Download as txt, pdf, or txt
Download as txt, pdf, or txt
You are on page 1of 32

‫قراءة في مدى مساهمة القطاع الفالحي في تنمية وتطوير‬ ‫د‬.‫محمد لمين علون‬/‫ أ‬.

‫حليمة عطية‬
‫االقتصاد الجزائري‬

‫قراءة في مدى مساهمة القطاع الفالحي في تنمية وتطوير‬


" ‫االقتصاد الجزائري " دراسة حالة القطاع الفالحي بوالية بسكرة‬

‫محمد‬ ‫أ‬.‫حليمة عطية‬


‫د‬.‫لمين علون‬
‫جامعة‬-‫ بسكرة‬-‫اجلزائر‬ ‫جامعة حممد خيضر‬-‫ بسكرة‬-‫اجلزائر‬
‫حممد خيضر‬
halima0740@yahoo.com
medlamine.alloune@yahoo.com

:‫الملخص‬
‫لقد شهد القطاع الفالحي اجلزائري عدة إصالحات‬،‫وكان اهلدف من كل تلك اإلصالحات هو إجياد‬
،‫اإلطار التنظيمي األمثل للحصول على نتائج جيدة أو أفضل من السابق‬،‫وهذا يعين اإلستغالل األمثل لكل الطاقات املتاحة‬
‫كما أولت احلكومة اجلزائرية أمهية كبرية للقطاع الفالحي‬،‫نظرا إللمكانيات اليت يتوفر عليها من موارد طبيعية وبشرية ونباتية‬
‫وحيوانية‬،‫ تؤهله لرفع عجلة التنمية من خالل زيادة الناتج الداخلي اخالم ويف نصيب الفرد منه‬،‫ويف توفري مناصب الشغل‬
‫للسكان خاصة يف املناطق‬،‫حيث رمست خطة عملية ترمي من خالهال إىل حتقيق التوازن واإلستقرار الغذائي الذي مير عرب‬
‫الريفية‬
‫تشجيع الفالحة وتوفري التسهيالت االلزمة كربامج الدعم والتحفيزات اليت وفرها للفالحني والعاملني يف القطاع الزراعي‬،‫وكذا‬
. ‫اإلستثمارات يف البنية األساسية اليت قامت هبا الدولة لتوفري الظروف‬
‫اماللئمة للتنمية الزراعية‬
.‫الكلمات المفتاحية‬:‫ التنمية الزراعة‬،‫ التنمية االقتصادية‬،‫ املخطط الفالحي‬،‫ الربامج الفالحية‬،‫الدعم الفالحي‬
Abstract:
The Algerian agricultural sector had witnessed several reforms,the aim of all
these reforms is to find an optimal regulatory framework for a good or better
results than the former, which mean that the optimal exploitation of available
energies, as the Algerian government has given a great importance to the
agricultural sector, because of the available capabilities of natural, human,
plant and animal resource, qualify it to rise the development wheel through
increasing the gross domestic product and individual share of it, And to
provide job opportunities, especially in rural areas, which had drawn a
practical plan which aimed to achieve the balance and stability of food that
passes through the promotion of agriculture and the provision of the necessary
facilities like support and motivation programs which were provided by the
peasants and workers in the agricultural sector, As well as investments in
infrastructure by the State to provide the appropriate conditions for agricultural
development.
KEYWORDS: Agricultural Development, Economic Development,
Agricultural Scheme, Agricultural programs, Agricultural support.

132 2016/03 ‫العدد‬


‫مجلة نور للدراسات االقتصادية‬
‫قراءة في مدى مساهمة القطاع الفالحي في تنمية وتطوير االقتصاد‬ ‫د‪.‬محمد لمين علون‪ /‬أ‪.‬حليمة عطية‬
‫الجزائري‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫يعترب القطاع الزراعي يف اجلزائر قطاعا حساسا يف التنمية اإلقتصادية‪ ،‬نظرا للدور الذي يلعبه يف التطور‬
‫اإلقتصادي واإلجتماعي وتنمية املناطق الريفية‪ ،‬واستغالل اإلمكانيات الطبيعية والبشرية اليت يتوفر عليها‬
‫القطاع‪ ،‬واستغالل امليزات النسبية اليت يتميز هبا من أجل مواجهة التطورات اإلقتصادية املتسارعة اليت شهدها‬
‫العامل‪ ،‬وليتمكن القطاع الزراعي من حتقيق هذا الدور اهالم‪ ،‬إنتهجت الدولة العديد من اإلصالحات‬
‫اإلقتصادية والسياسية والتجارية يف السنوات األخرية‪ ،‬حيث تبنّت إقتصاد السوق والتحرير التجاري وإصالح‬
‫النظام اماليل والنقدي وسياسة سعر الصرف‪ ،‬كما قامت بإصالحات يف منظومتها املؤسساتية والتشريعية‬
‫والقانونية والبنيوية‪ ،‬باإلضافة إىل تبين العديد من سياسات الدعم والتشجيع للقطاع اخالص إللستثمار يف‬
‫خمتلف األنشطة الزراعية النباتية واحليوانية‪ ،‬من اإلنتاج والتسويق والتصنيع الزراعي والتجارة الزراعية‪ ،‬منها‬
‫تقدمي اإلعانات والقروض بدون فوائد أو ضمان هذه الفوائد‪ ،‬وتوزيع األراضي الزراعية إللستصالح‪.‬‬

‫اإلشكالية الرئيسية‪:‬‬
‫على ضوء ما سبق فاإلشكالية املراد دراستها ميكن صياغتها على النحو التايل‪:‬‬
‫"ما هو دور السياسة التنموية للقطاع الفالحي كبديل للمحروقات في تطوير االقتصاد الجزائري؟"‬
‫وإللجابة على اإلشكالية الرئيسية ميكن طرح التساؤالت الفرعية التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬ما املقصود بالتنمية الزراعية واإلقتصادية؟ وما هي أهم مقوماهتما؟‬
‫‪ -2‬ما هو واقع القطاع‬
‫الفالحي يف اجلزائر؟‬
‫‪ -3‬ما هي اإلمكانيات املتاحة للقطاع الزراعي اجلزائري يف حتقيق التنمية اإلقتصادية؟‬
‫‪ -4‬ماذا حققت الربامج املنفذة من أهداف مسطرة وما مدى جناعتها على مستوى والية بسكرة؟‬

‫أهمية البحث‪:‬‬
‫تتجلى أمهية هذا البحث يف كونه يساهم يف إثراء املعرفة العلمية يف جمال االقتصاد الزراعي‪ ،‬من خالل ما‬
‫يتوصل إليه من نتائج‪ ،‬كما يسلط الضوء على مقومات التنمية الزراعية واالقتصادية‪ ،‬من خالل عرض واقع‬
‫هذا القطاع باجلزائر ومسامهته يف حتقيق التنمية االقتصادية كقطاع بديل للمحروقات‪.‬‬

‫أهداف البحث‪:‬‬
‫‪ -‬إبراز األمهية اإلقتصادية واإلسرتاتيجية للقطاع الفالحي‪.‬‬
‫‪ -‬عرض واقع القطاع الفالحي باجلزائر خالل الفرتة ‪.2013-2000‬‬

‫‪133‬‬ ‫العدد ‪2016/03‬‬ ‫مجلة‬


‫نور للدراسات االقتصادية‬
‫قراءة في مدى مساهمة القطاع الفالحي في تنمية وتطوير االقتصاد‬ ‫د‪.‬محمد لمين علون‪ /‬أ‪.‬حليمة عطية‬
‫الجزائري‬
‫‪ -‬تسليط الضوء على القطاع الفالحي كإسرتاتيجية تنموية كفيلة جبعل هذا القطاع اإلسرتاتيجي يلعب دوره‬
‫األساسي يف التخفيف من حدة التبعية الغذائية وحتقيق األمن الغذائي وتنويع الصادرات خارج قطاع‬

‫احملروقات‪.‬‬
‫‪ -‬إقرتاح عدد من التوصيات على ضوء النتائج اليت سيسفر عليها البحث لتحسني فعالية إسرتاتيجية التنمية‬
‫يف‬
‫القطاع الفالحي‪.‬‬
‫‪ -‬معرفة ما حققته الربامج املنفذة من أهداف مسطرة وجناعتها على مستوى والية بسكرة من خالل عرض‬
‫أهم إحصائيات هذا القطاع خالل الفرتة (‪.)2013-2008‬‬

‫منهج البحث‪:‬‬
‫حىت نتمكن من اإلجابة على اإلشكالية اعتمدنا يف هذا البحث على املنهج الوصفي التحليلي‪ ،‬وذلك من‬
‫اجل الدراسة املعمقة والتحليل الشامل لدور القطاع الفالحي يف تنمية وتطوير االقتصاد اجلزائري‪ ،‬دراسة حالة‬
‫والية بسكرة‪ ،‬ويظهر ذلك من خالل االعتماد على املعلومات والبيانات اليت مت احلصول عليها من الكتب‬
‫اجماللت والدراسات السابقة‪ ،‬وإحصاءات املديرية الوالئية للفالحة –والية بسكرة‪ -‬للفرتة املمتدة من‬

‫(‪.)2013-2008‬‬

‫خطة البحث‪:‬‬
‫انطالقا من األهداف املرجوة من البحث وملعاجلة اإلشكالية الرئيسية والتساؤالت الفرعية سوف يتم تقسيم‬

‫البحث إىل احمالور التالية‪:‬‬


‫احملور األول‪ :‬الفالحة (الزراعة) والتنمية‬
‫الزراعية‪.‬‬
‫احملور الثاين‪ :‬ماهية‬
‫التنمية االقتصادية‪.‬‬
‫احملور الثالث‪ :‬واقع القطاع الفالحي يف‬
‫اجلزائر‪.‬‬
‫احملور الرابع‪ :‬مسامهة القطاع الزراعي يف تنمية وتطوير االقتصاد اجلزائري من خالل دراسة االسرتاتيجية‬

‫الفالحية لوالية بسكرة‪.‬‬


‫المحور األول‪ :‬الفالحة (الزراعة) والتنمية الزراعية‬
‫تلعب الفالحة دورا مرموقا يف تنمية الكثري من األنشطة اإلقتصادية املختلفة‪ ،‬فقد إستطاعت هذه األنشطة‬
‫الزراعية مبنتجاهتا املتنوعة من مواد أن حترك خمتلف القطاعات اإلقتصادية (صناعة‪ ،‬جتارة وخدمات أخرى)‪.‬‬

‫‪134‬‬ ‫العدد ‪2016/03‬‬ ‫مجلة‬


‫نور للدراسات االقتصادية‬
‫قراءة في مدى مساهمة القطاع الفالحي في تنمية وتطوير االقتصاد‬ ‫د‪.‬محمد لمين علون‪ /‬أ‪.‬حليمة عطية‬
‫الجزائري‬
‫‪ -1‬مفهوم الزراعة‪" :‬هي علم وفن وصناعة وجتارة إنتاج احمالصيل النباتية واحليوانية‪ ،‬وهي ليست فقط أرض‬
‫وزروع نباتية وحيوانية بل أيضا ً الفالح وأسرته‪ ،‬أولئك الذين يقومون بتوفري حاجياته االجتماعية واالقتصادية‬
‫والثقافية وامالدية والذين ال يقلون يف أمهيتهم عن األرض واحمالصيل الناجتة منها‪ .‬إذا ً فالزراعة الناجحة تعتمد‬
‫على ثالث عناصر رئيسية هي النجاح التكنولوجي أي النجاح الزراعي من الناحية الفنية والنجاح االقتصادي‬
‫أي الكفاءات يف تسويق احمالصيل الزراعية‪ .‬وأخريا ً النجاح االجتماعي أي العيش عيشة رغدة وحتقيق مستوى‬

‫‪1‬‬

‫معيشة مرتفع ورخاء عايل‪".‬‬


‫‪2‬‬
‫كما تعرف الزراعة حسب منظمة‬
‫األمم املتحدة‪:‬‬
‫"وهو يركز على املفهوم احلديث والضيق للزراعة‪ ،‬إذ يتعلق خاصة باملواد الطبيعية والبحوث والتدريب واإلرشاد‬
‫واإلمدادات مبستلزمات اإلنتاج الزراعي وإنتاج احمالصيل والثروة‬
‫احليوانية‪.‬‬
‫أما التعريف الواسع‪ :‬فهو باإلضافة إىل التعريف الضيق‪ ،‬نضيف صنع املستلزمات الزراعية وخدمات التسويق‬

‫والتحويل للمنتجات الزراعية‪.‬‬


‫‪ -2‬مفهوم التنمية الزراعية‪ :‬قبل التطرق للتعريف التنمية الزراعية جيب حتديد مفهوم عام للتنمية‪.‬‬
‫ا‪ -‬تعريف التنمية‪ :‬لقد تعددت التعاريف للتنمية ومن أمهها نذكر ما يلي‪:‬‬
‫تعرف على أهنا‪" :‬هي عملية تغيري يف البنية االقتصادية‪ ،‬االجتماعية والثقافية للمجتمع وفق توجهات عامة‬
‫لتحقيق أهداف حمددة تسعى أساسا لرفع مستوى معيشة السكان يف كافة اجلوانب مبعىن أن أية تنمية يقصد‬
‫‪3‬‬
‫هبا االرتفاع احلقيقي يف دخل املواطنني من جوانب اقتصادية وغري اقتصادية‪".‬‬
‫كما تعرف كذلك‪" :‬التنمية هي عملية معقدة وشاملة تضم جوانب اقتصادية‪ ،‬اجتماعية‪ ،‬سياسية وثقافية‬
‫مع عدم إمهال اجلوانب النفسية والبيولوجية‪ ،‬وذلك لفهم السلوك اإلنساين بالدرجة األوىل والدوافع اليت تربط‬
‫األفراد وما يقومون به من عالقات‪ ،‬وما يرتتب عن ذلك من أنظمة تتداخل تفاعالهتا وتأثرياهتا يف جوانب‬

‫‪4‬‬

‫اجملتمع املختلفة‪".‬‬
‫من خالل التعريفني السابقني ميكن القول أن التنمية هي فعل إرادي واع ‪ ،‬حتكمها سلطة مريدة وخمططة‪،‬‬
‫وال حتصر التنمية يف اجالنب امالدي فقط بل يتعداه إىل اإلنســان أي الفرد واجملتمع‪ ،‬ألن التنميـة حىت تكون‬
‫شاملة وكاملة البد من تضافر كل اجلهود سواء كانت فردية أو مجاعية‪.‬‬
‫ب‪ -‬تعريف التنمية الزراعية‪ّ :‬‬
‫تعرف على أهنا عملية إدارة معدالت النمو‪ ،‬حيث هتدف إىل زيادة متوسط‬
‫الدخل الفردي احلقيقي على املدى الطويل يف املناطق الريفية‪ ،‬إما من خالل زيادة رقعة األراضي الزراعية‬
‫بإستصالح وزراعة األراضي القابلة للزراعة‪ ،‬بقيام احلكومة بتزويدها بالبنية األساسية االلزمة لتشجيع القطاع‬
‫‪135‬‬ ‫العدد ‪2016/03‬‬ ‫مجلة‬
‫نور للدراسات االقتصادية‬
‫قراءة في مدى مساهمة القطاع الفالحي في تنمية وتطوير‬ ‫د‪.‬محمد لمين علون‪ /‬أ‪.‬حليمة عطية‬
‫االقتصاد الجزائري‬
‫اخالص على اإلستثمار فيها‪ ،‬وهو ما ميثل التنمية الزراعية األفقية‪ ،‬أو من خالل تكثيف رأس امالل وإدخال‬
‫األساليب التكنولوجية احلديثة يف العمليات الزراعية واإلستفادة من البحوث العلمية يف اجمالل الزراعي‪ ،‬هبدف‬
‫اإلستغالل األمثل أللراضي املزروعة واحمالفظة على الرتبة وترشيد إستغالل مياه الري وزيادة اإلنتاجية‪ ،‬وهي ما‬
‫‪5‬‬
‫متثل‬
‫التنمية الزراعية الرأسية‪".‬‬
‫‪ -3‬مقومات التنمية الزراعية‪ :‬التنمية الزراعية حتتاج إىل مقومات أخرى خاصة هبا‪ ،‬منها ما هو مرتبط‬
‫باملوارد الطبيعية واملتمثل يف األراضي الزراعية واملوارد امالئية‪ ،‬والظروف املناخية‪ ،‬ومنها ما هو حيوي يتمثل يف‬
‫‪6‬‬
‫توفر الثروة النباتية واحليوانية‪ ،‬وهو ما نتطرق إليه فيما يلي‬
‫‪:‬‬
‫أ‪ -‬األراضي الزراعية‪ :‬متثل األرضي الزراعية القاعدة األساسية إللنتاج الزراعي‪ ،‬مما جيعلها ثروة إسرتاتيجية‬
‫البد من العمل على محايتها وتنميتها بالوسائل املتاحة‪ ،‬من خالل العمل على حتسينها وتوسيعها عن طريق‬
‫تزويدها باحملسنات‬
‫العضوية‪.‬‬
‫ب‪ -‬الموارد المائية‪ :‬تعد املوارد امالئية احملدد الرئيسي إلمكانيات التنمية الزراعية‪ ،‬وذلك حبكم حمدوديتها من‬
‫ناحية واخنفاض كفاءة إستخدامها من ناحية أخرى يف الدول النامية‪ ،‬باإلضافة إىل الضغوطات الكبرية على‬

‫إستخداماهتا‪.‬‬
‫ج‪ -‬الثروة الحيوانية والنباتية‪ :‬يعترب توفر الثروة احليوانية والنباتية من مقومات التنمية الزراعية‪ ،‬ألن اهلدف‬
‫الرئيسي ألي نظام إقتصادي هو السعي إىل حتقيق الرفاهية اإلقتصادية ألفراد اجملتمع‪ ،‬من خالل اإلرتقاء‬
‫بكفاءة إستثمار هذه املوارد احليوانية والنباتية املتاحة وصيانتها‪ ،‬لضمان إستمرارها وقدرهتا على العطاء‪.‬‬
‫المحور الثاني‪ :‬ماهية التنمية االقتصادية‬
‫‪ -1‬مفهوم التنمية االقتصادية‪" :‬هي عملية متعددة األبعاد تتمثل يف اهلياكل االقتصادية واالجتماعية‪،‬‬
‫فالتنمية االقتصادية إذا هي عملية متكاملة بشقيها االقتصادي ويقصد به‪ :‬زيادة الدخل القومي احلقيقي‬
‫للمجتمع‪ ،‬والشق االجتماعي ويقصد به إحداث تغيري اجتماعي وثقايف وسياسي‪ ،‬ويسري الشقني جنبا ً إىل‬

‫‪7‬‬

‫جنب‪".‬‬
‫فالتنميــة االقتصــادية تتضــمن زيــادات يف الــدخل القــومي احلقيقــي ويف نصــيب الفــرد منــه وهــذا التحســن يف‬
‫الــدخل أو اإلنتــاج‪ ،‬ويســاعد علــى زيــادة االدخــار ممــا يــدعم ال ـرتاكم الرأمســايل والتقــدم التكنولــوجي يف اجملتمــع‪،‬‬
‫وتساعد هذه بدورها على دعم اإلنتاج والدخل وباإلضافة إىل هذه التغريات تشتمل التنمية االقتصادية كذلك‬
‫علــى حتســني كــل مــن مهــارة وكفــاءة وقــدرة العامــل علــى احلصــول علــى الــدخل وتنظــيم اإلنتــاج بطريقــة أفضــل‪،‬‬

‫‪136‬‬ ‫العدد ‪2016/03‬‬


‫مجلة نور للدراسات االقتصادية‬
‫قراءة في مدى مساهمة القطاع الفالحي في تنمية وتطوير‬ ‫د‪.‬محمد لمين علون‪ /‬أ‪.‬حليمة عطية‬
‫االقتصاد الجزائري‬
‫وتطوير وسائل النقل واملواصالت وتقدم املؤسسات اماللية‪ ،‬وزيادة معدل التحضر يف اجملتمع وحتسن مستويات‬
‫الصحة والتعليم وتوقعات احلياة وزيادة وقت الفراغ وحتسني التجهيزات املتاحة اللستخدام‪.‬‬
‫‪ -2‬مقوم ااات التنمي ااة اإلقتص ااادية‪ :‬تقتض ــي عملي ــة حتقي ــق التنمي ــة اإلقتص ــادية ت ــوفر جمموع ــة م ــن‬
‫املقوم ــات‬

‫‪8‬‬

‫الضرورية واليت تتمثل يف‪:‬‬


‫ا‪ -‬تراكم رأس المال‪ :‬يؤكد مجيع اإلقتصاديني على األمهية الكبرية لرتاكم رأس امالل يف حتقيق التنمية‪ ،‬ويتم‬
‫هذا الرتاكم من خالل عملية اإلستثمار‪ ،‬اليت تتطلب توفر حجم مناسب من املدخرات احلقيقية لتوفري املوارد‬
‫اماللية‬
‫ألغراض اإلستثمار‪.‬‬
‫ب‪ -‬الموارد البشرية‪ :‬يلعب املورد البشري دورا أساسيا يف عملية التنمية‪ ،‬حيث أن اإلنسان هو غاية التنمية‬
‫ووسيلتها يف نفس الوقت‪ ،‬وهو ما يظهر من هدف التنمية املتمثل يف رفع مستوى معيشة اإلنسان‪ ،‬والذي‬
‫يتحقق بفضل اإلنسان الذي يرسم وينفذ عملية التنمية‪.‬‬
‫ج‪ -‬الموارد الطبيعية‪ :‬أمهية املوارد الطبيعية تتأتى من كفاءة وآليات إستخدامها على الوجه الذي خيدم‬

‫معطيات التنمية بالفعل يف كل دولة‪.‬‬


‫د‪ -‬التكنولوجيا والتقدم التكنولوجي‪ :‬تعترب التكنولوجيا إحدى مستلزمات اإلنتاج‪ ،‬وبذلك تلعب دورا‬
‫حامسا يف منو اإلنتاج وتقدم البلد إقتصاديا‪ ،‬وتتكون التكنولوجيا من حزمة من العناصر تكون متضمنة يف‬
‫السلع الرأمسالية‪ ،‬كاآاللت واملعدات‪ ،‬أو قد تكون متضمنة يف البشر‪.‬‬
‫‪ -3‬ﺃهﺩﺍﻑ ﺍلتنمية ﺍالقتصاﺩية‪ :‬ختتلف هذه األهداف من ﺩﻭلة ألخرﻯ‪ ،‬ﻭيعﻭﺩ ﺫلﻙ ﺇلى ﻅﺭﻭﻑ ﺍلﺩﻭلة‬
‫وأوضاعها االقتصادية‪ ،‬االجتماعية ﻭﺍلثقافية وحىت ﺍلسياسية‪ .‬غيﺭ ﺃﻥ هناﻙ ﺃهﺩﺍفا أساسية ومشرتكة تسعى‬
‫‪9‬‬
‫ﺇليها ﺍلﺩﻭل النامية في خططها اإلمنائية‪ ،‬ميكن إمجاهال في ﺍلنقاﻁ ﺍلتالية‪:‬‬

‫‪-‬زيادة الدخل القومي‪.‬‬


‫‪ -‬رفع‬
‫املستوى املعيشي‪.‬‬
‫‪ -‬تعميق ﺍلشعﻭﺭ باالنتماء ﻭﺍالهتماﻡ بالمصلحة ﺍلعامة‪.‬‬
‫‪ -‬ﺍلقضاء على ﺍلتبعية بكل‬
‫ﺃشكالها‪.‬‬
‫‪ -‬عﺩﺍلة التوزيع في الدخل القومي لتقليل ﺍلتفاﻭﺕ بني ﺍلﺩخﻭل‪.‬‬
‫‪ -‬بناء قاعﺩﺓ صناعية متينة ﻭﺍستخﺩﺍﻡ ﺍلتكنﻭلﻭجيا ﺍلمناسبة‪.‬‬
‫‪ -‬توفري ﺍلخدمات ﺍالجتماعية (ﺍلصحة‪ ،‬ﺍلتﹲعليﻡ‪ ،‬ﺍلسكﻥ‪.)..‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ -‬ﺇﻁالﻕ اإلبداع ﻭﺇﻁالﻕ مجيع ﺍلﻁاقاﺕ ﺍلكامنة في ﺍلمجتمع‪.‬‬
‫‪137‬‬ ‫العدد ‪2016/03‬‬
‫مجلة نور للدراسات االقتصادية‬
‫قراءة في مدى مساهمة القطاع الفالحي في تنمية وتطوير االقتصاد‬ ‫د‪.‬محمد لمين علون‪ /‬أ‪.‬حليمة عطية‬
‫الجزائري‬
‫‪ -‬اإلسهام في ﺍلحضاﺭﺓ ﺍإلنسانية ﻭﺃخذ ﺍلمكاﻥ ﺍاللئق بني ﺍألمم‪.‬‬
‫‪ -‬ﺍلتﻭسع في‬
‫ﺍلهيكل ﺍإلنتاجي‪.‬‬
‫المحور الثالث‪ :‬واقع القطاع الفالحي في الجزائر‬
‫لقد عانت الفالحة يف اجلزائر من التهميش ولفرتة طويلة من الزمن‪ ،‬فضلت حبيسة شعارات ال غري‪ ،‬ونظرا‬
‫لتحسن الوضع اماليل للجزائر فإنه مت وضع خمطط يقوم على تدعيم الدولة للقطاع الفالحي يف إطار ما مسي‬
‫باملخطط الوطين للتنمية الفالحية سنة ‪ ،2000‬حيث عملت الدولة مباشرة من خالل الصندوق الوطين‬
‫(‪ ،) FNRDA‬على تدعيم الفالحني وتقوم بتقدمي قروض للضبط والتنمية الفالحية بدون فائدة‪ ،‬كما تقدم‬
‫‪10‬‬
‫إعانات للفالحني وهذا يف‬
‫النشاطات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬تطوير اإلنتاج واإلنتاجية يف خمتلف‬
‫فروع القطاع‪.‬‬
‫‪ -‬حتويل‬
‫أنظمة اإلنتاج وتكييفها‪.‬‬
‫‪ -‬استصالح األراضي الزراعية باالستعانة بدعم‬
‫الدولة‪.‬‬
‫ولقد توسع املخطط أكثر يف سنة ‪ 2002‬ليضم كذلك التنمية الريفية‪ ،‬وهذا لكون أن املناطق الريفية تعاين‬
‫احلرمان والفقر وتعاين من تدهور مداخيل الفالحني وعجز النشاط الفالحي عن سد حاجياهتم‪ ،‬إىل جانب‬
‫تدهور حالة املستثمرات الفالحية بعد خوصصة الدولة للقطاع الفالحي‪ ،‬هلذا تضمن املخطط حتقيق التنمية‬
‫الريفية باعتبار الريف فضاء ينتهج فيه سكانه منطا معيشيا مميزا‪ ،‬و البد من إشراكه يف حتقيق التنمية الوطنية‬
‫عن طريق تشجيع االستثمارات يف األرياف‪ ،‬ومتكني سكانه من االستفادة من دعم الدولة ومحاية مداخيلهم‬
‫وتوفري الظروف املعيشية احلسنة للفالحني لتمكينهم من االستقرار يف األرياف‪ ،‬واالهتمام بالنشاطات‬
‫الفالحية بتوفري‬
‫احلماية االجتماعية هلم‪.‬‬
‫وسعى املخطط املذكور يف نفس الوقت إىل حتقيق التنمية البشرية وهذا بإعادة العالقة القائمة بني الفرد‬
‫وحميطه‪ .‬ولتحقيق ذلك مت وضع تسعة برامج وهي‬
‫كما يلي‪:‬‬
‫‪11‬‬
‫‪ -1‬أربعة برامج وجهت لتحسني مستوى وعصرنة املستثمرات الفالحية وتربية املواشي وهي تتفرع إىل‪:‬‬
‫‪ -‬برنامج تكييف‬
‫وحتويل أنظمة اإلنتاج‪.‬‬
‫‪ -‬برنامج تكثيف اإلنتاج‬
‫وحتسني اإلنتاجية‪.‬‬
‫‪ -‬برنامج تثمني املنتوجات الفالحية كاحمالفظة على املنتوجات الزراعية‪ ،‬و حتويلها‪ ،‬وختزينها‪ ،‬وتسويقها‪.‬‬
‫برنامج تدعيم االستثمار على مستوى املستثمرات الفالحية من أجل تنويع وحتسني اخلدمات للفالحني‬
‫خاصة الشبان حاملي شهادات جامعية أو املكونني يف القطاع‪ ،‬أو من هلم قدرات للعمل يف القطاع‪.‬‬
‫‪138‬‬ ‫العدد ‪2016/03‬‬ ‫مجلة‬
‫نور للدراسات االقتصادية‬
‫قراءة في مدى مساهمة القطاع الفالحي في تنمية وتطوير االقتصاد‬ ‫د‪.‬محمد لمين علون‪ /‬أ‪.‬حليمة عطية‬
‫الجزائري‬
‫‪ -2‬مخسة برامج أخرى موجهة حلماية وتنمية احمليط الطبيعي وإنشاء مناصب عمل‪ ،‬وهي كما يلي‪:‬‬

‫‪-‬الربنامج الوطين للتشجري‪.‬‬

‫‪-‬برنامج التشغيل الريفي‪.‬‬


‫‪ -‬برنامج إعادة‬
‫االعتبار أللراضي‪.‬‬
‫‪ -‬برنامج محاية وتنمية‬
‫املناطق السهبية‪.‬‬
‫‪ -‬برنامج‬
‫محاية وتنمية الواحات‪.‬‬
‫ويقوم املخطط الوطين للتنمية الفالحية على أربعة حماور أساسية‬
‫هي‪:‬‬
‫‪ -‬إنتاج وإنتاجية الفروع املختلفة واليت يتم تدعيمها عن طريق الصندوق الوطين للضبط والتنمية الفالحية‪.‬‬

‫‪-‬تكييف األنظمة الزراعية‪.‬‬


‫‪ -‬دعم استصالح األراضي الفالحية عن طريق االمتياز واستصالح األراضي يف اجلنوب‪.‬‬
‫‪ -‬توسيع عمليات التشجري لزيادة نسبة الغطاء الغايب يف مشال البالد من ‪ % 11‬إىل ‪.%14‬‬
‫ويف أكتوبر ‪ 2002‬وبناء على اتفاقية موقعة بني بنك الفالحة والتنمية الريفية ووزارة الفالحة‪ ،‬أهلت البنك‬
‫وبقرار سياسي بتمويل االعتمادات املخصصة لربنامج الدعم وخمطط التنمية الفالحية‪ ،‬خاصة وأن الفوائد‬
‫املرتتبة عن متويالت البنك املسبقة تقتطع من برنامج الدعم وليست مستحقة على الفالحني خالل العام‬
‫األول من االستثمارات‪ .‬وحسب ذات املصدر (مدير مساعد بالبنك)‪ ،‬فإن البنك قدم متويالت مسبقة‬
‫ضخمة لفائدة خمتلف االستثمارات الفالحية قدرت إىل غاية ديسمرب ‪ 2005‬بأكثر من ‪ 32‬مليار دينار‬
‫جزائري‪ ،‬بناء على ملفات استثمار تؤشر عليها مصاحل الفالحة احمللية‪ ،‬كما سجل تراكما لديون الفالحني يف‬
‫عمليات التمويل خارج برنامج الدعم بلغ ‪ 43‬مليار دينار‪ ،‬مل يسرتجع منها البنك سوى ‪ 15‬مليارا فقط‪،‬‬
‫يف حني جتري تسوية املبالغ الباقية يف إطار إعفاء الفالحني من الديون املستحقة عليهم‪ ،‬يف وقت توصل‬
‫‪12‬‬
‫البنك إىل اتفاق تسوية مع وزارة الفالحة لتسديد مستحقاهتا كاملة النامجة عن برنامج الدعم‪.‬‬
‫ويف السنة اماللية لسنة ‪ 2007‬مت ختصيص غالف مايل قدره ‪ 21.342.869.000‬دج فقط ميزانية‬
‫‪13‬‬

‫التسيري للقطاع الفالحي‪.‬‬


‫وهنا جيب اإلعرتاف بأن اجملهودات املبذولة لتزويد بالدنا بنظام تشريعي و تنظيمي يهدف إىل محاية األراضي‬
‫الفالحية من املزايدات واألطماع ومن أجل أن تساير املسار التنموي الذي عرفته اجلزائر خالل السنوات‬
‫األخرية‪ ،‬وميكن تقسيمها إىل مخسة أقسام‬
‫أساسية‪:‬‬
‫‪ -‬حيازة‬
‫امللكية العقارية الفالحية‬
‫‪139‬‬ ‫العدد ‪2016/03‬‬ ‫مجلة‬
‫نور للدراسات االقتصادية‬
‫قراءة في مدى مساهمة القطاع الفالحي في تنمية وتطوير االقتصاد‬ ‫د‪.‬محمد لمين علون‪ /‬أ‪.‬حليمة عطية‬
‫الجزائري‬
‫‪ -‬إستغالل األراضي الفالحية التابعة أللمالك اخالصة بالدولة‬

‫‪ -‬التوجيه العقاري‪.‬‬

‫‪-‬األراضي الفالحية الوقفية‪.‬‬


‫‪ -‬إستصالح األراضي الفالحية عن طريق‬
‫اإلمتياز‪.‬‬
‫وخالل املخطط اخلماسي (‪ )2013-2009‬جاء برنامج التطوير الفالحي والتجديد الريفي ملواصلة‬
‫التنمية الفالحية اليت إنطلقت يف إطار املخطط الوطين للتنمية الفالحية‪ ،‬ويهدف إىل تعزيز األمن الغذائي‬
‫والتماسك اإلجتماعي‪ ،‬اللذان ميثالن أهم عناصر السيادة الوطنية واألمن القومي‪ ،‬واعتمد هذا الربنامج يف‬
‫إسرتاجتيته على وضع األسس السياسية إلعادة مركزية سياسة التنمية الفالحية والريفية اليت أدرجت يف قانون‬
‫التوجيه الفالحي لسنة ‪ ،2008‬الذي يضع اإلطار القانوين وخريطة الطريق للسنوات اخلمسة (‪-2009‬‬
‫‪ ،) 2013‬اليت مت خالهال حتقيق الربنامج املسطر الذي ارتكز على تكثيف إنتاج املواد الغذائية األساسية من‬
‫احلبوب‪ ،‬احلليب‪ ،‬البقول اجالفة‪ ،‬اللحوم وغريها‪ ،‬فضال عن محاية مداخيل الفالحني واحلفاظ على القدرة‬
‫الشرائية للمستهلكني‪ ،‬وكذا حترير املبادرات وبناء ثقة املستقبل‪ ،‬باإلضافة إىل تعزيز اإلستشارة والتشاور مع كل‬
‫الفاعلني واملسؤولني يف اجمالل الفالحي والزراعة الصناعية‪ ،‬مما يؤدي إىل محاية وتثمني املوارد الطبيعية‪ ،‬ومن‬
‫جهة أخرى أكد الربنامج على أمهية العناية اخالصة باإلستغالل العقالين للمياه باستخدام تقنيات الري‬
‫احلديثة‪ ،‬كما منح هذا الربنامج منط وحيد إلستغالل األراضي التابعة للدولة عن طريق اإلمتياز بعالقة تعاقدية‬
‫على املدى الطويل‪ ،‬وبدأ تطبيق هذا الربنامج بالتوقيع على عقود النجاعة مع الواليات ‪ 48‬للبالد يف سنة‬
‫‪14‬‬
‫‪ ،2009‬على أساس النتائج احملققة وخصوصية كل منطقة‪ ،‬وقسمت هذه العقود إىل نوعني مها‪:‬‬
‫‪ -1‬عقود مرتبطة ببرنامج تجديد اإلقتصاد الزراعي‪ :‬قام من خالهال بدعم النشاطات الفالحية املباشرة‬
‫دعم (إنتاج احلبوب‪ ،‬البقول اجالفة‪ ،‬احلليب‪ ،‬البطاطا‪ ،‬وغريها)‪ ،‬تقدمي القروض امليسرة ومسح الديون‪ ،‬ودعم‬
‫إستخدام تقنيات الري التكميلي واقتصاد املياه‪ ،‬وتوفري البذور والشتالت واألمسدة‪ ،‬وهو ما ميثل متابعة اجلهود‬
‫املبذولة يف إطار املخطط الوطين للتنمية الفالحية‪ ،‬هبدف تعزيز اجلهاز اإلنتاجي للمواد الفالحية ذات‬
‫اإلستهالك الواسع ورفع واملردودية‪ ،‬وامتصاص مشكلة إسرتاحة األراضي‪.‬‬
‫‪ -2‬عقود مرتبطة ببرامج التجديد الريفي‪ :‬قامت هذه الربامج على دعم وتشجيع سكان األرياف على‬
‫تطوير مناطقهم وحتسني ظروفهم املعيشية اخالصة‪ ،‬من خالل إجناز مشاريع حيوية أطلق عليها مشاريع جوارية‬
‫للتنمية الريفية املندجمة‪ ،‬تتمثل يف توظيف أفضل للثروات اخالصة والعامة املتوفرة بتلك املناطق‪ ،‬واإلستغالل‬

‫‪140‬‬ ‫العدد ‪2016/03‬‬ ‫مجلة‬


‫نور للدراسات االقتصادية‬
‫قراءة في مدى مساهمة القطاع الفالحي في تنمية وتطوير االقتصاد‬ ‫د‪.‬محمد لمين علون‪ /‬أ‪.‬حليمة عطية‬
‫الجزائري‬
‫والتسيري العقالين هلذه الثروات احمللية ورفع القدرات اإلنتاجية هال‪ ،‬ومحاية املوارد الطبيعية‪ ،‬وتثمني املنتجات‬
‫ذات اخلصوصية احمللية‪ ،‬وتنويع النشاطات اإلقتصادية يف الوسط السهيب ويف الواحات واجلبال‪.‬‬
‫لتحقيق هذا الربنامج بشقية جتديد اإلقتصاد الزراعي والتجديد الريفي خصصت الدولة مبلغ ‪ 1000‬مليار‬
‫دج ما يعادل ‪ 13.5‬مليار دوالر خالل الفرتة (‪ ،)2013-2009‬وهو ما ميثل ‪ 200‬مليار دج سنويا‬
‫لدعم النشاطات املذكورة سابقا‬
‫وفق مايلي‪:‬‬
‫‪ -‬حتمل الدولة تكاليف إقتناء البذور والشتالت وإعادة إنتاجها‪ ،‬كما مينح دعم عمومي ألسعار إقتناء‬
‫األمسدة بالنسبة لكافة أنواع‬
‫اإلنتاج الفالحي‪.‬‬
‫‪ -‬ختصيص مساعدات عمومية إلقتناء العتاد الفالحي لصاحل كافة أن واع اإلنتاج الفالحي وتربية امالشية‪،‬‬
‫وعتاد الري املقتصد للمياه‪ ،‬وسيوجه هذا الدعم حصريا للبيع بصبغة اإلجيار للتجهيزات املصنعة حمليا‪.‬‬
‫‪ -‬مواصلة دعم أسعار احلبوب حرصا على تشجيع اإلنتاج احمللي‪ ،‬ومنح الدميومة ألسعار حماصيل القمح‬
‫والشعري اليت جتمعها التعاونيات‪ ،‬وسيتم تقدمي سعر حتفيزي أيضا جلمع حماصيل اخلضر اجالفة‪.‬‬
‫‪ -‬دعم تطوير إنتاج احلليب ومجعه من خالل دعم إقتناء البقر احللوب لدى املمونني املتعاقدين‪ ،‬ودعم‬

‫لتجديد‬
‫التجهيزات وشراء عتاد مجع احلليب‬
‫وإنتاج العلف‪.‬‬
‫‪ -‬دعم إنتاج اللحوم بكل أنواعها‪ ،‬حيث سيستفيد مربو الغنم وامالعز على وجه اخلصوص من التكفل بتلقيح‬
‫امالشية‪ ،‬وإعانات من أجل جتديد حظائر تربية امالشية‪ ،‬وإنشاء مراكز التكاثر‪ ،‬وتوفري العلف بأسعار مدعمة‬

‫يف‬
‫حالة اجلفاف‪ ،‬كما ستستفيد تربية الدواجن والقطعان الصغرية من دعم موجه إلقتناء امالشية وجتديد وسائل‬
‫اإلنتاج‪ ،‬واإلستثمار يف الصناعة التحويلية‪ ،‬أما تربية اخليول واإلبل فسيتم تدعيمها من خالل تشجيع توالد‬
‫السااللت احمللية وتطوير املهن ذات الصلة هبذه‬
‫النشاطات‪.‬‬
‫‪ -‬منح مساعدات هامة إللنتاج الذي تدره بعض األنواع من األشجار املثمرة كما يستفيد إنتاج زيت الزيتون‬
‫من دعم خاص يشم ل إقتناء العتاد املوجه إلجناز املعاصر وقدرات ختزين اإلنتاج وتوضيبه‪ ،‬كما يستفيد إنتاج‬
‫التمور وتصديرها من دعم مالئم يشمل احلفاظ على غابات النخيل وجتديدها‪ ،‬وبناء وحدات التوضيب‬

‫والتصدير‪.‬‬
‫‪ -‬رفع كفاءة اإلطارات العاملة يف قطاع الفالحة بتكوين املهندسني والتقنيني يف الفروع واملهن ذات العالقة‬
‫هبذا النشاط من قبل املنظومة الوطنية للتعليم والتكوين‪ ،‬باإلضافة إىل إستفادة التعاونيات الفالحية وتعاونيات‬
‫‪141‬‬ ‫العدد ‪2016/03‬‬ ‫مجلة‬
‫نور للدراسات االقتصادية‬
‫قراءة في مدى مساهمة القطاع الفالحي في تنمية وتطوير االقتصاد‬ ‫د‪.‬محمد لمين علون‪ /‬أ‪.‬حليمة عطية‬
‫الجزائري‬
‫تربية املواشي من اإلطارات اجالمعية يف إطار اإلندماج املهين املرتبط بالقطاع الفالحي‪ ،‬وستتكفل الدولة مؤقتا‬
‫بقسط هام من األجور‬
‫املدفوعة هلم‪.‬‬
‫المحور الرابع‪ :‬مساهمة القطاع الزراعي في تنمية وتطوير االقتصاد الجزائري من خالل‬
‫دراسة اإلستراتيجية الفالحية لوالية بسكرة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬التعريف بالوالية‪:‬‬


‫‪ -1‬التقسيم اإلداري‪ :‬بسكرة (عروس الزيبان) والية جزائرية تقع يف اجلنوب الشرقي للجزائر على أبواب‬
‫الصحراء الكربى‪ ،‬صنفت بسكرة " والية " أثناء التقسيم اإلداري لسنة ‪ 1974‬وكانت آنذاك ‪ 22‬بلدية‬
‫وستة (‪ )06‬دوائر‪ ،‬وبعد التقسيم اإلداري لسنة ‪ 1984‬انقسمت إىل شطرين‪ :‬والية بسكرة ووالية الوادي‬
‫اليت تشكلت بضم دائريت الوادي واملغري فأصبحت تضم ‪ 33‬بلدية وأربعة (‪ )04‬دوائر هي‪ :‬أوالد جالل‪،‬‬
‫سيدي عقبة‪ ،‬طولقة‪ ،‬الوطاية أما بسكرة كوهنا متثل مقر الوالية فبقيت بلدية على حدى‪ ،‬وقد أحلقت بالوالية‬
‫بلديات جديدة على إثر هذا التقسيم‬
‫وهي‪:‬‬
‫‪ -‬بلدية خنقة سيدي ناجي من‬
‫والية تبسة‪.‬‬
‫‪ -‬بلدية القنطرة وعني زعطوط من والية‬
‫باتنة‪.‬‬
‫‪ -‬بلدية الشعيبة (أوالد رمحة) من والية‬
‫املسيلة‪.‬‬
‫ويف سنة ‪ 1991‬مت تعديل إداري طفيف على الدوائر حيث أصبح عددها ‪ 12‬دائرة وبقي عدد البلديات‬
‫على حاله أي ‪ 33‬بلدية‪ ،‬أعيد توزيعها على الدوائر حسب التقسيم احاليل‪.‬‬
‫‪ -2‬الموقع الجغرافي‪ :‬تقع واليـة بسكرة يف الناحية اجلنوبية الشرقية للبالد‪ ،‬حتت سفوح كتلة جبال‬
‫األوراس‪ ،‬اليت متثل احلد الطبيعي بينها وبني الشمال‪ ،‬وترتبع على مساحة تقدر بـ‪ 21.509.80 :‬كلم‪2‬‬
‫وتظم ‪ 33‬بلدية و‪ 12‬دائرة وحيدها والية باتنة من الشمال‪ ،‬والية املسيلة من الشمال الغريب‪ ،‬والية خنشلة‬
‫من الشمال الشرقي‪ ،‬والية اجللفة من اجلنوب الغريب‪ ،‬والية الوادي من اجلنوب الشرقي‪ ،‬والية ورقلة من‬

‫اجلنوب‪.‬‬
‫وباإلضافة إىل موقعها اجلغرايف باعتبارها مفرتق طرق للتبادالت االقتصادية‪ ،‬الثقافية واالجتماعية‪،‬‬
‫إمكانياهتا الكبرية وغناها الطبيعي‪ ،‬مواردها املفيدة (الطني‪ ،‬امللح‪ ،‬اجلبس واحلصى وغريها ‪ ،)...‬كما أن نشاط‬
‫هذه الوالية معزز مبزايا أخـرى‪ :‬دقلة نور بطولقة‪ ،‬ساللة األغنام بأوالد جالل‪ ،‬حمصايل اخلضر املبكرة‬

‫بالغروس‪.‬‬

‫‪142‬‬ ‫العدد ‪2016/03‬‬ ‫مجلة‬


‫نور للدراسات االقتصادية‬
‫قراءة في مدى مساهمة القطاع الفالحي في تنمية وتطوير االقتصاد‬ ‫د‪.‬محمد لمين علون‪ /‬أ‪.‬حليمة عطية‬
‫الجزائري‬
‫‪ -3‬التضاريس‪ :‬تتميـز تضاريس الوالية بالتنوع الكبري فهي تتكون من عناصر ومكونات متجانسة أساسية‪،‬‬

‫ميكن تقدمي أمهها كالتايل‪:‬‬


‫ا‪ -‬الجبال‪ :‬متثل اجلبال نسبة قليلة من املساحة اإلمجالية للوالية‪ ،‬أي ‪ %13‬تتمركـز غالبيتها فـي الشمال‬
‫وتتكون من‪ :‬جبل القايد‪ ،‬جبال محارة‪ ،‬جبل قسوم (‪ 1087‬مرت)‪ ،‬جبل رباع ( ‪ 712‬مرت )‪،‬جبل قارة‪،‬‬
‫جبل بورزل‪ ،‬جبل امليلي (‪ 1496‬مرت )‪ ،‬جبل حوجة ( ‪ 1070‬مرت)‪ ،‬جبل أمحر خدو‪ ،‬جبل تاكتيوت‬
‫الذي يضم أعلى قمة جبلية (‬
‫‪ 1942‬مرت)‬
‫ب‪ -‬الهضاب‪ :‬أقل علوا من املنطقة اجلبلبة‪ ،‬تتمثل يف مناطق السفوح ومتتد حىت الناحية اجلنوبية الغربية من‬
‫إقليم الوالية مكونة ما يعرف هبضبة أوالد جالل ( دائريت أوالد جالل وسيدى خالد)‪.‬‬
‫ج‪ -‬السهول‪ :‬والسهول متتد على حمور لوطايا ‪ -‬طولقة‪ ،‬ممتدة إىل الشرق لتشمل سهول سيدى عقبة وزريبة‬
‫الوادي وتتميز تلك املناطق برتبة‬
‫عميقة وخصبة‪.‬‬
‫د‪ -‬المنخفضات‪ :‬تغطى املنخفضات املناطق اجلنوبية الشرقية من تراب الوالية تتميز مبسطحات ملساء من‬
‫الغضار اليت حتجز طبقـات رقيقـة من املياه ممثلـة بذلك الشطـوط وأمهها‪ :‬شـط ملغيغ‪ ،‬يبلــغ متوسـط اإلخنفاض‬
‫(‪33‬م) حتت مستوى سطح البحر‪ ،‬فهي بذلك تكون اجملمع الطبيعي الرئيسي للمياه السطحية يف املنطقة‪.‬‬
‫‪ -4‬المناخ‪ :‬مناخ الوالية شبه جاف إىل جاف‪ ،‬ميتاز فصل الصيف باحلرارة واجلفاف وفصل الشتاء بالربودة‬

‫واجلفاف أيضا‪.‬‬
‫‪ -5‬الفالحة‪ :‬تعترب والية بسكرة من الواليات الرائدة يف جمال الفالحة‪ ،‬فمناخها اماللئم وغناها باملياه اجلوفية‬
‫والرتبة الصاحلة للزراعة أعطى هال مميزات جتعلها يف الصدارة من ناحية تنوع و بكرة املنتوج الفالحي‪.‬‬
‫تقدر املساحة الفالحية اإلمجالية بـ ‪ 1.652.751‬هكتار أي ما يقارب ‪ %77‬من إمجايل املساحة الكلية‬
‫للوالية‪ .‬كما تقدر املساحة الصاحلة للفالحة بـ ‪ 185.473‬هكتار أي بنسبة ‪ %11‬من املساحة الفالحية‪،‬‬
‫منها ‪ 100.680‬هكتار أراضي مسقية ومتثل ‪ % 54.28‬من املساحة الفالحية الصاحلة للزراعة‪ .‬علما أن‬
‫عملية السقي تعتمد أساسا على املياه اجلوفية واليت تتطلب تكاليف‬
‫باهضة‪.‬‬
‫الثروة الفالحية األساسية بالوالية هي النخيل تتواجد غالبيتها يف منطقة الزاب الغريب (دوائر طولقة‪ ،‬فوغالة‪،‬‬

‫اورالل)‬
‫وختتص اجلهة الشرقية من الوالية (دوائر سيدي عقبة‪ ،‬زريبة الوادي) بالزراعات احلقلية (فول‪ ،‬بطيخ‪ ،) ...‬أما‬
‫اجلهة الشمالية فتعرف باإلضافة إىل املنتوجات الفصلية بعض املنتجات احلمضية (مشمش‪ ،‬تفاح‪،) ...‬‬

‫‪143‬‬ ‫العدد ‪2016/03‬‬ ‫مجلة‬


‫نور للدراسات االقتصادية‬
‫قراءة في مدى مساهمة القطاع الفالحي في تنمية وتطوير االقتصاد‬ ‫د‪.‬محمد لمين علون‪ /‬أ‪.‬حليمة عطية‬
‫الجزائري‬
‫‪ -6‬الموارد المائية‪ :‬تبلغ كمية املياه املسخرة على مستوى الوالية ‪ 820‬مليون م‪ ،3‬منها ‪ 22‬مليون م‪3‬‬
‫مياه سطحية أي بنسبة ‪ %2,68‬و‪ 798‬مليون م‪ 3‬مياه جوفية أي بنسبة‪.% 97,32‬‬
‫تتوزع كمية املياه املسخرة اجلوفية‬
‫املستغلة كالتايل‪:‬‬
‫‪ 679,20 -‬مليون م‪ 3‬موجهة للفالحة أي ما يعادل‬
‫‪%89‬‬
‫‪ 77,54 -‬مليون م‪ 3‬موجهة للشرب أي بنسبة‬
‫‪%10‬‬
‫‪ 7 -‬مليون م‬
‫‪3‬خمصصة للصناعة ‪%1‬‬
‫يوجد بالوالية سدين (‪ )02‬موجهني خصيصا للسقي الفالحي‪ ،‬مها سد فم الغرزة بطاقة ختزينية أولية تقدر بـ‬
‫‪ 47‬مليون م‪ ،3‬يغطي هذا السد احتياجات ‪ 130.000‬خنلة من املياه بقدرة سنوية نظامية تقدر بـ ‪8‬‬

‫مليون م‪.3‬‬
‫‪ -‬سد منبع الغزالن بطاقة ختزينية أولية تقدر بـ ‪ 55,5‬مليون م‪ ،3‬يؤمن سقي حميط مكنيات ببلدية لوطاية‬
‫(تبلغ مساحة احمليط بـ ‪ 950‬هكتار) بقدرة سنوية نظامية تقدر بـ ‪ 14‬مليون م‪.3‬‬
‫ثانيا‪ :‬واقع القطاع الفالحي للوالية في إطار برنامج التطوير الفالحي والتجديد الريفي‪:‬‬
‫‪ -1‬مفاهيم عامة حول سياسة التجديد الريفي‪ :‬سياسة التجديد الريفي جتسدت عرب تنفيذ املشاريع اجلوارية‬
‫املندجمة للتنمية الريفية من خالل أربعة أهداف رئيسية تتمثل‬
‫يف‪:‬‬
‫‪ -‬تنويع األنشطة االقتصادية‬ ‫‪ -‬عصرنه القرى واألرياف‬
‫والبوادي‬
‫‪ -‬محاية وتثمني الرتاث الريفي امالدي وغري امالدي‬ ‫‪ -‬محاية وتثمني املوارد‬
‫الطبيعية‬
‫وهذا من أجل جتسيد املشاريع اجلوارية للوصول إىل حتقيق مضمون الربنامج التنموي الذي تبناه رئيس‬
‫‪15‬‬
‫اجلمهورية والذي امتد إىل غاية ‪ 2013‬واجتهت األهداف الرئيسية لسياسة التجديد الريفي حنو‪:‬‬
‫‪ -‬املسامهة يف إحياء املناطق الريفية من خالل حتسني ظروف‬
‫التشغيل‬
‫‪ -‬إعادة دفع النسيج االقتصادي للوصول إىل ضمان مستوى معيشي عادل لسكان األرياف‬
‫‪ -‬تثبيت إقامتهم وحتسني ظروف حياهتم وشروط‬
‫عملهم‪.‬‬
‫‪ -‬تسهيل احلصول على املواد االقتصادية واالجتماعية والثقافية هلم‪.‬‬
‫‪ -‬ضمان أمن التموين باملواد الغذائية الضرورية‬
‫للحياة‪.‬‬
‫ومت يف ذلك تشجيع عملية تثمني املوارد احمللية وحتفيز االقتصاد اجلواري من خالل تنظيم وتضافر األنشطة‬
‫يف خمتلف القطاعات االقتصادية واالجتماعية وكذلك استغالل األقاليم بصفة عقالنية للوصول إىل حتقيق‬

‫‪144‬‬ ‫العدد ‪2016/03‬‬ ‫مجلة‬


‫نور للدراسات االقتصادية‬
‫قراءة في مدى مساهمة القطاع الفالحي في تنمية وتطوير االقتصاد‬ ‫د‪.‬محمد لمين علون‪ /‬أ‪.‬حليمة عطية‬
‫الجزائري‬
‫إنتاج ذي نوعية وقيمة مضافة عالية باإلضافة إىل تشجيع وتنويع األنشطة وتعددها لدى األسر وتدعيم شبكة‬
‫اخلدمات يف الوسط الريفي وتعزيز دور الفالحة باعتبارها مكونا رئيسيا يف االقتصاد الريفي‪.‬‬
‫وتضمن املشروع اجلواري للتنمية الريفية اجناز مشاريع ذات االستعمال اجلماعي منها إنشاء الطرق ‪ -‬اإلنارة‬
‫الريفية ‪ -‬التزويد باملياه الصاحلة للشرب – بناء املنشآت الرتبوية والصحة اجلوارية ‪ -‬ومت متويلها عن طريق‬
‫موارد‬
‫الدولة صناديق التمويل‪.‬‬
‫وكما مت إجناز وتنفيذ املشاريع الفردية واليت تساهم بشكل مباشر يف ضمان رؤوس أموال لسكان األرياف‬
‫والبادية جتسيد وحدات تربية احليوانات ( إسطبالت األبقار – حظائر األغنام وامالعز ‪ -‬مداجن تربية الدجاج‬
‫‪ -‬الديك الرومي – األرانب‪ -‬املناحل ‪ -‬اخليل ‪ -‬الصناعة التقليدية ‪ -‬صناعة الفخار واخلزف – الصناعة‬
‫الصوفية ‪ -‬صناعة احللفاء ‪ ...‬اخل) واملؤسسات الصغرية إللنتاج‪ ،‬ومت ذلك بإشراك خمتلف الفاعلني على‬
‫مستوى اإلدارة واملنتخبني احملليني والفاعلني يف التنمية الريفية وشارك سكان املناطق الريفية املعنية يف خمتلف‬
‫مراحل التحضري وصياغة برنامج النشاطات ويف متويله‬
‫وتنفيذه‪.‬‬
‫‪ -2‬السياسة التمويلية المتبعة في والية بسكرة‪ :‬تعترب السياسات التمويلية من أهم دعائم النمو‬
‫االقتصادي يف القطاع الفالحي وعادة ما ترتبط هذه السياسة بالسياسة اإلقتصادية العامة للدولة وأولوياهتا‪،‬‬
‫كما تعترب من أهم السياسات املؤثرة على اإلنتاجية والنمو واالستقرار يف اإلنتاج الفالحي‪ ،‬فتوفر األموال‬
‫االلزمة للمشروعات الفالحية من إصالح األراضي وتوفري اخلدمات الفالحية وتوفري مستلزمات اإلنتاج‬
‫الفالحي يعترب من مهام السياسة الفالحية ويلعب اإلئتمان الفالحي دور بالغ األمهية يف تدعيم النشاط‬
‫الفالحي حيث يتم اللجوء إىل اجلهاز املصريف الفالحي‪ ،‬وامتد التمويل إىل عمليات التسويق الداخلي ودعم‬

‫التصدير‪.‬‬
‫وبالتايل فإن برامج التنمية الفالحية تؤثر يف زيادة الناتج الفالحي من حيث التوسع األفقي أو الرأسي‪ ،‬مما‬
‫يرتتب عليه زيادة العديد من النشاطات التكميلية كالتمويل الفالحي باعتباره أحد الصور لرأس امالل‬
‫الضرورية‪ ،‬حيث تتوقف أغلب العمليات على مدى توافر التمويل االلزم هال يف الوقت املناسب‪ ،‬ومن أهم‬
‫هذه‬
‫القروض قرض الرفيق‪.‬‬
‫* قرض الرفيق ‪ :‬هو قرض مينح من طرف بنك الفالحة والتنمية الريفية املتعاقد مع وزارة الفالحة والتنمية‬
‫الريفية‪ ،‬ومن خصائص هذا النوع من القروض الفوائد ‪ %0‬ومدة القرض سنة واملستفيدين منه املستثمرين‬
‫الفالحني حسب قانون التوجيه الفالحي‪ :‬فالحني مربني بصفة فردية أو منظمني على شكل تعاونيات‪،‬‬
‫مجعيات‪ ،‬والفيدراليات‪ ،‬وحدات اخلدمات الفالحية‪ ،‬مستودعي املنتجات الفالحية ذات االستهالك الواسع‪.‬‬
‫‪145‬‬ ‫العدد ‪2016/03‬‬ ‫مجلة‬
‫نور للدراسات االقتصادية‬
‫قراءة في مدى مساهمة القطاع الفالحي في تنمية وتطوير االقتصاد‬ ‫د‪.‬محمد لمين علون‪ /‬أ‪.‬حليمة عطية‬
‫الجزائري‬

‫ا‪ -‬مجاالت القرض‪:‬‬


‫‪ -‬اقتناء املدخالت األساسية لنشاط املستثمرات الفالحية (بذور‪ ،‬شتالت‪ ،‬أمسدة‪ ،‬مواد املعاجلة‪...‬اخل)‪.‬‬
‫‪ -‬اقتناء أغذية احليوانات (كل األصناف)‪ ،‬وسائل الرتبية واملواد الدوائية البيطرية‪.‬‬
‫‪ -‬اقتناء املنتجات الفالحية للتخزين يف إطار جهاز ضبط املنتجات الفالحية ذات االستهالك الواسع‪.‬‬
‫‪ -‬تقوية قدرات‬
‫املستثمرات الفالحية عن طريق‪:‬‬

‫‪ -‬حتسني جهاز الري‪.‬‬


‫‪ -‬اقتناء العتاد الفالحي يف‬
‫نطاق القرض باإلجيار‪.‬‬
‫‪ -‬اجناز وإعادة االعتبار ملنشات الرتبية والتخزين على مستوى املستثمرات الفالحية‪.‬‬
‫‪ -‬اجناز وإقامة البيوت البالستيكية‬
‫متعددة األسقف‪.‬‬
‫‪ -‬اعمار أو إعادة اعمار‬
‫اإلسطبالت واحلضائر‪.‬‬
‫ب‪ -‬الشروط ‪ :‬املستفيدين من قرض "رفيق" الذين سددوا خالل السنة يقع على عاتق وزارة الفالحة والتنمية‬
‫الريفية تسديد فوائد القرض ومنحهم قروض‬
‫جديدة‪.‬‬
‫املستفيدين الذين يسددوا ديوهنم خالل السنة (مع التمديد بـ ‪ 06‬أشهر يف احالالت القصوى) يفقدون‬
‫حقهم يف التكفل بالفوائد وقروض جديدة من طرف الوزارة‪.‬‬
‫‪ -3‬أهم النشاطات التي تستفيد من الدعم في إطار برنامج التطوير الفالحي والتجديد الريفي‪:‬‬
‫أعطت الدولة أولوية وعناية خاصة للقطاع الزراعي ولذا خصصت أغلفة مالية معتربة على شكل إعانات‬
‫وتدعيمات وتسهيالت للحصول على القروض‪ ،‬واجلدول املوايل يبني بعض النشاطات الفالحية ذات األولوية‬
‫املدرجة يف إطار برامج التنمية الفالحية لوالية بسكرة وهي كالتايل‪:‬‬
‫الجدول رقم(‪ :)01‬أهم عمليات الدعم المقدمة للفالحين في إطار البرنامج التطوير الفالحي‬
‫والتجديد الريفي‬
‫مبلغ العملية‬
‫نوع العملية‬

‫برنامج تطوير الزراعة البيولوجية‬


‫تحضير التربة‪ - :‬الحرث العميق‬ ‫‪ 2.000‬دج‪/‬هـ‬
‫والحرث المتقاطع‬
‫‪ 3.000‬دج‪/‬هـ‬ ‫‪ -‬العزق الميكانيكي أو‬
‫اليدوي‬
‫اقتناء‬ ‫‪ 3.000‬دج‪/‬هـ‬
‫المدخالت‪ - :‬السماد العضوي‬
‫‪ 2.000‬دج‪/‬هـ‬ ‫‪ -‬المواد المقاومة ضد اآلفات‬
‫المخربة‬

‫‪146‬‬ ‫العدد ‪2016/03‬‬ ‫مجلة‬


‫نور للدراسات االقتصادية‬
‫قراءة في مدى مساهمة القطاع الفالحي في تنمية وتطوير االقتصاد‬ ‫د‪.‬محمد لمين علون‪ /‬أ‪.‬حليمة عطية‬
‫الجزائري‬
‫‪ 5.000‬دج‪/‬هـ‬ ‫‪ -‬بذور‬
‫الزراعات السنوية‬
‫‪ 3.000‬دج‪/‬هـ‬ ‫‪ -‬بذور‬
‫الزراعات السنوية‬

‫برنامج تطوير زراعة األشجار‬


‫غرسات جديدة‬
‫للزهريات ذات البذرة‬
‫‪ %60‬بسقف حمدد بـ ‪ 36.000‬دج‪/‬هـ‬
‫‪ -‬التفاح واالجاص‬
‫غرسات‬
‫جديدة للزهريات ذات النواة‬
‫‪ %60‬بسقف حمدد بـ ‪ 9.000‬دج‪/‬هـ‬
‫‪ -‬المشمش‬
‫غرسات جديدة ألنواع المقاومة‬
‫للتقلبات الجوية‬
‫‪ %60‬بسقف حمدد بـ ‪ 7.000‬دج‪/‬هـ‬
‫‪ -‬التين‬
‫برنامج تطوير‬
‫زراعة البيوت البالستيكية‬
‫* بيت بالستيكي متعدد القبب مجهز‬
‫لزراعة الخضروات‬
‫‪ -‬بالنسبة للمنشات‪ :‬إطار ذو ‪ 2.000‬م‬
‫‪2‬قطعة‬
‫الدعم بـ ‪ %30‬بسقف ‪ 2.300‬دج‪/‬م‬
‫‪2‬‬

‫واحدة على األقل‬

‫‪ -‬بالنسبة للتجهيزات‬
‫* بيت بالستيكي ذو نفق بحجم ‪ 400‬م و‪ 05‬أنفاق الدعم بـ ‪ %30‬بسقف ‪ 800‬دج‪/‬م يف املناطق‬
‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬

‫كأقصى حد للمستثمر‬ ‫اجلنوبية‬


‫الدعم بـ ‪ %30‬بسقف ‪ 45.000‬دج للبيت الواحد‬

‫تطوير الحبوب‬

‫منحة تكثير بذور‬


‫بـ ‪ %25‬بالنسبة للسعر‬
‫‪G4 -G1‬‬
‫بـ ‪ %20‬بالنسبة للسعر‬
‫‪R1‬‬
‫بـ ‪ %15‬بالنسبة للسعر‬
‫‪R3-R2‬‬
‫سقف الدعم يصل اىل ‪ 450‬دج‪ /‬القنطار‬
‫منحة جمع الخرطال‬
‫منحة صيانة‬ ‫سقف الدعم يصل اىل ‪ 500‬دج‪ /‬القنطار‬
‫اصناف الخرطال‬

‫‪147‬‬ ‫العدد ‪2016/03‬‬ ‫مجلة‬


‫نور للدراسات االقتصادية‬
‫قراءة في مدى مساهمة القطاع الفالحي في تنمية وتطوير االقتصاد‬ ‫د‪.‬محمد لمين علون‪ /‬أ‪.‬حليمة عطية‬
‫الجزائري‬

‫برنامج تطوير الطماطم الصناعية‬


‫بسقف ‪ 2‬دج‪/‬كغ بالنسبة للفالحني مع احملولني‬
‫‪ -‬منحة اإلنتاج‬
‫مصادق عليه من طرف مديرية املصاحل الفالحية والغرفة‬
‫الفالحية الوالئية‪.‬‬
‫‪ -‬منحة التحويل‬
‫بسقف ‪ 1,50‬دج‪/‬كغ بالنسبة لكل وحدة حتويل‬
‫متعاقدة مع فالح أو أكثر من منتجي الطماطم‬
‫الصناعية‪ ،‬شرط أن تكون الوحدة تشتغل بتحويل‬
‫الطماطم احمللية ‪ %100‬من بداية جويلية إىل هناية‬
‫سبتمرب‬

‫برنامج تطوير إنتاج الحليب‬


‫‪ 12‬دج‪/‬للرت الواحد لكل مريب منتج حلليب البقر‪،‬‬ ‫‪ -‬رفع إنتاج‬
‫الحليب وتسليمه‬
‫امالعز‪ ،‬النعجة‪ ،‬الناقة‪.‬‬ ‫‪ -‬التحفيز‬
‫على جمع الحليب‬
‫‪ 5‬دج‪/‬للرت الواحد جالمعي احلليب ومراكز اجلمع‬ ‫‪ -‬منحة اإلدماج‬
‫الصناعي للحليب‬
‫مابني ‪ 2‬و ‪ 4‬دج‪/‬للرت الواحد لكل حمول مصنع‬
‫للحليب املبسرت املعبئ‪.‬‬
‫المواد‬
‫الطاقوية المستعملة في الفالحة‬
‫‪ 3.500‬دج‪/‬هـ للمناطق اجلنوبية‪.‬‬
‫‪ -‬الكهرباء‬
‫‪ 260‬دج‪/‬هـ للمناطق اجلنوبية‪.‬‬
‫‪ -‬المازوت‬

‫برنامج تطوير تربية‬


‫الدواجن والحيوانات الصغيرة‬
‫‪ %30‬بسقف ‪ 160.000‬دج لكل مستثمر له‬ ‫‪ -‬تربية الدواجن‬
‫‪:‬اقتناء تجهيزات خاصة‬
‫منشأة لرتبية احليوانات‬ ‫‪ -‬تربية األرانب‪ - :‬اقتناء‬
‫تجهيزات خاصة‬
‫‪ %30‬بسقف حمدد ‪ 500.000‬دج‬ ‫‪ -‬اقتناء قطيع للتكاثر (‬
‫‪50‬فرد)‬
‫‪ %30‬بسقف حمدد ‪ 40.000‬دج‬ ‫‪ -‬إنشاء ورشة ذبح‬
‫وتقطيع الدواجن واألرانب‬
‫‪ %20‬بسقف حمدد ‪ 1.000.000‬دج‬ ‫‪ -‬تهيئة‬
‫وترميم مباني التربية الحيوانية‬
‫‪ %20‬بسقف حمدد ‪ 1.000.000‬دج‬
‫المصدر ‪ :‬من إعداد الباحثني باالعتماد على املعلومات مقدمة من طرف مصاحل مديرية الفالحة لوالية‬
‫بسكرة‬

‫‪148‬‬ ‫العدد ‪2016/03‬‬


‫مجلة نور للدراسات االقتصادية‬
‫قراءة في مدى مساهمة القطاع الفالحي في تنمية وتطوير االقتصاد‬ ‫د‪.‬محمد لمين علون‪ /‬أ‪.‬حليمة عطية‬
‫الجزائري‬
‫أما بالنسبة النشاط الفالحي األساسي واالسرتاتيجي يف والية بسكرة أال وهو زراعة النخيل فقد خصص‬
‫املخطط اخلماسي (‪ )2013-2009‬برنامج التطوير الفالحي والتجديد الريفي‪ ،‬برناجما هاما متثل يف مايلي‪:‬‬
‫برنامج تطوير شعبة زراعة النخيل‬
‫‪:‬انقسم إىل‪:‬‬
‫ا‪ -‬إعادة االعتبار لباستين النخيل‪ :‬وذلك من‬
‫خالل‪:‬‬
‫‪ -‬اقتالع األشجار المسنة‪ :‬فقد قدر الدعم لذلك بـ ‪ %30‬وبسقف ‪ 1.200‬دج للنخلة‪.‬‬
‫‪ -‬تخصيب األراضي بالرمل‪ :‬قدر الدعم بـ ‪ 100.000‬دج‪/‬هـ (‪ 02‬هكتار كحد اقصى)‬
‫‪ -‬الغراسات الجديدة‪ :‬قدر الدعم بـ ‪ %30‬وبسقف ‪ 70.000‬دج‪/‬هـ (‪ 10‬هكتارات كحد اقصى‪.‬‬
‫ب‪ -‬حماية النباتات‬
‫‪:‬وذلك من خالل‪:‬‬
‫‪ -‬اقتالع وإتالف أشجار النخيل المصابة بمرض البيوض‪ :‬فقد قدر الدعم لذلك بـ ‪ %30‬وبسقف‬

‫‪ 1.400‬دج للنخلة‪.‬‬
‫‪ -‬إبادة األعشاب الضارة المحيطة بالنخيل‪ :‬قدر الدعم بـ ‪ %30‬وبسقف ‪ 5.000‬دج‪/‬هـ‬
‫‪ -‬حماية عراجين التمر (نوع دقلة نور)‪ :‬قدر الدعم بـ ‪ %30‬وبسقف ‪ 12.000‬دج‪/‬هـ‪ ،‬وبكثافة ‪120‬‬

‫خنلة للهكتار‪.‬‬
‫ج‪ -‬توضيب التمور ‪ :‬اقتناء العتاد لوحدات جديدة‪ ،‬أو جتديد عتاد الوحدات املتواجدة سابقا حبيث يقدر‬
‫الدعم بـ ‪ %30‬وبسقف‬
‫‪4.000.000‬دج‬
‫د‪ -‬التصدير‪ :‬يقدر الدعم بـ ‪ 5‬دج‪/‬كغ‪ ،‬بالنسبة للتمور على هيئة أكوام (باجلملة)‪ ،‬أما بالنسبة للتمور‬
‫املوضبة يف العلب وزهنا ‪1‬كغ أو اقل فيقد الدعم ب ‪ 8‬دج‬
‫‪/‬كغ‬
‫كما هو احالل بالنسبة للقطاعات األخرى أيضا القطاع الفالحي حيتاج إىل املوارد امالئية اليت تعترب أساسا له‪،‬‬
‫لذلك ويف إطار نفس املخطط‪ ،‬خصص برناجما هلذا اجالنب متثل يف ما يلي‬
‫‪:‬‬
‫برنامج‬
‫تطوير الري‪ :‬انقسم إىل‪:‬‬
‫ا‪ -‬تجهيزات الري‬
‫‪:‬وذلك من خالل‪:‬‬
‫‪ -‬تجهيزات الري بالرش‪ :‬فقدر الدعم لذلك بـ ‪ %30‬يف إطار قرض باإلجيار كاآليت‪:‬‬
‫‪ -‬جمموعة من ‪ 24‬مرش لسقي مساحة ما بني ‪ 10-01‬هكتارات‪.‬‬

‫‪149‬‬ ‫العدد ‪2016/03‬‬ ‫مجلة‬


‫نور للدراسات االقتصادية‬
‫قراءة في مدى مساهمة القطاع الفالحي في تنمية وتطوير االقتصاد‬ ‫د‪.‬محمد لمين علون‪ /‬أ‪.‬حليمة عطية‬
‫الجزائري‬
‫‪ -‬لفافة واحدة لكل مستثمر قدرهتا ‪ 05‬هكتار‬
‫فأكثر‪.‬‬
‫‪ -‬تجهيزات الري الموضعي لمساحة ال تتجاوز ‪ 10‬هكتارات‪ :‬فقدر الدعم بـ ‪ %30‬يف إطار قرض‬

‫باإلجيار‪:‬‬
‫‪ -‬حمطة راسية للتصفية (إجبارية) باإلضافة إىل شبكة الري باحلقل (بالتقطري) أو صف من الرشاشات الصغرية‬

‫أو قاذفات امالء الصغرية‪.‬‬


‫‪ -‬مصفاة جلهاز الري باإلضافة إىل جهاز الري الشعريي‬
‫للنخيل‪.‬‬
‫ب‪ -‬إعادة االعتبار للفقرات (زراعة الواحات)‪ :‬وذلك من خالل‪:‬‬
‫‪ -‬صيانة اآلبار وهتيئة الشبكات (األروقة) وصيانتها باملناطق‬
‫اجلنوبية‪.‬‬
‫‪ -‬إعادة االعتبار وتثمني األمناط املبتكرة لتجميع املياه واستعماهال يف‬
‫السقي‪.‬‬
‫‪ -‬إقامة أنظمة للسقي مقتصدة للمياه على مستوى احلقول للمساحات املسقية بنسبة ‪ %30‬من التكلفة‪.‬‬
‫‪ -‬إقامة أنظمة للسقي مقتصدة للمياه على مستوى احلقول للمساحات احالبسة بنسبة ‪ %30‬من التكلفة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬تطور اإلنتاج الفالحي والحيواني لوالية بسكرة خالل الفترة (‪:)2013-2008‬‬
‫مكنت بداية تطبيق اإلجراءات اليت تضمنتها إسرتاتيجية برنامج التجديد الفالحي والريفي خالل ‪2009‬‬
‫يف إطار تنفيذ عقود النجاعة اخالصة بتجديد اإلقتصاد الفالحي إىل حتقيق نتائج مشجعة خاصة يف الفروع‬
‫الزراعية اإلسرتاتيجية ومع توفر الظروف املناخية املناسبة إىل تسجيل رقما قياسيا يف إنتاج احلبوب بإنتاج‬
‫‪61,5‬مليون قنطار‪ ،‬وفاق عرب ‪ 46‬والية النتائج احملددة يف عقود النجاعة‪ ،‬كما سجل فرع احلليب إنتاج‬
‫‪ 5,2‬مليار لرت‪ ،‬وفرع البطاطا إنتاج ‪ 29,5‬مليون قنطار‪ ،‬وفرع التمور ‪ 6,2‬مليون قنطار‪ ،‬أما اللحوم احلمراء‬
‫فقد فاق إنتاج ‪ 30‬والية األهداف الوطنية اليت رمستها يف عقود النجاعة‪ ،‬بينما فاقت ‪ 16‬والية فقط أهدافها‬
‫فيما يتعلق باللحوم البيضاء‪ ،‬ويف زراعة الزيتون فقد حتصلت ‪ 33‬والية من أصل ‪ 45‬والية على نتائج فاقت‬
‫أهدافها‪ ،‬كما إنتهجت الدولة سياسة القرض الرفيق بتوزيعها قرضا بدون فائدة بقيمة ‪ 2,9‬مليار دج هبدف‬
‫تشجيع النشاط الفالحي‪ ،16‬أما فيما خيص والية بسكرة فكان تطور اإلنتاج الفالحي واحليواين كما يلي‪:‬‬

‫‪150‬‬ ‫العدد ‪2016/03‬‬ ‫مجلة‬


‫نور للدراسات االقتصادية‬
‫قراءة في مدى مساهمة القطاع الفالحي في تنمية‬ ‫د‪.‬محمد لمين علون‪ /‬أ‪.‬حليمة عطية‬
‫وتطوير االقتصاد الجزائري‬
‫‪ -1‬تطور اإلنتاج الفالحي واإلنتاج النباتي للمواسم الفالحية للفترة (‪)2013-2007‬‬
‫ميكن إبراز تطور اإلنتاج الفالحي واإلنتاج النبايت للمواسم الفالحية للفرتة (‪ )2013-2007‬من خالل‬

‫اجلدول واألشكال املوالية‪:‬‬


‫الجدول رقم(‪ :)02‬تطور استغالل األراضي واإلنتاج النباتي للمواسم الفالحية للفترة (‪-2007‬‬
‫‪)2013‬‬
‫الوحدة‪ :‬المساحة(هكتار)‪/‬اإلنتاج(قنطار)‬
‫البقول‬
‫البيان‬
‫محاصيل اخرى‬
‫الحبوب‬
‫الحقلية‬ ‫البيوت البالستيكية‬

‫اإلنتاج‬ ‫المساحة‬ ‫اإلنتاج‬ ‫المساحة‬ ‫اإلنتاج‬ ‫المساحة‬ ‫اإلنتاج‬


‫المواسم الفالحية‬ ‫المساحة‬

‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1.502.488‬‬ ‫‪2.624‬‬ ‫‪1.193.603‬‬


‫‪10.069‬‬ ‫‪846.637‬‬ ‫‪47.058‬‬ ‫‪2009-2008‬‬

‫‪386.864‬‬ ‫‪8.597‬‬ ‫‪2.274.272‬‬ ‫‪2.742‬‬ ‫‪1.591.699‬‬


‫‪12.138‬‬ ‫‪626.696‬‬ ‫‪23.621‬‬ ‫‪2010-2009‬‬

‫‪551.906‬‬ ‫‪4.071‬‬ ‫‪2.472.661‬‬ ‫‪2.926‬‬ ‫‪3.244.000‬‬


‫‪21.900‬‬ ‫‪666.913‬‬ ‫‪26.219‬‬ ‫‪2011-2010‬‬

‫‪897.157‬‬ ‫‪20.188‬‬ ‫‪2.709.415‬‬ ‫‪3.080‬‬ ‫‪1.586.710‬‬


‫‪12.246‬‬ ‫‪693.785‬‬ ‫‪26.098‬‬ ‫‪2012-2011‬‬

‫‪985.598‬‬ ‫‪22.242‬‬ ‫‪4.049.848‬‬ ‫‪4.095‬‬ ‫‪1.596.311‬‬


‫‪13.271‬‬ ‫‪531.660‬‬ ‫‪26.023‬‬ ‫‪2013-2012‬‬

‫المصدر‪ :‬مديرية املصاحل الفالحية لوالية بسكرة‬

‫‪151‬‬ ‫العدد ‪2016/03‬‬


‫مجلة نور للدراسات االقتصادية‬
‫قراءة في مدى مساهمة القطاع الفالحي في تنمية وتطوير االقتصاد الجزائري‬ ‫د‪.‬محمد لمين علون‪ /‬أ‪.‬حليمة عطية‬
‫الشكل رقم(‪:)01‬تطور استغالل األراضي للفترة (‪)2013-‬‬
‫‪2008‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحثني‬


‫الشكل رقم(‪)02‬تطور اإلنتاج النباتي للفترة (‪)2013-2008‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحثني‬

‫من خالل اجلدول أعاله نالحظ أن املساحة املستغلة يف الوالية بالنسبة للحبوب اخنفضت يف املوسم الفالحي‬
‫(‪ )2010-2009‬إىل ‪ 23.621‬هكتار باملقارنة باملوسم السابق حيث كانت تقدر املساحة املستغلة‬
‫للزراعة احلبوب ‪ 47.058‬هكتار ويرجع هذا االخنفاض إىل عزوف الفالحني هلذا النوع من الزراعة بسبب‬

‫‪152‬‬ ‫العدد ‪2016/03‬‬ ‫مجلة نور‬


‫للدراسات االقتصادية‬
‫قراءة في مدى مساهمة القطاع الفالحي في تنمية وتطوير االقتصاد‬ ‫د‪.‬محمد لمين علون‪ /‬أ‪.‬حليمة عطية‬
‫الجزائري‬
‫اجلفاف ونقص مياه السقي لكن بفضل برنامج التجديد الريفي والتسهيالت والدعم زاد االهتمام بزراعة‬
‫احلبوب حبيث ارتفعت املساحة املستغلة إىل ‪ 26.098‬هكتار خالل املوسم (‪ )2012-2011‬وبإنتاج‬
‫يقدر بـ ‪ 693.785‬قنطار‪ ،‬أما يف ما خيص إنتاج البقول نالحظ أن اإلنتاج بلغ ذروته بالنسبة للبقول احلقلية‬
‫يف املوسم الفالحي ‪ 3.244.000‬قنطار مبساحة مستغلة بقدر ‪ 21.900‬هكتار‪ ،‬لكن اخنفض مرة أخرى‬
‫يف املواسم املوالية وهذا راجع الستغالل هذه األراضي للبيوت البالستيكية وكذا املباين السكنية‪ ،‬وباملقابل‬
‫نالحظ أن املخطط اخلماسي شجع الفالحني إلقامة البيوت البالستكية حيث نالحظ أنه وبسبب‬
‫التسهيالت والدعم املقدم من طرف الدولة يف هذا اجالنب‪ ،‬تزايد مساحة استغالل البيوت من ‪2.624‬‬
‫هكتار خالل املوسم (‪ )2009-2008‬وبإنتاج قدر ‪ 1.502.488‬قنطار إىل ‪ 4.095‬هكتار للموسم‬
‫(‪ )2013-2012‬وبإنتاج قدر ‪ ،4.049.848‬أما فيما خيص احمالصيل األخرى املتعلقة باألشجار املثمرة‬
‫كاملشمش والتني والرمان وكذا احمالصيل النباتية كالطماطم بالدرجة األوىل‪ ،‬فول‪ ،‬ثوم‪ ،‬والبطيخ وغريها‪ ،‬ومن‬
‫خالل اجلدول أعاله نالحظ انه مل يكن هناك إي إنتاج يف املوسم الفالحي (‪ ،)2009-2008‬إال انه‬
‫وبفضل املخطط اخلماسي املتعلق بالتطوير الفالحي والتجديد الريفي الذي محل يف طياته برامج دعم القطاع‬
‫الفالحي والزراعة بشىت أنواعها وخصص أغلفة مالية يف هذا اجمالل بلغ إنتاج احمالصيل األخرى خالل املوسم‬
‫الفالحي (‪ 985.598 )2013-2012‬قنطار مبساحة مساحة مستغلة قدرت ‪ 22.242‬هكتار‪.‬‬
‫‪ -2‬تطور إنتاج النخيل للمواسم الفالحية للفترة (‪)2013-2008‬‬
‫تعترب زراعة النخيل وإنتاج التمور من أهم النشاطات الفالحية يف والية بسكرة حيث حتضي بأمهية بالغة من‬
‫طرف السلطات العامة للوالية وخصص هال املخطط اخلماسي حمل الدراسة برامج هامة للتطوير هذا النوع من‬
‫الزراعة‪ ،‬وميكن إبراز تطور زراعة النخيل وإنتاج التمور للفرتة حمل الدراسة من خالل اجلدول واألشكال املوالية‪:‬‬

‫‪153‬‬ ‫العدد ‪2016/03‬‬ ‫مجلة‬


‫نور للدراسات االقتصادية‬
‫قراءة في مدى مساهمة القطاع الفالحي في تنمية وتطوير االقتصاد‬ ‫د‪.‬محمد لمين علون‪ /‬أ‪.‬حليمة عطية‬
‫الجزائري‬
‫الجدول رقم(‪ :)03‬تطور إنتاج النخيل للمواسم الفالحية للفترة (‪)2013-2008‬‬
‫الوحدة‪ :‬اإلنتاج(قنطار)‬
‫مجموع النخيل‬ ‫منها‪ :‬دقلة نور‬

‫البيان‬
‫إجمالي النخيل‬ ‫المنتج منه‬ ‫اإلنتاج‬ ‫إجمالي النخيل‬ ‫المنتج منه‬ ‫اإلنتاج‬

‫المواسم‬

‫الفالحية‬

‫‪1.090.830 1.559.300 2.517.075 2.205.000 2.870.240 4.133.600‬‬


‫‪-2008‬‬

‫‪2009‬‬

‫‪1.259.264 1.606.887 2.522.775 2.205.000 2.933.997 4.141.927‬‬


‫‪-2009‬‬

‫‪2010‬‬

‫‪1.729.650 2.038.482 2.585.251 2.917.186 3.537.605 4.213.332‬‬


‫‪-2010‬‬

‫‪2011‬‬

‫‪1.973.002 2.271.422 2.612.862 3.214.402 3.818.863 4.249.300‬‬


‫‪-2011‬‬

‫‪2012‬‬

‫‪2.355.161 2.334.566 2.638.253 3.770.396 3.894.898 4.286.354‬‬


‫‪-2012‬‬

‫‪2013‬‬

‫المصدر‪ :‬مديرية املصاحل‬


‫الفالحية لوالية بسكرة‬

‫‪154‬‬ ‫العدد ‪2016/03‬‬


‫مجلة نور للدراسات االقتصادية‬
‫قراءة في مدى مساهمة القطاع الفالحي في تنمية وتطوير االقتصاد الجزائري‬ ‫د‪.‬محمد لمين علون‪ /‬أ‪.‬حليمة عطية‬

‫لشكل رقم(‪ :)03‬تطور إنتاج النخيل للفترة(‪)2013-2008‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحثني‬


‫الشكل رقم(‪ )04‬تطور إنتاج النخيل لدقلة نور للفترة(‪)2013-2008‬‬

‫المصدر‬
‫‪:‬من إعداد الباحثني‬

‫من خالل اجلدول رقم(‪ )03‬واألشكال رقم (‪ )04( ،)03‬تعترب زراعة النخيل وإنتاج التمور أهم نشاط‬
‫فالحي يف والية بسكرة وهذا راجع للبيئة اماللئمة للزراعة هذا النوع من املنتج الفالحي حيث نالحظ من‬
‫خالل املواسم الفالحية حمل الدراسة أن هذا النوع من النشاط يف تزايد مستمر من حيث الزراعة وكذا‬

‫‪155‬‬ ‫العدد ‪2016/03‬‬ ‫مجلة نور‬


‫للدراسات االقتصادية‬
‫قراءة في مدى مساهمة القطاع الفالحي في تنمية وتطوير االقتصاد‬ ‫د‪.‬محمد لمين علون‪ /‬أ‪.‬حليمة عطية‬
‫الجزائري‬
‫اإلنتاج‪ ،‬وهذا راجع الهتمام املتزايد به وكذا يعترب من املنتجات املصدرة للخارج وهذا راجع للقيمته الغذائية‪،‬‬
‫لذلك هتتم الدولة بإنتاج التمور من خالل الربامج املذكورة سابقا ‪-‬تطوير شعبة زراعة النخيل وكذا برنامج‬
‫تطوير الري‪ -‬املتعلق بالنخيل‪ ،‬ومن أهم أنواع التمور واملعروفة على املستوى العاملي "دقلة نور " حبيث قدر‬
‫إنتاجها يف املوسم الفالحي ( ‪ 2.355.161 )2013-2012‬قنطار‪.‬‬
‫‪ -3‬تطور المواشي واإلنتاج الحيواني للمواسم الفالحية للفترة (‪:)2013-2008‬‬
‫تعترب الثروة احليوانية مصدرا هاما من مصادر الثروة يف الوالية‪ ،‬إذ هتتم برتبية كل من‪ :‬الغنـم‪ ،‬امالعز‪ ،‬البقر‪،‬‬
‫اإلبل‪ ،‬اخليول كما يتم إنتاج اللحوم احلمراء والبيضاء‪ ،‬باإلضافة إىل إنتاج الصوف واحلليب‪ ،‬البيض‪.‬‬
‫واجلدير بالذكر أن السياسة املنتهجة مؤخرا يف خمتلف الربامج التنموية الوطنية أعطت دعما معتربا للقطاع‬
‫سينعكس باإلجياب على الفالحة خاصة‪ ،‬وبنك التنمية الريفية الذي ساهم بشكل فعال يف توسيع الرقعة‬
‫الفالحية وإدخال الطرق احلديثة للسقي‪ ،‬وميكن إبراز تطور املواشي واإلنتاج احليواين للفرتة حمل الدراسة من‬

‫خالل اجلدول املوايل‪:‬‬


‫الجدول رقم(‪ :)04‬تطور المواشي واإلنتاج الحيواني للمواسم الفالحية للفترة (‪)2013-2008‬‬
‫الوحدة‪ :‬اإلنتاج(قنطار)‬
‫‪1000 /‬وحدة‬
‫توزيع المواشي‬ ‫اإلنتاج‬

‫البيان‬
‫الغنم‬ ‫البقر‬ ‫الماعز‬ ‫اإلبل‬ ‫الخيول‬ ‫اللحوم‬ ‫اللحوم‬ ‫البيض‬
‫البيضاء‬ ‫الحمراء‬
‫المواسم‬

‫الفالحية‬

‫‪48.556‬‬ ‫‪119.010‬‬ ‫‪11.532‬‬ ‫‪285‬‬ ‫‪2.245‬‬ ‫‪198.670‬‬ ‫‪3.650‬‬


‫‪805.980‬‬ ‫‪-2008‬‬

‫‪2009‬‬

‫‪67.637‬‬ ‫‪101.575‬‬ ‫‪13.980‬‬ ‫‪575‬‬ ‫‪2.254‬‬ ‫‪221.180‬‬ ‫‪3.627‬‬


‫‪782.750‬‬ ‫‪-2009‬‬

‫‪2010‬‬

‫‪70.098‬‬ ‫‪102.535‬‬ ‫‪12.205‬‬ ‫‪620‬‬ ‫‪3.006‬‬ ‫‪228.900‬‬ ‫‪3.894‬‬


‫‪897.180‬‬ ‫‪-2010‬‬

‫‪2011‬‬

‫‪156‬‬ ‫العدد ‪2016/03‬‬


‫مجلة نور للدراسات االقتصادية‬
‫قراءة في مدى مساهمة القطاع الفالحي في تنمية وتطوير االقتصاد الجزائري‬ ‫د‪.‬محمد لمين علون‪ /‬أ‪.‬حليمة عطية‬
‫‪44.329‬‬ ‫‪116.085‬‬ ‫‪13.369‬‬ ‫‪640‬‬ ‫‪3.006‬‬ ‫‪221.100‬‬ ‫‪3.894‬‬
‫‪852.300‬‬ ‫‪-2011‬‬

‫‪2012‬‬

‫‪53.068‬‬ ‫‪115.816‬‬ ‫‪11.293‬‬ ‫‪817‬‬ ‫‪3.050‬‬ ‫‪291.450‬‬ ‫‪3.996‬‬


‫‪985.700‬‬ ‫‪-2012‬‬

‫‪2013‬‬

‫الشكل رقم(‪:)05‬تطور عدد المواشي للفترة (‪)2013-2008‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحثني‬


‫الشكل رقم(‪)06‬تطور عدد المواشي للفترة (‪)2013-2008‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحثني‬

‫‪157‬‬ ‫العدد ‪2016/03‬‬ ‫مجلة نور‬


‫للدراسات االقتصادية‬
‫قراءة في مدى مساهمة القطاع الفالحي في تنمية وتطوير االقتصاد الجزائري‬ ‫د‪.‬محمد لمين علون‪ /‬أ‪.‬حليمة عطية‬

‫الشكل رقم(‪ :)07‬تطور اإلنتاج الحيواني للفترة (‪:)2013-2008‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحثني‬


‫من خالل اجلدول رقم(‪ )04‬نالحظ أن عدد املواشي الغنم‪ ،‬البقر‪ ،‬امالعز‪ ،‬اإلبل واخليول يف تزايد مستمر‬
‫للمواسم حمل الدراسة حبيث قدر عدد الرؤوس على التوايل ‪ 985.700‬رأس‪ 3.996 ،‬رأس‪291.450 ،‬‬
‫رأس‪ 3.050 ،‬رأس و‪ 817‬رأس‪ ،‬وهذا راجع لسياسة الدولة يف هذا اجمالل وختصيص أغلفة مالية معتربة‬
‫لتطوير وزيادة عدد املواشي ومنتجاهتا‪ ،‬أما فيما خيص املنتجات املتعلقة باملواشي نالحظ تذبذهبا من سنة‬
‫ألخرى خاصة فيما يتعلق باللحوم البيضاء والبيض خالل املواسم الثالثة األخرية وهذا راجع للمشاكل قطع‬
‫الكهرباء الذي تعرفه املنطقة خالل ‪ 2‬أو ‪ 3‬سنوات األخرية‬
‫‪.‬‬

‫الخاتمة‪:‬‬
‫القطاع الزراعي يف اجلزائر اسرتاتيجي ومهم يف بناء االقتصاد الوطين حيث يدر دخال لنسبة معتربة من‬
‫السكان ويساهم يف متويل عملية التنمية‪ ،‬ونظرا ألمهية هذا القطاع تطرقنا لدراسة هذا املوضوع من خالل هذا‬
‫البحث املعنون بـ القطاع الفالحي كبديل للمحروقات ومسامهته يف تنمية وتطوير االقتصاد اجلزائري "دراسة‬
‫حالة والية بسكرة"‪ ،‬ومت إستخالص بعض النتائج واملتمثلة فيما يلي‪:‬‬

‫‪158‬‬ ‫العدد ‪2016/03‬‬ ‫مجلة نور‬


‫للدراسات االقتصادية‬
‫قراءة في مدى مساهمة القطاع الفالحي في تنمية وتطوير االقتصاد الجزائري‬ ‫د‪.‬محمد لمين علون‪ /‬أ‪.‬حليمة عطية‬
‫‪ -‬متثل التنمية الزراعية إحدى أقطاب التنمية اإلقتصادية‪ ،‬واليت تعين إستخدام املوارد املتاحة طبيعية وبشرية‬
‫ومالية وتكنولوجية‪ ،‬إلحداث زيادة متوالية يف اإلنتاجية واإلنتاج الزراعي‪ ،‬يؤدي إىل زيادة يف الدخل الوطين‬
‫وحتقيق مستوى معيشي مرتفع‬
‫إلفراد اجملتمع‪.‬‬
‫‪ -‬ال تقوم التنمية الزراعية إال بوجود سياسة زراعية وطنية‪ ،‬تشمل سياسة اإلنتاج اليت هتدف إىل زيادة‬
‫اإلستثمار الزراعي‪ ،‬إلستغالل كل اإلمكانيات املتاحة لتحسني اإلنتاجية وزيادة اإلنتاج‪ ،‬وسياسة سعرية‬
‫هتدف إىل حتقيق أحسن األسعار للمنتجات الزراعية‪ ،‬وسياسة تسويقية تستهدف حتقيق ميزات نسبية هلذا‬
‫اإلنتاج‪ ،‬وسياسة جتارية تستهدف تصريف املنتجات الزراعية وتوفري مستلزمات اإلنتاج الزراعي‪.‬‬
‫‪ -‬أبدت اجلزائر إرادة قوية يف تطوير وترقية اإلستثمار بانتهاجها سياسة اإلصالح اإلقتصادي‪ ،‬وسن العديد‬
‫من القوانني والتشريعات والضمانات احملفزة واملشجعة إللستثمار احمللي واألجنيب‪ ،‬وإنشاء النظام املؤسسايت‬
‫املؤطر له‪ ،‬وختصيص مبالغ مالية هامة لتطويره من خالل برامج الدعم واإلنعاش اإلقتصادي‪.‬‬
‫‪ -‬إهتمت اجلزائر بتنمية القطاع الفالحي بإتباع عدة سياسات للدعم‪ ،‬متاشيا واإلصالحات اإلقتصادية اليت‬
‫عرفتها البالد بداية من التسعينات‪ ،‬من خالل تطبيق املخطط الوطين للتنمية الفالحية بإنشاء جمموعة من‬
‫الصناديق الفالحية اليت تعمل على دعم القطاع الفالحي‪ ،‬وخاصة إلنتاج املواد الغذائية األساسية‪ ،‬واستصالح‬
‫األراضي عن طريق االمتياز‪ ،‬مث تطبيق املخطط الوطين للضبط والتنمية الفالحية بداية من سنة ‪ 2000‬الذي‬
‫أعطى إهتماما لدعم مجيع النشاطات والفروع الفالحية دون إستثناء‪ ،‬عن طريق تقدمي العديد من أشكال‬
‫الدعم اليت إعتمدهتا جمموعة‬
‫الصناديق املنشأة‪.‬‬
‫‪ -‬إلعطاء أمهية أكرب للقطاع الزراعي‪ ،‬وختصيص الدعم وفقا أللشكال املعفاة من التخفيض يف إطار إتفاقية‬
‫الزراعية‪ ،‬ومواكبة السياسات الفالحية يف الدول املتقدمة‪ ،‬مت وضع برنامج التطوير الفالحي والتجديد الريفي‪،‬‬
‫الذي ميتد خلمس سنوات بداية من سنة ‪ ، 2009‬هبدف دعم تكثيف اإلنتاج الفالحي يف الفروع الفالحية‬
‫اإلسرتاتيجية‪ ،‬وتنمية املناطق الريفية من خالل توقيع عقود النجاعة ل ‪ 48‬والية‪ ،‬مرتبط خبصوصية كل والية‬
‫وقدراهتا وتاريخ تنميتها الفالحية‪ ،‬من أجل احمالفظة على األراضي الزراعية وتشجيع سكان األرياف على‬
‫تطوير مناطقهم وحتسني‬
‫ظروفهم املعيشية‪.‬‬
‫‪ -‬ميكن اختصار املشاكل النوعية اليت تطبع اإلنتاج الزراعي بالتذبذب املزمن‪ ،‬يف‪:‬‬

‫‪159‬‬ ‫العدد ‪2016/03‬‬ ‫مجلة نور‬


‫للدراسات االقتصادية‬
‫قراءة في مدى مساهمة القطاع الفالحي في تنمية وتطوير االقتصاد‬ ‫د‪.‬محمد لمين علون‪ /‬أ‪.‬حليمة عطية‬
‫الجزائري‬
‫* االنطالق املتأخر للمواسم الزراعية‪ .‬وذلك نظرا العتبارات غري موضوعية كعدم توفر الكميات االلزمة من‬
‫البذور‪ ،‬أو قلة العتاد الفالحي االلزم للحرث‪ .‬زد على ذلك انتظار هطول األمطار‪.‬‬
‫* اعتماد نوعية رديئة للبذور‪ ،‬إذ غالبا ما تستورد بذور نوعيتها رديئة أو تكون قد انتهت صالحيتها‪ ،‬مما يعين‬
‫حصاد متدين‬
‫الكمية ورديء النوعية‪.‬‬
‫* الظروف املناخية غري املواتية‪ ،‬حيث تعزى اإلنتاجية حالالت اجلفاف أو مستوى هطل األمطار السائد‬
‫خالل املوسم الزراعي‪ ،‬بالرغم من اإلمكانيات امالئية املمكنة وغري املستغلة‬
‫‪.‬‬

‫التوصيات‪:‬‬
‫من خالل هذه الورقة البحثية ميكن اقرتاح بعض التوصيات املتمثلة فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬إن اهلدف األساسي للفالحة هو حتقيق األمن الغذائي والذي يعترب أداة حساسة يف احلفاظ على العدالة‬
‫اإلجتماعية ومن التقليل من التفاوت الطبقي ألن األزمات الغذائية اليت متر هبا بعض الدول اإلفريقية سامهت‬
‫يف هشاشة البنية‬
‫األساسية لوحدة اجملتمع‪.‬‬
‫‪ -‬إن الواقع اإلقتصادي للجزائر يفرض ضرورة اإلهتمام بالقطاع الزراعي وذلك إلعتبارات تتعلق بوجوب‬
‫العمل للوصول إىل منطقة ذات اقتصاد متطور قائم على التصنيع الزراعي وبنية حتتية وخدماتيه واستخدام‬
‫مستدام للموارد الطبيعية وبإدارة رشيدة وبيئة صحية‬
‫وأمنه‪.‬‬
‫‪ -‬جيب العمل من أجل حتقيق األمن االقتصادي من اجل رفع مستوى معيشة املواطنني ورفاهيتهم وحتسني‬
‫مستوى اخلدمات من خالل نتائج برنامج سياسة التجديد الريفي‪.‬‬
‫‪ -‬جيب على الدولة أن تكون هال رؤية واضحة وشاملة عن الزراعة والتنمية الريفية‪ ،‬فهي يف حاجة إىل تصميم‬
‫وتنفيذ جمموعة من التدابري االلزمة‪ ،‬لزيادة اإلستثمار يف القطاع الزراعي‪ ،‬وإىل إعادة النظر يف هذه التدابري وفق‬
‫متطلبات‬
‫التنمية واألوضاع الدولية‪.‬‬
‫‪ -‬العمل على توفري بيئة إقتصادية وسياسية وجتارية مستقرة‪ ،‬تشجع على اإلستثمار يف الزراعة وتساهم يف‬
‫حتقيق التغريات اهليكلية الضرورية‪ ،‬حيث أن إستقرار األسعار مبا فيها أسعار الفائدة والنقد األجنيب‪ ،‬جيعل‬
‫املستثمرين احملليني واألجانب يشعرون بالثقة‪ ،‬ويسمح للمزارعني والتجار باختاذ إجراءاهتم عن علم لفرتة‬

‫طويلة‪.‬‬

‫‪160‬‬ ‫العدد ‪2016/03‬‬ ‫مجلة‬


‫نور للدراسات االقتصادية‬
‫قراءة في مدى مساهمة القطاع الفالحي في تنمية وتطوير االقتصاد‬ ‫د‪.‬محمد لمين علون‪ /‬أ‪.‬حليمة عطية‬
‫الجزائري‬
‫‪ -‬الرتكيز على اإلستخدام األمثل أللراضي القابلة للزراعة‪ ،‬واعتماد الرتاكيب احملصولية والدورات الزراعية اليت‬
‫تضمن‬
‫إستمرار قدراهتا على اإلنتاج‪.‬‬
‫‪ -‬زيادة املساحات املروية من املياه السطحية واملتجددة‪ ،‬خاصة يف الزراعات اإلسرتاتيجية للحد من تأثريات‬
‫قلة األمطار كما هو الوضع يف والية بسكرة اليت تعاين من جفاف خالل الفرتة األخرية‪ ،‬ورفع كفاءة شبكات‬

‫الري احلكومية‪.‬‬
‫‪ -‬خفض تكاليف املنتجات الزراعية‪ ،‬من خالل دعم إستخدام التقنيات احلديثة‪ ،‬وزراعة األصناف عالية‬
‫اإلنتاجية اماللئمة‬
‫بيئية املناطق اجلزائرية‪.‬‬
‫‪ -‬النهوض خبدمات التسويق والنقل واإلتصاالت‪ ،‬لزيادة قدرة املزارعني على احلصول على التمويل املومسي‬
‫وطويل األجل‪ ،‬وكذلك احلصول على مستلزمات اإلنتاج حبوافز سعرية قوية‪.‬‬
‫‪ -‬جيب أن يرافق حتسني حوافز اإلستثمار‪ ،‬إقامة بيئة مؤسساتية تساعد على حتسني النفاذ إىل األسواق‪،‬‬
‫وتضمن إنتشار املعلومات وحتدد املعايري وتوفر اإلطار القانوين والتنظيمي املناسب‪.‬‬

‫الهوامش‪:‬‬
‫‪ -1‬حممد إبراهيم حسن‪ ،‬جغرافية الوطن العربي وحوض البحر المتوساط‪ ،‬مركز اإلسكندرية للكتاب‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬

‫‪،2001‬ص‪.34‬‬
‫‪ -2‬حممد عبد العزيز عجيمة‪ ،‬الموارد اإلقتصادية‪ ،‬بدون دار النشر‪ 1983 ،‬ص‪.87‬‬
‫‪ -3‬أمحد رشيد‪ ،‬التنمية المحلية‪ ،‬دار اجالمعة العربية للطباعة والنشر‪ ،‬القاهرةـ‪ ،1986 ،‬ص ص‪.15-14‬‬
‫‪ -4‬سليمان الرياشي وآخرون‪ ،‬األزمة الجزائرية‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬بريوت‪ ،1996 ،‬ص‪.179‬‬
‫‪ -5‬رفعت لقوشة‪ ،‬التنمية الزراعية قراءة في مفهوم متطور‪ ،‬املكتبة األكادميية القاهرة‪ ،1998 ،‬ص‪.11‬‬
‫‪ -6‬النمري خلف بن سليمان‪ ،‬شركات اإلستثمار في اإلقتصاد اإلسالمي‪ ،‬مؤسسة شباب اجالمعة‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫‪،‬‬
‫‪2000‬ص‪.100‬‬
‫‪ -7‬حممد عجيمية‪ ،‬علي الليثي‪ ،‬التنمية االقتصادية‪ ،‬مفهومها‪ ،‬نظرياتها سياستها‪ ،‬دار اجالمعة‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬

‫‪ ،1998‬ص‪.35‬‬
‫‪ -8‬مدحت القريشي‪ ،‬التنمية اإلقتصادية نظريات وسياسات وموضوعات‪ ،‬دار وائل للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪ ،2007‬ص‬
‫ص‪.136-134‬‬

‫‪161‬‬ ‫العدد ‪2016/03‬‬


‫مجلة نور للدراسات االقتصادية‬
‫قراءة في مدى مساهمة القطاع الفالحي في تنمية وتطوير‬ ‫د‪.‬محمد لمين علون‪ /‬أ‪.‬حليمة عطية‬
‫االقتصاد الجزائري‬

‫‪ -9‬مصطفى حسني‪ ،‬حممد شفيق طنيب‪ ،‬أميمة بدران‪ ،‬ﺃبعاﺩ ﺍلتنمية في ﺍلﻭﻁﻥ ﺍلعﺭباي‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺍلمستقبل للنشﺭ‪،‬‬

‫ﺍألﺭﺩﻥ‪ ،1995 ،‬ﺹ‪.122‬‬


‫‪ -10‬حممد العريب ساكر‪ ،‬الفالحة واألمن الغذائي في الجزائر‪ ،‬اجمللة اجلزائرية للعلوم االقتصادية والسياسية‪ ،‬اجلزء‬
‫‪ ،39‬عدد‪،‬‬
‫‪01‬اجلزائر‪ ،2001 ،‬ص‪.85‬‬
‫‪ -11‬مليكة جرمويل‪ ،‬السياسات الفالحية في الجزائر واإلصالحات الطارئة عليها دراسة حالة والية البويرة‪،‬‬
‫رسالة ماجستري غري منشورة‪ ،‬كلية العلوم السياسية واإلعالم‪ ،‬جامعة اجلزائر‪ ،2005 ،‬ص‪.،111‬‬
‫‪ -12‬فوزية غريب‪ ،‬الزراعة الجزائرية بين االكتفاء والتبعية‪ ،‬أطروحة دكتوراه غري منشورة‪ ،‬فرع‪ :‬اقتصاد‪ ،‬كلية العلوم‬
‫االقتصادية وعلوم التسيري‪ ،‬جامعة منتوري‪ ،‬قسنطينة‪ ،2008-2007 ،‬ص‪.112‬‬
‫‪ -13‬قانون رقم ‪ 24 -06‬مؤرخ يف ‪ 6‬ذي احلجة ‪ 1427‬املوافق ‪ 26‬ديسمرب ‪ ، 2006‬يتضمن قانون اماللية‬
‫‪ ،2007‬اجلريدة الرمسية رقم ‪ 85‬ص‬
‫‪.34‬‬
‫‪ -14‬غردي حممد‪ ،‬القطاع الزراعي الجزائري وإشكالية الدعم واإلستثمار في ظل اإلنضمام إلى المنظمة العالمية‬
‫للتجارة ‪ ،‬أطروحة دكتوراه غري منشورة‪ ،‬فرع‪ :‬التحليل اإلقتصادي‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيري‪ ،‬جامعة اجلزائر‬
‫‪ ،03‬اجلزائر‪ ،2012-2011 ،‬ص ص‬
‫‪.172-171‬‬
‫‪ -15‬تقرير حول سياسة التجديد الريفي من خالل الربنامج اخلماسي املسطر من طرف احلكومة واملعلن عنه يف‬
‫اجتماع جملس احلكومة بتاريخ ‪2011-‬‬
‫‪02-22‬‬
‫‪ -16‬جلسات االستماع السنوية اليت يعقدها الرئيس اجلمهورية اللطالع على خمتلف النشاطات الوزارية‪ ،‬اجتماعا‬
‫تقيميا مصغرا لقطاع الفالحة والتنمية الريفية‪ ،‬بتاريخ ‪ 24‬أوت ‪ ،2010‬على املوقع‬
‫‪http://www.premier-ministre.gov.dz/arab‬‬

‫‪162‬‬ ‫العدد ‪2016/03‬‬


‫مجلة نور للدراسات االقتصادية‬

You might also like