Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 15

‫مداخل إعادة التسكين للمناطق غير اﻷمنة ما بين النظرية والتطبيق‬

‫نانسي م‪ .‬عبد المنعم‬


‫‪ .١‬تقديم البحث‬
‫يﺤﺘﻞ تﺤسين مناطق اﻹسكان غير الرسمي أهمية بالغة بخطط الﺘنمية لﻠدولة‪ ،‬وتﺘنوع ما بين اﻻحﻼل والﺘجديد‬
‫وإعادة الﺘسكين‪...‬الخ‪ .‬ويركزالبﺤث عﻠى مدخﻞ إعادة الﺘسكين لﻠﺘعامﻞ مع المناطق غير اﻷمنة باخﺘﻼف سياسﺘه‬
‫ما بين إعادة الﺘسكين في نفس الموقع أو إعادة الﺘسكين في منطقة أخرى‪ .‬حيث تمثﻞ عمﻠية إعادة الﺘسكين إشكالية‬
‫كبرى تﺘأرجح ما بين موافق و معارض‪ ،‬وبرغم إخﺘﻼف اساليﺐ تطبيقها اﻻ انه في بعض اﻷحيان تصبح امرا ً‬
‫حﺘميا ً ﻻ مفر من تطبيقة‪ .‬ويهدف البﺤث الى الوصول لعوامﻞ نجاح مشاريع إعادة تسكين المناطق غير اﻷمنة‪.‬‬
‫وينﺘهج البﺤث منهجين وهما‪ :‬المنهج اﻻسﺘقرائي الﺘﺤﻠيﻠي لﻸدبيات ومشاريع إعادة تسكين المناطق غير اﻷمنة‬
‫عالميا ً ومنهج دراسة الﺤالة لبعض مشاريع إعادة تسكين المناطق غير اﻷمنة مﺤﻠيا ً‪ .‬كما يقوم البﺤث بعرض‬
‫لمفهوم إعادة الﺘسكين لﻠمناطق العشوائية وما هو المقصود بﺘﻠك المناطق‪ .‬ثم الﺘطرق لمداخﻞ إعادة الﺘسكين‬
‫وأنواعها ومعايير قياس مدى نجاحها‪ .‬ومن ثم عرض لبعض الﺘجارب المﺤﻠية وتقيميها وفقا ً لمعايير نجاح مداخﻞ‬
‫إعادة الﺘسكين ﻹسﺘخﻼص الدروس المسﺘفادة‪ .‬وتﺘمثﻞ أهم نﺘائج البﺤث في عوامﻞ النجاح المؤثرة في مﺤاور‬
‫البﺤث اﻷربعة‪ ،‬وتوصيات لﻸخذها في اﻻعﺘبار عند البدء بمشروع إعادة تسكين منطقة غير أمنة‪.‬‬
‫‪ .٢‬مشاريع إعادة التسكين للمناطق غير اﻷمنة‬
‫تُعرف عمﻠية إعادة الﺘسكين في المطﻠق عﻠى أنها عمﻠية نقﻞ السكان إلى مكان مخﺘﻠف لﻠعيش فيه‪ ،‬ﻷنه لم يعد‬
‫يسمح لهم بالبقاء في المنطقة الﺘي كانوا يعيشون بها‪ .‬وإذا أضيفت المناطق العشوائية لعمﻠية إعادة الﺘسكين‬
‫سيصبح تعريف إعادة تسكين المناطق العشوائية هو إنها عمﻠية إيجاد سكن بديﻞ لﻠسكان المﺘضررين من عمﻠيات‬
‫اﻹزالة لﻠمناطق العشوائية الﺘي كانوا يقطنوها‪.‬‬
‫تعريف المناطق غير اﻵمنة‬ ‫‪١-٢‬‬
‫وينبغي هنا تعريف المناطق العشوائية وسكنها‪ ،‬فوفقا ً لبرنامج اﻷمم المﺘﺤدة لﻠمسﺘوطنات البشرية‬
‫)الموئﻞ(‪ ،‬تم تعريف اﻷسر بالمناطق العشوائية غير اﻵمنة بأنها مجموعة من اﻷفراد الذين يعيشون تﺤت‬
‫سقف واحد ويفﺘقرون لواحد أو أكثر من العوامﻞ الﺘالية )‪:(١‬‬
‫‪ ‬مناطق تفﺘقد اﻹسكان المﻼئم‪ :‬مناطق تم بنائها في المناطق الخطرة )من الناحية الجيولوجية(‬
‫مثﻞ‪ :‬المساكن ذات المنشأت المﺘهدمة أو المﺘصدعة‪ ،‬او المساكن المعرضة لﺤوادث السكة الﺤديد‪،‬‬
‫او الﺘي تم بنائها عﻠى أراضى دفن القمامة‪ ،‬او الﺘي تم بنائها تﺤت تأثير الﺘﻠوث الصناعي الكثيف‪،‬‬
‫او الﺘي تم بنائها تﺤت خطوط الكهرباء الهوائي‪.‬‬
‫‪ ‬مناطق تفﺘقد المساحة الكافية لﻠمعيشة )يسكن فيها أكثر من شخصين بالغرفة الواحدة(‪.‬‬
‫‪ ‬مناطق تفﺘقد اﻻتصال بالمياه النظيفة‪.‬‬
‫‪ ‬مناطق تفﺘقد اﻹتصال بشبكة الصرف الصﺤي‪.‬‬
‫‪ ‬مناطق تفﺘقد الﺤيازة اﻵمنة‪.‬‬
‫وقد إلﺘزم صندوق تطوير المناطق العشوائية بجمهورية مصر العربية بﺘﻠك المعايير الﺘصنيفية ‪ -‬والذي‬
‫أصبح الﺘصنيف الرسمي لﻠدولة‪ -‬حيث قام بﺘصنيف المناطق العشوائية بمصر إلى مناطق غير مخططة‬
‫وهي المناطق اﻵمنة والﺘي لم تنشأ باسﺘخدام أدوات الﺘخطيط العمراني؛ ومناطق غير اﻵمنة وهي الﺘي‬
‫تﺤﺘوى عﻠى مساكن ‪ %٥٠‬منها أو أكثر تنطبق عﻠيها معايير عدم اﻷمان‪ ،‬وقد تم تقسيم المناطق غير‬
‫اﻵمنة إلى أربع درجات خطورة طبقا ً لﻠمعايير الﺘالية )‪:(٢‬‬
‫‪ ‬درجة أولى‪ :‬وهى المناطق الﺘي تﺘعرض لظروف تهدد حياة اﻹنسان )المناطق المعرضة إلى‬
‫انزﻻق الكﺘﻞ الﺤجرية من الجبال‪ ،‬المعرضة لﻠسيول‪ ،‬المعرضة لﺤوادث السكة الﺤديد(‪،‬‬

‫‪١‬‬
‫‪ ‬درجة ثانية‪ :‬وهى المناطق الﺘي تﺘكون من مساكن ذات )عناصر إنشائية من حوائط أو أرضيات‬
‫أو أسقف تم بناءها باسﺘخدام فضﻼت مواد البناء‪ ،‬المنشات المﺘهدمة أو المﺘصدعة‪ ،‬منشأة عﻠى‬
‫أراضى ذات تربة غير مﻼئمة لﻠبناء(‪،‬‬
‫‪ ‬درجة ثالثة‪ :‬وهى المناطق الﺘي تهدد الصﺤة العامة ) اﻻفﺘقاد المياه النظيفة أو الصرف الصﺤي‬
‫المﺤسن‪ ،‬تﺤت تأثير الﺘﻠوث الصناعي الكثيف‪،‬تﺤت شبكات الكهرباء الهوائية(‪،‬‬
‫‪ ‬درجة رابعة‪ :‬وهى المناطق الﺘي يفﺘقد القاطنون بها الﺤياة المسﺘقرة‪.‬‬
‫والجدير بالذكر إن مؤشرات اﻷلفية الثانية لﻠﺘنمية نصت عﻠى تﺤقيق "تﺤسن في حياة ‪ ١٠٠‬مﻠيون شخص‬
‫عﻠى اﻷقﻞ من سكان اﻷحياء الفقيرة وذلك بﺤﻠول عام ‪ ،(٣) "٢٠٢٠‬ويمثﻞ المسﺘهدف حوالي ‪ %١٥‬من‬
‫سكان المناطق العشوائية بالعالم عام ‪ (٤). ٢٠٠٠‬وقد إنعكس هذا عﻠى خطة العمﻞ الﺘي وضعﺘها ‪“Cities‬‬
‫”‪ Alliance‬لبرنامجها "مدن بﻼ مناطق عشوائية" والﺘي أقرتها اﻷمم المﺘﺤدة لﻠمسﺘوطنات البشرية‬
‫والبنك الدولي‪.‬‬
‫مفهوم إعادة التسكين‬ ‫‪٢-٢‬‬
‫وتمثﻞ مداخﻞ إعادة تسكين المناطق غير اﻷمنة حﻼً مثاليا ً لﻠدول‪ ،‬رغبةً منها في تﺤقيق اﻷهداف اﻹنمائية‬
‫لﻸلفية الثانية‪ ،‬والﺘخﻠص من المناطق العشوائية وتجميﻞ المدن‪ ،‬والﺤد من الجريمة وحماية اﻷراضي‬
‫الثمينة‪ .‬ومن جهة أخرى‪ ،‬فإن اساليﺐ اﻹزالة وإعادة الﺘسكين تمثﻞ خطرا ً عﻠى مضمون تﻠك اﻷهداف‬
‫حيث أنها وفي بعض اﻷحيان تقﻠﻞ من حقوق سكان تﻠك المناطق غير اﻷمنة وخاصة إذا ما كان إعادة‬
‫الﺘسكين في غير المنطقة اﻷصﻠية والذي ﻻ يكون في الغالﺐ إخﺘيار اﻷهالي مما يصاحبة عنف أو "إخﻼءا ً‬
‫قسريا ً"‪ .‬ومن أمثﻠة "اﻹخﻼء القسري"‪ ،‬ما حدث من عمﻠيات إخﻼء في مدينة "سيبو" بالفﻠبين تﺤضيرا ً‬
‫لقمة ’‪ ‘ASEAN‬الثانية عشر في ديسمبر ‪ .٢٠٠٦‬حيث ت ُرك عدد ‪ ٤٢‬أسرة )‪ ٢١٠‬شخصا ً( بﻼ مأوى‬
‫بعد هدم منازلهم من قبﻞ الشرطة في " ‪ "Shangri-la Mactan Island Resort‬و" ‪Spa in Mactan‬‬
‫‪ ."Island‬وتم إزالة المنطقة ﻻسﺘخدامها كساحة ﻻنﺘظار السيارات لﻠمشاركين في القمة‪ .‬ولنفس الغرض‪،‬‬
‫تم هدم أكثر من ‪ ٦٠٠‬منزل في مدينة "‪ ،"Mandau‬وتم إعادة الﺘسكين لعدد ‪ ١٠٠‬أسرة فقط في مساكن‬
‫مؤقﺘة تفﺘقد لﻠخدمات اﻷساسية‪ ،‬مثﻞ الكهرباء والمياه النظيفة‪ ،‬وظﻞ عدد ‪ ٥٠٠‬أسرة بﻼ مأوى )‪ .(٥‬كما‬
‫تم في جمهورية مصر العربية‪ -‬كما أفاد المركز المصري لﺤقوق السكن‪ -‬إخﻼء عدد ‪ ٢٤‬أسرة من منطقة‬
‫"حكر أبو دومة" بمﺤافظة القاهرة في ديسمبر ‪ ،٢٠٠٥‬وتم بيع اﻷرض لﻠمسﺘثمرين ﻹنشاء المشاريع‬
‫الﺘرفيهية‪ .‬كما أفاد المركز انه في إطار تنفيذ خطة لﺘنمية مدينة بورسعيد تم اﻹخﻼء قسرا ً لعدد ‪ ٣٠٠‬أسرة‬
‫بمنطقة "الﺤرية" من شارع مﺤمد عﻠي‪ ،‬مارس ‪ .٢٠٠٦‬وكان من المقرر تنفيذ عمﻠية اﻹزالة وإعادة‬
‫الﺘسكين عﻠى مراحﻞ بالﺘزامن مع توفير وحدات بديﻠة لسكان الذي يﺘم إخﻼؤهم‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن المساكن‬
‫الﺘي تم توفيرها لﻠسكان لم تكن مﻼئمة وتم رفض إسﺘﻼم المسكن من عدد ‪ ٢٣‬أسرة عﻠى اﻷقﻞ )‪.(٥‬‬
‫وطبقا ً لﻠمعايير السابق ذكرها نجد أن المناطق غير اﻷمنة في كثيرمن اﻷحيان تقع في أماكن تهدد حياة‬
‫قاطنيها وان إزالة تﻠك المناطق وإعادة الﺘسكين في مناطق أخرى يصبح هو الﺤﻞ اﻷمثﻞ لﻠﺘعامﻞ مع هذه‬
‫المناطق مثال عﻠى ذلك‪ :‬المناطق المهددة باﻹنهيارات اﻷرضية في البرازيﻞ‪ ،‬أو المهددة بالفيضانات‬
‫كمانيﻼ ‪ ،‬أو بﺤوادث القطارت كمومباي )‪ ،(٦‬وكذلك المناطق المهددة باﻹنهيارات الصخرية والسيول‪،‬‬
‫أو المهددة بالكوارث الطبيعية بالمناطق غير اﻷمنة بمصر‪.‬‬
‫وقد نصت الفقرة رقم ‪ ١٦‬من مبادئ اﻷمم المﺘﺤدة اﻻرشادية بشأن اﻹخﻼء بدافع الﺘنمية "ينبغي لﻠدول أن‬
‫تصﻞ لجميع نﺘائج اﻹخﻼء القسري والﺘي تضر بالقاطنين‪ ،‬بما في ذلك النساء واﻷطفال والسكان اﻷصﻠيين‪.‬‬
‫ولﻠشعوب الﺤق في إتاحة جميع المعﻠومات ذات الصﻠة والﺤق في المشاركة الكامﻠة والﺘشاور واقﺘراح‬
‫البدائﻞ )‪ .(٧‬كما نص الجزء "‪ "g‬من الفقرة رقم "‪ "٢٨‬انه "ينبغي إجراء عمﻠية إعادة الﺘسكين بالﺘشاور‬
‫الكامﻞ والمشاركة مع المجموعات المﺘضررة واﻷشخاص والمجﺘمعات‪ .‬كما ينبغي أن تأخذ الدول في‬
‫اﻻعﺘبار جميع الخطط البديﻠة الﺘي اقﺘرحﺘها المجموعات‪ ،‬واﻷشخاص المﺘضررين والمجﺘمعات المﺤﻠية"‬
‫)‪.(٧‬‬

‫‪٢‬‬
‫ومما سبق نسﺘطيع أن نسﺘخﻠص أن أسباب الﻠجوء ﻻساليﺐ إعادة الﺘسكين إما ﻷغراض عمرانية )مناطق‬
‫تقع في أماكن تهدد الﺤياة‪ :‬مناطق مﺘدهورة عمرانيا ً تعاني من الكثافة السكانية العالية وغالبية مبانيها‬
‫مﺘهالكة أو أغراض اجﺘماعية‪ :‬مناطق مﺘدهورة اجﺘماعيا ً تنﺘشر فيها الجريمة أو اﻷمراض اﻻجﺘماعية أو‬
‫اﻷمراض الصﺤية‪ ،‬أو لﺘﺤقيق مشروعات اقﺘصادية وقومية‪ :‬توسيع طرق أو مد شبكات مرافق أو تﺤقيق‬
‫اسﺘفادة قومية من موقع المنطقة العشوائية‪.‬‬
‫سياسات إعادة التسكين‬ ‫‪٣-٢‬‬
‫ويﺘم تقسيم سياسات إعادة الﺘسكين إلى ‪ ٣‬أنواع‪:‬‬
‫‪ ‬إعادة الﺘسكين بنفس الموقع "‪ :"Resettlment‬وهي غالبا ً المناطق غير اﻵمنة ذات مباني‬
‫مﺘهالكة وكثافة سكانية مﺘوسطة‪.‬‬
‫‪ ‬إعادة الﺘسكين في موقع جديد "‪ :"Relocation‬وهي المناطق ذات الخطورة الداهمة عﻠى الﺤياة‪،‬‬
‫وفي بعض اﻷحيان تكون مناطق إما ذات كثافة سكانية عالية يصعﺐ إعادة تسكينها بنفس الموقع‪.‬‬
‫‪ ‬إعادة الﺘسكين ذاتيا ً "‪ :"Self-relocation‬وهي المناطق الﺘي يخﺘار سكانها أخذ تعويضا ً ماديا ً‬
‫وإعادة تسكين أنفسهم‪.‬‬
‫ويﺘم تطبيق إما كﻞ من اﻷنواع الثﻼثة عﻠى حدى أو مزيج من تﻠك اﻷساليﺐ بنا ًء عﻠى رغبة سكان المنطقة‬
‫أو الخطة المﺘبعة من قبﻞ الدولة‪ .‬وعادة ما يﺘم تطبيق سياسات إعادة الﺘسكين عﻠى ثﻼث مراحﻞ وهي‪-١ :‬‬
‫مرحﻠة اﻹخﻼء‪ -٢ ،‬مرحﻠة النقﻞ‪ -٣ ،‬مرحﻠة الدعم والمساندة‪ .‬وقد حدد برنامج اﻷمم المﺘﺤدة لﻠمسﺘوطنات‬
‫البشرية )الموئﻞ( المعايير الرئيسية المساهمة في نجاح مشاريع إعادة الﺘسكين وهي )‪:(٨‬‬
‫مشاركة السكان‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫تطوير مناطق إعادة الﺘسكين‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫منح تعويضات‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫الﺘنمية اﻻجﺘماعية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫آن واحد حيث يص بح س كان‬ ‫وعند نجاح س ياس ات تطوير المناطق غير اﻵمنة تنﺘج ثﻼث تﺤوﻻت في ٍ‬
‫ً‬
‫المناطق العشوائية مواطنون مندمجون في المجﺘمع‪ ،‬وتصبح العشش والمساكن المﺘهالكة منازﻻ جيدة‪ ،‬و‬
‫تصبح المناطق العشوائية ضواحي سكنية )‪.(٩‬‬

‫الضواحي الس ن ة‬ ‫المناط غير اﻵمنة‬

‫اﳌﻮاﻃﻨﲔ‬ ‫اﳌﻨﺎزل‬ ‫اﳌﺘﻀﺮرﻳﻦ‬ ‫اﻟﻌﺸﺶ‬

‫شكﻞ رقم ‪ :١‬الﺘﺤوﻻت الﺘي تﺤدث عند نجاح عمﻠيات تطوير المناطق غير اﻵمنة‪ ،‬المصدر‪ :‬الباحثة عن )‪(٩‬‬
‫‪ .٣‬تجارب إعادة التسكين العالمية‬
‫وفيما يﻠي سي سﺘعرض البﺤث باقﺘ ضاب عدد أربع تجارب عالمية ل سيا سات إعادة تسكين المناطق غير اﻷمنة‬
‫حيث سيﺘم البناء عﻠيها تﺤﻠيﻞ الﺤالة المصرية‪ .‬وسيقوم البﺤث بﺘقييم الﺘجارب عمرانياً‪ ،‬واجﺘماعيا ً‪ ،‬واقﺘصادياً‪،‬‬
‫ومؤس س يا ً وعرض س ﻠبياتها وايجابياتها ﻻس ﺘخﻼص الدروس المس ﺘفادة‪ .‬وقد تم إخﺘيار تﻠك مش اريع طبقا ً‬

‫‪٣‬‬
‫لمعايير عدم اﻵمان من حيث أنها مس اكن ذات منش أت مﺘهدمة أو مﺘص دعة أو ص فيح وعش ش أو تم بنائها‬
‫بمخﻠفات مواد البناء كما إنها تش ﺘرك في الس مات اﻵتية‪ :‬الكثافة الس كانية العالية‪ ،‬وقص ور في البنية الﺘﺤﺘية‪،‬‬
‫وسوء الخدمات العامة‪ ،‬واﻹفﺘقاد لﻠﺤيازة المسﺘقرة‪.‬‬

‫تجربة كينيا‪ :‬مشروع تطوير "مافوكو" )‪(١٠‬‬ ‫‪١-٣‬‬


‫"مافوكو" تقع عﻠى بعد ‪ ٢٠‬كم جنوب شرق مدينة نيروبي العاصمة‪ ،‬وتعﺘبر حاليا ً البﻠدية اﻷسرع نمواً في‬
‫كينيا‪ ،‬كما أن اﻷنشطة الصناعية بالعاصمة آخذة في الﺘوسع عﻠى طول الطريق السريع "نيروبي –‬
‫مومباسا"‪ .‬ولقد أدت فرص العمﻞ المﺘوفرة إلى جذب السكان من جميع أنﺤاء الدولة والﺘمركز بأماكن‬
‫جديدة غير مخططة عمرانيا ً‪ .‬ونﺘيجة لذلك‪ ،‬ظهر حوالي عدد ‪ ٢٥‬منطقة إسكان غير رسمي في"مافوكو"‬
‫وما حولها‪ .‬وقد إعﺘمد البرنامج عﻠى نقﻞ السكان إلى قطعة أرض مساحﺘها ‪ ٢٥٠‬فدان‪ ،‬وتنفيذ برامج بيئية‬
‫كإدارة المخﻠفات‪ .‬كما هدف البرنامج إلى تعزيز قدرات المجﺘمعات المﺤﻠية والقطاع الخاص والسﻠطات‬
‫المﺤﻠية من أجﻞ توفير السكن والبنية الﺘﺤﺘية والخدمات اﻻجﺘماعية )المدارس‪ ،‬اﻷسواق‪،‬‬
‫المسﺘشفيات‪...،‬الخ(‪ .‬وإعﺘمد البرنامج في المقام اﻷول عﻠى تﺤسين سبﻞ معيشة السكان من خﻼل تدريبهم‬
‫عﻠى اﻷنشطة المدرة لﻠدخﻞ مثﻞ إنﺘاج مواد ومكونات بناء‪ ،‬الﺘنمية الﺤرفية وبناء القدرات‪ ،‬بجانﺐ توفير‬
‫القروض صغيرة ومﺘوسطة المدى لﻠمساعدة عﻠى بدء أعمال جديدة‪ .‬وأخيراً‪ ،‬تمت إتاحة اﻷرض من قبﻞ‬
‫الﺤكومة الكينية‪ ،‬وقام بالﺘمويﻞ برنامج اﻷمم المﺘﺤدة لﻠمسﺘوطنات البشرية )الموئﻞ( و"برنامج اﻷحياء‬
‫السكنية المسﺘدامة" الذي تموله الﺤكومة الفنﻠندية )‪ .(١١‬وقد تم تنفيذ المشروع بالمشاركة مع سكان مناطق‬
‫اﻹسكان غير الرسمي لقادرتهم عﻠى المساهمة في اﻷفكار والموارد الﻼزمة لﺘﺤقيق اسﺘراتيجيات تﺤسين‬
‫ظروفهم المعيشية‪ ،‬كما تم تسجيﻞ ‪ ١٠٠‬مجموعة لﻠمساعدة الذاتية والﺘعاون مع وزارة الشؤون الرياضة‬
‫والثقافة والخدمات اﻻجﺘماعية لﺘطوير مناطق اﻹسكان غير الرسمية اﻷخرى‪ .‬ولقد حافظ أصﺤاب‬
‫المصﻠﺤة عﻠى اﻻجﺘماعات الدورية مع جميع الشركاء‪ ،‬وخاصة سكان مناطق اﻹسكان غير الرسمي‪ ،‬كما‬
‫قامت )الموئﻞ( بالﺘعاون مع حكومة فنﻠندا بﺘقديم الدعم الﺘقني لﻠبرنامج‪.‬‬

‫تجربة البرازيل‪ :‬مشروع تطوير مدينة "ساو بولو" )‪(١٢‬‬ ‫‪٢-٣‬‬


‫تﺤول اقﺘص اد "س او باولو" من الزراعة إلى الص ناعة والﺘجارة‪ ،‬واص بﺤت المركز الﺘجاري في أمريكا‬
‫الﻼتينية؛ وأغنى مدينة في البرازيﻞ‪ .‬وقد أدى ذلك إلى جذب المهاجرين من الش مال الش رقي اﻷكثر فقرا ً‬
‫والمناطق الريفية‪ ،‬مما اسفر عن ظهور مناطق إسكان غير رسمي بأطراف المدينة اﻷم‪ ،‬وأصبﺤت تأوي‬
‫نﺤو ‪ %٣٠‬من الس كان‪ .‬وأغﻠﺐ تﻠك المناطق تفﺘقد لﻠبنية الﺘﺤﺘية المناس بة‪ ،‬أو تم البناء عﻠى أراض ي هش ة‬
‫عرض ة لﻠﺘآكﻞ‪ ،‬وقد تس بﺐ وجود مناطق اﻹس كان غير الرس مي في مس ار الفيض انات مع تآكﻞ الﺘربة‬
‫وانجرافها إلى إخﺘﻼط مياه الش رب النظيفة بالص رف الص ﺤي‪ .‬ولﻠﺘأكد من أن عمﻠية الﺘطوير تص ﻞ‬
‫لمس ﺘﺤقيها من ذات اﻷولوية ليس ﺘفاد منها القطاعات اﻷكثر احﺘياجا ً من الس كان‪ ،‬كان العمﻞ ٍ‬
‫قائم عﻠى‬
‫مجموعة مﺘنوعة من المؤش رات والمعايير‪ :‬عدم توافر البنية الﺘﺤﺘية‪ ،‬تدهور الص ﺤة والفقر اﻻجﺘماعي‪،‬‬
‫وأهمها المناطق المعرض ة لﻠمخاطر الجيوتقنية‪ .‬واعﺘمد المش روع عﻠى إنش اء عدد ‪ ١٥٠٬٠٠٠‬وحدة‬
‫س كنية لﺘﺤﻞ مﺤﻞ المس اكن غير الص ﺤية )بنفس الموقع( أو تﻠك الﺘي تقع في المناطق المعرض ة لﻠخطر‬
‫)بموقع جديدة(؛ باﻹضافة إلى اﻹنﺘهاء من أعمال البنية الﺘﺤﺘية لضمان تﺤسين الظروف الصﺤية لﻠمناطق‬
‫المعنية‪ .‬وقد قابﻞ الس كان عدة مش اكﻞ س واء في الﺘمويﻞ العقاري نظرا ً لﻠدخﻞ المنخفض لبعض اﻷس ر أو‬
‫عدم إمكانية ممارسة اﻷعمال من المنزل مثﻞ إصﻼح السيارات‪ ،‬وعدم القدرة المادية عﻠى مواكبة أسعار‬
‫الس ﻠع مما أدى إلى قيام الس كان ببيع الوحدات الس كنية الﺘي يمﺘﻠكونه‪ .‬تم إعطاء اﻷولوية لﻠﺘطوير وتس وية‬
‫أوضاع الﺤيازة‪ ،‬وتم اﻹسﺘعانة بـ "‪ "Cities Alliance‬في الﺘعاون الﺘقني مع البﻠدية وإذ تسعى اﻷخيرة‬
‫إلى تص ميم نظام لﻠمعﻠومات لﺘﺘبع مناطق اﻹس كان غير الرس مي المخﺘﻠفة )‪irregular ،favelas‬‬
‫‪ (tenements ،subdivisions‬من أجﻞ توفير أكبر قدر من المعﻠومات لﺘكوين نظرة أش مﻞ لﺘطبيقها في‬
‫خطط اﻹس كان اﻻس ﺘراتيجي‪ .‬وفي بعض المناطق ذات الكثافة العالية تم دفع تعويض ات مالية لكي يقوم‬

‫‪٤‬‬
‫الس كان بإعادة تس كين أنفس هم‪ .‬كما تم تمويﻞ المش روع من قبﻞ الﺤكومة المركزية والموارد المﺘوفرة لدى‬
‫بﻠدية "ساو بولو"‪ ،‬كما تم تقديم برامج لﻠﺘنمية المجﺘمعية )‪.(٩‬‬

‫تجربة الفلبين‪ :‬مشروع تطوير "مترو مانيﻼ" )‪(٩‬‬ ‫‪٣-٣‬‬


‫ت شغﻞ المؤ س سات الثقافية والﺘعﻠيمية والطبية وقطاع اﻷعمال الخاص حوالي ‪ %٩٠‬من بﻼدية مانيﻼ؛ مما‬
‫أدى إلى جذب السكان وارتفاع معدﻻت الهجرة الداخﻠية إليها؛ اضافةً الى الزيادة السكانية السريعة‪ ،‬حيث‬
‫يقدر معدل نمو السكان السنوي ‪ %٢٫٣٦‬نﺘج عن ذلك إرتفاع معدل الﺘزاحم وانﺘشار مناطق اﻹسكان غير‬
‫الرس مي‪ ،‬حيث بﻠغت عدد الوحدات حوالي ‪ ٨٢٥‬ألف وحدة عام ‪ ،٢٠٠٦‬منها نﺤو ‪ %٣٦‬تﺘطﻠﺐ النقﻞ‬
‫الفوري ﻷنهم يقطنون مناطق تهدد حياتهم أو مناطق مخص ص ة لمش اريع البنية الﺘﺤﺘية الﺤكومية‪ .‬كما‬
‫ينﺘشر بها المشاكﻞ البيئية نﺘيجة اﻹفﺘاقد لﻠخدمات اﻷساسية كالكهرباء‪ ،‬ومياه الشرب‪ ،‬وال صرف الصﺤي‬
‫ونظام لجمع المخﻠفات‪ .‬ونﺘيجة لمناطق اﻹس كان غير الرس مي الﺘي تم إنش اؤها عﻠى الممرات المائية نجد‬
‫أن اﻷنهار‪ ،‬الجداول والﺘرع المنس دة‪ .‬وش مﻞ تنفيذ مش اريع إعادة الﺘس كين لﻠمناطق العش وائية‪ ،‬مع توفير‬
‫الخدمات اﻷس اس ية )المدارس‪ ،‬البنية الﺘﺤﺘية‪ ،(.... ،‬ولم يﺘم تقديم أي برامج اجﺘماعية‪ .‬كما تم اعﺘماد‬
‫منهجية ‘‪ ،‘beneficiary-led‬وتوفير فرص عمﻞ لض مان دخﻞ لﻸس ر الﺘي أعيد تس كينها كما تم تطبيق‬
‫برن امج ‘‪ ،‘Community Mortgage Program‬ال ذي يعطي لﻠجمعي ات اﻷهﻠي ة الﺤق في تموي ﻞ‬
‫س اكني مناطق اﻹس كان غير الرس مي لﻠﺤص ول عﻠى اﻷراض ي الﺘي يش غﻠونها‪ ،‬أوبناء وتﺤس ين الوحدة‬
‫ال سكنية‪ ،‬بقروض واجبة السداد في غضون ‪ ٣٠‬سنة‪ ،‬مع معدل فائدة بسيط‪ .‬و شمﻞ المشروع إعداد إطار‬
‫مؤس س ي مكون من الرؤس اء الﺘنفيذيين باﻹدارة المﺤﻠية‪ ،‬والمنظمات غير الﺤكومية‪ ،‬والقيادات الش عبية‬
‫الطبيعية‪ ،‬والجمعيات اﻷهﻠية لصياغة القواعد واﻷنظمة الﺘي سﺘﺤكم تنفيذ أنشطة مشروع إعادة الﺘسكين‪.‬‬
‫كما تم ضمان الﺤيازة عن طريق عقود اﻹيجار‪ ،‬عقود مﻠكية خاصة أو مﻠكية مشﺘركة‪،‬أو ‪،rent-to-own‬‬
‫أو حق اﻻنﺘفاع‪ ،‬أو اﻹيجار طويﻞ اﻷجﻞ‪ .‬وتم تنفيذ مش اريع بمس اعدة الجهات اﻷجنبية‪ ،‬بنك الﺘنمية‬
‫اﻵسيوي‪ ،‬ومنﺤة ”‪.“Cities Alliance‬‬

‫تجربة تانزانيا‪ :‬مشروع تطوير "دار السﻼم"‬ ‫‪٤-٣‬‬


‫تعﺘبر "دار السﻼم" المدينة الصناعية بﺘانزانيا‪ ،‬وأدت الهجرة الداخﻠية من المناطق الريفية إلي زيادة معدل‬
‫نمو السكان السنوي بالمدينة والذي وصﻞ ‪%٨‬؛ وحيث أن ‪ %٧٠‬من سكان الﺤضر بالمدينة يسكنوا مناطق‬
‫اﻹسكان غير الرسمي مما يجعﻞ الﺘدخﻞ صعبا ً )‪ ،(١٣‬ونﺘيجة لذلك‪ ،‬ومع اﻻحﺘياج المﻠح لﻠﺤصول عﻠى‬
‫أراضي لﺘوسع في اﻻسﺘثمارات‪ ،‬وتطوير المدينة وشبكات البنية الﺘﺤﺘية بها أصبح نقﻞ تﻠك المناطق حﺘميا ً‪.‬‬
‫تبﻠﻎ مساحة منطقة "‪ ٦٧٠ "Kurasin‬هكﺘار‪ ،‬وعدد سكانها ‪ ٣٦٬٠٠٠‬نسمة‪ .‬بدأت الﺤكومة خطة إعادة‬
‫تطوير "‪ "Kurasini‬بعد أن أصبح واضﺤا ً أن هناك زيادة من دخﻞ ميناء "دار السﻼم" حيث أصبح مينا ًء‬
‫دوليا ً كما إنه يﺘعامﻞ مع دول الجوار )‪ .(١٤‬لم يﺘم تقديم أية تدابير ﻹعادة تسكين اﻷسر المﺘضررة عﻠى‬
‫أساس أن الﺘعويض النقدي الذي يﺘم دفعة من قبﻞ الﺤكومة من شأنه أن يُمكن اﻷسر المﺘضررة ﻻسﺘرداد‬
‫اﻷصول المفقودة وإعادة تأسيس سبﻞ العيش لهم‪ ،‬ولم يﺘم تطبيق أي برامج اجﺘماعية‪ .‬و تم تنظيم برامج‬
‫لﻼدخار اليومي ومنح القروض الصغيرة لﻸفراد‪ .‬كما تم تقديم الﺘعويض النقدي لﻠمﺘضررين خاصة‬
‫ﻷصﺤاب اﻷراضي‪ ،‬وأعطت الﺤكومة اﻻخﺘيار اما شراء قطعة أرض لﻸسر المالكة عن طريق اسﺘخدام‬
‫أموال الﺘعويض الخاصة بهم أو اﻻخﺘيار لﻠذهاب إلى أي مكان آخر مﺘوفر لدى الدولة‪ .‬كما تم تكوين‬
‫مجموعات ادخار تابعة "لﻼتﺤاد الﺘنزاني لفقراء الﺤضر" )‪ ،(TFUP‬والﺘي لها القدرة عﻠى معالجة‬
‫المشاكﻞ المﺤﻠية في جميع النواحي من حيث توفير اﻷرض‪ ،‬المأوى‪ ،‬المياه النظيفة‪ ،‬الصرف الصﺤي‬
‫وبرامج صﺤية )‪.(١٤‬‬
‫‪ .٤‬التحليل والمناقشة‬
‫ولقد تم تناول الﺘجارب الس ابق ذكرها وتقييم مدى فاعﻠيﺘها ونجاحها طبقا ً لﻠمعايير الرئيس ية الس الف ذكرها‪،‬‬
‫والﺘي حددها برنامج )الموئﻞ( وباﻹض افة إلى هذه المعايير تم وض ع معيارين يرتبطا بعمﻠية إعادة الﺘس كين‬
‫والﺤق في موقع مﻼئم اقﺘص اديا ً واجﺘماعيا ً‪ .‬ويﺘض ح أنه تم تنفيذ مش روع كامﻞ الجوانﺐ العمرانية واﻻجﺘماعية‬

‫‪٥‬‬
‫واﻻقﺘصادية بمشروع إعادة الﺘسكين منطقة "مافاكو" مما أدى إلى نجاح سياسة إعادة الﺘسكين والﺘي إعﺘمدت‬
‫عﻠى النقﻞ إلى مكان أخر‪ ،‬كما قامت البﻠدية بمﺘابعة المش روع عن طريق عمﻞ تقييم ما بعد اﻹش غال مما تﻠفى‬
‫الكثير من اﻷخطاء الﺘي كان من الممكن أن تظهر‪.‬‬
‫وبرغم من أن تجربة "ساو بولو" قامت بإشراك السكان في كﻞ مرحﻠة من مراحﻞ المشروع من تﺤديد أولويات‬
‫وأهداف إنش اء المس اكن‪ ،‬وص وﻻً إلى الميزانية والمﺘابعة‪ ،‬والﺘنفيذ والﺘس ﻠيم‪ ،‬كما قامت بعمﻞ مس ح اقﺘص ادي‬
‫اجﺘماعي لخصائص ال سكان واحﺘياجاتهم‪ ،‬وتوقعاتهم‪ ،‬والعمﻞ اﻻجﺘماعي من مﺘابعة وا سعة النطاق لﻠمجﺘمعات‬
‫المﺤﻠية المعنية‪ ،‬ولكنها لم تس ﺘوفي الجوانﺐ اﻻجﺘماعية واﻻقﺘص ادية حيث لم يﺘم مراعاة أس ﻠوب الﺤياة اليومية‬
‫لﻠسكان مما أدى لﺘرك السكان اﻷصﻠين لمنطقة إعادة الﺘسكين‪ .‬ولكن بﻼ شك أن تﻠك الﺘجربة أصبﺤت عنصرا ً‬
‫رئيسيا ً في سياسة اﻹسكان بالبﻠدية‪ .‬حيث بدأت النهوض بمناطق اﻹسكان غير الرسمي ودمجها مع مﺤيطها من‬
‫مناطق أخرى ليكون هناك تجانس بين فئات المجﺘمع وأصبﺤت نهجا ً لﻠسياسات العامة لﻠﺘخفيف من حدة الفقر‪.‬‬
‫ولقد نجﺤت تجربة "مﺘرو مانيﻼ" بالجانبين المؤس س ي واﻻقﺘص ادي‪ .‬حيث قامت بإش راك قطاعات مﺘعددة في‬
‫مجال تقديم خدمات اﻹس كان‪ ،‬وتفعيﻞ دور المنظمات غير الﺤكومية والقطاع الخاص‪ ،‬تطبيق نظام القروض‬
‫مﺘناهية الص غر ذات فوائد بس يطة مما ﻻ يزيد اﻷعباء المالية الس كان ويوفر لهم اﻻس ﺘدامة كﺘمويﻞ عقاري‬
‫لمساعدة ذوي الدخﻞ المﺤدود‪ .‬كما ضمنت الﺤيازة الم سﺘقرة ل سكان المنطقة‪ ،‬وفاعﻠية تداخﻞ العديد من الجهات‬
‫لﺘنفيذ برامج إعادة الﺘس كين حيث أن الدولة وحدها لم تكن قادرة عﻠى حﻞ جميع القض ايا وخاص ة اﻻجﺘماعية‬
‫ولكن يكمن وجه القصور في عدم توفير برامج اجﺘماعية تساعد عﻠى اﻻرتقاء بالسكان‪.‬‬
‫وتُمثﻞ تجربة "‪ "Kurasin‬أوجه القص ور في كﻞ معايير الﺘقييم‪ ،‬حيث أنها تعﺘد إخﻼءا ً قس ريا ً لﻠس كان وإزالة‬
‫المنطقة دون دراس ة الظروف واﻻحﺘياجات الفعﻠية لهم‪ ،‬ودون اﻷخذ في اﻻعﺘبار اﻷبعاد اﻻجﺘماعية والبيئية‬
‫المﺘعﻠقة بالمنطقة‪ ،‬ومن الواض ح أن المش روع قد إهﺘم بﺘﺤس ين الوجه الﺤض ري لمدينة "دار الس ﻼم" أكثر من‬
‫اﻹهﺘمام بﺘطوير المنطقة العش وائية واﻻرتقاء بس كانها؛ ويﺘجﻠى ذلك في إعطاء تعويض ات لس كان أو قطع‬
‫أراض ي دون وض ع تص اميم تخطيطية‪ ،‬عمرانية ومعمارية لﻠمنطقة أو مﺘابعة الس كان وفقط تم اﻻعﺘماد عﻠى‬
‫جهودهم الذاتية في اﻹنشاء‪.‬‬

‫‪ .٥‬دراسة تطبيقية علﻰ المناطق غير اﻷمنة بمﺼر‬


‫وفيما يﻠي سيسﺘعرض البﺤث مشروعين ﻹعادة تسكين مناطق غير اﻷمنة احدهما بمنطقة جديدة واﻷخرى بنفس‬
‫المنطقة‪ ،‬وتقييم الﺘجربﺘين عمرانياً‪ ،‬واجﺘماعياً‪ ،‬واقﺘص ادياً‪ ،‬ومؤس س يا ً بنا ًء عﻠى ما تم تناوله في الﺘجارب‬
‫العالمية‪ .‬كما سيﺘم عرض سﻠبياتهما وايجابياتهما لﻠوقوف عﻠى عوامﻞ القوة ومناطق الضعف‪.‬‬
‫‪ ١-٥‬مشروع إعادة التسكين بمنطقة "اﻹسكان اﻷولﻰ بالرعاية" بمدينة السادس من أكتوبر‪:‬‬
‫الخلفية‪:‬‬
‫تقع مناطق الدويقة وعزبة خير ﷲ باحياء منش ية ناص ر ومص ر القديمة عﻠى الﺘواي وفي أعقاب كارثة‬
‫ص خرة الدويقة عام ‪ ٢٠٠٨‬تم النقﻞ المرحﻠي لبعض س كان مناطق )عزبة خير ﷲ‪ ،‬وإس طبﻞ عنﺘر‪،‬‬
‫ومنش ية ناص ر( إلى عدد من المناطق المخﺘﻠفة بأنﺤاء القاهرة الكبرى‪ ،‬ومن ض منها مش روع "اﻹس كان‬
‫اﻷولى بالرعاية" بمدينة الس ادس من أكﺘوبر او "مس اكن عثمان" الموض ح بالش كﻞ رقم )‪ .(٢‬وقد تم نقﻞ‬
‫حوالي ‪ ٣٬٥٠٠‬أسرة )حوالي ‪ ١٤٬٠٠٠‬نسمة(‪ ١‬من اﻻجزاء ذات الخطورة اﻷولى‪.‬‬

‫‪(١٥) ١‬‬

‫‪٦‬‬
‫مﻨﺎﻃق اﻟدوﻳقة واﳊﺮفيﲔ‬

‫مﻨطقة عزبة خﲑ ﷲ‬

‫مسﺎكﻦ "اﻷوﱃ ﻟﺮعﺎﻳة"‬

‫شكﻞ رقم ‪ :٢‬مناطق الدويقة وعزبة خير ﷲ ومنطقة إعادة الﺘسكين بمساكن عثمان‪ ،‬المصدر‪(١٥) :‬‬

‫مشروع إعادة التسكين‪:‬‬


‫تم البدء في تسﻠيم وحدات "مساكن اﻷولى بالرعاية" بمدينة السادس من أكﺘوبر عام ‪ ٢٠١١‬ويبﻠﻎ مﺘوسط‬
‫مساحة الوحدة ‪ ٤٨‬م‪ .٢‬ومنذ أن تم الﺘسﻠيم لم تقم المﺤافظة بأي عمﻠيات مﺘابعة أو تقييم ما بعد اﻹشغال ما‬
‫عدا زيارة واحدة لدراس ة اﻻحﺘياجات الفعﻠية لﻠمنطقة قام بها ص ندوق تطوير المناطق العش وائية في عام‬
‫‪ .٢٢٠١١‬ولم يﺘم تﺤصيﻞ أي مبالﻎ إيجارية أو مبالﻎ مقابﻞ إسﺘهﻼك الماء والكهرباء‪ ،‬كما لم يﺘمﻠك اﻷهالي‬
‫أي عقود تثبت أحقيﺘهم‪ ،‬ولكن يمﺘﻠكوا مﺤاض ر إس ﺘﻼم فقط‪ ،‬كما ﻻ يوجد خطة واض ﺤة عن كيفية ص يانة‬
‫المنطقة )‪ .(١٦‬ونﺘيجة لعدم مﻼئمة الوحدة الس كنية احﺘياجات القاطنين من حيث المس احة والموقع من‬
‫حيث بعد المس افة عن العمﻞ ف بدأ بعض من الذين أعيد توطينهم بﺘرك مس اكنهم وقاموا بإيجار ها من‬
‫الباطن‪ .‬ول قد جذبت المنطقة العديد مِ ن َمن ليس لهم مﻠجأ س كني أخر‪ ،‬بما في ذلك الﻼجئين من الدول‬
‫اﻷفريقية والعربية )سوريا‪ ،‬السودان‪ ،‬الصومال‪ ،‬العراق‪ ،‬واليمن( الﺘي تواجه صعوبات اقﺘصادية حادة‪.٣‬‬
‫‪ ‬تعﺘبر البنية الﺘﺤﺘية من الكهرباء ومرافق المياه جيدة لكن تعاني المنطقة من اﻻنقطاع المس ﺘمر‬
‫لخدمات المياه‬
‫‪ ‬تعاني منطقة المساكن اﻷولى بالرعاية من عدم تنفيذ أعمال )رصف الطرق‪ ،‬الممرات الداخﻠية بين‬
‫العمارات‪ ،‬اﻹنارة الخارجية وتنسيق الموقع العام(‪ ،‬كما هو موضح بالشكﻞ رقم )‪.(٣‬‬

‫شكﻞ رقم ‪ :٣‬يوضح عدم تنفيذ أعمال الطرق والممرات الداخﻠية‪ ،‬المصدر‪ (١٥) :‬و )‪(١٦‬‬
‫‪ ‬ويﺘوفر بالمش روع مﺤطة أتوبيس واحدة كما هو موض ح بالش كﻞ رقم )‪ ،(٤‬وقد تبين عدم انﺘظام‬
‫مواعيد خط اﻷتوبيس الوحيد المخصص لﻠمشروع ‪.‬‬
‫‪ ‬يوجد كشك واحد لبيع الخبز المدعم لﻸهالي‪.‬‬

‫‪(١٥) ٢‬‬
‫‪(١٦) ٣‬‬

‫‪٧‬‬
‫‪ ‬تفﺘقد المنطقة لوجود نقطة شرطة‪ ،‬وحدة صﺤية‪ ،‬مكﺘﺐ صﺤة‪ ،‬وحدة خدمات ضمان اجﺘماعي‪.‬‬
‫‪ ‬تفﺘقد المنطقة الى مجمع اس ﺘهﻼكي لﻠس ﻠع المدعمة )ببطاقة الﺘموين(‪ ،‬مكﺘﺐ بريد ونظام لجمع ونقﻞ‬
‫القمامة‪.‬‬

‫شكﻞ رقم ‪ :٤‬منظومة القمامة المفقودة‪ ،‬منفذ الخبز المﺘواجد بمنطقة مساكن عثمان‪ ،‬المصدر‪(١٥) :‬‬
‫ونﺘيجة لذلك يض طر الس كان إلى الﻠجوء إلى مناطق أخرى لﺘﻠبية احﺘياجاتهم من الخدمات مثﻞ الﺘعﻠيم‬
‫والرعاية الصﺤية ويوضح الشكﻞ رقم )‪ (٥‬الخدمات المﺘوفرة بالمنطقة او المزعم انشائها في المسﺘقبﻞ‪.‬‬

‫شكﻞ رقم ‪ :٥‬الخدمات المﺘوفرة او المزعم انشائها بالمنطقة‪ ،‬المصدر‪(١٦) :‬‬


‫كما تم رص د عدم وجود أي خدمات تجارية بالمنطقة مما أدى إلى قيام الس كان بإنش اء وحدات مؤقﺘة لبيع‬
‫وتوفير المس ﺘﻠزمات اﻷس اس ية في عش ش تم إنش ائها بجوار العمارات أو اس ﺘخدام الدور اﻷرض ي ببعض‬
‫الشقق ويوضح الشكﻞ رقم )‪ (٦‬الشارع الذي قام السكان باعﺘباره الشارع الﺘجاري الرئيسي بالمنطقة حيث‬
‫وفروا ﻷنفسهم السﻠع اﻷساسية‪.‬‬

‫شكﻞ رقم ‪ :٦‬الشارع الﺘجاري الرئيسي‪ ،‬المصدر‪(١٦) :‬‬


‫وتفﺘقر المنطقة الى الفرغات العامة المص ممة بش كﻞ جيد ليﻠبي اﻻحﺘياجات الﺘرفيهية لﻠفئات المخﺘﻠفة‬
‫لﻠس كان‪ ،‬ولقد قامت احدى المبادرات المﺤﻠية الﺘابعة لش ركة "تكوين" بالﺘعاون مع الس كان بإنش اء مكان‬
‫يﺘناس ﺐ مع جميع الفئات ويﺤﺘرم اخﺘﻼفهم ويجمعهم‪ ،‬وأُطﻠق عﻠى هذا المكان اس م "الجنينة"‪ .‬يقوم هذا‬

‫‪٨‬‬
‫المكان العام بﺘﻠبية اﻻحﺘياجات الﺘرفيهية لﻠس كان وتم إنش ائه من إعادة تدوير العديد من اﻷش ياء المهمﻠة‬
‫الموجودة بالمنطقة‪ .‬وتم طﻼئه بألوان تبعث البهجة بنفوس اﻷطفال كما هو موضح بالشكﻞ رقم )‪.(٧‬‬

‫شكﻞ رقم ‪ :٧‬الفراغ العام "جنينه" الذي تم انشائه واشراك السكان في الﺘصميم‪ ،‬المصدر‪(١٧) :‬‬

‫‪ ٢-٥‬مشروع إعادة التسكين بمنطقة زينهم بمدينة القاهرة‬


‫الخلفية‪:‬‬
‫كانت زينهم واحدة من أكبر المناطق اﻹس كان غير الرس مي في القاهرة حيث تقدر مس احﺘها بﺤوالي ‪٥٠‬‬
‫فداناً‪ ،‬ويقطنها ‪ ٤٬٠٠٠‬أس رة )حوالي ‪ ٢٠٬٠٠٠‬فرد(‪ .٤‬ولقد أدى افﺘقار المنطقة لعوامﻞ جودة الﺤياة الى‬
‫حدوث تأثيرات س ﻠبية بالمجﺘمع وكان من نﺘائجها ارتفاع نس بة المطﻠقات لﺘص ﻞ الى ‪ %٢٠٬٥‬مما انعكس‬
‫عﻠى سﻠوكيات اﻷطفال لﺘصبح مفﺘقدة لﻠقيم وتميﻞ الى العنف كما نﺘج عن تﻠك الظروف اﻻجﺘماعية ال سيئة‬
‫مضافا ً اليها الظروف اﻻقﺘصادية المﺘدنية الى انخفاض مسﺘويات الﺘعﻠيم حيث بﻠغت نسبة الﺘعﻠيم الجامعي‬
‫‪ %٢٬٥‬ولم تﺘجاوز نس بة الﺘعﻠيم الفني ‪ %١٢٬٦‬وارتفعت نس بة اﻷمية الى ‪ %٣١٬٦‬من اجمالي عدد‬
‫السكان لﺘصبح ‪ %٥٤٬٨‬بين أرباب اﻷسر‪.٥‬‬

‫شكﻞ رقم ‪ :٨‬صورة جوية لمنطقة زينهم قبﻞ الﺘطوير‪ ،‬المصدر‪(١٨) :‬‬
‫وقد لوحظ أن الوض ع الص ﺤي لﻠمنطقة مﺘدهور حيث انﺘش رت اﻻمراض المعدية خاص ة بين اﻷطفال‬
‫ليرتفع معدل وفيات اﻷطفال إلى ض عف معدل ذلك عام ‪ ١٩٩٩‬عﻠى مس ﺘوى الجمهورية‪ .‬كما كان هناك‬
‫تﻠوث بيئي بالمنطقة ناتج من الكثافة الس كانية العالية وعدم الﺘعامﻞ الس ﻠيم مع المخﻠفات‪ .٦‬واتص فت البيئة‬
‫العمرانية بالﺘكدس السكاني في أماكن نَقصها المرافق اﻷساسية وافﺘقدت لﻠمقومات الصﺤية‪ .‬واحﺘوت عﻠى‬
‫‪ ٤‬هذه اﻷرقام ترجع لﺘاريخ البدء في المشروع عام ‪١٩٩٩‬‬
‫‪(٢٠) ٥‬‬
‫‪(٢٠) ٦‬‬

‫‪٩‬‬
‫خﻠيط من المساكن الﺤكومية في شكﻞ ايواءات وأكشاك كانت معدة لﻸفراد كسكن مؤقت‪ ،‬وازدادت حولها‬
‫مس اكن اﻹس كان غير الرس مي‪ ،‬واتص ف المس كن بض يق المس احة‪ ،‬وفي بعض ها تكدس ت اﻷس رة الواحدة‬
‫بداخﻞ نفس الغرفة‪ .‬تقع المنطقة في وس ط المدينة وتربطها بالمناطق اﻷخرى ش بكة طرق ومواص ﻼت‬
‫جيدة‪ ،‬ودائما ً ما تعﺘمد تﻠك الفئة عﻠى وس ائﻞ النقﻞ الجماعي الخاص ة "الميكروباص"‪ ،‬مع العﻠم أن يوجد‬
‫حافﻼت قطاع عام تمر عﻠى حدود المنطقة ولكن ﻻ تمر بداخﻠها نﺘيجة الﺘدهور الموجود‪.‬‬

‫شكﻞ رقم ‪ :٩‬مباني منطقة زينهم من الداخﻞ والخارج قبﻞ الﺘطوير‪ ،‬المصدر‪(١٨) :‬‬
‫بﻠغت نس بة البطالة بمنطقة زينهم حوالي ‪ %٢٠‬كما بﻠغت نس بة من يعمﻠون لﺤس ابهم الخاص ‪%٢٦‬‬
‫والباقي يعمﻠون لدى الغير‪ .‬وتنقس م فئات الدخﻞ إلى الش رائح الﺘالية حيث أن نس بة ‪ %٢٩٬٢‬أقﻞ من ‪$٦٠‬‬
‫ش هريا ً ونس بة ‪ %٥٢٬٦‬يﺘراوح دخﻠهم الش هري ما بين ‪ $٦٠‬و‪ $١١٨‬بينما نس بة ‪ %١٣٬٣‬تﺘراوح ما بين‬
‫‪ $١١٨‬و‪ ،$١٧٦‬كما بﻠغت نسبة المسﺘفيدين من المعاشات ‪ %١٨٬٧‬ودخﻠها الشهري أقﻞ من ‪.٧$٦٠‬‬
‫مشروع إعادة التسكين‪:‬‬
‫بدأ تنفيذ المش روع عام ‪ ،١٩٩٩‬وبنا ًء عﻠى تقرير الهﻼل اﻷحمر فقد اعﺘمد المش روع عﻠى مﺤورين‬
‫أساسيين‪:‬‬
‫‪ ‬المﺤور اﻷول‪ :‬إزالة العش ش واﻷكواخ نهائيا وإقامة مباني اقﺘص ادية جديدة بﺘخطيط حض ري‬
‫ً‬
‫وموصفات صﺤية وبيئية وإنسانية ﻻئقة وتوفير مساحات خضراء‪.‬‬
‫‪ ‬المﺤور الثاني‪ :‬تنمية الس كان اجﺘماعياً‪ ،‬وص ﺤياً‪ ،‬واقﺘص اديا‪ ،‬وتعﻠيمياً‪ ،‬وثقافيا ً؛ حﺘى يكون مؤهﻼً‬
‫لﻠبيئة الجديدة‪.‬‬
‫تم نقﻞ اﻷس ر إلى أماكن إقامة مؤقﺘة تابعة لمﺤافظة القاهرة )عمارات المثﻠث بﺤﻠوان‪ ،‬وعمارات النهض ة‬
‫بمدينة الس ﻼم(‪ ٨‬من ثم تمت إعادتهم إلى منطقة زينهم بعد اﻻنﺘهاء من اﻹعداد المﻼئم لﻠمنطقة اقﺘص ادياً‪،‬‬
‫وبيئياً‪ ،‬وص ﺤيا ً‪ .‬وقد تم الﺘنفيذ بالﺘعاون والش راكة بين الهﻼل اﻷحمر‪ ،‬مﺤافظة القاهرة والمﺘبرعين‬
‫)مؤس س ات الخير‪ ،‬ورجال اﻷعمال‪ ،‬والمواطنين(‪ .‬حيث قامت جمعية الهﻼل بﺘجميع وإدارة الﺘمويﻞ اﻻزم‬
‫ﻹنشاء العمارات السكنية واﻻهﺘمام بالجوانﺐ اﻻجﺘماعية وإعادة بناء اﻻنسان؛ بينما قامت مﺤافظة القاهرة‬
‫بﺘجديد البنية الﺘﺤﺘية لجميع الوحدات السكنية الجديدة‪ ،‬والطرق وكذلك المرافق العامة المركزية‪ ،‬الخدمات‪،‬‬
‫مركز ش رطة‪ ،‬ومكﺘﺐ بريد‪ ،‬الوحدة الص ﺤية واﻷس واق الﺘجارية ‪ ...‬إلخ‪ .‬والجدير بالذكر انه لم يﺘم إعادة‬
‫الس كان ذوي الص فات اﻵتية إلى منطقة )المس جﻠين الخطر‪ ،‬اﻷس ر المكونة من فردين‪ ،‬اﻷس ر المكونة من‬
‫س بع أفراد أو أكثر(‪ .٩‬وقبﻞ البدء في مش روع اﻹزالة قامت جمعية الهﻼل اﻷحمر بعمﻞ مس ح اقﺘص ادي‬
‫اجﺘماعي لﻠﺘعرف عﻠى أراء الس كان ‪ .‬وأثناء إقامﺘهم المؤقﺘة‪ ،‬عُرض عﻠى الس كان اﻷنش طة الﺘنموية‬
‫المخﺘﻠفة؛ الﺘعﻠيمية‪ ،‬الثقافية‪ ،‬اﻻقﺘص ادية‪ ،‬اﻻجﺘماعية والص ﺤية‪ ،‬حﺘى تﺘوفر لهم ظروفا ً أفض ﻞ حين‬
‫عودتهم‪.‬‬

‫‪ ٧‬والجدير بالذكر أن هدخول اﻻسر عام ‪ ١٩٩٩‬وكان الدوﻻر يساوي ‪ ٣٬٤٠‬جنية مصري‪.‬‬
‫‪(١٩) ٨‬‬
‫‪(٢٧) ٩‬‬

‫‪١٠‬‬
‫شكﻞ رقم ‪ :١١‬شر اء مشروع التطو ر‪ ،‬المصدر‪(١٩) :‬‬ ‫شكﻞ رقم ‪ :١٠‬مراحﻞ تطوير المشروع‪ ،‬المصدر‪(١٩) :‬‬
‫تم تنفيذ المش روع عﻠى ثﻼث مراحﻞ بإجمالي عدد ‪ ١٨١‬عمارة س كنية وعدد ‪ ١٤‬مﺤﻞ بالس وق الﺘجاري‬
‫وجامعين ودار منا سبات‪ ،‬وتم البناء عﻠى ‪ %٣٠‬من م ساحة أرض في المرحﻠة اﻷولى حيث تم الﺘ سﻠيم عام‬
‫‪ ،٢٠٠٠‬وعﻠى ‪ %٤٠‬من مس احة أرض المرحﻠة الثانية والثالثة وتم الﺘس ﻠيم عامي ‪ ٢٠٠٤‬و‪ ٢٠٠٧‬عﻠى‬
‫توالي‪ .١٠‬وتﺘكون العمارة الس كنية من عدد ‪ ١٢‬وحدة س كنية زادت إلى ‪ ١٤‬وحدة في المرحﻠة الثالثة‬
‫بمﺘوسط مساحة ‪٧٠‬م‪ ٢‬لﻠوحدة كما هو موضح بالشكﻞ رقم )‪ .(١٢‬وقد أجرى أحد الباحثين دراسة عن المرحﻠة‬
‫اﻷولى من المش روع بعد مرور خمس س نوات من اس ﺘكماله عﻠى عدد "‪ ٢٩‬أس رة من إجمالي ‪ ٣٤٨‬وحدة‪ .‬قام‬
‫الباحث بعمﻞ اس ﺘبيان لقياس درجة رض ا الس كان عن تص ميم الوحدات‪ .‬أظهرت نﺘيجة اﻻس ﺘبيان أن ‪ %٥٨‬من‬
‫السكان راضين بشكﻞ عام عن حجم الوحدة‪ .‬أما عند السؤال عن المساحات المخصصة لغرف النوم تﺤديداً‪ ،‬أشار‬
‫‪ %٥٥‬من العينة إلى أنهم غير راضين عنها‪ .‬فقد أفادت العديد من اﻷسر الﺘي يزيد عددهم عن ‪ ٤‬أفراد ولديهم أبناء‬
‫من الذكور واﻹناث إلى أنهم لجأوا إلى اس ﺘقطاع جزء من فراغ المعيش ة لﺘﺤويﻠه إلى غرفة نوم إض افية لﻸبناء‪ .‬أما‬
‫بالنس بة لﻠفراغات الخدمية فقد أش ار ‪ %٧٢‬من العينة إلى عدم رض اهم عن مس احﺘها نظر ًا لص غر مس احة المطبخ‬
‫والﺤمام وعدم وجود مساحة لنشر الغسيﻞ‪ ،‬اﻷمر الذي تم بالفعﻞ تفاديه في المراحﻞ الﺘالية لﻠمشروع بإضافة شرفات‬
‫لﻠوحدات" )‪ .(١٩‬وتﺘوفر اﻵن بالمنطقة بعض الخدمات مثﻞ مركز شباب‪ ،‬ومسﺘشفى‪ ،‬ودار حضانة ومركز‬
‫ثقافي اجﺘماعي كﻠها تابعة لﻠهﻼل اﻷحمر باس ﺘثناء مركز طﻠعت حرب الثقافي الﺘابع لوزارة الثقافة‪ .‬كما‬
‫يوجد هناك قسم شرطة وعدد كاف من المدارس كما هو موضح باﻷشكال أرقام )‪ ،١٣‬و‪ ،١٤‬و‪ .(١٥‬وطبقا ً‬
‫لﻠمش اهادات تعﺘبر البنية الﺘﺤﺘية من الكهرباء ومرافق المياه وص رف الص ﺤي جيدة بأغﻠبية المراحﻞ‪ .‬وقد‬
‫قامت جمعية الهﻼل اﻷحمر بﺘنفيذ برنامج الص ﺤة اﻻجﺘماعية والثقافية المﺘكامﻠة لﻠس كان‪ ،‬والﺘي تش مﻞ‪:‬‬
‫الرعاية والﺘوعية الصﺤية‪ ،‬إنشاء مركز اجﺘماعي وثقافي لﻠمرأة ويشمﻞ ناد لﻠنساء‪ ،‬حضانة‪ ،‬وفصول مﺤو‬
‫اﻷمية‪ ،‬ومركز لﺘعﻠيم الﺤرف‪ ،‬جنبا ً إلى جنﺐ مع إنشاء تكنولوجيا المعﻠومات )‪ (IT‬مركز‪.‬‬

‫شكﻞ رقم ‪ :١٢‬منطقة زينهم بعد اﻻنﺘهاء من المرحﻠة اﻷولى عام ‪ ،٢٠٠٠‬ونموذج الوحدة السكنية‪ ،‬المصدر‪(٢٠) :‬‬

‫)‪(١٩‬‬ ‫‪١٠‬‬

‫‪١١‬‬
‫ش ل رقم ‪ :١٣‬يوضح الخدمات الموجودة المنطقة عد التطو ر‪ ،‬المصدر‪(١٩) :‬‬

‫ش ل رقم ‪ :١٤‬عض الخدمات منطقة "زنهم" )مر ز ش اب‪ ،‬الع ادات‪ ،‬مسجد(‪ ،‬المصدر‪ :‬ال احثة ‪٢٠١٣‬‬

‫ش ل رقم ‪ :١٥‬مر ز جمع ة الهﻼل اﻷحمر المصر ‪ ،‬المصدر‪ :‬ال احثة ‪٢٠١٣‬‬
‫ولقد عوضت الخدمات الﺘابعة لﻠهﻼل اﻷحمر غياب الخدمات العامة الﺤكومية في بعض القطاعات‪ ،‬ولكن‬
‫يشكو السكان من الخدمة في المسﺘشفى‪ ،‬حيث تكون خالية من اﻷطباء وﻻ تعمﻞ بكفاءة )‪ .(١٩‬ويوجد آلية‬
‫لجمع القمامة‪ ،‬فهناك شركة خاصة تم تعيينها من قبﻞ الهﻼل اﻷحمر تﺘولى مهمة جمعها‪ ،‬وتقوم الشركة‬
‫بجمع النفايات الصﻠبة من الباب وكذلك بﺘنظيف الشوارع )‪.(١٩‬‬

‫ش ل رقم ‪ :١٦‬يوضح شر ة النظافة الخاصة‪ ،‬المصدر‪(١٩) :‬‬

‫‪١٢‬‬
‫يﺘم تﺤصيﻞ إيجار شهري يقدر بـ ‪ ٥٥٫٥‬جنيه مقسم إلى ‪ ٥٠‬جنيه إيجارا ً شهريا ً و‪ ٥٫٥‬جنيه ﻷعمال‬
‫الصيانة؛ وعﻠى الرغم من أن اﻷهالي مسﺘمرة في دفع اﻹيجار إﻻ أنهم يفﺘقدون لﻠﺤيازة اﻵمنة )لم يﺘم تجديد‬
‫العقود(‪ .١١‬كما قامت المﺤافظة بإنشاء "جهاز الﺘنمية الﺤضرية" الخاص بكﻞ مرحﻠة والذي تقع عﻠى عاتقه‬
‫تﺤصيﻞ اﻹيرادات القيام بأعمال الصيانة‪ ١٢‬ومع ذلك تعاني المرحﻠة اﻷولى من تدهور شديد في مبانيها‪،‬‬
‫كما يعاني المشروع ككﻞ من إهمال شديد فيما يﺘعﻠق بالعناية بالمساحات الخضراء‪ .‬ولقد قﻞ الدعم السياسي‬
‫لﻠمنطقة بعد ثورة ‪ ٢٥‬يناير ‪ ٢٠١١‬وانﺘقﻠت الصيانة الى إدارات الﺤي المخﺘﻠفة مما أدى الى تدهور الشديد‬
‫في صيانة الفرغات العامة والمباني كما هو موضح باﻷشكال أرقام )‪ ١٧‬و‪.(١٨‬‬

‫ش ل رقم ‪ :١٧‬يوضح الوضع الراهن للمرحلة اﻷولﻰ والثان ة منطقة "زنهم"‪ ،‬المصدر‪ :‬ال احثة ‪٢٠١٣‬‬

‫ش ل رقم ‪ :١٨‬يوضح اﻻهمال الشديد في اﻻعتناء المساحات الخضراء المنطقة‪ ،‬المصدر‪ :‬ال احثة ‪٢٠١٣‬‬
‫ص ُﺤﺐ الثورة‪ ،‬بدأت الﺘعديات والﺘي أخذت أشكاﻻً مﺘعددة مثﻞ بناء مﺤﻼت‬ ‫ونﺘيجة اﻻنفﻼت اﻻمني الذي َ‬
‫في المناطق العامة‪ ،‬وغﻠق أجزاء أمام الدور اﻷرضي‪ ،‬وبناء العديد من أبراج الﺤمام‪ ،‬وتﺤويﻞ نوافذ الدور‬
‫اﻷرضي لمﺤﻼت بيع اﻷطعمة والمنظفات واﻷدوات المكﺘبية كما هو موضح بالشكﻞ رقم )‪ .(١٩‬وقد‬
‫اخﺘﻠف تقييم جمعية الهﻼل اﻷحمر واﻷهالي لﻠوضع الراهن‪" ،‬فبينما يشﺘركون في طﻠﺐ اﻻهﺘمام بالصيانة‪،‬‬
‫يرغﺐ الهﻼل اﻷحمر أن تزيﻞ المﺤافظة اﻻشغاﻻت واﻷنشطة غير المخططة‪ ،‬بينما يرغﺐ اﻷهالي في‬
‫الﺘفات اﻷجهزة الﺤكومية إلى احﺘياجهم لمﺤال وورش ونشاط اقﺘصادي مخطط بالمنطقة‪ ،‬فهم كما يقولون‬
‫ﻻ يرغبون في العودة لﻠعشوائية لكنهم ﻻ يجدون من يخطط لهم ويﻠبى احﺘياجاتهم بعد انﺘهاء تنفيذ المشروع"‬
‫)‪ .(١٩‬وجدير بالذكر أن من بعد الثورة‪ ،‬قام بعض السكان بﺘرك المنطقة وبيع وحداتهم أو تأجيرها‪،‬‬
‫وترواحت أسعار الشقق من ‪ ٨٠‬إلى ‪ ١٣٠‬ألف جنيه‪ ،‬واﻹيجار الشهري من ‪ ٥٠٠‬إلى ‪ ٦٠٠‬جنيه‪.١٣‬‬

‫‪ ١١‬مقابﻠة شخصية مع أالسيدة "أم مﺤمد" والسيدة "أم أحمد" بمنطقة "زينهم" ابريﻞ ‪٢٠١٣‬‬
‫‪(٢٧) ١٢‬‬
‫‪(٢٧) ١٣‬‬

‫‪١٣‬‬
‫ش ل رقم ‪ :١٩‬يوضح التعد ات التي حدثت عد الثورة‪ ،‬المصدر‪ :‬ال احثة ‪٢٠١٣‬‬

‫‪ ٣-٥‬التحليل والمناقشة‬
‫ويﺘض ح مما س بق ان من اهم مش اكﻞ مش روع إعادة تس كين بعض مناطق الخطورة اﻷولى بمنطقة‬
‫"اﻹسكان اﻷولى بالرعاية"ً انه بجانﺐ بُعد المسافة عن المنطقة اﻷساسية وما يﺘرتﺐ عﻠيه من بُعد المسافة‬
‫عن العمﻞ وصغر حجم الوحدات فياتي عدم توافر الخدمات واﻻحﺘياجات اﻷ ساسية لﻠسكان بمثابة الكارثه‬
‫لهم مما يطرهم الى الخروج خارج المنطقة‪ ،‬كما انها تعكس س ياس ة الدولة وهي نقﻞ الس كان لما هو مﺘاح‬
‫لديها من وحدات أو يﺘماش ى مع خططها القومية ولكن تواجه رفض الس كان لﻠﺘأقﻠم مع ما هو مﺘاح‬
‫ومطالبﺘهم بمنطقة مﻼئمة عمرانيا ً تﺘناس ﺐ مع عادتهم يؤثرون فيها وتﺘأثر بيهم‪ .‬ولكن مش روع "زينهم"‬
‫نجخ في كثير من المعايير بد ًء من الش راكة بين الهﻼل اﻷحمر المص ري ومﺤافظة القاهرة‪ ،‬حيث قامت‬
‫جمعية الهﻼل اﻷحمر بعمﻞ مس ح إجﺘماعي اقﺘص ادي قبﻞ البدء في المش روع وأش رك الس كان وإن لم يكن‬
‫عمﻠيا ً ولكن بﺘأهيﻠهم وأخذ أرائهم‪ .‬وتﺘميز المنطقة بكثير من الخدمات المﺘوفرة ترفيهيأ ً وص ﺤيا ً وعمﻠيا ً‬
‫بينما يوجد نقص في بعض الخدمات اليومية‪ .‬ويظهر القص ور في مش روع "منطقة زينهم" في عدم تنفيذ‬
‫خطة الص يانة الموض وعة مما أدى إلى تدهور المباني‪ .‬وتوجه الﺘجارب في مص ر مش كﻠة عدم ض مان‬
‫الﺤيازة اﻵمنة سواء بعقود إيجار أو مﻠكية‪.‬‬
‫‪ .٦‬الخﻼصة‬
‫ونسﺘخﻠص مما سبق‪ ،‬أن نجاح سياسات "إعادة تسكين المناطق العشوائية" بأنواعها الثﻼثة‪ ،‬وحﻞ المشكﻠة من‬
‫جوانبها المخﺘﻠفة يرتبط بشكﻞ وثيق ويعﺘمد عﻠى أكثر من عامﻞ‪:‬‬
‫‪ ‬مشاركة السكان في الخيارات‪،‬‬
‫‪ ‬قدرة الﺤكومة واﻹدارة المﺤﻠية عﻠى إدارة وتنفيذ مشروع وتوفير الموارد المﺘاحة لديها‪،‬‬
‫‪ ‬توفير المسكن المﻼئم لهذه الشريﺤة السكانية بما يﻠبي احﺘيجاتهم‪،‬‬
‫‪ ‬توفير برامج اجﺘماعية اقﺘصادية تسﺘهدف الﺘدريﺐ عﻠى العمﻞ والعمالة وزيادة الدخﻞ‪.‬‬
‫ويوصي البﺤث بضرورة وضع خطة لﻠﺘقييم ما بعد اﻹشغال ومﺘابعة المشروع لﺘﻼفي القصور الذي من الممكن‬
‫أن يﺤدث أثناء عمﻠية الﺘنفيذ‪ .‬ولﻠوصول لﺤياة كفﺊ وتسﺘوفي اقﻞ معاييرلجودة حياة اﻻنسان‪.‬‬

‫المراجع‬
‫‪References‬‬
‫‪١. L’Alliance des Villes Africaine. Loger les pauvres dans les ville. s.l. : ONU-Habitat, ٢٠١١. ISBN ٩٧٨-‬‬
‫‪٩٢-١-١٣١٩٢٦-٢.‬‬
‫‪. ٢٠٠٩.‬معايير تصنيف المناطق غير اﻵمنة ‪.‬صندوق تطوير المناطق العشوائية ‪٢.‬‬
‫]‪٣. Cities Alliance. Cities Without Slums. [Online] ٢٠٠٥. [Cited: ٤ ١٢, ٢٠١٣.‬‬
‫‪http://web.mit.edu/urbanupgrading/sponsor/ActionPlan.pdf.‬‬
‫‪٤. Satterthwaite, David. The Millennium Development Goals and urban poverty reduction: great‬‬
‫‪expectations and nonsense statistics. ٢٠٠٣.‬‬

‫‪١٤‬‬
٥. (COHRE), Centre on Housing Rights & Evictions. Global Survey on Forced Evictions, Violations of
Human Rights ٢٠٠٣ -٢٠٠٦. [Online] November ١٢, ٢٠٠٦. [Cited: ٤ ١٣, ٢٠١٣.]
http://www.cohre.org/sites/default/files/global_survey_on_forced_evictions_١٠_dec_٢٠٠٦.pdf. (ISBN-
١٣) ٩٧٨-٩٢-٩٥٠٠٤-٣٨-٢.
٦. Davis, Mike . Planet of Slums. UK : Verso, ٢٠٠٦. ISBN ١-٨٤٤٦٧-٠٢٢-٨.
٧. United Nations Comprehensive Guidelines on Development-Based Displacement. United Nations.
Geneva : United Nations, ١٩٩٧. E/CN.٤/Sub.٢/١٩٩٧/٧.
٨. UNCHS. Evaluation of Relocation Experience. Nairobi : United Nations Centre for Human Settlements,
HABITAT, ١٩٩١.
٩. The Cities Alliance. Slum Upgrading Up Close: Experiences of Six Cities. [Online] October ٢٠٠٨. [Cited:
١ ١٠, ٢٠١٣.] http://www.citiesalliance.org/sites/citiesalliance.org/files/su-up-close_٠.pdf.
١٠. Syrjänen, Raakel . UN-HABITAT AND THE KENYA SLUM UPGRADING PROGRAMME. Nairobi :
UN-HABITAT , ٢٠٠٨. ٩٧٨-٩٢-١-١٣١٩٩٠-٣.
١١. Ministry of Housing, Governement of Kenya. Governement of Kenya Ministry of Housing. [Online]
[Cited: ٤ ١٩, ٢٠١٣.] http://www.housing.go.ke/?cat=١٩.
١٢. Smith, David. Best Practices in Slum Improvement: The Case of São Paulo, Brazil. USA : the
Development Innovations Group (DIG), ٢٠٠٨.
١٣. Ndezi, Tim. The limit in community initiatives in addressing resettelment of Kurasini Ward, Tanzania.
Network association of Europen researchers. [Online] ٢٠٠٨. [Cited: ٥ ١٧, ٢٠١٣.] http://www.n-
aerus.net/web/sat/workshops/٢٠٠٧/papers/Final_Tim٪٢٠Ndezi_paper.pdf.
١٤. Mkanga, Mwanakombo. Impacts of Development-Induced Displacement on Households Livelihoods:
Experience of people from Kurasini, Dar es Salaam - Tanzania. The Netherlands : s.n., ٢٠١٠.
١٥. ‫صندوق تطويرالمناطق العشوائية‬. ‫تقرير لجنة تقدير اﻻحﺘياجات الخدمية لﺘوطين سكان المناطق المهددة لﻠﺤياة بمدينة‬٦ ‫أكﺘوبر‬. ‫القاهرة‬:
‫صندوق تطوير المناطق العشوائية‬, ٢٠١١.
١٦. Tadamun. Masākin `Uthmān. Tadamun. [Online] ‫ابريﻞ‬٢٠, ٢٠١٥. [Cited: ‫فبراير‬٢٠, ٢٠١٦.]
http://www.tadamun.info/?post_type=city&p=٥٧٣٧&lang=en&lang=en#.VvBnpI٩OJjp.
١٧. Coloring a grey city. Coloring a grey city. Facebook. [Online] Februray ٢٣, ٢٠١٥. [Cited: March ٢٧,
٢٠١٦.] https://www.facebook.com/coloringagreycity/posts/٧١٩٦٢٣٠٢٤٨٢١٨٠١.
١٨. Khadr, Zeinab and Bulbul, Lamia. Egyptian Red Crescent in Zeinhum: Impact Assessment of
Comprehensive Community Development Model for Slums Upgrading. Cairo : AUC, ٢٠١١.
١٩. ‫تﻀامن‬. ‫مساكن زينهم‬... ‫حﻠم سكان العشوائيات‬. ‫تضامن‬. [Online] ‫فبراير‬١٩, ٢٠١٤.
http://www.tadamun.info/?post_type=initiative&p=٣٤٢٩#.VmXoWjahdjo.
٢٠. ‫طموم‬, ‫د‬. ‫يحي‬. ‫تطوير عشوائيات زينهم‬. ‫القاهرة‬: ‫الهﻼل اﻷحمر المصري‬, ٢٠٠٥.
٢١. Gehander, Maria; Mörnhed, Eva. From Slum to Adequate Homes: A Study on Housing Solutions for
the Urban Poor in. [Online] ٢٠٠٦. [Cited: ٥ ١٧, ٢٠١٣.] http://www.lth.se/fileadmin/hdm/Ex-
jobb/Gehander_-_Moernhed.pdf.
٢٢. S. Mero, Clemence . KURASINI AREA REDEVELOPMENT PLAN DAR ES SALAAM, TANZANIA.
TANZANIA : THE UNITED REPUBLIC OF TANZANIA MINISTRY OF LANDS HOUSING AND
HUMAN SETTLEMENTS DEVELOPMENT, ٢٠١١.
٢٣. ‫بطرس‬, ‫تامر‬. ‫ مدينة هرم سيﺘي‬،‫مدير خدمة السكان‬. ‫القاهرة‬, ١ ١٠, ٢٠١٣.
٢٤. ‫صندوق تطوير المناطق العشوائية‬. ‫الخريطة القومية لﺘطوير المناطق غير اﻷمنة‬. ‫القاهرة‬: ‫صندوق تطوير المناطق العشوائية‬, ٢٠١٣.
٢٥. ‫تﻀامن‬. ‫عزبة خير ﷲ‬. ‫مبادرة تضامن لﻠعمران‬. [Online] ‫ديسمبر‬٢٥, ٢٠١٣. [Cited: ‫ابريﻞ‬٤, ٢٠١٦.]
http://www.tadamun.info/?post_type=city&p=٣٤٩٥.
٢٦. Coloring a grey city. Facebook. [Online] March ١٧, ٢٠١٥. [Cited: March ٢٧, ٢٠١٦.]
https://www.facebook.com/coloringagreycity/photos/a.٦٢٩٤١٨٩٧٠٥٠٨٨٧٤٫١٠٧٣٧٤١٨٢٩٫٦٢٧٨٢٥١٧
٠٦٦٨٢٥٤/٧٣٣٤٠٧٦١٠١١٠٠٠٩/.
٢٧. ‫عزت‬, ‫زينب‬. ‫مقابلة شخﺼية مع ممثلة الهﻼل اﻷحمر بفرع القاهرة‬. [interv.] ‫الباحثة‬. ‫ابريل‬٢٠, ٢٠١٣.

١٥

You might also like