بغتقعةيق

You might also like

Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 23

‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬

‫ورقة بعنوان‬

‫تكنولوجيا االتصال‬
‫وتأثيراتها على الجمهور العربي‬
‫( بالتركيز على فئة الشباب )‬

‫إعداد‬
‫د ‪ .‬مجذوب بخيت محمد توم‬
‫مقدمــة ‪:‬‬
‫الش باب هو األك ثر ت أثراً بتكنولوجيا االتص ال ‪ ،‬وهو األك ثر تعاطي اً معها ‪،‬‬
‫والريب أن جمتمعات الدول النامية وباألخص دولنا اإلسالمية والعربية تقع حتت تأثري‬
‫املعلومات اآلتية عرب تقنية االتصال ‪.‬‬

‫تعترب تكنولوجيا االتصال الساعد الذي حيمل مفاهيم و تيارات العوملة ليؤثر من‬
‫خالهلا على اجملمتع بشرائحه املختلفة خاص ةً فئيت األطفال والشباب ‪ ،‬وملا كانت أهم‬
‫الوسائل املوصلة لتلك املعلومات هي وسيليت القنوات الفضائية التلفزيونية واإلنرتنت‬
‫لذا كانتا حموري تناولنا لتكنولوجيا االتصال ‪.‬‬

‫المحور األول ‪ :‬القنوات الفضائية التلفزيونية ‪ :‬اليت متثل معوالً نافذاً وموص الً‬
‫للمعلوم ات ‪ ،‬ذلك بتن اول ت أثريات تلك القن وات على اجلمه ور الع ريب ‪ ،‬خاصة فئة‬
‫الش باب ‪ .‬وك ذلك األطف ال من خالل براجمها املوجهة إليهم باعتب ارهم ش باب الغد‬
‫ولبنة اجملتمع ‪ .‬على أن يتم الرتكيز على القنوات الفضائية العربية ‪.‬‬

‫المحور الثاني ‪ :‬اإلنترنت ‪ :‬كوسيلة اتصال مجاهريي هلا خصوصيتها وتأثرياهتا‬


‫اإلجيابية والسلبية على الشباب ‪.‬‬

‫وبطبيعة احلال فإن تكنولوجيا االتصال مل تتأثر هبا فئة الشباب وحدها ‪ ،‬بل عم‬
‫ذلك التأثري فئات اجملتمع قاطبة ‪ ،‬وعليه كان علينا أن نعمم يف كثري من األحيان وفق اً‬
‫لذلك ‪.‬‬

‫أسأل اهلل أن يهبنا قوالً سديداً ‪ ،‬فهو ولينا والقادر على تصويب زللنا‪.‬‬
‫القنوات الفضائية التلفزيونية‬

‫‪2‬‬
‫نشأة القنوات الفضائية العربيةـ ‪:‬‬

‫رغم االنتشار الواسع واملتسارع للبث التلفزيوين املباشر عرب األقمار االصطناعية ‪،‬‬
‫وال ذي غطى مجيع ق ارات الع امل ‪ ،‬ومشل مجيع ال دول ‪ ،‬غنيها وفقريها ‪ ،‬ف إن ه ذه التقنية مل‬
‫تظهر إال ح ديثاً ‪ ( ،‬ففي يوليو من ع ام ‪1987‬م ب دأت الياب ان أول بث تلفزي وين عرب أقم ار‬
‫(‬
‫البث املباشر‪ ،‬وبذلك كانت أول دولة يف العامل تستخدم أقمار البث املباشر يف التلفزيـــون )‬
‫‪.)1‬‬

‫الشك أن هذا التطور قد فتح شهية دول العامل ـ والقائمني على الشأن اإلعالمي على‬
‫وجه اخلص وص ـ إىل ول وج ه ذا اجملال ‪ ،‬إال أن ذلك التط ور ك ان يف ب ادئ األمر مرهون اً‬
‫بإمكانيات الدول ‪ ،‬ومدى تعاملها مع التقنية اجلديدة ‪ ،‬وفرص إتاحتها ‪.‬‬

‫وعلى مستوى الدول العربية تولد التفكري يف إنشاء قمر اصطناعي خاص بالدول العربية‬
‫‪ ،‬ومن مث عزم املختصون يف جمال االتصاالت هبذه الدول على حتقيق هذا اهلدف ‪ ،‬فتم إطالق‬
‫أول قمر اص طناعي ع ريب يف التاسع من ف رباير ع ام ‪1985‬م ‪ ،‬مث أعقبه القمر االص طناعي‬
‫(‪)2‬‬
‫العريب الثاين يف ‪ 18‬يونيو من نفس العام ‪.‬‬
‫لقد استخدم القمر االصطناعي العريب بادئ األمر يف التبادل الرباجمي ‪ ،‬حيث جنحت أول‬
‫جتربة لتب ادل ال ربامج التلفزيونية بني ت ونس وجيب ويت ‪ ،‬وك ان ذلك يف ي وم االث نني ‪ 24‬يونيو‬
‫(‪)3‬‬
‫‪1985‬م ‪.‬‬
‫وبإطالق القمر االصطناعي العريب صار الطريق ممهداً أمام الدول العربية إلحداث تطور‬
‫هائل يف جمال البث التلفزيوين يف تلك الدول ‪ ،‬إذ أصبح من امليسور على التلفزيونات العربية‬
‫بث براجمها مباشرة إىل مجاهريها يف مناطق خمتلفة من العامل ‪.‬‬
‫وكانت مصر أول الدول املبادرة باستخدام التقنية اجلديدة ‪ ،‬إذ قامت بإنشاء قناهتا‬
‫الفض ائية اليت ب دأت بثها يف عـام ‪1991‬م ‪ ،‬ويف منتصف نفس الع ام ب دأت حمطة تلفزي ون‬
‫(‪)4‬‬
‫الشرق األوسط ‪ mbc‬إرساهلا من لندن ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫مث توالت الدول العربية من بعد ذلك يف تأسيس قنواهتا الفضائية ‪ ،‬ففي عام ‪1992‬م‬
‫بدأت ثالث قنوات خليجية بثها ‪ ،‬األوىل من الكويت يف أكتوبر ‪ ،‬والثانية من ديب يف أكتوبر‬
‫أيض اً ‪ ،‬والثالثة من أيب ظيب يف نوفمرب ‪ .‬ويف ف رباير من ع ام ‪1993‬م ب دأت الفض ائية األردنية‬
‫(‪)5‬‬
‫بثها ‪ ،‬كما بدأت قناة راديو وتلفزيون العرب ‪ art‬بثها من إيطاليا يف أكتوبر ‪1993‬م ‪.‬‬

‫البيئةـ االتصالية ‪:‬‬

‫إن أهم التكنلوجيات اليت عرفها اإلنسان منذ احلرب العاملية الثانية ومابعدها قد ولدت‬
‫من دوافع عس كرية وأن تلك اليت مل تولد على ه ذا النحو س رعان ما وجهت خلدمة أغ راض‬
‫عسكرية ‪ ،‬هكذا احلال بالنسبة للطاقة النووية ‪ ،‬والرادار ‪ ،‬واألقمار االصطناعية(‪.)6‬‬

‫وإذا انتفت االستخدامات العسكرية لألقمار االصطناعية ومت استخدامها سلمياً من‬
‫ال دول الغربية من خالل قنواهتا الفض ائية ‪ ،‬فه ذا ال مينع االس تخدام العس كري ـ غري املباشر ـ‬
‫لتلك القن وات يف أي ام احلرب كوس يلة للدعاية واحلرب النفس ية ‪ ،‬كما ال مينع اس تخدامها يف‬
‫وقت السلم لتحقيق أهداف سياسية واقتصادية وآيدولوجية على حساب مناطق انتشار تلك‬
‫القنوات ‪.‬‬
‫إذن ميكننا القول أن األهداف األساسية لتكنولوجيا األقمار االصطناعية أسهمت يف‬
‫وج ود بيئة اتص الية مليئة ب الكثري من املف اهيم والتعقي دات اليت فرضت واقع اً جيب التعامل معه‬
‫حبذر ‪.‬‬
‫وعليه ميكن اعتبار أن البيئة االتصالية اليت حتيط بالقنوات الفضائية العربية ‪ ،‬بيئة مزدمحة‬
‫باملعلومات ذات الغرض واهلدف ‪ ،‬وهي معلومات جيدة اإلحكام ‪ ،‬آحادية االجتاه ‪ ،‬خمتلة يف‬
‫تدفقها ‪ ،‬حمتكرة يف نفعها ‪.‬‬
‫وهي بيئة مليئة بعناصر القوة التقنية و البشرية و املادية ‪ ،‬وتوجهها مؤثرات فكرية‬
‫وعقائدية ‪ ،‬وكيانات للهيمنة االستعمارية ‪ ،‬ونظم اجتماعية وفئوية ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫وهي بيئة أيضاً تتمكن منها القبضة التحكمية ‪ ،‬وتشوهبا الرؤى اآلحادية ‪ ،‬وتسيطر‬
‫عليها النظرة االستعالئية ‪.‬‬
‫وهي بيئة تعرتيها تيارات العوملة ‪ ،‬مبفاهيمها الغربية ‪ ،‬وأبعادها االقتصادية والسياسية‬
‫والثقافية واإلعالمية ‪.‬‬
‫يف تلك البيئة تعمل القنوات الفضائية العربية ‪ ،‬فتتلون موادها مبا حييط هبا من مؤثرات ‪،‬‬
‫مث تشكل نسقاً إعالمي اً جديداً ‪ ،‬تعصف عليه األعاصري من اجتاهات عدة ‪ ،‬نسقاً رمبا تذوب‬
‫فيه موادها اإلعالمية بالكلية ‪ ،‬أو رمبا يبقى منها جلدها دون حلمها وعظامها ‪.‬‬
‫ومن مث فإنه من الصعوبة مبكان جتاوز األثر الذي ميكن أن حتدثه تلك البيئة االتصالية اليت‬
‫تعمل يف خضمها القنوات الفضائية العربية ‪.‬‬

‫هذا األثر ينعكس على تلك القنوات من اجتاهني ‪:‬‬


‫االتجاه األول ‪ :‬هو منافسة القنوات الفضائية الغربية على اجلمهور العريب ‪ ،‬الذي يعترب هو‬
‫اجلمه ور ال رئيس للقن وات الفض ائية العربية ‪ ،‬وه ذا يض عها أم ام ٍ‬
‫حتد كبري ‪ ،‬هو إما أن ت رتقي‬
‫ملستوى املنافسة ‪ ،‬أو تتحمل نتيجة سحب البساط من حتت أقدامها ‪.‬‬

‫واالتجاه الثاني ‪ :‬هو تأثري تلك البيئة يف برامج القنوات الفضائية العربية نفسها ‪ ،‬فهي إما أن‬
‫تصبـح مقل دة لإلعالم الغ ريب ‪ ،‬رمبا يف مظه ره أوالً ‪ ،‬مث يف مض مونه ثاني اً ‪ .‬أو تس تقل‬
‫بشخصيتها أوالً ‪ ،‬مث حتمل زمام املبادرة ثانياً ‪.‬‬

‫إعداد الشباب يبدأ من الطفولة ‪:‬‬


‫الطفولة هي مرحلة التنشئة االجتماعية األوىل وهي مرحلة ماقبل فرتة الشباب وتشكيل‬
‫الطفل ينعكس بطبيعة احلال على الش اب‪ ،‬وب دالً من أن تقبل القن وات الفض ائية العربيـة‬
‫التحدي ‪ ،‬وتعمل على صد تيارات العوملة‪ ،‬جندها هي األخرى تقع حتت أسرها ‪ .‬ويبدو ذلك‬
‫أكثر وضوحاً ‪ ،‬وأعمق تأثرياً من خالل برامج األطفال اليت تبثها تلك القنوات‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫لقد أصبحت هناك شخصيات تطل على األطفال ـ ليل هنار ـ من خالل القنوات الفضائية‬
‫العربية ‪ ،‬كشخصية سوبرمان األمريكية الشهرية ‪ ،‬وشخصية ميكي ‪ ،‬وغريها ‪ .‬وال يفوتنا أن‬
‫نشري إىل أن ه ذه الص ور الكارتونية احملببة ل دى األطف ال ‪ ،‬واليت حتمل يف ظاهرها الطرفة‬
‫واخلفة ‪ ،‬ف إن حمتواها الفك ري حيمل منط احلي اة الغربية ‪ ،‬ففي قصص ها القيم الس ائدة هن اك ‪،‬‬
‫كالصديقة ‪ ،‬والعشيقة ‪ ،‬ومظاهر العنف ‪ ،‬وحب اللهو ‪ ،‬كما تربز شخصية الغريب بأنه ذلك‬
‫(‪)7‬‬
‫املتفوق القوي‪.‬‬
‫الرجل املقتدر ِّ‬
‫استغالل الصورة وتأثيراتها على الشباب ‪:‬‬
‫لقد أضحت الصورة وسيلةً لُغويةً مؤثر ًة ‪ ،‬وسالحاً إعالمياً ميكن أن يستغين بنفسه دون‬
‫ما حاجة إىل لغة مصاحبة ‪ ،‬بل باتت الصورة قادرة على حتطيم احلاجز اللُغوي(‪.)8‬‬

‫رغم ذلك التأثري البالغ للصورة ‪ ،‬فإن أكثر استخدامات القنوات الفضائية العربية هلا يتم‬
‫من خالل املسلسالت العاطفية ‪ ،‬واألفالم ‪ ،‬واألغاين ‪ ،‬ومجييعها تستهوي فئة الشباب ‪.‬‬

‫فكان األحرى بقنواتنا ـ على سبيل املثال ـ استخدام فنون الصورة يف محل األحداث‬
‫الوطنية والثقافية إىل خ ارج احلدود اجلغرافية ‪ ،‬وعكس البط والت العربية يف مناهضة‬
‫االس تعمار‪ ،‬وإب داء ما تتمتع به البالد العربية من إمكان ات هائلة للتنمية ‪ ،‬وتعريف الع امل‬
‫بالركائز الثقافية لألمة اإلسالمية والعربية ‪ ،‬واحلديث عن هويتها ‪ ،‬ودعم وحدهتا ‪.‬‬

‫كما ميكن من خالل الصورة تنوير املشاهد العريب ـ خاصةً فئة الشباب ـ عن ما تعاين منه‬
‫الشعوب الغربية ‪ ،‬من قلق نفسي ‪ ،‬وحوادث انتحار ‪ ،‬وأزمات أخالقية ‪ ،‬ومشكالت أمنية ‪،‬‬
‫علم اً ب أن ( س كان الوالي ات املتح دة األمريكية ال ذين تبلغ نس بتهم ‪ %4‬من س كان الع امل‬
‫يس تهلكون ‪ %50‬من كوك ائني الع امل ‪ ،‬وأن عش رات املاليني من س كان أمريكا ش اذين‬
‫(‪)9‬‬
‫أي منطقة من العامل )‪.‬‬
‫جنسياً ‪ ،‬وأن نسبة اللقطاء من األطفال املولودين أعلى منها يف ِّ‬

‫‪6‬‬
‫كان ح ِرياً بالقائمني على القنوات الفضائية العربية أن يتخذوا سياجاً من اإلجراءات اليت‬
‫حتفظ لألمة العربية كياهنا الثق ايف ‪ ،‬وهويتها املتم يزة ‪ ،‬خاص ةً وأن ( ال دول األوربية رغم‬
‫التقارب الثقايف واالقتصادي بينها ‪ ،‬إال أن كل دولة تبذل جهوداً كبرية للحفاظ على هويتها‬
‫الثقافية اخلاصة ‪ ،‬هذا ما فعلته اليابان حفاظ اً على ثقافتها وسلوكيات أبنائها ‪ ،‬وهذا ما فعلته‬
‫(‪)10‬‬
‫فرنسا وكندا يف وجه الغزو الثقايف األمريكي )‪.‬‬

‫لكننا جند آثار العوملة خترتق جدر القنوات الفضائية التلفزيونية العربية ‪ ،‬وحتيلها إىل جهة‬
‫تابعة ‪ ،‬ت دور يف فلك اإلعالم الغ ريب ‪ ،‬وك ان املأمول أن يك ون إليها املالذ ‪ ،‬ويُبتغى منها‬
‫العالج إلخفاقات أجهزة االتصال العربية ‪.‬‬

‫الموقف من البث الفضائي ( اإليجابيات والسلبيات ) ‪:‬‬

‫تبلور املوقف العريب حول البث التلفزيوين الفضائي املباشر عرب األقمار االصطناعية على‬
‫رأيني ‪ ،‬فهناك من يرى أن هلذا البث العديد من احملاسن ‪ ،‬كما أن هناك آراء تقول بعيوبه‪.‬‬

‫فالذين يرون احملاسن يقولون إن هذا البث حقق بعض الفوائد ‪ ،‬وإنه جيب الثقة يف وعي‬
‫املواطن الع ريب ‪ ،‬وقدرته على االنتق اء ‪ ،‬ف إن ال ربامج اليت تق دم من اخلارج ليست باملس توى‬
‫الس يئ ال ذي يظنه البعض ‪ ،‬كما جيب الثقة يف ق درات حمط ات التلفزي ون العربية ‪ ،‬وي رون أن‬
‫(‪)11‬‬
‫حماوالت املنع تنتهي بالفشل‪.‬‬

‫أما البث التلفزي وين على مس توى القن وات الفض ائية العربية ‪ ،‬فال ريب أن النس ياب‬
‫املعلومات على نطاق دول العامل العريب الكثري من اإلجيابيات ‪ ،‬ألنه يؤدي إىل حتقيق التواصل‬
‫والتفاعل بني شعوب الدول العربية ‪ِّ ،‬‬
‫وميكنها من تبادل املعلومات واألفكار والتجارب ‪ .‬كما‬
‫يؤدي إىل اإلنعتاق من قيود اإلعالم الرمسي ‪ ،‬الذي حتتكره احلكومات يف معظم الدول العربيـة‬
‫‪ ،‬ومن مث فقد أص بح باس تطاعة املواطن الع ريب االطالع على ما ي دور حوله يف الع امل‪ ،‬كما‬

‫‪7‬‬
‫أص بح بإمكانه تط وير وعيه الثق ايف والسياسي ‪ ،‬وتنمية معارفه ‪ ،‬وتوس يع مداركه ‪ ،‬وق راءة‬
‫التغيريات يف بالده وبقية بلدان العامل برؤى مستنرية ‪.‬‬
‫كما أن القنوات الفضائية العربية مكنت من احلصول على املعلومات عن األقطار العربية‬
‫مباش ر ًة والقض اء على دور الوس يط والناقل غري األمني ‪ ،‬ك ذلك أدى ك ثرة تلك القن وات‬
‫وتنوع براجمها واستخدامها للغة العربية إىل استحواذها على غالبية املشاهدين العرب وشغلتهم‬
‫عن متابعة القنوات الدولية األخرى(‪. )12‬‬

‫وكذلك للبث املباشر عرب األقمار االصطناعية جدوى اقتصادية ‪ ،‬إذ أنه يغين عن إقامة‬
‫الش بكات األرض ية ـ املكلفة ـ بغ رض توص يل اخلدمة التلفزيونية إىل املن اطق النائية ‪ ،‬خاصة‬
‫(‪)13‬‬
‫بالنسبة للبالد شاسعة املساحة ‪ ،‬وذات التضاريس الصعبة‪.‬‬
‫أما الذين يرون العيوب فيقولون أن البث الفضائي عرب األقمار االصطناعية يشيع أفكاراً‬
‫وآي دولوجيات هتدد النظ ام االجتم اعي يف ال دول العربية ‪ ،‬فكث رياً ما تُبث ص ور وأفالم‬
‫ومسلس الت تغ رس أمناط اً ش اذة من الس لوك ‪ ،‬وحتمل قيم اً تتن اىف مع القيم األخالقية ‪،‬‬
‫والتقاليد املرعية ‪.‬‬

‫هذا باإلضافة إىل ما يثريه هذا البث من املخاوف بالنسبة حلكومات الدول العربية بسبب‬
‫بث ب رامج معادية لتلك احلكوم ات ‪ ،‬مبا يه دد نظامها السياسي واألمين ‪ .‬وإنه حبكم ما ل دى‬
‫الدول الغربية من إمكانات تقنية ومادية تؤهلها لالستفادة من البث عرب األقمار االصطناعية ‪،‬‬
‫(‪)14‬‬
‫فإن ذلك يؤدي إىل بروز رؤية واحدة جتاه األحداث العاملية ‪ ،‬وهي الرؤية الغربية‪.‬‬

‫أما عن استخدامات الدول العربية للبث التلفزيوين الفضائي عرب األقمار االصطناعية ‪،‬‬
‫ف إن القن وات الفض ائية العربية مل تتمكن من االنف راد بشخص يتها املس تقلة يف أدائها ‪ ،‬ذلك‬
‫جبنوحها إىل تقليد القن وات الفض ائية الغربية ‪ ،‬ويظهر ذلك من خالل تركيزها على ج وانب‬
‫الرتفيه والتسلية ‪ ،‬وبصفة أخص ‪ ،‬بث برامج املوسيقى ‪ ،‬والرقص ‪ ،‬واألفالم ‪ ،‬واملسلسالت ‪.‬‬
‫هذا يؤدي إىل تعزيز أسلوب احلياة الغريب ‪ ،‬كما يظهر من خالل القنوات الفضائية الغربية ‪،‬‬

‫‪8‬‬
‫اليت تس عى إىل بث املواد الدعائية هبدف تغيري منط احلي اة االجتماعية يف ال دول النامية ‪ ،‬عن‬
‫طريق زرع عادات جديدة جتعل من الغرب مثالً حيتذى ‪.‬‬

‫كما يعاب على القنوات العربية قلة إنتاجها واعتمادها على الربامج املستوردة من الدول‬
‫العربية األخ رى أو من الس وق العاملية ذلك أن اعتم اد ه ذا الع دد اهلائل من القن وات على‬
‫الربامج املستوردة من مصدر أو مصدرين يف العامل العريب يؤثر على قيمة ووزن القناة وجيعلها‬
‫قناة موصلة لثقافة اآلخرين(‪. )15‬‬

‫ومن العيوب احملسوبة على البث املباشر أنه يشيع روح اإلحباط ‪ ،‬كاإلحساس بالفشل‬
‫واإلخفاق ‪ ،‬وعدم االستطاعة واليأس ‪ ،‬وذلك يتأتى من خالل املقارنة بني واقع مواطين دول‬
‫(‪)16‬‬
‫العامل الثالث ‪ ،‬ومظهر احلياة يف العامل الغريب كما يصوره هلم التلفزيون‪.‬‬
‫تغيير السياسة اإلعالمية ‪:‬‬

‫نظراً النعكاس السياسة اإلعالمية على أداء وسائل االتصال اجلماهريي ‪ ،‬سلباً وإجياب اً‬
‫‪ ،‬ل ذا جيدر بنا توض يح العالقة بني القن وات الفض ائية العربية ـ كمف ردة جدي دة يف اإلعالم‬
‫العريب ـ والسياسة اإلعالمية ‪ ،‬وما أثرت به تلك القنوات من حتول يف تلك السياسـة ‪ ،‬وذلك‬
‫باصطحاب ما أفرزته حرب اخلليج ‪.‬‬

‫رغم الكثري من الت داعيات اليت أدت إىل وج ود القن وات الفض ائية العربية ‪ ،‬ك التطور‬
‫التقين يف جمال األقمار االص طناعية على مستوى العامل ‪ ،‬ومتكن الدول العربية من الولوج إىل‬
‫ه ذا اجملال ب إطالق القمر االص طناعي الع ريب ‪ ،‬ووج ود جو من التن افس والتس ابق يف جمال‬
‫االتصاالت ‪ ،‬وزيادة اهتمام الدول بوسائل االتصال اجلماهريي ‪ .‬إال أن حرب اخلليج الثانية ـ‬
‫بني الع راق ودول التح الف بقي ادة الوالي ات املتح دة األمريكية ـ تعترب هي احملرك األساسي‬
‫النتش ار القن وات الفض ائية العربية ‪ ،‬خاص ةً يف ال دول اخلليجية ‪ ،‬إذ خ رج املواطن الع ريب إثر‬
‫احلرب بقناعة تامة عن أمهية البث الفض ائي ‪ ،‬كما أدركت ال دول العربية أمهية ذلك أيض اً ‪،‬‬

‫‪9‬‬
‫فبعد انته اء احلرب مل تبق قن اة واح دة على القمر االص طناعي الع ريب إال وقد اس تؤجرت‬
‫إلحدى الدول العربية ‪ ،‬سواءً احلكومية منها أو غري احلكومية(‪.)17‬‬

‫ولدت القنوات الفضائية العربية وسط تداعيات تلك احلرب ‪ ،‬فكان عليها أن ترقى إىل‬
‫مس توى املس ؤولية ‪ ،‬وتتحمل الكثري من األعب اء ‪ ،‬اليت تتج اوز جمرد نقل األح داث ‪ ،‬إىل ما‬
‫وراء تلك األح داث ‪ ،‬وما وراء الص ور اليت تنقلها من أبع اد ‪ ،‬كما عليها ـ لكي تن افس ـ أن‬
‫تكسب ثقة الرأي العام ‪ ،‬وإن كلفها ذلك تبديل سياساهتا اإلعالمية ‪.‬‬

‫ال شك أن ظه ور القن وات الفض ائية العربية قد ألقى بظالله على السياسة اإلعالمية يف‬
‫ٍ‬
‫اختالف بينها ـ الفرصة لكشف احلق ائق‬ ‫ال دول العربية ‪ ،‬إذ أت احت ه ذه القن وات ـ على‬
‫وقت مضى ‪ ،‬وس اعدت على فتق ط وق الرقابة املف روض يف معظم‬ ‫أي ٍ‬‫املس تورة أك ثر من ِّ‬
‫ال دول العربية ‪ ،‬وعملت على كسب ثقة اجلمه ور الع ريب ‪ ،‬وإخراجه من حالة اإلحب اط اليت‬
‫تعرتيه ‪ ،‬ودفعته إىل املشاركة بدالً عن السلبية ‪.‬كما ساعدت التقنية اليت تستخدمها القنوات‬
‫الفض ائية العربية على جتاوز احلواجز ‪ ،‬والتعامل مباش ر ًة مع اجلم اهري ‪ ،‬مما أدى إىل تنش يط‬
‫ال رأي الع ام الع ريب جتاه القض ايا واملوض وعات اليت تث ار من حوله ‪ .‬كل ذلك جعل السياسة‬
‫اإلعالمية تتغ ري‪ ،‬فانتش رت ال ربامج التلفزيونية املباش رة ـ على اهلواء ـ مما مكن املش اهدين من‬
‫اإلدالء ب آرائهم ح ول املوض وعات املطروحة يف ال ربامج عرب اهلاتف ‪ ،‬والف اكس ‪ ،‬والربيد‬
‫اإللكرتوين ‪.‬‬
‫كما أن املنافسة القوية بني القنوات الفضائية عموماً ‪ ،‬والعربية منها على وجه اخلصوص‪،‬‬
‫أدت إىل يل ذراع الرقابة اإلعالمية ‪ ،‬فاض طرت القن وات اليت تشد خبط ام احلرية اإلعالمية إىل‬
‫إرخائه نوعاً ما ‪ ،‬أمالً يف كسب ثقة اجلمهور ‪.‬‬
‫ولكن رغم التغ ريات اليت ح دثت يف القن وات الفض ائية العربية ‪ ،‬فال ميكن تعميم ذلك‬
‫على كافة قطاع ات اإلعالم الع ريب ‪ ،‬ألن تلك التغ ريات ال تنطلق من قناع ات راس خة ل دى‬
‫املس ؤولني يف ال دول العربية ت دعو إىل حتول فعلي يف السياسة اإلعالمية ‪ ،‬إذ أن تلك السياسة‬

‫‪10‬‬
‫تعترب ج زء ال يتج زأ من السياسة العامة يف ال دول العربية ‪ .‬ل ذا ف إن ( اإلعالم الع ريب م ازال‬
‫يتصف بالضعف يف إقناع الرأي العام )(‪. )18‬‬

‫ومثة س بب حيد من فعالية تلك القن وات يف الت أثري على اجلمه ور ‪ ،‬وهو يتعلق ب القنوات‬
‫العربية نفس ها ‪ ،‬إذ أن معظم تلك القن وات ـ خاص ةً احلكومية منها ـ ال تعترب قن وات دولية‬
‫ب املعىن احلقيقي ‪ ،‬وذلك بس بب اللغة املس تخدمة وهي اللغة العربية اليت جتعل االنتف اع من‬
‫الربامج قاصراً على مواطين الدول العربية الذين يتحدثون هبا كلغة أُم ‪ ،‬والقلة املتأثرة بالثقافة‬
‫العربية أو املستعربة ‪.‬‬

‫وعليه فعلى تلك القنوات ختطى حاجز اللغة بإدخال برامج موجهة ـ أو حىت تأسيس‬
‫قنوات موجهة ـ بعدد من اللغات ذات االنتشار الواسع يف العامل ‪ ،‬كاللغة اإلجنليزية والفرنسية‬
‫وغريها ‪ ،‬خاصةً وأن اآليدولوجية الغربية بدأت تعمل على تأسيس قنوات غربية موجهة باللغة‬
‫العربية مثل قناة ( احلرة ) مما يزيد من وطأة املنافسة ‪ ،‬ويعظم من ثقل املسؤولية على القنوات‬
‫الفضائية العربيـة ‪.‬‬
‫ولكي يتحقق ذلك ‪ ،‬فالبد أن يتـم التخطيـط له عرب سياسة إعالمية واضحة وفاعلة ‪ ،‬لذا‬
‫يت وجب على الق ائمني على القن وات الفض ائية العربية العمل اجلاد من أجل تب ديل السياس ات‬
‫اإلعالمية احلالية بسياسات راشدة تتواءم والطفرة اليت أحدثها التطور اهلائل يف جمال اتصاالت‬
‫الفضاء ‪ ،‬خاصةً وأن التحول الذي حدث يف السياسة اإلعالمية على مستوى الدول العربية ‪،‬‬
‫كان بسبب ذلك التطور التقين ‪ ،‬ال بسبب قرارات ‪ ،‬أو برامج معتربة صـادرة مـن تلك الدول‬
‫‪ ،‬أو مؤسساهتا اإلعالمية ‪.‬‬

‫منافسة اإلعالم الغربي ‪:‬‬


‫تعترب اآلن الفرصة مواتية ليقوم اإلعالم العريب بالتأثري على اجلمهور وتوجيهه وحتديداً فئة‬
‫الشباب ‪ ،‬ليس ألنه أصبح يتعاطى مع التقنية احلديثة فحسب ‪ ،‬أو ألنه أحدث فتق اً يف جدار‬
‫الرقابة اإلعالمية يف الدول العربية ‪ ،‬إمنا ميكنه أيض اً االستفادة من ثغرات اإلعالم الغريب الذي‬

‫‪11‬‬
‫قلت مص داقيته جتاه معاجلته للكثري من القض ايا ‪ ،‬خاص ةً تلك القض ايا اليت تعترب مك ان اهتم ام‬
‫ال رأي الع ام العـريب ‪ ،‬وعلى س بيل املث ال القض ية الفلس طينية ‪ ،‬وأخ رياً تعاطيه مع احلملة اليت‬
‫قادهتا أمريكا ضد ما أمسته بـ ( احلرب على اإلره اب ) واليت جنم عنها اهلجوم على أفغانس تان‬
‫يف أعق اب أح داث احلادي عشر من س بتمرب ‪2001‬م اليت ُدمر فيها ب رجي مركز التج ارة‬
‫الدويل يف نيويورك ‪ ،‬وجانب اً من مبىن وزارة الدفاع األمريكية ( البنتاجون ) يف واشنطن ‪ .‬إذ‬
‫مل يفلح اإلعالم الغ ريب ـ عند تناوله لتلك القض ايا ـ يف إقن اع ال رأي الع ام ‪ ،‬خاص ةً يف ظل‬
‫معاجلة الغرب للقضايا الدولية واإلقليمية وفق معايري مزدوجة ‪ ،‬وإطالق االهتامات جزاف اً دون‬
‫أدلة مقنعة ‪.‬‬

‫عن دما دخلت القن وات الفض ائية العربية خضم املنافسة ‪ ،‬وب دأت تغطي األح داث مبا‬
‫خيالف الرؤية الغربية ‪ ،‬مل حيتمل ذلك الغ رب ‪ ،‬ومل حيتمل احلرية اإلعالمية عن دما أتت من‬
‫مصادر غري غربية ( أي عربية ) ‪.‬‬

‫ومن الشواهد اليت ميكن الوقوف عندها الستجالء ذلك ‪ ،‬هو ما تعرضت له قناة اجلزيرة‬
‫الفضائية من ضغوط سياسية من خالل مطالبة عدد من أعضاء الكوجنرس يف الواليات املتحدة‬
‫األمريكية بإس كات ص وهتا إب ان احلملة العس كرية على أفغانس تان ‪ ،‬مبربر تأثريها على طريقة‬
‫تغطية احلرب ‪ ،‬وك ذلك ما تع رض له مكتبها يف ك ابول من قصف من قبل الط ائرات‬
‫األمريكية خالل تلك احلملة ‪ ،‬ومن قبل ذلك حماولة القرص نة على موقعها يف ش بكة اإلن رتنت‬
‫مما أدى إىل إيقافه فرت ًة من الزمن(‪.)19‬‬
‫وهناك سبباً آخراً يستجلي تعامل الغرب مع احلرية اإلعالمية ‪ ،‬إذ أن وسائل االتصال‬
‫اجلم اهريي يف الغ رب ( إذاعة وص حافة وتلفزي ون ) اليت ميتلكها أف راد ‪ ،‬تعكس ـ ب درجات‬
‫متفاوتة ـ اهتمام ات ومص احل أص حاهبا السياس ية واالقتص ادية ‪ ،‬كما أن وس ائل االتص ال‬
‫اجلم اهريي اليت متتلكها مؤسس ات خاصة ‪ ،‬قد تتح ول إىل وس ائل للكسب الس ريع ومجع‬

‫‪12‬‬
‫األرب اح على حس اب األه داف اإلعالمية ‪ .‬ل ذا فاحلرية املطلقة لإلعالم ‪ ،‬يف أي دولة من‬
‫الدول ليست إال خرافة ‪ ،‬وال وجود هلا على اإلطالق(‪.)20‬‬

‫تلك الش واهد ت دخل يف س ياق م دى إميان الغ رب وتعامله مع احلرية اإلعالمية ‪ ،‬على‬
‫األقل يف ظل ما يعرف بالنظام الدويل اجلديد ذا القطب الواحد ‪.‬‬

‫مل يعد خافي اً على شعوب العامل ‪ ،‬والشعوب العربية على وجه اخلصوص ‪ ،‬أن لإلعالم‬
‫الغ ريب أجن دة باطنة يس عى إىل حتقيقها ‪ ،‬مس تغالً يف ذلك التقنية العالية ‪ ،‬واإلمكان ات املادية‬
‫الض خمة ‪ ،‬واألوض اع السياس ية املواتية ‪ .‬ويعترب الكثري من الب احثني أن تلك األجن دة ذات‬
‫مرامي ثقافية واستعمارية ‪ ،‬خاصةً وأهنا أصبحت أكثر وضوحاً يف أعقاب حرب اخلليج ‪.‬‬

‫‪ ،Media‬أو‬ ‫‪Imperialism‬‬ ‫ه ذا الواقــع وصفـه ‪ Philip Taylor‬بإمربيـالية اإلعـالم‬


‫االستعمار اإللكرتوين ‪ ، Electronic Colonialism‬أو االستعمـار الثقـايف ‪Cultural Media‬‬
‫‪ ، Colonialism‬إذ أن ال دول اليت متتلك التقنية املتطـورة هي نفس ها اليت تقف على رأس ما‬
‫أطلق علية منذ التسعينات امليالدية ( النظام العاملي اجلديد ) ‪ .‬وقال ‪ Taylor‬إن حرب اخلليج‬
‫أك دت هيمنة اإلعالم األجنلو أم ريكي ‪ ،‬وبلغت إمربيالية اإلعالم ح داً أوضح ل دول الع امل‬
‫الثالث قدرة التحالف الغريب على توصيل رسالة عسكرية بوسائل تكنولوجية ‪ ،‬وقدرت على‬
‫الس يطرة على أنظمة االتص ال ‪ ،‬وه ذا ي بني أن النظ ام اإلعالمي اجلديد ال ينفصل حبال عن‬
‫النظام العاملي اجلديد(‪.)21‬‬
‫كانت تلك الشواهد والتداعيات ضمن مجلة من املعطيات اليت أتاحت الفرصة للقنوات‬
‫الفض ائية العربية كي تن افس ‪ ،‬وحتد من س يطرة اإلعـالم الغ ريب على وسـائل االتصــال ‪ ،‬و‬
‫احتكاره للمعلومات ‪ .‬وكمثال لذلك ( أن هناك أربع أو مخس شركات مثل ‪ :‬والت ديزين‬
‫‪ ،‬و في اكون ‪ ،‬و ت امي ورنر ‪ ،‬و روب رت م ردوم ‪ ،‬و س وين يف الوالي ات املتح دة تس يطر‬
‫على وس ائل االتص ال املختلفة ‪ ،‬وه ذه الش ركات حتتكر وس ائل االتص ال على مستوى عاملي‬

‫‪13‬‬
‫أيضاً ‪ ،‬ما حدث اآلن أن القنوات الفضائية العربية تعدت ونافست هذا االحتكار اإلعالمي‬
‫هلذه الشركات متعدية احلدود )(‪.)22‬‬
‫وبعقد مقارنة بني قناة ‪ CNN‬كمثال للقنوات الغربية ‪ ،‬وأكثرها وصوالً للمنطقة العربية‬
‫‪ ،‬وقناة اجلزيرة كمثال للقنوات العربية ‪ ،‬من خالل التغطية اإلعالمية حلرب اخلليج الثانية عام‬
‫‪1990‬م ‪ ،‬واحلرب األفغانية عام ‪2001‬م ‪ ،‬ومع األخذ يف االعتبار أن معظم القنوات العربية‬
‫مت تأسيس ها بعد ح رب اخلليج ‪ ،‬واليت أُسست قبلها ك انت يف ب داياهتا ‪ ،‬ومل خترج إىل دائ رة‬
‫املنافسة بعد ‪ ،‬لذا سيطرت القنوات الغربية وعلى رأسها قناة ‪ CNN‬ـ اليت قامت بتغطية تلك‬
‫احلرب ـ على األخبار املصورة ‪ ،‬بل أصبحت مصدراً رئيس اً للعديد من القنوات الفضائية يف‬
‫العامل ‪ ،‬ومن ضمنها القنوات الفضائية العربية ‪.‬‬

‫ومما يدل على تأثري شبكة ‪ ، CNN‬وغريها من القنوات الفضائية الغربية على املشاهد ‪،‬‬
‫وص ف البعض حلرب اخلليج بأهنا ((ح رب أعني مثبتة على شاش ات التلفزي ون )) ‪ .‬وي ذهب‬ ‫ْ‬
‫‪ Philip M. Taylor‬يف دراس ٍة له عن احلرب ووس ائل االتصـال وأدوارها ‪ ..‬تطبيق اً على‬
‫ح رب اخلليج ‪ ،‬إىل أن ه ذه احلرب هي اللعبة اليت أدارها عس كريون ‪ ،‬وسياس يون ‪،‬‬
‫بنجاح كبري(‪.)23‬‬
‫ٍ‬ ‫وإعالميون‬

‫لكن اختلف احلال إبان احلرب األفغانية ‪ ،‬إذ دخلت القنوات العربية ‪ ،‬وعلى رأسها قناة‬
‫اجلزيرة غمار املنافسة ‪ ،‬وأصبحت مصدراً رئيس اً لألخبار عند املشاهد العريب ‪ ،‬وبديالً لقناة‬
‫‪ ، CNN‬وكما نقلت قن اة ‪ CNN‬ال دقائق األوىل حلرب اخلليج ‪ ،‬فقد نقلت قن اة اجلزي رة‬
‫الدقائق األوىل للحرب األمريكية على أفغانستان ‪ ،‬بل أصبحت قناة ‪ CNN‬ترجع إىل اجلزيرة‬
‫لتوثيق بعض معلوماهتا (‪ ، )24‬إذ حققت اجلزيرة جناحاً يف عكس صورة تلك احلرب من خالل‬
‫إب راز ص ور املدنيني ال ذين قص فتهم الط ائرات األمريكية يف الق رى واملس اجد واملستش فيات‬
‫وقوافل املسافرين يف أفغانستان ‪ ،‬كما عرضت صور الطائرات األمريكية اليت أسقطتها قوات‬
‫طالبان يف بداية احلرب ‪ ،‬وبذلك ساعدت على قشع سحابة التعتيم اإلعالمي ‪ ،‬الذي اعتادت‬

‫‪14‬‬
‫القنوات الغربية ممارسته لصاحل بلداهنا ‪ ،‬إذ يبدو ذلك التعتيم واضحاً من خالل نقل تربيرات‬
‫اإلدارة األمريكية لقتل املدنيني ‪ ،‬أو حىت من خالل الصياغة اللفظية لألخبار ‪ ،‬وغري ذلك ‪.‬‬

‫اإلنترنت وتأثيره على الشباب‬


‫االن رتنت كوس يلة اتص ال مجاهريي حديثة أخ ذت مكاهنا بني تلك الوس ائل ومتيزت‬
‫خبصائص جعلتها تقدم الكثري من املنافع لبين البشر ‪ ،‬لكن كغريها من الوسائل كان هلا أيض اً‬
‫الكثري من االس تخدامات الس البة ‪ ،‬خاصة بني فئة الش باب األك ثر زي ارةً ملواقع االن رتنت‬
‫وحتديداً تلك املواقع املتعلقة باأللعاب واألغاين والتسايل والدردشة ‪ .....‬اخل ‪.‬‬

‫إن انتشار احلاسوب وتغلغل شبكة اإلنرتنت يف خمتلف جماالت حياتنا البد وأن ت رتك‬
‫آث اراً على خمتلف األنظمة االجتماعي ة‪ ،‬والثقافية ‪ ،‬واالقتص ادية ‪ ،‬والسياس ية ‪ ،‬ل ذا ك ان علينا‬
‫أن نعي ه ذه التغ ريات اليت حتدث يف جمال احلاس وب و التكنولوجيا وش بكة اإلن رتنت خاص ة‪،‬‬
‫ومن مث وضع أساليب مناسبة للتعامل معها ‪.‬‬

‫يف غالبية ال دول نجد أن التط ور يف جمال التكنولوجيا وعلم احلاس وب يس بق التط ور يف‬
‫اجملاالت األخ رى ‪ ،‬ه ذه احلقيقة ت ؤدي يف كثري من األحي ان إىل مس ايرة األنظمة االجتماعية‬
‫للتط ور احلاصل يف جمال احلاس وب وليس العكس ‪ .‬ويبقى التح دي الق ائم أم ام اجملتمع ات‬
‫العربية والدول النامية عموماً هو االستخدام األمثل للتكنولوجيا أكثر من توفريها ‪.‬‬

‫ويف كل األحوال تربز جوانب إجيابية وأخرى سلبية نامجة عن دخول شبكة اإلنرتنت إىل‬
‫حياتننا ميكن أن نتناول بعضاً منها فيما يلي ‪:‬‬

‫‪15‬‬
‫أوالً ‪ :‬إيجابيات شبكة اإلنترنت ‪:‬‬
‫اتاحة ونقل المعلومات ‪:‬‬

‫تكونت شبكة االنرتنت نتيجة لربط وتوحيد شبكات عديدة وخمتلفة موجودة يف مجيع‬
‫أحناء العامل ‪ ،‬هذا التوحيد أدى إىل أن يكون كل مستخدم قادر على الوصول إىل كمية أكرب‬
‫من املعلوم ات ‪ .‬ألنه أص بح بإمكانه اس تخدام الش بكات العدي دة األخ رى واليت حتت وى على‬
‫معلومات إضافية غري تلك املوجودة يف الشبكة اليت يتبع هلا ‪ ،‬التنافس املستمر بني الشركات‬
‫العديدة على اكتساب أكرب عدد من مستخدمي شبكة اإلنرتنت وأيض اً اكتساب ثقتهم يؤدي‬
‫إىل تطوير وتقدمي خدمات قيمة هلؤالء املستخدمني‪ .‬أحد املقاييس لنجاح وشهرة موقع ما هو‬
‫عدد زوار املوقع ‪ .‬لذا نرى خدمات عديدة يف مواقع كثرية يستطيع الزائر استخدامها دون أن‬
‫يط الب بثمن ل ذلك‪ ،‬ومن ذلك على س بيل املث ال خ دمات الوص ول إىل املعلوم ات املطلوبة‬
‫(خ دمات للبحث عن املعلوم ات) وأخ رى هتدف إىل تقوية وتس هيل االتص ال بني مس تخدمي‬
‫الشبكة منها الربيد االلكرتوين الذي يعترب أكرب خدمة تقدمها شبكة االنرتنت ‪.‬‬

‫بنوك المعلومات ‪:‬‬

‫بنوك وجممعات املعلومات يف شبكة اإلنرتنت موجودة تقريب اً يف مجيع اجملاالت وتغطي‬
‫غالبية املواضيع ‪ ،‬فعلى سبيل املثال ميكن الدخول إىل مواقع حتتوي على القرآن الكرمي بأكمله‬
‫واألح اديث النبوية الش ريفة يف جممع معلوم ات والبحث عن املعلومة املطلوب ة اليت ميكن‬
‫اس تخدامها بس هولة وبش كل حر ‪ ،‬مما يزيد من التس اؤل عن م دى ض رورة ش راء ه ذه‬
‫املوس وعات والق واميس كمرجع بييت ‪ .‬إن كمية ونوعية املعلوم ات املوج ودة يف جممع‬
‫معلومات وسهولة استعماله تعترب من أهم العوامل اليت تساعد على جناح وشهرة هذا اجملمع‪،‬‬
‫عليه ميكن استغالل جممعات املعلومات يف العملية التعليمية والتثقيفية يف املدارس واملعاهد ‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫االنترنتـ كحقيبة معلومات متنقلة‪:‬‬

‫ميكن االستفاده من اإلنرتنت كحقيبة معلومات شخصية متنقلة مع املستخدم‪ ،‬ألن كل‬
‫شخص قادر على بناء موقع يتضمن املعلومات اليت يريدها ‪ ،‬وألنه قادر على الوصول إىل هذا‬
‫املوقع من أي مك ان يف الع امل ( ب الطبع بش ترط أن يك ون لديه حاسب وخط اتص ال) ‪.‬وعليه‬
‫فال حاجة ملن يس افر ألي بلد ألن حيمل معه حقيبة من األوراق اليت حتت وي على املعلوم ات‬
‫اخلاصة مبؤمتر مثالً أو ورشة عمل أو اجتماع ‪ ...‬اخل ‪.‬‬

‫تعدد الوسائط في الشبكة ‪:‬‬

‫الشبكة العنكبوتية العاملية ‪ World Wide Web‬تعترب أكرب شبكة حاسب من بني‬
‫الشبكات املكونة لشبكة اإلنرتنت‪ ،‬تسمح هذه الشبكة بإظهار املعلومات بأشكال خمتلفة‪ ،‬أي‬
‫بوس ائط عدي دة ‪( Multi Media‬نص وص ‪ ،‬ص ور ‪ ،‬رس ومات‪ ،‬ص وت ‪ ...‬اخل )‪ ،‬مما‬
‫يس اعد يف نشر املعلوم ات بش كل واضح وواف ِ وممتع ‪ ،‬ل ذا فهي تعترب أش هر ش بكة‬
‫ملستخدمي اإلنرتنت‪.‬‬

‫مجموعات الحوار والمحادثة‪:‬‬

‫ميكن اس تغالل جمموع ات احلوار لتب ادل األفك ار مع أش خاص آخ رين وأيض اً من أجل‬
‫طرح األسئلة على جمموعة خرباء واحلصول على مساعدة يف اجملال املطروح ‪ .‬ويوجد جمموعة‬
‫حوار مغلقة وأخرى مفتوحة لكل من يريد االشرتاك يف احلوار‪.‬‬

‫أنظمة احملادثة تسمح باملكاتبة املباشرة وكذلك احملادثة الصوتية واملصورة بني األشخاص‬
‫يف مواض يع خمتلف ة‪ ،‬ورغم أن اله دف الس ائد يف أنظمة احملادثة هو التع ارف ‪ .‬إال أنه ميكن‬

‫‪17‬‬
‫استخدام جمموعات احلوار كحلقة دراسية يف جمال التعليم ‪ ،‬أو أي موضوعات ثقافية وفكــرية‬
‫‪.‬‬

‫ثانيا ً ‪ :‬سلبيات شبكة اإلنترنت‬

‫اإلباحة وصعوبةـ الرقابة ‪:‬‬

‫إن ظهور شبكة اإلنرتنت كنتيجة لتوحيد شبكات عديدة يربهن على أن هذه الشبكة‬
‫عاملية ال تتبع لدولة ‪ ،‬أو مؤسسة أو ش خص ‪ ،‬ه ذه احلقيقة توضح أن نشر املعلوم ات عرب‬
‫الش بكة ال مير على أي ن وع من الرقابة ‪ .‬ب ذلك يك ون كل ش خص ق ادراً على نشر ما يريد‬
‫من املعلوم ات يف موقع خ اص به بس رعة وس هولة وحىت ب دون أن ي دفع مق ابالً لنشر ه ذا‬
‫املوق ع‪ .‬ل ذلك جند يف ش بكة اإلن رتنت الكثري من املواقع غري املقبولة عند األنظمة االجتماعية‬
‫الص احلة‪ ،‬منها مثال مواقع العن ف‪ ،‬مواقع اجلنس‪ ،‬مواقع عنص رية وغريها من املواقع اليت جيب‬
‫أن تك ون ممنوعة يف جمال الرتبية والتعليم وبالتأكيد يف مجيع اجملاالت األخ رى‪ ،‬حل ه ذه‬
‫املشكلة ليس سهالً‪ .‬لذا ال جند حىت اآلن حلوالً ناجحة هلا‪ ،‬تسمح باستخدام شبكة اإلنرتنت‬
‫يف املدارس مثالً ومتنع يف نفس الوقت الطلبة من الوصول إىل هذه املواقع غري املرغوبة‪.‬‬

‫اإلدمان ‪:‬‬

‫الشعور باحلاجة امللحة إىل اإلحبار يف شبكة اإلنرتنت حيدث عند الكثري من املستخدمني‪،‬‬
‫ه ذه احلاجة تعترب إح دى ظ واهر اإلدم ان على الش بكة ‪ .‬وكما أنه يوجد أش خاص م دمنون‬
‫على التلف از ‪ ،‬ليس غريبا أن جند أشخاص اً م دمنني على ش بكة اإلن رتنت ‪ .‬ب الطبع يص حب‬
‫اإلحبار يف ش بكة اإلن رتنت اس تهالك وقت اً ط ويلاً ‪ ،‬وقلة احلركة اليت من املمكن أن ت ؤدي إىل‬

‫‪18‬‬
‫مش اكل جس دية بس بب اجلل وس غري الص حي أم ام احلاسب أو إىل مش اكل يف النظر بس بب‬
‫األشعة الناجتة عن الشاشة ‪.‬‬

‫العزلة ‪:‬‬

‫عند العمل يف ش بكة اإلن رتنت جيلس املس تخدم ع ادة وحي داً أم ام احلاس ب‪ ،‬وميكن أن‬
‫يقضي س اعات طويلة تعزله عن اجملتمع الق ريب والبعيد ‪ ،‬فاإلحبار يف الش بكة مص حوب بعزلة‬
‫خاصة عن اجملتمع اجملاور (العائلة واألص دقاء)‪ ،‬مما قد ت ؤدي يف ح االت كث رية إىل مش اكل‬
‫اجتماعية تتمثل يف ص عوبة االتص ال والتعامل مع اجملتمع احمليط ‪ ،‬وأخ رى نفس ية تتمثل يف‬
‫االنطواء على النفس ‪.‬‬

‫االعتقاد بأن المعلومات على الشبكة دوماً صحيحة‪:‬‬

‫نالحظ يف كثري من األحيان أن بعض متصفحي شبكة اإلنرتنت يعتقدون بأن املعلومات‬
‫املوج ودة على الش بكة هي دوم اً ص حيحة وميكن األخذ هبا دون التأكد من ص حتها ومن‬
‫ص حة مص درها‪ ،‬ه ذا االف رتاض غري ص حيح‪ ،‬فهن اك الكثري من المعلوم ات الخاطئة على‬
‫الشبكة‪ ،‬ولذا جيب التأكد دوماً من مصدر هذه املعلومات‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫التوصيات ‪:‬‬
‫أوالً ‪ :‬معاجلة أوقات الفراغ لدى الشباب فالفراغ داء قتَّال للفكر والعقل والطاق ة البدنية‬
‫‪ ،‬إذ النفس ال بُ َّد هلا من حركة وعمل ‪ ،‬وعالج املش كلة هو تأس يس ب رامج تس تهدف‬
‫ملء الفراغ الذهين والروحي والفكري ‪.‬‬
‫ثاني اً ‪ :‬اإلعالء من قيمة العمل اجلم اعي وإث راء روح املش اركة عن طريق تنظيم املس ابقات‬
‫العلمية والرياضية هبذف إخراج الشباب عن العزلة واالنطواء ‪.‬‬
‫ثالث اً ‪:‬العمل على إص الح أجه زة اإلعالم للقي ام ب دورها ال رتبوي والت وجيهي واإلرش ادي‬
‫بشي من العلمية مراعني احتياجات اجلمهور بعيداً عن الال‬
‫والنظر إىل عدم التوازن الرباجمي ْ‬
‫مباالة والتقليد ‪.‬‬
‫رابع اً ‪ :‬العمل على رفع ال روح املعنوية ل دى اجلمه ور الع ريب واخلروج به عن االحباط ات‬
‫اليت تلعب وسائل اإلعالم دوراً كبرياً يف ترسيخها ‪.‬‬
‫خامس اً ‪ :‬وضع ب رامج علمية منظمة تس تهدف االس تخدام األمثل للتقنية اليت أص بحت‬
‫متاحة لألغناء والفقراء هبدف اإلثراء العلمي والثقايف ‪.‬‬
‫سادس اً ‪ :‬ترس يخ مفه وم الرياضة على أهنا تس تهدف ص حة الب دن والعقل واكتس اب‬
‫امله ارات إلع داد اإلنس ان الس وي الس ليم وليست إلث ارة العص بية وحتطيم ال روح املعنوية‬
‫وصرف الشباب عن مواجهة قضاياه األساسية ‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫المراجع ‪:‬‬
‫‪ .1‬عبد هللا بن ناصر الحمود ‪ :‬التأثير المتوقع للبث التلفزيوني‪ 5‬المباش‪55‬ر على األطف‪55‬ال وس‪55‬بل‬
‫المواجهــة ‪ ،‬الكت‪55‬اب الس‪55‬نوي‪ 5‬لكلي‪55‬ة ال‪55‬دعوة واإلعالم ‪ ،‬جامع‪55‬ة اإلم‪55‬ام محم‪55‬د بن س‪55‬عود‬
‫اإلسالمية ‪ ،‬العدد األول ‪1413 ،‬هـ ـ ‪1992‬م ‪ ،‬بحث ق‪55‬امت بنش‪55‬ره إدارة الثقاف‪55‬ة والنش‪5‬ر‪5‬‬
‫بالجامعة ‪ ،‬ص ‪. 205‬‬
‫‪ .2‬د ‪ .‬راسم الجمال ‪ :‬مقدمة في وسائل االتصال ‪ ..‬األقمار‪ 5‬الصناعية ووظائفها االتص‪55‬الية ‪،‬‬
‫مكتبة مصباح ‪ ،‬جدة ‪ ،‬الطبعة األولى ‪1409 ،‬هـ ـ ‪1989‬م ‪ ،‬ص ‪. 214‬‬
‫‪ .3‬تجربة بين ت‪55‬ونس وجيب‪55‬وتي‪ 5‬على القم‪5‬ر الع‪5‬ربي ‪ .‬مجل‪55‬ة اإلذاع‪5‬ات العربي‪55‬ة ‪ ،‬الع‪5‬دد ‪، 4‬‬
‫أكتوبر ‪1985‬م ‪ ،‬ص ‪. 16‬‬
‫‪ .4‬أن‪555‬ور ماج‪555‬د عش‪555‬قي ‪ :‬اإلس‪555‬الم ومقتض‪555‬يات العص‪555‬ر ‪ ،‬مكتب‪555‬ة التوب‪555‬ة ‪ ،‬الري‪555‬اض ‪،‬‬
‫‪2/6/1413‬هـ ‪ ،‬ص ‪. 41 ، 39‬‬
‫‪ .5‬جيهان أحمد رشتي وآخرين ‪ :‬القنوات الفضائية التلفزيونية لدول الخليج العربي ‪ ..‬واقعها‬
‫ومستقبلها ‪ ،‬المجلة العربية للعلوم اإلنسانية ‪ ،‬العدد ‪ ، 52‬السنة الثالث‪55‬ة عش‪55‬ر ‪ ،‬صــــيف‬
‫‪1998‬م ‪ ،‬ص ‪. 226‬‬
‫‪ .6‬د‪ .‬راسم الجمال ‪ :‬مقدمة في وسائل االتص‪55‬ال ‪ ..‬األقم‪55‬ار‪ 5‬الص‪55‬ناعية ووظائفه‪55‬ا االتص‪55‬الية ‪ ،‬مكتب‪55‬ة‬
‫مصباح ‪ ،‬جدة ‪ ،‬الطبعة األولى ‪1409 ،‬هـ ـ ‪1989‬م ‪ ،‬ص ‪. 181‬‬
‫‪ .7‬محمد فالح مبروك الجه‪55‬ني ‪ :‬س‪55‬وبر م‪55‬ان يجن‪5‬دل عن‪5‬ترة ‪ ،‬و (بوب‪55‬اي ) يخن‪55‬ق س‪5‬ندباد‪، ! 5‬‬
‫مجلة المعرفة ‪ ،‬العدد ‪ ، 48‬ربي‪55‬ع األول‪1420‬هـ ـ يوني‪55‬و ‪ /‬يولي‪55‬و ‪1999‬م ‪ ،‬ص ‪ 146‬ـ‬
‫‪.147‬‬
‫‪ .8‬عبد الوهاب بلقيز ‪ :‬العولم‪55‬ة والهوي‪55‬ة الثقافي‪55‬ة ‪ ،‬مجل‪55‬ة المس‪55‬تقبل الع‪55‬ربي ‪ ،‬الع‪55‬دد ‪، 229‬‬
‫مارس ‪1998‬م ‪ ،‬ص ‪ 95‬ـ ‪.96‬‬
‫‪ .9‬أ‪.‬د‪ .‬أسعد السحمراني ‪ ،‬نحن والعولـمة ‪ ،‬مجلـة الموقف‪ ، 5‬العـدد ‪ ،142‬أغس‪5‬طس ‪1999‬م‬
‫ـ ربيع الثــاني ‪1420‬هـ ‪ ،‬ص ‪ 40‬ـ ‪. 41‬‬

‫‪21‬‬
‫‪ .10‬د ‪ .‬نبيل السمالوطي ‪ :‬البث المباشر‪ 5‬والهوية الثقافية ‪ ..‬أدبيات القضية ومحاوالت‪ 5‬التفسير‬
‫‪ ،‬مجلة البيان ‪ ،‬السنة العاشرة ‪ ،‬العـدد ‪ ،91‬ربيع األول ‪1416‬هـ ـ أغســـطس ‪1995‬م ‪،‬‬
‫ص ‪. 90‬‬
‫‪ .11‬د ‪ .‬مصطفى المصمودي ‪ :‬األساس اإلعالمي للنظام العربي الجديد ‪ ..‬حول تأسيس نظ‪55‬ام‬
‫عربي جدي‪55‬د ‪ ،‬منت‪55‬دى الفك‪5‬ر الع‪5‬ربي ‪ ،‬عمـان ‪ ،‬الطبع‪55‬ة األولى ‪ ،‬نوفم‪5‬بر ‪1992‬م ‪ ،‬ص‬
‫‪. 287‬‬
‫‪ .12‬بروفيسور‪ / 5‬علي محمد شمو ‪ :‬تكنولوجيا الفضاء وأقمار االتصاالت ‪ ،‬دار القومية العربية للثقافة‬
‫والنشر ‪1999 ،‬م ‪ ،‬ص ‪. 240‬‬
‫‪ .13‬الدكتور ‪ /‬فاروق أبوزيد‪ : 5‬العالم العربي ومخاطر ب‪55‬رامج التلفزي‪55‬ون األجنبي‪55‬ة ‪ ،‬مجل‪55‬ة الدراس‪55‬ات‬
‫الدبلوماسية ‪ ،‬العدد التاســع ‪1412 ،‬هـ ـ ‪1992‬م ‪ ،‬وزارة الخارجية السعودية ـ معه‪55‬د الدراس‪55‬ات‬
‫الدبلوماسية ‪ ،‬ص ‪151‬ـ‪. 152‬‬
‫‪ .14‬نفس المصدر ‪ ،‬ص ‪152‬ـ‪. 153‬‬
‫‪ .15‬بروفيسور‪ / 5‬علي محمد شمو ‪ :‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪ ، 243‬بتصرف ‪.‬‬
‫‪ .16‬د ‪ .‬ك‪55‬رم ش‪55‬لبي ‪ :‬البث التلفزي‪55‬وني‪ 5‬المباش‪55‬ر ع‪55‬بر األقم‪55‬ار الص‪55‬ناعية ‪ ،‬مجل‪55‬ة الدراس‪55‬ات‬
‫الدبلوماسـية ‪ ،‬وزارة الخارجية ـ المملكة العربية السـعودية ‪ ،‬العدد الخـــامس ‪1408 ،‬هـ‬
‫ـ ‪1988‬م ‪ ،‬ص ‪. 138‬‬
‫‪ .17‬د ‪ .‬علي بن محمد النجعي ‪ :‬اإلعالم مفاهيم ‪ ،‬مطبعة سفير ‪ ،‬الرياض ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪1417 ،‬هـ ـ‬
‫‪1996‬م ‪ ،‬ص ‪. 141 ، 138‬‬
‫‪ .18‬د ‪ .‬جم‪55‬ال ال‪55‬دين عثم‪55‬ان ‪ :‬الفض‪55‬ائية السودانيـــــــــة ‪ ،‬برنامــــــــــج ح‪55‬ديث الس‪55‬اعة ‪ ،‬الس‪55‬بت‬
‫‪24/11/2001‬م ‪.‬‬
‫‪ .19‬د ‪ .‬إبراهيم ناجي علوش ( جمعي‪55‬ة مناهض‪55‬ة الص‪55‬هيونية والعنص‪55‬رية ) ‪ :‬قن‪55‬اة الجزي‪55‬رة ‪ ،‬برن‪55‬امج‬
‫االتجـاه المعاكس ‪ ،‬حلقة يوم الخميس ‪22/11/2001‬م ‪ ،‬الساعة ‪ 19.06‬بتوقيت قرينتش‪. 5‬‬
‫‪ .20‬د ‪ .‬علي بن محمد النجعي ‪ :‬مصدر‪ 5‬سابق ‪ ،‬ص ‪. 30 ، 29‬‬
‫‪Philip M. Taylor : War and The Media .. Propaganda and Presentation in .21‬‬
‫‪.the Gulf War , Manchester University Press , London , 1992 , P. 260‬‬
‫‪ .22‬د ‪ .‬إبراهيم ناجي علوش ‪ :‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫‪. Philip M. Taylor : Op. Cit . P. 9 .23‬‬

‫‪22‬‬
‫‪ .24‬د ‪ .‬إبراهيم ناجي علوش ‪ :‬مرجع سابق ‪.‬‬

‫‪23‬‬

You might also like