Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 9

‫قسم الدراسات العليا‬

‫تخصص الاقتصاد‬
‫كليه التجاره‬

‫منظمه التجاره العالميه – البنك الدولي لالنشاء والتعمير –‬


‫صندوق النقد الدولي‬

‫مقدم من ‪ :‬مي احمد محمود زياده‬


‫تمهيدي ماجستير اقتصاد‬
‫الي ‪ :‬أ‪ .‬د‪ /‬محمد كمال‬
‫استاذ االقتصاد جامعه قناه السويس‬
‫المقدمه‬
‫على اثر االضطرابات التي سادت نظم النقد الدولي خالل فترة الحرب العالمية الثانية أجمعت الدول رأيها على‬
‫تسليم أمرها إلى منظمات دولية تأخذ على عاتقها مهمة اإلشراف على تغيير أسعار صرف عمالت دول العالم ‪ ،‬و قد‬
‫كان مؤتمر‪ 1‬بروتون وودز‪ 1‬بالواليات المتحدة في جويلية ‪ 1944‬نقطة تحول في العالقات االقتصادية الدولية فقد‬
‫وضع األسس للتعاون الدول فيما بينها في حل مشاكل النقد العالمية‪.‬‬

‫اتفاقية برتون وودز‬


‫نتيجة الفوضى التي سادت النظام النقدي الدولي قبل وخالل الحرب العالمية الثانية اندفعت الدول للبحث عن نظام‬
‫نقدي دولي جديد من شأنه التخفيف من حدة هذه االضطرابات‪ 1‬و األزمات و كذا يحقق أهدافها المتمثلة في خلق‬
‫تجارة دولية متعددة األطراف‪ ، 1‬ثبات أسعار الصرف ‪ ،‬إمكانية التحويل من عمله الى اخرى ‪ ...‬على إن تتمتع النظم‬
‫الجديده بمرونة كافية فيكون بمقدور هذه الدول إتباع السياسة النقدية المالئمة لظروفه‪1‬ا االقتصادية الداخليه ‪.‬‬
‫و يتشكل هذا النظام أساسا من مؤسسة مالية دولية تربطها‪ 1‬عالقات بالبنوك الوطنية المركزية للدول ‪ ،‬و في هذا‬
‫اإلطار برزت مناقشات عديدة بين كلا من الواليات المتحدة األمريكية و إنجلترا حول الطرق المثلى للتحكم في أسعار‪1‬‬
‫الصرف‪ 1‬في ظل أي نظام نقدي و كيفية تسهيل حركة المبادالت الدولية و تحقيق نوع من التوازن في ميزان‬
‫المدفوعات للدولة‪.‬‬
‫و منه تم استدعاء مجموعة من الخبراء الماليين من أربع و أربعين دولة للمشاركة في المؤتمر النقدي للخروج‬
‫بوثيقة تعتبر‪ 1‬معاهدة دولية لتنظيم الحياة االقتصادية و المتمثلة في اتفاقية بريتون وودز‪ ،‬هذه األخيرة تعتمد بشكل‬
‫كبير على مخطط " هاري هوايت" االمريكي‪ ،‬و تأخذ بعض البنود من خطط "اللورد كينز" اإلنجليزي‪1.‬‬

‫اوال ‪:‬منظمة التجارة العالمية‬

‫اتفاقية الجات والتطور نحو إنشاء منظمة التجارة العالمية ‪:‬‬


‫عددا من التطورات التي آلت في النهاية إلنشاء ما يُسمى بمنظمة التجارة‬‫شهدت اتفاقية الجات منذ عام ‪ً 1947‬‬
‫العالمية بدءًا من مفاوضات جنيف عام ‪ 1947‬وانتها ًء بجولة أورجواي األخيرة ‪ 15‬أبريل ‪ 1994‬والتي تم االتفاق‬
‫فيها على إنشاء منظمة التجارة العالمية حيث أكدت ذلك الوثيقة الختامية للجولة‪ ،‬والتي ورد في مادتها‪ 1‬األولى أن‬
‫ممثلي الحكومات والجماعات األعضاء في لجنة المفاوضات اتفقوا على إنشاء "منظمة التجارة الدولية"‪ .‬وقد حددت‬
‫الوثيقة‪ :‬نطاق عمل المنظمة‪ ،‬ومهامها‪ ،‬وهيكلها التنظيمي‪ ،‬وعالقاتها بالمنظمات‪ 1‬األخرى‪ ،‬وطرق‪ 1‬اكتساب العضوية‪.‬‬
‫وبالفعل تم تنفيذ هذا االتفاق في يناير ‪ 1995‬حيث وثقت المنظمة كل اتفاقيات الجات السابقة ‪.‬‬

‫الهيكل األساسي للمنظمة ‪:‬‬


‫يتشكل هيكل منظمة التجارة العالمية من عدد من األجهزة وهي‪-:‬‬
‫‪ -1‬المؤتمر الوزاري‪ : 1‬ويتكون من جميع الدول األعضاء (على مستوى وزراء التجارة الخارجية) ويعقد اجتماعًا‬
‫كل عامين‪ .‬ويتمتع بسلطة اتخاذ القرارات المتعلقة باتفاقيات تحرير التجارة بما في ذلك قيود بنود االتفاقية‪.‬‬
‫‪ -2‬المجلس العام‪ :‬ويتكون من ممثلين من كافة الدول األعضاء‪ ،‬ويتولى مسئوليات‪ 1‬المؤتمر الوزاري‪ 1‬فيما بين‬
‫دورات انعقاده‪ ،‬ويقوم بوضع القواعد التنظيمية واللوائح اإلجرائية الخاصة به وبعمل اللجان المختلفة ‪.‬‬
‫‪ -3‬جهاز تسوية المنازعات ‪ :‬وهو أحد األجهزة الرئيسية التي تشمل واليته كافة مجاالت السلع والخدمات‬
‫والملكية الفكرية بشكل متكامل‪.‬‬
‫‪ -4‬آلية مواجهة السياسات التجارية ‪ :‬وهي المنوطة بمراجعة السياسات التجارية الدولية للدول األعضاء وفقا‬
‫للفترات الزمنية المحددة بنص االتفاق‪ ،‬وتتراوح‪ 1‬بين عامين للدول المتقدمة‪ ،‬وأربعة أعوام للدول النامية‪ ،‬وستة أعوام‬
‫للدول األقل ً‬
‫نموا‪.‬‬
‫‪ -5‬المجالس النوعية بالمنظمة ‪ :‬وهي مجلس لشئون تجارة البضائع‪ ،‬ومجلس لشئون تجارة الخدمات ومجلس‬

‫‪1‬‬
‫لشئون جوانب التجارة المتصلة بحقوق الملكية‪ ،‬و على كل مجلس من هذه المجالس أن يشرف‪ 1‬على تطبيق‪ 1‬االتفاقيات‬
‫الخاصة به ‪.‬‬
‫‪ -6‬أمانة المنظمة ‪ :‬وهي هيئة داخل المنظمة يقوم المدير العام للمنظمة بتعيين موظفيها وتحديد‪ 1‬واجباتهم وشروط‬
‫خدمتهم‪ 1‬وف ًقا لألنظمة التي يعتمدها المجلس الوزاري‪1‬‬

‫المبادئ التي تقوم عليها منظمة التجارة العالمية‬


‫تقوم منظمة التجارة العالمية على عدد من المبادئ أهمها‪:‬‬
‫‪ .1‬مبدأ عدم التمييز‪ :‬وينطوي‪ 1‬هذا المبدأ على عدم التمييز بين الدول األعضاء في المنظمة‪ ،‬أو منح رعاية‬
‫خاصة إلحدى الدول على حساب الدول األخرى‪ .‬وبحيث تتساوى كل الدول األعضاء في الجات في ظروف المنافسة‬
‫باألسواق الدولية‪ ،‬فأي ميزة تجارية يمنحها بلد لبلد آخر يستفيد منها ‪-‬دون مطالبة‪ -‬باقي الدول األعضاء‬
‫‪ .2‬مبدأ الشفافية‪ :‬يقصد بهذا المبدأ االعتماد على التعريفة الجمركية وليس على القيود الكمية ‪ ،‬وبذلك ينبغي على‬
‫الدول التي يتحتم عليها حماية صناعتها الوطنية و عالج العجز في ميزان المدفوعات أن تلجأ لسياسة األسعار‬
‫والتعريفة الجمركية مع االبتعاد‪ 1‬عن القيود الكمية ‪.‬‬
‫‪ .3‬مبدأ المفاوضات التجارية‪ :‬وهذا المبدأ معناه اعتبار منظمة التجارة العالمية هي اإلطار التفاوضي المناسب‬
‫لتنفيذ األحكام أو تسوية المنازعات‪.‬‬
‫‪ .4‬مبدأ المعاملة التجارية التفضيلية‪ :‬أي منح الدول النامية عالقات تجارية تفضيلية مع الدول المتقدمة‪ ،‬وذلك‬
‫بهدف دعم خطط الدول النامية في التنمية االقتصادية وزيادة حصيلتها من العمالت األجنبية‪.‬‬
‫‪ .5‬مبدأ التبادلية‪ :‬يقضي هذا المبدأ بضرورة قيام الدول األعضاء باالتفاقية بتحرير‪ 1‬التجارة الدولية من القيود أو‬
‫تخفيضها‪ ،‬ولكن في إطار مفاوضات متعددة األطراف‪ 1‬تقوم على أساس التبادلية؛ بمعنى أن كل تخفيف في الحواجز‬
‫الجمركية أو غير الجمركية لدولة ما‪ ،‬ال بد وأن يقابله تخفيف معادل في القيمة من الجانب اآلخر حتى تتعادل الفوائد‬
‫التي تحصل عليها كل دولة ‪ ،‬وال يجوز بعده إجراء أي تعديل جديد إال بمفاوضات جديدة‪.‬‬

‫أهداف المنظمة ‪:‬‬


‫الهدف الرئيسي للمنظمة هو تحقيق حرية التجارة الدولية‪ ،‬وذلك بالقضاء على صورة المعاملة التمييزية فيما يتعلق‬
‫بانسياب التجارة الدولية‪ ،‬وإزالة كافة القيود والعوائق والحواجز التي من شأنها أن تمنع تدفق حركة التجارة عبر‬
‫الدول‪.‬‬
‫أما األهداف األخرى فتتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫‪ o‬رفع مستوى المعيشة للدول األعضاء ‪.‬‬
‫‪ o‬السعي نحو تحقيق مستويات التوظف‪( 1‬التشغيل كامل) للدول األعضاء‪.‬‬
‫‪ o‬تنشيط الطلب الفعال‪.‬‬
‫‪ o‬رفع مستوى الدخل القومي الحقيقي‪.‬‬
‫‪ o‬االستغالل األمثل للموارد االقتصادية العالمية‪.‬‬
‫‪ o‬تشجيع حركة اإلنتاج ورؤوس األموال واالستثمارات‪.‬‬
‫‪ o‬سهولة الوصول‪ 1‬لألسواق ومصادر‪ 1‬الموارد األولية‪.‬‬
‫‪ o‬خفض الحواجز‪ 1‬الكمية والجمركية لزيادة حجم التجارة الدولية‪.‬‬
‫‪ o‬إقرار المفاوضات كأساس لحل المفاوضات المتعلقة بالتجارة الدولية‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬البنك الدولي لإلنشاء و التعمير‬

‫البنك الدولي لالنشاء والتعمير‪ 1‬هو إحدى المؤسسات الخمس التي يتالف منها البنك الدولي‪ .‬مقره واشنطن تم إنشاؤه‬
‫عام ‪ 1944‬إثر اتفاقيات بروتون وودز‪ 1‬ومن أهداف هذا البنك هو المساهمة في تمويل إعادة تعمير وبناء الدول‬
‫الحليفة المتضررة من الحرب العالمية الثانيه‪ ،‬وكذا تمويل المشاريع‪ 1‬التنموية االقتصادية للدول األعضاء‪ ،‬وإعطاء‬
‫األولوية لالستثمار‪ 1‬الخاص األجنبي وتقديمها‪ 1‬لقروض تنموية منتجة وكذا المساهمة في تطوير المبادالت التجارية‬
‫الدولية والمحافظة على ميزان مدفوعات الدول األعضاء وتشجيع االستثمارات الدولية‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫مصادر تمويل البنك الدولي لإلنشاء والتعمير ‪:‬‬
‫يحصل البنك الدولي لإلنشاء والتعمير على معظم موارده المالية من األسواق المالية العالمية‪ .‬وقد أصبح البنك‬
‫الدولي لإلنشاء والتعمير من بين أكثر الجهات المقترضة ثباتا ً منذ إصداره أول سند له في عام ‪ 1947‬لتمويل إعادة‬
‫إعمار أوروبا في أعقاب الحرب العالمية الثانية‪ .‬ويعتبر المستثمرون سندات البنك الدولي لإلنشاء والتعمير وسيلة‬
‫آمنة ومُربحة إليداع أموالهم‪ ،‬و ُتستخدم تلك األموال لتمويل مشروعات في البلدان المتوسطة الدخل ‪.‬‬
‫وأصبح البنك الدولي لإلنشاء والتعمير إحدى الجهات الرئيسية العاملة في أسواق رؤوس األموال الدولية من خالل‬
‫قيامه بتطوير‪ 1‬أدوات حديثة لل ّدين وفتح أسواق جديدة إلصدار سندات الديون‪ ،‬وبناء قاعدة واسعة النطاق من‬
‫المستثمرين في أنحاء العالم‪ ،‬من صناديق‪ 1‬المعاشات التقاعدية وشركات التأمين والبنوك المركزية واألفراد‪.1‬‬
‫وقد‪ 1‬حاز البنك الدولي لإلنشاء والتعمير‪ 1‬على السبق في تطوير‪ 1‬أدوات برنامج اقتراضه وهو ما يحسب له‪ .‬ويشمل‪1‬‬
‫ذلك إجراء أول عملية مبادلة للعمالت في األسواق الدولية عام ‪ ، 1981‬مروراً‪ 1‬بإدخال أول سند عالمي عام‬
‫‪ ، 1989‬وحتى أول طرح إلكتروني متكامل للسندات عن طريق‪ 1‬االنترنت عام ‪ .2000‬وفي عام ‪ 2003‬قام البنك‬
‫الدولي بتنفيذ أول مزايدة الكترونية كاملة‪ .‬وقد‪ 1‬ساندت اإلجراءات المُبتكرة للبنك الدولي‪ 1‬لإلنشاء والتعمير هدفه‬
‫المتمثل في تعزيز التنمية‪ .‬ورغم أن معظم اقتراضات‪ 1‬البنك الدولي لإلنشاء والتعمير‪ 1‬هي بالدوالر‪ 1‬األمريكي‪ ،‬فقد‬
‫أصدر البنك على مر السنين سندات بأكثر من ‪ 40‬عملة مختلفة‪ .‬وكان ما أصدره البنك الدولي لإلنشاء والتعمير من‬
‫سندات في أسواق رؤوس األموال الناشئة على الدوام حافزاً لتحسين بنيتها األساسية وكفاءتها ‪...‬‬

‫مصروفات تشغيل البنك الدولي لإلنشاء والتعمير ‪:‬‬


‫يغطي البنك الدولي لإلنشاء والتعمير‪ 1‬مصروفات‪ 1‬تشغيله بصورة رئيسية من الدخل الذي يحققه‪ .‬ويحقق دخالً سنوياً‪1‬‬
‫من العائد على حقوق ملكيته‪ ،‬ومن هوامش أسعار الفائدة الصغيرة التي يحتسبها على القروض التي يقدمها‪ .‬وتغطي‪1‬‬
‫هذه العائدات مصاريف‪ 1‬التشغيل الخاصة به‪ ،‬وتذهب إلى االحتياطات لتعزيز الموقف‪ 1‬المالي له‪ ،‬كما أن جزءاً منها‬
‫يتم تحويله سنوياً‪ 1‬إلى المؤسسة الدولية للتنمية‪ .‬وقد قام البنك الدولي لإلنشاء والتعمير بتعبئة الجزء الرئيسي من‬
‫األموال التي أقرضها البنك الدولي‪ 1‬لتخفيف حدة الفقر في جميع أرجاء العالم‪.‬‬

‫البلدان المؤهلة لالقتراض من البنك الدولي لإلنشاء والتعمير‪:‬‬


‫ً‬
‫يتمثل عمالء البنك الدولي لإلنشاء والتعمير‪ 1‬في البلدان المتوسطة الدخل والبلدان األقل دخال التي تتمتع بأهلية‬
‫ائتمانية‪ .‬ويقوم البنك بتصنيف‪ 1‬أي بلد وفقا لثروة سكانه‪ .‬ويجري تعريف‪ 1‬البلدان المتوسطة الدخل بأنها البلدان التي‬
‫يتراوح فيها معدل الدخل الفردي السنوي بين ‪ 1000‬إلى ‪ 10‬آالف دوالر‪ 1‬أمريكي‪ ،‬وهو ما قد يؤهلها لالقتراض من‬
‫البنك الدولي لإلنشاء والتعمير‪ 1.‬وفي الحاالت العادية ال تكون البلدان المنخفضة الدخل التي يقل معدل الدخل الفردي‬
‫فيها عن ‪ 1000‬دوالر أمريكي مؤهلة الستحقاق‪ 1‬قروض‪ 1‬البنك الدولي لإلنشاء والتعمير‪ 1‬ما لم تكن مدرجة ضمن‬
‫البلدان المتمتعة بالجدارة االئتمانية‪ .‬غير أن البلدان المنخفضة الدخل مؤهلة للحصول على قروض بال فوائد أو‬
‫بأسعار‪ 1‬فائدة منخفضة وكذلك منح من المؤسسة الدولية للتنمية ‪ .‬وتعد الهند وإندونيسيا وباكستان أمثلة عن البلدان‬
‫المنخفضة الدخل التي تتمتع بجدارة ائتمانية والمؤهلة للحصول على خليط من المساعدات المالية من كل من البنك‬
‫الدولي لإلنشاء والتعمير‪ ،‬والمؤسسة الدولية للتنمية ‪.‬‬

‫مدى قوة الطلب على خدمات البنك الدولي لإلنشاء والتعمير ‪:‬‬
‫لم تعد ترى بعض البلدان المتوسطة الدخل أن هناك حاجة ألية مساندة مالية كبيرة من البنك الدولي لإلنشاء‬
‫والتعمير‪ 1‬نظرا لما لديها من احتياطيات‪ 1‬ضخمة بالعملة األجنبية ولتمتع ميزانياتها بوضعية جيدة‪ .‬إال أن بلدانا أخرى‬
‫مازالت لديها احتياجات استثمارية ضخمة بما في ذلك األموال الالزمة للمشروعات العامة في مجاالت البنية‬
‫األساسية والخدمات االجتماعية‪ .‬ونالحظ أن البنك الدولي لإلنشاء والتعمير‪ 1‬يقوم في الوقت الراهن بتلبية الطلبات‬
‫األكثر تطورا‪ 1‬وتقدما ً من جانب البلدان المتوسطة الدخل المتعاملة معه‪ ،‬على نحو متزايد‪ ،‬من خالل تقديم خدمات‬
‫مالية من شأنها حماية هذه البلدان ضد مخاطر‪ 1‬تقلبات أسعار‪ 1‬الصرف‪ 1‬والفائدة‪ ،‬واضطراب أسواق السلع‪ .‬وفي‪ 1‬السنة‬
‫المالية ‪ ،2007‬أنجز البنك الدولي‪ 1‬لإلنشاء والتعمير استثمارات‪ 1‬بقيمة ‪ 5.4‬بليون دوالر أمريكي‪ 1‬في معامالت إدارة‬
‫أسعار الفائدة ومخاطر‪ 1‬العملة لحساب بلدانه األعضاء‪ .‬وفي‪ 1‬الفترة نفسها‪ ،‬بلغ مجموع ارتباطات البنك ‪ 12.8‬بليون‬
‫دوالر‪ 1‬أمريكي لصالح ‪ 112‬مشروعاً‪ .‬وال يقدم البنك الدولي لإلنشاء والتعمير المساعدات إلى البلدان المتعاملة معه‬

‫‪3‬‬
‫من خالل التمويل فحسب‪ ،‬ولكن أيضا ً من خالل إتاحة سبل الوصول‪ 1‬إلى مصادر‪ 1‬المعرفة الخاصة به في مجال‬
‫التنمية‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬صندوق النقد الدولي‬

‫نشأة الصندوق ‪:‬‬


‫إن النتائج المترتبة عن االنهيار االقتصادي الذي س‪11‬اد خالل الثالثيني‪11‬ات و ك‪11‬ذا ال‪11‬دمار الن‪11‬اجم عن الح‪11‬رب العالمي‪11‬ة‬
‫الثانية أرغم الدول المتحالفة على االتفاق من اجل وضع أسس جدي‪11‬دة للتع‪11‬اون ال‪11‬دولي بس‪11‬بب انهي‪11‬ار‪ 1‬الش‪11‬بكة العالمي‪11‬ة‬
‫للتبادل و انهيار نظام المدفوعات المتعدد األطراف‪.‬‬
‫فمن سنة ‪ 1941‬شرعت الحكومة األمريكية في إعادة البناء االقتصادي‪ 1‬لما بعد الحرب وفق منظور‪ 1‬ليبرالي‪ ،‬و ق‪11‬د‬
‫ترجم هذا التطور‪ 1‬من خالل اتفاق التعاون المتبادل بين الواليات المتحدة األمريكية و بريطاني‪11‬ا ع‪11‬ام ‪ ،1942‬و نظ‪11‬را‬
‫لهذه األسباب بادرت الواليات المتحدة األمريكية إلى حث األمم المتحدة بعقد مؤتمر‪ 1‬اقتصادي عالمي لمناقشة و تحليل‬
‫األفكار‪ 1‬المطروحة‪ ،‬هذه األخيرة وجهت الدعوى إلى ‪ 44‬دولة‪ ،‬و عرض في المؤتمر التمهيدي أهم المقترح‪11‬ات ال‪11‬تي‬
‫وردت في مخططي كينز و هوايت و كان عام ‪.1941‬‬
‫ثم كان مؤتمر بريتون وودز‪ 1‬عام ‪ 1944‬الذي تم فيه التش‪11‬اور‪ 1‬و مناقش‪11‬ة المش‪11‬روعين بص‪11‬فة رس‪11‬مية‪ ،‬حيث وض‪11‬ع‬
‫ممثلو البلدان المشاركة اتفاقية التأسيس لمؤسسة دولية تشرف على النظام النقدي الدولي‪ ،‬و تمخض عن هذه األخ‪11‬يرة‬
‫إنشاء كل من‪:‬‬
‫‪‬صندوق النقد الدولي‪.‬‬
‫‪‬البنك العالمي لإلنشاء و التعمير‪.‬‬

‫أهداف الصندوق ‪:‬‬


‫أوكلت إلى الصندوق‪ 1‬النقدي الدولي مجموعة من األهداف نختصرها فيما يلي‪:‬‬
‫‪.1‬تشجيع التعاون الدولي عن طريق‪ 1‬اتجاه هذه المؤسسات‪ 1‬الدائمة للتشاورالدائم في المسائل النقدية الدولية‪.‬‬
‫‪.2‬تيسير التوسع و النمو المتوازن في التجارة الدولية و بالتالي اإلسهام‪ 1‬في تحقيق مستويات‪ 1‬مرتفعة من العمالة و‬
‫الدخل الحقيقي و المحافظة عليها‪ ،‬وايضا االسهام في تنمية الموارد اإلنتاجية لجميع األعضاء و اعتبار كل هذا بمثابة‬
‫أهداف رئيسية للسياسة االقتصادية‪.‬‬
‫‪.3‬العمل على تحقيق االستقرار‪ 1‬في أسعار الصرف‪ 1‬و المحافظة على ترتيبات صرف‪ 1‬منتظمة بين البلدان األعضاء‪،‬‬
‫و تجنب التنافس لتخفيض قيم المعامالت ‪.‬‬
‫‪.4‬المساعدة على إقامة نظام مدفوعات متعدد األطراف فيما يتعلق بالمعامالت الجارية بين البلدان األعضاء‪ ،‬و‬
‫إلغاء القيود المفروضة على عمليات الصرف‪ 1‬و المعرقلة لنمو التجارة العالمية‪.‬‬
‫مما سبق فإننا نرى بأن الواليات المتحدة األمريكية استغلت خروج أورب‪11‬ا من الح‪11‬رب العالمي‪11‬ة الثاني‪11‬ة منهك‪11‬ة‬
‫اقتص‪11‬اديا من جه‪11‬ة و حيازته‪1‬ا‪ 1‬ألك‪11‬بر احتي‪11‬اطي‪ 1‬من ال‪11‬ذهب المق‪11‬در بـ ‪ 24600‬ملي‪11‬ون دوالر من جه‪11‬ة أخ‪11‬رى وذلك‬
‫بفرض هيمنتها على النظام االقتصادي الدولي الجديد لتلك الفترة و يتضح ذلك من خالل بن‪11‬ود اتفاقي‪11‬ة بريت‪11‬ون وودز‪1‬‬
‫حيث حث البند الثامن على إجبار الدول األعضاء على تفادي ف‪11‬رض القي‪11‬ود على الم‪11‬دفوعات الجاري‪11‬ة و أيض‪11‬ا على‬
‫سياسات التبادل المتعددة األطراف‪ ،‬كشرط للحصول على خدمات الصندوق النقدي الدولي‪ ،‬مما خدم مصلحته‪.‬‬

‫الهيكل التنظيمي لصندوق النقد الدولي ‪:‬‬

‫حددت اتفاقية صندوق‪ 1‬النقد الدولي هيكله التنظيمين و قد أجريت عليه ثالث تعديالت منذ وضعها‪ 1‬موض‪11‬ع التنفي‪11‬ذ في‬
‫ديسمبر‪ 1945 1‬و هي تنص على التركيبة التنظيمية التالية‪ - :‬مجلس المح‪11‬افظين – المجلس التنفي‪11‬ذي – الم‪11‬دير الع‪11‬ام‬
‫– اللجنة المؤقتة و لجنة التنمية‪.‬‬
‫أ‪ -‬مجلس المحافظين‪ :‬و يتكون من محافظ‪ 1‬و نائبه لكل دولة من الدول األعضاء في الصندوق‪ 1‬و المحافظون هم عادة‬
‫إما وزراء مالية أو رؤساء البنوك المركزي‪1‬ة و أحيان‪1‬ا يخت‪1‬اروا‪ 1‬من بين الشخص‪11‬يات األخ‪1‬رى المماثل‪11‬ة‪ ،‬و ه‪11‬و بمثاب‪1‬ة‬
‫الجمعية العامة للصندوق و يجتمع مرة واح‪1‬دة في الس‪1‬نة ول‪1‬ه أن يعق‪1‬د اجتماع‪1‬ات أخ‪1‬رى لمناقش‪1‬ة و إب‪1‬داء ال‪1‬رأي في‬
‫مجموعة من القضايا التي تدخل ضمن صالحياته كأعلى سلطة في الصندوق و منها‪:‬‬

‫‪4‬‬
‫‪‬الفصل في انضمام األعضاء الجدد‬
‫‪‬مراجعة الحصص و أشكال الدفع‬
‫‪‬تعديل اتفاقيات الصندوق أو حلها‬
‫‪‬تحديد الدخل الصافي‪ 1‬للصندوق‪ 1‬الواجب توزيعه ‪ ...‬الخ‬
‫و يختلف وزن أعضاء مجلس المحافظين حس‪11‬ب وزن الدول‪11‬ة العض‪11‬و و حجم حقه‪11‬ا فهن‪11‬اك األعض‪11‬اء ذوو‪ 1‬األهمي‪11‬ة‬
‫الذين يقررون سياسة الصندوق‪ ،‬و هناك األعضاء الذين ال تأثير لهم في تحدي‪11‬د سياس‪11‬ة الص‪11‬ندوق رغم أغلبي‪11‬ة داخ‪11‬ل‬
‫المجلس‪ ،‬و لذلك نالحظ الهيمنة الواض‪11‬حة لل‪11‬دول الرأس‪11‬مالية المتقدم‪11‬ة على توجيه‪11‬ات‪ 1‬الص‪11‬ندوق‪ ،‬ألن أس‪11‬لوب اتخ‪11‬اذ‬
‫القرارات يقض‪11‬ي بض‪11‬رورة حص‪11‬ول أي ق‪11‬رار مب‪11‬دئي على أكثري‪11‬ة ‪ 85%‬من األص‪11‬وات و ه‪11‬ذا م‪11‬ا يعطي للوالي‪11‬ات‬
‫المتح‪11‬دة األمريكي‪11‬ة وح‪11‬دها م‪11‬ا ي‪11‬وازي ح‪11‬ق النقض ألي ق‪11‬رار‪ 1‬ال تواف‪11‬ق علي‪11‬ه فهي تمل‪11‬ك بمفرده‪11‬ا ‪ 83,17%‬من‬
‫األصوات‬
‫ب‪ -‬المجلس التنفيذي‪ :‬يتكون من ‪ 24‬مدير تنفيذي يجري تعيين خمسة منهم بصورة منفردة من قبل بلدانهم و هي‪:‬‬
‫الواليات التحده االمريكيه ‪ ،‬اليابان‪ ،‬فرنسا‪ ،‬ألمانيا‪ ،‬بريطانيا‪ ،‬و ينتخب الباقون من قبل بقية الدول األعض‪11‬اء المقس‪11‬مة‬
‫إلى مجموعات بحيث تختار كل مجموعة مديرا تنفيذيا يمثلها في المجلس الذي يعتبر الهيئة الدائم‪11‬ة التخ‪11‬اذ الق‪11‬رارات‬
‫في صندوق‪ 1‬النقد الدولي و ممارسة صالحية كمراقبة سياسات أسعار الصرف‪ ،‬و تحديدا المس‪11‬اعدات المالي‪11‬ة و الفني‪1‬ة‬
‫المطلوب تقديمها‪ ،‬و إجراء المشاورات‪ 1‬مع أعضائهن و القيام بالمراقبة عن طريق إرساليات للبلدان المعني‪11‬ة ب‪11‬ذلك‪ ،‬و‬
‫تحديد الميزانية اإلدارية و المصادقة عليها‪ ،‬و اختيار المدير العام للصندوق‪. 1‬‬
‫ج‪ -‬المدير العام لصندوق‪ 1‬النقد الدولي‪ :‬ينتخب من قبل أعضاء المجلس التنفيذي لمدة خمس سنوات وجرت العادة أن‬
‫يكون غير أمريكي على عكس مدير البنك الدولي الذي يختار من بين رعايا الواليات المتحده االمريكي‪11‬ه فك‪11‬ان جمي‪11‬ع‬
‫مدراء الصندوق‪ 1‬منذ تأسيسه إلى اآلن األوروبيين‬
‫و يقوم المدير العام برئاسة المجلس التنفيذي و يدير األعمال اليومية للصندوق‪ 1‬تحت إشرافه‪ ،‬و ه‪11‬و مكل‪11‬ف بتحقي‪11‬ق‬
‫االنسجام‪ 1‬بين المجلس المذكور و موظفي‪ 1‬الص‪11‬ندوق و ل‪11‬ه دوره في إع‪11‬داد الميزاني‪11‬ة و تنفي‪11‬ذها بع‪11‬د مص‪11‬ادقة المجلس‬
‫عليها‪ ،‬كما يؤمن التنسيق بين المجلس و سائر األعضاء و المنظمات الدولية و الجهوية إضافة إلى مهامه االستشارية‬
‫و التمثيلية و التنسيقية‪.‬‬

‫أثر الحصص على القوة التصويتية في الصندوق ‪:‬‬


‫إن مقدار الحصة الذي يتحدد على أساس الفترة االقتصادية للبلد العضو‪ 1‬ممثلة في حجم اقتص‪11‬اده يعت‪11‬بر أهم عنص‪11‬ر‬
‫يبرز قوه ذلك البلد المالية و التنظيمية و التأثيري‪11‬ة بالص‪11‬ندوق‪ ،‬و تحس‪11‬ب على أساس‪11‬ه قوت‪11‬ه التص‪11‬ويتية‪ ،‬فلك‪11‬ل عض‪11‬و‬
‫‪ 250‬صوت مستحق‪ 1‬مضاف إليها صوت واحد مقابل كل ‪ 100‬ألف وحدة حقوق س‪11‬حب خاص‪11‬ة‪ ،‬و من هن‪11‬ا نج‪11‬د أن‬
‫البلدان القوية هي المهيمنة على الصندوق و سياس‪11‬اته تن‪11‬درج في إس‪11‬تراتيجيتها العام‪11‬ة‪ ،‬و إن‪11‬ه ال وزن للبل‪11‬دان النامي‪11‬ة‬
‫ذات االقتصاديات الضعيفة فهي مجرد تابعة في قراراتها‪1.‬‬
‫فتستحوذ ‪ 5‬دول على أكثر من ‪ 39%‬من الحصص و األصوات و هي أمريكا ‪ 17%‬و الياب‪11‬ان و فرنس‪11‬ا و ألماني‪11‬ا‬
‫و بريطانيا‪ 1‬بـ ‪.22%‬‬
‫و إذا أض‪11‬فنا مجموع‪11‬ة أخ‪11‬رى من دول اإلتح‪11‬اد األوربي نج‪11‬د ب‪11‬أن ‪ 12‬دول‪11‬ة تس‪11‬تحوذ على أك‪11‬ثر من ‪ 52%‬من‬
‫األصوات و من الحصص في حين ال تمتلك بقية الدول و عددها ‪ 178‬دولة سوى على أقل من ‪ 48%‬من الحصص‬
‫لألصوات و هذه الوضعية تجعل الصندوق مجرد مؤسسة في خدمة الدول القوية المهيمن‪11‬ة و ل‪11‬ذا ف‪11‬إن اس‪11‬تراتيجياته و‬
‫إصالحاته مستوحاة من واقع األزمات التي تشهدها تلك البلدان بغية تكييف‪ 1‬التطورات‪ 1‬في البل‪11‬دان النامي‪11‬ة م‪11‬ع أزم‪11‬ات‬
‫الدول المتقدمة في إطار موجة جديدة لعولمة الليبرالية و إعادة إنتاج التبعية و تحديد آلياتها ‪.‬‬

‫المساعدات المالية‪:‬‬
‫يقدم صندوق‪ 1‬النقد الدولي لألعضاء مساعدات مالية متنوعة و متباينة حسبا لطبيعة وقيمة الحجز في موازين‬
‫المدفوعات‪ ،‬و درجة االلتزام بالسياسات و اإلجراءات التي تهدف إلى التخفيف من حدة االضطرابات‪ 1‬المالية و‬
‫االقتصادية‪.‬‬
‫إن المساعدات المالية و التسهيالت التي يقدمها الصندوق‪ 1‬للدول األعضاء تمكن البلد من االقتراض من الصندوق‪1‬‬
‫بمبادلة مبلغ من عملته بمقدار يعادلها من عمالت باقي األعضاء اآلخرين أو بحقوق السحب الخاصة لدى صندوق‪1‬‬
‫النقد الدولي ‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫اوال ‪ :‬الشرائح التمويليه‬
‫أ‪ -‬الشريحة اإلحتياطية ‪.‬‬
‫و هي مقدار الزيادة في حصة العضو عند حيازات الصندوق من عملته في حساب الموارد‪ 1‬العامة ‪ ،‬و يجوز‪1‬‬
‫للبلد الذي له شريحة احتياطية أن يقترض مبلغا يعادل قيمتها بشرط وجود حاجة مرتبطة بميزان المدفوعات و ال‬
‫يخضع هذا السحب للسياسات االقتصادية المتبعة و ال تفرض عليه رسوم و هي ليست استخداما لموارد الصندوق‪،‬‬
‫يمكن للبلد المعني أن يستخدمها بحرية‪.‬‬

‫ب‪ -‬الشرائح االئتمانية‪.‬‬


‫تعد هذه السياسة من أهم السياسات االستخدامية لموارد الصندوق‪ 1‬حيث يقدم االئتمان في أربع شرائح يعادل مقدار‬
‫كل شريحة ‪ 25%‬من حصة البلد العضو‪.‬‬
‫و يمكن تقسيم المساعدات االئتمانية المقدمة في إطار الشرائح االئتمانية إلى‪:‬‬
‫* الشريحة االئتمانية األولى ‪:‬‬
‫و تتم عملية االقتراض في إطار الشريحة الئتمانية األولى المقدرة بـ ‪ 25%‬من حصة البلد العضو بعد أن يبين‬
‫ذلك البلد بأنه يبذل مجهودات معتبرة في إصالحات المعتمدة للتخفيف من عجز ميزان المدفوعات خالل مدة البرنامج‬
‫و في العادة يتم تسديد المبالغ المسحوبة (إعادة الشراء) في فترة تمتد من ثالث سنوات إلى خمس سنوات‪.‬‬
‫* الشرائح االئتمانية العليا ‪:‬‬
‫و تقدم باقي الشرائح االئتمانية المتبقية في حال كون البلد العضو‪ 1‬ملتزما بتنفيذ برنامج محدد متفق عليه مع‬
‫الصندوق الذي يرى بأنه برنامج سليم و معقول يدخل في إطار سياسات العامة‪ ،‬وتتم عملية سحب الشرائح على‬
‫أقسام‪ 1‬ترتبط بدرجة االلتزام بمحتويات‪ 1‬البرنامج و معايير‪ 1‬األداء المطلوب و تسدد المبالغ المسحوبة خالل مدة تتراوح‬
‫بين ثالث سنوات إلى خمس سنوت‪.‬‬

‫‪ 2-‬التسهيالت التمويلية‪:‬‬
‫أ‪ -‬التسهيل التمويلي الممدد‬
‫يستخدم‪ 1‬هذا التسهيل البلد الذي يعاني من مشكالت ميزان المدفوعات نتيجة الختالالت هيكلية في مجاالت‬
‫اإلنتاج و التجارة و األسعار األمر الذي يجعل من الصعوبة على تلك الدول أن تستمر في تطبيق السياسات االئتمانية‬
‫و اإلصالحات التي يؤكد على تنفيذها صندوق النقد الدولي ‪.‬‬
‫و من الشروط األساسية المطلوبة لالستفادة من هذا التمويل الممدد هو أن يتقدم البلد ببرنامج متوسط‪ 1‬األجل شامل‬
‫للتخفيف من حدة االختالالت الهيكلية في البرنامج‪ ،‬إضافة إلى برنامج مفصل للسنة األولى ثم لكل سنة تالية يحدد‬
‫األهداف السنوية و السياسات المراد تنفيذها و اإلجراءات المطلوب اتخاذها‪ ،‬و تخضع الدولة بصورة كاملة للمراقبة‬
‫و المتابعة و التوجيه من قبل خبراء صندوق النقد الدولي‪ ،‬مع العلم بان هذا التمويل قد أنشأ في سبتمبر‪.1974 1‬‬

‫ب‪ -‬التسهيل التمويلي للتصحيح الهيكلي‬


‫تقدم في إطار هذا التسهيل التمويلي‪ 1‬الموارد‪ 1‬بشروط‪ 1‬سيرة البلدان األعضاء منخفضة الدخل التي تواجه‬
‫مشكالت عجز دائم في ميزان المدفوعات من أجل دعم برامج متوسطة المدى للتصحيح الكلي و الهيكلي‪.‬‬
‫و قد أنشأ هذا التسهيل في مارس ‪ 1986‬لتقديم المساعدة للبلدان المنخفضة الدخل التي تعاني من اختالالت في‬
‫ميزان المدفوعات بشروط مميزة بحيث يبلغ سعر الفائدة على تلك القروض ‪ 0,5%‬و يسدد االلتزام على أقساط‪1‬‬
‫عشرة متساوية كل نصف سنة خالل فترة تتراوح‪ 1‬بين خمس سنوات و نصف و عشر سنوات‪.‬‬

‫ج‪ -‬التسهيل التمويلي المعزز للتصحيح الهيكلي‬


‫يقدم صندوق‪ 1‬النقد الدولي تسهيالت تمويلية للبلدان األشد فقرا التي تلتزم و تعمل على تنفيذ برامج لتصحيح‬
‫االختالالت الهيكلية بغية تحسين وضعية ميزان المدفوعات‪.‬‬
‫و قد اعتمد الصندوق هذا التسهيل التمويلي في ديسمبر‪ 1987 1‬وهو ال يختلف عن التسهيل التمويلي‪ 1‬للتصحيح‬
‫الهيكلي من حيث االهداف و الشروط‪ 1‬و الخصائص لعل الفروق‪ 1‬األساسية تكمن في أحكام المنظمة إلمكانية استخدام‪1‬‬
‫الموارد‪ 1‬و حجمها و أسلوب المتابعة و التقييم و طريقة التمويل ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫د‪ -‬التسهيل التمويلي التعويضي و الطارئ‬
‫إن الدول األعضاء التي تواجه عجزا في ميزان مدفوعاتها‪ 1‬نتيجة االنخفاض المؤقت لحصيلة صادراتها‪ 1‬بسبب‬
‫عوامل خارجية مؤقتة تخرج عن سيطرتها الداخلية‪ ،‬يمكنها الحصول على مساعدة في إطار هذا التسهيل‪.‬‬
‫و يبلغ حجم التمويل المتاح للبلد العضو ‪ 30%‬من حصته إذا كان العجز مرتبطا بانخفاض حصيلة الصادرات أو‬
‫بعض الطوارئ‪ 1‬الخارجية‪ ،‬و ‪ 15%‬من الحصة إذا كان األثر يرجع إلى ارتفاع تكاليف واردات الحبوب ‪.‬‬

‫ه‪ -‬التسهيل التمويلي لتحويل األنظمة االقتصادية‬


‫أنشأ هذا التسهيل سنة ‪ 1993‬لمساعدة الدول األعضاء التي تعاني من مصاعب ميزان المدفوعات الناتجة عن‬
‫التحويل من النظام االشتراكي إلى النظام الليبرالي و الدول المؤهلة لالستفادة من هذا المورد االئتماني هي الدول‬
‫االشتراكية السابقة أو الدول المرتبطة بهذه المجموعة‪ ،‬وتقوم‪ 1‬بتمويالت جذرية لالنتقال على النظام الليبرالي " فعندما‬
‫يقدم بلد عضو بطلب استخدام موارد تسهل التحول النظامي‪ 1‬فعلى الصندوق أن يتأكد من أن العضو سوف يشرع‬
‫بأسرع‪ 1‬ما يمكن في اعتماد سياسات‪ ،‬و تنفيذ اإلصالحات الهيكلية و المؤسسية الالزمة لخلق ظروف‪ 1‬اقتصاد معني‬
‫بالسياسة االقتصادية في إطار السوق " ‪.‬‬

‫و‪ -‬التسهيل التمويلي المخزونات االحتياطية‬


‫إن الدول األعضاء التي تساهم في تمويل المخزون االحتياطي‪ 1‬للمنتجات األولية بشكل يساعد على التخفيف من‬
‫حدة التقلبات في أسعار صادراتها‪ 1‬األمر الذي ينعكس في تقليل تغيرية الصادرات‪ ،‬بإمكانها‪ 1‬الحصول على مساعدات‬
‫تمويلية لمواجهة وضعية ميزان المدفوعات المرتبطة بالمساهمة في المخزونات‪ 1‬االحتياطية الدولية تعادل ‪ 35%‬من‬
‫حصة البلد العضو‪.‬‬

‫االنتقادات الموجهة لبرنامج صندوق النقد الدولي ‪:‬‬


‫برامج وسياسات الص‪11‬ندوق‪ 1‬ته‪11‬دف إلى جع‪11‬ل ال‪11‬دول النامي‪11‬ة مج‪11‬رد تواب‪11‬ع يجب عليه‪11‬ا ان تتكي‪11‬ف م‪11‬ع‬ ‫‪‬‬
‫الرأسمالية بدال من أن تكيف اقتصادياتها لمصالحها‪ 1‬و متطلبات شعوبها‪.‬‬
‫‪ ‬العمل على إجبار االقتصاديات النامية على التحول إلى اقتصاديات‪ 1‬ليبرالية تدعم القطاع الخاص على‬
‫اعتبار انه في ظل سوق مفتوحة سيؤدي‪ 1‬ذلك على انخفاض العجز في الميزانية العامة و بما أن القطاع الخاص في‬
‫الدول النامية ال يتوفر على إمكانيات تمكنه من استيعاب االقتصاد الليبرالي الذي تفرضه الدول المتقدمة التي تمل‪11‬ك‬
‫قطاع خاص له إمكانيات كبيرة فذلك أدى إلى انسياب الموارد للقطاع الخاص دون فائدة‪.‬‬
‫برامج الصندوق تؤدي‪ 1‬إلى سياسة انكماشية حيث تزداد نسبة البطالة و ينخفض مستوى‪ 1‬االس‪11‬تهالك و‬ ‫‪‬‬
‫االنفاق و بالتالي انخفاض معدالت النمو‪.‬‬
‫تدخل الصندوق‪ 1‬في السياسة الداخلية للبلد من الناحي‪11‬ة االقتص‪11‬ادية و فرض‪11‬ه لرف‪11‬ع ال‪11‬دعم على أس‪11‬عار‬ ‫‪‬‬
‫المواد االستهالكية الرئيسية نتج عنه اضطرابات اجتماعية خطيرة و توسع دائرة الفقر‪.‬‬
‫إجراءات تخفيض قيمة العملة المحلية أدى إلى ارتفاع قيمة الواردات بالعملة الصعبة حيث تس‪11‬بب في‬ ‫‪‬‬
‫ارتفاع تكاليف اإلنتاج و بالتالي زيادة التكاليف‪ 1‬االستثمارية للمشروعات الجديدة و كذا ارتفاع مس‪11‬توى‪ 1‬المعيش‪11‬ة و‬
‫انعكاساته على األغلبية السابقة من المواطنين ‪.‬‬
‫‪ ‬عمل الصندوق‪ 1‬على فرض إلغاء القيود و تحرير التجارة الخارجية و التوسع في درجة االنفتاح و هنا‬
‫ما يؤدي إلى انتقال االستثمارات و رؤوس‪ 1‬األموال األجنبية‪ ،‬و نظرا للمنافسة غير المتكافئة بين االس‪11‬تثمار المحلي‬
‫و الخارجي األجنبي فإن هذا األخير يتمكن من السيطرة على االقتصاد‪ 1‬الوطني ‪.‬‬
‫التوزيع‪ 1‬غير العادل للحصص ما جعل للدول الرأسمالية القرار بينما الدول النامية م‪11‬ا عليه‪1‬ا س‪1‬وى ان‬ ‫‪‬‬
‫تتحمل تكلفة القرار‪.‬‬
‫عمل الصندوق على عدم اقتصاديات‪ 1‬الدول النامية و زعزعت الجانب السياسي داخل البل‪11‬د و ه‪11‬ذا م‪11‬ا‬ ‫‪‬‬
‫يمكن مالحظته من خالل برامجه المطبقة و التي تنج عنها تسريح العمال و تدهور‪ 1‬المستوى‪ 1‬المعيشي للفرد‪.‬‬

‫‪7‬‬
8

You might also like