Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 37

‫أ‪ .‬م‪ .‬د‪ .

‬إبراهيم فنجان اإلمارة‬ ‫االنسحاب األمريكي من قاعدة ويلس يف ليبيا ‪0791‬‬

‫االنسحاب األمريكي من قاعدة‬

‫ويلس يف ليبيا ‪0791‬‬


‫ﺍﻹﻧﺴﺤﺎﺏ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﻣﻦ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﻭﻳﻠﺲ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ ‪1970‬‬ ‫ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ‪:‬‬
‫ﻣﺠﻠﺔ ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﺗﺎﺭﻳﺨﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ‪:‬‬

‫األستاذ املساعد الدكتور‬


‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺒﺼﺮﺓ ‪ -‬ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ‪:‬‬
‫ﺍﻷﻣﺎﺭﺓ‪ ،‬ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻓﻨﺠﺎﻥ ﺻﺪﺍﻡ‬ ‫ﺍﻟﻤؤﻟﻒ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ‪:‬‬

‫إبراهيم فنجان اإلمارة‬ ‫ﻉ ‪15‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﻠﺪ‪/‬ﺍﻟﻌﺪﺩ‪:‬‬


‫ﻧﻌﻢ‬ ‫ﻣﺤﻜﻤﺔ‪:‬‬

‫جامعة البصرة – كلية الرتبية للعلوم اإلنسانية‬ ‫‪2013‬‬ ‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ‪:‬‬


‫ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺸﻬﺮ‪:‬‬
‫‪263 - 298‬‬
‫امللخص‪:‬‬
‫ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ‪:‬‬
‫‪479653‬‬ ‫ﺭﻗﻢ ‪:MD‬‬

‫بدايته‪ ،‬قاعدة وايلس وأمهيتها يف مسار العالقات األمريكية الليبية منذ‬


‫ﻭﻣﻘﺎﻻﺕ‬ ‫ﺑﺤﻮﺙ يف‬
‫تناول هذا البحث‪،‬‬ ‫ﻧﻮﻉ ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻯ‪:‬‬
‫‪HumanIndex‬‬ ‫ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‪:‬‬
‫استقالل ليبيا عام ‪ 5915‬حىت قيام ثورة الفاتح من أيلول ‪ ،5999‬مث حبث يف االنسحاب األمريكي من‬
‫ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ‪ ، ،‬ﻗﺎﻋﺪﺓ ﻭﻳﻠﺲ ‪ ،‬ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ‪،‬‬ ‫ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ‪:‬‬
‫ﻟﻴﺒﻴﺎ‬
‫القاعدة املذكورة يف متوز ‪ ،5991‬حماوال الرتكيز على التغريات احمللية واإلقليمية والدولية اليت جنمت عن قيام‬
‫‪https://search.mandumah.com/Record/479653‬‬ ‫ﺭﺍﺑﻂ‪:‬‬
‫الثورة‪ ،‬أو تزامنت معها‪ ،‬وأدت إىل اختاذ اإلدارة األمريكية (إدارة نيكسون) قرار االنسحاب‪ .‬وظهر أن أبرز‬
‫تلك املتغريات يتعلق ابملصاحل النفطية األمريكية يف ليبيا وخشية الوالايت املتحدة من تعرضها للخطر‪،‬‬
‫السيما بعد انتهاج النظام اللييب اجلديد سياسة قومية موالية لعبد الناصر ومعادية إلسرائيل والغرب‪.‬‬

‫© ‪ 2020‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪ .‬ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪.‬‬


‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪ .‬ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻭ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ‬
‫ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﻄﻲ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ ﺩﺍﺭ‬
‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪.‬‬

‫دراسات اترخيية العدد اخلامس عشر كانون األول ‪3102‬‬


‫‪362‬‬
‫أ‪ .‬م‪ .‬د‪ .‬إبراهيم فنجان اإلمارة‬ ‫االنسحاب األمريكي من قاعدة ويلس يف ليبيا ‪0791‬‬

‫االنسحاب األمريكي من قاعدة‬

‫ويلس يف ليبيا ‪0791‬‬

‫األستاذ املساعد الدكتور‬

‫إبراهيم فنجان اإلمارة‬

‫جامعة البصرة – كلية الرتبية للعلوم اإلنسانية‬

‫امللخص‪:‬‬

‫تناول هذا البحث‪ ،‬يف بدايته‪ ،‬قاعدة وايلس وأمهيتها يف مسار العالقات األمريكية الليبية منذ‬
‫استقالل ليبيا عام ‪ 5915‬حىت قيام ثورة الفاتح من أيلول ‪ ،5999‬مث حبث يف االنسحاب األمريكي من‬
‫القاعدة املذكورة يف متوز ‪ ،5991‬حماوال الرتكيز على التغريات احمللية واإلقليمية والدولية اليت جنمت عن قيام‬
‫الثورة‪ ،‬أو تزامنت معها‪ ،‬وأدت إىل اختاذ اإلدارة األمريكية (إدارة نيكسون) قرار االنسحاب‪ .‬وظهر أن أبرز‬
‫تلك املتغريات يتعلق ابملصاحل النفطية األمريكية يف ليبيا وخشية الوالايت املتحدة من تعرضها للخطر‪،‬‬
‫السيما بعد انتهاج النظام اللييب اجلديد سياسة قومية موالية لعبد الناصر ومعادية إلسرائيل والغرب‪.‬‬

‫دراسات اترخيية العدد اخلامس عشر كانون األول ‪3102‬‬


‫‪362‬‬
‫أ‪ .‬م‪ .‬د‪ .‬إبراهيم فنجان اإلمارة‬ ‫االنسحاب األمريكي من قاعدة ويلس يف ليبيا ‪0791‬‬

‫‪The American Withdrawal from Wheelus Base, Libya 1970‬‬


‫‪Asist.pro. Ibraheem Finjan AL-Amara Basrah‬‬
‫‪University -College of Education‬‬
‫‪The paper covers the importance of Wheelus base in Libya and its‬‬
‫‪importance to the bilateral relations between Libya and America from the‬‬
‫‪independence of Libya in 1951 to the Revolution of 1969. The study‬‬
‫‪investigates the American withdrawal in 1970 concentrating on the regional‬‬
‫‪local and international variables that resulted from the revolution or were‬‬
‫‪concurrent to it that pushed the Nixon administration to withdraw. One of‬‬
‫‪these variables was American petroleum interest in the area and the fear‬‬
‫‪from being subjected to danger. The new Libyan regime at that time‬‬
‫‪adopted a nationalistic policy by supporting the Egyptian president Jamal‬‬
‫‪Abdul Nasser and launching enmity towards Israel.‬‬

‫املقدمة‪:‬‬

‫منذ ظهور بوادر احلرب الباردة‪ ،‬بعد احلرب العاملية الثانية‪ ،‬أبدت الوالايت املتحدة اهتماما خاصا‬
‫ابستمرار وجودها العسكري يف قاعدة ويلس (‪ )Wheelus Air Base‬يف ليبيا‪ ،‬اليت كانت قد‬
‫استعملتها يف أثناء احلرب العاملية الثانية مبوافقة القوات الربيطانية‪ ،‬بعد استيالء األخرية عليها من أيدي‬
‫قوات احملور عام ‪.5991‬‬

‫أصبحت تلك القاعدة إحدى الركائز األساسية لضمان حتقيق األهداف االسرتاتيجية األمريكية يف‬
‫الشرق األوسط ومشال إفريقيا‪ ،‬املتمثلة ابحليلولة دون تغلغل النفوذ السوفييت يف املنطقة واإلفادة من مواردها‪.‬‬

‫ووفقا هلذه األمهية‪ ،‬مع حاجة ليبيا إىل املساعدات االقتصادية مقابل االستعمال األمريكي هلا‪،‬‬
‫أصبحت القاعدة احملدد الرئيس ملسار العالقات األمريكية منذ استقالل ليبيا عام ‪ 5915‬وحىت اكتشاف‬
‫النفط اللييب عام ‪ ،5919‬وعامال أساسيا مؤثرا يف طبيعة تلك العالقات للمدة ‪ ،5999-5919‬إىل‬
‫جانب العاملني اآلخرين املتمثلني أبعمال الشركات النفطية األمريكية يف ليبيا‪ ،‬والتصاعد املضطرد لتيار‬
‫القومية العربية بقيادة عبد الناصر‪.‬‬

‫دراسات اترخيية العدد اخلامس عشر كانون األول ‪3102‬‬


‫‪362‬‬
‫أ‪ .‬م‪ .‬د‪ .‬إبراهيم فنجان اإلمارة‬ ‫االنسحاب األمريكي من قاعدة ويلس يف ليبيا ‪0791‬‬

‫وعلى الرغم من قبول الوالايت املتحدة عام ‪ ،5999‬التفاوض مع ليبيا حول إمكانية االنسحاب‬
‫من القاعدة‪ ،‬تلبية لطلب احلكومة الليبية املدفوع ابلضغط الشعيب املتأثر بعبد الناصر‪ ،‬والقومية العربية‪ ،‬فإهنا‬
‫مل تكن جادة يف قبول االنسحاب إىل درجة أهنا ركزت دبلوماسيتها على إقناع امللك إدريس حممد السنوسي‬
‫(‪ ،)5999-5915‬أن وجودها يف القاعدة ضمان لعرشه واستقالل بالده‪ .‬وبذلك متكنت من أتمني‬
‫وجودها فيها حىت قيام ثورة الفاتح من ايلول ‪.5999‬‬

‫ومل مير أكثر من شهرين ونصف على قيام ثورة الفاتح من ايلول ‪ 5999‬يف ليبيا‪ ،‬حىت أبدت‬
‫الوالايت املتحدة استعدادها لالنسحاب من القاعدة‪ ،‬وتوصلت إىل اتفاق هبذا الشأن مع النظام اللييب‬
‫اجلديد يف ‪ 31‬كانون األول ‪ ،5999‬حدد احلادي عشر من متوز من عام ‪ 5991‬موعدا لتسليم القاعدة‬
‫إىل الليبيني بشكل كامل‪ .‬فما هي األسباب اليت حدت ابلوالايت املتحدة إىل قبول االنسحاب؟ أهي‬
‫أسباب تتعلق برؤية اسرتاتيجية أمريكية جديدة تستند إىل التطور الكبري الذي شهدته الوالايت املتحدة‬
‫والدول املتقدمة األخرى يف جمال إنتاج الصواريخ العابرة للقارات وحامالت الطائرات والغواصات‪ ،‬إىل درجة‬
‫ابت معها الوجود األمريكي يف قاعدة وايلس غري ضروري يف احلساابت العسكرية االسرتاتيجية؟ أم أهنا‬
‫ترتبط بوجود الشركات األمريكية النفطية والرغبة يف استمرار إمدادات النفط اللييب إىل حلفائها يف أوراب؟ أم‬
‫أن السياسة اخلارجية اليت انتهجها النظام اللييب اجلديد بعد عام ‪ 5999‬جتاه الغرب بشكل عام‪ ،‬والوالايت‬
‫املتحدة بشكل خاص‪ ،‬هي األكثر أتثريا يف تبين الوالايت املتحدة هلذا املوقف؟‬

‫هذا البحث حماولة للتوصل إىل إجاابت مقنعة على تلك األسئلة‪ ،‬مستعينا‪ ،‬ابلدرجة األوىل‪،‬‬
‫ابلواثئق األمريكية املنشورة حول املوضوع‪.‬‬

‫قاعدة وايلس وأثرها يف العالقات الليبية األمريكية حىت عام ‪:0797‬‬

‫كانت قاعدة وايلس يف األصل‪ ،‬مطار للمالحة اجلوية أنشأه اإليطاليون عام ‪ ،5931‬أي بعد‬
‫اثين عشر عاما من احتالهلم ليبيا عام ‪ .5955‬وخالل احلرب العاملية الثانية‪ ،‬توسع هذا املطار من حيث‬
‫املساحة وازدادت أمهيته بعد أن انضمت القوات اجلوية األملانية إىل حليفتها اإليطالية يف استعمال لدعم‬

‫دراسات اترخيية العدد اخلامس عشر كانون األول ‪3102‬‬


‫‪362‬‬
‫أ‪ .‬م‪ .‬د‪ .‬إبراهيم فنجان اإلمارة‬ ‫االنسحاب األمريكي من قاعدة ويلس يف ليبيا ‪0791‬‬

‫عملياهتما احلربية يف مشال افريقيا‪ ،‬إال أن القوات الربيطانية متكنت من فرض سيطرهتا عليه يف مطلع عام‬
‫‪ .5991‬ومنذ ذلك التاريخ أصبح مبقدور القوات اجلوية األمريكية استعمال هذا املطار يف تنفيذ طلعاهتا‬
‫اجلوية ضد دول احملور‪ ،‬مبوجب اإلذن الذي منحته بريطانيا هلا لضرورات احلرب (‪ ،)5‬بيد أن الوجود‬
‫العسكري األمريكي استمر يف املطار املذكور إىل ما بعد هناية احلرب العاملية الثانية‪ .‬وكان األمريكيون قد‬
‫أطلقوا عليه اسم (قاعدة وايلس اجلوية) يف ‪ 59‬مايس ‪ ،5991‬ختليدا لذكرى طيار أمريكي حيمل هذا‬
‫االسم قتل أثناء احلرب يف وقت مبكر من العام املذكور (‪.)3‬‬

‫ويف السنوات اليت تلت احلرب العاملية الثانية‪ ،‬استمرت اإلداراتن الربيطانية والفرنسية يف ليبيا‪ ،‬يف‬
‫حني مجدت الوالايت املتحدة نشاطاهتا يف القاعدة املذكورة يف ااير من عام ‪ ،5999‬بل وعرضتها‬
‫ومنشآهتا للبيع‪ ،‬لكنها عادت وسحبت عرض البيع من األسواق العاملية نتيجة لتصاعد احلرب الباردة مع‬
‫االحتاد السوفييت الذي كان حياول احلصول على موطئ قدم لنفوذه يف ليبيا منذ طرحه فكرة وصايته على‬
‫طرابلس يف مؤمتر بوتسدام (‪ )1‬عام ‪.)9( 5991‬‬

‫وهكذا أصبحت ليبيا إحدى ميادين التنافس بني الوالايت املتحدة وبريطانيا وفرنسا من جهة‪،‬‬
‫واالحتاد السوفييت من جهة أخرى‪ ،‬فضال عن متسك إيطاليا بتبعية ليبيا هلا‪ ،‬ملا األخرية من موقع اسرتاتيجي‬
‫بني الشرقني األدىن واألوسط‪ ،‬وشاطئ طويل على البحر املتوسط جعلها تشرف على شراين حيوي‬
‫للمواصالت (‪ ،)1‬األمر الذي جعل االحتفاظ هبذه القاعدة أمرا ضروراي ابلنسبة للوالايت املتحدة وحلفائها‬
‫(‪ ،)9‬ألهنا أصبحت مفتاح احلفاظ على املصاحل الربيطانية واألمريكية يف شرق البحر املتوسط‪ .‬وقد ازداد‬
‫استشعار األمريكيني أبمهية تلك القاعدة‪ ،‬بعد وصف وكيل وزارة اخلارجية الربيطانية اورمي ساركنت‬
‫(‪ ،)Orme Sargent‬يف عام ‪ ،5991‬لربقة ذات الساحل الطويل على البحر املتوسط أبهنا أفضل حاملة‬
‫طائرات يف افريقيا رغم قلة القوى البشرية واملوارد (‪.)9‬‬

‫كان الستمرار وجود احللفاء يف ليبيا عامة‪ ،‬والوجود األمريكي يف قاعدة وايلس خاصة‪ ،‬قد ولد‬
‫امتعاضا شديدا لدى الشعب اللييب الذي مل ير فيه أكثر من كونه بديال لالستعمار اإليطايل البغيض‪.‬‬
‫لذلك بدأ املسؤولون الربيطانيون واألمريكيون يعملون على إجياد حكومة موالية للغرب يف ليبيا (‪ .)1‬وما دام‬

‫دراسات اترخيية العدد اخلامس عشر كانون األول ‪3102‬‬


‫‪366‬‬
‫أ‪ .‬م‪ .‬د‪ .‬إبراهيم فنجان اإلمارة‬ ‫االنسحاب األمريكي من قاعدة ويلس يف ليبيا ‪0791‬‬

‫ذلك ال يتم إال ابستقالل ليبيا‪ ،‬األمر الذي وجدت فيه واشنطن أفضل اخليارات املتاحة لتحقيق أهدافها‬
‫االسرتاتيجية يف املنطقة (‪ ،)9‬لذلك جاء دعمها الستقالل ليبيا داخل املنظمة الدولية‪ ،‬إذ أعلنت اجلمعية‬
‫العمومية لألمم املتحدة يف ‪ 35‬تشرين الثاين ‪ 5999‬أن ليبيا دولة مستقلة وأن سكان والايهتا الثالث‬
‫(طرابلس‪ ،‬برقة‪ ،‬فزان) هم من سيقرر‪ ،‬مبعاونة مندوب األمم املتحدة‪ ،‬شكل احلكم يف بالدهم ويضعوا‬
‫دستورا هلا‪ ،‬على أن تتشكل حكومة ليبية مؤقتة تتسلم السلطات من اإلدارتني الربيطانية والفرنسية‪ ،‬وفقا‬
‫لربانمج يضعه املندوب املذكور للوصول إىل استقالل ليبيا يف موعد ال يتجاوز األول من كانون الثاين‬
‫‪.)51( 5913‬‬

‫ويف الوقت الذي كانت فيه الوالايت املتحدة تدعم استقالل ليبيا‪ ،‬كانت تعمل على تدعيم‬
‫موقعها االسرتاتيجي يف قاعدة وايلس ابلقرب من طرابلس‪ ،‬فدخلت يف مفاوضات مع احلكومة الليبية‬
‫املؤقتة‪ ،‬اليت تشكلت يف ‪ 39‬آذار ‪ ،5915‬أي قبل حوايل تسعة أشهر من إعالن االستقالل‪ ،‬انتهت‬
‫بتوقيع اتفاقية بني الطرفني يف ‪ 39‬كانون األول ‪ ،5915‬وهو اليوم نفسه الذي أعلن فيه االستقالل‪،‬‬
‫حصلت الوالايت املتحدة مبوجبها على حق البقاء يف قاعدة وايلس ملدة عشرين عاما‪ ،‬ومنحتها السيطرة‬
‫الكاملة على األجواء واملياه الليبية‪ ،‬وحرية حركة القوات األمريكية يف مجيع أحناء ليبيا‪ ،‬بل ومنحتها حق‬
‫استخدام القاعدة املذكورة لقوات من دول أخرى‪ ،‬مع إعفاء األمريكيني من مجيع الرسوم والضرائب وعدم‬
‫سراين القانون اللييب على أفراد هذه القوات‪ ،‬على أن حتصل ليبيا على مساعدات اقتصادية حددت مبليون‬
‫دوالر سنواي‪ ،‬يف وقت كانت فيه أبمس احلاجة إىل تلك املساعدات‪ ،‬لكوهنا دولة قيد االستقالل وليس‬
‫لديها موارد (‪ .)55‬وقد حرص األمريكيون على أن يكون التوصل إىل االتفاق قبل إعالن االستقالل‪ ،‬وأن‬
‫يبقى قيد السرية‪ ،‬هبدف حتجيم االنتقادات اليت قد توجه هلم يف األمم املتحدة (‪.)53‬‬

‫وهكذا بدا واضحا أن دعم الوالايت املتحدة الستقالل ليبيا‪ ،‬ال ميت بصلة إىل االدعاءات‬
‫األمريكية املتمثلة يف دعمها حلقوق الشعوب يف تقرير مصريها‪ ،‬بقدر ما كان حتقيقا ألهداف اسرتاتيجية‬
‫أمريكية‪ ،‬مل جتد الوالايت املتحدة أي خيار لتحقيقها سوى ليبيا مستقلة موالية للغرب بشكل مطلق‪،‬‬
‫مستغلة الظروف االقتصادية الصعبة اليت كانت متر هبا ليبيا قبل إنتاج النفط‪.‬‬

‫دراسات اترخيية العدد اخلامس عشر كانون األول ‪3102‬‬


‫‪362‬‬
‫أ‪ .‬م‪ .‬د‪ .‬إبراهيم فنجان اإلمارة‬ ‫االنسحاب األمريكي من قاعدة ويلس يف ليبيا ‪0791‬‬

‫وبينما بدأت القوات األمريكية بتوسيع القاعدة املذكورة على حساب األراضي اجملاورة هلا‪ ،‬أثريت‬
‫تساؤالت يف الربملان اللييب‪ ،‬بعد ثالثة أشهر من تشكيله يف أاير ‪ ،5913‬حول ما إذا كانت تلك‬
‫التوسعات قد متت وفقا التفاقية مسبقة مع احلكومة الليبية‪ ،‬وقد أجاب رئيس الوزراء اللييب حممود املنتصر‬
‫(‪ ،)51‬أن اتفاق مبدئي قد وقع مع احلكومة األمريكية يف اليوم نفسه الذي أعلن فيه االستقالل‪ ،‬وأنه‬
‫سيعرض على الربملان الحقا (‪.)59‬‬

‫وعندما عرضت االتفاقية على الربملان‪ ،‬يف وقت الحق‪ ،‬واجهت معارضة شديدة‪ ،‬لذا سعت‬
‫احلكومة الليبية إىل تعديلها‪ ،‬وبدأت مفاوضات مطولة مع اجلانب األمريكي استمرت ألكثر من سنتني‪.‬‬
‫وكانت قضيتا‪ ،‬مدى خضوع أفراد القوات األمريكية للقوانني الليبية‪ ،‬ومقدار املبلغ الذي يتوجب على‬
‫الوالايت املتحدة دفعه بدل إجيار للقاعدة‪ ،‬قد شكال عقبتني رئيستني يف تلك املفاوضات‪ ،‬اليت انتهت‬
‫بتوقيع االتفاقية العسكرية األمريكية الليبية يف بنغازي يف ‪ 9‬أيلول ‪ ،5919‬بعد أن وافق األمريكيون مبوجبها‬
‫على أن يعامل أفراد قواهتم‪ ،‬قانونيا‪ ،‬مثلما يعامل أفراد القوات الربيطانية يف ليبيا (‪ ،)51‬وتعهدوا مبنح ليبيا‬
‫مزيدا من املساعدات االقتصادية اليت بلغت حوايل ‪ 9‬مليون دوالر يف عام ‪ .5911‬وقد قدمت االتفاقية‬
‫إىل الربملان يف بداية تشرين األول من عام ‪ ،5919‬ومتت املوافقة عليها يف الثالثني من الشهر املذكور بعد‬
‫مناقشات مطولة (‪ .)59‬وهكذا أقرت االتفاقية بشكل هنائي استخدام القوات اجلوية األمريكية والقوات‬
‫احلليفة هلا‪ ،‬قاعدة وايلس‪ ،‬اليت أصبحت‪ ،‬ملدة من الوقت‪ ،‬أكرب قاعدة أمريكية خارج الوالايت املتحدة‬
‫(‪ .)59‬وكانت بريطانيا قد وقعت اتفاقية مع ليبيا عام ‪ 5911‬حصلت مبوجبها على حق استعمال قاعدة‬
‫(العدم) ملدة عشرين سنة مع تسهيالت أخرى يف بنغازي وطربق (‪.)51‬‬

‫وبفضل قاعدة وايلس‪ ،‬أصبح إبمكان الوالايت املتحدة التحكم يف مداخل أوراب اجلنوبية ومتوين‬
‫اخلطوط املمتدة إىل تركيا واليوانن‪ ،‬وشن هجمات يف قلب االحتاد السوفييت ودول البلقان‪ ،‬وأتمني القواعد‬
‫الغربية يف اخلليج العريب حيث تتمركز املصاحل النفطية‪ ،‬عالوة على كوهنا أصبحت واسطة العقد يف سلسلة‬
‫القواعد البحرية األمريكية يف البحر املتوسط (‪ .)59‬وكانت وزارة اخلارجية األمريكية قد أوصت أبن املتطلبات‬
‫االسرتاتيجية األمريكية تقتضي أتمني سلسلة من القواعد اجلوية يف شرقي البحر املتوسط والشرق األوسط‪،‬‬

‫دراسات اترخيية العدد اخلامس عشر كانون األول ‪3102‬‬


‫‪362‬‬
‫أ‪ .‬م‪ .‬د‪ .‬إبراهيم فنجان اإلمارة‬ ‫االنسحاب األمريكي من قاعدة ويلس يف ليبيا ‪0791‬‬

‫تستند يف الشرق إىل قاعدة الظهران (‪ ،)31‬يف اململكة العربية السعودية‪ ،‬ويف الغرب على قاعة وايلس يف ليبيا‬
‫(‪.)35‬‬

‫ويف عام ‪ 5919‬أصبحت قاعدة وايلس املركز الرئيس للتدرب على أسلحة اجلو حللف مشال‬
‫األطلسي‪ ،‬ألهنا توفر أجواء مثالية هلذا النوع من التدريبات على مدار السنة‪ .‬فكانت مليئة أبسراب‬
‫الطائرات املتعددة األنواع سواء األمريكية‪ ،‬أم تلك اليت تعود إىل حلفاء الوالايت املتحدة (‪ ،)33‬السيما بعد‬
‫أن قررت األخرية أثناء تبلور أزمة السويس‪ ،‬نقل مائتني ضابط وجندي من قواهتا املرابطة يف الرابط ومراكش‬
‫إىل قاعدة وايلس‪ ،‬إثر تبين اجلانب املغريب سياسة رفض األحالف العسكرية الغربية واعتماد مبدأ التصفية‬
‫التدرجيية للقواعد العسكرية األجنبية (‪.)31‬‬

‫ومع ازدايد أمهية القاعدة ظهرت حاجة األمريكيني إىل االستيالء على األراضي اجملاورة هلا‪ ،‬فأاثر‬
‫ذلك غضب السكان الذين تضررت مصاحلهم‪ ،‬بشكل مباشر أو غري مباشر‪ ،‬من جراء هذا التوسع‪ ،‬األمر‬
‫الذي دفعهم إىل تقدمي شكوى لرئيس الوزراء اللييب عبد اجمليد كعبار (‪ ،)39‬يف شباط ‪ 5911‬مطالبني‬
‫احلكومة التدخل حلل هذا املوضوع‪ .‬ومع تطور هذه املطالب إىل معارضة شعبية صرحية‪ ،‬وتزايد حاجة ليبيا‬
‫للمساعدات األمريكية‪ ،‬أعلن كعبار يف تشرين الثاين ‪ 5911‬عن عزم حكومته الدخول يف مفاوضات مع‬
‫احلكومة األمريكية‪ ،‬لغرض تعديل بنود االتفاقية مبا يتالءم مع املصاحل الوطنية‪ ،‬وأشار إىل أن سوء احلالة‬
‫االقتصادية هو ما أجرب ليبيا التوقيع عليها‪ ،‬األمر الذي فتح الباب أمام عدد من أعضاء جملس النواب‬
‫اللييب والصحافة الليبية النتقاد االتفاقية بشدة (‪.)31‬‬

‫أسفرت املباحثات اليت أجراها كعبار مع السفري األمريكي يف طرابلس‪ ،‬ويسلي جونس ( ‪J.‬‬

‫‪ ،)Wesley Jones‬يف نيسان ‪ ،5919‬عن تعديل مهم بشأن املساعدة اليت حتصل عليها ليبيا‪ ،‬إذ وافق‬
‫اجلانب األمريكي على وضع املبالغ املخصصة للمساعدة حتت تصرف احلكومة الليبية‪ ،‬بدال عن ((جلنة‬
‫إعادة اإلعمار األمريكية الليبية)) (‪ ،)39‬اليت كانت تضع يف أولوايهتا‪ ،‬املصلحة األمريكية‪ ،‬عند إقرارها‬
‫للمشاريع اليت يتوجب القيام هبا يف ليبيا (‪ .)39‬كما متكن كعبار أيضا‪ ،‬بعد مفاوضات أجراها مع اجلانب‬

‫دراسات اترخيية العدد اخلامس عشر كانون األول ‪3102‬‬


‫‪362‬‬
‫أ‪ .‬م‪ .‬د‪ .‬إبراهيم فنجان اإلمارة‬ ‫االنسحاب األمريكي من قاعدة ويلس يف ليبيا ‪0791‬‬

‫األمريكي عام ‪ ،5991‬من احلصول على موافقة أمريكية بزايدة املساعدات إىل عشر ماليني دوالر سنواي‬
‫تدفع بشكل مباشر للحكومة الليبية (‪.)31‬‬

‫وعلى الرغم من تلك النجاحات النسبية‪ ،‬إال أن الصحافة الليبية مل تتوقف عن توجيه انتقاداهتا‬
‫املستمرة للقواعد األجنبية يف ليبيا عامة‪ ،‬وقاعدة وايلس خاصة‪ ،‬واستمر احلال كذلك طيلة ما تبقى من مدة‬
‫وزارة كعبار‪ ،‬وأثناء وزاريت خليفة حممد عثمان الصيد (‪ ،)39‬وحمي الدين فكييين (‪ .)11‬وكانت تلك اهلجمات‬
‫على درجة من احلدة‪ ،‬أقلقت الرئيس األمريكي جون كنيدي (‪ ،)John Kennedy‬الذي أكد لرئيس‬
‫الوزراء اللييب يف لقائهما يف البيت األبيض يف ‪ 11‬أيلول عام ‪ ،5991‬أمهية قاعدة وايلس الستقرار املنطقة‬
‫ولضمان استقالل ليبيا واستقرارها‪ ،‬وطلب منه بذل أقصى ما بوسعه للحد من تلك اهلجمات الصحفية‪.‬‬
‫وبدال من أن ختف حدة هذه اهلجمات خرجت مظاهرة شعبية كبرية يف بداية عام ‪ ،5999‬ردا على ختلف‬
‫امللك إدريس مؤمتر القمة العريب الذي دعا إليه عبد الناصر يف شهر كانون الثاين من العام املذكور‪ .‬وكان‬
‫الضغط األمريكي والغريب العامل احلاسم يف اختاذ امللك هلذا القرار‪ ،‬الذي فتح الباب أمام انتقادات الذعة‬
‫(‪)15‬‬
‫وتدخل مصري يف الشأن اللييب‪ ،‬اتضح بشكل جلي يف اخلطاب الذي‬ ‫وجهها له الرأي العام اللييب‬
‫ألقاه عبد الناصر يف ‪ 33‬شباط ‪ ،5999‬الذي دعا فيه إىل تصفية القواعد األجنبية يف ليبيا‪ ،‬وعدها عامال‬
‫أساسيا حيول دون قدرة اجليش املصري واجليوش العربية على مواجهة إسرائيل (‪.)13‬‬

‫ويف أعقاب هذا اخلطاب‪ ،‬الذي لقي ترحيبا واسعا يف األوساط الشعبية والصحافة الليبية‪ ،‬وأدى‬
‫إىل قيام احتجاجات ومظاهرات شعبية كبرية‪ ،‬مل يكن أمام احلكومة الليبية إال أن أعلنت على لسان رئيسها‬
‫حممود املنتصر – الذي توىل رائسة الوزراء للمرة الثانية – عزمها على الدخول يف مفاوضات مع كل من‬
‫بريطانيا والوالايت املتحدة لغرض تقرير مصري القواعد العسكرية‪ .‬وظهر من خالل احملاداثت أن بريطانيا قد‬
‫قبلت مبدئيا التفاوض حول االنسحاب من قواعدها يف ليبيا‪ ،‬يف حني كانت الوالايت املتحدة ال ترغب يف‬
‫االنسحاب قبل هناية مدة االتفاقية‪ .‬وعلى الرغم من قبول األخرية الدخول يف مفاوضات مع احلكومة‬
‫الليبية‪ ،‬إال أهنا كانت مصممة على اإلبقاء على قاعدة وايلس حىت هناية مدة االتفاقية‪ ،‬لذا اعتمدت مبدأ‬
‫املناورة والتسويف يف تلك املفاوضات (‪.)11‬‬

‫دراسات اترخيية العدد اخلامس عشر كانون األول ‪3102‬‬


‫‪322‬‬
‫أ‪ .‬م‪ .‬د‪ .‬إبراهيم فنجان اإلمارة‬ ‫االنسحاب األمريكي من قاعدة ويلس يف ليبيا ‪0791‬‬

‫وال يستبعد أن يكون هناك تنسيق أمريكي – بريطاين قد جرى هبذا الشأن يف إطار احلساابت‬
‫العسكرية حللف مشال األطلسي‪ ،‬السيما وأن قاعدة وايلس كانت ال تزال – حىت وقت املفاوضات – تعد‬
‫املركز الرئيس للتدريب اجلوي لقوات احللف‪ .‬إذ أن قبول بريطانيا إهناء معاهدهتا العسكرية مع ليبيا‪ ،‬رمبا‬
‫استند إىل تنسيق اسرتاتيجي مع الوالايت املتحدة بعدم االنسحاب من قاعدة وايلس‪ .‬ومن مث فإن‬
‫انسحاب بريطانيا سيجنبها تكاليف وجودها العسكري يف ليبيا من جهة‪ ،‬وخيفف من حدة االستياء‬
‫الشعيب املتأثر بعبد الناصر من جهة اثنية‪ ،‬ويضمن إدامة النفوذ الغريب يف املنطقة من خالل استمرار التواجد‬
‫األمريكي يف ليبيا من جهة اثلثة‪ .‬وهكذا ميكن القول أن ما بدا على أنه عدم تناغم بني رد الفعل الربيطاين‬
‫ورد الفعل األمريكي على طلب ليبيا إهناء وجوديهما العسكري فيها‪ ،‬هو يف حقيقته‪ ،‬تنسيق اسرتاتيجي‬
‫بينهما‪.‬‬
‫(‪)19‬‬
‫اليت خلفت حكومة املنتصر الثانية‪ ،‬مفاوضاهتا مع اجلانبني‬ ‫واصلت حكومة حسني مازق‬
‫األمريكي والربيطاين حول القضية ذاهتا‪ ،‬فبدأت معهما جولة جديدة من املفاوضات يف آذار ‪ ،5991‬غري‬
‫أن خشية امللك إدريس على نظامه حكمه من التيار القومي املتمثل بعبد الناصر‪ ،‬دفعه إىل طلب ضماانت‬
‫من اجلانب األمريكي‪ ،‬إذ ما تعرضت ليبيا إىل هجوم من جانب عبد الناصر أو من يقف معه‪ .‬وقد وعده‬
‫الرئيس األمريكي ليندون جونسون (‪ ،)Lyndon Johnson‬يف أيلول ‪ ،5991‬أن "الوالايت املتحدة لن‬
‫تقف املتفرج حيال أي هجوم عدواين على ليبيا‪ ،‬وإذا ما حصل ذلك فإهنا ستتشاور مع احلكومة الليبية‬
‫واحلكومات املعنية األخرى ملواجهة املوقف يف إطار االلتزامات واإلجراءات الدستورية املتعلقة هبذا األمر"‬
‫(‪ .)11‬وهكذا مل يعد بوسع احلكومة الليبية االستمرار يف مفاوضاهتا مع الوالايت املتحدة‪ ،‬الرامية إىل جالء‬
‫األخرية ع ن قاعدة وايلس‪ ،‬بل ان وزير اخلارجية اللييب أمحد البشيت‪ ،‬أبلغ السفري األمريكي يف تشرين األول‬
‫عام ‪ ، 5999‬أن احلكومة الليبية قررت رمسيا التوقف عن مطالبة الوالايت املتحدة األمريكية ابالنسحاب‬
‫من قاعدة وايلس (‪.)19‬‬

‫وعندما اندلعت حرب ‪ 5999‬بني مصر وإسرائيل‪ ،‬أصبح موقف ليبيا يف غاية الصعوبة‪ .‬إذ‬
‫أعلنت إذاعة صوت العرب‪ ،‬أن احلكومة الليبية مل حترك ساكنا‪ ،‬يف حني قامت قوات أمريكية من قاعدة‬

‫دراسات اترخيية العدد اخلامس عشر كانون األول ‪3102‬‬


‫‪322‬‬
‫أ‪ .‬م‪ .‬د‪ .‬إبراهيم فنجان اإلمارة‬ ‫االنسحاب األمريكي من قاعدة ويلس يف ليبيا ‪0791‬‬

‫وايلس وأخرى بريطانية من مطار (العدم) مبساعدة إسرائيل ونقل املعدات إليها (‪ ،)19‬وأعلنت صحيفة‬
‫األهرام‪ ،‬أن الوالايت املتحدة تنقل السالح إلسرائيل من قاعدة وايلس وتقوم بتدريب ضباط وجنود‬
‫إسرائيليني على بعض معدات الطريان (‪ .)11‬ومما زاد احلال سوء أن معظم فئات الشعب اللييب اعتقدت‬
‫بصحة تلك املعلومات‪ ،‬السيما بعد اهلزمية الساحقة والسريعة للقوات املصرية‪ .‬وعلى أثر ذلك خرجت‬
‫مظاهرات كبرية جدا يف بنغازي وطرابلس وتعرض بعض الضباط واجلنود األمريكيني إىل اهلجوم ودمرت‬
‫معظم املمتلكات اليهودية (‪ .)19‬وقد حرص مصطفى بن حليم‪ ،‬يف كتابه الذي صدر عام ‪ ،3111‬على‬
‫تفنيد ما ذكرته إذاعة صوت العرب واألهرام (‪ ،)91‬علما أن الواثئق األمريكية املنشورة اليت تسىن للباحث‬
‫االطالع عليها‪ ،‬تشري بوضوح إىل عدم استخدام األمريكيني للقاعدة يف تقدمي أي دعم إلسرائيل‪ ،‬بل إن‬
‫وزارة اخلارجية األمريكية شددت على سفارهتا يف ليبيا بتوجيه القوات األمريكية املتواجدة يف القاعدة‬
‫بتخفيض طلعاهتا التدريبية – قبل اندالع احلرب وأثناءها – السيما الليلية منها‪ ،‬إىل أدىن حد ممكن‬
‫لتجنب أية نشاطات من شأهنا تعزيز االدعاءات املصرية يف نفوس الليبيني (‪.)95‬‬

‫وعلى الرغم من صعوبة جتاهل املساندة األمريكية إلسرائيل خالل حرب ‪ ،)93( 5999‬إال أنه‬
‫يبدو من املستبعد استخدام قاعدة وايلس هلذا الغرض مع توفر البديل األفضل‪ ،‬فقد كان إبمكان الوالايت‬
‫املتحدة ‪ ،‬لو أرادت تقدمي الدعم السري املباشر إلسرائيل‪ ،‬االعتماد على األسطول السادس املتواجد يف‬
‫البحر املتوسط وعلى القواعد األمريكية املتواجدة يف تركيا وأوراب الغربية‪ ،‬دون أن يتسبب ذلك إباثرة املزيد‬
‫من العداء هلا من جانب الدول العربية‪ .‬وعلى ذلك‪ ،‬فليس من املعقول أن تستخدم الوالايت املتحدة‬
‫قاعدة وايلس‪ ،‬وتوفر فرصة سهلة الهتامها بدعم إسرائيل علنيا‪ ،‬ملا ينطوي على ذلك من أضرار ملصاحلها يف‬
‫الشرق األوسط‪ ،‬مع توفر البديل الذي جينبها هذه األضرار‪ ،‬السيما وأن الدعاية املصرية جنحت يف خلق‬
‫األجواء املناسبة لتصديق مثل تلك االهتامات‪ .‬ولذا ركزت السياسة األمريكية على االهتمام بكل ما يفند‬
‫استخدامها قاعدة وايلس‪.‬‬

‫دراسات اترخيية العدد اخلامس عشر كانون األول ‪3102‬‬


‫‪323‬‬
‫أ‪ .‬م‪ .‬د‪ .‬إبراهيم فنجان اإلمارة‬ ‫االنسحاب األمريكي من قاعدة ويلس يف ليبيا ‪0791‬‬

‫موقف ثورة الفاتح من أيلول ‪ 0797‬من القاعدة واالنسحاب األمريكي‬

‫منها‪:‬‬

‫بعد قيام ثورة الفاتح من أيلول ‪ ،5999‬وإعالن النظام اجلمهوري يف ليبيا‪ ،‬شعرت اإلدارة‬
‫األمريكية ابلقلق من احتمال إقحام قاعدهتا الكبرية يف ليبيا وايلس ابألحداث‪ .‬فالقوة اجلوية الليبية كانت‬
‫تتخذ من تلك القاعدة مقرا هلا‪ ،‬وكانت تعتمد كليا على الدعم اللوجسيت األمريكي‪ ،‬ومن مث فإن أي‬
‫انقالب مضاد قد يستدعي طلب الدعم األمريكي السيما يف اجملال اجلوي‪ .‬عالوة على ذلك فقد كان‬
‫األمريكيون يف القاعدة خيشون من طلبات جلوء بعض أركان النظام امللكي الختاذ القاعدة مالذا هلم‪ ،‬األمر‬
‫الذي قد يؤدي بدوره إىل جتدد الطلبات املتكررة ابجلالء عنها‪ .‬لذا حاول األمريكيون ومنذ اليوم األول‬
‫للثورة احلفاظ عليها مبعزل عن األحداث إىل أقصى حد ممكن (‪.)91‬‬

‫وبعد أن ابت واضحا أن النظام امللكي قد اهنار بشكل سريع وأنه غري قادر على تنظيم أي شكل‬
‫من أشكال املقاومة‪ ،‬عقد اجتماع يف واشنطن يف ‪ 3‬أيلول ‪ 5999‬حضره ممثلني عن مكتب مساعد وزير‬
‫الدفاع لشؤون األمن الدويل ( ‪Office of the Assistant Secretary of Defense for‬‬

‫‪ )International security Affairs‬وهيئة األركان املشرتكة (‪ ،)Joint Chiefs Staff‬ووكالة‬


‫املخابرات املركزية (‪ .)Central Intelligence Agency‬وخرج االجتماع بتوصيتني رفعهما إىل مساعد‬
‫وزير اخلارجية ريتشارد سون (‪ )Richardson‬تضمنت األوىل ضرورة االحتفاظ ابلعالقات الدبلوماسية مع‬
‫النظام اللييب اجلديد‪ ،‬حاملا يتضح أنه يفرض سيطرة اتمة على البالد‪ ،‬على أن يتم ذلك عرب خطوات‬
‫ثالث‪ ،‬أوهلا نشر بيان أمريكي يرحب ببيان جملس قيادة الثورة اللييب‪ ،‬الذي عد أي دولة تبقي على‬
‫عالقاهتا الدبلوماسية مع ليبيا‪ ،‬تعرتف ابلنظام اجلديد‪ ،‬واثنيهما توجيه السفري األمريكي يف طرابلس‪ ،‬أو أي‬
‫ضابط أمريكي يف بنغازي‪ ،‬أن يقدم نفسه رمسيا إىل جملس قيادة الثورة حامال نسخة من البيان األمريكي‪.‬‬
‫وإذا ما متت هااتن اخلطواتن دون عراقيل‪ ،‬فستكون اخلطوة الثالثة توجيه السفري األمريكي يف طرابلس‬

‫دراسات اترخيية العدد اخلامس عشر كانون األول ‪3102‬‬


‫‪322‬‬
‫أ‪ .‬م‪ .‬د‪ .‬إبراهيم فنجان اإلمارة‬ ‫االنسحاب األمريكي من قاعدة ويلس يف ليبيا ‪0791‬‬

‫أتكيد هذا املوقف رمسيا‪ .‬أما التوصية الثانية فقد أكدت ضرورة تنسيق توقيت البيان األمريكي مع‬
‫الربيطانيني الذين بدا أهنم سيقدمون على االعرتاف ابلنظام اجلديد يف غضون أايم قليلة (‪.)99‬‬

‫أبدى مساعد وزير اخلارجية األمريكي (ريتشارد سون)‪ ،‬يف ‪ 51‬أيلول‪ ،‬موافقته على اتباع تلك‬
‫اخلطوات يف التعامل مع النظام اللييب اجلديد‪ ،‬الذي أعرب بدوره عن ارتياحه للموقف األمريكي‪ .‬ويف لقاء‬
‫خاص عقد بني عدد من الدبلوماسيني األمريكيني يف ليبيا وبعض أعضاء جملس قيادة الثورة اللييب‪ ،‬حرص‬
‫الليبيون على خروج األمريكيني ابنطباع مفاده أهنم متحمسون إلقامة عالقات وثيقة مع الوالايت املتحدة‪.‬‬
‫إال أن وكالة املخابرات املركزية األمريكية عزت هذا ((املوقف الودي)) إىل حماولة النظام اللييب جتنب أي‬
‫تدخل قد حيصل من جانب الوالايت املتحدة وبريطانيا‪ ،‬السيما وأن الوالايت املتحدة كان لديها حوايل‬
‫مخسة آالف جندي يف قاعدة وايلس‪ ،‬عالوة على أن األسطول السادس األمريكي ليس ببعيد عن‬
‫السواحل الليبية‪ ،‬يف حني كان لربيطانيا حوايل ألف ومائة جندي يف قاعدة (العدم) (‪.)91‬‬

‫وبناء على ذلك فقد كشفت وكالة املخابرات املركزية يف مذكرهتا املؤرخة يف ‪ 59‬أيلول ‪،5999‬‬
‫عن تقديراهتا املستقبلية بشأن الوجود الغريب يف ليبيا عامة‪ ،‬والوجود األمريكي يف وايلس خاصة‪ ،‬إذ أعربت‬
‫عن اعتقادها أن الوالايت املتحدة وبريطانيا قد يواجهان مواقف مزعجة يف السنوات القادمة‪ ،‬ألن العامل‬
‫املسيطر على احلكومة اجلديدة أو أية حكومة أتيت بعدها هو املوقف املعادي إلسرائيل ودعم الوالايت‬
‫املتحدة هلا‪ ،‬مما قد يولد بدوره مشكالت خطرية‪ .‬وأوضحت املذكرة‪ ،‬أنه على الرغم من أن احلكومة الليبية‬
‫أكدت أنه ليس لديها أية نوااي (يف تلك املدة) ابلقيام أبية إجراءات ضد قاعدة وايلس والقواعد الربيطانية‪،‬‬
‫إال أن متكنها من تعزيز سلطتها يف البالد وانضمامها إىل تيار القومية العربية قد يؤداين إىل قيامها مبثل تلك‬
‫اإلجراءات يف املستقبل (‪ .)99‬وأضافت املذكرة "حىت لو مسحت احلكومة الليبية ببقاء هذه القواعد حلني‬
‫انتهاء مدد االتفاقيات املعقودة بشأهنا‪ ،‬فبإمكاهنا‪ ،‬وفقاً لبنود هذه االتفاقيات‪ ،‬أن ختطر احلكومة األمريكية‬
‫رمسيا يف كانون األول ‪ ،5991‬أن على قواهتا أن تغادر قاعدة وايلس يف غضون سنة واحدة من اتريخ هذا‬
‫اإلخطار‪ ،‬إذ أن الضغوط الداخلية واخلارجية بشأن اجلالء املبكر قد تكون شديدة‪ .‬لذلك فإن تقديراتنا‬

‫دراسات اترخيية العدد اخلامس عشر كانون األول ‪3102‬‬


‫‪322‬‬
‫أ‪ .‬م‪ .‬د‪ .‬إبراهيم فنجان اإلمارة‬ ‫االنسحاب األمريكي من قاعدة ويلس يف ليبيا ‪0791‬‬

‫بشأن بقاء القوات األمريكية يف القاعدة ال يتجاوز ‪ ،%11‬بل وليس هناك فرصة لبقائها بعد هذا التاريخ‬
‫على اإلطالق" (‪.)99‬‬

‫أما فيما يتعلق بعالقات النظام اجلديد مع الشركات النفطية‪ ،‬فقد أشارت املذكرة إىل أن هذه‬
‫املسألة قد تكون األكثر تعقيدا‪ ،‬غري أن النظام اجلديد رمبا يبدي بعض املرونة العتبارات عملية تتمثل بقيام‬
‫احلكومة الليبية السابقة (النظام امللكي)‪ ،‬مبفاوضات مع تلك الشركات لغرض احلصول على نسبة أعلى من‬
‫األرابح‪، ،‬أن األمر رمبا ال يتجاوز أكثر من مطالبة احلكومة اجلديدة بزايدة هذه النسبة (‪.)91‬‬

‫ومل ميض أكثر من شهر ونصف حىت ابت واضحا أن تقديرات املخابرات األمريكية كانت يف‬
‫حملها‪ ،‬ففي ‪ 11‬تشرين األول ‪ ،5999‬التقى وزير اخلارجية اللييب بويسري‪ ،‬السفري األمريكي يف ليبيا‬
‫جوزيف ابملر (‪ )Joseph A. Palmer‬وأوضح له أن أكثر ما يعكر العالقات األمريكية الليبية هو وجود‬
‫قاعدة وايلس يف ليبيا‪ ،‬مشريا إىل أن وجود القواعد األمريكية يف بعض الدول سيشكل عائقا أمام بناء تلك‬
‫الدول عالقات وثيقة مع الوالايت املتحدة‪ .‬لذا فإن اخلطوة التالية‪ ،‬بعد جناح الثورة يف ليبيا‪ ،‬تكمن يف‬
‫تصفية القواعد األجنبية فيها‪ .‬مث سلم الوزير اللييب السفري دعوة إىل احلكومة األمريكية للدخول يف‬
‫مفاوضات ودية وعاجلة هتدف إىل إهناء الوجود العسكري األمريكي عن كل األراضي الليبية‪ ،‬وكشف عن‬
‫مذكرة قدمها إىل السفري الربيطاين حتمل املضمون نفسه‪ ،‬وطلب من السفري عرض القضية على حكومته يف‬
‫واشنطن (‪.)99‬‬

‫درست وزارات اخلارجية والدفاع األمريكيتني الطلب اللييب وأصدرات تعليماهتما‪ ،‬من خالل مذكرة‬
‫مشرتكة‪ ،‬إىل السفري ابملر‪ ،‬يف منتصف تشرين الثاين‪ ،‬أفادت أن الوالايت املتحدة مستعدة للدخول يف‬
‫حماداثت مع ليبيا حبلول منتصف كانون األول ‪ 5999‬حول إجالء قواهتا من قاعدة وايلس‪ ،‬وخولته إبالغ‬
‫اجلانب اللييب عن إمكانية االنسحاب من القاعدة قبل انتهاء مدة االتفاقية‪ ،‬على أن تستأنف التدريبات يف‬
‫القاعدة خالل هذه املدة‪ .‬وقد أيدت مذكرة جملس القومي األمريكي يف ‪ 59‬تشرين الثاين هذا اإلجراء‪ ،‬غري‬
‫أهنا تساءلت فيما إذا كانت التعليمات اليت تلقاها ابملر قد أفادت ابنتهاج أسلوب متشدد يف احملاداثت‪ ،‬أم‬
‫أسلوب مرن يستند على أساس أن قضية االنسحاب األمريكي من القاعدة أصبحت أمرا واقعا (‪.)11‬‬

‫دراسات اترخيية العدد اخلامس عشر كانون األول ‪3102‬‬


‫‪322‬‬
‫أ‪ .‬م‪ .‬د‪ .‬إبراهيم فنجان اإلمارة‬ ‫االنسحاب األمريكي من قاعدة ويلس يف ليبيا ‪0791‬‬

‫وعلى الرغم من إدراك بعض املسؤولني يف إدارة الرئيس نيكسون تراجع األمهية االسرتاتيجية‬
‫للقاعدة بوصفها موقعا متقدما ملهامجة االحتاد السوفييت‪ ،‬أو جماال مثاليا لتدريب القوات اجلوية حللف مشال‬
‫األطلسي‪ ،‬بعد التطور املضطرد يف جمال حامالت الطائرات والغواصات والصواريخ بعيدة املدى (‪ ،)15‬إال‬
‫أن اإلدارة األمريكية مل تكن راغبة يف االنسحاب من قاعدة وايلس سواء كان قبل انتهاء مدة االتفاقية مع‬
‫احلكومة الليبية‪ ،‬اليت تنتهي يف منتصف عام ‪ 5995‬أم بعدها‪ ،‬حلد أن الرئيس األمريكي نيكسون تساءل‬
‫فيما إذا كان هناك خيارات بديلة ملمارسة ضغوط على النظام اجلديد حتول دون متابعته ملطالبه إبجالء‬
‫القوات األمريكية من القاعدة‪ .‬وقد أعد جملس األمن القومي يف ‪ 31‬تشرين الثاين‪ ،‬ورقة ضمنها خيارات‬
‫ثالث ميكن أن تشكل ضغوطا على احلكومة الليبية اجلديدة‪ ،‬أوهلا حث بعض الدول األعضاء يف حلف‬
‫مشال األطلسي‪ ،‬اليت هلا مصاحل يف ليبيا‪ ،‬مثل تركيا وأملانيا الغربية‪ ،‬على ممارسة ضغوط على ليبيا بضرورة‬
‫احرتام االتفاق اخلاص ابلقاعدة‪ ،‬غري أنه وجد أن هذا اخليار قد يواجه بعدم استعداد تركيا وأملانيا الغربية‬
‫للمجازفة مبصاحلهما االقتصادية يف ليبيا من أجل املصاحل األمريكية‪ .‬أما اخليار الثاين‪ ،‬فدعا إىل ممارسة‬
‫ضغوط اقتصادية على النظام اللييب اجلديد من خالل شركات النفط األمريكية العاملة يف ليبيا‪ ،‬عرب تقليص‬
‫انتاجها‪ ،‬وتوجيه الفنيني األمريكيني مبغادرهتا‪ ،‬وإيقاف استرياد النفط اللييب‪ ،‬وتقييد االستثمارات األمريكية‬
‫اإلضافية‪ ،‬وجتميد األرصدة الليبية يف الوالايت املتحدة‪ .‬لكنه وجد أن هذا اخليار يلحق ضررا مبصاحل‬
‫الشركات األمريكية أكثر مما يتسبب ابإلضرار ابحلكومة الليبية‪ ،‬ألن الشركات األوربية قد تسارع لإلحالل‬
‫حمل الشركات األمريكية يف استخراج النفط اللييب وشرائه‪ ،‬عالوة على ذلك رمبا يكون مبقدور احلكومة‬
‫الليبية إرابك السوق النفطية من خالل رفع انتاجها مبساعدة الشركات البديلة‪ .‬أما اخليار الثالث املتمثل‬
‫بعملية استعراض للقوة يقوم هبا األسطول السادس قرب السواحل الليبية‪ ،‬وانزال قوات أمريكية على‬
‫األراضي الليبية ابلتنسيق مع الربيطانيني لغرض السيطرة على املساحات اجملاورة للقاعدة‪ ،‬فقد جوبه‬
‫ابحتمال احلاجة إىل فرض احتالل طويل األمد‪ ،‬من املؤكد أنه قد يؤدي إىل رد فعل شديد يف العامل العريب‬
‫بعامة ويف ليبيا خباصة‪ ،‬األمر الذي سيصعب معه محاية املخيمات النائية لشركات النفط األمريكية يف ليبيا‬
‫(‪ .)13‬لذا توصلت الورقة إىل نتيجة مفادها إىل أن االسرتاتيجية األمريكية جيب أن تبىن على أساس توطيد‬

‫دراسات اترخيية العدد اخلامس عشر كانون األول ‪3102‬‬


‫‪326‬‬
‫أ‪ .‬م‪ .‬د‪ .‬إبراهيم فنجان اإلمارة‬ ‫االنسحاب األمريكي من قاعدة ويلس يف ليبيا ‪0791‬‬

‫عالقات مرضية مع النظام اجلديد ألن "عائدات ميزاننا التجاري وأمن استثماراتنا النفطية تعد من أولوايت‬
‫مصاحلنا‪ .‬حنن نتطلع لالحتفاظ ابلتسهيالت العسكرية ولكن ليس على حساب هتديد عوائدان النفطية‪،‬‬
‫عالوة على رغبتنا حبماية االعتماد األوريب على النفط اللييب الذي يتميز بنوعية املمتازة وموقعه اجلغرايف‬
‫املناسب" (‪ .)11‬وقد جاءت هذه التوصية منسجمة مع وجهة نظر السفري األمريكي يف ليبيا‪ ،‬الذي أكد‬
‫على أن احلفاظ على املصاحل األمريكية يف ليبيا يكمن يف بناء عالقات أمريكية ليبية طويلة األمد‪ ،‬وجادل‬
‫أبن القذايف بوصفه "رجل متدينا خملصا‪ ،‬وعربيا قوميا متحمسا"‪ ،‬فمن الطبيعي أن تكون ميوله معادية‬
‫لالحتاد السوفييت (‪.)19‬‬

‫واستنادا إىل هذه التوصية‪ ،‬عقد اجتماع يف واشنطن يف ‪ 39‬تشرين الثاين ‪ ،5999‬ضم رئيس‬
‫جملس األمن القومي هنري كسنجر (‪ )Henry a. Kissinger‬وعدد من كبار املسؤولني يف وزاريت‬
‫اخلارجية والدفاع‪ ،‬ووكالة املخابرات املركزية‪ ،‬وهيئة األركان املشرتكة‪ ،‬جرت فيه مناقشات مستفيضة حول‬
‫قضية االنسحاب من قاعدة وايلس‪ ،‬وطرحت بعض النقاط اليت من شأهنا تعزيز موقف املفاوض األمريكي‬
‫يف املفوضات املرتقبة مع احلكومة الليبية من جهة‪ ،‬واحلفاظ على املصاحل االقتصادية األوربية واألمريكية يف‬
‫ليبيا مقابل اجلالء عن القاعدة من جهة أخرى‪ .‬غري أن االجتماع مل خيرج بنتيجة حامسة فيما يتعلق‬
‫ابملرتكزات األساسية اليت سيعتمد عليها املفاوض األمريكي يف مفاوضاته املقبلة مع احلكومة الليبية‪ ،‬بسبب‬
‫خالف يف وجهات النظر بني وزاريت اخلارجية والدفاع هبذا الشأن (‪.)11‬‬

‫وبعد توصل الوزارتني املذكورتني إىل رؤية موحدة بشأن القضية‪ ،‬أرسلت وزارة اخلارجية تعليماهتا يف‬
‫‪ 55‬كانون األول ‪ 5999‬إىل السفري األمريكي يف ليبيا (ابملر)‪ ،‬هبدف تعزيز موقفه يف املفاوضات‪ .‬وقد‬
‫تضمنت تلك التعليمات نقاط عدة أمهها‪ ،‬ضرورة أن ال يدع املفاوض األمريكي جماال للشك أمام احلكومة‬
‫الليبية‪ ،‬أن احلكومة األمريكية تليب مطالبها يف االنسحاب بشكل سريع‪ ،‬ألن ذلك من شأنه أن يؤثر على‬
‫القواعد األمريكية يف أماكن أخرى من العامل‪ ،‬وأن االنسحاب لن يتم دون شروط مسبقة تتعلق بضمان‬
‫املصاحل األمريكية األخرى يف ليبيا‪ ،‬على أن يكون انسحاب منظم وغري متسرع‪ .‬ونبهت اخلارجية األمريكية‬
‫السفري ابملر‪ ،‬أنه يف حالة عدم جتاوب اجلانب اللييب مع هذه الطروحات فعليه أن يلجأ إىل استعمال أوراق‬

‫دراسات اترخيية العدد اخلامس عشر كانون األول ‪3102‬‬


‫‪322‬‬
‫أ‪ .‬م‪ .‬د‪ .‬إبراهيم فنجان اإلمارة‬ ‫االنسحاب األمريكي من قاعدة ويلس يف ليبيا ‪0791‬‬

‫ضغط أخرى على احلكومة الليبية منها الكمارك‪ ،‬واهلجرة (‪ .)19‬وإذا ما طرحت احلكومة الليبية مسألة‬
‫املعدات واآلليات والتجهيزات املوجودة يف القاعدة والرغبة يف احلصول عليها كلها‪ ،‬أو جزء منها‪ ،‬فعلى‬
‫السفري ابملر أن يرد أبنه غري مستعد ملناقشة مثل هذا املوضوع قبل أن توافق احلكومة الليبية على بقاء وحدة‬
‫أمريكية صغرية بعد االنسحاب‪ ،‬ومعرفة ما ميكن أن حتتاجه هذه الوحدة من تلك املعدات والتجهيزات‪،‬‬
‫عالوة على حاجة الوكاالت األمريكية األخرى يف ليبيا‪ .‬فضال عن ذلك أكدت تلك التعليمات على أن‬
‫يكون املفاوض األمريكي واضحا يف أتكيد أحقية الوالايت املتحدة‪ ،‬وفقا لبنود االتفاقية السابقة يف أن‬
‫حتتفظ بسيطرة كاملة على املناطق املتفق عليها والقيام أبية عمليات عسكرية تدريبية عليها حلني االنسحاب‬
‫(‪.)19‬‬

‫وعلى الرغم من عدم خلو احملاداثت اليت قادها السفري ابملر مع احلكومة الليبية يف طرابلس‪ ،‬اليت‬
‫استمرت حىت الثالث والعشرين من الشهر نفسه‪ ،‬من بعض الصعوابت النامجة عن حماوالت ليبية جريئة‬
‫للمساومة‪ ،‬فإن جو احملاداثت‪ ،‬عامة‪ ،‬كان وداي‪ ،‬األمر الذي قاد للتوصل إىل اتفاق قضى ابنسحاب‬
‫أمريكي من القاعدة يف حزيران من عام ‪ .5991‬وقد أبلغ السفري ابملر حكومته‪ ،‬أن مجيع بنود االتفاق قد‬
‫"صيغت أبسلوب يضمن انسحااب أمريكيا بكرامة" (‪.)11‬‬

‫ومل يتمكن الباحث من العثور على نص هذا االتفاق‪ ،‬ال يف الواثئق األمريكية وال يف الكتب‬
‫األجنبية والعربية اليت حبثت يف جمال العالقات األمريكية الليبية (‪ ،)19‬ابستثناء بعض اإلشارات العامة عن‬
‫مضمونه‪ ،‬اليت وردت – عرضا – يف الوثيقة األمريكية املتعلقة مبراسيم اجلالء الذي مت يف احلادي عشر من‬
‫متوز عام ‪ ، 5991‬أي بعد أكثر من سبعة أشهر من اتريخ التوصل إليه (‪ .)91‬مما يعطي مؤشرا على ان‬
‫بنوده ليست مثلما ادعى السفري األمريكي‪ ،‬ألنه لو كانت فعال حسب ادعائه ملا كان هناك حاجة إىل أن‬
‫يؤكد أهنا راعت الكرامة األمريكية‪ ،‬ولعل أتكيده على مراعاة الكرامة األمريكية وعدم الكشف عن بنود‬
‫االتفاق ال يف حينها وال عند إطالق الواثئق األمريكية يعطيان مؤشرا على عدم مراعاة الكرامة األمريكية يف‬
‫هذا االتفاق‪.‬‬

‫دراسات اترخيية العدد اخلامس عشر كانون األول ‪3102‬‬


‫‪322‬‬
‫أ‪ .‬م‪ .‬د‪ .‬إبراهيم فنجان اإلمارة‬ ‫االنسحاب األمريكي من قاعدة ويلس يف ليبيا ‪0791‬‬

‫وملا كان التوصل إىل االتفاق قد تزامن مع زايرة عبد الناصر إىل ليبيا‪ ،‬وما ميكن أن ينجم عن ذلك‬
‫من انتقادات لوزارة اخلارجية بسبب هذا التوقيت‪ ،‬وجه مساعد وزير اخلارجية األمريكي ديفيد نيوسوم‬
‫(‪ )Daivd Newsom‬أبن الرد على مثل هذه االنتقادات ميكن أن يكون على النحو اآليت (‪:)95‬‬

‫‪ -5‬أن استمرار الوجود األمريكي يف قاعدة وايلس منذ انتهاء احلرب العاملية الثانية‪ ،‬قد شكل مصدر‬
‫تعكري متزايد للعالقات األمريكية الليبية لسنوات عدة‪ .‬ومبا أن النظام اللييب اجلديد قد طلب انسحاب‬
‫أمريكي‪ ،‬فمن دون شك أن ذلك يعكس مشاعر شعبية ليبية ال يستهان هبا‪.‬‬

‫‪ -3‬أن الوالايت املتحدة ترغب يف أتسيس عالقات ودية طويلة املدى مع النظام اجلديد‪ ،‬وأن رفض‬
‫الطلب اللييب للتفاوض بشأن االنسحاب حيول دون بلوغ هذا اهلدف‪.‬‬

‫‪ -1‬ليس هناك أي كسب سياسي من إطالة أمد املفاوضات حول هذه املسألة‪ ،‬وبقدر ما (حنن نعمل‬
‫على حلها)‪ ،‬فإن النظام اجلديد هو الوحيد الذي ميكن التعامل معه يف املستقبل املنظور‪ ،‬وهذا هو ذاته ما‬
‫جعل الربيطانيني يقبلون التفاوض حول االنسحاب من قاعدة العدم يف ‪ 15‬آذار ‪.5991‬‬

‫‪ -9‬من الواضح أن قرار االنسحاب الربيطاين يف التاريخ املذكور‪ ،‬قد خلق صعوابت كبرية أمام التمسك‬
‫األمريكي بقاعدة وايلس‪.‬‬

‫وملا كانت اإلدارة األمريكية قلقة بشأن مساح احلكومة الليبية ألية قوة أخرى‪ ،‬حملية أو دولية‬
‫ابستعمال القاعدة بعد االنسحاب األمريكي‪ ،‬فقد وجهت السفري ابملر إىل التعبري عن هذا القلق لدى‬
‫عضو جملس قيادة الثورة الرائد عبد السالم جلود‪ ،‬الذي كان يرتأس الفريق اللييب يف املفاوضات‪ .‬وقد أكد‬
‫جلود للسفري‪ ،‬أن حكومته لن تسمح مطلقا ألية قوة اثلثة استخدام القاعدة بعد االنسحاب األمريكي‬
‫(‪.)93‬‬

‫وعلى الرغم من هذه النتائج‪ ،‬فقد أشار تقرير لوكالة املخابرات املركزية يف ‪ 11‬كانون األول‬
‫‪ ، 5999‬إىل أن االنسحاب األمريكي من القاعدة هبذه الطريقة املرضية للليبيني‪ ،‬لن يفضي إىل عالقات‬
‫ودية بني ليبيا والوالايت املتحدة‪ ،‬بل أنه على العكس من ذلك سيؤدي إىل تعرض املصاحل األمريكية يف‬

‫دراسات اترخيية العدد اخلامس عشر كانون األول ‪3102‬‬


‫‪322‬‬
‫أ‪ .‬م‪ .‬د‪ .‬إبراهيم فنجان اإلمارة‬ ‫االنسحاب األمريكي من قاعدة ويلس يف ليبيا ‪0791‬‬

‫ليبيا للخطر بشكل جدي‪ ،‬ألنه "من الواضح أن جملس قيادة الثورة اللييب قد عقد العزم على االنضمام إىل‬
‫اخلط العريب املناهض إلسرائيل"‪ .‬بيد أن التقرير‪ ،‬يف الوقت نفسه‪ ،‬استبعد أن متنح ليبيا لالحتاد السوفييت أية‬
‫تسهيالت عسكرية يف قاعدة وايلس‪ ،‬اليت سيخليها األمريكيون أو يف قاعدة العدم اليت سيخليها‬
‫الربيطانيون أيضا‪ ،‬لكنه مل يستبعد أن متنح تسهيالت حمدودة للمصريني يف قاعدة العدم اليت تبدو ابلنسبة‬
‫هلم أكثر مالئمة من وايلس (‪.)91‬‬
‫(‪)99‬‬
‫كانت رؤية املخابرات األمريكية يف حملها‪ ،‬إذ اتضح من املقابلة‪ ،‬اليت جرت بني القذايف‬
‫والسفري األمريكي يف طرابلس يف ‪ 39‬كانون الثاين ‪ ،5991‬وجود خالف يف وجهيت نظر الطرفني حول‬
‫عدد من القضااي اليت هلا مساس مباشر بتوجيه العالقات بينهما‪ ،‬لعل أمهها ابلنسبة للحكومة الليبية‪ ،‬مسألة‬
‫استمرار الوالايت املتحدة تزويد ليبيا ابلذخرية واألدوات االحتياطية الالزمة لسبع طائرات ليبية أمريكية‬
‫الصنع من طراز (‪ )F5‬كانت ليبيا قد تسلمتها عام ‪ ،5999‬والتزام الوالايت املتحدة بتسليم اماين طائرات‬
‫أخرى من الطراز نفسه مع الذخرية واألدوات الالزمة هلا‪ ،‬وفقا لصفقة متت بني احلكومة الليبية السابقة‬
‫واحلكومة األمريكية‪ .‬وكانت احلكومة الليبية ترغب يف احلصول على الذخرية واملعدات الالزمة للطائرات من‬
‫املوجودات األمريكية يف قاعدة وايلس‪ ،‬وترغب يف احلصول على الطائرات الثمانية املتعاقد عليها سابقا‪ .‬بيد‬
‫أن احلكومة األمريكية رفضت ذلك وردت أن ذلك يستدعي عقد انتفاق جديد‪ ،‬وأن الشركة األمريكية‬
‫نوراير (‪ ) Norair‬مستعدة للقيام خبدمات الصيانة وتزويد الطائرات ابلذخرية‪ ،‬وأن احلكومة األمريكية‬
‫مستعدة للمضي قدما لبيع كميات معقولة من الذخرية لتلك الطائرات‪ ،‬ومستعدة لتدريب سبعة طيارين‬
‫ليبيني على قيادهتا‪ ،‬على أن توافق احلكومة الليبية على بقاء وحدة ارتباط صغرية تتكون من مخسة أشخاص‬
‫يف السفارة األمريكية يف طرابلس لتسهيل ذلك‪ .‬أما فيما يتعلق ابلطائرات الثمانية فقد قررت احلكومة‬
‫األمريكية أتجيل تسليمها إىل وقت آخر (‪.)91‬‬

‫كان هدف احلكومة األمريكية من وراء ذلك تقليص الدعم املباشر للقوات اجلوية الليبية إىل أدىن‬
‫حد ممكن‪ ،‬وخفض تعامالهتا التجارية معها‪ ،‬ألن ذلك من شأنه أن حيتفظ ابحلد األدىن من العالقات مع‬
‫النظام اجلديد‪ ،‬حتسبا ألية تغيريات حمتملة يف ليبيا‪ ،‬وحيافظ على الشعور لدى الليبيني أبن احلكومة‬

‫دراسات اترخيية العدد اخلامس عشر كانون األول ‪3102‬‬


‫‪322‬‬
‫أ‪ .‬م‪ .‬د‪ .‬إبراهيم فنجان اإلمارة‬ ‫االنسحاب األمريكي من قاعدة ويلس يف ليبيا ‪0791‬‬

‫األمريكية الزالت تواصل التعاون معهم لغرض توفري األجواء املالئمة الستمرار عمل الشركات النفطية‬
‫األمريكية (‪ ، )99‬بعد أن بدأت احلكومة الليبية تظهر ميال واضحا حنو اتباع سياسة خارجية مناوئة للغرب‬
‫وإسرائيل‪ ،‬ودخلت يف شهر كانون الثاين ‪ ،5991‬يف مفاوضات مع الشركات النفطية العاملة على‬
‫أراضيها‪ ،‬هبدف زايدة حصتها من األرابح وصلت إىل حد هتديد تلك الشركات إبجراءات عقابية يف حالة‬
‫عدم التوصل إىل اتفاقات مرضية معها (‪ .)99‬ولعل ما شجع الوالايت املتحدة على اإلبقاء على هذا القدر‬
‫احملدود من العالقات هو رفض احلكومة الليبية قبول عروض مساعدات عسكرية سوفيتية ملرات عدة منذ‬
‫األايم األوىل لالنقالب‪ .‬وكان املوقف اللييب الرافض للعروض السوفيتية ألسباب متعددة تتعلق ابخلط‬
‫املتدين الذي انتهجه النظام اجلديد‪ ،‬قد تعزز بعد نصيحة أسداها عبد الناصر إىل القيادة الليبية‪ ،‬بعدم‬
‫االعتماد على الدعم السوفييت (‪.)91‬‬

‫وهكذا استمرت الوالايت املتحدة ابنتهاج سياسة تقوم على تكثيف جهودها هبدف محل احلكومة‬
‫الليبية على تبين سياسة متوافقة مع أهدافها يف املنطقة‪ ،‬ومواجهة بعض القيادات الليبية املعارضة للغرب‬
‫(‪ .)99‬إال أن تلك السياسة مل تؤت امارها يف كسب العناصر املعارضة للغرب يف جملس قيادة الثورة اللييب‪.‬‬
‫ففي مراجعة ألسس السياسة اخلارجية الليبية عامة‪ ،‬والعالقات مع الوالايت املتحدة خاصة‪ ،‬جادل عدد‬
‫من القياديني يف جملس قيادة الثورة اللييب‪ ،‬بعدم جدوى بناء عالقات جيدة مع الوالايت املتحدة‪ ،‬طاملا أهنا‬
‫مستمرة بدعم إسرائيل يف صراعها مع العرب‪ ،‬وأوضحوا أن العالقات القائمة مع الوالايت املتحدة مل تثمر‬
‫إال عن القليل مما هو يف مصلحة البالد‪ ،‬على الرغم من املناخ املشجع الذي ساد بعد توقيع اتفاق‬
‫االنسحاب من قاعدة وايلس‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فقد ارأتت بعض العناصر األخرى يف جملس قيادة الثورة‪ ،‬أن‬
‫دعوات قطع العالقة مع الوالايت املتحدة هي دعوات متسرعة وغري مدروسة (‪.)91‬‬

‫ولدى استشعار اإلدارة األمريكية هذه التوجهات‪ ،‬جرت مناقشات بني وزارة اخلارجية ووكالة‬
‫املخابرات املركزية‪ ،‬حول مسألة فيما إذا كانت الوالايت املتحدة ستمضي قدما يف تسليم الطائرات الثمانية‬
‫اليت سبق أن دار احلديث بشأهنا يف لقاء القذايف مع السفري األمريكي‪ .‬وقد انتهت املناقشات بضرورة‬
‫أتجيل تسليم تلك الطائرات (‪ .)95‬ولغرض ختفيف رد الفعل اللييب املتوقع على هذا القرار‪ ،‬أبلغت اخلارجية‬

‫دراسات اترخيية العدد اخلامس عشر كانون األول ‪3102‬‬


‫‪322‬‬
‫أ‪ .‬م‪ .‬د‪ .‬إبراهيم فنجان اإلمارة‬ ‫االنسحاب األمريكي من قاعدة ويلس يف ليبيا ‪0791‬‬

‫األمريكية سفريها يف طرابلس (ابملر)‪ ،‬يف ‪ 9‬مايس ‪ ،5991‬أن ينقل رغبتها يف استمرار العالقات الودية مع‬
‫ليبيا بعد انسحاهبا من قاعدة وايلس‪ ،‬وأقرت بتعارض وجهة نظر الطرفني جتاه الصراع العريب اإلسرائيلي‪،‬‬
‫مشرية إىل أن احلكومة الليبية مل أتخذ بعني االعتبار التحركات اليت قامت هبا الوالايت املتحدة حنو ((انتهاج‬
‫سياسة متوازنة يف املنطقة))‪ .‬أما فيما يتعلق ابلطائرات الثمانية‪ ،‬فقد أكدت احلكومة األمريكية لنظريهتا‬
‫الليبية أن تلك املسألة قيد الدراسة‪ ،‬ورمبا ستكون الطائرات جاهزة للتسليم يف كانون الثاين أو شباط من‬
‫عام ‪ ،5995‬وليس هناك أي إجراء أو حىت نية يف تسليمها إىل أية جهة أخرى‪ .‬وأبدت احلكومة‬
‫األمريكية أيضا استعدادها لتدريب مخسة طيارين ليبيني على قيادة تلك الطائرات ابتداء من أاير ‪5991‬‬
‫(‪.)93‬‬

‫كانت اإلدارة األمريكية حتاول‪ ،‬من خالل التأكيدات‪ ،‬اإلبقاء على درجة نسبية من العالقات مع‬
‫ليبيا‪ ،‬ألهنا كانت تدرك أن أي تراجع ملحوظ فيها قد يفضي إىل اختاذ ليبيا إجراءات ضد الشركات النفطية‬
‫الغربية العاملة فيها عامة‪ ،‬والشركات األمريكية خاصة‪ ،‬غري أن مذكرة أعدهتا وكالة املخابرات املركزية يف ‪39‬‬
‫أاير ‪ 5991‬استبعدت إقدام النظام اللييب على القيام هبذه اخلطوة‪ ،‬مربرة ذلك أن معمر القذايف يدرك جيدا‬
‫أن املصاحل النفطية الغربية يف ليبيا هي الورقة األخرية اليت ميكن أن يستخدمها يف الضغط على الوالايت‬
‫املتحدة حلملها على تبين سياسة أكثر إنصافا جتاه الصراع العريب اإلسرائيلي‪ .‬لذا فمن املستبعد أن يفرط هبا‬
‫القذايف قبل أن يتأكد من أن التعاون مع الدول الغربية املؤيدة إلسرائيل‪ ،‬يقود إىل احلد من هذا التأييد‪ ،‬ولن‬
‫يؤدي إىل اختاذ أي عمل عسكري ضد نظامه‪ .‬وأضافت املذكرة أن القذايف سيبقي حذرا من اختاذ أي‬
‫إجراء ضد الشركات النفطية األمريكية والغربية حىت يتم االنسحاب األمريكي الكامل من قاعدة وايلس‬
‫اجلوية‪ ،‬الذي تقرر له أن يكتمل يف منتصف متوز ‪.)91( 5991‬‬

‫وبعد أن ابت االنسحاب من القاعدة وشيكا‪ ،‬وجهت اخلارجية األمريكية سفريها يف ليبيا‪ ،‬إعالم‬
‫اجلانب اللييب بتوقف برانمج املساعدات الذي كانت تقدمه إىل احلكومة الليبية‪ ،‬وأبهنا سوف لن تدفع‬
‫مستحقات عامي ‪ 5991‬و‪ 5999‬بسبب إهناء نشاطها يف وايلس وفقا لالتفاق الذي مت يف كانون األول‬

‫دراسات اترخيية العدد اخلامس عشر كانون األول ‪3102‬‬


‫‪323‬‬
‫أ‪ .‬م‪ .‬د‪ .‬إبراهيم فنجان اإلمارة‬ ‫االنسحاب األمريكي من قاعدة ويلس يف ليبيا ‪0791‬‬

‫‪ .5999‬وعلى الرغم من حماوالت ابملر ثين حكومته عن هذا القرار‪ ،‬وتنبيهها إىل انعكاساته السلبية على‬
‫مستقبل العالقات بني البلدين‪ ،‬إال أن وزارة اخلارجية األمريكية مل تستجب لتلك احملاوالت (‪.)99‬‬

‫ويف احلادي عشر من متوز ‪ ،5991‬سلمت الوالايت املتحدة قاعدة وايلس إىل ليبيا يف حفل‬
‫رمسي حضره انئب رئيس الوزراء اللييب عبد السالم جلود والسفري ابملر‪ ،‬وغادرها آخر ما تبقى من القوات‬
‫اجلوية األمريكية إىل أملانيا‪ .‬ووفقا لالتفاق الذي توصل له الطرفني‪ ،‬حولت مجيع موجوداهتا الثابتة إىل‬
‫احلكومة الليبية بدون تعويضات‪ ،‬يف حني دفعت احلكومة الليبية مبالغ نقدية عن بعض املعدات األخرى‪،‬‬
‫وكميات كبرية من الوقود‪ ،‬قاربت املليونني دوالر‪ .‬أما األسلحة املتطورة فقد مت نقلها إىل القواعد األمريكية‬
‫يف أوراب‪ ،‬السيما تركيا وإسبانيا‪ .‬واتفق الطرفان أيضا على عقد مفاوضات جديدة لغرض إهناء االتفاقات‬
‫امللحقة ابتفاق القاعدة مثل اتفاق املساعدات االقتصادية‪ ،‬واتفاق تقدمي املشورة واملساعدة العسكرية يف‬
‫اجملال اجلوي‪ ،‬على أن يستعاض عن األخري إببقاء وحدة ارتباط أمريكية تتكون من مخسة أشخاص وتكون‬
‫اتبعة للسفارة األمريكية يف طرابلس‪ .‬وكانت القوة اجلوية الليبية حينذاك تتكون من ثالثني طائرة حربية منها‬
‫عشرة أمريكية الصنع (‪.)91‬‬

‫وهكذا انسحبت الوالايت املتحدة من قاعدة وايلس‪ ،‬لكنها بقيت قلقة على مصاحلها النفطية‬
‫واحتمال إقدام احلكومة الليبية على أتميمها‪ ،‬السيما بعد وصول أول شحنة من الدابابت السوفيتية من‬
‫طراز (‪ ،)T55‬يف النصف الثاين من متوز ‪ ،5991‬بعد تعثر مفاوضاهتا يف الشأن ذاته مع بريطانيا (‪.)99‬‬
‫لتبدأ مرحلة جديدة يف العالقات األمريكية الليبية متحورت حول االمتيازات النفطية الغربية‪ ،‬وتزايد النفوذ‬
‫السوفييت يف ليبيا‪ ،‬وشهدت تراجعا ملحوظا وصل إىل حد التدهور‪ ،‬مث القطيعة يف األعوام الالحقة‪.‬‬

‫دراسات اترخيية العدد اخلامس عشر كانون األول ‪3102‬‬


‫‪322‬‬
‫أ‪ .‬م‪ .‬د‪ .‬إبراهيم فنجان اإلمارة‬ ‫االنسحاب األمريكي من قاعدة ويلس يف ليبيا ‪0791‬‬

‫اخلامتة‪:‬‬

‫من خالل ما تقدم‪ ،‬ميكن القول‪ ،‬أنه على الرغم من التطور امللحوظ يف انتاج الصواريخ العابرة‬
‫للقارات وحامالت الطائرات والغواصات‪ ،‬وظهور بوادر االنفراج يف احلرب الباردة بعد تويل إدارة نيكسون‬
‫احلكم يف الوالايت املتحدة‪ ،‬قد تبدو مربرات مقبولة لرتاجع أمهية القاعدة ومن مث قبول االنسحاب منها‪،‬‬
‫فإن ما أظهره البحث أن تلك ما هي إال عوامل اثنوية ابلنسبة للعوامل األساسية املتمثلة مبا أييت‪:‬‬

‫أن قيام نظام سياسي ثوري على النمط الناصري يف ليبيا‪ ،‬جعل مسألة االنسحاب األمريكي من‬
‫قاعدة وايلس‪ ،‬والربيطاين من قاعدة العدم‪ ،‬من أولوايت أهداف سياسته اخلارجية‪ .‬ومل يكن هذا اهلدف قد‬
‫استجد مع قيام الثورة‪ ،‬إمنا هو يف الواقع كان مطلبا شعبيا ملحا بدأ ابعرتاضات برملانية وشعبية منذ‬
‫استقالل ليبيا‪ ،‬مث حتول إىل احتجاجات ومظاهرات شعبية كبرية‪ ،‬يف عام ‪ 5999‬بعد اخلطاب الذي هاجم‬
‫فيه عبد الناصر القواعد األجنبية يف ليبيا‪ ،‬ويف عام ‪ 5999‬بعدما أشيع عن االستعمال األمريكي للقاعدة‬
‫يف دعم إسرائيل أثناء حرب حزيران‪.‬‬

‫ووفقا لذلك‪ ،‬أصبحت مسألة االنسحاب األمريكي من القاعدة ليست مطلبا للنظام‪ ،‬يتماشي‬
‫مع توج هاته القومية املناوئة إلسرائيل فحسب‪ ،‬بل أحد املرتكزات الرئيسة لضمان التأييد الشعيب الواسع له‪،‬‬
‫ومن مث أمرا أساسيا لنجاحه‪ ،‬ألن أي نوع من التساهل يف هذا الشأن سيعين اجملازفة بوجود النظام برمته‪.‬‬
‫وبني إدراك النظام هلذا الواقع من جهة‪ ،‬وخشيته من االستخدام األمريكي للقاعدة يف إسقاطه من جهة‬
‫أخرى‪ ،‬انتهج جملس قيادة الثورة اللييب األسلوب السلمي يف بداية الثورة‪ ،‬الذي سرعان ما حتول إىل صراحة‬
‫ال ختلو من حدة يف طلب االنسحاب األمريكي من القاعدة‪.‬‬

‫وظهر خالل البحث أن النظام اللييب‪ ،‬بعد أن وطد سلطته الداخلية يف البالد‪ ،‬أصبح بني يديه ما‬
‫يكفي من األوراق للضغط على الوالايت املتحدة حلملها على االنسحاب‪ ،‬لعل أمهها‪ ،‬خلق انطباع لدى‬
‫اإلدارة األمريكية‪ ،‬السيما السفري األمريكي يف طرابلس (جوزيف ابملر)‪ ،‬أن القاعدة هي العقبة الوحيدة أمام‬
‫تطور العالقات األمريكية الليبية‪ .‬وملا كان اجلانب األمريكي يرى أن تطور العالقات مع ليبيا يضمن هلا‬

‫دراسات اترخيية العدد اخلامس عشر كانون األول ‪3102‬‬


‫‪322‬‬
‫أ‪ .‬م‪ .‬د‪ .‬إبراهيم فنجان اإلمارة‬ ‫االنسحاب األمريكي من قاعدة ويلس يف ليبيا ‪0791‬‬

‫احلفاظ على مصاحلها النفطية هناك‪ ،‬املتمثلة ابلشركات النفطية العاملة يف ليبيا‪ ،‬عالوة على ضمان تدفق‬
‫النفط اللييب إىل حلفائها األوربيني‪ ،‬فقد وجدت أن االنسحاب من القاعدة أفضل بكثري من تعريض تلك‬
‫املصاحل للخطر‪ ،‬السيما وأن إمكانية استخدام القوة العسكرية حلماية تلك املصاحل أمر ابلغ الصعوبة‪ ،‬أمام‬
‫واقع انتشار املخيمات واملواقع اخلاصة بعمل الشركات األمريكية يف مناطق انئية على أراضي صحراوية‬
‫واسعة املساحة‪ .‬فضال عن أن استعمال القوة العسكرية املباشرة‪ ،‬سواء كان ذلك للبقاء يف القاعدة‪ ،‬أم‬
‫حلماية املنشآت النفطية ستكون تكاليفه أكثر من الفوائد املتوخاة منه‪ ،‬انهيك عما يثريه أي عمل عسكري‬
‫ضد ليبيا لدى الدول العربية األخرى‪ ،‬مبا يف ذلك تلك اليت للوالايت املتحدة مصاحل حيوية فيها‪.‬‬

‫وهكذا توصل صناع القرار السياسي األمريكي‪ ،‬إىل أن اخلسائر اليت قد تتعرض هلا الوالايت‬
‫املتحدة‪ ،‬من الناحيتني االقتصادية واالسرتاتيجية‪ ،‬يف حال عدم االنسحاب‪ ،‬أكثر بكثري من تلك اليت‬
‫ستلحق هبا إذا ما قبلت االنسحاب‪ ،‬السيما وأن موعد انتهاء مدة االتفاقية اخلاصة ابلقاعدة هو يف متوز‬
‫‪ ،5995‬مما سيوفر ورقة ضغط أخرى لدى النظام اللييب اجلديد ويضعف من املوقف األمريكي‪ ،‬إذا ما‬
‫حاولت الوالايت املتحدة أتجيل مسألة االنسحاب‪.‬‬

‫هوامش البحث‬

‫‪1- Boyne, Walter J., The Years of Wheelus Perforce Magazine, Vol. 91,‬‬
‫‪No.1, January 2008,P.2.‬‬

‫‪ -3‬جميد خدوري‪ ،‬ليبيا احلديثة دراسة يف تطورها السياسي‪ ،‬ترمجة نيقوال زايدة‪ ،‬مراجعة انصر الدين‬

‫األسد‪ ،‬بريوت‪ ،5999 ،‬ص‪.319‬‬

‫‪ -1‬عقد يف مدينة بوتسدام يف برلني للمدة ‪ 59‬متوز – ‪ 3‬آب ‪ .5991‬حضره الرئيس األمريكي هاري‬

‫ترومان والزعيم السوفييت ستالني‪ ،‬ورئيس الوزراء الربيطاين ونستون تشرشل‪ ،‬مث كليمنت اتلي بعد فوزه يف‬

‫انتخاابت ‪ 5991‬عن بريطانيا‪ .‬انقش فيه املؤمترون عدد من القضااي أمهها‪ :‬سيطرة احللفاء على أملانيا‪،‬‬

‫دراسات اترخيية العدد اخلامس عشر كانون األول ‪3102‬‬


‫‪322‬‬
‫أ‪ .‬م‪ .‬د‪ .‬إبراهيم فنجان اإلمارة‬ ‫االنسحاب األمريكي من قاعدة ويلس يف ليبيا ‪0791‬‬

‫التعويضات‪ ،‬خط االودر – نيس‪ ،‬وانضمام االحتاد السوفييت للحرب يف الشرق األقصى‪ .‬وقد عد من‬

‫املؤمترات الناجحة اليت عقدت أثناء احلرب العاملية الثانية‪ .‬للمزيد من التفاصيل ينظر‪ :‬حيدر عبد اجلليل‬

‫احلربية‪ ،‬مؤمتر بوتسدام والقضية األملانية ‪ ،5999-5991‬رسالة ماجستري غري منشورة‪ ،‬جامعة البصرة‪،‬‬

‫كلية الرتبية‪ ،‬ص ص‪.‬‬

‫‪ -9‬صالح العقاد‪ ،‬ليبيا املعاصرة‪ ،‬القاهرة‪5991 ،‬؛ هنري حبيب‪ ،‬ليبيا بني املاضي واحلاضر‪ ،‬ترمجة شاكر‬

‫إبراهيم‪ ،‬املنشأة الشعبية للنشر والتوزيع واملطابع‪ ،‬ليبيا‪ ،5915 ،‬ص‪91‬؛ مجال محدان‪ ،‬اجلماهريية العربية‬

‫الليبية الشعبية االشرتاكية العظمى دراسة يف اجلغرافية السياسية‪ ،‬مكتبة مدبويل‪ ،‬القاهرة‪ ،5999 ،‬ص ‪.99‬‬

‫‪ -1‬هنري ميخائيل‪ ،‬العالقات االنكليزية الليبية مع حتليل للمعاهدة االنكليزية الليبية‪ ،‬القاهرة‪،5991 ،‬‬

‫ص‪519-511‬؛‬

‫‪El-Kiknia, Mansour, Libya’s Qaddafi the Politics of contradiction‬‬


‫‪University Press of Florida, 1997, p.107.‬‬

‫‪ -9‬مي فاضل جميد الربيعي‪ ،‬التطورات السياسية يف ليبيا ‪ ،5991-5915‬رسالة ماجستري غري منشورة‪،‬‬

‫كلية الرتبية ابن رشد‪ ،‬جامعة بغداد‪ ،3111 ،‬ص ‪599.‬‬

‫‪7- John, Ronald Bruce St., Libya and the United States two Centuries of‬‬
‫‪Strife, University of Pennsylvania Press, Philadelphia, 2006, p.49.‬‬

‫‪8- Boyne, Op. Cit., p.3‬‬

‫‪9- John, Op. Cit., p.11.‬‬

‫‪ -51‬عبد الرحيم شليب‪ ،‬تصفية القواعد األمريكية يف ليبيا‪ ،‬جملة السياسة الدولية‪ ،‬العدد ‪ ،59‬السنة‬

‫السادسة القاهرة‪ ،5991 ،‬ص ‪11‬؛‬

‫دراسات اترخيية العدد اخلامس عشر كانون األول ‪3102‬‬


‫‪326‬‬
‫أ‪ .‬م‪ .‬د‪ .‬إبراهيم فنجان اإلمارة‬ ‫االنسحاب األمريكي من قاعدة ويلس يف ليبيا ‪0791‬‬

‫‪Year Book of United Nations, 1948, pp.276-277.‬‬

‫‪ -55‬سامي احلكيم‪ ،‬حقيقة ليبيا‪ ،‬ط‪ ،3‬مكتبة االجنلو املصرية‪ ،‬القاهرة‪ ،5991 ،‬ص ص‪533-535‬؛‬

‫مي فاضل جميد الربيعي‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص‪591.‬‬

‫‪12- John, Op. Cit., p.63.‬‬

‫‪ -51‬حممود املنتصر‪ :‬أول رئيس وزراء للملكة الليبية بعد استقالهلا للمدة كانون األول ‪ – 5915‬شباط‬

‫‪ .5919‬ينحدر من عائلة طرابلسية ابرزة وتلقى تعليمه يف جامعة روما‪ .‬ومل ينضم إىل احلركة الوطنية يف‬

‫وقت مبكر‪ ،‬واهنمك بدال من ذلك يف إدارة األعمال التجارية لعائلته‪ .‬ويف عقد الثالثينات عمل مديرا‬

‫للوقف الديين ورئيسا جمللس املدرسة اإلسالمية العليا‪ .‬يف عام ‪ 5911‬عني املنتصر انئبا لرئيس اجمللس‬

‫اإلداري يف طرابلس‪ .‬مث أصبح عضوا يف اجلمعية الوطنية قبل أن يعني رئيسا ألول حكومة ليبية يف آذار‬

‫‪ .5915‬اختري رئيسا للوزراء للمرة الثانية للمدة من كانون الثاين ‪.5991-5999‬‬

‫‪John, Ronald Bruce St., Historical Dictionary of Libya, Fourth Edition,‬‬


‫‪Scarecrow press, 2006, p.172.‬‬

‫‪ -59‬سامي احلكيم‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص ص‪.531-533‬‬

‫‪ -51‬نظمت املاداتن احلادية والثالثون والثانية والثالثون من املعاهدة الربيطانية الليبية لعام ‪ 5911‬املوقف‬

‫القانوين ألفراد القوات الربيطانية‪ .‬فخصصت األوىل للقضااي املدنية والثانية للقضااي اجلنائية‪ .‬وقسمت‬

‫القضااي املدنية إىل ثالث أنواع‪ ،‬نوع حيدث أثناء قيام حرب وهذا ال ينظر فيه‪ ،‬ونوع يقع أثناء أداء اجلنود‬

‫الربيطانيني واجبهم الرمسي وهذا ممكن للحكومة الليبية أو األفراد طلب تعويض عنه‪ ،‬ونوع اثلث يقع بدون‬

‫أن يكون هناك واجب رمسي وهذا خيضع للقانون اللييب‪ .‬أما اجلنائية فإذا كانت اجلناية متس أمن اجلانب‬

‫دراسات اترخيية العدد اخلامس عشر كانون األول ‪3102‬‬


‫‪322‬‬
‫أ‪ .‬م‪ .‬د‪ .‬إبراهيم فنجان اإلمارة‬ ‫االنسحاب األمريكي من قاعدة ويلس يف ليبيا ‪0791‬‬

‫الربيطاين فتحال إىل حمكمة عسكرية بريطانية‪ ،‬أما إذ كانت جرائم عادية فيطبق فيها القانون اللييب‪ .‬للمزيد‬

‫ينظر‪ :‬هنري أنيس ميخائيل‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص ص‪.391-319‬‬

‫‪ -59‬مصطفى أمحد بن حليم‪ ،‬صفحات من اتريخ ليبيا السياسي‪ ،‬بريطانيا‪ ،5993 ،‬ص ص‪-513‬‬

‫‪593‬؛ مصطفى أمحد بن حليم‪ ،‬ليبيا انبعاث أمة وسقوط دولة‪ ،‬منشورات اجلمل‪ ،‬أملانيا‪،3111 ،‬‬

‫ص‪319‬؛‬

‫‪Praeger, Frederick A., Air Dates, New York, 1957.‬‬

‫‪ -59‬عبد الرحيم شليب‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص‪95‬؛ سامي احلكيم‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص‪.539‬‬

‫‪18- Sandars C.T. America’s overseas Garrisons the Leasehold Empire,‬‬


‫‪New York, 2000, p.49.‬‬

‫‪ -59‬سامي احلكيم‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص‪.539‬‬

‫‪ -31‬قاعدة الظهران‪ :‬قاعدة أمريكية أنشئت يف اململكة العربية السعودية مبوجب اتفاق وقع بني الطرفني‬

‫عام ‪ ،5991‬ازدادت أمهيتها يف هناية عقد األربعينات وعقد اخلمسينات يف إطار املواجهة مع االحتاد‬

‫السوفييت‪ ،‬عالوة على تزايد أمهيتها يف جمال النقل التجاري من آسيا إىل أوراب وابلعكس‪ ،‬حبكم قرهبا من‬

‫حقول الدمام النفطية‪ ،‬ويف عام ‪ 5995‬أصبحت تعرف مبطار الظهران الدويل‪ ،‬ويف العام التايل ختلت عنها‬

‫الوالايت املتحدة‪.‬‬

‫‪21- En.wikipedia.org /wikil/Dhahran_ Airfiel‬‬

‫‪ -33‬السيد عثمان عوض‪ ،‬العالقات الليبية األمريكية (‪ ،)5993-5991‬مركز احلضارة العربية لإلعالم‬

‫والنشر‪ ،‬اجليزة‪ ،5999 ،‬ص‪.91‬‬

‫دراسات اترخيية العدد اخلامس عشر كانون األول ‪3102‬‬


‫‪322‬‬
‫أ‪ .‬م‪ .‬د‪ .‬إبراهيم فنجان اإلمارة‬ ‫االنسحاب األمريكي من قاعدة ويلس يف ليبيا ‪0791‬‬

‫‪ -31‬مسري أمني‪ ،‬املغرب العريب احلديث‪ ،‬ترمجة كميل ق‪ .‬داغر‪ ،‬بريوت‪ ،5915 ،‬ص‪.353‬‬

‫‪ -39‬رئيس وزراء ليبيا للمدة أاير ‪ – 5919‬تشرين األول ‪ .5991‬ولد عام ‪ 5919‬يف عائلة معروفة‬

‫بنشاطاهتا الوطنية‪ .‬عني عضوا يف اجلمعية التأسيسية عام ‪ 5911‬مث انتخب عضوا يف الربملان اللييب عام‬

‫‪ 5913‬وبقى كذلك حىت شكل احلكومة يف عام ‪.5919‬‬

‫)‪(John, Historical Dictionary of...., p.140‬‬

‫‪ -31‬مي فاضل جميد الربيعي‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص‪.511‬‬

‫‪ -39‬شكل يف عام ‪ 5919‬من أعضاء متساويني عن كل جانب وبرائسة ليبية‪ ،‬له صالحية اختيار‬

‫مشروعات تنشيط االقتصاد اللييب يف جماالت الزراعة‪ ،‬الصناعة‪ ،‬التعليم‪ ،‬التدريب املهين‪ ،‬إصالح املرافق‬

‫العامة‪ ،‬وتنفيذ تلك املشروعات واإلشراف عليها‪( .‬مصطفى أمحد بن حليم‪ ،‬ليبيا انبعاث أمة‪،...‬‬

‫ص‪.)319‬‬

‫‪ -39‬مي فاضل جميد الربيعي‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص‪.519‬‬

‫‪ -31‬سامي احلكيم‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص‪.519‬‬

‫‪ -39‬رئيس وزراء ليبيا للمدة من تشرين األول ‪ – 5991‬آذار ‪ .5991‬ولد يف فزان وانل تعليمه األول‬

‫يف املدارس الدينية‪ ،‬درس التاريخ والقانون وبرز يف اإلدارة احمللية لفزان‪ ،‬مؤيدا قواي للنظام امللكي‪ ،‬وشغل‬

‫منصب وزير الصحة ووزير املالية واالقتصاد الوطين قبل أن يصبح رئيسا للوزراء‪ .‬غري أن حكومته أضعفت‬

‫نتيجة الستمرار اخلالف بني سلطات الوالايت والسلطة الفيدرالية‪ ،‬وتزايد الفجوة بني امللك وشعبه‪.‬‬

‫)‪(John, Historical Dictionary of...., p.36‬‬

‫دراسات اترخيية العدد اخلامس عشر كانون األول ‪3102‬‬


‫‪322‬‬
‫أ‪ .‬م‪ .‬د‪ .‬إبراهيم فنجان اإلمارة‬ ‫االنسحاب األمريكي من قاعدة ويلس يف ليبيا ‪0791‬‬

‫‪ -11‬رئيس وزراء ليبيا للمدة (آذار ‪ – 5991‬كانون األول ‪ ،5999‬حاصل على شهادة الدكتوراه يف‬

‫القانون من جامعة ابريس‪ .‬شغل منصب رئيس اجمللس التنفيذي يف طرابلس مث سفريا لبالده يف مصر معظم‬

‫عقد اخلمسينات‪ ،‬على الرغم من إشغاله منصب وزير العدل ملدة قصرية عام ‪ .5919‬مث أصبح سفريا‬

‫لبالده يف الوالايت املتحدة واألمم املتحدة للمدة ‪ .5991-5991‬ويف عهده حتولت ليبيا من النظام‬

‫الفيدرايل إىل النظام الوحدوي‪ ،‬وأعطي حق االقرتاع للمرأة‪.‬‬

‫)‪(John, Historical Dictionary of libya ...., p.75‬‬

‫‪31- (John, Libya and the United states.. .,P 80.‬‬

‫‪ -13‬ينظر خطا ب الرئيس مجال عبد الناصر يف جامعة القاهرة مبناسبة عيد الوحدة بتاريخ ‪ 33‬شباط‬

‫‪ 5999‬على املوقع اآليت‪:‬‬

‫‪http://nasser.bibalex.org/Speeches/browser.aspx?SID=1070& lang=ar‬‬

‫‪ -11‬للمزيد من التفاصيل عن موقف املنتصر من القواعد واملفاوضات الليبية – األمريكية حوهلا ينظر‪:‬‬

‫صادق فاضل زعيرت الزهريي‪ ،‬حممود املنتصر ودوره السياسي يف ليبيا‪ ،‬رسالة ماجستري غري منشورة‪ ،‬كلية‬

‫الرتبية (ابن رشد)‪ ،‬جامعة بغداد ‪ ،3151‬ص‪.399-311‬‬

‫‪ -19‬رئيس الوزراء اللييب للمدة آذار ‪ – 5991‬حزيران ‪ .5999‬خدم يف اإلدارة الربيطانية لربقة‪ ،‬مث أصبح‬

‫حاكما عاما هلا عام ‪ ،5911‬وزيرا للخارجية يف حكومة املنتصر األوىل‪ .‬وقد جاء مازق إىل السلطة يف‬

‫حني اشتدت معارضة الطلبة والعمال للنظام امللكي‪ .‬أعفي من منصبه بعد االضطراابت اليت حصلت يف‬

‫ليبيا أثناء عدوان ‪ 5999‬وبعده‪.‬‬

‫)‪(John, Historical Dictionary of...., p.166‬‬

‫‪35- John,, Libya and the United states...,P.82.‬‬

‫دراسات اترخيية العدد اخلامس عشر كانون األول ‪3102‬‬


‫‪322‬‬
‫ إبراهيم فنجان اإلمارة‬.‫ د‬.‫ م‬.‫أ‬ 0791 ‫االنسحاب األمريكي من قاعدة ويلس يف ليبيا‬

.135‫ ص‬،...‫ ليبيا انبعاث أمة وسقوط دولة‬،‫ مصطفى أمحد بن حليم‬-19

.195‫ ص‬،‫ املصدر نفسه‬-19

93.‫ ص‬،‫ املصدر السابق‬،‫ نقال عن عبد الرحيم شليب‬-11

39- John,, Libya and the United states ...,P.82.

.195‫ ص‬،...‫ ليبيا انبعاث أمة وسقوط دولة‬،‫ مصطفى أمحد بن حليم‬-91

41- F.R.U.S., Vol. XXIV, Telegram from the Department of State to the
Embassy in Libya, 2 June, 1967, No.83; Telegram from the Department of
State to the Embassy in Libya, 7 June, 1967, No.-84; Telegram from the
Department of State to the Embassy in Libya, 13 June, 1967, No.85.

‫ السلوك‬،‫ مصطفى علوي‬:‫ ينظر‬5999 ‫ للمزيد من التفاصيل عن املوقف األمريكي من حرب‬-93

‫ مركز دراسات‬،1‫ ط‬،‫ السياسة األمريكية والعرب‬:‫ يف‬،5999 ‫يونيو‬/‫مايو – حزيران‬/‫األمريكي يف أزمة أاير‬

.511-539‫ ص ص‬،5995 ،‫ بريوت‬،‫الوحدة العربية‬

43- F.R.U.S., Vol., E-5, Part 2, Memorandum from Harold Sounders of the
National Security Council Staff to the Special Assistant to the President’s
Assistant for National Security Affairs (Lake) for the President’s Assistant
for National Security Affairs (Kissinger), Washington, 2 September, 1969,
No.37.

44- F.R.U.S., Vol., E-6, Part 2, Memorandum from the Assistant Security
of State to the African Affairs (Newsom) to the Acting Security of State
(Richardson), 4 September, 1969, No.38.

45- F.R.U.S., Vol., E-5, Part 2, Intelligence Memorandum, 16 September


1969, No.39.

3102 ‫دراسات اترخيية العدد اخلامس عشر كانون األول‬


322
‫ إبراهيم فنجان اإلمارة‬.‫ د‬.‫ م‬.‫أ‬ 0791 ‫االنسحاب األمريكي من قاعدة ويلس يف ليبيا‬

46- Ibid.

47- Ibid.

48- Ibid.

49- F.R.U.S., Vol., E-5, Part 2, the Telegram 1134 from the Embassy
Office in Benghazi to the Department of State and the Embassy in Libya,
30 October, 1969, No. 42.

50- F.R.U.S., Vol., E-5, Part 2, Memorandum from Harold Sounders of the
National Security Council Staff to the Special Assistant to the President’s
Assistant for National Security Affairs (Lake) for the President’s Assistant
for National Security Affairs (Kissinger), 17 November, 1969, No.43.

51- Haley, p. Edward, Qaddafi and the United States since 1969, p.19.

52- F.R.U.S., Vol., E-5, Part2, Memorandum from Robert Behr and Harold
Saunders of National Security Council staff to the President’s Assistant for
National Security Affairs (Kissinger) ,20 November, 1969, No.44.

53- Ibid.

54- Haley, Op. Cit., pp.4-5.

55- F.R.U.S., Vol., E-5, Part2 ,Minutes of the Washington Special Actions
Group Meeting, 24 November, 1969, No.45.

56- F.R.U.S., Vol., E-5, Part2, Memorandum from Harold Sounders of


National Security of Staff to the President’s Assistant for National Security
Affairs (Kissinger), 11 December, 1969, No.47.

57- Ibid.

58- F.R.U.S., Vol., E-5, Part2, Memorandum from the Assistant Secretary
of the to African Affairs (Newsom) to the Under Secretary of State for
Political Affairs (Johnson), 23 December 1969, No.49.

3102 ‫دراسات اترخيية العدد اخلامس عشر كانون األول‬


323
‫أ‪ .‬م‪ .‬د‪ .‬إبراهيم فنجان اإلمارة‬ ‫االنسحاب األمريكي من قاعدة ويلس يف ليبيا ‪0791‬‬

‫‪ -19‬ينظر على سبيل املثال‪:‬‬

‫;‪John,., Libya and the United States ...,.pp.91-92; Haley, Op. Cit., pp.21- 22‬‬

‫السيد عوض عثمان‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص‪.99‬‬

‫‪ -91‬ينظر هامش رقم (‪ )91‬من هذا البحث‪.‬‬

‫‪61- F.R.U.S., Vol., E-5, part2, No.49..,‬‬

‫‪62- Ibid, No.49‬‬

‫‪63- F.R.U.S., Vol., F-5, part2, National Intelligence Estimate 36. 5-69, 30‬‬
‫‪December, 1969, No.50.‬‬

‫‪ -99‬ولد يف منطقة قبلية على مقربة من مدينة سرت احلالية‪ .‬تلقى تعليمه األويل يف مدرسة إسالمية مث يف‬

‫مدرسة اثنوية يف سبها وأخريا يف مصراته‪ .‬ويف شبابه كان يقضي الليل يف املساجد ويذهب لزايرة عائلته يف‬

‫أايم اجلمع فقط‪ .‬كان هلزمية ‪ 5991‬وثورة يوليو ‪ 5913‬يف مصر أثرا واضحا يف تكوينه الفكري السياسي‪.‬‬

‫طرد من املدرسة إثر اهتامه إباثرة االضطراابت الطالبية أثناء حرب السويس ‪ 5919‬مث أكمل تعليمه على‬

‫يد مدرس خصوصي يف مصراته‪ ،‬حيث أظهر اهتماما خاصا بدراسة التاريخ‪ ،‬لكنه مل حيقق جناحا أكادمييا‬

‫عندما دخل إىل جامعة طرابلس لدراسة التاريخ‪ .‬ويف عام ‪ 5991‬دخل القذايف األكادميية العسكرية امللكية‬

‫الليبية يف بنغازي وخترج منها عام ‪ ،5991‬وكان قد تلقى قبل خترجه تدريبا يف تركيا وبريطانيا وشكل مع‬

‫عدد من زمالئه تنظيم الضباط األحرار وهو ال يزال طالبا يف األكادميية العسكرية‪ ،‬مث أصبح ذلك التنظيم‬

‫أكثر قوة بعد هزمية ‪ .5999‬متكن القذايف من إسقاط احلكم امللكي يف الثورة اليت عرفت بثورة الفاتح من‬

‫أيلول ‪ .5999‬وبعد االستيالء على السلطة أصبح القذايف رئيسا للجنة املركزية حلركة الضباط األحرار اليت‬

‫أطلقت على نفسها جملس قيادة الثورة‪ ،‬مث أصبح قائدا عاما للقوات املسلحة‪ .‬وعلى الرغم من أن جملس‬

‫دراسات اترخيية العدد اخلامس عشر كانون األول ‪3102‬‬


‫‪322‬‬
‫ إبراهيم فنجان اإلمارة‬.‫ د‬.‫ م‬.‫أ‬ 0791 ‫االنسحاب األمريكي من قاعدة ويلس يف ليبيا‬

‫ إال أن السلطة الفعلية على البالد‬،‫قيادة الثورة كان هو من يتوىل السلطة يف البالد من الناحية النظرية‬

‫ أعلن عن أتسيس املؤمتر الشعيب العام ليكون بديال عن جملس‬5999 ‫ ويف أيلول‬....‫كانت بيد القذايف‬

‫ حمتفظا مبنصبه قائدا‬5999 ‫ واستقال منه عام‬،5999 ‫ مث نصب نفسه رئيسا هلذا املؤمتر عام‬،‫قيادة الثورة‬

.3155 ‫ مث أطلق على نفسه لقب (زعيم الثورة) حىت اإلطاحة به ومقتله عام‬،‫عاما‬

(John, Historical Dictionary of Libya.., pp.207-209)

65- F.R.U.S., Vol., E-5, Part2,Telegram 169 from the Embassy in Libya to
the Department of State and Defense, 26 January 1970, No.51;
Memorandum from the President’s Assistant for National security
Affairs (Kissinger) to President Nixon, Undated, No.52.

66- F.R.U.S., Vol., E-5, Part2, No.52, Op. Cit.,


67- F.R.U.S., Vol., E-5, Part2, Intelligence Memorandum 490170,
Washington, February 13, 1970, No.53.
68- Ibid, No.53.
69- F.R.U.S., Vol., E-5, part2, Memorandum from the President's
Assistant for National Security Affairs (Kissinger) to President
Nixon, 20 March, 1970, No.54.
70- F.R.U.S., Vol., E-5, Part2, Telegram 724 from the Embassy Libya
to the Department of State, 13April, 1970.N0.57.
71- F.R.U.S., Vol., E-5, Part2, Memorandum from the Special to the
deputy Director for plans of the Central Intelligence Agency through
the Deputy Director for plans (Karamessines) to the Director of
Central Intelligence (Helms), 16 April, 1970, No.56.
72- F.R.U.S., Vol., E-5, Part2, Telegram 70798 from Department of
State to the Embassy Libya, 9 May, 1970.

3102 ‫دراسات اترخيية العدد اخلامس عشر كانون األول‬


322
‫ إبراهيم فنجان اإلمارة‬.‫ د‬.‫ م‬.‫أ‬ 0791 ‫االنسحاب األمريكي من قاعدة ويلس يف ليبيا‬

73- F.R.U.S., Vol.9, E-5, Part2, Intelligence Brief INRB 131 from the
Director of the Bureau of Intelligence and Research (Denny) to
Acting Secretary of State Richardson, 27 May, 1970, No.58.
74- F.R.U.S., Vol.9, E-5, Part2, Letter from the Undersecretary of
State for Political Affairs (Johnson) to the Deputy Secretary of
Defense (Packard), 2 June, 1970, No. 59.
75- F.R.U.S., Vol.9, E-5, Part2, Memorandum from the executive
Secretary (Eliot) to the President's Assistant for National Secretary
Affairs (Kissinger), 12 June, 1970,No.60.
76- F.R.U.S., Vol., E-5, Part2, Intelligence Memorandum 531/70,
Washington, July 31, 1970,NO.63; Memorandum From Secretary of
State Rogers to President Nixon, Washington, August 5,
1970,NO.64.

3102 ‫دراسات اترخيية العدد اخلامس عشر كانون األول‬


322
‫أ‪ .‬م‪ .‬د‪ .‬إبراهيم فنجان اإلمارة‬ ‫االنسحاب األمريكي من قاعدة ويلس يف ليبيا ‪0791‬‬

‫املصادر‬

‫أوال‪ :‬الواثئق األمريكية املنشورة‪:‬‬

‫‪- Foreign Relations of the United States, 1969-1976, Vol., E-5, Part2,‬‬
‫‪Documents on North Africa 1969-1979, Libya.‬‬

‫اثنيا‪ :‬الرسائل اجلامعية‪:‬‬

‫‪ -‬حيدر عبد اجلليل احلربية‪ ،‬مؤمتر بوتسدام والقضية األملانية ‪ ،5999-5991‬رسالة ماجستري غري‬

‫منشورة‪ ،‬كلية الرتبية‪ ،‬جامعة البصرة‪.3119 ،‬‬

‫‪ -‬صادق فاضل زعيرت الزهريي‪ ،‬حممود املنتصر ودوره السياسي يف ليبيا رسالة ماجستري غري منشورة‪ ،‬كلية‬

‫الرتبية (ابن رشد) جامعة بغداد‪.3151 ،‬‬

‫‪ -‬مي فاضل جميد الربيعي‪ ،‬التطورات السياسية يف ليبيا ‪ ،5991-5915‬رسالة ماجستري غري منشورة‪،‬‬

‫كلية الرتبية ابن رشد‪ ،‬جامعة بغداد‪3111 ،‬‬

‫اثلثا‪ :‬الكتب العربية واملعربة‪:‬‬

‫‪ -‬مجال محدان‪ ،‬اجلماهريية العربية الليبية الشعبية االشرتاكية العظمى دراسة يف اجلغرافية السياسية‪ ،‬مكتبة‬

‫مدبويل‪ ،‬القاهرة‪.5999 ،‬‬

‫سامي احلكيم‪ ،‬حقيقة ليبيا‪ ،‬ط‪ ،3‬مكتبة االجنلو املصرية‪ ،‬القاهرة‪.5991 ،‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ -‬مسري أمني‪ ،‬املغرب العريب احلديث‪ ،‬ترمجة كميل ق‪ .‬داغر‪ ،‬بريوت‪.5915 ،‬‬

‫دراسات اترخيية العدد اخلامس عشر كانون األول ‪3102‬‬


‫‪326‬‬
‫أ‪ .‬م‪ .‬د‪ .‬إبراهيم فنجان اإلمارة‬ ‫االنسحاب األمريكي من قاعدة ويلس يف ليبيا ‪0791‬‬

‫‪ -‬السيد عثمان عوض‪ ،‬العالقات الليبية األمريكية (‪ ،)5993-5991‬مركز احلضارة العربية لإلعالم‬

‫والنشر‪ ،‬اجليزة‪.5999 ،‬‬

‫‪ -‬صالح العقاد‪ ،‬ليبيا املعاصرة‪ ،‬القاهرة‪.5991 ،‬‬

‫‪ -‬مصطفى أمحد بن حليم‪ ،‬صفحات من اتريخ ليبيا السياسي‪ ،‬بريطانيا‪.5993 ،‬‬

‫‪ ،..................... -‬ليبيا انبعاث أمة وسقوط دولة‪ ،‬منشورات اجلمل‪ ،‬أملانيا‪.3111 ،‬‬

‫‪ -‬مصطفى علوي‪ ،‬السلوك األمريكي يف أزمة أاير‪/‬مايو – حزيران‪/‬يونيو ‪ ،5999‬يف‪ :‬السياسة األمريكية‬

‫والعرب‪ ،‬ط‪ ،1‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬بريوت‪.5995 ،‬‬

‫‪ -‬هنري أنيس ميخائيل‪ ،‬العالقات االنكليزية – الليبية مع حتليل للمعاهدة االنكليزية – الليبية‪ ،‬القاهرة‪،‬‬

‫‪.5991‬‬

‫‪ -‬هنري حبيب‪ ،‬ليبيا بني املاضي واحلاضر‪ ،‬ترمجة شاكر إبراهيم‪ ،‬املنشأة الشعبية للنشر والتوزيع واملطابع‪،‬‬

‫ليبيا‪.5915 ،‬‬

‫‪ -‬جميد خدوري‪ ،‬ليبيا احلديثة دراسة يف تطورها السياسي‪ ،‬ترمجة نيقوال زايدة‪ ،‬مراجعة انصر الدين األسد‪،‬‬

‫بريوت‪.5999 ،‬‬

‫الكتب ابللغة االنكليزية‪:‬‬

‫‪- Haley, p. Edward, Qaddafi and the United States since 1969, New York‬‬
‫‪,1984.‬‬
‫‪- El-Kiknia, Mansour, Libya’s Qaddafi the Politics of Contradiction,‬‬
‫‪University Press of Florida, 1997.‬‬
‫‪- John, Ronald Bruce St., Libya and the United States two Centuries of‬‬
‫‪Strife, University of Pennsylvania Press, Philadelphia, 2006.‬‬

‫دراسات اترخيية العدد اخلامس عشر كانون األول ‪3102‬‬


‫‪322‬‬
‫ إبراهيم فنجان اإلمارة‬.‫ د‬.‫ م‬.‫أ‬ 0791 ‫االنسحاب األمريكي من قاعدة ويلس يف ليبيا‬

- Praeger, Frederick A., Air Dates, New York, 1957.


- Sandars C.T. America’s Overseas Garrisons the Leasehold Empire, New
York, 2000.
- Year Book of United Nations, 1948-1949.

:‫ املقاالت‬:‫خامسا‬

:‫العربية‬

،‫ السنة السادسة‬،59 ‫ العدد‬،‫ جملة السياسة الدولية‬،‫ تصفية القواعد األجنبية يف ليبيا‬،‫ عبد الرحيم شليب‬-

.5991 ،‫مصر‬

:‫االنكليزية‬

- Boyne, Walter J., The years of Wheelus, Perforce Magazine, Vol. 91,
No.1, January 2008.

:‫ املوسوعات والقواميس التارخيية‬:‫سادسا‬

- John, Ronald Bruce St., Historical Dictionary of Libya, Fourth Edition,


Scarecrow press, 2006.
- EnWikipedia.org /Wiki/Dhahran_ Airfield.

3102 ‫دراسات اترخيية العدد اخلامس عشر كانون األول‬


322

Powered by TCPDF (www.tcpdf.org)

You might also like