Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 19

‫عرض كتاب األوبئة واجملاعات‬

‫يف والية طرابلس الغرب (‪)5155-5381‬‬


‫ﺍﻷﻭﺑﺌﺔ ﻭﺍﻟﻤﺠﺎﻋﺎﺕ ﻓﻰ ﻭﻻﻳﺔ ﻃﺮﺍﺑﻠﺲ ﺍﻟﻐﺮﺏ ‪ 1911 - 1835‬ﻡ‪ : .‬ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻋﻦ ﻣﺮﻛﺰ ﺟﻬﺎﺩ‬ ‫ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ‪:‬‬
‫ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﻴﻦ ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ‪2006‬‬
‫ﻣﺠﻠﺔ ﺍﻟﺒﺤﻮﺙ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ‪:‬‬
‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ التارخيية ‪6002‬‬
‫للدراسات‬ ‫الليبيني‬
‫ﻭﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ‬ ‫جهاد‬
‫ﻟﻠﻤﺤﻔﻮﻇﺎﺕ‬ ‫ركز‬
‫ﺍﻟﻠﻴﺒﻰ‬ ‫الصادر عن م‬
‫ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ‪:‬‬
‫ﺍﻟﻤﺤﺠﻮﺏ‪ ،‬ﺃﻣﺎﻝ ﻣﺤﻤﺪ‬ ‫ﺍﻟﻤؤﻟﻒ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ‪:‬‬
‫أتليف‪ :‬أمال حممد احملجوب‬ ‫ﺍﻟﺪﻭﻳﺒﻲ‪ ،‬ﺧﻠﻴﻔﺔ ﻣﺤﻤﺪ)ﻋﺎﺭﺽ(‬ ‫ﻣؤﻟﻔﻴﻦ ﺁﺧﺮﻳﻦ‪:‬‬
‫ﻣﺞ‪ ,33‬ﻉ‪2‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﻠﺪ‪/‬ﺍﻟﻌﺪﺩ‪:‬‬

‫عرض‪ :‬أ‪ .‬خليفة حممد الدوييب‬ ‫ﻧﻌﻢ‬ ‫ﻣﺤﻜﻤﺔ‪:‬‬


‫‪2011‬‬ ‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ‪:‬‬
‫ﻳﻮﻟﻴﻮ‬ ‫ﺍﻟﺸﻬﺮ‪:‬‬
‫كلية اآلداب والعلوم‪ /‬ترهونة‬
‫‪207 - 224‬‬ ‫ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ‪:‬‬
‫‪771391‬‬ ‫ﺭﻗﻢ ‪:MD‬‬
‫هذا الكتاب يتناول ابلدراسة والتحليل ظاهرة األوبئة واجملاعات اليت ظهرت يف والية طرابلس الغرب‬
‫ﻋﺮﻭﺽ ﻛﺘﺐ‬ ‫ﻧﻮﻉ ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻯ‪:‬‬
‫‪ 5155HumanIndex‬وهو يتناول أحد جوانب التاريخ االجتماعي يف ليبيا الذي‬
‫العهد العثماين الثاين ‪-5381‬‬ ‫ﻗﻮﺍﻋﺪ خالل‬
‫ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‪:‬‬
‫ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﻭﺍﻷﻭﺑﺌﺔ‪ ،‬ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭﺍﻟﻤﺠﺎﻋﺎﺕ‪ ،‬ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻰ ﺍﻟﺜﺎﻧﻰ‪ ،‬ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻰ‪ ،‬ﻣﺮﻛﺰ‬ ‫ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ‪:‬‬
‫ماجستري‪،‬‬
‫ﺍﻟﻜﺘﺐ‬ ‫أطروحةﻭﺗﺤﻠﻴﻞ‬
‫ﻟﻴﺒﻴﺎ‪،‬أوﻋﺮﻭﺽ‬
‫األساس‪ ،‬حبثا‬
‫ﻭﻻﻳﺔيفﻃﺮﺍﺑﻠﺲ‬
‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ‪ ،‬كان‬
‫الكتاب الذي‬ ‫ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﻴﻦوقد قدم‬
‫ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺎﺕ‬ ‫ﺟﻬﺎﺩاألخرية‬
‫الفرتة‬ ‫ظهر االهتمام به يف‬
‫‪https://search.mandumah.com/Record/771391‬‬ ‫ﺭﺍﺑﻂ‪:‬‬
‫قدمتها الباحثة لقسم التاريخ يف كلية اآلداب طرابلس‪ ،‬وقام مركز جهاد الليبيني بنشره يف عام ‪.6002‬‬

‫ذكرت الباحثة أن األحداث التارخيية اليت مرت إبايلة طرابلس الغرب سامهت يف حتديد مسارها‬
‫السياسي واالقتصادي واالجتماعي‪ ،‬وأشارت أبن البالد شهدت موجات متواصلة من األوبئة واألمراض‬
‫وكانت الكولريا واملالراي أخطرها وأكثرها انتشارا‪ ،‬خالل فرتة الدراسة‪ ،‬يف معظم مناطق اإلايلة مبا فيها‬
‫املناطق اجلنوبية اليت تكثر فيها الربك واملستنقعات‪.‬‬

‫هذا إىل جانب بعض أمراض أخرى كأمراض اجلهاز اهلضمي والتنفسي والتناسلي والعيون‪ ،‬وأمراض‬
‫األطفال املتمثلة يف احلصبة والسعال الديكي‪ ،‬وأمراض السخانة (السمهود)‪.‬‬

‫© ‪ 2020‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪ .‬ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪.‬‬


‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪ .‬ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻭ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ‬
‫ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﻄﻲ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ ﺩﺍﺭ‬
‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪.‬‬

‫جملة البحوث التارخيية‬ ‫‪112‬‬ ‫العدد الثاين ‪1122‬‬


‫عرض كتاب األوبئة واجملاعات‬

‫يف والية طرابلس الغرب (‪)5155-5381‬‬

‫الصادر عن مركز جهاد الليبيني للدراسات التارخيية ‪6002‬‬

‫أتليف‪ :‬أمال حممد احملجوب‬

‫عرض‪ :‬أ‪ .‬خليفة حممد الدوييب‬

‫كلية اآلداب والعلوم‪ /‬ترهونة‬

‫هذا الكتاب يتناول ابلدراسة والتحليل ظاهرة األوبئة واجملاعات اليت ظهرت يف والية طرابلس الغرب‬
‫خالل العهد العثماين الثاين ‪ 5155-5381‬وهو يتناول أحد جوانب التاريخ االجتماعي يف ليبيا الذي‬
‫ظهر االهتمام به يف الفرتة األخرية وقد قدم الكتاب الذي كان يف األساس حبثا أو أطروحة ماجستري‪،‬‬
‫قدمتها الباحثة لقسم التاريخ يف كلية اآلداب طرابلس‪ ،‬وقام مركز جهاد الليبيني بنشره يف عام ‪.6002‬‬

‫ذكرت الباحثة أن األحداث التارخيية اليت مرت إبايلة طرابلس الغرب سامهت يف حتديد مسارها‬
‫السياسي واالقتصادي واالجتماعي‪ ،‬وأشارت أبن البالد شهدت موجات متواصلة من األوبئة واألمراض‬
‫وكانت الكولريا واملالراي أخطرها وأكثرها انتشارا‪ ،‬خالل فرتة الدراسة‪ ،‬يف معظم مناطق اإلايلة مبا فيها‬
‫املناطق اجلنوبية اليت تكثر فيها الربك واملستنقعات‪.‬‬

‫هذا إىل جانب بعض أمراض أخرى كأمراض اجلهاز اهلضمي والتنفسي والتناسلي والعيون‪ ،‬وأمراض‬
‫األطفال املتمثلة يف احلصبة والسعال الديكي‪ ،‬وأمراض السخانة (السمهود)‪.‬‬

‫جملة البحوث التارخيية‬ ‫‪112‬‬ ‫العدد الثاين ‪1122‬‬


‫عرض كتاب األوبئة واجملاعات‬ ‫أتليف‪ :‬أمال حممد احملجوب‬

‫طرحت الباحثة عدة تساؤالت يف معاجلتها موضوع األوبئة واألمراض أمهها تركز حول الكيفية اليت‬
‫جاهبت هبا اإلدارة العثمانية املركزية وإدارة الوالية تلك األوبئة واألمراض واإلجراءات الوقائية والعالجية اليت‬
‫اختذها اجلهاز احلكومي آنذاك للقضاء على تلك األوبئة واألمراض واإلمكاانت العالجية اليت كانت متوفرة‬
‫آنذاك‪.‬‬

‫من بني تلك األسئلة‪:‬‬

‫ما هي التأثريات االقتصادية واالجتماعية والسياسية لتلك األوبئة واألمراض؟‬

‫ومن خالل البحث حاولت اإلجابة عن األسئلة اليت طرحتها‪.‬‬

‫تكمن أمهية هذه الدراسة يف أهنا من بني احملاوالت القليلة اليت ركزت على موضوع اجملاعات واألمراض‬
‫بصورة منفردة ومنفصلة‪ ،‬فهي حماولة لسد الفراغ يف املكتبة العربية ولو جزئيا عن هذا املوضوع‪.‬‬

‫وأشارت الباحثة إىل أهنا واجهت بعض املصاعب أو املشاكل املنهجية واملصدرية‪ .‬ومنها عدم متكنها‬
‫من احلصول على إحصائيات دقيقة عن الوفيات واملصابني هبذه األمراض واعتماد املصادر سواء كانت‬
‫أولية أو اثنوية على طريقة الوصف العام مع وجود بعض املغالطات واملبالغات‪.‬‬

‫‪ -‬عدم معرفة اجملال اجلغرايف الذي أصابته اجملاعات واألوبئة‪ ،‬وكذلك حصر الفرتة الزمنية اليت استمر هبا‬
‫الوابء أو املرض‪.‬‬

‫قسمت الدراسة إىل مقدمة وأربعة فصول وخامتة‪ .‬خصص الفصل األول لدراسة سنوات اجلذب‬
‫واجملاعات‪ ،‬مركزة ابخلصوص على دميغرافية املنطقة والذي مشل وصفا عاما لإلايلة‪ ،‬مث التعرض لسنوات‬
‫اجملاعة اليت عانت منها اإلايلة وبيان ألهم مظاهرها‪.‬‬

‫جملة البحوث التارخيية‬ ‫‪112‬‬ ‫العدد الثاين ‪1122‬‬


‫أتليف‪ :‬أمال حممد احملجوب‬ ‫عرض كتاب األوبئة واجملاعات‬

‫وتطرق الفصل الثاين لألوبئة واألمراض يف والية طرابلس الغرب مركزا على أهم األوبئة واألمراض اليت‬
‫شاع انتشارها يف الوالية مثل (الكولريا ‪-‬الطاعون ‪-‬السل ‪-‬اجلدري ‪-‬الرمد ‪-‬الزهري) وغريها من األمراض‬
‫وذكر أسباهبا ومناطق انتشارها‪.‬‬

‫أما الفصل الثالث فيعاجل اإلجراءات الصحية الوقائية والعالجية للحد من انتشار األوبئة واألمراض‪،‬‬
‫حيث اهتمت اإلدارة العثمانية إبنشاء نظام احلجر الصحي‪ ،‬إىل جانب املستشفيات اليت حاولت من‬
‫خالهلا القضاء على األمراض‪ ،‬كما كان هلا اجتاه آخر متثل يف إنشاء الصيدليات‪ ،‬ويربز هذا الفصل دور‬
‫الطب الشعيب مبختلف فروعه‪ ،‬والدور الذي لعبه هذا الطب يف معاجلة تلك األمراض والذي اعتمد عليه‬
‫األهايل كثريا‪.‬‬

‫واختص الفصل الرابع ابحلديث عن التأثريات االجتماعية والسياسية واالقتصادية لألمراض واألوبئة‬
‫حيث ساهم انتشار األوبئة يف تغيري منط حياة األهايل‪ ،‬واخنفاض عدد السكان بسبب اهلجرات سواء‬
‫أكانت داخلية أم خارجية هراب من تلك الكوارث‪.‬‬

‫وقد اعتمدت الدراسة على جمموعة من املصادر واملراجع هي‪-:‬‬

‫أوال‪ :‬املصادر األولية غري املنشورة مشلت واثئق دار احملفوظات التارخيية‪.‬‬

‫‪ -5‬سجالت احملاكم الشرعية اخلاصة مبحكمة طرابلس‪.‬‬

‫‪ -6‬واثئق مركز جهاد الليبيني للدراسات التارخيية‪.‬‬

‫اثنيا‪ :‬مصادر أولية منشورة‬

‫اثلثا‪ :‬الصحف احمللية الصادرة خالل فرتة الدراسة‬

‫رابعا‪ :‬كتب الرحالة‬

‫جملة البحوث التارخيية‬ ‫‪112‬‬ ‫العدد الثاين ‪1122‬‬


‫عرض كتاب األوبئة واجملاعات‬ ‫أتليف‪ :‬أمال حممد احملجوب‬

‫خامسا‪ :‬املراجع األخرى املتمثلة يف الكتب والدورايت اليت تناولت املوضوع‪.‬‬

‫أما اخلامتة فقد احتوت على ما توصلت إليه الباحثة من نتائج‪.‬‬

‫يف الفصل األول سلطت الباحثة الضوء على طبيعة احلياة العامة يف البالد وكذلك طبيعة املنطقة‬
‫اجلغرافية وأثرها يف حياة املواطنني‪.‬‬

‫مث تطرقت إىل‪-:‬‬

‫الرتكيبة السكانية داخل اإلايلة بتعدد األجناس على رأسهم العرب‪ ،‬واليهود‪ ،‬والزنوج‪ ،‬واألتراك‬
‫املتوطنون‪ ،‬ابإلضافة إىل اجلالية األوروبية املتمثلة يف املالطني واإلجنليز واإليطاليني والفرنسيني‪ ،‬واألسبان‪،‬‬
‫واليواننيني وغريهم‪.‬‬

‫ومع أواخر القرن التاسع عشر بدأت تتوفر بعض املعلومات متثلت يف الواثئق التارخيية وكتب الرحالة‬
‫وكتاابت أوروبية‪ ،‬ساعدت على إعطاء بعض اإلحصائيات التقريبية عن تعداد السكان داخل اإلايلة فكان‬
‫عدد سكان مدينة طرابلس سنة ‪ 5806‬هـ املوافق ‪ 5334‬هو (‪ )61000‬نسمة أييت املسلمون يف املرتبة‬
‫األوىل واألجانب واليهود فيما بعد وقد أوردت الباحثة جدولني أحدمها للمباين واملنشآت داخل سور مدينة‬
‫طرابلس واآلخر خارج سور املدينة‪.‬‬

‫وتستنتج الباحثة أن التقديرات اليت دوهنا بعض الرحالة يف معرفة عدد السكان داخل الوالية تبقى جمرد‬
‫ختمينات ألهنا ال تستند على إحصائيات دقيقة‪ ،‬وال ميكن أن تكون لدينا بناء على مثل هذه املعطيات إال‬
‫فكرة مبهمة عن عدد السكان‪ ،‬سيما وأن التقديرات ال تشمل البوادي‪ ،‬وكذلك املناطق اجلبلية إذ أن طبيعة‬
‫املنطقة اجلغرافية جعلت التمركز السكاين حمصورا يف املناطق الساحلية‪ ،‬واملناطق ذات األنشطة التجارية‬
‫املختلفة كطرابلس وفزان‪.‬‬

‫جملة البحوث التارخيية‬ ‫‪121‬‬ ‫العدد الثاين ‪1122‬‬


‫أتليف‪ :‬أمال حممد احملجوب‬ ‫عرض كتاب األوبئة واجملاعات‬

‫هذا وأشارت الباحثة إىل حقيقة اترخيية معروفة وهي أن الطبيعة اجلغرافية للبالد جعلت السكان‬
‫يعتمدون على النشاط الزراعي الذي اعترب الركيزة األوىل حلياة أغلب السكان يف البالد وأن أهم املراكز‬
‫التجارية داخل الوالية هي مدن طرابلس واخلمس وفزان اليت اعتربت من األمهية مبكان حبيث أصبحت يف‬
‫احللقة التجارية اليت تربط بني الشمال واجلنوب‪.‬‬

‫هذا وقد استندت الباحثة يف وصف الوالية على ما كتبه الرحالة األوروبيون الذين كتب بعضهم عن‬
‫مدينة طرابلس ووصف شوارعها وأزقتها وعقد مقارانت بني تلك اآلراء‪.‬‬

‫كما سجلت الباحثة بعض املالحظات عن حالة النظافة بشكل عام يف بعض املدن يف اإلايلة ‪-‬‬
‫كطرابلس واخلمس وإقليم فزان وقد وجدت أهنا تتصف عموما ابإلمهال وكان تصريف املياه وانتشار‬
‫القاذورات جبوار الدور املزدمحة وانعدام وسائل التهوية الكافية‪ ،‬يف البيوت األمر الذي أثر يف الصحة العامة‬
‫داخل اإلايلة‪.‬‬

‫كما تعرضت الباحثة إىل موقف اإلدارة العثمانية بشأن النظافة‪ ،‬وحث البلدية على ضرورة األخذ‬
‫أبسباب النظافة‪ ،‬وخاصة بعد الكوارث الوابئية اليت تعرضت هلا اإلايلة‪.‬‬

‫ويف معرض حديثها عن الطعام أو التغذية يف البالد تشري الباحثة إىل أن‪:‬‬

‫الغذاء اختلفت نوعيته ليس ابختالف املناطق فحسب بل ابختالف الوضع االقتصادي لألفراد‪،‬‬
‫وميكن القول إن الغذاء يف املنطقة بشكل عام كان يعتمد على املواد النشوية أييت يف مقدمتها اخلبز املصنوع‬
‫من القمح والشعري‪.‬‬

‫وفيما يتعلق ابستهالك اللحم فقد كان ضئيال إن مل نقل معدوما خاصة عند الفئات الفقرية‪.‬‬

‫جملة البحوث التارخيية‬ ‫‪122‬‬ ‫العدد الثاين ‪1122‬‬


‫عرض كتاب األوبئة واجملاعات‬ ‫أتليف‪ :‬أمال حممد احملجوب‬

‫سنوات اجلدب واجملاعة‬

‫عاشت اإلايلة فرتة جماعة وبؤس وجدب اشتدت على الناس‪ ،‬وتضررت خالهلا أشد الضرر‪ ،‬وخلفت‬
‫آاثرا سلبية على اجلوانب الدميغرافية واالقتصادية بشكل مباشر‪ ،‬وبتواليها خلقت أرضية خصبة لظهور‬
‫األوبئة الفتاكة واألمراض املستعصية‪.‬‬

‫لقد كانت نتائج اجملاعات على العموم فرار كثري من األهايل من الريف إىل املدن للبحث عن الغذاء‬
‫مما أدى إىل اكتظاظ املدن ابألهايل واعتماد على املصادر املتوفرة ذكرت الباحثة أمثلة لسنوات اجلذب‬
‫واجلفاف وما أطلقه عليها األهايل من أمساء (عام السفناري وعام الدقيق) واختذها السكان اترخيا يؤرخون‬
‫به ملواليدهم ووفياهتم‪.‬‬

‫‪-‬مظاهر اجملاعة‬

‫املوت من أول وأهم مظاهر اجملاعة‪ ،‬حيث كان األهايل يتساقطون صرعي للجوع وأبعداد كبرية‪.‬‬

‫أما املظهر الثاين فهو التسميات اليت أطلقت على سنوات اجملاعات فباإلضافة إىل ما سبق ذكره (عام‬
‫السفناري‪ ،‬عام الدقيق) فقد أطلق اسم (عام الذبح) حيث ذحبت أعداد كبرية من احليواانت بسبب ضعفها‬
‫وإشرافها على النفوق بسبب ندرة املرعى واضطر األهايل إىل االكتفاء أبكل اللحوم‪ .‬إضافة إىل تسميات‬
‫أخرى كعام الشر وعام اجلوع وهي تسميات شاع استخدامها بني أهايل اإلايلة ويتمثل املظهر الثالث يف‬
‫فرار الناس وتشتتهم حبثا عن ما يسد رمقهم مما أدى إىل ازدحام داخل طرابلس املركز‪.‬‬

‫وكانت حماوالت اإلدارة العثمانية لتطويق كارثة اجلوع حماوالت عاجزة ومرتدية وأن كثرة الوافدين على‬
‫مركز الوالية عكس الصورة املأساوية اليت وصلت إليها الوالية ‪-‬واليت مست بصورة مباشرة احلياة االقتصادية‬
‫واالجتماعية داخلها حيث كان هناك تناسب طردي بني زايدة اجملاعة وزايدة أعداد القادمني من الدواخل‬
‫إىل مركز الوالية‪.‬‬

‫جملة البحوث التارخيية‬ ‫‪121‬‬ ‫العدد الثاين ‪1122‬‬


‫أتليف‪ :‬أمال حممد احملجوب‬ ‫عرض كتاب األوبئة واجملاعات‬

‫تلك احلالة من اجلوع تزامنت مع عدم متكن اإلدارة من جباية الضرائب وهو مظهر من مظاهر‬
‫اجملاعة‪ ،‬خاصة‪ ،‬أن الناس خالهلا عجزوا عن الدفع بسبب توقف حركة التجارة اليت أتثرت هي األخرى‬
‫حبالة اجملاعة اليت متر هبا الوالية‪.‬‬

‫الفصل الثاني‬

‫وقد خصص لدراسة األوبئة واألمراض داخل الوالية حيث كان من الطبيعي ‪-‬بعد مراحل اجلدب‬
‫واجلوع اليت شهدهتا إايلة طرابلس الغرب ‪-‬أن يسيطر زخم كبري من األوبئة واألمراض‪ ،‬حيث أملت هبا يف‬
‫فرتات زمنية متقاربة حينا‪ ،‬ومتباعدة أحياان أخرى‪ ،‬وغالبا ما يكون أصل هذه األوبئة واألمراض من خارج‬
‫اإلايلة‪ ،‬فتصلها عن طريق القوافل الربية التجارية‪ ،‬أو بواسطة السفن القادمة إىل موانيها من خمتلف البلدان‬
‫اجملاورة والبعيدة عنها‪ ،‬وأبرز تلك األوبئة واألمراض (الكولريا ‪-‬الطاعون ‪-‬املالراي ‪-‬اجلدري ‪-‬الزهري‬
‫التيفوس ‪-‬وأمراض العيون ‪-‬وأمراض الصدر ‪-‬وأمراض احليواانت املختلفة)‪.‬‬

‫الفصل الثالث‬

‫ويتناول اإلجراءات الصحية داخل والية طرابلس الغرب ومت تقسيمه إىل أربعة مباحث هي‪:‬‬

‫‪ -5‬نظام احلجر الصحي‬

‫‪ -6‬إنشاء املستشفيات‬

‫‪ -8‬أتسيس الصيدليات‬

‫‪ -4‬طرق خمتلفة للعالج‬

‫جملة البحوث التارخيية‬ ‫‪122‬‬ ‫العدد الثاين ‪1122‬‬


‫عرض كتاب األوبئة واجملاعات‬ ‫أتليف‪ :‬أمال حممد احملجوب‬

‫‪-1‬نظام احلجر الصحي‪-:‬‬

‫إن نظام احلجر الصحي كان من أكثر األنظمة اليت أولتها اإلدارة العثمانية اهتماما خاصا ال سيما يف‬
‫السنوات اليت انتشرت فيها األوبئة الفتاكة‪ ،‬وكان يطلق على احلجر الصحي يف الوالية (الكرنتينة أو كرنطني‬
‫أو كرنتة) وتعين يف اللغة اإليطالية أربعني يوما‪ ،‬وهي الفرتة اليت يقضيها الوابء يف جسد اإلنسان حىت تظهر‬
‫معامله‪ ،‬وسنت اإلدارة العثمانية نظام احلجر الصحي كنظام معرتف به قانوان منذ سنة ‪.5381‬‬

‫ومنذ ذلك التاريخ بدأت يف فرض عقوابت على املخالفني ألنظمة احلجر الصحي‪ ،‬والتشديد على‬
‫ضرورة اتباعها حبذافريها‪.‬‬

‫لقد مت إنشاء عدة حماجر صحية يف بنغازي‪ ،‬اخلمس‪ ،‬طربق‪ ،‬غري أن أمهها هو حمجر ميناء طرابلس‬
‫مركز الوالية‪ ،‬وأنشئت مبان خاصة إلدارة احلجر الصحي يف كل ميناء من املواين كان يقوم ابإلشراف على‬
‫تسيري األعمال داخله جمموعة أطباء ومساعدوهم‪ ،‬كما توجد يف احلجر الصحي آالت لتبخري وتطهري‬
‫وتعقيم بضائع وحاجات الركاب القادمني من املناطق املوبوءة وكانت دوائر احلجر الصحي تكلف اإلدارة‬
‫العثمانية مبالغ طائلة من حيث رواتب العمال واألطباء‪ ،‬ومصاريف التبخري والتطهري‪.‬‬

‫أما أول خطوة كاشا تقوم هبا إدارة احلجر الصحي يف مركز الوالية يف حالة ظهور علة سارية فهي‬
‫إرسال برقيات إىل دوائر احلجر الصحي داخل الوالية الربية والبحرية ألخذ احلذر‪.‬‬

‫وقد أمرت املفتشية الصحية كل املداخل البحرية منها يف مجيع األلوية داخل الوالية أن تعيد كل سفينة‬
‫مصابة ابلكولريا إىل بالدها‪ ،‬كما فرضت عقوابت شديدة على املخالفني تصل إىل إصدار حكم اإلعدام‪.‬‬

‫كما خضعت احليواانت يف الوالية هي األخرى ألنظمة احلجر الصحي حيث كانت احليواانت من‬
‫الوسائل الناقلة لألمراض واألوبئة لإلنسان‪ ،‬لذلك شددت اإلدارة على ضرورة الكشف عن احليواانت‬
‫اجمللوبة‪ ،‬وإعطائها شهادة صحية قبل دخوهلا للوالية‪.‬‬

‫جملة البحوث التارخيية‬ ‫‪122‬‬ ‫العدد الثاين ‪1122‬‬


‫أتليف‪ :‬أمال حممد احملجوب‬ ‫عرض كتاب األوبئة واجملاعات‬

‫ويف بعض السنوات خاصة املوبوءة كان سكان بعض الدول كإيطاليا مثال يفرون من بالدهم خوفا من‬
‫الوابء‪ ،‬وكان الكثري منهم يرى يف والية طرابلس مالذا له‪ ،‬لذلك طالبت الكثري من الدول اجملاورة من إدارة‬
‫والية طرابلس تشديد احلجر الصحي على القادمني من إيطاليا‪.‬‬

‫ومل يقتصر تطبيق احلجر الصحي على احلدود الربية والبحرية بل طبق بني خمتلف املناطق الداخلية ملنع‬
‫انتشار األوبئة‪.‬‬

‫‪-2‬إنشاء املستشفيات‪-:‬‬

‫كان من ضمن اإلجراءات العالجية اليت انلت قسطا من اهتمام اإلدارة العثمانية هي أتسيس املراكز‬
‫الصحية املتمثلة يف املستشفيات واملستوصفات العالجية يف مناطق خمتلفة حيث أنشئ املستشفى‬
‫العسكري‪ ،‬ومستشفى املساجني‪ ،‬ومستشفى الغرابء‪ ،‬ومستشفى البلدية يف مدينة طرابلس‪.‬‬

‫وابإلضافة إىل املستشفيات اليت أنشئت يف مدينة طرابلس‪ ،‬افتتح عام ‪ 5102‬م مستشفى يف‬
‫متصرفية اخلمس وكذلك يف منطقة فزان ومدينة بنغازي‪.‬‬

‫كما وجدت يف والية طرابلس مراكز صحية أخرى عرفت ابسم املستوصفات‪ ،‬أدت دورا مهما يف‬
‫إسعاف املرضى أثناء إصابتهم ابملرض يف املراحل األوىل‪ ،‬وكان من أهم املستوصفات مستوصف املسرت ريد‬
‫الذي أتسس سنة ‪ 5313‬م‪ ،‬ومسي هبذا االسم نسبة إىل مؤسسه الطبيب ريد‪ ،‬واجلدير ابلذكر أن هذا‬
‫املستوصف استمر العالج به حىت عام ‪ ،5128‬ومستوصف كبري مبدينة طرابلس تديره راهبات القديس‬
‫يوسف‪ ،‬وعلى غراره وجد يف بنغازي مستوصف أقامته القنصلية اإليطالية غري أن األخري ال يتقاضى أجورا‬
‫عن اخلدمات الطبية املقدمة من قبله للمرضى‪.‬‬

‫جملة البحوث التارخيية‬ ‫‪122‬‬ ‫العدد الثاين ‪1122‬‬


‫عرض كتاب األوبئة واجملاعات‬ ‫أتليف‪ :‬أمال حممد احملجوب‬

‫‪-3‬إنشاء الصيدليات‪-:‬‬

‫كان للصيدليات دور ابرز يف التداوي والعالج‪ ،‬حيث اعتربت صيدلية (كسار) أول صيدلية عرفت‬
‫يف العهد العثماين الثاين‪ ،‬هذا وجيب اإلشارة إىل أن أول صيدلية عرفت يف العهد العثماين األول هي‬
‫صيدلية السرااي‪ ،‬وال يزال مكاهنا قائما ابلقرب من مدرسة عثمان ابشا‪.‬‬

‫كذلك أنشئت صيدليات أخرى منها الصيدلية العثمانية واملساجني وصيدليات أخرى يف مناطق‬
‫بنغازي واخلمس‪ ،‬وكانت أغلب األدوية املوجودة يف الصيدليات مستجلبة من أورواب‪ ،‬وكان جزء منها يورد‬
‫من األستانة‪ ،‬وغالبا ما كانت تكاليف جلبه ابهظة الثمن‪.‬‬

‫كما استعمل التلقيح ملختلف أنواع األمراض وال سيما التلقيح ضد اجلدري وكانت اإلدارة العثمانية‬
‫حتاول من جهتها لفت انتباه املسؤولني الصحيني إىل ضرورة تطبيق عملية التلقيح بطريقة صحيحة‪ ،‬وابلرغم‬
‫من ذلك فقد عانت بعض مناطق الوالية من نقص حقن التطعيم‪.‬‬

‫وأوردت الباحثة جدوال يبني موظفي الصحة الذين يتقاضون رواتب من البلدية‪.‬‬

‫‪-4‬العالج الشعيب‪-:‬‬

‫كان الطب الشعيب ملجأ للكثري ممن وقع حتت سيطرة املرض‪ ،‬وانقسم الطب الشعيب وطرقه يف العالج‬
‫قسمني‪ :‬األول نفسي وروحي‪ ،‬مت العالج فيه بطريقة تعتمد على الغيب حيث يستخدم املعاجل أمساء غري‬
‫مفهومه‪ ،‬وآايت قرآنية‪ ،‬وما إىل ذلك من الطرق اليت ميارسها األطباء الشعبيون‪.‬‬

‫أما الثاين فيتمثل يف الطريقة املادية حيث يستخرج العالج فيها من النبات واحليواانت حبيث ختلط‬
‫بطريقة معينة ويصنع منها دواء للعالج‪ ،‬وقد أطلق على مزاول هذه املهنة (طبيب شعيب) وانل أغلبهم شهرة‬
‫واسعة إىل جانب احرتام الناس وتقديرهم‪.‬‬

‫جملة البحوث التارخيية‬ ‫‪122‬‬ ‫العدد الثاين ‪1122‬‬


‫أتليف‪ :‬أمال حممد احملجوب‬ ‫عرض كتاب األوبئة واجملاعات‬

‫وأشارت املصادر إىل أن اغلب املشاكل اليت واجهت الطبيب الشعيب هي مشاكل مادية حيددها‬
‫املرضى املتعاجلون‪ .‬وكان سوق األعشاب من األماكن املميزة يف طرابلس‪ ،‬وكان هذا السوق أشبه مبجمع‬
‫صيدليات‪ ،‬ومن بني هؤالء أشخاص ذوو خربة يف جمال حتضري األدوية الشعبية‪ ،‬حيث يقومون بسؤال‬
‫املريض عن مكان املرض وأعراضه فينصحونه بتناول أنواع معينة للعالج واملداواة‪.‬‬

‫وأشهر األعشاب املستخدمة آنذاك‪ :‬الفيجل‪ ،‬والكليل‪ ،‬والشيح‪ ،‬والروبية‪ ،‬الصبار‪ ،‬عصبة احلصان‪،‬‬
‫الزريقة‪ ،‬الشندقورة‪ ،‬املربوكة وهي عيدان لعالج السرطان‪.‬‬

‫واعترب نبات الزعفران من النبااتت اليت انلت شهرة طبية واسعة داخل الوالية وخارجها‪ ،‬حيث يزرع‬
‫هذا النبات يف غراين بكثرة وكانت بعض األمراض تعاجل بطريقة الكي ابلنار واحلجامة‪.‬‬

‫وقد اعتمد املعاجلون الشعبيون يف بعض األحيان على السحر والشعوذة يف معاجلة املرضى استعمل‬
‫املعاجل يف هذا اجلانب أعشااب كثرية أمهها (البخور‪ ،‬الوشق‪ ،‬الفاسوخ‪ ،‬احللتيت‪ ،‬اللبان‪ ،‬الصرب واملر‪،‬‬
‫املستكة‪ ،‬املسك‪ ،‬اجلاوي‪ ،‬القماري‪ ،‬العرضاوي)‪.‬‬

‫وكان االعتقاد السائد أن هذه التمائم واألحجية قادرة على شفاء املرضى ملا هلا من قدرة على دفع‬
‫املرض‪...‬‬

‫الفصل الرابع‪ :‬التأثريات االجتماعية واالقتصادية والثقافية والسياسية لألمراض واألوبئة داخل والية‬
‫طرابلس الغرب‬

‫وهذا الفصل قسم إىل أربعة مباحث هي‪-:‬‬

‫‪ -5‬التأثريات االجتماعية‬

‫‪ -6‬التأثريات االقتصادية‬

‫جملة البحوث التارخيية‬ ‫‪122‬‬ ‫العدد الثاين ‪1122‬‬


‫عرض كتاب األوبئة واجملاعات‬ ‫أتليف‪ :‬أمال حممد احملجوب‬

‫‪ -8‬التأثريات الثقافية‬

‫‪ -4‬التأثريات السياسية‬

‫لقد خلف انتشار وتواتر األمراض واألوبئة خلال واضحا يف البنيتني االقتصادية واالجتماعية داخل‬
‫والية طرابلس الغرب‪ ،‬وأدى إىل بروز ظواهر انعكست بشكل واضح على حياة األهايل داخل الوالية‪.‬‬

‫التأثريات االجتماعية‪:‬‬

‫تتمثل االنعكاسات االجتماعية اليت تعرضت هلا الوالية يف نقص واضح يف تعداد السكان وذلك‬
‫بسببني رئيسني مها‪ :‬كرتة الوفيات من جهة‪ ،‬وهجرة األهايل هراب من املرض واملوت من جهة أخرى‪.‬‬

‫حيث سجلت املصادر التارخيية املختلفة األعداد اهلائلة من الوفيات اليت أحدثتها األوبئة‪ ،‬وقد أدت‬
‫تلك الظواهر إىل جتاوب أهل الرب واإلحسان وقيامهم جبمع التربعات ملساعدة األهايل القاطنني يف املناطق‬
‫اليت أصاهبا املرض والقحط‪.‬‬

‫التأثريات االقتصادية‪:‬‬

‫لقد أدى انتشار األوبئة واألمراض واجملاعات إىل هجرة األهايل وبيع التجار حمالهتم أبخبس األمثان‪،‬‬
‫ومن مل جيد مشرتاي اضطر لقفل حمله واالبتعاد عن موطن وجود املرض واملوت‪ ،‬وقد أثرت اهلجرة بشكل‬
‫ملحوظ على احلركة التجارية داخل األسواق‪.‬‬

‫وقد أسهمت أنظمة احلجر الصحي وتطبيقها بشدة على السفن وخضوع البضائع املوجودة هبا‬
‫للتبخري والتطهري إىل كساد حركة السفن‪.‬‬

‫جملة البحوث التارخيية‬ ‫‪122‬‬ ‫العدد الثاين ‪1122‬‬


‫أتليف‪ :‬أمال حممد احملجوب‬ ‫عرض كتاب األوبئة واجملاعات‬

‫إضافة إىل ذلك كان هناك قلة يف اإلنتاج النتشار الكثري من األوبئة واألمراض اليت كانت تصيب‬
‫احليواانت يف الوالية‪ .‬هذا وقد أتثر نظام جباية الضرائب يف املناطق املوبوءة حيث تعذر على جامعي‬
‫الضرائب القيام مبهامهم بسبب فرار األهايل من مناطقهم هراب من املرض واجلوع‪.‬‬

‫التأثريات الثقافية‪:‬‬

‫لقد بدأ أتثري األوبئة واألمراض واضحا‪ ،‬حيث برز دور الصحف احمللية اليت أدت دورا مهما يف التنبيه‬
‫والتحذير واإلرشاد والوقاية والعالج من األمراض واألوبئة اليت كانت منتشرة حيث أفردت الصحف لذلك‬
‫أعمدة خاصة حتمل عناوين األمراض أو الوقاية منها‪ ،‬ومن بني تلك الصحف (طرابلس الغرب‪ ،‬الرتقي‪،‬‬
‫الرقيب‪ ،‬أبو قشة)‪.‬‬

‫وأخذت الصحف احمللية على عاتقها مهمة إلزام سلطة اإلدارة العثمانية بضرورة اختاذ إجراءات احلجر‬
‫الصحي‪.‬‬

‫التأثريات السياسية‪:‬‬

‫كان لقناصل الدول األجنبية دور ابرز يف مسالة االنعكاسات اليت أحدثتها موجة األوبئة واألمراض‪،‬‬
‫فقد تدخل بعضهم ‪-‬إن مل نقل كلهم حماولني حل املشاكل املرتبطة ابلصحة‪ ،‬كمشكلة نظافة الوالية‬
‫وتطهريها واالهتمام ابجلانب الصحي هلا‪ ،‬وقد وجدوا يف ذلك فرصة للتدخل يف شؤون الوالية الداخلية‬
‫حىت وصل بعضهم إىل العضوية يف جملس البلدية اخلاص ابلشؤون الصحية للتدخل املباشر يف شؤون الوالية‬
‫الداخلية‪.‬‬

‫كما يظهر دور القناصل يف محايتهم لبعض املؤسسات الصحية كهيئة الصليب األمحر‪ ،‬اليت أشرف‬
‫على إحضارها إىل الوالية القنصل األملاين ملساعدة هيئة اهلالل األمحر العثماين‪.‬‬

‫جملة البحوث التارخيية‬ ‫‪122‬‬ ‫العدد الثاين ‪1122‬‬


‫عرض كتاب األوبئة واجملاعات‬ ‫أتليف‪ :‬أمال حممد احملجوب‬

‫كما كان أتثريها واضحا من خالل وجود العديد من األقليات اليت استوطنت الوالية وعلى الرغم من‬
‫وجود الكثري منها يف الوالية مثل الزنوج‪ ،‬واأللبان‪ ،‬واجلاليات املالطية وغريهم إال أن اليهود اعتربوا أكثر هذه‬
‫األقليات متيزا يف الوالية حيث إهنم متازجوا مع السكان من حيث امللبس واألكل وحىت اللغة أصبحوا‬
‫جييدوهنا‪ ،‬كذلك برز دورهم أثناء الفرتات املوبوءة واعترب البعض منهم أن النطاق املضروب على احلارة اليت‬
‫عرفت ابمسهم (حارة اليهود) ما هو إال اضطهاد هلم القصد منه إرغامهم على املغادرة‪.‬‬

‫اخلامتة‬

‫تستخلص الباحثة أن موجات األوبئة واجملاعات اليت منيت هبا إايلة طرابلس الغرب خالل فرتة الدراسة‬
‫قد صبغت املنطقة بصبغة املوت السريع خاصة وابء الكولريا الذي اعترب من أخطر األوبئة‪ ،‬وأن عشوائية‬
‫احلجر الصحي أدت إىل انتقال األوبئة إىل الوالية خالل فرتة العهد العثماين الثاين‪ ،‬حيث وقع هذا النظام‬
‫بني تالعب ابلياته عن طريق الرشوة حينا‪ ،‬وبني خوف األهايل من احلصار الصحي الذي مثله هذا النظام‬
‫أحياان أخرى‪ ،‬وبني األقليات األوربية اليت استغلته لتنفيذ أغراضها السياسية من جهة اثلثة‪.‬‬

‫إن من أخطر مظاهر اجملاعات واألوبئة ازدايد عدد الوفيات‪ ،‬وهجرة األهايل من املناطق املصابة إىل‬
‫مناطق أخرى خالية من األمراض‪ ،‬وابلتايل أثر ذلك سلبا على دميغرافية املنطقة‪.‬‬

‫ورغم التشجيع الذي قامت به حكومة الوالية لألطباء كإعفائهم من دفع الضرائب ومنحهم أجورا‬
‫مرتفعة فإن مهنة الطب يف الوالية كانت مهنة طارئة‪.‬‬

‫ومما ساهم يف تفاقم األزمة االقتصادية من جراء األوبئة واألمراض قفل إدارة الوالية لألسواق أثناء فرتة‬
‫انتشار األوبئة كإجراء وقائي فأدى ذلك إىل غالء األسعار خاصة أسعار احلبوب‪.‬‬

‫جملة البحوث التارخيية‬ ‫‪111‬‬ ‫العدد الثاين ‪1122‬‬


‫أتليف‪ :‬أمال حممد احملجوب‬ ‫عرض كتاب األوبئة واجملاعات‬

‫أما على الصعيد االجتماعي فكان أتثري تلك األوبئة واجملاعات يظهر يف هجرة العديد من السكان‬
‫إىل خارج الوالية اتركني وراءهم عقاراهتم وممتلكاهتم‪ ،‬معرضني أنفسهم إىل أخطار الطرق املختلفة دون أن‬
‫نغفل عامل االحتكار الذي مارسه األقوايء متمثال يف التجار احملليني الذين رفعوا أسعار السلع‪ ،‬وقناصل‬
‫الدول األجنبية الذين اختذوا من سنوات اجملاعات واألوبئة ذريعة للتدخل السياسي يف شؤون الوالية‪.‬‬

‫ونتيجة لغياب اإلحصائيات الدقيقة عن عدد الوفيات من جراء األوبئة واألمراض وعن ارتفاع األسعار‬
‫لذلك تشري الباحثة إىل أهنا مل تتمكن من وضع أرقام دقيقة‪.‬‬

‫اعتمدت هذه الدراسة على جمموعة من املصادر واملراجع منها الواثئق وتشمل‪-:‬‬

‫‪ -‬واثئق دار احملفوظات التارخيية ابلسرااي احلمراء بطرابلس‪.‬‬

‫‪ -‬واثئق مركز جهاد الليبيني للدراسات التارخيية‬

‫وقد اعتمدت الباحثة على مصادر أولية أغلبها واثئق مل يسبق نشرها حمفوظة بدار احملفوظات التارخيية‬
‫بطرابلس ومركز جهاد الليبيني للدراسات التارخيية وبذلت جهدا يف مجع مادهتا وصياغتها ابلشكل املطلوب‬
‫وفق منهج وأسلوب اختذته لنفسها وهو أسلوب السرد والتحليل‪.‬‬

‫ومن خالل مطالعيت للكتاب أود إبداء املالحظات اليت ال تعين التقليل من مدى اجلهد الذي بذل‬
‫إلخراج هذا العمل إىل حيز الوجود‪.‬‬

‫‪ ‬كان جيب أن يكون ترتيب البحث على النحو التايل‪:‬‬

‫صفحة الغالف‪ ،‬اإلهداء‪ ،‬شكر وتقدير‪ ،‬فهرس‪ ،‬احملتوايت‪ ،‬املقدمة‪ ،‬الفصل األول‪ ،‬الفصل الثاين‪،‬‬
‫الفصل الثالث‪ ،‬الفصل الرابع‪ ،‬اخلامتة‪ ،‬قائمة املصادر واملراجع‪ ،‬املالحق‪ ،‬الكشاف العام‪.‬‬

‫جملة البحوث التارخيية‬ ‫‪112‬‬ ‫العدد الثاين ‪1122‬‬


‫عرض كتاب األوبئة واجملاعات‬ ‫أتليف‪ :‬أمال حممد احملجوب‬

‫‪ ‬عدم ذكر كافة البياانت عن املصدر أو املرجع مثل صفحة ‪ 34‬هامش (‪ )4‬حيث ذكرت مؤيد‬
‫العظم‪ ،‬رحلة يف الصحراء الكربى‪ ...‬والصحيح صادق مؤيد العظم‪ ،‬رحلة يف الصحراء الكربى يف‬
‫إفريقيا‪.‬‬

‫‪ ‬أشارت يف بعض األحيان إىل مصادر على أهنا مراجع وأحياان أخرى على أهنا مصادر وذلك كما وقع‬
‫يف الصفحات‪:‬‬

‫‪ 20‬هامش (‪ )8‬جامي مصدر وليس مرجع‪.‬‬

‫‪ 18‬هامش (‪ )6-5‬حسن الفقيه حسن مصدرا وليس مرجعا‪.‬‬

‫‪ 501‬هامش ‪ 8 ،6 ،5‬الواثئق العثمانية مصدرا وليس مرجعا‪.‬‬

‫‪ 80‬هامش (‪ )8‬واثئق اتريخ ليبيا احلديث‪ ،‬مصدرا وليس مرجعا‪.‬‬

‫‪ 63‬هامش (‪ )1‬حممد نوري‪ ،‬مرجعا وليس مصدرا‪.‬‬

‫‪ ‬االكتفاء يف بعض األحيان بذكر لقب املؤلف فقط‪ ،‬كما أشارت يف الصفحات ‪ :14 ،85‬رولفس‪،‬‬
‫‪ 20‬جامي‪ 14 ،‬كاكيا‪ ،86 ،61 ،‬ابنزة‪.‬‬

‫‪ ‬عدم توحيد طريقة اإلشارة إىل املراجع فأحياان تشري إىل كاتب املقال وأحياان تشري إىل اجمللة كما جاء‬
‫يف صفحات (‪ )15 ،36 ،44 ،48‬وذلك فيما خيص‪ 48 ،‬سعيد داود طوقدمري‪ ،‬األطباء‬
‫والصيادلة يف ليبيا منذ التاريخ القدمي إىل سنة ‪ ،5150‬جملة األفكار‪ ،‬اجلزء األول‪ ،‬طرابلس‪.5112 ،‬‬

‫جملة البحوث التارخيية‬ ‫‪111‬‬ ‫العدد الثاين ‪1122‬‬


‫أتليف‪ :‬أمال حممد احملجوب‬ ‫عرض كتاب األوبئة واجملاعات‬

‫‪ -44‬يد داود‪............،‬‬

‫‪ -36‬جملة األفكار‪......،‬‬

‫‪ -15‬جملة األفكا‪......،‬‬

‫‪ ‬عدم اإلشارة إىل املصدر ابلطريقة الصحيحة يف بعض األحيان وذلك صفحة ‪ 80‬هامش (‪ )6‬حيث‬
‫ذكرت‪ :‬الدجاين‪ ،‬واثئق اتريخ ليبيا احلديث‪ ،‬ترمجة عبد السالم أدهم‪ ،‬منشورات جامعة قاريونس‪،‬‬
‫ليبيا‪ ،5114 ،‬وكان جيب أن يكون على النحو اآليت‪-:‬‬

‫واثئق اتريخ ليبيا احلديث‪ ،‬ترمجة عبد السالم أدهم‪ ،‬مجع وترتيب أمحد صدقي الدجاين‪ ،‬منشورات‬
‫جامعة قاريونس‪ ،‬ليبيا‪ 5114 ،‬م‪.‬‬

‫وصفحة ‪ 11‬هامش ‪ 6‬حيث ذكرت خليفة الدوييب‪ ،‬الواثئق العثمانية‪ ،‬اجلزء األول‪ ،‬ترمجة حممد‬
‫األسطى‪ ،‬مركز جهاد الليبيني للدراسات التارخيية‪ ،‬طرابلس‪ 5110 ،‬م‪.‬‬

‫وكان جيب أن تكون اإلشارة على النحو اآليت‪ :‬الواثئق العثمانية‪ ،‬اجلزء األول‪ ،‬ترمجة حممد األسطى‪،‬‬
‫إعداد‪ :‬خليفة حممد الدوييب‪ ،‬مركز جهاد الليبيني للدراسات التارخيية‪ ،‬طرابلس‪.5110 ،‬‬

‫‪ ‬عدم ذكر بعض املصادر اليت استمدت منها معلوماهتا يف قائمة املصادر واملراجع راجع صفحة ‪44‬‬
‫هامش (‪ )5‬جريدة الرتقي العدد ‪ 52 ،501‬مارس ‪.5861‬‬

‫ص ‪ 35‬هامش (‪ )5‬جريدة طرابلس الغرب العدد ‪.5566‬‬

‫ص ‪ 36‬هامش (‪ )6‬السالنامة‪ ،‬بتا ريخ ‪ 5856‬هـ‪.5314 /‬‬

‫ص ‪ 31‬هامش (‪ )5‬حممد بن عثمان احلشائشي‪.‬‬

‫جملة البحوث التارخيية‬ ‫‪112‬‬ ‫العدد الثاين ‪1122‬‬


‫عرض كتاب األوبئة واجملاعات‬ ‫أتليف‪ :‬أمال حممد احملجوب‬

‫ذكر بعض أعداد الصحف يف قائمة املصادر واملراجع دون االستفادة منها واإلشارة إليها يف اهلوامش‬
‫‪-‬جريدة طرابلس الغرب األعداد (‪.)5563 ،5821 ،5536-5581‬‬

‫كان جيب وضع جريدة اطرابلس القدمية يف قائمة الصحف وليس اجملالت وهبذا آمل أن أكون قد‬
‫وفقت يف عرض هذا الكتاب مع كامل تقديري للجهد الذي بذل يف سبيل إخراجه إىل حيز الوجود‪.‬‬

‫وهللا املوفق‬

‫جملة البحوث التارخيية‬ ‫‪112‬‬ ‫العدد الثاين ‪1122‬‬

‫)‪Powered by TCPDF (www.tcpdf.org‬‬

You might also like