مجزوءة قيادة التغيير

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 10

‫األستاذ سعيد الحبيلي‬ ‫إلهام الحميوي ‪ /‬يوسف البورقادي‬

‫رشيد مجاهد‪ /‬جمال الداج‬


‫زكرياء معاشي‬
‫تقديم‬
‫بينما يستمر البحث عن القيادة وأفضل أسلوب فيها‪ ،‬فقد استخدمت نماذج مختلفة لوصف القيادة‬
‫ق جديدة‬ ‫وفعاليتها‪ ،‬لذلك تغير معناها على مدى العقود الماضية‪ ،‬إذ انتقلت من المباني الفكرية القديمة الى آفا ٍ‬
‫(‪ ،)Hoy & Miskel, 2001; Schemerth etal., 2000‬لذا صنف الباحثون نظريات السمات والسلوكية‬
‫والظرفية في إطار النظريات التقليدية‪ ،‬إما النظريات الكاريزمية والتحويلية فقد وضعت تحت إطار وجهات‬
‫النظر الجديدة‪ ،‬لذا نحاول في هذا العرض لنظريات القيادة طرح بعض النماذج الناشئة في الفكر اإلداري بُغية‬
‫إعطاء تصور واسع لمفهوم القيادة‪.‬‬
‫محاور العرض‬
‫تقديم‬
‫‪ .1‬نظرية الرجل العظيم ‪Theory of Great Man‬‬
‫‪ .2‬نظرية السمات ‪Trait Theory of‬‬
‫‪ .3‬نظريات القيادة السلوكية ‪Behavioral Theories of Leadership‬‬
‫‪ .4‬نظريات القيادة الظرفية ‪Theories of Situational Leadership‬‬
‫‪ .5‬نظرية القيادة التحويلية (التبادلية) ‪Theory of Transformational Leadership‬‬
‫التأثير المثالي (الكاريزما)‬
‫الدافع‬
‫التحفيز الفكري‬
‫االعتبار الفردي‬
‫‪ .6‬نظرية القيادة الكاريزمية ‪Theory of charismatic Leadership‬‬
‫‪ .7‬نظريات التبادل االجتماعي ‪Theories of social exchange‬‬
‫‪Theory Toxic or Dysfunctional‬‬ ‫‪ .8‬النظرية غير الوظيفية أو السامة في القيادة‬
‫‪Leadership‬‬
‫‪ .9‬النظريات الحديثة (الناشئة) في القيادة ‪Modern theories (emerging) in Leadership‬‬
‫‪Theory of Ethics Leadership‬‬ ‫‪ .10‬نظرية القيادة االخالقية‬
‫‪ .11‬نظرية القيادة الروحية ‪Theory of Spiritual Leadership‬‬
‫‪ .12‬نظرية القيادة األبوية ‪Theory of Parental Leadership‬‬

‫‪2‬‬
‫نظرية الرجل العظيم ‪Theory of Great Man‬‬ ‫‪.1‬‬
‫تُعد نظرية الرجل العظيم من النظريات المتطورة في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين‪ ،‬إذ‬
‫أن القادة يولدون بالفطرة‪ ،‬والمهارات القيادية غير قابلة للتفسير والتي تكون سببا ً في أن‬
‫تستند على فكرة ّ‬
‫بأن القادة هم األصح وهم متجذرون في‬ ‫األشخاص األخرين يرونهم أبطاالً‪ ،‬ألنها تستند على الرأي القائل‪ّ ،‬‬
‫السلطة‪ ،‬كذلك فأن القادة يكونون مرموقين من خالل اتباعهم على أرض الواقع ونتيجة لصفاتهم الفريدة التي‬
‫ال يملكها اآلخرين‪ ،‬ولذا فهي تفترض بأن القادة يولدون بشكالً حقيقي وال يصنعون‪ ،‬أي أن لديهم القدرة‬
‫الكامنة على األرتقاء الى المستوى المناسب من خالل الكاريزما والذكاء والحكمة وغيرها‪ ،‬ولذلك فقد أوضح‬
‫الكاتب االسكتلندي (‪ Thomas Carlyle )1840‬أهمية هذه النظرية إذ قال أن األبطال يستعملون صفاتهم‬
‫الشخصية أو التدخل اإل لهي في تشكيل التأريخ‪ ،‬وذكر في مقولته الشهيرة (أن تاريخ العالم ما هو إال سيرة‬
‫الرجال العظماء)‪ 1‬مما أنعكس ذلك في اعتقاده بشأن القادة‪ ،‬ولكن مع تقدم البحوث والدراسات فأن هذا النوع‬
‫من األفكار النظرية قد تضاءلت وخصوصا ً بعد الحرب العالمية الثانية‪.‬‬
‫نظرية السمات ‪Theory of Trait‬‬ ‫‪.2‬‬
‫أما نظرية السمات فهي تستند على نظرية الرجل العظيم‪ ،‬ومنهج السمات هو لفهم القيادة وتطورها‬
‫باعتبارها جوهر فاعلية األداء التنظيمي‪ ،‬ولذا فهي تفترض امتالك الفرد لسمات محددة تعطيه الميل األفضل‬
‫ألن يكون قائدا ً ناجحاً‪ ،‬وهذه السمات الشخصية أو السلوكية عادة ما تكون متأصلة في األسرة‪ ،‬لذلك هي‬
‫سمات فطرية ومكتسبة‪ ،‬وهي على عكس نظرية الرجل العظيم التي تفترض إن القائد يولد بصفات مميزة‬
‫وخصائص تجعله مختلف عن غيره من الناس‪ ،2‬وهذا ما أكده كل من (‪ Sashkin & Sashkin (2003‬في‬
‫بحثهما عن سر القادة العظام‪ ،‬إذ استعرضوا العديد من التقارير البحثية حول القيادة ووجدوا بأن القادة كانوا‬
‫أكثر ذكا ًء وابداعا ً واكثر حزما ً ومسؤولية وهم أكثر ثقالً من الناس العاديين‪ ،‬ووفقا ً لـ ( ‪Hoy & Miskel‬‬
‫‪ (2001‬فإن ‪ Ralphstogdill‬وباحثين آخرين خلصوا الى أن امتالك بعض الصفات يمكن أن يسهم في‬
‫فعالية القيادة‪ ، 3‬لكن هذا يختلف عن افتراض الرجل العظيم الذي ينص على والدة القادة‪ ،‬كذلك ال توجد قائمة‬
‫وأن الصفات التي تم تحديدها مؤخرا ً لن تكون قادرة على القيادة‬ ‫من الصفات التي تضمن فاعلية القيادة‪ّ ،‬‬
‫بنجاح‪ ،‬فضالً عن ذلك فقد وضع كل من (‪ Kirk Patriek & Lock (1991‬نهجا ً جديدا ً للسمات يختلف‬
‫ٌ‬
‫مسبق‪ ،‬لذا فهذا‬ ‫ط‬‫عن النظريات التقليدية أذ اعترفا بأن السمات ال تشكل بحد ذاتها مفتاحا ً للقيادة لكنها شر ً‬
‫النهج في السمات يُعد تقليديا ً كونه يركز في المقام االول على القائد كمكان للقيادة‪ ،‬وتجدر االشارة بأن أوائل‬
‫المنظرين قد اعترفوا بأهمية األتباع ودورهم في العملية القيادية ومنهم (‪. Terman )1904‬‬
‫نظريات القيادة السلوكية ‪Behavioral Theories of Leadership‬‬ ‫‪.3‬‬
‫يفترض منظور القيادة السلوكية التركيز على سلوك القائد بدالً من السمات الشخصية‪ ،‬ففي تقرير‬
‫أن هذا النهج بدأ في جامعة ‪ Michigan‬وجامعة والية ‪Ohio‬‬ ‫لـ(‪ Hersey & Blanchard (1988‬ذكرا ّ‬
‫عام ‪ ، 1945‬اذ اجريت العديد من الدراسات خارجها بقصد تحديد سلوكيات فاعلية القائد‪ ،‬ولذا فان النتائج التي‬

‫‪ - 1‬الكاتب االسكتلندي (‪Thomas Carlyle )1840‬‬


‫‪Sashkin & Sashkin (2003( - 2‬‬
‫‪Ralphstogdill - 3‬‬

‫‪3‬‬
‫توصلوا إليها تكشف شكلين من سلوكيات القائد فاألول يركز على الموظف والثاني يركز على اإلنتاج‪،4‬‬
‫فالسلوكيات التي محورها الموظف القائد يولي فيها رعاية لمشاعر وأحاسيس المرؤوسين ويسعى جاهدا ً‬
‫لجعل االمور سارة بالنسبة لهم‪ ،‬أ ّما السلوكيات التي محورها اإلنتاج فان القائد يؤكد على اتمام المهمة‪ ،‬وتشير‬
‫النتائج ايضا ً الى أن القائد يكون على مستوى عا ِل من الرعاية‪ ،‬ولذا فمن الصعب انخفاض مستوى التطابق‬
‫(التماثل) بين سلوك القائد وفاعليته إال في حال كون السلوكيات ال تحقق الربط بين المواقف المختلفة ‪.‬‬
‫وأخيرا ً فقد أكد النهج السلوكي للقادة على غرار نظرية السمات بأن القائد هو موضع للقيادة‪ ،‬لذا‬
‫تستعمل السلوكيات كمؤشر للتمييز بين القادة الفاعلين وغيرهم‪ ،‬ومن المهم مالحظة أن علماء المنهج السلوكي‬
‫بدأوا باألعتراف بالطبيعة الظرفية للقيادة ووجود السلوك كنتيجة للتفاعالت الظرفية ‪.‬‬
‫نظريات القيادة الظرفية ‪Theories of Situational Leadership‬‬ ‫‪.4‬‬
‫تحول العلماء في عامي (‪ )1960‬و (‪ )1970‬الى‬ ‫في محاولة لتحديد آثار القيادة بشكل أدق‪ ،‬فقد ّ‬
‫النظريات الظرفية التي أخذت بعين االعتبار العوامل الظرفية في العمل كالقيود المحتملة ‪ ،‬ووفقا ً لـ (‪)2001‬‬
‫‪ Hoy & Miskel‬فإن هذا النهج يقترح فرضيتين أساسيتين هما السمات القيادية والخصائص الظرفية‬
‫وأن العوامل الظرفية يكون لها تأثير‪ ،‬كذلك الخصائص الظرفية‬ ‫وبدمجهما ينتج سلوك القائد بفاعلية‪ ،5‬سيما ّ‬
‫للمنظمة لها أيضا ً انعكاسات كبيرة على سلوك القائد وفاعلية القيادة ‪ ،‬لذا كانت النظرية الظرفية‪ 6‬لـ (‪-1964‬‬
‫‪ Fiedler )1976-1971‬من بين أولى المحاوالت للتوفيق بين النتائج السابقة غير المتسقة بشأن صفات‬
‫وسلوكيات القائد‪ ،‬اذ أفترض أن فاعلية القيادة تعتمد على تفاعل أسلوب القيادة مع مالمح أو سمات الموقف‬
‫الذي يُشار له بـ(االنسجام الظرفي)‪ ،‬لذلك فاالنسجام الظرفي يكون عاليا ً عندما تكون عالقة (القائد – العضو)‬
‫وقوة الموقف الظرفي عالية أيضاً‪ ،‬ومشابها ً لما عمل ‪ Fiedler‬فقد أكد ‪ House‬في كالمه األول في نظرية‬
‫مسار الهدف على موقف المراقبين الذي تستند عليه فاعلية القادة‪ ،‬وتركز نظرية مسار‪ 7‬الهدف على نظرية‬
‫أن الناس اكثر عرضة للمشاركة في‬ ‫التوقع‪ 8‬لـ (‪ Vroom )1964‬من الدافع التي في جوهرها تشير الى ّ‬
‫أن هذا السلوك سوف يؤدي الى نتائج قي ّمة‪ ،‬فضالً عن ذلك تتضمن العوامل الظرفية‬ ‫سلوك معين أذا أدركوا ّ‬
‫البيئية على نظام السلطة الرسمية للمنظمة ومجموعة العمل األولية للموظف ‪.‬‬
‫نظرية القيادة التحويلية (التبادلية) ‪Theory of Transformational Leadership‬‬ ‫‪.5‬‬
‫أستند (‪ Burn )1978‬في وضع مفاهيم القيادة التحويلية‪ 9‬على المجال السياسي‪ ،‬فيما ناقش (‪)1947‬‬
‫‪ Weber‬الكاريزما في منظمات األعمال‪ ،‬أذ ظهرت كلتيهما في وقت مبكر من أوائل (‪ ، )1980‬لذا تنص‬
‫النظريات التحويلية على أن القادة التحويليين يحفزون األتباع على بذل قصارى جهدهم وجعل أدائهم يفوق‬
‫التوقعات‪ ،‬وذلك عن طريق نقل العمل القيادي لهم ألجل التغلب على المصلحة الذاتية وتحقيق هدف أسمى ‪.‬‬
‫وتتميز القيادة التحويلية بكونها تضم اربعة مكونات اساسية نوردها بما يأتي‪:‬‬

‫‪Hersey & Blanchard (1988( 4‬‬


‫‪Hoy & Miskel 5‬‬
‫‪Fiedler )1976-1971-1964( 6‬‬
‫‪House 7‬‬
‫‪Vroom )1964( 8‬‬
‫‪Burn )1978( - 9‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ ‬التأثير المثالي (الكاريزما)‬
‫يتمثل بالتأثير على األفكار والقيم وقضايا أكبر من ذلك‪ ،‬فضالً عن هذا فهو يشير الى سلوك القدوة‬
‫للقادة التحويليين ويُعزى ذلك الى الصفات الشخصية واألستثنائية الخاصة بهم‪.‬‬
‫‪ ‬الدافع‬
‫يشير الى السلوك القيادي اإللهامي من نحو توفير معنى لعمل األتباع وصياغة رؤية جذابة أو‬
‫شاعرية للفريق‪.‬‬
‫‪ ‬التحفيز الفكري‬
‫هو يعني ان القادة التحويليين يشجعون األتباع لتحدي االفتراضات القائمة وإعادة صياغة المشاكل‬
‫والمواقف بطرق جديدة‪.‬‬
‫‪ ‬االعتبار الفردي‬
‫يتعلق بالسلوك التوجيهي واالرشادي للقيادة التحويلية التي تأخذ الفروق الفردية بين األتباع بنظر‬
‫األعتبار ‪.‬‬
‫ووفقا ً لنظرية القيادة التحويلية فان األتباع لديهم الثقة واألحترام للقائد والدفاع عنه للذهاب معه‬
‫وتجاوز ما هو متوقع منهم بشكل طبيعي ‪.‬‬
‫‪ .6‬نظرية القيادة الكاريزمية ‪Theory of charismatic Leadership‬‬
‫أما النظرية الكاريزمية‪ 10‬فقد نشأت من قبل عالم االجتماع الشهير (‪ Weber )1947‬والمعروفة‬
‫(بالبيروقراطية)‪ ،‬واصل كلمة كاريزما هو يوناني ومعناها (الهبة اإللهية او التفضيل االلهي)‪ ،‬وتُعد هذه‬
‫أن القيادة الكاريزمية تتمتع بتأثير استثنائي على أتباعها‪،‬‬‫النظرية مماثلة للنظرية التحويلية‪ ،‬ألنها أكدت على ّ‬
‫وبنا ًء على الخصائص الظرفية للقادة واألتباع‪ ،‬فأن األتباع ينسبون الصفات االستثنائية والكاريزما للقائد‪ ،‬ولذا‬
‫أن مستويات عالية من الثقة بالنفس والهيمنة والقناعة بالمعتقدات ضرورية‬ ‫فقد افترض (‪ّ House )1977‬‬
‫لإلنسان حتى يُنظر إليه على أنه شخصية كاريزمية من قبل األخرين‪ ،‬وهذا ما أكده (‪ Bass )1985‬إذ قال‬
‫أن السمات الشخصية مثل الهيمنة والثقة بالنفس والحاجة للتأثير تؤدي دورا ً كبيرا ً في النظريات التحويلية‬
‫والكاريزمية ‪.‬وتجدر اإلشارة الى أن هنالك تشابها ً كبيرا ً بين القيادة التحويلية والكاريزمية فالعديد من‬
‫الباحثين مثل (‪ Den Hartog et al (1999); Shamiret et al (1999‬تعاملوا مع هذين المفهومين‬
‫كمترادفين‪ ،‬ومع ذلك أشار (‪ Bass & Riggio )2006‬صراحة بأن القيادة التحويلية لديها كثيرا ً من القواسم‬
‫المشتركة مع القيادة الكاريزمية‪ ،‬لكن الكاريزمية ليست سوى جز ًء من القيادة التحويلية ‪.‬‬
‫‪ .7‬نظريات التبادل االجتماعي ‪Theories of social exchange‬‬
‫في الوقت الذي أصبحت النظريات الظرفية والسلوكية بارزة في مجال القيادة‪ ،‬فأن مجاالً منفصالً الى‬
‫ث ركز على العالقة الديناميكية بين القائد واألتباع‪ ،‬اذ كان (‪ Jacob )1970‬من بين أوائل‬‫ح ٍد ما من األبحا ِ‬

‫‪ -10‬عالم االجتماع الشهير (‪Weber )1947‬‬

‫‪5‬‬
‫من نهج منهج القيادة من منظور التبادل األجتماعي‪ 11‬وانتقد المناهج القديمة‪ ،‬إذ اقترح َّ‬
‫أن القيادة ال يمكن‬
‫فهمها إال عندما يُنظر إليها مع األتباع‪ ،‬وذلك لكونهم شركاء سبّاقين في التفاعل‪ ،‬واستنادا ً الى نظرية التبادل‬
‫األجتماعي ناقش ‪ Jacob‬طبيعة تعامالت المجموعة‪ ،‬إذ يستطيع أي عضو في المجموعة الذي يساهم بشكل‬
‫ى مكانةً عليا وتقديرا كبيرا ً من قبل الزمالء داخل المجموعة‬ ‫فريد لتحقيق أهداف المجموعة أن يتلق ّ‬
‫)‪.(Hernandez et al., 2011, p.1171‬‬
‫وفي منظور التبادل االجتماعي برزت نظرية التبادل بين القائد والعضو – ‪Exchange (leader‬‬
‫)‪ ، Member‬التي تؤكد على العالقة التكاملية الرسمية بين القائد واألتباع‪ ،‬وتنص على كيفية تطوير القادة‬
‫لنوعين متميزين من العالقات مع اتباعهم‪ ،‬االولى تقوم على أساس (التأثر بدون سلطة)‪ ،‬والثانية على أساس‬
‫(التأثير مع السلطة)‪ ،‬ولذا فأن قدرة القائد على التأثير من دون سلطة تتميز من خالل مستويات عالية من‬
‫الدعم المتبادل والثقة والوالء وإعطاء نطاق واسع ألتباعهم‪ ،‬على عكس التأثير مع السلطة فأنهُ يستند في‬
‫المقام االول بشكل كبير على األشراف الرسمي واألدوار‪ ،‬كذلك افترضت النظرية أن تطوير مثل هذه العالقة‬
‫المتميزة خالل عملية صنع الدور (أي صنع دور لالتباع) يمكن أن تؤدي الى تشكيل مجموعات من الداخل‬
‫ومجموعات من الخارج‪ ،‬وعادة ً فأن مجموعات الداخل تتمتع برضا والتزام تنظيمي أعلى من مجموعات‬
‫الخارج‪.‬‬
‫وأخيرا ً فقد شهدت نظرية التبادل بين (القائد – العضو) المزيد من التطورات من خالل دمجها مع‬
‫أن النظرية ال يمكن ان تكون‬‫منظور البنية األجتماعية‪ ،‬لذا أقترح (‪ّ Sparrowe & Liden )2005-1997‬‬
‫مفهومة إالّ عندما تتجاوز عالقة القائد واألتباع الى النظر في البنية األجتماعية التي تُعد جز ًء ال يتجزأ من‬
‫العالقة ‪.‬‬
‫‪ .8‬النظرية غير الوظيفية أو السامة في القيادة ‪Toxic or Dysfunctional Theory‬‬
‫‪Leadership‬‬
‫يشير)‪ Clarke (2005‬الى اعتماد تقنيات التعزيز السلبي المتطرفة أو فوق المستوى الطبيعي لحماية‬
‫األفراد من األمراض النفسية في مكان العمل‪ ،12‬أذ عدها الباحثون بانها واحدة من أكثر القضايا الهامة‬
‫والمثيرة للجدل في الوسط األكاديمي‪ ،‬ولذا فهي نقطة خالفية أي أن حتى قادة الشر يمكن أعتبارهم قادة فاعلين‬
‫مثل القائدين ‪ ، Hitler & Stalin‬ومن التقانات المستعملة فيها هي تجنب التعلم والهروب من التعلم وغيرها‪،‬‬
‫وتستعمل هذه اآلليات الدفاعية من قبل المنظمات لتقليل التأثيرات السلبية المحتملة على القادة غير الوظيفيين‪،‬‬
‫عتمدت فليس لها قيمة‬ ‫وحتما ً هذه السياسات وتنفيذها مصممة لمعالجة األعراض بدالً من األمراض‪ ،‬واذا أ ُ‬
‫حقيقية أو طويلة األجل ألنها ال تمتلك القدرة أو النية للقضاء على الممارسات السلوكية السامة أو غير‬
‫الوظيفية الصادرة من األفراد في المنظمات‪ ،‬وفي المقابل فأنها يمكن أن تكون مفيدة في تطوير وتنفيذ الخطط‬
‫واألنشطة التي لها قدرة عالية على سوء المعاملة واألستغالل وبالتالي تساعد على أنتشار العنف المجتمعي‬
‫بين الناس ‪.‬‬

‫‪Jacob )1970( - 11‬‬


‫‪Clarke (2005) - 12‬‬

‫‪6‬‬
‫‪ .9‬النظريات الحديثة (الناشئة) في القيادة ‪Modern theories (emerging) in Leadership‬‬
‫بعد فضائح الشركات األخيرة من خالل السلوكيات غير الالئقة من قبل شخصيات قيادية رئيسة‬
‫وزيادة اهتمام الجمهور بذلك‪ ،‬وضعت األوساط البحثية مسائل في األخالق واالستقامة والقيم والنزاهة‪ ،‬لذا‬
‫كانت هنالك سلسلة من النظريات الحديثة التي تحاول دمج السلوكيات اآلنفة الذكر التي نورد بعضا ً منها ‪:‬‬
‫‪ o‬نظرية القيادة االخالقية ‪Theory of Ethics Leadership‬‬
‫تعرف القيادة األخالقية بأنها (مظاهر للسلوك المعياري المناسب)‪ ،‬وتكون من خالل األجراءات‬
‫وأن تعزيز مثل هذا السلوك يكون عن طريق القدرة على التواصل في اتجاهين وهما‬ ‫والعالقات الشخصية‪ّ ،‬‬
‫توطيد العالقة وصنع القرار‪ ،‬ولفهم اثار القيادة األخالقية اقترح (‪ Brown et al )2005‬أن األتباع هم اكثر‬
‫عرضة للتصرف بطريقة أخالقية‪ ،‬فعندما يُظهر قائدهم سلوكيات وقيما ً ومواقف اخالقية‪ ،‬ففي هذه الحالة هم‬
‫اكثر عرضة لمحاكاة عملية اتخاذ القرارات األخالقية لقادتهم‪ ،13‬كذلك فان السلوكيات المؤيدة للدوافع‬
‫والمواقف العامة يمكن ان تقلل من سلوك العمل العكسي ‪.‬‬
‫‪ o‬نظرية القيادة الروحية ‪Theory of Spiritual Leadership‬‬
‫لقد حدث تحول جذري في التفكير حول القيادة وذلك مع دخول نظرية القيادة الروحية ‪ ،‬ومنذُ وقت‬
‫أن‬ ‫طويل كانت تُعد القضايا الروحية مفهوما ً خارج نطاق البحث العلمي‪ ،‬بيد ّ‬
‫أن البحوث المتراكمة قد أظهرت ّ‬
‫القيم الروحية كالصدق والنزاهة والتواضع ترتبط بشكل ايجابي بفاعلية القيادة‪ ،‬مما استدعى ذلك مزيدا ً من‬
‫اإلهتمام‪ ،‬لذلك وظف (‪ Fry )2003‬بشكل كبير نظريات الدافعية ‪14‬لتطوير نموذج سببي يربط قيم القائد‬
‫ومواقفه وسلوكياته بالنتائج التنظيمية من خالل الوفاء باحتياجات األتباع وألجل البقاء الروحي‪ ،‬كذلك فان‬
‫العضوية تكون مفهومة ولها تقديرها ضمن المجموعة‪ ،‬لذا فان القادة الروحيون يخلقون رؤية للتأكد من أ ّن‬
‫األتباع يرون مساهماتهم ذات مغزى في عملهم بالتالي (تلبية حاجة الوظيفية) وتطوير ثقافة تنظيمية تقوم‬
‫على الحب واإليثار وإحترام بعضهم للبعض اآلخر فضالً عن توفير مسارات للبقاء الروحي التي بدورها‬
‫تؤدي الى زيادة االنتاجية واإللتزام التنظيمي لألتباع ‪.‬‬
‫في المقابل اقترح (‪ Reave )2005‬أن النظرية تضم كالً من نهج السمات والنهج السلوكي‪،15‬‬
‫فالصدق والنزاهة والتواضع من الصفات األساسية للقيادة الروحية التي تسمح في بناء الثقة والمصداقية‬
‫وتحقيق االنسجام بينه وبين ما يفعله ومن ثم تحويل هذه الصفات الى سلوكيات مثل إظهار اإلحترام لألخرين‬
‫ومعاملتهم بإنصاف‪ ،‬واإلعراب عن اإلهتمام والحب واإليثار والتقدير لمساهماتهم ‪.‬‬
‫‪ o‬نظرية القيادة األبوية ‪Theory of Parental Leadership‬‬
‫تشير الدراسات إلى وجود تيار فكري يتحرك بعيدا ً عن األشكال التقليدية ومنها نظرية القيادة األبوية‬
‫(‪ ،)Chenet et al., 2008 ; Pellegrin & Scandura, 2008‬أذ ت ُ ّ‬
‫‪16‬‬
‫عرف القيادة األبوية بأنها النمط‬

‫‪Brown et al )2005( 13‬‬


‫‪Fry )2003( 14‬‬
‫‪Reave )2005( 15‬‬
‫‪Chenet et al., 2008 ; Pellegrin & Scandura, 2008( 16‬‬

‫‪7‬‬
‫الذي يجمع بين االنضباطية القوية والسلطة مع األحساس األبوي والمرتكز على القيم الكونفوشيوسية(‪ ،)17‬لذا‬
‫فهي احد االساليب السائدة في سياق األعمال الصينية وغيرها من البلدان التي يرتفع فيها مستوى السلطة مثل‬
‫تركيا والمكسيك وماليزيا وباكستان والهند ‪ ،‬وعليه فقد ناقش (‪ Farh & Cheng )2000‬القيادة األبوية‬
‫وتمكنا من وضعها باستعمال ثالثة أبعاد مميزة هي‪:‬‬
‫السلطوية‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫االحسان‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫‪18‬‬
‫القيادة المعنوية‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫فالسلطوية تجسد سلوكيات القائد التي تفرض سيطرتها وسلطتها وطلب الطاعة المطلقة من األتباع‪،‬‬
‫اما االحسان فيشير الى األهتمام الفردي للقائد للرفاه العام عن اتباعه والتي تمتد الى اسرهم والحياة الشخصية‬
‫الخاصة بهم‪ ،‬في حين تشير القيادة المعنوية الى سلوكيات القائد التي توضح (الفضائل الشخصية الفائقة‬
‫واالنضباط الذاتي والكرم‪ ،‬ولذا فأن القيادة األبوية تركز على السلوكيات باعتبارها آليات للقيادة ‪.‬‬

‫خاتمة‬
‫يمكن القول أن ما من مجموعة بشرية إال ويوجد بينها قائد يدير أمورها ويمتلك زمام المبادرة فيها‪،‬‬
‫فالقيادة كلمة تتداول قديما وحديثا ولكنها اشتهرت قديما وارتبطت بالحروب والمعارك حيث كانت‬
‫االنتصارات في الحروب سببا رئيسيا في إظهار مواصفات القائد وشخصيته‪ .‬ولقد شهد العالم قيادات كثيرة‬
‫سجلها التاريخ ولكن ثبت بما ال يدع مجاال للشك أن أفضل قيادة شهدها التاريخ ولن يشهد لها مثيل هي قيادة‬
‫الرسول محمد صلى هللا عليه وسلم حيث جمع فيها بين القوة العسكرية والجوانب اإلنسانية والتربوية‪.‬‬

‫)‪ (17‬الكونفوشيوسية ‪ :‬مذهب أو طريقة في الحياة الخاصة وفي السلوك االجتماعي والسياسي‪ ،‬طرحها كونفوشيوس أو كونك المعلم عام ‪ 550‬ق‪.‬م‪ ،‬في‬
‫بلدة شانتونك من والية لو شمال الصين‪ ،‬الذي يقوم على أساس حب الناس و ُحسن معاملتهم والرقة في الحديث معهم واألدب في الخطاب ونظافة اليد‬
‫واللسان واألحترام لألشخاص األكبر سناً‪ ،‬وكان في الوقت نفسه يكره الطغيان واإلستبداد‪ ،‬بالتالي فقد انتشرت أفكاره في مختلف انحاء العالم‪ ،‬واآلن‬
‫تدرس افكاره في الجامعات اليابانية والصينية‪.‬‬
‫‪Farh & Cheng )2000( 18‬‬

‫‪8‬‬
‫القيادة اإلدارية تأليف ‪ /‬خميس السيد إسماعيل‬
‫اإلدارة التربوية والقيادة مفاهيمها ــ وظائفها ــ نظرياتها تأليف ‪ /‬طه الحاج ‪.‬‬
‫القيادة التعليمية تأليف ‪ /‬عبدا هلل عبداللطيف الجبر ‪.‬‬
‫اإلدارة العامة األسس والوظائف تأليف ‪ /‬سعود النمر وآخرون ‪.‬‬
‫دورات تدريبية في القيادة واإلدارة ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫تقديم ‪2..............................................................................................................................‬‬
‫‪ 1.‬نظرية الرجل العظيم ‪3................................................................... Theory of Great Man‬‬
‫‪ 2.‬نظرية السمات ‪3................................................................................. Theory of Trait‬‬
‫‪ 3.‬نظريات القيادة السلوكية ‪3........................................ Behavioral Theories of Leadership‬‬
‫‪ 4.‬نظريات القيادة الظرفية ‪4......................................... Theories of Situational Leadership‬‬
‫‪ 5.‬نظرية القيادة التحويلية (التبادلية) ‪4...................... Theory of Transformational Leadership‬‬
‫‪ ‬التأثير المثالي (الكاريزما) ‪5.....................................................................................‬‬
‫الدافع‪5...............................................................................................................‬‬ ‫‪‬‬
‫التحفيز الفكري‪5............................................................................................... ....‬‬ ‫‪‬‬
‫االعتبار الفردي‪5.......................................................................................... ........‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ 6.‬نظرية القيادة الكاريزمية ‪5.......................................... Theory of charismatic Leadership‬‬
‫‪ 7.‬نظريات التبادل االجتماعي ‪5...............................................Theories of social exchange‬‬
‫‪ 8.‬النظرية غير الوظيفية أو السامة في القيادة ‪6...... Toxic or Dysfunctional Leadership Theory‬‬
‫‪ .9‬النظريات الحديثة (الناشئة) في القيادة ‪7........... Modern theories (emerging) in Leadership‬‬
‫‪ ‬نظرية القيادة االخالقية ‪7........................................ Theory of Ethics Leadership‬‬
‫‪ ‬نظرية القيادة الروحية ‪7........................................ Theory of Spiritual Leadership‬‬
‫‪ ‬نظرية القيادة األبوية ‪7........................................... Theory of Parental Leadership‬‬
‫خاتمة‪8.............................................................................................................................‬‬
‫‪9............................................................................................................‬‬

‫‪10‬‬

You might also like