Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 5

‫ملخص عن مذكرة ماجستير بعنوان‪ :‬سلطات القاضي‬

‫الجزائي في تقدير أدلة البثبات وتقدير الجزاء في المواد‬


‫الجمركية ) للطالبة مزيلط سهام (‬
‫أول‪ :‬سلطة القاضي الجزائي في تقدير أدلة البثبات‬
‫هذه السلطة تأخذ مظهرين قد تكون مقيدة وقد تكون تقديرية‬
‫‪ (1‬الدور المقيد للقاضي الجزائي‪:‬‬
‫إن سلطة القاضي الجزائي في تقدير اللدلة وفقا للكحكام‬
‫العامة يحكمها مبدأ كحرية القاضي الجزائي في تكوين قناعته‬
‫المنصوص عليه في المالدة ‪ 212‬من ق إ ج‪.‬‬
‫أما في المجال الجمركي يتضح لنا جليا أن البثبات في الموالد‬
‫الجمركية ورغم خضوعه لنفس القواعد الجرائية المتعلقة‬
‫بالبثبات في مجال القانون العام مع وجولد فوارق بسيطة‪ ،‬إل أنه‬
‫ومن جهة أخرى يخضع إلى جانب ذلك لمبالدئ متميزة عنه سواء‬
‫فيما يتعلق بطرق البثبات أو تقدير اللدلة‪ ،‬ويتجسد هذا التمييز‬
‫خاصة فيما أضفاه المشرع من كحجية خاصة على بعض وسائل‬
‫البثبات‪.‬‬
‫وتعد المحاضر الجمركية الوارلدة في الفقرة الولى من المالدة‬
‫‪ 254‬من ق ج من أهم وسائل البثبات التي ل يملك كحيالها القاضي‬
‫سلطة التقدير‪ ،‬فقد خص القانون هذه المحاضر بقوة إبثباتية‬
‫تكون فيها السلطة التقديرية للقاضي شبه منعدمة‪ ،‬فتتمتع‬
‫محاضر الحجز والمعاينة الجمركيين‪ ،‬ومحاضر أعمال التهريب‬
‫بحجية كاملة بحيث تكون صحيحة إلى أن يطعن فيها بالتزوير‪،‬‬
‫وهذا ما نصت عليه المالدة ‪ 254/1‬من ق ج ‪ ،‬وكذا المالدة ‪ 32‬من‬
‫المر ‪ 05/06‬المتعلق بمكافحة التهريب‪.‬‬
‫وتتمتع هذه المحاضر بهذه الحجية عند توافر شرطين ابثنين‬
‫يتعلق الول بمضمون المحاضر‪ ،‬وهو نقل معاينات مالدية‪ ،‬ويتعلق‬
‫الثاني بصفة محرري المحاضر وعدلدهم‪ ،‬وهو أن تكون محررة‬
‫من قبل عونين ابثنين على القل‪.‬‬
‫فالقاضي يفقد أمام المعاينات المالدية التي تنقلها المحاضر‬
‫الجمركية القدرة على تقدير اللدلة المطروكحة أمامه‪،‬ويتوجب‬
‫عليه استخلص النتائج القانونية من تلك المحاضر‪ ،‬ولو كان ذلك‬
‫ضد اقتناعه الشخصي‪ ،‬ول يمكنه استبعالد ما ورلد فيها من بيانات‬

‫‪1‬‬
‫‪1‬‬
‫مهما كانت السباب‪ ،‬بل وكحتى ولو بدا له الشك في مصداقيتها‪،‬‬
‫فسلطته التقديرية تتقيد أمام هذه المحاضر‪.‬‬
‫لم يكتف المشرع بالحجية الخاصة الممنوكحة للمحاضر‬
‫الجمركية‪ ،‬وما ترتبه من آبثار في التخفيف من عبء البثبات على‬
‫سلطة التهام وإلدارة الجمارك‪ ،‬فقام بالضافة إلى ذلك‬
‫بتدعيمهما بوسيلة تعفيهما من عبء إبثبات الواقعة محل النزاع‪،‬‬
‫وتتمثل هذه الوسيلة في القرائن الجمركية‪.‬‬
‫ويكتسي البثبات بالقرائن لدورا فعال ومؤبثرا في البثبات‬
‫الجزائي‪ ،‬وقد ازلدالدت أهميته بتقدم العلوم والكتشافات‪.‬‬
‫ويعد البثبات في الموالد الجمركية المجال الخصب‬
‫والواسع للقرائن‪ ،‬ل سيما منها القانونية‪ ،‬وهو ما يتضح جليا من‬
‫النصوص القانونية العديدة والمتفرقة والوارلدة في قانون‬
‫الجمارك‪ ،‬أو القانون المتعلق بمكافحة التهريب‪ .‬وتتعلق هذه‬
‫القرائن الجمركية في مجملها‪ ،‬إما بقيام الجريمة‪ ،‬فالسلوك‬
‫المالدي المرتكب من قبل المتهم في مكان معين والوارلد على‬
‫بضاعة معينة‪ ،‬يكفي لقيام القرينة على قيام الجريمة‪ ،‬وقد تتعلق‬
‫هذه القرائن الجمركية بقيام المسؤولية‪ ،‬فحيازة الشخص‬
‫للبضائع محل الغش أو ممارسته لنشاط مهني يكفيان لقيام‬
‫القرينة على مسؤوليته‪،‬وبالتالي تحميله المسؤولية الجزائية؛‬
‫وهذه القرائن شأنها شأن المحاضر ذات الحجية المطلقة تكون‬
‫ملزمة‪ ،‬ومقيدة للقاضي في اقتناعه‪.‬‬
‫‪(02‬الدور التقديري للقاضي الجزائي في البثبات‬
‫الجمركي‬
‫ل يكون لدور القاضي مقّيدا في جميع الكحوال ول يتمتع‬
‫بسلطة التقدير‪ ،‬بل أنه يسترجع هذه السلطة‪ ،‬فتكون له مطلق‬
‫الحرية في تقدير ألدلة الدعوى فيأخذ بها أو يستبعدها‪ ،‬فبذلك‬
‫يعولد الكحتكام بشأن تقدير وسائل البثبات إلى قواعد القانون‬
‫العام‪ ،‬ويصدر القاضي كحكما تبعا لقتناعه الشخصي‪.‬‬
‫ويسترجع القاضي الجزائي في التشريع الجمركي سلطته‬
‫التقديرية بالنسبة للمحاضر الجمركية ذات الحجية النسبية‪،‬‬
‫ويتعلق المر بالتصريحات والعترافات الوارلدة في المحاضر‬
‫الجمركية المثبتة للجرائم الجمركية‪ ،‬عدا أعمال التهريب‪،‬‬

‫‪2‬‬
‫‪2‬‬
‫بالضافة إلى المعاينات المالدية التي تنقلها تلك المحاضر عندما‬
‫تكون محررة من قبل عون واكحد‪.‬‬
‫كما أن القاضي الجزائي يسترجع كامل سلطته التقديرية أمام‬
‫طرق البثبات الخرى للجرائم الجمركية‪ ،‬ويتعلق المر بمحضر‬
‫التحقيق البتدائي‪ ،‬أو بمحضر كحجز أو معاينة يكون مشوبا بسبب‬
‫وته البثباتية‪.‬‬
‫من أسباب البطلن‪ ،‬أي عندما يفقد ق ّ‬
‫يسترجع القاضي الجزائي كامل سلطته التقديرية أيضا عندما‬
‫يتعلق المر بإبثبات المخالفة الجمركية بالستنالد إلى المعلومات‬
‫والشهالدات والمحاضر وغيرها من الوبثائق الصالدرة عن‬
‫السلطات الجنبية‪.‬‬

‫بثانيا‪ :‬سلطة القاضي الجزائي في تقدير الجزاء‪:‬‬


‫التشريع الجمركي الجزائري‪ ،‬يعرف بثل ث أنواع من الجزاءات‪،‬‬
‫الجزاءات المالية المتمثلة في الغرامة والمصالدرة‪ ،‬الجزاءات‬
‫السالبة للحرية‪ ،‬وكذا الجزاءات التكميلية‪ ،‬وسلطة القاضي الجزائي‬
‫تختلف كحسب نوعية الجزاء وهي تتدرج بين العدم والطلق‪.‬‬
‫‪ (01‬سلطة القاضي في تقدير الجزاءات المالية‪:‬‬
‫تتمثل هذه الجزاءات في المصالدرة والغرامة‪ ،‬وتنصب المصالدرة‬
‫على‪ :‬البضائع محل الغش‪ ،‬البضائع التي تخفي الغش وعلى وسيلة‬
‫النقل‪.‬‬
‫والصل أن سلطة القاضي الجزائي مقيدة بشأن تقدير الجزاءات‬
‫المالية سواء المصالدرة أو الغرامة ‪ ،‬فهو ملزم بمصالدرة البضائع‬
‫محل الغش والبضائع التي تخفي الغش متى نص القانون على‬
‫المصالدرة كجزاء للجرائم الجمركية‪ ،‬كما أنه ملزم بمصالدرة وسيلة‬
‫النقل متى بثبت استعمالها في جرائم التهريب‪.‬‬
‫غير أن القانون لم يأخذ بهذا الحكم على إطلقه فقد منح القاضي‬
‫الجزائي جانبا من السلطة التقديرية‪ ،‬وأجاز له إعفاء المخالف من‬
‫مصالدرة البضائع محل الغش‪ ،‬وكذا مصالدرة وسيلة النقل‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪3‬‬
‫كما أن القاضي الجزائي من جهة أخرى‪ ،‬ملزم بالحكم بالغرامة‬
‫الجمركية كما نص عليها القانون‪ ،‬وليس له سلطة في التخفيف‬
‫منها‪ ،‬فهو ملزم بالحكم بمقدار الغرامة الثابت والمحدلد سلفا‪ ،‬أو‬
‫أنه ملزم أيضا بمقدار الغرامة كحسب قيمة البضاعة محل الغش‪،‬‬
‫وليس له سلطة في التخفيف من هذا المقدار‪.‬‬
‫غير أن المشرع من جهة أخرى‪ ،‬نص على كحالة وكحيدة تكون فيها‬
‫الغرامة الجمركية محدلدة بين كحدين ألدنى وأقصى‪ ،‬وهي كحالة‬
‫الجنايات التي يرتكبها الشخص المعنوي‪ ،‬فمالدام أن الغرامة محدلدة‬
‫بين كحدين فإنه يكون للقاضي سلطة تقديرية في الحكم بالغرامة‬
‫المناسبة بين هذين الحدين‪.‬‬
‫‪ (2‬سلطة القاضي في تقدير الجزاءات السالبة للحرية‬
‫والجزاءات التكميلية‪:‬‬
‫فبالنسبة للجزاءات السالبة للحرية فكما هو الشأن بالنسبة‬
‫لجرائم القانون العام فإن القاضي الجزائي يتمتع بسلطة تقديرية‬
‫واسعة‪.‬‬
‫فالقاضي الجزائي له سلطة تقديرية في تقدير العقوبة كما‪ ،‬إذ‬
‫يكون له اختيار العقوبة السالبة للحرية بين كحدين اللدنى والقصى‬
‫الذي وضعهما المشرع‪ ،‬كما له إلى جانب ما يملكه من سلطة‬
‫التقدير الكمي‪ ،‬الرتفاع بالعقوبة السالبة للحرية إلى ما فوق كحدها‬
‫العلى في كحالة الظروف المشدلدة‪ ،‬والنزول بالعقوبة المقررة‬
‫إلى مالدون كحدها اللدنى المنصوص عليه قانونا‪ ،‬كما يجوز له‬
‫وإضافة إلى ذلك وقف تنفيذ العقوبة السالبة للحرية‪.‬‬
‫أما بالنسبة لسلطة القاضي الجزائي بشأن تقدير العقوبات‬
‫التكميلية فقد تكون مطلقة ومن بثم يكون له مجال في الختيار‬
‫بين الحكم بها من عدمه ويكون ذلك بالنسبة للعقوبات التكميلية‬
‫الجوازية؛ وقد تكون مقيدة بحيث يكون القاضي ملزما بالحكم بها‬
‫في كحالة الحكم باللدانة في بعض الجرائم الجمركية ويكون ذلك‬
‫بالنسبة للعقوبات التكميلية الوجوبية‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪4‬‬
.

5
5

You might also like