد‬

‫سيدار سنغور أول رئيس للسنغال (‪ )6891-6811‬وثالثة حيملون لقب جوب وهم برياقو جوب‬

‫(‪ )6898-6811‬أول سفري للسنغال بتونس ودافيد جوب (‪ )6811-6801‬وعليون (علي) جوب‬

‫(‪ )6891-6861‬امللقب بسقراط األسود وكان صديقا أللبري كامو وجان بول سارتر من كتاب اللغة‬

‫الفرنسية‪ ،‬كما نذكر شينوا أتشييب )‪ )0169-6891( (Chinua Achebe‬وهو نيجري يكتب ابللغة‬

‫اإلنكليزية‪ ،‬وقد غادران منذ (‪ ،)0169-19-06‬وغريهم كثري حتتفي هبم أوراب وأمريكا ويتجاهل العرب‬

‫كتاب املنطقة وشعراءها‪.‬‬

‫‪ .6‬اللغة العربية جنوب الصحراء الكربى‪:‬‬

‫مل تكن اللغة العربية جنوب الصحراء منذ دخول اإلسالم إىل املنطقة لغة التخاطب اليومي للناس‬

‫وال حىت للعلماء منهم‪ ،‬ذلك أن املنطقة مل تشهد هجرات قبائل عربية إليها‪ ،‬وال قامت فيها دول ألسر‬

‫عربية أو متعربة هاجرت إليها على غرار ما وقع يف مشال إفريقيا‪ .‬فاملنطقة مل تطأها سنابك اخليول الفاحتة ومل‬

‫ترتبط إداراي مبركز من مراكز النفوذ للدول القائمة يف مشال الصحراء‪ ،‬إذا حنن استثنينا فرتة االحتالل املغريب‬

‫(‪ )1‬عن روايته ‪Le Devoir de violence‬‬

‫‪102‬‬
‫حممد شقرون‬

‫ملايل يف أواخر القرن السادس عشر اليت مل ختدم الثقافة العربية اإلسالمية بل كانت سببا يف انطفاء جذوهتا‬

‫يف املنطقة‪.‬‬

‫ظلت اللغة العربية مرتبطة ابلدين اإلسالمي والعلوم اخلادمة له ومن فقه وتفسري وحديث‪ ،‬شرحا‬

‫واستنباطا لألحكام اليت تسري على مقتضاها حياة الفرد املسلم وعالقاته بغريه‪ .‬فالدول اليت قامت يف‬

‫املنطقة قد عملت على نشر هذا الدين واستمدت منه شرعية حكمها‪ ،‬لكنها مل تشجع على نشر اللغة‬

‫العربية وما كان هلا أن تفعل حفاظا على استقالهلا‪ ،‬واحرتاما خلصوصيتها‪ ،‬وشعورا منها بصعوبة األمر من‬

‫انحية وخطورته عليها من انحية اثنية‪ .‬فصعوبة األمر متأتية من ضرورة استقدام شعوب عربية لالستقرار يف‬

‫املنطقة وهو أمر ال يتم بقرار سياسي‪ ،‬وخطورته هو أنه قد يساعد على نقل والء شعوهبا إىل خارج‬

‫حدودها وجيعلها اتبعة لدولة من دول املنطقة العربية‪ .‬لقد كانت دول التكرور ومايل وصنغايوبرنو وسكتو‬

‫واحلمد هلل‪ ،‬والدول اليت أنشأها اجملاهدون يف القرن التاسع عشر من أمثال احلاج عمر اتل وانصر الدين‬

‫وساموري توري دوال إسالمية ولكنها سودانية ال ارتباط هلا ابلعامل العريب إال بقدر ما تقتضيه العالقات‬

‫السياسية بني الدول املتباعدة جغرافيا وثقافيا‪ .‬ومل تكن اللغة العربية فيها سوى لغة العقيدة يتلى هبا القرآن‬

‫وتدون بعض الشروح والتعليقات على ما ألف من الكتب يف الفقه من عبادات ومعامالت وأقضية‪ .‬ولئن‬

‫ظهرت من حني إىل آخر أمساء ملؤلفني وعناوين ملؤلفات جتاوز صداها حدود املنطقة فذلك راجع إىل‬

‫ظروف خاصة ببعض العلماء الذين غادروا مواطنهم للحج فاستقروا خارجها يف احلجاز أو يف إحدى‬

‫عواصم الدول العربية قبل وصوهلم إىل األماكن املقدسة أو بعد رجوعهم منها‪ ،‬أو أخرجوا من مناطقهم ونفوا‬

‫عنها مثلما وقع ألمحد اباب التنبكيت أثناء احلملة املغربية على مايل حيث أخذ إىل املغرب وكانت له فرصة‬

‫للتدريس مبساجده والتأليف أيضا‪ ،‬وكان نفيه إىل املغرب سببا يف انتشار مؤلفاته يف املغرب العريب‪.‬‬

‫‪102‬‬
‫األدب العريب جنوب الصحراء الكربى‪ :‬حماولة تصنيف‬

‫ولعل ما يفسر ضعف هذا االرتباط والتواصل الثقايف بني العامل العريب ومنطقة جنوب الصحراء إىل‬

‫جانب عدم تعرب املنطقة هو بطء عملية انتشار اإلسالم فيها واليت دامت قروان ومل يصبح اإلسالم الدين‬

‫الرمسي للدول اإلفريقية جنوب الصحراء إال يف القرن السابع اهلجري ‪ /‬الثالث عشر امليالدي وبعده‪ ،‬وهي‬

‫مرحلة الرتاجع احلضاري يف العامل العريب برتاجع مستوى مبادالته االقتصادية مع بقية مناطق العامل‪ ،‬وبرتاجع‬

‫مستوى إنتاجه الفكري‪ ،‬ومل يكن له ما يقدمه لدول منطقة جنوب الصحراء املسلمة سوى ثقافة اتسمت‬

‫ابجرتار ما أنتجه السلف مع انتقاء ما خيدم مصاحل الدول العربية من ذلك الرتاث‪ .‬ولكن األمر تغري يف‬

‫القرنني التاسع عشر والعشرين مع قدوم االستعمار األوريب إىل املنطقة‪ ،‬وزاد تغريا بعد استقالل الدول‬

‫اإلفريقية يف النصف الثاين من القرن العشرين‪ .‬لقد أصبح اإلسالم املصدر األول حلركة التصدي هلذا‬

‫االستعمار وكانت اللغة العربية املعرب الرمسي عن هذا التصدي‪.‬‬

‫مل تكن للشعوب اإلفريقية جنوب الصحراء إمكانيات للمقاومة املسلحة وال القدرة على التصدي‬

‫للغزو الثقايف واالقتصادي لالستعمار األوريب سوى احلفاظ على اهلوية املتمثلة يف االنتماء اإلسالمي‪ .‬يقول‬

‫القاضي جمخت كل يهجو لتجور أحد األمراء السنغاليني وقد حاول التصدي للغزو الفرنسي وأعلن إسالمه‬

‫ودعا إىل اجلهاد‪:‬‬

‫(بسيط)‬

‫أم إن مهه يف ذاك كاجور؟‬ ‫أصادق يف دعاوي الدين لتجور‬


‫(‪)1‬‬
‫وهل براز النصارى البيض مقدور؟‬ ‫مروه يذعن وخيضع كامللوك معا‬

‫(‪ )1‬عجز بيت للقاضي والشاعر السنغايل جمخت كل‪ ،‬والبيت من قصيد يف هجاء األمري لتجور جوب‪ .‬غاي‪ ،‬شيخ تيجان‪ ،‬القاضي األريب‬
‫جمخت كل الذي على هللا توكل‪ ،‬لوغا‪ ،‬السنغال‪ ،0112 ،‬ص ‪.22‬‬

‫‪102‬‬
‫حممد شقرون‬

‫وكان رجال الطرق الصوفية يف مقدمة الداعني إىل تلك احملافظة واملقاومة إبنشاء املدارس ونشر‬

‫العلوم اإلسالمية والدعوة إىل مقاطعة املدارس الغربية اليت عمل االستعمار على نشرها يف كل املناطق‪.‬‬

‫فغنمت اللغة العربية مزيدا من االنتشار والعناية وأصبحت اللغة الوطنية الوحيدة القادرة على منافسة اللغات‬

‫األجنبية الوافدة نظرا إىل أن لغات التخاطب اليومي وإن كتب البعض منها ابخلط العريب مل تكن قادرة على‬

‫أن تقدم إنتاجا أدبيا ينافس آداب اللغات الوافدة‪ ،‬واحملاوالت القليلة إلنتاج شعر على األوزان العربية‬

‫وابللغات احمللية كانت من اختصاص علماء قادرين على نظم الشعر العريب من أمثال عبد هللا بن فودي‬

‫(‪ )6908-6111‬األخ األكرب للشيخ عثمان بن فودي مؤسس دولة اخلالفة يف سكتو يف أوائل القرن‬

‫التاسع عشر‪.‬‬

‫يقول الشيخ أمحد مبب (‪ )3291-3581‬مؤسس الطريقة املريدية يف السنغال ذاكرا جهاده وترسانة‪:‬‬

‫(طويل)‬

‫عدى هللا واإلسالم ابلفسق واجلرم‬ ‫جهادي ابألقالم يف البحر قد نفى‬

‫(رجز)‬

‫بقلمي اي معطي التكرمي‬ ‫جاهدهتم لوجهك الكرمي‬

‫(كامل)‬

‫وهبا يفارقين عنيد قاصد‬ ‫ومدافعي اليت هبا أنفي العدى‬


‫ممن يزحزح ما يريد املارد‬ ‫ذكر حكيم أحكمت آايته‬

‫‪102‬‬
‫األدب العريب جنوب الصحراء الكربى‪ :‬حماولة تصنيف‬

‫وردت عن املاحي ونعم الوارد‬ ‫أما رماحي فاألحاديث اليت‬


‫حلديثه إن الفروع زوائد‬ ‫أما الفروع فأسهم قد حددت‬
‫(‪)1‬‬
‫فتصوف صاف جاله أماجد‬ ‫أما الذي يتجسس األسرار يل‬

‫فقد انتشرت املدارس األهلية بكثافة تكاد تضاهي الكثافة اليت هبا انتشرت املدارس الفرنسية يف‬

‫املنطقة‪ ،‬وكانت منافستها قوية إىل درجة أن السلطات االستعمارية جلأت إىل احلد من انتشارها بوضع‬

‫الكثري من العراقيل اإلدارية ومنها اشرتاط تعليم الفرنسية يف تلك املدارس‪ ،‬وتقدمي الدعم ملن يقبل ابلشرط‪،‬‬

‫كما أنشأت مدارس خمتلطة تدرس ابللغتني العربية والفرنسية ووفرت خلرجييها فرص العمل يف اإلدارة‪.‬‬

‫مث تطور األمر بعد االستقالل مع حماوالت شيوخ الطرق الصوفية ربط املنطقة ابلعامل العريب إلرسال‬

‫وفود الطالب إىل اجلامعات العربية واستقدام األساتذة لتدريس اللغة العربية وآداهبا يف املدارس اخلاصة اليت‬

‫ازدادت انتشارا بعد فرتة من التضييق عليها زمن االستعمار لكسر مقاومتها‪ .‬وكان الطالب العائدون من‬

‫الدراسة يف جامعات العامل العريب من مؤسسي تلك املدارس إذ كان التدريس هو امللجأ الوحيد لتوفري‬

‫الرزق‪ ،‬وكانت اإلدارة وكل مؤسسات الدولة تستعمل لغة املستعمر األوريب‪ .‬وسار على درهبم رجال‬

‫السياسة فأصبحت اللغة العربية من اللغات الوطنية دون أن تكون اللغة الرمسية‪ ،‬وازداد االهتمام هبا‪.‬‬

‫فكانت تدرس يف املدارس احلكومية ابعتبارها لغة حية‪ ،‬وصدرت هبا الصحف‪ ،‬وبثت هبا وسائل اإلعالم‬

‫املسموعة واملرئية نشرات األخبار وبعض الربامج‪ .‬وكان للعالقات الدولية والسياسة دور هام يف مساعدة‬

‫أهل املنطقة على نشر التعليم العريب‪ ،‬نذكر يف هذا الصدد دور دول اجلامعة العربية وخاصة منها دول‬

‫اخلليج العريب ابتداء من سنة ‪ 6819‬اليت قدمت مساعدات هامة مقابل قطع الدول اإلفريقية يف املنطقة‬

‫(‪ )1‬أجناي‪ ،‬حممد غاالي‪ ،‬الشيخ أمحد مببا‪ ،‬سبيل السالم‪ ،‬الرابط‪ ،2011 ،‬ص ‪.16‬‬

‫‪102‬‬
‫حممد شقرون‬

‫عالقاهتا مع إسرائيل‪ .‬وقد ساعد كل ذلك على اإلبقاء على حضور اللغة العربية يف املنطقة بل زاد من‬

‫توسع رقعة حضورها جغرافيا‪.‬‬

‫لكن ذلك مل يكن كافيا لظهور أدب عريب خارج دائرة األدب اإلسالمي التقليدي‪ ،‬إال ما ندر‪،‬‬

‫ومل ينجح يف جعل اللغة العربية لغة التعبري األديب يف أشكال أخرى غري الشعر والرتسل‪ .‬فباإلضافة إىل‬

‫اعتماد لغات املستعمر لغات رمسية لدول املنطقة‪ ،‬مل تعرتف هذه الدول ابملدارس اخلاصة اإلسالمية‬

‫ابعتبارها مدارس دينية وقد اختارت الدول النظام السياسي القائم على الالئكية أي على مبدأ فصل الدين‬

‫عن الدولة فحرمت املدارس من مساعدة الدولة ومن فتح آفاق التشغيل خلرجييها‪.‬‬

‫مل تتمكن اللغة العربية من اإلشعاع خارج اجملال الديين‪ ،‬واستحوذت لغة املستعمر عل جماالت‬

‫احلياة األخرى‪ ،‬بل إن اللغات احمللية ارتقت إىل درجة اللغات املكتوبة وأصبحت تعاضد اللغات األوربية يف‬

‫التعبري األديب عن قضااي احلياة لدى اإلنسان اإلفريقي جنوب الصحراء‪ .‬ولعل القرار الذي اختذته دول‬

‫املنطقة يف كتابة لغاهتا احمللية ابحلرف الالتيين بعد أن كانت تكتب ابحلرف العريب‪ ،‬قد ساهم يف تراجع أمر‬

‫اللغة العربية وحصرها يف اجملال الديين‪.‬‬

‫نضيف إىل هذا حداثة األجناس األدبية النثرية يف املنطقة من قصة ورواية وترمجة ذاتية ومسرح وهي‬

‫اليت ظهرت مع االستعمار الغريب فلم حتصل على االعرتاف هبا يف األوساط العاملية التقليدية التكوين قبل‬

‫االستقالل وهي اليت كانت جتاهد احلضور الثقايف األجنيب إبحياء الثقافة التقليدية واحلفاظ عليها‪ ،‬وتقوم‬

‫الثقافة التقليدية أساسا على استعمال الشعر حامال هلا وبعض النثر املرتبط ابلنص الديين من تفسري وفقه‪،‬‬

‫وبعلوم العربية وما يتبع الكل من شروح وحواش‪ .‬وعجزت األجيال الالحقة عن تدارك األمر‪ ،‬فلم يرق‬

‫‪102‬‬
‫األدب العريب جنوب الصحراء الكربى‪ :‬حماولة تصنيف‬

‫األدب العريب يف املنطقة إىل ما وصل إليه األدب املكتوب ابللغات األوربية ومل ينل حظا من االنتشار مثل‬

‫الذي انله ذلك األدب‪.‬‬

‫‪ .0‬يف رحاب السنة الثقافية العربية قبل االستقالل‪:‬‬

‫نقسم حديثنا عن األدب العريب جنوب الصحراء الكربى إىل قسمني‪ :‬قبل استقالل دول املنطقة‬

‫عن االستعمار الغريب وبعده‪ .‬ونعترب االستقالل حدا يف اتريخ األدب العريب يف املنطقة ملا أحدثته فرتة‬

‫االستعمار من حتوالت يف أساليب العيش ويف التفكري وما أجنزته يف سبيل نشر ثقافتها ولغاهتا‪ ،‬وما نتج عنه‬

‫من تغري يف الذهنية اإلفريقية جنوب الصحراء بعد االستقالل‪ ،‬ويف صورة العرب املدركة عند أهل املنطقة‪،‬‬

‫اليت تغريت واختذت منحى سلبيا الزمها إىل أايمنا هذه حسب ما تربزه استطالعات الرأي بني الشباب‬

‫الطاليب من أبناء املنطقة(‪ .)1‬وكذلك بدت صورة إفريقيا جنوب الصحراء سلبية عند عموم الكتاب واملثقفني‬

‫العرب وأغلبيتهم ليست هلم معلومات صحيحة عن إفريقيا جنوب الصحراء وال اطالع مباشر على أحواهلا‪،‬‬

‫حسب دراسة قام هبا أحد أبناء املنطقة وهو مدير ملركز أحباث يف نيجرياب هدفه األول نشر الثقافة العربية يف‬

‫املنطقة (‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬الصور املدركة لدى اإلفريقيني عن العرب من خالل اجتاهات الطالب اإلفريقيني جبامعة إفريقيا العاملية‪ ،‬جملة دراسات إفريقية الصادرة عن‬
‫مركز البحوث والدراسات اإلفريقية جبامعة إفريقيا العاملية‪ ،‬اخلرطوم‪ ،‬عدد ‪.99‬‬

‫(‪ )2‬عبد الباقي حممد‪ ،‬اخلضر‪ ،‬صورة إفريقيا يف الذهنية العربية‪ ،‬حماضرات املوسم الثقايف لسنة ‪ 6912‬ه‪ 0111/‬للمركز العاملي لدراسات‬
‫وأحباث الكتاب األخضر‪www.almaktabah.net.‬‬

‫‪102‬‬
‫حممد شقرون‬

‫كان األدب العريب قبل االستقالل‪ ،‬حمصورا يف أوساط املثقفني من الذين درسوا يف املدارس‬

‫املنتشرة يف الصحراء ويف بعض املدن والقرى جنوب الصحراء‪ ،‬وكان خاصا يف جممله مبجال معني هو جمال‬

‫التصوف الحتكار الطرق الصوفية للتعليم العريب‪.‬‬

‫لذلك مل خيرج هذا األدب عن مسات األدب العريب الكالسيكي من شعر ونثر يف العصور املتأخرة‪.‬‬

‫فقد غلب يف اجلانب الشعري املدح والراثء‪ ،‬مدح شيوخ الطرق وراثؤهم دون امللوك‪ ،‬للعالقة الروحية القائمة‬

‫بني املتعلمني ومعلميهم‪ ،‬إضافة إىل مدح الرسول صلى هللا عليه وسلم والتوسل به‪ ،‬ونظم بعض الكتب يف‬

‫الفقه والعقائد خاصة تسهيال على املتعلمني من الناشئة‪ .‬واختص النثر بشروح كتب الفقه والتفسري والعربية‬

‫أو كتابة حواش عليها‪.‬‬

‫ولئن غلب التصوف على األدب العريب يف فرتة االستعمار وقبله‪ ،‬فإننا ال نعدم وجود قصائد‬

‫ورسائل يف أغراض أخرى تتعلق ابلوجدانيات من حب األوطان وحب املرأة والولد‪ ،‬ويف الصداقة والصديق‬

‫وقصائد الفخر ابلقبيلة والتغين أبجمادها ووصف معاركها‪ .‬نضيف إىل هذا بعض القصائد املقاومة للحضور‬

‫األجنيب والداعية إىل االلتفاف حول رجال الطرق الصوفية واهلجرة إليهم حفاظا على الدين واهلوية‪ .‬وقلت‬

‫القصائد احملرضة على اجلهاد املسلح لعدم تكافؤ القوى‪.‬‬

‫والسمة الغالبة على هذا األدب تقليده لألدب العريب القدمي يف اجلاهلية واإلسالم يف لغته وصوره‬

‫الشعرية وبناء قصيدته‪ .‬واألمر ينطبق على كامل املنطقة من السنغال على احمليط األطلسي إىل شرقي النيجر‬

‫على ضفاف حبرية تشاد‪ ،‬ولعل ذلك راجع إىل وحدة املنهل الثقايف الذي هنل منه أهل املنطقة وهو كتب‬

‫التصوف واألدب والتاريخ اليت كانت رائجة يف املغرب العريب‪.‬‬

‫‪120‬‬
‫األدب العريب جنوب الصحراء الكربى‪ :‬حماولة تصنيف‬

‫وقد ذكر هذا التأثر والتقليد‪ ،‬أمحد عيان سه الشاعر السنغايل وقال‪:‬‬

‫(خفيف)‬

‫ولساين وكاغدي وبناين‬ ‫إن نسج القريض طوع جناين‬


‫وطويل القريض طوع لساين‬ ‫وخفيف القريض عندي خفيف‬
‫ومجيل وعروة وأابن‬ ‫آخذ الشعر من طريق جرير‬
‫(‪)1‬‬
‫وأيب طيب وشعر األغاين‬ ‫وسهيل ومعمر ويزيد‬

‫فشعر املديح للملوك وهو قليل‪ ،‬جاء أغلبه يف قصائد ثالثية البناء‪ :‬نسيب فوصف للرحلة إىل‬

‫املمدوح مث مدح بصفات متداولة يف الشعر العريب القدمي وخاصة منه الشعر اجلاهلي‪ .‬أما شعر املدح‬

‫لشيوخ الطرق الصوفية‪ ،‬وهو الغالب يف املنطقة‪ ،‬فقد وقع االستغناء فيه يف بعض األحيان عن قسم الرحلة‪،‬‬

‫وكانت الصفات من شجاعة وكرم ونسب كرمي وخلق سوي وغريها مما تداوله مادحو امللوك هي نفسها‬

‫الصفات املتداولة عند مادحي شيوخ التصوف يف املنطقة‪ ،‬مع إضافة العلم الذي هو يف الواقع الصفة الغالبة‬

‫يف املمدوح ولكن الشعراء ال يفرقون بني أصناف املمدوحني ما دام القصد واحدا وهو احلصول على عطاء‬

‫يبعد عنهم شبح الفقر‪ .‬ونذكر من الشعراء املداحني يف السنغال إبراهيم جوب (‪ )6890-6999‬الذي‬

‫انتمى إىل الطريقة التجانية مث انتقل إىل املريدية وخص مؤسسها أمحد مبب (‪ )6801-6929‬بديوان من‬

‫الشعر يقرؤه القارئ فيتذكر ما حفظ من الشعر اجلاهلي واإلسالمي وكأنه أمام معارضات لقصائد كبار‬

‫الشعراء القدامى‪ .‬فدار مية اليت وصفها النابغة الذبياين يف القرن السادس امليالدي حاضرة يف شعر إبراهيم‬

‫جوب‪ ،‬يف القرن العشرين‪ ،‬وحوهلا النؤي (احلاجز حيفر حول اخليمة) وقد أخىن عليها الذي أخىن على لبد‪:‬‬

‫(‪ )1‬صمب‪ ،‬عامر‪ ،‬األدب السنغايل العريب‪ ،‬الشركة الوطنية للنشر والتوزيع‪ ،‬اجلزائر ‪ 6818‬ج ‪.661-661/6‬‬

‫‪122‬‬
‫حممد شقرون‬

‫(البسيط)‬

‫(‪)1‬‬
‫وحنوها اطرح فما ابلدار من سند‬ ‫((اي دار مية ابلعلياء والسند‬
‫وال اخلرائد ((كالغزالن ابجلرد))‬ ‫ال يلهينك إن رمت اهلدى دمن‬
‫((والنؤي كاحلوض ابملظلومة اجللد))‬ ‫ما ذا تفيدك أطالل تسائلها‬
‫((أخىن عليها الذي أخىن على لبد))‬ ‫فال تطل وصف دار ال قرار هبا‬
‫واشف الفؤاد مبدح احلائز الرشد‬ ‫فعد عن مثل ذا إذ ال انتفاع به‬

‫ومثلها دار عزة كانت حاضرة يف شعر عثمان بن حوالن األنصاري وقد حدد مكاهنا بني ((هني))‬

‫و((فرش)) ومها موضعان‪ ،‬ابلقرب من بربر وروضة من مقابر قبيلة األنصار (‪ )kel Ansar‬بتمبكت‪.‬‬

‫يغادرها الشاعر وقد أقفرت من أهلها‪ ،‬متلوعا مشتاقا على ظهر مجل له كل أوصاف مجال العرب‪ ،‬جيوب‬

‫به مهامه شديدة الشبه ابليت جاوزها عنرتة العبسي ابألجبر أو غريه من شعراء اجلاهلية على نوق وأبدعوا يف‬

‫وصفها‪ ،‬ليصل إىل ممدوحه ((ملك العرابء والعجم)) الذي شهدت له اإلنس ابلكرم وكذلك الوحش لو‬

‫كانت قادرة على النطق‪ ،‬وهو يف نفس املدينة اليت اضطر الشاعر إىل اخلروج منها‪ )2( .‬قال‪:‬‬

‫(بسيط)‬

‫ألخربت خبصوص اللود ابلكرم‬ ‫لو أنطق هللا وحشا يف مراتعها‬

‫(‪ )1‬السننند‪ :‬موضننع‪ .‬والقصننيدة معارضننة لقصننيدة النابغننة الننذبياين املشننهورة وفيهننا تضننمني لننبعض مننا جنناء يف قصننيدة النابغننة وقنند وضننعناه بننني‬
‫ظفرين‪ .‬وهي من ديوانه يف مدح شيخه أمحد مبب وقد قمنا بتحقيقه وننتظر نشره‪.‬‬
‫(‪ )2‬الدايل‪ ،‬اهلادي مربوك‪ ،‬أدب إفريقيا فيما وراء الصحراء‪ ،‬دار صنني للطباعة والنشر بريوت ‪ ،6881‬ط‪ 6 .‬ص‪ 62 .‬وقند اقتصنر فينه علنى‬
‫البعض من شعراء مايل وأمهل شعرهم يف الغزل‪.‬‬

‫‪121‬‬
‫األدب العريب جنوب الصحراء الكربى‪ :‬حماولة تصنيف‬

‫حضرت أمساء وسليمى وهند وليلى ودعد ولبىن وبثنة وفاطمة‪ ،‬وذكرن يف أبيات من النسيب‬

‫تصدرت قصائد املدح‪ ،‬أو يف مقطوعات خصصت للغزل‪ ،‬وقل إن يذكر اسم حملي غري عريب إال أن يكون‬

‫على وزن اسم عريب وأن يكون اسم زوجة الشاعر فيذكره على غري عادة العرب يف عدم ذكر نسائهم‪ .‬وقد‬

‫عثران على أبيات للقاضي الشاعر جمخيت كل من قصيدة يف مدح الشيخ احلاج عمر طال الفويت فيها ذكر‬

‫لزوجته صاصم قال‪:‬‬

‫(طويل)‬

‫وال الهيا عنها وال هو ساليا‬ ‫أنى اجلسم عن صاصم وما القلب انئيا‬
‫تسحان توكافا يبل ردائيا‬ ‫فعينان طورا جتمدان واترة‬
‫(‪)1‬‬
‫مسري بريد جلعد ليس وانيا‬ ‫أال إن صاصم حائل دون أرضها‬

‫وحضرت يف هذا الشعر أمساء الذين ضربت هبم األمثال يف الكرم والشجاعة واحللم والعلم‬

‫والفصاحة من العرب يف جاهليتهم وإسالمهم‪ ،‬وكذلك أمساء رجال التصوف يف الرتاث اإلسالمي‪.‬‬

‫وتربز حماكاة شعراء املنطقة للشعراء العرب القدامى يف لزوم ما ال يلزم يف قصائدهم مثل ترتيب‬

‫بداايت األبيات على حروف املعجم أو على حروف آية من آي القران الكرمي‪ ،‬وحيضر هذا النوع يف‬

‫قصائد التوسل ومدح الرسول صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬وقد أكثر منه الشيخ أمحد مبب خاصة(‪ ،)1‬كما تربز‬

‫احملاكاة يف التقفية الداخلية لصدور األبيات يف كامل القصيدة أو يف قسم منها وجند أمثلة لذلك يف أشعار‬

‫الشيخ موسى كمرا الذي أضاف إىل ترتيب األبيات على حروف املعجم أي بداية كل بيت حبرف‪ ،‬صناعة‬

‫(‪ )1‬غاي‪ ،‬شيخ جتان‪ ،‬القاضي األريب جمخيت كل الذي على هللا توكل‪ ،‬لوغا (السنغال)‪ 0112 ،‬ص ‪.19‬‬

‫‪122‬‬
‫حممد شقرون‬

‫قصائد يتغري حرف البداية فيها كل مخسة أبيات(‪ .)2‬وجند هذا االعتناء بلزوم ما ال يلزم عند الشاعر الذي‬

‫وصفه الشيخ املوريتاين القادري سعد بوه وقال‪ :‬أنت عريب ضل عن قومه‪ ،‬يونس ذو النون يل (ت‬
‫(‪)3‬‬
‫وكذلك عند الشاعر حممد األمني بن الزبري الشاعر الفالين السنغايل املولود يف غينيا بيبساو‬ ‫‪)6801‬‬

‫(ت ‪.)4( )6891‬‬

‫ومل يقف األمر عند احملاكاة والنسج على املنوال بل جتاوزه عند بعض الشعراء إىل حماولة اإلضافة‬

‫والتميز وإظهار املقدرة على التصرف يف اللغة واستغالل تعدد املعاين يف اللفظ الواحد لكتابة قصائد جترب‬

‫قارئها على الرجوع إىل معاجم اللغة‪ .‬ومن هؤالء الشعراء إبراهيم جوب الذي تفنن يف استغالل مقدرته‬

‫اللغوية‪ ،‬نذكر له قصيدة يف مدح شيخه يف مثانية وعشرين بيتا ورد فيها لفظ عجوز اثنتني ومخسني مرة مبعىن‬

‫خمتلف يف كل مرة‪ ،‬قال‪:‬‬

‫(طويل)‬

‫(‪)7‬‬
‫عجوزا (‪ )6‬حوى ما يشتهي بعجوز‬ ‫فمن ضره يوما عجوز (‪ )5‬وجاءه‬
‫(‪)2‬‬
‫وكن ذا عجوز (‪ )1‬تكف كل عجوز‬ ‫(‪)9‬‬
‫فإما عجوزا (‪ )8‬خفت لذ بعجوزه‬

‫(‪ )1‬امبنناكي‪ ،‬حممنند البشننري‪ ،‬منننن البنناقي القنندمي يف سننرية الشننيخ اخلنندمي‪ ،‬حتقيننق حممنند شننقرون‪ ،‬تنونس‪ 0166 ،‬صننص ‪،611 ،611-116‬‬
‫‪... ،699‬‬
‫(‪ )2‬صمب‪ ،‬عامر‪ ،‬م‪ .‬ن‪ 619/6 ،‬وعمر ابه‪ ،‬الثقافة العربية اإلسالمية يف غرب إفريقيا‪ ،‬د‪ .‬م‪ ،‬د‪ .‬ت‪ ،‬ص ‪.912-374‬‬
‫(‪ )3‬م‪ .‬ن صص ‪.019 ،011‬‬
‫(‪ )4‬م‪ .‬ن‪ .‬ص ‪.969‬‬
‫(‪ )5‬جوع‬
‫(‪ )6‬جائع‬
‫(‪ )7‬قصعة‬
‫(‪ )8‬من أمساء جهنم‬
‫(‪ )9‬ترس‬

‫‪122‬‬
‫األدب العريب جنوب الصحراء الكربى‪ :‬حماولة تصنيف‬

‫(‪)6‬‬
‫عجوز (‪ )5‬فما شرواه فوق عجوز‬ ‫(‪)4‬‬
‫وهوب عجوز (‪ )3‬يف العجوز مزهد‬
‫(‪)9‬‬
‫فيا فوز من أهدى ولو بعجوز‬ ‫فأهد عجوزا (‪ )7‬أو عجوزا (‪ )8‬جلاهه‬
‫(‪)12‬‬
‫أدام له الرمحان خري عجوز‬ ‫عجوز (‪ )10‬له أسىن عجوز (‪ )11‬لوارد‬

‫ونذكر له قصيدة أخرى يف نفس اجملال تكررت فيها لفظة (الدين) اثنيت عشرة مرة يف القافية‬

‫مبعان خمتلفة يف كل قافية‪ .‬والقصيداتن من ديوان له قمنا بتحقيقه وهو يف انتظار النشر‪ .‬قال يف‬

‫أبيات‪:‬‬

‫(بسيط)‬

‫(‪)13‬‬
‫قد يقبل التوب عن ذي التوب والدين‬ ‫هال أتوب لرب غافر صمد‬
‫(‪)14‬‬
‫كي ال أعاقب يوم احلشر والدين‬ ‫هال أتوب وذنيب كاجلبال غدا‬
‫(‪)15‬‬
‫حببل شيخي حميي العلم والدين‬ ‫قد تبت مستغفرا هلل ممتسكا‬

‫(‪ )1‬توبة‬
‫(‪ )2‬من أمساء احلرب‬
‫(‪ )3‬ألف‬
‫(‪ )4‬من أمساء الدنيا‬
‫(‪ )5‬شيخ‬
‫(‪ )6‬من أمساء األرض‬
‫(‪ )7‬ثور‬
‫(‪ )8‬بقرة‬
‫(‪ )9‬إبرة‬
‫(‪ )10‬شيخ‬
‫(‪ )11‬بئر‬
‫(‪ )12‬خالفة‪.‬‬
‫(‪ )13‬الدين‪ :‬الطاعة‪( .‬لسان العرب‪ ،‬دين)‪.‬‬
‫(‪ )14‬يوم الدين‪ :‬يوم اجلزاء‪.‬‬
‫(‪ )15‬الدين‪ :‬اإلسالم‪.‬‬

‫‪122‬‬
‫حممد شقرون‬

‫(‪)1‬‬
‫تسح فوق الورى دينا على دين‬ ‫شيخ له يف الدان والدين سحب يد‬
‫(‪)2‬‬
‫لدى املساكني دين أميا دين‬ ‫شيخ خصيب الفنا جم الرماد له‬
‫(‪)3‬‬
‫أكرم به من مجيل اخللق والدين‬ ‫شيخ فضائله تعيي حماوهلا‬
‫(‪)4‬‬
‫ابلعلم والرشد مث الرشد والدين‬ ‫شيخ غدا بني أهل اجملد منفردا‬
‫(‪)5‬‬
‫شرقا وغراب وال ذو الدين والدين‬ ‫هو اخلدمي الذي ما مثله وزر‬
‫(‪)6‬‬
‫على ذوي النسك طرا وذوي الدين‬ ‫هو اخلدمي الذي مواله قدمه‬

‫ومن أمثلة إبراز املقدرة يف استعمال اللغة العربية ما جنده من قصائد خلت ألفاظها من التنقيط‪،‬‬

‫من ذلك قصيدة لشيخ الطريقة القادرية يف نيج يراي الشيخ حممد الناصر الكربي الكنوي نسبة إىل مدينة‬

‫كنو يف نيجرياي امللقبة بباريس حوسا‪ ،‬نذكر منها هذه األبيات‪:‬‬

‫(بسيط)‬

‫وأكرم الرسل أحالما وإسالما‬ ‫أعلى سالما ألعلى الرسل إعالما‬


‫اململئ الروح أسرارا وأحكاما‬ ‫حممد أمحد احملمود حامده‬
‫(‪)7‬‬
‫كأمحد العلم املعلوم إعالما‬ ‫‪ ...‬ما أرسل هللا أعلى سرمدا أبدا‬

‫غري أن هذا التأثر ابلشعر العريب القدمي وحماولة النسج على منواله وطغيان البيئة الثقافية لدى‬

‫الشعراء على بيئتهم الطبيعية‪ ،‬مل مينع شعراء منطقة جنوب الصحراء من التأثر ببيئتهم وثقافتهم ولغاهتم‪ ،‬وقد‬

‫(‪ )1‬الدين‪ :‬املطر والورع‪.‬‬


‫(‪ )2‬الدين‪ :‬الدين والقضاء‪.‬‬
‫(‪ )3‬الدين‪ :‬العادة‪.‬‬
‫(‪ )4‬الدين‪ :‬الشريعة واملنهاج‪.‬‬
‫(‪ )5‬ذو الدين‪ :‬ذو احلسب والدين الورع‬
‫(‪ )6‬الدين‪ :‬السلطان‪..‬‬
‫(‪ )7‬أبيكن‪ ،‬موسى عبد السالم مصطفى‪ ،‬النوادر يف األدب العريب النيجريي‪Alarabiah.org / uploads/pdf-1330-202 .‬‬

‫‪122‬‬
‫األدب العريب جنوب الصحراء الكربى‪ :‬حماولة تصنيف‬

‫ابن ذلك التأثر يف ما أنتجوا من قصائد الغزل والوصف والتعلق ابألوطان واإلخوانيات‪ ،‬يف اللغة خاصة‬

‫حيث العديد من القصائد قد تضمنت ألفاظا من اللغات الوطنية مثل اهلوسا والولوف والبوالر‪ .‬ونضرب‬

‫لذلك أمثلة من شعر القاضي جمخت كل الذي ضمن قصائده الكثري من األلفاظ الولفية مع اختالف‬

‫األغراض الشعرية اليت نظم فيها من مدح وهجاء ووصف وغزل وشكوى‪ .‬قال يف قصيدة يعاتب فيها‬

‫تلميذه الشيخ أمحد مبب مؤسس الطريقة املريدية يف السنغال وجعلها يف قالب شكوى من تغري حاله مع‬
‫(‪)1‬‬
‫النساء لتقدم سنه وقد جعل قافيتها كلمات ولفية‪:‬‬

‫(بسيط)‬

‫(‪)2‬‬
‫أراقها كلمتا سعدى مبه ومبه‬ ‫مل اهنمت بعد شيب عربة ومبه‬
‫(‪)3‬‬
‫هزل ومزح بدا يل أهنا بنمه‬ ‫إذ كلمتين بتني الكلمتني بال‬
‫(‪)4‬‬
‫أو واهنا خلقا جتديده تنمه‬ ‫وأن حبل وصايل صار منصرما‬
‫(‪)5‬‬
‫عصر الشباب تقبل أو تقل يبمه‬ ‫ما يل أراين إن المست غانية‬
‫(‪)6‬‬
‫أتففت مث اندت اي أيب سرمه‬ ‫واليوم إن ملست خودا يدي لعبا‬

‫وقد أجابه تلميذه بقصيدة على نفس البحر والقافية اعتذر فيها ببعد الدار وكثرة األشغال وعدم‬

‫توفر وسيلة للسفر وختمها ببيت حدد فيه موعدا للزايرة قائال‪:‬‬

‫(‪ )1‬غاي‪ ،‬شيخ جتان‪ ،‬ن‪.‬ن صص ‪.18- 19‬‬


‫(‪ )2‬مبه ومبه‪ :‬أتركين وشأين‪.‬‬
‫(‪ )3‬بنمه‪ :‬نسيتين‪.‬‬
‫(‪ )4‬تنمه‪ :‬ال أقدر عليه‪.‬‬
‫(‪ )5‬يبمه‪ :‬خذين‪.‬‬
‫(‪ )6‬سرمه‪ :‬خل مكاين‪.‬‬

‫‪122‬‬
‫حممد شقرون‬

‫(‪)1‬‬
‫فيا حبيبا لسعدى إنين مرمه‬ ‫إين أزورك بعد العيد مسرعة‬

‫وأورد بعض الشعراء ألفاظا من اللغات احمللية أو من اللغات األوربية يف أغراض ال يسمح فيها‬

‫عادة ابلتبذل يف اللفظ أو اهلزل يف املعىن مثل شعر املديح الذي ينشد يف حضرة امللوك وذوي السلطان من‬

‫كل صنف‪ .‬وقد استعمل ذلك القاضي جمخت كل يف مدحه لألمري الت جور جوب‪ ،‬كما استعمله يف‬

‫خماطبة احلاكم الفرنسي يف سان لوي‪ .‬قال يف مدح الت جور جوب ومعتذرا عن هجاء سبق له‪( :‬بسيط)‬

‫إذا مقال النصارى ((م رس لتجور))‬ ‫وقد تلقاك ابلتأمري أهل النما‬
‫(‪)2‬‬
‫أهوى أانسا أحييهم ((ببنزور))‬ ‫‪ ...‬وهللا يعلم أين مل أكن أبدا‬

‫أما قصيدته يف شكوى احلال أمام احلاكم الفرنسي وقد منع من العودة إىل قريته‪ ،‬فقد شطرها‬

‫نصفني جعل الصدر عربيا والعجز أعجميا من لغة ولوف‪ ،‬قال ‪( )3(:‬بسيط)‬

‫(‪)4‬‬
‫يوالي وخل وينم ف تل كنيه‬ ‫هل من سبيل إىل داري ومسكنيه‬
‫(‪)1‬‬
‫بسني رسيادق نتل تين أك بكيه‬ ‫اي من أابد ملوك الرب قاطبة‬
‫(‪)2‬‬
‫دمن مدادان تدمن تيوول خريه‬ ‫مل اعتزايل عن أرض ولدت هبا‬

‫وهذا املزج بني اللغات احمللية واللغة العربية يف الشعر يكاد يكون خاصية من خاصيات الشعر‬

‫السنغايل العريب وقل أن وجدان مثيال له يف ما اطلعنا عليه من األدب العريب ابملنطقة ابستثناء قصائد‬

‫مكتوبة بلغة حوسا وعلى أوزان عربية لبعض شعراء نيجرياي لعل أوهلم‬

‫(‪ )1‬مرمه‪ :‬مل أك خائنة‪.‬‬


‫(‪ )2‬غاي‪ ،‬شيخ جتان‪ ،‬م‪ .‬ن ص ‪.29‬‬
‫(‪ )3‬غاي‪ ،‬شيخ جتان‪ ،‬م‪ .‬ن ص ‪.92‬‬
‫(‪ )4‬تعريبه‪ :‬أخاطبك أنت اي من ترمي ابملدافع‪.‬‬

‫‪122‬‬
‫األدب العريب جنوب الصحراء الكربى‪ :‬حماولة تصنيف‬

‫كان عبد هللا بن فودي أخ الشيخ عثمان بن فودي مؤسس دولة اخلالفة يف سكت يف أوائل القرن‬

‫التاسع عشر‪.‬‬

‫‪ .9‬اجتاهات التجديد بعد االستقالل‪:‬‬

‫مل يفقد األدب العريب الكثري من إشعاعه داخل املنطقة بعد استقالهلا‪ ،‬نظرا إىل استمرار حيوية‬

‫الطرق الصوفية وإشعاعها‪ ،‬لكنه مل يتمكن من حتدي التغيريات اليت جنح االستعمار الغريب يف فرضها على‬

‫املنطقة وعلى عقول أهلها‪ ،‬ذلك أن اللغة العربية خسرت الكثري من أتثريها ولوال ارتباطها ابإلسالم الندثر‬

‫استعماهلا‪ .‬فهي مل تعد لغة العلم واملعرفة واإلدارة كما كانت قبل االستعمار‪ ،‬ومل تعد لغة املقاومة كما كانت‬

‫أثناءه‪ ،‬كما أهنا مل تعد لغة التعبري األديب بعد أن تراجع أمر الشعر بظهور أشكال جديدة كالقصة والرواية‬

‫واملسرح واملقال والسرية الذاتية وهي أشكال قدمت إىل املنطقة بلغات أوربية ووقع اإلقبال عليها بلغاهتا‪.‬‬

‫لقد احنصر استعماهلا يف األوساط التقليدية املنشغلة عن العلوم احلديثة بعلوم الدين‪ ،‬كما اقتصر‬

‫تعليمها يف املدارس احلكومية واجلامعات بوصفها لغة اثنية أو اثلثة من اللغات احلية اليت حيتاجها اإلنسان‬

‫جملرد االطالع على ما يدور يف العامل العريب وما يكتب فيه وحوله‪ ،‬إال يف بعض الدول اليت ارتبطت‬

‫بعالقات سياسية واقتصادية وثيقة مع الدول العربية وحاولت القيام بدور يف املنظمات اإلسالمية اليت متوهلا‬

‫الدول النفطية‪ ،‬تلك الدول فتحت أقساما لتدريس العربية يف جامعاهتا أو أتسست فيها جامعات إسالمية‬

‫بتمويل من املنظمات اإلسالمية مثل اجلامعة اإلسالمية ابلنيجر‪ .‬ونظرا إىل طبيعة التمويل فإن الربامج‬

‫التعليمية فيها ختضع إىل توجهات أصحابه وهي توجهات دينية دعوية‪.‬‬

‫(‪ )1‬تعريبه‪ :‬حىت ان أكبادها هي علف للنسور والضباع‪.‬‬

‫‪122‬‬
‫حممد شقرون‬

‫ومن الدول اليت حافظت فيها اللغة العربية على حضورها‪ ،‬وكانت لغة التعبري األديب فيها‪ ،‬نذكر‬

‫السنغال ونيجرياي ومايل وتشاد وهي الدول اليت قامت فيها يف السابق دول إسالمية أشعت على املنطقة‬

‫وحركة علمية كونت ترااث ال ميكن جتاهله والتنكر له‪ ،‬وهي الدول اليت ظهرت فيها مجعيات ثقافية إسالمية‬

‫أرسلت العديد من الطلبة للدراسة يف اجلامعات العربية‪.‬‬

‫إن هذا الرتاث قد بعثت فيه احلياة من جديد‪ ،‬وتواصلت احلركة األدبية أبشكاهلا القدمية أي الشعر‬

‫والرتسل مع بعض االنفتاح يف مضامينهما على مشاغل العصر‪ .‬ومل تقع حماولة القتحام عامل األشكال‬

‫اجلديدة للتعبري األديب من قصة ورواية ومسرح‪ ،‬وهي اليت بقيت تكتب بلغات املستعمر وقد أصبحت‬

‫اللغات الرمسية لبلدان املنطقة‪ ،‬أو ابللغات احمللية اليت مكنتها كتابتها ابحلرف الالتيين من أن تصبح لغة‬

‫التعبري األديب‪.‬‬

‫وكانت النتيجة لكل هذه التحوالت أن ضاق جمال استعمال اللغة العربية وبقيت لغة التعبري الديين‬

‫دون سواه‪ ،‬وتواصل اإلنتاج األديب التقليدي املتمثل أساسا يف الشعر‪ ،‬شعر التوسل واملديح والراثء‪ ،‬والشعر‬

‫التعليمي بنظم بعض املؤلفات يف العلوم الدينية وكتابة الشروح واحلواشي على بعض املؤلفات األخرى‪.‬‬

‫على أن هذا التواصل يف النسج على منوال القدامى‪ ،‬مل مينع من ظهور حماوالت قامت هنا وهناك‬

‫جبهود بعض اجلماعات اليت درست يف اجلامعات العربية بعد االستقالل أو اليت عاشت مدة يف البلدان‬

‫العربية‪ .‬هذه اجلماعات اليت عرفت يف بعض املناطق ابملستعربني هي اليت محلت مشعل التجديد يف األدب‬

‫(‪ )1‬تعريبه‪ :‬مل أكن أرغم أحدا على فعل شيء ومل أشارك يف معركة‪.‬‬

‫‪110‬‬
‫األدب العريب جنوب الصحراء الكربى‪ :‬حماولة تصنيف‬

‫العريب املنتج يف املنطقة ونوعت يف مضامينه‪ ،‬وهي اليت نركز على دراسة آاثرها وإن كانت قليلة‪ ،‬ألن بقية‬

‫اإلنتاج األديب التقليدي مل خيرج عما ذكرانه يف القسم األول من هذه الدراسة‪.‬‬

‫ويربز التجديد يف مضامني الشعر مع احملافظة على شكل القصيدة العمودي‪ ،‬كما يظهر يف تغيري‬

‫الشكل والتخلص من عمود الشعر‪ .‬أما املضامني فقد تغىن الشعراء الذين محلوا لواء التجديد يف الشعر‬

‫العريب وخرجوا به عن املضامني التقليدية‪ ،‬ابحلرية والعدالة واجلمال وحب األوطان‪ ،‬والتعليم‪ ،‬وانصروا‬

‫القضااي العربية ومنها القضية املركزية قضية فلسطني وكذلك القضااي اإلفريقية‪ ،‬وقاوموا التعصب للعرق أو‬

‫الدين‪ ،‬ودعوا إىل إفشاء السالم ونبذ اإلرهاب‪ ،‬كما نقدوا بعض مظاهر التدين واستغالل الدين ملآرب‬

‫ليست منه‪ ،‬مثل بيع املغفرة ابملال على غرار ما كان يفعل رجال الكنيسة‪ ،‬وهي مظاهر انتشرت عند بعض‬

‫الشيوخ يف بعض املناطق‪.‬‬

‫يقول الشاعر سراج بن معزوز امبالو (‪ )....-3291‬من غينيا بيساو منتقدا هذه الظاهرة‪:‬‬

‫(كامل)‬

‫أقصر فإن الدين ليس مبتجر‬ ‫قل للذي اختذ املشيخة حرفة‬
‫متصرفا فيها تبيع وتشرتي‬ ‫أجعلت اسم هللا سلعة اتجر‬
‫ملك لديك لقد بغيت فأقصر‬ ‫تعطي ومتنع من تريد كأنه‬

‫إىل أن يقول‪:‬‬

‫هل أنت مالك أمران يف احملشر‬ ‫اي من يبيع شفاعة يف قومه‬

‫‪112‬‬
‫حممد شقرون‬

‫واألمر يومئذ لرب احملشر‬ ‫كال وربك إهنا أكذوبة‬


‫(‪)1‬‬
‫حىت تبيع األمن للمستأسر؟‬ ‫أجنوت من هول القيامة آمنا‬

‫ويقول ساخرا من معاداة رجال الدين للعلوم احلديثة وحصرهم العلم النافع يف علوم القرآن‬

‫والسنة رادا على قول أحدهم يبدو أنه من أنصار التيار السلفي وقد قال‪:‬‬

‫(بسيط)‬

‫إال احلديث وعلم الفقه يف الدين‬ ‫إن العلوم سوى القرآن مشغلة‬
‫وما سوى ذاك وسواس الشياطني‬ ‫والعلم ما قال فيه قال حدثنا‬

‫قال سراج يرد عليه‪:‬‬

‫(بسيط)‬

‫لقد بليت بتقصري وتوهني‬ ‫اي من يذم علوم العصر حمتقرا‬


‫وابحلديث قصورا دون تبيني‬ ‫حتدد العلم ابلتفسري عن عجل‬
‫بل إنه شر ما يؤذيك يف الدين‬ ‫فالعلم يف كل شيء ليس حمتقرا‬
‫ومل يصف منه وسواس الشياطني‬ ‫وهللا يطلق جنس العلم ممتدحا‬
‫(‪)1‬‬
‫ومل خيصص لنا علما بتعيني‬ ‫وقوله ((علم اإلنسان)) متضح‬

‫ومن امثله التجديد يف املضامني قصائد قيلت يف السفر وعوض فيها وصف السيارة وصف الناقة‪،‬‬

‫واحلديث عن احلادي ذكر السائق وتعامله مع السيارة‪ ،‬وقصائد يف الراثء جاء فيها النعي على أمواج األثري‬

‫(‪ )1‬اب‪ ،‬عمر حممد صاحل الفالين‪ ،‬م‪ .‬ن‪ ،‬صص ‪.211-212‬‬

‫‪111‬‬
‫األدب العريب جنوب الصحراء الكربى‪ :‬حماولة تصنيف‬

‫يلتقطها اهلاتف احملمول‪ ،‬أو جهاز الراديو‪ .‬ونذكر قصيدة للشاعر حممد جولد سيدي (‪)6886-6811‬‬

‫من شعراء الفالن يف غينيا بيساو وهو من الذين ((مجع حكمة املاضي مع وثبة احلاضر‪ ،‬وكانت له القدرة‬

‫على ((عيش حياة الصويف املتقشف الزاهد الورع مع تفتح على احلياة تفتح األديب املثقف الواعي ملا‬

‫تتطلبه من مشاركة ومسامهة يف نوعية الناس وإزالة الصدإ العالق على أذهاهنم)) على حد تعبري عمر اب (‪.)2‬‬

‫وتظهر القدرة يف اجلمع بني القدمي واجلديد يف هذه القصيدة اليت يستهلها ابلنسيب على عادة الشعراء‬

‫القدامى مث أييت بوصف الرحلة ووسيلتها‪ ،‬والوسيلة سيارة يصفها ويصف سائقها‪.‬‬

‫يقول‪:‬‬

‫(طويل)‬

‫وال تبغيا عنها مقيال ومعتما‬ ‫خليلي عوجا حييا يل فاطما‬

‫ويركب خلياله ((فحال قواي وشيظما)) يف حني يستقل هو سيارة‪:‬‬

‫تلقم ابلرتايق نفطا وميسما‬ ‫تراها كفتخاء اجلناحني لقوة‬


‫بصحراء كوميب معول حني صمما‬ ‫هلا إن علت نشزا دوي كأهنا‬
‫(‪)3‬‬
‫تروح للفتيان ابلليل ريثما‬ ‫تراها تباري الريح ابلقاع زلفة‬

‫ونذكر راثء الشاعر حممد بن عمر اب (‪ )....-3283‬الشاعر السنغايل لشيخه أمحد التيجاين‬

‫اب وقد بلغه نعيه ابهلاتف‪ ،‬يقول‪:‬‬

‫(‪ )1‬م‪ .‬ن ص ‪.211‬‬


‫(‪ )2‬اب‪ ،‬عمر حممد صاحل الفالين‪ ،‬م‪ .‬ن‪.199 .‬‬
‫(‪ )3‬م‪ .‬ن ص ‪.110‬‬

‫‪112‬‬
‫حممد شقرون‬

‫(بسيط)‬

‫يلقي أبخباره عرب العناوين‬ ‫فزعت من هاتف يدعى بتلفون‬


‫يلقي ومن الياابن والصني‬ ‫فمن والايت أمريكا اليت احتدت‬
‫(‪)1‬‬
‫بكر فحرت وقليب جد حمزون‬ ‫‪ ...‬نعى إىل حبييب أمحد بن أيب‬

‫وبلغه نعي آخر لكن ابهلاتف اجلوال يف هذه املرة أفزعه جرسه‪ ،‬فقال‪:‬‬

‫(بسيط)‬

‫فتحته فإذا ابلضيق يف النفس‬ ‫فوجئت من هاتفي اجلوال ابجلرس‬


‫ومن بقائي بوضع جد منعكس‬ ‫من حرييت أبليم القول مذهله‬
‫العميق وأنواع من التعس‬ ‫فقد حتول بشري للكآبة واحلزن‬
‫منها استضاء بعلم كل مقتبس‬ ‫نعي البشري إلينا وهو شعلتنا‬
‫(‪)2‬‬
‫شم اجلبال هبا اهتزت من األسس‬ ‫لصدمة عظمت يف القوم وقعتها‬

‫وتفاعل شعراء املنطقة مع قضااي األمة العربية وحروهبا مع إسرائيل‪ ،‬وكان هلزمية حرب ‪ 6811‬صدى قوي‬

‫يف املنطقة ترمجت عنه قصائد الشعراء‪ ،‬فعربوا عن تضامنهم مع إخوان هلم يف الدين‪ ،‬متوجهني ابلدعاء إىل‬

‫هللا يستعدونه على اليهود‪ .‬واختذت قصائدهم أشكاال منها التقليدي من حيث التزام عمود الشعر والقافية‬

‫ومنها ما تنوعت فيه القافية على غرار الشعر التعليمي الذي يستقل فيه كل بيت بقافيته‪ .‬يقول الشاعر‬

‫سراج بن معزوز امبالو‪:‬‬

‫(‪ )1‬م‪ .‬ن ‪.219-210‬‬


‫(‪ )2‬م‪ .‬ن ص ‪.212‬‬

‫‪112‬‬
‫األدب العريب جنوب الصحراء الكربى‪ :‬حماولة تصنيف‬

‫أن هتزم اليهود اي جبار‬ ‫سألتك اللهم اي قهار‬


‫(‪)1‬‬
‫فاسلب وبدد ملكهم يبيدوا‬ ‫اي مالك امللك واي شديد‬

‫يف قصيدة طويلة يعدد فيها مثالب اليهود املعروفة يف الرتاث اإلسالمي على عادة العرب يف تسمية‬

‫اإلسرائيليني‪ ،‬ويضم إليهم من يؤيدهم يف إشارة منه خفية إىل الغرب‪.‬‬

‫ويربز تنوع األغراض وتعدد املضامني من دون اخلروج عن العمود الشعري لكن مع التزام عدد‬

‫واحد من األبيات يف كل القصائد يف ديوان الشاعر النيجريي أستاذ األدب العريب جبامعة إلو رن بنيجرياي‪،‬‬

‫عيسى أليب أبو بكر (‪ )....-6829‬وهو ما مساه ابلسباعيات‪ ،‬وقد ذكر يف مقدمة ديوانه أنه استوحى‬

‫الفكرة من رابعيات عمر اخليام (‪ 6696-6191‬م) وتسبيع وديع البستاين (‪ )6821-6999‬هلا‪.‬‬

‫ونشري يف هذا الصدد أن شاعرا آخر من غمبيا وهو عبد هللا جوب (‪ )....-6861‬قد كتب قصائد من‬

‫سبعة أبيات‪ ،‬قد يكون استوحى العدد من وديع البستاين أيضا ولكنه مل يصرح بذلك ومسى قصائده‬

‫((سبعيات)) وهي يف مدح الرسول صلى هللا عليه وسلم‪ .‬قال عنها‪" :‬فهذه قصائد تسمى سبعيات‪،‬‬

‫واملعجم يف مدح خري العرب والعجم‪ ،‬وهي جمموع ثالثني قصيدة‪ ،‬ولكل قصيدة حرف من حروف املعجم‬

‫ابملقصورة املوفية ابلثالثني‪")2( .‬‬

‫وبرر اختياره هلذا الشكل قائال‪" :‬لقد فضلت أن تكون أبيات (السباعيات) سبعة لتكون قصائد‬

‫تعرب عن األفكار وحتمل املعاين‪ ،‬وتنفس عن املشاعر والعواطف اليت ختتلج يف الصدر وتلتهب يف الضمري‪،‬‬

‫(‪ )1‬م‪ .‬ن ص ‪.212‬‬


‫(‪ )2‬صمب‪ ،‬عامر‪ ،‬م‪ .‬ن ‪.926/6‬‬

‫‪112‬‬
‫حممد شقرون‬

‫بدون تطويل ممل أو إجياز خمل‪ ،‬متشيا مع روح هذا العصر السريع يف كل شيء‪ ،‬حىت يف نقل العلوم‬
‫(‪)1‬‬
‫واآلداب‪ .‬وهي صورة صادقة عن احلياة أنقلها إىل القارئ العزيز كما تراءت يل‪.‬‬

‫هذه الصورة الصادقة عن احلياة جتلت فيها ثقافة الشاعر احلديثة واهتماماته الشخصية واحمللية‬

‫والعاملية فجاءت سباعياته صدى خللجات نفسه يف أفراحها وأتراحها‪ ،‬وتفاعلها مع األحداث السياسية‬

‫واالكتشافات العلمية والكوارث الطبيعية والبشرية وقضااي اإلنسان وطموحاته يف وطنه وخارج وطنه‪.‬‬

‫انجى نفسه وإالهه‪ ،‬وانجى البحر وسأل احلياة عن أسرارها‪ ،‬وحيا شعراء احلب واجلمال واحلرية‬

‫مثل إيليا أيب ماضي وأمحد شوقي وحافظ إبراهيم وأيب القاسم الشايب وفدوى طوقان وأرتري رمبو وصاحب‬

‫رواية بول وفرجيين‪ ،‬برانردان دي سان بيري‪ .‬وحتدث عن قضية فلسطني وحرب العراق وكارثة ‪ 66‬سبتمرب‪،‬‬

‫وذكر العوملة واإلرهاب والدمار الشامل والفقر والتهميش‪.‬‬

‫ونذكر من سباعيته ما قاله يف ذكرى عيد ميالد السيد املسيح عليه السالم‪ ،‬مما ال جنده عند‬

‫الشعراء العرب املسلمني عادة وهي موجهة إىل إخوانه يف الوطن من املسيحيني ودعوة منه إىل التخلي عن‬

‫عقيدة التثليث وأتليه املسيح يف مسعى منه إىل التقريب بني األداين‪ .‬يقول‪:‬‬

‫(املتقارب)‬

‫فعم الصدى كل أفق فسيح‬ ‫لقد دق انقوس عيد املسيح‬


‫مي العذراء النيب النصيح‬ ‫وعاد إىل الذهن ذكر بن مر‬

‫(‪ )1‬أليب أبو بكر‪ ،‬عيسى‪ ،‬السباعيات‪ ،‬ص ‪.01‬‬

‫‪112‬‬
‫األدب العريب جنوب الصحراء الكربى‪ :‬حماولة تصنيف‬

‫بقول نقي وحب صحيح‬ ‫لقد كان روحا وروحا لنا‬


‫دويسيب القلوب بقول فصيح‬ ‫يبث السالم وحييي العبا‬
‫أرحيوا احلبيب مبدح مريح‬ ‫نصارى الزمان اتقوا ربكم‬
‫أيعقل سفك دماء املسيح؟‬ ‫ملاذا اجتمعتم على فرية‬
‫(‪)1‬‬
‫أغاظ اإلله حبكم قبيح‬ ‫ومن أله العبد يف حكمه‬

‫ونورد سباعيته يف أيب القاسم الشايب شاعران اخلالد‪ ،‬وقد وجد نسخة من ديوانه يف مكتبة‬

‫جامعة غاان‪ ،‬فقرأها وقال‪:‬‬

‫(كامل)‬

‫دوما تردد ذكره الغرباء‬ ‫سيظل ابنك تونس اخلضراء‬


‫سفر يعلل ابإلايب رجاء‬ ‫قد فارق الدنيا كأن فراقه‬
‫سحر تدارس حسنه عقالء‬ ‫شاب تشيخ ابلذكاء وشعره‬
‫غىن هبا اإلصباح واإلمساء‬ ‫إن ((األغاين)) يف احلياة عطاؤه‬
‫أذكاه وهو إذا غزا إعماء‬ ‫السل ما أعمى فؤادك إمنا‬
‫أتراه عينك أم ترى السوداء‬ ‫اي من يرى شبح املنية الئحا‬
‫(‪)2‬‬
‫ذكرى الرجال حتبب ووالء‬ ‫شايب ذكرتك والقريض مؤيدي‬

‫وإذا كان شعراء نيجرياي الذين اطلعنا على إنتاجهم قد خرجوا من دائرة األغراض التقليدية للشعر‬

‫العريب دون التمكن من التخلص من ضغط الشكل وااللتزام بعمود الشعر‪ ،‬فإن شعراء من مجهورية تشاد‬

‫قد خطوا خطوات يف التجديد يف أساليب الشعر ولغته‪.‬‬

‫(‪ )1‬أليب أبو بكر‪ ،‬عيسى‪ ،‬م‪ .‬ن ص ‪.91‬‬


‫(‪ )2‬أليب أبو بكر‪ ،‬عيسى‪ ،‬م‪ .‬ن ص ‪.90‬‬

‫‪112‬‬
‫حممد شقرون‬

‫لقد عرفت منطقة تشاد حضور الثقافة العربية اإلسالمية التقليدية مبكرا‪ .‬وهي املنطقة اليت عرفت‬

‫هجرات قبائل عربية وبربرية مستعربة إليها على غرار موريتانيا وامتزج فيها العنصر العريب ابلعنصر اإلفريقي‬

‫جنوب الصحراء وقامت فيها دول وإمارات إسالمية منذ أقدم العصور‪ .‬وتعترب اللغة العربية لغة رمسية يف‬

‫مجهورية تشاد إىل جانب اللغة الفرنسية ولكن تشاد ليست عضوا يف جامعة الدول العربية‪ .‬ولعل أقدم ما‬

‫احتفظت به كتب األدب من الشعر العريب ألهل منطقة جنوب الصحراء ما قاله أحد شعراء تشاد‪ ،‬ويدعى‬

‫إبراهيم الكامني (‪ 119-221‬ه) الذي شاءت الظروف أن يذهب إىل املغرب األقصى يف سفارة مللك‬

‫كامن وأن ميدح السلطان املغريب فيعجب به ويبقيه يف بالطه‪ .‬ونذكر له أبياات قاهلا يف زوجته وكانت بيضاء‪:‬‬

‫(بسيط)‬

‫ألن صربي على ذاك اهلوى صرب‬ ‫غريي عليكن اي زهراء يصطرب‬
‫كما يزين سواد املقلة احلور‬ ‫لوين بلونك مزدان إذا اجتمعا‬
‫ففي اختبارك ما ينسى به اخلرب‬ ‫وإن شككت فقيسي قيس جتربة‬
‫فقد مناين إىل ذكواهنا مضر‬ ‫إين وإن ألبستين العجم حلتها‬
‫(‪)1‬‬
‫إن كان ابطنها الصمصامة الذكر‬ ‫وال يسؤك من األغماد حالكها‬

‫وعرفت تشاد ما عرفته بقية املنطقة من انتشار الثقافة العربية اإلسالمية يف ربوعها وظهر فيها‬

‫شعراء وكتاب تناولوا أغراض الشعر الكالسيكي من مدح وهجاء وراثء وغزل ووصف‪ ،‬مل خيرجوا فيها عن‬

‫شكل القصيدة العربية الكالسيكية‪ .‬ويف العصر احلديث برز يف الساحة األدبية التشادية عدد كبري من‬

‫الشعراء ميكن أن يدرجوا يف ثالث مدارس رئيسية هي‪ :‬مدرسة احملافظني‪ ،‬ومدرسة الشعر احلديث‪،‬‬

‫(‪ )1‬الصنفدي‪ ،‬صنالح الندين‪ ،‬النوايف ابلوفينات‪ ،‬دار إحيناء النرتاث العنريب بنريوت ‪ 6101‬ص‪ 0111 /‬م‪ ،‬ط‪ ،6 .‬ج ‪109 ،1‬وقند ذكنر‬
‫البيتني األخريين‪.‬‬

‫‪112‬‬
‫األدب العريب جنوب الصحراء الكربى‪ :‬حماولة تصنيف‬

‫واملدرسة اليت متزج بني االجتاهني‪ ،‬القدمي واحلديث‪ .‬ونشري يف هذه األثناء إىل صدور كتاب ضخم ( ‪630‬‬

‫ص) عن مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطني لإلبداع الشعري بعنوان ((ديوان الشعر العريب يف تشاد))‬

‫ترجم فيه جامعه حممد فوزي مصطفى ألربعة عشر من الشعراء ومجع ما توصل إليه من شعرهم‪ ،‬ومل نتمكن‬

‫من االطالع على الكتاب‪.‬‬

‫ونذكر أمثلة من الشعر احلديث الذي كان يف أغلبه ملتزما بقضااي الشعوب اإلفريقية مع توسع حنو‬

‫قضااي األمة العربية الشرتاك احلال بني األمتني وثنائية االنتماء الثقايف عند الشعراء وهي أمثلة ال تغطي‬

‫جممل اإلنتاج الشعري نظرا إىل قلة توفر املصادر وعدم توفر وسائل النشر‪.‬‬

‫ومن الشعراء التشاديني الذين أسهموا يف حركة التجديد وكانوا من روادها‪ ،‬عيسى عبد هللا حممد‬

‫فضل وهو من مواليد أبشه بشرق التشاد سنة ‪ 6819‬درس ابلسودان والتحق جبامعة اخلرطوم دون أن‬
‫( ‪)1‬‬
‫ينهي دراسته هبا إذ اخنرط يف الثورة التشادية على نظام حكم فرنسوا تومبلباي (‪)6812-6811‬‬

‫وكان هلذا االخنراط أثر يف النزعة الثورية التحررية يف شعره شكال ومضموان دون التخلي عن النظم التقليدي‪.‬‬

‫فقد جاء الشكل يف كثري من قصائده متحررا من العمود الشعري وكان املضمون دعوة للثورة وحتية للثورات‬

‫من إرتراي وموزنبيق شرقا إىل غينيا بيساو وأنغوال غراب‪ .‬قال من الشعر احلر ميزج بني تفعيليت الرجز واهلزج‪.‬‬

‫(مستفعلن ومفاعيلن)‬

‫(‪ )1‬جبارة‪ ،‬خبيت عثمان‪ ،‬جتربة التجديد وأثره يف إفريقيا (منوذج تشاد) جملة دراسات إفريقية الصادرة عن مركز البحوث والدراسات اإلفريقية‬
‫جبامعة إفرقيا العاملية‪ ،‬اخلرطوم‪ ،‬العدد ‪ ،11‬ص ‪.691‬‬

‫‪112‬‬
‫حممد شقرون‬

‫أتججي تلهيب‬

‫أاي نريان ثوار سعوا يف األرض‬

‫فتوجي وقبيب‬

‫مجيع الغاب يف بيساواكي ينهض‬

‫لكي تستشرف األبصار قوس النصر يوم العرض‬

‫وعرجي لتذهيب‬

‫جنواب حيث أنغوال دجاها صار أيضا عارما ابلومض‬

‫فدحرجي ملغرب‬

‫قوى املستعمر الباغي وحويل بئنه والغمض‬

‫(‪)1‬‬
‫لئال يعطي اإلجالء عنها غري حكم الفرض‬

‫(‪ )1‬حسب هللا مهدي فضله‪ ،‬الشعر العريب يف تشاد جسر للتواصل العريب اإلفريقي‪.‬‬
‫‪www.alukah.net/literature_language/0/5216/‬‬

‫‪120‬‬
‫األدب العريب جنوب الصحراء الكربى‪ :‬حماولة تصنيف‬

‫وقال متغنيا أبمسره عاصمة إرتراي الثائرة النتزاع استقالهلا من أثيوبيا والقصيد على تفعيلة‬

‫الرجز (مستفعلن)‪:‬‬

‫اي أمسرا‬

‫اي قرية مجيلة‪...‬اي أمجل القرى‬

‫اي مهبط الربيع‪...‬بل اي جنة الذرى‬

‫إليك اي مجيليت أقدم السالم‬

‫من بقعة شقيقة أسطر السالم‬

‫أخط أسطرا‬

‫يف صفحة قد سودت من أبلغ الكالم‬

‫مستفهما جبملة تليق يف املقام‬

‫جبملة اي أمسرا‬

‫‪122‬‬
‫حممد شقرون‬

‫كأهنا صاروخ سام‬

‫((من ظننا بضاعة ابملال تشرتى))؟‬

‫فأصبح السؤال إذ سرى‬

‫أنشودة الورى‬

‫عريضة اهتام‬

‫يف وجه من يرى‬

‫تاللك األبية الشماء لقمة ترام‬

‫(‪)1‬‬
‫يف حلمه احلرام‬

‫وإذا كان التجديد قد حلق الشعر‪ ،‬وإن كان ذلك بدرجات متفاوتة بني شاعر وآخر وبلد وآخر‬

‫من منطقة جنوب الصحراء‪ ،‬فإن وسائل التعبري األديب األخرى من رواية ومسرح وترمجة ذاتية وجماهلا النثر‬

‫الفين‪ ،‬قد وجدت طريقها إىل اللغة العربية فظهرت قصص ومسرحيات وتراجم ذاتية‪ ،‬جبهود املستعربني من‬

‫أبناء املنطقة ويف نيجرياي خاصة ومل يتيسر ظهورها إال يف أواخر القرن العشرين‪ .‬ونذكر من النصوص‬

‫‪121‬‬
‫األدب العريب جنوب الصحراء الكربى‪ :‬حماولة تصنيف‬

‫املسرحية أول مسرحية ظهرت سنة ‪ 6881‬بعنوان العميد املبجل لزكراي حسني‪ ،‬وفيها نقد ألوضاع التعليم‬

‫يف نيجرياي‪ .‬ومسرحية أخرى يف نفس املوضوع وهتم احلياة الطالبية وهي بعنوان الطالب املغرت ومؤلفها إبراهيم‬

‫لريي أمني (‪.)2‬‬

‫ومن النصوص املسرحية ما جاء شعرا ونذكر يف هذا املضمار احملاولة األوىل وكانت بعنوان حتت‬

‫الظل املمدود إلبراهيم سعيد أمحد الغمربي تناول فيها صاحبها قضية الزواج وجتارب فتيات يف الوصول إىل‬

‫السعادة فيه‪ ،‬وجاء العمل يف فصل واحد فيه ستة مناظر ويف مثان وعشرين صفحة (‪.)3‬‬

‫أما القصة فقد بدأت خطواهتا األوىل خمتلطة ابلسرية الذاتية‪ ،‬وبدأ ظهورها يف السنوات القليلة‬

‫املاضية‪ ،‬ونذكر من هذا الصنف السنة ملرتضى عبد السالم احلقيقي‪ ،)0111( ،‬وخادم الوطن حلامد‬

‫حممود (إبراهيم اهلجري (‪ ،)0119‬وأهل التكرور وعلى الطريق آلدم حيىي عبد الرمحان الفالين (‪.)0111‬‬

‫إن اإلبداع يف الكتابة النثرية أتخر كثريا مقارنة ابإلبداع الشعري املوزون واملقفى‪ ،‬واألمر طبيعي يف‬

‫رأينا إذ مل تظهر الرواية العربية فنا من فنون التعبري النثري إال يف بداية القرن العشرين (ظهرت رواية زينب‬

‫حملمد حسني هيكل سنة ‪ )6861‬يف حني أن العرب اطلعوا على هذا الفن قبل ذلك التاريخ مبا يقرب من‬

‫القرن من الزمان‪ .‬فإذا اعتربان أن أهل املنطقة قد عرفوا فن القصة مع استقرار االستعمار الغريب يف الربع‬

‫األول من القرن العشرين فليس من الغريب أن يظهر أول إنتاج قصصي هلم بعد قرن من الزمان‪ ،‬هذا مع‬

‫(‪ )1‬م‪ .‬ن وقند ذكنر صناحب املقنال سننة ‪ 0118‬أن مصنادره الشنعرية خمطوطنة ((وميكنن الرجنوع إليهنا يف املكتبنة املركزينة جبامعنة امللنك فيصنل‬
‫بتشاد‪.‬‬
‫(‪ )2‬منشورات املركز النيجريي للبحوث العربية‪.0118 ،‬‬
‫(‪ )3‬أليب أبو بكر‪ ،‬عيسى‪ ،‬اللغة العربية وآداهبا يف نيجرياي‪ ،‬التطور وآفاق االزدهار‪.‬‬
‫‪http://upperegyafro.blogspot.com/2012/04/blog-post_1942.html‬‬

‫‪122‬‬
‫حممد شقرون‬

‫مراعاة الفارق الكبري بني الوطن العريب الذي تتيسر فيه ظروف النشر والقراءة ومنطقة جنوب الصحراء اليت‬

‫يكاد النشر ابلعربية ينعدم فيها وال نتحدث عن ظروف التوزيع لقلة عدد القراء ابلعربية‪.‬‬

‫خامتة‪:‬‬

‫مل تكن احلركة األدبية مبنطقة جنوب الصحراء مبعزل عما كانت تشهده الساحة العربية من نشاط‬

‫فكري وإبداع شعري ونثري‪ ،‬فكانت أصداء ما حيدث ابلوطن العريب ترتدد يف املنطقة فتحدث تفاعال من‬

‫أهلها‪ .‬إن كثريا من شعراء هذه املنطقة قد قرضوا الشعر كما يقرض الشعراء العرب يف جاهليتهم وإسالمهم‪،‬‬

‫ونظموا يف األغراض الشعرية املختلفة‪ ،‬وجددوا يف األساليب والصور على غرار ما جد يف دواوين الشعر‬

‫العريب احلديث‪ ،‬وصوروا ما وقع يف حميطهم االجتماعي‪ ،‬وخاضوا يف السياسة مع اخلائضني‪ .‬وأنتجوا أداب ال‬

‫خيتلف عن األدب العريب إال مبا اختلف به أدب األندلس واملغرب عن أدب املشرق‪ .‬وتبع كل هذا حركة‬

‫نقدية ودراسات يف األدب وحبوث يف جامعات املنطقة‪ .‬وهذا مامل يدركه العرب ومل يقدروه حق قدره‪ .‬ولعل‬

‫الوقت قد حان لتدارك قسم كبري من إنتاجنا الثقايف يف القدمي ويف احلديث من الضياع‪ ،‬واحتضان قدرات‬

‫حافظت على صلتها ابلوطن العريب وافتخرت ابالنتساب إىل ثقافته فلقيت يف ذلك عنتا وظلما من‬

‫املستعمر الغريب حتدته وهي تنتظر رفع ظلم ذوي القرىب وجتاهلهم‪ ،‬وقدميا قال طرفة ابن العبد‪:‬‬

‫(طويل)‬

‫على املرء من وقع احلسام املهند‬ ‫وظلم ذوي القرىب أشذ مضاضة‬

‫‪122‬‬
‫األدب العريب جنوب الصحراء الكربى‪ :‬حماولة تصنيف‬

‫مراجع البحث‬

‫أبيكن‪ ،‬موسى عبد السالم مصطفى‪ ،‬النوادر يف األدب العريب النيجريي‪Alarabiah.org ،‬‬ ‫‪‬‬

‫‪/uploads/pdf-1330-202‬‬

‫أليب أبو بكر‪ ،‬عيسى‪ ،‬السباعيات‪ ،‬منشورات املركز النيجريي للبحوث العربية‪ ،‬إيوو‪ ،‬نيجرياي‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫‪.0119‬‬

‫أليب أبو بكر عيسى‪ ،‬اللغة العربية وآداهبا يف نيجرياي‪ ،‬التطور وآفاق االزدهار‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫‪http://upperegyafro.blogspot.com/2012/04/blog- post_l942.html‬‬

‫أجناي‪ ،‬حممد غاالي‪ ،‬الشيخ أمحد مببا‪ ،‬سبيل السالم‪ ،‬الرابط‪.0166 ،‬‬ ‫‪‬‬

‫امباكي‪ ،‬حممد البشري‪ ،‬منن الباقي القدمي يف سرية الشيخ اخلدمي‪ ،‬حتقيق حممد شقرون‪ ،‬تونس‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫‪.0166‬‬

‫ابه عمر حممد صاحل الفالين‪ ،‬الثقافة العربية اإلسالمية يف غرب إفريقيا‪ ،‬د‪ .‬م‪.0111 ،‬‬ ‫‪‬‬

‫جبارة‪ ،‬خبيت عثمان‪ ،‬جتربة التجديد أثره يف إفريقيا (منوذج تشاد)‪ ،‬جملة دراسات إفريقية الصادرة عن‬ ‫‪‬‬

‫مركز البحوث والدراسات اإلفريقية جبامعة إفرقيا العاملية‪ ،‬اخلرطوم‪ ،‬العدد ‪.000-692 ،11‬‬

‫‪122‬‬
‫حممد شقرون‬

‫الدايل‪ ،‬اهلادي مربوك‪ ،‬أدب إفريقيا فيما وراء الصحراء‪ ،‬دار صنني للطباعة والنشر‪ ،‬بريوت ‪،6881‬‬ ‫‪‬‬

‫ط‪.6 .‬‬

‫الصفدي‪ ،‬صالح الدين‪ ،‬الوايف ابلوفيات‪ ،‬دار إحياء الرتاث العريب بريوت ‪ 6101‬ه‪ 0111/‬م‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫ط‪.6 .‬‬

‫صمب‪ ،‬عامر‪ ،‬األدب السنغايل العريب‪ ،‬الشركة الوطنية للنشر والتوزيع‪ ،‬اجلزائر‪.6818 ،‬‬ ‫‪‬‬

‫عبد الباقي حممد‪ ،‬اخلضر‪ ،‬صورة إفريقيا فيم الذهنية العربية‪ ،‬حماضرات املوسم الثقايف لسنة ‪6912‬‬ ‫‪‬‬

‫هن‪ 2007 /‬للمركز العاملي لدراسات وأحباث الكتاب األخضر‪WWW. almakatabah.net.‬‬

‫غاي‪ ،‬شيخ تيجان‪ ،‬القاضي األريب جمخت كل الذي على هللا توكل‪ ،‬لوغا‪ ،‬السنغال‪.0112 ،‬‬ ‫‪‬‬

‫فضله‪ ،‬حسب هللا مهدي‪ ،‬الشعر العريب يف تشاد جسر للتواصل العريب اإلفريقي‬ ‫‪‬‬

‫‪www.alukah.net/literature_language/0/5216.‬‬

‫‪122‬‬

‫)‪Powered by TCPDF (www.tcpdf.org‬‬

You might also like