Professional Documents
Culture Documents
أسرار الوفاق بين الحضارة اليهودية الماسونية والدولة السبئية الرافضية
أسرار الوفاق بين الحضارة اليهودية الماسونية والدولة السبئية الرافضية
www.alsheaa.com
إن اﻟﺣﻣد ﻧﺣﻣده وﻧﺳﺗﻌﯾﻧﮫ ،وﻧﻌوذ ﺑﺎ ﻣن ﺷرور أﻧﻔﺳﻧﺎ وﺳﯾﺋﺎت أﻋﻣﺎﻟﻧﺎ ،واﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم
اﻟﻐر
ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺑﻌوث رﺣﻣﺔ ﻟﻠﻌﺎﻟﻣﯾن وﻋﻠﻰ أزواﺟﮫ أﻣﮭﺎت اﻟﻣؤﻣﻧﯾن وﺧﻠﻔﺎﺋﮫ اﻟراﺷدﯾن وأﺻﺣﺎﺑﮫ ّ
اﻷﺗﻘﯾﺎء اﻟطﺎھرﯾن ،أﻣﺎ ﺑﻌد:
ﻓﻣن ﻧﻌم ﷲ اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺣﺻﻰ ،أن ﺑﻌث إﻟﯾﻧﺎ رﺳوﻟﮫ )ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ) وأﻧزل ﻛﺗﺎﺑﮫ اﻟﻣﺑﯾن
ھداﯾﺔ ﻟﻠﺑﺷرﯾﺔ ،ﻓﻛﺎن اﻹﺳﻼم ،أﻋظم ﺧﯾر ُرزﻗﺗﮫ اﻟﺑﺷرﯾﺔ ﻣﻧذ ﻣﯾﻼدھﺎ إﻟﻰ اﻵن.
ﺻﻠﺢ اﻷوﻟون ووﻣﺗﻰ ﻣﺎ اﺳﺗﻣﺳك اﻟﻣﺳﻠﻣون ﺑﮭذا اﻟدﯾن ،ﻛﺎن ﻟﮭم اﻟﻔﻼح ﻓﻲ اﻟدﻧﯾﺎ واﻵﺧرة ،ﺑﮫ َ
ﺑﮫ ﺳﯾﺻﻠﺢ اﻵﺧرون ،ھذه اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﻧطق ﺑﮭﺎ اﻟﻘرآن،
(وﻋد ﷲ اﻟذﯾن آﻣﻧوا ﻣﻧﻛم ،وﻋﻣﻠوا اﻟﺻﺎﻟﺣﺎت ﻟﯾﺳﺗﺧﻠﻔﻧﮭم ﻓﻲ اﻷرض ﻛﻣﺎ اﺳﺗﺧﻠف اﻟذﯾن ﻣن
وﻟﯾﻣﻛﻧن ﻟﮭم دﯾﻧﮭم اﻟذي ارﺗﺿﻰ ﻟﮭم وﻟﯾﺑدﻟﻧﮭم ﻣن ﺑﻌدھم ﺧوﻓﮭم أﻣﻧﺎ ،ﯾﻌﺑدوﻧﻧﻲ ﻻ
َ ﻗﺑﻠﮭم
ﯾﺷرﻛون ﺑﻲ ﺷﯾﺋﺎ ( اﻵﯾﺔ ٥٥ /
وﻛﻣﺎ ﺑﯾن ﻟﮭم أﺳﺑﺎب اﻟﺗﻣﻛﯾنّ ،ﺑﯾن ﻟﮭم أﻋداء اﻟﻣﻠﺔ واﻟدﯾن:
ﻟﺗﺟدن أﺷد اﻟﻧﺎس ﻋداوة ﻟﻠذﯾن آﻣﻧوا ،اﻟﯾﮭود واﻟذﯾن أﺷرﻛوا ( اﻵﯾﺔ ٨٢ /
ّ (
وﻧﻘول ﺻدﻗت رب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾن.
اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻋﺑداﻟرﺣﻣن اﻟﺳﻌدي ﻓﻲ ﺗﻔﺳﯾره (ﻓﮭؤﻻء اﻟطﺎﺋﻔﺗﺎن ﻋﻠﻰ اﻹطﻼق أﻋظم اﻟﻧﺎسّ ﯾﻘول
ﻣﻌﺎداة ﻟﻺﺳﻼم واﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ،وأﻛﺛرھم ﺳﻌﯾﺎ ﻓﻲ إﯾﺻﺎل اﻟﺿرر إﻟﯾﮭم ،وذﻟك ﻟﺷدة ﺑﻐﺿﮭم ﻟﮭم ﺑﻐﯾﺎً
وﺣﺳداً وﻋﻧﺎدا وﻛﻔرا( وھذا اﻟذي وﻗﻊ ﻓﻌﻼ ﻓﻲ أﺣداث اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن ﻋﻧدﻣﺎ أدارﺗﮭﺎ ﻋﻘول
اﻟﯾﮭود اﻟﺷﯾﺎطﯾن.
ﻟذا ﻣن اﻟﻣﺷرﻛﯾن اﻟﯾوم اﻟذﯾن ﺳﺎﻟت دﻣﺎء اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﺑﺳﺑﺑﮭم ،ﺗﻘف اﻟﺣﺿﺎرة اﻟﯾﮭودﯾﺔ واﻷﻣﺔ
اﻟﺷﯾﻌﯾﺔ اﻟراﻓﺿﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻘدﻣﺔ اﻷﻣم اﻟﻣﺷرﻛﺔ ﺑﺎ ﺗﻌﺎﻟﻰ.
ﻛﻔر اﻟﺣﺿﺎرة اﻟﻐرﺑﯾﺔ اﻟﯾﮭودﯾﺔ واﺿﺢ ﻻ ﻟﺑس ﻓﯾﮫ واﻟﻌداء اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ واﻟﻣﻌﺎﺻر ﻟﻺﺳﻼم واﺿﺢ
ﻛذﻟك وﯾﺗﺟﻠﻰ ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ ﻣظﺎھر ﺳﻠوﻛﮭﺎ ﺗﺟﺎه اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ،وﻟﻛن ﻣﺎذا ﻋن أﻣﺔ اﻟﻣﺟوس واﻟﺗﻲ ﺗدﻋﻰ
زورا اﻧﺗﻣﺎﺋﮭﺎ ﻟﻺﺳﻼم ،ﻓﻠﻣﺎذا ﺗﻘوم ﺑﺎﻟﺳوء ﻓﻲ أﻣﺔ ﻣﺣﻣد ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ؟
اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺑﻐﻲ إدراﻛﮭﺎ أﻧﮫ ﻻ ﻓرق ﺑﯾن ﻋداء اﻟﻣﺟوس اﻟرواﻓض ،وﺣﻘد اﻟﻛواﻓر ﻣن
اﻟﺻﻠﯾﺑﯾن واﻟﯾﮭود وھذه ﺟﻣﻠﺔ اﻷﺳﺑﺎب اﻟﺗﻲ ﻗﺎدت اﻟﻠﻘﺎء ﺑﯾن أﻣم اﻹﺟرام:
أوﻻ :اﺗﺧﺎذ اﻷرﺑﺎب ﻣن دون ﷲ رب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾن ﺳﺑﺣﺎﻧﮫ وﺗﻌﺎﻟﻰ:
إن اﻟدارس ﻟﺳﻠوك اﻟﺷﯾﻌﺔ اﻟﻣﺟوس واﻟﯾﮭود ﻋﻠﻰ ﺿوء ﻛﺗﺎب ﷲ وأﺣﺎدﯾث ﻧﺑﯾﮫ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ
وﺳﻠم ،ﺳﯾﺟد أن ﻛﻼ اﻷﻣﺗﯾن ،ﻗد أﻗﺎﻣت أﺳس ﺣﯾﺎﺗﮭﺎ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ واﻷﺧﻼﻗﯾﺔ ﻋﻠﻰ
اﻟﺷرك ﺑﺎ رب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾن .ﻓﺎﻟﺣﺿﺎرة اﻟﯾﮭودﯾﺔ اﻟﻣﺎﺳوﻧﯾﺔ ،ﻗد اﺗﺧذت ﻣن اﻟﮭوى اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ
اﻟﻘﺎﺻر واﻟﺿﺎل داﺋﻣﺎ ﻋﻧد ﺑﻌده ﻋن ﷲ ،ھﺎدﯾﺎ ﻓﻲ ﺑﻧﺎء ﺣﺿﺎرﺗﮭﺎ اﻟﻣﺎدﯾﺔ اﻟﻧﻔﻌﯾﺔ.
ﻓﺎﻟﻐرب اﻟﻣﺎﺳوﻧﻲ ﻗد ھوى ﺑﺎﻟﺣُﻛم اﻹﻟﮭﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﯾم واﻷﺧﻼق ،وأﻗﺎم اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻔردﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﺋد
اﻟﻔذ ﻟﺣﯾﺎة اﻹﻧﺳﺎن اﻟﻐرﺑﻲ ،ﺑﻠﮫ ،أي وﺳﯾﻠﺔ ﻣﺎدﯾﺔ أو ﻣﻌﻧوﯾﺔ ﺗﻘود ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻔردﯾﺔ وﻟو
ﻛﺎﻧت ﺧﺎطﺋﺔ وﻟو ﻛﺎﻧت ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﯾﺔ ،ﻓﮭﻲ وﺳﯾﻠﺔ ﺻﺣﯾﺣﺔ طﺎﻟﻣﺎ أﻧﮫ ﻗد
ﺗﺣﻘق اﻟﻧﻔﻊ اﻟﻣﺎدي ﻟﻺﻧﺳﺎن وطﺎﻟﻣﺎ أن اﻟوﺳﯾﻠﺔ ﺗﺣﻘق ﻟذة ﻣﺎدﯾﺔ وﺗﺟﻧﺑﮫ أﻟﻣﺎ ﻣﺎدﯾﺎ أو ﻧﻔﺳﯾﺎ ،ﻓﻼ ،
ﺳﻠطﺔ أﺧﻼﻗﯾﺔ ﺗﺣﻛم ﺳﻠوك اﻟﻔرد – ﻛﻣﺎ ﺑﯾن ذﻟك ﻓﯾﻠﺳوف اﻟﺣﺿﺎرة اﻟﻐرﺑﯾﺔ ﺟون ﺳﺗوارت ﻣل –
وإﻧﻣﺎ اﻟﻌﻣل أﺧﻼﻗﯾﺎ ﻋﻧده -إذا ﻣﺎ ﺗﺣﻘﻘت اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻔردﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺷدھﺎ ،وھﻧﺎ ﺗﺻﺑﺢ اﻷﺧﻼق ‘
ﺑﺣﺳب ھذا اﻟﻔﻛر اﻟوﺛﻧﻲ ،ﻧﺳﺑﯾﺔ ،ﻣﺗﻐﯾرة ﺗﺣﻛﻣﮭﺎ ﺗﺣﻘق اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ ،وھﻧﺎﻟك ﻛذﻟك ،ﺗﺳﻘط أي
اﻋﺗﺑﺎرات وﺗوﺟﮭﺎت روﺣﯾﺔ ،ﻷﻧﮫ ﻻ ﻓﺎﺋدة ﻣﺎدﯾﺔ ﻣﻧﮭﺎ ،طﺎﻟﻣﺎ أن ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻠذة اﻟﻣﺎدﯾﺔ وﺗﺟﻧب
اﻷﻟم اﻟﻣﺎدي ھﻣﺎ ﻣﻌﺎﯾﯾر ﺗوﺟﯾﮫ اﻟﺳﻠوك ﻋﻧد إﻧﺳﺎن اﻟﺣﺿﺎرة اﻟﻐرﺑﯾﺔ.
وﻟذﻟك ﻻ ﻧﺳﺗﻐرب ﺳﻘوط اﻟﻐرب اﻟذي ﻗﺎد ﻧﮭﺿﺗﮫ – اﻟﯾﮭود -ﻓﻲ ﻋﺑﺎدة اﻟﻣﺎدﯾﺔ ،ﺳواء أﻛﺎن
اﻟﻣﺎل أو ﺷﮭوات اﻟﺟﺳد ﻣن اﻟطﻌﺎم أو اﻟﻣﺳﻛرات أو اﻟﺟﻧس وإﻗﺎﻣﺔ ﻣﻧﮭﺞ اﻟﺣﯾﺎة وﻣظﺎھرھﺎ
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ أو اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ أو اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﺗﻠﺑﯾﺔ ﺳﻌﯾر اﻟﺷﮭوات اﻟﺣﯾواﻧﯾﺔ ﻋﻧد اﻹﻧﺳﺎن .ﯾﻘول ﻣﻔﻛر
اﻟﺣﺿﺎرة ﻧﯾﺗﺷﺔ:
"إن أﻛﺛر اﻟﻌﺻور ﻣﺛﺎﺑرة ،أي ﻋﺻرﻧﺎ اﻟﺣﺎﺿر ﻻ ﯾﻌرف ﻣﺎذا ﯾﻔﻌل ﺑﻣﺟﮭوده وﺑﻣﺎﻟﮫ ،إﻻ إذا
ﻛﺎن ﺗﺣﺻﯾل ﻣزﯾدا ﻣن اﻟﻣﺎل واﻟﻘﯾﺎم ﺑﻣزﯾد ﻣن اﻟﺟﮭد"
ﻟﻘد ﺗﺣﻘق ﻓﻲ ﺳﻠوك اﻟﺣﺿﺎرة اﻟﯾﮭودﯾﺔ – اﻟﻣﺎﺳوﻧﯾﺔ اﻟﻌﺑودﯾﺔ اﻟﻣطﻠﻘﺔ واﻟﺷرك اﻟﻣطﻠق ﺑﺎ رب
اﻟﻌﺎﻟﻣﯾن .ﻓﻘد ﺗﺣﻘﻘت اﻟﻌﺑودﯾﺔ اﻟﻣطﻠﻘﺔ ﻟﺷﮭوات اﻟﻧﻔس واﻟﺟﺳد ،واﻟﺷرك اﻟﻣطﻠق ،ﺑﺗﻌﺑﯾد اﻟﻧﺎس
وﻣﻧﺎھﺞ اﻟﺣﯾﺎة اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻷﺧﻼﻗﯾﺔ ﻟﻛﺳب اﻟﻣﺎل ﻛﻐﺎﯾﺔ اﻟﺣﯾﺎة وﺑﺄي وﺳﯾﻠﺔ ﻛﺎﻧت ،
وﺻدق رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم:
(ﺗﻌس ﻋﺑد اﻟدﯾﻧﺎر ،ﺗﻌس ﻋﺑد اﻟدرھم ،ﺗﻌس ﻋﺑد اﻟﺧﻣﯾﺻﺔ ،ﺗﻌس ﻋﺑد اﻟﺧﻣﯾﻠﺔ ،أن أﻋطﻲ
رﺿﻲ وإن ﻟم ﯾﻌط ﺳﺧط ،ﺗﻌس واﻧﺗﻛس وإذا ﺷﯾك ﻓﻼ أﻧﺗﻘش) اﻟﺧﻣﯾﺻﺔ :ھﻲ اﻟﻛﺳﺎء واﻟﻣظﮭر
واﻟﺧﻣﯾﻠﺔ ھﻲ اﻟﻔراش اﻟوﺛﯾر ،
اﻟﻌﻼﻣﺔ اﺑن ﻋﺛﯾﻣﯾن رﺣﻣﮫ ﷲ ﺷﺎرﺣﺎ ھذا اﻟﺣدﯾث " :ﺗﻌس واﻧﺗﻛس " ﺗﻌس ،أي : ّ ﯾﻘول اﻟﺷﯾﺦ
ﺧﺎب وھﻠك واﻧﺗﻛس ،أي :اﻧﺗﻛﺳت ﻋﻠﯾﮫ اﻷﻣور ﺑﺣﯾث ﻻ ﺗﺗﯾﺳر ﻟﮫ ،ﻓﻛﻠﻣﺎ أراد ﺷﯾﺋﺎ ً اﻧﻘﻠﺑت
ﻋﻠﯾﮫ اﻷﻣور ﺧﻼف ﻣﺎ ﯾرﯾد ،وﻟﮭذا ﻗﺎل :وإذا ﺷﯾك ﻓﻼ أﻧﺗﻘش " .أي :إذا أﺻﺎﺑﺗﮫ ﺷوﻛﺔ ،ﻓﻼ
ﯾﺳﺗطﯾﻊ أن ﯾزﯾل ﻣﺎ ﯾؤذﯾﮫ ﻋن ﻧﻔﺳﮫ.
ﻓﺎﻧظر ﻋزﯾز ﻗﻠﺑﻲ أﯾﮭﺎ اﻟﻣوﺣد ،ﻛﯾف اﻧﻘﻠﺑت ﺣﯾﺎة اﻟﻌﺎﺑد ﻟﺷﮭوات اﻟﻧﻔس وﺣطﺎم اﻟدﻧﯾﺎ
واﻟﻣﺷرك ﺑﺎ إﻟﻰ ھم وﻧﻛد وﺿﻧك ﻟﯾس ﻟﮫ ﺣدود.
وﻣن أﺟل ﻋﺑﺎدة اﻟﻣﺎل ،ﻟدى أرﺑﺎب اﻟﺣﺿﺎرة اﻟﯾﮭودﯾﺔ –اﻟﻣﺎﺳوﻧﯾﺔ ُ ،ﺗﺳنُ ﻛل اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت
اﻟوﺿﻌﯾﺔ اﻟﺷرﻛﯾﺔ واﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻣؤدﯾﺔ إﻟﻰ ﻣزﯾد ﻣن ﺧراب اﻟﻧظﺎم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ واﻷﺧﻼﻗﻲ ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ
أرﺟﺎء اﻷرض.
ﯾﻘول ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم ) :و اﺗﻘوا اﻟﺷﺢ ﻓﺈن اﻟﺷﺢ أھﻠك ﻣن ﻛﺎن ﻗﺑﻠﻛم ﺣﻣﻠﮭم ﻋﻠﻰ أن ﺳﻔﻛوا
دﻣﺎﺋﮭم واﺳﺗﺣﻠوا ﻣﺣﺎرﻣﮭم ( و "ﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟﺷﺢ ھﻲ ﺷره اﻟﻧﻔس ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎل وﺟﻣﻌﮫ ﻣن أي طرﯾق
ﺣﻼﻻ ﻛﺎن أم ﺣراﻣﺎ ،و اﻟﺷﺢ :ھو اﻟطﻣﻊ ﻓﻲ ﻣﺎل اﻟﻐﯾر.
وﻣﺎ ظﺎھرة اﻟﺣروب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﻣدﻣرة إﻻ واﻟﺑﺎﻋث ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺣب اﻟﻣﺎل وﺣب ﻛﻧزه و ﺟﻣﻌﮫ ﻣن أي
ّ
وﺗﺟذرھﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت واﻋﺗﺑﺎرھﺎ ) ﻛﺎﻟزﻧﺎ وﺳﯾﻠﺔ ﻛﺎﻧت ،وﻻ اﻧﺗﺷﺎر ﻣوﺟﺎت اﻟﻔﺳﺎد اﻷﺧﻼﻗﻲ
واﻟﻘﻣﺎر وﺑﯾﻊ اﻟﺧﻣور واﻟﻣﺧدرات ودور اﻟﺑﻐﺎء واﻟﻠواط( ﻣظﮭرا اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺎ طﺑﯾﻌﯾﺎ ﻣﻧﺑﻌﺛﺎ ﻣن ﻓطرة
اﻹﻧﺳﺎن إﻻ اﺑﺗﻐﺎء ﻛﺳب اﻟﻣﺎل.
وإذا ﻛﺎﻧت اﻟﺣﺿﺎرة اﻟﻐرﺑﯾﺔ ﻗد ﺟﻌﻠت اﻟﻣﺎل واﻟﺷﮭوات ﻣﺣور ﺑﻧﺎء اﻟﺣﯾﺎة واﻟﻐﺎﯾﺔ اﻟﻛﺑرى ﻟﻠﺗﻘدم
اﻟﻣﺎدي واﻵﻟﻲ ،ﻓﺈن اﻟدوﻟﺔ اﻟراﻓﺿﯾﺔ اﻟﺻﻔوﯾﺔ ،ﻗد ﺗﻣﺎﺛﻠت ﻣﻊ ﺣﺿﺎرة اﻟﯾﮭود واﻟﻣﺎﺳون ،
ﺑﺎﺗﺧﺎذھﺎ اﻟﺷرك ﺑﺎ أﺳﺎﺳﺎ ﻟﺣﯾﺎﺗﮭﺎ وﻣﻧطﻠﻘﺎ ﻓﻲ ﺑﻧﺎء ﻗوﺗﮭﺎ ووﺳﯾﻠﺔ ﻓﻲ إﺿﻼﻟﮭﺎ ﺷﻌﺑﮭﺎ و ﻣرﺗﻛزا
ﻟﺷﺣن طﺎﻗﺎﺗﮭﺎ اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ واﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ ﻟﻘﺗﺎل أﻣم أھل اﻟﺳﻧﺔ واﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ،اﻟﻌدو اﻟﺳرﻣدي ﻟﻠرواﻓض
اﻟﺣﺎﻗدﯾن.
ﻣﺎ أوﺟﮫ اﻟﺷرك ﻋﻧد أﻋداء ﷲ وﺧوﻧﺔ اﻟﻣﻠﺔ واﻟدﯾن ؟ ﻣن اﻟﻐرﯾب أن اﻟوﺛﻧﯾﺎت اﻷوﻟﻰ واﻟﺟﺎھﻠﯾﺎت
اﻟﻘدﯾﻣﺔ ﻟم ﺗﺗﺧذ إﻻ إﻟﮭﺎ واﺣدا ﻣن دون ﷲ رب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾن ،ﺳﺑﺣﺎن رﺑﻲ ﻋن ﺷرﻛﮭم وآﻟﮭﺗﮭم ،أﻣﺎ
اﻟوﺛﻧﯾﺔ اﻟﺟﺎھﻠﯾﺔ اﻟﺷﯾﻌﯾﺔ ،ﻓﻘد اﺗﺧذت أﻛﺛر ﻣن إﻟﮫ ﻓﻲ ﻋﺑﺎدﺗﮭﺎ وﺟﻣﻌت ﻣظﮭر اﻟﺷرك واﻟوﺛﻧﯾﺔ
اﻟﻘدﯾﻣﺔ ﻛﻌﺑﺎدة ﻏﯾر ﷲ ﻣن اﻷﺻﻧﺎم ،واﻟوﺛﻧﯾﺔ اﻟﺟﺎھﻠﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ اﻟﻣﺳﺗﻧدة ﻓﻲ ﺷرﻛﮭﺎ اﻟﻰ اﻟﺗﺷرﯾﻊ
ﺑﻐﯾر ﻣﺎ أﻧزل ﷲ رب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾن ،وھذا ورﺑﻲ ،ﻣن ﻋﻼﻣﺎت ﻏﺿب ﷲ ﻋﻠﯾﮭﺎ.
ﻓﻣن ﻣﻣﺎﺛﻠﺗﮭم ﻟﻠوﺛﻧﯾﺎت اﻟﺟﺎھﻠﯾﺔ اﻷوﻟﻰ ،اﻻﻋﺗﻘﺎد ﻓﻲ ﻋﻠﻲ رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ وزوﺟﺗﮫ ﻓﺎطﻣﺔ رﺿﻲ
أن ﻟﮭم ﺧﺻﺎﺋص اﻷﻟوھﯾﺔ ﻛﺎﻟﻧﻔﻊ واﻟﺿر وﺟﻠب اﻟرزق وﺗﺳﯾﯾرﷲ ﻋﻧﮭﺎ واﻟﺣﺳن واﻟﺣﺳﯾن ّ ،
اﻟﻛون وإﺣﯾﺎء اﻟﻣوﺗﻰ وﻣﺎ إﻟﻰ ذﻟك ﻣن اﻟﺑدع واﻟﺿﻼﻻت اﻟﺷرﻛﯾﺔ .ﯾﻘول وارث اﻟﺳﺑﺋﯾﺔ
واﻟﻔرﻋوﻧﯾﺔ اﻟﺧﻣﯾﻧﻲ اﻟﺿﺎل:
(وأن ﻣن ﺿرورات ﻣذھﺑﻧﺎ أن ﻷﺋﻣﺗﻧﺎ ﻣﻘﺎﻣﺎ ﻻ ﯾﺑﻠﻐﮫ ﻣﻠك ﻣﻘرب وﻻ ﻧﺑﻲ ﻣرﺳل وﻗوﻟﮫ :ﻗد ورد
ﻋن اﻷﺋﻣﺔ ﻗوﻟﮭم :إن ﻟﻧﺎ ﻣﻊ ﷲ ﺣﺎﻻت ﻻ ﯾﺳﻌﮭﺎ ﻣﻠك ﻣﻘرب وﻻ ﻧﺑﻲ ﻣرﺳل)
آﺧذ ﺑﮫ υﻗﺎل :ﻣﺎ ﺟﺎء ﺑﮫ ﻋﻠﻲ( υوﻓﻲ اﻟﻛﺎﻓﻲ ﻛذﻟك :١٩٦/١ﻋن أﺑﻲ ﻋﺑد ﷲ ، ρوﻟﻣﺣﻣد ρوﻣﺎ
ﻧﮭﻰ ﻋﻧﮫ أﻧﺗﮭﻲ ﻋﻧﮫ ،ﺟرى ﻟﮫ ﻣن اﻟﻔﺿل ﻣﺛل ﻣﺎ ﺟرى ﻟﻣﺣﻣد ،اﻟﻣﺗﻌﻘب ﻋﻠﯾﮫ ـ أي ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻲ ـ
ﻓﻲ ﺷﻲء ﻣن اﻟﻔﺿل ﻋﻠﻰ ﺟﻣﯾﻊ ﻣن ﺧﻠق ﷲ أﺣﻛﺎﻣﮫ ﻛﺎﻟﻣﺗﻌﻘب ﻋﻠﻰ ﷲ وﻋﻠﻰ رﺳوﻟﮫ ،واﻟراد
ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ ﺻﻐﯾرة أو ﻛﺑﯾرة ﻋﻠﻰ ﺑﺎب ﷲ اﻟذي ﻻ ﯾؤﺗﻰ إﻻ ﻣﻧﮫυ،ﺣد اﻟﺷرك ﺑﺎ ،ﻛﺎن أﻣﯾر
اﻟﻣؤﻣﻧﯾن وﺳﺑﯾﻠﮫ اﻟذي ﻣن ﺳﻠك ﺑﻐﯾره ھﻠك ،وﻛذﻟك ﯾﺟري ﻷﺋﻣﺔ اﻟﮭدى واﺣداً ﺑﻌد واﺣد ،ﺟﻌﻠﮭم
ﷲ أرﻛﺎن اﻷرض أن ﺗﻣﯾد ﺑﺄھﻠﮭﺎ ،وﺣﺟﺗﮫ اﻟﺑﺎﻟﻐﺔ ﻋﻠﻰ ﻣن ﻓوق اﻷرض وﻣن ﺗﺣت اﻟﺛرى ،وﻛﺎن
أﻣﯾر اﻟﻣؤﻣﻧﯾن ﺻﻠوات ﷲ ﻋﻠﯾﮫ ﻛﺛﯾراً ﻣﺎ ﯾﻘول :أﻧﺎ ﻗﺳﯾم ﷲ ﺑﯾن اﻟﺟﻧﺔ واﻟﻧﺎر ،وأﻧﺎ اﻟﻔﺎروق
اﻷﻛﺑر ،وأﻧﺎ ﺻﺎﺣب اﻟﻌﺻﺎ ـ أي ﻋﺻﺎ ﻣوﺳﻰ ! ـ وﻟﻘد أﻗرت ﻟﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﻼﺋﻛﺔ واﻟروح ،واﻟرﺳل
ٍ
ﻟﻣﺣﻣد ﺑﻣﺛل ﻣﺎ أﻗروا ﺑﮫ ،وﻟﻘد ﺣ ُّﻣﻠت ﻋﻠﻲ ﻣﺛل ﺣﻣوﻟﺗﮫ؛ وھﻲ ﺣﻣوﻟﺔ اﻟرب ..وﻟﻘد ُأﻋطﯾت
ﺧﺻﺎﻻً ﻣﺎ ﺳﺑﻘﻧﻲ إﻟﯾﮭﺎ أﺣد ﻗﺑﻠﻲ :ﻋﻠﻣت اﻟﻣﻧﺎﯾﺎ واﻟﺑﻼﯾﺎ ،واﻷﻧﺳﺎب وﻓﺻل اﻟﺧطﺎب ،ﻓﻠم ﯾﻔﺗﻧﻲ ﻣﺎ
ﺳﺑﻘﻧﻲ ،وﻟم ﯾﻌزب ﻋﻧﻲ ﻣﺎ ﻏﺎب ﻋﻧﻲ ،أﺑﺷر ﺑﺈذن ﷲ وأؤدي ﻋﻧﮫ ،ﻛل ذﻟك ﻣن ﷲ ﻣﻛﻧﻧﻲ ﻓﯾﮫ
ﺑﻌﻠﻣﮫ ا -ھـ).
ﻓﺎﻧظر أﺧﻲ اﻟﻣوﺣد رﺣﻣك ﷲ إﻟﻰ ﻣﺎ ﯾﻧﺳﺑوﻧﮫ ﻟﻌﻠﻲ رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ – وھو ﻣن ذﻟك ﺑراء -ﻣن
ﻋﻠﻣﮫ ﻟﻠﻐﯾب ،وﻣﻌرﻓﺗﮫ ﺑﻌﻠم اﻟﻣﻧﺎﯾﺎ واﻟﺑﻼﯾﺎ ،وھذه اﻟﺧﺻﺎﺋص ﻟﯾﺳت ﻷﺣد إﻻ رب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾن ،
وﻟﻛن ﺟرأة اﻟﺷﯾﻌﺔ اﻟرواﻓض ﻋﻠﻰ ﻛل اﻟﻣﻧﮭﯾﺎت اﻟﺷرﻋﯾﺎت ﺟﻌﻠﺗﮭم ﻋُﻣﻲ اﻟﺑﺻﯾرة ﻻ ﯾﻔرﻗون ﺑﯾن
ﺣق وﺑﺎطل أو ﺑﯾن ﺣﻼل وﺣرام ﺣﺗﻰ ﺑﻠﻐت اﻟوﻗﺎﺣﺔ واﻟﺟرأة ﻋﻠﻰ ﷲ رب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾن أﻋظم ﻣﺑﻠﻎ،
ﻓﺄﻋطوا ﻣﺎ ﻣن اﻟﻘدرة واﻟﻘوة واﻟﻌﻠم ،إﻟﻰ ﻋﻠﻲ ﺑن أﺑﻲ طﺎﻟب وذرﯾﺗﮫ ،،
ﺛم اﻧظر إﻟﻰ اﻹﯾﺣﺎء اﻟذي ﯾﺗرﻛوﻧﮫ ﺑﮭذه اﻟﻛﻔرﯾﺎت ﺳواء ﻓﻲ ﻧﻔوس أﺣﺑﺎرھم أو أﺗﺑﺎﻋﮭم اﻟذي
اﺳﺗﻐﻔﻠوھم وﺧدﻋوھم :إذا ﻛﺎن آل اﻟﺑﯾت ﻋﻧدھم ﻋﻠم اﻟﻐﯾب وﺑﯾدھم اﻟﻧﻔﻊ واﻟﺿر وﻣﻌرﻓﺔ زﻣن
ﻣوت اﻟﻌﺑﺎد ،ﻓﻠﻣﺎذا ﻻ ﯾﺗوﺟﮭون اﻟﯾﮭم )أي أﺗﺑﺎﻋﮭم( ﺑﺎﻟﺳؤال واﻻﺳﺗﻐﺎﺛﺔ وطﻠب ﺣﺎﺟﺎت اﻟدﻧﯾﺎ
أن آل اﻟﺑﯾت ﺑﮭذه اﻟﻣﻛﺎﻧﺔ اﻟﺗﻲ ﻟم
واﻵﺧرة ؟ ھذا اﻟذي وﻗﻊ ﻓﻌﻼ ﻣن اﻟزﻧﺎدﻗﺔ اﻟرواﻓض طﺎﻟﻣﺎ ّ
ﯾﺑﻠﻐﮭﺎ ﻧﺑﻲ ﻣرﺳل وﻻ ﻣﻠك ﻣﻘرب ﻣﺛل ﻣﺎ ﻗﺎل اﻟﻛﺎﻓر اﻟﮭﺎﻟك " اﻟﺧﻣﯾﻧﻲ"
وﻣن ﺷرﻛﮭم اﻟﻣﻣﺎﺛل ﻟﺷرك اﻟدوﻟﺔ اﻟﻌﻠﻣﺎﻧﯾﺔ اﻟﺟﺎھﻠﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻐرﺑﻲ واﻟﻌرﺑﻲ ،اﺳﺗﺣداﺛﮭم –
ﻋﻠﯾﮭم ﻟﻌﻧﺔ ﷲ – ﻟﻠﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﺷرﻛﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎﻓﯾﺔ ﻟدﯾن ﷲ وﻋﻘﯾدة اﻟﺗوﺣﯾد ﺟﻣﻠﺔ وﺗﻔﺻﯾﻼ واﻋﺗﺑﺎر
ذﻟك ﻣن أﺻل اﻹﺳﻼم – واﻹﺳﻼم ﻣﻧﮫ ﺑراء – وﻣن ﺗﻠك اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﺷرﻛﯾﺔ:
•زﯾﺎرة ﻣراﻗد اﻷﺋﻣﺔ ﻣن آل اﻟﺑﯾت ) ﻛﻣﺎ زﻋﻣوا( وﺟﻌل ھذه اﻟزﯾﺎرات ﻣن اﻟﻌﺑﺎدات اﻟﻌظﯾﻣﺔ
اﻟﺗﻲ ﯾﺛﺎب ﻓﺎﻋﻠﮭﺎ ﺑﺄﻋظم اﻟﺟزاء .ﺟﺎء ﻓﻲ أﺣد ﻛﺗب أﺋﻣﺔ اﻟﺷﯾﻌﺔ:
(ﻟﻛل ﺧطوة ﯾﺧطوھﺎ اﻟزاﺋر ﻓﻲ ﺳﺑﯾل زﯾﺎرة اﻟﺣﺳﯾن ﻟﮫ ﻗﺻر ﻓﻲ اﻟﺟﻧﺔ)
(إن ﻣن ﺑﻛﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺳﯾن أو ﺗﺑﺎﻛﻰ ﻏﻔر ﷲ ﻟﮫ ﻣﺎ ﺗﻘدم ﻣن ذﻧﺑﮫ وﻣﺎ ﺗﺄﺧر)
ﻓﺎﻧظر أﺧﻲ اﻟﻣوﺣد ﻟرﺑك رب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾن إﻟﻰ أﺛر ھذه اﻟﺑدع اﻟﺷرﻛﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﺧﻼﻗﮭم ،ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗﮭﺎﻓت
اﻟرواﻓض ﻟزﯾﺎرة ﻗﺑر اﻟﺣﺳﯾن ﻓﻲ ﻛرﺑﻼء ﻓﻲ اﻟﻌﺎﺷر ﻣن ﻣﺣرم ﻛل ﻋﺎم وﻣﺎ ﯾﺟري ﺑﺟﺎﻧب ھذه
اﻟﺑدﻋﺔ اﻟﻌظﯾﻣﺔ ﻣن ﺑدع ﻣﺛﻠﮭﺎ ﻛﺎﻟﻧﯾﺎﺣﺔ واﻟﺑﻛﺎء واﻟﻠطم وھو ﻣﺎ ﻧﮭﻰ ﻋﻧﮫ اﻟﺷﺎرع اﻟﺣﻛﯾم ،ﻓﺿﻼ
ﺗﻌد◌ُ وﻗود اﻷﺣﻘﺎد واﻟﻛراھﯾﺔ ﺿد أھل اﻟﺳﻧﺔ واﻟﺟﻣﺎﻋﺔ وﻣﺣﻔزھم ﻟﻌﻣل ﻋن أن ھذه اﻟزﯾﺎرات ُ ُ
ﻛل وﺳﯾﻠﺔ ﻣﻣﻛﻧﺔ ﻟﻼﻧﺗﻘﺎم ﻣﻧﮭم.
وﻧﺑﻊ ﻣن ﻓﺳﺎد اﻋﺗﻘﺎدھم ﻓﻲ اﻟﺣﺳﯾن رﺿﻲ ﷲ ،ﻓﺳﺎد آﺧر أﺑﺷﻊ ،أﻻ وھو ﺿرب اﻟﺳﻼﺳل ﻋﻠﻰ
اﻷﻛﺗﺎف وﺷﺞ اﻟرؤوس ﺑﺎﻟﺳﯾوف واﻟﻘﺎﻣﺎت ﻓﻲ ﯾوم اﻟﻌﺎﺷر ﻣن ﻣﺣرم ﺣدادا ﻋﻠﻰ اﻹﻣﺎم اﻟﺣﺳﯾن
رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ.
•وﻣن ﺗﺷرﯾﻌﺎﺗﮭم اﻟﺑﺎطﻠﺔ ،إﻋطﺎء ﻋوام اﻟﺷﯾﻌﺔ اﻟﺧﻣس ﻣن أﻣواﻟﮭم اﻟﺗﻲ ﻛﺳﺑوھﺎ ﻣن اﻟوظﯾﻔﺔ أو
اﻟﺗﺟﺎرة ﻟﻌﻠﻣﺎﺋﮭم.
•إﺑﺎﺣﺗﮭم –ﻋﻠﯾﮭم ﻏﺿب ﻣن ﷲ – ﻟزواج اﻟﻣﺗﻌﺔ اﻟﻣﺣرم ﻓﻲ اﻹﺳﻼم ،وﻓﻲ زواج اﻟﻣﺗﻌﺔ ،اﻟرﺟل
ﻓﻲ ﺣل ﻣن ﻧﻔﻘﺔ اﻟزوﺟﺔ ،ﻛﻣﺎ ﯾﺟوز ﻟﮫ اﻟﺟﻣﻊ ﺑﯾن أﻋداد ﻻ ﺗﺣﺻﻰ ﻣن اﻟزوﺟﺎت وﺑﻼ ﺷرط.
أﯾﺿﺎ ،ﻣدة اﻟزواج ﻗد ﺗﻛون ﻟدﻗﺎﺋق أو ﯾوم أو ﺷﮭر وﺣﺳب ﻣﺎ ﯾراه اﻟرﺟل وﺗﻘﺑل ﺑﮫ اﻟﻣرأة ﻛﻣﺎ أن
ﻣواﻓﻘﺔ اﻷب ﻟﯾﺳت ﺷرطﺎ ﻓﻲ اﻟزواج .أﻗول :اﻧظر رﺣﻣك ﷲ إﻟﻰ ھذا اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺷﯾطﺎﻧﻲ ﻛﯾف
ﺧﺎﻟﻔوا ﺑﮫ ﺷرع ﷲ وﻧﺑﯾﮫ اﻟﻣﺻطﻔﻰ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ،وﻛﺎن زواج اﻟﻣﺗﻌﺔ ﺑواﺑﺔ اﻟﺷر
اﻟﻛﺑرى ﻟﺧراب اﻟﻧظﺎم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻷﻧﮫ ﻟﯾس إﻻ ﺗﻘﻧﯾﻧﺎ ﻟﻠزﻧﺎ اﻟذي ﺣرﻣﺗﮫ اﻟﺳﻣﺎء.
وﻟذا ﻛل ﻣن ﺿﺎد اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺳﻣﺎوي ﺑﺗﺷرﯾﻊ وﺿﻌﻲ ﺑﺷري وﺛﻧﻲ ﺿﺎده ﷲ ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﮫ وﺻرف
ﻋﻧﮫ ﺳﺑل اﻟﺗوﻓﯾق وﺑرﻛﺎت اﻟﺗوﺣﯾد .إن ﺗﺷرﯾﻊ إﺑﺎﺣﺔ زواج اﻟﻣﺗﻌﺔ ﻛﺎن داﻓﻌﺎ ﻟظﮭور ظﺎھرة
اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺧطﯾرة ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻹﯾراﻧﻲ ،ﺗﻠﻛم ھﻲ أﺑﻧﺎء اﻟﻠﻘطﺎء .إذ ذﻛرت ﻣﺟﻠﺔ ) اﻟﺷراع (
اﻟﺷﯾﻌﯾﺔ اﻟﻌدد ) ( ٦٨٤اﻟﺳﻧﺔ )اﻟراﺑﻌﺔ ) اﻟﺻﻔﺣﺔ اﻟراﺑﻌﺔ :أن رﻓﺳﻧﺟﺎﻧﻲ ) رﺋﯾس ﺗﺷﺧﯾص
ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻧظﺎم اﻹﯾراﻧﻲ ورﻣز ﻣن رﻣوز اﻟﻧﻔﺎق واﻟﻛﻔر ( أﺷﺎر إﻟﻰ أن رﺑﻊ ﻣﻠﯾون ﻟﻘﯾط ﻓﻲ
ّ
إﯾران ﺑﺳﺑب زواج اﻟﻣﺗﻌﺔ .ﻛﯾف ﻻ ﯾﺗﺷﻛل ھذا اﻟواﻗﻊ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ واﻷﺧﻼﻗﻲ اﻟﻣرﯾر وھم ﯾﻐذون
أﺧﻼق اﻟﻧﺎس ﺑﺄﺑﺎطﯾل اﺧﺗرﻋﺗﮭﺎ ﻋﻘوﻟﮭم اﻟﺷﯾطﺎﻧﯾﺔ .ﺟﺎء ﻓﻲ ﻧﺻوص اﻟﻛﺎﻓﻲ ) أھم ﻣﺻﺎدر
اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺷﯾﻌﯾﺔ):
ﻋن ﻣﺣﻣد ﺑن ﻋﻠﻲ اﻟﮭﻣداﻧﻲ ﻋن رﺟل ﺳﻣﺎه)!!!( ﻋن أﺑﻲ ﻋﺑدﷲ ﻗﺎل :ﻣﺎ ﻣن رﺟل ﺗﻣﺗﻊ ﺛم
أﻏﺗﺳل إﻻ ﺧﻠق ﷲ ﻣن ﻛل ﻗطره ﺗﻘطر ﻣﻧﮫ ﺳﺑﻌﯾن ﻣﻠﻛﺎ ً ﯾﺳﺗﻐﻔرون ﻟﮫ إﻟﻰ ﯾوم اﻟﻘﯾﺎﻣﺔ وﯾﻠﻌﻧون
ﻣﺗﺟﻧﺑﮭﺎ إﻟﻰ أن ﺗﻘوم اﻟﺳﺎﻋﺔ ).اﻟوﺳﺎﺋل)٤٤٤/١٤
اﻟﺳﺑب اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺳﻔك اﻟدﻣﺎء اﻟﺑرﯾﺋﺔ واﻹﻓﺳﺎد ﻓﻲ اﻷرض :ﺳﻧﺔ اﻟﯾﮭود واﻟﺷﯾﻌﺔ اﻟﻣﺟوس.
ﻗﯾﺎم اﻟﺣﺿﺎرة اﻟﯾﮭودﯾﺔ اﻟﻣﺎﺳوﻧﯾﺔ ،وﺛراﺋﮭﺎ واﺳﺗﻘرارھﺎ ،ﻛﺎن ﻣﺎدﺗﮭﺎ ﻓﻲ ﻛل ذﻟك ﺳﻔك دﻣﺎء
ﯾﺷﯾد ﺣﺿﺎرة اﻷﺑرﯾﺎء وﻧﮭب ﺛرواﺗﮭم واﺣﺗﻼل دﯾﺎرھم واﺗﺧﺎذھم إﻧﺳﺎن اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻣﺳ َ َ
ُﺗﻌﻣر ﻋﺑدا ّ
اﻵﻟﺔ ﺑﻌرﻗﮫ وﯾﻧﺳف ﻣن أﺟل ﻗﯾﺎﻣﮭﺎ اﺳﺗﻘراره اﻟروﺣﻲ واﻟﻌﻘﻠﻲ واﻟﺑدﻧﻲ.
أﯾﻧﺳﻰ اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﮫ اﻟﻣﺳﺗﻌﻣرون اﻷوروﺑﯾون ﺑﺎﻟﮭﻧود اﻟﺣﻣر و اﻟﻠﺟوء ﻟﻛل ﺣﯾﻠﺔ واﺗﺧﺎذ ﻛل
طرﯾﻘﺔ ﻟﺳﻔك دﻣﺎﺋﮭم اﻟﺑرﯾﺋﺔ ﺣﺗﻰ ﺑﻠﻎ ﻋدد ﻣن ﻗﺗﻠوا ١١٢ﻣﻠﯾون ﻗﺗﯾل ﯾﻧﺗﻣون اﻟﻰ ٤٠٠ﺛﻘﺎﻓﺔ
رﺣل ﻣﺎ ﯾزﯾد ﻋن ﻋﺷرة ﻣﻼﯾﯾن أﻓرﯾﻘﻲوأﻣﺔ ؟ أﯾﻧﺳﻰ اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﺑﺷﺎﻋﺔ "اﻟرﺟل اﻷﺑﯾض "ﻋﻧدﻣﺎ ّ َ
وﻗودا ﻟﻧﮭﺿﺔ أﻣرﯾﻛﺎ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ؟ أﯾﻧﺳﻰ اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﻛذﻟك أن أﻋظم اﻟﻣذاﺑﺢ اﻟﻣﻌﺎﺻرة ،ﻛﺎﻧت ﻓﻲ
اﻟﺣروب اﻟﺗﻲ وﻗﻌت ﺑﯾن أﻣم اﻟﺣﺿﺎرة اﻟﻐرﺑﯾﺔ ﺗﻧﺎﻓﺳﺎ وﺗﻛﺎﻟﺑﺎ ﻋﻠﻰ ﺛروات ﺑﻌﺿﮭم ﻣﻣﺎ دﻋﺎ أﻋظم
ُﯾﺳﻣﻲ اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن ”،ﻗرن اﻟﻘﺗل
َ ﻣﻔﻛري اﻟﺣﺿﺎرة ﺑرﯾﺟﻧﺳﻛﻲ -ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﮫ " اﻟﻔوﺿﻰ" ،أن
ّ
اﻟﻣﻠﯾوﻧﻲ " .أﯾﻧﺳﻰ اﻟوﻋﻲ اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ اﻟﻣﻌﺎﺻر أن أﻓﺗك اﻟﺣروب اﻟﻣﻌﺎﺻرة ،ﻗد أﺷﻌﻠﮭﺎ وﻏذاھﺎ
اﻟﻐرب ﺗﻌظﯾﻣﺎ ﻟﻔﻛره اﻟﻘﺎروﻧﻲ ،اﻟﻘﺎﺋم ﻋﻠﻰ ﻋﺑﺎدة اﻟﻣﺎل وﻗﺗل اﻷﺑرﯾﺎء ؟
ﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﻘﺗل ﺳﻧﺔ اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن ،ﻟو ﻛﺎن ﷲ رﺑﻲ اﻟﻌظﯾم ورب ﻛل ﺷﻲ ھو اﻟﻣﻌﺑود ﻣن دون
اﻟﻌﺎﻟﻣﯾن ،وﻟﻛن ﺣﺎل اﻧﺻراف اﻹﻧﺳﺎن ﻋن ﻋﻘﯾدة ﺗوﺣﯾد ﷲ رب اﻟﺳﻣوات ،ﯾﻧﺷﺊ اﻹﻧﺳﺎن
ﺿﻼﻻت ﻻ ﺣد ﻟﮭﺎ ﻋن اﻟﺣﯾﺎة ـ ﺗﺻﺑﺢ ﻣﻌﺑوده -وﺗﺻﺑﺢ اﻟطﺎﻏوت اﻟذي ﯾﻘود ﺣرﻛﺔ اﻟﺣﯾﺎة :ﻣن
أﺟﻠﮫ ﯾﺣﯾﺎ وﻣن أﺟﻠﮭﺎ ﯾﻘﺎﺗل وﻣن أﺟﻠﮭﺎ ﯾﻣوت.
(اﻟذﯾن آﻣﻧوا ﯾﻘﺎﺗﻠون ﻓﻲ ﺳﺑﯾل ﷲ واﻟذﯾن ﻛﻔروا ﯾﻘﺎﺗﻠون ﻓﻲ ﺳﺑﯾل اﻟطﺎﻏوت ) اﻵﯾﺔ /اﻟﻧﺳﺎء ٧٦
اﻟﺗﺻور اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﻣﻧﺑﺛق ﻣن ﻋﻘﯾدة اﻟﺗوﺣﯾد ﻻ ﯾﻔرق ﺑﯾن ﻛﻔر اﻟﯾﮭود اﻟﻣﻌﺎﺻرﯾن وﻻ ﻛﻔر ﻗوم
ﺻﺎﻟﺢ و أو ﻛﻔر ﻗوم ﻋﺎد ،ﻓﺎﻟﻛﻔر ھو اﻟﻛﻔر ،ﺗﺗﻐﯾر ﺷﻌﺎراﺗﮫ و راﯾﺎﺗﮫ ،وﻟﻛن ﻻ ﺗﺗﻐﯾر أﺑدا أﻓﻌﺎﻟﮫ
و ﻣﺳﺎﻟﻛﮫ.
أي ﻓرق ﺑﯾن ﻓﺳﺎد اﻟﺣﺿﺎرة اﻟﯾﮭودﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة وﻧﮭﺑﮭﺎ ﻟﺛروات اﻟﺑؤﺳﺎء واﻟﺿﻌﻔﺎء وﺑﯾن ﻣﺎ ﻛﺎن
ﯾﻔﻌﻠﮫ ﻗوم ﻟوط أو ﺑطش ﻗوم ﻋﺎد أو ﻟﺻوﺻﯾﺔ ﻗوم ﺷﻌﯾب ،ﻋﻧدﻣﺎ ﻛﺎﻧوا ﯾطﻔﻔون اﻟﻛﯾل وﯾﺑﺧﺳوا
اﻟﻧﺎس أﺷﯾﺎﺋﮭم ﻛﻣﺎ ﺣﻛﻰ ﻋﻧﮭم ﷲ ﺳﺑﺣﺎﻧﮫ وﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﮫ اﻟﻌزﯾز ؟ ﻻ ﻓرق إطﻼﻗﺎ ،ﻷﻧﮭم ﻗد
ﺗوﺣدوا ﻓﻲ اﻷﺻل اﻟذي اﻧﺑﻌث ﻣﻧﮫ إﺟراﻣﮭم ،ذﻟﻛم ھو اﻟﺷرك ﺑﺎ .
ﯾﻘول ﷲ ﺳﺑﺣﺎﻧﮫ وﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋن ﻗوم ﻋﺎد ﻋﻧدﻣﺎ ﻧﺻﺣﮭم ﻧﺑﻲ ﷲ اﻟﻛرﯾم ھود ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم
ﻗﺎﺋﻼ ﻟﮭم:
ﺟﺑﺎرﯾن (
(أﺗﺑﻧون ﺑﻛل رﯾﻊ آﯾﺔ ﺗﻌﺑﺛون ،وﺗﺗﺧذون ﻣﺻﺎﻧﻊ ﻟﻌﻠﻛم ﺗﺧﻠدون وإذا ﺑطﺷﺗم ﺑطﺷﺗم ّ
اﻟﺷﻌراء ١٣٠-١٢٨
ھذا ھو ﺣﺎل اﻷﻣﺔ اﻟﻣﺷرﻛﺔ ﺑﺎ ﺗﻌﺎﻟﻰ ،إذ ﺗﻘﺿﻲ ﺣﯾﺎﺗﮭﺎ ﺑﯾن ﻟﮭو وﻋﺑث أو ﺑﯾن ﻣﻛر وإﻓﺳﺎد
وإﺟرام ﺑﺣق ﻣن أﺿﻌف ﻣﻧﮭﺎ ﺣﯾﻠﺔ وﻗوة.
وھذا اﻟوﺿﻊ ﻻ ﯾﻧﻲ ﻣﺳﺗﻣر ﻓﻲ ﺣﯾﺎة اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﻛﻠﻣﺎ اﻧﺣرﻓت ﻋن ﺻراط ﷲ اﻟﻣﺳﺗﻘﯾم.
واﻟﺷﯾﻌﺔ اﻟرواﻓض ﯾﻘدﻣون ﻧﻣوذﺟﺎ آﺧر ،ﻻ ﯾﻔﺗرق ﻋن اﻟﺟﺎھﻠﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻋﻧد ﺑﻌﺛﺔ اﻟﻣﺻطﻔﻰ
ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم .ﻓﮭم ﻛﺎﻧوا ﯾﻌرﻓون أن ﷲ ﺳﺑﺣﺎﻧﮫ وﺗﻌﺎﻟﻰ ھو اﻟﺧﺎﻟق وﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن
ذﻟك ،ﯾﺷرﻛون ﺑﮫ ﻣﺎ ﻟم ﯾﻧزل ﺑﮫ ﺳﻠطﺎﻧﺎ.
ﯾدﻋون ﺣب ﷲ واﻟرواﻓض ﻣﺛل ﺣﺎل اﻟﻣﺷرﻛﯾن اﻟﻌرب ﻋﻧد ﺑزوغ ﻓﺟر اﻟﺑﻌﺛﺔ اﻟﻧﺑوﯾﺔ ،ﻓﮭم ّ
ورﺳوﻟﮫ وآل ﺑﯾﺗﮫ وھم وﯾﺷرﻛون ﺑﮫ ،ﺣﺗﻰ ﺗﺷﺎﺑﮭوا ﻣﻊ ﻛل أﻣم اﻟوﺛن ﻓﻲ أﻓﻌﺎﻟﮭﺎ ،ﻓﻲ اﻟﻘدﯾم أو
اﻟﺣدﯾث وﻋﻠﻰ رأس ذﻟك ،ﺣﺿﺎرة اﻟﯾﮭود واﻟﻣﺎﺳون.
وﻣن ﺷرﻛﮭم ﺑﺎ واﻟذي ﻧﺑﻊ ﻣﻧﮫ ﺗﻌطﺷﮭم ﻟﻠﻘﺗل واﻹﺟرام ،ﺗﻌﻠﻘﮭم ﺑﺎﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﺧراﻓﯾﺔ اﻟﻣﺳﻣﻰ "
اﻟﻣﮭدي " واﻟذي ﻧﺳﺟوا ﺣوﻟﮫ ﻣن اﻷﺳﺎطﯾر ﻣﺎ ﻧﺳﻔوا ﺑﮫ اﻹﺳﻼم وأﺛﺑﺗوا ﻋﻠﻰ أﻧﻔﺳﮭم أﻧﮭم طﺎﺋﻔﺔ
ﻣﺎرﻗﺔ ﻣن اﻹﺳﻼم اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺔ ﻟﻠﺧﻠود ﻓﻲ ﻋذاب اﻟﺟﺣﯾم إذا ﻣﺎﺗوا ﻋﻠﻰ ذﻟك وﻟم ﯾﺗوﺑوا إﻟﻰ ﷲ
اﻟواﺣد ّ
اﻟدﯾﺎن .ﺳﺑﺣﺎﻧﮫ وﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋن ﺷرﻛﮭم.
اﻟﻣﮭدي اﻟﻣﻧﺗظر ﻋﻧد ﺧروﺟﮫ – ﻛﻣﺎ ﺗﻧﺳﺞ ﻣﺧﯾﻠﺗﮭم اﻟﻣرﯾﺿﺔ وأوھﺎﻣﮭم اﻷﺳطورﯾﺔ ،ﻟن ﯾﻛون
ھﻣﮫ اﻷول اﻟﻘﺗل وﺳﻔك اﻟدﻣﺎء اﻟﺑرﯾﺋﺔ وھم طﺑﻌﺎ ﻣن اﻟﻌرب .وھذه ﺑﻌﺿﺎ ﻣن أﻓﻌﺎلإﻻ ﻣﺟرﻣﺎ ّ ،
ﻣﮭدي اﻟﺷﯾﻌﺔ اﻟﻣﻧﺗظر:
•وﻓﻲ ﯾوم اﻟﺟﻣﻌﺔ ٩ﻣن اﻟﻣﺣرم ﯾﻘﺗل ﺧطﯾب اﻟﺣرام اﻏﺗﯾﺎﻻ .وﯾذﻛر أﺣد ّ
ﻛﺗﺎب اﻟرواﻓض )
ﻛﺎﻣل ﺳﻠﯾﻣﺎن ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﮫ اﻟﺧﻼص إﻧﮫ ) أي اﻟﻣﮭدي ( ﯾﻘﺗل ﺧطﯾﺑﮭم ) أي ﺧطﯾب اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻣن أھل
اﻟﺳﻧﺔ ( ﻓﻲ اﻟﺗﺎﺳﻊ ﻣن اﻟﻣﺣرم وﯾﺗﺧﻔﻲ ﻓﻲ اﻟﺣرم)
ﺛم ﺑﻌد ذﻟك ﯾﺑدأ "ﻣﮭدي اﻟرواﻓض" ﻓﻲ ﺗﺻﻔﯾﺔ ﺧﺻوﻣﮫ ﻛﻣﺎ ﯾزﻋﻣون ،واﻟﺧﺻوم ﻛﻣﺎ ﻋﻧد أھل
اﻟﺷرك ﻣن اﻟرواﻓض ،ھم أھل اﻟﺳﻧﺔ .ﯾﻘول اﻟراﻓﺿﻲ ﻛﺎﻣل ﺳﻠﯾﻣﺎن ) ﻟن ﯾرﺗﺎح ﻟﺧروج اﻟﻣﮭدي
ﻣن ﯾﺧﺎف ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳﮫ ﻣن ﺣد ﺳﯾف اﻟﺣق ﻓﻘد ﻧﻌﺗﮫ اﻟﺻﺎدق ﺑﺄﻧﮫ وﻟﻲ اﻟدم ،واﻟﺛﺄر ﻵﺑﺎﺋﮫ وأﺟداده
اﻟﻣظﻠوﻣﯾن وھو اﻟذي ﯾﺗوﻟﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎص ﻣﻣن ظﻠﻣﮭم)
ﺑل ﯾذھب ھذا اﻟﻣﮭدي اﻟﻣزﻋوم أﻋظم ﻣن ذﻟك ،إذ ) إذا ﻗﺎم اﻟﻘﺎﺋم ھدم اﻟﻣﺳﺟد اﻟﺣرام ﺣﺗﻰ ﯾرده
ورد اﻟﻣﻘﺎم –ﻣﻘﺎم إﺑراھﯾم إﻟﻰ اﻟﻣوﺿﻊ اﻟذي ﻛﺎن ﻓﯾﮫ وﻗطﻊ أﯾدي ﺑﻧﻲ ﺷﯾﺑﺔ ّ
وﻋﻠﻘﮭﺎ إﻟﻰ أﺳﺎﺳﮫ ّ ،
ﺳراق اﻟﻛﻌﺑﺔ ( ھذا ﻣﺎ ﯾؤﻛده ﻛﺗﺎب ﯾوم اﻟﺧﻼص. ﻋﻠﻰ ﺑﺎب اﻟﻛﻌﺑﺔ وﻛﺗب ﻋﻠﯾﮭﺎ ھؤﻻء ّ
وﺟﺎء ﻓﻲ ﻛﺗﺎب "ﺑﺣﺎر اﻷﻧوار" ﻋرﺿﺎ ﻟﺑﻌض أﻓﻌﺎل ﻣﮭدي اﻟراﻓﺿﺔ اﻟﺷﯾﻌﻲ اﻟﻣﺟرم إذ أﻧﮫ وﺑﻌد
ﺧروﺟﮫ ﯾﺗﺟﮫ إﻟﻰ اﻟﻣدﯾﻧﺔ اﻟﻣﻧورة ) ِ ُ
َﯾرد إﻟﻰ ﻗﺑر ﺟده ﻓﯾﻘول :ﯾﺎ ﻣﻌﺷر اﻟﺧﻼﺋق ،ھذا ﻗﺑر ﺟدي
رﺳول ﷲ ﻓﯾﻘوﻟون :ﻧﻌم ﯾﺎ ﻣﮭدي آل ﻣﺣﻣد .ﻓﯾﻘول :وﻣن ﻣﻌﮫ ﻓﻲ اﻟﻘﺑر ؟ ﻓﯾﻘوﻟون ﺻﺎﺣﺑﺎه
وﺿﺟﯾﻌﺎه أﺑو ﺑﻛر وﻋﻣر .ﻓﯾﻘول وھو أﻋﻠم ﺑﮭﻣﺎ واﻟﺧﻼﺋق ﻛﻠﮭم ﺟﻣﯾﻌﺎ ﯾﺳﻣﻌون :ﻣن أﺑو ﺑﻛر
وﻋﻣر وﻛﯾف دﻓﻧﺎ ﻣن ﺑﯾن اﻟﺧﻠق ﻣﻊ ﺟدي رﺳول ﷲ .....إﻧﮭﻣﺎ دﻓﻧﺎ ﻣﻌﮫ ﻷﻧﮭﻣﺎ ﺧﻠﯾﻔﺗﺎ رﺳول ﷲ
ُﺧرﺟﺎن ﻏﺿﯾن طرﯾﯾن ﻟم وأﺑو زوﺟﺗﯾﮫ .ﻓﯾﻘول ﻟﻠﺧﻠق ﺑﻌد ﺛﻼث :أﺧرﺟوھﻣﺎ ﻣن ﻗﺑرھﻣﺎ ،ﻓﯾ َ
ﯾﺗﻐﯾر ﺧﻠﻘﮭﻣﺎ وﻟم ﯾﺷب ﻟوﻧﮭﻣﺎ .ﻓﯾﻘول :ھل ﻓﯾﻛم ﻣن ﯾﻌرﻓﮭﻣﺎ ؟ ﻓﯾﻘوﻟون :ﻧﻌرﻓﮭﻣﺎ ﺑﺎﻟﺻﻔﺔ
وﻟﯾس ﺿﺟﯾﻌﺎ ﺟدك ﻏﯾرھﻣﺎ ،ﻓﯾﻘول ھل ﻓﯾﻛم أﺣد ﯾﻘول ﻏﯾر ھذا أو ﯾﺷك ﻓﯾﮭﻣﺎ ؟ ﻓﯾﻘوﻟون :ﻻ
ﻓﯾؤﺧر إﺧراﺟﮭﻣﺎ ﺛﻼﺛﺔ أﯾﺎم ﺛم ﯾﻧﺷر اﻟﺧﺑر ﻓﻲ اﻟﻧﺎس وﯾﺣﺿر اﻟﻣﮭدي وﯾﻛﺷف اﻟدران ﻋن
اﻟﻘﺑرﯾن وﯾﻘول ﻟﻠﻧﻘﺑﺎء :اﺑﺣﺛوا ﻋﻧﮭﻣﺎ واﻧﺑﺷوھﻣﺎ ﻓﯾﺑﺣﺛون ﺑﺄﯾدﯾﮭم ﺣﺗﻰ ﯾﺻﻠوا إﻟﯾﮭﻣﺎ ﻓﯾﺧرﺟﺎن
ﻏﺿﯾن طرﯾﯾن ﻛﺻورﺗﮭﻣﺎ ﻓﯾﻛﺷف ﻋﻧﮭﻣﺎ أﻛﻔﺎﻧﮭﻣﺎ وﯾﺄﻣر ﺑرﻓﻌﮭﻣﺎ ﻋﻠﻰ دوﺣﺔ ﯾﺎﺑﺳﺔ ﻧﺧرة
ﻓﯾﺻﻠﺑﮭﻣﺎ ﻋﻠﯾﮭﻣﺎ ﻓﺗﺣﯾﺎ اﻟﺷﺟرة وﺗورق وﯾطول ﻓرﻋﮫ)
وﻛﻣﺎ ﯾزﻋم اﻟراﻓﺿﻲ ﺻﺎﺣب ﻛﺗﺎب "ﺑﺣﺎر أﻷﻧوار" أن ﻣﮭدي اﻟراﻓﺿﺔ ﯾطﻠب ﻣﻣن واﻟوا وأﺣﺑوا
أﺑﺎ ﺑﻛر وﻋﻣر أن ﯾﻌﻠﻧوا اﻟﺑراءة ﻣﻧﮭﻣﺎ ﻓﯾرﻓﺿون ،ﻟﻣﺎ ﯾﻌﻠﻣون ﻣن أﻓﺿﺎﻟﮭﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻹﺳﻼم .ﻋﻧد
ذﻟك:
(ﯾﺄﻣر اﻟﻣﮭدي رﯾﺣﺎ ﺳوداء ﻓﺗﮭب ﻋﻠﯾﮭم ) أي ﻣﻣن رﻓض اﻟﺑراءة ﻣن أﺑﻲ ﺑﻛر وﻋﻣر ) ﻓﺗﺟﻌﻠﮭم
ﻛﺄﻋﺟﺎز ﻧﺧل ﺧﺎوﯾﺔ)
ھذه ﺑﻌض أﻓﻌﺎل اﻟﻣﻠﻌون ﻣﮭدي اﻟراﻓﺿﺔ ﻓﻲ أﺗﺑﺎع اﻟﺷﯾﺧﯾن ﺧﻠﯾﻔﺗﺎ رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ
وﺳﻠم ،وھذه ﻗدرة ﻣﮭدي اﻟراﻓﺿﺔ اﻟﺧﺎرﻗﺔ :ﺑﻌث وإﺣﯾﺎء ﻟﻠﻣوﺗﻰ وطﺎﻋﺔ اﻟطﺑﯾﻌﺔ ﻣن رﯾﺎح
وأﻣطﺎر ﻟﮫ ،وإﻧﮭﺎ ﺑذﻟك ،ﺗﻣﺎﺛل ﻗدرة ﷲ ﺳﺑﺣﺎﻧﮫ وﺗﻌﺎﻟﻰ .ﺗﻌﺎﻟﻰ ﷲ ﻋﻣﺎ ﯾﻘوﻟون ،وھو وﺣده
ٌ
ﻗﺎدر ﻓﻲ اﻷرض أو ﻓﻲ اﻟﺳﻣﺎء. اﻟﻘﺎدر ﻋﻠﻰ ﻛل ﺷﻲء وﻻ ﺳواه
ﻟﻣﺎ ظﻠﻣوا
ﺛم ﯾﺄﺗﻰ اﻟﯾوم اﻟﻣوﻋود ﺑﺎﻻﻧﺗﻘﺎم ﻣن أﺑﻲ ﺑﻛر وﻋﻣر ،وﺗﺻﻔﯾﺔ اﻟﺣﺳﺎب اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ ﻣﻌﮭﻣﺎ َ
ﻋﻠﻲ ﺑن أﺑﻲ طﺎﻟب رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ ﺑﺎﻏﺗﺻﺎب اﻟﺧﻼﻓﺔ ﻣﻧﮫ – ﻛﻣﺎ ﻛذب أھل اﻟﻧﻔﺎق واﻟﺷرك ﻣن
ﺑﻛﺳر ﺿﻠﻊ ﻓﺎطﻣﺔ ﺑﻧت رﺳول رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ ﻛﻣﺎ ﺗﻔﺗري ﻛﺗﺑﮭم ﻋﻠﻰ ِ وﻟﻣﺎ ﻗﺎم ﻋﻣر
اﻟرواﻓض ّ ،
ّ
وﻣﻧظر اﻹﺟرام اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ اﻟﻔﺎروق ﻋﻣر رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ .ﯾﻘول ﻛﺗﺎب اﻟﺷرك ﺑﺎ ﺳﺑﺣﺎﻧﮫ وﺗﻌﺎﻟﻰ
اﻟراھن )ﻛﻣﺎ ھو ﻓﻲ اﻟﻌراق وأﻓﻐﺎﻧﺳﺗﺎن ( أو اﻟﻘﺎدم ) ﻋﻧد ﺧروج اﻟﻣﮭدي( ﻟﻠﺷﯾﻌﺔ:
(ﺛم ﯾﺄﻣر ﺑﺈﻧزاﻟﮭﻣﺎ ﻓﯾﻧزﻻن إﻟﯾﮫ ﻓﯾﺣﯾﯾﮭﻣﺎ ﺑﺈذن ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ وﯾﺄﻣر اﻟﺧﻼﺋق ﺑﺎﻻﺟﺗﻣﺎع ﺛم ﯾﻘص ﻋﻠﯾﮭم
ﻗﺻص ﻓﻌﺎﻟﮭﻣﺎ ﻓﻲ ﻛل ﻛور ودور ﺣﺗﻰ ﯾﻘص ﻋﻠﯾﮭم ﻗﺗل ھﺎﺑﯾل ﺑن آدم وﺟﻣﻊ اﻟﻧﺎر ﻹﺑراھﯾم
وطرح ﯾوﺳف ﻓﻲ اﻟﺟب وﺣﺑس ﯾوﻧس ﻓﻲ اﻟﺣوت وﻗﺗل ﯾﺣﻲ وﺻﻠب ﻋﯾﺳﻰ وﻋذاب ﺟرﺟس
وداﻧﯾﺎل وﺿرب ﺳﻠﻣﺎن اﻟﻔﺎرﺳﻲ وإﺷﻌﺎل اﻟﻧﺎر ﻋﻠﻰ ﺑﺎب أﻣﯾر اﻟﻣؤﻣﻧﯾن وﻓﺎطﻣﺔ واﻟﺣﺳن
واﻟﺣﺳﯾن ﻹﺣراﻗﮭم ﺑﮭﺎ وﺿرب ﯾد اﻟﺻدﯾﻘﺔ اﻟﻛﺑرى ﻓﺎطﻣﺔ ﺑﺎﻟﺳوط ورﻓس ﺑطﻧﮭﺎ وإﺳﻘﺎطﮭﺎ
ﻣﺣﺳﻧﺎ وﺳم اﻟﺣﺳن وﻗﺗل اﻟﺣﺳﯾن وذﺑﺢ أطﻔﺎﻟﮫ وﺑﻧﻲ ﻋﻣﮫ وأﻧﺻﺎره وﺳﺑﻲ ذراري رﺳول ﷲ
وإراﻗﺔ دﻣﺎء آل ﻣﺣﻣد وﻛل دم ﺳﻔك وﻛل ﻓرج ﻧﻛﺢ ﺣراﻣﺎ وﻛل ﺧﺑث وﻓﺎﺣﺷﺔ وإﺛم وﺟور وﻏﺷم
ﻣﻧذ ﻋﮭد آدم إﻟﻰ وﻗت ﻗﯾﺎم ﻗﺎﺋﻣﻧﺎ ﻛل ذﻟك ﯾﻌدده ﻋﻠﯾﮭﻣﺎ وﯾﻠزﻣﮭﻣﺎ إﯾﺎه ﻓﯾﻌﺗرﻓﺎن ﺑﮫ ﺛم ﯾﺄﻣر ﺑﮭﻣﺎ
ﻓﯾﻘﺗص ﻣﻧﮭﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك اﻟوﻗت ﺑﻣظﺎﻟم ﻣن ﺣﺿر ﺛم ﯾﺻﻠﺑﮭﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺷﺟرة وﯾﺄﻣر ﻧﺎرا ﺗﺧرج ﻣن
اﻷرض ﻓﺗﺣرﻗﮭﻣﺎ واﻟﺷﺟرة ﺛم ﯾﺄﻣر رﯾﺣﺎ ﻓﺗﻧﺳﻔﮭﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﯾم ﻧﺳﻔﺎ .........اﻟﺦ( ﺑﺣﺎر اﻷﻧوار .
ﺟزء ٣٥ص ١٤-١٢
أن اﻟﻣﮭدي اﻟﻣﻧﺗظر ﯾظل ﯾﻔﻌل ھذه اﻷﻓﻌﺎل وﯾﺿﯾف ھذا اﻟﻣﺟرم اﻟراﻓﺿﻲ ﻣؤﻟف ﺑﺣﺎر اﻟظﻠﻣﺎت ّ
ﺑﺎﻟﺷﯾﺧﯾن رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﻣﺎ إذ ﯾﺑﯾن أﻧﮭﻣﺎ )ﻟﯾﻘﺗﻼن ﻓﻲ ﻛل ﯾوم وﻟﯾﻠﺔ أﻟف ﻗﺗﻠﺔ وﯾردان إﻟﻰ ﻣﺎ ﺷﺎء
رﺑﮭﻣﺎ)
وﻧﺣن ﻧﻘول أﻻ ﻟﻌﻧﺔ ﷲ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷرﻛﯾن واﻟﻣﺟرﻣﯾن .ﻻﺣظ ﻣﻌﻲ أﺧﻲ اﻟﻣوﺣد رب اﻟﺳﻣوات
واﻷرض ﻻ ﺷرﯾك ﻟﮫ –ﺑذﻟك أﻣرﻧﺎ واﻟﺣﻣد ﻋﻠﻰ ﻧﻌﻣﺔ اﻟﺗوﺣﯾد – أن اﻟرواﻓض اﻟﻣﺷرﻛﯾن ﻟم
ﯾﺟرأھم ﻋﻠﻰ اﺧﺗراع ھذه اﻟﺷﺧﺻﯾﺎت اﻷﺳطورﯾﺔ ودورھﺎ اﻹﺟراﻣﻲ اﻟﻣﻧﺗظر ﻓﻲ ﺣق اﻟﻣوﺣدﯾن ّ
واﻷﺑرﯾﺎء إﻻ اﻟﺷرك ﺑﺎ وﺧﻠﻊ اﻟﺻﻔﺎت اﻹﻟﮭﯾﺔ ﻋﻠﯾﮭﺎ .وھذا ھو ﻣﺻﯾر ﻣن أﺷرك ﺑﺎ رب
اﻟﻌﺎﻟﻣﯾن ﻓﺣﺗﻣﺎ أن ﯾﺗﺣول ﻣن اﻟﻧﻘﺎء واﻹﺧﻼص واﻟﻌﻔﺔ إﻟﻰ اﻟﻔﺳﺎد واﻹﺟرام واﻟﻛﻔر ﺑﺎ رب
اﻟﻌﺎﻟﻣﯾن.
ﻟﻘد ﻛﺎن رﺳول ﷲ -ﺑﺄﺑﻲ ھو وأﻣﻲ -ﯾﻘول ﻋن ﻧﻔﺳﮫ( :ﻗل ﻻ أﻣﻠك ﻟﻧﻔﺳﻲ ﻧﻔﻌﺎ وﻻ ﺿرا إﻻ ﻣﺎ
ﺷﺎء ﷲ ) واﻟرواﻓض اﻟﺣﺎﻗدﯾن ﯾزﻋﻣون أن ﻣﮭدي اﻟﺷر واﻹﺟرام -ﻛﻣﺎ ﺗﺑﯾن ﺿﻼﻻﺗﮭم ﯾﻣﻠك
اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ ﺑﻌث اﻟﻣوﺗﻰ وإﺣﯾﺎﺋﮭم وﺗﺳﺧﯾر اﻟﻛون ﻟﻣﺷﯾﺋﺗﮫ وإرادﺗﮫ اﻟﺗﻲ ﯾﻧﻔذھﺎ ﻛﻣﺎ -ﻛذﺑوا -ﻓﻲ
ﻣن ظﻠﻣوا أھل ﺑﯾت اﻟﺧﻠﯾﻔﺔ اﻟراﺷد ﻋﻠﻲ ﺑن أﺑﻲ طﺎﻟب رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ.
واﻟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺻطﻔﻲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ﯾﻘوﻟوا ﻟﮫ اﻟﻣوﻟﻰ ﺳﺑﺣﺎﻧﮫ وﺗﻌﺎﻟﻰ ) وﻣﺎ ﺟﻌﻠﻧﺎ ﻟﺑﺷر ﻣن
ﻗﺑﻠك اﻟﺧﻠد أﻓﺈن ﻣت أﻓﮭم اﻟﺧﺎﻟدون ( اﻷﻧﺑﯾﺎء ٣٤ /
واﻟرواﻓض ﯾزﻋﻣون أن اﻟﻣﮭدي اﻟﻣﻧﺗظر ﻗد أﻋطﺎه ﷲ اﻟﻌﻣر اﻟﻣدﯾد ﻟﯾﻌﯾش ﻣﺎ ﯾزﯾد ﻋن ١٢٠٠
ﻋﺎم ،واﻟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺻطﻔﻲ ﻗد ّﺑﯾن ﻛﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﺣدﯾث اﻟﺷرﯾف أن أﻋﻣﺎر أﻣﺗﮫ ﺑﯾن اﻟﺳﺗﯾن
واﻟﺳﺑﻌﯾن.
ﻟﯾس ﻣن اﻟﻘدرات اﻟﺗﻰ ذﻛرھﺎ اﻟرواﻓض ﻓﻲ اﻟﻣﮭدي ،إﻻ رب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾن ،اﻟذي ﺑﯾده ﻣﻠﻛوت ﻛل
ﺷﻲء ،وﻟﻛن أھل اﻟﺷرك واﻹﻓﺳﺎد ﻗد اﻋﺗدوا ﻋﻠﻰ ﺣدود ﷲ اﻋﺗداء ّﺑﯾﻧﺎ واﺿﺣﺎ ،ﻓﺎﻟﻣﮭدي
اﻟﻣﻧﺗظر ﻟدﯾﮫ ذات ﻗدرات رب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾن ﻛﺎﻟﻧﻔﻊ واﻟﺿر وإﺣﯾﺎء اﻟﻣوﺗﻰ وإﺟﺎﺑﺔ دﻋوة ﻣن دﻋﺎه ،
ﻓﻼ ﻏراﺑﺔ أن ﯾﺗوﺟﮭوا إﻟﯾﮫ ﺑﺎﻟدﻋﺎء واﻟﺳؤال وطﻠب اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟدﯾﻧﯾﺔ واﻟدﻧﯾوﯾﺔ ،ﻓوﯾل ﻟﮭم ﻣﻣﺎ
اﻓﺗروا ﺑﮫ ﻋﻠﻰ ﷲ رب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾن ووﯾل ﻟﮭم ﻣﻣﺎ ﯾﺷرﻛون.
ﺛﺎﻟﺛﺎ:
اﻟﻧﻔﺎق........
ﻣن أﻟزم ﺧﺻﺎﺋص اﻟﺣﺿﺎرة اﻟﯾﮭودﯾﺔ –اﻟﻣﺎﺳوﻧﯾﺔ ھو إدﻋﺎﺋﮭﺎ ﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺷﻌﺎرات اﻟزاﺋﻔﺔ اﻟﺗﻲ
ﻻ ﺗﺧدم إﻻ ﻋﻠوھﺎ واﺳﺗﻛﺑﺎرھﺎ ﻓﻲ اﻷرض ودﻓﻊ أﻣم اﻷرض ﻗﺎطﺑﺔ ﻧﺣو اﻟﻣزﯾد ﻣن اﻹﻓﺳﺎد
واﻟﺷرك ﺑﺎ وﺗﺧرﯾب آﺻرة اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ.
واﻟدوﻟﺔ اﻟراﻓﺿﯾﺔ اﻟﻣﺷرﻛﺔ ﻻ ﺗﻘل ﻋن ذﻟك ﻓﻲ اﻟﻧﻔﺎق وﺗﺿﺎد اﻷﻓﻌﺎل اﻹﺟراﻣﯾﺔ ﻟﻠﺷﻌﺎرات
وﺟﮭﺎل أھل اﻟﺳﻧﺔ ﻓﻲ ﻣﺷﺎرق اﻟﻌﺎﻟم اﻹﺳﻼﻣﻲ وﻣﻐﺎرﺑﮫ
ّ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾطﻠﻘوﻧﮭﺎ ﻟﺗﺿﻠﯾل أﺗﺑﺎﻋﮭم
ﻟﺟرھم إﻟﻰ ﻣواطن اﻟوﺛﻧﯾﺔ وﺳﺑل اﻟﺿﻼل ﻛﻣﮫ ھﻲ ﺣﺎﻟﮭم ،،،،،.
اﻟﺣﺿﺎرة اﻟﯾﮭودﯾﺔ –اﻟﻣﺎﺳوﻧﯾﺔ ﺗرﻓﻊ ﻣن اﻟﺷﻌﺎرات ﻣﺎ ﯾﻧﻔطر ﻟﮭﺎ ﻗﻠب اﻟﺟﺎھل إﻋﺟﺎﺑﺎ وإﺟﻼﻻ
ﻟروﻋﺗﮭﺎ وﺳﻣوھﺎ ،وﻟﻛﻧﮭﺎ ﻻ ﺗﺟد ﻣﻧﻔذا ﻓﻲ ﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟظﺎﻟﻣﯾن واﻟطﻐﺎة اﻟﻣﺗﺟﺑرﯾن إﻻ ﺑﻘدر ﻣﺎ
ﺗطﻣﺋن ﻗﻠوﺑﮭم أن اﻟﺳﻌﻲ ﻟﺗطﺑﯾﻘﮭﺎ ﻣرﺗﺑط ﺑﺈﺳﺎﻟﺔ اﻟدﻣﺎء وھﺗك اﻷﻋراض وﺳرﻗﺔ اﻟﺛروات
واﻟﮭﯾﻣﻧﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻣم اﻟﻣﺳﺗﺿﻌﻔﺔ ﻓﻲ اﻷرض....
ھﻧﺎﻟك ﺗرﻓﻊ اﻟﺷﻌﺎرات اﻟﺑراﻗﺔ ﻛﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن واﻟﺣرﯾﺔ واﻟرﺧﺎء وﻏﯾرھﺎ ﻣن أﻛﺎذﯾب اﻟﺣﺿﺎرة
وﻧﻔﺎﻗﮭﺎ....
ﻟم ﺗرﻓﻊ ھذه اﻟﺷﻌﺎرات ﻓﻲ اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺣدﯾث إﻻ و وراﺋﮭﺎ دﻋوة ﻟﻠﺣرب ﺿد اﻟﺿﻌﻔﺎء أو ﻟﻠﺗﻐﻠﻐل
ﻓﻲ ﺷؤوﻧﮭم أو ﺳرﻗﺔ ﺛرواﺗﮭم.
اﻷﻣﺛﻠﺔ أﻛﺛر ﻣن أن ﺗﺣﺻﻰ وﻟﻛن ﻷ ﺑﺄس ﺑﺈذاﻋﺔ ﺑﻌﺿﮭﺎ ﻟﻧﻔﻘﮫ ﺳﻧن ﺣﺿﺎرات اﻟﺷرك واﻟوﺛﻧﯾﺔ..
.
ﻓﻣن أﺟل اﻟﺗﻣﻛﯾن ﻟﻠﺷرﻛﺎت ﻋﺎﺑرة اﻟﻘﺎرات ﻣن اﻻﺳﺗﯾﻼء ﻋﻠﻰ ﺛروات اﻷﻣم اﻟﺿﻌﯾﻔﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎ ،
ﺗم طرح ﺷﻌﺎرات " اﻟﺳوق اﻟﺣرة طرﯾق اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي " وﺗم ﺗطﺑﯾق ھذا اﻟﺷﻌﺎر ﻣن ﺧﻼل
اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻵﺛﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟذي أطﺎع أﻣرﯾﻛﺎ إﻟﮫ اﻟظﺎﻟﻣﯾن وﻋﺻﻰ ﷲ إﻟﮫ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾن
ورب اﻟﻣوﺣدﺑن ،ﻓﻣﺎذا ﻛﺎﻧت اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ ؟
ﻟﻘد ازداد اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻌرﺑﻲ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﺑؤﺳﺎ وﻓﻘرا وإذﻻﻻ أﻣﺎم اﻟﺟﺑروت اﻟﯾﮭودي– اﻟﻣﺳﯾطر ﻋﻠﻰ
اﻟﻌﺎﻟم وازداد اﻟﻧﻔوذ اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم اﻹﺳﻼﻣﻲ وﻓﻲ أي دوﻟﺔ أطﺎﻋﺔ أﺣﻼﻣﮭم وأﻣﺎﻧﯾﮭم
وﺻدﻗت ﺑوﻋودھم اﻟﺗﻲ َ ِ ُ َ
ﯾﻌدون اﻟﻌﺎﻟم ﺑﮭﺎ. ّ
وﺧذ ﻛذﻟك ﻣﺛﻼ "ﻣﺷروع اﻟﺷرق اﻷوﺳط اﻟﻛﺑﯾر " اﻟذي أطﻠﻘﺗﮫ إدارة ﻓرﻋون اﻟﻌﺻر " ﺑوش "
ﻟﺗﻐﯾﯾر ﻣﺎ ﯾُﺳﻣﻰ ﺑﺎﻟﻌﺎﻟم اﻹﺳﻼﻣﻲ ﺻوب اﻟﺣرﯾﺔ و اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﻣزﻋوﻣﺔ ،وﻟﻛن ﻣﺎذا ﺟﻧﻰ
اﻟﻌﺎﻟم اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻣن ھذه اﻟﺷﻌﺎرات واﻟﺳﯾﺎﺳﺎت ؟ ﻣن ﺣﺻﺎﺋد أﻓﻛﺎر ﺟورج ﺑوش وأرﻛﺎن ﻗﯾﺎدﺗﮫ
اﻟﯾﮭودﯾﺔ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
1.ﺗﻐﯾﯾر ﻣﻧﺎھﺞ اﻟﺗﻌﻠﯾم ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم اﻹﺳﻼﻣﻲ وﺧﺻوﺻﺎ ﻓﻲ ﺣﻘل " اﻟﻌﻘﯾدة اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ" وإﺑﺎﺣﺔ
اﻹﺧﺗﻼط وﺗﻘﻧﯾﻧﮫ ﻣﻣﺎ أﺳﮭم ﻓﻲ زﯾﺎدة اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ أﻛﺛر ﻓﺄﻛﺛر ﺑﺎﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﺳوﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﺗﻐﯾﯾر
ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ وﺧﺻوﺻﺎ " اﻟﯾوﻧﺳﻛو " ﻣﻣﺎ أﺳﮭم ﻓﻲ ﺗﺧرﯾب اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺔ وأﻓﺋدة
اﻟطﻼب اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن وﻋﻘﯾدﺗﮭم ،وزاد ھذا اﻟﺧداع ﻣن ﯾوﻧﺳﻛو اﻟﻣﺎﺳون اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻓﻲ ﻣﺿﺎﻋﻔﺔ
اﻟﺗدھور اﻷﺧﻼﻗﻲ واﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ﻷﺑﻧﺎء اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن.
2.وﺗﺣت ﻣﺳﻣﻰ اﻟﺣرﯾﺔ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻓﻲ اﻟﻣﺷروع -اﻟﯾﮭودي اﻟﻣﺎﺳوﻧﻲ اﻟﻣﻐطﻰ ﺑراﯾﺔ
اﻟﻣﺣرﻣﺔ
ّ أﻣرﯾﻛﯾﺔ – ﺗم إﺑﺎﺣﺔ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺷﮭوات اﻟﺑﮭﯾﻣﯾﺔ ﻓﻲ أﻣﺔ ﻛﺎﻧت ﺗرى إﺗﯾﺎن اﻟﺷﮭوات
ﻋظﯾﻣﺔ ﻣن أﻋظم اﻟﻛﺑﺎﺋر وﻗرﯾﻧﺔ اﻟﻐﺿب اﻹﻟﮭﻲ واﻻﻧﺗﻘﺎم اﻟرﺑﺎﻧﻲ ،ﻓﺈذ ﺑﻣؤﺳﺳﺎت اﻟزﻧﺎ ﺗﻧﺗﺷر
ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻧﺗﺷﺎرا ﻻ ﺳﺎﺑق ﻟﮭﺎ ﻓﻲ ﺣﯾﺎة اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ،وإذا اﻟﺟﮭل ﺑﺷرع ﷲ واﻟﻔﻘر
واﻟﺑطﺎﻟﺔ ﺗدﻓﻊ أﺑﻧﺎء وﺑﻧﺎت اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ،إﻟﻰ ارﺗﻛﺎب ﻣوﺑﻘﺔ اﻟزﻧﺎ واﻟﻌﯾﺎذ ﺑﺎ ،ﺑل وﯾﺻﺑﺢ
"ﺗﺳوﯾق" اﻟزﻧﺎ وﺗﺳﮭﯾﻠﮫ )ﻣن ﺧﻼل دور اﻟزﻧﺎ اﻟﻣﺑﺎﺷرة " ﻛﻣﺎ ﻓﻲ ﺗوﻧس أو اﻟﻣﻐرب" أو ﻏﯾر
اﻟﻣﺑﺎﺷرة " ﻛﺎﻟﻔﻧﺎدق اﻟﻔﺎﺧرة واﻟﺟذاﺑﺔ ﻛﻣﺎ ﻓﻲ دول اﻟﺧﻠﯾﺞ اﻟﻌرﺑﻲ"( وﺳﯾﻠﺔ اﻟﺣﻛوﻣﺎت اﻟظﺎﻟﻣﺔ ﻓﻲ
اﻟﻌﺎﻟم اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻟﺻرف اﻟﺷﺑﺎب ﻋن اﻹﺳﻼم وﺻرﻓﮭم ﻋن طﻐﯾﺎن ھذه اﻟﺣﻛوﻣﺎت وﻓﺳﺎدھﺎ
وﻣوﻻﺗﮭﺎ ﻟﻠﯾﮭود وﻋﺑﺛﮭﺎ ﺑﺄﻣوال اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن وﺛرواﺗﮭم.
وھذا ﻣﺛﺎل آﺧر ،أﺳوﻗﮫ ﻟﻠﻘﺎرئ اﻟﻣوﺣد رب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾن ،ﯾﺑﯾن ﺣﻘﯾﻘﺔ ﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﺗﻘدم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ
اﻟﻣزﻋوﻣﺔ اﻟذي ﺗﻧﺷده اﻟﺣﻛوﻣﺎت اﻟﻣﺎﺳوﻧﯾﺔ –اﻟﯾﮭودﯾﺔ ﻟﻠﻌﺎﻟم اﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﻘﯾﻘﺗﮭﺎ ﻏطﺎء
أﻣرﯾﻛﻲ ﯾﮭودي ،ﻟﻠﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟراﻣﯾﺔ ﻟﻘﻠب اﻟﻧظﺎم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ واﻷﺧﻼﻗﻲ
ﻷﻣﺔ ﻣﺣﻣد ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ،إذ ﻧﺷرت ﺟرﯾدة اﻷﺳﺑوع اﻟﻣﺻرﯾﺔ ) ﻋدد ( ٥١٩ﻣن
ﺗﺧﺻﯾص اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﻣﺎ ﯾﻘرب ﻣن ٨ﺑﻼﯾﯾن دوﻻر ﻟﻧﺷر ﺛﻘﺎﻓﺔ " اﻟﺟﻧس اﻵﻣن ".وﻛﻣﺎ ورد ﻓﻲ
اﻟﺟرﯾدة ،ﻓﺈن ھذا اﻟﻣﺷروع ﯾدﻋو إﻟﻰ إدﺧﺎل اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺟﻧﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟﺎﻣﻌﺎت وﺣق اﻟﻔﺗﺎة ﺗﺣت ١٨
ﺳﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺻرف ﻓﻲ ﻋذرﯾﺗﮭﺎ دون ﺳﻠطﺔ ﻣن واﻟدﯾﮭﺎ ،وﺗم اﺧﺗﯾﺎر اﻟﻣﻧﺎطق اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻓﻲ ﻣﺻر
ﻟﻧﺷر ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻔﺳﺎد واﻻﻧﺣﻼل ﺗﺣت ﻣﺳﻣﻰ اﻟﺟﻧس اﻵﻣن واﻟﺻﺣﺔ اﻹﻧﺟﺎﺑﯾﺔ ،وﻣﺎ إﻟﻰ ذﻟك ﻣن
اﻟﻌﻧﺎوﯾن اﻟﻐﺎﻣﺿﺔ ﻻﺳﺗﻐﻔﺎل ﻋﺑﺎد ﷲ وﻧﺷر اﻹﺑﺎﺣﯾﺔ واﻟﻣﺟون ﺑﯾﻧﮭم وﺟﻌل ﻣﻌﺻﯾﺔ ﷲ ﺳﺑﺣﺎﻧﮫ
وﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﺄﻟوﻓﺎ ﻏﯾر ﻣﻧﻛر ،
أﻣﺎ اﻟرواﻓض اﻟﺣﺎﻗدﯾن ،ﻓﻧﻔﺎﻗﮭم واﺿﺢ ﻣﻌﻠوم ﻻ ﻏﻣوض ﻓﯾﮫ إﻻ ﻋﻧد اﻟﺟﮭﻠﺔ أو أﺻﺣﺎب اﻟﻧﻔوس
اﻟﻣرﯾﺿﺔ..
ﯾدﻋون ﺣﺑﮭم ﻟرﺳول ﷲ ،و ﻓﻲ ذات اﻟوﻗت ﺗﺻر ﻋﻘﯾدﺗﮭم اﻟﻣﺟوﺳﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻌن ﺻﺣﺎﺑﺔ ﻓﮭم ّ
رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ،وﯾزﻋﻣون ﺳﻌﯾﮭم ﻟﻠوﺣدة ﺑﯾن اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن وھم ﻣن
ﯾﻧﺣروﻧﮭﺎ ﺑﺳﻛﯾن اﻟﺣﻘد واﻟدﺳﺎﺋس وﻋون ّ
اﻟﻛﻔﺎر ﻋﻠﻰ ﻋورات اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن وﻣﺻﺎﻟﺣﮭم ،وھم ﻣن
ﯾرﻓﻌون راﯾﺔ " اﻟﻣوت ﻷﻣرﯾﻛﺎ " وھم ﻣن أﻋﺎﻧوھﺎ ﺑﻛل ﺣﯾﻠﺔ وذﻟﻠوا ﻣن طرﯾﻘﮭﺎ ﻛل ﺻﻌوﺑﺔ
ﻹﺳﺎﻟﺔ دﻣﺎء اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن....
إﻟﺗﻘﺎء اﻹﺧوان :اﻟﻧﻔﺎق اﻟراﻓﺿﻲ واﻟﻛﻔر اﻟﺻﻠﯾﺑﻲ ﯾدا ﺑﯾد ﻓﻲ ﻣﯾدان ﺣرب اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن اﻟﻣوﺣدﯾن ﻓﻲ
اﻟﻌراق وأﻓﻐﺎﻧﺳﺗﺎن وﻣﺣﺎرﺑﺔ ﻋﻘﯾدة أھل اﻟﺳﻧﺔ واﻟﺟﻣﺎﻋﺔ.
أﺟﻣﻊ أﺣﺑﺎر اﻟرواﻓض ورھﺑﺎﻧﮭم أن ﺣﻛوﻣﺔ اﻟﺧﻣﯾﻧﻲ واﻟﺗﻲ ﻗﺎﻣت ﺑدﻋم ﻣن اﻟﻣﺎﺳوﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ،
إﻧﻣﺎ ھﻲ اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟﻧﯾﺎﺑﺔ ﻋن اﻟﻣﮭدي اﻟﻣزﻋوم ،إذ ﯾﻧص دﺳﺗور اﻟدوﻟﺔ اﻟراﻓﺿﯾﺔ ﻓﻲ إﯾران أﻧﮭﺎ
ﻋﺟل ﷲ ﻓرﺟﮫ ﺗﻌﺗﺑر وﻻﯾﺔ اﻷﻣر وإﻣﺎﻣﺔ اﻷﻣﺔ ھﻲ دوﻟﺔ اﻟﻣﮭدي ) ﻓﻲ زﻣن ﻏﯾﺑﺔ اﻹﻣﺎم اﻟﻣﮭدي ّ
ﻓﻲ ﺟﻣﮭورﯾﺔ إﯾران اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﺑﯾد اﻟﻔﻘﯾﮫ)
ﻓﺈذا ﻛﺎﻧت ﺣﻛوﻣﺔ اﻟراﻓﺿﻲ اﻟﺧﻣﯾﻧﻲ ھﻲ اﻟﻣﻣﺛﻠﺔ ﻟﻠﻣﮭدي اﻟﻣﻧﺗظر ﻋﻧد اﻟﺷﯾﻌﺔ ﻓﺈن ھذا اﻷﻣر ّ
ﯾزودﻧﺎ ﺑﺳر أﻓﻌﺎل اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻟﺳﺑﺋﯾﺔ اﻟﺻﻔوﯾﺔ واﺗﺟﺎھﮭﺎ ﻟﻘﺗل اﻟﻣوﺣدﯾن أو ﻋوﻧﮭﺎ ﻟﻣن أراد ﻗﺗل
أﺗﺑﺎع اﻟﻣوﺣدﯾن.
ﻣر ﻣﻌﻧﺎ أن ﻣن أول ﻣﮭﺎم "ﻣﮭدي اﻟﺷﯾﻌﺔ" ﻋﻧد ﺧروﺟﮫ ﻣن اﻟﺳرداب –ﻛﻣﺎ ﺗزﻋم ﻧظرﯾﺎت ﻟﻘد ّ
اﻟﻛﻔر اﻟﺷﯾﻌﯾﺔ ،ھو اﻻﻧﺗﻘﺎم ﻣن أﺗﺑﺎع ﻣﺣﻣد ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ﻷﻧﮭم –ﻛﻣﺎ ﯾزﻋﻣون -ﻗد ظﻠﻣوا
آل ﺑﯾت رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ،ﺳواء ،ﺑﺎﻏﺗﺻﺎﺑﮭم اﻟﺧﻼﻓﺔ ﻣن ﻋﻠﻲ رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ أو
ظﻠم ﻓﺎطﻣﺔ اﻟزھراء رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ وﻛﺳر ﺿﻠﻌﮭﺎ وإﺳﻘﺎط ﺟﻧﯾﻧﮭﺎ ،أو ﻗﺗل اﻟﺣﺳﯾن ،أو ﺑﻌد ذﻟك
ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ وﻣطﺎردة آل اﻟﺑﯾت وﺳﺟﻧﮭم أو ﻗﺗﻠﮭم.
ﻟذا ﻻ ﺑد أن ﯾﻧﺗﻘم اﻟﻣﮭدي اﻟﻣﻧﺗظر ﻣﻣن ﺳﺎھم ﻓﻲ ظﻠم أﺑﺎﺋﮫ وأﺟداده ،وﺑداﯾﺔ ﺷره وظﻠﻣﮫ وﺳﻔﻛﮫ
ﻟﻠدﻣﺎء ،ﻓﻲ أﺑﻲ ﺑﻛر رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ واﻟﻔﺎروق ﻋﻣر ﺑن اﻟﺧطﺎب رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ وﺟﻣﻌﻧﺎ وإﯾﺎھم
ﺟﻧﺎت اﻟﻧﻌﯾم ،ﺛم ﯾﻧﺗﺷر ﺷره وﻗﺳوة اﻧﺗﻘﺎﻣﮫ ﻓﻲ ﻛل أرض ﺗﻐص ﺑﺎﻟﻣوﺣدﯾن .أﻋﺎذﻧﺎ ﷲ ﻣن ﻓﻲ ّ
ﺷره وﺣﻣﻰ اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻣن أﺳﺎطﯾر اﻟرواﻓض.
اﻵن :اﻟﻣﮭدي ﻟم ﯾﺧرج ﻣن ﺳرداﺑﮫ اﻟذي اﺧﺗﻔﻰ ﻓﯾﮫ ﻟﯾﺣﻘق اﻹﻧﺗﻘﺎم ،وھﻧﺎﻟك ﺣﻛوﻣﺔ راﻓﺿﯾﺔ
ﺗﻘوم ﻣﻘﺎم اﻟﻣﮭدي وﺗﻣﺛﻠﮫ ،إذن :ﻻ ﺑد أن ﺗﻘوم ھذه اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻟﻣﻠﻌوﻧﺔ ،ﺣﻛوﻣﺔ وﻻﯾﺔ اﻟﻔﻘﯾﮫ ،
ﺑذات اﻟدور اﻟذي ﺳﯾﻘوم ﺑﮫ اﻟﻣﮭدي ﻋﻧد ﺧروﺟﮫ :اﻟﻘﺗل وﺳﻔك اﻟدﻣﺎء ،وھﻲ ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﺗﻘوم ﺑﮭذا
اﻟدور اﻟﺣﺎﻗد اﻹﺟراﻣﻲ ﻣﻧﻔردا ﻋﻧد اﻻﺳﺗطﺎﻋﺔ ،أو ﻣﺳﺗﻌﯾﻧﺔ ﺑﺄﻋداء اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻣﺎ أﻣﻛن ذﻟك......
وﻗد ﺗﺣﻘق ذﻟك ﻓﻌﻼ ﻣﻧذ ﻗﺎﻣت ﺣﻛوﻣﺔ وﻻﯾﺔ اﻟﻔﻘﯾﮫ ،اﻟﺧﻣﯾﻧﻲ اﻟﻣﻠﻌون ،ﻓﻣﺎ ﻣن طرﯾق إﻻ وﺳﻠﻛﮫ
ﻹﺳﺎﻟﺔ دم اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ،،،،
ﻓﻣن ﺣرﺑﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻌراق وﻋدم ﻗﺑوﻟﮫ ﻣطﻠﻘﺎ ﺑﻣﺑﺎدرة اﻟﺳﻼم اﻟﺗﻰ أﻋﻠﻧﺗﮭﺎ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ،
وﻗﺑول ﺻدام ﺣﺳﯾن ﺑﮭﺎ آﻧذاك ،إﻟﻰ إﻟﺣﺎده –ﻟﻌﻧﮫ ﷲ -ﻓﻲ اﻟﺣرم اﻟﻣﻛﻲ وإﺳﺎﻟﺗﮫ دﻣﺎء اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن
أﺛﻧﺎء ﻣوﺳم اﻟﺣﺞ ﻓﻲ أواﺧر ﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن ،إﻟﻰ ﻣﺎ ﯾﻔﻌﻠﮫ أﺣﻔﺎده اﻵن ﻛﺧﺎﻣﺋﻧﻲ
وراﻓﺳﻧﺟﺎﻧﻲ وﻧﺟﺎد –ﻋﻠﯾﮭم ﻟﻌﻧﺎت ﷲ -ﻓﻲ اﻟﻌراق وأﻓﻐﺎﻧﺳﺗﺎن ﻣن ﻗﺗل وذﺑﺢ وﺳﻔك ﻟﻠدﻣﺎء
ﺗﺟﺳﯾدا ﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻣﮭدي اﻟﻣزﻋوم ﻓﻲ أھل اﻟﺳﻧﺔ واﻟﺟﻣﺎﻋﺔ وﺗﺑﺎدل اﻷدوار ﺑﯾﻧﮭﺎ و ﺑﯾن دوﻟﺔ
اﻟﻣﺎﺳون ﻓﻲ أي ﺷر ﯾﺣﯾق ﺑﺎﻟﻣﺳﻠﻣﯾن..
ّ
ﻟﺻد اﻟﺣﻠف اﻟﻣﺟوﺳﻲ -اﻟﯾﮭودي اﻟﺣل اﻟﺷرﻋﻲ
إذا ﺗﺄﻣﻠﻧﺎ اﻟﺳﺎﺣﺔ اﻟﺳﻧﯾﺔ ،ﺳﻧﺟد أﻣﺎﻣﻧﺎ ﻋدة ﻣﻧﺎھﺞ ﻟﻠﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻟﺷر اﻟﻣﺟوﺳﻲ اﻟﯾﮭودي وﻣوﺟﺎت
اﻟﻛﻔر اﻟﺗﻲ ﯾﻘذﻓوﻧﮭﺎ ﺗﺗرى ﻋﻠﻰ أﻣﺔ ﻣﺣﻣد ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم.
ﻓﮭﻧﺎﻟك ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ﺟﻣﺎﻋﺔ اﻹﺧوان اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ،ذات اﻟﻧﻛﮭﺔ اﻟﻌﻠﻣﺎﻧﯾﺔ ،ﺳﻧﺟد أﻧﮭﺎ ﻗد
اﺧﺗﺎرت طرﯾق اﻟوﻗوف ﻣﻊ إﯾران وأﺻﻧﺎﻣﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺷﺎم ﻛﺣﺎﻓظ اﻷﺳد أو ﺣﺳن ﻧﺻر ﷲ اﻟﻣﺟوﺳﻲ
اﻟﺣﺎﻗد ،ﯾدﻓﻌﮭم ﻓﻲ ذﻟك – ﺷﻌﺎر اﻟوﻗوف ﻓﻲ وﺟﮫ اﻟﺻﮭﯾوﻧﯾﺔ اﻟﻣﺣﺗﻠﺔ ﻷرض ﻓﻠﺳطﯾن ،وأن
اﻟزﻣن ،زﻣن اﻟوﺣدة ﻓﺎﻟﺟﻣﯾﻊ ﻣﺳﻠﻣون وأن اﻹﺳﻼم ﺑﺣﺎﺟﺔ ﻷھﻠﮫ ،وﻟو ﻛﺎن ھؤﻻء اﻷھل ﻣن
اﻷﻓﺎﻋﻲ اﻟراﻓﺿﯾﺔ ،ﻋﺑدة اﻷوﺛﺎن واﻟﺷﮭوات....
أﻣﺎ ﻣذاﺑﺢ أھل اﻟﺳﻧﺔ واﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﻌراق وأﻓﻐﺎﻧﺳﺗﺎن واﻟﺷﯾﺷﺎن واﻟﺧﻧﺟر اﻟراﻓﺿﻲ ﻓﻲ ھذه
وﯾﻌﻣق أﺳﻔﮭم
ّ اﻷﺣداث ،ﻓذﻟك ﻣﻣﺎ ﻻ ﯾﻌﻧﯾﮭم ﺑﺷﻲء ،ﺑﻠﮫ ﻣﻣﺎ ﻻ ﯾﺷﻐل ﺑﺎﻟﮭم وﻻ ﯾﺛﯾر ﺣزﻧﮭم
ﺻدﻗت ﺟﻣﺎﻋﺔ اﻹﺧوان ﺑﺷﻌﺎراﺗﮭﺎ ؟؟...أﻟﯾﺳت إﯾران ﺿد أﻣرﯾﻛﺎ واﻟﺻﮭﯾوﻧﯾﺔ ﻛﻣﺎ ّ
ﯾﺎ أﻣﺔ ﺿﺣﻛت ﻣن ﺟﮭﻠﮭﺎ اﻷﻣم....
ﺛم ھﻧﺎﻟك اﻟﺳﻠﻔﯾﺔ اﻷﺛرﯾﺔ ،وھم أﺣﺳن ﺣﺎﻻ ﺑﻼ ﺷك ﻣن ﺟﻣﺎﻋﺔ اﻷﺧوان ،ﻓﻼ ﯾﺗرﻛون ﻣﺟﺎﻻ
ﻟﻠﻧﯾل ﻣن اﻟرواﻓض اﻟﺣﺎﻗدﯾن إﻻ وﺳﻠﻛوه ،إﻻ اﻟﺟﮭﺎد ﻓﻲ ﺳﺑﯾل ﷲ ﺿد اﻟرواﻓض ﻓﺈﻧﮭم ﻻ
ﯾﻧﺑﺳون ﺑﺑﻧﺔ ﺷﻔﮫ )إﻻ ﻣن رﺣم ﷲ( ﻷن ذﻟك ﻣﺧﺎﻟف ﻟﺗوﺟﮭﺎت وﻻة اﻷﻣر وﺳﯾﺎﺳﺗﮭم ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ أو اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ .زﻋﻣوا..
وﻣﺛل ذﻟك ﯾﻘﺎل ﻋن ﻋدم ﺟﮭرھم ﺑﻌداء أﻣرﯾﻛﺎ أو اﻟﺣﺿﺎرة اﻟﻐرﺑﯾﺔ أو اﻟﺗﺣرﯾض ﻋﻠﻰ ﻗﺗﺎﻟﮭﺎ...
ﺛم ھﻧﺎﻟك ﺗﻌﺎﻣل اﻟﺣﻛوﻣﺎت اﻟﻌﻠﻣﺎﻧﯾﺔ – ﻛﻣﺎ ھو ﺣﺎل دول اﻟﺧﻠﯾﺞ اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﻌﻔﻧﺔ – وﺗﻌﺎﻣﻠﮭﺎ ﻣﻊ
اﻟﻐرب ووﻻﺋﮭﺎ اﻟﻣطﻠق ﻟﮫ ،ﺛم ﻧﻌوﻣﺔ ﺳﯾﺎﺳﺗﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻟدوﻟﺔ اﻟراﻓﺿﯾﺔ اﻟﻣﻠﻌوﻧﺔ -ﻋﻧد ﷲ
واﻟﻣوﺣدﯾن -وھﻲ ﺗﻌد اﻟﻌدة اﻟﻧووﯾﺔ ﻻﺑﺗﻼع دول اﻟﺧﻠﯾﺞ – وأﻣرﯾﻛﺎ أول ﻣن ﺳﯾﻌﻧﯾﮭﺎ ﻋﻠﻰ ھذا
اﻟﮭدف اﻟﺷﯾطﺎﻧﻲ..
ﺛم ھﻧﺎﻟك اﻟﻣﻧﮭﺞ اﻟﺟﮭﺎدي اﻟﺳﺎﻣق اﻟﻌظﯾم ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ أﻣم اﻟﺷرك اﻟﻣﺟرﻣﺔ وﻋﺑد اﻟطﺎﻏوت
اﻟﻘﺎﺋم ﻋﻠﻰ ﻗﺗﺎل اﻟﻣﺷرﻛﯾن ﻛﺎﻓﺔ ﺗﻧﻔﯾذا ﻷﻣر ﷲ ﺳﺑﺣﺎﻧﮫ وﺗﻌﺎﻟﻰ ( ....وﻗﺎﺗﻠوا اﻟﻣﺷرﻛﯾن ﻛﺎﻓﺔ ﻛﻣﺎ
ﯾﻘﺎﺗﻠوﻧﻛم ﻛﺎﻓﺔ ( ﺻدق ﷲ اﻟﻌظﯾم
أن ھذه ھو اﻟﻣﻧﮭﺞ اﻟﻛﻔﯾل ﺑﺻد ھﺟوم اﻟﻣﺷرﻛﯾن وﺣﻔظ اﻟﻣوﺣدﯾن ﻓﻲ أﻧﻔﺳﮭموﻗد أﺛﺑﺗت اﻷﺣداث ّ
وأﻋراﺿﮭم وأﻣواﻟﮭم وﺣﻔظ ﻋﻘﯾدﺗﮭم ﻣن اﻟﻐزو اﻷﺧﻼﻗﻲ ﻟﺣﺿﺎرة اﻟﻣﺎﺳون ﻟﻧﺷر ﻓﺳﺎدھم
وطرﯾق اﻟﻧﮭﺿﺔ اﻟراﺷدة ﻋﻠﻰ ﻣﻧﮭﺎج اﻟﻧﺑوة ،وھﺎ ھﻲ أﻣرﯾﻛﺎ و دوﻟﺔ اﻟرواﻓض :ﻗواﺗﮭم ﻣن
ھزﯾﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻌراق وأﻓﻐﺎﻧﺳﺗﺎن إﻟﻰ ھزﯾﻣﺔ وﻣن ﻧﻛﺎﯾﺔ إﻟﻰ أﺧرى وﻣن ﺧﺳﺎﺋر إﻟﻰ ﻣﺎ أﺷد ﻣﻧﮭﺎ
واﻟﺣﻣد رب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾن.
وﺑﻐﯾر ھذا اﻟﻣﻧﮭﺞ اﻹﻟﮭﻲ اﻟذي أﻣر ﺑﮫ اﻟﺧﺑﯾر اﻟﺑﺻﯾر –ﺳﺑﺣﺎﻧﮫ وﺗﻌﺎﻟﻰ ،أﺟزم ،أن اﻟﻛوارث
اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ ﻟن ﺗﺗوﻗف ﻋن ھذه اﻷﻣﺔ ،ﻛﯾف وﻗد أﺧﺑرﻧﺎ رب اﻟﻌزة أن
اﻷﻣن ﻛل اﻷﻣن ﻓﻲ ﺗﺣطﯾم اﻟﻌﻘﺎﺋد اﻟﺷرﻛﯾﺔ وإﻗﺎﻣﺔ ﻋﻘﯾدة اﻟﺗوﺣﯾد اﻟﺗﻲ ﻣﻧﮭﺎ ﯾﻧﺑﻌث اﻟﻧور واﻷﻣن
واﻟرﺧﺎء.
(وﻛﯾف أﺧﺎف ﻣﺎ أﺷرﻛﺗم وﻻ ﺗﺧﺎﻓون أﻧﻛم أﺷرﻛﺗم ﺑﺎ ﻣﺎ ﻟم ﯾﻧزل ﺑﮫ ﻋﻠﯾﻛم ﺳﻠطﺎﻧﺎ ،ﻓﺄي
اﻟﻔرﯾﻘﯾن أﺣق ﺑﺎﻷﻣن إن ﻛﻧﺗم ﺗﻌﻠﻣون( اﻵﯾﺔ /اﻷﻧﻌﺎم ٨١
ﻓﺈن أراد أﺣدﻧﺎ أن ﯾدرك ﻟﻣﺎذا اﻟﺗﻛﺎﻟب اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻣﺟوﺳﯾﺎ راﻓﺿﯾﺎ أو ﯾﮭودﯾﺎ ،ﻓﻠﻧﻌﻠم أن اﻟﺷرك ﺑﺎ
ھو ﻣﺣور ھذا اﻟﺷر اﻟﻣﺳﺗطﯾر
(وﻻ ﺗﺧﺎﻓون أﻧﻛم أﺷرﻛﺗم ﺑﺎ ﻣﺎ ﻟم ﯾﻧزل ﺑﮫ ﺳﻠطﺎﻧﺎ ،ﻓﺄي اﻟﻔرﯾﻘﯾن أﺣق ﺑﺎﻷﻣن)
وإن أراد أﺣدﻧﺎ أن ﯾدرك ﻟﻣﺎذا اﻧﺗﺷرت ﻣوﺟﺎت اﻟﺑطﺎﻟﺔ واﻟﻔﻘر واﻟﺟرﯾﻣﺔ واﻟطﻼق واﻟﺧﯾﺎﻧﺎت
اﻷﺳرﯾﺔ وﻋﻘوق اﻟواﻟدﯾن وﻗطﯾﻌﺔ اﻷرﺣﺎم وﺳرﻗﺔ أﻣوال اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن
ﻓﻠﯾﻘرأ:
(وﻻ ﺗﺧﺎﻓون أﻧﻛم أﺷرﻛﺗم ﺑﺎ ﻣﺎ ﻟم ﯾﻧزل ﺑﮫ ﻋﻠﯾﻛم ﺳﻠطﺎﻧﺎ ،ﻓﺄي اﻟﻔرﯾﻘﯾن أﺣق ﺑﺎﻷﻣن)
ﻗل ﺻدق ﷲ ،وﺻدق رﺳوﻟﮫ اﻟﻛرﯾم:
ﺳﻠط ﷲ ﻋﻠﯾﻛم ذﻻ ﻻ ﯾﻧزﻋﮫ ﺣﺗﻰ ﺗراﺟﻌوا دﯾﻧﻛم) (وﺗرﻛﺗم اﻟﺟﮭﺎد ﻓﻲ ﺳﺑﯾﻠﻲ ّ